صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


يا ولدي : لا تركب معنا (2) / محمد أحمد عثمان-أستاذ مشارك-جامعة النيلين (الخرطوم)
Oct 10, 2007, 11:18

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

يا ولدي : لا تركب معنا (2)  

 

 محمد أحمد عثمان

7/10/2007م

في يونيو 89 نزعنا يا ولدي...

كل مفاصل أركان السلطة

كل الجيش وكل الأمن وكل الشرطة.

أخذنا الخدمة المدنية..

وكل مؤسسةٍ تملكها الدولة.

لكنا لم نفعل يا ولدي إلا جَهْدَ مُقِلْ

فالغيبوبةُ يا ولدي ..

لا تترك أحداً يفعل.

كنا نتكلمُ يا ولدي..

كنا نعبث.

نُخْصِى بعضاً..

نُقصِى بعضا.

كنا نتصارعُ يا ولدي..

من أجل السطوة والسلطة.

وكان البعض يموت..

من أجل (المشروع) لا من أجل الثورة..

أَيَّة ثورة.

والآخر منا: يَسْتَخلِفْ

يكنز مالاً ووظائِفَ..

يبني صِرحاً يجمعُ ثروة

وبعضٌ آخر يا ولدي..

يسعى لمؤامرةٍ كبرى..

لقلبَ السلطة وذبح المشروع وتصفية الحركة.

******************************

وكنا يا ولدي في الأحراش..

وبدلاً من إطلاقِ رُصاصة لصدر عدو..

يصابُ الواحدُ منا في ظَهْرِه.

كنا يا ولدي في الميدان بكبيرة من يتولي يوم الزحف..

نهربُ يا ولدي

نَخْلِفَ مفقودينَ وأسري.

نتركُ أسلحةً بملايين الدولارات..

بل بالمليارات

كانت يا ولدي أسلحةً لحماية ظهرِ وطن.

فغدت يا ولدي مدداً للأعداء.

أسلحةً جُلِبَتْ يا ولدي..

من قوت الشعب.

من وجع المرضي..

من أمصالِ حواصِلَ طفل.

ودموعِ يتامى وأرامل

جمعت يا ولدي من (حِلْيَة)

أخوات نسبية..

و (أساور) خنساوات الجبهة.

***************************

ولتركيز دعائمَ فعل الدولة

قاموا يا ولدي بحل "الحركة"..

وشَلَّ "الحركة"..

وقتل "الحركة".

قالوا زوراً حتى لا ترتطم "الحركة" مع الدولة.

حتى تلتحم الدولة مع التنظيم.

حتى تمتزج الكوفية بنياشين العسكر

ظنوا يا ولدي أن "التنظيم"..

ليس سوى "إسم عمل".

ظنوا يا ولدي أن "الحركة" شركة.

و العضوية..

ليست إلا أسهم شركة.

ولهذا باعوا يا ولدي كل الأسهم..

في بازار "الشيخ" وسوق "كبير العسكر".

**********************

ومن مذبحة الشورى خرج "المحظيون".

ومن مذبحة البدريينَ وأهل السَبْق..

خرج "المحظيون"..

غلمان "الشيخ"..

زبانية "الشيخ"..

وصنائِعَ حُسنَ نوايا "الشيخ".

بثقافةِ إفعل ما شئت..

وأصنع ما شئت..

لا تحفل بالحركة ولا بالتنظيم.

فليس هنالك "حركة" ولا "تنظيم".

لا يوجد غيرَ الخِصْي

لا يوجد غيرَ الكبت.

وليس هنالك بالحركة غير المحظيين

وأهل الخطوة.

فالآخرُ محظورْ.

واللامحظِيْ أطرش أبكم..

لا يفهم لا يتكلم.

***********************

وأخذ "المحظيون" كل ملفات الحركة.

أخذوا مصباح علاء الدين.

أخذوا الضوء الأخضر..

ومفاتيح التنظيم..

وتلابيب "الشيخ"..

وتابوت الشورى..

أخذوا كل شيوخ "الحركة"..

وأهل السَبْقِ وكل البدريين..

وشفرة دافنشي.

جعلوا من كل قواعدنا نُزلاء وأسرى

ومجرد كومبارس.

جعلوا من أهل الشورى نكرات.

************************

وعبس "الشيخُ" للآخر.

وتولى ثُلَّةِ أهل الحظوة..

وأهل الخَطْرة والخطوة.

فكل الآخر في الحركة..

إما أشعثَ أو أعمى.

لا يوجد في "الحركة" عند "الشيخ"..

إلا أهل "الحظوة"..

وأهل الحظوة وأهل الحظوة.

لا يوجد "بدريون" ولا "تنظيم"..

ولا "عضوية" ولا حتى "حركة".

لا توجد شورى.

فثوابت أمر الشورى زُهِقت

لا يوجد وحى..

وتخاطُرَ عن بعد.

إنقطع الوحي بموت "محمد"

ومات "عمر" .. وتلاشت صيحته نحو "جبل"

يوجد "شيخُ" وزُمرة

توجد بركات "الشيخِ" لأهل الحظوة..

ومحايات "الشيخِ" لأهل الخطوة.

**********************

ولهذا سرق "المحظيون" يا ولدي..

باسم "الشيخ" وباسم الكبت وباسم الصمت..

كل "الحركة".

وإرث "الحركة".

وتاريخ التنظيم.

لم يَدَعوا يا ولدي شيئاً إلا سلبوه.

حتى "الشيخ" يا ولدي أخذوه.

لم يبقي يا ولدي من فقه "الحركة"..

غيرَ شتاتٍ ناقص..

وخِطابٍ أبتر.

لم يبقي يا ولدي في "الحركة"..

غير مُعَّوق ومُلَّفقْ

لم يبقي يا ولدي من إرث الحركة..

غير المنشية والقصر.

**********************

وبعد قيام الإنقاذ..

وبدلاً عن نصف الشهر..

ذهب "الشيخ" حبيساً عدة أشهر..

ومضى الآخرُ يتبختر نحو القصر.

ونام "الشيخُ" بكوبر نومة أهل الكهف.

أما "غلمان" الشيخ فلم تأخذهم سِنَةٌ أو نوم.

وفي غيبة "شيخ"..

أوصدوا باب "الخَلْوة".

جمعوا كل ملفات "الحركة"..

وكل الأوراق المخفية.

وضعوا دراسة جدوى حصرية.

جعلوا كل الطُرُقِ تؤدي إلى "القصر"

وحفروا نفقاً بين "المنشية" و "كوبر".

************************

وبعد سقوط "الشورى" وموت "الحركة"..

ومجيء "صَفَرْ".

وبعد تَجَزَُّر أمرَ الدولة.

كتب "الشيخُ" يا ولدي "الإسلام والحكم"..

فلتأخذ يا ولدي "الإسلام" وتلزمْ..

ولكن ماذا تعني كلمة "حُكمْ " ؟

بعد زوال الحكم..

وبعد ضياع الفرصة والسانحة الكبرى.

وفي "عَمَّان" كتب رئيس وزراء عصر النكسة..

كُتُباً عُدَّة حول النكسة.

فمن يقرأ يا ولدي ثقافة عصر النكسة.

************************

ولتعلم يا ولدي..

لم يكن الامر توافُقْ..

بين "حبيسٍ" و "رئيس".

كان تَخاطُرْ بين الحَضْرَة والغَفْلة.

كان نزاعاً بين طَليقٍ ومُقَّيَدْ.

كان صِراعاً حول المستقبل.

حول "النعجة" من يضُمُمها يا ولدي..

وقداسة بقرة.

كان صِراعاً بين مُسَّيطر ومُهيمن.

كان نزاعاً بين حواري ومُعلِّم.

حرباً بين أبن القيم وتقيُ الدين.

ونزاعاً بين أبي مسلم وأبي جعفر.

كانت معركةً يا ولدي بغياب الجُمهور.

والخاسِرُ يا ولدي من يَحْقِرَ أمر الجمهور..

يَصفعُ بالشورى..

يَسْفَهُ بالتحكيم..

يجهلُ أنَّ الجمهورَ حَكَمْ.

كان صراعاً يا ولدي بين مَلَفَّاتْ.

مَلَّفٌ ناقص ومَلَّفٌ يحوى كل المعلومات.

مَلَّفٌ بتفاصيل ومَلَّفٌ لا يحوى إلا كُلِّياتْ.

ومَلَّفٌ غيرُ مُباح..

موصودٌ بالشمع الأحمر..

مطبولٌ بالضَبَّة والمفتاح.

************************

كان صراعاً يا ولدي بين "الكُلِيَّة" و "التفصيل".

والغالِبُ يا ولدي من يملكُ دَفَّة "فقه" التفصيل.

لا من يُصْدِرَ كُلِيَّات..

ويعجزُ عن فك طلاسِمَ بؤر التفصيل.

ولهذا كان "حسن نصر الله" في "بيروت"..

يرقُبُ باللحظة..

 قِطْعَة أُسطولٍ تَجْنحُ في "صَيْدا".

كان مُلِماً يا ولدي بتفاصيل..

وبكُلِ عقالَ بعير.

كان مُلِماً يا ولدي بمجاهد يخرجُ من "حُفْرَة"..

وجنوبٍ يُحْرَقُ ومزارع شِبْعا.

ما كان له يا ولدي في "حزب الله"..

مفقودون ولا أسرى.

والحزبُ جَميعٌ يا ولدي..

من أعلاهُ إلى أدنى قِمَّه.

لا حظْوَة لا تدليلَ ولا تهميش لِهِمَّة.

*********************

ولتعلم يا ولدي..

ومنذ الرابع من رمضان

هنالك "حلقة" مفقودة

ولهذا لا يفقه أحدٌ ما يجري.

والملعب يا ولدي مظلم من تلك الحلقة المفقودة.

لا يفهمُ أحدٌ يا ولدي قانون اللعبة.

ولأن الملعب مُظلم..

عجزَ الجمهورُ عن الفُرْجَة.

حتى اللاعب يا ولدي في "الشعبي" أو "الوطني"

لا يُتْقِنُ فَنَّ اللعبة.

لا يعرفُ حتى نوع اللعبة.

لا يُسبِرُ غَوْرَ اللعبة.

والأحزاب يا ولدي..

عجزت عن فَّكِ طلاسم تلك "الحلقة".

والمتمرد لا يفقه يا ولدي..

في "الحلقة"..

وله ببلاد الفور "لعبة" غير اللعبة.

*************************

فماذا تعني يا ولدي تلك الحلقة المستترة؟!

وماذا تعني تلك اللعبة؟!

هل تعني أن تَحكُمَ وتُعارضْ؟!

هل تعني أن تبني وتهدم؟!

هل تعني أن تُصبح إقطاعياً..

يعملُ ضد نظام الإقطاع؟!

مثل المدعو "بدرو باراما"..

في قصة كارلوس.

هل يعني ان تصبح ملكيا

يعمل ضد القيصر؟!

هل يعقل ان تغدو سَيِّدَ حتى تضحى عبداً؟!

هل هذا ما نعنيه بقصة حواء وآدم

والنفس الواحدة الخنثي؟!

هل يعني ان تصبح في (الحلقة)؟!

لا ذكراً أنت ولا انثي؟!

لن نقبل يا ولدي أن نبقي غنماً تسعي..

مُراحاً يُسْلَخْ ومُراحاً يرعي.

***************************

مازلنا يا ولدي نبكي ذكرى الرابع من رمضان

مازلنا نذرفُ دمعاً في أطلال الرابع من رمضان

مأساة (صَفَرْ) وفجيعة نَزْغَ الشيطان

ونسينا يا ولدي في دِمَنِ الأطلال

قصة يوسف والأسباط.

وذكرى الجِبْ.

ودموعٌ حَرَّى ملتهبة.

ودمٍ كاذب.

وكيف بكى يعقوب حتى أبيضَّت عيناه.

نسينا يا ولدي مأساة ابني آدم..

ولماذا قتل الأَخُّ أخاه؟!

ولماذا قتل يزيدُ (سبَط) رسول الله؟!

ولماذا ذبح المأمونُ أخاه؟!

ولماذا نحر (القابوس) أباه.

ولماذا سفكت (بنظير بوتو) دماء أخيها.

ولماذا طرد الإبن أباه.

فالغيرة يا ولدي وصراع السلطة والدنيا..

أمراضٌ لا تشفي..

كربٌ وبلاء.

********************

قالوا يا ولدي لولا مُذكِّرة العشرة

ما كان الرابع من رمضان.

ظنوا يا ولدي لولا سَلْبِيَّة (على عثمان)

ما كان الرابع من رمضان.

هذا يا ولدي مَحْضَ هُراء.

فلتعلم يا ولدي لولا حَلْ (التنظيم).

وحل (المجلس) و(الحركة)

ما كان الرابع من رمضان.

ولولا (تبعيضَ) القرآن وذبح الشورى..

ما كان الرابع من رمضان.

ولولا نفي البدريين وأهل السبق وأهل الرأي

ما كان الرابع من رمضان.

ولتعلم يا ولدي لولا (غِلمان) الشيخ..

ما كان الرابع من رمضان.

ولتعلم يا ولدي علم يقين

لو بَقِيَ (التنظيم) فوق (الشيخ) وفوق (العسكر) و(الدولة )

ما كان الرابع من رمضان.

******************

ولتعلم يا ولدي أن مُذكِّرة العشرة

خرجت من سورة عَبَسَ.

ولأنا كنا نَهْزأُ بالقرآن..

نسينا أمر الشورى.

نسينا جَرْحَ مُتون الفُسق..

عند مجيء الفاسِقِ بالأنباء.

نسينا سبر بحور الفتنة..

وفَكَّ طلاسم شِفَرْ الإسناد.

ولهذا فلماذا نَكْظَمُ حُزناً يا ولدي

في ملهاة الرابع من رمضان؟!

*********************

هل تذكر يا ولدي إن سبقت سُلْحُفةٌ أرنب؟!

لم يكن الأرنب يحفل..

أو يعمل.

كان الأرنبُ يعبث..

 ويُجادل ويهاتر ويناور.

والسلحفُ يا ولدي يسعي..

يَجْهد ويُثابر.

كنا يا ولدي مثل أرانب.

وكان الشعبُ سلاحف.

سبقونا يا ولدي..

كشفوا عورتَنا..

علموا أنا نكذب.

أضعنا يا ولدي ثقة الشعب.

فقل لي يا ولدي كيف تعود الينا ثقة الشعب؟!

************************

وقديماً صرع الجِبْتُ (كُلَيْب).

وقضي جَسَّاسُ على حُلْم قبيلة.

وحصانٌ من خشبٍ يا ولدي خرق القلعة بطروادة.

هذي يا ولدي أبعاد (كُلَيْب) الطاغوت..

وغيلة جَسَّاسْ وهتك حصانٍ خشبي لأمن الدولة.

هذا يا ولدي حصاد عصور سَفَرتْ وقرونٍ وسطي.

هذا يا ولدي (جُحْرَ الضَّبْ).

فلتقرأ يا ولدي (السُنَّة).

دخلنا يا ولدي (جُحْرَ الضَّبْ).

واستوطن حزبُ الله (جوفَ الأرض).

 أكلوا يا ولدي دبابات بني صهيون.

وكنا نَسلِقُ يا ولدي بيضَ الضَّبْ.

**********************

فلماذا نقبعُ يا ولدي في (جُحْرَ الضَّبْ)؟!

لماذا لا نخرجُ كالإسلام من جُنْحِ قُرونٍ وسطي؟!

نبني ديواناً وخراجا..

نبني أمْنا .

نُتْقِنُ فَنَّ الحرب..

نُنُشْئِ حِسْبَة.

لم نتقن شيئا يا ولدي..

غير ثقافة فقه الجزية.

لم نوجد سوقاً يا ولدي غير نِخَاسة زمنَ الرِق وزمنَ الرِدَّة .

هذا يا ولدي حصاد سنين عددا.

كانت تمضي حِقَباً حِقَبا.

تتبددُ يا ولدي سَرَبا.

كرهابٍ لا يروي غُلَّة.

**********************

وأرقُب زمنك يا ولدي وتَعجَّبْ.

فالمتمرد يا ولدي من فوهة بندق..

يُصْدِرُ طلقة..

ويُعْلنُ ثورة.

وَيحرِقُ قرية.

ويفرض جزية.

ويصنعُ من صرخة طفلة (صولة)..

ليبني دولة.

يَجْلبُ كل هجينَ الأرض..

وكل شذوذ الأمم المتحدة.

يقتسم السلطة والثروة.

أما نحن يا ولدي

لا نُصْدِرُ إلا رأياً أو فتوة.

في الفقة التجريدي لا في فقه الدولة.

في الحور العين ونزول مسيح وإمامة مرأة.

نُرَوِّجُ للأمريكي يا ولدي طلباً للغزوِ وللنُصْرَة.

وباسم التجديد نستعدي يا ولدي..

 أهلَ النَقْلِ وأهَل السُنَّة.

في زمن يسعي فيه الأمريكي

لبذر الفتنة بين الشيعة والسُنَّة.

وبذر شقاق بين السُنَّة والسُنَّة.

لنبقي يا ولدي حزباً أبكم أطرشَ..

لا يخشي إلا السجنَ وبطش الدولة.

************************

ولهذا نتساءل يا ولدي

هل هذا سيناريو؟!

أم هذا منهجَ حزبٍ..

 يبحثُ عن تغييرٍ أو يُحْدِثَ ثورة.

ومن جدب الحزب وموت الحزب..

يراه الكُثْر مجرد (سيناريو) .

و(السيناريو) يا ولدي تراه بعضُ الحركة عصي وموسي..

تلقفُ كيد السحرة.

ويراه البعض قداسة جبل الطور وسيناءْ ..

ألواحاً ووصايا عشرة.

والكُلُ (الشعبي)

يراهنُ يا ولدي ينتظرَ (السيناريو).

وكل لطيمٍ يا ولدي يحلمُ (بالسيناريو).

للعقْ العسل الأسود..

يَفْغَرُ فاهُ لِمَنٍ أو سلوى.

************************

في المؤتمر الشعبي..

نادوا يا ولدي بتحريرِ العقل .

هتفوا يا ولدي لسلطان الرأي.

فلماذا قمعوا يا ولدي العقل؟!

لماذا منعوا فضل الرأي؟!

كسروا أقلامَ الرأي.

ولماذا كسروا قلمي؟!

ولهذا خُذها منى يا ولدي..

يمكن للنعثل أن يَجْحَد أو يَحقِدَ

أو يُنْكِرْ..

لكن لم يولد يا ولدي من يكسر قلمي.

لم يولد من يسلُبَني نثري أو أدبي.

لم يولد من يُخْرِصَني.

فأنا حُرٌ يا ولدي..

ولهذا لن يأسِرَ أحدٌ عقلي.

*************************

فلنتساءلَ يا ولدي ..

لماذا زهقوا روح الشوري؟!

لماذا فرضوا لُغة الفرد؟!

ونهج الفرد.

ولماذا وضعوا نهجَ بُغاثْ الطير؟!

ولماذا جعلوا قواعدنا (أسري)

في خلوة (شيخ)؟!

حتى في (التصويت) لا توجد يا ولدي إلا قائمة (الشيخ).

والعضوية حُشِدَت يا ولدي من كلِ رقاعِ الأرض..

لا للترشيح بل للتصويت وإجادة فن البصم.

 فليس على المجلسِ..

إلا أن يَبْصُم في قائمة (الشيخ)..

فليأخذها المجلس أو يلفُظها..

لن تعبر إلا قائمة (الشيخ).

ولهذا هاجر أمناءٌ للمؤتمر الوطني..

كانوا يا ولدي من قائمة (الشيخ).

وأمين العدلية النَمَطي..

غادر بِدَلالِه للمؤتمر الوطني.

 حتى رئيس الشوري يا ولدي..

هاجر للمؤتمر الوطني.

لو كانوا يا ولدي خيارا للشوري..

ما رحلوا.

لم يرحل يا ولدي ..

إلا من كان خَياراً (للشيخ).

***********************

ولهذا فلتفهم يا ولدي ..

من رَحِمَ الجبروتْ يتولّد نهجُ الفرد.

ومذكرة العشرة يا ولدي

خرجت من رَحِمَ الضغط.

خرجت يا ولدي من رَحِمَ القهر.

فلماذا نلومُ العشرة يا ولدي..

ونمدحُ سلطة زمنَ الفرد؟!

ولماذا نعبد سلطان العقل؟!

أليس العشرة يا ولدي ..

أكثر من فرد؟!

وليس الفردُ سوي فرد؟!

هل يحشر يا ولدي في زَفَّة..

أم يحشرُ فرداً يوم الحشر؟!

أم أن العشرةَ يا ولدي تُحَسبُ

صِفراً في علم الجبر؟!

أم أن الواحدَ يُصبحَ (ملياراً)

بحساب (البيروني) وحواسيب العصر؟!

********************

ولتعلم يا ولدي

لا قيمة لفردٍ إلا بجماعة.

ولا قيمة لجماعة إلا بفعل جماعة..

وسعي جماعة..

حتى لا يَفْجَعُها ذئب.

ولا رأي لفردٍ يا ولدي

في غيبةِ شورى.

وغيابُ الشوري لا يعني يا ولدي..

غير الفوضي.

لا يعني غير ثقافة فقه (النَفْي).

ولتعلم يا ولدي..

ليس العقلُ بوحي.

ولهذا وجبت يا ولدي الشوري.

حتى نَتَزَّكي من مقصلة الفرد.

حتى لا نُحْرَمَ من حكمة (أعمي)..

أو بركة (أشعث أغبر).

*******************

وأقرأ يا ولدي تاريخ الإسلام.

فبعد غياب رسول الله..

وبعد بروز عصر الرِدَّة..

وبعد خروج العَبْسي وسُجاح والكَذَّاب..

ظهرت يا ولدي الفتنة الكُبري.

وخرج العسكر و(الجونتا)

غَصَبوا يا ولدي كل السلطة.

منذُ معاوية والحجاج وأبي جعفر وأبي مسلم.

حتى سيف الدولة وصلاح الدين..

والزنكي نور الدين.

غَصَبوا يا ولدي أموال الدولة.

باعوا السادة يا ولدي..

في سوقِ نِخاسة أهلَ الذِمَّة.

وأذلَّ العسكر يا ولدي علماء الأمة.

جلدوا يا ولدي مالِكْ.

ضربوا النُعمان والثَوري وأحمد.

صلبوا يا ولدي الأوزاعي وأبن جُبير.

حبسوا يا ولدي تَقِيُ الدين..

ليموتَ وحيداً في سجن القلعة.

**********************

لم يكن التاريخ الإسلامي يا ولدي..

إلا تاريخاً للجونتا.

وكان الفقهاء ..

إما بوقاً للأجناد وللعسكر.

نُدماءْ في مائدة السلطان..

أو نُزلاءْ في سجنِ السلطة.

وكان الرأيُ أو الفتوي..

في سَعَةٍ يا ولدي..

إلا في شأن الحكم أو السلطة.

وفي جَرَبْ الزمن الأمريكي وفي عصر الرِدَّة

ظنوا يا ولدي: أن إثارة رأي أو فتوي..

تُسْقِطُ دولةً أو تنزعُ مُلكاً

ظنوا يا ولدي من حبكة فتوي

تُصبح في العرف الأمريكي

من أهل الذِمَّة وأهل الجزية.

لن يرضي عنك الأمريكي يا ولدي..

حتى تدخل في مِلَّتِهِ حتى ترحلَ عن أهلَ المِلَّة.

وفقهُ (الشيخ) التجريدي..

يَشْطَحُ فوق سماوات ..

يغوصُ بعيداً في جوفِ الأرض ..

لكنا يا ولدي لسنا هناك ...

نحنُ هُنا في سَطُح الأرض.

*****************************

واقرأ يا ولدي التفسير (الخلدوني) للتاريخ.

نَقَّبْ عن تاريخ (توينبي)..

وقلعة مِسترا ووادي إسبارطة.

وحصان طروادة.

والإلياذة..

وقصة راسبوتين.

ولماذا طعنوا القيصر؟!

ولماذا قطعت (كليوباترا) ضفيرتها ؟!..

ولماذا أحرقَ (نيرون) روما؟!..

ولتقرأ يا ولدي عن (صِّفِين).

حتى تُدرك يا ولدي..

قصة (رمضان).

ففي (صفين) رفع السفيانيون المصحف..

فوق سِنانَ رماح..

لم تكفي يا ولدي ...راية عثمان

وقميص عثمان.

*************************

وأخترقَ الطابورُ الخامس ..

عسكر إبن أبي طالب .

قَبِلوا يا ولدي بالتحكيم ..

لوقف طِعانٍ ونزال..

ولحقن دماء.

حتى لا يُدْحَرَ إبن أبي سفيان .

وبعد الدَوْمًة والجندل ..

وبعد جدالٍ وجدال ..

وبعد تَصَدُّعً لجنة رأب الصدع ..

ولضرب (المشروع)..

لم يجدوا يا ولدي إلا تكفير (علي).

ولهذا نقضوا التحكيم ..

كانوا هم يا ولدي من أمروا بالتحكيم .

ولهذا إندفع (المشروع) السفياني..

وتراجع (مشروع) إبن أبي طالب.

*************************

ولإتمام الصفقة ...

قتل الطابورُ الخامس ..

إبن أبي طالب .

وبعد مراسم دفنه ..

طعنوا المشروع :

وطعنوا يا ولدي إِبْنَه.

طعنوا الحسن إبن علي ..

ولهذا صافَحَ إبن أبي سفيان

حتى يثبت معنى كلمة (سَيِّدْ)..

مقابل بِضْعَة مليارات.

كانت يا ولدي قسمة ثروة..

لا قسمة سُلْطة.

وَحَرَبَ الأمرُ علياً يا ولدي ..

بخروج (إبن العباس)..

وفِعْلَ الطابور الخامس..

وعَجْزَ أبي موسى ..

وجيوشٌ يا ولدي نكصت..

تاهت بين الأمصار .

وحصافة (إبن العباس) ..

دلته على موت (خِلافة).

ولهذا رحل إلى (صنعاء)..

وصادر بيت المال .

وبُكاءُ عليٍ يا ولدي ..

ورجاءُ عليٍ يا ولدي ..

لم يُرْجِعَ تلك الأموال .

ضاعت يا ولدي في أُتُنَ الفتنة..

وخلافة حُكمٍ راشد..

أمسى دِمَناً ..

أصبح بعضاً من أطلال.

كان الطابورُ الخامس يا ولدي ..

طابور خوارج .

كان تَنَّطُع باسم الدين ..

في (الدَوْمَة) وفي (صَّفِين)..

سُنًّة من سبقوا يا ولدي ..

في كلِ زمانٍ ومكان.

***************************

ولهذا خُذها مني يا ولدي ..

لا تحفل (بالسيناريو)..

فذاك طريق (السبئية)..

وطريق (إبن العلقم).

ظَنَّ السبئيةُ أن (علَي) إلاه

عبدوا يا ولدي صهر رسول الله

وركب (إبن العلقم) دبابة (هولاكو)..

عند سقوط بغداد.

لا تسمع يا ولدي ..

لا يوجد غير طريق (السَبْطَين)..

طريقُ الحسن بن علي ..

وطريقٌ كَرْبٌ وبلاء.

فأنظر يا ولدي ..

أيَّ طريقٍ تسلك.

لا تَقْبَع يا ولدي خلف جدار الصمت..

وجدارَ الخلوة وكتاب (الطبقات)

وسبحة (نعثل)..

ودعوة ( قُطْبٍ) يعبث ..

تبحثُ عن شِبْرٍ في الجنة..

حتى لا تحصُدَ يا ولدي ..

أفدنةً في النار .

*************************

فلماذا لا نتغِّير يا ولدي .

كل الأشياء تتغَّير يا ولدي.

حتى الطقس إحتبس لهيباً وتغِّير.

لكن (الشعبي) يا ولدي لم يتغير .

والشعبُ تغير..

عرف الغثّ وعرف المُنْكر .

وكلُ شعارات التهليل..

كانت يا ولدي تضليل.

فلماذا يا ولدي لا نخجل ؟!

ولماذا لا نرحل ؟!

صرنا يا ولدي نتلوّن مثل الحرباء.

صرنا يا ولدي راحِلةً جرباء.

صرنا مثل القُنْفذ نتكَّور.

صرنا يا ولدي نَتَبلْور.

صرنا نتشظى نتجَّمد نتحجَّر.

صرنا يا ولدي نتكرر..

فلماذا يا ولدي لا نَتَبَخَّّر..

حتى نغدو وَدَقاً أو سُحُباً أو مطرا.

تضربُ ساحاتاً أخرى ..

لكن ليس هنا .

حتى نَخْرجَ من أنفسنا .

*********************

وأنظر يا ولدي ما فعل الآخر ..

وأنظر ماذا فعلنا ؟!

ففي اسطنبول وأزمير..

غابً (اربكان)..

وجاء دور (اردوجان).

فأعاد الحزبُ بناء أياصوفيا..

جَدَّدَ عصر الفتح .

وثبوا يا ولدي فوق الأناضول..

وآسيا الوسطى .

خاضوا يا ولدي البحر الأسود..

ومضيق البسفور.

عبروا يا ولدي البحر (القزويني)..

ليس لجني الكافيار..

بل لإعادة مجد بني عثمان .

أعادوا يا ولدي ذكرى (سليمان القانوني).

وأعدنا يا ولدي ذكرى (سليمان الزغرات)..

وعجوبة ...

نسخنا طبقات ود ضيف الله .

أخذوا يا ولدي في سنوات خمس ..

كرسي الجمهورية ورئيس الوزراء..

والسلطة التشريعية .

عبر خِيارْ الشعب .

حصدوا يا ولدي ثقة الشعب ..

وحصدنا يا ولدي فشلاً.

 وحصدنا غضبة شعب..

وباسم الليبرالية التركية ...

وباسم الشعب التركي ..

وعزم رجال..

وصبر رجال..

ومكر رجال ..

يعودُ حجابٌ وخِمار.

تتفكَّكْ يا ولدي العلمانية ..

وتسقطَ كل قلاع العسكر .

********************

وفي لبنان وبنت جبيل ..

سَطَّر حزب الله ملحمة العصر.

دكوا حصونَ بني صهيون..

لأول مرةً ..

في تاريخ بني مُرَّة.

سحقوا دبابات الميركادا .

رفعوا رايات النصر بقمة جبل الزيتون.

أعادوا يا ولدي ذكري خيبر..

وذكرى جيش (محمد).

عملوا يا ولدي في صمت .

عملوا يا ولدي بشكيمة أهل العزم.

نَقَبوا يا ولدي الأرض .

سمقوا فوق جبال الأَرز.

فمن يخرقُ يا ولدي الأرض ..؟!

ومن يَبْلُغَ طولاً لجبل ؟!

كنا نسمُرُ يا ولدي ..

كنا في غيبوبة ..

كنا يا ولدي نتكلم ..

لا زلنا يا ولدي نتكلم

حول عذاب القبر..

وحكم الخُنثى المشكل..

وهل خُلِقت حواء من ضلعٍ أعوج؟!

لم نتكلم يا ولدي عن خولة بنت الأزور

وسيف الله المسلول وابن أبي وقَّاصْ..

وأبي محجن

*********************

وفي (غَزَّة)..

لم نفهم يا ولدي صمود (حماس).

لم نفهم يا ولدي ألا تخشى (حماس) الناس.

لم نفهم يا ولدي حصار قريش بني هاشم .

لم نفهم يا ولدي كيف يُقاوم شعبٌ أعزل؟!

كل الأعراب يا ولدي رفضوه..

نبذته كل الأنظمة العربية..

ومنظمة المؤتمر الإسلامي..

والأمم المتحدة ..

وجامعة الدول العربية.

قتلوا يا ولدي حُداتَه..

من أحمد ياسين حتى الرنتيسي.

ولتذكر يا ولدي قتل الطفل (الدُرَّة)..

وبشاعة فعل يهود.

قتلوا يا ولدي حتى نساءَ فلسطين ..

وشيوخ فلسطين ..

لم يَدّعوا يا ولدي طِفلاً أو طِفلة ..

من وادي دمونة حتى دير ياسين .

سجنوا حتى الأغرار المرموقين ..

حبسوا فتيات وبنات لم يبلغن العشرين .

جعلوا من شعب فلسطين ..

جَوْعى ويتامى وأرامل.

جعلوا منه شتاتا..

جعلوا منه شعباً نازح ..

لا يملكُ حق العودة..

فالداخِلُ يا ولدي هولوكوست ..

والخارج يا ولدي مَنْفي ومُخَّيم

من (صبرا) وشاتيلا حتى تل الزعتر.

**************************

ورغم الشِدَّة والترهيب ..

ورغم العُزلة .

ورغم الموت ورغم رصاص بني صهيون ..

ورغم الصمت العربي ..

لا زال الشعبُ يُقاوم ..

ويُجاهد ويُصادم..

لا يركع ويساوم ..

لا يُعطي دَنِيَّة .

لا تطبيع ولا تدجين ولا ترغيب ..

ولا هُدْنة ..

*************************

ولكن قل لي يا ولدي..

كيف يقاومُ مُتْخًمْ؟!

كيف يناضلُ من لا يفهم ؟!

كيف يُصادِم من لا يعشقُ طعم الدم؟!

كيف يجاهد ُ من يدعو القوات الدولية لعُقر الدار؟!

كيف يقاومُ من يرفَعُ راياتاً بيض؟!

كيف يقاومُ من يَتَهَجَّنْ؟!

هذا يا ولدي زمنَ الخوف وزمنَ الإفك وزمنَ الرِدَّة.

ولأنا لا ندرك أعداء الأُمَّة..

نُتْقِن يا ولدي فَنَّ النوم .

من يدرك يا ولدي ويقاوم ..

لا يعرف طعم النوم ..

*************************

وتَطَّلع يا ولدي نحو الماسون الأمريكي ..

وبني صهيون ..

شِرارَ الأرضِ وشُذَّاذ الآفاق .

أخذوا يا ولدي سامي الحاج..

بجريرة كميرات التصوير ..

حتى لا تتكشَّف عورات المارينز..

وجرائم أبناء الأفعى ببلاد الأفغان .

واليومَ أرادوا (كوشيب) و (هارون)..

وغداً (كرتي) و (علي عثمان).

وستحوي القائمة يا ولدي (نافع) و (الجاز).

لا يعلمُ يا ولدي أحدٌ مُحتوياتِ قوائمهم ..

حتى (أوكامبو) لا يعرف يا ولدي أسماء.

ولهذا لن يسلمَ حتى رئيس الجمهورية من قبضتهم ..

وأقرأ يا ولدي Target America ..

لتعلمَ أن (الشيخَ) يمكن أن يُقْحَمَ في القائمةِ السوداء.

**********************

فأقرأ يا ولدي كليلة ودمنة ..

لتُدرِك مأساة الثور الأبيض والأسود .

وأرصد يا ولدي ما يجري في لبنان والأرض المحتلة..

فالأمريكي في لبنان وبنارٍ صاخبةٍ..

يَسْتنسِخُ حرب الداحس والغبراء.

وفي الأرض المحتلة يزرعُ يا ولدي (هولوكوست)

وفي دارفور خسيسة حرب بسوس..

كُليبَ وجَسَّاس..

يستثمرها الأمريكي بهجين الأمم المتحدة ..

والقوات المختلطة ..

والعملاء والمرتزقة ..

والطابور الخامس..

وبقايا مماليك ..

وصعاليك .

********************

ما كنا يا ولدي نقبلُ قواتاً دولية .

فلتقرأ يا ولدي تاريخ المَكْ إمامَ الجعليين.

ولتقرأ يا ولدي تاريخ المهدية ..

ومجازر كرري .

ما كنا نرضى يا ولدي لقحاتَ هجين .

ما كنا نقبلُ غازَّياً ودخيل .

وبعد (حلايب) و (شلاتين)..

لا زلنا يا ولدي نُضْرَبَ (بالغُليون).

لا زلنا يَصْفًعُنا الذُلْ

فمقاومة البصرة وبغداد ترفض قواتاً دولية ..

طهران يا ولدي تأبى القوات الدولية .

دمشق يا ولدي تأبى القوات الدولية .

(حماس) يا ولدي ترفضُ قواتاً دولية.

لا يقبل (أفغاني) بالقوات الدولية.

وحزب الله لا زال يعانِقُ داناته.

**********************

فلماذا نهلل يا ولدي للقوات الدولية ؟!

ولماذا قَبِلَ (الإنقاذي) بدخول هجينٍ ومُهَجَّن؟!

ولماذا قبل الكل دخول القوات الدولية ؟!

لا يقبلُ يا ولدي بالقوات الدولية..

إلا (إتانٍ) حائل ترقُبُ (طلعة) فحل.

حتى تَتمخَّضَ يا ولدي لولادة (بغل)..

لا لولادة أمَّة.

***************************

ومن أجل (المشروع) يا ولدي مات شهيد.

سقط شهيدٌ تلو شهيد .

وقضى ألفُ شهيد.

وشهيدٌ في ظَهْرِه طعنوه ..

ثم نعوه .. في عُرسِ شهيد.

ذرفوا عليه دموعَ إخوة يوسف

في قبره كتبوا لزومياتِ سَقْطَ الزِنْد..

(هذا ما جناه عَلَّي أبي : وما جنيتُ على أحد).

هذا أبنه يا ولدي

تركوه في قلب الطريق ..

بلا دليلَ ولا رفيق..

يهيمُ فوقَ متاهة الطُرِقِ البهيمة..

بعد أن ضَلَّ الطريق ..

وأضاعَ خارطة الطريق..

وتاه في قلبِ الظلام .

قُلْ له يا ولدي ..

عصروا أباك ..إستنفذوه.

بددوا طاقاتِهِ..

سرقوا نضارة عمره ..

لم يأبهوا لجهادِهِ ورِباطِه 

لم يحفلوا بدمائه ..

ألقوا به في الجِبِ صوب جماجم (المشروع).

رقصوا عليه بمأتم الأعراس .

شربوا عليهِ: كَرْمة  نَخْبِة.

رموه في جوف الظلام ..

وفي سراديب العَدَمْ.

هذا إبنه يا ولدي .

قُلْ له : لن تُرَعْ ..

لا لن تضيع..

ولن تُضام .

قُلْ له يا ولدي فلتفتخر بأبيك

وأغفر لأمك عُرسها .

لا تبتئس .

ما ضَيْرها أن أعرست .

ما ضَرَّك أن أعقبت .

فأبوك في وجدانها ..

بجوانح الأمل المُعَّبأ باللقاء.

قل له يا ولدي : أرواحُهم قد تلتقي .

قل له يا ولدي : ظنوا أباك قد هَلَكْ

وأباكَ حَيٌ لم يمت .

قل له يا ولدي  ..

إنه في الخالدين.

*****************************

وأحذر يا ولدي أن تنسى الشهداء.

فالشهداءْ أطهر منا .

وصبابة مسك شهيدٍ يا ولدي أكرَمَ منا .

وذكرى كل شهيدٍ يا ولدي أطيبَ منا .

وكل مجاهد ومرابط يا ولدي ..

اشرَفَ منا .

*************************

وختاماً يا ولدي ..

فلتقرأ تاريخ أبيك ..

وتاريخ (الحركة)..

وأبناء (الحركة).

كان الواحدُ منا يا ولدي مرآة أخيه ..

وصوتَ أخيه .. وَبْوحَ أخيه ..

وسِرَّ أخيه ..

ورَجْعَ صداه .

كنا يا ولدي لا يلقى الواحد منا ..

في الحُلْم وفي الصحوة إلا أخاه .

وكان الواحدُ مِنّا يا ولدي : يحبُ أخاه ..

في الله .

كحُبِ أخيه ..

لأُمِهْ وأبيه .

كنا يا ولدي جسداً واحد

كنا سياميين بقلوبٍ مُلتصقة.

كنا يا ولدي نُسُكاً وصلاه..

نعملُ (للحركة)  من أجل (الحركة).

و (بجاء الحق) كنا نُزْهِقُ وُداً

ويغوثَ ونَسْرا.

ما كان الواحد منا يدُسً صُواعاً في رحل أخيه.

وكنا يا ولدي في عصر الظلمات..

وقبل الردة .

كنا لا نعبد يا ولدي فرداً كان ولا صنما .

كنا نهتفُ ضِدَّ الطاغوت ..

نهتفُ ضِدّ الظلم .

كنا يا ولدي من أجل الثورة ..

نهتف في كل الطرقات ..

(للمشروع) لا للذات.

كنا يا ولدي نُزلزِل أركان السجن ..

نَهُزَّ صُروح المعتقلات .

كنا نكسِرُ  هيبة مشنقةٍ لَخْناء ..

نموتُ وقوفاً .. لا نركع .

كنا يا ولدي لا نُعطي دَنِيَّة .

وبعد الإنقاذ : وفي معركة التحرير

كنا يا ولدي برباط مجاهد نحمي ثغور ..

نعيدُ الأرض المغتصبة ..

نزحفُ نحو النصر.

كنا يا ولدي بكفاح شهيد ..

نعرفُ معنى الأرض..

ومعنى العِرْض ..

ومعنى الرفض .

كنا بدماء شهيدٍ يا ولدي ..

ندفع ثمن العِزْ.

كنا يا ولدي مثل نُجومٍ تَسْطعْ..

تُشِّعُ ضياء

كنا قِمماً يتفجَّر منها الماء.

كنا مثل بُحورٍ تزخرُ..

تُسْفِرُ عن صدفات.

كنا أنقلا من صفحةَ ماء.

كنا كصفاء سماء .

كنا يا ولدي رياضاً..

فإذا نحن يباب.

صرنا يا ولدي جوهرةً تحرسها أفعى.

صرنا كطيور الزينة..

حُبِست في أقفاص..

من أجل الفُرجة والمتعة.

صرنا مثل دُمىً نُصبت في متحف.

صرنا يا ولدي نَكراتْ.

كنا يا ولدي صِرْحاً..

فإذا نحنُ خَراب.

*******************************

وبعد سقوط (المشروع).

وبعد جريرة صمتْ.

أصبحنا يا ولدي من فرط العجز ..

نخشى حتى رؤية باب الحق .

نخرصُ يا ولدي عن قولة حق.

نخشى أن نرفُضَ أو نَحْتَّجْ .

نخاف الحبسْ : نهاب الأسر .

ومن فرط الخوف ..

صرنا يا ولدي نسكت من أجلِ فتات.

نموت أمام الموت مئات المرات.

صرنا يا ولدي لا نقرعَ صوت العقل ..

لا نعبدُ إلا رأي الفرد .

*****************************

لم يبقى يا ولدي من (المشروع)..

غير بُغاثَ الطير ..

وَرخَمْ الطير..

لم يبقى يا ولدي غير البوم .

ولهذا لا تسمعْ يا ولدي ..

فليس هنالك مشروع ..

ولا حَرَماً للمشروع.

هنالك يا ولدي مأساة (الحركة) و (التنظيم).

هُناك دراما (سنمار).

فأحرص يا ولدي أن تقرأ قصة (سنمار)

وتعيد قراءة قصة (سنمار).

ولهذا لا تركب معنا يا ولدي ..

حتى لا تدفَعَ جزية (سنمار).

حتى لا تصبح في طيبة (سنمار)

وسَذاجة (سنمار)..

كي لا تلقى يا ولدي مصيره.

ولهذا لا تأمل يا ولدي بِرِهاب ..

فَقَطْرة ماءٍ أو نُغْبَة ماءْ ..

خيرٌ يا ولدي من ألفَ سراب .

 

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي