تقاسيم . . . على مقام نهاوند العظيم
د. أمل فايز الكردفاني / القاهرة
(1) الكافيـَّـة
بَانَ بَيْنُ البَيْنِ مَا بَيْنِيِ وَبَيْنَكْ
فاسْتَرْحَمَتْ عَيْنِيِ بِدَمْعِ الوَجْدِ عَيْنَكْ
وتَوَحَّشَتْ فِيَّ الَّليَالِيِ سَامِداتٍ
أيْنَ ذَاتِيِ ؟ أيْنَ زَهْرُ الصُّبْحِ ..؟ أيْنَكْ ؟
***
(2) عازف العود
أتَعْزِفِ العـُـوُدَ أمْ تَحْـكِيِ عَنِ الحِـقـَبِ
مِنْ سَالـِفِ العـَهْـدِ بالإسْـلامِ والعـَرَبِ
أمْ تـَنْـفـُخِ الرُّوحَ فِيِ المَـاضيِ فَـتَبْعَـثَهُ
إلى الحَيـَاةِ عـَـلَى الأَوتَـارِ والـخَـشـَبِ
أسَـاحـِـر أنـْتَ ...؟ إذْ جـَمَـعْـتَ بِـه
كـُلَّ الـنَّـقَـائِـضِ ؛ حُزْنَ القـَلْبِ والطَّرَبِ
مَــاضٍ تـَنَـكّـَبَ فِـيِ دأدآء حَـاضـِرِهِ
والـقَـلْبُ ما بَيْـنَهُمَا شَـاجٍ ومُضْـطَّرِبِ
***
(3) ناي وحياة
أيها الناي قد أثرت شجوني ِ
وأسرتني في قلاع الهَـتــَون ِ
مالي أرى ... عين السعادة تغفو
وقد أرسل الليلُ .. دمعَ الجفون ِ
طوّق شاحبُ الضوء مسرى الخيالْ
كما طوّق العظمَ مجرى السنين ِ
سابحا بابتسامة غبط
إذ رأى موكب السعادة دوني
زاهيا بفيض من النور يقفوه
لحن .. من لاهيات الفتون ِ
أيها الناي قد بقيت وحيدا
في وحشة قد اقتسمت ظنوني
فبقينا ندرس الأيام دهرا
ويدرسنا التاريخ فى كل حين ِ
قد وهمنا ثقف الحياة ... وكل
عابس .. قاطب للجبين ِ
فربما كان علم الحياة كتاب
عنوانه " رقصة من جنون ِ "
وكؤوس وخمرة في دَفـَّـتيه
وملعب من ساحرات الفنون ِ
أيها الناي قد كفانا كِفاتا
بين أقاصيص من ماضيات القرون ِ
فترفق ..
فلست إلا شاعرا هرمت ...
... أحلامه ..
والبائسات..... ملء يميني
(4) الوتر
اسد ِ لى معروفا أيها الوترُ
فما عاد بالعين دمع فيك ينهمرُ
لعبتَ بالحسِّ .. أحزانا وأفراحا
فأدمنتُ ليلي حتى استحكم السهرُ
سافرتُ فيك بلادا لم يغني بها
سوى الطير والزهر والأنهار والمطرُ
جنات ميلاد إلى الدنيا بوحشتها
عذراء خضراء ما مسها بشرُ
فقف قليلا ... تمهّل أيها الوتر
فما عاد بالعين دمع فيك ينهمر
ولا خيال ..يذيب الحزنَ مقدمُهُ
ولا من سنيني قد بقى عمرُ
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة