اليك يا سيادة النائب الأول سلفاكير !!؟
23 أبريل 2009 م
آدم خاطر
السلام الذى وقع من كينيا قبل ما يقارب الثلاثة أعوام ونصف أراد صناعه أن يسطروا من خلاله صفحة جديدة من تاريخ البلاد عنوانها اسدال ستار المعاناة ووقف نزيف
الدماء والحروب والأشلاء والاقتتال فى كامل ربوع البلاد ، والالتفات للتنمية والبناء والاعمار للانسان والموارد !. شريك السلام الذى جاءت به نيفاشا ممثلا فى الحركة الشعبية لتحرير السودان بشعارها الكبير ( السودان الجديد ) الذى كنا نتوق أن نرى أشراطه نهضة وحركة تنموية وعمرانية تنتظم كل الوطن لا تستثنى شبرا من أراضيه ولا تميز بين ولاياته وقبائله ما كنا نظن أنه سيكون قاصرا على الجنوب وليته أثمر بأرضه وأرضى قاطنيه
!. الشراكة فى الثروة والسلطة التى أقامتها الاتفاقية بمعناها الواسع ومضامينها التى تتجاوز الذات الجنوبية الى ذات الوطن ورحابه الفسيحة ، بددها الذين يحيطون بالنائب الأول لرئيس الجمهورية فى معناها ومبناها وحصروها فى المشاكسات وتبديد الجهد والطاقات !. الذين كانوا يحلمون بالسلام وينظرون الى الحركة الشعبية على عهد زعيمها قرنق واستبشروا خيرا بمقدمه ، وخرجوا لاستقباله بالساحة الخضراء بالملايين ، ومنوا أنفسهم برغد العيش والحياة الكريمة والمساواة فى الحقوق والمواطنة ودولة الهامش والغلابة اسقط فى أيديهم وهم يروا هذا المنصب يتقازم حتى عن حدود الجنوب ومدنه وأريافه ، وحركة السيد سلفا محدودة ومقيدة باجراءات وضوابط أمنية ليست لدى الرئيس البشير وهو محفوف بمخاطر جمة وتهديدات ووعيد من حركات التمرد وأجهزة الاستخبارات العالمية وأمانى أوكامبو السراب !. النائب الأول لرئيس الجمهورية لا يستطيع حتى وزير خارجية السودان السابق وعضو الحركة المؤسس د. لام أكول من لقائه متى ما أراد للتشاور والحديث معه فى قضايا وموضوعات
فى غاية الحساسية
تهم البلاد وتحتاج الى قرار ، وهو يحيط نفسه أو يحاط بدائرة يصعب اختراقها حتى على القادة لا يعرف شفرتها غير قليل من أهل الحظوة !؟.
النائب سلفا يعتقل ويسقط فى براثن مجموعة صغيرة فى فهمها ورؤاها (أولاد قرنق)
محدودة فى أفكارها
وارتباطاتها داخليا وخارجيا فيفقد أقرب المقربين اليه فى السابق من أمثال تيلارا وأليو وغيرهم من الحادبين على مصالح الحركة والسودان على حد سواء !. الشكوك التى ينسجها
بعض هؤلاء حول سلفا وما يثيرونه من أوهام ونصائح خادعة تباعد بينه وبين قيادات لها وزنها وكلمتها فى الأوساط الجنوبية ومسارات السياسة على مستوى القطر، ولهم وضعيتهم بين قبائلهم وهم من زعامات الجنوب وأبناءه الخلص
!. أين أنت سيدى من همس المجتمع ونبض الشارع فى الجنوب وغياب دولة القانون والمؤسسات وصرخات الضحايا جراء المعاناة تدعوا عليك وآهاتهم تقول وا سلاماه !.
عندما يفشل سلفا فى معالجة قضايا الجنوب بوضوحها ومحدداتها وهو الحاكم الأوحد بحركته وقادته والمتصرف فى كل شئونه
دون تدخل من المركز ، والبلاد ما تزال تحت سلطان دولة واحدة واتفاقية لها أبعاد ومرامى كبار ، كيف لنا أن نتساءل عن مسئولياته تجاه ولايات الشمال الأخرى وحق المنصب يحتم عليه أن يلتفت الى عظم المسئولية والتحديات ليرى نفسه بتطلعات كل مواطنى السودان !. الجنوب على لسان أبنائه يخوض فى فوضى عارمة من الجهل والفقر وسلطان القبيلة والعصبية ويتراجع الى العصور الحجرية ، والموت أضحى سمة يومية بأسباب واهية ومعطيات دخيلة حتى على ثقافة الجنوب وموروثه !. الفساد المالى والادارى والمحسوبية والعصبية العمياء للحركة الشعبية والولاء للزعامات يتجاوز أى ولاء لدائرة الجنوب دعك عن الوطن الأم !. أين أنت سيدى النائب من اتفاق الشرق
الذى أنهى معاناة شرق البلاد فى سلام ووئام حمل الجميع للعمل وترك السلاح
وحقن دماء أبنائه وأفسح المجال واسعا لتفاهمات مع المركز وترجمة حقيقية للاتفاق ببرامج وآجال ونهضة لمسها مواطن الشرق وعبر عن رضائه وسعادته بالحقائق التى لامست أرض بورتسودان والقاش
وطوكر بمشاريع وبرامج وأنشطة لا تخطئها العين !. أين أنت سيدى من اتفاق القاهرة
مع التجمع الوطنى والميرغنى الكبير وكل قيادات التجمع باتت تتحدث بلغة الدولة والمسئولية التضامنية والشراكة الحقيقية التى تحتم النظر الى بقاء السودان ككيان ودولة واحدة موحدة ومتماسكة أمام الأعاصير التى تجتاحها وانت غارق فى شبر راكد لا تكاد تخرج من ماءه الآثن
!؟. أين سلفا من أزمة دارفور وقضيته التى تغض مضجع البلاد وتفاقم من محنه والمخططات ترسم والدائرة الشريرة تتسع وبعض قادة التمرد هم أبناء الحركة وصناعة يدها ودعمها اليها متصل ويدها باتجاههم ممدودة ، وفعالهم فى القتل والدمار تجاوزت آثار الجنوب وصبغت اسم البلاد بالثبور وعظائم الأمور وحملته الى المنظمات الأممية والأجندات الدولية والعقوبات والحصار حتى الجنائية وسيادتكم تقف على بعض أميال منه وتملك من المفاتيح والادوات ما يمكنك أن تسطر نصرا يتجاوز حركتك ويسمو باسمك وقيادتك ولكنك قليل الحديث عنها ، نادر الانفعال بها ، شحيح الاتصالات الا من أولئك الذين يرابضون بأرض الجنوب من القتلة وسماسرة الحروب للمزيد من الفتنة والحريق !.
أين أنت سيد النائب من قضايانا الاقتصادية وتعقيداتها ومساهماتك فى الحلول والتعاطف وشعب البلاد يتطلع الى زياراتك فى المدن والأرياف دون أن يسمع عن برامج تشير الى جولات ولقاءات وتنويرات ومفوضية الانتخابات تعلن جداولها فماذا انت قائل لأهل الجنوب والشمال على حد سواء !. أين انت من انشغالاتنا الأمنية والبلاد مترامية الحدود ومتداخلة فى قبائلها وعرضة لمخططات واستراتيجيات أجنبية ماكرة وزياراتك للخارج لا تحمل غير هم الحركة وتقوية أجهزتها الدفاعية وقدراتها القتالية والطيران وكأنك تعد الى حرب أخرى كما يدعو ويبشر
أحد عرابيك باقان، والسلام يدعوك الى انجازات تشبهه تحمل معانى الطمأنينة والاستقرار
!. أين أنت سيدى من علاقات السودان الخارجية وما تواجهه الدبلوماسية من عقبات حقيقية فى تعدد الألسن والوجهة والهدف ، ومكاتب الحركة خارجيا ليس لها غير الهدم والتفرقة ، وزيارات أطقم الحركة الى الخارج منتقاة وتعمل خارج أطر الدولة ومقاصد السياسة الخارجية للبلاد وأهدافها العليا وتضرب فى عناصر الاستقرار ومطلوبات السيادة ، و تمشى بالعداوة والقطيعة والمباعدة فى الصف الوطنى ، وتسعى بالتشكيك والارباك السياسى ، وتقود للفتن والحرائق وتدعو للقطيعة واحكام الحصار على المؤتمر الوطنى وخنقه فى كل ما من شأنه أن يعيق حركته ويفشل برامجه وخططه !. أين أنت سيدى من وحدة الصف الوطنى ومطلوبات الوفاق وانت بعيد المكان عن عاصمة البلاد ، بعيد الشعور عن الهموم التى يجرى التداول حولها الا عبر تقارير ووسطاء مهما كانت أمانتها لن توصل لك الحقيقة كاملة ويكفى قطاع الشمال ذلك الكيان الوهمى الذى يقف عليه عرمان ولا يدرك مهامه ونتائجه سوى بعض الهتيفة من أرباب المصالح الضيقة ، وهو لايحمل أشواق الشمال ولا يعبر عن وجدانهم , ومن يقوم عليه يجعل من بعض رموز الشمال الذين اعتلوا الحركة برغبتهم مادة للاصطياد والكيد والتشفى حتى تفقد الحركة عضويتهم أن لم تكن فقدتها بالفعل !.بل أين أنت سيدى من وحدة البلاد الجاذبة وماذا فعلت لأجلها ومتى بشرت بها وانت تتركها للقدر والصدفة دون برامج حقيقية والكل يتطلع أن يرى رأيك الشخصى ان كنت تنشدها وتدعو لها ، وهل هى متوطنة فى وجدانك وعقلك ، وهل أنت من دعاتها ومن يعيشون لأجلها ويزودون عن حماها ويضحون لغايتها !. لم نسمع عنك دفاعا عن هذه الغاية الحلم وانت تميل الى الضبابية وتصوم عن الحديث عنها والنهوض بها فى خطابك السياسى المقل والمحدود الأثر وهى رأس الرمح فى بناء السلام وطموحات شعبنا الأبى
!.
كنا نتطلع أن تنهض سيادة النائب سلفا بمسئوليات هذا المنصب بكل تبعاته وتشعباته وأعبائه الجسام فتمثل السودان بكل حدوده , وبكل اصقاعه النائية والحضرية على نحو متماثل وعادل وشفيف
، وليكن الجنوب نصب عينيك ويعتلى الأهمية والصدارة فى تعاطيك !. كنا ننشدك أن تؤازر قيادة الدولة بشراكة حقيقية تتقاسم فيها المسئوليات معهم وتجابه ما به من تحديات وتتحمل نصيبك فى النجاح والفشل وانت تفضل الصمت والغياب المصنوع والهروب الى الأمام
بمعركة أخرى أشبه بطواحين الهواء ، ومستحقات الوظيفة تحتم عليك نهجا مغايرا وسلوكا يتجاوز مربع الجنوب الذى يعتقلك فيه هؤلاء الذين يحيطون بك بنظرتهم القاصرة ومطامحهم الشخصية
!. فراغ كبير لمكتبك بالخرطوم ومجلس الوزراء والمجلس الوطنى ومجلس الولايات تنعقد جلساتها وتنفض ، وتتعدد المناسبات الكبيرة ورئيس البلاد يستهدف وانت تبخل وتضن أن تقود حملة للمناصرة الوطنية لتسطر ملحمة أخرى قبلت أن يكون مكانك وسهم حركتك انتظار لأوهام رد عليها شعب السودان وأمته العربية والاسلامية وانتماءه الافريقى وكل ما تراه سيادتك تأجيل محدود لعام لا ندرى ماذا سيكون بعده !. أنت تصور نفسك من خلال حركتك ونشاطك وانفعالاتك بقربك للأجنبى
وخياراته أكثر من قربك لشريك السلام وقدرك مربوط بمخرجات السلام وعزه الذى يغادر تاريخك بسياستك ونصائح مستشاريك !. من هم هؤلاء الذين تستشيرهم وبماذا يشيرون عليك
، وأين هم من السودان الوطن والقضايا
والانتماء والهوية التى تطمس عند عتبة السودان الجديد ، وأى نهاية يرسمون لها وأى مصير يقودنك اليه !؟ . أين أنت من رئيس الجمهورية والنائب الثانى ومشاغلهم واهتماماتهم الى اهتماماتك وانت تضع هذه الحواجز والمتاريس ومن هم حولك يؤسسون لانفصال لن يكون فى حدود الأرض والموارد بل سيتجاوزها الى الوجدان ويا له من فصام نكد !. الذى يكتب اليك ليس من أنصار الحركة ولا من دعاتها أو المعجبين بنهجها ، ولكننى من طلاب السلام الذين يشفقون على مستقبله وانت تتبوأ هذا المكان وواجبى أن أطرق بابك بهذه السياحة ان كانت احدى معانيه أنه جاء لخير البلاد وشعبها وأنا اتحسس خطى من صنعوه وبصماتهم للتاريخ وأغراض البحث العلمى والتقييم العملى لواقع السلام ونصيب كل طرف ، وسيادتك كثير الشكوى والتبرم ومكتبك السياسى لا يبارح فيما يتداوله من قضايا هموم الاشخاص وبعض الكدر الذى يصيب الحركة بيدك لا بيد غيرك وهو أبعد ما يكون عن الوطن
!. بعضهم يرميك بالضعف والآخر بالامبالاة وانت قائد عسكرى مطبوع ولكنك تسقط فى امتحان السياسة والقيادة وتقبل التفلت والتجاوز فى صفك فتوهن السلام ولا تنصره !. عندما أرى لك مشاركة تعزز خطى السلام الذى أروم
ومبادرات تقر بها أعين طلابه وقرارات تنصر الوطن وتحمى ترابه وتجسد وحدته وتبقى على هيبتك وسلطانك على من هم تحت امرتك سأكتب عنك كصانع للسلام بلغة الاعجاب حتى وأنا أختلف معك وسنى الاتفاق توشك أن تنتهى فمتى أنت فاعل !؟ .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة