رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 03:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2014, 03:03 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: عبدالعزيز عثمان)


    Quote: ذا التقينا يوما ما فستكتشف ثلاث اشياء،،،انني اعرفك جيدا،،واعشق الاماكن التي تعشقها،،ذلك انك تجعلها معروفة ومعشوقه...
    هكذا روعة الادب،،،معك بقجنا فوق كتوفنا,,


    العزيز عبد العزيز
    شرفت البوست

    لكن قراءك المتابعين لحكايات عمنا كرداش- ومنهم شخصي- سيزعلون .. لأننا في انتظارك هناك.. وانت اتاريك حايم بجاي!

    وشكرا لكلماتك الرقيقة التي وصفتني بها ووصفت ما أكتب..

    على طريق الأدب إذاً إلتقينا.. ولن نفترق بحول الله وقوته..
                  

02-03-2014, 03:28 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الحلقة 156

    نواصل ...

    مرحى.. أنا في جاوا

    في المساء جاءني رفيقاي وأخذاني للمكتب عبر شوارع مدينة جاكرتا الجميلة، وجاكرتا عاصمة إندونيسيا تقع في جزيرة جاوا، ومعظم العرب يعرفون جاوا، بل ويعرفون إندونيسيا بأنها جاوا.. وكل الإندونيسيين الذين قدموا للحج يسميهم أهل السعودية (جاوا) وأول ملاحظة لي على شوارع جاكرتا - خاصة الشارع الرئيسي الذي به فندق كارتيكا بلازا- أن الشوارع نظيفة وفسيحة والحركة إنسيابية، وقد لاحظت في الشوارع غير الرئيسية وجود (باجاج) بكثرة في الشوارع، والباجاج هو ماركة لمواتر هندية الصنع، وهذا الباجاج الذي يحمل ركاباً ذو ثلاثة عجلات وغطاء فوقي.. هو الذي سيعرف بعد عشرين السنة في السودان بإسم (الركشه).. كذلك رأيت دراجات هوائية (عجلات/ بسكيلتات) ايضاً بثلاثة عجلات، ولكنها معكوسة، ففي الأمام عجلين وفي الخلف عجل واحد، وفي الأمام يوجد ما يشبه المقعد حيث يجلس شخص او إثنان ويقود صاحب الدراجة دراجته ويوصل الركاب الى مبتغاهم، وغالباً يكون المشوار قريب.. ويأخذ مبلغ بسيط.. الشارع الذي به فندق كارتيكا بلازا هو الشارع الذي تحتله المباني الشاهقة مثل الفنادق والشركات، أما بقية المنازل فهي ذات طابق أرضي واحد، أو طابقين بحد أقصى.. وحتى لا أنسى فإن منزل سوهارتو- الذي مررت بقربه مرات ومرات- أيضاً يتكون من طابقين فقط ولكن مساحته واسعة نسبياً.. مع ملاحظة أن أي بيت مهما كان بسيطاً أو فاخراً فإنه يزدان بالأشجار المزروعة في فناء كل منزل ولو كان الفناء صغيراً، والزهور ونباتات الزينة المعلقة على شرفاته او على أرضية نوافذه او حتى على جدران المنزل الخارجية، رغم أن اندونيسيا كلها غابة.. فشوارع جاكرتا تكثر فيها الأشجار الاستوائية، فالغطاء النباتي والخضرة هي الغالبة على جاكرتا.. ووصلنا المكتب، ولاحظت وجود غابة بالقرب منه، وما زلت أذكر اسم الشارع ورقم البناية التي تتكون من طابقين.. وهي البناية رقم 1 والشارع هو تبت تيمور Tebet Timur..

    قابلت صاحب المكتب عبد القادر العطاس وصديقه الذي يعمل معه في المكتب، ورجل كبير في السن هو محمود واحتراماً له ينادونه بامحمود، وبعض الموظفات أذكر اسم واحدة منهن وهي إيفاد، وقد يكون المقصود (عفت) وكلهم حضارم، ولكنهم لا يتقنون العربية، بل إن معظمهم لا يتكلم العربية أصلاً، وحتى عبد القادر نفسه لا يتكلم العربية، وهو شاب صغير، قد يكون اصغر مني.. أكرموني بالشاي السادة الذي له طعم خاص ونكهة خاصة تختلف عما تعودنا عليه في الشرق الأوسط.. وفهمت منه سبب تأخر إرسال الخادمات، فالطلب أصبح أكثر من العرض، وقد كثرت التأشيرات المرسلة له من مكتبنا بسبب تلك السمعة الطيبة التي اكتسبناها في الأونة الأخيرة بسب السرعة في إحضار الخادمات، وكذلك لأنه أصبح يصدر لأكثر من مكتب في السعودية، ولا ننسى أنه ليس له الخبرة الكبيرة في إدارة مثل هكذا شركات..

    في الطابق الثاني من البناية توجد غرف لإيواء الخادمات الجاهزات للسفر الى السعودية، وقد علمت أن منزل عائلته في مدينة سوكابومي يؤوي مجموعة من الخادمات في طور التدريب، حيث يقومون بتعليمهن مبادئ اللغة العربية او بعض الكلمات والجمل المفيدة في عملهن، وتدريبهن على الخدمة، وتشرف عليهن والدة عبد القادر.. أما السائقين فلهم مبنى خاص بهم في الشارع الثاني، وقد ذكرني هذا البيت بالحي الجامعي مولاي اسماعيل في الرباط، حيث السرائر على دورين، كذلك هنا في هذا البيت.. وقد لاحظت في مكتب عبد القادر أنه ليس هناك (دوش) في الحمام، بل ما يشبه البانيو مستطيل ومليء بالماء، ولكي تستحم تغرف بماعون من هذا الحوض وتصب على جسمك، ونفس الشيء إذا أردت الوضوء.. ويبدو أن هذا النظام هو المتبع في بيوت كل الإندونيسيين- كما لاحظت لاحقاً- وذكرني هذا قريتنا في شمال السودان حيث لا شبكة مياه ولا مواسير ولا حنفيات، حيث يجلب الماء من البئر في جردل وتغرف بكوز وتستحم في الطست (الطشت) .. كما أن مكان قضاء الحاجة مقعده أرضي، بلدي، وفتحته صغيرة جداً- ما عدا في الفنادق التي فيها مقعد افرنجي عالي..

    كما لاحظت عدم وجود مبردات ماء، والكل يشرب الماء غير مبرد مباشرة من الحنفيات، ويبدو أن هذا ديدن كل أهل الشرق الأقصى، فقد كنا قد لاحظنا ذلك لدى الصينيين الذين عملوا على إنشاء كوبري حنتوب، فهم يغلون الماء ويضعونه في زمزميات ويشربونه بعد ان يبرد، ولا يضعونه في الثلاجة ولا يضعون عليه ثلج، لذلك شعوب تلك البلاد ليس لديهم كروش مترهلة كما في عالمنا.. وقد يظن البعض أن الجو بارد لذلك يكون الماء في الحنفيات بارد، ولكن الحاصل ان الجو حار، فهو استوائي، وعرفنا أنه طول العام يكون كذلك.. والمطر أيضاً طوال العام.. بمناسبة الكروش، فأحجام الإندونيسيين صغيرة وهم قصار القامة مع نحافة، وقد تجد منهم السمين، ولكن غالباً لا يكون مترهلاً، ويكون طوله متناسب مع حجمه، خاصة الجاوه- سكان البلاد الأصليين، طبعاً هناك إندونيسيون من أصل صيني، وهناك إندونيسيون من أصل حضرمي، وهؤلاء أجسامهم مثل العرب عامة.. وألوان الإندونيسيين تميل إلى الصفرة مثل الصينيين والفلبينيين، وبعضهم تميل صفرته للسمرة، وهناك جزر ألوان سكانها أسمر مثل إريان جايا والى حد ما سولاويسي، وكنت إذا تكلمت معهم بلغتهم – هذا فيما بعد- يعتقدون أنني اندونيسي فيسألوني من أين أنا فأقول لهم من سولاويسي فيصدقون، ثم أضحك فيعرفون أنني أمزح معهم، وفي ذات مرة قالت لي إحداهن قل من إريان جايا لأنهم بألوانهم وأشكالهم يشبهونك كثيراً.. أي هم أقرب للأفارقة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-03-2014, 08:25 PM

بكري عباس علي
<aبكري عباس علي
تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 2264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)

    دكتور عمر غلام الله

    متابعين هذا السرد الجميل

    هيجت علينا ذكريات اندونيسيا الجميلة والشعب المؤدب ( زرتها لنفس الغرض ولكن قبل سنتين فقط ) نزلت في فندق اكاسيا القريب من المطاعم العربية


    واصل في حكيك الطاعم
                  

02-04-2014, 02:32 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: بكري عباس علي)


    Quote: دكتور عمر غلام الله

    متابعين هذا السرد الجميل

    هيجت علينا ذكريات اندونيسيا الجميلة والشعب المؤدب ( زرتها لنفس الغرض ولكن قبل سنتين فقط ) نزلت في فندق اكاسيا القريب من المطاعم العربية

    واصل في حكيك الطاعم


    شرفت يا بكري عباس
    سعدت بأنك زرت اندونيسيا.. فهذا يجعلك تتفاعل مع ما أكتب..
    وملاحظاتك وآراءك هنا مهمة..
    فلابد من تذكيري بأماكن وبأشياء قد تكون السنوات قد أنستنيها.. فهي أزيد من ربع قرن..

    في ذاك الوقت لم تكن هناك مطاعم عربية.. ربما بعد زيادة السياحة العربية استغل بعض المستثمرين ذلك فافتتحوا تلك المطاعم..

    شكرا لك أخي بكري على المرور وعلى المداخلة وعلى الكلمات الرقيقة في حقي.. تسلم
                  

02-04-2014, 04:07 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 157

    نواصل ...

    سوركتي السوداني الإندونيسي

    اتصلت على رقم الهاتف الذي أملاني إياه محمد حامد فردت علي فتاة تحدثت معها باللغة العربية فتحدثت معي باللغة الإندونيسية.. تحدثت معها بالإنجليزية فأدركت أنها لا تجيدها، او بالأصح لا تعرف منها شيئاً.. فراجعت أخينا محمد حامد فطلب مني الإتصال مساءً حيث يكون والد الفتاة موجوداً.. بالفعل اتصلت في المساء فرد عليّ مختار الأنصاري وتحدث معي بلغة عربية سليمة بلكنة أعجمية خفيفة، وقال لي سأرسل لك إبني ليأخذك من الفندق ويحضرك إلينا في البيت.. كدت أطير من الفرح لهذا الفتح.. هأنذا أخيراً قاب قوسين أو أدني من أسرة سوركتي.. وانتظرت بفارغ صبر هشام بن مختار.. وبالفعل عندما وصل استقبال الفندق اتصل بي فنزلت إليه وسلمت عليه.. كانت ملامحه سودانية مائة بالمائة، لونه اسمر وشعره خشن و(خنفس) وكانت تلك موضة في ذلك الزمان، وأهم من ذلك أنه يتكلم اللغة ا لعربية- بلكنة أعجمية- وركبنا تاكسي من أمام الفندق وتوجهنا إلى منزل آل سوركتي.. وقبل أن ندخل الى المنزل رأيت في مواجهته مدرسة كبيرة مكتوب على لافتتها باللغة ا لعربية: (نوادي الإرشاد)..

    دخلنا البيت ووجدت عمنا مختار في انتظارنا.. كان سوداني الملامح، ضنقلاوي التقاطيع والشعر، رغم أن والدته حضرمية.. كذلك كان هشام إبنه، والدته حضرمية وجدته لأبيه حضرمية كذلك، ولكنهما نالا من لون السودانيين وملامحهم كل شئ.. لكن إبن هشام الصغير الذي والدته اندونيسية جاوية فقد كان لونه لون الجاوا وتقاطيعه كذلك، ولم يأخذ من والده وجده لوالده اي تقاطيع او ملامح.. ولم أر بناته، ويبدو أنهم محافظون على غير بقية الإندونيسين، سيما وأن مختار هذا هو رئيس مجلس علماء إندونيسيا- كما أخبرني_ وكذلك عضو مجلس النواب وعضو مجلس الشيوخ.. بالإضافة الى إشرافه على نوادي الإرشاد وقد أعطاني كرت به أحد هذه العضويات ولكن للأسف ضاع مني منذ زمن بعيد..

    حكى لي عمنا مختار قصة عمه- إبن عم والده- سوركتي الضنقلاوي الذي كان يسكن أمدرمان مع أسرته، وفي ذات موسم حج اندس وسط الحجاج المغادرين من امدرمان للحجاز، وكان عمره آنذاك 11 عام.. ووصل الى مكة وبقي فيها ودرس في الحرم المكي حتى صار استاذاً، وهو أول أستاذ غير مكي يسمح له بالتدريس في الحرم.. ثم طلب وفد حجاج إندونيسيين ذات موسم من علماء الحرم أن يرسلوا معهم شيخ الى اندونيسيا ليعلمهم صحيح الدين حيث عمت البدع والخرافات البلاد، فوقع الإختيار على سوركتي.. فسافر الى اندونيسيا في العام 1911م (أي قبل قرن وثلاثة أعوام من الآن 2014م)..

    وحينما وصل جاوا وحل بجاكرتا شرع في تدريس الناس الدين الإسلامي الصحيح، واصدر عدة فتاوى منها فتوى شهيرة بإلغاء نظام كان سائدا بمنع التزاوج بين الطبقات، وكان المجتمع الإندونيسي مقسما إلى خمس طبقات اجتماعية يحرم زواج أحد أفراد طبقة من الطبقة الأخرى، وقد انشأ سوركتي مدرسة في العاصمة جاكرتا اسماها نادي الإرشاد (تلك التي رأيتها أمام منزل مختار حينما وصلتهم) ، ثم جعل لها فروعا في مدن جاوا الأخرى وبقية جزر الأرخبيل، وقد استقدم أخاه وإبن عمه إلى إندونيسيا من السودان ليساعداه في تلك المهمة الكبيرة التي ألقيت على عاتقه، وأقاما معه في جاكرتا العاصمة، واستمر ثلاثتهم في التعليم الديني، وقد تزوج سوركتي من امرأة إندونيسية من اصل حضرمي ولم ينجب منها، فتروج بأخرى حضرمية أيضا ولم ينجب منها، وتزوج أخوه وإبن عمه من إندونيسيات حضرميات الأصل فولدن لهما أولادا وبناتا.

    ومن ابن عمه هذا ويدعى محمد نور جاء محدثي مختار الأنصاري الذي تزوج هو وأخوه عبد الله وأخواته من بنات وأبناء أخوالهم الحضارم، ومختار هذا رغم أنه لم ير السودان لكنه يهتم به وبأخباره، وقد وجدت لديه بعض كتب تاريخ السودان..

    الصورة الأولى المرفقة تضمني والعم مختار

    Mukhtarsudanme.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثانية تضمني وأسرة سوركتي بأجيالها الثلاث: عمنا مختار محمد نور الأنصاري، وإبنه هشام، وإبن هشام، والصورة في منزلهم بجاكرتا بجوار نوادي الإرشاد- إندونيسيا- مايو 1986م.

    Muktarsudansons.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-05-2014, 04:44 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 158

    نواصل ...

    العم مختار الأنصاري

    لم ألتق عبد الله- شقيق مختار- الذي يعيش في مدينة بوقور- في جاوا أيضاً- وقد ذكر لي العم مختار أن شقيقه عبد الله زار السودان مرة حينما كان في مصر فعرج على السودان حيث أُحتفي به أيماء احتفاء واستقبله الإمام عبد الرحمن المهدي.. أيضاً لم ألتق بإبن مختار الثاني وهو هاشم في تلك الأيام، ولا أذكر إن كان خارج جاكرتا أم فقط لم يكن متواجداً في تلك الليلة فقط.. وقد ذكر لي هشام أنه في يوم زار السودان ولكن لم يعرف أحد ولم يعرفه أحد، فقط تجول في الخرطوم ثم غادر، وإن لم تخني الذاكرة فقد كان في طريقه إلى بلد آخر لا أدري إن كان إلى أمريكا او غيرها..

    وبعد سنوات طويلة من زيارتي لآل سوركتي في جاكرتا، وبعد نشري لمقال حول الموضوع في جريدة الشرق الأوسط قرأه قريبي محمد حاج ماجد حاج موسى- مدير مركز آدم الإسلامي في أمريكا، ورئيس اتحاد المسلمين في امريكا الشمالية- وقال لي أنه قابل في امريكا أحد أفراد آل سوركتي السوداني الإندونيسي في أمريكا وتعرف عليه وقد أخبره بمقالي المذكور بجريدة الشرق الأوسط.. ولا أدري إن كان المقصود هشام ام هاشم أم أحد أبناء عمومتهم..

    كما حكى لي العم مختار زيارة وفد السودان بقيادة الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري الى إندونيسيا لحضور مؤتمر باندونق، وقد زار الوفد نادي الإرشاد بجاكرتا، وقد أراني العم مختار صورا لأبيه وعمه مع وفد الحكومة السودانية في مؤتمر باندونق، ويظهر في الصورة مختار وهو ما زال صبيا في ذاك العام 1955 والصورة ملتقطة أمام نادي الإرشاد بجاكرتا، وتضم المرحوم إسماعيل الأزهري وحسن عوض الله وبقية أعضاء وفد السودان (برجاء من يتعرف على الآخرين في الصورة أن يخبرنا بأسمائهم لنضيفها هنا) بالإضافة الى محمد نور والد محدثي مختار الأنصاري، وبعضاً من أطفال أسرته بمن فيهم محدثي مختار الذي كان يومها طفلاً.

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan49.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة المرفقة الثانية هي جزء من الصورة السابقة مقربة حيث يظهر فيها الجزء غير الواضح من وسط الصورة السابقة- والناتج عن إنعكاس ضوء الفلاش من البلاسيتك المغلف لصفحة الألبوم التي بها الصورة- حيث يظهر الشيخ محمد نور في الوسط وعلى يمينه الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري وعلى يساره حسن عوض الله، وبعض أطفال أسرة سوركتي وعلى ما أعتقد فإن الصبي الذي أمام الأزهري مباشرة هو مختار الأنصاري.

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-10-2014, 04:18 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 159

    نواصل ...

    موضوعي عن سوركتي في مواقع الانترنت

    صورت صورة أخرى من ألبوم العم مختار وهي لوالده محمد نور، أدرجها هنا،


    كما أدرج صورة هشام وإبنه، والصور التي بها أنا والعم مختار وإبنه وإبن إبنه التقطت بكاميرتي- التي اشتريتها من ألمانيا- في شهر مايو من العام 1986م، أي أي أن هذا الطفل يكون عمره الآن حوالي 27 عام، وقد يكون متزوج ولديه طفل عمره سنة او حتى خمس سنوات.. أرجو أن يتعرف على نفسه هنا او يتعرف عليه احدهم فيخبره..
    (هناك مشكلة في إنزال الصور.. سأحاول لاحقاًَ إن شاء الله إنزالها)

    بالمناسبة، بحثت عن موضوعي هذا لأتأكد من وجوده في موقع معين، فإذا بي أجده في موقعين لم أضعهما فيه، بل نقله إليهما شخص يدعى وجيه، وهذه معلوماته المسجلة في الموقع:

    wajeeh
    مسافر متالق
    كتبها في 21/2/2008 الساعة 12:54 ظهراً
    في موقع: منتدى العرب المسافرون- هذا الموقع مخصص للسياح العرب وهو احد افضل المواقع المخصصة للسياحة و مساعدة المسافرين ، و هو أحد مواقع شبكة منتديات مكتوب.

    ولم يتم نقل الموضوع بحذافيره، بل ابتسره فجاء هكذا:

    (سوركتي الإندونيسي السوداني

    في الربع الأخير من القرن قبل الماضي خرج صبي لم يبلغ الحادية عشر من عمره مع قافلة للحج من مدينة امدرمان قاصدة مكة المكرمة- دون علم أهله- ولم يعد بعدها أبداً.
    فقد تعلم على يد علماء الدين في مكه المكرمة والمدينه المنورة وتدرج في العلم حتى اصبح استاذا يدرس الدين الاسلامي ويدعو اليه بعدة لغات بحكم اختلاطه بالحجاج الاسيويين ...... وفي عام 1983 التقى احد الاخوه السودانيين بشخص اندونيسي يسمى سوركتي فأستغرب ان يكون هذا الاندونيسي يحمل اسما مشهورا تسميه قبيله واحده فقط من قبائل السودان بل ان الاسم دارج وبكثرة في هذه القبيله بالذات ...... فسأل الاندونيسي عن سر تسميته بهذا الاسم أفاده الإندونيسي بأنه سمي بهذا الاسم تيمنا برجل دين قام بتدريس آبائهم العلوم الإسلامية في إندونيسيا، وان هذا الرجل العالم هو سوداني.

    حاليا وفي جاكرتا بالذات توجد عائله اندونيسيه كبيره جدا من اصل سوداني تسمى بعائلة آل سوركتي فقد جاء عميد هذه العائله من الحجاز ليعمل في مجال التدريس والدعوه الاسلاميه بعد ان طلب منه ذلك على يد بعض الحجيج الذين اخبروه بحاجتهم الماسه لمن يدرسهم الفقه والدعوة في ذلك العصر .

    ذهب هذا العالم الزاهد جزاه الله خير الى اندونيسيا عام 1911 وعندما حل بجاكرتا شرع في تدريس الناس الدين الإسلامي الصحيح، واصدر عدة فتاوى منها فتوى شهيرة بإلغاء نظام كان سائدا بمنع التزاوج بين الطبقات ، وكان المجتمع الإندونيسي مقسما إلى خمس طبقات اجتماعية يحرم زواج أحد أفراد الطبقة من الأخرى ، وقد انشأ سوركتي مدرسة في العاصمة جاكرتا اسماها (نادي الإرشاد) ، ثم جعل لها فروعا في مدن جاوا الأخرى وبقية جزر الأرخبيل، وقد استقدم أخاه وبن عمه إلى إندونيسيا من السودان ليساعداه في تلك المهمة الكبيرة التي ألقيت على عاتقه ،وأقاما معه في جاكرتا العاصمة، واستمر ثلاثتهم في التعليم الديني، وقد تزوج سوركتي من امرأة إندونيسية من اصل حضرمي ولم ينجب منها ، فتروج بأخرى حضرمية أيضا ولم ينجب منها، وتزوج أخوه وبن عمه من إندونيسيات حضرميات الأصل فولدن لهما أولادا وبناتا.

    الجدير بالذكر ان العائله انتشر ابنائها الى الكثير من المدن الاندونيسيه مابين عالم ومتعلم في شتى انواع العلوم .

    لقد حمل الشيخ سوركتي راية الإسلام متعلماً ومعلماً حتى استقر به المقام في تلك البقاع النائية وخلف اخوة وأبناء اخوة حملوا راية الدعوة من بعده. جزاهم الله عنا خير الجزاء .

    مغليكم)

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-11-2014, 01:23 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 159

    نواصل ...

    موضوعي عن سوركتي في مواقع الانترنت (2)

    وعقب على (مغنيكم) أحد المنتدين ويدعى (بوعرب) كما يلي:

    (ماشاء الله عليه
    هذا والله الناس اللي تفهم مو مثلنا
    ندربي روسنا ... ومثل مانروح نجي ... لاإستفدنا ولا أفدنا
    على العموم شكرا أبو فارس على هالمعلومات الطيبه

    ثم عقب lurah indonesia

    (تسلم يالحبيب وجزاك الله خير الجزاء والله ياخوي هذي الناس والا بلاش الي يرفعون السمعة الطيبة لبلدهم واصلهم وتحيتي لك)

    وعقب (أسير الصمت) كما يلي:
    الله يرحمة ويغفر له ويجزاه الجنه
    (وجزاك الله خير وكتب لك وله الاجر
    اشكر اطرائك على موضوع مثل هذا
    شكرا لك)

    ثم عقب (بينانغ):

    (سبحان الله
    أهم شئ تعجبت منه في أول زيارة لي هناك
    هو انتشار الإسلام في تلك البلاد البعيدة
    بلا قتال أو جهاد
    أي أنّ الإسلام انتشر بالدعوة بالتي هي أحسن
    وبالقدوة الصالحة
    ــــ فرق بين زوار الأمس وزوار اليوم ـــــــ
    وكتن حقيقة أتمنى أن أقدم التحية
    لكل الدعاة السابقين خصوصاً الأخوة العرب الحضارم
    كيف انتشروا في كل الجزر الآسيوية تقريباً
    اندونيسيا ـــ الفلبين ــ ماليزيا ــ تايلند ـــ المالديف ـــ الخ...
    كم من الأجر سوف يناله هؤلاء رحمهم الله
    اللهم لا تحرمنا مثل اجورهم)

    ثم عقب (الطائر الجريح):

    (الله يرحمة ويغفر له ويجزيه الجنه لقاء ما قدم
    وجزاك الله خيرا و كتب لك وله الاجر و الثواب
    اشكر نقلك لهذا الموضوع الرائع , نسأل الله أن يجعلنا
    من الدعاة في سبيله ..
    شكرا لك أبا فارس و سلام لطيبة الطيبة)

    ورغم أن الكاتب لم يذكر إسم صاحب الموضوع (شخصي) ولا الموقع الذي نقل عنه وهو موقع ود مدني، فقد فعل ما لم يفعله غيره من السودانيين، حيث ساعد على نشر سيرة الشيخ سوركتي العطرة لغيرنا من العرب.. لذلك سامحته على نقل الموضوع دون الإشارة الى شخصي..

    Noori3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الصورة التي أشرت لها في المشاركة السابقة، صورة الشيخ محمد نور والد عمنا مختار..

    Hisham.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وهذه صورة هشام إبن مختار، وهو يحمل إبنه الصغير، التقطت الصورة في منزل العم مختار بجاكرتا- إندونيسيا..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله

                  

02-12-2014, 01:14 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 160

    نواصل ...

    موضوعي عن سوركتي في مواقع الانترنت (3)

    وفي موقع (هنا إندونيسيا) نقل نفس الشخص (وجيه) نفس الموضوع، ومبتسر أيضاً وبدون أن يشير الى كاتبه الأصلي أو الموقع الذي نقله عنه، وأسرد بعض المداخلات التي جاءت في البوست:

    أبو إبراهيم Puncak:
    الغالي وجيه
    تسلم على المعلومات الثقافية عن هذا الشيخ الفاضل
    يعطيك ألف عافية على الموضوع
    بارك الله فيك وفي الشيخ سوركتي

    ثم عقب من سمى نفسه (نائب محافظ جالن براموكا):

    مشكور على المعلومات عن الرجل السوداني
    وجزاك الله خير وجزاه خير الجزاء
    مودتي

    ثم عقب من سمى نفسه (عمدة جاكرتا) وهو المشرف العام:
    العالم العلامة أحمد سوركتي السوداني الأصل، الذي ينحدر من دنقلا بالولاية الشمالية
    تسلم يمينك أخي وجيه على المعلومات عن العلامة السوداني
    احترامي

    ثم عقب من سمى نفسه (ضحية السفر):
    تسلم على هذه المعلومات
    والقصة التاريخية المثيرة للإهتمام
    وكيف ان هناك من خدم الإسلام ورهن حياته لذلك

    وعقب (قلق):
    تسلم أخي الكريم على توصيل المعلومة المفيده.. تسلم يا غالي

    وأخيراً عقب (نبض إندونيسيا):
    معلومات كريمة وجميلة
    ما أعظم الإسلام وما أعظم رجاله وتضحياتهم في كل زمان وكل مكان..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-13-2014, 02:27 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 161

    نواصل ...

    أصل مقالي الذي نُشر

    في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان: "
    سوركتي الإندونيسي السوداني"

    وفي جريدة الخرطوم بعنوان: "أمدرمان - مكة المكرمة - جاكرتا"

    بقلم: عمر حسن غلام الله- جدة – السعودية

    في الربع الأخير من القرن قبل الماضي خرج صبي لم يبلغ الحادية عشر من عمره مع قافلة للحج من مدينة امدرمان قاصدة مكة المكرمة- دون علم أهله- ولم يعد بعدها أبداً.

    في عام 1983م علمت من العم عبد الحميد عباس - سوداني بالطائف في السعودية - انه التقى أحد الاخوة الإندونيسيين يسمى سوركتي، ولما كان هذا الاسم لا يسميه إلا السودانيون، بل وقبيلة بعينها هي التي تسمي به ، إذ هو برطانة تلك القبيلة معناه (مجلد الأحجبة)، فقد استغرب محدثي تسمية إندونيسي بهذا الاسم ، وعند استفساره عن سر تسميته ب (سوركتي)، أفاده الإندونيسي بأنه سمي بهذا الاسم تيمنا برجل دين قام بتدريس آباءهم العلوم الإسلامية في إندونيسيا، وان هذا الرجل العالم هو سوداني.
    في عام 1986م سافرت إلى إندونيسيا في مهمة عمل، وطيلة الوقت كنت أفكر بهذا الشيخ السوداني الذي سمعت انه في إندونيسيا- تلك الجزر النائية التي لم يخطر ببالي أن يكون فيها أحد من أفريقيا، ناهيك عن السودان - الذي لم يحب أهله هجر أوطانهم إلا في الربع الأخير الأغبر من القرن الماضي.

    وحالما حللت بجاكرتا علمت من أحد مضيفي الإندونيسيين أن هناك سودانيا جاء لمهمة عمل مثلي، وتعرفت على هذا الأخير ، وعلى الفور أخبرته بما يدور في خلدي من تلك القصة حول وجود سوداني في هذا الأرخبيل البعيد كل البعد عن وادي النيل، فأمن على قولي وأكد لي صدق الرواية، بل وأعطاني هاتف آل سوركتي في جاكرتا، وكنت بين مصدق ومكذب، لأنني لم اكن أتوقع أن أجد ما ابحث عنه في تلك الجزر البالغة ثلاثة عشر ألف جزيرة، وبين 185 مليون إندونيسي هم سكان تلك الجزر، لم اكن أتوقع أن أجدهم بهذه السرعة وبهذه السهولة، ولكن يبدو ان آل سوركتي علم في رأسه نار.

    وعندما التقيت بمختار الأنصاري لم يخالجني الشك لحظة واحدة بأنه سوداني ومن قبيلة الضناقلة بالضبط، ورغم انه لم ير السودان إطلاقا، فقد كان يتحدث العربية بطلاقة، ولكن بلكنة أعجمية خفيفة لا تظهر إلا بصعوبة، وكانت لهفتي شديدة في معرفة قصة وصولهم (أو بالأصح وصول آباءهم) إلى جزيرة جاوا.

    حكى لي مختار الأنصاري أن عمه سوركتي عندما كان عمره أحد عشر عاماً رافق قافلة للحج متوجهة من امدرمان إلى مكة المكرمة، وهناك تلقى تعليما دينيا في الحرم المكي الشريف، وتدرج حتى وصل إلى درجة الأستاذية- وهو أول عالم غير مكي يحصل عليها- وفي ذات موسم قدم حجاج إندونيسيون إلى مكة وطلبوا إرسال عالم إلى بلادهم لتنوير الناس بعد ان عمت الخرافات والبدع فيها وأعمت بصائرهم عن العبادة الصحيحة، وكان ان وقع الاختيار على الشيخ سوركتي الأنصاري الذي غادر مكة المكرمة إلى جاوا في العام 1911م.

    وعندما حل بجاكرتا شرع في تدريس الناس الدين الإسلامي الصحيح، واصدر عدة فتاوى منها فتوى شهيرة بإلغاء نظام كان سائدا بمنع التزاوج بين الطبقات، وكان المجتمع الإندونيسي مقسما إلى خمس طبقات اجتماعية يحرم زواج أحد أفراد الطبقة من الأخرى، وقد انشأ سوركتي مدرسة في العاصمة جاكرتا اسماها (نادي الإرشاد) ، ثم جعل لها فروعا في مدن جاوا الأخرى وبقية جزر الأرخبيل، وقد استقدم أخاه وإبن عمه إلى إندونيسيا من السودان ليساعداه في تلك المهمة الكبيرة التي ألقيت على عاتقه، وأقاما معه في جاكرتا العاصمة، واستمر ثلاثتهم في التعليم الديني، وقد تزوج سوركتي من امرأة إندونيسية من اصل حضرمي ولم ينجب منها، فتروج بأخرى حضرمية أيضا ولم ينجب منها كذلك، وتزوج أخوه وإبن عمه من إندونيسيات حضرميات الأصل فولدن لهما أولادا وبناتا.

    ومن ابن عمه هذا- ويدعى محمد نور- جاء محدثي مختار الأنصاري الذي تزوج هو وأخوه عبد الله وأخواته من بنات وأبناء أخوالهم، وقد التقيت بإبن مختار الأنصاري ويدعى هشام، ورغم انه من الجيل الثالث إلا ان تقاطيعه سودانية مائة بالمائة، ومختار هذا رغم أنه لم ير السودان لكنه يهتم به وبأخباره ، وقد وجدت لديه بعض كتب تاريخ السودان وصورا لأبيه وعمه مع وفد الحكومة السودانية في مؤتمر باندنج، ويظهر في الصورة مختار وهو ما زال صبيا في ذاك العام 1955 والصورة ملتقطة أمام نادي الإرشاد بجاكرتا، وتضم المرحوم إسماعيل الأزهري وبقية أعضاء وفد السودان.

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-16-2014, 03:35 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 162

    نواصل ...

    أصل مقالي الذي نُشر

    في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان: "
    سوركتي الإندونيسي السوداني"

    وفي جريدة الخرطوم بعنوان: "أمدرمان - مكة المكرمة - جاكرتا"

    بقلم: عمر حسن غلام الله- جدة – السعودية
    تكملة المقال:

    وبالإضافة إلى إشرافه على نوادي الإرشاد المنتشرة في أنحاء إندونيسيا والتي أسسها عمه سوركتي فان مختار هذا هو رئيس مجلس علماء إندونيسيا وعضو مجلس الشيوخ الإندونيسي وكذلك عضو مجلس النواب، ومع ذلك فهو يسكن في منزل عادي أمام نادي الإرشاد في جاكرتا.

    لقد حمل الشيخ سوركتي راية الإسلام متعلماً ومعلماً حتى استقر به المقام في تلك البقاع النائية وخلف اخوة وأبناء اخوة حملوا راية الدعوة من بعده، فهل من احتفاء بمثل هؤلاء؟ وهل يذكرهم ويتشرف بهم وطن آبائهم كما يذكرونه ويتشرفون به؟

    إنني ادعوا من هذا المنبر أهل السودان بإكرام هؤلاء الدعاة المبشرين بدين الحق في أبنائهم الذين هم أيضا حملة لراية الإسلام في تلك الربوع.

    وإليكم صورة المقال في جريدة الشرق الأوسط..

    Indonesia002sudan2sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد نقلته صحيفة "الإنقاذ الوطني" بدون علمي، ولم أعثر على الجريدتين، هذه، والخرطوم..

    وفي اثناء بحثي في جهاز حاسوبي عن إسم الجريدة التي نقلت الموضوع بدون علمي (الإنقاذ الوطني)؛ وجدت هذا الخطاب:

    سعادة الأستاذ الدكتور/ عبد الله الطيب حفظه الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    صباح اليوم وأثناء عودتي من توصيل ابني للمدرسة، وأنا استمع لإذاعة أمدرمان من راديو السيارة، سمعت في برنامج (المفكرة) الصباحي، أن هناك ندوة برئاستكم ستعقد في العاشرة من صباح الغد بقاعة الشارقة بالخرطوم، حول الشيخ سوركتي الأنصاري ، وبما أنني في جدة – وبالتالي سأحرم من حضورها- فإني لأرجو أن أشارك فيها من على البعد، فقد سبق لي زيارة ذوي سوركتي في جاكرتا بأندونيسيا، وتفاصيل ذلك في المقال المرفق الذي نشر لي بجريدة الشرق الأوسط عدد 4776 الصادر في 26/12/1991م ، والذي أعيد نشره فيما بعد في جريدة (الإنقاذ الوطني).

    وأرفقه لكم هنا- مع أصل المقال المرسل للجريدة عله يكون أوضح من مقال الجريدة وأشمل، إذ تم إجراء بعد التعديلات والحذف- عسى أن يكون ذا نفع للندوة، وعسى أن أكون قد ساعدت في إكرام هؤلاء الدعاة.

    بالمناسبة يا بروفيسور، لقد سعدت بلقائكم وكرمكم الفياض في منزلكم العامر بمدينة فاس العتيقة العريقة وكذلك التقيتكم في إحدى محاضراتكم عن أبي الطيب المتنبي في رباط الفتح في 77 و 1978 حين كنت أدرس بكلية الحقوق بالرباط، تحياتي للوالدة جوهرة، وللحضور في الندوة، ولأهل الوطن العزيز.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ____________
    عمر حسن غلام الله


    رحم الله البروف عبد الله الطيب، ورحم الله الشيخ سوركتي وشقيقه وإبن عمه محمد نور..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-17-2014, 05:06 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 163

    نواصل ...


    الدكتور كمال بدري مدير معهد اللغة العربية في جاكرتا وأساتذة سودانيين معه

    علمت من الأخ محمد حامد الذي مكث في اندونيسيا لفترة من الزمن قبل وصولي إليها، ربما شهور، مما أكسبه معرفة بالمتواجدين في اندونيسيا من السودانيين، فبالإضافة الى اسرة سوركتي فقد عرفني بأساتذة سودانيين بمعهد اللغة العربية بإندونيسيا التابع لجامعة الإمام محمد سعود بالرياض- المملكة العربية السعودية، وعلى رأس هذا المعهد الدكتور كمال بدري من أسرة بدري المشهورة ذات الباع الطويل في مجال التعليم، كذلك وجدت ثلاثة من الأساتذة السودانيين بالمعهد، منهم واحد من أهالي عطبرة وعلى ما أذكر كان من قبيلة الرشايده، وعلمت أن والده هو رئيس جماعة أنصار السنة بعطبره، والآخر من الباوقه، ونسيت الثالث، ونسيت أسماء الآخرين..

    (أثناء كتابتي لهذه الحلقة بحثت عن الصور فوجدت صورة تضمني والأخ أحمد الرشيدي- تذكرت الآن إسمه بعد أن رأيت صورته، وقد لا يكون الإسم الأول احمد، وقد يكون محمود او محمد لا أذكر، وفي الصورة أيضاً الإندونيسي من أصل حضرمي- رضا- الذي يعمل في مكتب عبد القادر العطاس، وعلى ما يبدو فإن الصورة في منزل الرشيدي..)

    Indonesia004.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقبل أن أنسى فقد أخبرني هؤلاء الأساتذة أنهم سمعوا من بعض الإندونيسيين الذين يعرفونهم بأن هناك ثلاثة سودانيين مسجونين في اندونيسيا، فلما تقصوا عنهم عرفوا أنهم من الذين صدقوا إشاعة أن سلطنة بروناي تريد سودانيين للعمل لديها- وللعلم فقد انتشرت تلك الشائعة في كل الدول العربية، ولكن أحدهم استغل حاجة السودانيين آنذاك للهجرة في بلاد الله الواسعة بحثاً عن الرزق حتى ولو كان ذلك في سلطنة بروناي في أقصى شرق آسيا؛ فعزف على هذا الوتر وأشاع ان السلطنة تريد سودانيين فقط! لذلك فقد بيعت الإستمارة الفارغة بعشرة جنيهات كاملة، واشتغل البريد كما لم يشتغل لعقود من الزمن، وعلى ما أذكر كان التقديم عن طريق سفارة بريطانيا، ولا أدري لماذا بريطانيا بالتحديد.. وقد ظهر في التلفزيونات أن السلطات في بروناي تنقل أطنان من الرسائل المتضمنة استمارات الإلتحاق بالعمل بالسلطنة وتعدمها.. اي ليس فقط السودانيين وحدهم من صدقوا الإشاعة-

    ونرجع للسودانيين الثلاثة المسجونين في جاكرتا؛ فقد باع أحدهم كل ما يملك في السودان وقطع تذكرة لاتجاه واحد الى اندونيسيا بغرض الدخول من اندونيسيا الى بروناي، والآخران قدما من السعودية وأيضاً بتذكرة لاتجاه واحد، وعندما حضروا الى اندونيسيا لم يسمح لهم بالسفر الى بروناي لأنهم ليس لديهم تأشيرة دخول للسلطنة، ولم يكن لديهم تذاكر سفر للعودة، وعلى ما يبدو انتهت مدة تأشيرة الزيارة لاندونيسيا، فحبستهم سلطات الهجرة الإندونيسية لهذا السبب.. فلما علم أساتذة معهد اللغة العربية المذكور تبرعوا للمساجين بتذاكر سفر وأخرجوهم من السجن وغادروا الى السودان.. انتبهو يا شباب ولا تركنوا للإشاعات ولا تسافروا الى مكان في العالم إلا ومعكم تذكرة العودة.

    زرت مدير المعهد الدكتور كمال بدري في منزله بجاكرتا، وكان الرجل مضيافاً كريماً عالي الثقافة، وكان يعيش وحده في جاكرتا، لكن صادف تلك الأيام زيارة إبنته إيناس له، وكان ينتظر زيارة إبنه القادم من لندن، وقد قال لي لو انتظرت حتى وصول إبني فإنه شخصية ظريفة جداً، وعلى ما يبدو كان موعد وصول إبنه بعد موعد رجوعي من اندونيسيا.. وكان إبنه يدرس بالجامعة في بريطانيا، وكانت إبنته تدرس في الثانوية في السودان على ما أذكر.. من حكمة الدكتور كمال أننا كنا نسير راجلين ثلاثتنا- أنا وهو وإبنته إيناس- من بيته فمررنا على مجموعة شباب اندونيسيين يجلسون في الشارع، ويبدو انهم رأونا أشكالنا غريبة عنهم فبدأوا في معاكستنا او مشاكستنا والتضاحك فيما بينهم كما يفعل كثير من الناس في بلاد العالم – عدا العالم الأول والبلدان المتحضرة- فما كان من الدكتور كمال إلا أن قال لهم: السلام عليكم.. وكأنما سُقط في أيديهم، فردوا السلام وسكتوا عنا.. وكأنما ألجمهم سلام الدكتور الذي عرف كيف يتصرف في هذا الموقف (البايخ).. تعلموا يا شباب من هذه الحكمة لهذا المربي الفاضل عليه رحمة الله- فقد علمت فيما بعد وربما بعد عقدين من الزمان من هذه المقابلة أنه انتقل إلى الرفيق الأعلى حيث أخبرني بذلك جارنا محمد عبد الرحمن بيلو في ونسة في جدة، كما أكدت لي الأستاذة مثاني السماني الوسيلة ذلك وأضافت أنه توفيّ هنا في الرياض حيث رجع للعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود، وللأمانة فإنها قد ذكرتني بإسم إبنته الذي أنستنيه السنون..

    في الصورة شخصي والمرحوم الدكتور كمال بدري، وهي في صالون منزله بجاكرتا،
    Indonesia003.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الأخرى لنا في حوش منزله..
    Indonesia002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-18-2014, 04:21 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 164

    نواصل ...

    الإندونيسيون لا يعرفون الخبز

    لاحظت أمام فندق كارتيكا بلازا شجيرات وأزهار وورود مزروعة، ومن ضمن الشجيرات رأيت شتلة نخيل البلح، وكانت يانعة الخضرة، ولكن أوراقها لا تنتهي بالحافة المدببة التي تكون شوكة حادة، بل كانت كورقة نبات عادية، واستنتجت أن المناخ هنا ليس مناخها لذلك تحورت أوراقها، وهي طبعاً زرعت هنا كشجرة زينة.. طبعاً المتوافر بكثرة هو نخيل جوز الهند، فهو في كل شارع، وطبعاً بالمقابل فإن نخيل جوز الهند الذي يزرع في بلادنا الحارة الجافة لا يثمر، بل يزرع كشجر زينة فقط.. ومن كثرة شجر نخيل جوز الهند فإن الباعة المتجولون يحملون على أكتافـهم او على الدواب سلال مليئة بثمرة جوز الهند، ويبيعونها بثمن بخس، ويكسرون أعلاه ثم يخرطون بملعقة المادة البيضاء من على جوانب الثمرة الداخلية ويتركونه داخل الثمرة في وسط مياهها، ويسلمونك إياها مع الملعقة فتغرف اللب وتأكله ثم تشرب الماء الموجود بداخلها..

    أيضاً يبيع هؤلاء الباعة المتجولون شرائح من الأناناس في أكياس بلاستيك صغيرة، وكذلك بعض الفواكه الاستوائية كالباباي والمنقه، أي كما يبيع الباعة المتجولون عندنا في السودان النبق والدوم.. وقد لاحظت وجود فواكه في تلك البلاد لم أر في حياتي مثلها في أي مكان ولا حتى في الصور.. مثل فاكهة مستديرة كالبرتقالة وفي حجم البرتقالة الصغيرة، ولكن قشرتها تشبه جلد الثعبان تماماً! أما الموز فلا يباع بالكليو، بل يباع صف الموز كاملاً في شجرة الموز بعد ان يقطعوا الشجرة أفقياً الى أجزاء كل جزء فيه صف كامل من أصابع الموز ملتف حول عمود الشجرة.. وقد يكون هذا الجزء فيه من الموز ما يزن عشرة كيلوجرامات.. وقد رأيتهم في رمضان يعدون شوربة فيها قطع من الموز الذي يبدو من ملمسه انه وضع في القدر أخضر (غير مستوي).. ومن ورق الموز يجعلون في الفنادق فرشة للفاكهة الأخرى، فيضعون قطعة من ورق شجرة الموز مقطوعة بشكل دائري لتناسب الصحن الدائري، ثم يضعون الفواكه المقطعة كالبطيخ والأناناس والمنقه وغيرها..

    لاحظت أيضاً عدم وجود الخبز، إلا في الفنادق ذات الخمسة نجوم، فالشعب الإندونيسي عامة لا يعرف الخبز، ويعتمد بصفة أساسية على الأرز والذي بلغتهم يسمى (ناسي)، فكل شئ يؤكل بالأرز سواء كان طبيخ او دجاج او لحم، وحتى البيض المقلي يأكلونه بالأرز! حيث يضعون الأرز في صحن ثم يضعون فوقه البيض المقلي، ويقطون بالملاعق البيض المقلي ويغرفون في نفس الوقت الأرز.. والأرز يطبخونه بالماء فقط، حتى الملح لا يضعونه فيه ناهيك عن الزيت او غيره.. الطعام عندهم غني بالبهارات الشرقية وكذلك صلصات خاصة تضاف للأكل بعد طهيه، وله نكهة معينة لذيذة، والطعام كذلك لذيذ وطاااااعم، وقد انتشرت في السعودية المطاعم التي تقدم الأكلات الإندونيسية..

    هناك أكشاك صغيرة تبيع مشروبات غريبة.. زجاجات بها سوائل ملونة، يصب منها في كأس، ثم يضيف عليها مسحوق من ظروف صغيرة معبأة في المصنع وكل ظرف يختلف محتواه ومكتوب عليه اسم النبات، ثم يكسر بيضة صغيرة أشبه ببيضة الحمامة أو صغار الطيور، ثم يخلط المزيج ليشربه الزبون.. يقولون أن اسمه (جامو) وهو مقوي، بعضهم يشربه لينتعش وبعضهم ليقوي به همته، وأصحاب الدراجات التي ينقلون بها الركاب يقولون أنه يقويهم لممارسة عملهم المجهد عضلياً.. وقد طلبت مني إحداهن تجريبه بعد أن طلبت لنفسها، فاشمأزت نفسي منه خاصة عندما أضاف إليه محتويات البيضة، فطلبت مني أن أشرب السائل الذي في الزجاجة، فسكب لي البائع في كأس وتذوقته فذكرني بشراب التونيك، ولم استطع شربه.. مؤخراً في السعودية ظهر (الجامو) هذا كشاي للتإنسان رخيص..

    Indonesia.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الأولى لصاحب دراجة لنقل الركاب، وكنت قد ذكرت هذا النوع من المواصلات في إحدى حلقاتي السابقة، ويظهر في الصورة شخصي ومعي موظف في مكتب عبد القادر العطاس نجلس في الدراجة، كما يظهر حارس الأمن التابع للمكتب، والمبنى الظاهر في الصورة هو المكتب، وتبدو اللوحة التي بها إسم الشارع (لم أر الصورة إلا أول أمس.. وذكري للشارع في أول حلقة عن اندونيسيا هو من الذاكرة وليس عندما رأيت الصورة)..

    الصورة الثانية لشخصي واقفاً على جانب أحد الشوارع في جاكرتا، ولاحظوا الغطاء النباتي والخضرة اليانعة التي تزين كل مكان في اندونيسيا.. وربما الذي بجانبي مشتل..

    Indonesia009.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-19-2014, 11:01 AM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 165

    نواصل ...

    عوداً على موضوع الشيخ سوركتي

    عوداً على موضوع الشيخ سوركتي.. فقد قمت بالبحث في القوقل عن الإسم فقادني الى موقع "التوثيق الشامل" حيث وجدت بوست فخر الدين عبد القادر بابكر بعنوان: سوركتي ؟؟؟ وجاء في البوست:

    سوركتي ؟؟؟

    في منتصف العام 1982م ساقني الفضول إلى" بانكوك " ، وتصادف أن تزامن وجودي فيها مع مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي نُظِّمت ذلك العام في إسبانيا. ولفارق التوقيت الـمهول بين تايلاند وإسبانيا، فقد تخيَّرت عدداً من الـمباريات وأدرجتها في جدول بمواعيدها سلّمته لـمكتب الاستقبال بالفندق (أو بالأحرى الفُنَيْدِق) الذي كنت أُقيم فيه، وطلبت من موظّفات الـمكتب أن يتصلن بي هاتفياً لإيقاظي متى حان موعد بث إيٍّ من تلك الـمباريات لكي أشاهدها في صالة مجاورة لغرفتي. وفي ذات فجرٍ وبينما كنت أشاهد مباراة بين البرازيل ومنتخب دولة أخرى لا أذكرها الآن تحديداً ، استرعى انتباهي شاب اندونيسي الهيئة والسمت كان يراقبني خلسةً وباستمرار بدلاً من مشاركتي مشاهدة الـمباراة. ظننت بادئ الأمر أنني ربما أكون أول أفريقي يراه في تلك الأصقاع القصيَّة ولم أُعره انتباهاً. لكنني وبعد لحظات قرأت على وجهه سؤالاً تبيَّن لي لاحقاً أنه كان يمنِّي النفس أن يسألنيه لولا أن قدراته في اللغة الإنجليزية كانت أضعف من أن تمكِّنه من ذلك. عرفت تلك الحقيقة في فجر اليوم التالي حيث عاد ذات الشاب الإندونيسي الهيئة والسمت مع آخر من بني جلدته يجيد اللغة الإنجليزية إلى حدٍ ما، وبادرني ذلك الآخر قائلاً ما معناه :

    - هل أنت من السودان ؟؟.
    - نعم أنا من السودان
    - هل تعرف سيِِّدي سوركتي ؟؟
    - أنا أعلم أن في شمال السودان أسرةً كبيرة أو ربما أسراً كبيرةً تحمل هذا الاسم ولكنّي لا أعرف (سوركتي) الذي تعنيه على وجه التحديد.
    بعدها طفق ذلك الفتى الآخر يكلِّمني عن ذلك (السوركتي) بطريقة تنم عن توقيره له وحبِّه إياه لدرجة الوَلَه وتفيض عشقاً للسودان ولكل ما يمت لذلك (السوركتي) والسودان، كل السودان، بِصلة.

    حالت مشاغلي دون استقصاء ما قاله ذلك الفتي الآخر .. ومرّت أعوام وأعوام .. وكان أن ذهبت في بداية العام 1997م إلى بيت عمّي في الحصاحيصا لـمناسبة عزاء أتت كذلك بشقيقي الأكبر من (الأراك) وأتى في ذات الوقت رجل من (الـمقل) لا أذكر اسمه كان في زيارة لأحد جيران عمّي، ودار بين شقيقي الأكبر وذلك الرجل القادم من (الـمقل) حديث عن صلة القُربى بين أسرتنا وأسرة ذلك الرجل .. وللـمفاجأة، فقد اتّفق كلاهما على أن حلقة الوصل بين أسرتينا هي أسرة (سوركتي) .. عادت لحظتها ذاكرتي الخربة إلى بانكوك وإلى الشابين الإندونيسيين اللذين كانا ينضحان تولُّهاً بذلك (السوركتي) وتبجيلاً له يتاخم التقديس .. وغرقت في الإحساس بالحياء والخجل من نفسي .. وانتابني ساعتئذٍ إحساس أقوى بأنني مدين لهما بالاعتذار عن جهلي بـمآثر أهلي .. وقادني أسفي على جهلي للاجتهاد في سبر غور تولُّههما بقريبي (سوركتي) .. تأكَّد لي لاحقاً أن هناك أكثر من أُسرة في شمال السودان تحمل هذا الاسم النوبي الرنين والإيقاع .. وبالتالي فإن ذلك (السوركتي) الـمُبجَّل بما يشابه التقديس ربما لا يكون قريبي .. ولكن يحق لي أن أعتزَّ بأنه مواطني على أقل تقدير ..

    ألفيت نفسي أغوص في بحر من الروايات الـمتضاربة التي تقول أقربها للتصديق إن صبياً لم يتجاوز الحادية عشرة خرج من بيت أهله في أم درمان دون علمهم وانضم إلى قافلة حجاج ولم يَعُد. وقيل أن ذلك حدث في يوم ما في سنة ما من الربع الأخير من القرن قبل الـماضي .. وقيل كذلك ، والعهدة على الرواية الأقرب للتصديق، أنه مكث سنين عدداً بمكّة الـمكرَّمة والـمدينة الـمنوَّرة وفيهما تفقَّه على أيدي نفرٍ من علـمائهما حتى أضحى أستاذاً لعلوم الدين، بل وداعية إسلامي بعدّة لغات تعلَّمها عبر اختلاطه بالحجاج الآسيويين من شتي الجنسيات ... وتقول ذات الرواية أنه هاجر من الحجاز إلى إندونيسيا حيث نذر نفسه لتدريس القرآن والسنة والفقه، وأنشأ في جاكرتا مدرسة عُرفت باسم (نادي الإرشاد) .. وتقول ذات الرواية (التي ربـما تكون قد خلطت بين "سوركتي" الذي غادر أم درمان صغيراً و"سوركتي" آخر أو عدداً من الأشخاص بذات الاسم) أنه كان له فضل إصدار الفتوى التي أُلغي على إثرها عُرفٌ كان سائداً في إندونيسيا يُحرِّم التزاوج بين الـمنتمين لطبقات اجتماعية خمس كانت تشكِّل النسيج الاجتماعي في تلك الديار ... ويُقال كذلك أنه استدرج شقيقه وابن عمّه للحاق به ومساعدته في رسالته التعليمية والدعوية .. وأنه تزوج بامرأتين من أصل حضرمي ولم يُنجب منهما .. وتزوج أخوه وابن عمِّه من إندونيسيات حضرميات الأصل ورُزقا منهما ذريةً من بنين وبنات جابوا وجُبْن جُزر الأرخبيل الإندونيسي يحملون ويحملن ألوية الإسلام حيثما حلّوا وحللن ..

    ليس بودِّي أن أسترسل في تفاصيل تلك الرواية لعدم استوثاقي حتى هذه اللحظة من مدى صحتها.. وإن كنت قد استوثقت، وعلى الطبيعة، من أنه توجد الآن في جاكرتا عشيرة هجين (سودانية/إندونيسية) تحمل اسم (سوركتي) وحاولت الوصول إلى أحد أفرادها ولم يمكنني قِصر إقامتي هنالك من ذلك. حقيقة الأمر أنني تعمَّدت أن أختزل الرواية التي ذكرتُ وأن أُسقط جُلّ تفاصيلها حتى لا أوثِّق لـما هو غير موثوق فيه أو غير مستوثق منه .. وربما كذلك لكي أُثير تساؤلات من قبيل العصف الذهني .. أملاً في أن يجتهد كل من يقرأ هذه الكلمات ليُضيف أو يُرشد إلى مَنْ قد يكون بمقدوره أن يضيف معلومة أو حتى جزئية من معلومة عن ذلك (السوركتي) الـمبجَّل بما يداني التقديس في ديار غير دياره وبين أهل غير أهله .. أملي أن لا يخيب فيكم أملي .. فهو يستحق أن نبذل في سبيل التوثيق له كلَّ جهد مستطاع ..

    ... يتبع ...

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-20-2014, 03:03 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 166

    نواصل ...

    عوداً على موضوع الشيخ سوركتي (2)

    ثم جاءت مشاركة في البوست من الدكتور أبو شوك جاء فيها:

    الشيخ أحمد محمد السوركتي (1876-1943م)

    رائد حركة الإصلاح والإرشاد العربية في إندونيسيا

    أحمد إبراهيم أبوشوك

    شهد الربع الأخير من القرن التاسع عشر للميلاد والنصف الأول من القرن العشرين بوادر صحوة إسلامية تنادي بالعودة إلى الكتاب والسنة، وفتح باب الاجتهاد لتحقيق التوافق والانسجام بين النص الديني (الكتاب والسنة) والواقع الحياتي المعيش. وقد جاءت هذه الصحوة نتيجة لحركة تفاعل بين عوامل خارجية أفرزها الوجود الاستعماري الغربي في معظم بلدان العالم الإسلامي، ودوافع ذاتية استمدت منهجها من تراث ابن حنبل (780-855م)، وابن تيمية (1263-1328م) الرافض للبدع والخرافات التي فرضتها رجاحة الموروث المحلي على الكسب الفقهي المتبصر بمعتقدات الناس، وعباداتهم ومعاملاتهم في إطار الشريعة الإسلامية. وقد حمل لواء هذه الحركة علماء أجلاء أمثال جمال الدين الأفغاني (1838-1897م)، ومحمد عبده (1849-1905م)، ومحمد رشيد رضا (1865-1935م). وبفضل إسهامات هؤلاء العلماء انداحت دائرة الصحوة لتشمل عدداً من البلاد المسلمة التي تباينت درجات التأثر والعطاء فيها تبايناً طردياً مع معايير الاستعداد الفكري والقيم الثقافية والاجتماعية في كل قطر مسلم حداه.
    يحاول هذا البحث أن يعرض التأثير الثقافي والفكري الذي أحدثته هذه الصحوة في إندونيسيا، وذلك بتركيز على الدور الذي تصدت له حركة الإصلاح والإرشاد العربية التي أسسها الداعية أحمد السوركتي (1876 -1943م) في مدينة جاكرتا (بتافيا) عام 1914م. وتوطئة لهذا الموضوع يستحسن أن يكون مدخلنا بعرض موجز لتاريخ دخول الإسلام وانتشاره في إندونيسيا، وذلك لنستوعب الظروف السياسية والبيئة الاجتماعية التي نشأت فيها حركة الإصلاح والإرشاد العربية، وتشكلت برامجها الإصلاحية فيها، ثم صراعها الفكري والسياسي مع السادة العلويين الحضارمة الذين كانوا يمثلون الطبقة الدينية الأرستقراطية في ذلك المجتمع.
    .
    .
    .
    تدريجياً انتقل مركز ثقل هذه الحركة من سنغافورة إلى إندونيسيا، حيث بدأت الحركة تأخذ شكلها المؤسسي في "جمعية خير" التي أنشأها نفر من العلويين بطريقة عرفية في مدينة بتافيا عام 1901م، وكان هدفها الأساس إعانة الفقراء وتعليم الأطفال. وفي عام 1903م تقدم أعضاء لجنتها التنفيذية بعريضة إلى مكتب شؤون الأهالي الهولندي للاعتراف بها رسمياً، فصدر قرار الموافقة في سنة 1905م، شريطة أن يكون نشاط الجمعية محصوراً في مدينة بتافيا. وفي العام نفسه انتخب السيد أحمد بن محمد بن شهاب الدين رئيساً للجمعية. وفي أبريل 1906م تقدمت الجمعية بطلب للتصادق لها بإنشاء مدرسة إعدادية لتعليم أبناء الجالية الحضرمية في بتافيا. وبعد ثلاث سنوات من هذا التاريخ فتحت مدرسة جمعية خير الإعدادية أبوابها للتعليم المجاني، وبدأت أيضاً تعقد دروساً عامة كل أسبوع للراغبين من النساء والرجال. وبهذه الكيفية توسعت أعمال جمعية خير، وطبع قانونها الأساس في سنغافورة، وفتحت لها مدارس إعدادية أخرى في معظم أحياء بتافيا. ثم بعد ذلك بدأت تلوح في الأفق فكرة انتداب معلمين من الخارج للعمل في مدارس الجمعية، لذا فقد بعثت الجمعية السيد عبد الله بن عبد المعبود الموصلي إلى الحجاز عام 1911م، لاختيار معلمين أكفاء. وبوساطة الشيخ يوسف الخياط والسيد حسن بن محمد الحبشي تم التعاقد مع الأستاذ أحمد محمد السوركتي السوداني، وصاحبيه الشيخين محمد الطيب المغربي، ومحمد بن الحميد السوداني، للعمل في مدارس جمعية خير في بتافيا.

    أحمد محمد السوركتي: الأستاذ والداعية:
    ولد الأستاذ أحمد محمد السوركتي في جزيرة أرقو بالولاية الشمالية في السودان عام 1876م، من أسرة مشهود لها بالورع والصلاح والعلم، حفظ القرآن بخلاوى منطقة دنقلا، ودرس مبادئ الفقه على والده، ثم تيمم شطر الحجاز عام 1897م هجرة في سبيل العلم والمعارف، ورغبة في أداء الفريضة. وبعد أداء فريضة الحج أقام في المدينة المنورة أربع سنوات ونصف، خلالها درس علوم القرآن والحديث والفقه واللغة العربية على علماء أكفاء في ذلك العصر، أمثال المحدث عمر بن حمدان المغربي، والفقيه المالكي أحمد بن الحاج علي المجذوب، والعالم اللغوي الشيخ أحمد البرزنجي. وجاور في مكة المكرمة لمدة عشر سنوات، حيث جود معارفه النقلية والعقلية على كبار مشائخ الحرم المكي، أمثال: العلامة أسعد بن عبد الرحمن الدهان، والشيخ محمد بن يوسف الخياط، والشيخ شعيب بن موسى المغربي. وبعد هذه الأربعة عشرة عاماً ونصف من السياحة في حلقات العلم والمعرفة بالحرمين الشريفين حصل المترجم له علي الإجازة العالمية من علماء الحجاز، وقُيِّد اسمه في سجل علماء أم القرى، ثم صُودق له بالتدريس في الحرم المكي.

    وفي ضوء هذه المؤهلات العلمية والخبرة العملية تمَّ التعاقد مع الأستاذ السوركتي للعمل في مدارس جمعية خير بتافيا (جاكرتا)، ووصل السوركتي إلى مدينة جاكرتا وبصحبة الشيخين محمد الطيب المغربي، ومحمد عبد الحميد السوداني في شهر ربيع الأول عام 1329ه (مارس 1911م)، ثم نزل ثلاثتهم ضيوفاً على السادة العلويين الذين رحبوا بمقدمهم، باعتبارهم أول هيئة علماء تصل من الأراضي المقدسة للعمل في مدارس جمعية خير. وفور وصولهم عُيِّن الأستاذ السوركتي مديراً لمدرسة باكوجان ومفتشاً للتعليم، والشيخ محمد الطيب معلماً بمدرسة كروكت، والشيخ محمد عبد الحميد بمدرسة بوقور.

    ... يتبع...

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-23-2014, 02:14 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 167

    نواصل ...

    عوداً على موضوع الشيخ سوركتي (3)

    ثم جاء رد صاحب البوست فخر الدين عبد القادر بابكر كما يلي:



    الأخ الكريم د. أبو شوك ..

    لك منِّي مجدداً وافر الشكر والامتنان لاستجابتك الكريمة لـمناشدتي .. وكلّ التقدير لجهدك الـمخلص الذي أثمر بحثاً رائعاً نهجاً ومضموناً .. ولك شكري بصفة أخص لتكرُّمك بإيراد معلومات ظللتُ ولعدّة سنوات أتوق لـمعرفتها عن الشيخ/ سوركتي .. جزاك الله عنِّي وعن كل مّنْ يقيِّض الله تعالى له قراءة بحثك خير الجزاء ... وأسأله سبحانه أن يوفّقك لإعداد بحث أكثر تفصيلاً في سيرة هذا الشيخ الجليل بحق ..

    حمدتُ الله في سرِّي فور الانتهاء من قراءة بحثك أن ألهمني التشكك في صدقية الرواية التي أوردتُ أعلاه شذرات منها وتعمَّدتُ اختزالها من قبيل التشويق وطرح تساؤلات ضمنية أملاً في أن يجتهد الإخوة والأخوات في البحث عن إجابات لها .. ولكَم سرَّني وأبهجني أن أجد في بحثك إجابات وافية عن جُلِّ تلك التساؤلات ..

    ولكي نجد إجابات وافية بذات القدر للبعض الـمتبقِّي من تلك التساؤلات بُغية سد الثغرات في سيرة ذلك الشيخ الـمبجَّل، آمل منك ومن الإخوة والأخوات الأكارم التقصِّي فيما يلي، بل وكذلك في ما عداه:
    (1) وُلد الشيخ/ سوركتي في (جزيرة أرقو) في العام 1876م) .. فـما هي جذور أسرته ؟؟ وهل "أسرة سوركتي" أسرة واحدة انتقلت فروعها واستقرّت في مناطق شتى من شمال السودان وربما في أنحاء أخرى منه .. أم أن هنالك أكثر من أسرة تحمل ذات الاسم ؟؟ وقد سبق أن ذكر الأخ/ الفاضل محمّد محمّد خير أن ثمّة أسرة باسم (سوركتي) في (الـمقل).
    (2) ما هي (على وجه التحديد) الخلاوى التي درس فيها القرآن في منطقة (دنقلا) وعلى أيدي مّنْ درس ؟؟
    (3) تيمم شطر الحجاز في العام 1897م .. فهل عاش كلّ الفترة بين ميلاده وسفره إلى الحجاز في منطقة (أرقو) و(دنقلا) فقط ؟؟ أم أنه تنقَّل بين مناطق أخرى في السودان ودرس فيها كدأب طُلاب العلم آنذاك؟؟
    (4) تُوفي الشيخ/ سوركتي عام 1943م ، فأين توُفّي ؟؟ ومتى تحديداً ؟؟
    (5) تقول الرواية التي تشككتُ في صدقيتها إنه تزوَّج بامرأتين من أصل حضرمي ولم يُنجب منهما .. فـما مدى صحة ذلك ؟؟
    (6) هل لديه مؤلّفات نالت حظّها من النشر ؟؟ وما هي ؟ ؟ وما السبيل للحصول عليها ؟؟
    (7) وهل.... ؟؟ ومتى ..... ؟؟ وأين .... ؟؟ وكيف ..... ؟؟
    (أكملوا الأسئلة واجتهدوا في الحصول على إجابات لها).

    ومرّةً أخرى أقول : أملي أن لا يخيب فيكم أملي .. فالرجل يستحق أن يُبذل من أجل التوثيق له كلّ جهد مستطاع ..


    انتهى ما جاء في البوست المذكور في موقع التوثيق الشامل والمنشور بتاريخ 18/5/2010م، وقد حاولت إرسال رسالة للموقع للتوضيح ولكن لم أجد طريقة للإرسال حيث لا يوجد (راسلنا) في الصفحة او في الموقع..

    واضح من الرواية التي أوردها نقلاً عن مواقع أخرى، أنه حتماً نقلها من موقع trave.maktoob (العرب المسافرون)، أو من موقع (هنا إندونيسيا) والذي نقل فيه (وجيه) بتاريخ 21/2/2008م مقالي المنشور بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 26/12/1991م أو الذي بموقع ود مدني بتاريخ 25/2/2004م فابتسره في الموقعين المذكورين أعلاه فجاء مشوهاً، ويبدو هذا ما جعل فخر الدين عبد القادر يشكك في صدق الرواية.. (بالبحث أيضاً وجدت المقال المبتسر نقله عبد الخالق محمد احمد إلى موقع مشو musho بتاريخ 25/5/2011م).. وله الحق فخر الدين أن يشكك في الرواية؛ فقد أدخل وجيه فيها ما لم أكتبه، ولا أدري من أين أتى بهذه المعلومات، وواضح انه ليس سوداني..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-24-2014, 02:29 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 168

    نواصل ...

    عوداً على موضوع الشيخ سوركتي (4)

    أما ما كتبه الدكتور ابو شوك فهو توثيق دقيق للغاية ومبنى على معلومات تاريخية مؤكدة.. ورغم أن معلوماتي ليست أكاديمية كمعلومات الدكتور أبو شوك، إلا أنها من في (فم) إبن أخ الشيخ سوركتي، وهو الشيخ مختار الأنصاري.. والذي هو إبن أحد الذين استقدمهم الشيخ سوركتي من السودان- أحدهم شقيقه والآخر بن عمه- وأولى الاختلافات بين رواية الشيخ مختار ورواية الدكتور ابو شوك هي كيفية وصول الشيخ سوركتي الى الحجاز.. فقد جاء في مقاله:

    ولد الأستاذ أحمد محمد السوركتي في جزيرة أرقو بالولاية الشمالية في السودان عام 1876م، من أسرة مشهود لها بالورع والصلاح والعلم، حفظ القرآن بخلاوى منطقة دنقلا، ودرس مبادئ الفقه على والده، ثم تيمم شطر الحجاز عام 1897م هجرة في سبيل العلم والمعارف، ورغبة في أداء الفريضة.


    وبالرجوع لما أوردته نقلاً على لسان الشيخ مختار فإن عمه الشيخ سوركتي الضنقلاوي الذي كان يسكن أمدرمان مع أسرته، وفي ذات موسم حج اندس وسط الحجاج المغادرين من امدرمان للحجاز، وكان عمره آنذاك 11 عام.. لذا فأرجو ممن له صلة بالدكتور أبو شوك أو يستطيع الدخول للموقع الذي يكتب فيه أن يسرد له رواية الشيخ مختار الأنصاري، والذي أرجو أن يكون موجوداً ليتصل به الدكتور ابو شوك او ان يرسل له أحد أعضاء السفارة السودانية في جاكرتا او احد افراد الجالية - التي نشأت مؤخراً حسبما رأيت في قنوات السودان التلفزيونية..

    ثم يقول فخر الدين:

    تقول الرواية التي تشككتُ في صدقيتها إنه تزوَّج بامرأتين من أصل حضرمي ولم يُنجب منهما .. فـما مدى صحة ذلك ؟؟ .


    ومؤكد أن الإجابة هي ما ذكره لي الشيخ مختار الأنصاري- صاحب نفس الرواية التي تشكك فيها فخر الدين- والقائلة بأنه تزوج بامرأتين من أصل حضرمي ولم ينجب منهما.

    والقوقل قادني أيضاً لموقع منارات إفريقية الذي أجرى حواراً مع أمين عام المجلس الإسلامي الأعلى لجنوب السودان، وقد جاء في ختام الحوار ما يلي:

    نحن دايماً نتفاءل، والتفاؤل لايجعلك تفكر في العقبات ولكنه يقودك إلى الأمام، والدعوة الإسلامية إن ذهبت لتبليغها وحدك فستجد من يستمع إليك، واليوم الذي يليه ستكبر حلقتك رويداً رويداً، لذا لانضع هذه العقبات ولكننا نسير إلى الأمام والحمدلله، نحن متفائلون بإننا نسير ونؤدي رسالة دعوية، وفي التاريخ عِبَرْ؛ فكم من أناس خرجوا للدعوة لعدة مناطق وأدوا رسالتهم ونشروها، ولم يكونوا أصحاب سلطة، وما قصة سوركتي الأندونيسي عنا ببعيد، وقد ذهب لعمل لكنه أصبح داعية في أندونيسا، واهتدى على يديه أعداد كبيرة من الأندونيسيين، .


    وهنا أيضاً معلومة مغلوطة عن سبب وصول الشيخ سوركتي الى اندونيسيا، حيث قال أمين عام المجلس الإسلامي الأعلى لجنوب السودان، أنه سافر لإندونيسيا بغرض العمل..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-25-2014, 02:02 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 169

    نواصل ...

    حكايات عن الإندونيسيين

    تعرفت على بعض الأسر من أقارب عبد القادر العطاس، وقد حضرت مناسبة طهور أحد أطفالهم، ولاحظت أن سن الختان عند أطفالهم هي نفس السن في السودان في الزمان السابق- وإلى حد ما في هذا الزمن- اي في سن سبعة سنوات.. طبعاً في السعودية أصبح السودانيون يختنون أولادهم بمجرد الولادة او بحد أقصى شهرين ثلاثة.. والأغرب أن هناك ختان إناث في إندونيسيا، وأعتقد انه ختان ما يسمى (السنة)، وفي الختان الذي حضرته بدت العادات أقرب لعاداتنا في السودان، فقد اجتمع لفيف من أهل المختون وقدمت لهم الحلوى الخاصة بهذه المناسبة، ويلبس الطفل زياً تقليدياً خاصاً..

    بمناسبة الزي الخاص، فالإندونيسيون يلبسون قصمان فيها أشكال ورسومات تشبه ورقة الشجرة الملتوية، وهي غالباً بنية اللون، ويلبسون البنطلون ولكن أحياناً يلبسون (الفوطة) مثل اليمنيين والبنغالة والصوماليين، وأحياناً في المناسبات يلبسون البدلة الإفرنجية الكاملة ثم يلفون الفوطة حول خصرهم لتدلى الى أسفل الساقين، ولكن غالباً تكون تلك الفوطة من قماش راقي ومميز، وقد رأيت رئيسهم يلبسها في مناسبة..

    اما النساء فغالب زيهن الإسكيرت والبلوزة أو الفستان الميدي، والى حد ما البنطلون، ولا تكترث بعضهن بتغطية أجسادهن، فقد رأيت مرة إحداهن تقف متكئة على جدار خلفها وتضع باطن قدمها على الجدار الذي خلفها، فيرتفع أسفل الإسكيرت الميدي لينكشف كل ساقها وجزء كبير من فخذها وهي منهمكة في قراءة ورقة.. هذا هين.. فأدهى منه أنني كنت أرافق عبد الرحمن العطاس في زيارة له الى السفارة السعودية، وعندما وصلنا الى السفارة لاحظت أن هناك مجرى مائي عريض أمامها، وهو مبني بخرسانة وأسمنت، ورأيت إمرأة جالسة تستحم على حافته المنحدرة وتصب بكوز الماء على جسدها الذي لا يستره غير قطعة واحدة.. وكان الوقت نهاراً.. هذا أيضاً هين بالمقارنة مع أخرى على حافة نهير صغير خارج مدينة جاكرتا، فقد كان المرأة واقفة وتستحم، وحتى القطعة الواحدة لم تكن على جسدها.. هذا يقودني لملاحظة أخرى.. وهي أن في تلك البلاد في ذلك الزمان لا توجد عذراء بعد العشرين من العمر- إلا من رحم ربي- ولم يكن ذلك موضع سؤال..

    ويبدو أن الإستعمار الهولندي قد أثر فيهم تأثيراً شديداً في هذه الناحية.. علماً بأن النساء يصلين أوقاتهن – خاصة في رمضان- في المساجد، فتجد المسجد ممتلئاً عن آخره، ونصفه رجال والنصف الآخر نساء.. فصلاة التراويح محضورة جداً في اندونيسيا، وتلاحظ أن كل فتاة وإمرأة داخلة الى المسجد وتحت إبطها لبس الصلاة الذي يتكون من قطعتين تدخل القطعة الأولى من رأسها حتى تصل الى منتصف جسدها حيث مطاط يحجز أعلاها في الخصر، ويتدلى باقيها ليغطي جسمها الأسفل حتى القدمين، ثم تضع القطة الأخرى على وجهها فتحيط فتحته بدائرة وجهها ثم تغطي به رأسها ثم ينسدل مغطياً نصفها الأعلى بما فيه الساعدين واليدين.. فإذا انتهت الصلاة خلعته في المسجد ووضعته تحت إبطها وخرجت بلبسها الذي دخلت به..

    صليت مرة صلاة الجمعة في مسجد الفندق، ولم افهم الخطبة لأنها كانت باللغة الإندونيسية، لكني استنتجت أنه كان ينتقد حوض السباحة في الفندق، إذ ذكر Kartika Plaza Swimming Pool حيث تسبح الفتيات بالمايوه في نهار رمضان.. أيضاً لاحظت وجود أطفال يقفون بباب المسجد ومعهم بطاقات مربعة صغيرة عليها أرقام، حيث يأخذون منك حذاءك ليضعونه في أحد الأدراج المرقمة ويعطونك بطاقة عليها رقم الدرج فإذا خرجت من الصلاة أعطيتهم البطاقة فيستدلون بالرقم الذي عليها الى درج حذائك فيعطونك إياه فتعطيهم مائة روبية او عشرة لا أذكر، المهم قطعة نقدية معدنية.. وأذكر ان الطفل الذي أعطاني البطاقة وأخذ الحذاء يبدو أنه اختلط عليه الأمر ولم يجد الحذاء في الدرج الصحيح، فما كان من أحد المصلين إلا ان رطن معه موبخاً ودله على مكان حذائي.. وهم في النهاية أطفال يسترزقون من هذه الأعمال..

    Indonesia008.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة المرفقة لشخصي في أحد شوارع جاكرتا، ويبدو أطفال يلعبون التنس.. ولاحظوا جمال الخضرة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-26-2014, 06:32 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 170

    نواصل ...

    حكايات عن الإندونيسيين (2)

    موظفي المكتب الذين استقبلوني في المطار أصبحوا يأتونني بسيارة المكتب الى الفندق ليأخذوني إلى المكتب أو إلى بعض الأماكن السياحية، وكنت ألاحظ في المساء على ناصية الشارع الذي به الفندق فتيات واقفات في مجموعة صغيرة ربما أربع او خمس ويلبسن زياً يفضح الغرض من وقوفهن، فتلك تلبس شورت جينز بدأ وكأنه ليس له أرجل البتة وهو أقرب للباس البحر، وتلك تلبس فستان مفتوح بالجنب من أعلى الفخذ حتى الركبة يجمع طرفي الفتحة خيط كرباط الحذاء.. ويبدو أنهن ينتظرن زبائن الليل.. وكن جميلات ويتفجرن أنوثة.. ومتزينات بكامل الزينة والمساحيق وأحمر الشفاه..

    في أحد الأمسيات أخذني رضا وزميله الذي نسيت إسمه الى الديسكو.. حيث الأغاني والراقصين والراقصات، والبنات لمن أراد، بالخمسين او الثلاثين دولار لليلة.. وفي طريق عودتنا إلى الفندق رأيت الواقفات على ناصية الشارع الذي به الفندق، وقلت في نفسي لعل هؤلاء الواقفات هنا أقل سعراً من أولئك الذين في الديسكو لذلك هنّ يقفن في الشارع.. ثم أشار رضا الى الواقفات على ناصية الشارع وقال موجهاً الكلام لي: (هدا مهنوس).. ولم أفهم عربيته الضعيفة.. فاضاف موضحاً: (هدا مو هرمه.. هدا رجاا)، وبعد جهد جهيد فهمت ما يعني.. (هدا مهنوس) تعني (هذا مخنوس) وترجمتها هذا ########.. والعبارة الثانية ترجمتها (هذا ليس حرمه.. هذا رجل) ويعني ان الواقفات على ناصية الشارع ذكور وليسوا إناث.. لم أصدق ما قاله، ولكن لأنهم أهل بلد لابد من تصديقهم.. وقد علمت أن الدولة قد سمحت لهؤلاء بالتجمع في أماكن محددة لاصطياد الزبائن.. وحسب إفادة اصدقائي أولئك فغالباً ما يكون هؤلاء يعملون في أشغال تجعلهم طوال الوقت مع النساء، كالكوافير وصالونات التجميل، وبعضهم يحس بأنه بات أقرب للأنثى منه للذكر ويفضل أن يكون أنثى فيذهب للطبيب ليحقنه بالهرمون المؤنث- طبعاً كل إنسان فيه هرمون مؤنث وهرمون مذكر سواء كان رجلاً او إمرأة، ولكن في الرجل الهرمون المذكر يغلب على المؤنث وفي المرأة العكس- فهؤلاء عندما يأخذون حقنة الهرمون المؤنث تكبر صدورهم ومنطقة الحوض وأردافهم ويزول الشعر من وجوههم.. ويبدو الواحد منهم كأنثى تامة الأنوثة..

    بل إن صديقي الذي نسيت اسمه قد حكى لي مرة أنه التقط فتاة غاية في الجمال، وعندما وصل مرحلة قضاء وطره اعتذرت له بأنها لا تستطيع.. (لأنه) أجرى عملية استئصال لعضوه منذ فترة قصيرة وما زالت العملية لم تبرأ تماماً، وقد أجرى العملية في سنقافوره (بألف دولار)! وتذكرت أنني في الثانوية في أواسط السبعينات من القرن العشرين قرأت في مجلة موضوعاً مشابهاً، حيث تجرى عملية استئصال العضو وترك الجلد ليحشر الى الداخل مكان الفراغ الذي أحدثه استئصال العضو، فتكون الشعيرات الدموية الدقيقة في جلد العضو بمثابة حساس بديل للمهبل!

    وقد قارنت بين هؤلاء في إندونيسيا وبين الذين رأيتهم في المانيا من نفس الشاكلة، فلاحظت أن هؤلاء يصعب التفريق بينهم وبين الإناث بينما في المانيا تلاحظ أنهم ليسوا إناث إذا اقتربت منهم.. أيضاً في مرة ونحن نركب تاكسي في جاكرتا رأينا اثنين من هؤلاء في تاكسي آخر وقد نبهتني التي معي بأن هؤلاء رجال وليسوا نساء، وفي هذه المرة كان واضحاً أنهم ليسوا نساء فقد كانت تقاطيعهم تدل على إنهم رجال تماماً كما شاهدت في ألمانيا.. وكانا يلبسان لبس النساء ويتزين كما تتزين النساء، ويبدو أنهما لم يأخذا حقنة الهرمون..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

02-27-2014, 11:33 AM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 171

    نواصل ...

    حكايات عن الإندونيسيين (3)

    لم أر في إندونيسيا اثنان يختصمان، او على الأقل يرفعان أصواتهما، الجميع يتكلم بهدوء.. لم أر مجنوناً، فلِمَ يجن من كان في مثل هذه البلاد الهادئة الجميلة ذات الطبيعة الساحرة الخلابة، وكيف يجن من كان يعيش بلا خصام او صراخ.. وفي ذات مرة كنت أسير في الطريق فإذا بإمرأة تجلس بجانب الطريق وأمامها مئات من أعقاب السجائر.. فقلت هذه مجنونة، ولكن مرافقتي صححتني فقالت لي: (تيدا مجنون.. مسكين) اي ان هذه المرأة ليست مجنونة وإنما مسكينة، أي فقيرة، وهي تدخن ولا تجد ما تشتري به السجائر، فتدخن أعقاب السجائر التي يرميها الناس.. يعني المجنون الوحيد الذي قابلته في اندونيسيا طلع مش مجنون.. طلع مسكين!


    لاحظت كذلك احترام الناس لبعضهم، فالصغير يحترم الكبير والمرؤوس يحترم الرئيس والمرأة تحترم الرجل.. وكنت قد رأيت في السعودية كيف يتصرف الإندونيسيون في المسجد.. فكان إذا مر من أمامك تجده يثني ركبتيه ويدلي يده التي من جهتك صوب الأرض حتى يمر من أمامك.. وفي إندونيسيا رأيت من يريد ان يسلم شخص أكبر منه أو رئيسه شيئاً فإنه لا يقترب منه او يسلمه الشئ وهو واقف، بل يبرك على ركبتيه وعلى مسافة منه ثم يناوله إياه ماداً يديه إلى الأمام بالشئ.. كذلك تحترم المرأة الرجل احتراماً شديداً..

    Indonesia011.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة المرفقة لشخصي ورضا (الإندونيسي من أصل حضرمي) أمام أحد البيوت، ولاحظوا الأشجار والشجيرات وكثافة الغطاء النباتي..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

03-03-2014, 04:55 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 172

    نواصل ...

    حكايات عن الإندونيسيين (4)

    زرت محمد حامد في غرفته بالفندق الذي يقيم فيه منذ شهور عدة قاربت العشرة.. ومعه فتاتان اندونيسيتان، إحداهما كانت تعمل خادمة في الطائف! وتعرف قليلاً من اللغة العربية.. وأصبحت مترجمتي ومرافقتي.. بسبب ذلك ضاعف الفندق أجرة الغرفة- على ما أذكر كان مائة دولار امريكي- لأن من لوائحه انه اذا زار نزيل الغرفة ضيف ليلاً فيحسب نزيل إضافي، ولم أكن أدفع أجرة الفندق بل من يدفعها هو مكتب عبد القادر العطاس، وهو من نبهني الى هذا الأمر ولم ينبهني موظفو الفندق.. بل كانت سرياتي- وهذا هو إسمها- تسلم ملابسها بما فيها الشرابات لقسم الغسيل الجاف في الفندق وأكيد الفاتورة على حساب الغرفة، ثم بدأت تحضر أطفال أحد معارفها وتنزل معهم الى المسبح وتطلب لهم المرطبات على حساب الغرفة.. كانت شبقة غير لبقة.. تتحدث بالهاتف طوال الليل والنهار.. لا تنام.. يرن الهاتف فأسبقها لرفع السماعة فأجد أحدهم يسأل عنها.. فأقول له هذه ليست غرفتها.. ولكي لا يزعجني رنين الهاتف طوال اليوم غافلتها وأنزلت الهاتف الى الأرض ووضعت فوقه المخدة حتى يكتم صوته فلا تسمعه..

    طردتها، واستغنيت عن خدماتها- التي لم أكن أدفع لها راتباً- بل كانت شغاله ب(بطنها).. وذات يوم اتصلت عليّ من استقبال الفندق وقالت انها آتية من البلد.. وماذا تريدين؟ أفهمتني ألا مكان تذهب إليه الآن.. سمحت لها بالصعود.. وعندما غادرت شعرت بأنها عبثت بشئ داخل دولاب ا لملابس، فأسرعت أفتح محفظتي لأجد مائتي دولار قد اختفت، فلحقت بها في الممر وقبضت عليها وجرجرتها للغرفة تحت تهديد أنني سأبلغ أمن الفندق إن لم ترجع للغرفة.. وفي الغرفة فتشتها فأخرجت المال المسروق فأخليت سبيلها..

    ذات مساء أحسست بالوحدة فخرجت أتمشى في نفس الشارع الذي به الفندق، وكان الوقت قبيل منتصف الليل، فرأيت رجل وإمرأة يجلسان على حافة حائط لسور مبنى.. فما إن رأتني المرأة حتى قامت من مكانها واتحهت نحوي وبدأت تتحدث معي بلغة إنجليزية لا بأس بها، وفهمت أن الرجل كان يؤانسها في وقت فراغها حتى تجد عملاً.. لذلك ما إن قامت ولحقت بي حتى غادر هو المكان.. فطلبت مني أن تذهب معي الى الفندق حيث أقيم.. فاعتذرت لها بأن هناك من يقيم معي.. فقالت نذهب لفندق آخر.. فاعتذرت أيضاً، وما زلت أسير في الشارع وهي تسير معي وتلح عليّ.. وعندما عجزت عن إغوائي قالت لي أنها تجيد عمل المساج، فطلبت أن تعمل لي مساج.. أين؟ قالت على جسر المشاة ذاك.. فصعدنا عبر السلم إلى جسر المشاة الذي لم يعبره أحد في تلك الساعة المتأخرة من الليل، وجلسنا ووجوهنا الى الشارع.. فأخرجت من حقيبتها زجاجة صغيرة بها زيت يشبه الكافور او الفكس- نفس الرائحة التي كانت تفوح من الإندونيسيات اللائي يصلن من اندونيسيا ونستقبلهن في مطار جدة- ثم رفعت قميصي من على ظهري ودهنت ظهري بالزيت ثم أخرجت قطعة عملة معدنية وصارت تخرش بها جلد ظهري لكي يتخلل الزيت الى داخل الجلد.. ثم علقت على قوة تحملي لهذه العملية وقالت أن القليل من الناس من يتحملون هكذا ألم..

    ويبدو أن حكاية المساج تلك كانت حجة لكي تصل الى مبتغاها الذي لم تصل إلا إلى قسم منه.. فقد التقمته بعد مقاومة مني شديدة بدأت تنهار بإلحاحها بالكلام وإصرارها العملي.. وثم ختمت بتعليقها: يور كوك إز فيري بيق!

    Indonesia015.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة المرفقة لشخصي لا أذكر إن كانت في جاكرتا او في مدينة سوكابومي، وغالباً تكون في الأخيرة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-04-2014, 06:41 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 173

    نواصل ...

    حكايات عن الإندونيسيين (4)

    على شاطئ البحر في جاكرتا هنالك حديقة جميلة تسمى أنجول Ancol ، ويبدو أنها طبيعية لم يتدخل فيها الإنسان- في ذلك الوقت- أما الآن فيبدو أنها تغيرت كثيراً وأدخلت فيها الملاهي والألعاب.. فقد بحثت عن صور لها في النت فرأيت تغيراً كبيراً حدث لها، واخترت صورة لعرضها هنا وسبب اختياري لهذه الصورة أنها تشبه تلك الأيام الغابرة (1986م)،

    Ancol.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وبالفعل وجدت صورة لي في هذا المكان تماماً، أدرجها هنا..

    Indonesia-Ancol.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أما بقية الصور فلا تمت لتلك الحقبة بصلة.. فقد كانت مليئة بأشجار جوز الهند المتدلية بعضها إلى مياه البحر، وعلى حافة الشاطئ تلك السجادة الرملية الناعمة.. والناس يجلسون او يلعبون، وهي مكان جميل لعشاق الطبيعة وعشاق البحر في آن واحد..
    هناك حديقة مشهورة عالمياً- ولكن لم أزرها- وهي حديقة تمن ميني Taman Mini حيث زرعوا فيها كل أشجار ونباتات العالم، وهي تجربة نادرة عالمياً..

    في قلب جاكرتا يوجد نصب تذكاري للإستقلال عبارة عن مسلة تشبه المسلة المصرية وتسمى موناس Monas.. وفي هذه المنطقة يوجد سوق شعبي به منتجات رخيصة الثمن، وبه مطاعم تقدم الأكلات الإندونيسية، ولاحظت أن بعضها ليس له مقاعد للزبائن، حيث يأخذ الزبون طعامه إلى حيث يريد، وكانوا يضعون الأرز وقطعة الدجاج في ورقة بنية سميكة مغلفة بالشمع، ويلفونها ويربطونها بمطاط.. والشمع لا يسمح بتسرب الزيت او السوائل، وهي وسيلة سهلة ورخيصة وصحية.. وليس بعيداً عن ساحة موناس تلك مسجد الإستقلال، وهو أكبر مسجد في إندونيسيا..

    دعاني عبد القادر الى السينما، فدخلنا ثلاثتنا انا وهو وصديقه الذي يعمل معه في مكتبه، وكان الفيلم أجنبي، لا أذكر إن كان ياباني أو غربي او كاراتيه.. لكنني أذكر أنني رأيت فيلماً إندونيسياً لا أدري إن كان في السينما او في التلفزيون، وكان رائعاً، فالقصة جميلة والإخراج متقن، وهو يعكس طبيعة إندونيسيا ذات الكثافة النباتية والشجرية الواضحة.. وحتى التمثيل كان مجوداً.. وهناك لقطة لم أنساها أبداً؛ حيث كانت الأستاذة تحفّظ التلاميذ قصار السور من القرآن الكريم، فبدأ التلاميذ يقرأون معاً سورة قصيرة والمدرسة تقرأ معهم في نفس الآن، وفي نهاية السورة أخطأ جميع التلاميذ في آية إلا تلميذ واحد صغير، هو والأستاذة، فقرب المصور وجه التلميذ هذا ثم ركز التصوير على فمه إلى أن أكمل الآية.. ويذكرني هذا أن كثير من اللقاءات الجماهيرية أو احتفالات الإندونيسيين تبدأ بالقرآن الكريم الذي كثيراً ما تتلو آياته فتاة..

    وما رأيت أجمل من أصوات الإندونيسيين في تلاوة القرآن سواء كانوا بنات أو أولاد، وطبعاً يقرأونه بلسان عربي سليم، وقد لا يستطيع أحدهم أن يتكلم باللغة العربية ولو جملة واحدة.. فقط الذين يدرسون في معاهد للغة العربية يتكلمون العربية الفصحى، ولكن تجد بعضهم او بعضهن يتكلمون الدارجة السعودية او الخليجية فإذا سألتهم أين تعلمت العربية قالوا من معهد اللغة العربية، وهم ليسوا كذلك، فقد تعلموها في السعودية او الخليج، لأن الذي تعلمها في المعهد لا ينطقها إلا فصحى.. وقد ذكرني هذا سائق جاء ليعمل مع كفيلي في الطائف، وكان يتكلم العربية ولكن اللهجة السعودية فسألته أين تعلمها فقال في معهد اللغة العربية، ولكن فيما بعد صرح لي بأنه تعلمها هنا في السعودية عندما كان يعمل بالرياض، وهو لا يريد أن يقول انه اشتغل من قبل في السعودية لأن المواطنين لا يحبذون من سبق له العمل في السعودية ويعتقدون أنه أصبح (تفتيحه) ولا يمكن ترويضه كما يريدون..

    Indonesia010.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة اعلاه لشخصي ومعي طفلة، ولا أذكر من هي، لكن ربما كانت في مدينة سوكابومي بنت أحد الذين زرناهم هناك..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-05-2014, 01:26 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 174

    نواصل ...

    رمضان في إندونيسيا

    اقترب رمضان، وعرفنا أنهم يكملون شبعان ثلاثين يوماً وليس مثلنا في المنطقة العربية نتحرى رؤية هلال رمضان.. ونفس الشئ بالنسبة لهلال شوال، لا يتحرونه بل يكملون رمضان ثلاثون يوما وعلى ما أذكر كان اليوم الذي يسبق رمضان يعطى إجازة في إندونيسيا .. ثم دخل رمضان، وكان الجو حاراً لكنه رطباً.. دعاني عبد القادر للإفطار في مطعم فندق كارتيكا بلازا أنا وصديقه الذي يعمل معه في مكتبه.. وكتقليد لبعض المطاعم الأوروبية التي تجعل بعض الفرق الموسيقية تعزف أثناء تناول الزبائن للطعام؛ قام مطعم فندق كارتيكا بلازا بإحضار فرقة تنشد أناشيد دينية أثناء إفطار الصائمين، صف من البنات يقفن في مواجهة طاولات المطعم وينشدن أناشيد دينية باللغة الإندونيسية.. لم يعجبني ذلك- ليس الأناشيد الدينية بحد ذاتها، بل الفكرة من أساساها- فالساعة ساعة إفطار، ولحظة الإفطار واحدة للزبائن وللمنشدين.. فلابد أن يكون بعض هؤلاء الفتيات صائمات.. ومعناها أنهن لن يفطرن إلا بعد أن يؤدين وصلتهن.. بينما ينظرن إلى الزبائن وهم يفطرون..

    في رمضان تمتلئ المساجد عن آخرها في صلاة التراويح، نصف المسجد الأمامي للرجال ونصفه الخلفي للنساء، يحرص الإندونيسيون والإندونيسيات صغاراً وكباراً على صلاة التراويح في المسجد، خاصة مسجد الإستقلال أكبر مساجد إندونيسيا..

    IstiqlalMosque.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    صورة ملطوشة من القوقل لمسجد الإستقلال..

    كان عبد الرحمن العطاس كريماً مع موظفيه وعماله والسائقين والخادمات الذين يجهزهم للسفر للسعودية، وفي رمضان تحفل مائدته بكل ما لذ وطاب، وتحفل بكل الناس الذين معه والذين يدعوهم الى مائدته، وقد دعاني لمائدته الرمضانية أكثر من مرة.. وبعد الصلاة طلب مني أن أدعو ليؤمنوا هم- بذات الطريقة التي عندنا في السودان- فاعتذرت لكنه أصر، وكنت قد حفظت دعاء أبان دراستي بالمغرب حيث طبعه أصدقائي في مسجد الحي الجامعي ووزعوا نسخه، فحفظته منذ ذلك الوقت، فدعوت به وأضفت إليه القليل، وأبعدت شبح الحرج إذ أتلعثم في مثل هذه المواقف.. ولم يتوقف كرم عبد الرحمن العطاس عند مائدته الرمضانية بل طلب مني أن اتصل من تلفونه على اهلي..

    وبما أن السودان كان خارج الخدمة الهاتفية (مؤقتاً) فقد اتصلت على خالي الصادق حسن الصادق في امريكا.. وبعد السلام قال لي البركة فيكم.. قلت له: في منو؟ قال لي: حاج بليل.. فأحس بأنني تفاجأت بالنبأ، فقال لي: انت مش في السعودية؟ قلت له بل أنا في إندونيسيا.. لقد توفي عمي حاج بليل شقيق الوالد في رمضان من العام 1406هـ - 1986م- ولم أعرف الخبر إلا عن طريق امريكا، حيث كان الإتصال بالسودان مستحيل.. رحم الله العم حاج بليل وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان.. كتمت الحزن في قلبي ولم استطع التنفيس إلا حينما رجعت الى غرفتي بفندق كارتيكا بلازا، وفي النوم.. حيث بكيت وأنا نائم إلى أن أيقظتني مترجمتي التي سمعت نشيجي، وبينما أنا أستيقظ سمعت بكائي الذي خرج من لفائف الحلم الى واقع سمعته هي وسمعته انا..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-06-2014, 01:24 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 175

    نواصل ...

    سوكابومي

    منزل أسرة عبد القادر العطاس في مدينة سوكابومي حيث تقيم والدته، اما والده فهو متوفى، ومنزل الأسرة هو التجمع الأول للخادمات المسافرات للسعودية وتدريبهن، وقد طلب مني عبد القادر زيارة سوكابومي، وأرسل معي أحد موظفي المكتب وهو رضا..

    توجهنا صوب موقف البصات حيث استقلينا بص متجه لسوكابومي التي تقع في نفس جزيرة جاوا، وكان الطريق رائع جدا جدا.. جبال وغابات ووديان وأنهار لم أر أجمل من تلك المناظر في حياتي.. نسير في أرض منبسطة فنعبر جسر فنرى في الأسفل وعلى بعد سحيق نهر يجري، ثم ننظر يميناً فنرى جبلاً أخضراً، والخضرة تسد الآفاق منذ تحركنا من جاكرتا وحتى وصلنا الى سوكابومي.. في الطريق كان يتوقف البص لينزل ركاب ويأتي الباعة المتجولون ببضاعتهم ومنها فواكه استوائية مقطعة الى قطع صغيرة وموضوعة في أكاس نايلون صغيرة بأسعار زهيدة..

    سوكابومي- التي وصلناها بعد رحلة بالبص استغرقت حوالى اربع ساعات- مدينة صغيرة وهادئة وخضراء كبقية مدن وقرى اندونيسيا.. وصلنا الى بيت العطاس.. منزل فخم وكبير، قابلنا والدة عبد القادر، إمرأة فارعة الطول وممتلئة قليلاً، يمنية، لكنها تكلمت معنا باللغة الإندونيسية، ثم بعد قليل احست بأنني لم استوعب كلامها فاعتذرت وتكلمت بالعربية بلهجة أهل اليمن.. ثم أكرمتنا أيما إكرام، ورأينا الخادمات اللائي يتدربن للعمل في السعودية حيث خصص لهن ملحق في تلك الدار الكبيرة الواسعة ذات الحديقة الغناء حولها..

    استضافني بمنزله بامحمود الموظف في مكتب عبد القادر العطاس، وأذكر انني بت معه ليلة أو ليلتين، وهم في هذه الناحية كالسودانيين يستضيفون الناس في بيوتهم بأريحية وبكرم.. وكان له أبناء وبنات أكبرهم فتاة في حوالي الرابعة عشر او ا الخامسة عشر.. وقد سألني لم لا تكون لك صديقة (وربما قال خطيبة) إندونيسية، فقلت له معي واحدة فقال لي أقصد خطيبة تتزوجها او شئ من هذا القبيل، وقد أحسست أنه يلمح لي لخطبة إبنته.. ولم أكن وقتها مهيئاً لمثل هكذا مشروع.. وقد لاحظت ان بناته يسلمن عليّ ويصافحنني ويتكلمن معي ولكن زوجته لم تظهر لي رغم بقائي في البيت، وعلى ما أذكر انها سلمت عليّ فقط حين وصلت ولم تصافحني..

    ذهبنا ذات يوم الى متنزه جميل وكبير فيه حدائق واسعة ونجيلة على مد البصر وأشجار وألعاب ووجدنا أسر كثيرة تتنزه فيه وتلعب ألعاب جماعية وتعمل مسابقات، وقد رأيت شاباً إندونيسياً يلبس تي شيرت عليه نجمة داؤود من الأمام وعلم إسرائيل من الخلف.. فصعقت، ولكن يبدو أن المنظر كان عادياً بالنسبة للآخرين.. ويبدو أن اسرائيل تنشط في تلك الأماكن، لكن في السنوات الأخيرة الإعلام فضحها فاستعدت عليها شعوب حتى تلك الدول البعيدة مثل إندونيسيا..

    إليكم بعض الصور التي توضح الحديقة التي ذكرتها آنفاً، ففي الصورة الأولى شخصي في أحد جوانب المتنزه،

    Indonesia005.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثانية شخصي ورضا في جانب آخر من المتنزه،

    Indonesia006.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثالثة لشخصي ورضا ويبدو مجموعة من الأسر الإندونيسية في المتنزه،

    Indonesia007.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والرابعة لشخصي جالس فوق مجسم لنافورة بجانب تمثال لبوذا ومكتوب على المجسم سيلابنتانا، وربما كان هذا اسم المتنزه..

    Indonesia013.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الأخيرة لشخصي جالس أمام كافتيريا المنتزه..

    Indonesia1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-09-2014, 05:06 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 176

    نواصل ...

    بونجاك

    دعاني عبد القادر العطاس لرحلة الى (بونجاك) وهي منطقة جبيلة، خارج العاصمة جاكرتا الى الجنوب منها وعلى بعد مائة كليو متر.. بسيارة عبد القادر ركبنا ومعنا صديقه وزميله في المكتب، وسعوديين آخرين أصحاب مكاتب استقدام دعاهما أيضا عبد القادر لتلك الرحلة، وفي الطريق رأيت لأول مرة نقاط جباية رسوم العبور للطرق السريعة، ثم بعد ذلك بدأ الطريق يرتفع في طريق جبلي، ثم أخذ الطريق يلف حول الجبل بطريقة حلزونية حيث ان الجبل عالٍ جداً ولابد للصعود الى قمته من الدوران حوله في ممر على حافة هاويته.. وكانت المناظر خلابة حيث مزارع الشاي على جانب الجبل، ثم في منتصف الطريق تقريباً توقفنا في مقهى كبير في شكل كوخ حيث شربنا الشاي الأخضر الطازج، وأقصد بكلمة طازج هنا أنه مقطوف من المزرعة للتو، ويصب في كأس كبيرة وبدون سكر، لم استسغه ولكن التجربة كانت مثيرة، شاي من شجرة الشاي من المزرعة القريبة مباشرة الى كأسك.. كانت الجلسة في حد ذاتها رائعة في ذلك الكوخ الكبير وحولك الخضرة في كل مكان وانت في مكان عالٍ..

    ثم واصلنا الطريق الى قمة الجبل حيث تتناثر فيلل صغيرة وجميلة، وأحسسنا ببرودة الجو بالمقارنة مع جاكرتا، وكان المكان هادئاً ويبدو أنه فقط مصيف، إذ أن كل الفيلل الموجودة تستأجر لعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الأخرى، وكان صاحبنا عبد القادر قد استأجر لنا إحدى هذه الفلل.. دخلنا فيها وتوجه كل واحد الى غرفة، ثم غيرنا ملابسنا وخرجنا نتفرج على جمال الطبيعة في تلك البقعة العالية من جزيرة جاوا.. ورغم هذه الخضرة والزهور البرية والزهور التي تزين الفلل فقد رأيت أحدهم يحمل سلة عليها زهور وورود للبيع (مرفق صورة تضمه وشخصي).. أين نحن من هذه الثقافة..

    طلب عبد القادر من حارس الفيلا أن يشتري لهم خروفاً، وذبح الخروف وأعدت عدة الشواء، وصاروا يقطعون من الذبيحة قطعاً صغيرة ثم يضعونها في سيخة ويشوونها ، ثم نغمس الشواء في تلك الصلصة الإندونيسية الرائعة التي بها ما يشبه الفول السوداني المدروش لونا ًوطعماً.. طعمنا من هذه الوجبة اللذيذة، وشربنا المياه الغازيه والمعدنية وبعضهم شرب اشياء أخرى، وكانت خدمة جلب الفتيات متوفرة ايضاً في هذه المنطقة- إذا لم تكن قد أحضرت مؤنتك معك من جاكرتا (من مؤسسات متخصصة) كما فعل مضيفنا لبعض ضيوفه، ومنهم الإفريقي الذي لم تتعود عليه صغيرات الجرم من سكان جنوب شرق آسيا مما يستدعي مراجعتها للطبيب- وخدمة ركوب الأحصنة كذلك- كما تشاهدون في صورة بائع الزهور صبي يركب حصاناً ليؤجره للمصطافين..

    Indonesia016.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ومتوفر أيضاً الهواء النقي والهدوء الشديد.. كما يبدو من الصورة الثانية لشخصي في حديقة الفيلا..

    Indonesia012.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-10-2014, 02:35 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 177

    نواصل ...

    صراع الديكه.. قصدي صراع الدجاج

    مع صديقي رضا- من موظفي المكتب- زرت أقرباء لهم حضارم ولكنهم شيعة يسكنون أحد أحياء جاكرتا شبه الشعبية.. وكان منزلهم بسيطاً ولكنه كمعظم بيوت جاكرتا.. مبنى من طابق واحد وله حوش صغير به من الشجيرات والأشجار والزهور ما يكفي حديقة عامة في السودان..

    كنت أتردد دائماً على صديقي السوداني في غرفته بالفندق، وقد وجدت معهم- هو ومترجمته- فتاة من أصل حضرمي هي نور ليا محمد علي، وقد كانت البديل لمترجمتي السابقة سرياتي التي سرقتني فطردتها.. لم تقتنع سرياتي بذلك فصارت تلاحقني أينما حللت.. وذات يوم وانا ونور نزلنا من عند صديقنا السوداني فإذا بسرياتي تنتظر في ردهة الفندق وما إن رأتنا حتى هرولت نحونا.. ولم نستطع الفكاك منها إلى أن حاشها عنا بيديه صديقي السوداني فجرينا إلى التاكسي أنا ونور وركبنا وطلبنا من سائق التاكسي التحرك بسرعة إذ أن سرياتي كادت أن تغلب صديقنا السوداني وتنفلت منه . ثم بعد مسافة أنزلنا نور لتأخذ تاكسي آخر لأن أتجاهها مختلف.. وقد علمنا من موظفي استقبال الفندق انها ظلت جالسة تنتظرنا طوال الليل..

    ثم انتقلت من الفندق ذو الخمسة نجوم الى فندق صغير حتى لا أثقل الفاتورة على صاحب المكتب عبد القادر سيما وأن سرياتي قد ساعدت على ارتفاع تلك الفاتورة – كما اسلفت- حيث يضاعفون ايجار الغرفة إذا دخل لك زائر في الليل وبقي معك.. انتقلت الى فندق لا بأس به ولكنه قليل التكاليف ولا أذكر كم كان الإيجار والذي يدفعه المكتب ايضاً.. وذات مرة كنا في جولة في ساحة موناس انا ومترجمتي نور ليا، وعدنا في الليل فوجدنا سرياتي تنتظرنا في ردهة الفندق، ولا أدري كيف عرفت مخبأنا هنا! وأخبرنا موظف الإستقبال انها جالسة منذ النهار.. ويبدو أنها لم تقتنع حتى الآن بأنها مفصولة.. فتكلمت معي كثيراً وسألتني عن نور ليا وقالت لي هل هذه زوجك؟ قلت لها نعم لكي تفارقني، ولكنها لم تفعل وأخذت تلفون إستقبال الفندق الذي يعمل بالعملة وطلبت مني ان ادخل العملة فأدخلت عملة ثم بدأت تتحدث، وطلبت مني أن أدخل عملة اخرى، ففعلت .. ولما استمرت في الكلام وانا ادفع ولا ادري مع من تتكلم وأحسست انها تريد ان تستنزفني والسلام تركتها وصعدت الى غرفتي..

    في الصباح سمعت نقراً على باب غرفتي ففتحت فوجدتها سرياتي وقد رمت الى داخل غرفتي ورقة علمت انها فاتورة الفندق حيث بقيت بالإستقبال حتى الصباح- لا أدري من أين تستمد كل هذا الجلد وقوة التحمل لتجلس بالساعات، بل بالأيام وهي تنتظر دون راحة او نوم أو حتى إتكاءة- ثم قررت ان تنزل في غرفة، فأرادت أن ادفع لها فاتورة الغرفة (غصباً عني) فألقت بالفاتورة الى داخل غرفتي وهربت، فأخذت الفاتورة والقيت بها الى خارج الغرفة وأقفلت الباب واتصلت بالإستقبال واخبرتهم بما حدث وأنني لست مسؤولاً عن فاتورة تلك الفتاة.. فأفادني بأن أنسى الموضوع ولن يسألوني عن تلك الفاتورة..

    بعد مدة من تلك الليلة قابلتها ومعها رجل كهل حضرمي- كنت أعرفه معرفة سطحية عبر صديقي السوداني- يبدو أنها اقتنعنت به بديلاً عني.. وسلمت عليّ وسألتني عن حالي ثم راح كل منا إلى حال سبيله.. وتذكرت الآن أنها كانت قد سافرت الى قريتها بعد ان طردتها، وحين عودتها من القرية أحضرت لي قميصاً إندونيسياً تقليدياً كهدية- أو ربما رشوة- ولكن طبعاً مقاسات الإندونيسيين لا يمكن أن تناسب أطوالاً إفريقية مثل طولي.. فكان صغيراً عليّ لذلك أهديته لأحدهم هناك..

    الصورة المرفقة لشخصي وصديقي رضا وأحد موظفي المكتب- ربما كان السائق- ولا أذكر إسمه، وربما الصورة كانت في سوكابومي داخل منزل آل العطاس ..

    Indonesia017.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-11-2014, 03:46 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 178

    نواصل ...

    Nelly Sallon

    ذات يوم أرادت نور ليا ان تزور بيتها الذي يقع في حي (سُنتر) وهو حي شبه شعبي، فاستقلينا تاكسي وتوجهنا الى هناك، وعندما اقترب التاكسي من البيت رأت بن خالها واقفاً أمام بيتهم.. فصاحت في سائق التاكسي ان يواصل ولا يتوقف امام البيت، ثم قصرت من قامتها واندفست في المقعد لكي لا تظهر ويراها بن خالها هذا وهي معي.. وبعد مسافة من البيت نزلت ورجعت للبيت وواصلت انا بالتاكسي.. لقد دل ما حدث على انها تخاف من إبن خالها هذا الذي يعيش معهم في البيت.. وقد فهمت أن والدها متوفى وأمها متزوجة من رجل آخر وتعيش هي وزوجها معها في البيت نفسه، وقد جعلت صالة بيتها صالوناً للحلاقة والكوافير (وهي شئ واحد في اندونيسيا) حيث يرتاد صالونها الجنسين لقص الشعر او تصفيفه، ولديها شهادة من معهد متخصص في هذا المجال..

    في يوم آخر دعتني للذهاب معها الى البيت، فقلت لها وماذا عن إبن خالك، فقالت لا يهمني فقد قصرت أيامك معنا في اندونيسيا- وكان قد اقترب موعد عودتي الى السعودية- فذهبت معها الى بيتهم، ورأيت لوحة بإسم الصالون- Nelly Salon أعلى الباب الخارجي، وبمجرد الولوج من الباب الخارجي تجد نفسك في الصالة التي أضحت صالون للحلاقة والكوافير وبها ما يشبه الكنبة التي يفحص فيها الأطباء مرضاهم، حيث ينام الزبون، وعند الطرف الذي يضع فيه رأسه هنالك وعاء لغسل الشعر بالشامبو والبلسم، ثم بقية أجهزة التجفيف وأدوات الحلاقة والكوافير.. ثم هناك حاجز خشبي يفصل الصالون عن بقية البيت الذي يتكون من غرفة داخلية خلف الحاجز الخشبي حيث تقيم امها وزوج امها، ثم غرفتها هي ثم غرفة مستأجرة من قبل صديقتها ويطل بابها على الصالة/ الصالون، ولا أذكر إن كان لإبن خالها غرفة منفصلة ام ينام في الصالة..

    وقد وجدت الجميع موجودين وعرفتني بهم بمن فيهم إبن خالها الذي خافت منه في ذلك اليوم.. وقد كنت زبوناً استثنائياً في صالونها في ذلك اليوم، حيث أرقدتني في تلك الكنبة المذكورة وقامت بقص شعري بعد أن غسلته بالبلسم، وكانت طريقة القص غريبة لم أعهدها عند الحلاقين في بلادي او في السعودية، حيث تقوم بلم خصلات الشعر بين أصابعها السبابة والوسطى ثم تعقف الاصبعين الى اعلى ثم تقوم بقص الشعر الزائد فوق الإصبعين، وهكذا تلتقط خصلة إثر خصلة حتى تساوي الشعر كله، ويبدو أن هذه الطريقة هي التي درستها في المعهد، ويبدو أنها ناجحة، حيث فيما بعد شاهدني أخ سعودي قدم الى إندونيسيا لنفس الغرض الذي جئت من أجله وهو استقدام العمالة، فسألني اين قصصت شعري.. واستغرب عندما قلت له انني قصصته هنا في اندونيسيا حيث قال ان مثل هكذا حلاقة لم يرها هنا ابداً وهو قد مكث شهور..

    وبعد ان أكملت نور ليا حلاقة شعر رأسي- مع حوافز أخرى خاصة بزبون استثنائي- دخلت لتستحم، ثم خرجت من الحمام وهي تضع فوطة (بشكير) الحمام حول جسدها، وبما أن عرض البشكير صغير فقد كانت حافته العليا فوق صدرها تماماً وحافته السفلى بالكاد تستر تضاريس جسدها الوسطى.. والغريب في الأمر أن إبن خالتها كان واقفاً يقرأ في مجلة وقد أسند ظهره لجدار الصالة ووجهه يقابل غرفة نور ليا.. فرفع رأسه عندما خرجت من الحمام ودخلت غرفتها المجاورة للحمام ووقع نظره عليها لمدة ثانية.. ثم عاد ينظر في كتابه وكأنه لم ير شيئاً غير عادي.. وهو يعلم أنني موجود!

    ثم خرجت من غرفتها وهي تلف فوطة رجالية كالتي يضعها الهنود واليمنيين والمكاويين والإندونيسيين حول وسطهم، وهي لم تدخل فيها، بل لفتها حول وسطها (وهي مطبوقه)، ثم جاءت لتجلس بجانبي في كنبةخلف الحاجز الخشبي وأمام غرفة والدتها.. وإنداحت أطراف الفوطة يمنة ويسرة، وكذلك يدي.. ثم أحسست بأن ثمة شئ وراء ظهري، فالتفت فإذا أمها خلفنا مباشرة وقد تخبأت وراء ستارة باب غرفتها وهي تسترق النظر إلينا فارتبكت وأحسست بالحرج، ثم ابتعدت امها من خلف الستارة الى داخل غرفتها، فأخبرت نور ليا بما رأيت فقالت لي: (Mama hati baik) أي (إن أمي طيبة).. يعني ما تشغلش بالك!

    ثم ونحن في جلستنا تلك سمعنا ضحكات مجلجلة تصدر من صديقتها التي تستأجر غرفة منها، يشاركها الضحكات شاب معها، ثم رأيت أمام الحاجز الخشبي- أي في الصالة/ الصالون- طرفاً منهما.. أقدامهما وجزء من ساقيهما، حيث وضُعت ساقين وقدمين فوق ساقين وقدمين في نفس الإتجاه! وفي هذه الأثناء خرج والد الفتاة الذي كان في زيارة لها، وحتماً رأي ما يحدث لأنه ليس بينهم وبينه حاجز كالذي بيننا، ولم تسكت ضحكاتهما ولم تزل الساقين والقدمين كما هما فوق ساقيه وقدميه.. فعلقت لنور ليا على ذلك وأن أباها لا يمنعها من ذلك او هي لا تستحي من والدها فقالت لي نور ليا: ما دامت تعطيه فلوس – أي إبنته- فليس هناك مشكلة!

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-12-2014, 02:16 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 179

    نواصل ...

    وداعاً بلاد الجمال إندونيسيا..

    قبل أن أودع اندونيسيا أضيف صورة لم استطع إضافتها في الحلقة 158 ، وإليكموها مع ما كتبته عنها:

    (كما حكى لي العم مختار زيارة وفد السودان بقيادة الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري الى إندونيسيا لحضور مؤتمر باندونق، وقد زار الوفد نادي الإرشاد بجاكرتا، وقد أراني العم مختار صورا لأبيه وعمه مع وفد الحكومة السودانية في مؤتمر باندونق، ويظهر في الصورة مختار وهو ما زال صبيا في ذاك العام 1955 والصورة ملتقطة أمام نادي الإرشاد بجاكرتا، وتضم المرحوم إسماعيل الأزهري وحسن عوض الله وبقية أعضاء وفد السودان (برجاء من يتعرف على الآخرين في الصورة أن يخبرنا بأسمائهم لنضيفها هنا) بالإضافة الى محمد نور والد محدثي مختار الأنصاري، وبعضاً من أطفال أسرته بمن فيهم محدثي مختار الذي كان يومها طفلاً.)

    bandung.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    انتهت صلاحية تأشيرتي في إندونيسيا والتي كانت لمدة شهر، فأرسل مكتب عبد القادر جوازي لتمديد التأشيرة لمدة اسبوعين آخرين.. وهذا ذكرني الآن يوم رأيت ضابط شرطة في مكتب عبد القادر فسألت عن سبب زيارته للمكتب فقالوا إنه جاء ليأخذ المعلوم.. ليسهل لهم أمورهم مع الشرطة- وربما مع الجوازات- وهذا معتاد على ما يبدو في تلك البلاد..

    في هذين الأسبوعين تعلمت اللغة الإندونيسية، حيث أن نور ليا لا تعرف الإنجليزية ولا العربية- لغة أجدادها- فاضطررت الى التخاطب معها بلغتها ولا أدري كيف تعلمتها (حتى أنها كانت تراسلني في السعودية بعد أن رجعت، وكنت أقرأ رسائلها وأفهمها)، وفي مرة ونحن نتعشى في مطعم انا وصديقي السوداني ونور ليا وصديقتها مر علينا بائع كتب فاشتريت منه (Kamos) أي قاموس للغة الإندونيسية مترجم الى اللغة الإنجليزية، فوجدت كثير جداً من المفردات العربية تستخدم في اللغة الإندونيسية ومنها كلمة قاموس نفسها، ومعظم كلمات حرف z وقد علمت أنهم كانوا يكتبون لغتهم بالحرف العربي- كما كان في تركيا سابقاً قبل أن يغيرها اتاتورك الى الحرف اللاتيني- وكما هو الآن في الباكستان حيث يكتبون بالحرف العربي..

    وما زلت اتخاطب باللغة الإندونيسية مع كثير من أهل تلك البلاد.. حتى ان بعضهم يسألني من أين أنا في إندونيسيا فأقول لهم من سولاويسي وهي بلد سكانها يميلون للسمرة، ولكن إحدى مشرفات الخادمات في مكتب عبد القادر قالت لي قل أنك من (إريان جايا) لأنهم يشبهون الأفارقة، وبالفعل فسكان تلك الجزيرة يشبهون الأفارقة حتى في عاداتهم وسحنتهم وطبولهم وزيهم..

    مع اقتراب عيد الفطر ازدانت شوارع جاكرتا بالرايات واللوحات التي تهنئ المسملين بالعيد (Selamat hari raya aidolfitri) شوفوا متذكر العبارة لغاية الآن.. وهي نفس العبارة التي يهنئون بعضهم بعضاً بها.. ويسمون صلاة العيد (تكبيرت) ويعنون بذلك التكبير المعروف في يوم العيد، فلا يقولون ذاهبون لصلاة العيد بل يقولون ذاهبون لـ (تكبيرت)..

    وبما أن المدة طالت في إندونيسيا دون أن تنقضي مهمتي فيها، ولكي لا أحمل عبد القادر مزيد من المصاريف في الفنادق اقترحت عليه أن اترك الفندق واسكن في المنزل المخصص للسائقين، فأعطوني غرفة خاصة فيه، وهو يقع في الشارع الذي يقع خلف المكتب، لذلك عادت نور ليا لمنزلها ولعملها، ولكنها كانت تأتيني في المكتب وأحياناً نلتقي عند صديقي السوداني.. وحدث نفس الذي حدث ليلة مغادرتي للمغرب بعد انتهاء الدراسة في العام 1978م حيث اصبت بالتهاب بكتيري حاد راجعت الدكتورة التي أعطتني مضاد حيوي قوي .. وربنا ستر.. انتبهوا يا شباب..

    أزف وقت العودة الى السعودية، ولم أجد حجز مباشر بل عن طريق بانكوك، وتم عمل الحجز عن طريق مكتب عبد القادر، وأفادوني بأن هناك انتظار في الترانزيت بمطار بانكوك لساعة او ساعتين، وكان مالي قد نفد فطلبت من عبد القادر إمدادي بما يساعدني على الوصول الى السعودية فوعدني خيراً، ولكن يوم سفري لم يحضر للمكتب لسبب ما، ونسي أن يترك المبلغ في المكتب او يخبر موظفيه بعمل اللازم.. وساعة مغادرتي للشركة اتصلت نور ليا لتودعني- كانت قد جاءت الليلة التي قبلها لتودعني او ربما طلبت مني أن آتي لأودعها لا أذكر بالضبط- ولكن حينما اتصلت كانت تبكي بشدة وأنا أحاول ان اواسيها، وقد سمع موظفو وموظفات المكتب صوتها من السماعة وهي تبكي فضغطوا على زر الاسبيكر ليسمعوا بوضوح نهنهاتها وعبراتها وهي تصر على أن أمر عليها قبل مغادرتي الى المطار، ولكن كان الوقت يضيق حتى على إكمال المحادثة التلفونية مما اضطرني الى إغلاق الخط رغم بكائها..

    وأوصلني موظفو المكتب الى المطار حيث استقليت الطائرة المتجهة الى بانكوك.. تاركاً خلفي جاكرتا وجاوا واندونيسيا وجمالها وجبالها وخضرتها وأنهارها وأمطارها وأصدقائي وذكريات بقيت في الذاكرة أكثر من ربع قرن.. قد يكون بعضها طمس، فإذا تذكرته لاحقاً فسأرجع وأكتبه بمشيئة الله.. وداعاً بلاد الجمال والطبيعة الخلابة والناس الهادئون الطيبون المسالمون..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-13-2014, 05:11 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الحلقة 180

    نواصل ...

    تايلاند

    انطلقت الطائرة صوب الشمال باتجاه الأراضي التايلندية ولا أدري كم قضينا من الوقت حتى وصلنا مطار بانكوك، ربما ساعتين او ثلاثة.. هبطت الطائرة ارض المطار ودخلنا الصالة واتضح ان الرحلة المواصلة الى جدة في اليوم التالي وليست الليلة.. وسُقط في يدي.. كيف أدخل تايلاند وليس عندي تأشيرة دخول إليها، ولو عندي تأشيرة فمن أين لي بالمال لأنزل في فندق.. وكيف أبقى في المطار لليوم التالي؟ وهل أبيت على الأرض أم في الكراسي غير الوثيرة؟

    راجع موظف الجوازات سجل الدول لديه وتلك التي يتطلب مواطنوها تأشيرة دخول لتايلاند وتلك التي لا يتطلب مواطنوها تأشيرة.. وللمفاجأة فقد كان السودان بين تلك الدول الأخيرة.. مع أنه في ذاك الزمان البعيد (1986م) لم يكن يتردد على تلك البلاد سودانيون.. فرحت ولكن فرحة ناقصة.. كيف لي أن أدخل تايلاند وليس معي سوى قليل من المال؟ المهم ختم لي موظف الجوازات ختم الدخول لتايلاند.. فتجاوزت صالة الجوازات الى صالة المطار حيث توجهت نحو مكتب الخطوط لأؤكد حجزي ليوم الغد، ثم خرجت من صالة المطار الى الشارع فقصدني رجل وإمرأة يعرضان سيارتهما لتوصيلي الى بانكوك، وهي ليست سيارة أجرة أو تاكسي او شركة، وإنما يسترزقان منها، فقلت لهما إنني أملك فقط حوالي مائتا ريال سعودي، فإذا رغبا في توصيلي وسداد فاتورة الفندق وإعادتي في اليوم التالي مقابل كل ما أملك فسأذهب معهما.. وأذكر أنهما أثناء التحادث معي كانا ينطقان كلمة ريال (ليات) مع تضخيم اللام.. المهم وافقا على الصفقة وركبت معهما في المقعد الخلفي والزوج يقود السيارة وإمرأته بجانبه، وكان الطريق من المطار الذي يقع خارج بانكوك الى المدينة رائعاً ومخضراً بالمزارع خاصة مزارع الأرز، والأشجار الإستوائية خاصة جوز الهند، ولكن لاحظت ان كثافة الأشجار والغابات ليست كما في إندونيسيا، بل أقل كثافة.. ونوع البيوت تشبه تلك التي في اندونيسيا والتي تتكون من طابق واحد وسقوفها محدودبة.. وداخل مدينة بانكوك لاحظت كتابة اسماء باللغة العربية مثل (مصرف) و (مطعم)، على تلك المحلات أو على جدرانها.

    أوصلني الزوج إلى فندق لا بأس به داخل العاصمة بانكوك، وفي مكتب استقبال الفندق عرضوا عليّ قائمة أسعار الغرف مكتوبة باللغة العربية.. يبدو أن العرب كُثر في هذه البلاد لدرجة أن يكتبوا لهم باللغة العربية.. المهم تفاهم سائق السيارة مع موظفات الإستقبال وأعطوني مفتاح الغرفة وقبل أن أصعد إليها قال لي السائق أنه سيأتيني غداً ليأخذني الى المطار، وطلب مني أن أعطيه المبلغ المتفق عليه! عجبت لطلبه، وشئ في داخلي نبهني إلى أن أرفض طلبه.. لأنه إذا لم يأتيني فكيف لي ان ادفع أجرة الفندق؟ وكيف لي أن أصل الى المطار؟ وإذا وصلني متأخر فسأفقد الرحلة وربما لا أجد حجزاً آخر وهذا يدخلني في دوامة لا نهاية لها.. فرفضت إعطائه المبلغ، فذهب.

    قضيت الليل في غرفتي ولم أخرج منها إلا ظهر اليوم التالي حيث غادرتها وغادرت الفندق بعد أن جاءني السائق وأخذني الى مطار بانكوك فأعطيته كل المبلغ الذي بحوزتي ودخلت صالة المطار وعند صالة المغادرة طلبت مني الموظفة رسوم المغادرة! وأسقط في يدي مرة أخرى.. فابتسمت لها إبتسامة باهتة تشير إلى أنني في ورطة فردت بابتسامة صفراء متدربة عليها ولكنها خالية من المعنى.. أو بالأصح معناها ادفع! وكان الصف كله سعوديون، فنظرت للشاب الذي أمامي وكان قد سمع ما قالته الموظفة.. وبحياء طلبت منه سداد المبلغ فاستجاب ودفعه.. ولم يكن المبلغ سوى قيمة جريدة الشرق الأوسط التي تباع في مطار بانكوك! اي ربما كان ريالين او حتى خمس ريالات.. ولكن ربما كانت عائقاً لسفري من بانكوك الى السعودية.. ولو كنت اعلم ان هناك رسوم مغادرة لكنت فرضتها على سائق السيارة الذي أعطيته كل ما لدي من ريالات.. لقد كان هذا أحرج موقف في حياتي.. وربما كان حله لدى مدير هذه الموظفة إذا لم يدفع لي الشاب السعودي، او مدير المطار نفسه، لأن المبلغ ليس بذي بال عندهم ولكنه كذلك عندي.. لأنني ببساطة لا أملكه.

    وعبرت من الجوازات الى داخل صالة المغادرة وعند باب الطائرة قابلت صديقي محمد نايف قريب كفيلي والذي كان يسكن بجوارنا في مدينة الطائف والذي كان يتردد كثيراً على بانكوك.. في ذلك الزمان كانت الرحلات من جدة فقط (هذا غير الرياض والدمام) الى بانكوك 9 رحلات اسبوعية على الخطوط السعودية (هذا غير التايلنديه والكاثي باسفيك والصينية والخليج والسنغافورية وغيرها)..

    وفي باب الطائرة التابعة للخطوط السعودية منع مضيفو الطائرة بعض الشباب من إدخال علب البيرة معهم الى الطائرة، فما كان منهم إلا أن أفرغوها في جوفهم ثم ركبوا الطائرة التي اقلعت باتجاه الغرب نحو الجزيرة العربية..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله....
                  

03-14-2014, 06:27 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)

    اها ،،وبعدين مع جماعتك الكتحو قيراوانات مريستن ديل في فرد كتحه،،غايتو باين علي الرحلة دي في الجو ،وريحتها جو جو،،متابعين.
                  

03-16-2014, 05:33 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: عبدالعزيز عثمان)


    مع الفارق الكبير في التمثيل بين الحالتين:

    ده يذكرك بالسحور.. تظل تشرب كل دقيقة كلما اقترب موعد الإمساك، وتحس بالعطش كلما شربت وكلما اقترب الموعد، مع أنك روياااااااااااان..

    وهكذا هم ..

    شكرا على مرورك
    وحمداً لله على سلامة العودة
    وانا اتحمدت ليك السلامة بغادي.. لكن الظاهر ما شفتني
                  

03-16-2014, 06:14 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 181

    نواصل ...

    ملحق إندونيسيا..

    بعد أن أدرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. وأنهى المشاركة 175، تحصلت عن طريق فيصل الحارثي إبن صاحب مكتب الميزان بالطائف على رقم هاتف عبد القادر العطاس الذي حاولت من قبل استخدام تكنولوجيا البحث في النت للحصول عليه إلا أنني فشلت، أقول تحصلت من فيصل على رقم جوال عبد القادر واتصلت عليه من تلفون ثابت مساء أمس، إلا أنه لم يرد، فأرسلت له رسالة اجتهدت ان اكتبها باللغة الإندونيسية وكان فحواها : Selamat hari raya aidolfitri, saya suda liat anda di indonesia 1986, saya rindo sama kamu, saya tida orang indonesia وترجمتها: (عيد الفطر مبارك عليكم، انا شفتكم في اندونيسيا 1986، وانا مشتاق ليك، أنا مش شخص اندونيسي.)

    أرسلت الرسالة وبعد دقيقة جاءني الرد باللغة الإندونيسية طالباً مني ذكر اسمي، وانا كنت تعمدت ألا أكتب إسمي حتى تكون مفاجأة اذا تكلمت معه، فكتبت له رسالة بأن يرد على التلفون الثابت الذي سيأتيه منه اتصال، وأرسلت الرسالة واتصلت من الثابت فرد عليّ.. فقلت له لن أذكر لك اسمي مباشرة، ولكني شاهدتك في جاكرتا ثم بعدها في الطائف في نفس تلك الأيام وربما في العام 1978م، فذكر لي اسم واحد سعودي ثم ذكر لي اسم صاحب المكتب الحارثي، فضحكت حيث أنه وصل بالفعل الى شخصيتي، ثم أكمل حدسه وقال لي: عمر؟ فضحكت كثيراً فرحاً بالتحدث اليه بعد كل تلك السنون الطويلة.. ومندهشاً بقوة ذاكرته، حيث حصر بحثه في معارفه بالطائف ثم استنتج بسرعة شخصيتي..

    سألته عن أخيه عبد الرحمن فقال إنه بخير وقد بلغ السادسة والثمانين، وسألته عن والدته فقال إنها بخير وقد بلغت الثانية والثمانين، وسألته عن رضا فلم يتذكره، وسألته عن زميله وصديقه في المكتب - وكنت قد نسيت اسمه - فقال لي انه لطفي، وسألته عن بامحمود الذي كان يعمل معه في المكتب ويسكن سوكابومي فقال إنه توفي قبل حوالي سبع سنوات رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعل البركة في ذريته، وسألته عن إبنته- إبنة بامحمود- تلك التي كانت وقتها في الرابعة عشر او الخامسة عشر فقال إنها تزوجت من شخص يعمل في السفارة الإندونيسية في اليابان وقد أنجبت عدة أطفال.. وسألته عن الشاب الذي كان يرافقني دوماً هو ورضا، فقال لي ربما هو احمد مختار او ناصر، وأن ناصر هذا قد توفي بمضاعفات السكري، ولم أتذكر ناصر هذا، واستبعد ان يكون هو صاحبي الذي كان يرافقني دوماً، حيث قال لي عبد القادر ان ناصر هذا كان نحيلاً بينما الذي أعنيه ممتلئ الجسم..

    أما هو- اي عبد القادر- فكنت قد علمت من فيصل انه اصبح من كبار رجال الأعمال في اندويسيا، بل وقد اشترى اسهم في شركة الاتصالات السعودية وشركة النقل الجماعي السعودية.. وقد علمت من عبد القادر انه قد نقل مكتبه من تبت تيمور نمبر ون Tebet Timur No. 1الى مكان اكبر، حيث أسس شركة تعمل في مجالات شتى من بينها التعدين، وقد تزوج بيونانية.. لقد سعدت جداً بهذه المكالمة، وتذكرنا تلك الأيام الخوالي.. وسألني إن كنت سأحضر الى إندونيسيا فقلت له إنني اشتاق الى تلك الديار منذ العام 1986م وحتى الآن.. يا روحي هل من عودة هل؟ وكنت كلما التقيت اندونيسي هنا في السعودية وتحدثت معه بلغته أقول له: Indonesia number satu di donia وترجمتها: اندونيسيا هي الأولى في العالم، وهي عبارة التقطتها من فيلم اندونيسي أو دعاية أيامئذ في اندونيسيا..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

03-17-2014, 05:05 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 182

    نواصل ...

    المغرب مرة ثالثة

    وصلت الى مطار جدة، ثم سافرت من جدة الى الطائف..

    ولحبي للمغرب سأنتقل مباشرة الى تلك الرحلة في العام 1987م حيث كلفني أحد السعوديين بإستقدام خادمة مغربية له، ولكن السبب الأساسي الذي جعلني أسافر للمغرب لا أذكره، هل هو تأشيرة خادمة مغربية أخرى تسلمها صاحب المكتب لزبون، أم هي لدراسة السوق لمشروع استثماري للسعودي (كريّم) زميل إخواننا السودانيين في الطائف صالح عمر وخليل، فقد اختلط علي سبب السفر بين هذه الرحلة ورحلة عام 1985م، والذي يغلب على ظني الآن أن رحلة عام 1985 كانت لاستقدام خادمة لصالح المكتب، والرحلة الثانية التي أنا بصددها الآن هي لمشروع (كريّم) وكلفني معها (سامي) الشرطي بنجدة الطائف لاستقدام خادمة بعينها (عائشه) بموجب تأشيرة لاستقدام خادمة من المغرب.. والذي يقوي هذا الظن عندي أنني لم آخذ منه فلوس لهذا العمل لأنني من تجربتي السابقة في العام 1985م لم أكن متأكداً أنني أستطيع تنفيذ المهمة، لذلك فضلت ألا آخذ الفلوس لكيلا أصرفها ثم يصعب عليّ إرجاعها له إذا فشلت في استقدام الخادمة له، لذا اكتفيت بالفلوس التي أعطاني إياها (كريّم) لعمل دراسة السوق لمشروعه الاستثماري..

    المهم وصلت المغرب في أواخر نوفمبر 1987م وهبطت في مطار الدار البيضاء، وأخذت البص من المطار الى مدينة الدار البيضاء، وكان معي عنوان أسرة عائشة التي يريد استقدامها (سامي) فتركت حقيبتي في موقف الحافلات (ولا أذكر السبب) ربما لم يضعوها في الحافلة من المطار، وربما نسيتها.. وربما وضعتها في الفندق.. المهم أخذت تاكسي وتوجهت الى المدينة القديمة في الدار البيضاء حيث عنوان عائشه، وخلف أسوار المدينة القديمة كان منزل (اليمني).. كان رب المنزل محمد رجل طاعن في السن.. كان طيباً ووقوراً، وكذلك كانت ربة المنزل، وعائشة المراد استقدامها، تصغرها أمينة ثم فوزية، وسيد أحمد (اسم سوداني لكنه بنفس المعنى، فهو سيدي أحمد وينطق سيد احمد) ثم مصطفى آخر العنقود، ونسيت إسم الولد الكبير.. وهناك البنت الكبيرة ويسمونها (الكبيرة) ولا أدري هل هذا إسمها أم مجرد تسمية يطلقونها عليها لأنها أكبر إخوانها، وهي متزوجة وتسكن في مكان آخر مع زوجها وأولادها، ولها ولد في سن مصطفى، وأذكر أنه كان يداعب جدته ويقول لها: يا قبيحة.. فتضحك..

    بعد أن أخبرتهم بسبب حضوري واستأذنت للإنصراف قال لي والدهم لماذا تنزل في فندق.. خليك معانا.. قلت أن شنطتي هناك (في الفندق او في محطة الحافلات) فقالوا لي يذهب معك سيد احمد لاحضارها، وبالفعل ذهب معي واحضرنا الشنطة.. وقضيت الليلة معهم وأنزلوني في الغرفة الكبيرة، وكان منزلهم من منازل الدار البيضاء القديمة، منزل منفصل يتكون من ثلاثة طوابق، الأرضي، والأول- حيث الغرفة الكبيرة التي أنام فيها- ثم ملحق السطح حيث المطبخ.. طبعاً المغاربة يشبهون السودانيين في مثل هذه الأمور، فيعزمون ضيوفهم للمبيت معهم واعتبار الحال واحدة، وبالفعل كنا نجلس جميعنا في هذه الغرفة الكبيرة التي تعتبر مضيفة.. ونتناول الوجبة والشاي مع بعض، رب البيت وحرمه والأولاد والبنات.. وكانت عائشه هذه قد عملت من قبل في السعودية، لذلك طلبها سامي بالإسم، وأما أمينة فتعمل في البنك، وأما فوزيه فتعمل في الجماعة الحضرية للمعاريف كموظفة صغيرة، ومصطفى وسيد احمد طلاب ثانوية والكبير يدرس في الجامعة..

    كان الطريق الى منزلهم يمر بمقبرة اليهود، وكانوا قريبين من باب الملاح حيث حي اليهود.. وكان منزلهم قريب من السويقة، وكنت أتبضع الخضار والدجاج من هناك، وذات مرة أشتريت دجاجة حية ذبحوها لي وجلبتها للبيت وعند تقطيعها وجدوا ماء كثيراً في جوفها.. كانت مريضة.. شكلها عندها استستقاء! وكان لابد من المشاركة في مصاريف البيت ولو بجلب الخضار والدجاج والسكر والشاي..

    في زيارتي الأخيرة للسودان وجدت مع والدتي بعض الصور التي تخصني، ومن ضمنها وجدت صورة لي مع اليمني سيد احمد

    Maroc005.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد كتبت إهداء خلفها لأسرتي في مدني، وفي الإهداء كتبت تاريخ الصورة (ابريل 1985م)! اي انني التقيت هذه الأسرة في العام 1985م أولاً وليس في العام 1987م، ونحتُ الذاكرة فلم استطع تأكيد إن كنت قد حضرت في المرة الأولى في العام 1985م لاستقدام عائشه أم في المرتين! وإليكم الصورة المذكورة،

    Maroc002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    كما أرفق صورة لأسرة اليَمْني

    Maroc1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    (وحتى لا تقرأوها اليَمَني نسبة الى دولة اليمن فسأحكي لكم ما قاله لي العم محمد اليمني، إذ قال أنه في زمن الفرنسيين ألزموا المغاربة بتسجيل الأسماء في بطاقاتهم التعريفية بالإسم العائلي- حسب ما هو معمول به في فرنسا- وكان اسم الشهرة لعائلته هي (اليُسري) أي الأيسر او الأشول، فقال له موظف تسجيل الأسماء ان اليسري هذا إسم يهودي، فاقترح عليه ان يجعله اليمني بدل اليسري، ففعل فأصبح اسم عائلته اليمني (منسوب إلى اليمين وليس إلى اليمن).. وتضم الصورة من اليمين عائشه ثم والدتها فأخيها مصطفى، ثم والدها ثم شخصي، والصورة التقطت في سطح بيتهم.. ثم الصورة الثالثة تضمني والعم محمد اليمني نشرب القهوة في داخل منزله العامر..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-18-2014, 06:24 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 183

    نواصل ...

    المغرب .. ذكريات وأعياد ميلاد

    رافقتني عائشه الى الرباط ومعها جوازها وتوجهنا نحو السفارة السعودية في الرباط، وكنت قد علمت أن زميلنا عبد الرحمن بابا يعمل فيها، فطلبت الإذن بالدخول إليه، وكانت السفارة مغلق بابها ولا يسمح لأحد بالدخول، وتجد المغاربة نساء ورجالاً يقفون أمام البوابة.. المهم أرسلت ورقة أو مرسال الى عبد الرحمن فإذن لي بالدخول، فدخلت مكتبه فوجدت سعودي بالمكتب يتحدث معه، وفهمت أنه رئيسه في العمل لأنه مد يده إليّ مصافحاً وكأننا لم نفترق كل تلك السنوات.. وما إن غادر الموظف السعودي المكتب حتى عانقني عبد الرحمن بحرارة، وشرحت له موضوع التأشيرة.. وأذكر أنني قلت له يا بختكم انتو القعدتو ورانا في المغرب، نحن غادرناها سراعاً والآن أنتم الرابحون ببقائكم في المغرب، فقال لي: (ما عاملين لي فيها شطار ونجحتوا في الكلية ومشيتو بسرعة!)

    في زيارتي السابقة في العام 1985م- والتي كنت أحمل تأشيرة استقدام لخادمة مغربية فيها- علمت ان ابراهيم ميرغني يعمل بالسفارة السعودية، وأعطاني الزملاء القدامى تلفونه فاتصلت عليه وسلمت عليه وأخبرته بأمر التأشيرة، وفهمت منه أنه لا يستطيع التدخل في هذا الأمر.. ولم أتصل عليه مرة أخرى ولم أره بعد ذلك حتى تاريخه..

    عبد الرحمن بابا دعانا الى منزله حيث أمضينا انا وعائشه الليل معه في شقته التي ربما كانت في حي المحيط، ووجدت معه من زملاء الزمن الجميل شاع الدين شمو.. ولا أدري هل مكثت مع عبد الرحمن يوم أو يومين ثلاثة.. الصورتان المرفقتان لنا في شقته؛ الأولى في شرفة الشقة

    Maroc006.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثانية في الصالون.. وتضمني أنا وهو والشخصين الآخرين لا أتذكر أسماءهم..

    Maroc007.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    بعد التدقيق في الصور ومقارنتها ببعضها والتاريخ المكتوب على ظهر بعضها، استنتجت أن تكون زيارتي لعبد الرحمن بابا في العام 1985م.. لا أدري لماذا اختلطت عليّ احداث الرحلتين (1985 و1987) بهذا الشكل؟ المهم سأحكي رواية أخرى ولا أدري في أي السنتين حدثت، وهي أنني جئت الى الرباط من الدار البيضاء بالقطار السريع (عويطه) ومعي عائشه، وكنت أبحث عن منزل شخص نسيت الآن من هو.. المهم أثناء تجوالنا للبحث عن منزله التقتنا مغربية ورأتنا نسأل عن منزل هذا الشخص، وتحدثت معي بلهجة فيها شئ من لهجتنا السودانية وأبدت رغبتها في مساعدتنا في العثور على من نبحث عنه، وعرفتني بنفسها وأنها تعرف السودانيين حيث كانت تعمل مع أحدهم.. وقالت لنا لا مشكلة إذا لم تجدوا من تبحثون معه، ودعتنا الى الذهاب معها الى منزلها..

    ركبنا تاكسي الى مدينة سلا، وفي أول سلا من جهة بورقراق وقرب المحيط بعد عبور الجسر، دلفنا الى منزل شعبي حيث تستأجر نعيمة غرفة به، وبقية الغرف تسكنها أسر أخرى، قضينا معها الليلة وفي الصباح ذهبنا ثلاثتنا الى السفارة السعودية، ثم عدنا لنقضي الليل مرة أخرى لديها، وفي الصباح غادرتنا عائشه الى الدار البيضاء.. وعرفتني نعيمة بأسرة عمتها التي تسكن في الشارع الثاني من نفس الحي في منزل منفصل من دورين هي وبنتها وإبنها، وأذكر أن عمتها سألتني عن الطريقة التيجانية في السودان، وقالت لي أنهم ينتمون لهذه الطريقة التيجانية.. وكانت إبنتها الشابة تزورنا في غرفة نعيمة تلك.

    ثم انتقلت للسكن مع العزيز محجوب البيلي في شقته بأكدال، والصورة المرفقة تضمني ومحجوب ونعيمة في تلك الشقة،

    Maroc009.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وفي الصورة نطفئ الشموع بمناسبة عيد ميلادي، أي ان الصورة كانت بتاريخ 17/1/1987م، وأذكر أن نعيمة اجتهدت في الإعداد لتلك المناسبة حيث رجعت الى غرفتها في سلا لتعد ما لذ وطاب من جاتوهات وتورتات وتحضره الى شقة محجوب.. والصورة الأخرى

    Maroc008.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    تضمني ومحجوب وهو يعزف البيانو الذي يجيده كما يجيد الرسم والشعر.. إنه محجوب الموسوعة ما شاء الله.. وأهم ما يجيده محجوب- وهذا لا يعرفه عنه الكثيرون الذين عاشوا في المغرب إبان دراسته او بعدها- وهو أنه (وناس) من الدرجة الأولى، ولم أضحك لدرجة أن نفسي إنقطع (حقيقة) إلا حينما كان محجوب يحكي عن أيام الصبا في بلدهم منصوركتي بالشمالية حيث تكثر المنقة في الموسم كما تكثر في قرى الشايقية والبديرية الأخرى..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-19-2014, 05:43 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 184

    نواصل ...

    المغرب .. جولات وجولات

    زرت الحي الجامعي السويسي حيث التقيت مجموعة من الطلاب، وحاولت الدخول الى غرفتي لكن كان الجناح كله قد خصص لسكن البنات، وبما أن الدراسة في الجامعة كانت مستمرة والحي الجامعي مفتوح فلم أجد فرصة للصعود الى غرفتي 222 جناح 2 ، لذلك اكتفيت بالتفرج على شرفتها من الخارج وبزيارة الطلاب السوادنيين في غرفهم والتجول في أنحاء الحي، وكذلك جلسنا في (الفوييه) أي كافتيريا الحي حيث تناولنا القهوة.. مرفق صورة لبعض الطلاب،

    Maroc010.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وحسب مقارنات الصور التي ذكرتها سابقاً ففي الغالب تكون هذه الصورة في العام 1985م، ويظهر في الصورة الحي الجامعي السويسي الأول حيث أجنحة الحي في الخلفية على يمين الصورة، وعلى يسارها يظهر (الريستو) اي المطعم، ويبدو أننا نقف في ميدان الكرة، وللأسف لا أذكر اسم اي واحد من هؤلاء الطلاب، وشخصي هو الواقف يسار الصورة حيث كنت امسح عيوني بيدي فإذا المصور يلتقط الصورة.. رجاء من يعرف أحد هؤلاء الشباب ان يتحفني بإسمه.. وأوصي كل من التقط صورة ان يسجل فوراً تاريخها ومكانها وأسماء الأشخاص.. فقد تمضي 29 عاماً عليها – كما هي حالة هذه الصورة- وتخرب الذاكرة بعوامل الزمن- كما حدث لي- فلا يستطيع صاحب الصورة تذكر الأشخاص والتاريخ..

    رجعت لبوست أخي عمر عبد السلام (الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل) فوجدت هذا التوضيح وأسماء الذين في الصورة، وإليكم مداخلة أخي احمد محيي الدين:


    الاول من اليمين محمد عبد الله امام وهو يدرس بالمدرسه الاداريه بالرباط والثاني هو الزميل امير والثالث/ عبد المنعم محمود عثمان
    من طلاب الحقوق بالرباط وجلوسا من اليسار تضم المرحوم / رائد شرطه نور الدين عبد الله التوم وهو خريج كليه الحقوق بالرباط
    وهو من ابناء الحصاحيصا قريه العيدج وله رحمه الله تعالي وان يسكنه الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء


    وكذلك زرت أصدقائي أسرة النحيله في شارع مدغشقر بحي المحيط، وفرحوا بي أيما فرح، وقد تزوجت فايزه – البنت الصغرى- وسافرت مع زوجها الى أمريكا، وكنت أتردد عليهم طوال بقائي في الرباط، وكانوا يراسلونني في الفترة السابقة وأنا في الطائف، حيث حكوا لي بعد سفري منهم في العام 1985م كيف أن فايزه تأخذ الوسادة التي كنت أتكيء عليها وتشمها وتقول هاهي ريحة عمر، وتقول نجاة أنه كان جالساً هنا.. وتضيف امهم في رسالتها بعد هذا السرد: ألم أقل لك إنك عجيب! وعجيب عند المغاربة تعني جميل او رائع.. وأروني الصور التي تركتها لهم في المرة السابقة وهم يحتفظون بها بصورة جيدة.. أما أنا فقد وجدت صورة واحدة فقط من ضمن صوري التي وجدتها مؤخراً في السودان (مرفقة)،

    Maroc11.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وهي لشخصي فوق سطح العمارة التي يسكنون فيها – وكنت في العام 1977 أسكن فيها ايضاً- ويبدو في خلفية الصورة العمارات التي تفصل بينها وبين العمارة تلك شارع مدغشقر.. والصورة على ما يبدو في ابريل 1985.. كما أنني وجدت صوراً قديمة من العام 1977م (بالأبيض والأسود) في مدني في زيارتي في يوليو 2012م- وفي الأولى شخصي ونجاة إبنة إدريس النحيلة،

    Maroc013.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وفي الثانية نجاة وحامد أبناء إدريس النحيلة وأنا جالس بينهما، وكلا الصورتين على سطح عمارتهم..

    Maroc014.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    زرت أصدقائي في تطوان، أسرة محفوظ بمنزلهم العامر رقم 9 درب المصطفى بشارع العيون قرب باب النوادر ذلك السوق المشهور بالبضائع الإسبانية.. وقابلت هناك بعض أصحابي القدامى مثل خال مصطفى وزوجته وإبنتهما بالتبني وفاء، وأما الأمين بوخبزه فما زال عامئذ يدرس بالقاهرة لنيل درجة الدكتوراة.. وتجولنا انا ومصطفى في تطوان حيث زرنا حديقة (رياض العشاق) وشربنا الشاي الأخضر والقهوة، وتجولنا في شارع محمد الخامس في وسط المدينة ولم ننس زيارةالمقبرة التي يحرص مصطفى على زيارتها كلما جاء الى تطوان مسقط رأسه.. وفي الصورة شخصي بقرب أحد بوابات سور المدينة القديمة بتطوان.. إنني أحب تطوان حباً لا يضاهيه إلا حبي لمسقط رأسي مدني..

    Maroc012.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-20-2014, 07:34 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 185

    نواصل ...

    طلاب الدار البيضاء

    في الدار البيضاء تعرفت على بعض الطلاب الذين كانوا يدرسون عامذاك (في الصورة الأولى بعضهم، ويبدو أن الصورة كانت في شقتهم،

    Maroc015.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ويؤكد ذلك الصورة الثانية حيث تظهر خادمتهم)،

    Maroc017.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وزرتهم في الجامعة، بل وقضيت ليلة مع بعضهم في الحي الجامعي، والذي استضافني في غرفته كان سكرتير اتحاد الطلاب السودانيين في الدار البيضاء (الذي خلف رأسي مباشرة في الصورة الثالثة)،

    Maroc016.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وكان يدرس معهم طالب جنوبي ويسكن في نفس الحي، وهو كذلك عضو في الإتحاد الذي على ما أذكر كان يسيطر عليه الإسلاميون.. وجلست بالكافتيريا مع مجموعة منهم، للأسف نسيت أسماءهم ولكن الصور المرفقة قد تساعدني على معرفة أسماءهم عبركم.. وأذكر في إجازتي للسودان في العام 2010م حينما استضافتني رابطة خريجي الجامعات المغربية بدارهم الكائن بالموردة بأم درمان، وكان بين المحتفين بي بعض الخريجات، وقد تذكرتني إحداهن- وربما اسمها سوسن- وقالت لي أنها قابلتني في زيارتي للدار البيضاء في العام 1987 أو ربما العام 1985م، والغريبة لم أتذكرها..

    وأذكر أنني كنت ماراً داخل الحي الجامعي فرأيت طالبة سودانية ألقيت عليها التحية وأنا عابر، ولكن أعملت ذاكرتي لأتذكر أين التقيت هذه الطالبة من قبل وهل تشبه لي أحد؟ المهم عندما جلست مع الطلاب في الكافتيريا سألتهم عنها بعد أن وصفتها لهم، فقالوا لي إنها هويدا عبد الباقي! إذاً فهي أخت صديقة أختي سميه عبد الباقي، وبنت خالة جيران بيت جدي في ود كنان بمدني، وإخوانها أعرفهم من بعيد.. فطلبت أن تذهب إحداهن لتناديها، وعندما حضرت لمتها لأنها كانت تعرفني عندما قابلتني قبل قليل ولم تقل لي ذلك، ويبدو أنها ساعتها أحست بأني (ودرتها) لذلك لم تبادر الى مصافحتي وتعريفي بنفسها..

    أيضاً كانت تجلس معنا في الكافتيريا طالبة سودانية أخرى علمت أنها من مدني، وعندما سألتها من أين في مدني قالت من المزاد، ومن إسمها عرفت أنها اخت واحدة آذتني في شبابي أذية ما زلت احس بطعم مرارتها في حلقي إلى يوم الناس هذا.. لذلك عندما عرفتني بنفسها صرخت قائلاً لها : هل أنت أخت إقبال؟ وفوجئت هي بالنبرة الغريبة التي خرجت مني غصباً عني وكانت تشي بالصدمة، فأجابت بالإيجاب ولكنها لم تسألني لماذا هذا الإستغراب وهذه الصرخة، ويبدو أنها أحست بأن الإجابة على سؤالها إن سأته لن تكون مبشرة، فسكتت، وسكت أنا ولم أنبس ببنت شفة بعدها الى يوم الناس هذا..

    Maroc018.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    في مرة ذهبنا أنا ومحجوب وجلال حنفي (الصورة الرابعة تضمنا وهي في منزل جلال حنفي بالرباط) الى الدار البيضاء لزواج صلاح الأحمر، وأذكر أننا التقينا التشكيلي المغربي (الزفزاف) رحمه الله، ولأول مرة أشهد مراسم زواج مغربي، وقد كان في صالة أفراح تقليدية، وفيها تمت المراسم التقليدية ايضاً حيث حملت العروس في عرش، وكذلك العريس حيث يحمل أصدقاؤه وزملاؤه العرش على اك########م وهو جالس عليه، وكنت من ضمن الحاملين لعرش العريس (كما يظهر في الصورة المرفقة)،

    Maroc115001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وتصادف أن كان في الخشبة التي أضعها على كتفي مسمار بارز فاخترق الجاكت الأبيض الذي اشتريته من فرانكفورت بألمانيا، ووصل إلى كتفي.. الكتف إلتأم جرحه لكن البدلة الألمانية لم يلتئم جرحها حتى ضاقت عليّ، وقلت لصلاح طالبك بدلة.. وكانت حاضرة في الزفاف السيدة نور الشام نقد الله أرملة المرحوم ابراهيم النيّل، وغنت للعريس وغنينا معها بعض الأغاني السودانية، وأذكر منها (نور السعادة الليلة ضو ليك إنت يا العريس مبروك عليك.. شوفوا العريس لابس هلالو والدبله في إيدو شبالو شالو).. وانتهت الحفلة مع الفجر فعدنا الى الرباط.. وكنت جوعان فأكلنا الإسفنج (وهو لقيمات او زلابية تعمل في شكل يشبه العجل) الذي بدأ الباعة في إنضاجه في عرباتهم المتحركة ويربطونه بسعفة نخيل.. ولم يكن هناك شئ غيره نأكله في ذلك الصباح الباكر..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-23-2014, 05:11 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 186

    نواصل ...

    طلاب الدار البيضاء


    وذات يوم وأنا أسير في أحد شوارع الدار البيضاء سمعت من ينادي، فالتفت فإذا بشاب يسير خلفي ومعه فتاة تلف ساعدها حول ساعده- كل المغاربة يمشون هكذا، سواء رجل وإمرأة، أو رجل ورجل أو إمرأة وإمرأة- فتوقفت حتى وصلوني، وقال لي الشاب: أنت سوداني؟ قلت نعم! قال: أنا برضو سوداني وشفتك من بعيد وعرفت انك سوداني.. ثم عرفني بالتي معه وقال هذه زهرة، زوجتي وهي مغربية وأنهما يعملان في العراق.. ودعاني الى الذهاب معهم الى منزلهم – منزل زوجته- فاعتذرت إلا أنهما أصرا، فقبلت فركبنا تاكسي وانطلق بنا الى شقتهم الكائنة بالدور الثاني بعمارة تطل على موقف الحافلات التي بها الخط الذي يذهب الى سيدي عثمان- ذلك الحي البعيد الذي يسكن فيه ربيع شقيق عائشه حيث كنا نذهب انا وهي الى هناك- لذلك علق بذاكرتي ذلك الموقف المجاور لمنزل أهل زهره زوجة عادل.. وتلك قصة طويلة!

    في الشقة 3 في الدور الثاني بالعمارة التي في زنقة رقم 26 بشارع الفدا ولجنا ثلاثتنا، وكانت الشقة تتكون من صالة صغيرة وغرفة مستطيلة وغرفة أخرى صغيرة ومطبخ وحمام، يسكن في الشقة والد زهرة وزوجته- حيث ان والدة زهرة متوفاة – وشقيق زهرة وزوجته وطفليه، وشقيقة زهرة الصغرى المطلقة وبنتها ذات العامين.. ولزهرة ولد وبنت توأم أنجباهما في العراق وكان عمرهما عامذاك حوالي العام.. وكان عادل- وهو من أبناء شندي- وزهرة في إجازة في المغرب.. وقد أقاموا لي يومها ما يشبه المأدبة في الغداء، وأصرا على أن أبيت معهم- رغم ضيق الشقة- وكان معظمنا ينام في تلك الغرفة المستطيلة الطويلة، وقد وصفت من قبل نوع هذه الغرف التي تكون مجلساً بالنهار ومنامة بالليل، حيث على طول الجدران تجد ما يشبه الكنبة المحشوة بطانتها بالقش او القطن او الصوف، وهذا النظام يشبه المعمول به في السعودية فيما يسمى بالمجلس العربي- إما على الأرض أو على الكنب- وبالتالي تكون هناك مساحة في الوسط كافية مهما كان ضيق الغرفة..

    بعد ذلك كنت أتردد عليهم إبان تواجدي في الدار البيضاء، وأحياناً أبيت معهم، ومن أمام منزلهم كنت أركب من الموقف الذي أمام منزلهم الحافلة المتجهة الى حي سيدي عثمان حيث منزل ربيع شقيق عائشه حيث أضحت تقيم هناك معه.. الآن بدأت ذاكرتي تصفو قليلاً.. لقد كانت تسكن عائشة مع اسرتها في المدينة القديمة- زنقة رقم 1- حينما زرت المغرب في العام 1985م حيث كان صاحب الفيزا السعودية يعرفها من قبل وطلب تحديداً استقدامها، وفشلت في ذلك، ثم حينما قررت الحضور للمغرب في العام 1987م أعطاني سامي الشرطي في النجدة تأشيرة مفتوحة لأستقدم له خادمة، فقصدت عائشة التي اعرفها من العاما 1985م لعل هذه المرة يُسمح لها بالسفر الى السعودية، وذكرني حي سيدي عثمان بذلك.. حيث عندما وصلت المغرب وزرت آل اليمني في دارهم بالمدينة القديمة وسألتهم عن عائشه أخبروني أنها تعيش في منزلها- وليس منزل شقيقها كما ذكرت سابقاً- في سيدي عثمان والذي يسكن فيه معها شقيقها ربيع وزوجته وأولاده..

    كنا نخرج احيانا انا وعادل وشقيق زهرة الى الأماكن السياحية، واحيانا كانت تخرج معي شقيقتها الى الحي الجامعي حيث الطلاب السودانيين، وكان طليقها يرابط طوال اليوم في المقهى الذي يوجد أسفل العمارة التي يسكنون بها، حيث أنه عاطل عن العمل حسبما علمت منهم، وكذلك يبدو أنه غير مقتنع بفراقها لذلك ينتظر خروجها ليراها- أو ليراقبها- أو ليزور إبنته في الشقة.. وقد لاحظ خروجها المتكرر معي فجن جنونه.. وكان يعرف عادل فشكا إليه ذلك ظاناً أنني أنوي الإرتباط بها، وذات يوم إذ كنا جلوساً في الصالة الصغيرة فطرق باب الشقة ففُتح له ودخل دون أن يسلم عليّ ولا أن ينظر في وجهي فوضح لي جلياً انه قد اتخذ موقفاً ضدي- رغم أنني لم أره من قبل- وكما أسلفت فهو كان يراني وأنا خارج من العمارة او داخلاً إليها وأحياناً مع طليقته.. وأذكر بوضوح أنه- من غله كما يبدو- رفع إبنته من على الأرض بعصبية من قميصها قابضاً على ظهر القميص فأصبحت معلقة في الهواء وهو ممسك فقط بقميصها ثم وضعها بجانبه.. وأعطاها علبة زبادي (دانون).. وهنا ثارت ثائرة طليقته وانفجرت في وجهه ومن ضمن ما قالته في ثورتها تلك؛ لماذا لم يسلم على الضيف الجالس (أنا)؟ وإيش جاب الغراب لأمه.. (دانون)؟ و.. خذ الوصفة الطبية هذه واحضر لها الدواء إذا كانت تهمك وجئت لتراها.. ومن ضمن ما لاحظته وذكرته لها لاحقاً أن الكحة اختفت تماماً في تلك الأثناء، فقد كانت قبل دخوله تكح كثيراً.. ويبدو أن الإنفعال طرد الكحة.. وقد شهد الأب هذه التراجيديا، وتحدث عن قصة زواج إبنته بذلك الشاب، حيث ذكر أنه عارض الزواج لكن إبنته أصرت عليه، وهاهي النتيجة.. ثم تهدج صوته وأسكتته عبرة وانهمرت دموعه.. شقيقة زهرة هذه- نسيت إسمها ولا ادري لماذا نسيته، وربما كان إسمها سعاد- كانت رياضية، وجسمها يشي بذلك، وقد شاركت في سباق الضاحية في الدار البيضاء من قبل..
    في الشقة 3 في الدور الثاني بالعمارة التي في زنقة رقم 26 بشارع الفدا ولجنا ثلاثتنا، وكانت الشقة تتكون من صالة صغيرة وغرفة مستطيلة وغرفة أخرى صغيرة ومطبخ وحمام، يسكن في الشقة والد زهرة وزوجته- حيث ان والدة زهرة متوفاة – وشقيق زهرة وزوجته وطفليه، وشقيقة زهرة الصغرى المطلقة وبنتها ذات العامين.. ولزهرة ولد وبنت توأم أنجباهما في العراق وكان عمرهما عامذاك حوالي العام.. وكان عادل- وهو من أبناء شندي- وزهرة في إجازة في المغرب.. وقد أقاموا لي يومها ما يشبه المأدبة في الغداء، وأصرا على أن أبيت معهم- رغم ضيق الشقة- وكان معظمنا ينام في تلك الغرفة المستطيلة الطويلة، وقد وصفت من قبل نوع هذه الغرف التي تكون مجلساً بالنهار ومنامة بالليل، حيث على طول الجدران تجد ما يشبه الكنبة المحشوة بطانتها بالقش او القطن او الصوف، وهذا النظام يشبه المعمول به في السعودية فيما يسمى بالمجلس العربي- إما على الأرض أو على الكنب- وبالتالي تكون هناك مساحة في الوسط كافية مهما كان ضيق الغرفة..

    بعد ذلك كنت أتردد عليهم إبان تواجدي في الدار البيضاء، وأحياناً أبيت معهم، ومن أمام منزلهم كنت أركب من الموقف الذي أمام منزلهم الحافلة المتجهة الى حي سيدي عثمان حيث منزل ربيع شقيق عائشه حيث أضحت تقيم هناك معه.. الآن بدأت ذاكرتي تصفو قليلاً.. لقد كانت تسكن عائشة مع اسرتها في المدينة القديمة- زنقة رقم 1- حينما زرت المغرب في العام 1985م حيث كان صاحب الفيزا السعودية يعرفها من قبل وطلب تحديداً استقدامها، وفشلت في ذلك، ثم حينما قررت الحضور للمغرب في العام 1987م أعطاني سامي الشرطي في النجدة تأشيرة مفتوحة لأستقدم له خادمة، فقصدت عائشة التي اعرفها من العاما 1985م لعل هذه المرة يُسمح لها بالسفر الى السعودية، وذكرني حي سيدي عثمان بذلك.. حيث عندما وصلت المغرب وزرت آل اليمني في دارهم بالمدينة القديمة وسألتهم عن عائشه أخبروني أنها تعيش في منزلها- وليس منزل شقيقها كما ذكرت سابقاً- في سيدي عثمان والذي يسكن فيه معها شقيقها ربيع وزوجته وأولاده..

    ولاحظت أن الصرف في البيت كان يتم من طرف عادل وزهره، إذ كان الأب متقاعد وإبنه عاطل عن العمل وسعاد مطلقة.. جانب سلبي لاحظته في عادل، فهو أحيانا كان يضرب زوجته، وفي حضور والدها وبقية أهل الدار، بل وبوجودي.. والجانب السلبي الآخر لدرجة الكارثة سيأتي بعد سنين، وسأعرفه بعد عشر سنوات وتحديداً في العام 1997م عند زيارتي التالية للمغرب..

    أرفقت بعض الصور لشخصي في الدار البيضاء، وتعود للعام 1985م (إبريل)؛ أولاها لشخصي وحولي الحمام بجوار نافورة حديقة عمالة (محافظة) الدار البيضاء..

    Maroc021.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثانية أمام أحد الأسواق الحديثة،

    Maroc022.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثالثة وسط الزهور متصور،

    Maroc023.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والرابعة قرب القبة التي تتوسط شارع محمد الخامس حيث يقع تحتها نافورة وممر تحت الشارع به درج يؤدي الى شارع محمد الخامس من جهة ومن الجهة الأخرى الى السويقة، وكانت هذه القبة في الماضي مزينة بزجاج ملون يغطي الفتحات التي بين الحديد الأبيض..

    Maroc024.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-24-2014, 05:40 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 187

    نواصل ...

    بعض السلبيات

    بعض السلبيات الأخرى التي عكرت صفو اجازتي هي عندما قضيت ليلة أو ليلتين مع أحد السودانيين بناء على دعوته- ولا أذكر هل في هذه الرحلة أم في الرحلة السابقة في العام 1985م وأغلب الظن أنها كانت في الرحلة السابقة- وفي الليلة الثانية كان يشرب فتصنع موضوعاً على إثره قال لي: (الواحد ما عايز يقول عشان البيت بتاعو).. وتصنع الموضوع هذا أوضحه لكم بقصة الكديس والفار اللذين كانا على ظهر مركب في عرض البحر، حيث قال الكديس للفار: ما تكتحنا! فرد الفار: يا عم الكديس كيف اكتحك ونحن في نص البحر؟ فرد عليه الكديس: عشان قلة أدبكم دي نحن بناكلكم! انتهت قصة الكديس والفار.. لكني اعتبرت كلامه كلام سكران فانتظرت حتى الصباح ليفيق وسألته عما قاله، فابتسم ابتسامة باهتة وقال لي: نعم!! أي انني أعني ما قلته! ولا أدري سبب هذا التحول المفاجئ، فكما أسلفت فقد دعاني هو لبيته، كما أن هناك أكثر من ضيف في البيت آنذاك، منهم طلاب ومنهم قدامى الخريجين مثلي.. ولكن استجبت لرغبته وغادرت شقته.. ويا ليته يقرأ كلامي هذا ويتذكر ويخبرني لماذا قال ذلك ولماذا تغير موقفه.. ولعله يتذكر بعد مضي كل هذه السنوات (ربع قرن أو أكثر)..

    شئ آخر مشابه، فقد صحبني صديق سوداني من الرباط الى الدار البيضاء، وبما أنني كنت أسكن مع آل اليمني فقد مررت على دارهم، وطرقت الباب فلم يرد أحد، ففتحته فانفتح ودخلت ودخل معي صديقي وجلسنا في الغرفة التي بالدور الأرضي- حيث يستضيفون الضيوف- حتى وصل بعضهم.. ولم يعجب أمينة دخول صديقي معي الى بيتهم، وانتقدتني في ذلك، وكنت أظن انني ما دمت اسكن معهم فلا بأس أن يأتي معي صديقي، لا سيما وأنني جئتهم وفي ظني أنهم موجودون.. ولم يكن موقف الآخرين مثل موقف أمينة.. المهم تعلمنا شيئاً جديداً لم نكن نألفه لدى المغاربة، وربما كان فقط هو رأي لهذه الفتاة وحدها.. سردت هذا لأبين جانب من حياة أهلي المغاربة الذي قد لا يبدو مشرقاً هنا..

    شئ سلبي آخر، فقد غيرت ملابسي ذات ليلة وأنا أبيت مع بعضهم ولبست جلابية النوم وتركت محفظتي في جيب البنطلون، وفي الصباح فقدت مائتي ريال سعودي.. لم أشك في الرجل ولا في زوجته، بل شككت في شقيقته التي لم تكتف بالمائتين درهم التي اشتريت لها بهما جلابة.. وربما أخذت المائتين من جيبي ثمناً لشئ آخر دون أن توضح لي ذلك..

    ذات يوم ذهبت مع إحدى المغربيات الى صديقة لها من سنها- أي أكبر مني بحوالي أربع سنوات- ونحن في بيتها جاءت صبية ظريفة حلوة الحديث وصوتها نغمته محببة الى النفس، فعلقت على هذه الصبية وعلى هذه الصفات إيجاباً، فغارت مرافقتي وقالت لي: أخواتي فلانة وفلانة برضو حلوات وظريفات.. وكانت تتكلم بجدية.. مع أني علقت فقط ولم أبدي أي رغبة في علاقة مع تلك الصبية! ذكرني هذا أن إحدى أختيها هاتين حضرتُ خطبتها أول أيام وصولي لهم، وكعادة المغاربة جاء الخاطب لوحده ومعه بوكيه ورد وأُعدت القهوة بالحليب والجاتوهات والحلويات المغربية، وبهذا تم خطبة فلانة لفلان الذي كان يعمل معها في نفس المصلحة.. غالب ظني أن ذلك كان في زيارتي للمغرب في العام 1985م، لأنني أتذكر حينما عدت في العام 1987م وجدتها قد فسخت خطبتها منه.. لماذا؟ قالت أنه ضعيف الشخصية لدرجة أنه عندما يواجه مشكلة مع مديره في العمل يلجأ لها لتحلها، اي كانت هي التي تتولى الدفاع عنه وليس العكس، وهي تريد رجلاً يحميها لا رجلاً تحميه كما قالت.. فقلت لها هل هو بارد؟ فابتسمت وقالت نعم.. إذاً هذا هو السبب الحقيقي.. وعندما رجعتُ الى السعودية وكانت تراسلني عبر البريد وتتصل بي عبر الهاتف أفصحت عما كان يدور في نفسها من أنها كانت تتوقع مني أن أبادلها الحب الذي تكنه لي.. سألتها لماذا لم تقولي لي ذلك وأنا هناك معكم، فقالت لي: (توقعت ان تبادر أنت)، وقد ذكرتني ببعض المواقف التي بدرت منها كدليل على انها كانت تريد لفت نظري إلى ما تكنه لي..

    Maroc019.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الأولى لشخصي أمام قصر الطالب.. ولا أذكر هل هو مقهى أم سكن طلابي ام غيره، ولا أذكر إن كان في الرباط أو بالمغرب، ولا أذكر هل الصورة في العام 1985 ام 1987م.. وأرجح أن تكون في العام 1985م لأني ألبس ملابس صيفية، حيث كنت في المغرب في العام 1985 في إبريل، بينما كنت في العام 1987 في ديسمبر ..

    Maroc045.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الثانية لشخصي في أحد شوارع الدار البيضاء، وأعتقد أنه قرب السويقة.. برجاء من يقيم في المغرب الآن او من ذاكرته قوية من الزملاء القدامى ان يؤكدوا هذه المعلومة، كذلك صورة قصر الطلاب أعلاه.. الصورة الثانية أخذت في إبريل عام 1985م ..

    Maroc046.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثالثة لأسرة اليمني، حيث أظهر على يسارك وقد أعملت أمطار مدني في الصورة تشويهاً، يليني على يساري العم محمد اليمني، تليه عقيلته ثم زوجة إبنهم ربيع، ثم إبنهم مصطفى، وأمامنا أبناء ربيع الصغار، والصورة في منزل آل اليمني بالمدينة القديمة بالدار البيضاء- المغرب، وهي في العام 1985، وربما في العام 1987م..

    Maroc047.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والرابعة لشخصي في حدائق عمالة الدار البيضاء- المغرب، وتبدو العمالة خلفي وتظهر النافورة الشهيرة، والصورة في إبريل 1985م..

    Maroc053.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والخامسة لشخصي والأستاذ الدكتور (بروف) مصطفى محفوظ وبيننا زميل له، والصورة في حديقة (رياض العشاق) بمدينة تطوان- شمال الممغرب- إبريل 1985 أو ديسمبر 1987م..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-25-2014, 05:06 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 188

    نواصل ...

    بعض الصور

    Maroc048.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الأولى لشخصي في مولاي إسماعيل، وتبدو الأجنحة خلفي، وقد كنت في زيارة لهذا الحي الذي قضيت فيه الأيام الأولى لي بالرباط قبل أن أنتقل الى الحي الجامعي السويسي الثاني.. وهذه الصورة غالباً تكون في العام 1985م وقد التقطها لي حامد النحيلة (لأنه ظهر في الصور الأخرى في نفس الحي وفي نفس الوقت تقريباً)..

    والصورة الثانية

    Maroc049.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    في الحي الجامعي مولاي إسماعيل أيضاً وعلى يميني يجلس حامد النحيلة، وعلى يساري طالب سوداني نسيت إسمه.. همتكم يا شباب لتذكيري بإسمه، ويبدو أننا التقيناه بالصدفة في الحي الجامعي.. ولعله يطلع على ما كتبناه هنا فيذكرنا بتفصيل ذلك اللقاء.. ولا أذكر اين تقع هذه الكنبة التي نجلس عليها، لكن حسب الذكريات القديمة فإننا نجلس وخلفنا حائط الحي الذي يقع فيه الباب الرئيسي ثم الشارع الذي تقابله المحلات التجارية لا سيما البقالة التي كنا نشتري منها ساندوتشات الجبنة بالمربى وساندوتشات الساردين والحليب ("تصغير" القنطره، حيث أن السيستم يصلب على الكلمة إذا أضفنا إليها الياء للتصغير) و(الدار البيضاء) والخبز والسكر والشاي.. ويبدو على يمينك خلفنا المبنى الذي كان المقهى (الفوييه) في ذلك الزمان البعيد (1975م)، فهل ظل كذلك ام تغير موقعه، لا سيما أن المطعم الجامعي بني بعد زماننا ذاك بوقت طويل.. ويذكرني ذلك المقهى بأول جلسة لي فيه بعيد وصولنا للحي، وأذكر عبد المنعم بيومي وصديقه عبد السلام (من توتي) وهما يغنيان مع طالبتين مغربيتين بعض الأغاني المغربية.. ولو لم تخني الذاكرة فقد كانت أغنية (مرسول الحب) لعبد الوهاب الدوكالي:

    مرسول الحب فين مشيتي وفين غبتي علينا
    خايف لاتكون نسيتنا وهجرتنا وحالف ماتعود
    مادام الحب بينا مفقود وانت من نبعه سقيتنا
    باسم المحبه باسم الاعماق وأحر الأشواق
    كان اترجاك اسأل فينا وارجع لينا يدوم الصمت وتتكلم اغانينا
    مرسول الحب غيابك طال هذه المره
    وقلوب الاحباب وانت بعيد كلها صحرا
    لايحركها احساس جديد ولاتنبت فيها زهره
    تتفتح بالشذى والطيب وتونس الي بات غريب
    تايه في ليل بلا قمرا
    اه من دنيا العشاق
    ذبلت الاوراق
    فين ذايبين بليل الحب
    فين ذايبين بنار الفراق
    باسم المحب ونار الاشواق
    تعال يا مرسول اشتقنا لك يامرسول

    يعني هذه اللحظة التي أتحدث عنها مضى عليها 37 سنة إلا شهرين!

    الصورة الثالثة

    Maroc050.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    لشخصي وانا امام مدخل معهد المغرب الكبير الذي كنا نتلقى فيه بعض المحاضرات لا سيما في السنة الأولى، وهو يقع قرب الحي الجامعي مولاي إسماعيل، فقد كنا نمشي راجلين إليه بين بيوت الحارة حيث يستغرق الطريق إليه حوالي عشر دقائق او ربع ساعة.. وفي إحدى قاعاته الكبيرة سمعت البث الإذاعي لمباراة السودان والمغرب في كأس إفريقيا في العام 1975م أو 1976م حيث كان الطلاب المغاربة يستمعون لتلك المباراة من مذياع حملوه معهم الى المدرج.. وفي هذه المباراة فاز المغرب على السودان واحد/صفر..

    والرابعة

    Maroc051.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    لشخصي وحامد النحيلة أمام أحد أجنحة الحي.. ربما يكون الجناح الذي كنت أسكن فيه في العام 1975م ويبدو أنني تعمدت أن التقط الصورة هذه أمامه تذكاراً لتلك الأيام (هذا مجرد استنتاج الآن ولم تسعفني الذاكرة بمعلومة مؤكدة).. لاحظوا الملابس المنشورة على ماسورة في الجدار الفاصل بين الجناح والفضاء الذي أمامه، كذلك فوق الشجيرات.. وهكذا كنا نفعل نحن في تلك الأيام، ولابد من مراقبة غسيلك المنشور حتى لا يختفي في ظروف غامضة! كما تلاحظون الدراجات الهوائية المتوقفة خارج الجناح وهي حتماً لطلاب يسكنون في الجناح، وهذا يذكرني بالدراجة التي اشتريتها لكي أذهب بها الى المركز الثقافي الفرنسي، وذات يوم لبست الزي ا لسوداني الكامل (جلابية وعمة) فانفك طرف العمة عن رأسي ونزل ولف مع تروس العجل والحمد لله لم يشد رقبتي معه فيكسرها.. وبذلت مجهود كبير لكي أخرج العمة من تروس العجل وطرف العمة باظ واتسخت يدي بالزيت المحروق المترب..

    والخامسة

    Maroc054.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    لشخصي ومعي حامد بن إدريس النحيلة فوق سطح عمارتهم رقم 20 شارع مدغشقر- الرباط، وهي أيضاً في العام 1985م كسابقاتها لأن الفنيلة التي ألبسها وعليها صورتي وصورة صديقي السعودي عايض ما زالت جديدة، حيث صممناها في حديقة حيوان فرانكفورت بألمانيا في العام 1984م .. كذلك البنطلون الكوردروي البني الذي اشتريته من ألمانيا أيضاً..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

03-25-2014, 06:12 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)

    والله انك محظوظ ،،جد محظوظ...
    تحتفظ بكامل سيرة حياتك ،،صورا واحداثا...
    انت عارف،،،ابحث عن بعض صور لي في زماني القديم ،،وحتي القريب...التسعينات-
    لقد سرقها من يفترض ان يطارد اللصوص،،،هي ومكتبتي وكتب اصدقاء وذكرياتهم....
    ليتني اجدها،،،لاجدد بها روحي....
                  

03-26-2014, 12:55 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: عبدالعزيز عثمان)


    Quote: والله انك محظوظ ،،جد محظوظ...
    تحتفظ بكامل سيرة حياتك ،،صورا واحداثا...
    انت عارف،،،ابحث عن بعض صور لي في زماني القديم ،،وحتي القريب...التسعينات-
    لقد سرقها من يفترض ان يطارد اللصوص،،،هي ومكتبتي وكتب اصدقاء وذكرياتهم....
    ليتني اجدها،،،لاجدد بها روحي....


    ليس كامل الحظ يا عبد العزيز

    فالذاكرة الخربة تقف حائلاً دون إتقان السرد.. فأحس بأن كثير من الأحداث حجبها ضباب النسيان.. حتى الذي تذكرته وكتبته في أول هذه السلسلة وفي أول نشر لها في منتديات ود مدني، ثم جاء طوفان الهاكرز وجرفها.. ثم أعاد بعض الحلقات ذوي الخبرة الانترنتية، ولم يستطيعوا إعادة البعض.. وعندما احتجت إلى هذا البعض الذي ضاع من الموقع، وجدته قد ضاع من الذاكرة أيضاً..
    أما الصور فحدث لها مثل ما حدث لصورك.. وقد سرقها الأقربون والجيرانيون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ودمر كثير منها مطر مدني المعروف.. فقد كان لي ألبومات من كثرتها وجمالها وندرة صورها أنها كانت تغذي جلسات إنس في بيتنا بمدني لساعات وساعات حتى وأنا متغرب في اصقاع الأرض.. تمنيت عليهم الآن أن يعيدوها إليّ لأنسخها فقط وأرجعها لهم.. ولكن لم يتبرع أحد بصورة واحدة.. ولحسن الحظ في إحدى زياراتي الأخيرة لمدني وجدت في سحارة الوالدة- أطال الله عمرها- بعض الصور القديمة التي كنت أبحث عنها منذ زمن.. فرحت بها كثيراً.. وأتمنى على من يحتفظ بصورة من صوري القديمة تلك ان يسلفني إياها أو ينسخها ويرسل لي النسخة ويحتفظ بالأصل..

    وأما الكتب.. فقاصمة الظهر لي هي اختفاء مجلد (الأعمال الكاملة: الطيب صالح) والذي يضم كتبه الأربعة الأولى، وكنت قد اشتريته من المغرب، ولحسن حظي صادف وجوده معي زيارة الطيب صالح للمغرب لأول مرة في حياته ومقابلتي له، وقد كتب لي بخط يده اتوقراف.. واختفى هذا المجلد وأتمنى مِنْ مَن آخذه أن يرده لي، فهو ليس مجرد كتاب.. ففيه توقيع الطيب صالح، ويزيد الأمر خطورة أن كاتبها رحل عن دنيانا..

    شكرا اخي العزيز عبد العزيز على المرور وعلى المشاركة
                  

03-26-2014, 02:43 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 189

    نواصل ...

    بعض الصور (2)

    الصورة التالية لشخصي امام عمالة الدار البيضاء إبان زيارتي للمغرب في إبريل 1985م.. ولاحظوا خلفي حافلة النقل الحضري (هل ذكرت إسم الشركة صحيح؟ لأنه اختلط في ذهني بالنقل الجماعي في السعودية)..

    Maroc055.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الثانية لشخصي في حديقة (رياض العشاق) التي تغير إسمها على ما أذكر الى (حديقة مولاي رشيد) بمدينة تطوان بشمال المغرب.. وكنت أحرص على زيارة هذه الحديقة كلما زرت مدينة تطوان.. وكنا نشرب الشاي الأخضر او القهوة التي يعدونها داخل كهف في جانب من الحديقة.. كان يعجبني جداً هذا الكهف لغرابة موقعه، فهو بالفعل كهف يقع أسفل جبل ثم تمتد الحديقة أمامه.. ولاحظوا النافورة الجميلة التي أتكئ عليها وهي مزدانة بالنقوش المغربية المشهورة..

    Maroc056.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثالثة مع طلاب سودانيين وأبناء أحد العساسين في الحي الجامعي السويسي الثاني، وحسبما يظهر في الصورة خلفنا فإن هذه الأجنحة ليست هي الأجنحة القديمة التي كنا نسكنها في السبعينات، ربما كانت الأجنحة الجديدة المضافة له لاحقاً.. افتونا يا شباب، وأفيدونا بأسماء هؤلاء الطلاب الذين مسحت السنون أسماءهم من ذاكرتنا المتعبة..

    وقد أفادني الزميل احمد محيي الدين عن الصورة في بوست للأخ عمر عبد السلام (الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل):

    الاول من اليمين محمد عبد الله امام وهو يدرس بالمدرسه الاداريه بالرباط والثاني هو الزميل امير والثالث/ عبد المنعم محمود عثمان
    من طلاب الحقوق بالرباط وجلوسا من اليسار تضم المرحوم / رائد شرطه نور الدين عبد الله التوم وهو خريج كليه الحقوق بالرباط
    وهو من ابناء الحصاحيصا قريه العيدج وله رحمه الله تعالي وان يسكنه الله سيح جناته مع الصديقين والشهداء

    Maroc057.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والرابعة لشخصي على يمينك وطالبين سودانيين أحدهما كما أوضح لي الأخ احمد محيي الدين هو الضو على يسارك، والصورة امام احد أجنحة الحي الجامعي مولاي إسماعيل.. وغالباً ما يكون الجناح الذي سكنت به في العام 1975م، اما هذه الصورة فهي في إبريل 1985م، اي بعد عشر سنوات من فترة سكناي به..

    Maroc058.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والخامسة لشخصي- في الوسط- وعلى يميني الدكتور مصطفى محفوظ وعلى يساري اثنان من زملائه الأطباء، وطفلين لا أذكر أبناء من منهما، ويحملون لوحة عليها شعار (المؤتمر الطبي لدول المغرب العربي) حيث كانوا قد شاركوا في هذا المؤتمر.. والصورة على ما يبدو هي في مدينة تطوان فوق سطح أحد الأبنية التي قد تكون بيت أو عمارة بها شقة أحدهما (غير مصطفى لأني اعرف بيتهم وسطوحه) وهذه البناية هي قرب سور المدينة القديمة.. ولاحظوا منارة (مئذنة) المسجد القريبة من البناية..

    ولاحظوا أريال التلفزيون القديم، حيث لم يشتهر الدش وقتها..



    Maroc059.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

03-27-2014, 01:42 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 190

    نواصل ...


    بعض الصور (3)

    الصورة الأولى لشخصي في الحي الجامعي السويسي الثاني، وهي خلف الأجنحة القديمة، وأعتقد أن المبنى الذي يظهر خلفي هو المعهد الزراعي (الأقرونومي) والسور الحجري هو الذي يفصل بين الحي الجامعي السويسي الثاني والمعهد الزراعي والسكن التابع له.. ويبدو شجر العرعر خلف السور، وعلى ما أذكر فإن المنظر لم يتغير كثيراً ما بين 1978م وتاريخ هذه الصورة- إبريل 1985م- فالشجر هو ذات الشجر، ولكن ميدان الكرة الذي أقف عليه يبدو أنه حديث حيث لا أذكر أنه كان موجوداً في العام 1978 عام فارقنا الحي.. ورغم أن الصورة مهتزة قليلاً وملامحي غير واضحة لكنها مهمة حيث توثق لذلك الجزء من الحي الجامعي السويسي الثاني والمعهد الزراعي في فترة أواسط الثمانينات..

    Maroc060.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الثانية لشخصي في منزل العزيز محجوب البيلي بأكدال- الرباط – وأنا أقطع تورتة عيد ميلادي، وقد أعدت التورته نعيمة القمش، وكان ذلك بتاريخ 17/1/1988م ذكرى ميلادي الـ 33 .. شباب.. ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب!

    Maroc061.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أما الصورة الثالثة فقد وجدتها في مجموعة الصور التي كانت تحتفظ بها والدتي في مدني، وتعود لزميلنا محمد عمر حامد- من أبناء شمبات- وقد قابلته قبل حوالي ثلاث أو أربع سنوات في دار رابطة خريجي الجامعات السودانية في الموردة بأمدرمان.. وتاريخ الصورة المبين خلفها هو 29/4/1977م.. وهي مصورة في ستديو أطلس الذي يقع قرب الحي الجامعي مولاي إسماعيل..

    MohamadOmar001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والرابعة للزميل عمر الفاروق، وخلفها كتب هذا الإهداء: (الأخ عمر لك رسمي أوراق اعتمادي أخاً وصديقاً مدى الحياة)، وتاريخ الصورة 18/5/1976م وهي أيضاً مأخوذة في ستديو أطلس الذي يقع قرب الحي الجامعي مولاي إسماعيل،

    OmarAlFarooq001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ومرفق نسخة مما هو مكتوب خلف الصورة.. وعمر الفاروق من الزملاء الذين لم نسمع عنهم طيلة هذه السنوات الطويلة منذ فارقنا المغرب.. هل من يعلم عنه شيئاً؟ تذكرت الآن وأنا أراجع ما كتبت قبل إنزاله.. تذكرت إحدى بنات الحي- 114- بمدني انها قالت لي أنهن- اي بعض بنات الحي- كن يحضرن لمنزلنا والتفرج على صورنا لكي يشاهدن هذه الصورة .. صورة عمر الفاروق.. أوعى تكون يا عمر صلّعت زي زميلنا عز الدين عبد الماجد وكل أبناء الدفعة الذين كانوا أيام الدارسة الجامعية خنافس فافتقروا للشعر تماماً بعد ان مرت عقود على تلك الحقبة الجميلة..

    OmarAlFarooq002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

03-30-2014, 04:53 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 191

    نواصل ...

    بعض الصور (4)

    الصورة الأولى لصديقي وزميل دراستي بمدني الثانوية ومن ثم بكلية الحقوق بالرباط عمر الإمام النور، وهو من قرية حليوة بالجزيرة،

    OmarAlImam001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد كتب خلف الصورة: (هدية إلى رفيق الدرب الصديق الوفي بل الأخ العزيز أبداً عمر حسن غلام الله- أخوك/ عمر الإمام) ويبدو أن الصورة أيضاً في ستديو اطلس رغم أن ختم الاستديو قد طمس.. التحية للأخ عمر الإمام الذي يقيم حالياً بمدينة الرباط- المغرب- حيث يملك مطعماً مشهوراً للشاورما، وأعتقد أنه أول من أدخل ذلك النوع من الطعام إلى المغرب..

    OmarAlImam002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الثانية للأخ والزميل طلحه جبريل الذي اختار دراسة الآداب بجامعة محمد الخامس هو ومحمد عثمان الخليفة- الوحيدان من دفعتنا الذين اختاروا الآداب.. لاحظوا أنه يلبس الجلابة المغربية الشتوية، وأذكر أنه أول من لبس الجلابة المغربية من الطلاب السودانيين وقتذاك..

    TalhaJibreel001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد كتب خلف الصورة: (عمر العزيز- مع أجمل تحياتي لك- طلحه) وأيضاً الصورة مأخوذة في استديو اطلس وتاريخها 7/12/1976م.. وقد رجع الأخ طلحه للإستقرار في المغرب مرة أخرى بعد سنوات من الإغتراب في الولايات المتحدة الأمريكية مراسلاً لجريدة الشرق الأوسط اللندنية والتي كان مدير مكتبها في الرباط في فترة الثمانينات، وربما الآن أيضاً.. التحية له أينما كان..

    TalhaJibreel002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الثالثة للزميل العزيل محمد البيلي

    M.BEELY.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد كتب خلف الصورة إهداء: (الأخ عمر- أهديك رسمي عنواناً للصداقة والإخاء- محمد البيلي).. وأيضاً الصورة مأخوذة في ستديو أطلس، وتاريخها 27/12/1976م.. والزميل محمد لم أره بعد أن فارقنا المغرب إلا قبل حوالي ثلاث سنوات عندما علمت من بعض الزملاء أنه مقيم بالرياض التي نقلت إليها في العام 2006م وتحصلت على هاتفه واتصلت به وعرفت انه لا يغادر بيته بسبب عملية جراحية في رأسه، فزرته وتعرفت على أسرته حيث كنت ازوره مع اسرتي من حين لآخر، ثم غادر في العام الماضي الى السودان حيث استقر به المقام هناك بمسقط رأسه أمدرمان.. أسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يحفظ أسرته الصغيرة ووالدته..

    M.BEELY001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الرابعة للزميل الفكه الظريف محمد خالد وهو زميلنا في شعبة العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس،

    M.Khalid001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد كتب خلف الصورة: (صديقي عمر- للذكرى والتاريخ- النيل يجري في الوادي وحبك يجري في فؤادي، ولو كانت القلوب بتهدى لأهديتك حبك وقلبي- اخوك ابداً محمد خالد محمد عثمان- الرباط في 24/3/1967 "يقصد طبعاً 1976م) والصورة كما في سابقاتها في ستديو اطلس وتاريخها 20/11/1975م- يعني هو الفتح الدرب للباقين لاستديو أطلس! اين أنت يا صديقي بعد تلك السنوات الطويلة مذ فارقنا مغرب الأحباب؟

    M.Khalid002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

03-30-2014, 10:08 PM

omarmahdi

تاريخ التسجيل: 02-17-2002
مجموع المشاركات: 567

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)

    شكرا علي هذا الجمال
                  

03-31-2014, 03:29 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: omarmahdi)


    Quote: شكرا علي هذا الجمال


    تسلم يا عزيزي عمر المهدي
    شكرا لمرورك المقدر
                  

03-31-2014, 05:14 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 191

    نواصل ...

    بعض الصور (5)

    الصورة الأولى في ريستنقا- شمال المغرب حيث كنا في رحلة من الحي الجامعي او من مركز الشباب،

    Maroc027.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد وجدت أنني كتبت خلف الصورة ما يلي:

    (ريستنكا- شمال المغرب في 14 مايو 1978م- معي مجموعة من الأخوة المغاربة بينهم الأخ ستيتو في الوسط مع الواقفين- عمر حسن غلام الله)..
    الشئ الذي استغربت له لماذا ذكرت فقط ستيتو؟ ولماذا لم أكن أعرف اسماء البقية؟ ومن هو ستيتو هذا الذي ذكرته؟ لقد أصاب الذاكرة الضباب فلم أتذكر الشخصية صاحبة الإسم ولا الشكل دلني على تلك الشخصية في الصورة..

    الصورة الثانية بحديقة فاس العامة في قلب مدينة فاس بالمغرب، لاحظوا المياه المتدفقة امامنا وخلفنا والأشجار والخضرة.. هل يا ترى ما زالت تلك الحديقة غناء كما كانت في ذلك الزمان (20/2/1978م)؟

    Maroc026.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وتضم الصورة من يمينك: عبد الوهاب الشريف، رضوان، احمد محفوظ (رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة)، مصطفى، عمر حسن غلام الله، الصحراوي، آيت، أجبر، مصطفى محفوظ..

    الثالثة في حديقة فاس العامة أيضاً، ونحن فوق جسر يعبر تلك البحيرة الصناعية، ونفس المجموعة في الصورة السابقة،

    Maroc029.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وما يميز هذه الصورة دعابة آيت حيث يتدلى من فوق الجسر نحو البحيرة ويمسك به عبد الوهاب الشريف وعبد الله الشريف ورضوان وكأنهم يريدون إلقاؤه في البحيرة.. كانت أيام لا تنسى.. ذكريات جميلة لناس أجمل لبلاد الجمال فاس الما وراها ناس.. وتاريخ الصورة هو نفس تاريخ السابقة 20/2/1978م.

    الرابعة في تلال حول مدينة فاس، حيث صعدنا إلى تلك التلال والتقطنا هذه الصورة وغيرها، ومن هذه البقعة العالية خارج فاس تظهر كامل مدينة فاس وتبدو منارة (مئذنة) وقبة جامع القرويين بادية للعيان خلفنا بلونها الأخضر..

    Maroc040.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد وجدتني قد كتبت خلف الصورة بخط يدي ما يلي:

    (من اليمين: رضوان، أنا، عبد الوهاب الشريف، احمد محفوظ، مصطفى محفوظ، عبد الله الشريف، مصطفى، آيت، ثم صحراوي واقفاً وجوار كتفه مباشرة تظهر جامعة القرويين بسقفها الأخضر.
    ذكريات عذبة في مدينة فاس خلدت في ذاكرتي أبد الدهر وستبقى هذه الصورة تذكاراً لأيام عُذاب قضيتها في عاصمة العلم والدين والثقافة، وكان ذلك أيام المولد النبوي الشريف- 22 فبراير 1978م- المغرب
    عمر حسن غلام الله)
    انتهت ا لكتابة.

    الخامسة في نفس مكان الصورة السابقة ولكن ليس فيها غير شخصي،

    Maroc042.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وقد وجدت مكتوباً خلفها بخط يدي:

    (العبد الله في مدينة فاس، وتبدو فاس القديمة في الخلف وتبدو جامعة القرويين- ذلك السقف الأخضر الذي يبدو أمامي مباشرة.
    ذكريات حلوة في فاس أيام المولد النبوي الشريف- 22 فبراير 1978م
    عمر حسن غلام الله
    المغرب)
    انتهى الإقتباس..

    وبرضو تقول لي بتحب المغرب ليه؟

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

04-01-2014, 04:11 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)

    اكتب النص هنا
    الحلقة 192

    نواصل ...

    بعض الصور (6)

    الصورة الأولى في فاس أيضاً، وتحديداً في جامعة فاس، وتضم من يمينك شخصي، أحمد محفوظ، رضوان، عبد الله الشريف، احمد محفوظ، عبد الوهاب الشريف.. وكل أصدقائي هؤلاء من مدينة تطوان، رحم الله الأخ العزيز أحمد محفوظ وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنان..

    Maroc038.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    لنفارق فاس ونذهب الى طنجه، ففي الصورة الثانية شخصي واقفاً على سطح العبارة الراسية في ميناء طنجة،

    Maroc033.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وكما يبدو مضيق جبل طارق خلفي بعد أرض الميناء، والصورة أذكرها تماماً فقد كانت في رحلتي الأولى نحو أوروبا، حيث انطلقت بالقطار من الدار البيضاء الى طنجة ثم ركبت هذه العبارة الى الجزيرة الخضراء منطلق رحلتي عبر أراضي اوروبا حيث بدأت بمدريد وانتهت بروما التي منها ركبت الطائرة السودانية الى الخرطوم.. والصورة التقطتها في يوليو 1976م.. والقميص الذي أرتديه في الصورة طبعت عليه بنفسي رسمة هندسية بالألوان الزيتية وبقوالب صممها إبن خالتي عبد الرازق مكي، أو إبن عمي مصطفى هاشم محمد طه..

    ثم نرجع الى رباط الفتح، والى الحي الجامعي السويسي الثاني حيث نظهر في الصورة الثالثة بجوار أحد الأجنحة وأمامنا أحواض من الزهور الجميلة،

    Maroc035.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ويظهر في الصورة من يمينك كمال شرف ثم ثريا احمد السيد حمد، ثم شخصي، ثم محمد أبكر ابراهيم، ثم محمد السماني عبد الرازق الذي يمد يده مصافحاً لثريا التي يبدو انها وصلت للتو وقبل التقاط الصورة بثوان.. واعتقد ان تاريخ الصورة إما في العام 1877 أو في العام 1978م..

    أما الصورة الرابعة

    Maroc037.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    فهي تؤرخ لرحلة طلاب كلية الإقتصاد – جامعة الخرطوم- الذين وصلوا الى المغرب في رحلة تابعة للجامعة، وكانوا ينزلون في فندق في السويقة بالرباط، وقد التقيتهم بالصدفة في شوارع السويقة ثم أخذتهم الى الشقة التي كنت أسكنها- وهي شقة اصدقائي البربر – شقة 12 عمارة 20 شارع مدغشقر، حيث مكثت اجازة الصيف في ذلك العام في المغرب، بالتالي يكون تاريخ الصورة يوليو او أغسطس 1977م.. الآن بعد ان قلبت الصورة وجدت خلفها مكتوب: (صورة لطلاب سودانيين- يدرسون في المغرب، وبعضهم جاء في رحلة من جامعة الخرطوم- وتشاديين، موقف بصات "الكيران"- الرباط – المغرب- أغسطس 1977م- عمر حسن غلام الله).. انتهى المكتوب خلف الصورة..

    ولكن دعوني أتذكر ولو بعض هؤلاء، فعلى يمينك وقوفاً عبد الملك ابو بكر دوده- تشادي ولكنه يعيش في الفاشر بالسودان ويدرس معنا في الكلية، ثم كمال شرف الذي يدرس معنا أيضاً، ثم بعده (نسيت اسمه) ولكن لقبه كهرباء من أبناء رفاعة ويدرس بجامعة الخرطوم هو والثلاثة الذين يلونه، ثم جمال ميرغني يدرس معنا، ثم آمال محمد النور من جامعة الخرطوم، ثم ابو زيد محمد صالح يدرس معنا، ثم تشادي يدرس معنا..

    وجلوساً من على يمينك: تشادي، ثم تشادي، ثم كمال من جامعة الخرطوم، ثم شخصي، ثم تاج السر احمد محجوب، ثم تشادي.. وما عدا كمال فالبقية يدرسون في المغرب..

    أما الخامسة فتضمني وبجواري جميلة وحورية طالبات كلية الطب وتسكنان معي في الحي الجامعي السويسي الثاني،

    Maroc041.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وهذه الصورة امام محطة (الستيام) في شارع محمد الخامس، وتبدو أعمدة عمارة جديدة تبنى في مكان الستيام، وكانت جميلة وحورية مسافرتان الى بلدهما صفرو فرافقتهما الى محطة بصات الستيام، والتقط لنا الصورة مصوراتي بالكاميرا الفورية، واعتقد ان تاريخ الصورة هو 1976م وفي عطلة الربيع، وقد وجدت الصورة وقد اتلفتها أمطار مدني ولكن ما بقي منها يكفي رغم عدم وضوح تفاصيل وجهي، والى حد ما وجه حورية.. التي من أجلها جئت لتوصيلهما الى محطة الستيام..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-02-2014, 05:55 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 193

    نواصل ...

    بعض الصور (7)

    الصورة الأولى سبق ونشرتها هنا، ولكن لم تكن واضحة وقد فعلت أمطار مدني فيها ما فعلت، وقد وجدت نسخة نظيفة تحتفظ بها والدتي وهأنذا أدرجها هنا،

    Maroc043.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ولحسن الحظ وجدت خلفها مكتوباً إسم صاحبي المغربي (عبد الرحمن)، ويبدو من كتابتي خلفها انها كانت مرسلة لأهلي من الرباط، والمكتوب خلفها:

    (صورة تذكارية تجمعني والأخ الصديق المغربي عبد الرحمن، ومن خلفنا يبدو الحي الجامعي السويسي الثاني وجزء من مباني ملحق الكليات بالسويسي- الرباط
    عمر حسن غلام الله)

    ومباني ملحق الكليات باللون البني خلف أجنحة الحي الجامعي السويسي الثاني بيضاء اللون والمتدرجة مثل الهرم المتدرج، ويظهر ايضاً فوق مباني ملحق الكليات أوناش الرفع.. مما يدل على أن العمل كان لا يزال جارياً في تلك الكليات ولم تكتمل ساعتها بعد، كذلك يدل لونها البني على ذلك إذ أنها لم تطلى بعد.. والصورة ملتقطة لنا ونحن في ذلك الخلاء الذي يفصل بين الحي الجامعي السويسي وبين يعقوب المنصور البعيد، وكما تلاحظون فإن الحشائش و(الربيع) تغطي ذلك الخلاء، والربيع عند المغاربة هو العشب والحشائش.. وللأسف لم أجد تاريخاً مسجلاً خلف الصورة، ولكن أرجح انها كانت في ربيع أو صيف 1977 أو ربيع أو صيف 1978م..

    الصورة الثانية ربما كانت في مدينة (تصغير القنطره) بين الرباط وطنجه، او ربما كانت في العرائش التي في الطريق بين الرباط وطنجه (وهذا الأرجح)، وعلى ما أظن اننا كنا في رحلة الى طنجه او شئ من هذا القبيل، فهبطنا في المحطة لنتزود بالطعام والشراب والتقطنا هذه الصورة، والذي يظهر في الصورة معي هو من أبناء الحي الجامعي ولا أذكر اسمه،

    Maroc062.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الثالثة في احتفال تخريج دفعتنا الذي أقامه اتحاد الطلاب السودانيين بالمغرب في 9/7/1978م، ويبدو في الصورة من يمينك فيصل، عبد الله، محمد جمال دهب، وفي الخلفية بيني وبين جمال يظهر عمر الإمام النور، واقصى يسارك يظهر محمد المنير حماد.. وعلى ما أظن هي في قاعة بالحي الجامعي السويسي الأول- الرباط- المغرب..

    RabatHaflah001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الرابعة في الحي الجامعي مولاي اسماعيل، وعلى ما يبدو أنها في العام 1976م وسأحاول تذكر ومعرفة ما تضمه من زملاء،

    MolayIsmail.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    من يمينك يظهر واقفاً كمال شرف (بالجلابية) ، بكري أيوب (ربما) ، محمود الصاحب، عمر حسن غلام الله، محمد السماني عبد الرازق، عبد الله خالد (الملقب يومها بكوميرا)، سيف الدين عبد المنعم، محمد أبكر إبراهيم، أبو زيد محمد صالح، (لم أتبينه)، (لم أتبينه)، أحمد محيي الدين (ربما)، عز الدين عبد الوهاب، مصطفى البطل، خضر عباس.
    جلوساً من على يمينك: محمد عثمان الخليفة، بكري علي، حمو (ربما)، (لم أتبينه)، أمامه محمد خالد، بجواره تجد محمد جمال دهب، خلف محمد جمال تجد أبو طاقيه (لم أتبينه)، بجوار محمد جمال تجد عبد اللطيف محمد خير، خلفه محمد عمر حامد، ثم النور محمد احمد، وأخيراً فيصل الحلفاوي..

    الخامسة أيضاً في الحي الجامعي مولاي اسماعيل، وعلى ما يبدو أنها في العام 1976م كسابقتها،

    MolayIsmail2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وتضم من يمينك وقوفاً: عبد الله الحلفاوي، كمال شرف، محمد السماني عبد الرازق، محمد خالد، ابو زيد محمد صالح، عمر حسن غلام الله، طالب تشادي، عز الدين عبد الوهاب، محمد عمر حامد، (لم أتبينه)..
    جلوساً من يمينك: بكري علي، محمد ابكر ابراهيم، محمد عثمان الخيفة، سيف الدين عبد المنعم، النور محمد احمد، محمد جمال دهب، احمد محيي الدين، عبد الله خالد (كوميرا)..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-03-2014, 02:21 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 194

    نواصل ...

    عودة للطائف.. وإغلاق مكتبنا

    نعود للطائف بعد رحلة المغرب.. وكان مكتب الإستقدام الذي اعمل فيه قد ازدحم بطلبات استقدام السائقين والخادمات من إندونيسيا.. كان بعض العملاء يرجعون الخادمات لمشاكل منهن أو عليهن، وغالباً يرفض صاحب المكتب استلامهن إذا كان السبب غير مقنع له، وأحياناً يقبل تسفيرهن واستبدالهن بغيرهن.. وذات يوم أرجع أحدهم خادمة اندونيسية واتصلنا بصاحب المكتب الذي كان هو وأسرته في مكة المكرمة، وبعد ان تفاهم مع كفيلها طلب منا أن نستلمها، فأحضرها كفيلها إلى المكتب والذي ملحق به السكن الخاص بنا، وكنا نضعهن في الصالة كما القادمات للتو من السفر لحين استلام كفلائهن لهن.. اما المغادرات فحتى نأخذهن الى مطار جدة يبقين في نفس الصالة بنفس الشقة التي نسكن بها..

    كانت هذه الخادمة تتكلم اللغة العربية- اللهجة السعودية- بطريقة جيدة، رغم انها قدمت حديثاً للسعودية، وبررت معرفتها للغة العربية بقولها لي أنها درست في معهد للغة العربية في اندونيسيا، وحسب تجربتي فإن دارسات معهد اللغة العربية يتحدث العربية الفصحى وليس اللهجة السعودية، لذلك خمنت بأنها تخفي وجودها من قبل في السعودية- وعادة لا يعترفون بأنهم كانوا من قبل في السعودية لأن أهل البلد لا يفضلون من خدم أو خدمت سابقاً في بلادهم إذ يعتقدون بأنهم يكونون (مفتحين) وممكن أن يسببوا لهم مشاكل او مطالبات أو أن يكون لهم علاقات مع سائقين آخرين وخادمات أخريات او لهم علاقات مع أناس آخرين هنا- وبالفعل فيما بعد اتضح أنها كانت تعمل في الرياض قبل أن يعاد استقدامها للعمل بالطائف..

    المهم باتت في شقتنا تلك الليله ثم جاء صاحب المكتب في اليوم التالي وأخذها الى بيته..

    بعد يومين من ذلك أبلغني زميلي المصري مصطفى أن رجلين سعوديين جاءا يسألان عن إبن صاحب المكتب، فأفادهم بأنه في المدرسة.. سألوه أي مدرسة فذكرها لهم.. وأحس وقتها بأن الأمر فيه ما يريب.. وكان معه حق.. فتلك الخادمة كانت السبب في إغلاق المكتب..

    بعد أن أخذها صاحب المكتب الى المنزل أحضر أهله من مكة.. وذات صباح رأته بعلته وهو يمازح الخادمة في المطبخ فاستشاطت غضباً وصاحت فيهما، فخافت الخادمة، ثم جمعت تلك الخادمة وخادمته التي بالمنزل حاجياتهما ووضعتاها في حقيبتاهما ثم خرجتا خلسة من الشقة الى خارج العماره وسارتا في الشارع.. سارتا في الشارع في وقت لا يكون فيه احد في الشارع، فالطلاب في مدارسهم والموظفين والعمال في اماكن عملهم وربات البيوت في بيوتهن إما نائمات وإما يجهزن طعام الغداء.. فكان منظر هاتين الخادمتين وهما تحملان حقيبتيهما في تلك الشوارع الخالية منظراً ملفتاً لنظر دورية الأمن التي تجوب الأحياء.. فاستوقفتهن ثم أخذتهن الى مخفر الشرطة.. فحكتا ما حدث لهن.. فاستدعت الشرطة صاحب المكتب وحبسته رهن التحقيق.. وأقرت الخادمة بأن الولد قد أعطاها مائتا ريال... فاستدعي من المدرسة، وأقر بما قالته الخادمة، وحولته الشرطة للقضاء وحوكم وأرسل الى جدة لتنفيذ حكم الحبس والجلد في دار للأحداث؛ حيث كان دون الثامنة عشره..

    زرت صاحب المكتب في سجن الطائف عدة مرات بشأن العمل، فقال لي أنه يحلف بالله وهو صائم انه لم يفعل بتلك الخادمة ما يفعل الرجل بامرأته.. ومع ذلك قضى في السجن أسابيع وربما شهور لم أعد اتذكر، وتم استدعائي للشهادة حيث ارسلوا لي دورية لتأخذني للمخفر وكذلك تم استدعاء زميلي مصطفى.. فسردت لهم ما حدث منذ البداية حيث أحضرها كفيلها للمكتب وإتصالي بصاحب المكتب الذي طلب مني استلامها وإبقائها بالمكتب حتى حضوره.. ومن ثم حضوره في اليوم التالي وأخذه للخادمة من المكتب إلى بيته، وقد طلب مني الضابط ان اكتب الشهادة بنفسي في دفتر التحريات، بينما كان يسجل هو اقوال زميلي مصطفى.. وكنت قد رأيت الخادمة- وأظن أن إسمها سرياتي- في المخفر ومعها الخادمة الأخرى، وقلت في نفسي ماذا لو قالت شيئاً عني؟ إلا أنها كانت تعرف من أين تؤكل الكتف.. فقد طلبت عبر المترجم تعويضاً قدره مائتي الف ريال حيث ادعت ان صاحب المكتب فعل فيها ما فعل - والذي حلف بأنه لم يحدث- إلا أن تقرير الطبيب الشرعي أكد الفعل لكنه لم يثبت نسبه لصاحب المكتب.. بالطبع لم يكن لي صلة بذات الفعل..

    ولم يثبت على صاحب المكتب شئ إلا أخذه للخادمة ووضعها في البيت وأهله غير موجودين، فقال لهم أأتركها في المكتب وسط الموظفين أم آخذها للمكتب؟ ولكنهم بعد شهور من التحقيق والحبس حكموا عليه بالجلد بتهمة الإختلاء.. وتم إغلاق مكتب الإستقدام وإلغاء الترخيص.. فأصبحت بلا عمل تقريباً..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-06-2014, 05:46 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 195

    نواصل ...

    وأصبحت خالي عمل

    بمناسبة عقوبة الجلد في السعودية.. وللمقارنة فقط مع تلك العقوبة في السودان؛ فإنه مسموح للمدان ساعة تنفيذ العقوبة أن يكون ملثماً، كما أن القرار الذي يتلى قبل التنفيذ لا يذكر فيه إسم المدان، فقط يكتفى بالقول: (إن هذا الماثل أمامكم مدان بكذا وكذا) ورغم أن العقوبة تتم في مكان عام كالسوق مثلاً إلا أنه يمكن للمدان أن لا يظهر حقيقة نفسه، ولا المنفذ يظهرها.. كما أنه مسموح له بأن يلبس ملابس كثيرة حتى لا يؤلمه الضرب.. والضرب يكون بعصا صغيرة (بسطونه) حينما يضرب بها الشرطي المدان لا يفارق ذراعه جنبه أبداً، فقط يتحرك ساعده بالعصا، كما ان الجلد يكون ضربة في أعلى الظهر مكان الكتف، وضربة في أعلى إليتيه.. وفي السودان بسوط العنج وبأقصى قوة يملكها العسكري ويبطح الرجل- كما المرأة على الأرض- وتجلد المرأة أمام الرجال.. وتعلن أسماء المدانين وإدانتهم.. وأذكر أيام النميري كانت تعلن الأسماء في وسائل الإعلام، بل بشهرة المدان أيضاً او بشهرة أحد اقربائه.. وما ذنب القريب في جريمة او جناية او جنحة ارتكبها قريبه؟ (ولا تزر وازرة وزر أخرى)..
    نعود لقضيتنا، ومكتبنا الذي تسببت في إغلاقه سرياتي- وربما صاحبه- فلم نعد نستقدم العمال والسائقين الخادمات.. ولكن نشاط مؤسسة المقاولات استمر، وتذكرت الآن كيف أن صاحب المكتب استقدم أحد أبناء النيل ليكون مسؤولاً عن مكتب الإستقدام ومؤسسة المقاولات كليهما؛ أن يكون رئيسنا انا وزميلي مصطفى المسؤول عن مكتب المؤسسة.. وحينما وصل هذا المسؤول كنت مسافراً للسودان في إجازة.. وقضيت يوم أو يومين معه قبل سفري وسلمته المكتب، وكان يقول لنا: لا تقولوا لي يا بيه قولوا لي يا أبو فلان.. وأنا من ناحيتي سواء قال لي ذلك ام لم يقل لي فلن أقول له يا بيه.. ببساطة لأنني لست من بلده ولا أستخدم مثل هكذا صفات.. وحتى زميلي مصطفى وهو إبن جلدته استاء من هذا الكلام.. وكنا نستغرب من كفيلنا كيف يأتي بشخص ثالث ونحن نقوم بالعمل على أكمل وجه، وكان الأولى ان يوزع راتب هذا الشخص علينا حيث كانت رواتبنا متدنية جداً مقارنة بما نقوم به..

    المهم بعد قضاء إجازتي بالسودان رجعت فلم أجد هذا الشخص في المكتب ولا في الطائف ولا في السعودية.. ماذا حدث يا مصطفى؟ قال لي مصطفى: لقد جاءه اتصال هاتفي من أسرته وصار يبكي ويقول ان البيت إنهد على أطفاله.. وطلب من الكفيل عمل تأشيرة خروج وعوده له ليسافر لأسرته.. واستجاب له الكفيل.. ثم تكشفت الأوراق بعد سفره حيث اتضح أنه كان يعطي العمال سلفيات ويقيد ضعفها عليهم في السجلات، ويطلب من طالبي استقدام الخادمات خمسمائة ريال إضافية لتسريع إجراءات استقدام خادماتهم، ويقول لهم: (استقدام عادي بخمسة آلاف، ومستعجل بخمسة آلاف وخمسمائة).. والخمسمائة لا يعطي إيصالاً لها، بل يعطي إيصال بخمسة آلاف فقط.. ولم يرجع بعد ذلك، ومؤكد أنه لن يرجع.. وما كان ذلك الاتصال الهاتفي والبكاء والنحيب غير تمثيلية ليهرب بغنيمته.. طيب ما قلنا ليك يا كفيلنا من الأول..

    بعد حادثة سرياتي وإيقاف نشاط المكتب اضطررت للعمل كعامل مع البنائين التابعين لمؤسسة المقاولات، وعلى ما أذكر كنت في السابق أشرف على العمال في مشروع تشطيب فيلات الحرس الوطني عندما يكون زميلي مصطفى في إجازة.. وذلك نهاراً، بالإضافة إلى أعمال مكتب الإستقدام مساء.. أما الآن فكنت أعمل (طلبه) لكي لا أبقى عاطلاً ولكي أنال القليل من الأجر (30 أو 50 ريال في اليوم) الذي يعينني على العيش وإرسال ما تيسر لأهلي بالسودان..

    ثم التحقت بعمل بائع في محل ملبوسات كان صديقنا محمد علي النوري يعمل فيه، ومحمد هذا كان قد استقدمه كفيلنا – لا أذكر تحت كفالته ام لصالح كفيل آخر- وكان قد عمل في الجمعية التعاونية في أبو راكه قرية كفيلنا، ثم رجع للطائف واشتغل في محل المبلوسات هذا الذي على ما أذكر اسمه (معرض التوفير).. المهم اشتغلت بائع في المعرض لفترة من الزمن ربما شهر او أكثر لا أذكر وبراتب ربما 1500 او 1800 ريال لا أذكر.. وذات مرة أبديت ملاحظتي على قلة الراتب للعمال او على ساعات الدوام لا أذكر فاستغنى عن خدماتي صاحب المعرض.. ثم انتقلت للعمل مع مكتب للسفريات يملكه موظف بالبنك الأهلي، وكان راتبي 2000 ريال، ولم ينجح المكتب لأنه كان في شارع جانبي في حي شعبي، وكان يضع صور للخطوط السعودية وبوسترات فيما يوحي بأنه وكيل للخطوط، وذات مرة جاءني شخص وسألني عن صاحب المكتب فقلت له أنه غير موجود فقال لي قل له يراجعنا في مكتب الخطوط السعودية لأنه ليس وكيل للخطوط ويضع بوسترات توحي بذلك.. فلما جاء صاحب المكتب أخبرته فبدأ بنزع تلك البوسترات بنفسه..

    ولم يقصر أصحابي في الطائف مثل صالح عمر وخليل محمد خليل في البحث لي عن عمل هنا او هناك ومن ضمنها مكتب السفريات المذكورة أعلاه، وكان استغرابي أنه يتم قبولي للعمل ثم ينتهي الأمر الى لا شئ، واحياناً يحددوا لي موعداً لبدء العمل ولكن لا أباشر العمل.. حتى اصدقائي هؤلاء كانوا اكثر استغراباً مني.. وحتى اقربائي في جدة كانوا يجدون لي وظيفة هناك مثل عمنا تاج السر شنيبو عليه رحمة الله، ولكن كالمعتاد لا أوفق في الدخول إليها.. إلا واحدة كانت في شركة تسمى القريشي في حي السلامة بجدة، حيث عملت كسكرتير في تلك المؤسسة التي تتعامل في بيع المواد الغذائية بالجملة.. وكان هناك أخوان يديرانها، احدهما متفرغ لها والآخر مهندس يأتي فقط في الأمسيات، واختلفت مع المهندس فأوقفني عن العمل ولم يرد شقيقه ان يخالفه، فأخذني في إحدى الشركات التابعة له وهي شركة ليموزين منشأة حديثاً ومقرها في نفس المبنى، وكنت أسكن في غرفة في شقة في نفس المبنى، وبقية الغرف في الشقة يسكنها فلبينيون يعملون بالشركة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-07-2014, 05:21 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 196

    نواصل ...

    توظفت في دله البركة


    أثناء تواجدي بجدة كان حسن إبن عمي يعمل بشركة دله البركة، فأخبر مدير الإدارة بخصوصي فقال له ان لديهم وظيفة سكرتير في الإدارة، وبعد شهور من الإنتظار تم تعييني سكرتير بإدارة الاستثمارات العامة بمجموعة دله البركة، وكان مدير الإدارة هو عبد الرحمن عبده، ونائب الرئيس للاستثمارات العامة هو الدكتور عبد الفتاح ناظر.. واستلمت الوظيفة في اول اكتوبر 1988م وبعد حوالي الشهر استخرجوا لي تأشيرة عمل من دله البركة، فطلبت من كفيلي في الطائف ان يعمل لي تأشيرة خروج نهائي، ففعل فأخذت تأشيرة دله البركة وسافرت بها إلى السودان حيث قابلت عابدين وكيل دله في السودان وسلمته جواز سفري وصورة التأشيره فطلب مني إجراء فحوصات لدى عيادات معينة وبعد معاناة مع هؤلاء الأطباء ومحاولة استنزافي لعمل منظار واشياء من هذا القبيل رجعت لعابدين وقلت له انني مقيم بالسعودية بالفعل وقد انهيت اقامتي للتو ولا داعي لاعتباري ذاهب للسعودية لأول مره.. فتركوني وشأني وأكمل اجراءات تأشيرتي في السفارة السعودية وسلمني الجواز..

    في هذه الفترة وأنا في السودان الخط شبك مع بنت بنت عمتي في الخرطوم..

    بعد حوالي الشهرين رجعت للسعودية وواصلت عملي في دله البركة.. وبقيت الى حين في سكن شركة الليموزين وكنت بالمساء اعمل معهم، وبما أن المسافة بين مقر سكني والشركة ليس فيه مواصلات فاتفقت مع احد سائقي الليموزين التابعين للشركة (وإسمها ليموزين البحر) لتوصيلي يومياً من السكن الى الشركة بحوالي 500 ريال شهرياً.. ثم بعد ذلك انتقلت للسكن مع اقرباء لي عزابه- محمد وداعه- بحي الثعالبة.. ثم اشتريت سيارة مستعملة (نيسان- داتسون 140 واي موديل 1979م).. كنت اتنقل بها بين السكن والشركة وكذلك بين جدة والطائف التي كنت ازورها بانتظام وأصل اصدقائي القدامى خاصة الدكاترة الصيادله أسامة خضر ومحمد سعيد نوري وكذلك زملائي في العمل بمحلات التوفير للملبوسات الجاهزة محمد علي نوري وعوض ميسان ودفع الله.. وكذلك كفيلي وابناءه واصدقائي سيف عبد الله سيف وعايض الشلوي واحمد الأحمدي الحربي، وكذلك جيراني القدامى في حي العقيق..

    وغالباً كنت ارجع من الطائف فجر السبت حيث أصلي الفجر وأتحرك عبر جبل الهدا الذي يكون في تلك الساعة من الصباح هادئاً وكنت أرى القرود تنزل من الجبال لحافة الطريق، ولكن إذا ارتفعت الشمس قليلاً فإنها تختفي وتعود الى اوكارها في الجبال (تبدل الحال فيما بعد وأصبحت تتواجد طوال اليوم، بل وأصبحت تألف الناس وتنتظرهم ليعطوها الموز والفواكه والخبز)، وكنت استمتع بسماح إذاعة أمدرمان من مذياع سيارتي لا سيما في أعلى الجبل، حتى إذا ما هبطت الى السهل اختفت الموجه.. وكنت أصل مباشرة الى مقر الشركة مع بداية الدوام لا سيما وان مقرها في اول شارع فلسطين من جهة الخط السريع القادم من مكة..

    كان يعمل في إدارة الاستثمارات العامة غير مدير الإدارة إبن عمي حسن عبد الرحيم قيلي وعثمان احمد المقابل ومحمد الحسين سيد احمد الذي انتقل اليها من شركة الراجحي مؤخراً (أيام بداية عملي معهم) وكان هؤلاء الثلاثة محللين ماليين، وثلاثتهم سودانيين، وكان هناك مساعد إداري سعودي هو فهد وطابع على الآلة الكاتبه هو مصطفى نصر وهو سوداني ايضاً، وكاتب آخر هو جمال برهان وهو اريتيري، كما يوجد اخصائي كمبيوتر هو سليمان توماويس وهو فلبيني مسلم، وفراش مغربي هو بولحروز الحسن..

    في 12/12/1989م أجريت عملية استئصال اللوز، وكان معي وقتها والداي حيث قدما للعمرة، وفي نفس هذا التاريخ بعد ان خرجت من المستشفى ورجعت لعملي أخبرني عبد الله عوض المحاسب بالإدارة المالية بمجموعة دله والتي توجد بالدور الخامس مع ادارة الاستثمارات العامة، اخبرني أنه قرأ لي موضوعاً في الشرق الأوسط بذات التاريخ، وكان الموضوع بعنوان: (خلط أهل المشرق بين جامعة القرويين وجامعة القيروان) وهو ثاني موضوع أرسله للشرق الأوسط، فنشروا هذا وبعثوا لي رسالة تفيد بوصول الأول وكانت بتوقيع نائب رئيس التحرير آنذاك محمد التونسي، وتحثني الرسالة على مواصلة الكتابة، وهي عبارة عن إعتذار مبطن لعدم نشر الموضوع الذي أذكر انه كان بعنوان: (انتبهوا حكام السودان الجدد فإن السلطة مفسدة)، وفي نفس الوقت دعوة للكتابة بالجريدة.. وبالفعل نشروا لي كل موضوع أرسلته لهم بعد ذلك..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-08-2014, 05:20 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 197

    نواصل ...

    خطبت وتزوجت

    عندما كنت في اندونيسيا في العام 1986م تزوجت افروديت من أحد أقربائها وهو أيضاً من أبناء حينا 114 بمدني، والذي كان مستقراً من مدة طويلة بالعاصمة الخرطوم.. وبذا انقطع كل رجاء وأمل للعودة إليها والإقتران بها.. وبما أن العمر يمضي وهأنذا قد تعديت ثلث القرن عمراً فكان لابد ان ألحق بقطار الزواج.. لم يخفق قلبي لحب غيرها، فما الحل؟ لم يكن هناك حل غير الزواج بالعقل.. أي الإختيار بالعقل لا بالقلب.. ويبدو ان الجمال كان له الغلبة في نسب المطلوب في زوجة المستقبل، حيث لم يقبل عقلي من هي أقل جمالاً من افروديت- التي لم أكن أحبها لجمالها، بل أحببتها وتصادف انها كانت جميله، ثم ازدادت جمالاً- لذلك كان ترشيحي للجميلات.. ثم ألقيت بتلك الفكرة جانباً.. لا يمكن أن أتزوج بعقلي فقط.. لابد من أن يخفق قلبي لمن سأتزوجها.. وتركت لنفسي العنان ان تلتقط اي طرف خيط صادر من اي فتاة.. فوجدت خيطاً ولكنه كان (مشربك) فتركته، ووجدت ذاك مقطوعاً من البداية فألقيت به جانباً، ووجدت آخراً معقداً.. وواصلت رغم كل ذلك.. فكان الخيط الوحيد الذي ثبت في يدي وواصلت التمسك به هو الخيط الذي قادني لبنت بنت عمتي كما أسلفت.. وكان ذلك في أواخر العام 1988م، وبعد سنة خطبتها من والدتها التي أخبرت والدها، ثم أكمل أهلي الموضوع بطلبها رسمياً من اهلها..

    ثم جئت للسودان في اجازة وكنا وقتها مخطوبين وكانت تدرس دبلوم محاسبة بجامعة السودان.. وعند انتهاء دراستها تم الزواج، وكان يوم حفل توزيع شهادات تخرجهم هو يوم زفافنا، وقد حضر زملاءها وزميلاتها حفل التخرج ثم توجهوا من الجامعة الى حي الرياض بالخرطوم لمشاركة زميلتهم سميه هاشم، وكان ذلك في 23/7/1992م، حيث كان الفنان محمد ميرغني يغني.. بينما غنى ياسر سيد خيلفه (من أبناء مدني وكان يقلد سيد خليفه بنفس صوته) في حفل الحناء في مدني في منزلنا بحي عووضه في الليلة السابقة..

    في صبيحة اليوم التالي، اي يوم 24/7/1992م تمت مراسم الجرتق بمنزل هاشم مكاوي وأذكر ان جيرانهم الخواجات- وكانوا يعملون في منظمة إغاثية بالسودان- صوروا الجرتق وسألوا عن تلك العادة السودانية.. ثم توجهنا ومعنا وزيرتا العروس سميره هلوده ورويدا بسيارة إبن عمتي الرشيد عكاشه الى الاستديو للإلتقاط صور بالزي البلدي، بينما التقطنا بزي الزفاف صوراً في الليلة السابقة عقب الانتهاء من الكوفير .. ثم بعد التقاط الصور توجهنا الى فندق السودان حيث كنت قد حجزت غرفة هناك.. ثم غادرنا الوفد المرافق.. كان موقع الفندق رائعاً حيث كان يطل على شارع النيل وعلى النيل الأزرق.. وقد تمشينا كثيراً على شاطئ النيل الأزرق، وزرنا حديقة الحيوان التي كانت قريبة جداً من الفندق واستقبلتنا هناك إبنة عمي آسيا عبد الرحيم التي كانت تعمل هناك..

    صورة لحظيرة النعام بحديقة الحيوان بالخرطوم التقطتها بكاميرتي في زيارتنا تلك

    000062.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    كذلك زرنا متحف السودان القومي وتجولنا فيه واستمتعنا بما فيه من مواد تاريخية لأول مرة نراها.. والصورة أدناه لشخصي في حديقة المتحف

    000102.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    بقينا ثلاثة ايام في فندق السودان ثم انتقلنا الى القرين فيلدج التي تقع وسط غابة على النيل بجوار معرض الخرطوم الدولي، وكانت في الأصل مقر ضيافة وفود المعرض، وهي عبارة عن بيوت جاهزة التصنيع مثل تلك التي توضع في المعسكرات، وهي قابلة للنقل ومصنوعة من فايبر قلاس، وموزعة بين أشجار الغابة، وهناك مبنى الإدارة والمطعم وأمامهما ساحة فيها نافوره.. وما زلت أذكر حركة وأصوات الورل الذي يسكن تحت غرفتنا ويتجول بين الغرف وبين الأشجار.. كان فندقاً جميلاً ومميزاً وغير تقليدي ورومانسياً أيضاً..

    الصورة للعروسين في حدائق القرين فيلدج

    000021-2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-09-2014, 05:17 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 198

    نواصل ...

    شهر العسل في أديس أبابا

    بعد إتمام عقد القران أصدر أهل سميه لها جواز سفر مستقل- بعد ان كانت مضافة في جواز سفر دبلماسي لوالدتها، حيث كان أبوها بدرجة وزير في أواخر العهد المايوي، وكان يشغل منصب رئيس جهاز التفتيش الإداري.. ثم أرسلوا لنا جواز السفر الجديد فأخذته مع جوازي ووثيقة عقد القران وتوجهت نحو إدارة الجوازات لعمل تأشيرة خروج لها بغرض السفر الى اثيوبيا لقضاء بقية شهر العسل هناك.. فطلب مني ضابط الجوازات تصديق العقد من المحكمة، فذهبت للمحكمة، وبما أن العقد كان حديث عهد فلم يصل لتلك المحكمة، فأرسلوني للمحكمة التي يتبع لها المأذون في حي العمارات.. وبعد ان صدقت العقد طلبوا مني أخذ الإذن من جهاز الأمن- الذي كان له مكتب في إدارة الجوازات نفسها- ولكن كان دوامهم قد انتهى ولا مناص من الانتظار حتى السبت، فرجوتهم أن يتغاضوا عن هذا الشرط سيما وأن رحلتي التي حجزت عليها مساء الخميس وستفوتني إن انا انتظرت حتى يوم السبت، وأن يكتفوا بعقد القران المصدق وب (الحنة) التي على يديّ فرفضوا وعلمت أن ذلك التشديد مرجعه الى ان بعض الرجال يسافرون مع زوجاتهم بعقد قران سليم ولكن الزوجة لا تكون زوجة حقيقية وإنما بائعة هوى تستأجر ذلك الزوج ليخرجها لتمارس تجارتها في الخارج مما يسئ لسمعة البلد..

    يعني لم يشفع لي قطع شهر عسلنا للتفرغ للتأشيرة وتوثيق العقد ولم يشفع لي وظيفتي في الجواز والشركة المعروفة التي اعمل بها في السعودية، ولم يشفع لي إسم والد العروسة الذي كان وزيراً سابقاً.. وكان لابد من انتظار السبت.. فاحتطت لأي مفاجآت أخرى وأحضرت معي العروسه فربما يطلبونها شخصياً.. ومن الصباح الباكر تركنا غرفتنا الباردة وقطعنا نومتنا وحضرنا الى مقر مكتب الأمن الذي لم يكن به أحد، فبقينا ننتظر حتى حضر الموظف، وما إن جلس على كرسيه حتى دخلنا عليه وسلمناه الجواز والورقه فقام على الفور بالتأشير عليها، وقال لنا: (ديل ما عارفين شغلهم- يقصد موظفي الجوازات- لأن موافقة الأمن دي للماشه مع خالها مع عمها مش مع زوجها)! يعني انتظرنا يومين وفوتنا الطياره لأن موظفي الجوازات ما عارفين شغلهم؟ ثم سلمنا الجواز لإدارة الجوازات بعد أن ذكرت لهم ملاحظة ضابط الأمن من أن موافقة الأمن ليست لمن يرافقها زوجها.. ولا أدري هل ختمنا تأشيرة الخروج فوراً ام انتظرنا لفترة أم ذهبنا وعدت لاستلامها مرة أخرى من إدارة الجوازات.. والحمد لله أن الدخول لاثيوبيا لم يكن يتطلب تأشيرة دخول من سفارتهم بالخرطوم وإلا لكان وقت إجازتي قد انقضى وراء التأشيرات..

    رجعنا الى الفندق وبقينا فيه ربما ليلة أخرى ثم انتقلنا الى منزل أسرة العروسة ثم تأهبنا للسفر الى اديس ابابا.. وفي اليوم الأخير من يوليو أو اليوم الأول من أغسطس صعدنا الى طائرة الخطوط الإثيوبية، فجاءت المضيفة ودعتنا الى الانتقال الى مقاعد درجة رجال الأعمال حيث هناك مقاعد شاغره، ولا أدري لِمَ لمْ نلبي طلبها فبقينا في أماكننا، وربما بقاءنا في مقاعدنا بالدرجة السياحية كان أفضل لنا حيث ان الذي كان يجلس بجانبي سوداني رجل اعمال يسافر كثيراً الى اثيوبيا فأرشدنا الى الفندق الذي ينزل فيه مما كفانا مؤونة البحث عن فندق عقب وصولنا الى مطار أديس أبابا..

    حلقت الطائرة فوق أديس أبابا التي تحيطها الجبال المخضرة، وكان الجو غائماً والسحب تلبد السماء.. ثم هبطت الطائرة في ارض المطار المحاط بالجبال أيضاً.. كان مطاراً بسيطاً وصغيراً، نزلنا من الطائرة وتوجهنا نحو الصالات وعبرنا كاونتر الجوازات بيسر وبدون تعقيد.. ثم التقطنا امتعتنا من صالة العفش وخرجنا ومعنا صديقنا السوداني حيث استقلينا تاكسي عبر بنا في طريقه الى البلد مناطق عشوائية ثم بدأ العمران بدخولنا الى اديس أبابا، ثم توقف التاكسي أمام فندق "قيون" وهو فندق خمس نجوم يقع وسط أديس أبابا، وكان للفندق حديقة كبيرة امامه بها أشجار ونجيله وزهور، رغم أنه يطل على الشارع الرئيسي القادم من المطار.. توجهنا الى كاونتر الاستقبال وسجلنا اسماءنا ومعلوماتنا واستلمنا مفتاح الغرفة وودعنا صديقنا وصعدنا الى غرفتنا التي كان لها شرفة تطل على منظر خلفي بديع..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-10-2014, 02:30 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 199

    نواصل ...

    أديس أبابا أو الوردة البيضاء..


    بعد أن اغتسلنا ونمنا واستيقظنا لبسنا ثيابنا وهبطنا الى صالة الاستقبال في الفندق، وقد لاحظنا أنهم جعلوا قسماً من الصالة لعرض وبيع المنتجات التقليدية الإثيوبية، وبطاقات بريدية عليها مناظر من إثيوبيا، ثم خرجنا من الفندق وتفرجنا على الحديقة الجميلة التي أمام الفندق، ثم تمشينا قليلاً في الشارع الذي يمر من أمام الفندق وهو نفس الشارع الرئيس الذي يمتد من المطار الى وسط المدينة.. على هذا الشارع محلات تجارية وفنادق، وبينما نسير ألح علينا طفل صغير في السؤال، وكان يتكلم الإنجليزية بطلاقة رغم صغر سنه (ربما كان في التاسعة أو العاشرة او دون ذلك) ورغم انه شحاذ.. وسألناه عن إسمه فقال إن إسمه محمد، فقلت له أي أنك مسلم، فقال لا، انا مسيحي.. كيف تكون مسيحي واسمك محمد؟ فقال ممكن، لم لا؟

    المهم هو يتكلم معنا ونحن نسير في الشارع ويصر على أن نعطيه.. فقلت له لا نملك (بر) لأننا وصلنا للتو لأثيوبيا ولم نصرف بعد فلوسنا.. فأشار الى زوجتي وقال لي قل لها تعطيني.. فقلت له من أين لها (بر) لتعطيك؟ فقال لي هي إثيوبية وأكيد معها بر؟ فضحكنا.. وقلت له إنها ليست إثيوبية.. بل سودانية.. ويبدو انه لم يصدق واعتبرني أتحايل عليه لكيلا أعطيه.. ولما اقتنع بأنها ليست إثيوبية استغرب وقال إنها تشبه الإثيوبيين شبهاً شديداً، بل والأمهرة تحديداً.

    نفس الشئ حدث عندما تجولنا على أقدامنا لمسافة أطول حيث جلسنا في حديقة عامة كبيرة، فجاءت إلينا فتيات صغار يبعن ما يشبه حب الذرة المقلي- كالتسالي عندنا- وأيضاً رطن مع زوجتي على أساس أنها إثيوبية ولم يصدقن أنها سودانية..

    Ethiopia011.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    يبدو أننا في مدخل حديقة Revolution Square بأديس وخلفنا الشارع الرئيسي الذي يصل أديس بالمطار، وتبدو مباني تجارية وفنادق خلفنا..

    وذات مرة دخلنا فندق آخر وفي الإستقبال رطنت الموظفة مع زوجتي، وبما أنه لدينا خلفية عن شبه زوجتي بالأمهره فقد ضحكنا وقلت لهم هي ليست إثيوبية، فقالت الفتاة: لا يمكن أن أصدق، بل إنها تشبه شقيقتي شبهاً يفوق الوصف.. قلت سبحان الله، يخلق من الشبه أربعين .. حتى ولو في إثيوبيا..

    أول ملاحظاتي على الإثيوبيين أنهم مسالمون جداً، ونظيفون جداً، وتحس بأن الحضارة فيهم ضاربة بجذورها في عمق التاريخ.. بالفعل تلاحظ أنهم أهل حضارة موغلة في القدم، ليسوا كبقية الشعوب التي حولنا.. أنيقون لدرجة كبيرة .. فالنساء إما يلبسن الزي التقليدي او الزي الإفرنجي، والرجال كذلك، ودائماً ما تجد الرجل يلبس البدلة الكاملة (الفل سوت) والحذاء والشراب.. ولابد أن يكون الحذاء لامعاً او ملمعاً.. وبمناسبة الحذاء اللامع.. كان قرب الفندق صبي صغير يجلس امام طبلية يبيع فيها اشياء بسيطة مثل اللبان والحلويات البسيطة والأمشاط واشياء قد لا تساوي في مجملها عشرة جنيهات، ورغم ذلك كان هناك صبي ورنيش يمسح حذاءه.. أين كبار موظفينا وتجارنا بل ومليونيراتنا من هذا؟

    ذهبنا ذات مساء الى (التكل) وهو مبنى تقليدي من القش (كرنق) فيه جلسات بنابر ويقدم فيه المشروب الحلال والما حلال، ويعزف فيه آلات موسيقية محلية.. وقد شربنا الـ (بنّه) أي البن أي القهوه، ثم خرجنا حوالي منتصف الليل ووقفنا ننتظر تاكسي لينقلنا للفندق، فجاء إثيوبي سكران ورطن معنا ثم تقدم بطريقة مفاجئة نحونا مما دفع بزوجتي للإلتفاف خلفي وهي ترتجف، والسكران يضحك.. فانتهرته وتكلمت معه بلهجة حادة وبصوت عالي باللغة الإنجليزية التي يبدو أنه لم يفهمها، ثم جاء أحد الواقفين قربنا وسحبه بعيداً ودس في يده قطعة نقدية.. فأكبرت ذلك التصرف من هذا الرجل.. ويبدو أن السكران المسكين كان يريد حسنة ولكن حسب (الفي راسو) أظهرها بمظهر العدواني.. المهم ركبنا التاكسي وانصرفنا.. وما زالت باقية في ذاكرتي رغم مرور عقدين عليها..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-13-2014, 07:03 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الحلقة 200

    نواصل ...

    الحفلة الليلية لفندق الهيلتون

    تعرفنا في الفندق على سوداني يعمل في البنك السعودي البريطاني بجدة، وله زميل اثيوبي من اصل حضرمي كان يدعوه دائماً لزيارتهم في اثيوبيا، وقد دعانا محمد السوداني هذا الى الحفل الليلي الذي يقيمه فندق الهيلتون في أديس أبابا، فذهبنا معه وكان يحيي الحفل مطرب إثيوبي كانت معظم أغانيه سودانية، فغنى لأحمد المصطفى ولمحمد وردي ولسيد خليفه ولخوجلي عثمان.. وما زالت عالقة بذهني أغنية (قم يا طرير الشباب) ورغم صعوبتها إلا أنه أداها بصورة جميلة مع فشله في نطق بعض الكلمات التي أرى انها بالفعل صعبة للناطقين بغير العربية..

    Ethiopia015.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي (أبشّر في الفنان الإثيوبي)

    000059-Copy.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وتلك صورة أخرى، وفي يوم آخر

    كان قد دعا معنا ايضاً شاب سوداني إدعى أنه يسكن حي الرياض بالخرطوم، وبما أن زوجتي تسكن الرياض أيضاً فقد عرفت وصف بيته الذي لا يبعد كثيراً عن بيتهم.. وقد تعرفنا على رجل كبير في السن أيضاً وهو رجل أعمال جاء لإثيوبيا في مهمة عمل، وبالونسة عرفنا أنه يقرب لجيران زوجتي.. ويبدو أن الشاب من الصنف الذي يلمع نفسه جيداً ويدعي ما ليس فيه.. ويبدو أنه قد نصب على رجل الأعمال كبير السن هذا .. وقد علمنا ذلك فيما بعد حيث بعد رجوعنا للسودان جاء الى قريبته- جارة زوجتي- لترشده الى بيت زوجتي التي طلب منها ومن قريبته معرفة بيت ذلك الشاب الذي وصفه لهم بأنه بجوار (شامل هاوس)، فذهبتا الى هناك يبحثان عن الشاب، فاتضح أنه لا يسكن هناك بل شقيقته هي التي تسكن هناك، وقد دلتهما شقيقته على بيتهم بأم درمان، فذهب رجل الأعمال إليه في بيته حيث تفاجأ به هذا الشاب، ويبدو أن رجل الأعمال رضي من الغنيمة بالإياب حيث استرجع منه أوراق مهمة وتغاضي عن أشياء مهمة اخرى- ربما تكون أموالاً.. تذكرت هذا الآن وأحببت أن اكتبه ليتنبه الناس إلى مثل هكذا نصابين يلتقونك في الغربة وينصبون لك الفخاخ..

    في أثناء تجوالنا في شوارع أديس لاحظنا ان هناك شاب كان يسير خلفنا لمدة طويلة، ثم اقترب منا وتحدث معنا وقال ان هناك جالية يهودية في اديس ولديها محلات فيها مصنوعات تقليدية، وابدى رغبته ان يأخذنا الى هناك.. وبالفعل ذهبنا الى سوق شعبي يسمى (بياسه)، وهناك وجدنا محلات لبيع المصنوعات الجلدية والملابس التقليدية وغيرها من التحف.. ويبدو ان هذا الشخص الذي قابلنا (بالصدفة) في الشارع وتحدث معنا عن موضوع اليهود في اثيوبيا- كمقدمة لما يرمي إليه- ما هو إلا مرشد لهؤلاء التجار ليروج بضاعتهم ويأخذ عمولته عن كل زبون يأتي به..

    بالفعل اشترينا بعض الصناعات التقليدية أذكر منها لوحة زرقاء مربعة من المخمل عليها مجسم بارز لخريطة إفريقيا ملصق عليها نحاسات صغيرة على أشكال الحيوانات البرية التي تعج بها إفريقيا، كذلك اشترينا بوستر لطفلة إثيوبية – ما زhلت حتى تاريخ كتابة هذه السطور موجودة في بيتنا- وبوستر لشابة إثيوبية بملابس تقليدية، وأعلى اللوحتين عبارة (13 months of sunshine).. كذلك فروه دائرية مصنوعة من قطع جلدية صغيرة مربعة- يبدو أنها من جلد الماعز- مختلفة الألوان والأشكال على صفين أو ثلاثة صفوف، مخيطة الى بعضها البعض، وتصلح أن تكون فرشة مثل السجادة في وسط الصالون..

    الصورة المرفقة لشخصي في حفل فندق هيلتون أديس أبابا

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-14-2014, 05:23 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 201

    نواصل ...

    فندق أوردانوس وزميلة محمد هاشم

    بقينا في فندق قيون هذا حوالي ثلاثة أيام ثم بدأنا نبحث عن فندق آخر السكن فيه بالبر وليس بالدولار، حيث ان السعر الرسمي للدولار كان 2 بر، بينما السعر في السوق السوداء 7 بر، بالتالي سنوفر الكثير اذا دفعنا أجرة الغرفة بالبر.. وفي أثناء تجوالنا على الفنادق وجدنا فندقاً جديداً ونظيفاً وأنيقاً وبسعر معقول جداً، ويسمى أوردانوس.. فقررنا الإنتقال إليه.. وفي آخر يوم لنا في قيون تغدينا في مطعم الفندق الذي كان يقع تحته شارع يؤدي للفندق، وأذكر أن موكباً من السيارات الرسمية الفخمة كانت تعبر من تحت الجسر الذي فوقه المطعم، ويبدو أن اجتماعاً او مؤتمراً يعقد في قاعة المؤتمرات بالفندق في تلك الأثناء.. فكان منظراً جميلاً ان نكون جالسين نتغدى وتمر السيارات من تحتنا..

    ثم انتقلنا الى فندق اوردانوس وهو يقع على طريق المطار، أي كأنك خارج من وسط المدينة الى المطار، وكان جديداً كما أسلفت ولكن لاحظنا ان المياه الساخنة في أيام عطلتهم تتوقف، فأبلغنا المدير الذي تفهم (وضعنا) وسمح بتسخين المياه في الدوش طوال الوقت.. واعتذر لنا عن بعض القصور من عمال وموظفي الفندق بسبب حداثة عهدهم بالعمل في الفندق الذي هو ايضا جديد.

    كنا نتصل بالسودان بين الفينة والأخرى، وكان محمد هاشم شقيق زوجتي موجوداً بالسودان في اجازة حيث يدرس ويعمل بالنمسا، فأعطانا هاتف زميلته في الجامعة وهي إثيوبية وحالياً بأديس أبابا لنتعرف عليها، فاتصلنا بها وسلمنا عليها ودعتنا لزيارة منزلهم في أديس أبابا، واعطتنا العنوان، فركبنا تاكسي وأعطيناه العنوان، فأنزلنا في مكان لم نجد فيه البيت، وظللنا نمشي في الشارع دون أن نعرف المنزل بالضبط،

    000027.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لعروستي في الشارع المؤدي لمنزل الفتاة

    ويبدو أن الفتاة استبطأتنا فخرجت هي وشقيقتها للبحث عنا، وبالفعل رأيناهما من بعيد- وكان الحي هادئاً والمارة قليلون- وبالقريحة عرفتانا وتوجهتا نحونا مباشرة وعرفتانا ثم رافقناهما الى منزلهما، وكان اول منزل ندخله في اثيوبيا.. كان بسيطاً وانيقاً ومبنياً من الطوب والحجر ومكون من دور واحد، وأكرمونا بالشاي..

    000026-Copy.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة لشخصي وعروستي والفتاة الإثيوبية داخل منزلهم بأديس

    وواضح انهم ليسوا كالسودانيين او المغاربة لأنهم لم يزيدوا على الشاي ولم يدعوننا للغداء لا في ذاك اليوم ولا قدموا لنا الدعوة في يوم غيره.. وسألناهم عن والدتهم فقالوا انها ذهبت للكنيسة.. بينما أفهمنا محمد هاشم بأن الفتاة من يهود الفلاشا..

    تعرفنا في الفندق على سودانيين عرسان في شهر العسل أيضاً، ثلاثة أزواج والرجال الثلاثة يعملون في الإمارات العربية المتحدة.. حسن من أبناء الخرطوم 2 وقد كنت اتونس معه في قاعة انتظار الفندق، وعندما عرفت انه من الخرطوم 2 قلت له ان خالي علي ميرغني العازف المشهور يسكن قريب منكم في الخرطوم 3، وفي هذه اللحظة تدخل زميله الذي وصل قبل دقائق ولم يرد مقاطعتنا قبلها قائلاً لي: (علي ميرغني خالي انا.. خالك انت من وين!) وفهمت منه أنه من أحفاد الفكي مكي عربي بحي الركابية- وبالفعل فيما بعد عندما جاء الخال علي ميرغني الى منزلي في جدة سألته منه فقال لي: (بالفعل انا خاله)- والغريب أن جدة أمين لأمه إثيوبية، وزوجته بنت خالته، وقد كانا ينويان زيارة بلد جدتهما التي قدمت للسودان منذ زمن بعيد، إلا أنهم علموا بأن بلدها بعيدة جداً عن أديس ابابا لذلك صرفا النظر..

    لاحظنا في قاعة استقبال هذا الفندق وجود فتيات يبدو أنهن فتيات ليل، وقد أغرين أحد العرسان هؤلاء، حيث بعد الونسة طلبت منه ان يأخذها الى غرفته فقال لها إن عروسته بالغرفة، فقالت نستأجر غرفة أخرى، قال لها كيف وزوجتي هنا.. قالت نروح فندق آخر.. يعني مصرة وملحة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-15-2014, 06:56 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 202

    نواصل ...

    جو أديس رهيب

    كان الجو في بداية أغسطس دائم الغيوم وبارداً والمطمر ينهمر كثيراً.. ورغم إنهمار المطر الدائم فكنا نتجول حيث أن الشوارع كانت تصرف مياه الأمطار مباشرة، وكانت هناك أودية تنحدر إليها مياه الأمطار تلك، وهناك مرتفعات وتلال وهضاب وخيران، وذات مرة أرشدونا الى رحلة خارج أديس فاستأجرنا تاكسي أخذنا الى أطراف أديس حيث صعد في دروب جبلية ألى أعلى الهضبة، ومن ذلك المكان الذي يطل على أديس بالكامل كان المنظر رائعاً، وكأنك في طائرة وتنظر الى أسفل فترى كل المدينة تحتك، وكانت المنطقة باردة جداً وقروية حيث رأينا بعض الرعاة بزيهم البسيط يرعون خرافهم وأغنامهم في بساط عشبي أخضر يانع، وحولهم غابات بديعة.. تمتعنا بذلك المنظر الخلاب حولنا، وذلك المنظر البديع تحتنا حيث تظهر كامل أديس أبابا.. ثم قفلنا راجعين ننحدر من الهضبة الى المدينة..

    000066-Copy.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي في طرف الغابة المذكورة أعلاه

    000067-Copy.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وصورة لشخصي وبجانبي فتيات وأطفال كانوا يرعون أغنامهم في تلك التلة

    000068-Copy.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وصورة ثالثة لشخصي وعروستي .. وطبيعة ساحرة فاتنة

    لاحظنا ان اسعار مطعم الفندق اقل من اسعار مطعم قيون، حيث ان هنا الدفع بالبر الذي كنا نصرفه في السوق الأسود بسبعة بر مقابل الدولار.. لكننا تعرفنا على مطعم عربي فاخر وكان اقل من مطعم الفندق في الأسعار.. ثم ذات يوم ونحن نتجول في اديس دخلنا حديقة كبيرة تسمى ميدان الثورة وفي مدخل تلك الحديقة تماثيل لتحالف قوى الثورة، ثم احواض زهور جميلة وشجيرات وأشجار.. ثم تجولنا فيها حتى وصلنا الى (كرنق) ضخم حيث كان فيه مطعم يقدم (لحمة الصاج) تماماً كالتي نعملها في عيد الضحية في السودان.. ولكن كانت رائعة جداً وتقدم مع اللحوح (الكسره الحبشية) وكانت مع ذلك رخيصة السعر مقارنة بالمطعم العربي ومطعم الفندق.. فأخبرت العرسان الذين في الفندق فأصبحت في الأيام التالية أجدهم قبلي في ذلك المطعم..

    ذات مرة ونحن نتمشى في الشوارع القريبة من الفندق فمررنا على بقالة داخل بيت ولكن بابها يفتح على الشارع، فوقفت لأشتري شيئاً فرأيت برطمانات مربى فأخذت واحدة، ولكن كعادتي دائماً اقرأ المكتوب عليها، فوقع بصري على تاريخ الإنتاج والصلاحية، فوجدت تاريخ انتهاء الصلاحية منذ ثلاثة أعوام.. ويبدو أن البلدية هناك نااااايمه نوم العوافي، فيمكن في اي بلد حتى بلد مثل السعودية تكون السلعة منتهية الصلاحية ليوم او يومين او اسبوع بالكتير، لكن ان تكون ثلاث سنوات فهذا لا يحدث إلا في بلد من العالم الرابع، مع ملاحظة اننا قلنا في السابق أن هذا البلد ذو حضارة موغلة في القدم، ولكن المدينة قد تكون غائبة الى حد ما أو الثقافة تتوقف هنا..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

04-17-2014, 02:55 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 203

    نواصل ...

    نموذج لنصاب في أديس

    عرفني العرسان حسن وأمين على شاب إثيوبي يبدل العملة الصعبة، وفي المرة الأولى التي قابلته فيها وأردت استبدال دولارات وكان ذلك أمام فندق اوردانوس وعلى جانب من المدخل الرئيس للفندق، وكان يرافقه شخص، فمددت له المائة دولار فبدأ يفتح الحقيبة التي معه بعد أن رفعها الى صدره ليخرج الفلوس الإثيوبية، فأتي بحركة مفاجئة تنم أنه يهم بالجري فكانت ردة الفعل مني سريعة حيث تهيأت للجري وراءه.. كل ذلك حدث في أقل من ثانية واحدة.. وواصل هو استخراج المبلغ وعده وتسليمي إياه.. عجبت لتلك الحركة التي صدرت منه.. ولم أفهم مغزاها إلا فيما بعد..

    Ethiopia008.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شلة العرسان الذين صادفناهم في الفندق وأصبحوا زملاءنا في شهر العسل، وكل الشباب يعملون في الإمارات.. ويظهر في الصورة على يمينك أمين وعروسته، ثم عروستي، ثم حسن وعروسته، ثم أمير (ربما كان هذا إسمه) وعروسته

    اعتاد حسن وأمين ان يستبدلوا الدولارات لديه منذ مدة، اي منذ وصولهم تقريباً، وقد وثقوا فيه لدرجة انهم كانوا يعطونه الدولارات وفي وقت لاحق يأتيهم بما يعادلها بالبر.. وذات يوم أعطوه أربعمائة دولار وكاميرا تصوير تخص أمين لإصلاحها في السوق بمعرفته.. ثم تأخر، وطال انتظارهم له.. وانقضى اليوم ولم يظهر.. ولا في اليوم التالي، فقلت لهم لقد استدرجكم حيث كان يأخذ المائة دولار ويعود لكم بما يعادلها حتى وثقتم به، وازدادت ثقتكم به لدرجة انكم اعطيتموه اربعمائة دولار مرة واحدة، وحتماً سيكون هذا اكبر مبلغ يمكن ان يتحصل عليه دفعة واحدة، بل ومعه كاميرا.. ثم تذكرت تلك الحركة التي عملها يوم استبدلت منه المائة دولار، وفسرتها الآن- بعد اختفائه بفلوس وكاميرا هؤلاء الشباب- انه كان يقيس انتباهي ويقظتي، وهل يمكن أن لا تحدث ردة فعل لما فعله هو؟ وكل ذلك يعطيه مؤشر للشخصية التي يتعامل معها وهل من الممكن ان يستغفلها ام لا.. وقلت لهم سيراقب الفندق هو او بواسطة شريكه او شركاؤه حتى إذا اختفيتم وتأكد من مغادرتكم عاود الكرة مع غيركم.. وطبعاً لم يبلغوا الشرطة لأن تبديل العملة خارج نطاق البنوك ممنوع وبالتالي كانوا سيواجهون بالمساءلة ان هم فعلوا، واللص يدرك ذلك تماماً.

    Ethiopia009.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة المرفقة لشخصي وعروستي أمام الكرنق الذي بداخل ميدان الثورة بأديس، وبه المطعم الذي كنا نتردد عليه ونلتهم لحمة الصاج باللحوح..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

05-01-2014, 01:34 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الأخوة الأعزاء قراء هذا البوست

    آسف للإنقطاع بسبب رحيل والدتي إلى دار البقاء، وسفري لمدني للعزاء
    عليها رحمة الله

    أسألكم الدعاء لها
                  

05-01-2014, 03:36 PM

بكري عباس علي
<aبكري عباس علي
تاريخ التسجيل: 10-26-2009
مجموع المشاركات: 2264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)

    انا لله وانا اليه راجعون

    ربنا يرحمها ويغفر لها ويصبركم

    تعازي الحارة
                  

05-01-2014, 05:09 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 204

    نواصل ...

    سودري الإثيوبية

    صديقنا السوداني محمد الذي يعمل في البنك السعودي البريطاني في جدة كان يسكن في نفس فندق اوردانوس.. ذات مرة كنت أزوره في غرفته وكان أصدقاؤه الإثيوبيين من أصل يمني يمدونه بالقات، فوجدته (يخزن) ذلك القات، فقلت له ماذا تشعر وانت (تخزن) القات.. فذهب الى الحمام وبصقه ثم عاد وأجاب: أشعر بالقرف.. فضحكت على الإجابة وعرفت ان الحكاية وهم في وهم تماماً مثل السعوط عندنا في السودان..

    أيضاً كان ينزل في نفس الفندق شاعر صيدلي مرح، فكنا نجلس في صالة الفندق الرئيسية ونستمع لحكاويه الغريبة، وهو قادم من مصر، وقال أنه خرج من السودان يوم كسر النميري أول زجاجة خمر في تطبيقه للشريعة الإسلامية- أي في سبتمبر 1983م- وأسمعنا قصيدة عن كسر الزجاجة تلك فكانت مثل قصائد إمرؤ القيس.. وحكى لنا مرة أنه حينما كان في السودان وأراد زيارة مصر ذهب الى صاحب مصنع الأسبرين- وكان صديقه او زميله- وطلب منه تصنيع عشرة آلاف حبة يكون عليها علامة زائد بدلاً عن إسمها، ثم وضعها في أعلى شنطته- وليس في قاعها حتى لا يشك موظفو الجمارك فيها إذا وجدوها مخبأة في الأسفل- وتوجه نحو القاهرة، ومرت من الجمارك التي لم يكن يخاف منها لأنهم لو حللوا الحبوب في المعمل سيجدونها اسبرين، وحين استقراره في القاهرة اتصل على احد تجار المخدرات وأبلغه ان معه حبوب عجيبه، فدفع التاجر ستة الآف جنيه- كان مبلغاً خرافياً في ذلك الزمن أواخر السبعينات- ثم انتظر ردة فعل التاجر.. فإذا به بعد عدة أيام يأتي إليه ويقول له: (زودني بكمية أخرى من (أبو صليب) دي.. خلصت عندي والناس عايزين المزيد).. طبعاً التاجر والمروجين هيأوا نفوس المدمنين بأن هذه الحبة (ابو صليب) من النوع اللي ما لوش مثيل، فأكلوا الوهم وعاشوا بالوهم.. تماماً كالقات الذي (خزنه صاحبنا إياه) وكالوهم الذي (يسفه) السودانيين ويسمونه التنباك..

    اتفقنا نحن العرسان الأربعة أن نذهب الى منطقة تسمى سودري، ونسق لنا موظف استقبال الفندق الرحلة، حيث استأجرنا حافلة صغيرة (على ما أذكر بمائتي دولار)

    000001.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة لمجموعة العرسان داخل الحافلة المتجهة لسودري

    أقلت ثمانيتنا منذ الصباح الباكر بعد أن تناولنا طعام الإفطار في مطعم الفندق واتجهت نحو سودري- غريب ان اسمها هو نفس اسم بلدة سودري في غرب السودان- وكان الطريق شبه مجدب وليس كمنطقة أديس أبابا، وبعد حوالي الساعة وصلنا الى تلك المنطقة الخضراء،

    000002.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    منظر من الطريق قرب سودري، التقطنا الصورة من داخل الحافلة

    وهي شبه واحة في تلك المنطقة الجبلية، ووجدنا خلقاً كثيراً من السياح والأحباش هناك، بعضهم كان يسبح في البحيرة وبعضهم في الينابيع الحاره، وبعضهم يجلس تحت الأشجار وفوق النجيلة،

    كشخصي في هذه الصورة:

    Ethiopia010.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وبعضهم يتجول بين الأشجار وحول المباني السياحية القليلة التي منها المطاعم والمقاهي، وقد فعلنا كما فعلوا..

    صورة أخرى لشخصي وخلفي شجرة ضخمة في سودري

    Ethiopia012.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وكان الجو دافئاً- بل وحاراً- وليس بارداً مثل أديس أبابا.. قضينا اليوم هناك ثم رجعنا الى أديس أبابا في المساء.. (مرفق صورة تضمني وعروستي وإحدى العرائس السودانيات، في سودري)..

    Ethopia001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-05-2014, 05:21 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 205

    نواصل ...

    نبذة عن أديس أبابا

    وإليكم نبذة عن أديس أبابا (جات متأخرة) مقتبسة من الويكيبيديا..

    أديس أبابا وتكتب أحيانا أديس أبيبا، وتأسست في عام 1886. (في اللغات الإثيوبية: الأمهرية، أديس أبابا معناها "زهرة جديدة" وهي عاصمة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي وسابقتها منظمة الوحدة الإفريقيةوOAU، وأيضا أكبر مدينة في إثيوبيا، ويبلغ عدد سكانها 2.738.248 وفقا لتعداد السكان لعام 2007. وغالبا ما يطلق عليها عاصمة أفريقيا أو "العاصمة الأفريقية" نظرا إلى أهميتها التاريخية والدبلوماسية والسياسية للقارة. المدينة يسكنها ناس من مختلف المناطق من إثيوبيا—البلد فيها ما لا يقل عن 80 جنسية يتحدثوا 80 لغة وينتمون إلى مختلف الطوائف الدينية. وتقع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على ارتفاع 7،546 قدم (2،300 متر) عند سفح جبل Entoto، مما يجعلها ثالث أعلى عاصمة في العالم.

    احتلت القوات الإيطالية أديس أبابا في 5 مايو 1936 خلال الحرب الإيطالية الحبشية الثانية، مما يجعلها العاصمة الإيطالية لشرق أفريقيا من 1936 حتي 1941 بعد أن قتل حوالي مليون إثيوبي بغاز الخردل. بعد أن انهزم الجيش الإيطالي في إثيوبيا على يد الجيش البريطاني والقوات الوطنية الإثيوبية خلال حملة شرق أفريقيا، وعاد الامبراطور هيلا سيلاسي إلى أديس أبابا في 5 أيار 1941 بعد خمس سنوات لمغادرته وبدأ على الفور أعماله في إعادة إنشاء عاصمة بلده.

    ساعد الامبراطور هيلا سيلاسي في تشكيل منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963، ودعى إلى منظمة جديدة لإبقاء مقرها الرئيسي في المدينة (تم حل المنظمة في عام 2002 وحل محلها . لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا أيضاً يوجد مقرها الرئيسي في أديس أبابا. وكانت أديس أبابا أيضا هي موقع مجلس الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في عام 1965.

    كثير من الإثيوبيين الفقراء يأتون من المناطق الريفية إلى أديس أبابا كمتسولين ويملئون بعض الشوارع. في الآونة الأخيرة، انخفض عدد المتسولين بعد محاولة الحكومة والمنظمات غير الحكومية لنقل بعضهم، وتوفير لهم التعليم وفرص العمل. انها تعتبر نسبياً مدينة نظيفة وآمنة، مع أن الجرائم الأكثر شيوعا هي النشل، النصب، والسطو البسيط.

    والمدينة هي موطن المكتبة الإثيوبية الوطنية، ومتحف الاثنولوجي الإثيوبي (والقصر السابق)، ومتحف أديس أبابا، والمتحف التاريخ الطبيعي الإثيوبي، ومتحف السكك الحديدية الإثيوبية والمتحف الوطني للبريد.

    من المباني المرموقة كاتدرائية القديس جورج التي تأسست في عام 1896 وأيضا كاتدرائية الثالوث المقدس وسابقاً كانت أكبر كاتدرائية أرثوذكسية إثيوبية . وهناك أيضا القصر الامبراطوري القديم لمينيليك الذي لا يزال في المقر الرسمي للحكومة، والقصر الوطني الذي كان يعرف سابقا باسم قصر اليوبيل (بنى ليميز الامبراطور هيلا سيلاسي بمناسبة اليوبيل الفضي عام 1955) الذي هو مقر إقامة رئيس إثيوبيا.

    ومسرح هاجر Fikir، هوأقدم مسرح في إثيوبيا، ويقع في حي بيازا. وتقع قاعة أفريقيا عبر شارع مينيليك الثاني من القصر، وهذا هو مكان المقر الرئيسي للأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وكذلك معظم مكاتب الأمم المتحدة في إثيوبيا. بل هو أيضا موقع تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (OAU) التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأفريقي.

    بالقرب من كاتدرائية الثالوث المقدس يقع مبنى البرلمان، الذي بني في عهد الامبراطور هيلا سيلاسي، مع برج الساعة الخاص به. ويقع على الجانب الآخر من البرلمان قاعة Shengo، التي بناها نظام منجستو هايلي مريم بوصفها قاعة البرلمان الجديدة. وهي أكبر بناء جاهز في العالم، حيث شيدت في فنلندا قبل أن يتم تجميعها في أديس أبابا. وتستخدم لعقد الإجتماعات الكبيرة المؤتمرات الدولية.

    صورة لشخصي وعروستي داخل حدائق Revolution Square بأديس أبابا (لم أتمكن من إنزال الصورة)

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله

                  

05-06-2014, 05:44 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 206

    نواصل ...

    وداعاً أديس أبابا.. وداعاً إثيوبيا

    في موقف بصات المدينة كان كماسرة الحافلات الصغيرة (ميني بص) ينادون كما ينادي نظرائهم في السودان: (بياسا بياسا).. وعلمنا أن بياسا هذه منطقة وسط أديس القديمة، حيث الأسواق الشعبية، فركبنا ذات يوم تاكسي وذهبنا إليها، وتجولنا في الماركاتو، وصلينا في الجامع الكبير المذكور في النبذة أعلاه، وقرب الجامع كان هناك مطعم شعبي بسيط تناولنا فيه العشاء..

    بعد 12 يوم قضيناها في إثيوبيا ما بين أديس أبابا والمرتفعات المحيطة بها وسودري، آن أوان العودة للوطن، فركبنا الطائرة من مطار أديس أبابا، وعندما أقعلت لاحظنا أن القبطان جعل الطائرة تقلع كأنها صاروخ، فقد فارقت الأرض وكانت الزاوية بينهما زاوية منفرجة كادت أن تكون زاوية قائمة.. فلم تبتعد عن الأرض تدريجياً كما تفعل في مطار الخرطوم وفي المطارات الأخرى ثم ترتفع في السماء، بل أحسسنا بأن المنظر تحتنا يبتعد بصورة سريعة جداً، فهاهي الأبقار في المراعي القريبة من المطار تبدو في الثواني الأولى وكأنها دجاجات.. والبيوت كأنها ألعاب أطفال والمزراع وكأنها رقعة شطرنج.. ثم ما لبثت مباني المطار أن اختفت في ثوان.. ويبدو أن ضيق المطار وارتفاع الجبال التي حوله جعل القبطان يقلع بها رأسياً أو شبه ذلك مما جعلني ألتصق بظهر المقعد وكأنني أرقد عليه فأحس بأنني منضغط بجسمي بقوة على ظهر المقعد.. ثم بعد أن تعدى تلك الجبال بدأ يعيدها إلى الوضع الأفقي..

    ثم دخلت الطائرة المجال الجوي السوداني، ثم ما لبثت أن مرت فوق مدينة ود مدني حيث ظهرت بوضوح مباني مصنع نسيج النيل الأزرق ومصنع نسيج مدني وغيرها من المصانع.. وكان المنظر رائعاً وواضحاً حيث كان الوقت نهاراً والطائرة تحلق بارتفاع منخفض.. ثم تابعت سيرها فوق النيل الأزرق الى أن وصلت الى الخرطوم، حيث حطت في مطار الخرطوم.. وهبطنا منها سالمين.. وبهذا تكون الرحلة الأولى- والأخيرة – لإثيوبيا قد انتهت..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-07-2014, 05:02 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 207

    نواصل ...

    بورسودان وسواكن ثم جدة

    بقيت أيام في الخرطوم ثم سافرت وعروستي بالبص الى مدني حيث قضيت مع أهلي عدة أيام ثم ركبنا البص متوجهين الى مدينة بورسودان لنعزي خالتي في فقيد الأسرة زوجها وإبن عم أمي وإبن خال أبي الراحل عابدين محمد الصادق.. كانت رحلة طويلة أخذت منا طوال اليوم مع توقف بسيط في كسلا- وبالأصح خارج كسلا- وفي نهاية اليوم وفي المساء وصلنا الى بورسودان التي بقينا فيها عدة أيام أخر حيث زرنا أهلي وأهل عروستي الذين في بورسودان، وكان قريب المدام علي الباشا دليلنا وقائدنا الى أهل زوجتي الذين لم يكن لي سابق معرفة بهم.. كذلك هيأ لنا زيارة سياحية لسواكن حيث أمضينا يوماً جميلاً ما بين آثارها وبحرها.. ثم عدنا مرة أخرى الى الخرطوم، ثم من الخرطوم غادرت أنا عائداً الى مقر عملي بجدة تاركاً عروستي هناك حتى استخرج لها تأشيرة استقدام..

    بمجرد وصولي لجدة قدمت عقد النكاح وشهادة البكالوريوس لقسم الإستقدام بالشوؤن الإدارية بشركة دله البركة حيث أصدروا لي تأشيرة استقدام في وقت وجيز، فأرسلت أصل التأشيرة إلى زوجتي في الخرطوم التي سلمتها لجارهم سراج السكرتير بالسفارة السعودية بالخرطوم وكان يسكن جارهم وأسرته تزور أسرة زوجتي باستمرار خاصة زوجته وإبنتها ذات الخمسة عشر ربيعاً، وكان له إبن يعمل بالبنك السعودي الأمريكي في جدة.. فقال لهم إن التأشيرة لم تصل بعد، ويلزمها حوالي اسبوعين.. وفعلاً بمجرد ان وصلت أبلغهم بذلك واخذ منها الجواز وختم لها تأشيرة الإستقدام.. كنت في هذه الأثناء أسكن في منزل العزابة الذي يستأجره قريبي محمد وداعة عباس، فبدأت البحث عن شقة لتجهيزها لعش الزوجية، فتصادف ان خالي محمد الحسين سيد احمد ضاقت عليه شقته واراد ان يتوسع في شقة اكبر، فذهبت الى صاحب العماره والذي يسكن في نفس العمارة التي بها الشقة وطلبت استئجارها عندما يرحل خالي.. وبالفعل وافق وعندما رحل بدأت في تأثيثها وفرشت الموكيت وبدأت في شراء الأثاث والأجهزة الكهربائية والأواني المنزلية والمراتب والملايات والمكيفات وغيرها..

    في فبراير 1993م شرفت العروس مدينة جدة حيث ذهبت الى المطار في اليوم المحدد والذي أُبلغت به عبر التلكس من والدها بالخرطوم، ووقفت قبالة بوابة الخروج أنظر الى الواصلين وهم يجولون في صالة الوصول ما بين كاونترات الجوازات وصالة العفش، فجاءت عروستي فمددت لها إقامتي من فوق الحاجز البلاستيكي الشفاف الذي يفصل المستقبلين عن الصالة، فأخذت الإقامة لشرطي الجوازات- تأكيداً لأن زوجها هو من يستقبلها وليس سواه- ليسمح لها بالمرور، وأعطيت جوازها واستلمت عفشها وخرجت من الصالة فاستلمتها وتوجهنا نحو مواقف السيارات حيث سيارتي وركبنا وانطلقنا الى حي الصفا حيث شقة إبن عمي حسن قيلي الذي كان قد قدم هو وأسرته الدعوة لنا بتناول طعام الغداء معهم على شرف العروسة.. وبعد الغداء ركبنا سيارتي وتوجهنا الى شقتي بنفس حي الصفا..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-08-2014, 01:11 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 208

    نواصل ...

    ورحل أبي

    أبلغتني بالهاتف أسماء زوجة إبن عمي حسن قيلي بأن اتصالاً وردهم يفيد أن والدي مريض وقد نُقل الى المستشفى بالخرطوم.. وعندما استفسرت عن صحته قالت إنه بخير.. ثم عندما استشعرت أنني قد لا أسافر على الفور أعادت على مسامعي أنه تعبان شويه والأفضل أن أسافر.. بدأت فوراً في طلب إجازة وإستخراج تأشيرة خروج وعودة لي ولزوجتي.. وأذكر أنني كنت أثناءها في مكتب زميلي زين العابدين وكان يجلس بمكتبه العم مدثر الفاضل، وكنت أتحدث عن سفري للسودان بسبب مرض والدي، فقال لي العم مدثر: (الله يطمنك عليه).. ولا أدري لم سدت العبرة حلقي لحظتها فخرجت من المكتب وأسرعت نحو الحمامات وأغلقت على نفسي أحدها ثم أجهشت بالبكاء.. رحم الله العم مدثر الفاضل..

    طلبوا مني أهلي في السودان محلول خاص بغسيل الكى لوالدي قالوا انه غير موجود في السودان، وعلمت ان والدي قد أصيب بفشل كلوي وأنه منوم بمستشفى سوبا حيث وصل إليها بإسعاف من مدني، وكان يعالجه في تلك الفترة في مدني الدكتور الفاضل عيسى الذي لاحظ وجود طبقة بيضاء على جلده تشبه تلك التي يسببها البرد في الشتاء، فسأل أسرتي عنه فقالوا له هذا من الحمام، فقال لهم لا، هذا ليس بسبب الحمام، بل إنه أملاح تدل على خروجها عبر الجلد حيث لم تعمل الكلى على إخراجها بالطريق الطبيعي وهو البول مما يشير الى حدوث فشل كلوي، ولابد من نقله فوراً الى الخرطوم لإجراء غسيل كلى..

    ظللت طوال اليوم أبحث عن هذا المحلول في الصيدليات ولم أجده، ونصحوني بأن أبحث عنه في صيدليات المستشفيات، فعثرت عليه في إحداها فاشتريت ما استطعت ان احمله من عبوات، وأنا خارج من صيدلية مستشفى بقشان-على ما أعتقد- حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً جاءت صورة والدي في ذهني واضحة وضوحاً شديداً، بينما قبل ذلك لم تكن تأتيني إلا ضبابية وغير واضحة.. وفي يوم 19/10/1993م وفي ليلة سفري للسودان وأنا بالمنزل اجهز شنطتي للسفر رن جرس الباب فدخل إبن عمي حسن قيلي، ثم دخل بعده بعض من أقربائي وأحسست أن بالأمر شيئاً، ولما امتلأ الصالون بهم أدركت بما لا يدع مجالاً للشك أن أبي قد التحق بالرفيق الأعلى..حتى وإن لم يخبروني.. وطال الصمت ولم أجرؤ على سؤالهم رغم يقيني بالإجابة.. وبعد فترة لا أدري كم طولها حيث كانت بالنسبة لي دهراً طويلاً.. تكلم إبن عمي قائلاً: (جاء اتصال من السودان...) ولم يزدد يقيني بالكارثة يقيناً.. فهاهو الكلام يختم فقط على الواقع.. نعم .. لقد انتقل والدي الى ربه راضياً مرضياً بإذن الله.. ظللت ساكناً لفترة من الزمن ثم عزاني الحضور ورفعوا أكفهم بالفاتحة والدعاء على روحه.. وبعد فترة انفجرت باكياً..

    في اليوم التالي شددت الرحال الى الخرطوم من مطار جدة، وبعد أن هبطنا من الطائرة ومررنا عبر كاونتر الجوازات واستلمنا حقائبنا ووقفنا في كاونتر الجمارك، وكان ضابط الجمارك يتحدث الى احدهم وظهره إليّ، وطال انتظاري أمام الكاونتر، والتفت فرأيت عبر الحاجز الذي يفصل صالة الوصول عن صالة انتظار المستقبلين، رأيت إبن عمي عماره حسن عماره، ونسيبي هاشم مكاوي، وكانت المعلومة التي وصلتني وأنا في جدة أنهم سينتظروني بالجثمان في المطار لنرتحل جميعاً الى مدني.. فلما رأيت هؤلاء أحسست بأن انتظاري امام ضابط الجمارك طال حتى بلغ دهراً.. فقلت له: (لو سمحت مشيني لأنو فيه جنازة منتظراني في الخارج)، ثم تهدج صوتي وحاولت كتم نشيجي، فالتفت الي الضابط وفتح شنطتي ثم أغلقها وأشر عليها بالطباشيره، وتوجهنا انا وزوجتي الى خارج الصالة حيث وجدنا فقط نسيبي وعماره ولم نجد غيرهم.. فقد أخذوا الجثمان أمس الى مدني حيث واروه الثرى في مقابر حبيب الله القريبة من حي عووضه..

    كان نسيبي هاشم مكاوي يعمل في الشركة السودانية الليبية للإستثمار في وظيفة المدير الإداري، وبسيارة الشركة توجهنا مباشرة من المطار الى السوق الشعبي، وهناك إلتقيت إبن بنت عمتي عادل علي الشيخ وسلمته كل عبوات المحلول التي معي ليسلمها للمستشفى ليستفيد منها مريض آخر، حيث استقلينا ومعنا هو البص المتوجه الى مدني.. ومن موقف السوق الجديد بمدني استقلينا التاكسي الى منزلنا بعووضه، ورأيت صديق الوالد محمد آدم يسير أمام المنزل لا أدري إن كان خارجاً او داخلاً.. وما إن نزلت من التاكسي حتى توجهت نحوه، وما إن رأني حتى انفجر باكياً وانفجرت باكياً، وما إن فرقونا عن بعض حتى وجدت خلقاً كثيراً خرج من البيت حيث كان الصيوان داخل الحوش، أخرجهم نحيب محمد آدم ونحيبي.. عزاني الرجال كلهم خارج الحوش، ثم دخلت لأعزي أمي فعزتني النساء، واخواتي وخالاتي في الحوش قبل الدخول على أمي في الغرفه.. وعزيت أمي.. رحمها الله فقد لحقت بأبي قبل 18 يوم، أي في العشرين من إبريل 2014م..

    بعد انتهاء ايام العزاء زرت قبر أبي في مقابر حبيب الله.. لقد توفيّ والدي وهو في مرحلة الغسيل الذي أجريّ له عبر السرة، وكانت ساعة الوفاة هي الساعة التي جاءت صورته في ذهني صافية واضحة عندما كنت خارجاً من الصيدلية في جدة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-11-2014, 03:32 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الحلقة 209

    نواصل ...

    وجاء حسن

    عدنا أنا وزوجتي الى السعودية، وداومت في عملي كالمعتاد.. وكان قد نُقل مدير إدارة الإستثمارات العامة إلى شركة حلواني إخوان ليكون مديرها، فبقيت في الإدارة كسكرتير لكل الإدارة، وكنت قد حاولت زيادة راتبي في عملي الحالي لكن لم أوفق، وحاولت ان انتقل الى وظيفة اخرى أفضل في شركة دله البركة، وكان مدير شؤون الموظفين بشركة البركة يريدني ان أعمل لدى الرئيس التنفيذي للشركة- إلا أن نائب الرئب الرئيس للإستثمارات العامة رفض، ثم مرة أخرى طلبني للعمل سكرتيراً لدى ماجد الرفاعي وهو كويتي وأيضاً رفض الدكتور عبد الفتاح ناظر.. بل وقال لو واحد قرب على عمر أرحلو ولو كان كويتي.. ثم عينني مدير مكتبه سكرتيراً في المكتب، لكن أراد المرحوم عبد الفتاح ناظر سعودة وظيفة السكرتير فعين سكرتيراً سعودياً فعدت الى سكرتارية الإدارة، وكانت فرصة لي بعد تعيين سعودي سكرتيراً لدى نائب الرئيس للإستثمارات العامة – فجاءت فرصة أخرى بشركة البركة أيضاً فتقدمت لها وتم تعييني في وظيفة سكرتير لإدارة التمويل المحلي، براتب أعلى من الراتب الذي كنت اتقاضاه في إدارة الإستثمارات العامة.. وجاء رزق المدام معها..

    أعود بكم قليلاً الى الوراء، ففي يونيو 1993م كنا في صالة الحجاج بمطار جدة لنودع خالتي شقيقة أمي أم شرفين التي كانت قد أدت مناسك الحج لذلك العام، فنظرت إلى زوجتي وقالت لها: (إنتي حامل.. عيونك بتقول كده).. فتبادلنا النظرات والإبتسامات أنا وزوجتي.. حيث أن هناك ما يشير إلى صدق فراسة خالتي، رغم أن مدة أربعة أو خمسة أيام تأخير ليست كافية لتأكيد الحمل من عدمه.. ولكن إمتدت الخمسة أيام لشهور.. وعندما عدنا من عزاء والدي كان الجنين قد بلغ خمسة اشهر..

    زوجة محمد الحسين الذي كان يسكن سابقاً في شقتي تلك إنزلقت في المطبخ بسبب طراش بنتها الصغيرة على أرض المطبخ السيراميك فوقعت، فأصابت كوعها، فأخذوها للمستشفى وقرروا إجراء عملية لها لإصلاح عظم الكوع.. كنا معهم لوقت متأخر من المساء وكانت ما زالت في غرفة العمليات حتى رجوعنا.. وكانت وقتها قد أمضت ثمان او تسع ساعات في غرفة العمليات.. كان شيئاً غريباً.. عملية لإصلاح عظم الكوع تأخذ كل هذا الوقت؟

    حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل سمعنا خبطاً على شباك غرفة نومنا، فقمنا مفزوعين.. وفتحت الشباك فإذا هو قريبنا فتحي ابراهيم الشيخ يقول: (أولاد محمد الحسين اتوفوا)! أصاب زوجتي ما أصابها من فزعة الإيقاظ المفاجئ ومن صدمة الخبر.. ذهبنا الى المستشفى في تلك الليلة الليلاء لنواسي محمد الحسين.. وفي اليوم التالي ذهبنا المستشفى حيث أخذنا الجثمان الى المقابر لنواريه الثرى، وتركت زوجتي في بيت محمد الحسين حيث العزاء.. وعندما عدنا من المقابر وجدت زوجتي – والتي كانت حامل في الشهر الثامن- وجدتها وقد نزل منها ماء كثير، فأخذتها الى مستوصف دله وقابلت طبيب النساء والولادة الدكتور البكري الذي كان يتابع حالتها، وكان في وقت سابق قد رأى عبر الموجات الصوتية أن الجنين ذكر وأبلغنا بذلك، قرر تنويمها في المستشفى.. وقال إن نزول الماء من الرحم قد يضر الجنين وأمه.. ولابد من مراقبته حتى إذا استمر في التدفق لابد من إجراء عملية قيصرية.. ونمنا تلك الليلة في مستشفى السلامة بجدة.. وافهمنا الدكتور أنه ربما كان سبب نزول ا لماء نفسياً او عصبياً.. لذلك أرجعنا السبب إلى ما واجهته في الليلة السابقة من أهوال..

    بعد عدة أيام من المراقبة وقياس الماء الذي لم يتكون مرة أخرى في الرحم قرر الدكتور أنه لابد من إجراء العملية خوفاً من أن يلتصق الجنين بجدار الرحم لعدم وجود الماء حوله حتى لا يتعرض هو للخطر وحتى لا يصيب الأم التهاب جراء الإلتصاق.. وقرر موعداً لإجراء العملية.. وكان الموعد بتاريخ 12/12/1993م.. نعم.. لقد أجريت العملية لزوجتي وأنجبت حسن .. وأخذ الى غرفة العناية المركزة لأن الدكتور يعتقد أن مولده قبل موعده يتطلب تركيب جهاز تنفس احتياطاً.. وقد رأيته في الحضانة عقب مولده وبعد أن اطمأننت على صحة أمه، وقد لاحظت أنه يتنفس طبيعي وليس هناك جهاز موصول بأنفه او شيئاً من هذا القبيل، بل لاحظت أن نظرته كانت مركزة على غير عادة المواليد الذين تكون عيونهم لا نظرة محددة فيها إلى مرحلة متقدمة من عمرهم ربما تمتد لاسابيع.. وكان وزنه 1.78 كيلو.. لذلك أبقي في الحضانة لثمانية عشر يوماً، وخرجت أمه بعد ثلاثة أيام، وكنا نزوره يومياً.. واستقبلنا جدته لأمه التي جاءت بتأشيرة زيارة ولم تكن تعرف ما حدث لبنتها حيث أخفينا كل شئ عنها حتى وصولها حيث أخذناها من المطار الى المستشفى لترى حفيدها الأول..الذي اسميناه على جده حسن الذي رحل عن الدنيا قبل شهرين..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-13-2014, 03:27 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 210

    نواصل ...

    فاتورة المستشفى على منو؟

    كنا نتردد يومياً على المستشفى لرؤية إبننا الذي ينام في الحضانة بمستشفى السلامة وتحاول أمه إرضاعه، ولصغر حجمه ظل بالمستشفى حوالي ثلاثة أسابيع ليصل وزنه الى وزن يطمئن الأطباء، وبالفعل زاد وزنه حتى تعدى 2 كيلو.. لكنه والحمد لله لم يكن يحتاج للتنفس الصناعي.. وذات يوم طلبت مني الممرضة مقابلة قسم الحسابات، فذهبت إليهم فقالوا لي إن الفاتورة قد تضخمت، حيث تكاليف الحضانة في اليوم 2000 ريال، فقلت لهم وما شأني أنا بالفاتورة؟ الأم محولة من مستوصف البركة الذي يتكفل بعلاجها، وجاءت الى الطوارئ، وأدخلت المستشفى، وأجريت لها العملية.. ما دخلي أنا؟ يجب ان تتفاهموا مع المستوصف الذي أرسلها لكم.. فاقترح عليّ رئيس الحسابات أن أنقله الى مستشفى حكومي، وأنهم سيتكفلون بالإسعاف الذي سينقله اليها، فقلت لهم لا مانع، فقالوا لي أكتب طلب بأن المريض لا يستطيع سداد فاتورة العلاج.. فقلت لهم لا! لأن المستوصف رفض سداد الفاتورة وليس بسبب عجزي عن السداد.. ورفضت العرض.. فقالوا لي خذ الفاتورة وأعرضها على المستوصف،

    فذهبت الى مستوصف البركة- التابع لشركتنا- ودخلت مكتب المدير ومددت له بالفاتورة، فقال لي: (الله يعينك.. تدفعها من جيبك).. فلم أنبس ببنت شفه فمددت يدي واستلمت منه الورقة وخرجت من مكتبه، ثم اتصلت من مكتبي على المسؤول في الشركة عن علاقة الموظفين بالمستوصف، وحكيت له ما دار، فقال لي اعطني مهلة استفسر من المستوصف، وبعد قليل اتصلت عليه فقال لي أن المستوصف قال لهم أنك لا تريد أخذ إبنك! قلت له كيف ذلك؟ ثم طلب مرة اخرى مهلة ليتصل بالمستوصف بعد أن فهم أن تلك الحالة غير حالتي.. ثم اتصل بي وقال لي لن تدفع اي شئ، نحن- اي شركة دله- تدفع للمستوصف مليون ريال مقابل علاج الموظفين وأسرهم.. وبالتالي يجب أن يدفعوا الفاتورة هم.. فداومت على زيارة إبني في المستشفى دون أن أتصل بإدارة المحاسبة..

    وجاء يوم وقالوا لي كتب الدكتور خروج لإبنك.. ولكي آخذه لابد من عمل تسوية، فذهبت إلى مكتب المحاسبة فأثاروا نفس المشكلة، وكان المحاسب سوداني، فقال لي مكتوب عندي أن تدفع الفاتورة، فحكيت له الحكاية من الأول، فقال لي يجب أن تقابل المدير الطبي المناوب، واثناء وقوفي معه خرج المدير الطبي المناوب من المصعد فناداه وحكى له الأمر، فقال لي إن المبلغ كبير وحتى مثلنا لا يستطيع سداده، فقلت له لو كان ريال واحد فلن أدفعه ناهيك عن أن يكون مبلغ كبير.. وأضفت لا تسألوني أنا عن سداد الفاتورة، اسألوا مستوصف البركة، وكان اليوم خميس، وقاربت الساعة منتصف الليل، فقال لي لامجال للإتصال بالمستوصف إلا يوم السبت، فقلت له إذاً أتركوا إبني عندكم لغاية يوم السبت.. فقال لي لا، خذ إبنك وسنتفاهم نحن مع المستوصف، وأصدر أوامره للمحاسب السوداني (بالإفراج) عن إبني، فطلب منه المحاسب السوداني التوقيع بذلك.. فوقع، وأخذت إبني إلى بيتنا بعد حوالي ثلاثة أسابيع من ولادته..

    وقبل أن نغادر المستشفى مررنا بزميلنا في دله عبده الطيب حيث كان منوماً في نفس المستشفى بعد أن وصل من أمريكا وهو مصاب بالملاريا، ومن مطار جدة الى المستشفى، وسببت له الملاريا يرقان، فودعناه بعد ان سلم على حسن إبني.. وبقي في المستشفى أياماً ثم خرج ثم ذهب الى لندن للإستشفاء حيث انتقل الى الرفيق الأعلى رحمه الله رحمة واسعة..

    وبعد أن استقرت المدام والمولود بالبيت عملنا له العقيقه ووزعنا اللحم على الجيران والأهل، وأسميناه حسن.. على إسم الراحل والدي حسن غلام الله عليه رحمة الله ورضوانه.

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-14-2014, 12:07 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 211

    نواصل ...

    رحلتي الرابعة لأرض الكنانة

    دعونا نقفز لمصر مرة أخرى، فالسعودية أحداثها كثيرة ولو تابعناها لن نخرج منها بسهولة.. لذلك سأروى رحلتي الرابعة لمصر.. فقد اخترت دورة تدريبية باسكندرية تم ترشيحي لها من قبل إدارة التمويل المحلي- التي كنت أعمل بها- ومدير عام الادارة العامة للاستثمار والتمويل بالتنسيق مع إدارة التخطيط ونظم المعلومات بشركة التوفيق والأمين ، حيث نظمت الدورة جمعية إدارة الأعمال العربية .. وفي 3 مارس ركبت الطائرة من جدة متوجهاً الى الإسكندرية مباشرة، وفي مطار اسكندرية وقفت في صف الجوازات حتى إذا جاء دوري قدمت جوازي لموظف الجوازات الذي سلم جوازي لعسكري وقال لي اتبعه؛ فتبعته إلى مكتب آخر حيث سلم الموظف الذي فيه جوازي وطلب مني الجلوس فجلست ففتح دفتراً كبيراً- ربما بطول المكتب الذي يجلس خلفه- وبدأ يمر بنظره على الأسماء التي في الدفتر، ثم أغلق الدفتر وسلمني جواز سفري، أي إسمي لم يكن مكتوباً في هذا السجل الضخم الذي يبدو أنه للمحظورين من دخول مصر.. كان وقتها العلاقات السياسية بين السودان ومصر متوترة، ورغم ذلك لم يكن هناك تأشيرة دخول مسبقة..

    بعد استلامي لجوازي توجهت نحو صالة العفش حيث التقطت شنطتي وتوجهت نحو كاونتر الجمارك، وفتحت له الشنط- كانت شنطتان وكيس على ما أذكر- وفي أثناء ذلك سألته عن موقع البنك لأصرف ريالات بجنيهات مصرية فأشار لي إلى موقع البنك.. فنظرت إلى حيث أشار وعرفت مكان البنك ثم رجعت ببصري إليه، فعاود الإشارة الى البنك وقال لي البنك هناك.. قلت له نعم رأيته! فقال لي:
    - طيب إيه مستني؟
    - مستنيك تفتش شنطي!
    - ما خلاص فتشت شنطك!
    ثم التفت الى زميله وقال له:
    - هو مش مصدق اني فتشت شنطو!..
    وكنت اعتقد ان التفتيش سيكون دقيقاً وسمجاً مع توتر العلاقات بين البلدين.. لكن الحمد لله كانوا لطفاء معي.. فأغلقت حقائبي التي لم تفتش وأخذتها وتوجهت نحو البنك حيث صرفت الجنيهات ثم خرجت من صالات المطار الى موقف التاكسي واستقليت أحدها وطلبت منه توصيلي إلى شارع شيديا حيث أسرة العم مصطفى شنكل الذي كان عادل سراج إبن خالي صديقهم، وكان أحد اقربائهم سوداني من أبناء بورسودان وهو حسن الذي سكن معه عادل فترة دراسته هناك، وحسن رشوان هذا جذوره مصرية ويدل على ذلك بوضوح اسم رشوان.. لذلك هو قريب عمنا مصطفى شنكل وكان الغرض من مروري أولاً عليهم هو ليوصلوني لبيت حسن رشوان الذي اتصلت به من جدة لأخبره بأنني سأنزل عنده..

    أصر عمنا مصطفى شنكل وإبنه معتز- صديق إبن خالي عادل سراج- أن أقضي الليل معهم ثم في الصباح يوصلوني الى منزل حسن.. كانوا كريمين ومضيافين كأهل السودان.. بل كأهل الإسكندرية! وعلمت أن كل أصدقاء عادل وحسن يعاملون هكذا بأريحية وبصدر رحب، وقد جلست في المساء أتونس مع كل الأسرة خاصة والدتهم وأختيهم، كانت جلسة أسرية خالصة أحسست فيها بأنني مع أسرتي.. رحم الله العم مصطفى شنكل الذي توفيّ لاحقاً وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ..

    ثم ا نتقلت الى شقة حسن الذي كان معه زميل، وكان حسن قد درس مع عادل سراج ولكنه بعد انتهاء الدراسة فضل البقاء في مصر، وبالتحديد في المدينة التي أحبها.. الإسكندرية.. فمارس التجارة المتجولة، حيث يمتلك عربة خشبية متنقلة يضع فيها سلع بسيطة ويقف في أماكن تجمع الناس، ويعاني (كشات) البلدية حيث يهرب بعربته مع بقية الباعة المتجولين.. ثم في نهاية اليوم يضع عربته في مكان آمن (قاراج على ما أذكر) نظير مبلغ من المال حيث تكون في أمان من السرقة او سرقة محتوياتها.. رغم أن والده وأسرته تجار في بورسودان لكنه آثر البقاء في المدينة الجميلة اسكندرية وممارسة البيع الجائل البسيط رغم معاناته تلك.. والإسكندرية فعلاً مدينة ساحرة تسحر لب كل من عاش فيها..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله

    (عدل بواسطة Mandingoo on 05-15-2014, 03:37 PM)

                  

05-15-2014, 03:36 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 212

    نواصل ...

    دورة تدريبية بمدينة اسكندرية

    ذهبت الى فرع جمعية إدارة الأعمال العربية وكان في شارع الأنبا يؤنس القريب من محطة الرمل، وصعدت الى مكاتبهم حيث استقبلوني أحسن استقبال.. وبدأت الدراسة لدورة الأساليب الحديثة في السكرتارية.. وكان عدد طلاب الدورة التي أنا بها واحد.. هو أنا.. وكانت هناك دورة أخرى أيضاً بها عدد واحد دارس كان من الإمارات او من الكويت لا أذكر.. وعجبت للمصريين.. يعقدون دورة لشخص واحد.. تعلموا منهم أيها السودانيون.. فحتى لو لم تغطي الدورة تكلفتها فأقلها أن يزداد عدد الدورات المنفذة بالجمعية ليطول جدول الدورات المنفذة، بالإضافة الى ان المحاضرين سيزداد دخلهم ويستفيد اهل مصر من تلك الدورة وتزداد سمعة المعهد حتى لو عن طريق دارس واحد.. والأعجب أن المحاضرين كانوا يأتون يومياً من القاهرة لتدريسي.. فلو اخترت القاهرة مقراً (لتلك الدورة) لوفرت عليهم عناء الانتقال اليومي من القاهرة الى الإسكندرية وبالعكس.. ولكن لأن عروس البحر المتوسط تأسرني فقد اخترت ان تكون الدورة التدريبية بها.. لذلك فصّلوا تلك الدورة على مقاسي!

    وكان مدير فرع الإسكندرية هو الأستاذ محمد الجزار وسكرتيرة الفرع هي الآنسة هويدا وموظفي الضيافة (البوفيه) هما محمد و أحمد .. أما مدير الجمعية فهو الأستاذ عبد الوهاب الشرقاوي ومقره بالقاهرة.. وكانت الدورة مكثفة جدا تبدأ بيوم عمل يتكون من فترتين تبدأ الأولى في التاسعة وتنتهي في الواحدة بعد الظهر تتخللها فترة راحة لمدة نصف ساعة ، وتبدأ الفترة الثانية في الساعة الثانية بعد الظهر وتنتهي في السادسة مساء تتخللها أيضا فترة راحة لمدة نصف ساعة.. وفي فترة الراحة كان هناك بوفيه مفتوح فيه وجبات خفيفه وقهوة وشاي ومشروبات باردة..

    وشمل البرنامج محاضرات متنوعة منها: مفهوم السكرتاية وأهميتها، أهمية المعلومات ودورها في تحقيق فعالية العمل المكتبي، السكرتارية العامة، مفهوم عمل السكرتارية الخاصة وطبيعته، مهارات السكرتير في تنظيم سكرتارية الإجتماعات، الأساليب الحديثة في معالجة وعرض البريد، أسس تصنيف المحفوظات، فهرسة المحفوظات، طرق الحفظ وتداول الملفات والأوراق، الإتصالات الإدارية، مهارات التعامل مع الآخرين، العلاقات التبادلية ومقومات تحقيق فعاليتها، أنماط البشر والطبيعة البشرية، مهارات التعامل الفعال مع الرؤساء، الكتابة الإدارية ومراحلها، مهارات إعداد وصياغة التقارير ومحاضر الإجتماعات، مهارات الاتصالات الهاتفية وأساليب رفع كفاءتها في العمل المكتبي، مهارات الحديث الجيد والإنصات الجيد، دور السكرتارية في معالجة المشكلات ومواقف المواجهة مع الآخرين، أساليب التفكير الإبتكاري وتوليد الأفكار في مواجهة مشكلات العمل، أساليب ومهارات السكرتارية في إدارة المقابلات، مهارات معالجة النقد واعتراضات الآخرين، مهارات تجنب النقد مع الغير، المباديء العلمية في عمليات ارجاع الأثر، إدارة الذات، مهارات وأساليب تحقيق التنمية الذاتية وخطة المستقبل..

    وقد قام بالقاء المحاضرات علينا ثلاثة من الأساتذة الممتازين جداً هم : الدكتور جلال شمس والدكتور عبد القادر همام والأستاذ سيد حجاج، وهم أولوا علم غزير وأسلوب شيق في الأداء، ولم أكن أتوقع أن تكون الدورة بهذه الكثافة والغزارة والجدية.. وقد استفدت غاية الفائدة خاصة المواد الإدارية، والعيب الوحيد في هذه الدورة هو التكثيف الشديد لموادها وحصرها في تلك الأيام العشرة وقد علمت أنها تؤدى في شهر تم اختصاره إلى اسبوعين وفي حالتي اختزلت المدة إلى عشرة أيام بما فيها الخميس مما أرهقني جدا خاصة أنني كنت مواظبا على حضور جميع المحاضرات منذ بدايتها في التاسعة وحتى نهايتها في السادسة مساء، مما كان يحرمني - ليس من الراحة فقط بل حتى من وجبة الغداء التي كنت أستغل ساعتها في أداء فريضة صلاة الظهر وملء استمارات تقييم الفترة الصباحية ولا يتبقى بعد ذلك وقت للغداء الا بعد السادسة عند انتهاء اليوم الدراسي وملء استمارات تقييم الفترة المسائية. وفي إحدى المحاضرات تم دمج محاضرتي مع محاضرة الدارس الآخر في الدورة الأخرى- الإماراتي- وجلس المحاضران والدارسان في قاعة واحدة وكانت محاضرة نقاش وتداول على ما أذكر..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
                  

05-18-2014, 06:08 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 213

    نواصل ...

    اسكندرية يا أجدع ناس!

    وبعد السادسة كنت أخرج لأتغدى أولاً ثم اذهب للبيت منهوك القوى، وفي مرة كنت أتمشى في شارع الأنباء يؤنس الذي فيه مقر الجمعية مررت على بائع ساندوتشات فول وطعمية فوقفت لأتذوق الفول ذا النكهة المصرية، فوجدت البائع رجل سوداني كبير في السن، وبدا من ملامحه ولسانه أنه حلفاوي، فسلمت عليه فرد عليّ بأحسن منها وطلبت الساندوتشات فأعدها لي فناولته النقود فلم يستلمها مني إلا بعد إلحاح.. هكذا هم السودانيون حتى لو كانوا في مصر..

    وأحياناً كنت أمر على حسن رشوان في مكان عمله وأبقى معه قليلاً ثم نرجع سوياً الى البيت.. وأحياناً أذهب إلى جارتنا في مدني الحاجة فوزية محمد حسين التي كانت تقيم وقتها قرب ميدان المنشية، وكذلك شقيقها العم فاروق وشقيقها خميس ووالدتهم الذين يقيمون في عمارة الأسرة- أي البيت الكبير- في محطة الرمل..

    في نهاية الدورة يوم 17/3/1995م تم تسليمنا شهادة اجتياز الدورة وقد احتفلت بنا الجمعية بهذه المناسبة في حفل غداء على شرف الدارسين أقيم في مطعم متخصص في المأكولات البحرية في أطراف الإسكندرية، ولم أطلب غير السمك، رغم وجود الاستاكوزا والجمبري، واستغرب مضيفيّ عدم تفضيلي لهما على السمك، ولم أكن اعلم طعم هاتين الأكلتين إلا فيما بعد حيث ندمت بأثر رجعي، فما كان أحلى الجمبري الذي يفوق السمك في الطعم عشرات المرات، والاستاكوزا التي تفوق الجمبري في الطعم مئات المرات.. المهم كان المطعم فاخراً من الداخل والخارج، وكان يطل على البحر المتوسط مباشرة، والصورة المرفقة لشخصي واقفاً خارج المطعم ويبدو تمثالين بحجم الإنسان..

    Egypt010.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وفي طريق العودة أشار لي مضيفيّ الى منزل قالوا لي أنه منزل ريا وسكينة زعيمتا أكبر عصابة سرقة وقتل في تاريخ الإسكندرية، ولم يتوقفوا لألتقط صورة بجانب المنزل، فاكتفيت بالنظر إليه من السيارة..
    وانتهت الدورة وسلموني شهادة من الجمعية.. وعندي رجوعي أرسلت لهم خطاب شكر هذا نصه (لحسن الحظ وجدته محفوظاً في جهاز الكمبيوتر):

    التاريخ : 27 شوال 1415هـ الموافق : 28 مارس 1995م

    السادة/ جمعية إدارة الأعمال العربية المحترمين


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الموضوع: صوت شكر

    يسعدني أن أتقدم لكم بالشكر الجزيل لما بذلتموه من جهد مقدر لإنجاح دورة "الأساليب الحديثة في السكرتارية" المنعقدة بالأسكندرية في الفترة من 6/3/95 إلى 16/3/1995م ، ولما لقيناه من ترحيب وكرم ضيافة وطيب معاملة وجدية في تنفيذ الدورة، خاصة من الأخ الكريم مدير فرع الإسكندرية الأستاذ/ محمد الجزار والأخت سكرتيرة الفرع الآنسة/ هويدا وللأخوين العزيزين محمد و أحمد اللذين ما زالت حلاوة قهوتهم في لساني، ووراء كل هذا الجهد والبذل والعطاء الزعيم الكبير الأستاذ/ عبد الوهاب الشرقاوي الذي أن شكرته هنا فقد أنقصت من قدره وما أوفيته حقه لذا أترك ثوابه ليجزيه الله خيرا مما أقول.

    والشكر موصول لاساتذتي الأجلاء الذين مابخلوا علي بمعلومة ولا فائدة ولاشاردة ولا واردة إلا غذوا بها عقلي، وكانوا أكثر من محاضرين، كانوا نعم الاخوة ونعم المعين، فالتحية للدكتور/ جلال شمس والتحية للدكتور/ عبد القادر همام والتحية للأستاذ الكبير/ سيد حجاج، والتحية لاسكندرية الأصالة والتحية لقاهرة المعز والتحية لارض الكنانة.

    ودمتم،،

    عمر حسن غلام الله
    شركة مجموعة دله البركة
    جدة-المملكة العربية السعودية

    وقد حضر نفس البرنامج فيما بعد زميلي زين العابدين محمد احمد الذي كان مكتبه يجاور مكتبي، وسأله مدير المركز والأساتذة إن كان يعرفني، فأجاب بالإيجاب، فقالوا له إن عمر أفضل من مرّ على جمعية إدارة الأعمال العربية.. والحمد لله أنهم يذكرونني بالخير..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

05-19-2014, 01:18 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 214

    نواصل ...

    زميلي في مكتب الميزان مصطفى عبد الهادي في ذمة الله

    قبيل سفري الى مصر كنت قد علمت من أبناء كفيلي السابق بالطائف ان زميلي المصري في مكتب الميزان قد انتقل الى الرفيق الأعلى.. لذلك أول ما وصلت أرض مصر اتصلت على الصادق الشريف صاحب المكتب الذي كان يتعامل معه مكتبنا في مجال استقدام العمالة المصرية- وقد كان مصطفى يعمل معه قبل استقدامه للعمل بمكتب الميزان بالطائف- فأكد لي الخبر.. وأنه مات مقتولاً بضربة خلف رأسه من جيران دكان والده الذين يمتهنون نفس المهنة: بيع العلف.. فطلبت من الصادق إعطائي عنوان أسرته ففعل، فاتصلت بجميلة محمد عابدين إبنة جيراننا في مدني وأعطيتها العنوان لتذهب معي حين حضوري الى القاهرة..

    وعقب انتهاء الدورة مباشرة سافرت الى القاهرة بحافلة السوبر جيت الفاخر الذي كان موقفه في اسكندرية قرب مقر جمعية ادارة الأعمال العربية.. وعند وصولي لمنزل الخالة الحاحة مسكة- إبنة خال جميلة- في الألف مسكن أخذت جميلة الى حي السيدة زينب حيث أسرة الراحل مصطفى عبد الهادي، وحينما وصلنا لحارتهم سألنا أحد أصحاب العلافات عن علافة بإسم والد مصطفى، فاشار لنا عليها وسألناه عن مسكنهم فوصفه لنا، وكان في وجهه تساؤل واستغراب واندهاش.. عرفنا سببه لاحقاً من أسرة مصطفى.. حيث أن هؤلاء هم الذين قتلوا مصطفى!

    دخلنا منزل أسرة الراحل مصطفى حيث قدمنا واجب العزاء لوالديه واخواته- له اختين وأخ موجود في الكويت- وأخبرونا عن سبب مقتله؛ حيث نشأ خلاف عادي بين أهل الحرفة، وكان دكاناهما متجاوران، وتشاجرا، وانفض الشجار.. ولكن فيما بعد وبينما كان مصطفى يمشي في الشارع جاء أحدهم وضربه على مؤخرة رأسه بحديدة او ما شابهها، فخر الى الأرض ونزف ولم يسعفه أحد، وحينما نقلوه الى المستشفى فارق الحياة.. وبرأت المحكمة القاتل! رحم الله زميلي مصطفى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة .. اللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم ابدله داراً خيراً من داره واهلاً خيراً من أهله واجعل قبره روضة من رياض الجنة..

    وقد سألنا عن زوجته وإبناه فقالوا لنا إنهم مع أسرتها.. وقالت لي والدتهم هل مصطفى مدين لك بشئ؟ فنظرت الى جميلة ونظرت إلىّ ولم أستطع الكلام لأن السؤال فاجأني ولم أكن أتوقعه.. فرددته مرة أخرى وقالت تستحثني أن أخبرها إن كان لي عند مصطفى شئ ليقضوه عنه لي.. فاغرورقت عيناي ولم أنبس ببنت شفة.. ما أتيت لهذا بل اتيت لتعزيتهم.. وتعزية نفسي..

    رجعنا الى بيت الخالة مسكه في الألف مسكن، وكانت جميلة تسكن معها وكذلك إيمان شقيقتها. وعلى ما أذكر كان هناك زوج شاب يسكن معهم في أحد غرف البيت بالأجرة وعلى ما أذكر أنهما من مدينة بورسودان، وكانا حديثي الزواج.. وكان البيت مكون من طابقين وقد أسكنوني في غرفة لليومين او الثلاثة التي بقيتهما في القاهرة.. وقد قمنا بزيارة جارتنا في حي 114 بمدني بثينة (الداية) التي كانت في طريقها الى امريكا مع إبنها عادل الذي كان قد حصل على لجوء سياسي من سفارة امريكا بالقاهرة.. وكان معهما هويدا خضر عبد الرحمن إبنة بثينة وأخت عادل.. وفيما بعد – ربما بعد سنة من لقائي بهم في القاهرة- سافر ثلاثتهم الى امريكا وما زالوا بها الى اليوم..

    وقد أخذتنا الحاجة مسكة الى حديقة كبيرة وجميلة في وسط القاهرة حيث أخذنا الغداء معنا الى هناك، وأذكر أنها كانت صائمة، لذلك أتصور ان اليوم كان خميس.. رحم الله الحاجة مسكة التي انتقلت الى جوار ربها منذ سنوات.. والصورة المرفقة تضمني جالساً على الأرض (على يسارك) وبجانبي حسن محمد عابدين، يليه شقيقته إيمان، ثم هويدا خضر وخلفها تقف الحاجة مسكة عليها رحمة الله، ثم العروسة التي أشرت إليها أعلاه (من بورسودان)، ثم هدى إبنة جارتنا بثينة..

    Egypt009.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    ولولا هذه الصورة لما تذكرت زيارتنا لهذه الحديقة.. الصورة الثانية لشخصي في نفس الحديقة،

    Egypt007.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والثالثة كذلك جالساً على درج حجري في نفس الحديقة..

    Egypt008.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والرابعة لشخصي وبجانبي حسن محمد عابدين بجانب قطار ملاهي في نفس الحديقة..

    Egypt011.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

05-21-2014, 12:15 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 215

    نواصل ...

    ملحق صور مصر

    الصورة الأولى في نفس الحديقة وفي الخلفية يظهر مجسم عليه كلمة (الرياض) ويرمز لمباني الرياض (السعودية) التاريخية العريقة.. وتضم الصورة حسن محمد عابدين- على يمينك- وشخصي جالسين على الأرض، وخلفنا بثينة الدايه جارتنا في مدني وبجانبها العروس البورسودانية التي كانت تسكن في بيت حاجة مسكة هي وعريسها..

    Egypt012.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الثانية تضمني- على يسارك- وحسن محمد عابدين وهي في نفس الحديقة، وخلفنا مجسم يجلس فوقه طفل..

    Egypt013.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الثالثة لشخصي في الحديقة وخلفي مجسم لرمز الكويت- برج التلفزيون-

    Egypt015.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الرابعة لشخصي في الحديقة وتبدو خلفي أحواض من الزهور المنسقة، وكثير من المتنزهين

    Egypt017.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

05-22-2014, 02:17 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    حلقة 216

    نواصل ...

    ملحق صور مصر

    الصورة الأولى تضمني والأستاذ محمد الجزار مدير فرع جمعية إدارة الأعمال العربية بالإسكندرية، والصورة في مطعم السمك الإسكندراني، وخلفنا يظهر مجسمين لشخصيات مصرية

    Egypt014.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الثانية لشخصي في مطعم السمك ومزيد من مجسمات لشخصيات مصرية

    Egypt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الثالثة تضمني والأستاذ محمد الجزار مدير فرع جمعية إدارة الأعمال العربية بالإسكندرية، والصورة في جسر صغير يؤدي لمدخل مطعم السمك الإسكندراني

    Egypt018.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الرابعة لشخصي في محيط مطعم السمك حيث قفص لطائر البشروش (فلامينكو).. أي أن مطعم السمك هذا هو تحفه في حد ذاته، ناهيك عن ما يقدمه من طعام بحري مميز

    Egypt019.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

05-25-2014, 03:55 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 217

    نواصل ...

    قدوم إيلاف.. وسفرنا إلى سوريا

    ثم رجعت للإسكندرية مرة أخرى حيث أقعلت منها الى جدة في يوم 18/3/1995م، وبعدها بشهر بالضبط- أي في 18/4/1995م- رزقنا الله بإيلاف.. وسبب تسميتها إيلاف أن والدتها وضعتها في مستشفى السلامة بجدة- كالمعتاد بعملية قيصرية- وكانت في سريرها تشاهد صلاة الجمعة منقولة من الحرم المكي الشريف عبر التلفزيون، وقرأ الإمام سورة لإيلاف قريش، فأعجبها إسم إيلاف، فلما جئت لزيارتها في نفس اليوم اقترحت عليّ الإسم فوافقت فوراً.. وإيلاف الآن بكلية الطب- جامعة السودان العالمية بالسودان- الخرطوم..

    في يونيو 1997م قررنا أن نغير وجهة إجازتنا السنوية لتكون الى سوريا، وفكرنا أن نسافر براً بحافلات النقل الجماعي، وتطلب منا تأشيرة عبور للأردن، ولم تكن سوريا تطلب تأشيرة دخول لأراضيها من السودانيين.. فقدمت جوازات سفرنا الى القنصلية الأردنية بجدة، وأذكر ان هناك موظفاً فظاً تعامل معي بغلظة غير مبررة، وكان كبيراً في السن، وليس له دخل أصلاً في إجراءات التأشيرة.. ولولا الظروف لتركت السفر براً والمرور عبر الأردن لهذا التصرف واستبداله بالسفر جواً.. لكن في النهاية حصلت على التأشيرة.. وحجزنا في الشركة السعودية للنقل الجماعي.. وكان موعد الإقلاع في التاسعة صباحاً- على ما أذكر- من يوم الثلاثاء 24/6/1997م.. وخرجنا من البيت حوالي السابعة صباحاً، فتعثرت قدم زوجتي في سلم العماره الخارجي والتوى كاحلها، وآلمها.. فقلت لها هل نؤجل السفر، قالت لا.. فواصلنا الى مقر النقل الجماعي قرب البلد وركبنا البص الذي تحرك بنا، وفي الطريق بدأت قدم زوجتي في التورم..

    وفي محطة في الطريق توقف البص ووجدت زوجتي صعوبة في المشي على قدمها، فنصحنا بعض الركاب بتدليك القدم بالثلج وربطها، وفعلنا.. وزاد الطين بله أن إبني كان يبكي كثيراً- وهذه عادته- فضربته بالمسواك الذي في يدي ليسكت.. ولتني لم أفعل.. فقد ظللت نادماً الى تاريخ كتابة هذه السطور.. لا سيما أن بكاءه كان بسبب حمى سببتها له التهاب اللوزتان..

    بعد ستة وعشرين ساعة من السفر، وبعد عبورنا لنقطة الحدود بين السعودية والأردن في حالة عمار، ثم نقطة الحدود (المدورة) بين الأردن وسوريا، وصلنا الى دمشق ظهر يوم الأربعاء 25/6/1997م، وتوقف البص في محطته الأخيرة في وسط دمشق.. وتقدم إلينا كثيرٌ من أصحاب التاكسيات يعرضون توصيلنا، فرشح لنا سائق البص- وكان سودانياً- أحدهم، وكان ما يميزه أن عينه بارزة الى الأمام كثيراً.. واتضح ان هدف اصحاب التاكسيات كان السمسرة لدى اصحاب العقارات اكثر منه توصيل بأجرة.. وعرض علينا عدة عروض لشقق مفروشة، وفي النهاية قبلنا بواحدة اخبرنا بسعرها، واشترطنا عليه أن يوصلنا للمستشفى أولاً قبل التوجه للشقة.. وساعدت زوجتي على المشي لأن قدمها كانت قد بلغت من التورم مبلغاً لم يعد شبشبها يدخل في قدمها..

    وبالفعل أخذنا الى مشفى القدس او فلسطين لا أذكر، وهو مستشفى خاص، وعرضنا الاثنان للأطباء، حيث اتضح ان زوجتي مصابة بفكك في مفصل القدم، وحسن مصاب بالتهاب اللوزتين، وتم تقديم العلاج لهما، ودفعنا لهم تكاليف العلاج التي لم تكن عالية.. ثم بعدها أخذنا للشقة التي كانت في حي راق وكانت عبارة عن جزء من شقة يسكنها اصحابها رجل كبير في السن وزوجته، وكان القسم المخصص لنا عبارة عن صالون وغرفة، وكانت شقة نظيفة وعلى ما أذكر كانت بحوالي 3500 ليره في اليوم أو في الثلاثة أيام لا أذكر، وكان الريال يساوي وقتها 12 ليره، وأظن حتى الآن كذلك.. طبعاً لم يكن لنا خيار غير القبول رغم ان السعر الذي قاله لنا السائق السمسار هو غير الذي قال لنا به صاحب الشقة.. ولكن قبلنا للجهد الذي نحن فيه والسهر والمرض.. ونزلت بعد ذلك لأجلب طعام وأكلنا ثم خلدنا الى الراحة والنوم.. بعد رحلة مضنية مليئة بالمفاجآت غير السارة..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

05-26-2014, 03:14 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 218

    نواصل ...

    يا دمشق.. يا دمشق.. كلنا في الهم والآمال شرق

    بعد الراحة واستقرار حالة إبني وزوجتي بدأنا في استكشاف دمشق، فهبطنا الى سوق الحميدية الذي ذكرني بالسويقة في المغرب، وباب شريف في جدة، فهو سوق شعبي مسقوف الشوارع، والشوارع ضيقة سواء الشارع الرئيسي الذي يشق صفوف الدكاكين المتراصة أم الشوارع الجانبية، والدكاكين تبيع المنتجات السورية بأسعار رخيصة، وفي شارع جانبي وجدت مكتبة صغيرة تفحصت في الكتب التي تبيعها فوجدت كتباً نادراً ما تجدها في غير هذا المكان إلا المغرب.. وقد اشتريت بعض تلك الكتب منها (بروتوكولات حكماء صهيون) للكاتب محمد خليفة التونسي، وقد قمت بنشره في الانترنت منذ سنوات..

    كذلك زرنا الجامع الأموي في دمشق، وبعد الدخول من الباب الرئيسي وجدنا ساحة واسعة ثم مبنى الجامع الذي يوجد به ضريح.. فسألت إمرأة قابلتني داخل الجامع عن صاحب الضريح، فقالت لي:
    - هذا ضريح سيدنا يحيى، نبينا إحنا..
    ولما خرجت سألت الحارس الذي يجلس على كرسي بجانب الباب الخارجي للجامع عن كلام هذه المرأة.. وكيف يكون نبيها سيدنا يحيى! فتفكر ثم قال لي:
    - تكون هذه المرأة من طائفة كذا (للأسف نسيت اسم هذه الطائفة) وأن هذه الطائفة تعتقد في تناسخ الأرواح، وأنهم يعتقدون أن روح سيدنا نوح عليه السلام (لست متأكد من هل هو نوح أو نبي آخر) حلت في جسد سيدنا يحيى عليه السلام، وروح سيدنا يحيى حلت في جسد سلمان الفارسي رضي الله عنه..

    المعيشة في سوريا في تلك الفترة كانت رخيصة؛ فالأكل جيد وبأسعار معقولة والتاكسي رخيص لدرجة مذهلة، فالمشوار داخل دمشق لا يتعدى 25 ليره اي ريالين، والشعب السوري مهذب وهاديء وودود.. وذات مرة استأجرنا تاكسي وأخذنا الى نهر بردى خارج دمشق- أعتقد أنها الغوطة الشرقية- حيث هناك حديقة صغيرة بها كافتيريا جميلة وجلسات رومانسية رائعة لولا رائحة المجاري التي تنبعث من نهر بردى حتى ظننا أن الذي يمر من تحتنا هو مصرف مجاري لا سيما وأنه صغير ولا يشبه الأنهار، بل كأنه جدول، وسألنا عن هذه الرائحة فقالوا ان الصرف الصحي يصب في هذا النهر.. لقد تغلبت مياه الصرف الصحي على مياه النهر فغلبت عليه صفة مياه المجاري..

    000025-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لأسرتي في تلك الحديقة..

    والصورة الثانية لحسن يمسك مجسم بالوني لديناصور أمام كشك المرطبات في تلك الحديقة

    000026-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    والصورة الثالثة للأسرة مكتملة في نفس الحديقة

    000030-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-01-2014, 03:44 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 219

    نواصل ...

    من حدائق نهر بردى الى حدائق تشرين

    وقد بقينا في حدائق الغوطة (التي على نهر بردى) الى المغرب، وبما أن المكان خارج العمران والطريق الذي يمر به ليس طريقاً رئيسياً لذا فلم نر سيارة تاكسي تمر من هناك.. فخفنا ألا نجد ما يوصلنا لدمشق.. وكان في الحديقة رجل كبير في السن يجلس في الطاولة مع فتاة، وعندما رأى حيرتنا قال لنا أنه سيوصلنا معه الى دمشق.. وبالفعل أخذنا معه في سيارته المرسيدس، وبما أن سيارتي في السعودية كانت ايضاً مرسيدس فقد سألته أين أجد قطع غيار لها فقد سمعت ان قطع الغيار للسيارات المرسيدس في سوريا رخيصة حيث يجلبونها من تركيا.. فوصف لي مكان فقلت له هل أقول له أنني من طرفك.. قال لا! لأنه سيضع سمسرتي فوق السعر، لذلك أفضل ألا تقول له انك من طرفي.. ثم أوصلنا الى داخل دمشق دون مقابل مادي مشكوراً..

    000031.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    حسن مع البائع وزميله في الكشك في الحديقة الصغيرة على نهر بردى (الغوطة الشرقية)

    000032.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وصورة أخرى لحسن فوق حاوية المشروبات في الحديقة الصغيرة على نهر بردى (الغوطة الشرقية).. لاحظوا الصورة التي خلفه!

    وفي مرة أخرى ذهبنا الى حديقة ملاهي صغيرة داخل دمشق ولعبنا مع أطفالنا بها، ولم يكن هناك كثير ناس فيها، إلا بضع شابات.. منهن ثلاثة جئن سوياً، وقد جلس أحد موظفي الملاهي على حافة العربة التي تدور حول المحور والتي تجلس بداخلها إحدى الفتيات، وكانت العربة أمام عربتنا فدار حديث بينهما مفاده أنه- أي الشاب- بيجوز يتقدم لأهلها- أي لأهل الفتاة، اي ان الكلام غزل ويريد أن يطمئنها بأنه (يجوز) أن يطلبها من أهلها.. وهذه المحادثة بعد تعارف بينهما قبل عدة دقائق!

    ثم ذهبنا الى حديقة ملاهي كبيرة، ولا أنسى يوم ركبنا لعبة الكراسي المعلقة على محور مثل المظلة التي تتدلى من أطرافها الكراسي وكنت أضع حسن على حجري وامه تضع ايلاف على حجرها، وعندما دارت هذه الداهية حول محورها بسرعة هائلة شعرت برعب شديد حيث أحسست أنني سأطير من مقعدي رغم أنني مربوط فيه، وخوفي على حسن الذي ضممته عليّ بقوة حتى لا (يطير) مني.. ولم أجرب مثل هكذا لعبة بعد ذلك..

    في حديقة عامة ربما كان اسمها تشرين قضينا وقتاً جميلاً بين الأشجار والأزهار، ليس بالحديقة ملاهي، وربما كان هناك بعض ألعاب أطفال من مراجيح وزحليقات، ولكن كان الجلوس على الكنبات والتمتع بجمال الطبيعة الساحرة هو المكسب.. وبينا نحن نتجول اقترب منا شاب يحمل إناء به قهوة وفناجين وسكب لنا في فنجانين قهوة، فتذوقتها فلم أذق أمر منها من قبل.. قهوة مركزة جداً وبدون سكر تماماً، وعندما أعدنا له الفناجين سألناه كم يريد ثمن للفنجانين فقال خمسين ليره! دهشنا طبعاً، رغم أنه قدمهما لنا من تلقاء نفسه ولم نطلبها منه، فاحتججنا على هذا الثمن المرتفع إذ أنه يكفي لإطعامنا عدة وجبات.. المهم في النهاية قبل بخمس ليرات!

    وهذه صورة أخرى لحسن بجانب نافورة في نفس الحديقة

    48.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    أنا وزوجتي وحسن وإيلاف في الحديقة العامة التي شربنا فيها القهوة المرة

    000038.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    زوجتي تحمل إيلاف وبجانبهم أطفال سوريين في حديقة تشرين

    000034.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-02-2014, 01:03 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 220

    نواصل ...

    بلودان والزبداني


    Syria004.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة لحسن وأمه وأخته في حديقة تشرين (لم يسمح لي النظام "5 صور في المشاركة" أن أرفقها في المشاركة السابقة)

    أثناء إقامتنا في هذه الشقة كنا نبحث عن شقة أخرى أرخص ثمناً، وعن طريق مكتب عقار تحصلنا على واحدة أرخص كثيراً عن الأولى.. فأكملنا الثلاثة الأيام التي دفعنا أجرتها مقدماً وانتقلنا للشقة الأخرى التي تتكون من ثلاث غرف وصالة ومنافعهما، وهي في عمارة قريبة من مسجد على ما أذكر أنه مسجد عمر بن الخطاب، وقد صليت فيه بما في ذلك صلاة الجمعة، وقد تعرفت أسرتي على الجيران الذين كان لديهم أطفال كثيراً ما تسامروا مع أطفالي ولعبوا معهم.. وكانت المنطقة آمنة، فأحياناً لا نهتم بإغلاق باب الشقة بإحكام سواء كنا بداخلها او إذا خرجنا منها، وأحياناً كنت أترك أسرتي وأخرج فأتجول على أقدامي في المنطقة القريبة، رغم أن البقالة الصغيرة التي تحت العمارة قد تم سرقة بعض بضائعها كما أخبرني صاحبها، ويبدو أن الاقتراب من السياح خط أحمر للصوص لذلك لا أحد يتعرض لهم كما يتعرض لأهل البلد.. كنا نشتري من تلك البقالة الحليب الذي يسمونه (الحليب المعقم) وهو معبأ من المصنع في زجاجات، ورغم أنهم يفضلون الحليب السائب الذي يباع بالكيلو في أكياس لاعتقادهم أنه طبيعي، فإن هذا المعقم أيضاً أحسست من رائحته أنه طبيعي، ففي السعودية لم أشم رائحة حليب مذ دخلتها، أما هذا الذي في سوريا فذكرني بحليب السودان حينما يفوَّر في النار ....

    في أثناء تجوالنا على الأقدام مررنا على صف من المحلات التي تشبه محلات الحلاقين، ومكتوب على يافطاتها (مطهر أولاد)، وكل صاحب محل ينادي علينا عندما يرى معنا إبني حسن، فنقول له إنه مطهر، فيقول: (يمكن ما مظبوطه، تعالوا نعيدها له!).. وقد وصلت يوماً أثناء تجوالي بمفردي الى مقبرة بها قبر سيدنا بلال رضي الله عنه، وعدد من الصحابة ربما منهم سيدنا عبد الله بن مسعود..

    ذات يوم قررنا زيارة بلودان والزبداني حسبما اقترح لنا بعضهم، فأخذنا تاكسي من وسط البلد حيث موقف سيارات ريف دمشق، وتوجهنا نحو بلودان والزبداني، وهي قريبة من دمشق ولكنها مرتفعة، وكان الطريق يمر بحقول ومزارع وبساتين، ثم بدأ الجو يبرد كلما اقتربنا منها، حيث أنها مرتفعة عن دمشق.. وصلنا بلودان ولم نتوقف فيها كثيراً ثم واصلنا رحلتنا نحو الزبداني، وكان الجو أكثر برودة حيث هي أكثر ارتفاعاً، لذا كان المنظر من أعلى الزبداني عندما ننظر الى الطريق الذي جئنا به والقرى التي تقع في المنخفض كان منظراً رائعاً.. وقد وجدنا كثير من السياح العرب وكثير من السوريين الذين كانوا يقضون عطلة نهاية الأسبوع فيها.. وهي منطقة سياحية من الدرجة الأولى حيث كل المحلات سياحية وأسعارها أكثر بكثير من دمشق.. ولكن رغم فارق السعر فتظل الأسعار معقولة.. وجلسنا في مطعم وتغدينا.. ثم تجولنا في شوارعها المنحدرة المتعرجة..

    000039.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة لحسن ووالدته وأخته في أحد شوارع الزبداني

    وفي أثناء تجولنا قابلنا شباب سودانيين سلمنا عليهم وتعرفنا عليهم وكان أحدهم يسكن الديم بالخرطوم، وكعادة السودانيين أينما التقوا سألناه أين يسكن بالضبط في الديم لأن أختي تسكن هناك، وبالطبع وجدناه يعرف أسرة اختي ويعرف أخي الذي يسكن معهم.. وعرفنا منهم أنهم يعملون في مصنع يريد صاحبه أن يفتح مثله في السودان، فأستوعب هؤلاء ليتعلموا الصناعة التي يعمل بها ليرسلهم الى السودان حينما ينشئ مصنعه هناك.. وقد أخذونا الى مكان سكناهم الذي كان عبارة عن سينما مهجورة، حيث صعدنا الى الطابق الأعلى فوجدنا عدداً من الناس يسكنون فيها ومن ضمنهم أسر سورية.. وقد عرفونا على إحدى تلك الأسر التي تتكون من الأب والأم وأطفالهم، وهم على علاقة طيبة بهم، وقد قدموا لنا الشاي.. للأسف نسيت أسماء الشباب ولكن الصورة المرفقة

    000015.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    قد يراها أحدهم او من يعرفهم فيذكرنا بأسمائهم.. والصورة لأسرتي ومعهم هؤلاء الشباب على شرفة السينما التي تطل على الشارع حيث يظهر الجبل وبعض المباني في الزبداني..

    000016.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وكان كلما اقترب المساء كلما برد الجو أكثر.. وقرب المغيب ودعنا الشباب السودانيين وركبنا إحدى التاكسيات المتوجهة الى دمشق..

    000033.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة لحسن وأمه في أحد شوارع الزبداني ويظهر الجبل والمزارع الخضراء

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-03-2014, 01:07 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الحلقة 221

    نواصل ...

    جبل قاسيون

    ذات يوم ونحن نستقل تاكسي مررنا بما يشبه الدوار في العاصمة دمشق، ولاحظنا ان الحركة اصبحت بطئة، وكلما اقتربنا من الدوار ازداد بطء الحركة، ثم رأينا مجموعة من الناس واقفين بجانب سياراتهم، فظننا أن هناك حادث قد وقع وأن سائقي السيارات تلك قد نزلوا منها ليروا ما حل بسياراتهم أو أنهم ينتظرون وصول شرطة المرور، ولكن عندما وصلناهم لم نر ما يشير الى حادث او نحوه، بل وجدنا مجموعة من الشباب يقفون في قلب الشار ع بينما سياراتهم تقفل الطريق.. فسألت سائق التاكسي عما يفعل هؤلاء السائقين في قلب الشارع، فقال لي:
    - شباب!
    ولم يزد، فعلمت من طريقة كلامه (هي في الحقيقة كلمة واحده) وتعابير وجهه وحذره الشديد أن هؤلاء الشباب (يتونسون) فقط.. ويبدو أنهم من أبناء ذوي السلطة والنفوذ أو (المسنودين) الذين لا يخافون من شرطة مرور ولا من الجيش حتى، ولا يهمهم أن حركة المرور توقفت او الناس تأخرت او إنفلقت.. وعلى عكس ما كنت أتوقع من أهل سوريا النظاميون المؤدبون المطيعون لرؤسائهم الذين لا يخرقون القانون ابداً.. فقد كان هؤلاء استثناء غريباً.. والأغرب عدم اكتراثهم لشئ ولا للناس الذين يمرون بالطريق.. إنهم أمراء من غير ملكية.. فوق القانون.. وهاهي قد قلبت عليهم ظهر المجن.. وهاهي نذر زوال مملكتهم بادية للعيان، وهاهي أيامهم الأخيرة تقترب.. فسبحان من ينزع الملك ممن يشاء..

    000010.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    حسن ووالدته وأخته في أحد شوارع دمشق

    من المناظر الجميلة داخل دمشق جبل قاسيون، وهو جبل فيه أحياء سكنيه، وتبدو البيوت فوقه كانها ثريات معلقة خاصة بالليل حيث تضيء فيراها الناس من سفح الجبل كالثريات.. وقد ذكرني المنظر بالجبال المحيطة بمدينة تطوان في شمال المغرب، والفرق أن جبال تطوان خضراء كلها.. وقد استقيت من موسوعة الويكيبديا هذه النبذة عن جبل قاسيون (بعد تصحيح بعض الأخطاء الطباعية):

    قاسيون جبل يطل على مدينة دمشق عاصمة سوريا، والذي يعتبر امتداداً جغرافياً لسلاسل الجبال السورية الغربية. امتداد لها النشاط العمراني خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. حيث تقع بعض أحياء دمشق مثل حي المهاجرين، وحي ركن الدين، حي أبورمانة والشيخ محي الدين وغيره.
    ترتفع قمة جبل قاسيون أكثر من 1150 مترا عن سطح البحر. توجد على قمة الجبل محطة لتقوية البث الأذاعي والتلفزيوني. يعتبر جبل قاسيون أحد أماكن التنزه والترفيه المحيطة بمدينة دمشق بإطلالته الجميلة. كما يمكن مشاهدة مدينة دمشق بالكامل منه. يقع على سفح الجبل من الجهة الجنوبية الغربية نصب الجندي المجهول في مكان مميز، تنتشر المتنزهات والمطاعم والمقاهي والاطلالات الجميلة التي تشرف على مدينة دمشق وعلى منطقة دمر وغيرها ويحتوي أحد أهم المعالم الدينية والاثرية ألا وهي مغارة الدم أو ما يسمى مقام الأربعين.

    انتهى مقال الويكيبديا عن جبل قاسيون.

    000011-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أعناب تحملها والدتها وحسن بجانبها، ومجموعة أطفال سوريين في أحد أحياء دمشق

    000013.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    أسرتي تسير في أحد شوارع دمشق..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..

    (عدل بواسطة Mandingoo on 06-08-2014, 03:57 PM)

                  

06-05-2014, 03:44 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 222

    نواصل ...

    وداعاً سوريا

    في الأيام الأخيرة تسوقنا من سوق الحميدية حيث المصنوعات السورية ذات الشهرة مثل فوط الترابيز والجلابيات النسائية ولكن لم يكن هناك خيارات واسعة لملابس الأطفال، والسوق الذي به ملابس الأطفال وجدناها غالية ربما أعلى سعراً من السعودية، كذلك الأحذية الجيدة سعرها مثل سعرها في السعودية.. وخلف سوق الحميدية يوجد قصر العظم التاريخي، والذي بداخله يوجد المتحف، ولكن لا أذكر أننا دخلناه، ربما لأن موعد الدخول كان قد فات، أو أنه كان مغلقاً يومذاك للصيانة أو شئ من هذا القبيل..

    000019-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي يحمل حسن، ووالدته تحمل أخته في أحد حدائق دمشق .

    000020-20.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    على حافة النافورة جلسنا.. أنا وأسرتي في نفس الحديقة أعلاه..

    000021.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    على حافة النافورة جلسنا.. أنا وأسرتي في نفس الحديقة أعلاه.. ولكن من الصورة من زاوية أخرى..

    ثم حجزنا في النقل الجماعي للعودة، ولكن هذه المرة عن طريق المدينة المنورة لنزور أهلنا هناك، إبن عمتي الحاج عكاشه- رحمه الله رحمة واسعة فقد انتقل الى الرفيق الأعلى قبل حوالي عام ونصف- وعم المدام عمر سيد احمد وإبن عمتها احمد الحاج..

    وبعد 12 يوم قضيناها في سوريا- أي في يوم 7/7/1996م- ركبنا حافلة الشركة السعودية للنقل الجماعي التي اتجهت نحو الحدود السورية الأردنية، فعبرنا نقطة حدود المدوره ومررنا بالتراب الأردني الى الحدود الأردنية السعودية، فخرجنا من نقطة الحدود الأردنية وبعد حوالي كيلو متر بين الشبك الذي على يمين الطريق وشماله وصلنا نقطة الحدود السعودية (حالة عمار) فطُلب من الركاب النزول والإنتظار في صالة كبيرة أشبه بالعريشه حيث سقفها من الزنك ومفتوحة من الجوانب وبها كنب، وطلب منا كذلك ترك العفش بالبص، ثم تحرك البص وغاب عنا.. ثم خضعنا لتفتيش شخصي من قبل موظفي الجمارك داخل غرف.. وكالمعتاد لم يتم التدقيق في تفتيشي- إذ أنني سوداني-

    ثم رجع البص بعد تفتيشه، وقد علمنا أنه يتم فحص البص والعفش بواسطة الكلاب المدربة وكذلك يتم تفكيك أجزاء منه بواسطة فنيين بحثاً عن المخدرات، ثم صعدنا الى البص وتحرك بنا باتجاه المدينة المنورة التي وصلناها صباح اليوم التالي.. وانتهت رحلتنا الى سوريا..

    ولا أنصح احد بالسفر بالحافلات (البصات) الى بلاد بعيدة.. فهي متعبة ومرهقة سيما إذا كان معك أطفال.. دي نصيحة مجرب..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..

    (عدل بواسطة Mandingoo on 06-08-2014, 03:59 PM)

                  

06-08-2014, 04:04 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 223

    نواصل ...

    المغرب الحبيب مرة رابعة

    شوقي الى المغرب يزداد مع مرور الأيام، وكلما طال عهدي بها اشتقت إليها أكثر.. فهاهو قد مر عقد من الزمان مذ زرتها لآخر مرة في أواخر 1987 وأوائل 1988م، وبحثت عن سبب يأخذني إليها، ففكرت في الدورات التدريبية، واتصلت بمقر الشركة السعودية لتنمية الكفاءات البشرية في الرياض وعلمت منهم أنهم سيقيمون دورة تدريبية في مجال لا يبعد كثيراً عن مجالي، والأهم أنهم سيعقدونها في المغرب، في مدينة طنجة.. فطلبت من إدارة التدريب في شركة التوفيق بالموافقة لي على الإلتحاق بتلك الدورة التي كانت بعنوان (بناء وتكوين فريق العمل الفعال)، وبعد موافقة مدير الشركة الذي كنت مديراً لمكتبه؛ وهو الأستاذ عبد الإله صباحي، تم التنسيق مع الشركة المنظمة للدورة، وبالصدفة التقيت بزميل لي في الشركة لا يعمل في نفس مجالي بل يعمل في إدارة المراقبة والمحافظ كمحلل مالي، وأخبرته بأمر الدورة وقلت له يمكنك الذهاب معي.. وراقت له الفكرة، فتقدم لإدارة التدريب بشركتنا فوافقوا له.. وبدأنا في ترتيب إجراءات السفر من إصدار تأشيرة الخروج والعودة وإصدار التذاكر، وعملنا تأشيرة دخول من القنصلية المغربية- تمت مباشرة من القنصلية دون الحاجة لكتابة برقية الى الخارجية المغربية كما كان يحدث في الماضي (يبدو أن مقالي المنشور بجريدة العلم المغربية في العام 1985م الذي كان بعنوان: (سفراء بلا جوازات سفر حمراء) قد آتى أكله..

    Sufraa001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    كانت اسرتي الصغيرة قد غادرت الى السودان في إجازة يوم 17 سبتمبر، وفي اليوم التالي كان سفرنا الى المغرب عن طريق مصر بطائرة الخطوط الملكية المغربية.. واقعلت الطائرة من مطار جدة، وكنت جالساً بقرب النافذة، وبعد قليل من إقلاع الطائرة سمعت صوتاً يأتي من خارج مقصورة الطائرة يشبه صوت حديدة غير مثبتة جيداً يحركها الهواء فتصطدم بجسم الطائرة صدمات سريعة متتالية، فناديت المضيفة وأسمعتها ذلك الصوت.. وعلى ما أذكر نادت مضيفة أخرى وأسمعتها الصوت، ولكن الطائرة واصلت طيرانها نحو القاهرة.. وبعد ساعتين حطت في مطار القاهرة.. وهبطنا جميعنا ليغادرنا الركاب الذين إنتهت رحلتهم في القاهرة، فتجولنا في المطار وأذكر أن صالة الترانزيت كانت تعج بفتيات إثيوبيات مواصلات رحلتهن التي بدأت في أديس أبابا لتنتهي في بيروت حيث سيعملن خادمات هناك.. وكن متعلمات إذ تعرفت عليّ إحداهن وكانت تتقن اللغة الإنجليزية.. وتحدثت بحرارة عن ميزة الرجل الأسمر، ودعتني الى زيارتها في غرفة الفندق التي خصصت لهن، وزرتهن وكن مجموعة من الفتيات.. وكان الفندق داخل المطار وفي نطاق صالة الترانزيت..

    ثم أبلغنا موظفو الخطوط المغربية في صالة الترانزيت بمطار القاهرة بأن الطائرة بها عطل! ويبدو أن هذا العطل هو ما سمعته حين اقلاعها من مطار جدة، وعجبت كيف وصلت الطائرة من جدة الى القاهرة رغم هذا الذي كنت اسمعه! يبدو أنه قد نجانا الله من كارثة.. وأفادونا بأننا سننتظر الى حين إصلاح العطل.. وكان وقت الإنتظار مملاً ولكن تجولي في صالة الترانزيت ومحلاتها التجارية وونستي مع الإثيوبية قلل من حدة الملل.. ثم بعد عدة ساعات جاءنا من يخبرنا بأن العطل لا يمكن إصلاحه الآن لأن هناك قطعة غيار سترسل من الدار البيضاء لإصلاح العطل، وهذا يعني أن الطائرة ستظل قابعة في مطار القاهرة لفترة طويلة.. لذلك لابد من الانتقال لطائرة أخرى.. وتم تقسيم الركاب لمجموعتين؛ على ما أذكر كانت مجموعة ستنطلق بالطائرة المصرية الى الدار البيضاء، وكانت المجموعة الأخرى ستنطلق بالطائرة الفرنسية الى باريس ومنها الى الدار البيضاء.. وكنا من ضمن الأخيرة..

    أقلعت الطائرة الفرنسية من مطار القاهرة بعد منتصف الليل- ربما الثانية صباحاً- وعند الفجر حلقت فوق سماء باريس، ثم تدريجياً بدأت تهبط وبدأت تتضح معالم مدينة باريس وبرجها الشهير إيفّل (بالفاء العادية غير الأعجمية، وتشديدها) وبدأت تقترب منازل باريس وشوارعها ثم بدأنا نرى السيارات في الشوارع ثم ما لبثت أن لامست عجلات الطائرة أرض المطار.. وهبطنا منها الى صالة ركاب الترانزيت، حيث نقلونا بسيارات صغيرة الى صالة أخرى لا تبعد عن هذه الصالة كثيراً، حيث خضعنا لتفتيش استغربت له حيث اننا لم نغادر المطار وبالتالي لا يمكن أن نحمل شيئاً ممنوعاً، لأننا ببساطة انتقلنا من الطائرة الى صالة المطار.. وقد ساءني أن خضعت لتفتيش شخصي أكثر من بقية الركاب لا أدري سببه حتى الآن.. حيث خضع البقية للتفيش عبر أجهزة الأشعة السينية.. ثم بعد ذلك دخلنا صالة المغادرة حيث سنستقل الطائرة المتوجهة الى مطار طنجة، وبقينا كذلك عدة ساعات، أي تواصل سهرنا من صبيحة يوم الخميس 18/9/1997م دون أن نستطيع الاضجاع على جنب.. ثم أقلعت الطائرة من مطار شارل ديقول صوب الأراضي المغربية، حيث وصلنا الى مطار طنجه في وقت متأخر من مساء الجمعة، بل في الساعات الأولى من يوم السبت 20/9/1997م ..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-09-2014, 07:12 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 224

    نواصل ...

    طنجة مرة أخرى

    مطار طنجة مطار صغير، ولذا لم يكن هناك زحمة فيه حيث كان ركاب طائرتنا هم الوحيدون في صالة الوصول ساعتذاك.. وختمنا جوازات سفرنا بختم الدخول، ثم توجهنا نحو صالة العفش حيث استلمنا شنطنا ومررنا على كاونتر الجمارك حيث فحصوا شنطنا، وأذكر أن رجال الجمارك تفحصوا قارورة المياه الصحية التي عبأتها بمياه زمزم وتلوث خارجها بشامبو الشعر الذي تسرب من قارورته.. وسألوني عن محتوى تلك القوارير فأخبرتهم أنها مياه زمزم، وربما ظنوها زجاجات معبأة بالخمر او سائل مشبوه سيما وأن الشامبو الذي لوث خارجها قد جعلها غير واضحة المعالم بالداخل، ولكن لم يفتحوها واكتفوا بإجابتي..

    خرجنا من بوابة المطار فجاءنا أحد سائقي التاكسيات واتفق معنا لكن بعد أن يوصل المشوار الذي معه، ثم ذهب، وفي أثناء انتظارنا جاء آخر وعرض خدمته لنا، وبما أننا قد استبطأنا الأول فقد وافقنا على الذهاب مع الثاني، ولكن قبل ان نتحرك وصل الأول، فتخاصم الاثنان، ولم يتنازل أحدهم للآخر، فأصرا على الذهاب الى نقطة الشرطة أو الدرك الملكي لست أذكر التي في الطريق، وبالفعل توقف التاكسيان وعرضا المشكلة على العسكري المناوب الذي حكم لصالح الأول وتركه يأخذنا وبقي الثاني معه لا ندري هل سيحبسه لهذه المشكلة ام بسبب رائحة الخمر التي تفوح منه! كل هذه العقبات جعلت رحلتنا من جدة الى طنجة مضنية وطويلة.. وبعيد منتصف الليل وصلنا الى مدينة طنجة- كان المطار خارجها بمسافة- وأنزلنا أمام الفندق الذي تقام فيه الدورة حيث كنا قد حجزنا فيه غرفة.. وصعدنا الى الغرفة حيث نمنا في سرير لأول مرة منذ يومين..

    في اليوم التالي بعد ان استيقظنا صعدنا الى سطح الفندق حيث القاعة التي تقام فيها الدورة، ووجدنا ان الدورة قد فاتتنا بيوم فشرحنا لهم ما حدث لرحلتنا التعيسة فوعدوا بتعويضنا هذا اليوم الذي ضاع منا.. لا سيما واننا الدارسان الأساسيان ومعنا سعوديان إثنان، حيث ان البقية هم تكملة عدد من المغاربة الذين استوعبوهم طالما ان هناك دورة قائمة، تماماً كما تفعل جمعية إدارة الأعمال في مصر.. وقد كان المشرف على الدورة مصري وكذلك محاضرها الأساسي مصري..

    61.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي بين دارسين مغربيين، والأستاذ مشرف الدورة على يمينك

    وكانت المحاضرات على فترتين تتخلهما راحة في الظهر حيث نتناول مأكولات خفيفة ومشروبات باردة وساخنة، ونصلي الظهر، ثم نواصل الى المساء، وكانت الدورة رائعة ومفيدة..

    000030-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي في الحديقة الخلفية للفندق

    وكنا بعد انتهاء اليوم الدراسي نتجول في الشوارع القريبة من الفندق حيث نقيم وحيث تقام الدورة، وكان الفندق نفسه يطل على شارع رئيسي بمحازاة البحر، وكان المنظر رائعاً من قاعة الدراسة حيث نرى البحر والشاطئ ونرى الميناء، وكذلك كنا نرى من على البعد في المساء أنوار جبل طارق عبر مضيق جبل طارق.. وكانت المدينة القديمة غير بعيدة عن الفندق وكان بها مطاعم عتيقة تذوقنا فيها أجمل جمبري.. بالإضافة الى الحريرة (شوربة مغربية) وكم شربنا الأتاي (الشاي الأخضر) في المقاهي القريبة من الفندق وتلك التي في المدينة القديمة،

    Maroc097.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي جالس في الكراسي أمام المقهى احتسي ا لأتاي (الشاي الأخضر بالنعناع)، ويبدو عامل المقهى جالس بقربي

    Maroc098.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي وزميلي محمد دج جالسين في الكراسي أمام المقهى نحتسي الأتاي (الشاي الأخضر بالنعناع)،

    وكان تحت الفندق قاعة تقام فيها الحفلات لنزلاء الفندق، وكانت صاخبة والموسيقى الغربية يرقص على نغمها الراقصون والراقصات، وكنت أتضايق من صخب وضوضاء القاعة فلا أطيق البقاء فيها فأترك زميلي وأقف في الشارع اتنسم هواء البحر النقي، أو أرجع لغرفتي واتفرج على التلفزيون وكانت القنوات الإسبانية تظهر بوضوح، واستغربت تبدل الحال في اسبانيا، حيث في السبعينات عندما زرتها كانت بلداً منضبطاً أخلاقياً، أما القنوات التي شاهدتها الآن ففيها العجب..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-16-2014, 03:58 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 225

    نواصل ...

    طنجة مرة أخرى 2

    وذات يوم عطلة نهاية الأسبوع اتفقنا نحن السودانيان مع السعوديان ان نذهب في جولة حول مدينة طنجة، فاستأجرنا تاكسي تجول بنا على الأماكن الهامة خاصة التي خارج طنجه ومن بينها قصر الأمير عبد الله، ثم في مكان عالي وقفنا نتفرج على خط التقاء المحيط الهادي بالبحر المتوسط، وكان منظراً مميزاً واستثنائياً.. والتقط لي أحد الزملاء هذه الصورة في ذلك المكان:

    Maroc089.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وأدناه صورة أخرى لي مع الزملين السعوديين في الدورة التدريبية، وأعتقد أن الثالث هو سائق التاكسي

    Maroc105-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    كذلك زرنا كهف هرقل، وقطعنا تذاكر لزيارته، وهو كهف في الجبل يؤدي للبحر، وقيل ان المقاومين المغاربة كانوا يغيرون على سفن الغزاة ويدخلون في هذا الكهف ومنه الى الجبل فلا يراهم الغزاة

    Maroc102-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لنا أنا - على يمينك- ثم محمد دج جالس على الكرسي، ثم الزملاء السعوديين، ونحن أمام مدخل الكهف، ويبدو أن المكتب والكرسي هما لموظف بيع التذاكر.. ولا أذكر لِمَ نحن جالسون عليها وأين أصحابها.. ربما بعد أن خرجنا كانت فترة الزيارة قد انتهت فغادر بائع التذاكر مكانه حيث لم يعد له عمل..

    ثم دخلنا إلى داخل الكهف حتى وصلنا إلى البحر حيث فتحة الكهف الشهيرة المطلة على البحر، ذلك المنظر الذي أصبح رمزاً لطنجة، فما إن ترى فتحة الكهف هذه حتى تعرف أن هذه صورة لكهف هرقل بطنجة.. والتقطت لنا هذه الصورة ومعي زميلي محمد أبكر دج في ذلك المكان أنا على يمينك ومحد على يسارك والبحر يظهر بيننا وكذلك الأفق والسماء (وتبدو الصورة في شكل سيلويت):

    Maroc075.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-17-2014, 05:15 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 226

    نواصل ...

    الحبيبة تطوان

    منذ مدة طويلة وأنا في السعودية كنت دائماً أرى حلماً غريباً؛ خلاصته أنني أذهب إلى المغرب والى تطوان بالتحديد- وأحياناً الى الرباط- وأظل طوال الحلم وأنا أبحث عن بيت صديقي مصطفى محفوظ، أو أظل سائراً إليه دون أن أصله أبداً.. وبتكرار هذا الحلم الغريب بدأت أقلق على صديقي مصطفى، وأحس بأننا لن نلتقي أبداً.. لذلك أول شئ فعلته عندما وصلت إلى طنجه هو السؤال عن مصطفى، علماً بأنه كانت هناك مكاتبات بيننا لكنها في الفترة الأخيرة توقفت ولا أدري ما السبب، هل لأنه انتقل من سكناه القديم الى سكن جديد أو أنه غيّر رقم هاتف المنزل؟ لم أعد أذكر.. المهم كلفت من يسأل لي عنه في الرباط ويطمئنني عليه أو يأتيني برقم هاتفه، وبالفعل اطمأننت عليه وهاتفته بعد ذلك..

    وفي عطلة نهاية أسبوع أخرى ذهبت الى موقف سيارات تطوان حيث استقليت تاكسي بالنفر متوجهاً إلى أصحابي القدامى سكان تطوان.. ووسط الجبال والحقول الخضراء والغابات سارت سيارة التاكسي إلى ان وصلت الى مدينة تطوان العريقة التي احبها كما احب مدينتي مدني.. ووجدتها قد تبدلت كثيراً وتغيرت وتوسعت وازدحمت.. وسرت على أقدامي حتى باب النوادر ذلك السوق الشعبي الذي يمتليء بالبضائع الإسبانية.. ومنه دلفت الى شارع العيون الضيق الذي تتراص الحوانيت (الدكاكين) على جانبيه.. وسرت فيه حتى وصلت الى درب المصطفى، فدلفت إليه وطرقت آخر باب في الدرب الذي به حوالي عشرة بيوت، على كل جانب حوالي اربعة او خمسة بيوت، وكان منزل أصدقائي آل محفوظ هو رقم 9، فطرقته ولكن لا أحد فيه.. فعدت أدراجي الى شارع العيون وحاولت جاهداً أن أتذكر أين يقع بيت خالهم.. وبالفعل استطعت أن أسير إليه دون مساعدة وأصله بالضبط فقط بالذاكرة، بل لقد قادتني قدماي إليه تلقائياً.. وكنت أعلم أن صاحبه خال صديقي مصطفى قد فارق الدنيا منذ زمن.. طرقت الباب ففتحوا لي، ووجدت وفاء إبنتهم بالتبني.. فعرفتها بنفسي فعرفتني، وتفاجأتُ بأن صاحبة الدار أيضاً قد لحقت بزوجها قبل فترة قصيرة عليهما الرحمة من الله والمغفرة، وقالت لي وفاء أنها ظلت حتى اللحظات الأخيرة من حياتها مرحة وصاحبة نكتة، حتى وهي تحتضر.. نعم لقد تذكرت حينما دعونا هي وزوجها للعشاء في سبعينات القرن الماضي وأعدوا لنا صينية سمك بالتفاح.. وكانت تقول لي: (كل) ثم بالفرنسية MANGE ثم تسأل مصطفى همساً: (إيش هي بالإنجليزية)؟ فيخبرها فتقول لي: EAT EAT .. تذكرت ذلك الآن ووفاء تخبرني بأنها ظلت كذلك حتى اللحظات الأخيرة قبل وفاتها.. وقد تزوجت وفاء ولها أطفال، وأخبرتني أن والدتها كانت قد تبنت بنتاً أخرى- أظن أن اسمها مفتاحة- ويبدو أنها أيضاً تزوجت، فبقيت وفاء في البيت هي وأطفالها وزوجها الذي لم يكن حين زيارتي لهم موجوداً.. وسألتها عن آل محفوظ فقالت لي إنهم قد انتقلوا جميعهم الى منزلهم في مرتيل.. فاستغربت لأن مرتيل كانت في السبعينات شاطئ (بلاج) فقط يرتاده اهل تطوان في الصيف، فكيف اصبح مسكوناً بصفة دائمة؟ المهم أخذت منها العنوان، عنوان البيت، وعرفت منها ان عبد الوهاب الأخ الأكبر لصديقي مصطفى يعمل في بلدية مرتيل، وقالت لي يمكنك ان تذهب اليه هناك حيث مكان عمله واضح وهو سيأخذك الى البيت..

    بالفعل استقليت البص المتوجه الى مرتيل، ووصلتها فوجدتها قد أصبحت مدينة بالفعل.. وتذكرت أننا عندما كنا نأتي أنا ومصطفى من الرباط ونذهب إليها كانت هناك شاليهات فقط على الشاطئ.. يسكنها الناس في أشهر الصيف ثم يرجعون لتطوان ولغيرها من المدن.. الآن توسعت وأصبح بها أحياء وبيوت فخمة وبيوت عادية ومدارس ومصالح حكومية وبلدية.. سألت عن موقع البلدية فدخلتها وسألت عن عبد الوهاب فوجدته وسلمت عليه، ثم خرجنا باتجاه منزلهم، وهو قد سبق أسرته الكبيرة في السكنى في مرتيل بسبب عمله في بلدية مرتيل.. ولم يكن المنزل بعيداً عن البلدية حيث وصلناه راجلين.. وكان منزل الأسرة الكبير يجاور منزل عبد الوهاب.. فدخلنا إليه، وكانت والدتهم قد غادرت دنيانا قبل أشهر قليلة عليها رحمة الله.. ووجدت والدهم وقد بدأ عليه الكبر وضعف الذاكرة.. فسأل عني.. ثم قال: أنا كنعرفو (أعرفه)، فقال لي أبناؤه إنه قد بدأ يتذكرك.. وجاءت إمرأة طعنته حقنة، وعرفت أنها مستأجرة لرعاية عم محمد محفوظ بعد رحيل رفيقة دربه الخالة عائشة.. وقد علمت أن هذه المرأة المستأجرة لديها طفل تربيه بعد أن تنكر لها والده ولم يرتبط بها حسبما وعدها..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-18-2014, 04:02 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 227

    نواصل ...

    بلاج (شاطئ) مرتيل

    كان حسن يسكن في نفس البيت في الدور العلوي مع زوجته التي تشبهه كثيراً، وبنفس نحافته، وأما هشام فقد خطب شقيقة رضوان- صديق مصطفى وإبن تطوان أيضاً- أو ربما شقيقة صديقاه عبد الله وعبد الوهاب الشريف..

    000100.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة تضمني- على يسارك- وبجواري حسن محفوظ، ثم هشام محفوظ، ولاحظوا الصورة التي فوقنا، وهي لوالدهم محمد محفوظ عندما كان برفقة أمهم وشقيقهم مصطفى بالمدينة المنورة، والصورة أمام الحرم المدني على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    وقضيت الليلة معهم، وفي اليوم التالي أوصلني هشام الى منزل زميلنا وصديقنا الأمين بوخبزه الذي كان يسكن معنا في الحي الجامعي السويسي الثاني وقد سبق ذكره، والآن هو عضو البرلمان المغربي عن حزب العدالة والتنمية، وقد حصل على الدكتوراة من القاهرة وعمل بالتدريس في الجامعة، وقد أخبرته بالمقال الذي نشرته عنه وعن إخوته في الصحوة الإسلامية في الجامعات المغربية في أواسط السبعينات في جريدة المستقلة (وقفة مع سنواتمضت في المغرب: الشباب بدأ يجني ثمار ما زرعنا)، فقال لي أن أصدقاءه أخبروه به، وسألته عن محمد العربي فقال لي انه يدرّس في الجامعة في الرباط، وأعطاني عنوان منزله في طنجه.. ومن عنده اتصل على صديقي مصطفى فردت عليه بنت عمه – زوجة مصطفى- فقالت له إن مصطفى ذهب في سخرة (يعني في مرسال).. وعندما عاد اتصل بنا وتحادثنا معه..

    000007.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وصورة أخرى لشخصي أمام إحدى بوابات سور المدينة القديمة بتطوان، وأعلى البوابة لافتة مكتوب عليها: (حزب العمل الإقليمي بتطوان)، والصورة التقطتها أثناء تجوالي في مهد الذكريات التي تعود إلى قرابة العقدين من الزمان..

    000008.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وهذه صورة ثالثة لشخصي في حديقة، ربما كانت حديقة (رياض العشاق) التي أعشقها منذ رأيتها في سبعينات القرن الماضي.. وكم جلسنا فيها أنا وصديقي مصطفى محفوظ وشربنا (الآتاي) والقهوة.. كانت لنا أيام.. ولكن لو لم تخني الذاكرة لم تكن تلك البركة المائية التي تحفها النوافير موجودة في السبعينات والثمانينات، وعلى فكرة أصبح إسم حديقة (رياض العشاق) حين زرتها في العام 1997م (حديقة مولاي رشيد)..

    في نهاية اليوم ودعت الأمين بوخبزه بعد أن أعطاني صورة حديثة له

    sudansudansudansudansudansudan001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وخلفها هذا الإهداء

    sudansudansudansudansudansudan002.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    (الحمد لله وحده
    أتقدم للأخ الحبيب الوفي عمر حسن غلام الله بهذه الصورة هدية متواضعة عربون مودة ووفاء للأخوة التي جمعت بيننا أيام الطلب في عشرة يندر الزمان بمثلها ، أسأل الله العلي القدير أن يحفظك ويمتعك بموفور الصحة والعافية

    أخوك: الأمين مصطفى بوخبزة

    تطوان في: 23 جمادى الثاني 1418هـ
    الموافق لـ 25 سبتمبر 1997م)

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-19-2014, 02:50 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الحلقة 228

    نواصل ...

    تطوان.. الصور تحكي

    OmarsudanJamalDahab001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    للمقارنة فقط، فهذه الصورة فيها الأمين بوخبزة- في الوسط- وهي في سنة 1977م تقريباً حينما كنا سوياً في الحي الجامعي السويسي الثاني بالرباط.. أي الصورة هذه قبل التي بالأعلى بعشرين عاماً!!

    64.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    هذه الصورة التقطتها وأنا في طريقي من موقف تاكسيات طنجة بتطوان الى منزل أصدقائي آل محفوظ

    Maroc120001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    هذه الصورة في حديقة رياض العشاق (حديقة مولاي رشيد) وقد ذكرتها سابقاً .. وكانت حبيبة إلى نفسي تلك الحديقة الجميلة البسيطة الهادئة، والصورة ملتقطة في نفس رحلتي هذه في العام 1997م

    Maroc122001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي في حديقة رياض العشاق من زاوية أخرى..

    Maroc121001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وأيضاً هذه

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-22-2014, 05:31 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 229

    نواصل ...

    وداعاً تطوان..

    في نهاية اليوم ودعت الأمين بوخبزه وتوجهت نحو موقف تاكسيات طنجة حيث ركبت تاكسي بالنفر، وكان الذي يجلس بجانبي شاب تفوح رائحة الراح من فيه، وفي الطريق طلب من السائق أن يتوقف لينزل، وبالفعل توقف السائق فنزل من السيارة في حافة الطريق، ولم تكن هناك بلدة أو قرية في المكان الذي نزل فيه، فظننا أنه سيسير راجلاً من الطريق إلى قريته التي ربما تكون وراء هذا الجبل أو ذاك أو خلف هذه المزارع.. وواصل السائق سيره.. وبعد مسافة قال أحد الركاب أنه سمع صوتاً ينادي، فحسبناه جميعنا أن أحدهم يريد إيقاف التاكسي ليركب معنا، فلم نرى أحداً، فقال أحدهم أنه يظن ان الذي نادى هو نفسه الراكب الذي نزل، فرجع السائق بسيارته لنفس الإتجاه الذي جاء منه، وفي حافة الطريق رأينا صاحبنا يشير الى السيارات لتقف له، ولم يكن يعتقد ان السيارة التي وقفت له هي نفس السيارة التي أنزلته.. واتضح أنه طلب من السائق التوقف لأنه كان محصوراً وأراد أن يفرغ مثانته التي زاد من امتلائها ما شربه من الراح.. فركب معنا مرة أخرى.. وعندما وصلنا الى طنجه وتوقفت السيارة في الموقف قلت لهم حمداً لله على السلامة، ثم التفت الى صاحبنا الذي كاد أن ينقطع في الخلاء: (وانت بالذات) فرد عليّ: (فعلاً وأنا بالذات!)

    بقينا في الفندق ليومين او ثلاثة ثم انتقلنا الى شقة مفروشة لا تبعد كثيراً عن الفندق.. أخذت العنوان وذهبت أبحث عن منزل زميلنا محمد العربي، وعندما وصلته ضغطت على زر جرس الباب الخارجي الذي كان على سور الحوش، فأطل شخص من الشباك يسأل عن الطارق، فسألته إن كان هذا منزل محمد العربي فأجاب بالإيجاب وسألني عمن أكون فعرفته بنفسه، ويبدو أنه نسيني.. وسأل عن ماذا أريد.. فأسقط في يدي.. هذا سؤال مستغرب في نظري من زميل كفاح لأجل إرجاع الطلاب المغاربة الى جادة الإسلام.. ورغم أنني متعود على مثل هذا السؤال في السعودية عندما تطرق باب أحدهم وتقول لهم أريد فلان فيسألونك: (إيش تبغى منو؟).. المهم قلت للعربي: (ما عقلت عليّ؟) أي ألم تتذكرني؟ ثم توارى عن النافذة ونزل الى الحوش وفتح لي الباب.. سلمت عليه وذكرته بنفسي أكثر.. فقال لي: (كنتَ نحيفاً وشعرك غزير).. قلت له نعم.. وسلمته نسخة من مقالي الذي في جريدة المستقلة، فقال لي : (ولكن إسمي العربي بوسلهام)، وكنت قد كتبته في المقال محمد العربي..

    000033-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي أمام أحد بيوت طنجه، وربما كان بيت بوسلهام، او في شارعهم

    كنت قد علمت من صديقنا الأمين بوخبزه أن العربي لم يتزوج حتى ذلك الحين، وقد وجدت معه والدته، وهما فقط سكان هذه الدار.. وكان كعهدي به أيام كنا طلاباً في جامعة محمد الخامس أواسط السبعينات، هاديء الطبع وخفيض الصوت.. وقد تذكرنا تلك الأيام الخوالي وأصدقاءنا المشتركون خاصة أبناء تطوان وعلى رأسهم بوخبزه ومحفوظ، وقد أصر بوسلهام أن أتغدى معهم لا سيما وأن اليوم كان جمعة والمغاربة لا يتغدون يوم الجمعة بغير الكسكس، وأنا أحب الكسكس لا سيما البيتي- أي الذي يطبخ في البيت- فلبيت الدعوة وتغديت معهم.. ثم استأذنت وودعته ورجعت للشقة..

    000034-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي في أحد شوارع طنجه

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-23-2014, 02:44 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 230

    نواصل ...


    إنتهاء الدورة التدريبية

    كما وعد منظمو الدورة فقد عوضونا اليوم الذي فقدناه في أول الدورة إلى يوم بديل في آخر الدورة، وفي نهاية الدورة أقاموا لنا حفل تخرج صغير في نفس القاعة وقدموا لنا هدايا تذكارية عبارة عن محفظة نقود جلدية من الصناعة المغربية وكذلك جلابة مغربية.. لم تكن على مقاسي لذلك تركتها في دولابي حيث أهديتها لإبني قبل شهور إذ بعد خمسة عشر عاماً أضحت مقاسه، وكان عمره أربع سنوات حينما أُهديت إلىّ!

    Maroc2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لأعضاء الدورة التدريبية من أساتذة ودارسين، ويبدو أنها كانت في اليوم الختامي، وهي في حديقة الفندق الذي أقيمت فيه الدورة، وشخصي على يمينك واقفاً يليه ثلاثة مغاربة، ثم الأساتذة المصريين المشرف على الدورة والمحاضر، ثم مغربيين أو مغربي وعماني- لا أذكر- ثم جلوساً من على يمينك زميلي السوداني محمد ابكر ابراهيم، ثم مغربي ثم سعوديين..وتاريخ الصورة قد يكون أواخر سبتمبر (27 او 28) 1997م..

    Maroc095-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وهذه صورة لشخصي في نفس حديقة الفندق وبنفس تاريخ الصورة السابقة..

    Maroc094-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    و صورة أخرى لشخصي في نفس حديقة الفندق وبنفس تاريخ الصورة السابقة..

    Maroc096.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أما هذه فهي أثناء تسلمي شهادة الدورة التدريبية من مدير الدورة..
    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-24-2014, 12:39 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 231

    نواصل ...


    جولة الكاميرا

    000031-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة تضمني وعلى يميني زميل مغربي في الدورة، وعلى يساري زميل مغربي أيضاً، وعلى يساره استاذ الدورة التدريبية المصري

    000089-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وصورة لي أمام فندق سولازور وخلفي البحر الأبيض المتوسط..

    Maroc090-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وشخصي في سطح الفندق ويبدو جانباً من مدينة طنجة في الخلفية.. وهذا الجزء من المدينة حديث البناء كما يبدو

    Maroc104-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    هذا جانب من المدينة القديمة، حيث يظهر سور أثري، وقد تجولنا في أرجاء طنجة وأحيائها القديمة والحديثة والضواحي..
    يظهر في الصورة على يمينك الأخ محمد أبكر دج، ثم شخصي، ثم زميلنا - سعودي- في الدورة

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-25-2014, 11:30 AM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 232

    نواصل ...


    جولة الكاميرا 2

    Maroc3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي فوق قلعة تطل على ميناء طنجة

    Maroc099-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي على يسارك، ثم زميلنا السعودي، ثم محمد ابكر دج.. ونحن في مرتفع خارج مدينة طنجة، وخلفنا البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في موقع إلتقائهما

    Maroc101-2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي على يسارك، ثم محمد ابكر دج، ثم زميلانا السعوديان.. ونحن في درج في أطراف طنجة، ويبدو أن هذا الدرج يوصلنا الى قمة التل..

    Maroc4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي أسفل الدرج.. ويبدو البحر خلفي

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-26-2014, 12:52 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 233

    نواصل ...


    جولة الكاميرا 3

    000090.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    زملاءنا السعوديين في الدورة.. في نفس التلة التي تطل على ملتقى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، خارج مدينة طنجة.. عندما أصور أنا تكون الصور واضحة، وعندما يصوروني تكون صورتي غير واضحة..

    000091.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    زميلي السوداني محمد أبكر دج في نفس المكان

    Maroc103.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أنا وزميلي السوداني محمد أبكر دج في نفس المكان ولكن من زاوية أخرى، حيث ظهر في الخلفية جزء من مدينة طنجة

    Maroc175.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    زميلي السوداني محمد أبكر دج في حديقة فندق سولازور

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-29-2014, 02:20 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 234

    نواصل ...

    ثم غادرنا أنا وزميلي محمد دج طنجة الجميلة الى رباط الفتح.. حبي القديم.. مهد ذكريات فترة الجامعة، ومولاي اسماعيل، والحي الجامعي السويسي، وشارع مدغشقر، وكلية الحقوق بأكدال، ومعهد المغرب الكبير، والسويقه وشارع محمد الخامس.. وصلنا الرباط وتوجهنا الى منزل صديقي محجوب البيلي في أكدال.. لم يكن ذات الشقة التي نزلت معه فيها في العام 1987م، بل أخرى قريبة منها، وفي مبنى حديث، وهذه المرة مع زوجته، حيث غادر دنيا العزوبية بتأهله بسيدة مغربية تعمل معه في مجال الصحافة، هي نجية، ومعها إبنتاها- من طليقها- إحداهن طفلة والأخرى في أول الشباب، وكان يسكن معهم في الشقة شقيق لنجية.. وقد استضافونا وأحسنوا مثوانا، وقد أهديتهم بعض الأشياء التذكارية البسيطة التي جلبتها لهم من السعودية مثل العطور الزيتية التي يحبها محجوب، وكذلك ماء زمزم..

    وقد علمت منهم أن هذه الشقة مستأجرة، ولهم شقة يملكونها في سلا وهي مؤجرة، فهم بإيجار تلك يدفعون إيجار هذه التي في أكدال، وعلى ما أذكر كان مبلغ إيجار كليهما حوالي أربعة آلاف وأربعة آلاف وخمسمائة درهم.. كلمة كراء تستخدم في المغرب بدلاً عن كلمة إيجار.. وأنا معهم زارهم صلاح الأحمر - الصحفي السوداني بالمغرب والذي حضرت زواجه من مغربية في العام 1987م بالدار البيضاء- ومعه ولديه، فقلت له أطالبك بتعويضي ببدلة عن تلك التي ثقب مسمار محفتك كتفها.. فقد تذكرت أن يوم زفافه في الدار البيضاء حين ذهبنا انا ومحجوب البيلي وجلال حنفي وفي قاعة الأفراح جاء العريس محمولاً على محفة- وتلك عادة المغاربة- فكنت أمسك المقبض الأمامي، وبما أنني طويل فقد كانت الخشبة تلامس كتفي، وكان بها مسمار بارز، فثقب المسمار البدلة في منطقة الكتف، وبما أنها بدلة مشتراة من فرانكفورت فقد كانت مأساة أن تعاب في هذا المكان – الكتف- خاصة وأنها بيضاء – أبيض كريمي- وقد تفرجت على صور ذلك الزفاف التي أثبتت بالدليل الصوري- من صورة- أنني كنت أحمل العريس على كتفي.. ضحكنا جميعاً لتذكر تلك الأيام الخوالي..

    Maroc5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة توضح ما جاء في الفقرة أعلاه

    كنت قد اتصلت بصديقي مصطفى محفوظ واخبرته بموعد وصولي الى الرباط وطلبت منه أن أراه بمجرد وصولي- فقد بلغ الشوق مبلغه وأثّرت في نفسي تلك الأحلام الغريبة التي كانت تحزنني- فإما أن يأتي هو لبيت محجوب وإما أن يعطيني عنوان شقته فأذهب إليه.. وجاء إليّ في شقة محجوب، وبينما هو يصعد درجات السلم وهو باسم المحيا ضاحك الثغر مسرور برؤيتي رأيت معه مصطفى صغير رأيته في صور مصطفى عندما كان طفلاً.. لقد كان إبنه محمد.. وهو صورة طبق الأصل لمصطفى عندما كان صغيراً في تطوان حسب الصور.. جلسوا معنا في الصالة الفسيحة لشقة محجوب وعرفته بمحجوب ونجيه وسألاه عن طبيب في نفس مستشفى إبن سينا الذي يعمل به، فعرفه، فقالا له انه يقرب لنجيه..

    وقد رددت الزيارة له في منزله الكائن بحي الرياض الذي لم يكن غير أرض خلاء أيام كنا ندرس في الجامعة، فقد كان حي السويسي آخر حي، فأصبح حي الرياض بعده.. وقد أخبرني مصطفى انهم مجموعة من الزملاء والأصدقاء قرروا ألا يأخذوا قروضاً من البنوك تفادياً للربا، لذلك اشتركوا لشراء الأرض وبناء العمارة ليتملك كلاً منهم شقة خاصة به.. وقد نجحوا في ذلك وبنوا عمارة حديثة، وقد كان بها مصلى أسفل العمارة صلينا فيه صلاة الفجر.. والتقيت هناك بأحد زملاء مصطفى القدامى في كلية الطب وكنت أعرفه منذ أيام الدراسة.. وكانت زوجة مصطفى متوارية وليست كبقية المغاربة الذين تجلس نساؤهم وبناتهم مع الضيف يستأنسون ويأكلون معه.. ربما لأنها إبنة العالم الفقيه محمد بوخبزه.. ومصطفى ليس هو من منعها.. وحتى حينما جاءت مع مصطفى وخالة مصطفى للحج وزارونا في بيتنا في جدة وباتوا معنا عدة أيام لم تصافحني.. أجريت هذه المقارنة فقط لأن بقية المغاربة دائماً غير ما كانت عليه أم محمد..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

06-30-2014, 01:23 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 235

    نواصل ...

    كان محجوب سابقاً قد أخبرني عبر النت أو عبر الهاتف لا أذكر بأن تلك الأسرة التي عرفته بها والتي تسكن شارع مدغشقر وكان يتردد عليهم بعد سفري، أخبرني أنه حينما ارتبط بنجيه قابلتهما ربة تلك الأسرة وهاجت في نجية ونعتتها بأنها قد سحرت محجوب لتأخذه لنفسها، وبدأ أنها كانت تأمل أن يتزوج محجوب إبنتها.. الآن سألته عن ناس (حميد) ففجر قنبلة من النوع الثقيل.. لقد توفيّ حميد! يا الله.. ذلك الشاب الصغير البسيط الطيب.. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.. قال لي محجوب أن والدته قابلت في الشارع زميلنا بومدين الذي كان يسكن في نفس الحي ولا أدري إن كلمته فقط لأنه سوداني أم لأنها كانت تعرف أنه يعرف محجوب، وطلبت منه أن يخبر محجوب بالوفاة.. وقد فعل.. المهم واصل محجوب كلامه بأنه أخذ نجيه رغم تلك المواجهة العنيفة السابقة حوله من المرأتين، وذهبا لتعزيتهم..

    Maroc052.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    حميد- بيني وبين والدته- في سطح عمارتهم في عام 1985م

    لم يكن منزل محجوب في أكدال يبعد كثيراً عن شارع مدغشقر، لذلك آثرت الذهاب إلى آل النحيلة راجلاً، ووصلت العمارة رقم 20 التي لي بها ذكريات جميلة، ولاحظت بعض التغير في المحلات التي كانت تحتها، وأذكر أن المحلات التي كانت تحتها في السبعينات: مكتب مدرسة لتعليم قيادة السيارات ومخبز وبقالة.. صعدت الى الدور الثاني وأطلت النظر للشقة رقم 12 تلك التي سكنت فيها أيام إجازة الصيف في العام 1977 حينما استأذنت أصحابي البربر في المكوث فيها عندما كان الحي الجامعي مغلقاً في الإجازة.. ثم طرقت باب الشقة المقابلة لها- شقة رقم 11- حيث يسكن آل النحيلة.. طرقت الباب، ففتحت لي أم حميد فعزيتها، ولاحظت أنها قد كبرت كثيراً، ولم يكن استقبالها حاراً كسابق العهود ولم يكن السلام كما كان في الماضي، ربما لفقدها لولدها وربما لتقدمها في السن.. ثم جاءت إبنتها نجاة وسألت أمها إن كنتُ قد عرفت بالوفاة فأجابتها بالإيجاب وسألوني من أخبرني فقلت لهم محجوب..

    Maroc064.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    حميد على يميني ونجاة على يساري فوق سطح عمارتهم في صيف عام 1977م

    حكت لي أحداث رحيل إبنها الوحيد.. وقالت لي أنه ذهب ليلعب كرة القدم.. ثم رجع ودخل يستحم، فخرج من الحمام وهو يشتكي من رأسه، (ولما اشتد الألم) قالت لي: (أخذته بيدي هذه الى المستشفى ورجعت به جثة).. ويبدو أن استحمامه بالماء البارد وجسمه ما يزال ساخن من لعب الكرة أصاب عرقاً في رأسه فسبب له نزيف في المخ او شئ من هذا القبيل.. وحسب تاريخ وفاته فإنه توفي في نفس الشهر الذي توفي فيه والدي؛ أي في أكتوبر 1992م، عشرة أيام قبله أو عشرة أيام بعده.. رحم الله حميد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.. سألت عن فايزة فقيل أنها ما زالت مع زوجها في أمريكا.. بعد سنوات من تلك الزيارة عرفت من محجوب أن الأسرة انتقلت نهائياً إلى سيدي قاسم حيث الأسرة الكبيرة، وعلمت ايضاً ان فايزه قد انفصلت عن زوجها – ربما- وعادت للإستقرار في المغرب..

    Maroc6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أن وحميد في الحي الجامعي مولاي إسماعيل في العام 1985
    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

07-01-2014, 12:34 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 236

    نواصل ...

    خرجت منهم وتوجهت نحو منزل بومدين الذي بنفس الحي- المحيط- وهو قد تزوج بمغربية أيضاً وله منها ثلاث بنات.. كانوا صغاراً في تلك الأيام ربما لا تتعدى أكبرهن العاشرة.. وكان وقتها يعمل في دائرة الشيخ زايد بن سلطان.. ورحم الله بومدين الذي انتقل الى الرفيق الأعلى إثر حادث انفجار دفاية غاز في مكان عمله بقصر زايد بن سلطان.. بعد زيارتي تلك ببضع سنين.. ورحم الله نجية التي لحقت بهما الى الرفيق الأعلى فيما بعد إثر مضاعفات مرض السكري بعد أن انتقلت هي ومحجوب للعمل في الإمارات.. سألت محجوب عن نعيمة التي استضافتني أنا وعائشة في غرفتها بسلا، والتي أعدت لنا مستلزمات عيد ميلادي الثاني والثلاثين الذي احتفلنا به بمنزل محجوب البيلي في يناير 1988م، فقال لي أن نعيمة قد عملت مربية لطفل لبناني هنا في الرباط، وقد تعلق بها الطفل لدرجة أن والده تزوجها، ثم ارتحلوا إلى فرنسا..

    وعرفت أن زميلي المخضرم عمر الإمام النور الذي درس معي في مدرسة مدني الثانوية ثم درس معي بكلية الحقوق بالرباط قد عاد إلى المغرب كرجل أعمال بعد أن قضى سنوات في ليبيا عقب تخرجه من الجامعة، وقد فتح محل شاورما هو الأول على نطاق المغرب، وعلى ما أذكر فهو في شارع علال الذي يلتقي بشارع محمد الخامس في شكل مثلث على بعد خطوات من محل عمر.. وقد زرته في محله وزرته في بيته بحي المحيط قرب مولاي اسماعيل وقرب السويقه ولا يبعد كثيراً عن مهد الذكريات شارع مدغشقر.. وقد بت معه ذات يوم، وقد أخذني بسيارته الى أطراف الرباط حيث هناك مطعم سياحي على الطريق السريع فتغدينا مشاوي في الهواء الطلق النقي حيث أن المنطقة بعيدة عن العمران وحولها كثير من أشجار البان التي تكثر في المغرب.. وحسب علمي فإن عمر الإمام ما زال في المغرب الى تاريخه..

    Maroc080.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي في وسط الجزيرة التي تفصل بين اتجاهي شارع محمد الخامس بوسط الرباط.

    أخذني مصطفى في جولة رباطية بسيارته المرسيدس حيث زرنا شاله لأول مرة رغم وجودي بالرباط أيام الدراسة وزيارتي للمغرب بعد ذلك في الأعوام 1985 و1987م وهي قد بناها الرومان على ما أذكر وأضحت الآن مزاراً سياحياً، وتفصل بينها وبين مدينة سلا نهر بورقراق.. وقد رأينا فيها مقابر رومانية أثرية.. وقد سبق وأن أنزلت بنذة عنها من الويكيبديا في الحلقات الأولى من هذا المسلسل..

    Maroc108001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي داخل أسوار شاله حيث تظهر صومعة (مئذنة) لجامع ، كما يبدو في الخلفية وادي بورقراق، وخلفه تظهر على البعد تلال على الضفة الأخرى لبورقراق

    Maroc109001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي أمام المباني الرئيسية لقلعة شاله

    Maroc112001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي أمام البوابة الرئيسية لقلعة شاله (وأنا فيها زي أحدب نوتردام)

    صورة لشخصي أمام مقبرة رومانية قديمة في قلعة شاله

    وكذلك زرت معهد المغرب الكبير والتقطت صوراً هناك أيضاً.. زرت أيضاً الحي الجامعي السويسي الثاني..
    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

07-03-2014, 11:47 AM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 237

    نواصل ...

    ألبوم الصور

    000099.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وثيقة الإستقلال.. صورتها في الرباط على ما أذكر.. ولكن نسيت أين صورتها.. ربما في شاله..

    Maroc111001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي على يمينك وبجانبي الصديق محجوب البيلي جالسين أمام أحد المباني الأثرية، وأعتقد أنها في شاله أيضاً

    Maroc076.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي في موقع شاله

    Maroc077.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي أمام مقبرة رومانية قديمة في قلعة شاله (لم تنزل في الحلقة السابقة.. نزل فقط هذا التعليق)

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

07-06-2014, 02:41 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 238

    نواصل ...

    تابع ألبوم الصور

    Maroc084.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لشخصي داخل أسوار شاله حيث تبدو الأسوار على البعد

    Maroc083.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي داخل كلية الحقوق بأكدال بالرباط بعد تخرجي منها ب 19 عاما.. وللمقارنة، فالصورة أدناه أيام دراستنا في الكلية في السبعينات.. ربما 76 أو 1977.. أي بين الصورتين عقدين أو يزيد
    لاحظوا اختفاء إسم الكلية باللغة الفرنسية في الصورة الحديثة التي في العام 1997م..

    Maroc031.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وهذه صورة أخرى

    Maroc087.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي خارج أسوار كلية الحقوق بأكدال بالرباط بجوار البوابة، وخلفي تبدو لوحة مكتوب عليها: (جامعة محمد الخامس- كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية) وعلى ما أذكر لم تكن هذه اللوحة موجودة عندما كنا طلاباً في هذه الكلية..

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..

                  

07-08-2014, 03:38 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 239

    نواصل ...

    كازبلانكا

    سافرت للدار البيضاء أنا ومحمد دج حيث نزلنا في شقة قريبي عباس وداعة.. وتجولنا في الدار البيضاء خاصة في شاطئ عين الدياب، والسويقه وشارع محمد الخامس.. وتذكرت شخصاً مغربياً كنت قد تعرفت عليه في العام 1975م في مراكش حينما كنت ضمن وفد السودان للمسيرة الخضراء، ثم زرته في منزله بالدار البيضاء حينما استقررت للدراسة بالرباط.. وهو محمد هلال لذا بحثت عن إسمه في الدليل الموجود في كابينة الإتصالات القريبة من العمارة التي سكنا بها، واتصلت بعدة أرقام تحمل نفس الإسم، ولكن للأسف لم أعثر على صاحبي.. فقط أن إحدى اللائي رددن على اتصالي حاولت أن يستمر التحادث معها وأظن (الخط شبك).. لكني لم أواصل..

    Maroc088.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شخصي ومحمد ابكر دج على شاطئ عين الدياب

    000004.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وصورة أخرى لشخصي جالساً على المقهى في شاطئ عين الذياب ويبدو أنني كنت أتملى جمال البحر المحيط

    000081.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    أنا وعباس وداعة على كورنيش عين الدياب

    70.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    وفي نفس المكان محمد دج وعباس وداعة

    قمت بزيارة ممثل شركة التوفيق والأمين في المغرب أحمد أحمد وهو مصري، ومن مكتبه اتصلت على أسرتي في السودان بعد أن استأذنته.. وقد قدم لي الدعوة للغداء او العشاء لا أذكر، ولكن عندما علم أن مديري عبد الإله صباحي قد ترك التوفيق والأمين وانتقل لمجموعة دله- كلاهما يتبعان لدله البركة- وربما رأى بأنني لم أعد أفيده بشئ حيث لن أكون مع المدير العام للتوفيق والأمين؛ لذلك نسي موضوع الدعوة.. ما أقصر نظر هؤلاء القوم!

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

07-09-2014, 12:36 PM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)


    الحلقة 240

    نواصل ...

    مسجد الحسن الثاني

    ثم قرر محمد دج السفر إلى لندن حيث كان قد دفع مبلغاً إضافياً بسيطاً لثمن تذكرته ليتسنى له مواصلة الرحلة الى لندن.. وبالفعل بعد ان قضى وقتاً جميلاً في الدار البيضاء سافر الى لندن، أما أنا فقد منحتني الخطوط المغربية تذاكر داخلية مجانية لعدة مدن مغربية- كان هذا المنح سبيلاً لجذب الركاب الى الخطوط لأنه لم يكن مسموحاً بتخفيض سعر التذكرة بأمر الإياتا (منظمة الطيران الدولية)، لذلك كانوا يلجأون لمثل هذه الإغراءات، لهذا كانت معي تذاكر سفر لكل من أغادير ومراكش..

    في أحد الأمسيات ركبنا أنا وعباس وداعة تاكسي وذهبنا الى مسجد الحسن الثاني الذي بنى مؤخراً وأصبح مزاراً سياحياً لضخامته وفخامته وموقعه على الشاطئ بل وداخل مياه المحيط الأطلسي.. هبطنا من التاكسي وكان عداد التاكسي يشير للمبلغ المفترض ندفعه، ولا أذكر المبلغ بالضبط ولكنه دون العشرة دراهم، ولكن السائق طلب مبلغاً أكثر بحجة أن الأجرة تزيد 50% بعد الثامنة مساء، فتكلم معه عباس بحدة باللهجة المغربية التي يجيدها وقال له: (نحن كنعرف هادا الشي) وأوضح له أن الزيادة تبدأ بعد الثامنة والنصف وليس الثامنة، ولم تكن الساعة وقتئذ إلا الثامنة وبضع دقائق، فهدأ السائق من غضبة عباس وأخذ ما حدده العداد فقط..

    000077.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة لي أمام المسجد التقطناها قبل دخولنا إليه، وبما أن الوقت كان الساعة الثامنة وبضع دقائق فقد بدأ الظلام يحل.. لذلك جاءت الصورة غير واضحة..

    casablanca3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أما هذه الصورة فهي للمسجد من بعيد، وقد استلفتها من صاحبها عبر عمنا القوقل..

    ثم دخلنا المسجد، وأول ما لاحظت أن هناك أمام صف المصلين- وبعد مكان سجودهم- غطاء بلاستيكي تحته مجرى صغير يضع فيه المصلي حذاءه ثم يتغطى الحذاء بهذا الغطاء البلاستيكي الممتد على طول الصف.. لقد كان حلاً مبتكراً لسرقة الأحذية من أبواب المساجد، وقد ذقت الأمرين حينما سُرق حذائي الجميل من باب مسجد الحي الجامعي السويسي الأول بالرباط إبان سنوات الدراسة.. كذلك لاحظت وجود هاتف ثابت في مكتب بمقدمة المسجد وخلف مكان الإمام.. وهناك مكان للنساء للصلاة ودور ثاني، وكل شئ بالخشب المنقوش، وكذلك المحراب وواجهة المسجد مزينة بالجبس المنقوش بالنقش المغربي الشهير.. وإليكم نبذة عنه من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:

    مسجد الحسن الثاني هو مسجد يقع في ساحل مدينة الدار البيضاء، بالمغرب، وهو أكبر مسجد في البلاد و سابع أكبر مسجد في العالم، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر(689 قدم) وهي أعلى بناية دينية في العالم.

    شرع في بنائه سنة 1987 م ثم أكمل بنائه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414/ الموافق 30 أغسطس1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني.
    تشكل الأبنية الملحقة بالمسجد مَجْمَعًا ثقافيّا متكاملاً، وبني جزئيا على البحر بمساحة 9 هكتارات (فدان) ويضم قاعة للصلاة، وقاعة الوضوء و دورة المياه، مدرسة قرآنية، مكتبة ومتحف . بالإضافة إلى تلبيسه بزخارف "الزليج" أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها والحفر على خشب الأرز، الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجبص المنقوش الملون في الحنايا والأفاريز.

    تتسع قاعة الصلاة بمساحتها الـ20,000 م² لـ25,000 مُصلي إضافة إلى 80,000 مصلى في الباحة. يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق آليًا) وأشعة الليزر يصل مداها إلى 30 كلم في إتجاه مكة المكرمة.

    وقد صمم من قبل المهندس المعماري الفرنسي ميشال بينسو، وتم بنائه من قبل المجموعة الفرنسية بويج (Bouygues)، وتكفلت بإدارة المشروع المؤسسة المغربية التابعة لها بيمارو.

    وادرك بن بطوطة الفجر الذي لاح.. فسكت عن الكلام المباح ...
    .. والحديث ذو صلة..
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله..
                  

07-09-2014, 02:02 PM

Othman Al-Hasan Babikir
<aOthman Al-Hasan Babikir
تاريخ التسجيل: 07-04-2014
مجموع المشاركات: 908

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Mandingoo)



    الأخ / عمر ... التحيات الزاكيات الطيبات ...
    حقيقة لم أكن أريد أن أعمل هذه المداخلة حتى لا أفسد هذه السلسلة الممتعة من رحلات بن بطوطة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمغرب الحسن الثاني يا لها من ذكريات في تلك البلاد التي لا يمكن لأي إنسان زارها أن ينساها طال الزمن أو قصر كيف لا ونحن عشنا فيها بواكير عمر الشباب للدراسة الجامعية ، ما قصدته من هذه المداخله هو مجرد مؤازره وتشجيع لك للمواصلة في الكتابة عن المغرب وكل ما يتعلق بالمغرب فأنا من المتابعين لهذا البوست كيف لا وهو يأخذني إلى ذكريات لا تمحوها الذاكرة فنحن أخي عمر من الأجيال اللاحقة من الطلاب السودانيين الدارسين بالمغرب وآخر الدفعات التي درست عن طريقة المنحة خلال الفترة من 1988 وحتى 1993 في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء
    مع تحياتي وتقديري لك واحترامي لما تملكه من كنز كبير ألا وهو ذكريات المغرب فهي حقيقة كنز كبير لا يعرفه إلا من عاش في تلك البقاع ...

    أخوك / عثمان الحسن أو عثمان هلالية هو الإسم المتعارف بين زملاء الدراسة في تلك الأيام

    (عدل بواسطة Othman Al-Hasan Babikir on 07-09-2014, 02:04 PM)

                  

07-10-2014, 10:04 AM

Mandingoo
<aMandingoo
تاريخ التسجيل: 09-28-2002
مجموع المشاركات: 2316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات إبن بطوطة السوداني ما بين طنجة وجاكرتا (Re: Othman Al-Hasan Babikir)


    العزيز عثمان الحسن

    لك التحية والتقدير
    ولك الشكر على متابعتك لما أكتب
    وأثمن مداخلتك الجميلة
    ويبدو أن الحظ لم يسعدني بلقائك في المغرب، حيث كانت الزيارة الأخيرة لي في العام 1997 والتي قبلها في أواخر 1987 وأوائل 1988 (نهاية يناير).. وبالفعل التقيت بكثير من الطلاب السودانيين الدارسين في المغرب في الزيارة قبل الأخيرة والتي قبلها (1985م).. ولكن في الزيارة الأخيرة لم يكن هناك غير قليل جداً من الطلاب الذين يدرسون في المغرب بعد إعادة غالبية الطلاب السودانيين حول العالم إلى السودان..

    أحاول تذكر تفاصيل أكثر عن تلك الأيام الجميلة في المغرب.. فهي بحق أجمل أيام عمري، رغم أنها لم تصل حتى لثلاث سنوات كاملة، مقارنة مع دول أخرى عشت فيها أكثر من ثلاثة عقود.. إنها مغرب الأحباب التي ما رأيت أحداً زارها او درس بها او عاش فيها إلا ويبكي دماً على فراقها..

    شكرا مرة أخرى أخي عثمان هلاليه

    عمر حسن غلام الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 3 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de