بسم الله الرحمن الرحيم
تغويض الطغاة واجب وطني
حسن الطيب / بيرث
يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي صادرت السلطات البلدية عربه ال "كارو" التي يبيع عليهاالخضراوات والفواكه، الشاب محمد بوعزيزي – 26 عاما – خريج جامعة، ظل عاطلا عن العمل لسنوات. ولم يجد سوى العمل بائعا متجولا على عربة تدفع باليد، لكن السلطات البلدية صادرتها منه لأنه لم يحصل على ترخيص لها.
فذهب لإدارة البلدية ليشكو ويحاول استردادها لأنها كل رأس ماله التي يقتات منه هو وأسرته، فصفعته إحدى الموظفات على وجهه.
خرج بوعزيزي من مبنى البلدية وأضرم النار في جسده وتوفي بعد أسبوعين، فألف رحمة عليه.
أطلق بوعزيزي بإشعاله النار في جسده مظاهرات شعبية ضخمة بصورة لم تشهد لها تونس مثيلا،خرجت الاحتجاجات بشكل عفوي ليس لتحتج على الغلاء والبطالة فقط وإنما للمطالبة بالحريات والإصلاحات السياسية.
ظل المتظاهرون والمحتجون يرددون اسم "بوعزيزي" حيث بدأت الاحتجاجات من ولاية سيدي بوزيد لتسري إلى مدن أخرى أكبر وأكثر تأثيرا مثل القيروان وسوسة ثم العاصمة نفسها وبنزرت، ولم تنجح قوات الأمن أو الجيش في وقفها.
وجاءت المحاولة الأخيرة لوقف انتفاضة شاب ميت، من الرئيس بن علي نفسه ليلة الخميس الماضي بخطابه الذي أعلن فيه إطلاق حزمة من الإصلاحات السياسية بدءا من الحريات الإعلامية، لكن كل ذلك يبدو أنه جاء في الوقت الضائع.
وفي أوائل العام الجديد مات بوعزيزي وهو لا يعلم أن الثورة أو الانتفاضة التي أشعلها بجسده كتبت السطر الأخير وأغلقت الصفحة الأخيرة في كتاب حكم بن علي، وهي أسوأ ما يمكن أن تنتهي به مرحلة حاكم.
وللأسف طيلة ثلاث وعشرين سنة لم يفهم الرئيس بن علي، أن الوعود الأخيرة التي أطلقها كانت ومازالت منذ فجر التاريخ من البديهيات، التي لا يتجاهلها حاكم إلا وانتهى أسوأ نهاية، هل الرئيس التونسي لا يعلم منذ زمن أن إطلاق الحريات ومحاربة الفساد ورفع المظالم وتحقيق العدالة من البديهيات في كل الشرائع والأديان السماوية، وفي كل القوانين الوضعية؟.
فهو يعلم ذلك ولكن الفكر الإستبدادي عماه من العمل بذلك شأنة شأن كل الطغاة المتمسكين بالسلطة مدي الحياة والدليل علي ذلك رد مستشار رئيس جمهورية السودان رئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني، البروفيسور إبراهيم أحمد عمر علي مطالبة المعارضة للنظام بالتنحي عن السلطة التي تمسك بها طيلة السنوات العشرين الماضية وظلت البلاد تعيش تحت ظله احلك ايامها سوادا على صعيد الحريات الديمقراطية والتعبيرية، حيث تغولت اجهزة القمع البوليسية في البطش بالمعارضة والرأي الآخر، وتكميم الافواه ومصادرة كل رأي حر يريد الخير لبلاده.
فجاء رد المستشار علي ذلك في حوار مع "سونا" إن محاولات تغويض النظام وتبخيس الانجازات تقوم بها جهات مختلفة تضم جهات معادية ومعارضة بالداخل والخارج.
وأشار إلى أن المعارضة التي يواجهها النظام تنقسم الى داخلية تريد أن تجلس هي على كراسي الحكم وتسعى لأن تزيح النظام، ومعارضة أخرى بالداخل لها ايديولوجية وأفكار وتصورات مختلفة لا تريد أن يكون الدين جزءا من حياتنا ولا تريد للمشروع الإسلامي أن ينجح وتطرح مشروعا علمانيا مناهضا للأديان لا يعترف بالأديان ولا بالأخلاق.
فالتحرر من هؤلاء لا يتم بغير الإنتفاضة وفيما ماعدا ذلك فعلي السودان السلام.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة