From sudaneseonline.com

بقلم : ايليا أرومي كوكو
الامم المتحدة ترصد 10مليار دولار لدولة جنوب السودان بقلم ايليا أرومي كوكو
By
Dec 17, 2010, 08:09

الامم المتحدة ترصد 10مليار دولار لدولة جنوب السودان

بقلم ايليا أرومي كوكو

 

لم يعد الوقت بعد الان  وقتاً  لشريكي السلطة و الحكم في السودان المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان. فالشريكين لا يزالان عند محطة الاختلاف و التشاكس و الجدل البيزنطي لأكثر من خمسة اعوام .  و بقدر قادر تجاوز الزمن و الاحداث معاً هذين الشريكين و هم يدورا في فلك الوحدة و الانفصال و تقرير المصير لشعب جنوب السودان.  نعم فالاحداث في الساحة السودانية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الامور الخاصة باستفتاء و تقرير مصير  جنوب السودان قد تجاوزت الشريكين و الان  بيديهما شيئاً يقدمانه للسودان لا قديمه و لا جديده   . فالحقائق علي الارض تقول بأن التاريخ و الجغرافية تجاوزت و قفزت خطوات  امامية و مستقبليه جديدة .. و السودان في مرحلة تجاوز الي ما بعد 9 – 1 – 2011م  .

الشعب الجنوبي اليوم يكتب مصيريه بيديه فقد  حسم  أهل الجنوب خيارهم  و اختاروا ما يبغون و  ما يريدون . و هاهم هذه الايام يسجلون ويكتبون تاريخ و مستقبل دولتهم من خلال رحلات النزوح الثانية او العكسية الي  الوطن الي الجنوب .

و انت تشاهد انتظام عشرات بل مئات و الاف القوافل من الشاحنات والمركبات الكبيرة المحملة بالعفش و الاسرة و الاسر .. و انت تري  البشر من الاطفال و الكهول و الشباب و النساء  و الرجال يسافرون .. يعودون .. يرجعون  ..

 الجنوبيون من سائر مدن و قري و ريف شمال السودان  يرحلون الي الجنوب  جماعات جماعات .. يهاجرون جماعات.. أغلب هؤلاء ولدوا  في الشمال و جلهم لم ير الجنوب يوماً و لا كان يحلم بالعودة او الرجوع..اطفال الرياض و طلاب المدارس و شباب الجامعات يرحلون .. انهم يتركون فصول و قاعات دروسهم و محاضراتهم  في منتصف العام الدراسي ..

أظنها اكبر عملية رحيل منظم و اضخم عمليه جلاء  لشعب يشهده عالمنا المعاصر علي الاطلاق ..ان يقرر شعب من الشعوب  رحيلاً جماعياً غير عابي بأي شي علي الاطلاق .. و عودة الجنوبيين  الي الجنوب هذه الايام تدهش الجميع .. انهم يرحلون مخلفين ورائهم استفهامات و علامات تعجب لا يبنظرمن الاجابة او التفسير ..

اسماها البعض بعملية العودة الطوعية  و يري فيها سواهم هروب و فرار من المضمون  الي المجهول ..

فيا تري الي أي مدي لعبت حقنة كمال عبيد دورها الحاسم في قصم  ظهر الوطن و فرار الشعب الجنوبي تاركاً ليس حقنة كمال عبيد فقط بل تاركاً  كل شمال الوطن بما حمل .. أتت حقنة كمال عبيد مكملة لأدوار و نواقص زفرات الطيب مصطفي المسمومة ليموت الوطن موتاً سريراً او بدم بارد كما أرادوا له و لم يتوقعوا حدوثه  ..

عودة الجنوبيين الي الجنوب أضحت الان مسئولية كبيرة  تفوق قدرات و امكانيات حكومة السودان و هي  ابداً لا تبالي .. و ليس بمقدور  حكومة الجنوب وحدها او الحركة الشعبية ابداً تحمل متطلباتها او مواجهة تبعاتها مهما كان حجم قدرتها و مقدرتها .. عودة الجنوبيين أرها مسئولية امميه كبيرة جداً هذه العودة تزيد من اعباء المنظمة الاممية و تنتظر تديها .. و لابد ان يقف خلفها كامل الهيئات و المنظمات الطوعية الانسانية الاخري . و ان تسندها  الدول الكبيرة  الراعية لأتفاقية السلام  الولايات المتحدة الاميريكية و بريطانيا وفرنسا و النرويج و دول الاتحاد  الافريقي و الجامعة العربية  و  كافة   منظماتها الخيرية  .. لابد للامم المتحدة  ان تجند  جل برامجها الانسانية و الانمائية و الاقتصادية  بميزانياتها .. فالاولويات العاجلة الان تتركز في الماء و الغذاء  و الصحة و التعليم .  الايواء  العجل و السكن لعشرات ألاف الاسر جماعات و  الافراد ..

الحاجة الانسانية  في جنوب السودان ستكون ملحة جداً تتطلب الوقفة الصلبة و الدعم المادي والمعنوي لدولة جنوب السودان الجديد التليد .. و هنا لابد من الامم التحدة و الولايات المتحدة الامريكية  الدول الكبري الاخري مد اليد الطويل  و تقديم العون الانساني و التنموي و الاقتصادي لهذه الدولة حتي تنهض و تقف علي رجليها و تعين شعبها علي العيش في سلام و أمنو استقرار بعد ان ذاقوا كل صنوف  المرارت و انواع  العذاب و الاضطهاد  ..

علي الامم  المتحد وكافة الدول الاخري المبادرة بالدعم و المساندة و المأزرة .. فقد قدموا الكثير في السابق لكل الشعب السوداني و لشعب جنوب السودان علي وجه الخصوص و المرحلة القادمة تعد من أصعب المراحل  في تاريخ السودان و شعب الجنوب سيواجه واقعاً جديدأ لم يعد عدته ..  و حكومة جنوب السودان في مقبل الايام وجهاً لوجه امام  التحدي الكبير ( أن نكون حكومة و شعباً او ان لا نكون  ) ..



© Copyright by sudaneseonline.com