من عليه قراءة التاريخ جيدا البشير أم إحلام عبد الرسول
منذ فترة طويلة لم أقرأ مقال لسوداني فيه تناول بحثي
مفيد في اي من المجالات وضروب الحوار العلمية بالمواقع السودانية بالانترنت وكنت أعزي ذلك الى قلة المواقع الجادة المتخصصة في مجالاتها سوى حفنة لاتتعدى اصابع اليد
ربما
سبب ذلك مشغولية الحياة التي يجابد فيها الباحثين والاختصاصيين والمعلمين السودانيين وربما عدم توفر او ضيق اليد للوصول الي الشبكة العنكبوتية من قبلهم؛ حتى الحوارات السياسية الهادفة تعافى منها جلهم للاسف.
وليس ندباً لحالنا اليوم ان أقول
باعلى صوتي واسفاي لحوجتنا لهم اليوم ففي رآي مثالا قد ماتت نقابة الاطباء السودانيين بالتسمم هذه
شهادة ليست مزورة نستخرجها لها وننعيها فهي من كانت مشهود لها
كرمز وشعلة حرية الشعب السوداني
و خريجيها مثال حسن للخريجين تتقدم طليعتهم
ضد البغاة وتدفع الظلم عن وطنها كما تدفع عن مواطنه المرض اما نقابة عمال السودان المشردة
فهي الاخرى في رآي قد
شلت أطرافها من الجوع وبترت على ارصفة السكة الحديد مخالبها ومازال "يلتق" من غير إفلاح بخيوط العناكب عمالها جيبهم المثقوب ونقابة الفناننين هي الاخرى تبحث عن زواج مسيار سوداني ربما هذه المرة
من مواطن غير سوداني بعد تجربة "نقولا نعم ليك يالقائد الملهم" ؛ الاخرى نقابة المحاميين وهذه شاب شعرها وكبرت عدسات نظارتها من كثرة القوانيين والتوالي وإضافات الاتفاقات الاستسلامية ومرفقات قوانيين المتوالليين فيا أسفي و نواحي في الاسطر أعلاها عليك ياوطن فقد هنت عليهم وعزة هواك.
وقد أعاد مقال او رداً بحثي رئع او هنا دقة في الوصف
يجب ان أشير اليه انه رد ومقال مستوفي شروط
مقام كاتبه وتخصصه البحثي وهو رد من قبل البرفسور شين أوفاي وهو من خيرة الباحثين في التاريخ السوداني ومن قدماء المؤسسة التعليمية في جامعة الخرطوم في الستينات حاليا بجامعة بيرغن
وقد كتب معقباً على مداخلات حول ألاصول العرقية والعربية في دارفور أثاره كتاب صدر مؤخرا بهذا الخصوص.
وقد "أفحم" او قطع قول كل خطيب رده المبسط
حول الإستخدام السيئ ومحاولات زرع الفتن العرقية
في وصف سكان دارفور بكلمتي "عرب وأفارقة".
وكنت ومازلت من المعجبين بتحليلات الدكتور اوفاي وبحوثه التاريخية العديدة عن تاريخ السودان ومشاركاته مع حقبة جامعة الخرطوم الذهبية ونشرتها الدورية في ذلك الزمان "سودان ركورد- مدونة السودان" وبل أعتمدت عليها في كتابات عديدة وما جاء
منه في تلك المعقبة القصيرة
وكل كتاباته وبحوثه في الشأن السوداني تجدها بموقعه على الانترنت بجانب ابحاثه وكتبه العديدة اما ما اشار اليه في نزعة السودانيين تزوير الانساب او جهل محلليهم التاريخيين درس لكل سوداني في تاريخ بلده وهويتها العرقية خاصة لهؤلاء المغرمين بتزوير التاريخ ؛ والامعان في ذلك عن جهل
رغم انه لايعفي شناعة الجرم
فهنالك فرق بين الاستناد على حقيقة تاريخية لتوضيح مقصد وحقبة ومعلومة والاستخدام زورا لحقائق تاريخية او عرضها مشوهة لتغييب عقل المتلقي لغرض في نفس الكاتب او السارد وهذه مأساة ينحي لها البعض في مظاهر عدة؛
الشخصي منها ينحصر في مجال الانساب كما
في العهود الارستقراطية وفي دول مازالت الطبقات الاجتماعية بها متفاوته ليجد مكان له بينها حالت مشروعية الوصول اليه دونه ذلك او لان غلبة العرقية او المحسوبية القبلية بمجتمع ما هي صبغة التميز بين افرادها و يكون الدافع لإرضاء نزعة ما
تجدها من الناحية الفردية
شعور بنقص او فقدانهم لتسلسل مثبت لتاريخ
جذورهم
الاسرية او القبلية او في حالة الاخيرة ربما لحداثتها او صغر حجمها للمباهاة بها و الانساب فتنحوا بهم تلفيق نسب جذورهم
لغيرهم ممن على شأنهم في سابق الزمان او استحب الانتماء لهم في حاضره متوهمين انهم بذلك
مرتبطين بهم
ومن ثم
باصولهم العرقية
او العائلية او أنجازاتهم غير عابهين انه ربما سلالة تلك الانساب او القبائل لاترغب بنسبهم دعك ومن عدم شرعية النسب عرقيا كان او جينيا .
هذه الامثال تتمثل اليوم في ظاهرة سخف وشحطات مؤلفي التاريخ في منتديات
"غير بحثية من أجل الونسة"
رغم أنها من أجل حاجة في نفس مؤلفي القص والصق التاريخي اومن قبل فئة
كانوا يتثأبون في حصة التاريخ او من "يدكونها" فهؤلاء غير جديرين للرد على ترهاتهم
وعلى المتلقي الحرص في تلقي دفوعاتهم دون تمحيص رغم أن تلك النوعية من الكتابات تجلب البغضاء بين الناس وتؤسس لمعلومة مغلوطة في الاجيال القادمة من النشئ الذين يطالعون هذه الحوارات التي هي قصصية اكثر منها بحثية وكتابها يتحملون وزرها.
وكم من مرة قرأت مقالاٌ خشن سياسي او ارجوز بهلواني
يجيد شغلبة المعلومة او ببغاء يرقص طبال بترديد
مغلوطة ومعظمها اصحابها متواضع اللغة او الفهم ركيك
البلاغة عبثي او عفن المقصد إستشهد كاتبه بمعلومة تاريخية مغلوطة او لوي عنق الحقيقة حول حقبة مضت لتناسب مقصده؛ وهذا النوع من الكتابات يعكر مزاج القارئ وينفر الباحث ويسمم العقول ولاتجد مقام او مكان مناسب لتنصح كاتبه او وقت لتشاركه ترهاته ونصيحتى لهذه العينة
الكف وعلى سبيل المثال هنا من نافلة القول أن الزبير باشا اقرب نسبا لوصفه وإبنه سليمان وابنه خميس بأنهم من دارفور من ان يوصف أي منهم انه شمالي لعرقه إن كان المقصد سب الشمال الجغرافي وان بيع الرقيق وامتلاك الارقاء مارسه او شهد على الشراء والبيع فيه حتى المدعو المهدي وخليفته وعلى دينار نفسه وعثمان دقنه وجدودنا والاثبات بالنسبة لما اشرت اليه كمثال يمكنك الرجوع الى الخطابات الموجودة اليوم بخط يدهم او ختمهم
في ما يختص والرق ومعظمها دليل دامغ انهم مارسوا تجارة الرق بيعا وشراء وإهداء لأن الامر كان واقعا غير منكر
فلا ترموا غيركم بسبة تاريخية وابطالكم فيها شركاء اثم.
وفي حقبة معينة كذلك مضغت وليكت كلمة الجلابة حتى افرغ مضمونها واصبح استخدامها ضمن مقال كما الذباب وسط حساء فلا تدري
من مجرد ملاحظتها ان كنت تريد تناوله او طرحه في اقرب زبالة ولم أشهد اي باحث سوداني ينبري ليصحح تلك الكم من الافك لان اي عاقل يرى إن أبحر مع سفهاء فلابد وان نهاية رحلته إدمان السفاف من القول وسارفع قلمي هنا حتى لا ينتهي بي المقام هنالك ضمنهم
اما كلمة جلابة فالحقيقة هي أن الذين أستخدموها في بادئ الامر هم قبائل البطانة والنيليين في وصف التجار الرحل من قبائل الغرب وجنوب النيل الازرق ولاعلاقة للاسم بقبيلة معينة منهم فاستخدامها اليوم في نعت القبائل النيلية يعد اسوأ انواع التشويه المغرض وهو إسلوب رخيص في تشويش المعلومات تستخدمه الاستخبارات في الحروب بتسريب المعلومات التاريخية المغلوطة التي تثير الفتنة والفرقة لتصبح مجالا خصب للحوار لزعزعة نظام اجتماعي لمناطق جغرافية معينة
لايخفى مقصده.
أما
في حالة شروع دولة او مؤسسة حزبية في تزوير تاريخ دولتها ذلك يختلف تماما
فهو قمة المأساة وجرم لايواريه الزمان خاصة وإن كان من اجل مصالح آنية فسينتهي بها الامر عبر التاريخ أن تواصل تزوير التاريخ وترهيب المؤرخين للي عنق الحقيقة فيه وفي نهاية الامر سيأتي من يصحح تلك المعلومة وتبتلي أجيالهم بكذبهم جراء انكارهم حق معلوم.
وقد
طالب المشير الثاني عمر البشير غيره بقراءة التاريخ جيداً في أكثر من مناسبة ودعوناه كذلك بقرأة التاريخ كعلم مثبت قبل التبجح به في خطبه ووسط هتيفته لانه لامقام له في السياسة وشتان بينهما وأقرب مثال لعدم الدقة
وحوجته لها عندما أشار للمحتفين به من أحفاد شهداء الانصار المنتمين لحزب الامة في باحة مؤتمرهم الاخير
يدعوهم أن يتذكروا انه قد أستشهد ثمانية عشر الفا خلال ساعة ونصف فقط مشيرا الى موقعة كرري وهو اوضح مثال وما نقصده بالدقة في السرد التاريخي خاصة اذا ما تفوه به رئيس نيابة عن مؤسساته التعليمية
فالذين استشهدوا في تلك الموقعة 10800 قتيل ولا ادري من أين أتى رئيس جمهورية مجالس العلماء والدراويش بالسبعة الف ومئتي شهيد ممن ذكرهم واتمنى ان لايعتبرها الجيل الناشئ انها معلومة موثقة كونها تفوه بها رئيس وطنه او اشار اليها كاتب غير متخصص في علم التاريخ في مثل حالتي هنا. اما كيف اتينا نحن بالرقم الصحيح فالاجابة بسيطة سيدي الرئيس لأن التاريخ علم وفي العلم علم حقائق وليس تأليف وللقارئ الكريم الشرح هنا انه بعد انتهاء المجزرة اوالهزيمة او النصر سمها ما شئت في المواجهة المشار اليها وبعد مرور اربعة وعشرين ساعة من
انتهاء القتال تم اختيار قائد وسبعة افراد من كل كتيبة عسكرية من الجيش الغازي وتكليفهم بعد الموتى وحدث خلاف في العد الكلي من قبل احدى تلك المجموعات المكلفة بسبب فرق احصائي بسيط
فصدرت الاوامر باعادة الاحصاء مرة اخرى قبل دفن الموتى وهو عرف عسكرى وإنساني على مر الدهور لا علاقة له وأهوال الحروب لا ادري وان كان جيش المشير يحترمه في معاركه في دارفور وغيرها وإن كان كذلك اذا فقد مات بدارفور تسعة الاف وليس تسعة الاف وحفنه فالرقم أتى منه هو في قامة مشير والموتى مواطنيه مستنكرا ان يكون العدد نصف مليون اليس ذلك عار في شأنه دون الاشارة الى احصاء رسمي يأمر به ويثبت دفعه اما كيف استوسقنا من الرقم
بخصوص كرري كذلك ببساطة فالمدونات الحكومية ومدونات كل كتيبة شاركت موجودة اليوم بجانب مدونات الجنود الذين شاركوا في الاحصاء
في ارشيف المدونات الرسمية لكل كتيبة بحالها وفي ارشيف دولتهم الموثق منه و لم نجد اختلاف في الاحصاء سوى في كرري او عطبرة النخيلة او ام دبيكرات اوغيرها
وهذه من ابسط المعلومات متوفرة عزيزي القارئ لك و للباحث والمستقصي وكان ذلك هو الحال حتى في ديارنا وبين مؤسساتنا
البحثية والتوثيقية قبل أن ينزل علم
الاستغلال من أجل الاستقلال ويرتفع علم الاستقلال ليأتينا الاستغلال والامعان في النهب والاستغفال حتى للعقول.
أما أفتخاره وغيره بها كنصر فهو كذلك أمر مؤسف الا يكفيهم ما قاله جند من الجيش الغازي نفسه قبل أن يعاقبوا بسبب إحتجاجهم ووصفهم لما قاموا به لايقل عن عمل جرامي بخس بل احدي الجنود المحتجين يدعى تومبسون اشار في دفوعاته
في وجه قياداته في محاكمته
عندما وصف الامر بأنه لايقل عن مجزرة او سلخانة لم يكن من داع لها واكد على قوله معظم الجند الذين شاركوا الجيش الغازي سودانيين كانوا او مصريين او انجليز وكل الباحثين فيما بعد فيعود أمر محزن أن نحتفل بها نحن وكأنه نصر بدل أن يكون يوم حداد تنكس فيه الاعلام
على اروح هؤلئك الشهداء الذين زجت بهم قيادات ساذجة للتهلكة بعلم او جهل بعدة عدوهم
او اختيارهم لمكان منازلته وهو من صميم واجبات القيادة وتتحمل اخفاقاته بل الشرفاء من القياديين وهذه فئة نادرة اليوم يقدمون أنفسهم للقصاص لما الحقوه بجندهم دعك من مواطنيهم.
ويكفي ذماَ لدولة تغييب العقل ما اشار الى به طالب جامعي اليوم عندما تساءلت عن اشارة البشير في خطابه الاخير امام المجلس التشريعي حول توفير ومعالجة أمر توفر المراجع البحثية للطالب فاجابني ساخرا محدثي ان معلمه بالجامعة من مدة وجيزة
أخفى عنهم المراجع خوفا عليها من السرقة لاخوفا من سرقة عقولهم وسرقة السودان جيل ناجح في مستقبله.
ولست هنا بي مقصد ان عرجت للاشارة الى المأساة المخجلة التي اقدم عليها دراويش النظام اليوم
حول قصة الباحثة في التاريخ المدعوة احلام عبد الرسول فحقيقة انني لم أستطيع بعد الاستقصاء عن علم بكل أمانة بقصتها وما حدث لها سوى ما علمت به شفاهة من ناقلين او من اعلام وهو كذلك غير موثق فهل لم يعد بالسودان عقلاء.
وهنا لست فقط فقط أدعوكم فك اسرها لكننا يجب أن نتوقف أمام هذه الكارثة بتمعن فالانتاج البحثي الضخم الغزير وعصارة رواد المؤسسات البحثية السودانية في شتى العلوم
ليس متوفر في نفس المؤسسات التعليمية التي انجبتهم ومولته من حر مال الشعب لان في فترة حكم الحزبين وهذه الفئة افرادها يفضحهم التاريخ وادعاءات اصولهم لذلك يقدمون على مثل هذه الاعمال الاجرامية. بل عادت بعض المراجع البحثية السودانية دعك من غيرها غير متوفرة سوى في المتاحف الاوربية ومؤسسات الغرب التعليمية يستفيد منها جيلهم الناشئ.
مرة اخرى عزيزي القارئ حتى تعرف حجم المأساة راجع قائمة الابحاث السودانية في شتى الفروع ضمن مكتبات المؤسسات التعليمية الاوربية واختار ايا منها رغم انها من دور نشر سودانية لايحتاج اليوم الامر لتكاليف باهظة توفيرها وأسأل ان كان متوفر ذلك المرجع السوداني لأي مؤسسة تعليمية في السودان
اليوم وستعرف بنفسك حجم المأساء وزيف ادعاءات البشير الاخيرة
حتى انتاج دار جامعة الخرطوم للبحوث ودار النشر لفترات معينة منعدم تماما وهذا سيهدد مستقبل السودان واجياله الحالية.
ولن اذهب بك ايها القارئ بعيدا فقد حاولت بنفسي الحصول مؤخرا على وثيقة تعداد سكاني للخرطوم في عهد غردون اشير الى بوجودها وبحث سوداني آخر في منتصف الثلاثينات مودعة ضمن وثائق دار الوثائق السودانية فما كانت اجابة
من من استعنت بهم سوى الاستخفاف من طلبي مشيرين الى ان الدار نهبت فما بالك بمكتبات المؤسسات التعليمية السودانية وما اسمعه بتأهيلها ويتنافخ به طبالة النظام ليس سوي ضحك على الدقون ومجرد مكياج لاخفاء تلك الجريمة في عهدهم؛
عندها علمت انه ستضيع أبيي وحلايب وغيرها اذا كان هذا هو فهمهم للتاريخ وأمانة حفظ الوثائق التاريخية
وقد أثنى على ما ذهبت اليه المستشار الاجنبي البريطاني المستعان به من قبل اتفاقية الجنوب في قضية رسم الحدود فقد وصف انه وجد في الدور الاسفل بدار الوثائق معظمها مبعثرة على الارض وقد وصلتها العتة والمياه المتسربة من الانابيب الصدئة حينها مستهزءا بمستوى فهم الاسلاميين للدولة؛ كذلك ما أشار اليه مسؤل ملف آبي
سفير السابق الدرديري في دفوعاته اخيرا والمجهود الجبار نحو امانة معلقة في رقابهم تخر لها الجبال وجيوش مستشاري القفلة الذين إضطروا للاستعانة بهم
للانتشار في اصقاع الارض بحثاعن الوثائق التي اضاعوها إنها وصمة عار وقد غطى العار وجوه هذه الطغمة الحاكمة والحكومة التي سبقتهم والتي سبقتها بئس لهم أجمعين.
*حاتم المدني
--
Notice to recipient:
The information contained in this electronic mail message is intended only for the use of the individual to whom it is addressed
and may contain information which is privileged and confidential, the disclosure of which is prohibited by law.
If the reader of this message is not the intended recipient, please note that any dissemination, distribution or copying of this
communication is strictly prohibited. If you have received this communication in error please notify the sender immediately.
Thank you in anticipation of your co-operation.