بين من رئيس حزب الأمة القومي
بمناسبة انتصار الثورة الشعبية المصرية
12/2/2011م
بعد أن تحررت شعوبنا من الاحتلال الأجنبي تسلطت عليها في الغالب نظم طغيان داخلي سامتها ظلما وذلا واستبدادا وفسادا.
غالبية الشعوب الإسلامية والأفريقية تحررت من قبضة الطغاة فصارت تحكمها نظم المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون. ولكن ظلت أغلبية الشعوب العربية ذات التاريخ المجيد والحيوية أكثر شعوب العالم خضوعا لنظم تفرض عليها قبضة حديدية تحرمها من حقوق الإنسان والحريات الأساسية. لذلك رحبت الشعوب العربية بالثورة الشعبية الديمقراطية التونسية في يناير 2011م رائد تحرر أسقط الطاغية بأساليب القوة الناعمة وبعث الأمل في كل أرجاء المنطقة.
وفي يناير الماضي نفسه هبت الثورة الشعبية المصرية في وجه الظلم والفساد والاستبداد والتبعية مبشرة بالفتح لعهد جديد بوسائل شبابية مبتكرة وأساليب طوعت التكنلوجيا الحديثة للإرادة الشعبية. وفي حالتي الثورة التونسية والمصرية ساهمت الفضائيات الحرة في تجريد الطغاة من الكتمان أحد أهم أساليبهم.
ثورة يناير 2011م المصرية فتح تاريخي ومدرسة للأجيال العربية بل للإنسانية، عطاؤها:
أولا: إن الاستبداد يخلق ضده ردة فعل بقوته وفي الاتجاه المعاكس وإن أعوزته الوسائل المعهودة ابتكر غيرها.
ثانيا: إن للشعب قدرات ذاتية استطاعت بالإبداع والتنظيم أن تسقط دون عنف حصون الجبارين.
ثالثا: إن العبقرية الشعبية حققت أهدافها عبر وحدة وطنية قادها الشباب ثم تطورت لموجة شعبية كاسحة تجاوزت خلافات الديانة، والأجيال، والجندر، والأحزاب لموقف فيه ألسنة الخلق أقلام الحق.
رابعا: ومثلما كانت الإرادة الشعبية رائعة ومنضبطة وموحدة كانت القوات المسلحة المصرية عند حسن الظن بها التزاما بشرف الجندية ووظيفة الدفاع عن الوطن وتمنعا من التسخير لحماية سلطان الحزب الحاكم.
إننا نزف تهنئة خاصة لشباب مصر وقياداتهم الرشيدة التي أثبتت قول الحكيم: قد يوجد الحلم في الشبان والشيب، إذ أداروا ثورتهم بتنظيم وحنكة وغضبتهم بنبل وسمو نادرين. ونزف لشعب مصر ولجيش مصر أحر التهاني على هذا الفتح المبين الذي نال إعجاب العالم وشد آمال الشعوب العربية لعهد مجيد معالمه:
· أن تقوم العلاقة بين الحكام والشعوب على الحرية، والعدالة، والمشاركة، والمساءلة، والشفافية وسيادة حكم القانون.
· أن تقوم التنمية على أساس السوق الاجتماعي الحر.
· أن تقوم العلاقة مع الآخر الدولي على أساس الندية.
· أن يقوم السلام على العدالة.
لقد أصبحنا في إطار هذه السياسات الراشدة كلنا مصريين تطلعا للقدوة المصرية.
وسيكون لنا جميعا نصيب في نجاح العهد المصري الجديد:
- أن تمارس القوات المسلحة إشرافاً محايداً متجرداً على التحول الديمقراطي الذي تديره حكومة مدنية تلبي أشواق الشعب.
- أن يوكل أمر الدستور الجديد لمفوضية جامعة ومؤهلة.
- أن يسند لهيئة حقانية أمر الحقيقة والإنصاف للتصدي لمظالم الماضي.
- تجنب التهريج باسم الإسلام وتطوير فقه التوفيق بين حقوق المواطنة والتأصيل.
- وضع ضوابط حازمة لتحقيق نزاهة الانتخابات لا سيما للجمعية التأسيسية التي سوف تجيز الدستور.
كانت مصر ولا زالت وسوف تظل أخت بلادنا. وما عكر صفاء تلك الأخوة إلا سياسات خاطئة يرجى أن تعصف بها الثورة الشعبية المصرية لتفتح الطريق أمام وحدة القيم ووحدة المصير بيننا.
لقد أتاحت لنا الإقامة في مصر فرصاً لمد جسور العلاقات مع مكونات المجتمع المصري المدني.
وأثناء الـ18 يوما المجيدة تتبعنا مراحل الثورة الشعبية المباركة والاتصال برموزها حتى غمرنا السرور بنجاحها الباهر.
ولا يخامرنا شك في ابتهاج كل الشعب السوداني بالفتح المصري لعهد جديد يرجى أن يقوض نادي الطغاة. فالطغيان ملة واحدة تسلب كرامة الإنسان، وحريته، والعدالة، وتمارس الاستبداد والفساد. السعيد منهم من اتعظ بغيره وأجرى إصلاحا استباقيا، والشقي من قيده الرضا عن الذات فانتظر دوره.
إننا إذ نعلن ابتهاجنا ونزف تهانينا، سوف نرسل وفدا لتهنئة الشعب المصري الشقيق على النصر المبين.
الصادق المهدي
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة