الامم المتحدة ترصد 10مليار دولار لدولة جنوب السودان
بقلم ايليا أرومي كوكو
لم يعد الوقت بعد الان وقتاً لشريكي السلطة و الحكم في السودان المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان. فالشريكين لا يزالان عند محطة الاختلاف و التشاكس و الجدل البيزنطي لأكثر من خمسة اعوام . و بقدر قادر تجاوز الزمن و الاحداث معاً هذين الشريكين و هم يدورا في فلك الوحدة و الانفصال و تقرير المصير لشعب جنوب السودان. نعم فالاحداث في الساحة السودانية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الامور الخاصة باستفتاء و تقرير مصير جنوب السودان قد تجاوزت الشريكين و الان بيديهما شيئاً يقدمانه للسودان لا قديمه و لا جديده . فالحقائق علي الارض تقول بأن التاريخ و الجغرافية تجاوزت و قفزت خطوات امامية و مستقبليه جديدة .. و السودان في مرحلة تجاوز الي ما بعد 9 – 1 – 2011م .
الشعب الجنوبي اليوم يكتب مصيريه بيديه فقد حسم أهل الجنوب خيارهم و اختاروا ما يبغون و ما يريدون . و هاهم هذه الايام يسجلون ويكتبون تاريخ و مستقبل دولتهم من خلال رحلات النزوح الثانية او العكسية الي الوطن الي الجنوب .
و انت تشاهد انتظام عشرات بل مئات و الاف القوافل من الشاحنات والمركبات الكبيرة المحملة بالعفش و الاسرة و الاسر .. و انت تري البشر من الاطفال و الكهول و الشباب و النساء و الرجال يسافرون .. يعودون .. يرجعون ..
الجنوبيون من سائر مدن و قري و ريف شمال السودان يرحلون الي الجنوب جماعات جماعات .. يهاجرون جماعات.. أغلب هؤلاء ولدوا في الشمال و جلهم لم ير الجنوب يوماً و لا كان يحلم بالعودة او الرجوع..اطفال الرياض و طلاب المدارس و شباب الجامعات يرحلون .. انهم يتركون فصول و قاعات دروسهم و محاضراتهم في منتصف العام الدراسي ..
أظنها اكبر عملية رحيل منظم و اضخم عمليه جلاء لشعب يشهده عالمنا المعاصر علي الاطلاق ..ان يقرر شعب من الشعوب رحيلاً جماعياً غير عابي بأي شي علي الاطلاق .. و عودة الجنوبيين الي الجنوب هذه الايام تدهش الجميع .. انهم يرحلون مخلفين ورائهم استفهامات و علامات تعجب لا يبنظرمن الاجابة او التفسير ..
اسماها البعض بعملية العودة الطوعية و يري فيها سواهم هروب و فرار من المضمون الي المجهول ..
فيا تري الي أي مدي لعبت حقنة كمال عبيد دورها الحاسم في قصم ظهر الوطن و فرار الشعب الجنوبي تاركاً ليس حقنة كمال عبيد فقط بل تاركاً كل شمال الوطن بما حمل .. أتت حقنة كمال عبيد مكملة لأدوار و نواقص زفرات الطيب مصطفي المسمومة ليموت الوطن موتاً سريراً او بدم بارد كما أرادوا له و لم يتوقعوا حدوثه ..
عودة الجنوبيين الي الجنوب أضحت الان مسئولية كبيرة تفوق قدرات و امكانيات حكومة السودان و هي ابداً لا تبالي .. و ليس بمقدور حكومة الجنوب وحدها او الحركة الشعبية ابداً تحمل متطلباتها او مواجهة تبعاتها مهما كان حجم قدرتها و مقدرتها .. عودة الجنوبيين أرها مسئولية امميه كبيرة جداً هذه العودة تزيد من اعباء المنظمة الاممية و تنتظر تديها .. و لابد ان يقف خلفها كامل الهيئات و المنظمات الطوعية الانسانية الاخري . و ان تسندها الدول الكبيرة الراعية لأتفاقية السلام الولايات المتحدة الاميريكية و بريطانيا وفرنسا و النرويج و دول الاتحاد الافريقي و الجامعة العربية و كافة منظماتها الخيرية .. لابد للامم المتحدة ان تجند جل برامجها الانسانية و الانمائية و الاقتصادية بميزانياتها .. فالاولويات العاجلة الان تتركز في الماء و الغذاء و الصحة و التعليم . الايواء العجل و السكن لعشرات ألاف الاسر جماعات و الافراد ..
الحاجة الانسانية في جنوب السودان ستكون ملحة جداً تتطلب الوقفة الصلبة و الدعم المادي والمعنوي لدولة جنوب السودان الجديد التليد .. و هنا لابد من الامم التحدة و الولايات المتحدة الامريكية الدول الكبري الاخري مد اليد الطويل و تقديم العون الانساني و التنموي و الاقتصادي لهذه الدولة حتي تنهض و تقف علي رجليها و تعين شعبها علي العيش في سلام و أمنو استقرار بعد ان ذاقوا كل صنوف المرارت و انواع العذاب و الاضطهاد ..
علي الامم المتحد وكافة الدول الاخري المبادرة بالدعم و المساندة و المأزرة .. فقد قدموا الكثير في السابق لكل الشعب السوداني و لشعب جنوب السودان علي وجه الخصوص و المرحلة القادمة تعد من أصعب المراحل في تاريخ السودان و شعب الجنوب سيواجه واقعاً جديدأ لم يعد عدته .. و حكومة جنوب السودان في مقبل الايام وجهاً لوجه امام التحدي الكبير ( أن نكون حكومة و شعباً او ان لا نكون ) ..
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة