صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 02:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-06-2005, 02:28 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق


    أعرف انكم لم تفيقوا من حزنكم
    ولربما لن تفيقوا قريباً
    ولكن هذا لا يمنع أن أنثر بعض حزني عليكم
    وربما غضبي
    لماذا لم تعرفوننا هنا على كل هذه الروعةالمسماة بكمال دقدق؟؟؟؟؟؟؟
    كم تمنيت ان التقى صديقكم و لو عبر المنبر فصفاته التى ذكرتم ستصبح بعد عهد من المنقرضات
    هذا الاخ الحبيب الوفي العملاق نقى القلب و السريرة نادر الصفات الاصيل كان حرياً به ان يكون هنا
    وفى كل مكان لينشر وعيه و استنارته،
    فهل ننتظر موتاً آخر لانسانية حقيقية أخرى لنعرف كم ضيَعنا؟؟؟؟؟؟
    انظروا معى قليلا:
    Re: ذاكرة قلقة،أو، في المغرب؛ ذلك القوس اللعين.
    نجاة محمد علي كتبت:
    Quote: أشرف وعبد الله وبقية "المغاربة"
    افتقدتكم على الرغم من إنني أزور قوسكم كلما
    تحرر الكومبيوتر من قبضتها.

    يا عبدالله تذكرناك بالخير (أو قل قطعنا فيك بالخير)
    أنا وكمال دقدق.
    Re: حدث ولا حرج: نعم أتنازل عن جنسيتي فوراً..!!
    دكتور المعز عمر بخيت:
    Quote: الأخ الحبيب ياسر الشريف،

    قبل أن اواصل لا بد وأن نبادر بالدعوة بكل المغفرة والرحمة للراحل المقيم العزيز كمال الطيب الخضر
    وليسكنه الله فسيح جناته ويلهم آله وذويه الصبر والسلوان..
    وما أعمق حزننا اليوم

    لك كل الود والتجلة أيها الرجل النبيل


    معز
    Re: إخوتي البورداب فلنكن بلسما يداوي جراحات الوطن لا وق...صب في نار حريق الوطن
    كتب دكتور سنارى:
    Quote: كتب محمد عثمان لعدة صحف منها سودانايل بإسلوب السهل المتمنع غير المفرط في التراكيب اللغوية ..وهذا هو إسلوبه المركز علي المخارج الإجمالية في رؤية أشبه بالصدمة عندما يتحدث مثلاً عن سر الوجود أو مستقبل العالم مثلاً ، كأنما يصنع رواية من روايات الخيال العلمي.. محمد كان من المثقفين الذين يهمك أن تتفحص الصور المتعددة للواقع عبر تلمس مناجم إحساسه بها. يقرأ كل ما يقع علي يداه ويرفض التربية الفاشية للكلمة لذا رغم تدينه وأدبه غير المعهود لا يقبل الوصايا علي المفردة أو تهميشها باسم الدين رغم إعترافه بأن المثقفين أيضاً سمحوا بتعطيل دورهم في حياتنا الثقافية ولم يحموا أدوارهم بشكل يليق بوجودهم وأهميتهم في صنع الحياة اللا تشؤيية. رغم التركة الثقيلة والمعقدة عبر المنحيات غير المجيدة في تاريخنا القريب.
    أتمني أن نسمع أيضاً عن أصدقائه نظمي ، كمال دقدق ، متوكل نافع والبقية...مرة أخري مرحباً بك محمد في حوارات المنبر..

    في ذمة الله اخي كمال الطيب الخضر
    وكتب عمر محمد عبدالقادر:
    Quote: توفي بالمانيا الأخ المرحوم كمال الطيب الخضر
    التعازي موصولة لكافة أفراد الأسرة ولزوجته غاده بابكر محمد عبد القادر

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    موت اخر...حزن اخر...وداعا كمال دقدق...
    وكتب عصام جبر الله:
    Quote: وداعالنقائه
    لحبه للناس وللحياه
    للعدل

    ولنا...لاصدقائه ... وصديقاته..ولاسرته.. لزوجته و طفله القادم

    تبقي حسرة فراقه و الم يعتصر القلب و الفؤاد

    وداعا كمال ستبقي فينا و بيننا
    كاتب مع سبق التأجيل-في وداع "كمال دقدق"
    وكتب اسامة الخواض:

    Quote: لم افق من صدمة نبأ موته الا الان ,
    وما زالت في بقايا حزن,
    واسى لن ينمحي من نفسي ابدا.
    كان كمال دقدق صديقا حميما,
    وكان "مواصلا" من الدرجة الاولى,
    وقارئا نهما,
    وكان يعتقد انه يوما ما سيكتب,
    لكنه كتب موته اولا,
    قبل ان يخط سطرا في كتابته الموعودة.
    كان حلقة الوصل بيننا نحن في المنافي:
    يحيي فضل الله,
    هادية بدر الدين,
    عبداللطيف على الفكي,
    بولا,
    عثمان حامد,
    وهو الذي ابلغني النبأ عن طريق ابن خالتي وصديقي على تروس,
    وهاتفني كي يعزيني,
    وكنت مرهقا ونائما على مرتبة مفروشة على فضاء اسر,
    وموجع في نفس الوقت.
    كان يحكي لي ان حسن موسى سيمر من هناك,
    وكيف يمكن ان اتحادث معه حول ان اكتب في "جهنم".
    لم يعاتبنا يوما على تقصيرنا في الاتصال به.
    وكانت ضحكته تجلجل في الهاتف,
    بفرح طفولي.
    وعندما تزوج,
    انقطعت قليلا مهاتفاته,
    لكنه لم يبخل علينا برسائله الهاتفية.
    وانا اتسكع في هذه البلاد ,
    ساهما,
    ومعذبا ,
    ووحيدا في بعض الاحيان.
    كان مشروع كاتب,
    ووعدني بارسال رواية عن حياة صدام حسين.
    كما وعدني بنسخ اعداد من "جهنم".
    في احدى رسائله لسميح القاسم ,
    اعرب درويش عن ندمه,
    لانهم لم يكاتبوا راشد حسين في عزلته ,
    في الشارع الخامس في نيويورك.
    هذا هو ندمي الابدي,
    لم اهاتفك,
    يا صديقي في الغفلة والانتباه,
    يا كمال.
    وداعا دقدق.
    المشاء
    وداعا دقدق ايها النحيل العمـــــــــــلاق
    وكتب جنى:
    Quote: قيل لأحدهم لم أبلغ أشعاركم الرثاء?
    قال لأننا نقولهاوقلوبنا موجعة فهي تصدرعن عاطفة صادقة في فراق من لا نرجو لقائه او
    مكافئته!
    ألجمت الفجيعة لسان يحى فضل الله وأسامة خواض فمن أنا!!
    كمال الدين الطيب الخضر (دقدق) الخلوق المرهف الشفيف رفيق الصبا
    الكلمات اعجز وأتفه من أن تعبر عن الرزء أيها البرولتارى النبيل
    دمعى لا مدادى أيهاالنحيل العملاق
    وداعا ايها الجميل
    عزائي لأسرتك الصغيرة والكبيرة ولوطنك الحلم السودان فقد فقد إبنا جسورا ولأصحابك في
    المنافي ولرفاق الصبا عادل الساحر يحى نضافة,حسن عبيد, عوض بدرالدين, محمد ملاح ,حسن عثمان,صلاح ود الحاجة,عوض سكينة,بهاء مرزوق, جابر .....
    جني الحزين

    المعز أدريس ..... في وداع المقيم كمال دقدق .. انسداد شريان أثيري
    وكتب بشير كردفان:
    Quote: إنسداد شريان أثيرى..!
    وداعا " قمر السللام " ك. دقدق يا صا حبى ..
    فى بكا ئيتة على - على ا لمك - يتسا ئـل على ع. القيوم :
    ".. كيف تجمع بين البساطة و العمق
    كيف مازجت هذا بذاك..
    .. يا لمكرك يا صاحبى ! أتمازحنا بمماتك منسحبا هكذا ! و على غفلة هكذا ؟..دونما ومضة من وداع ؟؟؟..
    ..إستولى على الذعر و أنا أطالع خبرا داويا كان ينتظرنى ظهيرة ذلك الخميس المشئوم..أصابنى شعور بالإختلال..لوهلة..( تلمست الهواء من حولى، فإذا بة قد تحوّل إلى حجارة..! ) أو كما حكى على المك عن لحظة سماعة نبأ رحيل صلاح أ. إبراهيم..فليس السمع كالعيان !..سمعتهم يقرعون أجراس العالم كلّة ليعلنوا موتة..كان رعد الحياة يتفجّر فى كيانة و يعلو, و كانت روحة تهدر كالشلالّ فيما كان المرض جسما آخرا يلتصق ثقيلا بجسدة الذى كان مسالما كالخيط..أجهشت فى البكاء علَة يبرّد علّة..دمعة حارّة من جفن جاف جفاف الغربة الّعينة التى تحاصرنا حتى لحظة المواجع ..ينتصر الموت على الحياة مهما خففت وطأتة الحقيقة.
    ظللت أتوسل "البورداب" من حين لآخر علنى أتدفّى بمشاركاتهم/ن ( وقد حدث)..و أطلب المزيد من ما من شأنة أن يفك رموز ذلكم الطلسم المحير..أبكى ويبكى من حولى أصدقاء ( أثيريين ) كثر حفهم كمال بالمودة الصادقة فى سفرة العلائقى السودانى غير المسبوق..يرسل أشعتة الفضيّة على سواد لياليهم/ن الحالكة يسكب فيها عصارة روحة..فأحبوة محبة خالصة لوجة اللة لما التمسوة فية من صدق ووفاء و معشر طيبم. فقد تجاسر كمال على تقليدية العلاقات و بروتوكولات التعارف دون عسر, بزكائة الإنسانى..و نفسة البيضاء..و ذهنة المتّقد و عقلة الرحب و أفقة الخصب و نشوة التفائل التى يهيئها كمال بمزاجة المنعش( أحدى جواهرة النادرة)..فافترع لهم و لة بذلك علائق وارفة..و اكتشف لؤ لؤة ما اكتشفها سواة..كان ذلك بعض من السياق التاريخى الذى تحرّك كمال فى إطارة
    إستهوتة المعارف و الثقافة و الشعر و الفنون و حب الناس و الوطن..تعلمنا منة الكثير ( نعم الولد)!..كان واسطة عقدنا و ريحان مجلسنا..و كان رجلا حالما متعدد المواهب..ثائرا..ركب مركب المجهول و امتزج بالأوساط بقلبة الرؤوم و روحة الحانية و مخيلتة الفذّة..عمل على اقتلاع الجذور السامّة التى عطّلت التواصل مع الناس و مع الوطن..و حقق فى ذلك الكثير..لكنة مات و دفن فى المنفى وهو الذى يحنّ إلى تراب المهد.
    ها أنذا اتوسط عقد اليتامى..ها أنذا اتوسط الجموع التى اوغلت فى العويل " تبكيك الخلوق بأغزر الدمّاع "..تزدحم بمخيلتى الذكريات..تجول بخاطرى ( غادة ) التى طال انتظارة لها,علّها ذوت (كالغصن الذابل ) !..و هى حبلى.
    أبكى و يبكى من حولى..و لكن ماذا يجدى البكاء ؟..و لكمال علينا حقا اكثر من هذا البكاء..فلا بد من وفائة !
    ستنعم روحة فى الخلود بإذن اللة..تلك عقبى المحسنين..العزاء لكم و لزوجتة و لأهلة و لأصدقاءة ( الفيزيائيين و الأثيريين ) جدد و قدامى..و كل من ترنم : ماهو عارف قدمو المفارق..يا محط آمالى السلام
    فالسلام يا قمر السلام دقدق
    يانى صفوة محبيك
    معز
    وداعا كمال دقدق ... هذا ما قيل عن هذا الانسان اللطيف حتي الان?
    وكتب ابوبكر كمير
    Quote: هذا ما قالة اصدقائة و احبائة الكثر الذين صدمهم خبر

    رحيلة المفاجئ. لة الرحمة و البركة و لاهلة و زوية و

    لكم/ن جميعا الصبر و السلوان

    عادل عبـد العاطى ينعى كمال دقدق
    وكتب ابوالريش مقال عادل فى رثاء الفقيد:
    Quote: ملجوظــة:
    لـم يكلفنى عادل بنشــر هـذا الرثـاء والنعى، وإنما وجدتـه فى صـدوق بريـدى وأحببت أن أشرككـم فيـه تكريمـا للراحل
    ==============


    كمال دُقدُق
    نجمة الحياة في سماء العدم



    قيل رب اخ لك لم تلده اُمك؛ وانا اقول رب صديق لك لم تكتحل بمرآه عيناك.



    جائني خبر رحيل كمال دقدق مفاجئا وحارقا وفاجعا؛ كما طعنة سكين من الخلف؛ كما صفعة لا تتوقعها؛ وكسقوط نجم عظيم. جائني ليفتح الجراح الطرية ويضيف اليها ملحا ونارا وكبريتا ولوعة؛ جائني وفأجاني وكانني نسيت ان الغادر الاول لا يزال يمارس لعبته المهينة مع بني البشر؛ يختطفهم حيث لا يتوقعوه ولا يتوقع من حولهم؛ وينزعهم من دائرة الاحياء ويترك من ورائهم الفلوب ممزقة بالجراح والرؤوس مكللة بالرماد.



    جائني خبر وفاة كمال وكان آخر خبر اتوقعه في الدنيا. صدمت به ورفضته وكانني صدقت ظني ان امثاله لا يموتون. كيف يموت مثل كمال وهو الذي كان نجمة للفرح والحياة في سماء العدم وزمان الحزن والندم؟ كيف يرحل امثاله من الودودين والشرفاء عن حياتنا ونحن لم نفطم بعد من رحيق صداقتهم؛ كيف يتركونا مستوحشين منخذلين ونحناكثر ما نكون حاجة اليهم؛ كيف يسير العالم "عاديا" بدونهم؛ وهل ستكون الدنيا من بعدهم الا مرة الطعم وكابية اللون وحارقة الملمس؛ وكيف يكون الحديث عنهم؛ وما بقي في القدرة إلا صراخا اعمي للقلب تجاه عجز الانسان امام تصاريف القدر الاعمي والاصم؟



    تعرقت علي كمال مثل الكثيرين؛ بمبادرة منه وهو يفتح نفاجا جديدا للصداقة والانسانية؛ يسكب عبره مكامن روحه الطاهرة والشفافة في حيواتنا الغليظة؛ فيضيف اليها من رونقه ولطفه ويرتفع بنا الي مقام الانسان – الانسان. اتصل بي محاورا في قضايا العمل العام ومحور حبه الاصيل:السودان وأهل السودان. تلاقينا علي حب الناس وقضايا الناس وفي هذا اتفقنا واختلفنا وتواددنا. تحاورنا من اليوم الاول وكاننا خلان قد جمعنا العهد منذ الالزل؛ وسري الحديث بيننا سلسا وكانه كان مكتوب في كتابة الصداقة القديم باحرف لا تذوب؛ وكان كل ذلك من فضل كمال ومن اشراق كمال؛ هذا الذي رحل وترك لنا الألم.



    واذا قيل ان الخطاب نصف المشاهدة؛ وان المخاطبة الصوتية هي ثلاثة ارباعها؛ فان الحديث مع كمال دقدق هوالمشاهدة الحقيقية وهو الحضرة الحقة في مقام الانسانية. كان قلب كمال واسعا شمل الناس والعالمين؛ وكان له لسان حلو ينطق بمكانين روحه الجميلة فياسرك من اول لحظة. لم يكن احد قادرا علي عدم حب كمال؛ لانه كان خلاصة المحبة تمشي علي قدمين.



    تعرفت علي كمال من بوابة العمل العام؛ وانتهي بنا الحال- كما الجميع معه- ؛ الي شرفات الصداقة الخاصة. كان ينتمي لليسار وكان اتصاله الاول بي في وقت كنت اكيل الطعنات المؤلمة لبعض منتسبي وممارسات اليسار؛ ويكيل لي البعض منهم طعنات مثلها او اشد. لم يكن ذلك حوار وانما حربا ضروس؛ ديست فيها مشاعهر ومزقت فيها صداقات وتحطمت فيها اقانيم؛ وحينها اتصل بي كمال.



    لم يتصلي بي كمال ليقول لي كف عن هذا وقف؛وانما ليعلن تضامنه معي؛ وليطالبني بالمزيد من الكتابة؛ وليري مشروعية الاختلاف رغما عن الشرر المتطاير؛ وينظر الي الموضوعي رغم الذاتي النازف؛وليتضامن مع الانسان رغم ان الحرب تزهؤر فيك الحيوان؛ وليشدد علي ما رآه اتيجابيا في ذلك النقد وفي ذلك الصراع؛ رغما عن لغتي الحارقة التي لم تغب علي فطنته؛ والتي اوصل لي رايه فيها؛ باكثر ما يكون من الاريحية والنبل.



    كمال دقدق كان واحدا من هؤلاء الناس؛ ممن كنت احتفظ بهم دائما في ذاكرتي؛ وانا اتحدث عمن اسميهم شرفاء اليسار! اقول انه كان من شرفاء اليسار؛ لانه كان من شرفاء الناس؛ ففي مقام الشرف والانسانية الحقة؛ تسقط كل التقسيمات العشوائية والعارضة؛ وتبقي حقيقة الانسان؛ والذي تجلي كافضل ما يكون التجلي؛ وكاجمل ما يكون الجمال؛ ؛ في كمال.



    تحاورنا مع كمال في اول حديث بيننا؛ لنكتشف ان لنا اصدقاء مشتركين؛ ومن بينهم القديس المنسي:عبدالله القطي. تركنا كل ما طرقناه في البدء وابحرنا مع امواج هذا الانسان العظيم. طلب مني كمال ان اكتب بعضا ما قلت؛ فكانت ان اتت كلماتي متعثرة في حروف الامتنان والتوثيق التي كتبتها عن ذلك الصديق؛ والتي اهديتها الي كمال ورقية وراق؛ تلك الصديقة الانسانة الاخري؛ والنجمة الدافئة في سماوات العدم. طلبت منه ان يكتب هوايضا؛ فتحجج ضاحكا بانه من انصار ثقافة المشافهة؛ وحكي لي عن طلبات اخري كثيرة مماثلة؛ كان يتعامل معها ببساطة؛ لانه كان ذلك الانسان الحقيقي والمثقف الحقيقي والصديق الحقيقي.



    تحسر البعض علي كمال؛ انه كان مشروع كاتب لم يكتمل. تحسروا علي ضياع كل تلك الثقافة النادرة والاطلاع الموسوعي والعقل المضاء الذي يطرح دررا ويفتح دروبا جديدا للمعرفة والمثاقفة؛ اثناء بسيط الكلام. اقول لهم ان كمال لم يكن يطمح ان يكون كاتبا؛ ولو ارادها لفعل؛ ولكنه كان يطمح ان يكون صديقا وانسانا وسندا ودعما للآخرين؛ وفي هذا المجال فقد اكتمل مشروعه بافضل ما يكون الاكتمال.



    دعاني كمال لزيارته عدة مرات؛ ودعوته لمثلها؛ لم يسمح رافع القدم بتحقيقها. وعندما تحدثنا عن الكتب؛ دعاني بكل اريحية للاستفادة من حصيلة مكتبته التي اسماها بالمتواضعة؛ والتي علمت من الاصدقاء انها كانت كنزا؛ مبذول للراغبين. لم اندهش اذن عندما قالت لي الصديقة المشتركة عالية عوض الكريم ان كمال يذبح الخرفان احتفاءا بضيوفه؛ فقد كان يحتفي بالانسان فيهم؛عندما يبحث عنهم بالهاتف ويخابرهم بالساعات وعندما يدعوهم لزيارته وعندما يذهب اليهم وعندما يسلفهم الكتاب النادر العزيز الحصول عليه في الغربة وعندما يكرمهم بذبح سمين.



    في اتصالي الاخير به؛ في نهاية نوفمبر من العام الماضي؛ وكنت وقتها في برلين؛ كنت حزبنا وكان كمال سعيدا. كنت حزينا ومبتئسا ومكسورا برحيل امي الذي فتح في قلبي جراحا عميقة الغور؛ وكان كمال سعيدا في متابعة نمو الحياة في طفله الذي كان في طور التكور؛ والذي لم ير النور بعد. مسح كمال عني حزني واشتركت معه في الفرح؛ تحدثنا عن الموت والحياة والهجرة والحرب والسياسة والادب؛ تحدثنا وكاننا راينا بعضنا امس او سنلتقي غدا؛ تحاورنا وكاننا التقينا سرمدا ولن نفترق ابدا؛ وما كنت اعلم انه الحديث الاخير.



    قال لي كمال ضمن ما قال؛ في ذلك الحوار الذي لا يزال وقع صوت كمال الجميل يرن في ذاكرتي؛ ننا كسودانيين اهملنا الكتابة عن ثيمتين من اهم ثيمات حياتنا المعاصرة: الحرب والرحيل. تحدث لي عن الادب الذي خلفته تجارب الحرب وتجارب الهجرة في ذاكرة الشعوب المختلفة؛ تنقل بي عبر مسارات متعددة من قضايا الاجتماعي والنفسي والوجودي؛ في اتصاله بهاتين المأساتين اللتين تعرض لهما شعبنا في نصف قرنه الاخير؛ حربا مدمرة ورحيلا ونزوحا قسريا؛ ينزف الناس تحتهما بصمت؛ دون ان تُخط عنهما الكلمات.



    كان كمال في كل هذا مهموما بالانسان. بمئات الالوف وربما ملايين الناس ممن مروا عبر طريق الجلجلة؛ وكانوا ضحايا للحرب وضحايا للنزوح وضحايا للتهجير القسري وليس الهجرة الواعية الطوعية. كان يتحدث عن نفسه وعني لا محال؛ ولكن ايضا عن ملايين الضحايا ممن لا وجه لهم ولا اسم قد بقي او رُسِم؛ وكان يطالب بان تسجل معاناتهم في كتاب التاريخ وكتاب الوطن؛ حتي نمسح عن ذكراهم – علي الاقل – بعض غبار الغياب؛ وعن ارواحهم بعض العذاب؛ وحتي نجعل لتضحيتهم وموتهم المجاني بعضا من معني؛ في مسيرتنا للتعلم من الكارثة؛ وفي طريق الاياب.



    شاطرني كمال الاحزان في وفاة والدتي؛ وقلت له ان التعويض الوحيد عن الحزن؛ يكمن في التقاطي لملامح امي؛ في وجه طفلتي؛ بين الحين والاخر؛ في ابتسامة او تقطيبة لها. تحدثنا عن جدلية الحياة وكيف نجددها ونمسح احزانها عبر خلقها في صورة اطفالنا الذين نعشقهم اكثر من انفسنا. اشركني كمال في مشاعره الجميلة كاب قادم. تحدثنا طويلا عن معني الامومة والابوة والحياة والموت؛ وكعادته كانت كلماته هي عين الحقيقة وخلاصة الروح وعصارة المنطق؛ لا تملك الا ان تحسد نفسك بعد سماعها؛ علي معرفتك بهذا الانسان.


    اليوم اقول ان كمال اذ رحل وتركنا كاليتامي؛ فان العزاء في بذرة الحياة التي زرعها قبل ان يقول وداعا لنا نحن المشدوهين والمجروحين والمصدومين. لوعتي انا علي زوجته الرقيقة الملتاعة وعلي طفله الذي لن تكتحل عيناه بمرآه؛ وقلبي معهم من هنا والي ابد الابدين: ولكني اقول لهم لم يمت كمال؛ اذ كان نجمة الحياة في سماوات والعدم؛ وواحة الامل في صحاري الهجرة والانهزام والالم؛ وسيبقي هكذا دائما في ذكرانا؛ نحن من عرفناه؛ نستمد من ذكراه الصبر الجميل؛ ونتعلم طريق الانسانية الحقة؛ حتي نلحق به ذات يوم؛ لاكمال ما انقطع من حديث.



    عادل عبدالعاطي

    4فبراير 2005

    فهل ننتظر موتاً آخر لانسانية حقيقية أخرى لنعرف كم ضيَعنا؟؟؟؟؟؟
                  

العنوان الكاتب Date
صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-06-05, 02:28 AM
  Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق Abubaker Kameir02-06-05, 02:41 AM
    Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-06-05, 03:54 AM
  متى يستيقظ الأحرار؟؟!! Yasir Elsharif02-06-05, 04:51 AM
    Re: متى يستيقظ الأحرار؟؟!! lana mahdi02-06-05, 05:35 AM
      Re: متى يستيقظ الأحرار؟؟!! عبد المنعم سيد احمد02-06-05, 07:03 AM
        Re: متى يستيقظ الأحرار؟؟!! lana mahdi02-06-05, 07:09 AM
  Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-06-05, 01:25 PM
    Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق Sinnary02-06-05, 03:13 PM
      Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق ابنوس02-06-05, 08:44 PM
        Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-07-05, 12:02 PM
      Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-07-05, 11:58 AM
  Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق ياسر فريد سيد أحمد02-08-05, 04:31 AM
    Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-08-05, 09:57 AM
  Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق Abdalla Hussain02-10-05, 07:43 AM
    Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-11-05, 09:18 AM
  Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق فارس موسى02-10-05, 09:25 PM
    Re: صوت لوم لأصدقاء الراحل المقيم كمال دقدق lana mahdi02-11-05, 09:20 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de