نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)
|
Quote: ها أنت يا متوكل بدأت إظهار معتقدك الباطل في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل عمرو بن العاص الذي زعمت أنه يستحق القدح و الذم ، فأيهما على صواب من يترضى عمن رضي الله عنهم أم الذي يذمهم و يسبهم و يلعنهم بل و يكفرهم ؟؟!!
قال الله تعالى : ( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيهاأبداً ذلك الفوز العظيم ) التوبة ( 100 ) . |
في انتظار الجواب على هذا السؤال المفصلي للزميل/ متوكل من الزميل/ الطقي. أرجو من الزميل متوكل الوضوح وعدم الركون للتقية , لأنك كررت أنك واضح . نريد الدليل العملي. مع الشكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)
|
الأستاذ عماد تحياتي أولا هدي نفسك شوية .. وتجنب الردود الانفعالية والمتسرعة الناس هنا ينتظرون منكم مناقشة علمية هادئة... وأنتم تصرون على الهتاف و ترديد الشعارات الجوفاء...
أما قولك:
Quote: عضو المنير متوكل/من قواعدكم "المهلكة" التي أدت بكم الى ردالأحاديث النبوية والطعن في الأصحاب:زعمكم مخالفة الروايات المرفوضة منكم ل"صريح القرآن"!, ولمناقضتهاماتدعون اعتقاده في رسول الله (عليه الصلاة والسلام).وهذا -لعمر الله-جهل عريض اذ ان صريح القرآن نفسه لا نعرفه الا بتفسيرالقرآن بالقرآن, أو تفسير القرآن بالسنة , أو تفسير القرآن بكلام الصحابة. ولو كان صريح القرآن معيارا لرد الحديث,لرد الناس كثيرا من الأحكام والخيروالسنة.فمثلا قال تعالى(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما). أليس الصريح يدل على قطع الأيادي كلها؟ ولكن جاءت السنة العمليةببيان كيفيةالقطع من مفصل الكف)فقط , وجاءت السنة القولية ببيان مقدار المال الذي يكون فيه القطع, للحديث:" لا قطع الا في ربع دينار فصاعدا" أما زعمكم مناقضتها ما تعتقدونه في رسول الله فهذا كلام عام و"عائم"!لأن الناس قد تختلف في هذا المعيار. |
أولا: علينا أن نعلم أن القرآن والسنة كلاهما وحي... وعندما تأتي السنة بأحكام تفصيلة لموضوع تناوله القرآن، كحكم السرقة ، فليس في ذلك مخالفة لصريح القرآن .. ومن قال لك أن صريح القرآن في آية السرقة تفيد قطع الأيادي كلها؟ هذا فهم خاطئ للقرآن..يقع فيه السملمون جميعا بلا استثناء... ثانيا: عندما نتكلم عن رواية تتعارض مع القرآن.. نقصد بذلك الرواية التي تقرر وضعا أو حكما يتقاطع مع وضع قرره القرآن أو يتضارب مع حكم أرساه.. مثال ذلك : " قوله تعالى للني " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " يفرض علينا رفض أي رواية تتنافى مع ما أكده القرآن بشأن النبي وخلقه العظيم.... ثالثا: المنهج السلفي يقرر حاكمية السنة على القرآن .. بين المنج الحق يحقق حاكمية القرآن المطلقة على ماسواه.. وفي ذلك تفصيل سنعود إليه ....
والسلام...
متوكل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
الأخ متوكل مرحبتين
دعني أبد أ معك من حيث بدأت أنت بغرض تلاقح الفكرة واستبصار فضاءات الحق: قولك: وقال رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]... لاحظ: صلوا عليه وسلموا تسليما، وتسليما مفعول مطلق مبين لنوع الفعل . السؤال هل توجد كلمة آله هنا؟ وما الغرض من الزيادة؟
قولك: إذ ننعم بجوار العقيلة زينب (عليها السلام)، مواتية أكثر من أي وقت مضى، في أجواء روحية وعلمية قل أن تتوافر إلا بجوار هذه المراقد الشريفة. روحية هذا صحيح لكن علمية هذ مناف إذ العلم ليس له علاقة بالوراثة أو المراقد الشريفة ، وكذا الدين الصحيح! هل التواجد بالقرب من المراقد الشريفة يوقد شرارة العقل والمعرفة؟ قولك: أولاً: هل كونك سنياً كان أمراً باختيارك، أم هو ما وجدت عليه آباءك والذين من حولك، فكنت أحدهم في ذلك؟ هل الطريق الصحيح في العبادة هو الخروج على التقليد؟ هل بمقدورك أن ترى استقامة السؤال على النحو التالي: (السؤال بالضرورة أنت غير معني به من حيث الوراثة الشيعية، لاستجدادك في هذ المذهب) هل كونك شيعيا كان أمراً باختيارك، أم هو ما وجدت عليه أباءك و.... قولك: ثانياً: بعد أن بلغت الرشد وتبين لك أن هناك أديان أخرى ومذاهب إسلامية يقوم بعضها على نفي البعض الآخر والحكم بانحرافه، هل خامرك الشك أو افترضت للحظة أن الحق قد يكون بخلاف ما ألفيت
عليه الآباء؟ ومن ثم هل سعيت من أجل التحقق والتثبت من صحة معتقداتك وأفكارك الموروثة؟ وإذا أجبت بالنفي فأنت كغيرك من أهل الأديان وأصحاب المذاهب الموروثة، الذين لا يرون الحق في شيء بخلاف ما هم عليه، فقط لأنهم ألفوا آباءهم عليه، حتى أولئك الذين يدينون بأديان واضحة البطلان، إنما يتبعونها لاعتقادهم أنها الحق، ظناً وتخرصاً.
هل هذا ثانياً حقاً أم أولاً مكرر وما الغرض ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: آدم صيام)
|
قولك: ويدعي أنه طريق النجاة والفرقة الناجية التي هي واحدة إلى جانبها اثنان وسبعون فرقة ضالة ومن ثم هالكة( هل فهمك للفرق الناجية فهم كمي أم نوعي؟؟
قولك: ) ولقد تفرق المسلمون منذ اللحظة الأولى التي فارقهم فيها نبيهم، وتنازعوا حول خلافته قبل أن يدفنوه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال الإمام علي استنادا إلى الكتاب والسنة بإمامته وإمامة بنيه من بعده. هل الاختلاف سنة حياتية أم مرتبطة بالإمام علي فقط ؟ فقد كفروا به (ص) في مكة، ثم خالفوا أوامره في أحد، ثم رفضوا تقسيمه لغنائم حنين، وارتد منهم من ارتد، لمَ لا يعيب الشيعة حروب الردة؟ ألأن خطأ الردة صواب بخروجهم على خطأ أبي بكر!
أين الدليل ولولاية علي من الكتاب، رجاءً؟ دليل السنة معروف بضعف مظانه ولا يوجد تصريحاً بذلك ، إنما المعلوم عندما كان الرسول (ص) على فراش الموت ، ألح العباس بن عبد المطلب على الإمام علي على أن يسأل الرسول(ص) قبل مماته بأن هل هذا الأمر- الحكم وراثي- فينا أم لا؟ فرفض الإمام علي بأن لو ذهب ورده الرسول(ص) فلن تعطيهم العرب إياهم ثانية!!! ألم يكن علي على يقين من أدلتك القرآنية والسنية؟
قولك: إمامة بنيه! الإمام علي وهو على فراش الموت علق الإمامة لابنه الحسن- لا يوجد إجماع مسلمين هنا- أما الحسن فقد تنازل عنها رهباً . فكيف تكون الإمامة بنص القرآن والسنة حسب قولك ويسقطها الإمام حسن عن نفسه؟ ولمن لمعاوية ! أحد الطلقاء وابن آكلة الأكباد! ورأس المشركين! أي دين يقول بتقية مثل هذه تجرف الإسلام 14 قرناً حتى تأتي أنت وتبشرنا بالدين الصحيح والتقليد والتجديد؟
قولك:
فالأمر كما ترى جد خطير، فمجرد أن يكون هناك احتمال، ولو بنسبة 1%، أن تكون من الأغلبية الضالة هو أمر يدعو إلى الخوف..... خطير فعلاً !! إذا ابتلت هذه البلاد بكل فكرة مستوردة من الشيوعية ،الإخوان المسلمين، الناصرية ، البعثية، اللجان الثورية، التحرير، الشيعية التي ستفرخ إسماعيلية وأباضية وزيدية وعلوية ومحمد بن الحنفيية و....... علاوة على الإيدز والحروب والملاريا والإسهال المائي والحمى الصفراء ومرض النوم وداء الفيل و برعاية الدكتاتورية المستوطنة....
قولك: مع أنها في الغالب تكون مجرد تقليد أعمي وتبعية ساذجة للأسرة والمجتمع، فلماذا لا تخصص جزءاً من وقتك واهتمامك للتحقق من مطابقة معتقداتك لحقائق الدين، ومسلماتك التاريخية للواقع التاريخي، فإنك إن فعلت لن تخسر شيئاً، بل تكون لك الحجة إذا ما سئلت عن مصدر قناعاتك،
هل تعلم أن أكثر من نصف الدين تقليد؟ هل الشيعة خارج هذا السؤال؟ وهل تقليدهم يدخل في باب الأعمى والساذج ، أم مخصوص به السنة؟ هل ركن الإمامة في الشيعة يخرج عن مفهوم التقليد الأعمى والساذج؟ مثل: صلاة الجماعة والجمعة والزكاة والجهاد، ألم يكن الواجب الشيعي فيها وجود الإمام أولاً ثم اتباعه أو الانتظار؟
هل الحجة وحدها تكفي أم الإيمان والقناعة؟
قولك:
أن القرون الأربعة عشر التي تلت رحيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت حافلة بالفتن والمؤامرات التي استهدفت الإسلام فكراً ونظاماً، وأن التفسير والحديث والتاريخ، كل ذلك كان خاضعاً لأهواء السلاطين الذين انتحلوا الإمامة وإمرة المؤمنين تجاوزاً وعدواناً، هل انتهت الفتن والمؤامرات في عهد الرسو(ص) الكريم؟ وهل انتهت في عهد الإمام علي والحسن وإلى يومنا هذا ومنذ آدم ؟ هذه سنة خلقها الله ، رفضك لها بتكرير التاريخ رفض لسنته! هل اكتمل الإسلام فكراً ونظاماً بموت الرسول الكريم؟
قولك: يغلب الطابع الأموي فيه على النبوي، ومع ذلك، تجدنا نقبل عليه بكل اطمئنان، ونتلقاه دون أن نتساءل عن حقيقته أو نتثبت من سلامته. كم عدد الأحاديث النبوية المزورة التي وضعت في عهد الأمويين والعباسيين؟ وكم عدد الأحاديث المزورة المضادة التي وضعت من قبل الشيعة على مر العصور؟
قولك: للتأكد مما نقول يكفي أن تراجع بعض الموسوعات الحديثية المعروفة بالصحاح أو مصنفات السلف في التفسير والتاريخ، لتجد نفسك في لجة من التناقضات والأكاذيب والخرافات التي لا تشبه الدين في شيء، على أن لا يكون رجوعك إليها من خلال خلفياتك النفسية التي تقدس السلف وتتعبد بتقليده والتسليم لتركته وليكن مرجعك القرآن والعقل وأنت تتصفح كتب التراث. هل تعتمد اعتماداً كاملاً على نظرية الشك الديكارتية؟ ما أعلمه أن كتاب البخاري ومسلم فيه بعض الأحاديث التي تمتاز بالضعف. هل كتاب الاحتجاج الذي ذكر كاتبه أنه مراسيل في مقدمته، الذي فاق كليلة ودمنة في الحكي على لسان الحيوان لم يكن من مراجع الشيعة الكبرى! الذي ورد فيه: لوى حصان الإمام على جحفلته- شفته- في رده من موقعة تبوك وقال الحصان{ أرى أن القوم قد دبروا لك شراً، وأنت أعلم مني ,ذكر أبابكر وعمر و...... فرد الإمام: سر على بركة الله .... فمشى الحصان على الحفرة التي عرشها له أبوبكر وغيره كفخ ولم يصبه شيئاً !!
عزيزي، أنت بدأت البحث عن إجابات لأسئلتك في أضابير السياسة من شيوعية إلى أنصار سنة و إخوان مسلمين، كيف يتحول إلى موقف ديني ؟ أنت رفضت تلك الأحزاب لرفضك الظلم وقرنت ذلك بظلم الحسين، بينما معضلة الحسين ليست في صلب هذا الدين، وإنما في صلب السياسة، ومن دعاه من أهل العراق هم الذين شايعوه وأخذوا بثأره- ثورة المختار كلهم كهول فوق الستين- وأهل السودان ليست لهم ناقة في ذاك الصراع . الأن تريد أن تدخلهم في مفرزة نواصب و روافض وآل البيت وآل أمية، فتشجع خرافة الإمامة القائمة من المهدي إلى النميري والبشير والصادق ، ثم تعمد إليها تارة أخرى فتلغيها وتقيم محلها المهدي الطفل الذي نتيجة زعم باطل! لينتظره أهل السودان ليصلح حالهم و ليصلي المسيخ خلفه!!!! تأجيل قضايا السودان إلى خروج المهدي ، هل هذا إعمال للعقل؟؟؟؟ ألم تعلم أن الفرس يثأرون لملكهم الذي قضى عليه العرب – حسب ظنهم – وليس الإسلام، وقد بلغ ملكهم- قبل الإسلام- بلاد العرب والمناذرة وكانت حديقة خلفية لهم! لمذا الفرس أو الشيعة أكثر غلاً على عمر بن الخطاب؟ لآنه الذي تمت على يديه فتح فارس. متى كان العرب أكثر حضارة في تاريخهم لاستتباب الشورى أو الشريعة حتى يتغيروا في 23 سنة من عملر الوحي ويسلموا الحكم لطالبه من آل البيت؟ سوف أعود إليك إن تبقى وقت دم بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: آدم صيام)
|
كتب الاستاذ آدم صيام:
Quote: قولك: ويدعي أنه طريق النجاة والفرقة الناجية التي هي واحدة إلى جانبها اثنان وسبعون فرقة ضالة ومن ثم هالكة( هل فهمك للفرق الناجية فهم كمي أم نوعي؟؟ |
لا قيمة للكم.. فهمنا للفرقة الناجية فهم نوعي..
Quote: قولك: ) ولقد تفرق المسلمون منذ اللحظة الأولى التي فارقهم فيها نبيهم، وتنازعوا حول خلافته قبل أن يدفنوه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال الإمام علي استنادا إلى الكتاب والسنة بإمامته وإمامة بنيه من بعده. هل الاختلاف سنة حياتية أم مرتبطة بالإمام علي فقط ؟ فقد كفروا به (ص) في مكة، ثم خالفوا أوامره في أحد، ثم رفضوا تقسيمه لغنائم حنين، وارتد منهم من ارتد، لمَ لا يعيب الشيعة حروب الردة؟ ألأن خطأ الردة صواب بخروجهم على خطأ أبي بكر! |
الردة بصفة عامة تبقى ردة ولا يرتضيها مسلم.. وما عرف بحروب الردة في خلافة أبي بكر في حاجة إلى الكثير من الدراسة والتحليل.. سوف نتطرق لها لاحقا..
Quote: أين الدليل ولولاية علي من الكتاب، رجاءً؟ دليل السنة معروف بضعف مظانه ولا يوجد تصريحاً بذلك ، إنما المعلوم عندما كان الرسول (ص) على فراش الموت ، ألح العباس بن عبد المطلب على الإمام علي على أن يسأل الرسول(ص) قبل مماته بأن هل هذا الأمر- الحكم وراثي- فينا أم لا؟ فرفض الإمام علي بأن لو ذهب ورده الرسول(ص) فلن تعطيهم العرب إياهم ثانية!!! ألم يكن علي على يقين من أدلتك القرآنية والسنية؟ |
لقد ناقشت الأدلة من القرآن والسنة بالتفصيل فيما نشر من هذا الكتاب.. نرجو الرجوع إليه...
Quote: قولك: إمامة بنيه! الإمام علي وهو على فراش الموت علق الإمامة لابنه الحسن- لا يوجد إجماع مسلمين هنا- أما الحسن فقد تنازل عنها رهباً . فكيف تكون الإمامة بنص القرآن والسنة حسب قولك ويسقطها الإمام حسن عن نفسه؟ ولمن لمعاوية ! أحد الطلقاء وابن آكلة الأكباد! ورأس المشركين! أي دين يقول بتقية مثل هذه تجرف الإسلام 14 قرناً حتى تأتي أنت وتبشرنا بالدين الصحيح والتقليد والتجديد؟
|
الحسن تخلى عن الخلافة لمعاوية مكرها... أما الإمامة فهو الإمام، ائتم به الناس أم أبوا قال رسول الله (ص) : (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا) أما انجراف الإسلام 14 قرنا فكان بسبب خزلان المسلمين لأئمة الحق، لا بسبب هؤلاء الأئمة.. نحن نعتقد أن ما نبشر به هو الدين الصحيح.. فبماذا تبشرنا أخي آدم صيام؟؟؟
لك شكري وتقديري
متوكل
[email protected]
===============
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: آدم صيام)
|
الأستاذ آدم صيام تحياتي وشكرا على مرورك ومداخلاتك القيمة قولك:
Quote: وقال رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]... لاحظ: صلوا عليه وسلموا تسليما، وتسليما مفعول مطلق مبين لنوع الفعل . السؤال هل توجد كلمة آله هنا؟ وما الغرض من الزيادة؟ |
أخي ماذا تقول أنت في التشهد؟ أتقول (اللهم صل على محمد) وتسكت، أم تقول (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كماصليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)؟؟ فما الغرض من الزيادة هنا؟
وروى مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد ، أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم ) ( أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ) .
أخي لاحظ ما تحته خط في الحديث أعلاه.. أليس في ذلك مخالفة صريحة لمضمون الحديث؟
وسألت:
Quote: قولك: إذ ننعم بجوار العقيلة زينب (عليها السلام)، مواتية أكثر من أي وقت مضى، في أجواء روحية وعلمية قل أن تتوافر إلا بجوار هذه المراقد الشريفة. روحية هذا صحيح لكن علمية هذ مناف إذ العلم ليس له علاقة بالوراثة أو المراقد الشريفة ، وكذا الدين الصحيح! هل التواجد بالقرب من المراقد الشريفة يوقد شرارة العقل والمعرفة؟ |
في جوار السيدة زينب بدمشق توجد حوزات علمية (معاهد) وتوجد العديد من المكتبات العامة، كما يتواجد العلماء والمفكرون....
متوكل
[email protected]
========================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: أما أنصار السنة فكانوا الأكثر التزاماً بالدين من حيث الظاهر، وقد تسنى لي أن أتعرف على مجموعة منهم، كنت أتردد معهم على المركز العام للجماعة، وأحضر معهم صلاتي المغرب والعشاء بأحد مساجدهم الكائنة بالخرطوم، وهكذا تبنيت معظم أفكارهم وعقائدهم، لا عن قناعة؛ ولكن بحكم التوافق الاجتماعي وعامل الحشد، فمعهم لا مجال للتفكير، ولا دور للعقل، فقط عليك أن تسلم بما يقولون، لأنه –حسب زعمهم –لا يخرج عن الكتاب والسنة، ولكن أي كتاب وأي سنة؟ الكتاب كما يفهمه سلفهم، والسنة ما يتوافق منها مع آرائهم، ولا يوافقها إلا كل كاذب وموضوع. استمرت علاقتي بهم فترة قصيرة، بعدها بدأت أشعر بالضياع من جديد، انتابني إحساس بأني مع هؤلاء الناس أعبد إلهاً غير الله، الصلاة بينهم طقوس منضبطة شكلاً وفارغة من حيث المضمون، لا تعود عليك بتقوى ولا تحدث لديك يقيناً.ربما كان منشأ هذا الإحساس هو تلك الروح الوثنية الكامنة خلف المفهوم السلفي للتوحيد، بما فيه من تجسيم وتوصيف وتحديد جهة، وربما كان ناتجاً عن الفهم القشري للعبادة والأحكام الشرعية. أياً كان الأمر فإن الاستمرار معهم آخره الزندقة والخروج من الدين جوهراً والتمسك به شكلاً واسماً. لذلك سرعان ما فارقتهم وقطعت كل صلة لي بهم. |
الزميل/ متوكل دخلت عليك وطلبت منك الاجابة على الأسئلة بوضوح وعدم الركون للتقية.فكانت النتيجة أن وصفتنا بأوصاف سيئة!أنا لايهمني الطعن ولكن ما يدهشني هو وقوعك فيما تنهى عنه وتناقضك يشدتك وتعديك على المخالف حتى أنك اعتذرت للأخ/ عكود أكثر من مرة.المتأمل لكلماتك في حق أنصار السنة -أعلاه- يبين الروح التكفيرية الحقود التي تلف كيان "متوكل"ليس على السلغيين فحسب, وانما كل من فهم الدين على منهج الصحابة والتا بعين. تأمل عبارات" الروح الوثنيةالكامنة خلف المفهوم السلفي للتوحيد-احساس بأني مع هؤلاء الناس أعبد الها غير الله.-تجسيم - توصيف-تحديد جهة- الاستمرار معهم آخره الزندقة والخروج من الدين جوهرا والتمسك به شكلا واسما...الخ أحاسيسك ووساوس الشيطان لك بما رصصته من مطاعن لا تنهض دليلا على صحة هذه الاتهامات والا فالدليل.علماء السلف الربانيون وصفوا بالزندقةكل من طعن في الصحابةالذين زكاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.نالوا من الله الرضى بنص القرآن ( والسابقون الأولون)ولكن نالوا من أمثال منوكل الطعن والثلب والسب .
| |
|
|
|
|
|
|
فصل: الإمامة والخلافة (Re: Motawakil Ali)
|
الإمامة والخلافة
لبىّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نداء ربه بعد أن حيل بينه وبين أن يكتب كتابه الذي أراد، وذلك بعد أن انقسم الحاضرون بين قائل برأي عمر وبين قائل بخلافه. القسم الأول ظنَّ أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد فقد السيطرة على أفعاله وأقواله بعد أن استحكم منه المرض وغلب عليه الوجع، فبات يهجر، وبالتالي لم يعد لكلامه قوة تشريعية ولا لأوامره حجية، وما عاد يملك من الأمر شيئاً! والقسم الثاني يرى وجوب الامتثال لأمره(صلى الله عليه وآله وسلم) في أي حال كان عليها فهو لا يهجر ولا يهذي ولا يخرج من فيه إلا الحق. والراجح أن هذا القسم الثاني لم يكن من القوة بحيث يدافع عن موقفه وينتصر لإرادة النبي فيمضي فيما أراد من الكتابة معتمداً عليهم، وهكذا تخلَّى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الكتابة مغضباً ومغلوباً على أمره، ولو أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) ألح وأبى إلاَّ الكتابة لوصفوه بما هو أفظع وأقذع من الهجر ولضربوا بكتابه عرض الحائط؛بل لأصبح ذلك ذريعة لأن يطال التشكيك كلَّ أقواله وأفعاله التي سلفت. وهكذا لم يعد التنبؤ بالمستجدات بعد رحيل النبي أمراً صعباً، كيف وقد ظهرت علامات التمرد من أصحابه وهو لا يزال بعد بينهم، وشرع القوم في تنفيذ الانقلاب قبل موعده المحدد مخافة أن يقوم النبي في لحظات عمره الأخيرة بعمل يؤدي إلى إحباط المؤامرات وإفساد الخطط. أراد النبي أن يكون كبار المهاجرين خارج المدينة في الوقت الذي فيه تخلو الساحة منه، فقام بتجنيدهم في جيش أسامة المتحرك إلى الشام، ولم يستثن منهم إلا علياً، وتشدد في إصدار أوامره إليهم بالخروج، وعنفهم عندما اعترضوا على قيادة أسامة بن زيد عصبية وتكبراً عليه واستصغاراً لشأنه وتلكأوا عن الخروج، ولم يقبل اعتذارهم عن الخروج بدافع خوفهم عليه من مرضه، بل قال: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة. كل ذلك وهو يسعى من أجل تهيئة الوضع لخليفته بإبعاد مناوئيه والطامعين في أمره.ولكنهم أبوا إلا أن يعسكروا خارج المدينة ريثما يقضي الله أمراً كان مفعولاً. وعندما دنت الساعة المحتومة سارعت بعض نساء النبي بإبلاغ أولئك المتربصين بالجرف خارج المدينة، فهرعوا إلى حيث يحتضر النبي ليكونوا، عندما يحين الأوان، في المكان المناسب، وقد انتهز بعضهم فرصة عجز النبي عن إمامة الصلاة بسبب المرض فتبرع بالتقدم ليؤم المصلين، ومن ثم ممارسة صلاحيات النبي في حياته، والتمهيد لدور أكبر بعد مماته.وكما خرج النبي معصوب الرأس وهو يئن تحت وطء الحمى ليحث المتقاعسين على الخروج مع أسامة، خرج هاهنا متكئاً على رجلين ليبطل إمامة ذلك المتبرع. وهكذا ظل النبي وحتى الرمق الأخير يعمل من أجل تأمين انتقال الولاية إلى خليفته الوصي وإفشال الخطط المعاكسة، ولما مات كان قادة الخط الآخر أسرع من غيرهم في الوصول إلى مآربهم، وذلك بسبب تخاذل العامة عن نصرة الإمامة والإمام، وترفُّع الإمام عن الأساليب التي اتبعها الغاصبون.
[email protected]
======================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الإمامة والخلافة (Re: Motawakil Ali)
|
السقيفة
مات النبي وإلى جانبه أهل بيته وبنو هاشم بعد أن تفرق عنه أكثر الصحابة ظناً منهم بأن خطر الموت قد زال عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعندما نعي النبي إلى أهل المدينة كان أبو بكر خارجها في مكان يقال له (السنح )، أما عمر فقد كان موقفه لدى سماعه النبأ، موقفاً غريباً وفي حاجة إلى تفسير، إذ أنكر أن يكون النبي قد مات وتوعد كل من يقول بذلك بالتنكيل به، وأخذ ينادي فيما يشبه الذهول الذي يصيب المفجوع ويقول أن النبي لم يمت وإنما ذهب إلى ميعاد ربه كما فعل موسى، وسوف يرجع ليقطع أعناق وأيدي من يقول أنه مات. ومن يدرس شخصية عمر ويعرف خصائصه النفسية يستبعد تماما أن يكون الحدث قد أفقده اتزانه ودعاه إلى إنكار أمر كان هو أشد المنتظرين والمتوقعين له، وهو الذي حال قبل أيام بين النبي وبين أن يكتب وصيته بحجة أنه يهجر و أن المرض قد أفقده وعيه.ثم إن الجميع كانوا يعلمون من النبي أنه يوشك أن يُدعى فيجيب وأنه يعيش بينهم آخر أيامه، فلماذا إذن أثار عمر هذه الدعوة وشغل المسلمين عن مصابهم بهذا الزعم الغريب؟ أجاب الشهيد محمد باقر الصدر على هذا السؤال إجابة تؤيدها مجريات الأحداث وملابسات الموقف، فذكر في كتابه «فدك في التاريخ» ما ملخصه أن ابن الخطاب أراد أولاً أن يكسب الوقت ريثما يأتي أبو بكر من داره بالسنح، وثانياً أراد أن يختلق قضية تكون كلمة الفصل فيها لأبي بكر فيكون بذلك رجل الموقف والمرحلة، ولذلك تراجع عمر عن إنكاره وفاة النبي بمجرد أن وصل صاحبه ورفع صوته بقوله تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ثم أضاف: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).أصغى عمر لهذا الكلام مع أن الأخبار تقول أن أكثر من واحد من الصحابة تلا عليه الآية ذاتها التي تلاها أبو بكر ولكنه ظل على حاله إلى أن وصل الخليفة المرتقب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الإمامة والخلافة (Re: Motawakil Ali)
|
الأنصار والخلافة:
في تلك الأثناء كان زعماء الأنصار يراقبون الأحداث عن كثب، ويرصدون تحركات القرشيين، وكأنهم نتيجة لذلك باتوا على قناعة بأن الخلافة لن تكون حيث أراد النبي، وأن قريش، ممثلة في كبارها، عقدت العزم على تجاوز وصيّ رسولها وخليفته، ومن ثم بسط نفوذها على العرب باسم الإسلام. لم يكن للأنصار مطمع في الخلافة، وكان أكثرهم من المقرِّين بولاية أهل البيت والتابعين لهم، ولو لا الذي عرفوه من حرص قريش على الأمر، لكانوا أول المبايعين لأمير المؤمنين والمسلمين له، ولكنهم إذ تأكدوا أنها لن تكون لعليّ بأي حال من الأحوال، لم يجدوا أن قريشاً أولى منهم بالشأن الذي تريد أن تستأثر به من دونهم، وهكذا وجد قانون القبيلة طريقه إلى التطبيق من جديد، ونشب قرن العصبيات، وأطلت الفتنة برأسها. وقد يتساءل المرء: كيف يكون للقبلية مكان بين أناس ألّف الله بين قلوبهم وأصبحوا بنعمته إخواناً؟ كيف تتسرب العصبيات إلى نفوس أشربت قيم الوحدة والإخاء؟ وكيف يحتكم إلى قانون كهذا رجال تخرجوا في مدرسة النبي وانصهروا في بوتقة الأمة الواحدة؟ نتساءل هكذا لأننا لم نقرأ التاريخ بتجرد، ولم نتل القرآن بتدبر، وإلا لوجدنا تلك القيم ماثلة في سلوكيات المهاجرين والأنصار بصورة يومية، وهم يصاحبون رسول الله، ويمسون ويصبحون معه، وهو لا ينفك يرصد فيهم كل الظواهر الغريبة عن الدين ويعالجها أولاً بأول، أما الآن وقد خلت الساحة منه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلن يكون هناك ما يمنع أن تطفو تلك الظواهر على السطح، وتلقي بظلالها القاتمة على الأحداث.وقد سبق للأنصار في حياة النبي أن فسروا بعض مواقفه انطلاقاً من منطق قبلي، وذلك عندما خص النبي قريشاً وفيها آنئذ الطلقاء المؤلفة قلوبهم، بغنائم الحرب في غزوة حنين، فرأوا في ذلك إيثاراً لأهله عليهم وانحيازاً منه لهم، وكأنهم نسوا أن النبي مبرأ تماما من تلك العصبيات وأنه أبعد ما يكون عن تلك المعايير الجاهلية. وعندما علم النبي بأمرهم وما خاضوا فيه من كلام لا يليق بهم ولا به، جمعهم وأخذ ينبههم إلى المنزلق الذي سقطوا فيه حتى اعتذروا وأبدوا ندمهم. قال أبو سعيد الخدري: لما أعطى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ما أعطى من تلك الغنائم إلى قريش وقبائل العرب ولم يعط الأنصار شيئاً وجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم: لقي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قومه. فأخبر سعد بن عبادة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك فقال له: فأين أنت يا سعد؟ قال: أنا من قومي. قال: فاجمع قومك لي، فجمعهم. فأتاهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: ما حديثٌ بلغني عنكم؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله بي؟ وفقراء فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألَّف الله بين قلوبكم بي؟ قالوا بلى والله يا رسول الله، ولله ورسوله المن والفضل. فقال ألا تجيبوني؟ قالوا: بماذا نجيبك؟ فقال: والله لو شئتم لقلتم فصدقتم: أتيتنا مكذَّباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فواسيناك، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعةٍ من الدنيا تألَّفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار. قال: فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً وتفرقوا»(1). إذن فإن الروح القبيلة لازالت تلقي بظلالها على الساحة وتحُول دون الذوبان الكامل في قيم الدين، وإذا كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حال حياته يعمل جاهداً على إضعاف تلك الروح وتلطيفها بأخلاقه المثلى وأسلوبه الحكيم، فاليوم وبعد أن رحل عنهم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لن يكون هناك كابحٌ لجماح القبلية، خاصةً وأنَّ قريشاً قد تسلَّحت وتذرَّعت بها في مقابل الأنصار. فكانت سقيفة بني ساعدة هي المسرح الذي شهد أول احتكام سافر لقانون القبيلة والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لمَّا يوارى الثرى.
فلتة السقيفة: اجتمع الأنصار في سقيفة لبني ساعدة وقد عقدوا العزم على تخطي قريش والانفراد بأمر الخلافة دونهم، وكان مرشحهم لها هو كبيرهم سعد بن عبادة الخزرجي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأوس، وهم الشق الآخر للأنصار، لا زالوا يذكرون ما كان بينهم وبين الخزرج قبل الإسلام من خصومات وحروب طويلة الأمد، وهم الآن إذ يتحالفون تكتيكياً مع جيرانهم، فما ذلك إلا طمعاً في اقتسام السلطة معهم، فإذا شكوا للحظة أن بني عمهم قد يستأثرون غداً بكل شيء، فإنهم ربما يكون لهم موقف آخر من هذا التحالف غير المتكافئ. كان اجتماع الأنصار بعيداً عن الأعين، وكانوا حريصين ألا تعلم به قريش، أما بنو هاشم وعلى رأسهم علي، فإن الأنصار كانوا على يقين من أنهم بمصابهم في شغل شاغل عن كل شيء، ولكن وبخلاف ما كان يرغب الأنصار تسرب خبر اجتماعهم إلى قريش، وإلى أبي بكر وعمر تحديداً فجاءا مسرعين ومعهما أبو عبيدة بن الجراح، واقتحموا على الأنصار مؤتمرهم الخاص، وهناك نشب الجدل بين الفريقين، وارتفعت الأصوات، الكل يجر النار إلى قرصه. في البدء كان الأنصار مصممين على المضي قدماً في فرض مشروعهم القائم على أساس أحقية الأنصار بالخلافة كونهم أهل المدينة، وليس لقريش إلا أن تقبل بذلك أو تجلو عن بلادهم، غير أن هذا التصميم لم يدم طويلاً إذ تنازل الأنصار درجة فقالوا لزعماء قريش: «منَّا أمير ومنكم أمير»( )، فلم يقبل القرشيون بذلك محتجين بالزعامة التقليدية لقريش على العرب وقول النبي: الخلفاء من قريش، ووصيته(صلى الله عليه وآله وسلم) بالإحسان إلى الأنصار. وتذرعاً بهذه الحجج طرح أبوبكر مشروعه الخاص بقوله: نحن الأمراء وأنتم الوزراء ضمن خطبة ألقاها في المؤتمرين، وهنا وقع التنازع وعلت الأصوات و أطلقت التهديدات، وقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال: يامعشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في ظلكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولن يصدروا إلاَّ عن رأيكم، أنتم أهل العز وأولوا العدد والمنعة وذوو البأس، وإنما ينظر الناس ما تصنعون ولا تختلفوا فيفسد عليكم أمركم، فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم، فمنا أمير ومنهم أمير. فقال عمر: هيهات لا يجتمع اثنان في قرن: والله لا ترضى العرب أن تؤَمِّركم ونبينا من غيركم، ولا تمتنع العرب أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، ولنا بذلك الحجة الظاهرة، من ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته؟. فقال الحباب بن المنذر: يامعشر الأنصار، املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور فأنتم والله أحق بهذا الأمر، منهم، فإنه بأسيافكم دان الناس لهذا الدين، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب: أنا أبو شبل في عرينة الأسد والله لئن شئتم لنعيدنَّها جذعة. فقال عمر: إذاً ليقتلك الله! فقال: بل إيَّاك يقتل(1). وهكذا ساد الهرج والمرج في سقيفة بني ساعدة ووقع الخلاف بين الأنصار، منهم من يقول لا نبايع إلا علياً ومنهم من يدعو إلى سعد بن عبادة، إلى أن قال أبو بكر: (أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، وما تعرف العرب هذا الأمر إلاَّ لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، ولقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم)، يعني عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ــ فقال له عمر: لا نُبايَع وأنت فينا، ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعه، عندئذ انهار تماسك الأنصار وتفرقت كلمتهم وانشق صفهم، فقد فضل بشير بن سعيد من الخزرج مبايعة أبي بكر على أن يحتطب في حبال بن عمه سعد بن عبادة حسداً أو غيرة، كما لم يجد الأوس مبررا للانتصار لخصومهم التقليديين من الخزرج ورأوا أن مجابهتهم للقرشيين لن يعود نفعها إلا لبني عمهم، فانهالوا على أبي بكر يبايعونه، وفي البين كان سعد بن عبادة، مرشح الأنصار المستضعف، مطروحا على الأرض، تطؤه الأقدام المتدافعة لأداء البيعة الفلتة، وعندما يصرخ أبناؤه ويقولوا: لقد قتلوا سعدا يرد ابن الخطاب: اقتلوا سعداً قتله الله. وبعد أن حُسم الأمر في السقيفة لصالح العصبية القرشية، انتقل موكب الخلافة إلى مسجد النبي المسجى في داره بين أهله وخلص أصحابه، ولم يدر الإمام علي بأمر السقيفة وما أُبرم بها إلى إلا لدى سماعه الضوضاء المنبعثة من الجموع التي زفت الخليفة الجديد إلى المسجد. كان هذا في بقية يوم الاثنين الذي توفي فيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما كان من الغد صبيحة يوم الثلاثاء وفدت قبائل الأعراب على المدينة ومنها قبيلتا أسلم وغفار فبايعوا أبا بكر وبهم قويت شوكته وبايع أكثر الأنصار والمهاجرين. أما الإمام علي ومعه بنو هاشم وجماعة من أصحابه فقد اشتغلوا بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ودفنه ثم عادوا واعتصموا ببيت فاطمة(ع) مستهجنين ما وقع بالسقيفة ممتنعين عن بيعة أبي بكر، فالذي حدث وإن كان أمراً غير مستبعد، إلا أنه كان مخالفة صريحة للنصوص وانتهاكاً سافراً للمبادئ كما أنه كان خرقاً للمواثيق ونقضاً للعقود.فمن ذا الذي يصدق أن أصحاب رسول الله يتركونه من غير تجهيز ولا دفن، ويذهبوا للتنازع على سلطانه؟ من كان يصدق أن يُقضى أمر الخلافة دون علم من الوصي وبمعزل عن أهل بيت الرسالة؟ من كان يصدق أن الدنيا تفعل فعلتها برجال كان الظن أن قد فطموا عنها، فإذا بهم يحتلبونها دماً ويتقاسمون شطريها. وكذلك لاذ سعد بن عبادة بداره ومعه أهله وبعض أتباعه، فأرسلوا إليه ليبايع، فقال: «لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أُعرض على ربي». فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع. فقال بشير بن سعد: «إنه قد لج وأبى ولا يبايعكم حتى يُقتل، وليس بمقتول حتى يُقتل معه أهله وطائفةٌ من عشيرته، ولا يضركم تركه». فتركوه، فكان لا يصلِّي بصلاتهم ولا يجتمع بجماعتهم ولا يقضي بقضائهم، ولو وجد أعواناً لضاربهم(1).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الإمامة والخلافة (Re: Motawakil Ali)
|
الزهراء صوت الرفض العالي
لقد كان الخليفة ملتفتاً إلى أمر فات على أتباعه وهم في غمرة الحرص على تثبيت بيعة السقيفة، ذلك الأمر هو أن الأخلاق العربية ــ بعيداً عن قيم الدين المنسيّة ــ لم تكن لتسمح أن يستمر العنف في مواجهة الزهراء(ع)، وهي امرأة مهيضة الجناح مكسورة الخاطر داميةُ القلب، وقبل ذلك هي ابنة ذلك الرجل الذي انتشل العرب من الذل والهوان وصنع لهم مجداً ما حلموا بمثله يوماً. وقد أدرك الخليفة، أن بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد تحتمل ما يقع عليها من الأذى ما دام الإمام سالماً أما إذا ما أصابه من القوم سوء فإنها(ع) ستعلنها حرباً على الخليفة ومن معه ولن تتراجع حتى تُقتل أو تنهار حكومة السقيفة، وإن تقتل تنكشف الفجوة القائمة بين الإسلام ودولة الخلافة. ومن ناحية أخرى فإن الإمام علياً(ع) بحكم إمامته ووصية النبي لا يملك إلا أن يداري الناس ويجنِّب المسلمين الفتن ويمارس دوره كإمام حتى من خارج السلطة، والزهراء في ذلك تبع له، فإذا ما استجاب الخليفة إلى وزيره وأمر بقتل علي عندئذ لن تكون الزهراء(ع) ملتزمة بشيء ولن يكون هناك ما تخاف عليه. ومن جهة ثالثة، كان الخليفة متوقعاً أن ترحل الزهراء وشيكاً وبالتالي لن يطول اصطباره على الإمام علي. فالزهراء (ع) قد أصيبت يوم اقتحام الدار بما لا يرجى لها معه طول بقاء، إضافةً للذي كان النبي)صل الله عليه وآله( قد سارَّها به قبيل وفاته. روى ابن الأثير في تاريخه: «لما اشتد برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه ونزل به الموت جعل يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقول: وا كرباه! فتقول فاطمة، واكربي لكربك يا أبتاه! فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا كرب على أبيك بعد اليوم، فلما رأى شدة جزعها استدناها وسارَّها، فبكت، ثم سارَّها ثانية فضحكت، فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألتها عائشة عن ذلك، قالت: أخبرني أنَّه ميت فبكيت، ثم أخبرني أني أول أهله لحوقاً به فضحكت»( ). إذن فإن موتها (عليها السلام) ــ على صغر سنها ـ كان متوقعاً من الجميع، ولذلك لم يشأ الخليفة أن يصعِّد وتيرة المواجهة مع أمير المؤمنين(ع) حال حياة الزهراء(ع) تجنباً لأي مواقف يكون من شأنها أن تهُبَّ قريش بسببها ـ فضلاً عن الأنصار ـ لنجدة الزهراء ولو بدافع العصبية، فقريش التي بينها وبين الإمام علي ثارات وأحقاد بدرية وأحدية لا يتوقع أن تغير مواقفها العدائية تجاهه، ولكنهم ليس بينهم وبين الزهراء ما يدعوهم إلى السكوت طويلاً إزاء ما تلقى من ضيم. وبالفعل جعلت الزهراء من أيامها القلائل التي عاشتها بعد أبيها ثورةً مستمرةً على الأوضاع الجديدة، فواصلت استنجادها بالأنصار وطافت مع الإمام ليلاً على بيوتهم تذكِّرهم بوصية أبيها وتدعوهم لنصرة الإمام، فكان ردهم دائماً: لقد سبقت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به، فيقول عليّ: أكنت أترك رسول الله ميتاً في بيته لا أجهِّزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه. وتقول فاطمة:ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما الله حسيبهم عليه. ونتيجة للنداءات المتكررة من الزهراء عليها السلام ندم كثيرٌ من الأنصار ولام بعضهم بعضاً وذكروا علي بن أبي طالب وهتفوا باسمه، مما أثار مخاوف القرشيين، فساد في المدينة توترٌ كاد أن يعصف بالخلافة( ). ثم طالبت الزهراء بإرثها من أبيها ومُنِعته استناداً إلى ما نسبوه إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا نورث، ما تركناه صدقه. فطالبت بأرضها المعروفة بـ (فَدَك) وهي من قرى خيبر التي آلت إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيئاً فنحلها ابنته فأبوا أن يسلموها إياها فما كان منها(ع) إلاّ أن قدمت إلى مسجد أبيها، وفيه أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار فخطبت فيهم خطبةً كانت بياناً ضافيٍاً لأحكام الإسلام ومبادئه وما صارت إليه الأمور بعد أبيها وعرضت فيها مظلوميتها ومظلومية أمير المؤمنين ونددَّت فيه بالأنصار وخذلانهم لأهل البيت ثم أثبتت بالقرآن وسنة أبيها أن ما روى عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) من أنه لا يـُورث لا أصل له في كتاب أو سنة وأنه محض اختلاق، ومن ثم ذهبت إلى دارها وبقيت فيه إلى أن وافتها المنية. وقد أجمع المؤرخون أنها ظلت مقاطعةً لأبي بكر وعمر إلى أن ماتت، وعندما اشتد عليها المرض ولزمت فراشها، عادها أبوبكر وعمر، ولما أرادا الحديث أسكتتهما ثم قالت أنشدكم الله هل سمعتم أبي رسول الله يقول:فاطمة بضعة مني، من أرضاها فقد أرضاني ومن أغضبها فقد أغضبني )؟ فقالا:نعم سمعنا. فقالت: وأنا أشهد الله أنكما أغضبتماني وما أرضيتماني، وأعرضت عنهما ولم تحدثهما حتى وافتها المنية. ولقدكان هذا الموقف من الزهراء(عليها السلام) تجاه الخليفة وصاحبه محرجاً للأول حتى أنه بعد أن رجع من عندها دخل داره وأبى الخروج إلى الناس وطلب أن يقيلوه من مركزه حتى تدخّل عمر وخاطبه في ذلك، وقال له عن الزهراء: إن هي إلا امرأة لا ينبغي أن تترك شؤون المسلمين لقولها وغضبها وظل يحثه حتى استجاب الخليفة وعاود ممارسة مهامه( ). وعند موتها أوصت علياً بأن يتولى دفنها ليلاً وأن لا يسمح للشيخين بحضور جنازتها، وهكذا فعل أمير المؤمنين، أودع جثمانها الطاهر في الثرى في ظلمة الليل، ومعه نفر من أصحابه المقربين. وهكذا كانت بضعة الرسول أسرع أهله لحوقاً به، ارتحلت عن الدنيا مظلومة مهضومة الحقوق، مجهولة القدر، رحلت تاركة أمير المؤمنين يواجه الفتن مكشوف الظهر، فكان حاله مشبهاً لحال الرسول عندما رحلت عنه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وكانت له ردءا وظهيراً. يعتقد البعض ــ قديماً وحديثاً ــ أنَّ الزهراء عليها السلام كانت ــ في مواقفها تجاه الأوضاع التي سادت بعد وفاة أبيها ــ منطلقةً من عواطفها ومنحازةً إلى زوجها، فقط لكونه كذلك، وأنها (عليها السلام) امرأة كسائر النساء لا تمتاز عنهن بشيء سوى أنها بنت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)!. هذا الاعتقاد لا يعدو أن يكون منشؤه غرضاً أو غفلة، فإن كان أكثر الأوائل مغرضين، فإن المتأخِّرين أكثرهم يجهلون مكانة الزهراء وتميُّزَها، وما هم إلا ضحايا التزييف التاريخي والتضليل الإعلامي الذي مورس ضد أهل البيت في مختلف عهود الدولة الإسلامية، فعشنا جراء ذلك ردحاً من أعمارنا لا نعرف عن سيدة نساء العالمين إلا حكايات من نسج الخيال الشعبي في بلادنا، وفي المقابل صاغت يد التحريف عروشاً من العلم لنساءٍ لا يدانينها علماً ولا فضلاً. ومن أبرز الذين جهلوا مقام الزهراء وأنكروا مكانها من الرواة والمفسرين، ابن كثير، إذ يقول في«السيرة النبوية»وهو يدافع عن الخليفة في مواجهة الزهراء: (ولكن لمَّا حصل من فاطمة رضي الله عنها عتب على الصديق، بسبب ما كانت متوهمةً من أنها تستحق ميراث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تعلم بما أخبرها به أبو بكر الصديق(رض) أنه قال: لا نورث ما تركنا فهو صدقة. فحجبها وغيرها من أزواجه وعمه عن الميراث بهذا النص الصريح، فسألته أن يُنَظِّر عليَّاً في صدقة الأرض التي بخيبر وفدك فلم يجبها إلى ذلك، لأنه رأى أن حقاً عليه أن يقوم في جميع ما كان يتولاه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو الصادق البار الراشد التابع للحق(رض)، فحصل لها وهي امرأة من البشر ليست براجية العصمة عتب وتغضُّب، ولم تكلَّم الصديق حتى ماتت، واحتاج عليّ أن يراعي خاطرها بعض الشيء). ونقول: ما أجرأك يا ابن كثير على مقام الزهراء إذ تنسبها إلى التوهم! وهي ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فكانت بذلك في أعلى درجات العصمة التي لولاها لما كان رضاها رضى رسول الله وغضبها غضبه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي ليست امرأةً من البشر عادية كما تقول وقد روى عنها أشياخك أنها كانت تضع مولودها عند المغرب ثم تتوضأ لتصلِّي العشاء فلا يكون بها حاجة إلى غسل كما يحدث لغيرها من النساء. لقد روى ابن كثير بنفسه في سيرته النبوية نقلاً عن الصحيحين عن عائشة: أنها قالت: اجتمع نساء رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عنده لم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشى لا تخطئ مشيتها مشية أبيها، فقال: مرحباً بابنتي. فأقعدها عن يمينه أو شماله. ثم سارَّها بشيء فبكت، ثم سارَّها فضحكت، فقلت لها: خصك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بالسرار وأنت تبكين!. فلمَّا أن قامت قلت: أخبريني ما سارَّك. فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). فلَّما توفي. قلت لها: أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني. قالت أما الآن فنعم. قالت سارني في الأول قال لي: إنَّ جبرائيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وقد عارضني هذا العام مرتين، ولا أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي فاتقي الله واصبري فنعم السلف أنا لك. فبكيتُ ثم سارَّني فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ فضحكت( ). وروى ابن عبد البر في الاستيعاب( )، أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها: يا بنية، أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين، فقالت يا أبتى. أين مريم ابنة عمران؟ فقال: هي سيدة نساء عالمها. وجاء في صحيح البخاري أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول:فاطمة بضعة منِّي فمن أغضبها أغضبني( ). وروى مسلم في صحيحه أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال:فاطمة بضعة منِّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها( ). هذا قليل من كثير من الأخبار التي رواها المحدثون والمؤرخون من أهل السنة وكل خبرٍ منها كافٍ لإثبات أن الزهراء(عليها السلام) لا تنطق عن هوى ولا تتوهَّم ولا تدَّعي ما ليس لها، وإن كانت مريم(ع) صدِّيقةً بنص القرآن ففاطمة هي الصدِّيقة الكبرى بنص القرآن أيضا في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، وبأحاديث أبيها(صلى الله عليه وآله وسلم) التي جعلتها في مرتبة لم تبلغها امرأةٌ من الأولين والآخرين. تلكم هي فاطمة التي يستصغرها ابن كثير وغيره فينسبون مواقفها من السقيفة إلى الوهم والجهل والهوى، تلك المواقف التي لولاها لترددنا كثيراً قبل إعلان موالاتنا لأهل البيت والائتمام بهم، وإن كنا من قبل قد غرتنا كثرة من أيَّد السقيفة وناصرها فقد ارتضينا اليوم أن نكون مع الزهراء حتى ولو كانت وحدها في مقابل الجميع، إذ ليست العبرة بكثرة من ناصر، لكنها بالوزن الشرعي لمن عارض، ولو كان في أهل السقيفة واحدٌ بوزن فاطمة وقدرها لاختلف الأمر، ولو كان فيهم أحدٌ يغضب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لغضبه ويرضى لرضاه لبطلت المعارضة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الإمامة والخلافة (Re: Motawakil Ali)
|
السقيفة ومعيار الغلبة:
والعجب كل العجب ممن أضفَوا الشرعية على السقيفة بكثرة المؤيدين من الصحابة وكأنهم لم يدروا أن الكثرة في ميزان الحق مرجوحةٌ غير راجحةٍ، والقرآن يقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (الأنعام/116). ويقول:{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (يوسف/103). ويقول:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (يوسف/106). وإن كان الصحابة قد بايع أكثرهم منذ البداية فإن أعيان المهاجرين والأنصار وأخيارهم وقفوا موقفاً سلبياً مما أفضت إليه سقيفة بني ساعدة، كالعباس بن عبد المطلب وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وعبادة بن الصامت، وحذيفة بن اليمان، وأبي الهيثم ابن التيهان، وسهل وعثمان ابني حنيف، وأبي أيوب الأنصاري، وعتيبة بن أبي لهب، وغيرهم من كبار الصحابة وأشرافهم. وخارج المدينة كان بعض الذين وُصِفُوا بالارتداد هم من الذين رفضوا البيعة لأبي بكر وامتنعوا عن تسليم الزكاة له لا عن إخراجها وكانوا يقيمون الصلاة ولم يتراجعوا عن الإسلام. جاء في تاريخ الطبري: قالت عشائر أسد وفزارة والله لا نبايع أبا الفصيل ــ يعنون أبا بكر( )، إلاّ أن ما عُرف بحروب الردة قد شمل الجميع، المرتدين فعلاً والرافضين لخلافة أبي بكر، بعد أن أُعتبر منعهم للزكاة كفراً بها، فقال الخليفة: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لقاتلتهم عليه. لا يعني ذلك أن الردة لم تحدث لبعض القبائل العربية، فقد تراجع أكثر الأعراب وعادوا من بعد إيمانهم كفَّاراً. ولا أشك في أن الأوضاع التي سادت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت عاملاً أساسياً لتلك الردة الجماعية، فالتكالب على السلطة ونقض المواثيق من قبل قريش وتهميش أهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وإقصاؤهم، كل ذلك كان من شأنه أن يضعف ثقة الأباعد بالإسلام والمسلمين، ولو أنَّ الأمر كان قد أُسند إلى أهله حفظاً للعهود ورعايةً للذمم وامتثالاً لإرادة الله ورسوله لما حدثت تلك الظروف التي أدَّت إلى الردة ولما وجد العرب فرقاً بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه(ع).
الإمام علي في مواجهة الأخطار: كانت موجة الارتداد التي عمَّت الجزيرة العربية سبباً رئيسياً بعد وفاة الزهراء عليها السلام لتبديل الإمام علي(ع) لمواقفه تجاه الوضع القائم والانتقال من موقع المعارضة والمجابهة إلى الموادعة والمساندة. وفي ذلك يقول أمير المؤمنين(ع): أما بعد، فإن الله سبحانه بعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيراً للعالمين، ومهيمناً على المرسلين. فلَّما مضى (ع) تنازع المسلمون الأمر من بعده. فوالله ما كان يلقى في روعي، ولا يخطر ببالي، أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أهل بيته، ولا أنهم منعوه عنيِّ من بعده! فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي، حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن دين الإسلام، يدعون إلى محق دين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به علىَّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، أو كما ينقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه( ). وهكذا كان الإمام علي منذ البداية، ومصلحة الدين عنده فوق كل اعتبار، يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ويحتمل الجور على نفسه ما سلمت أمور المسلمين، فينام على فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أحدقت به مخالب الموت لا يبالي بشيء إلاَّ أن يسلم النبي من مكر قريش وكيدها. وكذا في جميع حروب النبي مع الكفار يقتحم الوغى ويصارع الردى معيراً الله جمجمته حاملاً روحه على كفه وهو آنس بالموت من الرضيع بثدي أُمه. ومن ثم فليس غريباً اليوم أن يضع ابن أبي طالب يده بأيدي الذين جحدوه حقه وزحزحوه عن مكانه ما داموا يرفعون راية الإسلام في مواجهة رايات الردة والتراجع، فهو(ع) دائماً يفعل ــ كما قالت الزهراء عليها السلام ــ ما ينبغي له، بينما يفعل الآخرون ما الله حسيبهم عليه. وهو (ع) وإن لم يشارك فعلياً في حروب الردة إلاَّ أن مجرَّد وقوفه إلى جانب الولاة كان مما يعزز موقف الإسلام ويبعث بالاطمئنان إلى قلوب أولئك الذين راعهم ما رأوه من تنازع المسلمين في الأمر، ويردع كل من تسوِّل له نفسه استغلال الخلاف القائم بين الإمام(ع) وجماعة الحكم لتحقيق أطماع جاهلية طالما راودت المنافقين من الطلقاء و(المتأسلمين) من أهل الكتاب.
مناورات أبي سفيان: أبو سفيان بن حرب وقبيله من الطلقاء والموتورين من بني أمية كانوا يسعون بالفتنة بين الناس ويعملون جاهدين على إذكاء الخلاف بين الفرقاء حتى يكون الفشل وذهاب الريح، فيبلغ أبو سفيان ومن معه بذلك مآربهم في الانتقام من الإسلام والمسلمين والثأر لقتلاهم في بدر وأحد والانتصار لكرامتهم الجاهلية التي أذلها الإسلام. إن أبا سفيان وأكثر من معه من مسلمة الفتح هم من الذين قالوا أسلمنا بألسنتهم ولم تسلم قلوبهم، يقول تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (المنافقون/1ــ2). وأبو سفيان بالرغم من عدائه المستحكم لعلي(ع) ولسائر أهل البيت وبني هاشم بدا متعاطفاً معهم متحمساً لإمامة علي(ع) وعرض عليه المساندة والدعم لمواجهة الخليفة، وذلك بعد أن أيقن أنَّ المواجهة بين الفريقين ستؤدي ــ حتماً ــ إلى تمزيق كيان المسلمين وتقويض دولتهم، وبذلك يتم له ولأحزابه ما عجزوا عن تحقيقه قبل تقمصهم للإسلام، وكم كان يأمل في حدوث ذلك في حياة النبي حتى بعد أن تأسلم، وقد وقف شامتاً يوم حنين عندما تخاذل المسلمون عن النبي وولوا الدبر»( ). دخل أبو سفيان على علي(ع) وعنده عمُّه العباس، وجعل يثيرهما على أبي بكر وعمر ويلتفت مرةً إلى علي وأخرى إلى العباس ويقول: ما بال هذا الأمر يصبح في أذل بيت في قريش وأقلِّها عدداً، والله لو شئتَ لأملأنها عليه خيلاً ورجالاً ولأخذتها عليه من أقطارها. ولقد كان الرجل بالفعل قادراً على ذلك وكتائب المنافقين في المدينة وما حولها من الأعراب كانت تنتظر إشارةً منه حتى "تعيدها جذعة" وتعيث في الأرض فساداً، وما كان يعوزهم إلا الغطاء الشرعي حتى يكون تحركهم تحت راية الإسلام، ومن خفة عقله فقد رجا أبو سفيان أن يكون أمير المؤمنين هو ذلك الغطاء وحصان طروادة الذي يبلغ به غايته. وهل تخفى نوايا الرجل على عليّ بن أبي طالب الذي خبر بني أمية وسبر غورهم وهو الذي يعرف لو أن الأمر كان قد آل إليه لكان أبو سفيان أول المارقين كما فعل صبيانه فيما بعد. لذلك ردَّ عليه قائلاً: والله مازلت تكيد للإسلام يا أبا سفيان وتعمل على إثارة الفتن. فانطوى على نفسه ومضى يتملَّق الحاكمين، وكان من قبل يقول: ما لنا ولأبي فصيل ــ يعني أبا بكر ــ إنما هي لبني عبد مناف. فقيل له إنه قد ولَّى ابنك. فقال: وصلته رحم»( ). درءاً لكل تلك الفتن والمؤامرات الداخلية والخارجية آثر الإمام علي(ع) أن يهادن ويجاري الوضع القائم تعزيزاً لأمر المسلمين وتفويتاً للفرصة على المتربصين، ومضى يمارس دوره كإمام ومرجع للمؤمنين، يجمع القرآن ويعلمهم تأويله ويسير على خطى النبي في تربيته الناس وتزكيتهم وتعليمهم الكتاب والحكمة.
عليٌّ إمامٌ قام أم قعد: إن علياً(ع) وإن كان قد زُحِزح عن سدة الحكم إلاّ أنه ظل أميراً للمؤمنين ومشكاةً لمصباح النبوة ومثلاً أعلى يقتفي أثره صلحاء الأمة وأخيارها، وهكذا أخذ أتباعه ومؤيدوه يزداد عددهم يوماً بعد يوم، فعاد والتف من حوله أكثر الأنصار وتبعه أهل العراق، كما وجد فيه الموالي الرجل الذي يمثل روح الدين وجوهره بعدله وزهده وترفعه على الأحساب والأنساب والألوان. كما أن الخلفاء لم يجدوا بداً من الرجوع إليه في كل مشكل من الأمور وكل مشتبه من الأحكام، فكان لا يشح عليهم بعلمه ولا يألو جهداً في إرشادهم إلى الصواب وإسداء النصح إليهم بتجرد وإخلاص، إذ لم يجعل الخلاف بينه وبينهم مانعاً من أن يسهم بعلمه في تصحيح المسار ما أمكنه ذلك طالما تعلقت به مصالح المسلمين وتوقف عليه أمر تمكين الدين. وقد كان الجميع على علم أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزوِّد أحداً غيره بكل ما تحتاج إليه الأمة في حاضرها وغدها، وكان يقول(ع) واثقاً: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألونني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئةٍ تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها. سلوني عن كتاب الله، فوالله الذي لا إله غيره، ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، بسهل أم بجبل. ويقول: لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوارة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم. ولقد كان ابن الخطاب أكثر أصحابه رجوعاً إلي على، فربما كان ذلك لطول المدة التي قضاها عمر في الحكم بينما لم يدم حكم أبى بكر إلا عامين.
لولا علي لهلك عمر: روى أبو داود في صحيحه عن ابن عباس، قال: أُتي عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أناساً فأمر بها أن ترجم: فمرَّ بها علي بن أبي طالب(ع)، فقال ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت فأمر بها أن ترجم، قال: فقال ارجعوا بها. ثم أتاه، فقال: يا عمر أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة، عن المجنون حتى يبرأ وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يعقل؟ قال: بلى، قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا شيء، قال: فأرسلها وجعل يكبّر( ). ورواه أحمد في مسنده( )، وقال فيه: فأمر عمر برجمها فانتزعها علي(ع) من أيديهم وردَّهم فرجعوا إلى عمر، فقال: ماردَّكم؟ قالوا: ردَّنا عليّ، قال: ما فعل هذا عليٌ إلا لشيءٍ قد علمه، فأرسل إلى علي فجاء شبه المغضب، فقال مالَكَ رددتَ هؤلاء؟ قال: أما سمعت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: رُفع القلم... وساق الحديث كما تقدم) باختلاف يسير. وفي مستدرك الصحيحين للحاكم( )، عن أبي سعيد الخدري قال:حججنا مع عمر بن الخطاب فلَّما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إنِّي أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبَّلكَ ما قبَّلتُك ثم قبَّله، فقال علي بن أبي طالب(ع): بلى ياعمر، إنه يضر وينفع، قال بم؟ قال: بكتاب الله تبارك وتعالى، قال: وأين ذلك في كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (الأعراف/172). خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له: افتح فاك، قال ففتح فاه فألقمه ذلك الرق، وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإنّي أشهد لسمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتي يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان زلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد، فهو يا عمر يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن. وفي سنن البيهقي، عن أبي الأسود الدؤلي: أن عمر أُتي بامرأة قد ولدت لستة اشهر فهمَّ برجمها فبلغ ذلك علياً(ع) فقال: ليس عليها رجم، فبلغ ذلك عمر (إلى أن قال) فسأله فقال:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (البقرة/ 233)، وقال: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً} (الأحقاف /15)، فستة أشهر حمله وحولان تمام رضاعه، لا حدَّ عليها، قال: فخلى عنها( )، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال، أضاف أن المرأة ولدت مرةً أخرى لستة أشهر( )، وفي الاستيعاب لابن عبد البر، كان عمر يقول بعد ذلك: لولا علي لهلك عمر( ). وفي طبقات ابن سعد عن سعيد بن المسيب قال: خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً فقال: أفتوني في شيء صنعته اليوم، فقالوا: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: مرت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم، قال: فعظَّم عليه القوم وعلي بن أبى طالب(ع) ساكت، فقال: ما تقول يا ابن أبي طالب؟ فقال: جئت حلالاً ويوماً مكان يوم، فقال: أنت خيرهم فتوى( ). كانت تلك نماذج قليلة من الحالات التي رجع فيها الخلفاء إلى الإمام علي فيما استعصى عليهم من القضايا والأحكام، وفي حالات أخرى كثيرة استعملوا الرأي ولم يرجعوا إليه (ع) فجاءت أحكامهم معيبة ثم اتبعهم الناس فيها فكانت النتيجة أن وُجد في الفقه قدرٌ كبير من الأحكام المجافية للشرع أخذ بها الناس عملاً بـ (قول الصحابي) أو (عمل أهل المدينة)( ). هكذا عاش الإمام علي في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر، إماماً لمن ائتم به ومرجعاً لمن رجع إليه ومعلماً ومربِّياً لأجيال المسلمين فتخرج من مدرسته أشهر العلماء والفقهاء والقادة الرساليين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الإمامة والخلافة (Re: Motawakil Ali)
|
يعني يا متوكل مشكلة الشيعة الأساسية مع أهل السنة هي قضية الخلافة و انتزاع هذا الحق الإلهي من آل البيت - رضي الله عنهم و رحمهم -
طيب ! التكفير و اللعن و السب و كل هذه المفاصلة لزومها شنو ؟!
هل من لم يعتقد بأحقية علي رضي الله عنه و الأئمة بالخلافة - نصاً - يكون كافراً و مجرماً يستحق كل هذه التبعات الخطيرة ؟!
يا عالم ! حكموا النصوص المستبينة و القواعد الشرعية السليمة تفلحوا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: مقتل الخليفة الثاني وشورى الستة. (Re: Motawakil Ali)
|
مقتل الخليفة الثاني
خلال عقد من الزمان قضاه ابن الخطاب ممسكاً بأزمة الأمور، متربعاً على سدة السلطة، تغيرت الأوضاع كثيراً، فقد توسعت الدولة الإسلامية وتخطت بحدودها الجزيرة العربية لتشمل شمال أفريقيا وكل بلاد الشام وبلاد فارس، وبذلك تضاعف نفوذها السياسي وازدادت ثرواتها، وأيضاً تطورت الأحكام الفقهية لتواكب التغيرات الحادثة، فانفتح الباب واسعاً أمام الرأي لتلافي حالة القصور العلمي التي كانت سمة بارزة من سمات الحكم. وكنتيجة طبيعية لهذه التطورات، أحست قطاعات كبيرة من المجتمع بالظلم، منهم الموالي الذين اعتبروا مواطنين من الدرجة الثانية، وقد كانوا في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نعموا بالمساواة وأحسوا بالعدل.ولكنهم في حقبة السقيفة الثانية لم يعد عطاؤهم من بيت المال مساوياً لعطاء العربي، لقد فقدوا أكثر المكاسب والامتيازات التي حققوها بالإسلام، ومن ثم كان طبيعيا أن تزداد نقمتهم على السلطة، وأن يعبروا عن معارضتهم لها بأي صورة من الصور. من جهة أخرى حقق الحزب الأموي في هذه الحقبة إنجازات كبيرة، وتقدم خطوات هامة باتجاه الطموحات المنشودة، ومن أبرز تلك الإنجازات أن أصبح معاوية بن أبي سفيان مسيطراً بصورة شبه مستقلة على بلاد الشام بعد أن توسعت ولايته في عهد عمر لتشمل كل الشام بعد أن كانت مقتصرة على دمشق، هذا الإنجاز زاد من مطامع الحزب الأموي ودعاه إلى التفكير في حرق المراحل من أجل الوصول إلى الأهداف النهائية المتمثلة في محق قيم الدين وإقامة دولة عربية باسم الإسلام، والانتقام لشيوخ القبيلة وشبابها الذين هلكوا وهم يحاولون إطفاء نور الله في بدر وأحد. في ظل هذه الظروف مجتمعة لم يكن مستبعداً أن يتعرض الخليفة للاغتيال بيد مولى المغيرة بن شعبة، الذي ربما أقدم على ما أقدم عليه انتصاراً لبني جلدته من الموالي، أو تنفيذاً لمخططات الأمويين، أو لدوافع أخرى لا زالت من أسرار التاريخ. أيا كان الأمر فإن الإصابة التي تعرض لها الخليفة أمهلته ريثما يقول كلمته في أمر الخلافة، ولم يمض حتى مهد الطريق لاستمرار السيطرة القرشية وفق مقررات السقيفة. وقد تهيأ له هنا وهو يعالج الموت ما لم يتهيأ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في اللحظات الأخيرة من عمره الشريف، فهناك يحجر ابن الخطاب على النبي ويحرمه من كتابة وصيته واصفاً إياه بالهجر، «إنه يهجر»، وزاعماً أنهم في غنى عن كتابه بكتاب الله، وهنا تتاح له الفرصة كاملة، فيترك وصية أهم أهدافها استمرار إقصاء الوصيّ عن ممارسة دوره، وإن كان بمقتضى الوصية هو أحد المرشحين للخلافة.
شورى الستة
وبات الخليفة ينتظر الساعة المحتومة ومن حوله رجال يتعجلون أمراً يأتي به الغد فسأله بعضهم قائلاً:لو استخلفت؟ فكَّرَ عمر ملياً في السؤال وقال بنبرة أسف:«لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته وقلت لربي لو سألني: «سمعت نبيك يقول إنه أمين هذه الأمة، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته وقلت لربي إن سألني: سمعت نبيك يقول: إن سالماً شديد الحب لله». بفرض أن ما قاله عمر عن أبي عبيدة وسالم كان صحيحاً! هلا ذكر ابن الخطاب، في هذا المقام، قليلاً من الكثير الذي قاله النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في الإمام علي(ع)؟ هلا ذكرت يا عمر قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):ــ «لفاطمة عندما أراد تزويجها من علي(ع): «لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلماً ـ أي إسلاما ـ وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً»( ). «إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي»( ). لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي»( ). في فتح خيبر لعلي: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»( ). عن أم سلمة(رض) قالت: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «علي مع القرآن والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض»( ). «يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني»( ). «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»( ). «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمِّي إلي أنه لا يحبني إلاَّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق»( ). «النظر إلى وجه علي عبادة»( ). «عليٌّ مني وأنا من علي ولا يؤدي عنِّي إلا أنا أو علي»( ). «من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني»( ). هذا غيض من فيض مما قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل علي دون ما قاله في إمامته وولايته لأمر المسلمين، مما لو ذكره القوم أو أقروا به يوم أن فارقهم (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ترددوا في تقديم من قدمه الله ورسوله ولو أنهم فعلوا لكفونا شروراً كثيرة أقلها أننا لبثنا أنضر سنوات عمرنا في غفلةٍ عن الحقيقة نعيش على الشاطئ الآخر للإسلام بعد أن ضيعنا سفينة النجاة، نعد علياً رابع أربعة وعاشر عشرة وهو من لا يقاس به أحد، لا نعرف عن سيرته إلا غبشاً، بعد أن عمد أرباب التضليل إلى إخفاء فضائله حسداً وبغضاً عندما أخفاها أتباعه خوفاً. هلاَّ ذكرت يا عمر إذ ذكرت ما ذكرت عن أبي عبيدة وسالم أن لعليٍ في عنقك بيعة بايعتها إياه يوم الغدير؟ لماذا لا تعيد إليه الأمر وقد استوفيت منه حظك؟. يقول الكاتب المصري عبد الفتاح عبد المقصود: [إنه بلا ريب ذكره، وذكر قدر علي، لاكما جرت به سيرته على شفاه محبيه بل كما علمه هو وخبره وقدره القدر الذي يعدو به على الآخرين، ولكنه أيضاً ذكر السياسة العليا التي استنتها لنفسها قريش]. نعم فإن السياسة القرشية ما كانت لتجيز أن تكون قيادة الدولة الإسلامية بأيدي الأوصياء من أهل البيت جيلاً بعد جيل، لأنها ترى في ذلك طوقاً لا ينفك يحول بينها وبين مصالحها وطموحها القبلي، وعليُّ ــ كما عرفوه ــ «خشن في ذات الله» كما قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولمَّا كان الصفوة من المؤمنين والناس في مختلف الأمصار يتطلعون إلى علي(ع) ويتشوقون إلى عدله لم يشأ عمر أن يتجاوزه صراحةً إلى غيره فسن نظاماً جديداً للشورى لا عهد للناس بمثله، فجعلها في ستة نفر أحدهم علي. وفي ذلك يقول الإمام(ع): «حتى إذا مضى ـ عمرـ إلى سبيله جعلها في جماعة زعم أنى أحدهم، فيالله وللشورى! متى اعترض الريب فيَّ مع أولهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر، لكني أسففت إذ أسفوا وطرتُ إذ طاروا فصغا رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هنٍ وهن إلى أن قام ثالث القوم ـ عثمان ـ نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته»( ). لقد دخل الإمام علي(ع) في هذه المعادلة إلى جانب عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوَّام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص دخل وهو يعلم سلفاً أنها محسومةٌ لغير صالحه، دخل معهم وهو يعلم أن ليس منهم من يدانيه في شيء من خصائصه ومع ذلك دخل معهم حتى تتكامل خيوط التآمر ثم تنفضح بوجوده. يقول عبد الفتاح عبد المقصود: «إن الرجل لم ينادِ صراحةً بإقصاء علي عن الإمارة ولكن وضعه إياه مع أولئك الآخرين على سواء كان يصرخ بأنه ليس يبزهم ولا يعلو عليهم مرتبةً في الشأن الذي اختيروا له. وما أحسبه إلا واضحاً ما سوف تخسره قضية علي بهذه المساواة»( ). ولكن من قال أن علياً كان يريد كسباً عاجلاً يكون هو قضيته الرابحة أو الخاسرة. نعم إذا كانت القضية هي السلطة فقد خسرها لكنه(ع) بالمقابل حقق مكسباً استراتيجياً عندما أبى الإقرار بسيرة الشيخين ليؤكد للتاريخ حقيقة هامة هي أنه ما هادن الخلفاء حين هادنهم اعترافاً بشرعيتهم وإنما فعل ذلك لحكمةٍ رآها وحرصاً على الإسلام، وحقيقة أخرى هي أن المبادئ ليست للمساومة وأن الخلافة لا تزيد لإمامته شيئاً ولا تنقص،.ومما رمى إليه عمر بهذه «الشورى» تأليب العصبيات القبلية ضد علي(ع) ومن ثم ضد أهل البيت فقد أومأ إلى بيوتات العرب أن هاشم ليست وحدها في المجد والشرف فإن كان فيها علي ففي «تيم» ــ قبيلة أبي بكر ــ طلحة بن عبيد الله، فإذا كانت تيم قد انحازت يوماً لابنها أبي بكر فلها أن تنحاز اليوم لطلحة فتثأر بذلك من علي الذي لم يرها أو ير ابنها أهلاً للخلافة وقال فيه ما قال. ومن أمية اختار عثمان ليقف بنو أبيه إلى جانبه تحدوهم أحقاد بدرية وأُحدية وضغائن جاهلية. ومن «زهرة» اختار عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وللرجلين نسب موصول مع أمية( )، أما الزبير بن العوام ابن عمة الإمام فهو وإن كان قد ناصر ابن خاله اليوم ومن قبل، فهو الآن يرى نفسه نداً له، كيف وقد رشحهما عمر جنباً إلى جنب للخلافة، وكأنه أراد بذلك أن يقول للزبير أنت وابن أبي طالب في مرتبة سواء فما وقوفك وراءه وأنت كفؤه؟ وقد كان الذي أراده عمر وذلك عندما خرج الزبير بصحبة عائشة وطلحة في قتال ابن خاله أمير المؤمنين(ع) في واقعة الجمل. واجتمع المرشحون الستة وفق لائحةٍ رسمها الخليفة الجريح، وبعد مداولات ومناورات بات الأمر منحصراً في أمير المؤمنين(ع) وعثمان، وهنا تدخل ابن عوف الذي حصل على امتياز الحسم بعد أن تنازل عن ترشيحه وراح يساوم علياً في مبادئه مشترطاً عليه الالتزام ــ إلى جانب كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسيرة الشيخين، أبي بكر وعمر، وهو يعلم سلفاً موقف الإمام من تلك السيرة. بل إن ابن عوف هو نفسه قد حكم سلباً على سيرتهما عندما أضافها إلى الكتاب والسنة، فالرجلان إما أن يكونا قد سارا وفق الكتاب والسنة وعندئذٍ فلا معنى لأن تضاف سيرتهما إليهما، وإما أن يكونا قد سارا بخلافهما. وكما توقع ابن عوف وأراد، فقد تبرأ الإمام (ع) إلا من الكتاب والسنة، وأبى الالتزام إلاّ بهما، غير عابئ بالخلافة وفواتها، فعليّ «مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار». أما عثمان فلم يتردد ولم يطرف له جفن، وما أن عُرضت عليه الشروط حتى قبلها بلا نقاش، وهكذا آل أمر المسلمين إلى بني أمية فراح شيوخهم يرقصون فرحاً، بينما راح الغلمان يعدون العدة لإعادة أمجاد أمية الجاهلية، والثأر للآباء والأجداد الذين صرعتهم سيوف علي وحمزة والمؤمنين ببدر وأُحد. هذه الثارات التي استمرت إلى أن توَّجها يزيد بن معاوية بسفك دماء السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين(ع) وأهل بيته بكربلاء ثم أخذ يتغنى بجريمته قائلاً: ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأثل لأهلُّوا واستهلُّوا فرحا ثم قالوا يايزيد لا تُشلْ
لستُ من خندف إن لم انتقم من بني أحمد ما كان فعلْ لعبت هاشمُ بالملكِ فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزلْ
أما الصفوة من المؤمنين فقد كادت أنفسهم أن تذهب حسرات وهم يرون أمرهم يسند مرةً بعد مرة إلى غير أهله. روى اليعقوبي في تاريخه( )، أن بعضهم قال: «دخلت مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدت رجلاً جاثياً على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فَسُلِبها وهو يقول: واعجباً لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم عناءً في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم. والله لقد ذووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحاً للأمة ولا صواباً في المذهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعداً وسحقاً للقوم الظالمين. فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله؟ ومن هذا الرجل قال: أنا المقداد بن عمرو وهذا الرجل علي بن أبي طالب. قال: فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل والرجلان ثم خرجت فلقيت أبا ذر فذكرت له ذلك فقال: لقد أخبرنا فلم نألُ». وروى المسعودي في تاريخه( )، «قام المقداد فقال: ما رأيت مثل مـا أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم. فقال له ابن عوف: وما أنت وذاك يا مقداد؟ فقال إني والله لأحبهم لحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إياهم وإن الحق معهم وفيهم، يا عبد الرحمن أعجبُ من قريش ــ وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت ــ قد اجتمعوا لنزع سلطان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بعده من أيديهم، أما وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر». ونحن نعجب من عبد الرحمن بن عوف إذ يقول للمقداد: وما أنت وذاك يا مقداد؟ مستهيناً به محقراً إيَّاه وهو من قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: إن الله عزَّ وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم، قيل يا رسول الله سمِّهِم لنا. قال: عليٌ منهم عليُّ منهم، عليُّ منهم وأبو ذر و المقداد وسلمان»( ). وكان المقداد من أول سبعة أظهروا الإسلام بمكة( )، وشهد أحداً والمشاهد كلها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). وقد جاء تعريفه في أسد الغابة كما يلي: «يعرف با لمقداد بن الأسود ونسب للأسود بن عبد يغوث الزهري لأن المقداد حالفه فتبناه الأسود، وهو قديم الإسلام من السابقين وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد بدراً، وعن ابن إسحاق قال: أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لما سار إلى بدر الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فاستشار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس، فقال أبو بكر فأحسن وقال عمر فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أمرت به فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة / 24). ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق نبيَّاً لو سرت بنا إلى «برك الغماد» ــ موقع وراء مكة بخمسة أميال ــ لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيراً ودعا له»( ). ذاك هو المقداد الذي يسخر منه عبد الرحمن بن عوف ويزجره لا لشيء إلا لأنه صدع بالحق في وقت عز فيه قائله. وعمَّار بن ياسر أيضاً كان هناك وأبى إلاَّ أن يقول كلمته وهو من لا تخفى سابقته وصبره وجهاده مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم مناصرته لوصي الرسول وأمير المؤمنين علي(ع) منذ السقيفة وحتى وقعة صفين حيث كانت شهادته ــ عن عمر ناهز التسعين ــ تبياناً للفئة الباغية، إذ كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال له: «ياابن سمية تقتلك الفئة الباغية». روى المسعودي: «قام عمَّار في المسجد فقال: يا معشر قريش أما إذا صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم هاهنا مرة، وهاهنا مرة فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله»( ). أما الإمام عليّ فلم يكن الأمر مفاجئاً له، إذ كان يعرف النتيجة سلفاً، حتى أن عمه العباس نصحه منذ البدء ألا يدخل في الشورى التي قررها عمر، فالعباس أيضاً كان يعلم أن وصية عمر بالشورى كانت تومئ إلى نتيجتها كما يومئ عهد مكتوب. وأوضح عليٌّ(ع) الحكمة من دخوله قائلاً: إني أدخل في الشورى معهم لأن عمر بن الخطاب أهَّلني الآن للخلافة وكان من قبل يقول أن النبوة والخلافة في بيت واحد لا تجتمعان وأردت أن أظهر أن روايته تخالف فعله. وحقاً نقض الفعل الرواية وإن جاء كلاهما بنفس الغاية. وبعد أن رست الخلافة بالشورى العمرية على الشاطئ الأموي خرج عليٌ ليخاطب الناس بقوله: أيها الناس لقد علمتم أني أحق الناس بهذا الأمر من غيري، أما وقد انتهى الأمر إلى ما ترون، فوالله لأسالمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور إلاَّ عليَّ خاصة التماساً لأجر ذلك وفضله وزهداً فيما تنافستموه من زخرف. وهكذا كان (ع) منذ أن فارقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يضع مصلحة الإسلام والمسلمين نصب عينيه ويقف في الخلف لا ليكيد للحاكمين ويتآمر عليهم ولكن ليقوّم الاعوجاج ويهدي إلى الصواب تمكيناً للدين وصيانة لأمر المسلمين ولولا تلك المواقف الربانية لما قامت للإسلام قائمة. ولكُنَّا اليوم في دين غير دين، فنحن في هدانا مدينون لعليٍّ(ع) ولمواقفه النبيلة التي تخطت الزمن وأتت أكلها في كل حين. إننا مدينون له (ع) مرتين مرةً عندما أسند الدين الوليد إلى قائم سيفه فقام متكئاً عليه، ومرةً عندما نصب صبره عموداً لسقيفة الخلافة حتى لا تنهار على الإسلام، ومرات، ومرات، نأتي على ذكر بعضها في البحوث التالية.
[email protected]
====================== لا يعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الخليفة عثمان بن عفان (Re: Motawakil Ali)
|
عثمان وبنو أبيه
كان وصول عثمان إلى سدة الخلافة ظفراً لبني أمية وتحقيقاً لأحلامهم التي طالما راودت أبا سفيان وشيعته، فخططوا لها منذ أن قبلوا بالإسلام قبول الأمر الواقع، ولذلك استبشر أبو سفيان وفرح بخلافة عثمان وعدها حسماً للصراع التاريخي بين هاشم وأمية، فكان تعبيره عن انطباعاته وأحاسيسه سافراً بدون قناع، فقال في مجلس الخليفة الأموي الجديد بعد أن استوثق من خلو المجلس إلا من الأمويين:«والذي يحلف به أبو سفيان، لا جنة ولا نار، تعاوروها تعاور الكرة يا بني أمية». استهل عثمان عهده بعدد من الإجراءات، كان الهدف منها تمكين بني أمية من مقاليد الأمور وبسط نفوذهم السياسي على طول الدولة الإسلامية وعرضها، فأوطأهم رقاب الناس، كما توقع ابن الخطاب الذي رشّحه للخلافة وهو يعلم ذلك عنه، وولاَّهم الولايات وأقطعهم القطائع ووهبهم أموال المسلمين. وكان من أول قرارات عثمان أن أمر برد الحكم بن أبي العاص الذي ظل منفياً عن المدينة لسوء أدبه وخلقه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ كان يتلصص على النبي ويتسمع سره ويطلع عليه من باب بيته، حتى أراد النبي مرة أن يفقأ عينه بمشط من حديد( ).وقد روى جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ويل لأمتي مما في صلب هذا. وعن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم حين قال لأخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية ما قال، قالت: «أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعن أباك وأنت في صلبه»( ). «وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة لا حاجة إلى ذكرها، إلاَّ أن الأمر المقطوع به أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مع حلمه وإغضائه على ما يكره ما فعل به ذلك إلاَّ لأمر عظيم ولم يزل منفياً حال حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فلما ولي أبو بكر الخلافة قيل له في الحكم بن أبي العاص ليرده إلى المدينة فقال ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذا فعل عمر. فلما ولى عثمان الخلافة رده وقال: كنت قد شفعت فيه إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فوعدني برده( )، يقول اليعقوبي في تاريخه( ): «وقال بعضهم: رأيت الحكم بن أبي العاص يوم قدم المدينة عليه فزر خلق وهو يسوق تيساً حتى دخل على عثمان، والناس ينظرون إلى سوء حاله وحال من معه، ثم خرج وعليه جبة خز وطيلسان». ذلكم هو الحكم بن أبي العاص لعين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وطريده، أما ابنه مروان ــ الوزغ بن الوزغ ــ فقد عاد من منفاه مع أبيه فاتخذه عثمان كاتباً له وأميناً لسره ووضع مقاليد أمر المسلمين بيده، وقد نظر أمير المؤمنين علي(ع) مرة إليه وقال: «ويلك وويل أمة محمد منك ومن بنيك». أغدق عثمان على ابن عمه مروان العطاء وبالغ في السخاء، حتى أنه وهبه كل الخمس الذي ورد إليه بعد فتح أفريقيا، وأكثر من ذلك أنه منحه فدك وأقطعها إياه، وما أدراك ما فدك؟ هي قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وأفاءها الله على رسوله صلحاً. وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزل خيبر حاصرها فراسله أهل فدك وطلبوا منه أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فكانت خالصةً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فنحلها ابنته فاطمة(ع) فظلت بيدها إلى أن توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فمنعها إياها الخليفة الأول. كما حمى عثمان المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية، وأعطى عبد الله بن أبي السرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح أفريقيا من غير أن يشرك فيه أحداً من المسلمين، وعبد الله بن ابي السرح هو طريد آخر لرسول الله أهدر دمه وأمر بقتله حتى لو وجد متعلقاً بأستار الكعبة، وعند فتح مكة شفع له عثمان فتركه النبي، وهو أخو عثمان لأمه. وطلب منه عبد الله بن خالد بن أسيد صلةً فأعطاه أربعمائة ألف درهم. وأعطى أبا سفيان مأتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر لمروان بمائة ألف، فجاء زيد بن أرقم، صاحب بيت المال، بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وبكى، فقال عثمان: أتبكي أن وصلت رحمي؟ قال: لا، ولكن أبكي لأني أظن أنك أخذت من هذا المال عوضاً عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة الرسول، والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيراً. فقال: ألق المفاتيح ياابن أرقم، فإنا سنجد غيرك. وأتاه أبو موسى بأموال كثيرة من العراق، فقسمها كلها في بني أمية. وأنكح الحارث بن الحكم ابنته عائشة فأعطاه مائة ألف من بيت المال بعد صرفه زيد بن أرقم عن خزنه. وذكر المسعودي، في تاريخه «مروج الذهب»( )، أن عثمان بنى داره في المدينة وشيدها بالحجر والكلس وجعل أبوابها من الساج والعرعر واقتنى أموالاً وجناناً وعيوناً بالمدينة. وأن عثمان يوم قتل كان له عند خازنه من المال خمسون ومائة ألف دينار ومليون درهم وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة الف دينار وخلف خيلاً كثيراً وإبلاً. وروى اليعقوبي بسنده عن عبد الرحمن بن يسار قال: رأيت عامل صدقات المسلمين على سوق المدينة أتاه عثمان، فقال له: ادفعها إلى الحكم بن أبي العاص، وكان عثمان إذا أجاز أحداً من أهل بيته بجائزة جعلها فرضاً من بيت المال، فجعل العامل يقول يكون ونعطيك إن شاء الله فألح عليه عثمان وقال: إنما أنت خازن لنا فما أعطيناك فخذ وإذا سكتنا عنك فاسكت. فقال كذبت والله ما أنا لك بخازن ولا لأهل بيتك إنما أنا خازن للمسلمين. وجاء بالمفتاح يوم الجمعة وعثمان يخطب فقال: أيها الناس زعم عثمان أنِّي خازن له ولأهل بيته وإنما كنت خازناً للمسلمين وهذه مفاتيح بيت مالكم. رمى بها فأخذها عثمان ودفع بها إلى زيد بن ثابت( ) وفي أيام عثمان اقتنى جماعة من الصحابة الضياع والدور: منهم الزبير بن العوام، بنى داره بالبصرة ودوراً بمصر والكوفة والإسكندرية. وبلغ مال الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وأمه، ومثله طلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف الذي بلغ ربع ثمن ماله بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا، وسعد بن أبى وقاص الذي بنى داره من العقيق فرفع سمكها ووسع فضاءها وجعل أعلاها شرفات. وقد ذكر سعيد بن المسيب أن زيد بن ثابت حين مات خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس. وكما يقول المسعودي: هذا باب يتسع ذكره ويكثر وصفه. أما ولاة عثمان على الأمصار فحدّث ولا حرج، فكأنما كان يختارهم بدلالة فسقهم ومجونهم و تهتكهم وإقبالهم على الدنيا، فضلاً عن الانتساب إلى أمية، فما كان أكثرهم إلا حثالة المجتمع المسلم والطلقاء وأبناءهم، وأبعد الناس عن خلق ودين، ويكفي أن نسوق بين يدي القارئ أمثلة لهم ليعرف أي الرجال كان رجال عثمان.
[email protected]
======================================== لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الخليفة عثمان بن عفان (Re: Motawakil Ali)
|
بطانة الخليفة:
الوليد بن عقبة:
أخو عثمان لأمه، وهو ممن أخبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه من أهل النار( )، ولاَّه عثمان الكوفة ثم صرفه عنها وولاها سعيد بن العاص. «وكان السبب في صرفه أن الوليد بن عقبة كان يشرب الخمر يوماً مع ندمائه ومغنيه من أول الليل إلى الصباح، فلَّما أذن المؤذن خرج متفضلاً في غلائله، فتقدم إلى المحراب في صلاة الصبح فصلى بهم أربعاً، وقال: أتريدون أن أزيدكم؟ وقيل: إنه قال في سجوده، وقد أطال، اشرب واسقني، فقال له بعض من كان خلفه في الصف الأول: (ما تزيد؟ لا زادك الله من الخير. والله لا أعجب إلا ممن بعثك إلينا والياً وعلينا أميراً)، وكان هذا القائل عتَّاب الثقفي. وخطب الناس يوماً فحصبوه بحصباء المسجد، فدخل قصره يترنح.. وأشاعوا بالكوفة فعله وظهر فسقه ومداومته على شرب الخمر، فهجم عليه جماعة من المسجد منهم أبو زينب بن عوف الأزدي وجندب بن زهير الأزدي وغيرهما، فوجدوه سكران مضطجعاً على سريره لا يعقل، فأيقظوه من رقدته فلم يستيقظ، ثم تقيَّأ عليهم ما شرب من الخمر، فانتزعوا خاتمه من يده وخرجوا من فورهم إلى المدينة، فأتوا عثمان بن عفان فشهدوا عنده على الوليد أنه شرب الخمر. فقال عثمان وما يدريكما أنه شرب خمراً؟ فقالا: هي الخمر التي كنَّا نشربها في الجاهلية، فأخرجا خاتمه فدفعاه إليه فزجرهما ودفع في صدورهما، وقال: تنحيَّا عني. فخرجا من عنده وأتيا علي بن أبي طالب واخبراه بالقصة، فأتى ــ علي ــ عثمان وهو يقول: دفعت الشهود وأبطلت الحدود، فقال له عثمان: فما ترى؟ قال أرى أن تبعث إلى صاحبك فتحضره فإن أقاما الشهادة عليه في وجهه ولم يردّ عن نفسه بحجة أقمت عليه الحد، فلما حضر الوليد دعاهما عثمان! فأقاما الشهادة عليه ولم يدل بحجة. فألقى عثمان السوط إلى علي فأخذه ودَنَا منه، فلمَّا أقبل نحوه سبه الوليد وأقبل يروغ من علي فاجتذبه علي فضرب به الأرض وعلاه بالسوط، فقال عثمان: ليس لك أن تفعل به هذا، قال: بل وشراً من هذا إذا فسق ومنع حق الله تعالى أن يؤخذ منه»( ).
ــ سعيد بن العاص:
ولي الكوفة بعد الوليد بن عقبة وأبى أن يصعد المنبر قبل أن يغسل وقال: إن الوليد كان نجساً رجساً. يقول المسعودي: «فلما اتصلت أيام سعيد بالكوفة ظهرت منه أمور منكرة فاستبد بالأموال وقال في بعض الأيَّام: إنما هذا السواد ــ يعني العراق ــ بستان قريش ــ يعني بني أمية ومن معهم ــ فخرج مالك الأشتر ـ وهو من فضلاء أهل الكوفة ــ في سبعين راكباً إلى عثمان فذكروا له سوء سيرة ابن العاص وسألوه عزله عنهم فلم يجبهم عثمان شيئاً» وقدم على عثمان أمراؤه من الأمصار وفيهم سعيد بن العاص. فشاورهم عثمان في أمر سعيد وشكوى أهل الكوفة فأشاروا عليه برده إليهم حتى لا يكون أهل الكوفة هم الذين يولون ويعزلون ونصحوه بأن يخرجهم في الفتوحات حتى يكون همُّ أحدهم أن يموت على ظهر دابته. فرجع مالك الأشتر إلى الكوفة وأخبر أهلها بما كان من أمر عثمان وسعيد فقال: إن عاملكم الذي قمتم فيه خطباء قد رُدَّ عليكم وأُمر بتجهيزكم في البعوث فبايعوني على ألاّ يدخلها، فبايعه عشرة آلاف من أهل الكوفة( )، وهكذا حيل بين سعيد ودخول الكوفة وخلفه عليها أبو موسى الأشعري.
ــ عبد الله بن سعد بن أبي السرح:
وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة، أسلم قبل الفتح وهاجر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم ارتد مشركاً وصار إلى قريش بمكة فقال لهم: إني كنت أصرف محمداً حيث أريد، كان يملي عليَّ (عزيزٌ حكيم) فأقول أو (عليمٌ حكيم) فيقول: نعم.. كلٌ صواب، فلمَّا كان يوم الفتح أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بقتله ومعه رجلان ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، ففر عبد الله بن سعد إلى عثمان، فغيبه عثمان ــ أخفاه ــ حتى أتى به إلى الرسول بعد ما اطمأن أهل مكة فاستأمنه له فصمت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) طويلاً ثم قال: نعم، فلما انصرف عثمان قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لمن حوله ما صَمتُّ إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه. ومن ولاته أيضاً معاوية بن أبي سفيان الذي كان والياً على دمشق على عهد عمر فولاه عثمان على كل بلاد الشام، وفي البصرة كان واليه عبد الله بن عامر بن كريز ابن خالته!! أولئك هم نماذج الولاة الذين استعملهم عثمان بن عفان على المسلمين وتلك هي سياسته المالية التي خلقت في المجتمع الإسلامي نظاماً طبقياً يقوم على أساس القبيلة، فبينما استأثرت فئة صغيرة بكل شيء و أتخمت بالأموال واتخذت لنفسها القصور والضياع والجواري، رزح عامة المسلمين تحت نير الفقر والعوز.
[email protected]
============================= إذا كنت في إدبار والموت في إقبال، فما أسرع الملتقى!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الخليفة عثمان بن عفان (Re: Motawakil Ali)
|
عثمان ومعارضوه
وبينما كان الولاة من قريش عامة وبني أمية خاصة يعيثون في الأرض فساداً كان الخُلَّص من أصحاب النبي يجوبون الآفاق داعين إلى الله وحارسين لثغور المسلمين. ومن يجرؤ منهم على الاعتراض أو الشكوى كان جزاؤه الهوان والتنكيل، مهما كانت مكانته وموقعه في المسلمين ومن رسول الله.
عبد الله بن مسعود: وقف في وجه المصادرة للقرآن وإحراقه، فامتنع عن تسليم مصحفه، وهو أدرى منهم بالقرآن وقراءاته، وما يجب وما لا يجب فيه، وكان يرى أن إقدام الخليفة على توحيد القراءات، و إلزام الناس بمصحف واحد، عمل لا يجيزه القرآن نفسه، لذلك تمسك بما معه متمرداً على قرارات الخلافة، الأمر الذي أدى إلى تسييره من الكوفة إلى المدينة بأمر من عثمان إلى واليه عبد الله بن عامر.وهناك كان في انتظاره السب والشتم على لسان الخليفة.إذ دخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان: إنه قد قدمت عليكم دابة سوء.فرد عليه ابن مسعود بكلام غليظ، فأمر به عثمان فضرب ووطئت بطنه حتى كسر له ضلعان، وطرح على الأرض مغشياً عليه، ثم ما لبث بعد ذلك أن مات متأثراً بما أصابه بأمر الخليفة. وكان في أيام مرضه يكلم الناس عن مثالب عثمان وما أصابه منه. فبلغ ذلك عثمان، فجاءه معاتباً، قال: ما كلام بلغني عنك؟ قال: ذكرت الذي فعلته بي، أنك أمرت بي فوطئ جوفي، فلم أعقل صلاة الظهر ولا صلاة العصر، ومنعتني عطائي. قال: فإني أقيدك من نفسي، فافعل بي مثل الذي فعل بك، فأبى ابن مسعود ـ ربما لأنه كان يعلم بأن الخليفة لا يعني ما يقول ـ قال عثمان: فهذا عطاؤك فخذه. قال: منعتنيه وأنا محتاج إليه، وتعطنيه وأنا في غنى عنه؟ لا حاجة لي به( ). وظل غاضباً على الخليفة إلى أن مات، وأوصى ألا يشهد عثمان دفنه، وقد تولى تجهيزه ودفنه عمار بن ياسر في غياب الخليفة، فلما عاد ووجد القبر قال: قبر من هذا؟ قيل: قبر ابن مسعود وقد ولي دفنه عمار. فغضب من عمار غضباً شديداً. وفي نفس الفترة توفي المقداد، وهو من أشد المعارضين لعثمان، وكذلك كانت وصيته أن لا يحضر الخليفة دفنه، وكذلك نفذ عمار الوصية وولي دفن صاحبه دون علم الخليفة، الذي قال لما بلغه الخبر: ويلي على ابن السوداء( )، أما لقد كنت به عليماً.
أبو ذر الغفاري: اسمه جندب بن جُناده، أسلم خامس خمسة وجاهر بإسلامه إذ خرج إلى المسجد فور إسلامه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فقام إليه القوم وضربوه حتى طرحوه أرضاً، ثم ذهب إلى قومه وكان إسلامهم على يديه وقد قال عنه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقلت الغبراء ولا أظلَّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. وقال أيضاً: «أبو ذر في أمتى على زهد عيسى بن مريم» وقال عنه الإمام علي(ع): «وعى أبو ذر علماً عجز الناس عنه، ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شيئاً. وعن عبد الله بن مسعود قال: لما سار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى تبوك جعل لا يزال يتخلَّف الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان فيقول دعوه إن يكن فيه خير، فسيلحقه الله بكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه، حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبوذر، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مثل الذي قال عن غيره، وكان أبوذر قد أبطأ به بعيره فتركه وأخذ متاعه على ظهره وخرج يتبع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ماشياً، ولما دنا من الناس رآه أحدهم وقال: هناك رجلٌ قد أقبل ماشياً. فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): كن أباذر. فلمّا تأمله القوم قالوا: يارسول الله هو والله أبو ذر. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده» وهكذا كان. وأبو ذر الغفاري هو أحد الأربعة الذين جاهروا بعقيدتهم في إمامة أمير المؤمنين علي(ع) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وامتنعوا عن إعطاء البيعة لأبي بكر وظلت مواقفهم تبعاً لمواقف أمير المؤمنين وهم أبو ذر وعمار والمقداد وسلمان. وقد روى ابن الأثير( )، عن الترمذي بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إن الله عزَّ وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمِّهم لنا. قال: عليٌّ منهم، علي منهم، علي منهم وأبو ذر والمقداد وسلمان». ولقد كان لأبي ذر الغفاري مع عثمان بن عفان مواقف ومواقف تنم عن غيرةٍ على الإسلام وشجاعة في الكلمة. لقد كان أبو ذر رسالياً ثورياً من مدرسة الإمام علي(ع) حتى أن بعض المعاصرين قد عده شيوعياً أو اشتراكياً، وذلك أنه كان يواجه، بتلك الروح القوية، كل أشكال الاستبداد والاستغلال والطبقية التي عُدَّت أبرز سمات الخلافة على أيام عثمان بن عفان، والحقيقة أنَّ أباذر كان مؤمناً مخلصاً يعمل بما أوتي من قوة حتى تسود عدالة الإسلام وسماحته، وما كان يأمل أن يتحقق ذلك إلا إذا ما أُسندت الأمور إلى أهلها من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، لذلك فإنه وبينما كان يلهب النظام بوابل من لسانه القوي في الحق، كان أيضاً يدعو صراحة إلى الإمام علي وأهل البيت وينوِّه في كل محفل ومقام بفضلهم وبحقِّهم في ولاية أمر المسلمين. وقف يوماً بباب المسجد فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي، {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (سورة آل عمران/ 33 ــ 34) محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد. إنه شرف شريفُهم، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة، أو كالقبلةِ المنصوبة، أو كالشمس الضاحية أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجر الزيتونية أضاء زيتها، وبورك زبدها، ومحمد وارث علم آدم وما فُضل به النبيون، وعليّ بن أبي طالب وصيّ محمد ووارث علمه. أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها! أما لو قدَّمتم من قدَّم الله، وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون( ). دفع أبو ذر ثمن جرأته وشجاعته غالياً، فمنذ أن ولي عثمان الخلافة لم يستقر له مقام ولم يهنئه العيش في مكان، فهو تارةً ينفى من المدنية إلى الشام، وأخرى منها إلى المدينة إلى أن نفي إلى الرَبَذة في قلب الصحراء فمات هناك ــ كما قال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ــ وحيداً. يقول اليعقوبي( ): «وبلغ عثمان أن أبا ذر يقع فيه ويذكر ما غيرَّ وبدَّل من سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنن أبي بكر وعمر، فسيرَّه إلى الشام إلى معاوية». ربما ظن عثمان أن معاوية بدهائه قد يسكت أبا ذر أو يشتري لسانه كما فعل بالكثيرين، أو لعله أراد أن يبعد الرجل من جواره حتى لا يؤذيه بنصائحه وانتقاداته، ولكن أبا ذر في المدينة هو نفسه في الشام وفي كل مكان، فالحق عنده واحد لا يتغيَّر بتغيّر الأمكنة والأزمنة، وإن كان أبو ذر قد تجرأ على الخليفة فانتقده وحرض الناس عليه بالمدينة، فهو على عامل الخليفة أجرأ، ومعاوية وعثمان من شجرةٍ واحدة أصلها أمية. وهكذا ما أن حط أبو ذر رحاله بالشام، حتى أخذ ينبه أهلها إلى ما آل إليه حالهم في ظل سلطان بني أمية إن كان بالمدينة أو الشام، وراح يؤلب المستضعفين والفقراء على رموز السلطة وأرستقراطية المجتمع. يقول اليعقوبي: «وكان يجلس في المسجد فيقول كما كان يقول ــ في المدينة ــ ويجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه. وكان يقف على باب دمشق، إذا صلى الصبح، فيقول: جاءت القطار تحمل النار، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له». وكان أبو ذر يجهر بهذا الكلام ومثله أمام قصر معاوية، فأمر معاوية يوماً بإدخاله فجيء به بين قوم يقودونه حتى وقف بين يديه فقال له معاوية: يا عدو الله وعدو رسوله! تأتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع! أما إنِّي لو كنت قاتلاً رجلاً من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكني استأذن فيك. فقال أبو ذر ما أنا بعدوٍ لله ولا لرسوله، بل أنت وأبوك عدوّان لله ورسوله أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا عليك مرات ألا تشبع. سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «إذا ولي الأمة الأعين، الواسع البلعوم، الذي يأكل ولا يشبع فلتأخذ الأمة حذرها منه» فقال معاوية: ما أنا ذاك الرجل، قال أبو ذر: بل أنت ذلك الرجل، أخبرني بذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته يقول وقد مررتَ به «اللهم العنه ولا تشبعه إلا بالتراب» وسمعته (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «أست معاوية في النار» فضحك معاوية وأمر بحبسه وكتب إلى عثمان فيه. فكتب عثمان إلى معاوية: أن احمل جندباً إلينا على أغلظ مركب وأوعره، فوجه به مع من سار به الليل والنهار وحمله على ناقة مسنّة ليس عليها إلا قتب، حتى قدم به المدينة وقد سقط لحم فخذيه من الجهد( ). ولما دخل أبو ذر على عثمان قال له: لا أنعم الله بك علينا يا جنيدب! فقال أبو ذر: أنا جندُب بن جُنادة وسماني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) «عبد الله» فاخترت اسم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي سمَّاني به على إسمى، فقال له عثمان: أنت الذي تزعم أنا نقول: يد الله مغلولة، وإن الله فقير ونحن أغنياء؟ فقال أبو ذر: لو كنتم لا تقولون هذا لأنفقتم مال الله على عباده، ولكني أشهدُ أنِّي سمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً، جعلوا مال الله دولاً، وعباده خولاً، ودينه دخلاً» فقال عثمان لمن حضر: أسمعتموها من رسول الله؟ قالوا: لا، قال عثمان: ويلك يا أبا ذر أتكذب على رسول الله؟ فقال أبو ذر لمن حضر: أتدرون أني صدقت؟ قالوا: لا والله ما ندري! فقال عثمان أدعُو لي علياً، فلمَّا جاءه قال عثمان لأبي ذر: اقصص عليه حديثك في بني العاص، فأعاده، فقال عثمان لعلي(ع) أسمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: لا، وقد صدق أبو ذر، فقال: كيف عرفت صدقه؟ قال لأني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجةٍ أصدق من أبى ذر». فقال من حضر: أما هذا فسمعناه كلُّنا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبو ذر: أحدثكم أنِّي سمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فتتهمونني! ما كنتُ أظن إني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)( ). هكذا كانت العلاقة بين أمير المؤمنين علي(ع) والرساليين أمثال أبي ذر فكلٌ يعرف للآخر فضله ويصدق قوله، ما جمعتهم دنيا زائلة، ولا ربطت بينهم مصالح مشتركة، لكنها علاقة المؤمنين بإمامهم والولاء الخالص لولي الأمر، يرون طاعتهم له طاعةً لله ورسوله فهو الإمام رغم أنف الغاصبين والمنتحلين إمرة المؤمنين، هو الإمام لا فرق إن كان في سدة الحكم أم مقصيَّا عنه. وفي ذلك الوقت كانت كلمة الحق هي أفضل الجهاد، وبالكلمة وحدها سحب أبو ذر الغفاري والقلة من أصحابه الشرعية من خمسةٍ وعشرين عاماً، هي أطول من تلك الفترة التي قضاها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بين ظهرانيهم مبشراً ونذيراً، ولولا تمسك أولئك الصفوة من الرساليين بإمامهم وثباتهم على الحق لتغير وجه التاريخ ولاختلط الحق بالباطل ولكُنَّا مفتقرين اليوم إلى بصيص من الضوء لنتعرف به علي الحقيقة. إننا لمدينون اليوم لأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر ومقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وغيرهم من المخلصين، مدينون لهم في هدايتنا لولاية أهل البيت بعد أن عشنا باكورة شبابنا لا نعرف عنهم إلا نذراً. وربما كان الأمر مختلفاً بالنسبة إلينا اليوم لولا ذلك الدور الذي لعبه أبو ذر وإخوته في إسقاط الأقنعة وإماطة اللثام عن الوجوه. وأبو ذر الغفاري رضوان الله عليه ما كان ليقدم على ما أقدم عليه من مواجهة مكشوفة مع نظام استمد شرعيته من صمت الأمة، وتسلح بالتزييف والتحريف وشراء الذمم، وتقوَّى بالقمع والإرهاب والتنكيل بكل مناوئ، ما كان أبو ذر ليجرؤ، وهذه الحال، على المعارضة لولا إدراكه التام بأن ذلك الصوت الرسالي الذي أصم آذان الحاكمين في زمانه سيكون له صدىً ويلقى استجابةً ولو بعد حين. لذلك لم يأبه الرجل بكل ما لحق به من أذى وأبى إلاَّ أن يقول كلمته ولو كان السيف على ودجيه. سار أبو ذر على ذات الدرب الذي رسمه له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عند مسيره إلى تبوك «رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويحشر وحده» وهاهو أبو ذر بعد أن جالد بلسانه ووقف كالطود الشامخ يذب الباطل أن يتلبس بلبوس الحق، ويحوط الحق أن تندثر معالمه، هاهو يمضي إلى مصيره المحتوم ثابتاً على مبادئه قوياً في ولائه لإمام الحق علي(ع) غير مكترث ولا مبال بما يقع عليه من ضيم. كيف يكترث أو يغتم بعد أن وعى الدرس من علي(ع) «والله لأُسالمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور الا عليَّ خاصة». لم يُقِم أبو ذر بالمدينة بعد عودته من الشام إلا أياما قليلة حتى أرسل إليه عثمان آمراً إياه بالخروج من المدينة قائلاً: والله لتخرجن عنها! قال: أتخرجني من حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم، وأنفك راغم، قال: فإلى مكة؟ قال: لا!، قال: فإلى البصرة؟ قال: لا! قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا! ولكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها( ). وفي «مروج الذهب»( )، أن أبا ذر ــ وبعد أن ضيَّق عليه عثمان أقطار الأرض وأوصد دونه الكوفة والبصرة ومكة ــ قال: «لو تركتني في دار هجرتي ما أردت شيئاً من البلدان، فسيرني حيث شئت من البلاد، قال عثمان: فإنّي مسيّرك إلى الربذة، قال: الله أكبر..صدق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبرني بكل ما أنا لاق، قال عثمان! وما قال لك؟ قال: أخبرني بأني أمنع عن مكة والمدينة وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز. ثم أمر عثمان مروان بإخراجه ــ وعجباً يخرج مروان أباذر، مروان الوزغ بن الوزغ الذي لُعِن حملاً وطرده الرسول وليداً يعود من منفاه في دولة عثمان ليُخرج الأبرار من حرم رسول الله ــ وقد صدق أبو ذر فيما رواه عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن بني العاص «إذا بلغوا ثلاثين رجلاً اتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً ودينه دخلاً». وأمر الخليفة بإخراج أبى ذر وحيداً ومنع الناس أن يكلموه أو يشيعوه، فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته، فخرج الإمام علي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمَّار بن ياسر ينظرون. فلما رأى أبو ذر علياً قام إليه فقبل يده ثمَّ بكى وقال: «رحمكم الله أهل البيت إذا رأيتك يا أبا الحسن وولدك ذكرت بكم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)( ). لم يملك أبو ذر دموعه في تلك اللحظات وهو بين يدي إمامه وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت، أو أنه لم يشأ أن يحبسها وهو يودع أحب الخلق إليه من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويودع ابنيه الحسن والحسين، ورفيق الدرب والجهاد وقسيم الآلام والأذى عمَّار بن ياسر، وعبد الله بن جعفر الطيَّار، أرخى أبو ذر عينيه في ذلك المقام ليكشف عن البعد الآخر من نفسه، عن قلب يفيض حباً ويذوب رقة، وطالما أجبرته الأيام أن يظهر للناس بغير هذا الوجه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر حتى حسب البعض أن أباذر لا يعرف ثغره الابتسام ولا قلبه الرحمة ولكن {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}». ويأبى مروان بن الحكم إلا أن يعكر صفو هذه اللحظات الوجدانية فيقول لعلي: إن أمير المؤمنين قد نهى الناس أن يصحبوا أبا ذر في مسيره ويشيِّعوه، فإن كنت لم تعلم فقد أعلمتك، فحمل عليه علي(ع) بالسوط وضرب بين أذني راحلته وقال: تنح نحاك الله إلى النار. وفي نقطة الافتراق وقف أمير المؤمنين وابناه ومن معهم ليقولوا لأبي ذر وداعاً أيها الشيخ الثائر من أجل الحق.. وداعاً يا أصدق من أقلته الأرض وأظلته السماء.. وداعاً يا عيسى في زهده.. وداعاً ياصوت الرفض العالي. ومما قاله الإمام علي(ع): «يا أبا ذر إنَّك غضبت لله فارجُ من غضبتَ له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما اللجممنعتهم، وأغناك عمَّا منعوك! وستعلمُ من الرابحُ غداً، والأكثرُ حُسَّداً، ولو أن السماوات و الأرضين كانتا على عبدٍ رتقاً ثم اتقى الله، لجعل الله له منهما مخرجاً. لا يؤنسنك إلاَّ الحق ولا يوحشنك إلاَّ الباطل، فلو قبلتَ دنياهم لأحبُّوك، ولو قرضتَ منها لأمَّنُوك»( ). وراح مروان يشكو علياً إلى عثمان، فقال عثمان:يامعشر المسلمين من يعذرني من علي؟ ردّ رسولي عمَّا وجهته له وفعل كذا، والله لنعطينه حقَّه، فلما رجع على استقبله الناس، فقالوا له: الخليفة عليك غضبان لتشييعك أباذر، فقال علي(ع): «غضب الخيل علي». فلما كان بالعشي جاء علي إلى عثمان، فقال له: ما حملك على ما صنعت بمروان ولم اجترأتَ علي ورددت رسولي و أمري؟ قال: أما مروان فإنه استقبلني يردنِّي فرددته عن ردي، وأمَّا أمرك فلم أردُّه قال عثمان: ألم يبلغك أني قد نهيت عن تشييع أبي ذر؟. فقال علي: أو كلَّما أمرتنا به من شيء نرى طاعة الله والحق في خلافه اتبعنا فيه أمرك؟ بالله لا نفعل، قال عثمان: أقِدْ مروان، قال: ومم أقيده؟ قال ضربت بين أذني راحلته وشتمته فهو شاتمك وضارب بين أذني راحلتك، قال علي: أمَّا راحلتي فهي تلك فإن أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل. وأما أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنك أنت مثلها بما لا أكذب فيه ولا أقول إلا حقاً( ) ثم كان كما تنبَّأ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فقد عاش أبو ذر بالربذة وحيداً هو وابنته إلى أن حضرته الوفاة، فقال لابنته انظري في الطريق إن كان ثمة آت. فنظرت ولم تر شيئا. قالت له لا أرى أحداً. قال: إذن لم يحن الوقت بعد. ثم قال لها انظري مرة أخرى، فرأت فرساناً مقبلين، ولما أخبرته قال لها حوِّلي رأسي صوب القبلة وقفي على الطريق حتى يأتي الركبان، فإذا أتوا لا تدعيهم يرحلوا حتى يأكلوا. فلما جاؤوا، وكانوا سبعة، فيهم عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان ومالك الأشتر، قالت لهم: هذا أبو ذر صاحب رسول الله، فبكوا بكاءً شديداً. وبعد أن جهزوه وصلوا عليه ودفنوه، طلبت منهم ألا يرحلوا حتى يأكلوا كما أراد، ثم اصطحبوها معهم إلى المدينة. ولما بلغ عثمان النبأ قال: رحم الله أباذر. فرد عمار بن ياسر: نعم، رحم الله أباذر من كل أنفسنا، يعرض بعثمان، فاغتاظ عثمان وأراد أن ينفيه هو الآخر كما فعل بأبي ذر لولا أن تدخل بنو مخزوم والتجأوا إلى علي حتى يحمي عمار ففعل، وعدل الخليفة عن عزمه.
[email protected]
============================= قرِنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير .. الإمام علي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الخليفة عثمان بن عفان (Re: Motawakil Ali)
|
الثورة على عثمان
ثلاثة عشرة عاماً، اختلت خلالها الموازين، أُخِّر من حقه التقديم، وقُدِّم الطلقاء من بني أمية، فاتخذوا مال الله دولاً، وعباده خولاً، استأثروا بثروات المسلمين وإمكانيات الدولة، استهتروا بالقيم، أذلوا أصحاب رسول الله، وكأنهم كانوا يثأرون لما أصابهم في بدر وأحد، لم يعد الوضع محتملاً، وفاض الكيل بالناس، وشاع ذكر عثمان وعماله وسياساته المالية والقمعية في مختلف الأمصار، وعرف الناس بالظلم الذي وقع على صاحب رسول الله أبي ذر الغفاري، ومن بعد ما لاقاه عبد الله بن مسعود من إهانة وضرب وكذا عمَّار بن ياسر والخيرة من الصحابة. قدم الناس إلى المدينة من مختلف الأمصار وكلَّموا عثمان وكلَّمهم ووعدهم بأن يرجع إلى ما يحبون وكتب لهم بذلك عهداً. غير أنه لم يكن يملك من الأمر شيئاً، إذ كانت مقاليد السلطة قد باتت بأيدي آل أبي العاص، وما كانوا ليرعووا عن غيهم حتى لو أدى الأمر إلى إراقة الدماء وإثارة الفتنة، لا يعني ذلك أن الخليفة كان مغلوباً على أمره أو مستضعفاً؛ كيف وهو الذي أوطأ بني أبيه رقاب المسلمين، وخصص لهم بيت مال المسلمين، ووصلهم بكل ما جادت به الأمصار، بعد أن احتلبها جباته دماً. وعد عثمان وفود الاحتجاج القادمة من مصر والعراق، بأن يرجع عن سياسته التي رفضوها، وبأن يصلح أمور المسلمين، وكان الإمام علي قد تدخل بطلب من الأطراف المختلفة، للمساعدة في الوصول إلى حل للأزمة القائمة، وتحدث إلى عثمان ونصحه بالعدول عن أعماله التي أغضبت المسلمين، فخرج عثمان و خطب الخطبة التي اعتذر فيها وأعطى الناس من نفسه التوبة، وكان مما قال: أيها الناس، فوالله ما عاب من عاب منكم شيئاً أجهله، وما جئت شيئاً إلا وأنا أعرفه، ولكني منّتني نفسي وكذبتني، وضلّ عنّي رشدي، ولقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من زل فليتب، ومن أخطأ فليتب، ولا يتماد في الهلكة، إن من تمادى في الفجور كان أبعد من الطريق، فأنا أول من اتعظ، استغفر الله مما فعلت وأتوب إليه( ) ثم عاد إلى بيته فأخبرته زوجته نائلة الكلبية أنه مقتول باعترافه هذا، وأنه كان خطأ منه أن يعلن على الملأ اعترافه وتوبته.أما مروان فخرج إلى المسلمين بطلب من الخليفة وكلمهم كلاماً مستفزاً وأساء إليهم، فما زادهم إلا نقمة على الخليفة وبطانته الأموية، وأبلغ أمير المؤمنين(ع) بما كان من مروان وكلامه. غير أن الذي حدث بعد ذلك كان أمراً لا يليق بمقام الخلافة، فقد صادف الذين قدموا مصر في طريق عودتهم رسولاً للخليفة يحمل رسالة إلى واليه هناك، ابن أبي السرح، يأمره بالتنكيل بهم لدى وصولهم إليه، وقد كتب فيها: (إذا قدم عليك النفر، فاقطع أيديهم وأرجلهم)( )، فعادوا إلى المدينة ومعهم الرسالة وحاملها، وتجمع الثوار من كل مصر، وأنكر عثمان أن يكون قد كتب تلك الرسالة وقال أنها كتبت على لسانه ولا علم له بها، وربما ذكر، حسب بعض الأخبار، أن مروان بن الحكم هو الذي كتبها ثم مهرها بخاتم الخلافة، ومع ذلك ظل يبسط حمايته على مروان. وفي رواية للطبري أن عثمان نفى علمه بالرسالة فقال له القوم: بريدك على جملك، وكتاب كاتبك، عليه خاتمك، قال:أما الجمل فمسروق، وقد يشبه الخط الخط، وأما الخاتم فمنتقش عليه، قالوا فإنا لا نعجل عليك، وإن كنا قد اتهمناك، اعزل عنا عمالك الفساق، استعمل علينا من لا يتهم على دمائنا وأموالنا، واردد علينا مظالمنا.قال عثمان: ما أراني إذن في شيء إن كنت أستعمل من هويتم، وأعزل من كرهتم، الأمر إذاً أمركم. قالوا: والله لتفعلن أو لتعزلن أو لتقتلن، فانظر لنفسك أو دع. فأبى عليهم وقال: لم أكن لأخلع سربالاً سربلنيه الله( ). ولما رأى عثمان عزم المسلمين على عزله أو قتله استشار جماعته، فأشاروا عليه بالمناورة لكسب الوقت ريثما يأتيه الإمداد من ولاته الذين كاتبهم طالباً منهم الإسراع في مده بما يحتاج إليه في مواجهة الثائرين، ولم يكن غير الإمام علي بقادر على مراجعة الثوار وحثهم على العدول عن عزمهم والدخول في جولة جديدة من المفاوضات مع الخليفة. فدعاه عثمان ورجاه أن يحول بينه وبين الناس وإلا فهم قاتلوه، فقال: يا أبا الحسن، إنه قد كان من الناس ما قد رأيت، وكان مني ما قد علمت، ولست آمنهم على قتلي، فارددهم عني، فإن لهم الله عز وجل أن أعتبهم من كل ما يكرهون، وأن أعطيهم الحق من نفسي ومن غيري، وإن كان في ذلك سفك دمي. فقال علي: الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك، وإني لأرى قوماً لا يرضون إلا بالرضى، وقد كنت أعطيتهم في قدمتهم الأولى عهداً من الله لترجعن عن جميع ما نقموا، فرددتهم عنك، ثم لم تف لهم بشيء من ذلك، فلا تغرني هذه المرة من شيء، فإني معطيهم عليك الحق.قال: نعم فأعطهم، فوالله لأفينّ لهم. فخرج علي إلى الناس، فقال: أيها الناس، إنكم إنما طلبتم الحق فقد أعطيتموه، إن عثمان قد زعم أنه منصفكم من نفسه ومن غيره، وراجع عن جميع ما تكرهون، فاقبلوا منه و وكدوا عليه. قال الناس: قد قبلنا فاستوثق منه لنا، فإنا والله لا نرضى بقول دون فعل. فقال لهم علي: ذلك لكم. ثم دخل عليه فأخبره الخبر، فقال عثمان: اضرب بيني وبينهم أجلاً يكون لي فيه مهلة، فإني لا أقدر على رد ما كرهوا في يوم واحد، قال له علي: ما حضر بالمدينة فلا أجل فيه، وما غاب فأجله وصول أمرك، قال: نعم، ولكن أجّلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام. قال عليّ نعم. فخرج إلى الناس فأخبرهم بذلك، وكتب بينهم وبين عثمان كتاباً أجّله فيه ثلاثاً، على أن يرد كل مظلمة، ويعزل كل عامل كرهوه، ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه من عهد وميثاق، وأشهد عليه ناساً من وجوه المهاجرين والأنصار، فكف المسلمون عنه ورجعوا إلى أن يفي لهم بما أعطاهم من نفسه، فجعل يتأهب للقتال، ويستعد بالسلاح، ولقد كان اتخذ جنداً عظيماً من رقيق الخمس( ). ومضت الأيام الثلاثة ولم يغيّر شيئاً مما كرهه الناس، فلم يعزل فاسقاً أو يرد حقاً، أملاً في أن يدركه عماله ويغيثوه، فلم يصل إليه منهم شيء، إلا معاوية فقد أتاه بنفسه بعد أن ترك اثني عشرة ألفا من المقاتلين في أوائل الشام قائلا لهم: كونوا بمكانكم حتى آتي أمير المؤمنين لأعرف صحة أمره، فأتى عثمان، فسأله عن المدد، فقال: قدمت لأعرف رأيك وأعود إليهم فأجيئك بهم، قال عثمان: لا والله، ولكنك أردت أن أُقتل فتقول: أنا ولي الثأر، ارجع فجئني بالناس فرجع ولم يعد إليه حتى قتل. قُتل الخليفة في داره وبقيت جثته ثلاثاً، إلى أن حملت في اليوم الثالث ليلا إلى مكان يعرف بحش كوكب، كان اليهود يدفنون فيه موتاهم يفصله عن مقابر المسلمين حائط، وقد أمر معاوية فيما بعد بإزالة الحائط، كما أمر بدفن موتى المسلمين حول قبره إلى أن صار متصلا بالبقيع( )، ولم يشارك في دفنه إلا أربعة منهم حكيم بن حزام القرشي، وجبير بن مطعم، ولم يخرج الإمام علي(ع) في جنازته، وعندما رجمها الناس بالحجارة وكادوا يطرحونها أرضاً، أرسل علي من ينهاهم عن ذلك فكفوا، مما يعني أنه(ع) كان ممسكاً بزمام الأمور ولو أراد الخروج لدفن عثمان لخرج، ولو أمرهم بدفنه في مقابر المسلمين لفعلوا.
قتَلَة عثمان؟
يعتقد بعضهم أن شرذمةً من الغوغاء هم الذين عدوا على عثمان وقتلوه، وأن ذلك كان بخلاف رغبة المؤمنين، ومنشأ هذا الاعتقاد هو ما نسجته كتب التاريخ من أكاذيب حول شخصية الرجل، بحيث لا يعقل أن يكون مثله موضع نقمة لمؤمن، أو محل اتهام لمنصف، وأغلب ما حيك حوله كان من نسج بني أمية في أيام دولتهم، خاصة وقد عرف في التاريخ تيار العثمانية الذي كان يمجد عثمان، ويقول بمظلوميته ويتهم مناوئيه والذين تولوا قتله. وفي هذا العصر، يتحرج الناس كثيراً في الدخول في تفاصيل المسائل المتعلقة بالصحابة، ويعود ذلك إلى السياج الوهمي المضروب حولهم، والحكم بعدالتهم مطلقاً، إضافة إلى تلك الأكاذيب التي دست في الحديث النبوي للتخويف من المساس بالأجيال الأولى من المسلمين. وهكذا كانت المناهج الدراسية في بلداننا، تنسج على منوال التقديس ذاته، وتلجأ إلى التبرير، واختلاق الوقائع في كثير من الأحيان حتى تظل الصورة التاريخية براقة في أذهان التلاميذ، ومن ثم كان طبيعياً أن يقال أن الذين قتلوا عثمان كانوا عصبة منحرفة، وجماعة متجاوزة للشرع وخارجة على القانون، وأن الخليفة لم يكن مداناً فيما وجه إليه من اتهامات، وأن المفاسد والتجاوزات التي سادت في عهده، كانت بيد بعض أقربائه من الأمويين الذي استغلوا كبر سنه ولين طبعه فارتكبوا بعض المحظورات، وقد سبق أن بينا أن الخليفة هو الذي أوطأ بني أبيه، وهم حثالة المجتمع المسلم، رقاب المؤمنين، فاتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً كما تنبأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال أمير المؤمنين (ع)، ومما يدل على أن النقمة على عثمان كانت عامة، وأن الثورة كانت شاملة، استمرار الحصار أربعين يوماً، دون أن يثبت التاريخ محاولة جادة واحدة لإنقاذه، وكل ما يقال في هذا الصدد مجرد أخبار ملفقة ومغالطات لا يدعمها مسار الأحداث، ومما يقال أن علياً أرسل ابنيه للدفاع عن الخليفة كما فعل طلحة والزبير مع ابنيهما محمد بن طلحة وعبد الله بن الزبير.أما علي(ع) فقد تحرك في تلك الظروف بما يمليه عليه واجبه كإمام، فكانت مبادراته ومساعيه بحيث لا يعد مناصراً لعثمان ولا شريكاً في قتله. يقول: «لو أمرتُ به لكنت قاتلاً، أو نهيت عنه لكنت ناصراً، غير أن من نصره لا يستطيع أن يقول خذله من أنا خير منه، ومن خذله لا يستطع أن يقول: نصره من هو خير منِّي، وأنا جامع لكم أمره، استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، ولله حكم واقع في المستأثر والجازع».ومن هنا يكون الكلام عن إرساله لابنيه إلى دار الخليفة محض اختلاق، ولو كان الدفاع عنه واجباً لكان أمير المؤمنين أولى من ولديه بذلك، لأن قيامهما به لا يسقطه عنه، وما كان قادة الثورة هم خاصة الإمام وخلًّص أتباعه، الذين يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه. والقول ذاته يقال عن طلحة والزبير، فهما وإن لم يشاركا مع الثوار بصورة مكشوفة، إلا أنهما كانا من أشد المعارضين لعثمان والمحرضين عليه، وإن خرجا فيما بعد مع عائشة تحت ذريعة الطلب بدمه، فقد طالبوا بدم هم سفكوه كما قال أمير المؤمنين(ع) وشأنها شأن كل الثورات فإن الثورة ضد عثمان وبطانته التقت عندها المنطلقات والدوافع، وتقاطعت لديها الأهواء واختلطت الأهداف، فقد وُجد بين الثائرين المؤمنون أصحاب القيم والأهداف الرسالية، الذين لم يكن لهم مأرب سوى إعادة الأمور إلى نصابها وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وهم الموالون للإمام علي(ع) العارفون بإمامته الموقنون بها، ومنهم من أعلن عقيدته هذه قبل وبعد وفاة الرسول وبنى عليها مواقفه وعلى أساسها عارض السقيفة وما نتج عنها، وهؤلاء لم يكن قد بقي منهم إلا قليل. ومنهم من لم يعمل بمقتضى إيمانه بالإمامة ابتداء لكنه ازداد تمسكاً بها بعد أن تجلَّت آثار السقيفة. ومنهم من كان صغيراً أو ولد بعد وفاة النبي فشب مؤمناً بعلي وإمامته. ومنهم عامة الأنصار الذين رأوا آثار خذلانهم لعلي في أنفسهم ذلةً وهواناً. وإلى جانب الثوار الحقيقيين، وُجد الانتهازيون وأرباب المصالح وغرماء السياسة، ولم يكن لهم دور حقيقي فيما جرى على الخليفة، غير أنهم أسهموا في كشف التجاوزات والمفاسد التي اتسم بها العهد، وأبرزهم عائشة التي كانت تندد بعثمان وولاته وترفع قميص رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قائلة: هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته، وتسميه (نعثل) تشبيهاً له بأحد يهود المدينة، وتقول: اقتلوا نعثلاً فقد كفر.ومنهم عمرو بن العاص الذي كان يضمر لعثمان الحقد والبغض، والسبب أنه عزله عن مصر وولى مكانه ابن ابي السرح. كما كان هناك ذووا المطامع السياسية الذين خسروا مراكزهم لصالح الأمويين الذين استأثروا وأساؤوا الأثرة. وفئة ثالثة هم ولاة عثمان وخاصته الذين وإن لم يشاركوا بصورة مباشرة، إلا أنهم أرادوا النتائج التي أسفرت الثورة عنها أملاً في سيطرة أقوى لبني أمية. ولمزيد من الإيضاح نقوم بقراءة سريعة في الملفات الخاصة للقياديين من الفئة الأولى، أما رموز الفئات الأخرى فيكون الحديث عنهم عند الحديث عن واقعتي الجمل وصفين.
محمد بن أبي بكر: أمه أسماء بنت عميس، كانت متزوجة قبل أبيه من جعفر بن أبي طالب (الطيار) هاجرت معه إلى الحبشة، ثم أنجبت محمداً من الخليفة الأول وكان طفلاً عندما مات أبوه، فتزوجها الإمام علي(ع) فنشأ محمد في كنفه وتحت إشرافه، وتعلم الولاء له من أمه التي كانت صادقة الولاء، مُحِبّة للزهراء عليها السلام وبنيها. جاء محمد من مصر محتجاً( ) على رأس وفد من الثوار بعد أن ضاقوا ذرعاً بمفاسد الولاة الذين سلطهم عثمان على المسلمين، وأوطأهم رقاب المؤمنين، وكان معه محمد بن حذيفة بن اليمان، وآخرين، وكان هو أحد المنفذين لعملية الاغتيال( ).وفيما بعد كان أحد الأركان الذين اعتمد عليهم أمير المؤمنين في عملية الإصلاح، فشارك بقوة في حروب الجمل ووقف وجهاً لوجه أمام أخته عائشة التي اختلفت عنه في كل شيء، وبعد الجمل خاض جولة جديدة من الصراع مع الأمويين بقيادة معاوية هذه المرة، وقد كانت بينهما مراسلات، اتهمه معاوية فيها بالخروج عن خط أبيه أبي بكر وإدانته للسقيفة ومن ثم لأبيه، وذلك من خلال مواقفه المؤيدة لأمير المؤمنين(ع) ودعوته إلى إمامته وقوله بأحقيته بالخلافة.وبعد صفين أرسله أمير المؤمنين والياً على مصر فأرسل معاوية عمرو بن العاص إلى مصر على رأس جيش كبير، وخرج محمد بن أبي بكر للقائه على رأس قوة أكثرها من أهل اليمن، فاستطاع ابن العاص أن ينسف الثقة بين محمد واليمانية عن طريق شائعات بثها ضده، فتفرقوا عنه وكان قبل ذلك قد جالد أهل الشام وكاد أن يهزمهم، فاستفرد به معاوية بن حديج الكندي، أحد رجال معاوية، فقتله ثم أدخل جثمانه في جيفة حمار وأحرقها. ولما نعي إلى أمير المؤمنين ع تفجع وحزن عليه حزناً شديداً، وقال: إنه كان لي ولداً ولولدي وولد أخي أخاً( ).
مالك الأشتر:
هو مالك بن الحارث النخعي الأشتر، عرف بولائه الشديد لأمير المؤمنين(ع) أنكر كثيراً على عثمان وعماله، وكان أحد أبرز قادة الثورة على عثمان والمنفذين لعملية الاغتيال. من أوائل الذين بايعوا أمير المؤمنين(ع) وضمن له بيعة أهل الكوفة، وخطب في الناس يحثهم على اتباع علي ويعرفهم بما تفضل به على الآخرين، ومما قال: أيها الناس، هذا وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، العظيم البلاء، الحسن الغناء، الذي شهد له كتاب الله بالإيمان، ورسوله بجنة الرضوان. من كملت فيه الفضائل، ولم يشك في سابقته وعلمه وفضله الأواخر، ولا الأوائل( ). بعد حروب صفين والنهروان أرسله الإمام علي ليخلف محمد بن أبي بكر على مصر، وذلك قبل أن يأتيه نبأ استشهاد محمد( )، وكتب له بذلك عهداً ضمنه درراً من أصول السياسة والاقتصاد والاجتماع، تشكل مجتمعة دستوراً متكاملاً للحكم، وقد ضمّن الشريف الرضي النص الكامل للعهد في كتابه الفريد (نهج البلاغة). وكتب الإمام(ع) إلى أهل مصر قائلا: إني بعثت إليكم سيفاً من سيوف الله لا نابي الضربة، ولا كليل الحد، فإن استنفركم فانفروا، وإن أمركم بالمقام فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به على نفسي. فلما بلغ معاوية أن عليا قد وجه الأشتر عظم عليه، وعلم أن أهل اليمن أسرع إلى الأشتر منهم إلى كل أحد، فدس له سماً، فلما صار إلى القلزم من الفسطاط عل مرحلتين نزل منزل رجل من أهل المدينة، فخدمه وقام بحوائجه، ثم أتاه بقعب فيه عسل قد صيرّ فيه السم، فسقاه إياه، فمات الأشتر بالقلزم وبها قبره، وكان قتله وقتل محمد بن أبي بكر في سنة 38 ولما بلغ علياً قتل الاشتر جزع جزعاً شديداً، وتفجع، وقال علي: على مثلك فلتبك البواكي يا مالك، وأنّى مثل مالك؟ أما معاوية فقد سره نبأ استشهاد مالك وقال مقولته المشهورةلله جنود من عسل).
عمار بن ياسر:ـ
كان واضح الموقف منذ البداية، وهو أحد الأربعة الذين، لم يهتز ولاؤهم لأمير المؤمنين(ع) في أشد الظروف وأحلك الأيام التي مر بها الإمام وأهل بيته، أعلن انحيازه التام إلى علي في حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أحد ثلاثة شهدوا دفن الزهراء(عليها السلام) وهم سلمان وأبو ذر وعمار، وهو ممن قال عنهم (صلى الله عليه وآله وسلم): «عليّ وشيعته على منابر من نور مبيضة وجوههم»، كما أنه من المبشرين بالجنة على التحقيق، لقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة»، و لم يدرج اسمه ولا اسم أبويه الشهيدين ضمن حديث العشرة المبشرين بالجنة الذي لا أساس له. تعرض للأذى كثيراً في خلافة عثمان، ومع ذلك ما كان غضبه إلا لله ولم يكن يتحرك بدوافع ذاتية. وعندما ضاقت المدينة بعثمان وأحاط به الثوار من كل جانب، كان عمّار بن ياسر أحد الذين استجار بهم عثمان وتوسل إليه ليخرج ويرد عنه الثائرين، معرفة منه بما لعمار في نفوس المؤمنين من حب واحترام، إلا أن عمار رفض بشدة أي تدخل لصالح عثمان، وكانت آخر محاولات عثمان معه أن بعث إليه سعد بن أبى وقاص، يترجاه أن يخرج إلى القوم فأقسم عمار ألا يخرج وألا يردهم عنه( ). وعندما استحكم الحصار على الخليفة تذكر بعض الأخبار أن عماراً كان أحد الذين اقتحموا الدار وأجهزوا على الخليفة. ثم كان من أول المبايعين لأمير المؤمنين وأشد المناصرين له، وله مواقف مشهودة في وقعة الجمل ومن بعد في صفين حيث استشهد وكانت شهادته إثباتا لبغي معاوية وأصحابه، لمن يعوزهم إثباتاً الثابتات، ممن غرر به معاوية وعمرو بن العاص، وذلك أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان قد قال لعمار: (ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية). تميز عمار بالثبات على المبدأ وعزم اليقين، فظل متمسكاً بولائه لعلي إلى آخر رمق، يقاتل معه وقد ناهز التسعين من عمره العامر بالصبر والجهاد، يشد حاجبيه عند القتال بعصابة حتى لا يتهدلا على عينيه، ويقول: والله إنهم لو هزمونا إلى سعفات هجر لعلمنا أنا على حق، وأنهم على باطل.و يقول: ألا من رائح إلى الجنة؟ يبث بذلك الحماس في قلوب المسلمين ويشد من عزائمهم في نصرة أمير المؤمنين(ع)، وعندما استشهد قال الناس في جيش معاوية: قتل صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد قال الرسول: تقتل عمارا الفئة الباغية.، وعندما كان الشك يتسرب إلى بعض النفوس حول شرعية قتال أهل الملة، كان عمار يقول: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم انحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت، و أني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم عملاً من الأعمال هو أرضى لك منه لفعلته.الطبري 5/38. ويقول لعمرو بن العاص: (قد قاتلت صاحب هذه الراية معاوية ثلاثاً مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الرابعة ما هي بأبر ولا أتقى). يريد أن يقول أن حروب علي هي امتداد لحروب الرسول وأن راية معاوية هي الراية ذاتها التي رفعها أبو سفيان وسار خلفها المشركون، ويقول لعمرو بن العاص: يا عمرو، بعت دينك بمصر، تباً لك تباً، طالما بغيت في الإسلام عوجاً.ويقول لعبيد الله بن عمر بن الخطاب: صرعك الله، بعت دينك من عدو الإسلام وابن عدوه؟ قال: لا، ولكن أطلب بدم عثمان بن عفان(رض)، قال له: أشهد على علمي فيك أنك لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله عز وجل، وإنك إن لم تقتل اليوم تمت غداً، فانظر إذا أُعطي الناس على قدر نياتهم ما نيتك. ويقول لهاشم المر قال: تقدم يا هاشم، الجنة تحت ظلال السيوف، الموت في أطراف الأسل، وقد فتحت أبواب السماء، وتزينت الحور العين، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحـزبه. وهكذا توج عمار جهاده الطويل و إخلاصه للنبي وإمام الحق علي بالشهادة، فسقط والشيب منه مخضب بالدماء.
[email protected]
================================== استنزلوا الرزق بالصدقة ......الإمام علي .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الخليفة عثمان بن عفان (Re: Motawakil Ali)
|
وانطوت ثالث صفحات السقيفة بمصرع الخليفة الثالث انطوت صفحة من صفحات الفتن التي أعقبت السقيفة، ووقف الدهر حائراً يترقب أمراً يأتي به الغد وفي الأفق علامة استفهام كبيرة: هل التهمت نيران الثورة على عثمان، فيما التهمت، أعواد سقيفة بني ساعدة، أم أبقت منها شيئاً لتستند عليه قريش فتتمادى في إقصائها لخط الإمامة عن مسرح الأحداث؟ لأن عثمان وعمر وأبا بكر ــ مهما تباينت طرائقهم ــ هم نظام واحد متعدِّد الوجوه، واستراتيجية واحدة بتكتيكات مختلفة، أليست السقيفة حزبهم وقاعدة انطلاقهم جميعاً؟ أليسوا من قريش؟ وقريش هي التي أقصت الأنصار من انتخابات الخلافة، لأن العرب لن ترضى أن يكون الخليفة من المدينة ونبيهم من غيرها! كما أقصت قريش بطناً من بطونها وبيتاً هو أشرف بيوتها، أقصت بني هاشم وقررت بمنطقها المعوج أن النبوة والخلافة لا يجتمعان في بيت واحد. والآن وبعد خمسة وعشرين عاماً ــ هي فترة سيطرة حزب السقيفة على السلطة ــ بات واضحاً أن ذلك الحزب لم يبق له من مقومات الاستمرار شيء، فسيرة عثمان المذكورة آنفاً لم تكن كاشفةً عن ضعفه الشخصي وعيوب عهده خاصة، بقدر ما كشفت عن سوءات السقيفة وما انبنى عليها. والمسلمون غداة مصرع عثمان كانوا أكثر وعياً وأنضج تجربة منهم يوم فارقهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ لم يقدِّروا يومئذ خطورة ما أقدموا عليه بانقيادهم لحزب السقيفة وخذلانهم لعلي، خذلانهم له وهم يدركون أن منزلته من رسول الله كمنزلة هارون من موسى، ويعرفون أنه هو وصي نبيهم وخليفته لا غير، لكنهم حاروا بعد البيان ونكصوا بعد الإقدام وأسرُّوا بعد الإعلان( ) إذا كان حال المسلمين يومئذ كما وصفته السيدة الزهراء (ع) فهو اليوم يبدو مختلفاً بعض الشيء، فهاهم يتصدون لحزب السقيفة بعنف دام، أودى بحياة ثالث الخلفاء في إشارة واضحة إلى أن سقيفة بني ساعدة، بكل ما نتج عنها، باتت واقعاً يتوجَّب تغييره. فهل استوعبوا الدرس بحيث يعيدوا الأمر إلى نصابه ويسندوه إلى أهله؟.سؤال تجيب عليه الأحداث التي تلت نهوض أمير المؤمنين(ع ) بالأمر، وما كان من شأن الناكثين والقاسطين والمارقين( ).
[email protected]
=========================
من استبد برأيه هلك ، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ........... الإمام علي ..............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل: الخليفة عثمان بن عفان (Re: Motawakil Ali)
|
وعاد الأمر إلى نصابه من خلال الأفق المتلبد بالغيوم برقت للمسلمين بارقة أمل، وقد باتت الفرصة سانحة لإعادة ترتيب الأوراق وإسناد الأمر من جديد لخلفاء الرسول وأوصيائه من أهل البيت(ع) فالناس بعد ما تبين لهم مدى الخسارة التي حاقت بهم بخذلانهم لعلي و أهل بيته، تمنَّى أكثرهم أن لو استقبلوا ما استدبروا من أمرهم، إذن لما استبدلوا به(ع)أحداً، ولما سكتوا عن ظلامته ولما تركوا للسقيفة قائماً تتكئ عليه. كشفت الخمس والعشرون عاماً التي تلت وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن معادن الرجال وأظهرت المؤمن من المنافق وأزالت الأقنعة وأثبتت للجميع أن أمر الأمة لا يستقيم إلاّ إذا ما وليه الأولياء وقام به من أقامه الله ورسوله ليقوم الناس بالقسط ويخلف النبي في تعليم الكتاب والحكمة وتزكية الناس. لقد ظنُّوا قبلاً أن الرأي قد يكون له مكان بجانب النص، وأن لا فرق بين أمير يختاره الناس وإمام يصطفيه المولى، فجاءت تجربة السقيفة بعهودها الثلاث مخيبةً للظنون مفندةً للأوهام مؤكدةً أن الخير في ما اختاره الله لا ما اختاره الناس {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب/36). وقد قضى الله ورسوله أمراً، وقضوا هم أمراً غيره، وهاهم يذوقون وباله ظلماً وانحرافاً وفُرقةً. ما أن انجلت غبرة الثورة حتى أخذ الناس يتلفتون يمنةً ويسرة، يسألون عن عليّ ليتخذوه ملجأً وملاذاً، ولم تنصرف الأنظار إلى غيره، ولم يحدّث أحدٌ نفسه بالمنافسة على الحكم، حتى معاوية بن أبى سفيان صاحب الأهداف البعيدة والجيوش المجيشة لم يطمع في أن يبايعه الناس خليفة وهم طائعون مختارون، فالرجل يعرف قدر نفسه فهو أقصر قامة وأوطأ هامَّة من أن يأوي إليه المسلمون إماماً وكهفاً حصيناً، إنه ــ ولولا ما أحدثه ابن الخطاب في سهم المؤلفة قلوبهم ــ لجدير حتى ذلك الوقت بأن يعطى سهمه منه فهو لا يزال يعيش و قدم في الإسلام وأخرى في الجاهلية. وحتى أولئك الذين قرنهم ابن الخطاب ـ يوماً ـ بعلي بن أبي طالب(ع) وعيّنهم في الشورى لم يأنسوا في أنفسهم الكفاءة ليتم ترشيحهم مرة أخرى. وهكذا التقت إرادة الجميع عند علي بن أبي طالب، ولأول مرة تلتقي إرادتهم بإرادة الله ورسوله، ولو أنهم فعلوا ما فعلوا اليوم، يوم فارقهم نبيهم لوقونا ووقوا أنفسهم شر الفتن التي فاضت من السقيفة كما فاض الماء من التنور ليغرق قوم نوح(ع).وقد تكلموا مفصحين عن هذه الحقيقة. فقال ثابت بن قيس الأنصاري: «يا أمير المؤمنين، لئن كانوا تقدموك في الولاية فما تقدموك في الدين، ولئن كانوا سبقوك أمس فقد لحقتهم اليوم، ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك، ولا يجهل مكانك، يحتاجون إليك فيما لا يعلمون، وما احتجت إلى أحد مع علمك».. وقال خزيمة بن ثابت الأنصاري (ذو الشهادتين): «يا أمير المؤمنين، ما أصبنا لأمرنا هذا غيرك، ولا كان المنقلب إلا إليك، ولئن صدقنا أنفسنا فيك، فلأنت أقدم الناس إيماناً، وأعلم الناس بالله، وأولى المؤمنين برسول الله، لك مالهم، وليس لهم ما لك»( ). ولكن أترى كان الوقت مناسباً لتلك التوبة الجماعية والعودة إلى الرشد، أكان يكفي أن يُجمع الناس على أمير المؤمنين وأن يؤدوا إليه حقوقه المغتصبة، أكان يكفي ذلك حتى تمحى آثار السقيفة ويعود الأمر محجةً بيضاء ليلها كنهارها؟ أم أن الأيام كانت حبلى بالفتن الجديدة وكانت النفوس تظهر الولاء وتستبطن الأهواء؟. اجتمع الناس عند أمير المؤمنين(ع) يطلبون منه النهوض بالأمر وتسلُّم زمام الأمة وكان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام في مقدمة الجماهير التي زحفت لتبايع علياً. فقال لهم علي(ع): دعوني والتمسوا غيري، فإنَّا مستقبلون أمراً له وجوهٌ وألوانٌ، لا تقومُ له القلوبُ، ولا تثبت عليه العقول، وإنَّ الآفاق قد أغامَتْ والمحجة قد تنكَّرت، واعلموا أنِّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، ولم أُصغِِ إلى قولِ القائل وعتبِ العاتب، وإنْ تركتُموني فأنا كأحدكم، ولعلِّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكمُ وزيراً خيرٌ لكمْ منيِّ أميراً»( )، ولما أبوا إلا أن يبايعوه، قال: ففي المسجد، فإن بيعتي لا تكون خفية، ولا تكون إلا عن رضى المسلمين. الطبري 4/427. وهناك بايعه المهاجرون والأنصار، ولم يتخلف عن بيعته إلا نفر من قريش منهم: سعد بن أبي وقاص( )، وعبد الله بن عمر( )، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد.
مصارحة أم مناورة
الإمامة حقيقة عميقة الدلالات، بعيدة الغور، يؤدي إنكارها أو الجهل بها إلى الكثير من السطحية في التفكير، وأحادية النظرة في تفسير الأحداث والمواقف ذات الصلة بالإمام.ولهذا السبب حار كثير من المفكرين والكتاب وهم يحاولون فهم مواقف أمير المؤمنين وسياساته، فتارة يصفونه بالمناورة والسياسة، وتارة بالافتقار إلى الحنكة السياسية. شخصياً توقفت كثيراً عندما اطلعت لأول مرة على وقائع البيعة التي تمت للإمام عليّ(ع) في أعقاب مقتل عثمان، وعجزت عن الربط بين كونه إماماً منصوصاً عليه حسب قول الإمامية، وبين قوله لهم دعوني والتمسوا غيري.. وتساءلت كيف يقول الشيعة أن الإمامة وولاية أمر المسلمين من مختصات علي وأهل بيته بالنص، وأنها لا تنبغي لغيرهم، بينما يردّ الإمام عليّ الأيدي التي امتدت لتبايعه، ويبدي استعداده لطاعة من يتم اختياره أميراً من دونه، ويقول (أنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً)؟ وكيف يمكن التوفيق بين الإمامة الإلهية والشورى؟ وبين البيعة والوصية؟ وعشرات الاستفهامات الحائرة التي تلاشت ما أن آمن قلبي بالإمامة واستنار عقلي بالولاية. ومن أجل أولئك الذين لا زالوا في شك من أمرهم، وإلى الذين يُخضعون مواقف الإمام للمعايير السياسية أحلل الموضوع في النقاط التالية معترفاً بقصور ذهني عن بلوغ تلك الحكم البليغة والأهداف البعيدة الكامنة وراء كل موقف وكل كلمة للإمام(ع).
بين الإمامة والشورى:
الشورى في الإسلام نظام يأتي في طول الولاية لا في عرضها، أي أن الشورى لا يمكن أن تمارس بصورة شرعية إلا في وجود ولي الأمر، وهو النبي أو الإمام أو من ينوب عن الإمام نيابة شرعية، وبالتالي فإن اختيار ولي الأمر ليس من موضوعات الشورى. وبفرض أن الشورى هي حق المسلمين في اختيار ولي الأمر عن طريق التشاور والتفاهم؛ فإن التجارب التي نسبت إلى الشورى في صدر الإسلام كانت غير مستوفية لشروطها، ولم تكن معبّرة إلا عن رأي وإرادة أقلية منظمة فرضت نفسها على الأغلبية الصامتة. أما الإمامة فهي، كما تقدم، لا تكون إلا عن طريق الاصطفاء والاجتباء الرباني، شأنها في ذلك شأن النبوة، وليس على الناس إلا التسليم والطاعة، ويبقى الإمام إماماً حتى وإن لم يبايعه أحد. كما أن الإمامة لا تنتفي عنه حتى إذا انتفت الإمارة واستولى عليها غيره، وفي ذلك قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا). وفي حوار له مع الخوارج قال أمير المؤمنين(ع): (وأما قولكم أني كنت وصياً فضيعت الوصية، فإن الله عز وجل وقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ}(سورة آل عمران /97). أفرأيتم هذا البيت، لو لم يحجج إليه أحد كان البيت يكفر؟ إن هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلاً كفر، وأنتم كفرتم بترككم إياي لا أنا كفرت بتركي لكم). ومن ثم إذاً فعلي كان يدفع عن نفسه الإمارة والحكم لا الإمامة، بدلالة قوله: «أنا لكم وزيراً خيرٌ لكم منِّي أميراً». فهو(ع) لم يزل إماماً واجب الطاعة منذ أن مات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقدح في إمامته أن تولى الحكم غيره، وقد ظلَّ المؤمنون على ولايتهم له وطاعتهم إياه حتى قبل أن يبايعه الناس أميراً. فكانوا لا يصدرون إلاَّ عن رأيه ولا يأتمرون إلاّ بأمره. وبعد وفاة النبي غيرَّ أكثر الناس وبدَّلوا ونكثوا عهدهم لعلي ولم يبق منهم إلا نفرٌ قليل ما كانوا ليسالموا أبا بكر إلا امتثالاً لأمر إمامهم عليّ. وفي الفترة التي قضاها الإمام(ع) مقصياً عن الإمارة استطاع أن يوسع من دائرة الموالين له المتمسكين بإمامته فكانوا خيار الأمة وأبرارها، ومنهم من شارك في قيادة الثورة على عثمان وأقدم على قتله، مما دفع بالبعض إلى مد أصابع الاتهام إلى عليّ، زاعمين أنه وإن لم يباشر القتل بيده فإن أتباعه وحوارييه كانوا في المقدمة، وبما أنهم لا يصدرون إلا عن أمره (ع) فهو إذن قائد الثورة ومدبِّر عملية الاغتيال. والواقع أنهم في ثورتهم تلك إنما انطلقوا من الواجب لا تنفيذاً لتعليمات الإمام كما هو الزعم، أما كونه(ع) لم يمنعهم عنه ــ ولو منعهم لكانوا ممتنعين ــ فإن الإمام يبرر ذلك بقوله: «لو أمرت به لكنت قاتلاً ولو نهيت عنه لكنتُ ناصراً».
ليس في الأمر مناورة: يذهب البعض إلى أن علياً(ع) إنما تمنَّع في أول الأمر حتى يلتف الناس حوله أكثر مع علمه أنهم غير تاركيه، ولو تركوه بناءً على طلبه «دعوني والتمسوا غيري» لأسقط في يده. ونقول أن مثل تلك المناورات والأساليب السياسية قد تصدر عن غيره(ع) أما أن تصدر عنه، فذاك ما يأباه المبدأ الذي أقامه الإمام علي(ع) وسار عليه، ولو كان مناوراً لما ردَّ الشروط التي أملاها عليه عبدالرحمن بن عوف من داخل الشورى العمرية بل لوافق عليها وتسلَّم ــ بالتالي ــ زمام الإمارة، وما كان لأحد بعد ذلك أن يسأله عن سيرة الشيخين التزم بها أم لا!. والحقيقة أن الإمام(ع) كان صادقاً مع نفسه ومع الناس إذ قال: دعوني والتمسوا غيري، لأنه أعطى تبريره لهذا الموقف بقوله: «إنَّا مستقبلون أمراً له وجوهٌ وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت، والمحجة قد تنكَّرت» وقد كان(ع) خبيراً بما انطوت عليه نفوس القوم من الشبهات والأحقاد والأطماع، خاصة أن أحد الأجنحة الرئيسية التي قادت الثورة على عثمان لم يكن رموزه مخلصين في دوافعهم، وهاهم الآن في مقدمة المبايعين لعلي، ويعلم الإمام(ع) أنهم غداً ينكثون عهدهم وينقضون بيعتهم له. كما أن المتغيرات التي طرأت على الدولة الإسلامية في سائر نواحيها كانت من السعة بحيث لا يمكن لعلي إزالتها إلا بقرارات ومواقف «ثورية» لا تقوم لها القلوب ولا تركن لها النفوس، وهو من جانبه لا يرضى أن يُقرَّ أوضاعاً لا تمت إلى الدين بصلة. وفي ذات الوقت كانت ثقته بمن حوله ضعيفة ولا يأمن غوائلهم ولا يضمن مساندتهم له إذا ما قام بثورة إصلاحية كبيرة تعيد الوضع إلى سابق عهده أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). لكل ذلك اختار الإمام أن يواصل دوره التربوي الإرشادي إلى أن يتهيأ لغيره من الأئمة القيام و إعادة الأمر إلى نصابه. فقال: «أنا لكم وزيراً خيرٌ لكم منِّي أميرا» لأن الإمارة عنده التزام صارم بجانب الحق ولا مجال فيها للمساومة والمهادنة وهذا ما لن يقدر عليه القوم.
دواعي التصدِّي إذاً فقد كان الإمام في منتهى الجدية وهو يرفض بيعة القوم له، ويتجافى عن الإمارة، ولو أنهم تركوه وشأنه ثم أتوا بغيره إلى الخلافة، كما فعلوا من قبل ثلاثاً، لألقى لهم الحبل على الغارب وسقى الآخر بكأس الأول، ولكانت إمرتهم عنده أهون من عفطة عنز كما قال (ع). لكنه تحت إلحاح الناس واجتماعهم عليه نهض بالأمر، وفي ذلك يقول: «فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي، ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وُطِىء الحسنان، وشُق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلَّما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون. كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها. أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر وقيام الحُجَّة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء ألاَّ يقارُّوا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»( ) بهذه الكلمات العميقة يبين الإمام(ع) الدَّواعي والأسباب التي حملته على التصدِّي للإمارة والإمساك بمقاليد الدولة وأزمّة الأمور، ولولاها لظل كما هو يؤدي رسالته إماماً شاهداً على عصره. يخرِّج للبشرية أجيالاً من الرساليين وأبناء هم فيما بعد أئمة الدين وقادة المؤمنين، والآن وقد انتهت تلك الازدواجية، حيث كان الحكم في جانب والإمامة في جانب آخر، يستطيع الإمام أن يصحح المسار ويعيد للدين معالمه وللرسالة رونقها. وهكذا شرع فور توليه الأمر في ترتيب الوضع بصورة تمكنه من إنجاز المهمة الأصعب من نوعها في تاريخ الإسلام، العودة إلى الوراء خمسة وعشرين عاماً، وفي ذات الوقت دفع عجلة المجتمع والدولة إلى الأمام، يعود إلى الوراء حتى يستأنف المسير على الدرب الذي انقطع بوفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويتحرك إلى الأمام حتى يساير الزمن ويستوعب المستجدات، وهل يقدر على مهمة كتلك إلا إمامٌ بعيدُ المدى شديد القوى. غير أن المشكلة ليست هي قدرة الإمام بقدر ما هي قدرة الناس على التفاعل والتحمل لتلك العملية الإصلاحية العميقة، وهل كان المجتمع الإسلامي آنئذ من المرونة والإطاعة بحيث لا يتفكك أو ينهار؟ هذا ما كان يخشاه أمير المؤمنين، لذلك بدأ مسيرة التغيير برفق شديد وشدةٍ رفيقة.
[email protected]
=========================== يا علي، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.. ........... الرسول الأعظم ..........
| |
|
|
|
|
|
|
الإمام علي والإصلاح الجزري (Re: Motawakil Ali)
|
الإمام علي والإصلاح الجذري
كانت الخطوة الأولى في برنامج الإمام أن يشكل لنفسه جهازاً قوياً قوامه العناصر التي لم تكن العهود الخوالي قد نالت من صفائها ونقائها، فأبعد كل الولاة الذين استعملهم عثمان وأقام بدلاً عنهم رجالاً من خاصته وأهل الثقة لديه.وكانت نتيجة ذلك أن تمرد عليه معاوية الذي كان يبسط نفوذه على الشام ولم يستجب للإقالة، الأمر الذي أدى فيما بعد إلى نشوب حرب صفين. أما الخطوة الثانية فكانت لصالح قطاع عريض من الناس عاشوا الظلم والحرمان والفقر والهوان، إلى جانب أقلية مستغِلة ومستأثرة ترى بلاد المسلمين بطولها وعرضها بستاناً لقريش، وخازنَ بيت المال خازناً للخليفة وبني أبيه، فكان همُّ الإمام علي أن يردم تلك الهوَّة العميقة القائمة بين الملأ من قريش وعامة المسلمين. فقرر أن يرد إلى بيت المال كل قطائع عثمان التي أقطعها للطلقاء وأبنائهم وأفراد حزبه من قريش وغيرها، وفي ذلك يقول(ع): «والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء، لرددته، فإن في العدل سعة، ومن ضاق به العدل، فالجور عليه أضيق»( ) كما قرر أن يسوي بين الناس في العطاء دون أن يكون هناك أي اعتبار للون أو عرق أو جاه، وكان عمر في خلافته قد أقام تصنيف الناس وفق تلك المعايير مقدماً العرب على الموالي وقريشاً على سائر العرب والسابقين من قريش على المتأخرين منهم، والموالي الصريح منهم على غيره، ولما جاء عثمان دفع ببني أمية إلى صدر القائمة ووسع الفجوة القائمة بين طبقات المجتمع. وقد استاء أصحاب المصلحة كثيراً من هذا الإجراء، خاصة أنهم كانوا قد اعتادوا على الأوضاع القديمة ونظموا حياتهم على أساسها، لذلك فقد عاتبوا أمير المؤمنين على تسويته لهم بغيرهم، كما أن بعض المخلصين خافوا عليه نقمة قريش فنصحوه أن يبقي الأمور كما كانت حتى يستتب له الوضع، فرد عليهم بقوله:«أتأمرونِّي أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليهم والله لا أطور به ما سمر سمير وما أمَّ نجمُّ في السماء نجماً، لو كان المال لي لسويت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله ؛ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة، ويكرمه في الناس ويهينه عند الله. ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه ولا عند غير أهله إلاّ حرمه الله شكرهم، وكان لغيره ودَّهم. فإن زلَّت به النعل يوماً فاحتاج إلى معونتهم فشرُّ خليل والأَمُ خَدين»( ).
[email protected]
==================== من أطاع التواني ضيع الحقوق، ومن أطاع الواشي ضيع الصديق.. ------------------- الإمام علي ---------------------
| |
|
|
|
|
|
|
حرب الجمل (Re: Motawakil Ali)
|
حرب الجمل
مع توليه للخلافة دخل أمير المؤمنين(ع) مرحلة جديدة من الصراع الذي كان بدأه مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ضد مختلف الاتجاهات التي تقف حائلاً دون الأهداف التي يرجى تحقيقها بالدين، هذه الاتجاهات وان اختلفت أشكالها وشعاراتها إلا أن حقيقتها كانت واحدة، والرايات التي ارتفعت باسم الشرك لمواجهة التوحيد، هي ذاتها ارتفعت مرة أخرى، ولكن باسم الإسلام وشعاراته، وقد تنبأ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه المرحلة عندما قال لعلي، في أكثر من موقع ومناسبة: (أقاتل على التنزيل وتقاتل على التأويل). أي أن القرآن كان يتنزل في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) آمراً إياه بقتال المشركين، فلم يكن الأمر يحتاج إلى تأويل، فالجبهة الأخرى كانت صريحة في كفرها وعدائها للإسلام ونبيه، بينما احتاج الأمر في المرحلة التالية إلى التأويل لمعرفة الذين آلت إليهم تلك الرايات القديمة.وقد التبس الأمر على الكثير من المسلمين، فلم يعرفوا طبيعة الصراع الذي خاض أمير المؤمنين(ع) غماره خلال خمس سنوات كانت هي الفترة التي تولى فيها مقاليد الحكم، إذ كان الباطل متلبساً بالحق، ويرتدي النفاق جلباب التقوى، فالتبس الأمر على الناس، بينما ظل أولوا البصيرة على يقين من أمرهم، ولم يخامرهم الشك لحظة واحدة في مشروعية الجهاد مع إمام الحق، أيا كانت الشعارات التي يرددها الطرف الآخر، والراية التي يحملها. وهكذا عندما تشكلت جبهة مضادة للإمام(ع) بزعامة السيدة عائشة ومعها طلحة والزبير، أُصيب كثير من الناس بضبابية في الرؤية، ولم يتبينوا موقع الحق بين الجبهتين، فهذا أمير المؤمنين وتلك أم المؤمنين، ولولا خلل كان عند القوم في مناهج التفكير لما اختلط الأمر عليهم، ولكانت الحقيقة أجلى من النهار، ذلك أن معارضي الإمام جميعاً لم يكن لهم ذريعة إلا أن ادعوا أن عثمان قتل مظلوماً، وأن أمير المؤمنين آوى إليه قتلته وقربهم بدلاً من معاقبتهم والاقتصاص منهم، وليس أوضح من بطلان هذه الذريعة لمن يعرف أن المطالبين بدمه هم بعض قتلته والمناوئين له. فهذه السيدة عائشة تناصبه العداء منذ البداية وتدعو إلى قتله بمقولتها المشهورة: (اقتلوا نعثلاً فقد كفر)، و ربما رأت السيدة عائشة خلافة عثمان خروجاً على مشروع السقيفة التي كانت هي أحد المخططين له، فالرجل لم يلتزم بشيء مما أرسته السقيفة من قواعد سياسية أو اجتماعية، وبالمقابل ذهب يدعم الخط الأموي الذي كان منذ البداية يرى في السقيفة اختصاراً لطريقه في الوصول إلى مآربه واستعادة مواقعه التي خسرها بالإسلام. هذا بصفة عامة، ومن زاوية خاصة فإن عثمان تجاوز صراحة السيدة عائشة، ولم يعرها الاهتمام الذي كانت ترجوه، والذي حظيت به في عهد أبيها وعمر، بل سلب منها الامتيازات التي كانت لها في السابق، ومن ذلك أنه ساواها في العطاء مع غيرها من نساء النبي، بخلاف ما كان يفعل عمر، وكانت ترفع قميص رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وتنادى: يامعشر المسلمين هذا جلباب رسول الله لم يُبْلَ وقد أبلى عثمان سنته، فيقول عثمان رب اصرف عنِّي كيدهن إنَّ كيدهن عظيم. ولما أُحكم الطوق على عثمان، وبات قتله وشيكاً، اختارت عائشة الخروج إلى مكة حاجة، بعد أن ألبت الناس على عثمان واقتدحت نار الثورة عليه وأبت التدخل لصالحه، بل أبدت سرورها بما هو لاق، و قالت لمروان عندما جاءها يطلب أن تتدخل للصلح بين عثمان والثائرين: لعلك ترى أني في شك من صاحبك؟ أما والله لوددت أنه مقطع في غرارة من غرائري، وأني أطيق حمله، فأطرحه في البحر( ). وفي طريق عودتها من مكة إلى المدينة لقيها من أخبرها بمقتل عثمان، فاستبشرت في البدء، ولما علمت أن المسلمين قد بايعوا علياً، غيرت مواقفها وقالت:«يا أيها الناس، إن الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا أن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإرب واستعمال من حدثت سنه، وقد استعمل أسنانهم قبله، ومواضع من مواضع الحمى حماها لهم، وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها، فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحاً لهم، فلما لم يجدوا حجة ولا عذراً خلجوا وبادروا بالعدوان ونبأ فعلهم عن قولهم، فسفكوا الدم الحرام واستحلوا الدم الحرام، وأخذوا المال الحرام، واستحلوا الشهر الحرام. والله لإصبع من عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم». وأقسمت أن عثمان قتل مظلوماً، وعقدت العزم على المزايدة بدمه والمتاجرة بقميصه المضرج بالدماء. فهي الآن وقد علمت أن الناس قد بايعوا علياً، ترى أن ما كانت تحلم به من إعادة حزب السقيفة إلى الحكم عن طريق ابن عمها طلحة بن عبيد الله قد أصبح سراباً، بعد أن ثاب الناس إلى رشدهم فأسندوا الأمر إلى أهله، ووصلوا ما انقطع بوفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأقاموا الميل الذي أحدثته السقيفة. غضبت عائشة، لا حباً في عثمان ولكن بغضاً لعلي، ذلك البغض الذي كانت تجاهر به ولا تخفيه، وكأنها لم تسمع قول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وقد سعى البعض إلى تبرير تلك الكراهية فذكروا لها أسباباً كثيرة، لا يصح أكثرها، والصحيح هو أن عائشة كانت تنتمي منذ البداية إلى خط غير الذي يدعو إليه علي، وكانت أهدافها وتطلعاتها بخلاف تطلعات وأهداف الإمام علي(ع) إنها لم تعاده وحده، ولكنها عادت معه جميع أهل البيت ومن شايعهم، والقارئ لسيرتها يجد كيف كانت مواقفها من الزهراء عليها السلام مشوبة بالحقد والغيرة، وكذا مع الحسن والحسين، وقد صرحت بهذا الموقف النفسي الغريب يوم مات الحسن المجتبى(ع) وكان قد أبدى رغبته في أن يدفن إلى جوار جده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أحق بذلك من غيره، فما كانت من عائشة إلا أن جاءت تركب بغلة لها لتمنع ذلك، وقالت:بيتي لا آذن فيه لأحد.وفي رواية: لا تُدخلوا بيتي من لا أحب.فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر، فقال، لها ياعمة، ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء( ). وقد قال لها بعضهم في ذلك: تجملتِ تبغلتِ ولو عشتِ تفيلتِ ----- لك التسع من الثمن وفي الكل تصرفت
وكادت أن تكون فتنة، لولا أن أمر الحسين(ع) بدفن أخيه بالبقيع، مذكراً الناس بوصية الحسن أن لا يراق فيه مقدار محجمة دماً. إذن فإن عائشة كانت تتحرك في تلك الظروف بدافع العداء لعلي؛ وليس طلباً للإصلاح. وما كانت دوافعها لتخفى عن المخلصين والعقلاء. أما طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، فالأول لم يكن له شأن قبل أن يدرج ابن الخطاب اسمه في قائمة المرشحين للخلافة بعده، ولم يكن قبل ذلك يحدث نفسه أو يمنيها بشيء، وكان من الساخطين على عثمان والناقمين عليه والمشاركين في دمه مدفوعاً من قبل عائشة، وسيكون له دورٌ رئيسي في الأحداث القادمة. وأما الزبير بن العوام و هو ابن عمة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمة الإمام علي(ع) وأمه صفية بنت عبد المطلب، كان من أقوى القائلين بإمامة علي والمناصرين له عقب وفاة النبي، وطالما اشتد على أبي بكر وعمر وحاججهم في وقت قل فيه الناصر لعلي وكثر الخاذل له. وظل على ولائه للإمام علي إلى أن وجد نفسه مرشحاً للخلافة معه جنباً إلى جنب، بمقتضى «الشورى العمرية»، وهناك أحس الرجل بذاته كما فعل طلحة، إذاً فإن علياً لا يبزه في شيء، خاصةً في الشأن الذي رُشِّح له، فنسي ما كان من ولائه وإخلاصه له وأخذ يفكر بعقلية جديدة هي عقلية المنافسة والتطلع إلى أعلى المواقع في الدولة الإسلامية، فهو وإن لم يعترف سابقاً بمؤتمر السقيفة ونتائجه إلاّ أنه اليوم يدخل وبقوة فيما رفض الدخول فيه بالأمس ندّاً لأمير المؤمنين. ومعاوية لم يكن له شأن يذكر يوم السقيفة، وإن كان أبوه قد سعى يومئذٍ لاستغلال الموقف، وتوظيف الخلاف الذي أحدثته السقيفة لصالح المطامع الأموية التي خابت في بدر وأحد والأحزاب. ويبدو أن أبا سفيان كان يسعى في ذلك الوقت إلى تسجيل ضربة مبكرة ونصر سريع على الإسلام، إلاَّ أن وعيَ الإمام علي وبصيرته النافذة قد فوتت عليه تلك الفرصة، وذلك عندما جاءه أبو سفيان بعد أن بويع أبو بكر للخلافة عارضاً عليه تحالفاً عسكرياً يجهض مقررات السقيفة فقال له علي: إنك يا أبا سفيان لازلت تكيد للإسلام. ثم كان أن عهد الخليفة الثاني إلى معاوية بولاية دمشق وهناك برق الأمل من جديد في نفوس بني أمية، ومن بعد جاء عثمان ليوسع من نطاق ولاية معاوية فولاَّه الشام كلها. وأخذ معاوية يعد العدة ويجيّش الجيوش ويشتري أهل الشام في انتظار يوم آت يثأر فيه لآبائه الذين هلكوا في بدر وفي أحد ويسترد مجد أميَّة الزائف، ذلك الذي عصفت به رياح الإسلام. وخلافة عثمان بن عفان مع أنها كانت جولةً فازت بها أميَّة إلاّ أنها كانت قاصرةً عن بلوغ أقصى مرامي القوم، فبنوا أميَّة ما أرادوها دولةً يحكمها دستور السقيفة أو تقيِّدها شروط ابن عوف «كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين» إنهم أرادوها ملكاً أموياً يتوارث عرشه الأبناء عن الآباء. ولذلك عسكر معاوية باثني عشرة ألف مقاتل بين الشام والحجاز وهو يصم مسامعه عن استغاثات عثمان الذي أحدق الموت بداره. وأي مصلحةٍ لمعاوية في إنقاذ عثمان الذي لا يملك أن يرد الأمر من بعده إليه، وهو ـمعاويةـ لازال في نظر المسلمين الطليق ابن الطليق الذي لا تجوز له الخلافة، وعليه فقد فضل أن يواجه عثمان مصيره المحتوم بلا معين ولاناصر، ليكون مقتله ذريعةً لإشعال نار الفتنة، وإفساداً للحياة السياسية للمسلمين. وربما كان هذا هو السبب الذي منع أمير المؤمنين أن يأمر بقتل عثمان أو يؤلب عليه، وحرصاً على الاستقرار الذي ظل يضحي من أجله خمسة وعشرين عاماً هو عمر السقيفة. إذن فإن عائشة وطلحة والزبير ومعاوية قد تربصوا بعثمان الدوائر واشتركوا، بصورةٍ أو بأخرى، في تعجيل نهايته، ولكن دوافعهم إلى ذلك كانت بخلاف دوافع الفئة الأولى التي رأت في قتل عثمان نقضاً للسقيفة وعودةً بالإسلام إلى قاعدته المتمثلة في الإمامة.وبالتالي ما كان ينبغي أن يشك عاقل، أو يتردد في تحديد الفئة الباغية في كل حلقات الصراع التي كان الإمام(ع) طرفاً فيها في سنوات خلافته المحدودة.
[email protected]
========================== إذا أرذل الله عبدا حظر عليه العلم
| |
|
|
|
|
|
|
فتنة الطلقاء (Re: Motawakil Ali)
|
فتنة الطلقاء مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو سفيان بن حرب وابنه معاوية لهم حصةٌ يُعطَونَها من سهم المؤلفة قلوبهم شأنهم في ذلك شأن أكثر الطلقاء وحديثي العهد بالإسلام، وذلك بعد أن أسلموا مرغمين في فتح مكة، وارتضوا أن يكونوا حثالة المجتمع المسلم حقناً لدمائهم وحفظاً لمصالحهم، وعندما مات النبي ونازعت قريش أهله حقهم ونزعته منهم، كان أبو سفيان خارج معادلة الصراع، فيما عدا محاولاته الفاشلة لزج أمير المؤمنين(ع) في لجة الصراع مع قريش فتكون ثمار الفتنة هو جانيها، وقد كان الرجل عارفاً بقدر نفسه، فلم يفكر في الدخول مباشرة في الصراع على السلطة في مقابل قريش من جهة وأهل البيت من جهةٍ أخرى فقد ذهب الإسلام بأمجاد الجاهلية التي كانت له فيما مضى سنداً وقوة. والطلقاء وإن لم يكن لهم مطمع وقتي غداة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كان عليهم أن يعملوا على أن تستقر الأوضاع بحيث تكون ثمارها البعيدة من حظهم، فبعد أن ردَّ الإمام علي(ع) على أبي سفيان وفضح نفاقه ومكائده، لم يكن أمام الرجل إلا أن يتربص وينظر كيف يستثمر السقيفة، في البداية كان مستغرباً أن يكون الأمر في أذلِّ حي من قريش ــ على حد تعبيره ــ ولكن بعد أن أُنبئَ بأن الخليفة قد ولىَّ ابنه، تراجع معتبراً ذلك بداية الطريق في مشوار طويل ينزو في آخره بنو أمية على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ولَّى الخليفة الأول يزيد بن أبي سفيان على فلسطين، فلمِّا مات يزيد جعل الخليفة الثاني مكانه معاوية أخاه وولاه دمشق فظل والياً عليها إلى أن تولى الخلافة عثمان بن عفان فولاه الشام بأجمعها، وعندما كان الخليفة محاصراً بالمدينة استنجد بمعاوية فتماطل عنه إلى أن أُجهز عليه، ثم جاء بعد ذلك ليتخذ من قميص الخليفة رايةً يرفعها على سارية أطماعه ويستميل بها السفهاء والحمقى من علوج الشام وأراذل الأعراب. لقد استطاع معاوية خلال عشرين عاماً قضاها والياً على دمشق ثم على الشام أجمع، استطاع أن يبني جيشاً كبيراً ويقيم في بلاد الشام ما يشبه الامبراطورية، وقد مكنَّه من ذلك تغاضي الخليفة الثاني عن انحرافاته وتركه إيَّاه يدير شؤونه بصورة شبه مستقلة، والحال أن معاوية ليس من يوثق في دينه أو يركن إلى قيمه، فهو من الطلقاء الذين لا تحق لهم الخلافة وهو من بني أمية «الشجرة الملعونة في القرآن» وهو ابن ذلك الرجل، أبو سفيان بن حرب، الذي مات وهو يكيد للإسلام، ومع ذلك فإن ابن الخطاب منحه من الامتيازات مالم يمنح غيره من الولاة وأسماه «كسرى العرب». أما عثمان بن عفان فقد كان أقرب من معاوية رحماً من غيره، لذلك قام بتوسيع ملكه بأن ولاه جميع الشام، وأطلق له العنان فجعل يعيث في الأرض فساداً، ويعمل جاهداً على تحقيق حلم أمية في الملك والاستعلاء، حتى أنه لم يشأ أن يساند ابن عمه عثمان في محنته متلكئاً في الخروج لنصرته، متربصاً به ريب المنون، فعثمان ــ مهما كان ــ ليس بقادر على تحقيق كامل استراتيجيات بني أمية، وانجاز جميع خططها بحكم الظروف السائدة في المدينة وما حولها، لذلك فإن زوال عثمان لن يكون مضراً لبني أُميَّة وعلى رأسهم معاوية، فمن ناحية سيكون لهم بموته قضية يزايدون عليها، ومن ناحية أخرى، فإن وفاة الخليفة سوف تكفيهم ملل الانتظار، وهكذا تركوه فريسةً سهلةً بأيدي الثوار. ثم تحركت عائشة ضد الإمام علي(ع)، لتقدم بذلك لمعاوية خدمةً تتصاغر دونها كل الخدمات التي أسداها له عمرو بن العاص فيما بعد، مما يدعونا للقول أن أم المؤمنين لم تكن في خروجها يوم الجمل إلا خاضعةً لخطط ومؤامرات معاوية من حيث تدري أو من حيث لا تدري، ومما يعزِّز هذا القول وجود نفر من الأمويين مع عائشة وعلى رأسهم مروان بن الحكم.
رايات بدروأحد ترتفع مجدداً في صفين
وتدور الأيَّام وتتعاقب الأحداث وإذا بالإمام علي(ع) يجد نفسه مرةً أُخرى وجهاً لوجه مع قريش وفي المقدمة ــ كالعادة ــ بنو أمية، وكأنما واقعة بدر تعيد نفسها أو أُحد تعود من جديد، بالأمس كان أبو سفيان، واليوم معاوية، وغداً يزيد بن معاوية، والراية هي الراية والأهداف هي الأهداف. سرعان ما تمكنت قوى الكفر من العودة من جديد إلى واجهة الأحداث، عادت ولكن بعد أن تقنَّعت بالإسلام وتسمت به، وساعدها على ذلك ما حدث من اختلال في الموازين بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). ولو أنَّ الأوضاع استقرت كما أراد لها النبي أن تستقر، ولو أن أهل البيت(ع) قُدِرُوا حق قدرهم ومُكِّنُوا من مواقعهم، لكانت الشقة بعيدةً اليوم على ابن أبي سفيان ولما حدثته نفسه بغير ما يضمن له حصته من سهم المؤلفة قلوبهم!! لكنَّما الانحراف يبدأ صغيراً بحيث لا يراه إلاَّ أولوا البصائر والنُهى، ثم لا يفتأ أن يستبين ويستفحل، كالورم الخبيث ينشأ في داخل الخلية الحية ولا يُكتَشَف أمرُه إلا بعد أن يستحكم. لقد كانت المواجهة بين علي ومعاوية ضرورية، وكذلك كانت بينه(ع) وعائشة، فقد كشفت تلك المواجهات عن معادن الرجال وميَّزت الخبيث من الطيب والباطل من الحق، وأحدثت فرزاً دقيقاً لمختلف المعسكرات، فألحقت كلاً بحزبه وفق التصنيف الإلهي، حزب الله وحزب إبليس. وربما كان الوضع مختلفاً بالنسبة إلينا اليوم لولا واقعة الجمل ومن بعدها وقعة صفين، فقد اضطررنا إلى إعادة قراءة التاريخ بعد أن تساءلنا عن مواقف الفرقاء في الوقعتين، ومن مواقف عائشة استطعنا أن نعرف أباها كما تعرَّفنا إلى عمر بن الخطاب من خلال واليه معاوية بن أبي سفيان فالفترة الفاصلة بين السقيفة وهذه الفتن لم تكن بالطويلة حتى يمتنع ربطها جميعاً ضمن حلقة واحدة، إن هي إلا ثلاثة عقود توالت خلالها الأحداث في تسلسل منطقي، بدأ بالسقيفة ولم ينته بكربلاء!!
[email protected]
===================================== هكذا يكون الكتاب قد أدرج بالكامل
| |
|
|
|
|
|
|
رسالة عبر الإيميلعزيزي متوكل (Re: Motawakil Ali)
|
استلمت الرسالة التالية عبر البريد الالكتروني من الأخ عبد الإله:
Quote: عزيزي متوكل كيف الحال والاحوال اقرأ لك هذه الايام منقشتك حول تجربتك الشخصيه مع التشيع في سودانيز اونلاين. بحق هي تجربه جريئه وشجاعه تستحق عليها الثناء وادعو لك ان تكون من الفرقه الناجيه كما نجوت من براثن الجبهه الجهويه اللاسلاميه. نحن نشأنا في بيئه تقليديه محافظه وذلك اقل ما يمكن ان يقال عنها. لذلك النظر في الاتجاه المعاكس لما يسير عليه العاميه يستحق التقدير لذلك مني لك كل الدعم المعنوي في مسيرتك هذه رغم انني اختلف معك في ارجاع كل شي الي مفهوم ديني . انت لم تنظر في الا تجاه المعاكس تماما وهو خارج الاطار الديني. نحن ورثنا الدين عن ابائنا واجدادنا كما قلت انت. هل ساورك الشك بأننا كبشر خلقنا الاله وعبدناه كل علي حسب هوائه؟ كلما عاشرت اناس من اديان مختلفه كلما ايقنت ان كل هذه الصراعات والافكار كلها من بنات افكارنا نحن البشر. المهم قراتي لافكار الشيعه من خلال كتب حسين مروه "النزعات الماديه في الفلسفه العربيه الاسلاميه" وحسين هذا شيعي عضو في المرجع الشيعي والحزب الشيوعي البناني.اكثر ما اعجبني في الشيعه انهم لم يسدوا باب الاجتهاد في الدين مما يتيح الحريه لنا لكي نجتهد بان نطور افكارنا لنصلح من احوالنا. معليش انا جديد في الكتابه بالعربي بطي جدا . اخوك ابدا عبدالاله |
شكرا أخي عبد الإله وسوف أعود للتعقيب على رسالتك
متوكل [email protected]
======================
| |
|
|
|
|
|
|
الإمامة والشورى (Re: Motawakil Ali)
|
الشورى في الإسلام نظام يأتي في طول الولاية لا في عرضها، أي أن الشورى لا يمكن أن تمارس بصورة شرعية إلا في وجود ولي الأمر، وهو النبي أو الإمام أو من ينوب عن الإمام نيابة شرعية، وبالتالي فإن اختيار ولي الأمر ليس من موضوعات الشورى. وبفرض أن الشورى هي حق المسلمين في اختيار ولي الأمر عن طريق التشاور والتفاهم؛ فإن التجارب التي نسبت إلى الشورى في صدر الإسلام كانت غير مستوفية لشروطها، ولم تكن معبّرة إلا عن رأي وإرادة أقلية منظمة فرضت نفسها على الأغلبية الصامتة. أما الإمامة فهي، كما تقدم، لا تكون إلا عن طريق الاصطفاء والاجتباء الرباني، شأنها في ذلك شأن النبوة، وليس على الناس إلا التسليم والطاعة، ويبقى الإمام إماماً حتى وإن لم يبايعه أحد. كما أن الإمامة لا تنتفي عنه حتى إذا انتفت الإمارة واستولى عليها غيره، وفي ذلك قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا). وفي حوار له مع الخوارج قال أمير المؤمنين(ع): (وأما قولكم أني كنت وصياً فضيعت الوصية، فإن الله عز وجل وقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ}(سورة آل عمران /97). أفرأيتم هذا البيت، لو لم يحجج إليه أحد كان البيت يكفر؟ إن هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلاً كفر، وأنتم كفرتم بترككم إياي لا أنا كفرت بتركي لكم).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: يوسف الولى)
|
Quote: قولك: ويدعي أنه طريق النجاة والفرقة الناجية التي هي واحدة إلى جانبها اثنان وسبعون فرقة ضالة ومن ثم هالكة( هل فهمك للفرق الناجية فهم كمي أم نوعي؟؟
قولك: ) ولقد تفرق المسلمون منذ اللحظة الأولى التي فارقهم فيها نبيهم، وتنازعوا حول خلافته قبل أن يدفنوه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال الإمام علي استنادا إلى الكتاب والسنة بإمامته وإمامة بنيه من بعده. هل الاختلاف سنة حياتية أم مرتبطة بالإمام علي فقط ؟ فقد كفروا به (ص) في مكة، ثم خالفوا أوامره في أحد، ثم رفضوا تقسيمه لغنائم حنين، وارتد منهم من ارتد، لمَ لا يعيب الشيعة حروب الردة؟ ألأن خطأ الردة صواب بخروجهم على خطأ أبي بكر!
أين الدليل ولولاية علي من الكتاب، رجاءً؟ دليل السنة معروف بضعف مظانه ولا يوجد تصريحاً بذلك ، إنما المعلوم عندما كان الرسول (ص) على فراش الموت ، ألح العباس بن عبد المطلب على الإمام علي على أن يسأل الرسول(ص) قبل مماته بأن هل هذا الأمر- الحكم وراثي- فينا أم لا؟ فرفض الإمام علي بأن لو ذهب ورده الرسول(ص) فلن تعطيهم العرب إياهم ثانية!!! ألم يكن علي على يقين من أدلتك القرآنية والسنية؟
قولك: إمامة بنيه! الإمام علي وهو على فراش الموت علق الإمامة لابنه الحسن- لا يوجد إجماع مسلمين هنا- أما الحسن فقد تنازل عنها رهباً . فكيف تكون الإمامة بنص القرآن والسنة حسب قولك ويسقطها الإمام حسن عن نفسه؟ ولمن لمعاوية ! أحد الطلقاء وابن آكلة الأكباد! ورأس المشركين! أي دين يقول بتقية مثل هذه تجرف الإسلام 14 قرناً حتى تأتي أنت وتبشرنا بالدين الصحيح والتقليد والتجديد؟
قولك:
فالأمر كما ترى جد خطير، فمجرد أن يكون هناك احتمال، ولو بنسبة 1%، أن تكون من الأغلبية الضالة %E
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: يوسف الولى)
|
Quote: قولك: ويدعي أنه طريق النجاة والفرقة الناجية التي هي واحدة إلى جانبها اثنان وسبعون فرقة ضالة ومن ثم هالكة( هل فهمك للفرق الناجية فهم كمي أم نوعي؟؟
قولك: ) ولقد تفرق المسلمون منذ اللحظة الأولى التي فارقهم فيها نبيهم، وتنازعوا حول خلافته قبل أن يدفنوه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال الإمام علي استنادا إلى الكتاب والسنة بإمامته وإمامة بنيه من بعده. هل الاختلاف سنة حياتية أم مرتبطة بالإمام علي فقط ؟ فقد كفروا به (ص) في مكة، ثم خالفوا أوامره في أحد، ثم رفضوا تقسيمه لغنائم حنين، وارتد منهم من ارتد، لمَ لا يعيب الشيعة حروب الردة؟ ألأن خطأ الردة صواب بخروجهم على خطأ أبي بكر!
أين الدليل ولولاية علي من الكتاب، رجاءً؟ دليل السنة معروف بضعف مظانه ولا يوجد تصريحاً بذلك ، إنما المعلوم عندما كان الرسول (ص) على فراش الموت ، ألح العباس بن عبد المطلب على الإمام علي على أن يسأل الرسول(ص) قبل مماته بأن هل هذا الأمر- الحكم وراثي- فينا أم لا؟ فرفض الإمام علي بأن لو ذهب ورده الرسول(ص) فلن تعطيهم العرب إياهم ثانية!!! ألم يكن علي على يقين من أدلتك القرآنية والسنية؟
قولك: إمامة بنيه! الإمام علي وهو على فراش الموت علق الإمامة لابنه الحسن- لا يوجد إجماع مسلمين هنا- أما الحسن فقد تنازل عنها رهباً . فكيف تكون الإمامة بنص القرآن والسنة حسب قولك ويسقطها الإمام حسن عن نفسه؟ ولمن لمعاوية ! أحد الطلقاء وابن آكلة الأكباد! ورأس المشركين! أي دين يقول بتقية مثل هذه تجرف الإسلام 14 قرناً حتى تأتي أنت وتبشرنا بالدين الصحيح والتقليد والتجديد؟
قولك:
فالأمر كما ترى جد خطير، فمجرد أن يكون هناك احتمال، ولو بنسبة 1%، أن تكون من الأغلبية الضالة هو أمر يدعو إلى الخوف..... خطير فعلاً !! إذا ابتلت هذه البلاد بكل فكرة مستوردة من الشيوعية ،الإخوان المسلمين، الناصرية ، البعثية، اللجان الثورية، التحرير، الشيعية التي ستفرخ إسماعيلية وأباضية وزيدية وعلوية ومحمد بن الحنفيية و....... علاوة على الإيدز والحروب والملاريا والإسهال المائي والحمى الصفراء ومرض النوم وداء الفيل و برعاية الدكتاتورية المستوطنة....
قولك: مع أنها في الغالب تكون مجرد تقليد أعمي وتبعية ساذجة للأسرة والمجتمع، فلماذا لا تخصص جزءاً من وقتك واهتمامك للتحقق من مطابقة معتقداتك لحقائق الدين، ومسلماتك التاريخية للواقع التاريخي، فإنك إن فعلت لن تخسر شيئاً، بل تكون لك الحجة إذا ما سئلت عن مصدر قناعاتك،
هل تعلم أن أكثر من نصف الدين تقليد؟ هل الشيعة خارج هذا السؤال؟ وهل تقليدهم يدخل في باب الأعمى والساذج ، أم مخصوص به السنة؟ هل ركن الإمامة في الشيعة يخرج عن مفهوم التقليد الأعمى والساذج؟ مثل: صلاة الجماعة والجمعة والزكاة والجهاد، ألم يكن الواجب الشيعي فيها وجود الإمام أولاً ثم اتباعه أو الانتظار؟
هل الحجة وحدها تكفي أم الإيمان والقناعة؟
قولك:
أن القرون الأربعة عشر التي تلت رحيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت حافلة بالفتن والمؤامرات التي استهدفت الإسلام فكراً ونظاماً، وأن التفسير والحديث والتاريخ، كل ذلك كان خاضعاً لأهواء السلاطين الذين انتحلوا الإمامة وإمرة المؤمنين تجاوزاً وعدواناً، هل انتهت الفتن والمؤامرات في عهد الرسو(ص) الكريم؟ وهل انتهت في عهد الإمام علي والحسن وإلى يومنا هذا ومنذ آدم ؟ هذه سنة خلقها الله ، رفضك لها بتكرير التاريخ رفض لسنته! هل اكتمل الإسلام فكراً ونظاماً بموت الرسول الكريم؟
قولك: يغلب الطابع الأموي فيه على النبوي، ومع ذلك، تجدنا نقبل عليه بكل اطمئنان، ونتلقاه دون أن نتساءل عن حقيقته أو نتثبت من سلامته. كم عدد الأحاديث النبوية المزورة التي وضعت في عهد الأمويين والعباسيين؟ وكم عدد الأحاديث المزورة المضادة التي وضعت من قبل الشيعة على مر العصور؟
قولك: للتأكد مما نقول يكفي أن تراجع بعض الموسوعات الحديثية المعروفة بالصحاح أو مصنفات السلف في التفسير والتاريخ، لتجد نفسك في لجة من التناقضات والأكاذيب والخرافات التي لا تشبه الدين في شيء، على أن لا يكون رجوعك إليها من خلال خلفياتك النفسية التي تقدس السلف وتتعبد بتقليده والتسليم لتركته وليكن مرجعك القرآن والعقل وأنت تتصفح كتب التراث. هل تعتمد اعتماداً كاملاً على نظرية الشك الديكارتية؟ ما أعلمه أن كتاب البخاري ومسلم فيه بعض الأحاديث التي تمتاز بالضعف. هل كتاب الاحتجاج الذي ذكر كاتبه أنه مراسيل في مقدمته، الذي فاق كليلة ودمنة في الحكي على لسان الحيوان لم يكن من مراجع الشيعة الكبرى! الذي ورد فيه: لوى حصان الإمام على جحفلته- شفته- في رده من موقعة تبوك وقال الحصان{ أرى أن القوم قد دبروا لك شراً، وأنت أعلم مني ,ذكر أبابكر وعمر و...... فرد الإمام: سر على بركة الله .... فمشى الحصان على الحفرة التي عرشها له أبوبكر وغيره كفخ ولم يصبه شيئاً !!
عزيزي، أنت بدأت البحث عن إجابات لأسئلتك في أضابير السياسة من شيوعية إلى أنصار سنة و إخوان مسلمين، كيف يتحول إلى موقف ديني ؟ أنت رفضت تلك الأحزاب لرفضك الظلم وقرنت ذلك بظلم الحسين، بينما معضلة الحسين ليست في صلب هذا الدين، وإنما في صلب السياسة، ومن دعاه من أهل العراق هم الذين شايعوه وأخذوا بثأره- ثورة المختار كلهم كهول فوق الستين- وأهل السودان ليست لهم ناقة في ذاك الصراع . الأن تريد أن تدخلهم في مفرزة نواصب و روافض وآل البيت وآل أمية، فتشجع خرافة الإمامة القائمة من المهدي إلى النميري والبشير والصادق ، ثم تعمد إليها تارة أخرى فتلغيها وتقيم محلها المهدي الطفل الذي نتيجة زعم باطل! لينتظره أهل السودان ليصلح حالهم و ليصلي المسيخ خلفه!!!! تأجيل قضايا السودان إلى خروج المهدي ، هل هذا إعمال للعقل؟؟؟؟ ألم تعلم أن الفرس يثأرون لملكهم الذي قضى عليه العرب – حسب ظنهم – وليس الإسلام، وقد بلغ ملكهم- قبل الإسلام- بلاد العرب والمناذرة وكانت حديقة خلفية لهم! لمذا الفرس أو الشيعة أكثر غلاً على عمر بن الخطاب؟ لآنه الذي تمت على يديه فتح فارس. متى كان العرب أكثر حضارة في تاريخهم لاستتباب الشورى أو الشريعة حتى يتغيروا في 23 سنة من عملر الوحي ويسلموا الحكم لطالبه من آل البيت؟ سوف أعود إليك إن تبقى وقت دم بخير
|
شكرا للاستاذ/آدم صيام على الأسئلة المهمة. وفي انتظار الرد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)
|
كتب عماد موسى:
Quote: "اتفرج يامسلم!!!! , هذا أول الغيث من متوكل؟!!! في الطاهرة المطهرة, الصديقة بنت الصديق, زوج رسول الله وأحبهم الى نفسه, صلى الله عليه وسلم. انه الخوض بالباطل ,واتباع الهوى,ةالوقوع في أسر الأحقاد التاريخية لآل ساسان في ايران. "ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون" |
شيخ عماد السلام عليكم عزيزي.. أنت تتحدث عن كتاب نشر قبل عشرة أعوام نشرته بمحض إرادتي وهاأناذا أعيد نشره عبر هذا المنبر مرة أخرى هذا هو تحليلي للحدث وتلك رؤيتي قد أكون مخطئا فصححني بالحجة والدليل قل للقراء أن السيدة عائشة لم تكن متحاملة على عثمان قل لهم أنها لم تحرض عليه ولم تسمه نعثلا. وأنها لم تكن تريد الخلافة لقريبها طلحة بن عبيد الله قل لهم أن السيدة عائشة كانت على وفاق تام مع علي وأنها كانت تطيب له نفسا.. قل لهم أنها بايعت عليا ودعمت شرعيته ودعت إلى طاعته قل لهم أن خروجها عليه، وقتالها له، وإرباكها لوضعه..قل لهم أن ذلك كله غير صحيح... قل لهم أن كل تلك الأقاويل أكاذيب يفتريها الرافضة ولا دليل لهم عليها.. قل لهم هاكم الدليل على أنهم يكذبون...
شيخنا عماد إن أنت اتبعت هذا المنهج وإن أنت قمت بتفنيد(أكاذيب الشيعة) بالحجة والبرهان فإن ذلك هو ما يقتضيه احترام عقول القراء أما أن تتبع أسلوب الإثارة والدعاية من قبيل قولك (اتفرج يامسلم) فإن هذا الأسلوب قد ولى زمانه ولم يعد مؤثرا في زمن الوعي والعقلانية... شيخنا عماد
عشمنافيكم كبير فنحن نحب من يختلف معنا موضوعيا ، ويرشدنا إلى مواطن خطئنا لأننا لا نستنكف أن نرجع إلى الصواب عندما يتبين لنا خطا ما نحن عليه..
والسلام
متوكل
[email protected]
-----------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: لقد استطاع معاوية خلال عشرين عاماً قضاها والياً على دمشق ثم على الشام أجمع، استطاع أن يبني جيشاً كبيراً ويقيم في بلاد الشام ما يشبه الامبراطورية، وقد مكنَّه من ذلك تغاضي الخليفة الثاني عن انحرافاته وتركه إيَّاه يدير شؤونه بصورة شبه مستقلة، والحال أن معاوية ليس من يوثق في دينه أو يركن إلى قيمه، فهو من الطلقاء الذين لا تحق لهم الخلافة وهو من بني أمية «الشجرة الملعونة في القرآن» وهو ابن ذلك الرجل، أبو سفيان بن حرب، الذي مات وهو يكيد للإسلام، ومع ذلك فإن ابن الخطاب منحه من الامتيازات مالم يمنح غيره من الولاة وأسماه «كسرى العرب». |
سبحان الله !!! في نقرات حاسوبية سريعة, وفي دقائق معدودة , تم مسح تاريخ ثلاث صحابة!!! -بجرة قلم!!! " رضي الله عنهم" - وبكلمات تفتقر الى الدعم
التاريخي وتصادم الوحي القرآني ووحي السنة- تم ارسال قذائف باطنية جائرة ومطاعن حاقدة في حق1/(عمر الفاروق): من شهد له القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم, المحدث الملهم أبي حفص زوج النبي صلى الله عليه وسلم- 2/الصحابي الجليل وكاتب الوحي وفاتح البلدان وناشر الاسلام ( معاوية) قال عنه متوكل:" معاوية ليس من يوثق في دينه.."!!! وما دام أنه من بني أمية "الشجرة الملعونة في القرآن"فهو عندهم ملعون وهذه لا تحتاج الى عبقرية! الا اذاكان احدنا يستعمل التقية.3/ أبو سفيان بن حرب مات وهو يكيد للاسلام!!!انتبه!: عمر بن الخطاب رضي الله عنه المبشر بالجنة هو عند هؤلاء يغض الطرف عن انحرافات معاوية- يعني عندهم (فاسد)! - بل ليس عمر عند (متوكل) الا مفسدا ماليا ومتحابيا لأنه خصه بامتيازات مالم يخص غيره بها!!! هذه البلية ذكرتني بقصة النخلة الباسقة التى حاول مخلوق صغير أن يحط عليها ,ثم يحط من قدرها , فقالت له النخلة: اذهب عني فأنا لم أشعر بك أصلا عنما حططت علي!!! ولله في خلقه شئون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو سفيان بن حرب وابنه معاوية لهم حصةٌ يُعطَونَها من سهم المؤلفة قلوبهم شأنهم في ذلك شأن أكثر الطلقاء وحديثي العهد بالإسلام، وذلك بعد أن أسلموا مرغمين في فتح مكة، وارتضوا أن يكونوا حثالة المجتمع المسلم حقناً لدمائهم وحفظاً لمصالحهم، وعندما مات النبي ونازعت قريش أهله حقهم ونزعته منهم، كان أبو سفيان خارج معادلة الصراع، فيما عدا محاولاته الفاشلة لزج أمير المؤمنين(ع) في لجة الصراع مع قريش فتكون ثمار الفتنة هو جانيها، وقد كان الرجل عارفاً بقدر نفسه، فلم يفكر في الدخول مباشرة في الصراع على السلطة في مقابل قريش من جهة وأهل البيت من جهةٍ أخرى فقد ذهب الإسلام بأمجاد الجاهلية التي كانت له فيما مضى سنداً وقوة. والطلقاء وإن لم يكن لهم مطمع وقتي غداة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كان عليهم أن يعملوا على أن تستقر الأوضاع بحيث تكون ثمارها البعيدة من حظهم، فبعد أن ردَّ الإمام علي(ع) على أبي سفيان وفضح نفاقه ومكائده، لم يكن أمام الرجل إلا أن يتربص وينظر كيف يستثمر السقيفة، في البداية كان مستغرباً أن يكون الأمر في أذلِّ حي من قريش ــ على حد تعبيره ــ ولكن بعد أن أُنبئَ بأن الخليفة قد ولىَّ ابنه، تراجع معتبراً ذلك بداية الطريق في مشوار طويل ينزو في آخره بنو أمية على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
كتب السلفي عماد موسى:
Quote: الصحابي الجليل وكاتب الوحي وفاتح البلدان وناشر الاسلام ( معاوية) قال عنه متوكل:" معاوية ليس من يوثق في دينه.."!!! وما دام أنه من بني أمية "الشجرة الملعونة في القرآن"فهو عندهم ملعون وهذه لا تحتاج الى عبقرية! الا اذاكان احدنا يستعمل التق |
يا شيخ عماد.. لما لا تتحفنا بشيء من سيرة (الصحابي الجليل) معاوية بن أبي سفيان.. عن تمرده على الأمام علي عن رفعه المصاحف على اسنة الرماح عن الخدعة التي قام بها لحسابه عمرو بن العاص عن الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي الذي قتله معاوية.. أكيد هناك مبررات .. انقلها لنا ياعماد عن الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي الذي اقتاده معاوية وامر بقتله في مرج عذراء شرق دمشق لانه رفض أن يتبرأ من علي.. فقتل صبرا؟ عن تعيينه لولده (البر)( المؤمن)( الزاهد) (العابد) يزيد بن معاوية وليا لعهده، أكانت هذه بدعة حسنة ابتدعها معاوية؟
هل تدري يا عماد أن صورة معاوية هذه الزاهية، غائبة عن كثير من أهل السنة؟ هل قرأت رد الأفندي على وقيع الله مؤخرا؟؟ لماذا لا تفتح بوستا تتحدث فيه عن فضائل (الصحابي الجليل) معاوية ابن أبي سفيان؟ وعن (فضائل) أمير المؤمنين يزيد ابن معاوية.. وبالمرة أكتب عن هند بنت عتبة وواجه الذين لازالوا يسمونها (آكلة الأكباد) من سنة وشيعة.. وعن أبي سفيان الذي يقول عنه السنة أنه كان إلى أن مات يحتفظ بأصنامه في مخلاته...
ردوا على هذه (الأكاذيب) ودافعوا عن أئمتكم .. لماذا لا تتحدثون عنهم إلا عندما نتناول طرفا من سيرتهم؟ وعندما نسكت تختبئون؟؟ أيها السلفيون!!! كفوا عن النواح والعويل وواجهوا الحجة بالحجة والدليل بمثله...
شيخنا عماد .. إن أنت لم تكتب عن (الصحابي الجليل) معاوية .. فأعدك بأن أتولى هذه المهمة عنكم.
والسلام ...
متوكل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: هل تدري يا عماد أن صورة معاوية هذه الزاهية، غائبة عن كثير من أهل السنة؟ هل قرأت رد الأفندي على وقيع الله مؤخرا؟؟ لماذا لا تفتح بوستا تتحدث فيه عن فضائل (الصحابي الجليل) معاوية ابن أبي سفيان؟ وعن (فضائل) أمير المؤمنين يزيد ابن معاوية..
|
وإليك يا عماد جانبا مما كتبه الدكتور عبد الوهاب الافندي في رده على محمد وقيع الله في عدد 16مارس2008 من جريدة الصحافة:
Quote: هناك سبب قوي بأننا لا نسمع اليوم -على كثرة المذاهب والنحل الإسلامية- من يزعم أنه على مذهب معاوية بن أبي سفيان أو عبدالملك بن مروان، ناهيك عمن يتباهى بأنه على مذهب يزيد أو الحجاج أو زياد بن أبيه. وبالمثل فإننا لن نسمع في المستقبل -ولا نسمع اليوم- من يفتخر بأنه من أتباع صلاح قوش أو من حواريي نافع على نافع، إلا إذا كان الأخ وقيع الله ينوي أن يكون أول مؤسسي هذه المذاهب، رضي الله عنا وعنه. |
ولكن.. ألم يسمع د. عبد الوهاب الأفندي أن الوهابيين على مذهب معاوية ويزيد وعبدالملك والحجاج؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
التعقيب على الاخ محمد خليل (Re: Motawakil Ali)
|
كتب الأخ محمد خليل:
Quote: الاخ متوكل..
سلامات ومرحب بك بالمنبر
Quote: اسئلة أخينا محمد الدقم هذه أسئلة مهمة ومفصلية وأراك تقول ان هذا البوست ليس مجالها وإنما هو لفصول كتابك
حقيقة تابعة البوست منذ البداية ويقيني انه سيكون من اهم البوستات خلال الربع الثاني..
لكني اغتظت حد الحنق على عدم ردك على اسئلة مباشرة وهي من صميم العقيدة الشيعية بل تصر على
المراوغة والركون الى الانشاء والتعويم وكأنك تخشى شيئا..وبأعتقادي ان هذه الاسئلة ستعطينا خلفية
نستطيع ان نقرأ بها كتابك ومن ثم الرد عليك..ومحاورتك سلبا ام ايجابا..
ارجو ان تترك اسلوب الهروب الى الامام وكن شجاعا بالاجابة على الاسئلة المذكورة اعلاه.
ولك التقدير
|
الأخ محمد خليل السلام عليكم وأشكر لك مرورك ورأيك في البوست لم يكن امتناعي عن الإجابة على اسئلة الأخ محمود الدقم تهربا ولا تجاهلا ولكن كانت لي وجهة نظر في البوست، إذ كنت أريد أن أخصصه لمناقشة الكتاب ولذا طلبت من الأخ الدقم أن يفتح بوست آخر عن تحريف القرآن عند الشيعة ووعدته بأن أجيب فيه على كل اسئلته.. ولكنه لم يفعل ، كما أن أحدا غيره لم يفعل.. بل أن المواضيع التي كانت مثارة ضد الشيعة قبل مجيئنا إلى المنبر توقف النقاش فيها مثل موضوع الصحابة وزواج المتعة... حتى أن الأخ عمار أدرج أحد روابط تلك الموضوعات في هذا البوست حتى يتم تنشيطه ولكنه ظل راكدا.... الآن أعدك بأن أقدم بحثا متكاملا حول القرآن متضمنا الرد على كل الأسئلة التي طرحها الأخ محمود وما لم يطرحها.. لأن المواضيع الكبيرة مثل موضوع القول بتحريف القرآن لا يمكن تناوله بإجابات سريعة ومختصرة.. ولكن وبعد أن أوضح وجهة نظري في الموضوع بصورة متكاملة عندئذ يمكن مناقشتها والرد على الاسئلة ... احترامي لك وللأخ محمود الدقم وتحياتي للجميع
والسلام..
متوكل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعقيب على الاخ محمد خليل (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: يا شيخ عماد.. لما لا تتحفنا بشيء من سيرة (الصحابي الجليل) معاوية بن أبي سفيان.. عن تمرده على الأمام علي عن رفعه المصاحف على اسنة الرماح عن الخدعة التي قام بها لحسابه عمرو بن العاص عن الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي الذي قتله معاوية.. أكيد هناك مبررات .. انقلها لنا ياعماد عن الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي الذي اقتاده معاوية وامر بقتله في مرج عذراء شرق دمشق لانه رفض أن يتبرأ من علي.. فقتل صبرا؟ عن تعيينه لولده (البر)( المؤمن)( الزاهد) (العابد) يزيد بن معاوية وليا لعهده، أكانت هذه بدعة حسنة ابتدعها معاوية؟
هل تدري يا عماد أن صورة معاوية هذه الزاهية، غائبة عن كثير من أهل السنة؟ هل قرأت رد الأفندي على وقيع الله مؤخرا؟؟ لماذا لا تفتح بوستا تتحدث فيه عن فضائل (الصحابي الجليل) معاوية ابن أبي سفيان؟ وعن (فضائل) أمير المؤمنين يزيد ابن معاوية.. وبالمرة أكتب عن هند بنت عتبة وواجه الذين لازالوا يسمونها (آكلة الأكباد) من سنة وشيعة.. وعن أبي سفيان الذي يقول عنه السنة أنه كان إلى أن مات يحتفظ بأصنامه في مخلاته... |
الشيعي / متوكل لقد وقعت كما يقولون" في شر أعمالك" وانكشف للمتابعين في المنبر وغيرهم أن الشيعة هم طائفة حاقدة تعتمد الطعن في الصحابة, والطعن والتشكيك في القرآن.والتخوين والتكذيب للذين نقلوا السنة كأبي هريرة وغيره رضي الله عنهم أجمين, هذا فضلا عن التكذيب لكل روايات السنةكالبخاري ومسلم والترمذي..الخ.وكذلك التباكي والصياح الدائم في سرد ما جرى بين الصحابة الأبرار, وهي فتن عصم الله منا سيوفنا وحفظ لأهل السنة ألسنتهم عن الخوض فيما خاض فيها بالباطل أهل البدعةو من دخل فيهم كثير من الحاقدين على الاسلام من آل ساسان المتباكين على ما فعله الفاروق من فتح بلاد فارس وايران.
شكرا لطلبك منا أن "نتحفكم"! -كماسخرت- بسيرة الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان وعن أبي سفيان الذي زعمت أنه مات على الشرك وعبادة الأصنام( النقل عن الآخرين ليس بمخرج لك).أما كلام الدكتور الأفندي في جداله مع الآخرين فهو ليس حجة علي في ديني الذي يسألني عنه ربي يوم القيامة.ان شيخك " الأفندي" ما هو الا مفتون بالعلمانية وجاهل بتاريخ المسلمين الناصع فهنيئا لك به وهنيئاموقفك ال"فضيحة" الهزيل في التبرير لصاحب كتاب" الحب والجنس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم)يا متوكل:الصحابة-مهما حصل بينهم-شهد الله لهم بالخيرية والرضا والجنة, المشكلة المساكين الذين يسيرون خلف كل ناعق, ويعتمدون على الروايات الكاذبة والمطاعن الواهية التي تعوزها الأدلة. يا متوكل: اشفق على نفسك ف"تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" ثم أطلب منك أن "تشيل الصبر, وتبرد نفسك" لا تنس انك تلعب في " الزمن الضائع" و"نحن" - كمسلمين- باختلاف طوائفنا في معنويات عالية ونعرف مواقع أرجلنا ومواقفنا من الصحابة يسندنا في ذلك كتاب منزل لانشك في حرف من حروفه كما تشكون, كما تسندنا سنة صحيحة مطهرة نقلها رجال هم نعم الرجال, هذافضلا عن فهم لسلف أبرار وأئمة أطهار. والعاقبة للمتقين-لا لأصحاب "التقية" المفترين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: فتح العليم عبدالحي)
|
Quote: أيها السلفيون!!! كفوا عن النواح والعويل |
ان كانت المؤلفات والردود والمناظرات والتحذيرات التي يقوم بها السلفيون نواحا وعويلا فلك أن تفهم ما بدا لك.
وان كانت منهجية العلكة/ اللبانة التاريخية المحرفة التي يلوكها الشيعة , وضرب الخدود العملي وشق الجيوب الفعلي
الذي يمارسه الشيعة, هذا فضلا عن اراقة دماء" اللاطم" لنفسه وذرف "النائح" لدمعه- ان لم تكن نواحا وعويلا فلا أدري ماذا تكون؟! لكن كما يقال" رمتني بدائها وانسلت"
حكمة: " ما من باطل زاهق الا وازاؤه حق دامغ"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: مع السلفيين:
بالنسبة لي كانت الجماعة السلفية هي الملاذ بعد أن أعيتني الحيرة واشتبهت علي الأمور، كان ذلك في المرحلة الثانوية، حيث يكون الشاب متنازعاً بين عدد من محاور الاستقطاب الفكري منها والسياسي فضلا عن الشارع، وهو الأكثر إغراء ومن ثم استقطاباً للمراهقين.
كنت أمام خيارين: الاخوان المسلمين و«أنصار السنة »، وكان الأول مرفوضاً لأن الأخوان كانوا في تصالح مع نظام نميري، بينما كنت أعارضه وأشارك في مظاهرات الطلبة ضد النظام، ولم أكن أعرف شيئا غير ذلك عنهم، أما أنصار السنة فكانوا الأكثر التزاماً بالدين من حيث الظاهر، وقد تسنى لي أن أتعرف على مجموعة منهم، كنت أتردد معهم على المركز العام للجماعة، وأحضر معهم صلاتي المغرب والعشاء بأحد مساجدهم الكائنة بالخرطوم، وهكذا تبنيت معظم أفكارهم وعقائدهم، لا عن قناعة؛ ولكن بحكم التوافق الاجتماعي وعامل الحشد، فمعهم لا مجال للتفكير، ولا دور للعقل، فقط عليك أن تسلم بما يقولون، لأنه –حسب زعمهم –لا يخرج عن الكتاب والسنة، ولكن أي كتاب وأي سنة؟ الكتاب كما يفهمه سلفهم، والسنة ما يتوافق منها مع آرائهم، ولا يوافقها إلا كل كاذب وموضوع. استمرت علاقتي بهم فترة قصيرة، بعدها بدأت أشعر بالضياع من جديد، انتابني إحساس بأني مع هؤلاء الناس أعبد إلهاً غير الله، الصلاة بينهم طقوس منضبطة شكلاً وفارغة من حيث المضمون، لا تعود عليك بتقوى ولا تحدث لديك يقيناً.ربما كان منشأ هذا الإحساس هو تلك الروح الوثنية الكامنة خلف المفهوم السلفي للتوحيد، بما فيه من تجسيم وتوصيف وتحديد جهة، وربما كان ناتجاً عن الفهم القشري للعبادة والأحكام الشرعية. أياً كان الأمر فإن الاستمرار معهم آخره الزندقة والخروج من الدين جوهراً والتمسك به شكلاً واسماً. لذلك سرعان ما فارقتهم وقطعت كل صلة لي بهم.
ومع الأيام كانت الحيرة تتفاقم، والشك يتمدد في النفس على حساب كثير من المسلمات الهشة التي لا أساس لها إلا في العواطف الساذجة والقداسات المزعومة. وكانت النتيجة أن فقدنا الثقة بكثير من الطروحات الدينية السائدة، وأقبلنا على حياة الشباب بعيداً عن قيود الدين. وهذا ما يحدث في الغالب مع أكثر الذين خاضوا تجربة الدين على النمط السلفي، مالم ترتبط مصالحهم استراتيجياً بالجماعة، عندئذ يكون الانتماء بدوافع غير دينية، ويكون خطر الجماعة على المجتمع، وخاصة الشباب، عظيماً.
|
| |
|
|
|
|
|
|
شبهة (Re: Motawakil Ali)
|
اقتباس من الكتاب:
Quote:
لم يشر القرآن إلى أهل البيت وولايتهم على الأمة صراحةً! فلا توجد آية تنص على خلافتهم لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكل الذي هنالك آيات تنوه بفضلهم وتحث على مودتهم، يؤولها البعض خطأً بالإمامة وولاية الأمر، ولو كانت حقاً تفيد ذلك لأشارت إليه صراحة حتى تكون الحجة أبلغ في أمر هو من أخطر شؤون المسلمين ألا وهو قيادة الأمة من بعد نبيها(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعندئذٍ لما اختلف اثنان في ضرورة اتباع أهل البيت، ولكان الصحابة أول الممتثلين لأمر القرآن، فهم قد نزل القرآن بين ظهرانيهم، وتلقوه عن رسول الله مباشرة وعرفوا منه تفسيره وتأويله، وبما أنهم لم يقولوا بالنص القرآني ولا النبوي على الإمامة لأحد، فليس لغيرهم أن يصرف آيات القرآن عن ظاهرها فيحمِّلها ما لا تحتمل!!. على أن القرآن وإن كان قد خلي من النص الصريح الذي يسند مدعى الشيعة ؛لابد أن تكون آياته الكريمة قد تضمنت، بصورة أو بأخرى، تشريعاً يكفل لرسالة الإسلام أن تبلغ مداها، وأن تكون قد رسمت للأمة منهجاً إلهياً تسلكه من بعد نبيها، وتنظيماً لشأنها يجعل منها خير أمة أخرجت للناس. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبهة (Re: Motawakil Ali)
|
خلفية الشبهة :
Quote: في أول أمري وفي مرحلة البحث عن الحقيقة عرضت لي تلك الشبهة واستوقفتني كثيراً، ولكني كنت على يقين من أن القرآن لا يمكن أن يكون قد أغفل أمر الإمامة من بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه لا بد من تشريع للتنظيم السياسي تبلغ الرسالة في ظله غاياتها، ويستقيم به أمر المسلمين، هذا التشريع قد يكون مفصلا بحيث يكون الاستغناء به عن غيره، أو يكون مجملاً يجتهد المسلمون في تفاصيله كما تم بالفعل عند اختيار الخلفاء. هذه الشبهة هي من أول ما يعترض طريق الباحث في أمر الإمامة ويعود ذلك إلى غياب المنهج السليم لفهم القرآن إذ أن الفهم السائد عند العامة هو أن النص القرآني تقتصر حجيته على الظاهر، بالإضافة إلى ذلك الحاجز الذي تقيمه كتب التفسير بين العقل والقرآن حيث صارت هي تحتكر المرجعية في فهم القرآن، الأمر الذي يعني تجميد النص القرآني عند فهم السلف، وبالتالي إلغاء خاصية من أهم خصائص القرآن، تلك الخاصية هي قابلية القرآن للتعاطي به مع كل العصور والأحداث.ويُعد تجاوزها عند السلفيين ضرباً من البدعة وخروجاً عن الدين. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبهة (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: أولا: القرآن ومستقبل الأمة: القارئ لكتاب الله يظن للوهلة الأولى أن القرآن قد اهتم بالحكاية عن الماضي أكثر من اهتمامه بالحاضر والمستقبل، ومنشأ هذا الظن أن أغلب سور وآيات القرآن تحدثت عن الأمم السابقة وأن أطول السور هي تلك التي حكت عن بني إسرائيل وآل إبراهيم وآل عمران. ثم تأتي آيات الأحكام والنذير والوعيد والجنة والنار في المرتبة الثانية، بينما لا نجد تفصيلاً لما يكون من أمر الأمة الإسلامية فيما بعد عصر النبوة. والحقيقة هي أن القرآن ينظر إلى البشرية باعتبارها كياناً واحداً يجري على أخرها ما جرى على أولها وتحكمها ذات السنن في مختلف مراحلها وفي ذلك يقول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «والله لتتبعن أثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل وطبق القذة بالقذة حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه معهم» فقالوا له: أهم اليهود والنصارى؟ فقال: فمن إذن؟. ولذا كان ضرورياً أن يفصل القرآن فيما كان من اليهود والنصارى حتى يقيس المسلمون أنفسهم بهم، فينظروا إلى ما كان نجاةً لغيرهم فيتبعوه وما كان هلاكاً فيجتنبوه. لقد كانت الرسالات السابقة بمثابة تمهيد للرسالة الخاتمة، وكانت البشرية تخطو على آثار الأنبياء خطوة فخطوة لتحقق النضج الكافي فتكون أهلاً للشريعة الإلهية في أكمل مراحلها، وهكذا وجدت أمتنا نفسها أمام صفحات طويلة من تجارب الأمم السابقة قام القرآن بتسجيلها لتكون مرآة تعكس مستقبل الأمة الإسلامية، حتى إذا ما أردنا التعرف إلى ما كان وما سيكون من بعد عصر النبوة فما علينا إلا أن نقلب صفحات الماضي قرآنا يتلى لنرى من خلالها الحاضر والمستقبل. يقول تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (سورة يوسف/109). ويقول:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (سورة الحج/46). ويقول:{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (سورة آل عمران/137). هذا جزء يسير من الآيات التي ورد فيها الأمر الإلهي بالسير في الأرض والنظر في عواقب الماضين، فما هو السير في الأرض إن لم يكن تلاوة القرآن والتدبُّر في آياته؟ إن القرآن وحده القادر على الإنباء عن الماضي والإخبار، عبره، عن المستقبل «فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم» كما روي عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). إذن فإن غلبة الطابع التاريخي على القرآن كان منهجاً حكيماً في كشف السنن الإلهية الثابتة التي تجري على الباقين كجريها على الماضين. ومن تلك السنن بل أهمها، سنة الاصطفاء الإلهي للقادة، ومن هنا كان الطرق المتواصل عليها في القرآن، والرفع من شأن أولاد الأنبياء والتنويه بهم باعتبارهم صفوة الله وخاصته وأقدر الناس على تمثيل خلافة الله في أرضه. يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (آل عمران: 33/34). ويقول: {قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النمل:59). ويقول: {يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران/42). ويقول: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} (البقرة /247). ويقول: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (فاطر/32). ويقول: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة/132 ــ 133). ويقول: {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة /124). ويقول: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء/54). ويقول: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} (مريم/58). ويقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ} (الحديد/26). ويقول: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} (الأنعام:8/86). هكذا يؤكد القرآن على خصوصية أولاد الأنبياء وذرياتهم ويحصر الكتاب والحكم والنبوة فيهم وينشر لهم الثناء ويرفع ذكرهم ويوصي بالاقتداء بهم، فإذا كان هذا هو الحال مع أولاد الأنبياء السابقين فكيف بذرية خاتم الأنبياء والمرسلين وأكرمهم جميعاً. إن المرء لا يشك مطلقاً أن ما من آيةٍ في القرآن ذُكر فيها فضل لنبي وأهل بيته إلا وكان لنبينا وأهل بيته أفضل من ذلك وإذا كان المولى عزَّ سلطانه قد اصطفى الأوصياء من بيوت الأنبياء ومن ظهورهم ثم أنزل في ذلك قرآناً يتلى فإن اصطفاءه للأوصياء من آل محمد حقيقة كحقيقة التوحيد والنبوة والمعاد. والخلاصة أن أهل البيت عليهم السلام وإن لم يذكروا مباشرةً في القرآن إلا قليلاً إلا أن القرآن ما ذكر غيرهم من ذريات الأنبياء إلا من أجلهم، وعن هذا الأمر تضافرت الروايات عن أهل البيت وأكد الرسول على ذلك وأدرك أصحابه هذه الحقيقة وقد روي عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ: «إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين»( )، بإضافة «آل محمد»؟. وفي ذلك يقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا وإذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم»( ). وإذا كان رب العزة قد اتخذ من آل إبراهيم وآل عمران أنبياء فقد اتخذ من آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أئمةً، والإمامة أعظم درجةً من النبوة وقد كان إبراهيم عليه السلام نبياً رسولاً خليلاً ثم بلغ أعلى الدرجات بالإمامة التي ما نالها إلا بعد طول بلاء {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} (البقرة/124). ثم جعل الإمامة في ذريته {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (الأنبياء/72 ــ 73).
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبهة (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: وإذا كان رب العزة قد اتخذ من آل إبراهيم وآل عمران أنبياء فقد اتخذ من آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أئمةً، والإمامة أعظم درجةً من النبوة وقد كان إبراهيم عليه السلام نبياً رسولاً خليلاً ثم بلغ أعلى الدرجات بالإمامة التي ما نالها إلا بعد طول بلاء {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} (البقرة/124). ثم جعل الإمامة في ذريته {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (الأنبياء/72 ــ 73). |
الزميل / متوكل: ابراهيم عليه الصلاة والسلام رزقه الله النبوة والامامة" ان ابراهيم كان امة". ورسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو امام المتقين بلا ريب.ولكن عندما تقول اذا كان الله اتخذ من آل ابراهيم أنبياء فقد اتخذ من آل محمد صلى الله عليه وسلم أئمة, ثم تتبع ذلك بقولك:" والامامةأعظم درجة من النبوة..." فأنت بهذا تريد أن توهم الناس أن للأئمة درجة أعلى من درجة النبوة. وهذا ما قاله الخوميني في كتابه:" الحكومة الاسلامية": ان لأمتنا مقاما لا يملكه ملك مقرب ولا نبي مرسل". ولا شك هذا خطأ خطير في الفهم والاستدلال.ولن تستطيع أن تأتي بدليل من القرآن والسنة الصحيحة لاثبات هذا الادعاء.أما استدلالك بقوله تعالى( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) فلا ينهض استدلالا بكون أئمةالشيعة أعلى درجة من الأنبياء. ثم ان المؤمن التقي ,المخلص ,المعلم الناس الخير, قد يكون ( اماما) للناس يأتمون بعلمه وهديه
ولذلك نقول عن (مالك) و(الشافعي) و(أحمد) و(أبي حنيفه) الأئمة الأربعة), رحمهم الله. وهذا هو الفهم الذي عليه المسلمون من أهل الحق والسنة. قال الامام الشافعي رحمه الله في قوله تعالى وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) قال -رحمه الله-: ( بالعلم واليقين تنال الامامة في الدين). هدانا الله واياك الى سواء السبيل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شبهة (Re: عماد موسى محمد)
|
Quote: الزميل / متوكل: ابراهيم عليه الصلاة والسلام رزقه الله النبوة والامامة" ان ابراهيم كان امة". ورسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو امام المتقين بلا ريب.ولكن عندما تقول اذا كان الله اتخذ من آل ابراهيم أنبياء فقد اتخذ من آل محمد صلى الله عليه وسلم أئمة, ثم تتبع ذلك بقولك:" والامامةأعظم درجة من النبوة..." فأنت بهذا تريد أن توهم الناس أن للأئمة درجة أعلى من درجة النبوة. وهذا ما قاله الخوميني في كتابه:" الحكومة الاسلامية": ان لأمتنا مقاما لا يملكه ملك مقرب ولا نبي مرسل". |
شيخ عماد السلام عليكم مقام الأئمة من آل محمد له صلة وثيقة بخاتم الأنبياء ومقامه الرفيع سوف نقوم بالتعريف بأئمة أهل البيت في هذا البورد حتى يعرف الناس مكانتهم الحقيقية...
والسلام ...
متوكل [email protected]
=====
| |
|
|
|
|
|
|
حوار مع صديقي ... (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: قلت له، وقد غشيتني سحابة من الكآبة، يا أخي ما لنا وفتح ملفات كهذه، وأي نفع يأتي من ذلك، أليس حرياً بنا أن ننظر إلى الجوانب التي نفهمها من حياة الصحابة، وندع تلك التي تستعصي على أفهامنا لأهلها؟ اقتتل الصحابة فيما بينهم أم لم يفعلوا فهم أصحاب رسول الله الذين مات وهو راض عنهم، وبشر أكثرهم بالجنة... ورحت أسرد له قائمة طويلة من مناقب الصحابة التي استفاضت كتب الدراسة وأحاديث الخطباء في ذكرها.
رد قائلاً: ولكن لو كنت تعلم أن انقساماً كبيراً وقع بين المسلمين نتيجة لتلك الأحداث، أصبحوا بمقتضاه مذاهب شتى، لا تعدو مذاهب أهل السنة التي ننتمي إليها أن تكون بعضها، لعرفت عندئذ أن تلك الوقائع لم تقتصر آثارها على وقتها وأهلها وحسب، ولكنها امتدت إلى وقتنا هذا، ولا زال الشيعة، وهم قطاع من المسلمين لا يستهان به، ينتصرون للإمام علي في كل خلافته التاريخية ويلقون باللائمة، على خصومه بما فيهم عائشة، إذ يعتبرونها زعيمة الفئة الباغية، ويحملونها، ومعها طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام، مسؤولية كل الفظائع التي ارتكبت في حرب الجمل وما تلاها من حروب.
لم أكن أعرف قبل ذلك اليوم أن هناك من المسلمين من يجرؤ على إدانة السيدة عائشة أو المساس بعدالة أحد من الصحابة. سمعت بالشيعة كثيراً ولكني ما كنت أعرف شيئا من عقائدهم أو آرائهم ونقدهم للصحابة. كيف والصحابة هم الجسور التي أوصلت إلينا الدين، ولولاهم لكنا في دين غير هذا؟ كيف ومنهم المهاجرون الذين تحملوا الأذى في ذات الله، فهاجروا عن الأوطان والأموال، وجاهدوا في سبيل الله حتى ظهر الدين، ومنهم الأنصار الذين آووا ونصروا وقدموا التضحيات الجسام حتى استقام للدين عمود، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة، وأهل بيعة الرضوان، وأهل جيش العسرة؟
قلت لصاحبي وقد بلغ الغضب مني كل مبلغ: الآن أدركت أنك واقع تحت تأثير السموم التي يبثها الإيرانيون هذه الأيام في محاولات يائسة من أجل تشكيك المسلمين في دينهم، وأنا أربأ بك يا أخي أن تكون أحد ضحاياهم، وهذه الموضوعات التاريخية التي تريد بحثها، دع أمرها للعلماء الذين يعلمون أكثر منا حقيقة هذه الشبهات التاريخية، كما أنهم ملمون بمؤامرات الشيعة وغيرهم من أهل المبادئ الهدامة. قلت له دعنا فيما نحن فيه، فها نحن قد كسبنا معركة في هذه الانتخابات لصالح الإسلام ولصالح الصحابة، وأمامنا جولات أخرى لن نسمح لمثل هذه الأباطيل أن تثنينا عنها، ولأن أنفي وقوع تلك الفتن تاريخياً، وأنسب الكذب للمؤرخين أهون عندي من أن أدين صحابياً.
لاذ صاحبي بالصمت، لا أدري إذا ما كان صمته اقتناعاً بما قلته أم مداراة لي وتأجيلاً للنقاش. |
| |
|
|
|
|
|
|
حديث الدار (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: حديث الدار
استهل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) دعوته المباركة داعياً إلى توحيد الله، معلناً عن نُبوَّته، مبشراً بخليفته آمراً قومه بطاعته، وذلك عندما نزل عليه قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} (الشعراء/214). فقام بجمعهم في داره ثم عرفهم برسالته وعرض على من يؤازره منهم أن يكون له أخاً ووصيَّا وخليفةً من بعده فأبى القوم إلاَّ عليٌّ، هنالك توجه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم بقوله: «إنه أخي ووزيري ووصيِّي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا»( ). عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب، قال: «لمَّا نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} دعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا علي، إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنَّي متى أبدؤهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمتُّ عليه حتى جاء جبرائيل فقال يا محمد إنك إلاَّ تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك. فاصنع لنا صاعاً من طعام.. إلى أن يقول:ثم تكلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يابني عبد المطلب إنِّي والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به. إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم؟. قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت وإني لأحدثهم سناً وأرمضهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي الله أكون وزيرك، فأخذ برقبتي ثم قال: إنَّ هذا أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع». أورد ابن كثير هذا الخبر في تفسيره وزاد بعد قوله "إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة: وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا"؟ قال فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت – وإني لأحدثهم سناً وأرمضهم عيناً وأعظمهم بطناً وأخمشهم ساقاً – أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال "إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا" ثم قام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. يكشف هذا الحديث عن حقيقةٍ هامةٍ جداً، هي أن اهتمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بمستقبل الرسالة اقترن منذ الوهلة الأولى بالإعلان عن نبوته(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم استمر في مختلف مراحل الدعوة إلى أن خفقت أجنحة الموت فوق رأسه، إنه(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ينظر إلى عمره من عمر الرسالة الخاتمة إلا باعتباره نقطة الانطلاق الأولى لمسيرة تقطعها الرسالة فيما تبقَّى من عمر الدنيا ولابد له(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون شاهداً على تلك المسيرة بطولها، ولا تتحقق الشهادة إلا بالوصاية، ولا تتحقق الوصاية إلا بالأوصياء، فلابد إذاً من الوصية منذ البداية فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعةً ولا يستأخرون، وهذا ما فهمه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من آية الإنذار، وبعد أن دعاهم إلى الله وأعلن لهم عن نبوته أشار لهم إلى خليفته و أمرهم بطاعته، فالنبي إذن كان يرسم خارطةً متكاملةً لجميع مراحل الرسالة. وإذا أردنا أن نستقصي جميع ما قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في علي(ع) وخلافته منذ بدء الدعوة إلى آخر لحظة في حياته(صلى الله عليه وآله وسلم)، فلن نبلغ، وحسبنا أن صحاح السنة ومسانيدهم قد استفاضت في ذكر ذلك، وهناك من الكتب الحديثية التي جمعت قدراً كبيراً من تلك الأحاديث. أما هنا فسوف نذكر بعض تلك النصوص، ولقد اخترناها دون غيرها لما كان لها من تأثير علينا يوماً ما فقد أخذت برقابنا وأفحمتنا على ما كنا عليه من تعصب ولجاجة، ومن لم تكفه هذه الأحاديث وتأخذ بزمامه إلى نور الولاية لأهل البيت(ع)، فإنه لن يكفيه شيء ويكون ممن قال عنهم المولى عزوجل: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} (النمل/14). |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديث الدار (Re: مهتدي الخليفة محمد نور)
|
Quote: عزيزي متوكل, تحياتي مررت للتحية و تسجيل الحضور. مودتي |
الأخ مهتدي اشكر لك مرورك ولك تحياتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
الزهراء والشيخين (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: وبالفعل جعلت الزهراء من أيامها القلائل التي عاشتها بعد أبيها ثورةً مستمرةً على الأوضاع الجديدة، فواصلت استنجادها بالأنصار وطافت مع الإمام ليلاً على بيوتهم تذكِّرهم بوصية أبيها وتدعوهم لنصرة الإمام، فكان ردهم دائماً: لقد سبقت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به، فيقول عليّ: أكنت أترك رسول الله ميتاً في بيته لا أجهِّزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه. وتقول فاطمة:ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما الله حسيبهم عليه. ونتيجة للنداءات المتكررة من الزهراء عليها السلام ندم كثيرٌ من الأنصار ولام بعضهم بعضاً وذكروا علي بن أبي طالب وهتفوا باسمه، مما أثار مخاوف القرشيين، فساد في المدينة توترٌ كاد أن يعصف بالخلافة( ). ثم طالبت الزهراء بإرثها من أبيها ومُنِعته استناداً إلى ما نسبوه إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا نورث، ما تركناه صدقه. فطالبت بأرضها المعروفة بـ (فَدَك) وهي من قرى خيبر التي آلت إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيئاً فنحلها ابنته فأبوا أن يسلموها إياها فما كان منها(ع) إلاّ أن قدمت إلى مسجد أبيها، وفيه أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار فخطبت فيهم خطبةً كانت بياناً ضافيٍاً لأحكام الإسلام ومبادئه وما صارت إليه الأمور بعد أبيها وعرضت فيها مظلوميتها ومظلومية أمير المؤمنين ونددَّت فيه بالأنصار وخذلانهم لأهل البيت ثم أثبتت بالقرآن وسنة أبيها أن ما روى عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) من أنه لا يـُورث لا أصل له في كتاب أو سنة وأنه محض اختلاق، ومن ثم ذهبت إلى دارها وبقيت فيه إلى أن وافتها المنية. وقد أجمع المؤرخون أنها ظلت مقاطعةً لأبي بكر وعمر إلى أن ماتت، وعندما اشتد عليها المرض ولزمت فراشها، عادها أبوبكر وعمر، ولما أرادا الحديث أسكتتهما ثم قالت أنشدكم الله هل سمعتم أبي رسول الله يقول:فاطمة بضعة مني، من أرضاها فقد أرضاني ومن أغضبها فقد أغضبني )؟ فقالا:نعم سمعنا. فقالت: وأنا أشهد الله أنكما أغضبتماني وما أرضيتماني، وأعرضت عنهما ولم تحدثهما حتى وافتها المنية.
|
| |
|
|
|
|
|
|
عن الحسن بن علي عليه السلام (Re: Motawakil Ali)
|
حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال : حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله ( ص ) : ان أبا بكر منى بمنزله السمع وان عمر منى بمنزله البصر وان عثمان منى بمنزله الفؤاد قال : فلما كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت له : يا أبت سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال ( ص ) : نعم ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيي هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ثم قال إن الله عز وجل يقول : ( ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) ( 1 ) ثم قال عليه السلام : وعزة ربى أن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته وذلك قول الله عز وجل : ( وقفوهم انهم مسؤلون )
عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 280
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن الحسن بن علي عليه السلام (Re: Motawakil Ali)
|
أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا
| |
|
|
|
|
|
|
شورى الستة (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: شورى الستة
وبات الخليفة ينتظر الساعة المحتومة ومن حوله رجال يتعجلون أمراً يأتي به الغد فسأله بعضهم قائلاً:لو استخلفت؟ فكَّرَ عمر ملياً في السؤال وقال بنبرة أسف:«لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته وقلت لربي لو سألني: «سمعت نبيك يقول إنه أمين هذه الأمة، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته وقلت لربي إن سألني: سمعت نبيك يقول: إن سالماً شديد الحب لله». بفرض أن ما قاله عمر عن أبي عبيدة وسالم كان صحيحاً! هلا ذكر ابن الخطاب، في هذا المقام، قليلاً من الكثير الذي قاله النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في الإمام علي(ع)؟ هلا ذكرت يا عمر قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):ــ «لفاطمة عندما أراد تزويجها من علي(ع): «لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلماً ـ أي إسلاما ـ وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً»( ). «إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي»( ). لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي»( ). في فتح خيبر لعلي: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»( ). عن أم سلمة(رض) قالت: «سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «علي مع القرآن والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض»( ). «يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني»( ). «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»( ). «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمِّي إلي أنه لا يحبني إلاَّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق»( ). «النظر إلى وجه علي عبادة»( ). «عليٌّ مني وأنا من علي ولا يؤدي عنِّي إلا أنا أو علي»( ). «من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني»( ). هذا غيض من فيض مما قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل علي دون ما قاله في إمامته وولايته لأمر المسلمين، مما لو ذكره القوم أو أقروا به يوم أن فارقهم (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ترددوا في تقديم من قدمه الله ورسوله ولو أنهم فعلوا لكفونا شروراً كثيرة أقلها أننا لبثنا أنضر سنوات عمرنا في غفلةٍ عن الحقيقة نعيش على الشاطئ الآخر للإسلام بعد أن ضيعنا سفينة النجاة، نعد علياً رابع أربعة وعاشر عشرة وهو من لا يقاس به أحد، لا نعرف عن سيرته إلا غبشاً، بعد أن عمد أرباب التضليل إلى إخفاء فضائله حسداً وبغضاً عندما أخفاها أتباعه خوفاً. هلاَّ ذكرت يا عمر إذ ذكرت ما ذكرت عن أبي عبيدة وسالم أن لعليٍ في عنقك بيعة بايعتها إياه يوم الغدير؟ لماذا لا تعيد إليه الأمر وقد استوفيت منه حظك؟. يقول الكاتب المصري عبد الفتاح عبد المقصود: [إنه بلا ريب ذكره، وذكر قدر علي، لاكما جرت به سيرته على شفاه محبيه بل كما علمه هو وخبره وقدره القدر الذي يعدو به على الآخرين، ولكنه أيضاً ذكر السياسة العليا التي استنتها لنفسها قريش]. نعم فإن السياسة القرشية ما كانت لتجيز أن تكون قيادة الدولة الإسلامية بأيدي الأوصياء من أهل البيت جيلاً بعد جيل، لأنها ترى في ذلك طوقاً لا ينفك يحول بينها وبين مصالحها وطموحها القبلي، وعليُّ ــ كما عرفوه ــ «خشن في ذات الله» كما قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ولمَّا كان الصفوة من المؤمنين والناس في مختلف الأمصار يتطلعون إلى علي(ع) ويتشوقون إلى عدله لم يشأ عمر أن يتجاوزه صراحةً إلى غيره فسن نظاماً جديداً للشورى لا عهد للناس بمثله، فجعلها في ستة نفر أحدهم علي. وفي ذلك يقول الإمام(ع): «حتى إذا مضى ـ عمرـ إلى سبيله جعلها في جماعة زعم أنى أحدهم، فيالله وللشورى! متى اعترض الريب فيَّ مع أولهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر، لكني أسففت إذ أسفوا وطرتُ إذ طاروا فصغا رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هنٍ وهن إلى أن قام ثالث القوم ـ عثمان ـ نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته»( ). لقد دخل الإمام علي(ع) في هذه المعادلة إلى جانب عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوَّام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص دخل وهو يعلم سلفاً أنها محسومةٌ لغير صالحه، دخل معهم وهو يعلم أن ليس منهم من يدانيه في شيء من خصائصه ومع ذلك دخل معهم حتى تتكامل خيوط التآمر ثم تنفضح بوجوده. يقول عبد الفتاح عبد المقصود: «إن الرجل لم ينادِ صراحةً بإقصاء علي عن الإمارة ولكن وضعه إياه مع أولئك الآخرين على سواء كان يصرخ بأنه ليس يبزهم ولا يعلو عليهم مرتبةً في الشأن الذي اختيروا له. وما أحسبه إلا واضحاً ما سوف تخسره قضية علي بهذه المساواة»( ). ولكن من قال أن علياً كان يريد كسباً عاجلاً يكون هو قضيته الرابحة أو الخاسرة. نعم إذا كانت القضية هي السلطة فقد خسرها لكنه(ع) بالمقابل حقق مكسباً استراتيجياً عندما أبى الإقرار بسيرة الشيخين ليؤكد للتاريخ حقيقة هامة هي أنه ما هادن الخلفاء حين هادنهم اعترافاً بشرعيتهم وإنما فعل ذلك لحكمةٍ رآها وحرصاً على الإسلام، وحقيقة أخرى هي أن المبادئ ليست للمساومة وأن الخلافة لا تزيد لإمامته شيئاً ولا تنقص،.ومما رمى إليه عمر بهذه «الشورى» تأليب العصبيات القبلية ضد علي(ع) ومن ثم ضد أهل البيت فقد أومأ إلى بيوتات العرب أن هاشم ليست وحدها في المجد والشرف فإن كان فيها علي ففي «تيم» ــ قبيلة أبي بكر ــ طلحة بن عبيد الله، فإذا كانت تيم قد انحازت يوماً لابنها أبي بكر فلها أن تنحاز اليوم لطلحة فتثأر بذلك من علي الذي لم يرها أو ير ابنها أهلاً للخلافة وقال فيه ما قال. ومن أمية اختار عثمان ليقف بنو أبيه إلى جانبه تحدوهم أحقاد بدرية وأُحدية وضغائن جاهلية. ومن «زهرة» اختار عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وللرجلين نسب موصول مع أمية( )، أما الزبير بن العوام ابن عمة الإمام فهو وإن كان قد ناصر ابن خاله اليوم ومن قبل، فهو الآن يرى نفسه نداً له، كيف وقد رشحهما عمر جنباً إلى جنب للخلافة، وكأنه أراد بذلك أن يقول للزبير أنت وابن أبي طالب في مرتبة سواء فما وقوفك وراءه وأنت كفؤه؟ وقد كان الذي أراده عمر وذلك عندما خرج الزبير بصحبة عائشة وطلحة في قتال ابن خاله أمير المؤمنين(ع) في واقعة الجمل. واجتمع المرشحون الستة وفق لائحةٍ رسمها الخليفة الجريح، وبعد مداولات ومناورات بات الأمر منحصراً في أمير المؤمنين(ع) وعثمان، وهنا تدخل ابن عوف الذي حصل على امتياز الحسم بعد أن تنازل عن ترشيحه وراح يساوم علياً في مبادئه مشترطاً عليه الالتزام ــ إلى جانب كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسيرة الشيخين، أبي بكر وعمر، وهو يعلم سلفاً موقف الإمام من تلك السيرة. بل إن ابن عوف هو نفسه قد حكم سلباً على سيرتهما عندما أضافها إلى الكتاب والسنة، فالرجلان إما أن يكونا قد سارا وفق الكتاب والسنة وعندئذٍ فلا معنى لأن تضاف سيرتهما إليهما، وإما أن يكونا قد سارا بخلافهما. وكما توقع ابن عوف وأراد، فقد تبرأ الإمام (ع) إلا من الكتاب والسنة، وأبى الالتزام إلاّ بهما، غير عابئ بالخلافة وفواتها، فعليّ «مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار». أما عثمان فلم يتردد ولم يطرف له جفن، وما أن عُرضت عليه الشروط حتى قبلها بلا نقاش، وهكذا آل أمر المسلمين إلى بني أمية فراح شيوخهم يرقصون فرحاً، بينما راح الغلمان يعدون العدة لإعادة أمجاد أمية الجاهلية، والثأر للآباء والأجداد الذين صرعتهم سيوف علي وحمزة والمؤمنين ببدر وأُحد. هذه الثارات التي استمرت إلى أن توَّجها يزيد بن معاوية بسفك دماء السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين(ع) وأهل بيته بكربلاء ثم أخذ يتغنى بجريمته قائلاً: ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأثل
لأهلُّوا واستهلُّوا فرحا ثم قالوا يايزيد لا تُشلْ
لستُ من خندف إن لم انتقم من بني أحمد ما كان فعلْ
لعبت هاشمُ بالملكِ فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزلْ
أما الصفوة من المؤمنين فقد كادت أنفسهم أن تذهب حسرات وهم يرون أمرهم يسند مرةً بعد مرة إلى غير أهله. روى اليعقوبي في تاريخه( )، أن بعضهم قال: «دخلت مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدت رجلاً جاثياً على ركبتيه يتلهف تلهف من كأن الدنيا كانت له فَسُلِبها وهو يقول: واعجباً لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم عناءً في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم. والله لقد ذووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي، وما أرادوا إصلاحاً للأمة ولا صواباً في المذهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعداً وسحقاً للقوم الظالمين. فدنوت منه فقلت: من أنت يرحمك الله؟ ومن هذا الرجل قال: أنا المقداد بن عمرو وهذا الرجل علي بن أبي طالب. قال: فقلت: ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه؟ فقال: يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجري فيه الرجل والرجلان ثم خرجت فلقيت أبا ذر فذكرت له ذلك فقال: لقد أخبرنا فلم نألُ». وروى المسعودي في تاريخه( )، «قام المقداد فقال: ما رأيت مثل مـا أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم. فقال له ابن عوف: وما أنت وذاك يا مقداد؟ فقال إني والله لأحبهم لحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إياهم وإن الحق معهم وفيهم، يا عبد الرحمن أعجبُ من قريش ــ وإنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت ــ قد اجتمعوا لنزع سلطان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بعده من أيديهم، أما وأيم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر». ونحن نعجب من عبد الرحمن بن عوف إذ يقول للمقداد: وما أنت وذاك يا مقداد؟ مستهيناً به محقراً إيَّاه وهو من قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: إن الله عزَّ وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم، قيل يا رسول الله سمِّهِم لنا. قال: عليٌ منهم عليُّ منهم، عليُّ منهم وأبو ذر و المقداد وسلمان»( ). وكان المقداد من أول سبعة أظهروا الإسلام بمكة( )، وشهد أحداً والمشاهد كلها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). وقد جاء تعريفه في أسد الغابة كما يلي: «يعرف با لمقداد بن الأسود ونسب للأسود بن عبد يغوث الزهري لأن المقداد حالفه فتبناه الأسود، وهو قديم الإسلام من السابقين وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد بدراً، وعن ابن إسحاق قال: أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لما سار إلى بدر الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فاستشار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس، فقال أبو بكر فأحسن وقال عمر فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أمرت به فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة / 24). ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق نبيَّاً لو سرت بنا إلى «برك الغماد» ــ موقع وراء مكة بخمسة أميال ــ لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيراً ودعا له»( ). ذاك هو المقداد الذي يسخر منه عبد الرحمن بن عوف ويزجره لا لشيء إلا لأنه صدع بالحق في وقت عز فيه قائله. وعمَّار بن ياسر أيضاً كان هناك وأبى إلاَّ أن يقول كلمته وهو من لا تخفى سابقته وصبره وجهاده مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم مناصرته لوصي الرسول وأمير المؤمنين علي(ع) منذ السقيفة وحتى وقعة صفين حيث كانت شهادته ــ عن عمر ناهز التسعين ــ تبياناً للفئة الباغية، إذ كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال له: «ياابن سمية تقتلك الفئة الباغية». روى المسعودي: «قام عمَّار في المسجد فقال: يا معشر قريش أما إذا صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم هاهنا مرة، وهاهنا مرة فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله»( ). أما الإمام عليّ فلم يكن الأمر مفاجئاً له، إذ كان يعرف النتيجة سلفاً، حتى أن عمه العباس نصحه منذ البدء ألا يدخل في الشورى التي قررها عمر، فالعباس أيضاً كان يعلم أن وصية عمر بالشورى كانت تومئ إلى نتيجتها كما يومئ عهد مكتوب. وأوضح عليٌّ(ع) الحكمة من دخوله قائلاً: إني أدخل في الشورى معهم لأن عمر بن الخطاب أهَّلني الآن للخلافة وكان من قبل يقول أن النبوة والخلافة في بيت واحد لا تجتمعان وأردت أن أظهر أن روايته تخالف فعله. وحقاً نقض الفعل الرواية وإن جاء كلاهما بنفس الغاية. وبعد أن رست الخلافة بالشورى العمرية على الشاطئ الأموي خرج عليٌ ليخاطب الناس بقوله: أيها الناس لقد علمتم أني أحق الناس بهذا الأمر من غيري، أما وقد انتهى الأمر إلى ما ترون، فوالله لأسالمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور إلاَّ عليَّ خاصة التماساً لأجر ذلك وفضله وزهداً فيما تنافستموه من زخرف. وهكذا كان (ع) منذ أن فارقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يضع مصلحة الإسلام والمسلمين نصب عينيه ويقف في الخلف لا ليكيد للحاكمين ويتآمر عليهم ولكن ليقوّم الاعوجاج ويهدي إلى الصواب تمكيناً للدين وصيانة لأمر المسلمين ولولا تلك المواقف الربانية لما قامت للإسلام قائمة. ولكُنَّا اليوم في دين غير دين، فنحن في هدانا مدينون لعليٍّ(ع) ولمواقفه النبيلة التي تخطت الزمن وأتت أكلها في كل حين. إننا مدينون له (ع) مرتين مرةً عندما أسند الدين الوليد إلى قائم سيفه فقام متكئاً عليه، ومرةً عندما نصب صبره عموداً لسقيفة الخلافة حتى لا تنهار على الإسلام، ومرات، ومرات، نأتي على ذكر بعضها في البحوث التالية. |
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
الأخ الكريم الأستاذ متوكل
في حوارك مع عماد أنت كمن يحـاول نقل الشمس من مستقرها وأسـماع أحجار من الصلدات .
الله يعينك .
كلام الشيخ عماد عن عمرو بن العاص ذكرني حديث عائشة أم المؤمنين :
المستدرك على الصحيحين ج4 ص14ح6744 : " أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى -الحافظ المتقن- ومحمد بن محمد بن يعقوب الحافظ قالا ثنا محمد بن إسحاق الثقفي -وهو السراج الثقة الحافظ المتقن - ثنا قتيبة بن سعيد -الثقة الثبت المتفق عليه- ثنا جرير -وهو ابن عبد الحميد ثقة من رجال لشيخين - عن الأعمش -ثقة مدلس - عن أبي وائل -ثقة حجة- عن مسروق -ثقة عابد - قال قالت لي عائشة ( رضي الله عنها) : إني رأيتني على تل وحولي بقر تنحر فقلت لها لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة قالت: أعوذ بالله من شرك . بئس ما قلت . فقلت لها : فلعله إن كان أمرا سيسوءك . فقالت والله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك . فلما كان بعد ذكر عندها أن عليا رضي الله عنه قتل ذا الثدية فقالت لي إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناسا ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد فلما قدمت وجدت الناس أشياعا فكتبت لها من كل شيع عشرة ممن شهد ذلك قال فأتيتها بشهادتهم فقالت : لعن الله عمرو بن العاص . فإنه زعم لي أنه قتله بمصر . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "
يلا ياشيخ عماد سيب كلام الزميل متوكل وأهي أم المؤمنين لعنت ليك عمرو بن العاص
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
فاطمة بنت أسد أم النبي بعد أمه: لم تبدأ علاقة علي(ع) بالنبي يوم تلقاه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيديه الكريمتين بعد أن ولد بجوف الكعبة، إنما بدأت تلك العلاقة يوم أن انتقل النبي إلى بيت عمه وكفيله أبي طالب وهو في باكورة صباه، بعد أن فقد أمَّه ومن بعدها فقد جده عبد المطلب الذي أوصى به إلى ابنه أبي طالب، وفي بيت أبي طالب احتضنته(صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة بنت أسد فكانت له أماً بعد أمه. لم يذكر أصحاب السير والمؤرِّخون شيئاً كثيراً عن فاطمة بنت أسد، ولذلك لا يكاد يعرفها أو يعرف دورها من المسلمين إلا قليل من ذوي الاختصاص بالسيرة والتاريخ، وقد عرفنا سابقاً الكثير عن السيدة حليمة السعدية (رض)، مرضعة الرسول، ولا شك أنها نالت بذلك شرفاً عظيماً، وأصبح ذكرها على كل لسان وسيرتها تدرس للصبية في أول ما يدرسون من السيرة ولكن ماذا عن فاطمة بنت أسد؟ لماذا خلت عن ذكرها الكتب المدرسية ولماذا تجاهلها العلماء والخطباء؟ أو كانت أقل شأناً من حليمة السعدية والشيماء أخت النبي من الرضاعة؟ ألم تتعهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مفجوعٌ بأمه وجده وهو في سن لا يستغني فيها عن الأمومة ورعاية النساء، أليست هي أول هاشمية تولد لهاشميين، أسلمت وهاجرت و أنجبت علياً وجعفراً وعقيلاً، وعندما ماتت كفّنها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في قميصه ونزل في قبرها وتمدد فيه، فقالوا له ما رأيناك صنعت بأحدٍ ما صنعت بهذه! فقال: إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرَّ بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكس من حلل الجنة(1) ، واضطجعتُ في قبرها لأن للقبر ضمَّة ولا أريد للقبر أن يضمها!!. ومن هذا البيت، بيت أبي طالب وفاطمة بنت أسد انتقل الإمام علي ليعيش ويربو في كنف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). يقول الحاكم في المستدرك: كان من نعم الله على علي بن أبي طالب(ع) ما صنع الله وأراد به من الخير. إن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثيرة، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمه العباس ــ وكان من أيسر بني هاشم: يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله، آخذ أنا من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه. فقال العباس: نعم. وانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعاً ما شئتما، فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً فضمه إليه، فلم يزل علياً(ع) مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بعثه الله نبياً فاتبعه على وصدَّقه، وأخذ العباس جعفراً، ولم يزل جعفر مع العباس حتى أسلم واستغنى عنه( ). وهكذا قدَّر الله لعلي أن يلازم خير خلقه ويتتلمذ لدى معلم البشرية وأستاذها الأعظم نبيه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وبذا يتوفر لعلي من الفرص ما لم يتوفر لغيره، ولقد احتج الإمام علي(ع) بمنزلته تلك من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (وقد علمتم موضعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله و خديجة وأنا ثالثهما؛ أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة. ولقد سمعتُ رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت يا رسول الله، ما هذه الرنة؟ فقال: «هذا الشيطان قد آيس من عبادته. إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلاَّ أنك لست بنبي ولكنك لوزير وإنك لعلي خير»
| |
|
|
|
|
|
|
عمر: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت!!!! (Re: Motawakil Ali)
|
أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عمر: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت!!!! (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا |
أحقا كانت فلتة؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
عمرو بن العاص (Re: Motawakil Ali)
|
كتب عبد الرحمن الطقي:
Quote: ها أنت يا متوكل بدأت إظهار معتقدك الباطل في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل عمرو بن العاص الذي زعمت أنه يستحق القدح و الذم ، فأيهما على صواب من يترضى عمن رضي الله عنهم أم الذي يذمهم و يسبهم و يلعنهم بل و يكفرهم ؟؟!!
قال الله تعالى : ( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيهاأبداً ذلك الفوز العظيم ) التوبة ( 100 ) . |
شيخنا الطقي هلا حدثتنا عن فضائل عمرو بن العاص قبل أن نأتيك بما نعرف عنه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
قـريبي الاسـتاذ مـتوكل سـريناقمندو
شـكراً لـك وانـت تـشركنا مـعك فـي رحـلتك وبـحثك الـمضنى فـي الـتاريخ والـتراث الاسـلامي حـتى رسـى قـاربك عـند مـذهب آل الـبيت. لم انـتبه للـبوست الا الـيوم، بـوست طـويل وزاخـر بـكم هـائل مـن الـمعلومات والـسجالات سـاعود لـقرأته كاملاً عـندما يـحين الـوقت.
زامـلت وتـصادقت مـع عـدد مـن الـشيعة عـندما كـنت فـي الامـارات وقـرأت عـدد مـن كـتب مـذهب آل الـبيت وأولـها "أدعـية" الـصحيفة الـكاملة الـسجادية للامـام عـلى زيـن الـعابدين.. رغـم الاخـتلاف ولـكني وجـدت فـيهم اناس أشـبه باهـلنا الـصوفية بـكل صـفاتهم الـسمحة.
أحـترم جـداً إخـتيارك الـمذهبي. نـعم لـحرية الاعـتقاد الـديني والـمذهبي فـقد غـابت كـل الـحريات عـن دولـتنا الـتي يـتصدرها حـفنة مـن اللـصوص والـمجرمين الـذين يـحكمون باسـم الله ويـتحكمون حـتى فـي ضـمائر الـخلق. سـيطرة الـمذاهب الـتكفيرية عـلى كـافة الـمنابر فـي بـلادنا تـنذر بـعواقب وخـيمة.
فائـق مـودتي
| |
|
|
|
|
|
|
re. عبد القادر سبيل (Re: Motawakil Ali)
|
كتب الأستاذ عبد القادر سبيل في بوست :الاستاذ الفاضل/ متوكل محمد علي المحامي.. لماذا أنت شيعي؟
Quote: الاخ الكريم متوكل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على الرد وشكرا على الاحالة وبالفعل لم اكن قد اطلعت على بوست ( ودخلنا الباب سجدا ..) من قبل واظنه يغني عن فتح بوست خاص ههنا ولذلك اجد ان تداخلي معك في بوست ودخلنا الباب اجدى واوفر من بعثرة الجهود سنتقابل في ساحتك حيث يمكنك ان تبدأ بالرد على اسئلتي اعلاه هنالك لك احترامي
|
شكرا أستاذ سبيل على هذه الروح الطيبة سوف آتي بأسئلتكم من موقعها إلى هنا وإجيب عليها وعلى ملاحظاتك على هذا الكتاب.. أكرر شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
أستاذ كمال السلام عليكم
Quote: استاذ متوكل ياخي لقيت من أحد الكتاب نقل عن الكافي للكليني وليس عندي الكتاب فاريدك تتأكد من هذا النقل لانه غالبا الكتاب يكون عندك والنقل هو الآتي :
|
إليك أخي الرواية كاملة من الكافي ج1 ص 238 - 240
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الحجال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال : فرفع أبو عبد الله عليه السلام سترا بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك. قال : قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا عليه السلام بابا يفتح له منه ألف باب ؟ قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ألف باب يفتح من كل باب ألف باب. قال : قلت : هذا والله العلم. قال : فنكت ساعة في الأرض ثم قال :إنه لعلم وما هو بذاك . قال : ثم قال : يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال :قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال : قلت : هذا والله العلم قال إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال قلت :وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل. قال قلت : إن هذا هو العلم. قال : إنه لعلم وليس بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلم وما هو بذاك . ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم. قال : إنه لعلم وليس بذاك . قلت : جعلت فداك فأي شئ العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار، الامر من بعد الامر ، والشئ بعد الشئ ، إلى يوم القيامة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلم وما هو بذاك . |
ما ترى النقل صحيح يعني يا أخ متوكل ، فعلا أنا شعرت أنه جزء من كلام آخر لكن في النهاية الناقل الظاهر اخذ موضع الشاهد الذي يرى فيه المشكلة !!!!!
وما هو قولك أنت استاذ متوكل في مثل هذا ؟؟؟؟
لانك أنت حسب ما تقدم من كلامك في بعض المواضع أنك لا تقر ذلك وتعتقد أن المصحف الموجود الآن هو فعلا كتاب الله الذي أنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام
لكن المشكلة أن كتاب الكافي هو من كتب القوم المعتمدة فهو تقريبا مثل البخاري عندنا
فما الحل بالنسبة لكم لمثل هذا ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
Quote: وما هو قولك أنت استاذ متوكل في مثل هذا ؟؟؟؟
لانك أنت حسب ما تقدم من كلامك في بعض المواضع أنك لا تقر ذلك وتعتقد أن المصحف الموجود الآن هو فعلا كتاب الله الذي أنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام
لكن المشكلة أن كتاب الكافي هو من كتب القوم المعتمدة فهو تقريبا مثل البخاري عندنا
فما الحل بالنسبة لكم لمثل هذا ؟؟؟ |
الأستاذ كمال يدور الكلام في الرواية عن كتاب للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام اسمه (مصحف) ليس فيه شيء من كتاب الله وحجمه ثلاث أضعاف القرآن... مصحف ليس من أسماء القرآن إنما هو إسم يطلق على أي كتاب.. الدليل على ذلك أن الإمام يتحدث عن القرآن في موارد أخرى كثيرة مادحا ومفسرا وموجها للمسلمين للتمسك به... إذن فإن مصحف فاطمة والجفر والجامعة هي كتب علمية صادرة عن الراسخين في العلم الذين هم الثقل الآخر للقرآن مصداقا لقول الرسول (صلى الله عليه وآله ) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.. اعتقد أن الأمر من الوضوح بمكان... إليس كذلك؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
Quote: لكن هو يقول فيه مثل قرأنكم هذا ثلاث مرات
فما معنى مثل قرانكم ؟؟؟ مثله في ايش؟؟؟ وما هو العلم الذي فيه وهل هو علم من تأليف السيدة فاطمة أم أنه وحي من الله أم ماذا؟؟؟؟
الام غير متضح وملتبس |
أستاذ كمال تحياتي
الظاهر أن مصحف فاطمة يعادل في حجمه القرآن ثلاث مرات... والعلم الذي في هذا المصحف هو ـ حسب ما روي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مما كان يحدث به جبريل فاطمة بعد موت أبيها وكان يكتبه علي.. وفيه خبر ما يحدث لذريتها من بعدها...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: الظاهر أن مصحف فاطمة يعادل في حجمه القرآن ثلاث مرات... والعلم الذي في هذا المصحف هو ـ حسب ما روي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مما كان يحدث به جبريل فاطمة بعد موت أبيها وكان يكتبه علي.. وفيه خبر ما يحدث لذريتها من بعدها... |
لكن يا أستاذ متوكل هناك إشكالات على هذا الكلام
اولا: كيف يحدثها جبريل والمعروف أن جبريل ينزل بالوحي على الانبياء والمرسلين وهذه مهمته ولم يثبت أنه جاء بالوحي لغير الأنبياء والمرسلين
والمجمع عليه بين الامة أن الوحي أنقطع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين والمرسلين عليه الصلاة والسلام
ثانيا:لو سلمنا جدلا أن جبريل كان يخبر السيدة فاطمة كيف يكون مصحف فاطمة يعادل في حجمه القرآن ثلاث مرات وهي لم تبق بعد أبيها عليه الصلاة والسلام إلا ستة أشهر ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم بقى الوحي ينزل عليه ثلاث وعشرين سنة فكيف ما نزل على رسول الله في هذه الثلاث وعشرين سنه يفوقه ثلاث مرات ما أخبرت به السيدة فاطمة في خلال ستة أشهر
ثالثا: هل خبر ما يحدث لذريتها من بعدها يحتاج كل هذا الكم الكبير من الوحي أو من الإخبار من جبريل - لو سلمنا أن جبريل كان يأتيها بذلك- مع أن كل أمور الأمة وخبر الاولين والاخرين منذ أدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها جاءنا في القرآن مع الحلال والحرام وذكر الجنة والنار والدار الآخرة والعبادات والمعاملات وقال الله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شئ" فكيف كل هذا يفوقه ثلاث مرات الإخبار عما يحصل لذرية السيدة فاطمة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
أضف إلى ذلك يا أستاذ متوكل أن فطاحلة الشيعة وعلماءهم الكبار وحسب بحثي ما وجدتهم يخرجون الامر هذا التخريج أعني أن عندهم مصحف فاطمة يعني ما ذكرت من أنه إخبار من جبريل بما يحصل لذريتها من بعدها بل هم يثبتون في مواضع عديدة من كتبهم بل في مؤلفات خاصة أن القران الذي بين أيدينا محرف وأن القرآن الحق هو مصحف فاطمة ودونك مثلا كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب وغير ذلك مما هو منتشر بين الشيعة وموزع في كثير من مراجعهم
فكلامك الأخير زاد اللبس زيادة فما العمل ؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
Quote: لكن يا أستاذ متوكل هناك إشكالات على هذا الكلام
اولا: كيف يحدثها جبريل والمعروف أن جبريل ينزل بالوحي على الانبياء والمرسلين وهذه مهمته ولم يثبت أنه جاء بالوحي لغير الأنبياء والمرسلين
والمجمع عليه بين الامة أن الوحي أنقطع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين والمرسلين عليه الصلاة والسلام |
الثابت أن هناك محدثين تحدثهم الملائكة من غير الأنبياء والمرسلين ، وجبريل من الملائكة .. فما المانع أن يكون قد حدث فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟؟ والوحي الذي انقطع بموت النبي هو وحي النبوة وعلى ذلك أجمعت الأمة .. ولكنها لم تجمع على أن الوحي قد انقطع مطلقا...
Quote: ثانيا:لو سلمنا جدلا أن جبريل كان يخبر السيدة فاطمة كيف يكون مصحف فاطمة يعادل في حجمه القرآن ثلاث مرات وهي لم تبق بعد أبيها عليه الصلاة والسلام إلا ستة أشهر ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم بقى الوحي ينزل عليه ثلاث وعشرين سنة فكيف ما نزل على رسول الله في هذه الثلاث وعشرين سنه يفوقه ثلاث مرات ما أخبرت به السيدة فاطمة في خلال ستة أشهر |
الحديث النبوي أيضا وحي (إن هو إلا وحي يوحى) وكما يعلم الجميع فإن الحديث من حيث الكم أكبر من القرآن .. فما الضير في ذلك ؟؟
Quote: ثالثا: هل خبر ما يحدث لذريتها من بعدها يحتاج كل هذا الكم الكبير من الوحي أو من الإخبار من جبريل - لو سلمنا أن جبريل كان يأتيها بذلك- مع أن كل أمور الأمة وخبر الاولين والاخرين منذ أدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها جاءنا في القرآن مع الحلال والحرام وذكر الجنة والنار والدار الآخرة والعبادات والمعاملات وقال الله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شئ" فكيف كل هذا يفوقه ثلاث مرات الإخبار عما يحصل لذرية السيدة فاطمة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!! |
أستاذ كمال.. إذا عرفت أن هذه الذرية الطاهرة قد ارتبط مصير البشرية إلى قيام الساعة بمصيرها لما استكثرت أن يخصص لها مصحفا بحجم مصحف فاطمة...
Quote: أضف إلى ذلك يا أستاذ متوكل أن فطاحلة الشيعة وعلماءهم الكبار وحسب بحثي ما وجدتهم يخرجون الامر هذا التخريج أعني أن عندهم مصحف فاطمة يعني ما ذكرت من أنه إخبار من جبريل بما يحصل لذريتها من بعدها بل هم يثبتون في مواضع عديدة من كتبهم بل في مؤلفات خاصة أن القران الذي بين أيدينا محرف وأن القرآن الحق هو مصحف فاطمة ودونك مثلا كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب وغير ذلك مما هو منتشر بين الشيعة وموزع في كثير من مراجعهم
فكلامك الأخير زاد اللبس زيادة فما العمل ؟؟؟؟؟؟ |
من من علماء الشيعة أو عامتهم قال أن القرآن الحق هو مصحف فاطمة ؟؟ أتني بمثال واحد وسوف ترى ما تحدثه من تحول في قناعاتي...
لك ودي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: الثابت أن هناك محدثين تحدثهم الملائكة من غير الأنبياء والمرسلين ، وجبريل من الملائكة .. فما المانع أن يكون قد حدث فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟؟ والوحي الذي انقطع بموت النبي هو وحي النبوة وعلى ذلك أجمعت الأمة .. ولكنها لم تجمع على أن الوحي قد انقطع مطلقا... |
لكن يا استاذ متوكل المحدث او الملهم تحدثه الملائكة أو تلهمه بضحف القرآن ثلاث مرات ؟؟؟؟ وكما قلت لك القرآن يتعلق بكل شي
Quote: الحديث النبوي أيضا وحي (إن هو إلا وحي يوحى) وكما يعلم الجميع فإن الحديث من حيث الكم أكبر من القرآن .. فما الضير في ذلك ؟؟ |
ما علاقة الحديث النبوي بما نحن فيه ، الحديث النبوي كما قلت وحي فعلا وتشريع فهو وحي من الله بمعناه واللفظ منه عليه الصلاة السلام لكن النبي عليه الصلاة والسلام كما قلت لك بقى 23 سنة والسيدة فاطمة لم تبق إلا ستة أشهر فهل يعقل أن النبي وهو رسول الله والمبين للتشريع الذي يشمل الامة كلها ويشمل كل شي وبقي كل هذا المدة يكون ما حدثت به السيدة فاطمة في خلال ستة أشهر وليست هي مبينة عن الله ولا ارسلت للامة يكون ما جاءها ضعف هذا ثلاث مرات ؟؟؟؟!!!!!!!!!!
Quote: أستاذ كمال.. إذا عرفت أن هذه الذرية الطاهرة قد ارتبط مصير البشرية إلى قيام الساعة بمصيرها لما استكثرت أن يخصص لها مصحفا بحجم مصحف فاطمة... |
لا شك أن مصير البشرية ارتبط أولا بمبعثه عليه الصلاة السلام وذريته تبعا له وما من أحد إلا وهو تبعا لهذا النبي العظيم عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى له "ما فرطنا في الكتاب من شي" وما يتعلق بهم اعني ال البيت الاطهار بينه هذا الكتاب العظيم وفصله عليه الصلاة والسلام في سنة الكبيرة الكثيرة ولم تكن هناك حوجة إلى أن ياتي وحي آخر بل الوحي الذي ينزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام نفسه هو اقوى وادعى لانزالهم منزلتهم العظيمة التي انزلوا فيها بفضل الله
Quote: من من علماء الشيعة أو عامتهم قال أن القرآن الحق هو مصحف فاطمة ؟؟ أتني بمثال واحد وسوف ترى ما تحدثه من تحول في قناعاتي... |
طبعا يا استاذ متوكل من أشهر المؤلفات كتاب حسين النوري الطبرسي، المتوفي سنة (1320هـ) الذي ألف كتابه «فصل الخطاب»
فهو يثبت التحريف لهذا القرآن الكريم الذي بين ايدينا
طيب إذا ثبت ان هذا القران محرف ما هو البديل له وقد ثبت عنده ان هناك مصحف فاطمة ؟؟؟ أليس هو البديل الحق ؟؟
وعلى كل حال يمكنك أن تقول لي هذا اثبات منه لتحريف القران ولكن لم يقل ان القران الحق هو مصحف فاطمة
فحينئذ تكون الأمة ما عندها شي بين يديها من القران ؟؟!!!!
مع شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
Quote: طيب إذا ثبت ان هذا القران محرف ما هو البديل له وقد ثبت عنده ان هناك مصحف فاطمة ؟؟؟ أليس هو البديل الحق ؟؟
وعلى كل حال يمكنك أن تقول لي هذا اثبات منه لتحريف القران ولكن لم يقل ان القران الحق هو مصحف فاطمة
فحينئذ تكون الأمة ما عندها شي بين يديها من القران ؟؟!!!!
|
بعيدا عن القول بالتحريف نحن الآن متفقان على أنه ليس من الشيعة من يقول أن قرآن الشيعة هو مصحف فاطمة.... ولكن حتى نعرف مكانة فاطمة ودورها لا بد أن نعرف من هم أهل البيت وما هي خصائصهم؟ وما هو موقعهم من النبي ومن أمته...وهل يمتازون على من سواهم ؟ وهل أوصى النبي بهم وبولايتهم واتباعهم؟ نحن نؤمن بذلك ونقول به، وعليه يقوم مذهبنا... ونرى أن لا حق في خلاف ذلك ... ولنا أدلتنا النقلية والعقلية على كل ما ندعيه... وسوف نقوم بتبيانه تباعا ... إن شاء الله ... هدانا الله وإياك صراطه المستقيم .. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين... صادق احترامي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: ولكن حتى نعرف مكانة فاطمة ودورها لا بد أن نعرف من هم أهل البيت وما هي خصائصهم؟ وما هو موقعهم من النبي ومن أمته...وهل يمتازون على من سواهم ؟ وهل أوصى النبي بهم وبولايتهم واتباعهم؟ نحن نؤمن بذلك ونقول به، وعليه يقوم مذهبنا... ونرى أن لا حق في خلاف ذلك ... ولنا أدلتنا النقلية والعقلية على كل ما ندعيه... وسوف نقوم بتبيانه تباعا ... إن شاء الله ... هدانا الله وإياك صراطه المستقيم .. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين... |
أخي متوكل اوفر عليك وأقول لك لا نحتاج الى ما تريد بيانه ما دمنا مسلمين فكل مسلم ولا يعلم مكانة السيدة فاطمة وآل البيت وخصاصهم ومكانهم من رسول الله فهذا عقله ليس في راسه
فمكانتهم ومعرفة فضلهم نتعبد الله بها ونرجو أن ننال شفاعته صلى الله عليه وسلم بحبهم وتعظيم قدرهم
لكن الخلاف في نفس التعظيم فهناك حقوق لله وحقوق لرسوله وحقوق لآل بيته وحقوق لعامة المسلمين فلا تعطى حقوق الله لغيره ولا حتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعطى حقوق رسول الله لغيره حتى لو كانوا آل بيته وهكذا
والخلاف معكم ممن مثل هذا فلما يأتي من يقول لي أن غير رسول الله معصوم فهذا هو الخلل وهذا هو إعطاء حقوق رسول الله لغيره وهكذا.....
ولذلك أنا ارى أن تعريف ما هو معروف فيه تضييع للوقت والجهد خاصة في وجود أمور كبيرة فيها الخلاف كل ما وصل الكلام إليها طلبت تأجليها أخي متوكل مثل تحريف القرآن عند الشيعة
"مزحة" يعني تكب الزوقة يا متوكل!!!!!! معليش متوكل الكلمة الأخيرة دي مزحة ماتاخذ في خاطرك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
أستاذ كمال السلام عليكم
Quote: لكن الخلاف في نفس التعظيم فهناك حقوق لله وحقوق لرسوله وحقوق لآل بيته وحقوق لعامة المسلمين فلا تعطى حقوق الله لغيره ولا حتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعطى حقوق رسول الله لغيره حتى لو كانوا آل بيته وهكذا
|
عارف يا استاذ كمال.. الأمور عندكم ملتبسة خالص، وينقصكم وضوح الرؤية في كل القضايا.. مثلا تتكلم عن حقوق الله ..ما هي هذه الحقوق التي لا يجوز إعطاؤها لغيره (جل وعلا)؟ كثيرا ما يتهمنا الآخرون بأننا نرفع النبي إلى درجة لا تليق إلا بالله!! وهذا ناتج عن جهلهم بالله وما يجوز وما لا يجوز في حقه.. نحن أصلا ننزه الله سبحانه وتعالى من أن نقدر بعقولنا هذه القاصرة على إدراك حقيقة صفته. ولذا فإننا نعتبر أن كل ما يخطر ببالنا من درجات هو مما لا يليق بالله وإنما نحن نفكر في حدود المخلوقين، فيكون من الخطأ أن نعتقد أن حقوق الله وصفاته يمكن أن تختلط بحقوق المخلوقين وصفاتهم. اللهم إلا إذا ما كان أحدنا يؤله ويعبد غير الله .. ولكن متى ما كنت أؤمن بالله إلها واحدا ولا أرى العبادة والخضوع إلا له فإنني أكون في مأمن من الشرك. لأن علاقتي بالمخلوقين تكون في طول العلاقة بالله لا في عرضها... أما عصمة النبي فهي في مذاهبكم منقوصة ومشوهة بحيث نستطيع القول أن أهل المذاهب الأخرى لا يعرفون عصمة النبي ولا يؤمنون بها .. وستجد هذا واضحا في التخبط حول المسألة لدى علمائكم قديما وحديثا.. أما نحن فنؤمن بعصمة النبي قبل وبعد البعثة، عصمته فيما يبلغ عن الله وعصمته في سلوكه الشخصي وعصمته عن ارتكاب المعاصي صغيرها وكبيرها... في هذا المقدار من العصمة نحن وإياكم مختلفون.. فلا معنى، والحال هذه، أن نتحدث حول عصمة أئمتنا بينما أنتم لا ترون حتى عصمة نبينا.. طبعا هذا ما أدعيه، ولك ان تطالبني بالحجة والبرهان إن كنت ترى خلاف ما أقول.....
Quote: ولذلك أنا ارى أن تعريف ما هو معروف فيه تضييع للوقت والجهد خاصة في وجود أمور كبيرة فيها الخلاف كل ما وصل الكلام إليها طلبت تأجليها أخي متوكل مثل تحريف القرآن عند الشي |
أخي كمال إن ما تعتقد أنت أنه معروف لديكم هو ما أراكم تجهلونه تماما إلا في حدود الأجوبة الجاهزة التي تتلقونها بصورة تقليدية... فإن فاطمة التي تظن أنك تعرفها هي غير فاطمة التي اريد لك أن تعرفها وكذا كل أهل البيت (عليهم السلام) ..لذلك لا تحسبن أن في كلامنا عنهم تضييع للوقت، فإن الوقت يضيع في التوافه من الأمور. وما نسعى إلى كشفه هو الحق الذي تسنده الأدلة من القرآن والسنة والعقل.. فبدل أن تدعي معرفة بما ندعي يستحسن أن تطالبنا بالدليل والحجة....
Quote: مثل تحريف القرآن عند الشيعة |
أخي كمال صدقني أن أعجز الناس عن نفي التحريف عن القرآن هم أهل السنة.. أتدري لماذا؟ لأنهم يزعمون أن النبي ترك القرآن مفرقا في الألواح والحجارة وصدور الرجال.. وأن أبا بكر شكل لجنة من عمر و زيد بن ثابت وكلفهما بتجميع القرآن وأجلسهما عند باب المسجد ليسألا الصحابة عما عندهم من القرآن، ثم لا يقبلون شيئا منه إلا إذ شهد به آخر.. ثم لم يكتمل الجمع في حياة أبي بكر واستمر إلى عهد عثمان وكان ما جمع منه بطرف السيدة حفصة بنت عمر فأخذه عثمان الذي شكل هو الآخر لجنة جديدة لجمع القرآن فيها زيد بن ثابت... وهكذا فإن المنهجية التي يدعيها أهل السنة لجمع القرآن لا تكفل أي ضمانات لجمع كامل القرآن.. من ناحية أخرى فإن صحاح السنة وتفاسيرهم تعج بالروايات التي تشير بوضوح إلى أن القرآن قد أصابه نقص لأسباب مختلفة.... وإذا كانت كتب الشيعة قد حوت هي الأخرى ما يفيد أن القرآن قد اعتراه نقص أو أن بعض كلماته قد تم تحريفه، فهو نتاج طبيعي لمقولات أهل السنة حول جمع القرآن ولا يختلف كثيرا عن روايات النقص والتحريف في كتبهم.... والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: عارف يا استاذ كمال.. الأمور عندكم ملتبسة خالص، وينقصكم وضوح الرؤية في كل القضايا.. |
هو بالعكس يا استاذ الأمور ملتبسة عندكم وينقصكم وضوح الرؤية في القضايا وكمان القضايا الواضحة التي لا تلتبس على أحد بل تلبسون على بسطاء الناس فيها
Quote: مثلا تتكلم عن حقوق الله ..ما هي هذه الحقوق التي لا يجوز إعطاؤها لغيره (جل وعلا)؟ كثيرا ما يتهمنا الآخرون بأننا نرفع النبي إلى درجة لا تليق إلا بالله!! وهذا ناتج عن جهلهم بالله وما يجوز وما لا يجوز في حقه.. |
أما هذه كمان قصة تانية وغريبة يعني ما في حقوق لله ما تصرف لغيره ؟؟!!! سبحان الله !!!!
يعني لو أن قائلا قال "أنا اقول للشي كن فيكون" وقد قيل ، أو أن قائلا قال أنا أعلم غيب السموات الأرض أو أنا أحي وأميت وقد قيل هل مثل هذا ما يعتبر حق خالص لله أشرك فيه هذا القائل أو رفع نفسه إلى رتبة الألوهية والربوبية
عجبا لك !!! كيف تحكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
Quote: Quote: يعني لو أن قائلا قال "أنا اقول للشي كن فيكون" وقد قيل ، أو أن قائلا قال أنا أعلم غيب السموات الأرض أو أنا أحي وأميت وقد قيل هل مثل هذا ما يعتبر حق خالص لله أشرك فيه هذا القائل أو رفع نفسه إلى رتبة الألوهية والربوبية
ما في اي اجابة على ما تقدم
ونقل ما قلت أنه كلام لعلي رضى الله عنه لا علاقة له بهذا الكلام الذي سالناك عنه يا استاذ متوكل |
كلمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في صميم المموضوع، وكيف وهو يبين أمورا هامة في معرفة الله وتوحيده ... العلاقة بن هذه الكلمة وموضوعنا تمن في أن معرفة الله تقتضي تنزيهه جلى وعلا عن كل ما يختص بمخلوقاته. حتى قضية (كن فيكون) أو (الغيب) أو (إحياء الموتى) هذه القضايا يمكن نسبتها للمخلوقين دون أن تكون هناك أي شبهة شركية... لأن كل شيء جائز للمخلوق بإذن الله وفي حدود محدودية المخلوق و(حادثيته) . مشكلة السلفييين ـ ولا أعني أهل السنة ـ تكمن في قصور فهمهم لمسألة التوحيدـ ةلذا نجد أنهم يتمسكون بتصورات وثنية تجعل الفارق بين الله وبين مخلوقاته مجرد فروقات نسيبة ، بحيث إذا ما زيد في وصف مقدرات بعض المخلوقين تلقائيا يتوجس السلفي من أن ترتفع هذه الزيادة بالمخلوق إلى مرتبة الخالق... فإذا كان الله (سبحانه وتعالى ) يصف نفسه بـ ( أحسن الخالقين) فما نفهمه أن هناك خالقين غير الله والله أحسنهم.. فهل تكون الفوراق بين خالقية الله وخالقية خلقثه فوارق في الدرجة؟ هذا ما يراه الفكر السلفي ولذا توجد لديهم تلك الشبهات التي لا يكون لها وجود إذا ما صح الاعتقاد في الله .. والغريب أن السلفيين هم أبعد الناس عن التوحيد والإيمان ومع ذلك تجدهم يزعمون أنهم دعاة التوحيد حقا، وبالتالي يشهرون سيف الاتهام بالشرك والبدعة غيرهم دون علم ولا دراية....
استاذ كمال ، أنا طبعا لا أعرف إذا ما كنت سلفيا أم لا .. ولكن الإشكالات التي تثيرها هي نفس التي يثيرها أتباع الفكر السلفي... ولنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (ص) فيما يلي مشاركة اوردتها في بوست آخر وللعلاقة انقلها الى هنا
اخي الاستاذ الكريم متوكل محمد علي السلام عليكم ورحمة الله وبعد،،
يبدو لي ان اساس ومبدأ ما انت عليه من العقيدة هو انطلاقك من الطعن والتشكك فيما ثبت واتبع من فهم الدين عند عامة المسلمين السنة.
وهذه في الحقيقة مشكلة بحد ذاتها ومنبع فياض لسيول من الشكوك والظنون والوساوس تعقبها، وكذلك هذا هو مبعث التفرق شيعا في الدين، الأمر الذي حذر منه القرآن ايما تحذير والنبي (ص) ظل مطالبا بالاعتصام بالمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها الا هالك وبحبل الله ( جميعا ولا تفرقوا ) ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات اولئك لهم عذاب عظيم ).. ان مجرد مطالبة القرآن للمسلمين جميعا بأن لا يتفرقوا ويختلفوا يثبت جديا ان مخالفة بعضهم لبعض ليست علامة صحة ولا علامة خير، وان الطارئ في الانحراف هو اولى بالتنكب من التليد الراسخ ، خاصة اذا كان الصحابة العدول في صف التليلد.
كيف يا اخي يكون القرآن مرجعك وعمدتك ولا تلحظ شدة ما يحذر منه مولاك عز وجل فيه تلقاء التفرق شيعا وترك الصراط المستقيم؟ وكيف يكون رسول الله صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله واصحابه حاديك وانت تنصرف من نصيب وافر من سنته التي قال " عضوا عليها بالنواجذ" وطريقته التي سماها: المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك ، وهي الطريقة التي اتبعها من هم اولى بها منا : اصحابه الغر الميامين الذين اعلن رب العزة جل جلاله رضوانه عنهم ولما يزالوا يمشون على هذه البسيطة( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18هؤلاء هم اصحاب محمد الذين اصفاهم ربهم من قبل ان يخلقوا فمدحهم في التوراة والانجيل ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29 ويقول عنهم ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) هؤلاء يمدحهم ربهم ويعلي قدرهم ويصطفيهم اصطفاء لنصرة دينه وصحبة نبيه (ص) فكيف نأتي ببساطة فنستسلم لرأي من تشكك في ذممهم وانصرف عن اتباعهم وهم خيار هذه الأمة ( اعني الراشدين المؤمنين منهم تحديدا ) بأي منطق وحق نتعالى عليهم ملتفتين الى العقل والاستغناء بالتأويل وهوى الرأي بحجة ان السلف ليس صالحا طالما لم يعطوا ولاية الأمر لعلي وابنائه من بعده؟! كلام عجيب ومخاطرة مجانية بالدين وكأنما القرآن وراء ظهورنا ولا نقرأ ونستشهد منه الا بما يصادف مذهبنا الرافض لأهل السنة وجماعة المسلمين.!!! أية جرأة ومخاطرة بسوية الدين الذي هو عصمة امرنا؟!. الا تقرأ من القرآن يا اخي قوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100 من هم هؤلاء السابقون الأولون يا ترى سوى ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن وبلال ووووومن سار سيرهم واتبع سبيلهم؟ هل هؤلاء قوم يستطيع احد ان ينكر قدرهم وقد بشرهم ربهم بالجنة بلسان رسوله الكريم (ص) فلم يركنوا الى دعة أو زينة دنيا؟ فاذا اقررت بصحة عقيدتهم وصلاح اعمالهم واخلاص مواقفهم لله ورسوله ودين الاسلام فكيف تنكر على من يتخذهم اسوة وقدوة ، استجابة لقوله عز وجل ( والذين اتبعوهم باحسان ) رضي الله عنهم ورضوا عنه، وطالما انما تنال هداية الله بالصالحات على طريق من نضمن هداية الله لهم لقوله تعالى ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ{90} هل اهل السنة والجماعة اخطأوا حينما اتخذوا هؤلاء الأخيار احباب الله ورسوله( بموجب ما اثبته لهم القرآن مرجعك نفسه ) اسوة حسنة فاتبعوهم باحسان؟ صحيح ان بين الصحابة منافقين ولكن لو كان احد الخلفاء الراشدين من بينهم لما سمح ابو عبيدة بن الجراح امين الأمة وحافظ اسماء المنافقين عن ظهر قلب عن رسول الله (ص) لما كان سمح بأن يتولوا امر المؤمنين يا متوكل دعني اقل لك انني احترمك واشهد من خلال ما طالعت لك هنا بسعة عقلك وعمق تحليلك ولكن فقدانك لبوصلة الصراط المستقيم واضح الى حد استغرابي من ان يخفى هذا عمن هو في رجاحة عقلك ولأبين لك ما اعنيه سأقول والله المستعان..
فأنت تطالب كل مسلم وجد نفسه مسلما سنيا بأن يشكك في روايات الحديث وفي تفسيرات القرآن المتوارثة وان يعمد الى اسقاط كل جانب من السنة يدعم خط ما ورثه وان يقفز فوق كل تفسير يوافق ما ورثه وان ينصرف الى ظنون وشكوك خاضعة لشطحات العقل ومذهب الشك حيال كل ماهو نمطي وصولا الى الحقيقة وماهي الحقيقة؟ هي فيما يسمى بمذهب آل البيت ( الشيعة ) مناقضة ما يجتمع عليه اهل السنة والجماعة واتباع صالح السلف فيما كانوا عليه من عقيدة!!
فهل ياترى من حقنا - بناء على ذلك - ان نطالب الشيعة بأن يتشككوا في مزاعم تأويلاتهم المخالفة للسنة وما اتصل تواتره الينا من الدين؟ لماذا لا نطالب الشيعي يامتوكل بأن يتشكك فيما ورثه من فهم رافضي ليجد الحقيقة بين يدي صحابة رسول الله الراشدين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ( مذاهب السنة)؟ متوكل واغرب ما استغربه فيمن هو مثلك هو : كيف يكون الطعن وسوء الظن ومن ثم الانقلاب التمردي ازاء ما ورثنا من الدين السني هو منطلقك وباعثك نحو التماس الحق والحقيقة؟ لماذا لم يكن طلب الأدلة والمسوغات المقنعة والبحث عن ازالة اللبس وسوء الفهم هو باعثك نحو طلب الحق والحقيقة هنالك فرق بين ان تبحث عنا يثبت صحة مذهبك فتطمئن، وبين ان تبحث عما ينفي صحة مذهبك فتنبذه!! بمعنى لماذا لم تفعل مثل كل مسلم نال قسطا من الثقافة والعلم ونصيبا من العقل بأن تتثبت وتتساءل حول منطقية ووجاهة ما ورثته فتتعب للاستيثاق منه فتعزز ايمانك به؟ فان لم تجد فمن حقك ان تنتقل الى مرحلة سؤال آخر قبل الاعراض البائن.. ومن جانبي.. لا اجد مسوغا كافيا لما تقول به من ان خلافات وحروبات وبعض سلوك صحابة رسول الله (ص) ازاء ولاية الأمر والتي اوردها التاريخ سبب كاف للخروج على ما اجتمعت عليه الأمة من عقيدة وشريعة ، لا اجد مسوغا مقنعا من اعتماد التشكك في كل شئ حتى تفسير القرآن وكراهية صحابة راشدين رضي الله عنهم ورفض تفسيرهم للقرآن الخ!! ومما استغرب له يا متوكل هو كيف فات على من هو مثلك ان يتساءل بطريقة مختلفة تنم عن عمقه وحسن نيته ، فبدلا من ان يقول مثلا لماذا اتبع بخضوع تام وتسليم كل ما ورد الينا من فهم للدين وتفسير للقرآن ورواية صحيحة للحديث واتباع لطريقة السلف الصالح؟ بدلا عن هذا أليس الأحرى ان نتساءل بصورة اكثر جديدة فنقول مثلا ما الذي دفع علماء اذكياء وفطاحل ذكاؤهم لا يغيب عن أحد نحو ( اتباع صحابة رسول الله الذين اختلفوا تحت السقيفة وفي موقعة الجمل وصفين اتبعوا تفسيرهم وروايتهم للحديث والسيرة فصدقوها ، ولم يعمدوا الى مذهب الشك الديكارتي مثلي .. فأنا لست اذكى ولا اتقى من ابي حنيفة النعمان والشافعي ومالك واحمد بن حنبل وعبد القادر الجيلاني؟ هذا ما قصدته يا متوكل حينما قلت آنفا بمرحلة تقع بين عدم الحصول على ما يطمئن القلب ازاء الصيغة الموروثة المتبعة من العامة. فان كنت فعلت يا اخي كان سيكون بحثك عن الحقيقة اكثر موضوعية ووجاهة لأنك ساعتها ستعطي نفسك فرصة لتعرف مثلا ما يلي:
القرآن عندما يخاطب الله عز وجل فيه المؤمنين ، فانه يعني ( صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم )اولا وبشكل رئيس ومن ثم من يتبعهم بعد ذلك على ما كانوا.. بدليل انه كان يتنزل منجما على مدى عمر البعثة ، ومنطقيا فانه حينما ينزل فيقول : ( يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام .. ) فان المقصود يومها هم الصحابة وهكذا كل مخاطبة مثلها ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ) فالمقصود بالذين آمنوا في القرآن هم الصحابة، دون ان يعني ذلك حصر هذه الصفة عليهم فالقرآن متوجه بالأمر والنهي الى كل من آمن ( كما آمن الصحابة ) فينطبق عليهم ويكلفهم ما انطبق على الصحابة رضوان الله عليهم وكلفوا به. وبالتالي.. فان الله سبحانه وتعالى حينما يقول: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115 فانه لا يمكن فهم المؤمنين ههنا الا بمعنى اصحاب محمد المؤمنين، وواضح ان الآية تتوجه بالنذارة تجاه المنافقين وكل من يخالف اتباع الصحابة. وهكذا من حق كل من يخشى على دينه ولا يجعله عرضة للهوى والشيطان ان يحرص على ( الاتباع ) لهؤلاء الكرام في الدين.. ولكنه اتباع باحسان ( على بصيرة )، فالاصل في الاتباع هو : طاعة الله تبارك وتعالى بطريقة محمد (ص) التي اجراها الصحابة على الوجه الصحيح الذي وافق رسول الله (ص). فاذا لم نثق بصحابة رسول الله والذين اتبعوهم ( رواة الحديث والسنة والتفسير والسيرة ) فسوف لن نثق في معظم ما ورد الينا عن رسول الله (ص) ، فهؤلاء قوم الله رضي عنهم وحفظ كتابه ونور حكمته في صدورهم ونصرهم ببدر وأيدهم بجنود من عنده يجاهدون معهم كتفا لكتف فقال جل جلاله عنهم ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }الفتح4 ) وقال سبحانه ( ان الذين آمنوا وعملوا الصحالحات اولئك هم خير البرية ) ورسول الله (ص) قال : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .. فكيف لا نرضى عنهم نحن فنثق بهم ونتبعهم كيف ؟ أقول ان هذا هو موضع الزلل ومظنة عمل الشيطان والفتنة : مفارقة الصحابة والطعن فيهم ، ومن تبعهم باحسان لأن طريقتهم مقبولة ومحبوبة عند الله عز وجل. وفي الحقيقة فانه لا دين قط بدون ( اتباع ) ولكنه اتباع باحسان، أي باعمال العقل وتحري الدقة والاقتناع والتدبر في سبيل التوصل الى مراد الله عز وجل الذي تجسده طريقة رسول الله (ص) ولا سبيل مضمون الى ذلك كله الا بالاتباع باحسان فالعقل وحده ليس كافيا كوسيلة ، والقرآن وحده ليس كافيا لأنه حمال اوجه. فما هو الوجه الذي يرده لنا الله تعالى ودعا اليه رسوله؟ فطريقة الصلاة مثلا ليست واردة في القرآن وقد عرفناها بالاتباع من خلال الصحابة والسلف الصالح وكذلك طريقة الحج ومصارف الزكاة وحسابها والتركة والنكاح والطلاق والاذكار والادعية الصحيحة ونطق القرآن نفسه ووالخ والله سبحانه وتعالى يوصينا اشد الوصية ويأمر دائما بلزوم الاتباع في الدين وصولا الى مراده المعين المحدد من الدين لا مرادنا او ظنننا نحن: واتبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعلمون ) لقمان هل ياترى من حقنا أن نتشكك في انابة وصدق ابي بكر ( الصديق) وعمر ( الفاروق ) وعثمان ( الذي ما ضره ما فعل بعد اليوم والذي تستحيي منه الملائكة والذي جمع القرآن فحفظه الله به، وعلي ( كرم الله وجهه وهو باب مدينة العلم وهو رجل خيبر الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) وعبد الله بن مسعود وابي ايوب الانصاري وابن عباس وكل من نصروا الله ورسوله ونذروا اعمارهم وفارقوا زينة الدنيا مجاهدين في سبيل الله ؟ نشكك فيهم ونظن بانفسنا خيرا نحن لأننا اذكياء ومتمردين على الاتباع باحسان؟ ويقول سبحانه في اهمية الاتباع: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 فكيف ياترى نتبع رسول الله (ص) ونتأكد من طريقته في فهم القرآن واحكامه؟ هل من طريقة اخرى سوى ما رواه ونقله عنه اصحابه من سنة قولية او فعلية او تقريرية ثم من اتبعوهم ثم من اتبعوهم باحسان الى يوم الناس هذا؟ ويقول تعالى : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
هاهو ربنا جل جلاله يوصينا بعد الصحابة و يدعونا الى الالتفاف حول صيغة موحدة للدين ( صراطا مستقيما ) واحدا " نتبعه " اتباعا وغيره فرقة ومجافاة لسبيل الله ويقول سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100
انظر كيف ان رضوان الله مرتبط باتباع الصحابة ارتباطا وثيقا صريحا، فهل بعد هذا نتركهم لنجعل ديننا عرضة للهوى والرأي والتأويلات الظنية المستهدفة فقط لمخالفة جماعة المسلمين ؟!! ويقول تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }الطور21 ويقول سبحانه: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117 من يا ترى ينطبق عليه هذا المديح وهذه التوبة من الله أولى من ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ..الخ ؟ أتخطئهم عين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الله اكبر انبدل بعدهم نحن تبديلا ونرجو رحمة من الله ورضوانا اثر ذاك؟ أليس من حقنا ان نفهم ان اخطاء عثمان ان اخطأ قد غفرها له ربه ههنا ( ماضر عثمان مافعل بعد اليوم )؟ أم نشك في كل حديث يعلي من شأن هؤلاء الرجال ويثق بايمانهم واخلاصهم لله ورسوله ؟ ويقول تعالى : {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108 من هم اولئك الذين يحبهم الله تعالى لأنهم يحبون ان يتطهروا ولأنهم اسسوا مسجدهم على التقوى ياترى؟ أليسوا هم اصحاب رسول الله (ص) الذين رووا لنا حديثه وعلمه وطبقوا سنته فاتبعنا فهمهم للدين وتفسيرهم للقرآن ؟ فكيف يجوز ان نتجاوزهم الى تأويل يخالفهم وتشكك في ذمتهم وروايتهم ؟ اخي متوكل ان الأدلة على وجوب ( اتباع ) اصحاب محمد ومحبتهم والثقة بهم وبمن اتبعهم باحسان أكثر من ان تحصر وخذ عني واصدقك القول : لا دين مخلص بدون اتباع باحسان .. هكذا قولا واحدا.. بدليل ما تقدم وغيره كثير وعليه فان الائمة الكبار وهم اتقى واعلم واذكى واصدق منا ( اتبعوا ) في دينهم باحسان، فبأي حق اذاً نستنكف نحن، ونعرض عن فهم وصيغة الصحابة الكرام ومن اتبعوهم من سلف صالح؟ هذا هو السؤال الصحيح يا اخي لماذا المسلمون يتبعون ( نمطا ) معينا من الدين هي صيغة السلف الصالح وتفسيرهم؟ هل لأنهم معطلين لعقولهم ويساقون كالقطيع ولا يدرون شيئا أم ما سبب تمسكهم بهذه الصيغة من الاتباع والتسليم؟ والاجابة هي ما اوردته لك اعلاه من انه لا دين بدون اتباع ولكنه اتباع باحسان وان تعبد الله على بصيرة تبصرك بمراد الله وطريقة رسوله فقط لا سواها ، والاتباع من اولى علامات الطاعة ، وترك الاتباع جذريا من اولى علامات مفارقة الصراط المستقيم والجماعة معا، وذلك دين الفرق والهوى والتباغض وليس دين الله الذي يوحد الناس جميعا امام ربهم الواحد الأحد قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159 اللهم لا تجعلنا ( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32 ولكم احترامي ________________ رب اشرح لي صدري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: استاذ كمال ، أنا طبعا لا أعرف إذا ما كنت سلفيا أم لا .. ولكن الإشكالات التي تثيرها هي نفس التي يثيرها أتباع الفكر السلفي... |
بغض النظر عن من يثير هذه التساؤلات ؟؟؟؟؟ المهم هو أن نجد عليها إجابة منك وإلا فهذا إلتفاف حولها
فليس هناك اي فائدة من أن تعرف هل انا سلفي ام لا ؟؟؟ ولكن الإشكالات تحاج منك إجابة حتى لو كان من يثيرها أتباع الفكر السلفي
أنا ما شفت سلفي من قبل سأل هذه الأسئلة فهذه الأسئلة طرآت لي من خلال نقاشي معك فأين الاجابة عنها؟؟؟؟؟
وأنا طبعا أرى ان تناقش ما يطرح عليك هنا بدون ما تقول لقائله انت من اي جهة لان المقصود هو معرفة الحق من الباطل وهذا لا يرتبط بمن قال أو من جهة هو؟؟!!!!!!!
فاكرر لو ان هناك من قال أنا احي واميت وقيل من قبل كما تعلم حتى في القران موجود أو ان قائلا قال انا أقول للشي كن فيكون أو قال أنا أعلم ما في غد فهل كما قلت
Quote: هذه القضايا يمكن نسبتها للمخلوقين دون أن تكون هناك أي شبهة شركية... |
وما معنى مثل قوله تعالى: "وعنده مفاتح القول لا يعلمها إلا هو "
وقوله تعالى: "قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله "
وقوله تعالى: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"
وقوله تعالى "الم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت ..."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)
|
أخي الأستاذ كمال تحياتي يبدو أننا صرنا نناقش بديهيات...من قبيل الغيب والإحياء والإماتة ... التي هي من مختصات الخالق (جل وعلا) ... ربما لم استطع التعبير عن فكرتي وإيصالها إليك على الوجه المطلوب... ولكن ما أردت قوله هو أن إضفاء العصمة على إنسان أو الاعتقاد بأن له مقدرات ودرجات استثنائية، لا يعني ذلك الارتفاع به إلى مرتبة الخالق ..لأننا ببساطة لا نستيطع بقولنا القاصرة تحديد مرتبة الخالق.... هذا ما أردت توضحيه ...
تحياتي واحترامي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: يبدو أننا صرنا نناقش بديهيات...من قبيل الغيب والإحياء والإماتة ... التي هي من مختصات الخالق (جل وعلا) ... ربما لم استطع التعبير عن فكرتي وإيصالها إليك على الوجه المطلوب... |
الأخ متوكل نعم بديهيات كما قلت وهو الذي أردته منك من البداية لم أسالك إلا عن هذه البديهيات ولذلك استغربت الجدال حولها
الان أرحتني وارحت نفسك مشكورا
Quote: ولكن ما أردت قوله هو أن إضفاء العصمة على إنسان أو الاعتقاد بأن له مقدرات ودرجات استثنائية، لا يعني ذلك الارتفاع به إلى مرتبة الخالق ..لأننا ببساطة لا نستيطع بقولنا القاصرة تحديد مرتبة الخالق.... هذا ما أردت توضحيه ... |
أما هذا فصحيح ولا أخالفك فيه أصلا من البداية فإضفاء العصمة على إنسان قد أعطاه الله هذه الدرجة لا إشكال فيه ولا يرفعه إلى درجة الألوهية بله العصمة من خصائص البشر ولا يقال العصمة لله
لان العصمة تكون للذي يجوز ويقع منه الخطا والله ليس كذلك فالانبياء مثلا معصومون لانهم يجوز ويمكن أن يقع منهم الخطا لانهم بشر ولكن الله فضلهم على غيرهم فعصمهم لمكانة الوحي
أما قولك لا نستطيع أن نحدد بعقولنا القاصرة تحديد مرتبة الخالق فنعم ولكن الله هو الذي علمنا مرتبه أو بعض ما يدل على مرتبه وذلك في كتابه وسنة رسوله
فهو الذي بين لنا أنه الخالق وأنه الرازق وانه الذي بيده ملكوت كل شي وانه يحي ويميت وان له الأسماء الحسنى والصفات العلى ومنها ما علمنا إياه ومنها ما استأثر بعلمها وهكذا وكثير من هذا لا يمكن أن يكون لمخلوق لا نبي مرسل ولا ملك مقرب
وشكرا لك أخي متوكل لانتباهك أن ما جر الكلام عنه فترة طويلة هو من البديهيات
وفعلا لعلك ما أوصلت لي فكرتك كما تريد
والحمد لله رب العالمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
Quote: نقاط الخلاف الجوهرية بين الشيعة وغيرهم يمكن تلخيصها في الأسئلة التالية: أولا: الدين الذي يقرر قيادة الرسل والأنبياء للبشرية، هل استبدل هذا النظام القيادي بنظام غيره في عصر الرسالة الخاتمة بعد رحيل خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم)؟؟ ثانيا: ألم يبين النبي لأمته ما سيكون عليه وضعها بعد رحيله؟؟؟؟ ثالثا: ألم يوص النبي إلى أهل بيته وجعلهم قادة لأمته من بعده؟ رابعا: الطريقة التي انتقلت بها الخلافة بعد النبي، ألم تكن انقلابا على الشرعية؟ |
قبل الإجابة على الأسئلة أعلاه هذه قراءة تاريخة لما آلت إليه الأمور بعد النبي (صلى الله عليه و آله وسلم)... وبعد هذه القراءة سنورد مجموعة من الروايات التاريخة لحادثة السقيفة: اجتمع الأنصار في سقيفة لبني ساعدة وقد عقدوا العزم على تخطي قريش والانفراد بأمر الخلافة دونهم، وكان مرشحهم لها هو كبيرهم سعد بن عبادة الخزرجي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأوس، وهم الشق الآخر للأنصار، لا زالوا يذكرون ما كان بينهم وبين الخزرج قبل الإسلام من خصومات وحروب طويلة الأمد، وهم الآن إذ يتحالفون تكتيكياً مع جيرانهم، فما ذلك إلا طمعاً في اقتسام السلطة معهم، فإذا شكوا للحظة أن بني عمهم قد يستأثرون غداً بكل شيء، فإنهم ربما يكون لهم موقف آخر من هذا التحالف غير المتكافئ. كان اجتماع الأنصار بعيداً عن الأعين، وكانوا حريصين ألا تعلم به قريش، أما بنو هاشم وعلى رأسهم علي، فإن الأنصار كانوا على يقين من أنهم بمصابهم في شغل شاغل عن كل شيء، ولكن وبخلاف ما كان يرغب الأنصار تسرب خبر اجتماعهم إلى قريش، وإلى أبي بكر وعمر تحديداً فجاءا مسرعين ومعهما أبو عبيدة بن الجراح، واقتحموا على الأنصار مؤتمرهم الخاص، وهناك نشب الجدل بين الفريقين، وارتفعت الأصوات، الكل يجر النار إلى قرصه. في البدء كان الأنصار مصممين على المضي قدماً في فرض مشروعهم القائم على أساس أحقية الأنصار بالخلافة كونهم أهل المدينة، وليس لقريش إلا أن تقبل بذلك أو تجلو عن بلادهم، غير أن هذا التصميم لم يدم طويلاً إذ تنازل الأنصار درجة فقالوا لزعماء قريش: «منَّا أمير ومنكم أمير»( )، فلم يقبل القرشيون بذلك محتجين بالزعامة التقليدية لقريش على العرب وقول النبي: الخلفاء من قريش، ووصيته(صلى الله عليه وآله وسلم) بالإحسان إلى الأنصار. وتذرعاً بهذه الحجج طرح أبوبكر مشروعه الخاص بقوله: نحن الأمراء وأنتم الوزراء ضمن خطبة ألقاها في المؤتمرين، وهنا وقع التنازع وعلت الأصوات و أطلقت التهديدات، وقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال: يامعشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في ظلكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولن يصدروا إلاَّ عن رأيكم، أنتم أهل العز وأولوا العدد والمنعة وذوو البأس، وإنما ينظر الناس ما تصنعون ولا تختلفوا فيفسد عليكم أمركم، فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم، فمنا أمير ومنهم أمير. فقال عمر: هيهات لا يجتمع اثنان في قرن: والله لا ترضى العرب أن تؤَمِّركم ونبينا من غيركم، ولا تمتنع العرب أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، ولنا بذلك الحجة الظاهرة، من ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته؟. فقال الحباب بن المنذر: يامعشر الأنصار، املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور فأنتم والله أحق بهذا الأمر، منهم، فإنه بأسيافكم دان الناس لهذا الدين، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب: أنا أبو شبل في عرينة الأسد والله لئن شئتم لنعيدنَّها جذعة. فقال عمر: إذاً ليقتلك الله! فقال: بل إيَّاك يقتل(1). وهكذا ساد الهرج والمرج في سقيفة بني ساعدة ووقع الخلاف بين الأنصار، منهم من يقول لا نبايع إلا علياً ومنهم من يدعو إلى سعد بن عبادة، إلى أن قال أبو بكر: (أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، وما تعرف العرب هذا الأمر إلاَّ لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، ولقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم)، يعني عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ــ فقال له عمر: لا نُبايَع وأنت فينا، ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعه، عندئذ انهار تماسك الأنصار وتفرقت كلمتهم وانشق صفهم، فقد فضل بشير بن سعيد من الخزرج مبايعة أبي بكر على أن يحتطب في حبال بن عمه سعد بن عبادة حسداً أو غيرة، كما لم يجد الأوس مبررا للانتصار لخصومهم التقليديين من الخزرج ورأوا أن مجابهتهم للقرشيين لن يعود نفعها إلا لبني عمهم، فانهالوا على أبي بكر يبايعونه، وفي البين كان سعد بن عبادة، مرشح الأنصار المستضعف، مطروحا على الأرض، تطؤه الأقدام المتدافعة لأداء البيعة الفلتة، وعندما يصرخ أبناؤه ويقولوا: لقد قتلوا سعدا يرد ابن الخطاب: اقتلوا سعداً قتله الله. وبعد أن حُسم الأمر في السقيفة لصالح العصبية القرشية، انتقل موكب الخلافة إلى مسجد النبي المسجى في داره بين أهله وخلص أصحابه، ولم يدر الإمام علي بأمر السقيفة وما أُبرم بها إلى إلا لدى سماعه الضوضاء المنبعثة من الجموع التي زفت الخليفة الجديد إلى المسجد. كان هذا في بقية يوم الاثنين الذي توفي فيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما كان من الغد صبيحة يوم الثلاثاء وفدت قبائل الأعراب على المدينة ومنها قبيلتا أسلم وغفار فبايعوا أبا بكر وبهم قويت شوكته وبايع أكثر الأنصار والمهاجرين. أما الإمام علي ومعه بنو هاشم وجماعة من أصحابه فقد اشتغلوا بتجهيز النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ودفنه ثم عادوا واعتصموا ببيت فاطمة(ع) مستهجنين ما وقع بالسقيفة ممتنعين عن بيعة أبي بكر، فالذي حدث وإن كان أمراً غير مستبعد، إلا أنه كان مخالفة صريحة للنصوص وانتهاكاً سافراً للمبادئ كما أنه كان خرقاً للمواثيق ونقضاً للعقود.فمن ذا الذي يصدق أن أصحاب رسول الله يتركونه من غير تجهيز ولا دفن، ويذهبوا للتنازع على سلطانه؟ من كان يصدق أن يُقضى أمر الخلافة دون علم من الوصي وبمعزل عن أهل بيت الرسالة؟ من كان يصدق أن الدنيا تفعل فعلتها برجال كان الظن أن قد فطموا عنها، فإذا بهم يحتلبونها دماً ويتقاسمون شطريها. وكذلك لاذ سعد بن عبادة بداره ومعه أهله وبعض أتباعه، فأرسلوا إليه ليبايع، فقال: «لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أُعرض على ربي». فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع. فقال بشير بن سعد: «إنه قد لج وأبى ولا يبايعكم حتى يُقتل، وليس بمقتول حتى يُقتل معه أهله وطائفةٌ من عشيرته، ولا يضركم تركه». فتركوه، فكان لا يصلِّي بصلاتهم ولا يجتمع بجماعتهم ولا يقضي بقضائهم، ولو وجد أعواناً لضاربهم(1). نقلا من كتابنا (ودخلنا الباب سجدا ـ تجربة جماعية في الدخول إلى مذهب أهل البيت )....
متوكل محمد علي ـ المحامي [email protected] ======================== =====================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
حديث السقيفة قال ابن إسحاق : وكان من حديث السقيفة أن عبد الله بن أبي بكر حدثني عن محمد بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال أخبرني عبد الرحمن بن عوف - وكنت في منزله بمنى أنتظره وهو عند عمر في آخر حجة حجها عمر - قال فرجع عبد الرحمن من عند عمر فوجدني في منزله بمنى أنتظره وكنت أقرئه القرآن . فقال لي : لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين فقال هل لك في فلان ؟ يقول والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا والله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت . فغضب عمر وقال إني - إن شاء الله - لقائم العشية في الناس فمحذرهم من هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم . قال عبد الرحمن فقلت لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس . وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها أولئك عنك كل مطير ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار السنة وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت بالمدينة متمكنا ، فيعي أهل الفقه مقالتك ، ويضعوها على مواضعها . فقال عمر أما والله - إن شاء الله - لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة . قال ابن عباس : فقدمنفي عقب ذي الحجة . فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زالت الشمس فأجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حذوه تمس ركبتاه ركبتيه . فلم أنشب أن خرج عمر . فقلت لسعيد ليقولن الساعة على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف . فأنكر علي ذلك . وقال ما عسى أن يقول مما لم يقل قبله ؟ فجلس على المنبر . فلما سكت المؤذن قام . فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها . ولا أدري : لعلها بين يدي أجلي ؟ فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته . ومن خشي أن لا يعيها ، فلا أحل لأحد أن يكذب علي . إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب . فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها . وعقلناها . ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده . فأخشى - إن طال بالناس زمان - أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله . وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى ، إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف . ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من الكتاب " لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم - أو كفر لكم - أن ترغبوا عن آبائكم " إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم . فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله ثم إنه قد بلغني أن فلانا قال لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا . فلا يغترن امرئ يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت . ألا وإنها والله قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها . وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . فمن بايع رجلا عن غير مشورة المسلمين . فإنه لا بيعة له هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا . إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم - أن الأنصار خالفونا ، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة . وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما . واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر . فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار . فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان . فذكرا لنا ما تملأ عليه القوم . وقالا لنا : أين تريدون يا معاشر المهاجرين ؟ قلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . فقالا : لا عليكم ألا تقربوهم يا معشر المهاجرين اقضوا أمركم . قال قلت : والله لنأتينهم . فانطلقنا ، حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة . فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة . قلت : ما له ؟ قالوا : وجع . فلما جلسنا نشهد خطيبهم . فأثنى على الله عز وجل بما هو له أهل ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام . وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا . وقد دفت دافة من قومكم . قال وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا ، ويغتصبونا الأمر . فلما سكت أردت أن أتكلم - وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر . وكنت أداري منه بعض الحد . فقال أبو بكر على رسلك يا عمر فكرهت أن أعصيه . فتكلم - وهو كان أعلم مني وأحكم وأحلم وأوقر - فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته أو أفضل . حتى سكت . فقال أما بعد فماذا ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل . ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش . هم أوسط العرب نسبا ودارا . وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين . فبايعوا الآن أيهما شئتم . فأخذ بيدي ، وبيد أبي عبيدة عامر بن الجراح - وهو جالس بيننا - فلم أكره شيئا مما قال غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر . قال فقال قائل من الأنصار : جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش . قال فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى خشينا الاختلاف . فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر . فبسطها ، فبايعته . ثم بايعه المهاجرون . ثم بايعه الأنصار . ونزونا على سعد بن عبادة . فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة . قال فقلت : قتل الله سعد بن عبادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)
|
الاستاذ متوكل محمد علي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التقيك في هذا البوست بعد ان قلنا ما فيه الكفاية ضمن بوست ( عبس ) ههنا اود بدءً ان استوضحك : هل تظنني اصيب اذا قلت ان اصل ومنطلق مشروعية مذهب اتباع آل البيت ( الشيعة ) يقوم على هذين الحديثين اللذين تزعمون نسبتهما الى رسول الله (ص)؟ .. الحديث الأول هو : * (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي..)) ( ارجو ضبط نص الحديث ) والحديث الثاني هو
* (( إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض )) فهل تراهما حديثين مستقلين ام هما روايتان للحديث نفسه وما سند كل منهما ومن اخرجهما؟ لك سلامي واحترامي _________________ رب اشرح لي صدري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
الاستاذ سبيل الاستاذ سبيل
Quote: هذين الحديثين اللذين تزعمون نسبتهما الى رسول الله (ص)؟ .. الحديث الأول هو : * (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي..)) ( ارجو ضبط نص الحديث ) |
قبل ان تتاكد من ضبط النص تقطع بانه منسوب للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ......
وعلى العموم قبل ان ناتي لهذا النص اقول ان هذا النص مروي عير اهل السنة والجماعه ,,
اتمنى ان لاتكون ممن تغره فذلكات بن تيمية في تضعيف كل ما يمت لال الرسول الاعظم صلوات الله وسلامه عليه ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |