سلامٌ من الله عليك يا قريتي الحبيبة
جئتك بعد الفراق أبحث عن ابتسامة
عن جلسةٍ فوق البنبر داخل كوخ الحبوبة
عن شربة حليبٍ دافئ أو لبنٍ بركيب معتق
جئتك أبحث عن صخب الأطفال يلعبون تحت ضوء القمر
وعن قهقهة الرجال تحت الرواكيب أو أشجار الهراز فاردة الجناح
عن جلسات العائلات في البهو الممتد يسقفه السماء
جئتك أبحث عن زغاريد النساء
جئتك أبحث عن ليالي الفرح و اللهو المباح
في زفاف حليمة لآدم و أم سلمة لرباح
جئتك أبحث عن جلسة سمرٍ هادئة في حفل وداع
جئت أبحث عن مشهد الأنعام سادرةً في الصباح
الصبيان يفصلون البهم عن القطيع والجوء معجٌ بالصياح
والتلاميذ متوجهون إلي مدارسهم فرحين بانشراح
وعم إبراهيم ينادي رفاقه حاملاً سفاريكه وكلبه يهوهو بالنباح
والجميع قد أوصدوا الأبواب خلفهم وخرجوا نحو الزرع أو خلف المراح
ها أنا قد وصلت إليك بليلٍ .. ولكن أين أنت ؟! دعوني أنتظر الصباح
جبت كل أنحاء البلاد فلم أرى .. غير الرماد وأشباحٍ مسخنةِ بالجراح
وبعضٌ من هياكل عظيمة كاشفةٌ وأخري قد تحنطت وصارت مومياء
وصراخُ طفلةٍ بين الرمال تبحث عن لبنٍ في ثديٍ ناضبٍ لأمٍ عجفاء
وسربٌ من الغربان تنعق .. يا للبؤس .. ويا للشقاء !!!
أ كلّ هذا فعله الأعداء بك .. أم هو من فعل الأبناء ؟؟
جاروا فجار الزمان عليك .. ويلٌ لهم من نازلة السماء .