القاهرة .. التحرك في أكثر من طريق !!
By [unknown placeholder $article.art_field1$]
Apr 16, 2009 - 7:53:42 PM
القاهرة .. التحرك في أكثر من طريق !!
بقلم : عمار فتح الرحمن
بعد رفض الحكومة السودانية للمقترح المصري بعقد مؤتمر دولي أعلنته القاهرة في اعقاب اعلان مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدوليه بحق الرئيس عمر البشير ، وماواكب تلك المرحلة من اخذ ورد ، عادت الحكومة السودانيه بعد ذلك وذكرت علي لسان وزير الخارجية دينق الور بعد القمة الرئاسية " المصرية – السودانيه " التي عقدت بالقاهرة في 25 مارس الماضي ، بانها مازالت تدرس ذلك المقترح وانها لم تفصل فيه بعد . وقتها فهم التصريح السوداني بانه تراجع عن الرفض الاولي وان الخرطوم في طريقها للموافقة علي تلك الدعوة المصرية ، الا أن مااعقب ذلك الموقف أوضح بان الحكومة السودانيه كانت تقرأ الدعوة المصرية بشكل جديد ومختلف وأنها ستصوب ذلك الجهد في اتجاه اخر غير الذي قصدته القاهرة ، وهو ماتبلور بصورة جلية قبل ايام ، وتحديدا في ختام زيارة علي كرتي وزير الدولة بالخارجية للقاهرة اذ أعلن الوزير بان مصر بصدد الترتيب لمؤتمر يجمع الفصائل المسلحة في دارفور بغرض تجميعها وتوحيد موقفها التفاوضي ، وعمد الوزير الي اظهار تقارب بين الدعوة المصرية السابقة وفكرة جمع الفصائل ، الا أن القاهرة التقطت الاشارة وفهمت المعني من وراء القصد وأصرت علي أنها لم تطرح افكارا جديده وأنها مازالت تري بحتمية المؤتمر الدولي كمدخل لمعالجة قضايا السودان المختلفة ، واعلن السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية في تصريحات سابقة تلت اعلان علي كرتي مباشرة ، بان القاهرة لم تطرح مبادرة جديدة وانها تبحث القضايا السودانية باعتبارها حزمة واحدة ،
وجدد الدعوة للمؤتمر الدولي واعتبر ان التحرك صوب الحركات مرتبط بالدعوة الاساسية ، مشيرا في ذات الوقت بان الحديث عن جمع للفصائل دون النظرة الاستراتيجية للازمة السودانية ببعدها الدولي سيكون ناقص ومبتور ، وشدد علي ان التحرك المصري يركز علي شمولية الحل أكثر من أش شئ أخر .
قطعت مصر الشك باليقين واكدت بانها لم تطرح مبادرات جديده وانها مازالت علي موقفها القديم ، وراي البعض بان القاهرة لاتحبذ طرح مبادرات دون ضمان كامل لنجاحها ، ولمح هاني رسلان مدير برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الي أن القيادة المصرية ربما تخشي من طرح افكار جديده الا بعد الاطمئنان الي وصولها الي مقاصدها مسلمة ومبرأ من كل نقص ، مؤكدا لـ " الاحداث " بان الوقت قد يكون غير مناسب لطرح مبادرات شاملة باعتبار ان الصراع في السودان تحول من سياسي الي صراع اولي ، ستجد محاولات معالجته صعوبة بالغه ، مضيفاً بان طرح مبادرات في الوقت الراهن دون ضمان الحد الادني من النجاح قد يزيد الامر سوء وستكون عواقبة وخيمة . بينما يذهب فريق ثاني الي أن طرح مبادرات مصرية في الظرف الاني سيكون في غاية الصعوبة نسبة الي التباين في وجهات النظر المصرية والسودانية ، ويربطون الامر بملفات اخري ، - جلها امنية - جعلت العلاقة معقدة ومتداخله في قضايا جديده لم تكن من قبل ضمن ترتيبات او اولويات العلاقة الثنائية ، واكد مصدر مطلع لـ " الأحداث " بان العلاقه اليوم تمر بمنعطفات حرجة ومعقدة ، وبان الامر لم يعد كالسابق فالتداخلات الاقليمية فرضت واقعا جديدا علي العلاقه في وادي النيل وان التدخلات الخارجية في الوضع السوداني – تحديدا - باتت اكثر خطورة وتلبك ناشئ الي انخراط الخرطوم في معسكر الممانعة ، ولمح المصدر الي دور واضح لبعض الافراد السودانين في قضايا تمس الامن القومي المصري الداخلي وليس الخارجي كما كان في السابق ، مشيرا الي اسماء سودانية تورطت في خلية حزب الله التي تم الكشف عنها مؤخرا في مصر واتهمت بتهديد الامن القومي المصري وبعزمها القيام بعمليات تخريبية داخل حدود مصر ، واضاف المصدر بان الجهات الامنية تؤكد بان السودانيين المتورطين شاركوا في تهريب السلاح الي سيناء ، مختتما حديثه بان كل تلك التعقيدات والتداخلات قد تجعل من فكرة طرح مبادرات جديده امر في غاية الصعوبة . بينما يري اسلام السيد استاذ العلوم السياسيه بان تلك العقبات يجب ان تدفع في اتجاه تحرك مصري تجاه قضايا السودان اعتمادا علي أن الاضطرابات التي تحيط بالسودان قد تنعكس سلبا علي مصر كما تشير المتابعات اليوم ، ويزيد : أن غياب الاستقرار في السودان لن يؤثر فقط علي مصالح مصر العليا في السودان كما كان قديماً ولكن سينقلب علي استقرار مصر الداخلي ، واشار اسلام لـ " الاحداث " بان القاهرة تريد طرح مبادرات لمعالجة الازمة السودانيه لكنها تريد اولا ضمان النجاح من خلال الاتصالات بالاطراف المعنية وهو ماحدث مؤخرا من خلال استقبالها لعدد من الحركات المسلحة في اقليم دارفور ، كما انها تريد احداث نوع من التقارب مع القوي السياسيه ذات الاثر في تلك الحركات ، سيما المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي . مع أن الواقع يشير الي أن ذلك التقارب المنتظر مازال في رحم الغيب بعد أن اعلن الدكتور الترابي نفسه في مؤتمره الصحفي قبل يومين بان الاتصالات تبقي في طورها الاولي ولم يبدئ تفاؤلا في أن تحقق تلك المباحثات ثمارها ناضجة طرية في الوقت الراهن ، بينما أكد مسوؤل الاعلام بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبدالسلام المتواجد حاليا بالقاهرة بان الاتصالات تعتبر استكمالا للقاءات تمت في الخرطوم بين القنصل العام المصري ايمن بديع وقيادات بحزبه ، الا أنه رفض الافصاح عن النتائج التي جنتها تلك الاتصالات ، واكتفي في حديثه لـ " الأحداث " بالاشارة الي ان تلك التحركات تمت بترتيب وتنسيق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان ، الا أن مصدر سياسي رفيع اشتراط حجب اسمه قال لـ " الاحداث " بان القاهرة لايمكن أن تثق او تقبل التعامل مع الدكتور الترابي وحزبه ، ووصف الاتصالات الاخيره بانها لاتزيد عن كونها نوعا من التكتيك المصري لابطال مفعول بعض تحركات الشعبي واستثمار علاقاته مع بعض حركات دارفور لصالح الجهد والتحرك المصري ، مؤكدا بان هذه الاتصالات تمت بعد تشاور مع الحكومة السودانية ، وأن القاهرة ربما تلوح " بجزرة " الغفران للترابي في سبيل تعاونه برفع الفيتو الذي يضعه لبعض حركات دارفور من التواصل والاتصال بالقاهرة ، مستبعدا أن تثمر تلك اللقاءات في احداث اختراق حقيقي في علاقة مصر بحزب المؤتمر الشعبي ، بينما يشير البعض الي أن التحرك المصري تجاه المؤتمر الشعبي ومن ورائه الفصائل المسلحة بدارفور يقصد منها اعاقة مفاوضات الدوحة ، ويدلل ذلك الفريق عن المبادرة المصرية بالكيفية التي اعلنها علي كرتي باستقبالها لقيادات من حركات دارفور المختلفه وهو ماأكده بحر ادريس ابوقرده رئيس الجبهة المتحدة للمقاومة لـ " الأحداث " بان القاهرة استقبلته ومن قبله وبعده اخرين بغرض التشاور حول مبادرة مصرية لجمع الفصائل ، وعقد لقاءات عامة بين الفصائل والحكومة بحضور دول ذات تأثير اقليميا ودوليا ً، وتمني أن تنجح تلك التحركات في ايجاد منبر جديد يكون بديلا للدوحة التي اقتصرت علي العدل والمساوة دون غيرها ، لتبقي الايام المقبلة وحدها كفيلة باظهار نتائج تلك التحركات التي تجري حاليا بسرية وتكتم شديدين ، ومدي قدرتها علي النجاح من عدمه وأن كانت تندرج تحت التنافس المصري – القطري في السودان كساحة للتنافس علي الوضع العربي .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة