لا أعرف قول الشعر حتى أنظم القصائد أو أرسلها لأي كان
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" صدق الله العظيم
استغربت غاية الاستغراب ما لفت إليه نظري بعض الإخوة الكرام من أن اسمي قد ورد في بوست على موقع سودانيز أونلاين وعدد من المواقع الإلكترونية يشير إلى أنني نظمت قصيدة غزلية في السيدة وزيرة خارجية موريتانيا، حيث جاء في الخبر المزعوم أنني أرسلتها لمكتبها سراً.. وبما أنني لست عضواً في منبر سودانيز أونلاين وغيره من المنابر، فإنني أود عبركم نفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً، باعتباره افتراءً وبهتاناً لا أساس له من الصحة.
فأولاً من حيث القدرة على نظم الشعر، فقد منّ الله سبحانه وتعالى بنعم كثيرة أحمده عليها، لكنه لم يمنّ عليّ بموهبة الشعر، ونظم الشعر شرف لا أدعيه، ولم يسبق لي البتة أن كتبت أي نوع من الشعر طوال فترة دراستي الأكاديمية في جامعة الخرطوم. وحتى في مرحلة ممارستي لمهامي العملية في وزارة الخارجية، على امتداد أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً، لم أعرف خلالها مطلقاً أي زيارة لشيطان الشعر، فكيف يهبط عليّ وحي الشعر فجأة في وزيرة الخارجية الموريتانية. وأقول إنه لو كانت لدي هذه الموهبة في قول الشعر، وقُدِّر لي أن نظمت قصيدة مّا فلن أتردد في نشرها على الملأ أسوة بزملائي في وزارة الخارجية الذين أعلم وأثق بدوافعهم الصادقة النبيلة لنظم هذه القصائد.
كل ما في الأمر أنه عندما نُشرت هذه القصائد على نطاق واسع مطلع العام الماضي (2010) ، اتصلت بي حينها الأستاذة منى عبد الفتاح، الصحفية في صحيفة الأحداث، للتعليق عليها، وقلت لها بالحرف إن "هوى الناها" جاء في إطار رمزي يستهدف التغني بعمق وروعة العلاقات بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والسوداني. فلم يبقَ سوى أن نكتب فيها قصائد على غرار أغاني الحقيبة السودانية، وقد نسبت لي هذا العنوان في مقالها بالأحداث في يناير من العام الماضي (2010).
والمستغرب أن هذه القصائد عندما نُشِرت في مطلع العام الماضي لم تُثر انتباه أحد، لكن بات من الواضح أن كل هذا الضجيج والنعيق الذي يملأ الساحة الآن إنما حدث بسب سعي بعض الأطراف السياسية الموريتانية التي وظفت الموضوع في هذا الوقت تحديداً لحسابات سياسية خالصة تستهدف النيل من بعضها. وكما هو معلوم، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها السيدة الوزيرة لمحاولات الاغتيال المعنوي في إطار تصفية الحسابات السياسية داخل موريتانيا.
ويبدو أن أحد المعارضين للوزيرة في موريتانيا وجد اسمي في المقال فزجّ به في الموضوع، وادعى كذباً وزوراً أنني كتبت قصيدة للوزيرة وأرسلتها لها لمكتبها بطريقة سرية، وهو محض اختلاق وافتراء.
وأنا بحكم ما تربيت عليه من قيم وتقاليد وأخلاق سودانية أصيلة وكدبلوماسي محترف في وزارة الخارجية التي ظللت أعمل فيها منذ يناير 1988 وكموظف دولي في منظمة دولية معروفة أتولى فيها منصباً قيادياً فإنني ملتزم بهذه القيم وأعلم تمام العلم حدود عملي وأخلاقياته.
وددت بهذا التوضيح أن أعرب عن استهجاني لزجّ اسمي في موضوع لا ناقة لي فيه ولا جمل، وسبب لي حرجاً بالغاً بحكم الموقع الذي أشغله، وأود كذلك أن أؤكد مرة أخرى نفي كل ما تردد عني بهذا الخصوص، فأنا لا أعرف قول الشعر حتى أنظم القصائد أو أرسلها لأي كان.
السفير د. طارق على بخيت صلاح
الإدارة السياسية – منظمة المؤتمر الإسلامي-جدة
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة