يبدأ عرض الفيلم بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 !
ثروت قاسم
[email protected]
جيل الانترنيت !
نرفع العمم والطواقي , تقديرا واحتراما واجلالا , لجيل الانترنيت من الشباب السوداني , المجاهدين البواسل , الذين تقدموا الصفوف , ورفعوا رايات الغضب النبيل ، ودشنوا انتفاضة النيم , يوم الاحد 30 يناير 2011 ! فاعادوا الينا الثقة في انفسنا , وفي هذا الشعب العظيم ! واصبحنا نري قبس من نور في نهاية نفق الانقاذ المظلم !
أنهم يمثلون ضمير بلاد السودان الحقيقي !
ولكن لكي يضمن لها النجاح , يجب ان تكون أنتفاضة النيم مستدامة ! وأن تتواصل وتستمر المسيرات الاحتجاجية السلمية ,بأن يتمدد يوم الاحد 30 يناير 2011 لاسابيع , علي التوالي , حتي يسقط الطاغوت ! كما في تونس ومصر !
نقطة قوة جيل الانترنيت الوحيدة , وورقة تفاوضهم الرئيسية , هي استمرارية تظاهراتهم .. وفي اللحظة التي سيغادرون فيها ميدان المعركة الي منازلهم , سوف تتوقف وسوف تنتهي انتفاضتهم !
كلمة السر هي ( الاستمرار ) في التظاهر السلمي والاعتصام !
دعني اشرح أكثر اهمية الاستدامة والاستمرارية في التظاهر السلمي !
الجمهورية الثانية للانقاذ ؟
يوم الاحد 30 يناير 2011 , اسقط الاستاذ علي عثمان محمد طه , اخر قناع من الاقنعة , التي تغطي وجهه نظام الانقاذ القبيح ! فقد صرح الاستاذ علي عثمان بانه لا مجال لتفكيك مؤسسات دولة الانقاذ ، باعتبار أن مؤسسات الحكم الحالية دستورية وليست انتقالية ؟ وقال ان البلاد بعد الانفصال ستشهد قيام جمهورية الانقاذ الثانية التي ستشمل تغيير في القيادات والأشخاص , من خلال حكومة ذات قاعدة عريضة ! ولكن سياسات نظام الانقاذ , وهياكله الدستورية , التي تم استيلادها عبر انتخابات ابريل 2010 المخجوجة ! هذه الهياكل والسياسات الانقاذية سوف تظل ثابتة , دون تغيير , في جمهورية الانقاذ الثانية , التي سوف تري النور بعد انفصال جنوب السودان !
مجرد تغيير الاشخاص , وتغيير أسم الحكومة , ( عملية جرتق ) , تعني ان نية إجراء التغييرات الجذرية , المضمنة في الاجندة الوطنية , لم تتوافر بعد .
ترجمة تصريحات الاستاذ علي عثمان بعربي الشوايقة تقول :
أنه قال ( لا ) كبيرة وعريضة للاجندة الوطنية التي قدمها السيد الامام للرئيس البشير يوم السبت 22يناير 2011 ! الاجندة الوطنية , التي اتفقت عليها قوي الاجماع الوطني الشمالية ( بأستثناء مولانا وحزبه ) !
كما قال الاستاذ علي ( لا ) كبيرة لاقتراح السيدالامام بتكوين حكومة قومية انتقالية لتطبيق هذه الأجندة الوطنية , في فترة انتقالية لا تتجاوز عامين .
أكد نظام الانقاذ , من خلال تصريحات قادته , واخرها تصريح الاستاذ علي عثمان المذكور اعلاه , بانه لن يبادر من جانبه بإجراء التغييرات الجذرية , في استراتيجياته وسياساته , التي يتطلع إليها الشعب السوداني ، حسب الاجندة الوطنية وعهد الخلاص الوطني ! وعليه فإن رفض ومعاندة نظام الانقاذ , لتوسلات قوي الاجماع الوطني , ستوفر حجة قوية للذين ( الجبهة الوطنية العريضة ) لا يرون فيه أملا , ويسعون إلى إحداث التغيير المطلوب من خارج نظام الانقاذ !
وصلنا اذن الي طريق مسدود !
ولا خيار امام قوي الاجماع الوطني سوي مباركة مبادرة جيل الانترنيت من الشبان والشابات ! واستمرار التظاهر السلمي والاعتصام , الذي بدأ يوم الاحد 30 يناير 2011, وبدون توقف , حتي الاطاحة بنظام الانقاذ !
سلم تسلم !
رفع مولانا الميرغني في زمن غابر , شعار سلم تسلم ! وكان يدعو الي خروج نظام الانقاذ الامن والسلمي من السلطة ! وفشل هذا الشعار ! وغير مولانا استراتيجيته من سلم تسلم الي كشكش تسلم ! وكشكش نظام الانقاذ لمولانا وبالتقيل , كما اكد قادة الانقاذ ! فانقلب مولانا 180 درجة , وارسل ابنه لكي يدعم الرئيس البشير في حملته الانتخابية الرئاسية في شرق السودان , معقل طائفة الختمية !
ذهب المعز اخرج مولانا من المشاركة في قوي الاجماع الوطني , وجعله يلحق بحواره فتحي شيلا !
وعليه وبعد فشل الدعوة الموجهة لنظام الانقاذ للخروج الامن والسلمي من السلطة ( سلم تسلم ) , فان جيل الانترنيت من الشبان والشابات , وكذلك قوي الاجماع الوطني تدعو نظام الانقاذ الي التبادل الامن والسلمي للسلطة , من خلال برنامج الاجندة الوطنية !
السيارة في سوق ليبيا يشرحون لك بأنه لا سبيل إلى دفع نظام الانقاذ الي قبول الاجندة الوطنية , والتبادل الامن والسلمي للسلطة , إلا من خلال ممارسة مزيد من الضغوط الموجعة علي قادته !
الضغوط التي سوف ترغم نظام الانقاذ الي الوصول الي قناعة بان الثمن الذي سوف يدفعه للقبول بتفعيل الاجندة الوطنية , اقل من الثمن الذي سوف يضطر لدفعه برفضه للاجندة الوطنية ! في هذه الحالة , سوف يبدأ التغيير المطلوب , ويقبل نظام الانقاذ بالاجندة الوطنية , والتبادل الامن والسلمي للسلطة !
بكلمات اخري , ان انتفاضة النيم التي بدات يوم الاحد 30 يناير 2011 , لا يزال أمامها طريق طويل لكي تحقق أهدافها ... تفعيل الاجندة الوطنية , والاطاحة بالنظام ! وأن بلوغ تلك الأهداف يقتضي الاستمرار , بدون توقف أو انقطاع , في التظاهر السلمي والاعتصام ... 24 علي 7 ( 24 ساعة كل يوم من ايام الاسبوع السبعة ) .
ليس هناك من خيار غير هذا الخيار ! لانه في اليوم الذي سيتوقف فيه التظاهر والاعتصام ، سوف ترجع حليمة لقديمها ( مش المتالقة حليمة عبدالرحمن ) ! وسوف تضيع هباء مجاهدات نازك الملائكة كبلو وفاطمة غزالي واخواتهما في جيل الانترنيت ! ونرجع الي المربع الاول ! وكأننا لا رحنا في مظاهرة يوم الاحد 30 يناير 2011 , ولا جينا !
أسئلة ؟
ولكن هل الوقت مناسب للاستمرار , بدون توقف أو انقطاع , في التظاهر السلمي والاعتصام ... 24 علي 7 ؟
هل توفرت حاليأ كل الشروط لتفجير ثورة النيم ؟
هل القنبلة الموقوتة جاهزة , وتحتاج فقط الي صاعق ؟
للاجابة علي هذه الاسئلة المفتاحية , دعنا نستعرض بعض الاحداث والمواقف المتصلة بالاجابة علي هذه الاسئلة :
أولا :
هل لاحظت ان الرئيس اوباما , ونائبه بايدن , ووزيرة خارجيته كلينتون , قد أتصلوا أكثر من مرة بالرئيس مبارك , والرئيس اليمني علي عبدالله صالح , وملك الاردن ! وطلبوا من هؤلاء القادة العرب الاستماع الي صوت شعوبهم , والعمل علي تفعيل الاصلاحات السياسية المطلوبة من شعوبهم ! كما طلبوا منهم الامتناع عن قمع المظاهرات والاعتصامات السلمية , خصوصأ من شباب بلادهم ! ونتيجة لهذه الضغوط الامريكية , لين الرئيس مبارك من مواقفه الاستبدادية التي ترفض ال خد وهات , وسمح بعدم التعدي علي المظاهرات السلمية بواسطة بلطجية قوات الامن المصري ! واكد الرئيس اليمني بأنه لن يرشح , لا نفسه , ولا ابنه , في الانتخابات الرئاسية القادمة , وسمح بالمظاهرات السلمية ! وكون ملك الاردن حكومة وفاق وطني جديدة , وسمح بالمظاهرات السلمية !
لم تتصل ادارة اوباما , ولم تضغط علي الرئيس البشير ولا علي قادة المؤتمر الوطني , كما فعلت مع القادة المذكورين اعلاه ! علي الرغم من أن الوضع متأزم في السودان , اكثر منه في اليمن والاردن ! خصوصا بعد اعلان انفصال جنوب السودان !
تأكد المؤتمر الوطني بان ادارة اوباما قد التزمت ببنود الصفقة الشيطانية , التي تم عقدها بين الجانبين ... استيلاد سلس لدولة جنوب السودان مقابل تجميد لامر قبض الرئيس البشير , وعدم مراجعة ادارة اوباما لتجاوزات المؤتمر الوطني في قمع جيل الانترنيت وقوي الاجماع الوطني !
في كلمتين كما في مية , سوف يستمر المؤتمر الوطني في قمع جيل الانترنيت من الشباب وقوي الاجماع الوطني , دون أن تحرك ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) ساكنا !
ودونك القمع الوحشي لشباب الانترنيت يوم الاحد 30 يناير 2011 , والمنع الاستباقي الذئبي لقيام مظاهرة سلمية في الخرطوم يوم الخميس 3 فبراير 2011! واعتقال بعض قادة شباب الانترنيت , وبعض قادة قوي الاجماع الوطني , ومراقبة مقار دور أحزاب قوي الاجماع الوطني !
يتم كل ذلك , وادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) عاملة أضان الحامل طرشة ! مما يطلق ايادي المؤتمر الوطني لكي يفنجط ما شاء الله له الفنجطة في شمال السودان , وهومسلح بالته القمعية !
ويؤخر شيئأ تفجير انتفاضة النيم !
ثانيأ :
سوف يستمر الوضع المذكور اعلاه , حتي نهاية الفترة الانتقالية , يوم السبت 9 يوليو 2011 ! خلال هذه الفترة الانتقالية , سوف تكون كلاب لوبيات واشنطون نائمة ! وسوف يلعب ابو ضنب الانقاذي في شمال السودان ! عليه يفعل شباب الانترنيت وقوي الاجماع الوطني خيرأ , بتأجيل المظاهرات والاعتصامات السلمية لما بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ! وخلال هذه الفترة , يمكن لشباب الانترنيت أن يكونوا لجان لهم في كل ولايات شمال السودان , استعدادا للعجاجة القادمة , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011!
ثالثأ :
الوضع المعيشي في شمال السودان سوف يتعقد كثيرأ , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ! بعد ان يفقد المؤتمر الوطني 80% من مداخيله بالعملة الصعبة ... بعد زوال بترول الجنوب ! سوف يرتفع الدولار ارتفاعات فلكية ! وسوف لن يجد المؤتمر الوطني مليارين دولار لشراء جازولين السنة , ومليار ونصف المليار دولار لشراء قمح السنة !
عندها سوف تكون القنبلة جاهزة , وتحتاج فقط الي صاعق !
شباب الانترنيت هو ذلك الصاعق , يا هذا !
عليه يفعل شباب الانترنيت خيرأ بالانتظار السكوتي حتي صياح الديك يوم السبت 9 يوليو 2011 !
وبعدها سوف تبدأ العجاجة في الهببان !
الملوص !
ابالسة الانقاذ يجيدون قول الشئ ونقيضه في نفس التصريح ! ابالسة الانقاذ يجيدون لعبة الثلاث ورقات ملوص ! ابالسة الانقاذ يجيدون التاشير شمالا , والسير يمينأ ! ابالسة الانقاذ يجيدون فن الجرتق
الذي هو بمثابة احتيال انقاذي معروف لاستمرار الوضع الراهن ... وعدم تفعيل بنود الاجندة الوطنية ! مما يضطرنا للمشي خلف راية البطل علي محمود حسنين في عدم التفاوض مع نظام الانقاذ , خلال الفترة الانتقالية المنتهية في يوم السبت 9 يوليو 2011 !
كما هو مذكور اعلاه , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 , ( وليس قبل ذلك التاريخ , بأي حال من الاحوال ) سوف يصل نظام الانقاذ الي قناعة بان الثمن الذي سوف يدفعه للقبول بتفعيل الاجندة الوطنية , اقل من الثمن الذي سوف يضطر لدفعه برفضه للاجندة الوطنية ! في هذه الحالة , سوف يبدأ التغيير المطلوب !
ربما تغيير بالقطاعي , وليس دفعة واحدة ! وربما تغيير جذري يقذف بالمؤتمر الوطني في مزبلة التاريخ !
في بلاد السودان يمكن ان يحدث الشئ , أو نقيضه تمامأ !
يمكنك ان تراهن , بأخر جنيه في جيبك , بأن نظام الانقاذ سوف يقبل , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 , بتفعيل الأجراءات المذكورة ادناه , كخطوة اولي , لاعادة ثقة الشعب السوداني فيه :
+ يبدأ بعقد مؤتمر دستوري لكتابة دستور جديد بدلا من الدستور الانتقالي ,الذي سوف ينتهي العمل به في يوم السبت 9 يوليو 2011!
+ حل جميع الهياكل التشريعية والتنفيذية التي كانت من مواليد انتخابات ابريل 2010 المخجوجة ,
+ وتكوين حكومة قومية انتقالية للتحضير لانتخابات جديدة نزيهة وحرة وشفافة وبرقابة دولية حقيقية !
أنتظروا ... أنا لمنتظرون !
خاتمة !
نستعرض ادناه ثلاثة تعليقات من بعض القراء الكرام حول المقالة السابقة , التي تستعرض الفروق بين الموديل التونسي والموديل السوداني في مجالي الانترنيت والمرأة :
أولا:
الدولة التونسية , وكذلك التركية , تستهدي بالنهج الذي يقوم على معرفة الواجب , ومعرفة الواقع ! والتزاوج الصحي بينهما !
قال النبي ( صلعم ) :
( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ) !
ويفسر السيد الامام غريبأ ... بمدهشا !
سبب الدهشة أنه مع قدمه , يستطيع من داخل نصوصه , أن يستصحب منجزات الرقي الإنساني !
وكما قال الامام المهدي , عليه السلام :
لكل وقت ومقام حال , ولكل زمان وأوان رجال.
استصحبت تونس منجزات الرقي الانساني طيلة ال 14 قرن الفائتة , وزاوجت الواقع الحالي , مع الواجب المنصوص عليه في قطعيات الوحي التي تشير الي مناصفة المرأة ( مقابل الرجل ) في الميراث والشهادة , والسماح للرجل بزواج اربعة نساء !
تدبرت تونس في معاني القران واياته , وواقع المرأة في القرن السابع , عندما كانت البنت تدفن حية ! وواقعها الحالي حيث اصبحت رئيسة جمهورية ورئيسة حكومة وقائدة جيوش ! ورات ان الواقع يحتم عليها ان تعتمد شهادة امراة ( مثلأ طبيبة متخصصة في الطب الشرعي ) مساوية لشهادة رجل عنقالي جاهل من السيارة في جريمة قتل , مثلا ! وان امراة معوزة وارملة لها اطفال وليس لها من معين , ربما تحتاج لميراث ابيها اكثر من اخيها موفور الثراء ! وهكذا !
كل ما في الامر مزاوجة صحية بين الواقع والواجب , دون تحدي , بل استصحاب لقطعيات الوحي !
ثانيأ :
صحيح ان ثورة اكتوبر 1964وانتفاضة ابريل 1985 تمتا بنجاح دون الانترنيت ! وبنفس المنطق , فتح الامام المهدي الخرطوم في 26 يناير 1885 , دون الدبابات , والطائرات , والدرونات !
ثم ان الرئيس عبود قبل التنازل عن السلطة في اكتوبر , بضمانة عدم ملاحقته قضائيأ ! ولكن من يضمن الان للرئيس البشير عدم ملاحقته بواسطة محكمة الجنايات الدولية ؟
الجيش الوطني السوداني انضم للشعب في ابريل , وعزل الرئيس نميري ! ولكن كل قادة الجيش السوداني وقادة القوي الامنية الان كيزان علي السكين , يزايدون علي الرئيس البشير في كوزنته , وضرورة احتفاظ الكيزان بالسلطة ! وعدم رميها للشيوعيين , والا حاسبهم نكير , علي فعلتهم هذه !
ثالثا :
منعت السلطات التونسية ارتداء النساء للحجاب لسببين :
+ الحجاب رمز نمطي ديني , وغير مسموح به في دولة مدنية ,
+ الحجاب رمز نمطي لقهر المرأة , وغير مسموح به في دولة مبنية علي المواطنة , اي مساواة الجميع ( الرجال والنساء ) في الحقوق والواجبات !
ولهذين السببين , لم يعط الدستور التونسي المراة حق الاختيار بين لبس وعدم لبس الحجاب !
ودمتم ! |