بسم الله الرحمن الرحيم
الإنفصال هدية بوش للبشير
حسن الطيب / بيرث
وفق اعتراف دولى بعد اتفاق نيفاشا، اصبح البشير رئيسا، وقرنق نائبا للرئيس وبعد وفاتة أصبح سلفاكير نائبا للرئيس ، وصارت شرعية الرئيس ونائب الرئيس مستمدة من تلك الإتفاقية التي تم رسمها بواسطة الإدارة الإمريكية لتقسيم السودان، وفي ضوء ذلك ، لم يتوقف الغرب –خاصة الولايات المتحدة عن ممارسة الضغوط علي (ألإنقاذ)، ورغم توقيع الاتفاقية لم يكتف الغرب بالضمانات الواردة في الاتفاقية التي تكفل بانفاذها، بل سعي وبشكل حاسم الي حصار الرئيس البشير بصفة دائمة وبشكل تصاعدي، واستخدام المنظمات والهيئات الغربية التي تضعف شرعيته ومكانته، بتصعيد الضغوط وبتشديد اجراءات الحصار.
ففي عام 2007 كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وجود تحالف داخل الولايات المتحدة يعرف بـ"تحالف إنقاذ دارفور" للترويج لمقولة "الإبادة في دارفور".. يضم في عضويته "160 منظمة".. وقد لعب هذا التحالف دوراً كبيراً في إقناع الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" بفرض عقوبات على السودان وجعل دارفور على رأس اهتمامات السياسة الأمريكية!!
وفي ( 24 ايلول/سبتمبر 2010 ) حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من سقوط "ملايين القتلى" في حال فشل استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان.
وانتقد مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل موقف الولايات المتحدة حيال وحدة السودان وقال "الولايات المتحدة كانت في البداية تقول انها تريد للسودان أن يبقى موحدا، ثم تحركت قليلا للقول ان ما يريده الجنوبيون تقبل به، واليوم ارتفع صوت حديثها عن ان الانفصال سيكون حتميا واضاف هذا يظهر أن هناك مجموعات ضغط أميركية مرتبطة باسرائيل هي التي تتحدث وتدفع لذلك واستبعد الخيار العسكري للحفاظ على وحدة السودان إذا اختار الجنوبيون الانفصال، وقال "لقد تم سحب الجيش السوداني بالكامل من الجنوب".
وأبدت اللجنة الدولية لمراقبة استفتاء جنوب السودان قلقها من أن خطط إجراء الاستفتاء المقرر في يناير/كانون الثاني القادم تواجه عراقيل من التأجيلات وضعف التمويل، ومناخا سلبيا من التهديدات والاتهامات وسلفاكير أبلغ مبعوثي المجلس بأنه يخشى أن يحرك الشمال قوات باتجاه الجنوب وأن يتأهب لشن حرب.
وحذر الأمام الصادق المهدي، من أن اللغة المستخدمة الآن في التصريحات بين الشمال والجنوب هي لغة حرب، والحرب أولها الكلام، كما قال، معتبرًا أن اللجوء إلى الاستفتاء على تقرير المصير سيكون سابقة يقاس عليها، ليس فقط في السودان ولكن في دول عربية أخرى تتعدد فيها الطوائف، ورأى المهدي في حديث لقناة الجزيرة، التصريحات التي صدرت عن المؤتمر الوطني باستحالة إجراء الاستفتاء حول منطقة أبيي ، ورفض قادة الحركة الشعبية وتلويحها بأنها ستجري في هذه الحالة استفتاء من طرف واحد، تحت إشراف المجتمع الدولي، تطورًا خطيرًا، بالإضافة لتطورات أخرى حدثت على جبهة دارفور، وجميعها تقود إلى سيناريو الحرب ، واتهم المهدي، الدول الغربية بعدم الفهم الدقيق لما يدور في السودان، وأنها تدفع في إطار الاستفتاء دون معرفة بما يترتب عليه ، وجدد تحذيره من وجود نحو عشرين قضية عالقة ينبغي حلها بين الشمال والجنوب قبل موعد الاستفتاء ، ودعا إلى مؤتمر جامع تشارك فيه كل القوى السياسية السودانية فالحل في رأيه في السودان وليس من خارجه، وعلق المهدي على كلام مشاهدين تحدثوا عن الدور الخارجي والمؤامرة قائلا إن عدوك هو عدوك، لكنك أنت الذي تعطيه الفرصة والظرف لكي يحقق أهدافه، ملقيًا باللائمة على الحكومة، التي قال انها حاولت فرض النظام الإسلامي على الجنوب مما دفعه للإصرار على الانفصال.
وفي رأئي التصريحات الأمريكية تحمل إشارتين متناقضتين، فالأولى تدعم انفصال الجنوب السلمى من خلال الاستفتاء المقرر إجراؤه مطلع العام القادم شريطة أن تكون دولة ناجحة بالمعايير الأمريكية، والثانية تشير إلى عدم الثقة فى أن دولة جديدة فى جنوب السودان ستكون قابلة للحياة والتطور وإعمال القانون والحكم الرشيد، الأمر الذى كان جلياً فى تصريحات نائب الرئيس الأمريكى جو بادين عندما قال "آخر شىء تريد واشنطن رؤيته فى القرن الأفريقى أن تكون هناك دولة فاشلة جديدة ، فنحن حريصون على إجراء استفتاء قانونى وذى مصداقية".
وبناءا علي ذلك أصبح الإنفصال هو هدية بوش للبشير ، لإنشاء " دولة الجنوب الفاشلة تقديرا لتعاون البشير مع الإدارة الأمريكية في محاربة الارهاب ، وطرد بن لادن وتسليم ماركوس والتوقيع علي أتفاقية نيفاشا ، لذلك ضاع الوطن ، لأن الإسلاميين وعلي رأسهم الرئيس عمر البشير لم يفهموا معنى قيام الوحدة على أساس من التعددية وقبول التنوع فى الأفكار والعقائد والقوميات ، فى الوقت الذى يتجه فيه العالم إلى القبول بحق الاختلاف والاحتفاظ بالهوية تجنبا للمنازعات والحروب وحفاظا على القوة الذاتية للشعوب ، وقد أدى الفشل فى استيعاب هذه الحقيقة إلى انفصال التشيك وسلوفاكيا، وإلى تفكك يوغوسلافيا، وانهيار الاتحاد السوفييتى
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة