البرد - والقنافذ
بقلم : اسحق أحمد فضل الله
- اطور.. وسلفاكير..وكل قادة جيش الحركة الشعبية .. وكل قادة الحركة الشعبية ينظرون الآن الى خطاب امام سلفاكير .. ينتظر التوقيع.
- فان اهتزت يد سلفاكير بالتوقيع انفجر الجنوب كله.
- الخطاب يحمل (تسريح ضباط الجيش الشعبي.. وبتعويض لخمس سنوات فقط).
- (والديكو) هذا الذي يقدم لسلفاكير يستثنى الضباط من الدينكا فقط
- والقرار يجعل البركان الآن يدمدم تحت الارض لينفجر
- واطور ينظر الى اصابع سلفاكير ينتظر التوقيع لان الضباط المسرحين يهددون الآن بالالتحاق بجورج اطور اليوم التالي لتسريحهم.
- والسخرية تكتمل حين يكون قرار – لم يعلن حتى الآن في الخرطوم- يقضي ببقاء كل الجنوبيين من جميع الرتب بالقوات المسلحة السودانية والشرطة والامن ..في مراكزهم.
(2)
- والاسبوع الاسبق لما كان اوباما يجلس وعن يمينه الاستاذ علي عثمان و عن يساره باقان ..وغرايشون هناك كان الاجتماع يقدم اقتراح حرمان المسيرية من التصويت في استفتاء ابيي
- وعلي عثمان بانجليزية رفيعة وعمل دبلوماسي قديم يقدم حديثاًيحمل (رفضاً لا يحتمل النقاش) للمقترح هذا
- وغرايشون يقدم حلا من عنده حتى يتفادى الرفض الحازم هذا
- غرايشون يقدم اقتراح ( لقاء مباشر بين المسيرية ودينكا نقوك في اديس ابابا.. لعل الحل يأتي من هناك)
- والطرفان يوافقان.. والاجتماع ينفض
- بعد نصف ساعة كان نيال دينق يهرع الى غرايشون ليقول
: نحن نريد ان نتراجع عن الموافقة هذه
- وغرايشون يقول في عنف
: نحن لا ندير الامور بلعب العيال!!
- وفي اديس ابابا كانت الحركة الشعبية – وما جعل نيال دينق يجري الى غرايشون – شيئاً تجده الحركة امامها
- الحركة الشعبية تجد دينكا نقوك يقولون للحركة
: اللعب السياسي يعرضنا للضياع.. وانتم تقودون سياسة لا تلتفت للتعايش الاجتماعي الطويل بيننا والمسيرية ونزاع عنيف ينفجر بين دينكا نقوك والحركة الشعبية.
- والحركة تجري للقاء غرايشون يستنجدون به ضد دينكا نقوك.
- وفي اللقاء يجلس غرايشون
وبالاسلوب الامريكي الذي لا يرى في الوجود الا الطعام والمتعة / يقدم للمسيرية اقتراحاً بان
: امريكيا سوف تحول المسيرية الى قطاع اوروبي بالخدمات .. على شرط ان يتنازلوا عن التصويت.
- والمسيرية يردون بعنف ليقولوا ( حرفياًَ)
= حتى لو جعلتم منطقة المسيرية شيكاغو اخرى فان ارضنا ليست للبيع.
- وغرايشون يلتفت للتهديد ليقول ان انفصل الجنوب اين تذهب ابقاركم
- قالوا: انت اذن تقول ان نبيع وطننا بطعام ابقارنا.. يالها من صفقة رابحة!!
- وفي لقاء منفرد غرايشون يقول للحركة
: لا القانون معكم.. ولا العالم معكم ولا حتى احتمالات النزاع في صالحكم.. لماذ لا تتخلون عن هذا النزاع.
- قادة الحركة يردون عليه بشدة
- واحد الشماليين ينظر الى المشهد
ليقول لغرايشون شامتاً
: ناس الحركة دلعتوهم الى درجة مسحهم (بالبامبرز)!! فلماذا لا يفعلون معكم الآن هذا
- لكن لا غرايشون هو من يدير الامور ولا الحركة ولا الشمال.
- حديث المال الآن هو ما يدير كل شئ وكل الرؤوس
- والدوار يبلغ درجة تجعل وزير المالية يقول للصحافة اننا نفقد 75% من البترول بالجنوب
- بينما الخبراء الى جواره ومن فوق المنبر ذاته يقولون عكس ذلك تماما
- قبلها بايام وفي قاعة الصداقة كان الخبير الاقتصادي الشيخ المك يطلق الارقام التي هي افصح فصاحة
المك كان يقول
: عند الانفصال نسبة الفاقد الاجمالي الى الايرادات القومية 33%
- التعويض باجراءات اقتصادية يجعل نسبة (الوفر الى الاقتصاد الاجمالي 22%)
- وبينما كل احد يذهب به الظن الى سقوط الاقتصاد مثل الحجر وفي ساعات يمضي الخبير الاقتصادي المك يقول حرفياً
- التوصل مع حكومة الجنوب الى فترة تعامل مشترك للبترول لخمس سنوات مقابل تمكين حكومة الجنوب تصدير نفطها عبر الشمال.
- (والجنوب يستحيل عليه ان يؤجل التنفس وقصبته الهوائية مغلقة) وما بين القوسين ليس من حديث الشيخ
- قال الشيخ ..هذا بالاضافة الى حصول الحكومة القومية على نصيبها من مجهوداتها لحفر الآبار واستخراج النفط.
- .. مما يعني ان الشمال وفي الفترة هذه يتمكن بهدوء كامل من سد ( الخرم) في حائط اقتصاده.
وفي قاعة الصداقة المحتشدة كان هناك المئات من الاقتصاديين .. والنقاش يدور بعد حديث المك وحمدي ودون ان يعترض احد على حديث الشيخ المك.
- بينما عبد الرحيم حمدي في الندوة ذاتها يحدث عن صورة جديدة تماماً لكل شئ في التعامل بين الجنوب والشمال
- وحديث حمدي يحمل صورة قنافذ القطب الشمالي
( وقنافذ القطب الشمالي تتميز بكراهية لبعضها يجعل كل منها يعيش منفرداً .. لكن البرد.. يجعل كل اثنين من القنافذ يتقاربان طلباً للدفء
- فان هما اقتربا كثيراً انغرس شوك كل منهما في جسد الآخر..
- وان هما تباعدا قتلهما البرد
- القنافذ ماتزال تتقارب وتتباعد حتى تجد ( المسافة المناسبة للتعامل)
- وحديث حمدي عن الصلة الجديدة بين الجنوب والشامل يبحث عن المسافة هذه.
وما لم!!.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة