صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : قصة و شعر English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


مقتطف من كتاب امدمانيات وقصص قصيرة اخري قصة قصيرة عذراء وحلم/هلال زاهر الساداتي
Aug 30, 2007, 10:46

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

مقتطف من كتاب امدمانيات وقصص قصيرة اخري

قصة قصيرة

عذراء وحلم

 

هي صبية كزهرة متفتحة علي قطرات الندي الصباحية وقد حباها الله الخالق بفيض من الجمال يشع نضارة ويخلب لب العابد المتبتل , وعوضها الجمال الباذخ عن رقة الحال التي تعيش فيها في احد الاحياء الشعبية الموغلة في الفقر التي يصارع ساكنوها الحياة والمعيشة في كل يوم فينتصرون لماماً وينهزمزن في غالب الاحيان وهم في كل احوالهم راضين بقسمتهم الشحيحة مطفئين اشواق بعض طموحهم لحال افضل بقولهم "الحمد لله" وهو صبي عبر الطفولة الي عنفوان الشباب وحيويته , وكان يدرس في السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية , وكانا قريبين في المسكن في الحي وكان يتعمد ان يخرج صباحاً في طريقه الي مدرسته في الموعد الذي تذهب فيه الي مدرستها .

كان يتهيب في اول الامر ان يحادثها ويتبع خطاها عن قرب شاخصاً ببصره نحوها وقد يتعثر قدمه في حجر في الطريق المترب , فينكفئ ويعتدل , ويشيعها حتي تصل قريباً الي مدرستها و ويقفل راجعاً متمنياً لو ان الطريق طال , ولو انه خلا من الرجال والذين يصوبون سهام عيونهم العطشي الي مفاتن فتاته والتي استحوذ عليها خياله الوقاد وابتني لها قصراً في سويداء قلبه وملأه بحب لا يحد ولا يفني . وطفق يسير علي هذه الحال زمناً ليس باليسير , أمضه الهوي وأرقه الشوق , وقد كان في كل مرة يلتقيها في مشواره الصباحي الي المدرسة . يخيل اليه انه لمح شبه ابتسامة مشجعة من ثغرها اليانع وفاض في قلبه الشوق , وفي ذات صباح ابلج الوجه نفض عنه تهيبه وتردده وحث خطاه حتي حاذاها وحادثها بصوت مضطرب ولكنه صادق : أسعد الله صباحك يا جارة .

وتمتمت بكلمات بصوت خفيض خاله رداً منها لتحيته , ولملم شجاعته وقال لها :

أليس من الغريب ان نكون في حي واحد وان لا نتعارف ؟

انا حاتم جاركم في الناحية الشرقية من الحلة ومنزلناملاصق لبيت حاج خالد . والله عايزين نشوفكم وتزورونا ونزوركم . وأجابته بابتسامة مشرقة أردفتها بكلمات قصيرة بصوتها الخفيض الرقيق لم يكد يتبينها , ولكن صفقت نفسه طرباً بأن وجد قبولاً و لم يلاق صداً . والي هنا اقتربا من مدرستها فودعها الي ملتقي جديد في صباح الغد .

قضت سعاد يومها الدراسي مشتتة الذهن مضطربة النفس يزحم خيالها حاتم وكلماته المقتضبة . وتساءلت في نفسها , ماذا يريد مني ؟ انه يبدو شاباً لطيفاً وشخصه جذاباً لايبدو عليه الطيش , ولم تمنع نفسها من اعجاب خفي حاولت عبثاً ان تكبته , وفي ليلة ذلك اليوم والكل نيام في العناقريب المتناثرة في الحوش , عصي النوم علي عيني سعاد , وظلت ساهرة يلح عليها طيف خالد , ولأول مرة في حياتها ينتابها شعور غريب يهتز له قلبها البكر  يماثل تفتح الزهرة عن اكمامها , واستعذبت ذلك الشعور اللذيذ , وفي هدوء غلبها الكري وراحت في نوم هنئ ونفسها تتشوق للقاء الغد ... وفي الصباح كان حاتم في انتطارها وعندما شاهدته رف قلبها رفيف جناحي الطائر , والقي عليها التحية قائلاً : صباح الخير يا وجه الصباح السمح , الدنيا نورت بطلعتك . ووجد الكلام يتدفق بعفوية من فمه وقال : انا لم انم البارحة الا لماماً وفي هذه الهنيهات من النوم لم تغيب عني صورتك الرائعة , ان غاية املي ان يضمنا بيت واحد برباط زواج , كما تعلمين فأني بعد شهرين سأمتحن للشهادة الثانوية , وسأخطبك من ابيك وستزوركم الحاجة الوالدة قريباُ .

وأجابته بتحفظ مصطنع : أهلاً وسهلاً بالحاجة وتشرفنا في أي وقت . وطرب قلب حاتم فرحاً , وايقن ان هذا الرد علامة علي القبول والرضا , وراح ينسج في خياله واحة خضراء من هناءات عذبه تضمه مع محبوبته الجميلة , وصار مذهولاً تتراءي له هذه الصور الحلوة في نهاره وليله , بينما سعاد من الجانب الآخر انفتحت لها سماوات من الاماني والحيوات الممتلئة بالبهجة والسعادة تعمر حياتها في المستقبل مع حاتم , وقالت في نفسها , ولكن متي يتحقق هذا الحلم الجميل ومحبوبها امامه مشوار طويل لكي يعمل ويكسب ويهيئ نفسه للزواج منها ؟ لا يهم , الزمن مهما طال ولعل أستطالته تزيد أوار الحب والاشواق اشتعالاً . ان أبي رجل بسيط وواقعي ولن يكلف حاتم فوق طاقته عندما يتقدم للزواج منها , ولطالما سمعته يتحدث ذاماً المغالاة في المهور وعادات الزواج . وملأت الخواطر السعيدة القلبين البكرين لحاتم وسعاد وأخذا يستشرفان السنين والشهور لتحقيق حلمهما في الاقتران ببعضهما .

وذات يوم جمعة , وحاتم راكب الحافلة في طريقه الي السوق الكبير لشراء بعض الاغراض , اوقف الحافلة جندي مسلح ومعه شاب آخر في ثياب مدنية , وكان الي جوارهما خيمة منصوبة وعربة مما يسمونها الدفار , وانزل الركاب , وطلب منهم الشاب صاحب الثياب المدنية ان يبرزوا بطاقاتهم الشخصية بنغمة فظة جافة , وقال له حاتم انه طالب وان بطاقته ليست معه , ودفعه الجندي بشدة الي داخل الخيمة حيث وجد عدداًً من الشبان جالسين الي ان امتلأت الخيمة بهم , فأمروهم بركوب الدفار , فامتثلوا , وتكدسوا داخل العربة . وسارت بهم العربة نحو ساعة في طريق مترب الي الغرب من المدينة , وهناك وجدوا معسكراً محاطاً بالأسلاك الشائكة واخبروهم بأنه معسكر للخدمة الالزامية . وأمضوا هناك ستة اسابيع في تدريبات عسكرية ودروس ومحاضرات دينية وفي الاسبوع الاخير أعطوا كل واحد منهم ثلاث طلقات نارية أطلقها من بندقيته . وبعد ذلك وضعوهم في شاحنات وهم يهللون ويكبرون وحملتهم الشاحنات الي مطار الخرطوم حيث استقلوا طائرة حربية اتجهت بهم الي الجنوب حيث مسرح العمليات الحربية .

ومنذ تلك الجمعة التي اختفي فيها حاتم لم يترك والده ومعارفه جهة والا قصدوها , ولكن لم يجد من يخبره عن ابنه , وبعد طول عناء أخبروه بأن ابنه جند في الدفاع الشعبي وارسل للجهاد في الجنوب , ولم يسمع أي خبر عنه بخلاف ذلك . وذات يوم وبعد شهرين جاء من يخبره بأن يبشر باستشهاد ابنه في الجنوب , وانهم سيقيمون له عرساً ليزفونه الي حور الجنة .

دس والد حاتم حزنه الممض داخل قلبه , واما سعاد فقد ظلت ذاهلة واجمة شاعرة بأن قلبها تمزق الي آلاف القطع .

هلال زاهر الساداتي

2005م  

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

قصة و شعر
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • عصفور يا وطن د.امال حسان فضل الله
  • حيرة/أحمد الخميسي
  • لغة العيون/ هاشم عوض الكريم
  • أحلام يقظه/هاشم عوض الكريم – بورتسودان
  • صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي بقلم / ايليا أرومي كوكو
  • مشتاق/محمد حسن إبراهيم كابيلا
  • شكل الحياة/ ياسر ادم( أبو عمار )
  • قصة قصيرة " شجرة اللبخ تحاكى النحل " بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • المفلسون بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • بدرويش توفي ألف شاعر/كمال طيب الأسماء
  • انهض بقلم الشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • لو بتحب بلادك جد!/الفاضل إحيمر/ أوتاو
  • قراءةُ اللّون إلى:- أحمد عبد العال/شعر:- عبد المنعم عوض
  • عايز أقول أنو الكلام القلتو دا/د. شهاب فتح الرحمن محمد طه
  • قصة قصيرة " الجــمـــــــــل " بقلم: بقادي الحاج أحمد
  • غــانــدى/أشرف بشيرحامد
  • ما أظنو ../محمد حسن إبرهيم كابيلا 30
  • دموع طفلة بريئة- أنوريوسف عربي