· يوسف احمد .. وفن السعفة والعرجون ..يتساقط رطبا شهيا..
· يا الطالع النخلة جيب لي معاك بلحة
· استدعيت تلك الانشودة من مخزون ذكريات الطفولة وكنوزها المضمورة في خفايا الروح لم تكن تتجلى وسط زحام الحياة وتشوشاتها إلا إن كان من يهبها كامل الصحيان مثل هذا الابداع الفني الانساني ففي ارض المعارض وعلى شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب الحادي والعشرون نسق الفنان المبدع يوسف احمد حامل درجة الماجستير في الفنون الجميلة – كاليفورنيا 1982 والمولود بقطر 1955 شيء من عصارات جريد النخيل شكلها بيديه عجينة واولدها روحا جديدة ناطقة بالجمال الصحراوي برائحة تراب الارض ولعمري ولوقت قريب قبل ان يرفع “ اليوسف “ عن لوحاته الستارة على يد وزير الثقافة والتراث حمد الكواري كان الكثيرون لا يعرفون عن النخلة غير ثمارها “ رطبا شهيا “ وبعض افرعها حطبا ونارا وسقوفات تحميهم من هجير لهيب الشمس ..وقول كريم “ لا يجوع شعب بينهم شجرات نخيل “ ..
· انها دعوة للتأمل في خلق الله وقدرة الانسان هكذا زاوج بريشته وحفز ذهنيته ليحفز مكامن البعد النظري والفرح بالوان الطبيعة وما تحتضنه وقفت صغيرة بضفاير مجدولة باعتناء تسأل الفنان كيف صنعت من جريد النخلة لوحات فنية .. تبسمت كل مناحي الابداع في دواخله لان الصبية سألت عن فن المستحيل الذي حرك مخيلتها وهي ذات بيت القصيد الذي حجز في منطقة الابتداء لطالع النخلة واوقف معرفتنا للنخلة في حدود الرطب الشهي فما كان طالعها ومن بين صبيطها وعرجونها إلا وفي كفتيه حفنة من تمرات فيها كل الغذاء والشبع والارتواء .
· يوسف احمد عرفته فنان مبدع وانسان معطاء صدر بيتي مزدان باحدى لوحاته لجأت له قبل اكثر من عشر سنوات ليكون شريكا في جناح رعيته خلال السوق الدبلوماسي الخامس بالدوحة ليكون ريع اللوحات لدعم العمل الخيري فكان معطاءا واثقا بكرم حاتمي طالما حكايات لوحاته التشكيلية تقاسم الهموم المجتمعية وتعالج بعض من الاوجاع.. وهو الذي شارك في اكثر من خمسين معرضا عالمي و حجز لنفسه مكانة متميزة وسط مبدعي العالم وحصد ما لا يقل عن خمسة عشر جائزة عربية خليجية وعالمية بينهن عشر نخلات ذهبية و بمعرضه الشامخ الذي عجن اوراقه من جريد نخيل قطر وبصناعة يدوية وخط عربي فصيح بزوايا غير ذات مقاسات محددة مستديرة أغلب الاحيان ومستطيلة اخرى باحشائها شريحة حرفية لخط عربي اصيل وعلى أسطع تكاد تكون متعرجة في بعضها وملساء في اخريات ومستديرة بكامل هيبتها ووقارها وكأنها تحاكي القمر في ليلة اكتماله ففي لوحته التي اطلق عليها كتابات تجعلك تقف مشدودا تحرك النظر الذي يرتد اليك ليتسأل هل هو القمر ام الارض السماء ام الصحراء الناطقة بالحياة حينما يولد بها اشجار النخيل المعمر الذي يصنع منه الابداع والمتعة البصرية والذهنية قبل اكل التمرات وبعدهن لحد الشبع .
· وان جال بصرك على لوحة دائرية قطرها 120 سم صنعها من عجينة ورق نخيل قطر لتسألت هل يوسف احمد الفنان التشكيلي القطري يحكي قصة الوجود هل هو استدعاء لادم وحواء في جنة الفردوس ام ان لوحته تحكي حوار الحضارات وصراع الاديان وقوة الخير الذي يغلب الشر انه يوسف احمد الذي يطوع النبات ليصنع الابداع في وهج المعرفة وأقرأ والقلم وصنع الكتاب واللوح واللوحة من العدم ..
· ان الفنان يوسف احمد والذي عرف بهندسته للحرف العربي واستخلاص مضامين إيحائية من احشاء لغتنا العربية يقف الان وضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة 2010 وهي في منعرجها الاخير ليصنع الجديد المبدع وليدهش الزوار ومن ورق نخيل قطر يحكي حكايات ذات الحرف الذي يدلله ويعرجه في حركة حروفية وبدون عنوان وتراثيات ليضيف للعلم مضامين حيوية ولشجرة الخلود النخلة قيمة جمالية تماثل تمايل الاغصان في دلال النخلة وشموخ اسمها وقيمة عرجونها واليافها تضاف لمخزوننا المؤورث وتطلعاتنا في منتجات التمر لبه وسعفه وسيقانه وجريده وهي دعوة للمحافظة على البيئة ولحض قيمة الابداع .. تأملوا معي لوحته التي حفر بداخلها حروف الله القدوس الكريم .. انها الابداع بعينه فلك التحية والتجليات ولكل نخلة على شاطيء الابداع الانحناء .. فليس بالخبز وحده يحي الانسان وبسبع تمرات غذاء كامل كما قال بذلك الرسول الامين الذي لا ينطق عن الهوى عليه افضل السلام يا حي يا قيوم يا رحيم ..
·
وكانت دار المزادات البريطانية العالمية ’كريستيز ادرجت ‘لوحة للفنان القطري العالمي يوسف أحمد في مزادها العلني الذي نظمته في أبراج الإمارات يوم الأربعاء الماضي الموافق 30 أبريل 2008.
واللوحة التي أجري المزاد عليها تحمل إسم ’الأب‘ ويبلغ ارتفاعها 180 سنتمتراً وعرضها 180 سنتمتراً أيضاً، وقد وصل سعرها إلى 60 ألف دولار أميركي، أي أكثر من ضعف السعر المتوقع لها. واللوحة مرسومة على القماش (كتان) عبر استعمال مجموعة من الألوان الفرحة التي تمازج بين الأزرق والبرتقالي، وهي تتميز بالتدرج اللوني وسيولته ورمزيته في تصوير الأحاسيس والمشاعر الإنسانية بنبضات لونية، وتعكس صورة ذلك الجدار القديم في حي الجسرة بالدوحة حيث نشأ الفنان يوسف أحمد والذي لا يزال يلقي بظلاله على تجربته الإبداعية، وتتوهج في ذاكرته صورة الجدار الرمز الذي جسّده تجريداً رائعاً من خلال لوحته التي عنونها بـ’الأب‘. وتأتي خصوصية هذه اللوحة من خلال ثنائية رائعة في حياته لعلاقته الاستثنائية بوالده الذي كان بالنسبة إليه بمثابة الجدار الذي يسنده في حياته، وتظهر اللوحة ما للأب من مكانة سامية وهي تعتبر من اللوحات النادرة، إن لم تكن الأولى عن الأب، إذ لم يتطرق الفنانون العرب في السابق إلى موضوع الأب.
· عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected]
· اعلامية مقيمة بقطر
·
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة