وغداً تدورُ الدائرة
د. عزًّ الدين هلالي
وتأكَّدتْ للناس كلُّ نبوءتي
حين افتقدتُك " جونُ " باسمِ الوحدةِ
وباسمِ الشعبِ
وباسمِ النّفرةِ الكبرى
ووفق شهادتي :
" عجباً
لكيف يعيشُ من بعد الفناءْ ،
ويطولُ ،
بعد الموتِ ،
كائنْ ! ؟ "
إذ كنتُ أنعي فيك آمالي
وأحلامي
وآفاق الرجاءْ ،
أنجالي
وأجيالي
وأيامي
وساحات الضّياءْ ،
ونبضَ القلبِ ،
أشيائيَ الصُّغرى ،
أصلي
وخطّ الاستواءْ ،
فصلي
وكلَّ هويّتي ،
لم يستبينوا النُّصح حين إفادتي
قومي ،
وما اكترثوا لنبلِ الغايةِ
لم يستبينوا النُّصحَ حين إفادتي
أنّ التمزّقَ غايةُ المتهافتِ
أنّ التّشرذم فيه كسرُ إرادتي
أنّ التّفرق فيه قصدُ إبادتي
لم يستبينوا النّصح حين إفادتي :
" إن شئتمو .. ها فانزعوا عنّا اليمينْ
أو شئتمو .. ها فانزعوا عنا الشمالْ
أو فانزعوا عنّا الوريد من اليمين الى الشمالْ
ارأيت إن قُطِعَ الوريدُ ،
أَيُفَرِّقُ الرّاؤون أيّ الدَّمِّ سالْ ؟ "
يا ...
" عازة الفراق بي طال "
لم يستبينوا النُّصح حين إفادتي :
" لا لن يكون سوى الوصالْ ،
في غدي ،
أو في أتون المشهدِ ،
أو في ثنايا الأمسِ في الماضي البعيدِ
ونحن في نُطَفِ الرِّجالْ ،
أو في بطون الأمّهاتِ الآن
نحبو للنِّضالْ ،
لا لن يكون سوى الوصالْ "
لم يستبينوا النّصح يا سوداننا
حزبان يقتسماننا
منذ الأزلْ
والآن يقتسماننا
حزبان من غير الأُوَلْ
وتحضُّهم كلُّ الدّولْ
حزبان يا سوداننا
حزبان يقتسماننا
ظلماً وباسم الدين في الخرطوم يقتسماننا
جوراً وباسم العدل في ملكال يقتسماننا
ما كان ذا المأمول يا باقاننا
ما كان ذا المأمول يا سوداننا
ما كان ذا المأمول وفق شهادتي
حين افتقدتُك " جونُ " باسمِ الوحدةِ
باسم الجموع الثائرة
باسم الجموع اتتك تستبق الخطى المتكاثرة
تبكي المصيرَ وتقتفي آمالَنا المتناثرة
يبكي الجميعُ وتختفي أحلامُنا المتجاسرة
ما متّ " جونُ " بصدفة في طائرة
فكذا ،
وفي بلدي ،
بلد النّعوش الطائرة
دوماً تدور الدائرة
وهمو تروس الدائرة
لم يطلبوهُ ، ذا الانفصال ، لموتكم بالطائرة
بل كان ذا المقصودَ حين تقصّدتْكَ يدُ الفلولِ الجائرة
ما متّ " جونُ " بصدفة في طائرة
قتلوكَ
هُمْ
قتلوكَ
وما قتلوكَ
بل قتلوا بك السودانَ
بل شطروا بك الأوطانَ
بل قتلوا أمانيَّ الشعوبِ الحائرة
قتلوكَ
هُمْ
وغداً تدورُ الدائرة.
د. عز الدين هلالي
ابوظبي
7/2/2011
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة