المبادرة الامريكية ...
نيفاشا
/
دارفور مع الابقاء على امر القبض ... فجر كاذب
ثروت قاسم
[email protected]
المسلسل الامريكي :
اكدت ادارة اوباما , علي استحياء , ان امر قبض الرئيس البشير باق , ولن تستطيع قوة على الارض من شطبه ؛ ولا حتى مجلس الامن . كما اكدت بانها سوف تستعمل حق الفيتو لقتل اى مشروع قرار جديد فى مجلس الامن يدعو لتجميد امر القبض لمدة عام قابل للتجديد . امر قبض الرئيس البشير خط احمر لايمكن تجاوزه ,
بالنسبة لادارة اوباما .
سوف يستمر امر القبض معلقا قوق راس الرئيس البشير , حتى تتمكن الادارة الامريكية من تمرير كل اجندتها , وبالاخص انفصال جنوب السودان . وبعدها لكل حدث حديث ,
ولكل مقام مقال .
هذه هى الحلقة الاولى فى
المسلسل الامريكى الجديد مع نظام الانقاذ .
عصا موسى
:
اما الحلقة الثانية فهى ان الادارة الامريكية قد رمت بمبادرة جديدة , لقفت كل المبادرات الحائمة فى الساحة , ابتداء من مبادرة الدوحة , مرورا بالمبادرة المصرية لعقد مؤتمر دولى حول دارفور فى شرم الشيخ ,
وانتهاء بدقشة المبادرات الاخرى التى ملأ ت السوق طيلة الشهور الماضيه .
المبادرة الامريكية الجديدة
قد بلعت
كل المبادرات السابقة , وكانها عصا موسى . وهي
تحاكى مبادرة نيفاشا التى تم تتويجها باتفاقية السلام الشامل بين الجنوب والشمال . المبادرة الامريكية الجديدة هى نيفاشا اثنين فى دارفور , مع الاخذ فى الاعتبار ان نيفاشا اثنين يمكن ان تكسر سقوف نيفاشا واحد في الجنوب
, حتى تكون
مستدامة ومقبولة لجميع الاطراف .
نيفاشا اثنين :
تقترح ادارة اوباما ان تبداء نيفاشا اثنين بمحادثات لوقف اطلاق النار فى دارفور , بين نظام الانقاذ والحركات الدارفورية الحاملة للسلاح ؛ دون عزل لاى حركة ؛ مهما صغر حجمها وقل شانها . مولد عديل كده
يمكن لاى عنقالى ان يدخله . وسوف يكون هذا المولد فى اديس ابابا . وبعد الاتفاق على وقف اطلاق النار وتنفيذه ومراقبته بواسطة قوات اليوناميد المعززة امريكيا ؛ تبدأ مفاوضات اللحم الحى , برافع امريكى ضاغط على كل الاطراف , حتى تصل الى اتفاق نيفاشا اثنين , ويضمنه
مجلس الامن , ويتم تنفيذه فى دارفور قبل عام 2011 , موعد استفتاء جنوب السودان .
التطبيع :
اما الحلقة الثالثة من المسلسل الامريكى فهى قبول نظام الانقاذ للمبادرة الامريكية الجديدة , بشرط ان تطبع ادارة اوباما علاقاتها مع نظام الانقاذ . ويكون ذلك بان تشطب ادارة اوباما اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب , وان ترفع العقوبات الامريكية على السودان , وان تشجع
الاستثمارات الامريكية فى السودان , وان تقر بان ماحدث فى دارفور لم يكن ابادة جماعية كما ادعت جورا وبهتانا فى عام 2004 , وان ترسل سفيرا لها فى الخرطوم , وان تنسى حكاية الحظر الجوى , والنفط مقابل الغذاء , ومحاصرة السودان برا وبحرا وجوا .
التطبيع هو الشرط الوحيد الذى قدمه نظام الانقاذ كعربون لموافقته على المبادرة الامريكية الجديدة .
لم يرى الاعمى امر القبض ؛ ولم يسمع الاصم بامر القبض , ولم ينطق الابكم بامر القبض . تم طوى امر القبض واخفائه تحت السجادة الامريكية . فص ملح وداب . طائر فينيق تم دفنه تحت الرماد .
اين امر القبض ؟ ماذا تقصد ؟ عن اى امر قبض تتكلم ؟
الشروط الامريكية :
الحلقة الرابعة فى المسلسل الامريكى عبارة عن حزمة من الشروط الامريكية الخفيفة والناعمة , والتى يمكن لنظام الانقاذ تنفيذها دون عنت او صعوبة . اول هذه الشروط يمس الامن القومى الامريكى فى الصميم :
وهو ايقاف الدعم الذى يقدمه نظام الانقاذ لحركة حماس ( الارهابية ) وبالاخص منع تهريب اى سلاح او مال لحماس عبر الاراضى السودانية .
والشرط الثانى هو محاربة اى وجود , ولو رمزى او هوائى , لنظام القاعدة فى السودان . وبالاخص تفكيك تحالف الحركات الجهادية والاستشهادية فى دارفور , حتى وان كان هذا التحالف نمر من ورق . وطرد وكيل القاعدة وزعيم المعارضة الصومالية حسن ضاهر عويس الذى التجأ مؤخرا للسودان .
والشرط الناعم الثالث ان يسمع نظام الانقاذ الكلام , ويكون ود ناس تماما مثل اشقائه فى مصر والسعودية والاردن .
موديل عرفات :
اما الحلقة الخامسة والاخيرة فى المسلسل الامريكى فهى تطبيق موديل عرفات على الرئيس البشير , والسماح له بالقاء الخطب النارية , ووضع الامريكان تحت جزمته , والعرضة الجعلية فى الحشود المليونية ,
الى ان يتم نقله ؛ كما عرفات ؛ الى احدى مستشفيات باريس للعلاج من مغص معوى غير معروف .
والاعمار بيد الله كما يقول الجنرال قريشن , الذى رفض مقابلة الريئس البشير , كما رفض مقابلته
ايضأ
السيناتور كيري ؛ ابان زيارتيهما للخرطوم .
انتهى المسلسل الامريكى الجديد .
الكتاب الابيض :
تستعد الدكتورة سمانتا باور لوضع اللمسات الاخيرة للكتاب الابيض الذى تعده حاليا , والذى يحتوى علي سياسة ادارة اوباما للسودان للاربع سنوات القادمة , وبالاخص حتى عام 2011 , العام المفصلى فى تاريخ السودان ؛ واهم سنه ميلادية لبلاد السودان واهل بلاد السودان .
الكتاب الابيض الامريكى سوف يركز على استتاب الامن والاستقرار فى دارفور , وبقية اقاليم السودان حتى عام 2011 . الكتاب الابيض سوف يدعو لمفاوضات مارثونية فى اديس ابابا , حتى ينشغل كل طرف بنفسه وحتى عام 2011 , عندما يكرم المرء ( الجنوب )
او يهان ( الشمال )
, وعندما يقرر جنوب السودان الانفصال فى هدؤ وسلاسة . ولايمانع الكتاب الابيض فى انفصال دارفور بعد الجنوب , كما لايمانع فى قيام دولة البنى عامر – اربع دويلات وليس ستة دويلات كما كان الحال مع يوغسلافيا السابقة
. وليس ثلاثة عشر دولة كما كان الاتحاد السوفيتى العظيم .
السوابق كثيرة وعلى قفا من يشيل بالنسبة لتفتيت السودان ... حتى لايسبب اى صداع لاسرائيل وهو مفتت ضعيف . كما دعى لذلك وبوضوح فاضح الوزير افى دختر ؛ وزير الامن الاسرائيلى فى حكومة او لمرت السابقة .
وهذا هو بيت القصيد في المبادرة الامريكية الجديدة , بفصولها الخمسة , والتى بلعها نظام الانقاذ على الناشف , وبدون ان يبلها باى موية .
الاستفتاء :
ممالك كوش اربعة الف سنة قبل ميلاد المسيح ؛ والتى شهدت اول تجمعات انسانية فى تاريخ البشرية فى كرمه , والتى علمت بنى الانسان استئناس البقر الوحشى وشرب اللبن ... مرورا بممالك البركل التى اخضعت لسلطانها مصر الفرعونية وحتى بلاد الشام ... مرورا بممالك مروى التى تكلمت وكتبت لغة , هى الوحيدة بين كل لغات العالم التى لم يتم فك طلاسمها حتى تاريخه .... مرورا بممالك المقرة وعلوة ... مرورا بالدولة السنارية وملوك العبدلاب ...
ثم التركية السابقة ... ومن بعدها الدولة المهدية العظيمه ... ثم
الاستعمار الانجليزى
/
المصرى ... وصولا الى الدولة السودانية الحديثة .......
طيلة هذه الحقب التى امتدت لاكثرمن ستة
الف سنه ؛ كانت كل الدول التى تعاقبت على حكم بلاد السودان
تسعى
وتجاهد وتكافح لتكبير مساحة الدولة السودانية وبسط نفوذها ؛ حتى الاستعمار الانجليزى
/
المصرى بسط نفوذ الدولة السودانية على دارفور فى عام 1916 بعد ان كانت خارج الدولة السودانية .
فماذا حدث لنا في عام 2005 ؟ وماذا سوف يحدث لنا
فى عام 2011 ؟
عام 2011
سوف
يشهد اول تفتيت وتحطيم وتمزيق للدولة السودانية فى تاريخها الطويل الذى يمتد لاكثر من ستة
الف سنة , وليس مائتين سنة ونيف
كما فى تاريخ الدولة الامريكية ؟ اجدادونا كافحوا ليزيدوا من رقعة بلاد السودان , وناتى نحن الاحفاد
لتفتيت بلاد السودان , برافع وعراب امريكي .
هدية مسمومة :
المبادر الامريكية ظاهرها حل مشكلة دارفور ؛ وباطنها تكريس انفصال جنوب السودان فى يسر وهدؤ بحلول عام 2011 . والالية التى سوف تستعملها الادارة الامريكية لانجاح مبادرتها هي امر القبض الذى سوف يظل معلقا فوق راس الرئيس البشير .
الرئيس البشير المتهم والمطارد من العدالة الدولية وهو فى السلطة فى الخرطوم , سوف يكون الكرت الذى سوف تستعمله الادارة الامريكية لانجاح مبادرتها , التى لا تعدو ان تكون هدية مسمومة .
ومكروا
ومكر الله والله خير الماكرين .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة