ثالث القمرين (د. الأمين العاقب)
للشاعر: د. حمد النيل محمد الحسن
دَعِيْني اليَـومَ أرْزَحُ في شُجُـونِي فَإنْ سَـاءَتْكِ أشْــجَانِي فَبِيـني
فَمِا عُدْتُ الأسِـيرَ أسِيرَ حُسْـنٍ تَصِـيدُ فُـؤَادَهُ نُجْـلُ العُــيُونِ
فَعِنْدِي صَـارَ مُسْـتَوياً نُـوَاحٌ وتَغْرِيدُ الطُّيـورِ عَـلَى الغُصُـونِ
لأنِّي اليَــوْمَ أشْـجَاني فِـرَاقٌ لِصَحْبٍ مِنْ ذَوِي العِرْضْ المَصُـونِ
كِرَامٌ مِـنْ بَنِي السُّــودَانِ غُـرٌّ يَهِيـجُ لِذِكْــرِهِمْ دَوْمَـاً حَنِينِي
وكُلٌّ مِنْـهُمُ شَـهْمٌ أبِيٌ كَمِـثْلِ اللَّيْـثِ يَرْبِـضُ فــي العَـرِينِ
إذا جِئْتِ (الهَفُوفَ) فَلَسْتْ فِيْهِـمْ غَرِيـباً أو حِـلِيفَـاً للشُّــجُونِ
وفِيهِمْ ثَالِثُ القَمَــرَينِ مِنْــهُ يَشِـعُّ النُّـورُ كالصُّـبْحِ المُبِــينِ
أمِينُ العَاقِـبِ المَمْـدُوحِ كَنْـزٌ مَنِ اليَاقُـــوتِ والـدُّرِّ الثَّمِـينِ
إذا مَـا رَايَـةٌ رُفِعَـتْ لِفَضْـلٍ تَلَـقَّـاهَـا أَمِــينٌ باليَمِــينِ
فِإنَّكَ يا أمِــينٌ مِثْــلَ نِـيْلٍ يَفِيْـضُ بِخَـيْرِهِ فِي كُلِّ حِيْــنِ
يَمِينُكَ تَنْـدَى بالمَعْـرُوفِ دَوْمَـاً بِبَـذْلٍ عَــمَّ كالغَيْـثِ الهَـتُونِ
فَإنَّكَ غَـوثُ مَـنْ يَرْجُـو غِياثاً وَمَلْجَـأُ كُلِّ شَـاكٍ مُسْــتَكِينِ
وإنَّك في العَـطَاءِ كَمِثْـلِ بَحْـرٍ جَهَـامِ المَـوجِ يَلْعَـبُ بالسَّـفِينِ
حَـلِيفُ البِشْــرِ لا يلقَـاكَ إلا بَشُـوشاً وَجْـهُهُ طَلْـقَ الجَبِـينِ
يَــؤُمُّ القَـوْمُ مَنْــزِلَهُ دَوَامـاً كَكَعْـبَةِ ذلكَ البَــلَدِ الأمِــينِ
فَمَا وَجَـدُوا المدَاخِـلَ مُوصَدَاتٍ ولا ضَـاقَتْ ديـارٌ بالقَــطِـينِ
ففيهِا للضُّـيوفِ قِـرَى كَـرِيمٍ مَوَائــدُهُ مَلِيـئاتُ (الصُّــحُونِ)
وفيهِا رَوْحُ مَـنْ يَشْـكُو هُمُـومَاً وقَـدْ قَــرَّتْ بِهَا كُلُّ العُــيونِ
فَيَسْــعَدُ كُلُّ مُبْـتَئسٍ كَئيـبٍ وَيَفْــرَحُ كُلُّ مَغْمُــومٍ حَـزِينٍ
يُعِينُ المُسْـتَعِينَ بِكُـلِّ جَهْــدٍ يُرَجِّــي ثَوابَ مَـولاهُ المُعِـــينِ
طَبِيـبُ حَـاذِقٌ للجِسْـمِ يَشْفِي وَيشْـفِي الرُّوحَ بالقَـوْلِ الرَّصِـينِ
يـوَاسِي للضِّـعَافِ ولليَتَــامَى ومَــنْ يَشْـقَى بِعَـادِيَةِ السِّــنِينِ
تُحِـسُّ بِقُـرْبِهِ سَـعْدَاً وَأمْـنَاً وأنَّكَ في حِـمَى حِصْـنٍ حَصِــينِ
سَعِـدْتُ بقربِهِ زَمَـناً وَأخْشَـى تَزِيـدُ عَــلَيَّ في بُعْــدٍ شُـجُونِي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة