بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الوطنية العريضة
بيان حول موقف قوى الإجماع الوطني
لا تفاوض ،لا حوار،لا تهاون ،لا مساومة على قضايا الشعب بل انتفاضة شعبية شاملة وتغيير جذري
إلى جماهير شعبنا الصامدة
إلى كافة القوى الوطنية صاحبة الموقف والمبدأ الراسخ
إلى كل الشرفاء والوطنيين من ناشطى بلادنا
لقد تابعنا وإياكم تداعيات المواقف الأخيرة للواقع الوطني وما رافقها من تعبئة شعبية شاملة اعتملت صفوف كافة الجماهير ، ومما لا شك فيه إن هذا الواقع قد أفرزته تراكمات عدة ظلت تنتشر تحت السطح مثل النار في الهشيم ، وهنا لا بد لنا من الاعتراف بأن نضالات مختلف قطاعات شعبنا وقواه الوطنية سياسية كانت أو اجتماعية أو فردية قد أدت إلى افراز ونشوء هذا الواقع وظهور بوادر وملامح انتفاضة شعبية لاقتلاع هذا النظام الفاسد . وقد تابعتم جميعاً ما تمخض عنه هذا الواقع على صعيد المواقف والخطابات لمختلف القوى الوطنية من قوى إجماع وطني وجبهة وطنية عريضة وغيرها ، وقد سعدنا أيما سعادة ونحن نتنفس ولأول مرة منذ إحدى وعشرون عاماً ونيف – نتنسم – عبق ورحيق السطوة الشعبية التي لا تستطيع الديكتاتوريات مهما امتلكت من آلات أمنية قامعة فإنها لا تستطيع إخماد أنفاس الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية و المساواة والعدالة الاجتماعية . لكل ذلك كان موقفنا المبدئي في الجبهة الوطنية العريضة أن اسقاط النظام قائم على الاستفادة من تجارب التاريخ القريب والبعيد في التعامل مع هذه الزمرة الإنقاذية المارقة فأعلناها عالية غير خافية بأنه لا للحوار مع هذا النظام .. لا للتفاوض مع هذا النظام .. لا خيار سوى تفعيل العمل الشعبي وتعبئة الجماهير واستنهاض قدرة التغيير الكامنة لدى الأغلبية الصامتة من جماهير شعبنا الأبي .
إن الدعوة التي خرجت بها علينا قوى الإجماع الوطني وتحول موقفها من خطاب التعبئة وتغيير النظام إلى موقف يعنى ضمنياً التوافق والتراضي والتعايش مع هذا النظام لهى دعوة مهما تلفحت بثوب الأجندة الوطنية فإنها لا تعدو كون إنها حلقة جديدة من حلقات مسلسل انهزام هذه القوى وتخاذلها في أوقات الحسم واستمراراً لخذلانها للجماهير السودانية ولمنسوبيها من الوطنيين الاحرار.
إن الاستقراء الواعي والمنطقي لتاريخ هذا النظام اللصوصى يبين انه لا خلاق و لا عهد له مع الآخرين ،لقد طل هذا النظام جاثماً على صدور شعبنا منذ 30 يونيو 89 المشئوم ولم يغير جوهر مواقفه الرافضة للآخر يوماً ، كان وما زال يكيد للوطنيين ويسومهم سوء العذاب ، وظلت كافة قوانينه وتشريعاته القامعة والمقيدة للحريات من قانون الأمن الوطني وقانون النظام العام وغيرها قائمة لا تطالها يد التغيير أو التعديل تأكيدا على عقلية متحجرة تسوم الشعب الذل والهوان . لقد ظلت الدعوات تتوالى طيلة الفترات الماضية من عمر هذا النظام المتهالك وتدعو إلى تراض وتوافق وتعايش بين الفرقاء الوطنيين تبرم الاتفاقات دون نفاذ و يحصد شعبنا المزيد من التردي والانحطاط .
إن شعبنا اليوم يعيش أحلك الظروف الاقتصادية ويتردى من الحضيض إلى مزيد من الحضيض في كافة مناحي الحياة الإنسانية ، وبلادنا تتمزق فها هو الجنوب قد أسفر استفتاءه انفصالاً نسبة للسياسات الخاطئة والطاردة لمختلف الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد لسياسات النظام القائمة على الاقصاء و التعالي ، ودارفور ما زالت رحى الحرب دائرة بها تحصد الأرواح والأموال نتيجة لسياسات النظام الأمنية والعسكرية المتبعة لحل مشكلة إقليم دارفور وإسكات صوت المطالبة بحقوقهم الامنية العادلة المسنودة من جماهير شعبنا، وها هو شرق السودان يعانى المجاعات والأوبئة التي تحصد أرواح شعبه الذي يعاني الاهمال و التجاهل باستمرار ، والنفايات والأمراض السرطانية تقتل شعبنا في الشمال إضافة إلى التهجير القسرى وعدم تعويضهم التعويض المناسب في منطقة ظل فيها تجاهل تقديم الخدمات وابسط مقومات التنمية هو ديدن هذه العصبة المتنفذة ، وحال الإقليم الأوسط وما يتاخمه يغنى عن السؤال عقب الاستهداف الحكومي الواضح لمواطن هذا الإقليم الثائر والسياسات الخاطئة التي تمثلت في هدم وإضعاف قدرة مشروع الجزيرة لدرجة التلاشي وهو البنية الاقتصادية ومصدر العيش الكريم الوحيد لمواطني الإقليم الأوسط والمساهم سابقاً بما يزيد عن نصف الناتج القومي الاجمالى في الاقتصاد الوطني ، و النظام الآن يعد العدة لحرب في منطقة جبال النوبة بالتسليح و الاعداد لتكرار مجازر دارفور .
لقد درج النظام على تفكيك وتفتيت القدرات الشعبية والمقدرات الوطنية الاقتصادية والسياسية والإبداعية ثقافةً وفنوناً من أجل استمراره في سدة الحكم و استمرارية مسلسل السرقة والنهب المنظم لحقوق ومكتسبات الأمة السودانية وخدمة لخطوط ومخططات دولية رامية إلى تفتيت الدولة السودانية كبداية لإعادة رسم الخارطة السياسية والتحالفات الإقليمية والدولية .
إن نظاماً بهذا الحال وبمثل هذه المواقف لا يراعى حرمةً ولا عهداً ويتخذ من الميكافيلية السياسية منهجاً له لا يمكننا أن نضمن بأي حال من الأحوال أن له موقفاً مبدئياً من حل المشكل السوداني ككل بعيداً عن سياسات التجزئة التي يتبعها في إيجاد الحلول لأزماته الراهنة ، ونحن في هذا الصدد نعتبر أن موقف قوى الإجماع الوطني المتقلب ( و الذي لا يستجيب لنضالات شعبتا المستمرة )يشير الى نجاح سدنة المؤتمر الوطني في الاختراق واستمالة بعض الحالمين ببريق السلطة والمناصب والأموال المسلوبة من شعبنا ، وهذا الموقف لا يمثل في حقيقته إلا مخرجاً للنظام من عزلته الوطنية الحالية ولا يقدم إلا صكوكاً للغفران لهذا النظام الحاكم ، والمثير للرثاء حقاً بأنه هذه الهبة تقدم للنظام بالتزامن مع نجاح مخطط انفصال الجنوب الذي عمل من أجله النظام بكل جدية .
ولكل ما تقدم ذكره فإننا في الجبهة الوطنية العريضة نؤكد ما جاء في صدر إعلاننا السياسي التأسيسي للجبهة الوطنية العريضة بأنه لا مناص ولا مخرج لهذه الأمة سوى الانتظام في تعبئة شاملة لتتوفر الظروف المناسبة والملائمة لانفجار الغضب الشعبي عبر انتفاضة شعبية تبدأ من الأحياء والجامعات والمدارس وكافة المرافق بالدولة لتقتلع هذه الشرذمة الحاكمة وترمى بهم في مذبلة التاريخ ، وتعيد الحقوق لأهلها وتحاسب كل من أجرم في حق الشعب السوداني ليكون هذا الموقف هو ضربة البداية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية السودانية التي نحلم بها و نسعى لتحقيقها. ونحن هنا نناشد كافة الوطنيين الشرفاء و الفواعد الوطنية الصامدة من القوى السياسية الديمقراطية التوحد والتكاتف من أجل انجاز هذه الأهداف في جهد وطني يساهم فيه الجميع لا عزل فيه إلا للسدنة من أرباب الشمولية والديكتاتورية ولا وصاية فيه إلا لتحقيق مصالح الشعب السوداني .
يا جماهير شعبنا البطل
ندعوكم اليوم وأنفسنا للالتفاف حول خطاب وطني ثوري جاد وحاسم ، وان ننتظم جميعاً في موقف التعبئة وخطاب إسقاط النظام ، ولنكن حريصين على تحقيق مصالحنا المتمثلة في الحفاظ على مكتسباتنا الإنسانية ومواقفنا الوطنية حتى لا يتحقق القول : إن الثورات يخطط لها الدهاة، وينفذها الشجعان، ويكسبها الجبناء!..
المجد والخلود لشهداء شعبنا من المناضلين
المجد والخلود لجماهير شعبنا الثائرة
عاشت نضالات قوى الحرية .. الديمقراطية .. العدالة الاجتماعية
الجبهة الوطنية العريضة
أمانة الاعلام
الخميس 27 / 01 / 2011
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة