ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 07:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2008, 09:32 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)

    عزيزي وائل السيد
    السلام عليكم

    قلتم:
    Quote: استاذ متوكل
    ربما (كالعادة ) لن اجد ردا شافيا على اغلب اسئلتى لكنى سأختصرها فى سؤال واحد
    اريد اجابة مختصرة عليه:
    ابوبكر وعمر و عثمان و خالد بن الوليد و عمرو بن العاص و عائشة و حفصة هل هم مسلمون ام مرتدون

    ولك جزيل الشكر


    استاذ وايل
    أكيد احترامي

    صدقني أنا لا أهرب ولكني أتبنى فكرة متكاملة، ونظريةلا يمكن تجزئتها، ولهذا السبب اخترت أن أجعل كتابي هو محور النقاش في هذا البوست، للمحافظة على التسلسل والترتيب...
    وإذا ما وجدتني أتجنب الإجابة على بعض الأسئلة، فماذلك إلا لأني أراها تشبه الاستجواب الشخصي .فماهي أهمية رأي متوكل في إسلام أو ردة من ذكرتم من الصحابة؟
    نحن نتبنى نظرية الإمامة والوصية الإلهية بدلا عن الخلافة ، ونرى أن الإمامة في أهل البيت لا تخرج عنهم... أو هكذا ندعي، والبينة على من ادعى .. فاطلبني تفصيل هذا الإدعاء واطلبني البينة عليه ..عنذئذ ستجدني مقبلا على أسئلتك واستفسارات ومداخلاتك بما تستحقه من اهتمام...
    ولكني رغما عن ذلك وإعلانا لحسن النية أجيبك على سؤالك هذا فأقول:
    أبوبكر وعمر وعثمان وخالد وعمرو ومعاوية ويزيد وعائشة وحفصة ... كلهم مسلمون .. وهذا هو موقفي النهائي حول هده المسألة ولن أغيرها لاحقا.. ولم أكن اعتقد بخلافها سابقا.. وهذا هو كتابي سأضعه بين يديك وقد فرغت من تأليفه قبل عشر سنوات .. لن تجد فيه إلا هذا الموقف...

    شكرا لك أخي وائل
    أرجو أن يتصل الحوار بيننا في لب الموضوع...


    والسلام

    متوكل


    [email protected]
    ـــــــــــــــــــــ





    ـــــــــــــــــــــــ
                  

04-03-2008, 09:52 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)

    Quote: أخي الكريم
    أراك تريد أن تقرر لا أن تستفسر.. فهاأنت مباشرة تتحدث عما تسميه تحريفنا للقرآن... أترى أننا بالفعل محرفين للقرآن؟؟؟؟

    عموما موضوع القرآن هو موضوع كبير ... ربما لن يحين وقته في هذا البوست الذي سوف ألتزم فيه بفصول الكتاب...

    ولكن أعدك إذا ما أنت أنشأت بوستا خاصا بهذا الموضوع أو غيره من المواضيع أن أجيب على أي سؤال توجهه لي بلا تقية ولا مواربة ؟؟؟ اتفقنا؟؟؟؟




    و لماذا لا تعجل الإجابة هنا لتحسم للناس قضية اعتقادك في القرآن الكريم ؟!
    هل تعتقد أنه محرف أم لا ؟!

    و إن كان كلامك أعلاه يشعر باعتقادك التحريف ، و إلا فما معنى قولك : ( عموماً موضوع القرآن هو
    موضوع كبير ) ؟! فإن كنت تشكك في قول من يقول إنكم تحرفون القرآن فهل ترى أن القرآن
    الذي جمعه عثمان رضي الله عنه و الذي بين أيدي المسلمين اليوم محرف بالنقص منه أو الزيادة فيه
    أرجو الإجابة بوضوح .
                  

04-03-2008, 11:03 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)

    Quote: فهل ترى أن القرآن
    الذي جمعه عثمان رضي الله عنه و الذي بين أيدي المسلمين اليوم محرف بالنقص منه أو الزيادة في
    أرجو الإجابة بوضوح .


    الشيخ عبد الرحمن الطقي
    السلام عليكم ورحمة الله

    قالوا (فهم السؤال نصف الإجابة)
    وضح سؤالك بالتفصيل .. لأن قولك : القرآن الذي جمعه عثمان .. يوحي بأن هناك قرآنا آخر ، أو أكثر ..
    فهلا تفضلت وفصلت حتى نفهم فنجيب ؟؟

    شكري واحترامي لك


    والسلام

    متوكل



    [email protected]





    p

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-03-2008, 11:14 PM)

                  

04-03-2008, 11:25 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: الشيخ عبد الرحمن الطقي
    السلام عليكم ورحمة الله

    قالوا (فهم السؤال نصل الإجابة)
    وضح سؤالك بالتفصيل .. لأن قولك : القرآن الذي جمعه عثمان .. يوحي بأن هناك قرآنا آخر ، أو أكثر ..
    فهلا تفضلت وفصلت حتى نفهم فنجيب ؟؟




    و عليكم السلام و رحمة الله يا أستاذ متوكل

    ليس في عبارة ( الذي جمعه عثمان ) إيحاء بأن هناك قرآناً آخر ، و لكن هي للتأكيد
    لعلمي بموقف الشيعة من عثمان رضي الله عنه و ما يمكن أن يترتب على طعنهم فيه من طعن
    في القرآن و الذي جمع بأمره على حرف واحد .
    السؤال هل القرآن الموجود بين أيدي المسلمين صحيح أم محرف ؟!

    و يمكن توضح لي سر وضعك للنقاط - التي تدل على فصل الكلام - عند قولك عن أبي بكر و عمر

    و عثمان ( رضي الله عنهم )... هم مسلمون .. ، ماذا تقصد من وضعها هل هي مقصودة لذاتها
    أي هل هي تورية ؟ أم تريد ظاهر الكلام بدون فصل ؟!
    قيل إن أحد العلماء امتحن في مسألة خلق القرآن فقال للطاغية مورياً : التوراة و الإنجيل
    و الزبور و القرآن كلام الله - وهذه الأربعة مخلوقة - و كان يحسب بأصابعه فأراد أن أصابعه
    مخلوقة و هم فهموا أن الكتب الأربعة مخلوقة ؟! أتمنى صادقاً أنك لا تكفر هؤلاء الصحابة
    المذكورين أو غيرهم و لا ترى لعنهم إذاً لضاقت مساحة الخلاف شيئاً .
    و لماذا لا تتكرم على هؤلاء الصحابة الكرام - رضي الله عنهم- بالترضي ، أم أنك غير راض
    عمن رضي الله عنهم و أثنى عليهم في كتابه ؟!
                  

04-05-2008, 04:44 AM

mo
<amo
تاريخ التسجيل: 03-11-2002
مجموع المشاركات: 1187

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)

    أقول ليك ياأخوي (ماتزعل) أنت كالمستجير من الرمضاء بالنار.....
                  

04-12-2008, 02:42 AM

mohmed khalail
<amohmed khalail
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 4509

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)

    الاخ متوكل..

    سلامات ومرحب بك بالمنبر

    Quote: اسئلة أخينا محمد الدقم هذه أسئلة مهمة ومفصلية وأراك تقول ان هذا البوست ليس مجالها وإنما هو لفصول كتابك


    حقيقة تابعة البوست منذ البداية ويقيني انه سيكون من اهم البوستات خلال الربع الثاني..

    لكني اغتظت حد الحنق على عدم ردك على اسئلة مباشرة وهي من صميم العقيدة الشيعية بل تصر على

    المراوغة والركون الى الانشاء والتعويم وكأنك تخشى شيئا..وبأعتقادي ان هذه الاسئلة ستعطينا خلفية

    نستطيع ان نقرأ بها كتابك ومن ثم الرد عليك..ومحاورتك سلبا ام ايجابا..

    ارجو ان تترك اسلوب الهروب الى الامام وكن شجاعا بالاجابة على الاسئلة المذكورة اعلاه.

    ولك التقدير
                  

04-13-2008, 06:20 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عبد الرحمن الطقي)

    اقتباس من الكتاب:
    Quote: وقد ازداد الحال سوءا مع وصول التبشير الوهّابي، و رواج الكتابات السلفية وانتشار المساجد التي يسيطر عليها (أنصار السنة) وهّابيوا السودان، وكانت النتيجة أن وجد الناس أنفسهم أمام أديان متعددة، لا دين واحد، لأن الخط السلفي يقوم على أساس تكفير الغير وتوزيع صحائف الاتهام بالشرك على كل من يخالفهم الرأي في قضايا التوحيد، وكل من تنطبق عليه إحدى عناصر القائمة الطويلة للشركيات، التوسل و التبرك والزيارة لأضرحة الصالحين و.. إلى آخر تلك القائمة التي لا نهاية لها ولا نفاذ، وإذا علمت أن أهل السودان أكثرهم ممن يؤمن بالتبرك ويتوسل بالنبي وأهل بيته والأولياء والصالحين ويزور المقابر ويتبرك بالأضرحة ويتمرغ في ترابها، أدركت مدى التناقض القائم بين عامة الناس وبين أفراد الجماعات السلفية المتشنجة.
                  

04-03-2008, 09:18 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لازال السيد الطقي يكابر ويرفض الاعتزار عن الغمز واللمز والمطاعنة!! (Re: Motawakil Ali)

    كتب السيد الطقي
    Quote: يا سلام على الأخلاق النبيلة و أدب الحوار !!!

    ما علاقة موضوع البوست بمانقلته عني و عن أنصار السنة يا كمال !!
    لو انتقدتني في كلامي هنا لكنت ملتزماً بأدب الحوار و لكن أن تأتي
    بكلام لا صلة له بالموضوع و تضمنه الاستتنتاجات الخاطئة - إن أحسنا الظن -
    من قبيل ( عجز و هرب و يستعمل التقية و نحوها) كل ذلك يجعل موعظتك الجوفاء
    تفضحك قبل أن تسيئ إلى مخالفك !! .

    تعرف يا كمال من عوامل إعراضي عن أغلب مداخلاتك أن أرد عليها - بل و أن أقرأها
    أحياناً و هي موجهة لي - أسلوبك هذا الاستعدائي و الاستعلائي ، فإما أن نجيب عليك
    و ننجر إلى ساحة نضالك الوهمية و نفرغ أنفسنا لك و لأعوانك ، و إما أن نكون هاربين
    و عاجزين !! فلتفهم ما شئت ، و لن نجاريك ، و لن تصرفنا عن هدفنا ، و لنعد لموضوع
    البوست و لصاحبه
    وأين هو الاستعداء والاستعلاء ? ..... أنها أسئلة موضوعية تستدعي ردا
    موضوعيا......وهو ما تقاصرت عنه .......الاخلاق النبيلة وأدب الحوار
    المقصود به هنا تحديدا عدم التجريح والاساءة الشخصية .....
    لماذا أتينا بالاسئلة هنا ?أتيننا بها بمناسبة حديثك لمتوكل عن الهروب من الاسئلة والتقية وهو أمر أزعم أنك قد فعلته وقد أتيننا بالاقتباسات والاسئلة
    السابقة للتدليل عليه......وسوف أفعل ذلك مستقبلا متي أتت مناسبة
    Quote: ولكن كل هذا كوم وكلامك الاتي كوم أخر:
    هي أهم من تتبع أصحاب الفراغ و البطالة أو من هم مفرغون للكتابة
    و الله أعلم من أين يعتاشون
    .....

    وتعليقنا عليه لازال مشروعا
    ( ومن هم أهم أصحاب الفراغ والبطالة ياطقي? ومن هم المفرغون للكتابة?
    ومن هم من تشك في مصدر عيشهم?
    أهذا هو التزامك بتعاليم الاسلام وخلق الدين وقيمه? لماذا تترك الموضوعي
    وتمارس الغمز واللمز والمطاعنة والاساليب التي لاتليق بشخص عادي ناهيك
    عن من يصنف نفسه داعية?
    أنا لا أعرفك -علي المستوي الشخصي- ولا أتتدخل في خصوصياتك ولا أمس شخصك أو أسرتك وفي ذات
    الوقت لا أسمح لك بممارسة هذا الاسلوب الرخيص معي وأظني لا أحتاج للدفاع عن
    نفسي فأنا أقيم بمنطقة فيها سودانيين من مختلف المشارب الفكرية يعرفون
    كيف نكابد في سبيل العيش وماهو مصدر رزقنا وفيها سلفيين عاشرناهم وعاشرونا
    ويعرفون من نحن ..فهم يكدحون كما نكدح ..نختلف معهم ولكن بيننا الاحترام
    .........أرجو أن تتعامل من الناس بأحترام فمن لايحترم الاخر لايحترم...
    وعليك بالتركيز علي الموضوعي والاسئلة المطروحة بدلا عن الهروب والتمترس
    بحجج واهية والغمز واللمز!)
    أهكذا تعلمت من مدرستك الفكرية ? أهذا هو منهجك ?

    (عدل بواسطة kamalabas on 04-03-2008, 09:20 PM)

                  

04-03-2008, 09:45 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لازال السيد الطقي يكابر ويرفض الاعتزار عن الغمز واللمز والمطاعنة!! (Re: kamalabas)



    يا كمال لماذا تكرر أنك في منطقة بها كثير من السودانيين
    و لا تتكرم علينا بذكرها كما فعلت أنا - و لو من باب التعارف - ؟؟!!

    أما أصحاب البطالة أو المفرغون فهم من تجهدم طوال اليوم
    و الليلة جالسين خلف جهاز الكمبيوتر ، يردون على أناس بأعيانهم
    لا يكادون يغيبون عنه و إذا لم يرد الناس عليهم وصفوهم بالهروب
    كما قال وائل السيد لو ذهب الواحد للحمام قالوا إنه هرب !!
    ما معنى أن يقول لك أحدهم أنا جلست أكتب لمدة اثنتي عشرة ساعة أو أكثر !!
    أو أصحاب أرقام المداخلات القياسية بالمنبر !
    أما كون أن هناك أناساً - و أنا لا أعنيك هنا - يعيشون على الإعانات الاجتماعية
    في دول الغرب و يغرقون المنبر بكل ما يعن لهم ، فحقيقة معروفة و تم تداولها
    و ما المانع أن يكون هناك أناس مفرغون للكتابة ضد دعاة الإسلام و تحكيم الشريعة ؟!

    لك يا كمال أن تشيل عدتك و تحوم بها في كل مكان - كما قال لك هجو الأقرع من قبل - و لكن
    ليس لك أن تجبر الناس على أن يردوا عليك فإن تجاهلوك لسبب ما نعتهم بما تشتهي نفسك
    الأمارة بالسوء ، اتق الله يا كمال عباس !!

    (عدل بواسطة عبد الرحمن الطقي on 04-03-2008, 10:05 PM)

                  

04-03-2008, 10:26 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لازال السيد الطقي يكابر ويرفض الاعتزار عن الغمز واللمز والمطاعنة!! (Re: kamalabas)

    كتب صبري الشريف:
    Quote: السلفييين/ات يجيدون الاثارة وغير هذا الفكر الوهابي والاخوان وكافة اشكال الهوس الديني لم تجب علي اي اسئلة طرحت عليهم/ن من قبل ان تاتي انت بهتافات تسبق دخولك وناصرك الكثير وهم/ن ليس معك فكريا
    اتمني ان تستقطع مع مشغولياتك وانت الحريص علي الاسلام وتري ان هذه المجموعات العلمانية وانا منها تهاجم فهمك

    الوهابي من اجل الاستنارة
    زيد مشغولياتك زيادة مشغوليه واحسب ايهما اهم
    لم يطلب منك احدا الحضور الي هنا اذا كانت مشغولياتك الاخري تاخذك


    شنو يا استاذ صبري
    تسلم على الناس في حوشنا
    وما تقول ياناس الحوش سلام؟
    يااخي قول يا (رافضة) هالو..

    على كل نشكر لك مرورك
    ونتوقع منك المزيد


    تحياتي واحترامي...

    ـــــــــــــــ


    متوكل
    ـــــ

    [email protected]
    ــــــــــــــــــــــــ








    JJJJ
                  

04-03-2008, 10:42 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لازال السيد الطقي يكابر ويرفض الاعتزار عن الغمز واللمز والمطاعنة!! (Re: kamalabas)

    Quote: أكيد أكثر يا إبن عمتي

    مرحب بيك ونورت سودانيز أونلاين


    اخي الحبيب شريف
    وانا قول البورد ده منور كده ليه

    بعدين أنا ماشفت مداخلتك لانها بقت فوق
    وزي ماشايف البوست بقى عايز لجنة متابعة...

    اسعدني وجودك ووجود الأخ حمودة هنا
    طلب خاص ... افتح ليك بوست باسم (سالي) عشان نتعرف على الباقين...

    سلام يا ابن الخال....



    اخوك
    متوكل

    ــــــ
                  

04-03-2008, 11:06 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لازال السيد الطقي يكابر ويرفض الاعتزار عن الغمز واللمز والمطاعنة!! (Re: Motawakil Ali)

    كتب السيد الطقي
    Quote: كمال لماذا تكرر أنك في منطقة بها كثير من السودانيين
    و لا تتكرم علينا بذكرها كما فعلت أنا - و لو من باب التعارف - ؟؟
    وهل هي سر كتبت عن المنطقة في عدة بوستتات أجتماعية سابقة!!!!
    وهي دنفر حاضرة ولاية كلوراد الامريكية .....
    وكتب
    Quote: أما كون أن هناك أناساً - و أنا لا أعنيك هنا - يعيشون على الإعانات الاجتماعية
    في دول الغرب و يغرقون المنبر بكل ما يعن لهم ، فحقيقة معروفة و تم تداولها
    و ما المانع أن يكون هناك أناس مفرغون للكتابة ضد دعاة الإسلام و تحكيم الشريعة ؟!
    إن كنت لاتعنيني فما معني كلامك هذا والذي أوردته في معرض ردك علي مداخلة لي ....تزعم فيها أنك لك مشغوليات أهم من :
    Quote: تتبع أصحاب الفراغ و البطالة أو من هم مفرغون للكتابة
    و الله أعلم من أين يعتاشون
    .....
    Quote: ما المانع أن يكون هناك أناس مفرغون للكتابة ضد دعاة الإسلام و تحكيم الشريعة ؟!

    فأنا من واجهك بالاسئلة هنا لاسواي وأنا من أقيم بالغرب
    كلامك واضح بحيث لايمكن تمييعه والتنصل عنه بالتعميم!!!! سيد الطقي
    أنت تمارس المطاعنة والغمز والمطاعنة وتفتقر للشجاعة اللازمة للاعتذار!!!
    كما أنك تفتقر لأهم سمات الداعية!!!!
    ثم قلي من يفرغنا للكتابة ياهذا? أتظننا من من يرهن نفسه لفرد أو جماعة أويقتات علي حساب مثله وقيمه???
    وكتب
    Quote: لك يا كمال أن تشيل عدتك و تحوم بها في كل مكان - كما قال لك هجو الأقرع من قبل - و لكن
    ليس لك أن تجبر الناس على أن يردوا عليك فإن تجاهلوك لسبب ما نعتهم بما تشتهي نفسك الأمارة بالسوء ، اتق الله يا كمال عباس !!
    أنا لم أعيد أسئلتي وأنقلها الا بعدأن تجاوزتها متعمدا ثم وعدت بالرد
    عليها وأخلفت!!!!..... ويصف الطقي نفسي بأنها آمارة بالسوء وطبعا ربمايضع
    نفسه في مرتبة النفس اللوامة التي تعتذر وتأسف لأخطائها وتتعذر!!!
    أو النفس التي تنأي عن رمي الناس بالباطل وتلتزم بالقيم والفضيلة
    وتعاليم الدين الذي يتشبث به!!!
    كمال
                  

04-04-2008, 00:00 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيام في طريق العودة.. (Re: Motawakil Ali)

    أيام في طريق العودة:
    انتظمت جلساتنا معه صباحاً و مساء، طيلة شهر كامل، فتحنا خلاله كل الملفات المغلقة، تنقلنا بين أطلال الماضي وبحثنا تحت الأنقاض، أيقظنا الكثير من الحقائق النائمة في طي النسيان. تارة لا نملك إلا أن نسلم له ونوافقه الرأي، وتارة نعارضه ونقف وإياه على طرفي نقيض، ونثير الشبهات ونطرح الأسئلة. كنا، كمجموعة، نتفق في بعض الأحيان، وأحيانا أخرى نختلف، عندما ينضم بعضنا إلى جانبه ويعارضه الآخرون، وهكذا كانت الرؤية تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، وقد تصدرت القضايا التاريخية قائمة الموضوعات المثارة.
    كان يتحاشى التطرق إلى المسائل التي من شأنها استفزاز مشاعرنا، وبالمقابل يسهب في الحديث عن أهل البيت فلا نمل ولا نسأم؛بل نطالب بالمزيد، إذ كنا لا نعرف شيئاً عنهم، ومن لم يعرف أهل البيت لم يعرف شيئاً من الإسلام. أحيانا كثيرة يلتقي الحديث عن أهل البيت بالحديث عن غيرهم من الصحابة، فتبدو الصورة على غير ما نحب. فنحن، مثلاً، وقد بدأنا نكتشف بعض جوانب العظمة في شخصية الزهراء، ترتسم في مخيلتنا طبيعة العلاقة التي كانت بينها وبين أصحاب رسول الله المقربين، فمن المؤكد أنهم أحبوها كما أحبوا أباها، وأكرموها إكراماً له وإقراراً بعظمتها وعرفاناً لحقها، تلك أمانينا، ونتلهف إلى أن نسمع تصديقها من الشيخ، فيتردد ويناور حتى لا يفتح الملف المطلوب، وعندما نلح عليه يبوح بما عنده، فيعتصر الألم قلوبنا، ونكون بين مصدّق ومشكّك، كيف تموت الزهراء، في رفعتها وعظمتها وسمو مقامها، غاضبة على كبار الصحابة، ومن أين أتوا بالجرأة ليغضبوها؟
    وعليّ، ذلك الصدِّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، المأمول من كل الذين نحبهم ونقدسهم من أصحاب رسول الله أن يكونوا على وفاق كامل معه، ولكن الحقيقة تأتي بعكس ما نهوى، فنعاني التنازع والانفصام في عواطفنا، نحن نقدرهم جميعاً، وهم يحيف بعضهم على بعض، ويبغض بعضهم علياً، يبغضه وهو يسمع قول النبي عن عليّ أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق( ).
    شيئاً فشيئاً بدأنا ندرك أن الكثير من الحقائق المكتشفة لا يمكن قبولها إلا بعد التخلي عن مسلمات قديمة، وأننا بصدد التوصل إلى دعائم جديدة يقوم عليها الدين، وهي أعلى وأسمى من تلك التي توهمنا أن الدين قائم بها، بتعبير آخر، لقد بتنا، على ضوء تلك المستجدات، مطالبين باتخاذ موقف فاصل، ولا مجال للتمييع.وإلا كنا مثل ذلك الانتهازي الذي قال في فترة التمرد العسكري الذي قاده معاوية ضد الإمام علي: الأكل مع معاوية أدسم والصلاة مع علي أتم والوقوف على التل أسلم.
    سارع بعضنا إلى اجتياز هذه العقبة النفسية واستطاع أن يتخطى الماضي ومخلفاته، والتقليد وقيوده، فلم يعد يتردد في القبول بنتائج البحث، مهما كانت قاسية ومريرة، ولكني، ومعي آخرون، توقفت كثيراً وفكرت طويلاً لعلي أوفِّق بين هذا الولاء الذي أخذ يتجذر في قلبي لأهل البيت، وبين ولاءات سابقة، انتفت عوامل بقائها، ولم يبق منها سوى بعض الرواسب النفسية. ولكن هيهات {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (الأحزاب/4)، ولا مكان للغير في نفس بات يعمرها الحب والولاء لأهل البيت.
    لم يتعرض الشيخ للمسائل الفقهية، ولم يبد ملاحظة على ما نحن عليه من فقه، وبدوري كنت أمنّي نفسي وأرجو ألاّ تكون هناك اختلافات فقهية بين مذهب أهل البيت والمذاهب الأخرى، إذ كم هو قاس أن تكتشف أن الفقه الذي عملت به طيلة سنوات مضت يعاني من خلل في بعض جوانبه، وكم هو عسير أن تتواءم نفسياً وعملياً مع أحكام جديدة غير التي اعتدت عليها !لذلك استنكرت نفسي ما شاهدته من تفاوت، لكني فوجئت عندما بدأت ألاحظ بعض الأشياء الغريبة في وضوء الشيخ وصلاته، استفسرنا منه عنها فكان عنده على كل حكم دليل، مع ذلك أبت نفسي أن تسلّم، وكنت أقول للآخرين أنني لن أتبع الشيعة في كل شيء، وكوني أوافقهم الآن فيما يتعلق بولاية أهل البيت لا يعني أن أقلدهم في كل شيء، لا سيما هذه المسائل الفقهية التي لا يؤيدها العقل، وأيهما أفضل غسل الرجل وإزالة ما يعلق بها من غبار وغيره، أم تمرير اليد المبتلة عليها فلا تزداد إلا اتساخاً؟! ولكن الإخوة كان بعضهم قد وطن نفسه على قبول كل ما يقول به الشيعة، بعد أن أسقط الاعتبار عن السبل الموازية لأهل البيت، وهكذا كنا في جدل دائم حول القضايا الفرعية مع اتفاقنا الكامل على الأصول. وعندما طرحنا الأمر على الشيخ تجنب الخوض في التفاصيل الفقهية، ولكنه أرسى قاعدة وأوصى باتباعها، وهي عدم مناقشة الأحكام الفقهية من حيث حِكمها وعللها إلا بعد التحقق من مصادرها، وما يثبت وروده عن النبي وأهل بيته صحيح، حتى ولو خالف المألوف ولم تستوعبه العقول، إذ ليس للرأي مكان في الفقه.
    في نهاية المطاف، وبعد شهر من الحوار الدائم، والتحقق من صحة الأدلة التي أوردها الشيخ في المصادر السُنية، كانت الرؤية قد اتضحت تماماً، وزالت الشبهات، وتخطينا الحواجز النفسية والعاطفية، ولم يبق إلا أن نتعرف إلى الدين من جديد بعد أن اكتشفنا الطريق الموصل له، وحددنا الجهة التي منها نأخذ ديننا.
    عندئذ قرر الشيخ الرحيل، تاركاً خلفه خمسة مستبصرين وآخرين على طريق الاستبصار، يكونون فيما بعد نواة للتشيع في السودان، وبداية لحركة استبصار واسعة النطاق تشمل، في غضون عشرة أعوام، كافة أنحاء السودان، وتؤسس العديد من المؤسسات الثقافية التي تضطلع حتى الآن بدور مشهود في تصحيح المسار الفكري والعقائدي الذي تعرض عبر القرون لمؤامرات الطمس والتحريف.
    سافر الكربلائي بعد أن قطع على نفسه وعداً بالتواصل معنا ومدنا باحتياجاتنا من الكتب، دون أن نعرف حتى ذلك الوقت، بأنه جزء من مؤسسة علمية وثقافية رسالية رائدة، هي حوزة القائم العلمية، التي أسسها المفكر الإسلامي المعروف آية الله السيد محمد تقي المدرسي، وكانت تتخذ من طهران مقراً لها. ومن هناك بثت كوادرها من الدعاة والمفكرين في جميع أرجاء المعمورة، من استراليا شرقاً إلى أمريكا غرباً، ومن اسكندنافيا شمالاً إلى مدغشقر وجزر القمر جنوباً. وقد ظلت الحوزة على اتصال بنا عن طريق موفديها الذين أكملوا معنا المشوار، واكتشفنا بمساعدتهم المزيد من اللآلئ المطمورة، وانفتحنا معهم على نمط جديد من الثقافة الرسالية والفكر الأصيل والتجارب الناضجة.
                  

04-04-2008, 00:08 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأزمة الحركية (Re: Motawakil Ali)

    الأزمة الحركية
    كانت الأوساط الحركية في الاتجاه الإسلامي تتابع التطورات التي تطرأ على مجموعتنا بحذر شديد، في البداية لم يكن في الأمر ما يثير قلقاً حركياً، فالتعاطف مع الثورة الإسلامية أمر عادي كما أنه ليس هناك حظر على المطالعة ولا توجد رقابة عليها، ولكن مع الأيام كانت الصورة تتغير، ومعها تتغير المواقف كلما ازددنا اقتراباً من التشيع، وهكذا كان بعض أفراد المجموعة يجاهرون بآرائهم المعارضة لتوجهات الحركة الفكرية ومواقفها السياسية مما يسبب إزعاجاً للقائمين بأمن الحركة ويثير مخاوفهم، خاصة أن بعضنا كان مؤثراً جداً داخل التنظيم ويستطيع من ثم أن ينقل توجهاته العقائدية والفكرية إلى قطاع كبير من الطلاب.
    على الرغم من التباين الذي بات واضحاً في الرؤى بيننا وبين الحركة، إلا أننا لم نفكر أبداً في الانفصال عنها، واعتبرنا ما حدث لنا من تحول عقائدي وفكري تطوراً طبيعياً لا يتناقض مع انتمائنا الحركي، وعقدنا العزم على مواصلة المسير مع الاتجاه الإسلامي وإثرائه بتجربتنا الجديدة التي لا تتقاطع مع مشروع التجديد الذي يتبناه الدكتور الترابي.غير أن الإخوة في الجامعة تخوفوا كثيراً من العلاقة التي أخذت تتوطد شيئاً فشيئاً بيننا وبين أصدقائنا الشيعة خارج السودان، وكانت مخاوفهم تزداد كلما ظهر منا موقف معارض لبعض سياسات الجبهة الإسلامية أو انتقاد لبعض قياداتها.
    ومما عزز شكوك الحركة تجاهنا أننا كنا على اتصال وتنسيق مع بعض القيادات الشبابية في الجبهة الإسلامية ممن عرفوا بمواقفهم الثورية الرافضة للخط السياسي للجبهة، ومن هؤلاء من تبوّأ مراكز هامة في دولة الإنقاذ فيما بعد. وربما حاول بعضهم الاستفادة من مجموعتنا في الضغط على الحركة من أجل تعزيز مواقعهم فيها.وكان منهم من لا يؤمن بالنهج الديمقراطي الذي أرادت الحركة اتباعه فيما بعد أبريل 1985، وبالمقابل كان يدعو إلى العمل الانقلابي الذي يقود إلى التمكين، وشعاره في ذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ.وهكذا كان قد أقام اتصالات مع بعض الضباط في الجيش وزودهم بالكتب الثقافية ذات الطابع الثوري لمؤلفين شيعة، وكانت مؤلفات السيدين محمد تقي وهادي المدرسي أبرز تلك الكتب، وفيما بعد عرفنا أن الفريق عمر البشير رئيس السودان الحالي، كان من أولئك الضباط الذين اتصل بهم أصدقاؤنا.

    المقاطعة والعزل:
    تلك الأسباب مجتمعة دفعت فصيل الحركة بالجامعة إلى المسارعة لاتخاذ قرارات حاسمة في مواجهة مجموعتنا التي لم تعد تخفي تشيعها، فكانت الخطوة الأولى هي تكثيف الدعاية المضادة للشيعة والتشيّع عن طريق الجلسات الثقافية والندوات والمعسكرات المغلقة، وفي خطوة تالية اتهمت مجموعتنا بالعمالة والتعاون مع جهات سياسية معادية من أجل إضعاف الحركة! كل ذلك تمهيداً لإجراءات تكون أكثر حسماً وأشد قسوة، ما كان أغناهم وأغنانا عنها لو أنهم اتبعوا الحوار معنا بدلاً عن التوجس والارتياب، إذ أن الحركة التي استطاعت أن تتحدى التراث وتخرج عن الخط التقليدي كان بإمكانها أن تخطو في طريق (التجديد) خطوة أكثر عمقاً وجدية، وتجرب أن تعرض إشكالياتها في التراث على منهج آخر خلاف منهج الرأي الذي لا يزيد عن الطريق إلا بعداً.
    في الخطوة قبل الأخيرة دُعي جميع الكوادر إلى اجتماع حجبت عنه مجموعتنا التي كان الأمر متعلقاً بها، وبعد أن تُليت الاتهامات الموجهة إلينا، وأُعلن للمجتمعين (انحراف) مجموعتنا عقائدياً وحركياً، صدرت إليهم القرارات الحركية القاضية بمقاطعتنا وعزلنا اجتماعياً ووقف التعامل مع أفراد المجموعة الشيعية بأي وجه من الوجوه، وأُخذعلى الجميع القسم على ذلك، على الرغم من احتجاج عدد ممن يعرف إخلاصنا للحركة ولا يجزم بانحراف توجهنا الفكري.
    وبعد أن غدت عزلتنا داخل الحركة أمراً واقعاً صدر القرار الثاني وأُبلِغنا به، فكان الفصل النهائي عن فصيل الجبهة الإسلامية بالجامعة. صدرت تلك القرارات على الرغم من تحفظ الجهات الحركية العليا عليها إذ لم يكن هناك ثمة ما يبررها سوى حساسية الوضع الحركي في الوسط الطلابي.

    مع الدكتور الترابي:
    كان الظن الغالب لدى المسؤولين في مكتب الحركة المختص بالجامعات أن ما تمر به مجموعتنا هو مجرد نزوة عابرة وخطوة متسرعة بالإمكان تداركها ومعالجة العوامل التي أدَّت إليها، ولم يخطر ببال أحدٍ منهم أن انتماءنا لأهل البيت وولايتنا لهم كان خطوة مدروسةً وتجربة ناضجةً وقراراً صعباً ما اتخذناه إلا بعد طول بحث وتحقيق. بناءاً على ذلك الرأي تبنى (مكتب الجامعات) مبادرة يهدف من ورائها إيجاد تسوية للمشكلة، درءاً للآثار السلبية التي قد تترتب على قرار الفصل، فليس سهلاً على (شعبة الجامعة) أن تتخلى عن ثمانية من كوادرها الفاعلين ومنهم من يشغل مواقع حيوية وحساسة في الهيكل التنظيمي ومنهم من له اليد الطولى في عمليات الاستقطاب و(التجنيد) بالجامعة، ومن ثم فلن يمر قرار إبعادهم دون أن يحدث بلبلة في قاعدة التنظيم.
    انتدب (المكتب المعني) اثنين من أعضائه للاتصال بنا والحوار معنا أملاً في الوصول إلى تسوية وحل للمشكلة، فاشترطنا أن تتراجع شعبة الجامعة عن قرار المقاطعة الاجتماعية قبل أن نستجيب لأي مبادرة، وبالفعل سعى المندوبان لإقناع الشعبة بالتراجع، ولكن دون جدوى، فالتراجع كان من شأنه أن يسبب للقيادة الحركية بالجامعة حرجاً كبيراً ويفقدها مصداقيتها لدى القاعدة، وهنا اقترحت اللجنة على المجموعة أن تفتح حواراً مع شخصيات قيادية في الحركة على رأسهم الدكتور الترابي، في محاولة لإقناع المجموعة بالعدول عن إعلان التشيع والولاء لأهل البيت (ع)، ولذلك رفضنا الاقتراح وأوقفنا التعامل مع اللجنة.
    كان ذلك في الشهور الأخيرة من عام 1987م، وكنت آنئذ أعد العدة للسفر إلى إيران التي غادرت إليها في مطلع العام 1988م. وفيما بعد رأى بقية الاخوة الاستجابة لمناشدات الداعين للقاء مع الدكتور الترابي، وتم اللقاء وفيه بدا الدكتور معترضاً على ما اتخذ ضدنا من إجراءات حركية من قبل المسؤولين بالجامعة، كما أبدى تفهماً لمواقفنا الفكرية والعقائدية مؤكداً أن الحركة الإسلامية إطارٌ جامع ويتسع لجميع الانتماءات الفكرية والمذهبية طالما كانت صادرة عن الإسلام، كما أكد على رؤيته الخاصة (اللامذهبية في الإسلام) هذه الرؤية التي ما فتئ يردِّدها حتى الآن، معلناً أنه غير شيعي وغير سني، كما اتفق مع الإخوة على أكثر آرائهم في التاريخ، وقال أنه لا يرى وجود ما عُرف بالخلافة الراشدة على هذا الإطلاق، وعن الصحابة قال أنه لا يؤمن بعدالتهم المطلقة مؤكداً تفاوتهم في درجات الإيمان بين مؤمن خَلُص إيمانه ومنافق مرد على النفاق، وقال إن من الصحابة من ولَّى الدبر في ميادين القتال بصورة لا يمكن أن تصدر اليوم عن شباب الحركة الإسلامية.
    ولقد اختلف الإخوة مع الدكتور الترابي في المسائل السياسية والحركية أكثر من اختلافهم معه في المسائل الفكرية والعقائدية.
                  

04-04-2008, 00:15 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التبعية العمياء (Re: Motawakil Ali)

    التبعية العمياء
    مع الدكتور الحبر:
    كان من بين الذين اشتغلوا معنا بالبحث والتحقيق منذ البداية صديقٌ لي هو زميل دراسة وأحد أخوة العمل ضمن صفوف الحركة الإسلامية، وكان من أوائل الذين قرأوا كتاب المراجعات في السودان، وقد بدا أكثر منَّا اهتماماً، بذلك، وهو الذي دلَّني على المكتبة العامة بالجامعة الإسلامية وما بها من أمهات الكتب والمصادر، وكم جلسنا بها معاً الساعات الطوال نغوص في أعماق التاريخ ونكتشف خبايا السيرة وخفايا الحديث حتى تجلَّت الحقائق وتكشفت بما لا يدع مجالاً للشك.
    وبينما كنتُ أشحذ إرادتي متحرراً من آخر أغلال الخوف والتبعيَّة للإعلان عن عقيدتي الجديدة، واختياري الواعي، كان صديقي يتشرنق بأوهامه وينسلخ عمَّا أُوتي من آيات ودلائل ويقول: لو كان هذا حقاً لاتَّبعه من هو أعلم منَّا من الأولين والآخرين فكان بذلك كمن استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله أبى أن يمشي فيها فجعل علمه جهلاً ويقينه شكاً.
    كان كلما اجتمعنا يجادلنا بلجاجة ومكابرة، مقلِّلاً من شأنه وشأننا وكأنما الحق لا ينكشف إلا لكبار السن وذوي الألقاب العلمية الجوفاء، كان يقول من نحن حتى نكون أول من يتشيَّع في السودان، هذا البلد الحافل بالعلماء والعرفاء في مختلف العصور؟ من نحن حتى نخالف مالكاً وأبا حنفية وأحمد بن حنبل والشافعي وابن تيمية وغيرهم من علماء السلف؟ من نحن حتى ندّعي معرفة مالا يعرفه علماء السودان ومشايخه؟
    كان بين الذين يستشهد بهم من الشخصيات الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، أستاذ اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وأحد أبرز مؤسسي حركة الإخوان بالسودان، وأحد قادة الفصيل الذي ظل على ارتباطه بالحركة الأم بعد أن قرر الترابي الانفصال عنه، ومن هنا فإن دكتور الحبر حتى ذلك الوقت ـ ظل أحد المناوئين الأساسيين للجبهة الإسلامية.
    قلت له: إن د. الحبر ليس ببعيد عنا ولن يكون اللِّقاءُ به أمراً صعباً، فلماذا لا نجلس إليه لنسأله عن رأيه في التشيُّع وموقفه من تناقضات التاريخ؟ وافق صاحبي وتحمَّس للفكرة، فاتصلنا بالشيخ الدكتور حيث حدَّد لنا موعداً في داره، وافيناه فيه ومعنا صديق ثالث.
    تلقانا الدكتور بحفاوة وترحاب، في بيت متواضع بأحد الأحياء الشعبية بمدينة "أم درمان"، وقد بدا الارتباك واضحاً على صاحبي، وتبيَّن أنه كان يتهيب مثل هذا اللقاء، فقد يعجز مضيفنا ــ على شهرته العلمية ــ عن إعطاء إجابات مقنعة على الأسئلة التي حضرناها له، وعندئذٍ تسقط حجته في تقليد الرجال فيما يتعلق بمسائل الاعتقاد التي لا يجوز فيها التقليد.ومن ثم طلب مني أن أترك الحديث في التاريخ والمذاهب بحضرة الدكتور وأصّر على طلبه !! قلت له: لماذا أتينا إذاً؟ قال: أرى أنَّ الحديث مع الدكتور في قضايا معاصرة متعلقة بالحركة الإسلامية أجدى من النبش في مقابر التاريخ! فحاولتُ عبثاً إثناءه عن هذا الموقف، وعندما جلس إلينا الدكتور ما كان أمامي إلا أن أنزل عند رغبة صديقي وأفتح حواراً غير الذي جئنا من أجله، لقد كان عليَّ أن أقدِّر الظرف النفسي الذي يمر به والقلق الذي يعيشه جراء ما حدث في داخله من تنازع، بين حق تكشفت له جوانبه ولزمته حجته وقديم لازال يملك عليه عواطفه ويتغلب على إرادته مدعوماً بروح التقليد والتوافق الاجتماعي.
    قلنا للدكتور الحبر: لماذا تصِرُّون على إبقاء حالة الشقاق في صفوف الحركة الإسلامية وقد زالت مسبباته بانعقاد المؤتمر التأسيسي للجبهة الإسلامية القومية في أجواءٍ ديمقراطية أتاحت لكل الفرقاء أن ينتظموا في عقد واحد وبذلك تتوحد الكلمة وتلتئم جروح الماضي؟(*)
    ردَّ الدكتور على سؤالنا هذا بالتشكيك في مصداقية المؤتمر والقائمين به نافياً وجود أي قدرٍ من الديمقراطية في حقيقة نظامه وإن اتَّسم الظاهر بذلك على حد تعبيره ـ مؤكداً أنَّه لم يكن هناك أدنى أمل لأحدِ في تولِّي منصب الأمين العام للجبهة الذي فصِّل خصيصاً للدكتور حسن الترابي، وهكذا راح يعدد مثالب الحركة التي يتزعمها الترابي وعيوبها.
    قلنا له إننا لسنا بصدد الدفاع عن حركة الاتجاه الإسلامي ولكننا وبنفس القدر نستطيع أن نبيِّن نقاط الضعف في حركة الإخوان المسلمين ونُسلِّط الضوء على سلبياتها. قال: لكم ذلك، وسوف أتولى الرد على كل تحفظاتكم وانتقاداتكم.
    قلت: ولكن فصيل حركة الإخوان بالسودان هو فصيل لا نعرف له دوراً في الساحة ونشاطاً، فهل لديكم مانع إذا ما انصبت ملاحظاتنا على الحركة الأم؟ قال: لا نمانع.
    قلت ــ وقد عقدت العزم على الجنوح بالحديث صوب الموضوع الأساس الذي أتى بنا إلى هنا: أول ما يؤخذ على حركة الإخوان المسلمين هو موقفها السلبي من الثورة الإسلامية في إيران، تلك الثورة التي حققت آمال المسلمين وأقامت أول دولة إسلامية في العصر الحديث.
    رد بسخرية وتهكم: أتقول الدولة الإسلامية؟ دولة الآيات والمعصومين؟
    قلت: (آية الله) لقب علمي لا ينتقص من إسلامية الدولة، أما المعصومون فليس من قائلٍ أن في إيران اليوم معصومين، فالمعصومون هم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته.
    قال: على كل حال هم شيعة و يكفي أنهم لا يتورعون عن القدح في الصحابة والتطاول عليهم!!
    قلت: وماذا في ذلك إذا كان الصحابة أنفسهم كان ما بينهم السباب وتبادل الاتهام؛ بل أكثر من ذلك، الاقتتال وإراقة الدماء، كالذي حدث مباشرة بعد وفاة النبي، ويكفي أنهم اقتتلوا في واقعة الجمل فكان القتلى من الصحابة والتابعين بالألوف، فكيف جاز لهم أن يقتتلوا ويتسابُّوا ولا يجُوز لنا أن نعيِّن المخطئ منهم والمصيب؟
    قال: إن اقتتال الصحابة فيما بينهم لا يخرجهم من دائرة الإيمان لقوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (الحجرات/9). فالقرآن أسماهم جميعاً مؤمنين.
    قلت: ولكنه تعالى يقول بعد ذلك: {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} أليس لنا أن نحدد الفئة الباغية، وإذا ما كانت قد فاءت إلى أمر الله أم لا؟
    قال: يا ابني، نحن نقول كما قال «أبو زرعة»: «تلك فتنة وقى الله منها سيوفنا أفلا نقي منها ألسنتنا»‍!
    عند هذا الحد كان صاحبي قد بلغ به الغضب مبلغاً خشيت معه أن يأتي بتصرف لا يليق بالمقام، وفي ذات الوقت بدا الدكتور غير راغب في المضي في هذا الاتجاه المحرج، عندئذ أدركت أنه لا جدوى من الإصرار على توجيه الحوار عقائدياً، فعدنا به إلى ساحة العمل الإسلامي والحركة الإسلامية إلى أن طلبنا الإذن بالانصراف. ومن بعد بقي صاحبي على حاله من التنكر للحق والتنصُّل من الحجج إلى أن فتحت له الدنيا أبوابها فنال من جاهها ما شغله عن البحث عن الحقيقة.
    أما الدكتور الحبر فقد التقيت به للمرة الثانية وكان ذلك في طهران في مطلع عام 1989م، وكان قد جاء إلى هناك مدعواً لحضوراحتفالات الجمهورية الإسلامية بأعياد الثورة حيث كان الوفد السوداني من أكبر الوفود المشاركة، وقد عجبتُ لمشاركة الدكتور في عيد الثورة التي يسخر منها، وتلبيته لدعوة (الآيات والمعصومين) ــ حسب قوله ــ وقد نقل لي أحد رفقائه أن جانباً من الوفد السوداني كان قد قام بزيارة لأحد الشخصيات العلمية المرموقة في مدينة قم، وفي نهاية الزيارة أهدى ذلك العالم إلى كل زائر نسخة من أحد مؤلفاته، ولما خرجوا من عنده قال أحدهم لقد فات هذا الكتاب القيِّم على الذين لم يأتوا معنا لهذه الزيارة. فعلَّق د. الحبر قائلاً: إن كان لأحدهم مطمع فيه فليأخذ نسختي، ثم أردف عايزين يُجنِّدونا بعد الشيب)؟ ومع ذلك فقد لبَّى الدكتور بعد تلك المرة دعوةً أخرى إلى إيران لا أدري إن كانت الأخيرة أم لا.
    إن د. الحبر، الذي لازال أمر حركته في نقصان لم يرضه أن يعلو ذكر أهل البيت (عليهم السلام ) في السودان، وأن يسارع الشباب إلى الدخول في حصون ولايتهم، فأخذ يدق نواقيس الخطر ويؤلب ذوي الشأن ليتصدّوا لحركة التشيع التي عمَّت أرجاء السودان وذلك في بيان أصدره مؤخراً ونشرته الصحف، يقول فيه أن انتشار التشيع في أوساط الشباب يهدد البنية الاجتماعية في السودان، وأن على المسؤولين أن يقفوا في وجه هذا المد، وأنَّه بهذا البيان يكون قد أدَّى ما عليه، إذ لا يملك أن يفعل ــ بهذا الصدد ــ أكثر من التحذير.
    لقد فات على الدكتور أن التشيع ــ بما هو جوهر الدين ــ قد صمد عبر التاريخ في وجه أعنف حملات الطمس والتشويه، واستعصى على كل المؤامرات التي استهدفته منذ وفاة النبي وإلى الآن، وهو المذهب الوحيد الذي ظل أمره في ازدياد، لما يستبطن من حق، ولتمسك أهله به، ولقدرته على مواكبة العصر والوفاء بمتطلبات الزمن، بينما اندثر غيره من المذاهب أو كاد، حتى المذاهب الأربعة لم يعد التمسك بها إلا تقليدياً وشكلياً ولم تعد قادرة على الوقوف أمام دعاوى التجديد الفقهي وفتح أبواب الاجتهاد التي تنطلق من هنا وهناك.
    لقد كان الأحرى بالدكتور الحبر ـ وهو العالم الحركي المستنير ـ أن يتصدى للتشيع إن رأى فيه خطراً على الشباب، بسلاح الفكر لا بالتهديد والتخويف، كيف يعتذر عن المواجهة بعدم القدرة بينما لا تتطلب المواجهة الفكرية نفوذاً ولا سلطة؟ أم أنه يرى المتشيعين من الشباب في السودان قد امتلكوا غير الكتاب والكلمة وسيلةً للدعوة والتبليغ وإقامة الحجة على المعاندين؟‍.
    والذي لا يعرفه الدكتور، أو يتجاهله هو أن الولاء لأهل البيت(ع) أسبق في دخوله إلى السودان من جميع الحركات السلفية بما فيها حركة الإخوان، وأن السودانيين قد عرفوا لأهل البيت(ع) حقهم في ذات الوقت الذي عرفوا فيه الإسلام، وأن البنية الاجتماعية في السودان لا يهددها انخراط الشباب في سلك التشيُّع لأهل البيت الذين هم قوام الدين ونظام الأمة، ولكن ما يهدّد المجتمع في دينه وحضارته هو انتماؤهم إلى تلك الجماعات الموتورة التي ورثت الحقد عن الخوارج وأهل الفتن وبني أمية وأئمة القشريين من لدن ابن تيمية إلى محمد بن عبد الوهاب وأتباعه. وكلمة أخيرة أوجهها لفضيلة الدكتور فأقول: إن التشيع في السودان ـ باعتباره حركة استبصار جديدة ـ لا يعيبه أن كان أغلب أتباعه من الشباب، فذاك دأب جميع الحركات الربانية والدعوات الرسالية، التي يخذلها الشيوخ من المترفين والذين أوتوا «نصيباً من العلم» ويساندها الشباب لما لهم من ضمائر حية وعقول متحررة من أغلال التحجر والتقليد، وهم الذين نصروا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما خذله غيرهم، وهاهم اليوم ينتصرون من جديد لأهل بيته الأطهار، فهل ترى أن المكايد تفلح في إطفاء هذا النور الذي أخذ يمزق سُدَف الظلمة التي عششت فيها الجاهليات الحديثة؟.
                  

04-04-2008, 00:21 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى عاصمة الثورة .. مرورا بالعقيلة زينب (عليها السلام) (Re: Motawakil Ali)



    في مطلع عام 1988م، مباشرة بعد تخرجي في كلية الحقوق، تلقيت دعوة من الحوزة للالتحاق بها فترة محدودة، وكان ذلك بمثابة حلم تحقق، إذ كنت مذ عرفت التشيع، واطلعت على حقيقة الثورة الإسلامية في إيران من خلال شخصيات الحوزة الذين شارك بعضهم فيها بأدوار رئيسية، كنت أتشوق إلى زيارة إيران حيث الإمام الرضا تاسع الأئمة(عليه السلام) وحيث الإمام الخميني رجل القرن العشرين بلا منازع، وكنت أردد على الدوام: (لا بد من طهران وإن طال السفر)، لا بد من طهران وإن كانت تنام و تصحو في تلك الفترة على دوي انفجار الصواريخ العراقية.

    مرورا بالعقيلة زينب(ع):
    كانت دمشق محطة في طريقي إلى طهران، وفي ضاحيتها الجنوبية، حيث المرقد الشريف لعقيلة الطالبيين بطلة كربلاء السيدة زينب بنت أمير المؤمنين(ع)، حططت رحالي إلى حين. بدت خطواتي الأولى باتجاه الضريح الطاهر وكأنها خطوات في عمق التاريخ، وما دريت، بالشام كنت أم بكربلاء، وقد تلاشت حواجز الزمان والمكان.لم يدهشني ما رأيت من تدافع الناس حول الضريح، رغم أنه مشهد لم آلفه من قبل، وقد كنت أنا الآخر منجذبا بقوة للالتصاق به، وعندما استلمته وألصقت به صدري، أحسست بنبض الرسول وشممت عرف علي ورأيت هالة الزهراء وغشيتني أنفاس الحسن واحتضنت أشلاء الحسين، عندها انتحبت ونشجت وبكيت طويلاً. بكيت عن نفسي وعن إخوتي الذين تركتهم بالخرطوم يحرقهم شوقهم إلى هذه المشاهد الشريفة، بكيت من أجل أهلي الذين عرفوا زينب وما عرفوها، وأحبوا أهل البيت وما وجدوهم، بكيت حنقاً وكرهاً لكل من أسهم في حرمان الأمة من أئمتها، فعاشت أجيال المسلمين المتعاقبة في جهل وعزلة عن شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعدن العلم، وأهل بيت الوحي..
    خُيِّل لي وأنا أتجول في الطرقات المحيطة بالمقام كما لو كنت أمشي بالمدينة المنورة في زمان النبي، أو في شوارع الكوفة أيام عليّ، لم يتشوش هذا الخيال بمظاهر المدنية الحديثة التي بالمكان، فهنا رجال الدين بعمائمهم السوداء والبيضاء، و«الحسينيات»، التي هي مراكز الصقل الروحي والتوعية الجماهيرية.والمعاهد الدينية «الحوزات» قلاع حصينة في وجه الغزو الثقافي وجسور وصل بين الماضي والحاضر. كل ذلك في عاصمة الأمويين الذين أرادوا أن يمحوا ذكر محمد وأهل بيته، وأن يعيدوا الجاهلية في ثوب الإسلام. عاصمة يزيد الذي ظن غباء أنه قد انتصر على الحسين، فإذا به لا يلبث بعد الحسين أن يكون لعنة التاريخ، ولا يبقى له في عاصمة مجده الزائف أثر، بينما رقية بنت الحسين، تلك الطفلة الميتمة، التي روّعها يزيد حتى قضت، يبقى قبرها مع الأيام لا يزداد إلا شهرة وبريقاً، وهنا السيدة زينب التي أذلّت يزيد بين جلاوذته، وسخرت من مساعيه الباطلة، يكون قبرها قبلة للزائرين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، وبين هذه وتلك مقبرة الفواطم التي ضمت نخبة من نساء بيت الوحي، وبقيت عبر القرون شاهدة على دناءة قوم ورفعة آخرين.
    في طهران:
    وبعد ثلاثة أشهر قضيتها بجوار العقيلة زينب، ترتبت إجراءات سفري إلى إيران، وأصبحت على موعد قريب مع طهران، عاصمة الثورة والشهداء والإمام الخميني، مع (قم) عاصمة التشيع والعلماء، مع مشهد الرضا إمام الغربة والنوى. وفي طريقها إلى طهران حلقت طائرة ال«جامبو» العملاقة بعيداً عن أجواء العراق تجنباً للأخطار المحتملة، فالحرب لا زال أوارها يستعر بين الدولتين، وكم تمنيت لو أنها تعبر من هناك، لألقي نظرة، ولو من بعيد، على أرض تخضبت بدم الحسين والصفوة من أهل بيته وأصحابه.
    على متن الطائرة كان هناك وفد كبير من أسر الشهداء في لبنان، ينتمي أكثرهم إلى حزب الله، وكانت مؤسسة الشهيد الإيرانية ترتب لهم رحلات منتظمة لزيارة المقدسات في إيران، وهكذا لم تكن رحلتنا، بكل المقاييس، رحلة عادية. جلس على المقعد المجاور شاب في مثل سني، وما أن استوت الطائرة في جو السماء حتى التفت كل منا إلى صاحبه وتبادلنا التحية والسؤال، حدثته عن السودان وعن الحركة الإسلامية فيه وعن تجربتنا في الانتقال إلى مذهب أهل البيت، وحدثني عن لبنان والبطولة والشهداء، وروى لي القصة الكاملة للاجتياح الإسرائيلي، وبطولات المقاومة، وشاحنات الموت ثم الانسحاب الذليل للصهاينة.و مرت الساعات الأربع دون أن نحس بها، و قُبيل الفجر كانت الطائرة تحط بمطار مهرباد، لننتقل بعد ذلك إلى حوزة القائم في منطقة «ورامين» إلى الجنوب من العاصمة طهران.
    بعد أشهر من وصولي إلى طهران التحق بي الأخ طاهر، فأكملنا المدة المتبقية معاً، وكثيراً ما ذهبنا إلى مدينة قم والتقينا بعدد كبير من العلماء، وزرنا مشهد الإمام الرضا(عليه السلام) في طوس، أقصى شرق إيران، و مكثنا هناك عشرة أيام، زرنا خلالها المقام في مختلف ساعات النهار والليل فما وجدنا اختلافاً في عدد الزوار الذين يحتشدون في الحرم وأروقته العديدة على مدار الساعة بحيث يصعب على الزائر في كل الأوقات أن يدنو من الضريح لاستلامه. روح عجيبة تسود المكان، كما لو كان الإمام حياً يستقبل زائريه، وهو حتماً يفعل ويرد عليهم السلام، هذا الإمام الذي أتى به الخليفة المأمون من مدينة جده إلى خراسان مخافة أن يلتف الناس حوله هناك، ثم أراد أن يضفي به على ملكه شرعية يفتقر إليها فعرض عليه الخلافة فرفضها، ثم ولاية العهد فلم يقبل، فخيّره بين القبول والموت فقبل على ألا يولي ولا يعزل، ولا يأمر ولا ينهي، فلما أدرك المأمون أن تدابيره عادت على الإمام بأكثر مما عادت عليه، دس له السم، كعادة كل الطغاة، واغتاله غيلة في دار غربته فبات قبره قبلة لعشاق الحق، ومهوى لقلوب المؤمنين.


    [email protected]




    q
                  

04-04-2008, 00:27 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ردود الفعل (Re: Motawakil Ali)


    كان للمناخ الأسري الذي نشأتُ فيه دور كبير في رسم معالم المستقبل لحياتي، فقد زودتني أسرتي منذ الطفولة بجرعات كبيرة من الثقة بالذات، وغرست في داخلي بذور الحرية والاستقلال وقد دفعتُ ضريبة ذلك في مطلع شبابي تخبطاً وتعثراً في المسار، كاد أن يقضي على مستقبلي العلمي لولا أن تداركت أمري وعاودتُ الدراسة مرةً أخرى.
    في هذه المرة كان عليَّ أن أواجه أسرتي بقرار تهون إلى جانبه كل القرارات السابقة، إذ يتعلَّق الأمر هذه المرة بالعقيدة والمذهب، وقد كفاني الناس عناء إبلاغ أبي وأمي باختياري الجديد وما ترتب عليه من تحول جذري في حياتي الدينية، فقد تبرع بعض الأصدقاء بإبلاغهم ذلك، كلٌ بالصورة التي ارتضاها، وربما أراد بعضهم الإيقاع بيني وبين أهلي، بينما كان دافع آخرين هو الحرص على ديني والإشفاق عليَّ.
    أياً كانت الدوافع فقد تلقَّى والدي النبأ بحكمته التي أعرفها جيداً، واعتماداً على ثقته بابنه، وكنت حينئذٍ بالخرطوم وتقيم أُسرتي في الشمال، وعند أول لقاء بيني وبين أبي، لم يحدثني مباشرةً عما بلغه عنِّي من أنباء، ولكن بدلاً عن ذلك أخذ يُسدى إليَّ مجموعة من النصائح القيِّمة ويدعوني إلى التريُّث والتثبُّت قبل أن أخطو أي خطوة مصيرية في حياتي، فهمت مراده وطمأنته على نفسي وعلى سلامة مسيرتي، وقدَّمتُ له بعض كتب الدعاء المأثور عن أهل البيت(ع) منها الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين السجاد(عليه السلام) فاقبل على قراءتها بشغف شديد، ثم انتقى من مكتبتي مجموعة من الكتب ظلت تلازمه على الدوام منها «نهج البلاغة» للإمام علي(عليه السلام)، و «كلمة الرسول الأعظم» للشهيد حسن الشيرازي وغيرها.وكان كتاب «النص والاجتهاد» للسيد شرف الدين هو أخطر الكتب التي قام بمطالعتها باهتمام شديد وبعد أن فرغ من القراءة في زمنٍ قياسي، فاجأني بسؤال محرج، قال: أترى أن أبا بكر وعمر ــ هكذا ــ كانا محقين في تعاملهما مع الزهراء(ع) بتلك القسوة؟ كان سؤاله مباغتاً وكنت أُفَضِّل أن يتوصَّل إلى الحقيقة تدريجياً وبنفسه، لذلك أجبتُه قائلاً: ذلك أمرٌ يصعب البتُ فيه ولابد من البحث والتحقيق.
    أما والدتي ـ ذلك الإنسان البسيط ذو التديُّن الفطري والمعرفة المحدودة بالتاريخ والفقه وغيره من قضايا الدين _ فقد بدت منزعجة جداً بعد أن سمعت بعض ما تناقلته النسوة من حديث حول ابنها، وكان أكثرهن لا يميز بين شيعي وشيوعي لذلك كنَّ يستغربن: كيف تحول ذلك الشاب المتديِّن من واعظٍ يدعو الناس إلى الإيمان إلى شيوعي لا دين له؟!.
    ومع ذلك فإن أمي انتظرت ريثما تفهم الحقيقة منَّي، ولم ترتب على كلام الناس شيئاً، وما أن التقينا بعد طول افتراق بادرت باستيضاح الأمر منَّي، فحرتُ في أمري، إذ كيف أبيِّن لها حقيقة التشيع وهي لا تعرف عن «التسنُّنِ» شيئاً ــ شأنها في ذلك شأن أكثر الناس، ــ رجالاً و نساء ــ قلت لها: دعيني أسألك يا أمي، من تعرفين من الصحابة؟ أجابت: أعرف علياً وفاطمة بنت الرسول والحسن والحسين وحمزة والعباس قلت لها: ذلك يكفي، وكل ما في الأمر أن الناس بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) انقسموا إلى قسمين: قسمٌ صار مع علي وفاطمة والحسن والحسين وأبنائهم إلى اليوم وهم الشيعة، وقسم خالفهم واتبع غيرهم وهم الذين عُرفوا بأهل السنة، ونحن بعد أن عرفنا هذه الحقيقة رأينا الحق في إتِّباع أهل البيت(ع) فصرنا شيعةً لهم، فهل في ذلك شيء؟ قالت: لا شيء في ذلك ونحن نحب أهل البيت ونحب من يحبُّهم. وهكذا اطمأنَّت الوالدة وحمدت الله أنَّ ولدها لازال متمسكاً بدينه كأقوى ما يكون.
    وفي سنة 1989م وبعد عودتي من إيران كان زواجي من الفتاة التي كنت خطبتها من قبل أن أعرف التشيع، ومن بعد كنت أرسل لها بعض الكتيبات والرسائل تمهيداً للنقلة التالية، وكانت وقتئذ قد أكملت المرحلة المتوسطة ومن ثم لا إلمام لها بقضايا التاريخ والاختلافات المذهبية، وعندما أردت عرض التشيع عليها، كانت الإشكالية عدم مقدرتها على تقييم ما أطرحه عليها من مسائل، ومن ثم لن يكون اختيارها، أياً كان، اختياراً علمياً واعياً ولن يكون الحوار متكافئاً، ولا يرضيني أن تتبعني لمجرد الثقة بي، لذلك لجأت إلى أسلوب آخر، أعرض عليها من خلاله التشيع بطريقة غير مباشرة، وهو أن أحاور في حضورها بعض أصدقائي الذين لا يوافقونني الرأي ويدافعون عن المذاهب السنية، ونسبة لمستواهم العلمي سيكون الحوار متكافئاً، وهم في الوقت ذاته يحظون بثقة المجتمع، فكنت أدعوهم إلى بيتنا وأناقش معهم المسائل الجوهرية فتتابع زوجتي الحوار ومن ثم توازن بين الحجج والبراهين، وهكذا إلى أن باتت قادرة على الاختيار بوعي واقتناع فاختارت التشيع لأهل البيت الذي هو جوهر الإسلام ومعدنه.
                  

04-04-2008, 00:30 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحن ومحيطنا الاجتماعي (Re: Motawakil Ali)


    التسامح والمرونة والانفتاح واحترام الرأي الآخر، هي أهم خصائص المجتمع السوداني وقد تجلَّى ذلك بوضوح في الحياة الدينية والعمل السياسي ومختلف مناحي الحياة، ومن هنا لم يكن صعباً علينا أن نجاهر بالعدول عن مذاهب العامة والانتماء إلى مذهب أهل البيت، وقد تلقَّى أصدقاؤنا ومعارفنا هذا الإعلان الجريء بمواقف تتراوح بين الاهتمام البالغ وعدم الاكتراث، على أن الدهشة والاستغراب كانت هي القاسم المشترك بين الجميع، وسببه أن التشيُّع كان مذهباً يجهله الناس تماماً فلم يكن أحدٌ يتوقع له أنصاراً وأتباعاً في بلادنا.
    أجواء الحوار بالجامعات:
    بحكم أعمارنا وارتباطنا بالجامعات، كان الشباب والطلاب هم محور اهتمامنا ومجال دعوتنا، فكان أكثر المستبصرين فيما بعد شباباً. لقد اتخذنا من الجامعة منطلقاً لدعوتنا فقمنا بإصدار الصحف الحائطية وإقامة الأسابيع الثقافية بما فيها من ندوات ومحاضرات وحوارات ومعارض كتاب، لم يكُن خطابنا مستغرباً في الوسط الطلابي! إذ نخاطب العقول ونقدم الحجج والبراهين بين يدي رؤانا ومعتقداتنا، والطلاب بعيدون عن التعصب والتبعية خاصة إزاء الطرح الموضوعي والحجج القوية، باستثناء الوهَّابيين، فهم الفئة الوحيدة التي ناصبتنا العداء وسعت إلى عزلنا عن الطلاب عن طريق الوصم بالكفر والزندقة والانحراف الفقهي، فجاؤوا إلى الجامعة بأبرز مشايخهم حتى يتحدثوا للطلاب عن الشيعة والتشيع، وقاموا بإصدار الصحف المتخصصة في الرد على الشيعة، وأغرقوا المكتبات بغثاءٍ من الكتب المضادة. فكان من توفيق الله لنا أن جعل أعداءنا من الحمقى الذين نصرونا من حيث أرادوا ضربنا، وذلك أن الحركة الوهابية لم تكن حركةً مقبولة بين العامة فضلاً عن الطلاب فاتخذنا نحن مواقع الهجوم بدلاً عن الدفاع، ونجحنا في فضح انحرافاتهم العقائدية وأثبتنا أمام الطلاب، بالدليل القاطع، أن السلفيين لا يؤمنون بالله إلاَّ جسماً وهيئة ذات أبعاد وجهات، ولا يؤمنون بالنبي إلا رجلاً كغيره يخطئ ويصيب، لا ميزة له في حياته ولا كرامة له بعد مماته، وأنهم لا يرون بين المسلمين مؤمناً غيرهم، وأنهم لا يقولون بكفر الشيعة وحسب، ولكنهم يكفروِّن كل من خالفهم الرأي.. وهكذا رددنا كيدهم في نحورهم فانقلبوا خائبين، وكفوا عن التعرُّض لنا في الجامعة فأوقفوا الصحف الخاصة وتركوا الحوار المباشر.
    لقد اتسمت دعوتنا بالموضوعية والهدوء واحترام الآخر، والبعد عن التفاصيل المستفزة للآخرين، وليس ذلك تكتيكاً بل استراتيجية نستمدها من قيم التشيع ومبادئه التي تدعو إلى الجماعة ونبذ الفرقة، فنحن ننظر إلى المجتمع المسلم بنظرة إيجابية، ونتفهم أوضاع الحركة الإسلامية أياً كان مذهبها، ونأبى أن نكون عقبة في طريق أهدافها الرسالية، بل لا نستنكف أن نكون عوناً لأي حركة لا تعمل على إلغاء الآخرين، وقد كان لهذا المنهج أكبر الأثر في إعادة الثقة بيننا وبين أصدقائنا في الاتجاه الإسلامي بعد أن كانوا قد اعتزلونا، ظناً منهم أننا باعتناقنا لمذهب أهل البيت قد وضعنا أنفسنا موضع الخصم لهم.
    أما مجتمعنا التقليدي فلم نزدد بالتشيُّع إلاَّ قرباً منه وتفاعلاً معه، ولقد لاقت وتلاقي دعوتنا إلى أهل البيت قبولاً وتجاوباً يتناسب مع ثقافة الشعب السوداني وموروثاته الروحيَّة والأخلاقية، وكل الدلائل تشير إلى أن أهل السودان في طريقهم إلى الخروج من ضيق المذهبية إلى رحاب أهل البيت بخطى هادئة ومدروسة، ضمن مسيرتهم الحضارية الصاعدة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} (العنكبوت/ 69).
                  

04-04-2008, 00:36 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمامة في القرآن (Re: Motawakil Ali)

    تم حذفه منعا للتكرار

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-04-2008, 02:32 AM)

                  

04-04-2008, 00:38 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمامة في القرآن (Re: Motawakil Ali)

    شبهة:

    لم يشر القرآن إلى أهل البيت وولايتهم على الأمة صراحةً! فلا توجد آية تنص على خلافتهم لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكل الذي هنالك آيات تنوه بفضلهم وتحث على مودتهم، يؤولها البعض خطأً بالإمامة وولاية الأمر، ولو كانت حقاً تفيد ذلك لأشارت إليه صراحة حتى تكون الحجة أبلغ في أمر هو من أخطر شؤون المسلمين ألا وهو قيادة الأمة من بعد نبيها(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعندئذٍ لما اختلف اثنان في ضرورة اتباع أهل البيت، ولكان الصحابة أول الممتثلين لأمر القرآن، فهم قد نزل القرآن بين ظهرانيهم، وتلقوه عن رسول الله مباشرة وعرفوا منه تفسيره وتأويله، وبما أنهم لم يقولوا بالنص القرآني ولا النبوي على الإمامة لأحد، فليس لغيرهم أن يصرف آيات القرآن عن ظاهرها فيحمِّلها ما لا تحتمل!!.
    على أن القرآن وإن كان قد خلي من النص الصريح الذي يسند مدعى الشيعة ؛لابد أن تكون آياته الكريمة قد تضمنت، بصورة أو بأخرى، تشريعاً يكفل لرسالة الإسلام أن تبلغ مداها، وأن تكون قد رسمت للأمة منهجاً إلهياً تسلكه من بعد نبيها، وتنظيماً لشأنها يجعل منها خير أمة أخرجت للناس.

    خلفيات الشبهة:

    في أول أمري وفي مرحلة البحث عن الحقيقة عرضت لي تلك الشبهة واستوقفتني كثيراً، ولكني كنت على يقين من أن القرآن لا يمكن أن يكون قد أغفل أمر الإمامة من بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه لا بد من تشريع للتنظيم السياسي تبلغ الرسالة في ظله غاياتها، ويستقيم به أمر المسلمين، هذا التشريع قد يكون مفصلا بحيث يكون الاستغناء به عن غيره، أو يكون مجملاً يجتهد المسلمون في تفاصيله كما تم بالفعل عند اختيار الخلفاء.
    هذه الشبهة هي من أول ما يعترض طريق الباحث في أمر الإمامة ويعود ذلك إلى غياب المنهج السليم لفهم القرآن إذ أن الفهم السائد عند العامة هو أن النص القرآني تقتصر حجيته على الظاهر، بالإضافة إلى ذلك الحاجز الذي تقيمه كتب التفسير بين العقل والقرآن حيث صارت هي تحتكر المرجعية في فهم القرآن، الأمر الذي يعني تجميد النص القرآني عند فهم السلف، وبالتالي إلغاء خاصية من أهم خصائص القرآن، تلك الخاصية هي قابلية القرآن للتعاطي به مع كل العصور والأحداث.ويُعد تجاوزها عند السلفيين ضرباً من البدعة وخروجاً عن الدين.

    مناقشة الشبهة:

    أولا: القرآن ومستقبل الأمة:

    القارئ لكتاب الله يظن للوهلة الأولى أن القرآن قد اهتم بالحكاية عن الماضي أكثر من اهتمامه بالحاضر والمستقبل، ومنشأ هذا الظن أن أغلب سور وآيات القرآن تحدثت عن الأمم السابقة وأن أطول السور هي تلك التي حكت عن بني إسرائيل وآل إبراهيم وآل عمران. ثم تأتي آيات الأحكام والنذير والوعيد والجنة والنار في المرتبة الثانية، بينما لا نجد تفصيلاً لما يكون من أمر الأمة الإسلامية فيما بعد عصر النبوة.
    والحقيقة هي أن القرآن ينظر إلى البشرية باعتبارها كياناً واحداً يجري على أخرها ما جرى على أولها وتحكمها ذات السنن في مختلف مراحلها وفي ذلك يقول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «والله لتتبعن أثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل وطبق القذة بالقذة حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه معهم» فقالوا له: أهم اليهود والنصارى؟ فقال: فمن إذن؟.
    ولذا كان ضرورياً أن يفصل القرآن فيما كان من اليهود والنصارى حتى يقيس المسلمون أنفسهم بهم، فينظروا إلى ما كان نجاةً لغيرهم فيتبعوه وما كان هلاكاً فيجتنبوه.
    لقد كانت الرسالات السابقة بمثابة تمهيد للرسالة الخاتمة، وكانت البشرية تخطو على آثار الأنبياء خطوة فخطوة لتحقق النضج الكافي فتكون أهلاً للشريعة الإلهية في أكمل مراحلها، وهكذا وجدت أمتنا نفسها أمام صفحات طويلة من تجارب الأمم السابقة قام القرآن بتسجيلها لتكون مرآة تعكس مستقبل الأمة الإسلامية، حتى إذا ما أردنا التعرف إلى ما كان وما سيكون من بعد عصر النبوة فما علينا إلا أن نقلب صفحات الماضي قرآنا يتلى لنرى من خلالها الحاضر والمستقبل.
    يقول تعالى:
    {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (سورة يوسف/109).
    ويقول:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (سورة الحج/46).
    ويقول:{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} (سورة آل عمران/137).
    هذا جزء يسير من الآيات التي ورد فيها الأمر الإلهي بالسير في الأرض والنظر في عواقب الماضين، فما هو السير في الأرض إن لم يكن تلاوة القرآن والتدبُّر في آياته؟ إن القرآن وحده القادر على الإنباء عن الماضي والإخبار، عبره، عن المستقبل «فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم» كما روي عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
    إذن فإن غلبة الطابع التاريخي على القرآن كان منهجاً حكيماً في كشف السنن الإلهية الثابتة التي تجري على الباقين كجريها على الماضين.
    ومن تلك السنن بل أهمها، سنة الاصطفاء الإلهي للقادة، ومن هنا كان الطرق المتواصل عليها في القرآن، والرفع من شأن أولاد الأنبياء والتنويه بهم باعتبارهم صفوة الله وخاصته وأقدر الناس على تمثيل خلافة الله في أرضه.
    يقول تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (آل عمران: 33/34).
    ويقول: {قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (النمل:59).
    ويقول: {يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران/42).
    ويقول: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} (البقرة /247).
    ويقول: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (فاطر/32).
    ويقول: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة/132 ــ 133).
    ويقول: {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة /124).
    ويقول: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء/54).
    ويقول: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} (مريم/58).
    ويقول: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ} (الحديد/26).
    ويقول: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} (الأنعام:8/86).
    هكذا يؤكد القرآن على خصوصية أولاد الأنبياء وذرياتهم ويحصر الكتاب والحكم والنبوة فيهم وينشر لهم الثناء ويرفع ذكرهم ويوصي بالاقتداء بهم، فإذا كان هذا هو الحال مع أولاد الأنبياء السابقين فكيف بذرية خاتم الأنبياء والمرسلين وأكرمهم جميعاً. إن المرء لا يشك مطلقاً أن ما من آيةٍ في القرآن ذُكر فيها فضل لنبي وأهل بيته إلا وكان لنبينا وأهل بيته أفضل من ذلك وإذا كان المولى عزَّ سلطانه قد اصطفى الأوصياء من بيوت الأنبياء ومن ظهورهم ثم أنزل في ذلك قرآناً يتلى فإن اصطفاءه للأوصياء من آل محمد حقيقة كحقيقة التوحيد والنبوة والمعاد.
    والخلاصة أن أهل البيت عليهم السلام وإن لم يذكروا مباشرةً في القرآن إلا قليلاً إلا أن القرآن ما ذكر غيرهم من ذريات الأنبياء إلا من أجلهم، وعن هذا الأمر تضافرت الروايات عن أهل البيت وأكد الرسول على ذلك وأدرك أصحابه هذه الحقيقة وقد روي عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ: «إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين»( )، بإضافة «آل محمد»؟.
    وفي ذلك يقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا وإذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم»( ).
    وإذا كان رب العزة قد اتخذ من آل إبراهيم وآل عمران أنبياء فقد اتخذ من آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) أئمةً، والإمامة أعظم درجةً من النبوة وقد كان إبراهيم عليه السلام نبياً رسولاً خليلاً ثم بلغ أعلى الدرجات بالإمامة التي ما نالها إلا بعد طول بلاء {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} (البقرة/124).
    ثم جعل الإمامة في ذريته {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
    بِأَمْرِنَا} (الأنبياء/72 ــ 73).
                  

04-04-2008, 00:43 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمامة في القرآن (Re: Motawakil Ali)

    ثانياً: بين القرآن والسنة:

    أنّى كان منشأ الحكم الشرعي، الكتاب أو السنة، فإن حجيته هي ذاتها في الحالتين، طالما صح الحكم، دلالة من الكتاب، ودلالة ووروداً من السنة، لأن المصدر الأساسي هو الوحي {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} (الأنعام/50)، {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (نجم/3ــ 4). ومن هنا لم يكن هناك فرق في الأهمية بين أحكام القرآن وأحكام السنة، وقد أوكل الله إلى نبيه أمر تبليغ الكثير من الأحكام المهمة التي لا يمكن التعرف عليها من ظواهر القرآن. ويكفي دلالة على ذلك القرآن نفسه، إذ أنزله الله على نبيه وكلفه بتبليغه إلى الناس. والرسالة كلها يتوقف تبليغها على تبليغ الأمر المتعلق بولاية علي وأهل البيت(ع)، {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ} (المائدة/67)، وليس على الناس إلا الامتثال لأوامر الله، جاء بها القرآن أم جاءت بها السنة.
    وبناء على ما تقدم وما تضمنته السنة من نصوص متواترة في الإمامة، لا يمكن لأحد أن يقول لو كان الإسلام يقر النظام القائم على الإمامة والتي يحصرها الشيعة في أهل البيت لوجدنا بيان ذلك صريحاً في القرآن.مع أن القرآن عالج هذا الأمر بطريقته التي يفهمها كل من يفتح منافذ قلبه لتلقّي هدى القرآن ونوره.
    وهنا يُعرف من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وقد كانت فتنة الذين كفروا في الأمم السابقة أن قالوا {أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ} (قمر/24)، وذلك أن الإنسان، بطبيعته المتكبرة، قد لا يجد حرجاً في الامتثال إذا ما جاءه الأمر من الله، ولكنه يستنكف أن يتبع الرسل، ويسوق بين يدي تمرده الحجة تلو الأخرى، معترضاً على الله أن بعث في الناس بشراً رسولاً.
    و(حسبنا كتاب الله) فكرة طُرحت قُبيل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان الغرض منها تعطيل القوة التشريعية للسنة، والاعتماد على ما تشابه من القرآن من أجل تحقيق أهداف سياسية وفكرية على المدى القريب والبعيد، وعملاً بهذا المخطط حظر الخليفة الثاني على الناس التعاطي مع أحاديث النبي تداولاً وتدويناً، وقد استمر هذا الحظر إلى أن أبطله الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز.
    بصفة عامة لم يكن ممكناً، رغم المحاولات، فصل المسلمين عن سنة رسول الله وذلك أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عند المسلمين أحب وأكرم وأقدس من أن تلغى أحاديثه الشريفة، وقد قرن الله (جلت حكمته) الإيمان به بالإيمان برسله ولم يرض أن يؤمن به ويُكفَروا، وإلا فإن أكثر الذين كذبوا الرسل كانوا في الأصل عارفين بالله مؤمنين به {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (هود/106)، وعلة ذلك أنَّ الرسل كانوا بشراً، والإيمان ببشرٍ مثلنا أصعب على النفس من الإيمان بخالق البشر! ففي النفس الإنسانية كبرٌ كالذي كان بنفس إبليس الذي عبد الله مخلصاً حتى كان في مصاف الملائكة، وظل الكبر في داخله كامناً إلى أن أمره الله مع الملائكة بالسجود لآدم فأبى واستكبر واستحق بذلك لعنة الله الأبدية، ولم يشفع له أن كان مؤمناً بالله ساجداً له. وهكذا الناس، أمرهم الله باتباع الرسل فمنهم من آمن ومنهم من أبى واستكبر.
    وقد تفاوت الرعيل الأول من المسلمين في مدى تسليمهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حال حياته، بين مذعن مطيع للنبي، عارف لقدْره، ومُستنكفٍ مُكرَهٍ على الإتباع، يبدي ما في نفسه كلما تعرّض لابتلاء.
    قام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بتفصيل كل ما ورد في القرآن مجملاً، فالصلاة ــ مثلاً ــ ورد الأمر بها في القرآن مجملاً ولولا ما فصله الرسول من شأنها لما عُرف عدد الصلوات ولا كيفية أدائها، وليس لأحد أن يقول كان ينبغي للقرآن أن يبين جميع تفاصيلها لأنها عمادُ الدين، إذ يكفي أن يقوم بذلك النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحيُّ يوحي، ولقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: 7)، ولقد صرح النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بما لا يدع مجالاً للشك في أمر ولاية أهل بيت ه وتواترت عنه الأحاديث في ذلك وتضمنتها الموسوعات الحديثية لمختلف المذاهب، ومع ذلك لم يمتثل الناس لأمره (صلى الله عليه وآله وسلم) وفرقوا دينهم وكانوا شيعاً.
    يقول تعالى:{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً} (الإسراء/94).
    فهم لم ينكروا وجود الله ولكنهم احتجوا عليه أن بعث إليهم بشراً رسولاً، كما احتج إبليس بقوله أأسجد لمن خلقت طيناً.
    ويقول: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام /91).
    ويقول:{فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ} (القمر/24).
    فالإيمان بالرسل ليس مجرد كلمة تقال، وإلا فما أكثر من قالها بلسانه وأنكرها بقلبه وعمله، يقول تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (المنافقون/1).
    وحتى يعلم الله الصادق من الكاذب أو كل إلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر تبليغ أعظم قضية متعلقة بمستقبل الرسالة واستمرارها وهي ولاية الأمر، وشدد لنبيه الخطاب في قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة/ 68)، هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب بُعيد حجة الوداع في ماءٍ يقال له غدير خم، وإن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قام بعد أن نزلت عليه الآية يخطب في الناس ومما قاله: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
    ثم قال: «إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمنٍ ومؤمنة».
    وأخذ بيد علي(ع) وقال:
    «من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم وآل من ولاه وعاد من عاداه( ).
    وقد روى الواحدي بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب( ).
    وفي الدر المنثور للسيوطي( )، عن ابن عباس قال: كنَّا نقرأ هذه الآية على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) «بلغ ما أنزل إليك من ربك في على»( ).
    وهذا الحديث يؤكد أنَّ الوحي نزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بولاية أهل البيت وأولهم على ثم أمره بالقرآن أن يعلن للناس ما كان قد أُنزل إليه سابقاً، جازماً أن تبليغ الرسالة بأجمعها متوقفٌ على تبليغ الولاية. ولو شاء الله لأنزل ذلك قرآناً يتلى ولكنه ــ جلَّت حكمته ــ أمر نبيه بالتبليغ ليعرف كيف تكون طاعة الناس له(صلى الله عليه وآله وسلم) وحتى يميز المنافق عن الصادق، وبالفعل ضاقت صدور المنافقين بذلك وكبر الأمر عليهم وتلجلج النفاق في قلوبهم، فمنهم من أضمره إلى حين ومنهم من كشف عن خبيئة نفسه واتهم النبي بالكذب على الله ومحاباة ابن عمه، كما فعل الحرث بن النعمان الفهري، وقد بلغه ما كان في غدير خم من إعلان ولاية علي( فأتى على ناقةٍ له فأناخها على باب المسجد وقال:
    يا محمد. انك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك ذلك، وأمرتنا أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ونصوم شهر رمضان ونحج البيت ونزكي أموالنا فقبلنا منك ذلك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضَّلته على الناس وقلت من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه. فهذا شيء منك أم من الله؟.
    فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقد احمرت عيناه: «والله الذي لا إله إلاَّ هو، إنه من الله وليس مني. وكرر ذلك ثلاثاً، فقام الحرث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأرسل علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم.
    فوالله ما بلغ ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على هامته وخرج من دبره فمات من ساعته فأنزل الله:{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} (المعارج /1 ــ 2).
    ولم يكن الحرث الفهري حالةً واحدة؛ لكنه أظهر ما أضمره غيره من التكذيب لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والتشكيك في رسالته. وهكذا كان، ولازال، خلو القرآن من التفصيل في أمر الولاية والتصريح به امتحاناً للمسلمين وتمحيصاً لهم حتى لا يقول قائل: «عندنا كتاب الله وهو حسبنا» ضارباً بكلام رسول الله عرض الحائط.


    [email protected]



    m
                  

04-04-2008, 00:48 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
RE;الإمامة في القرآن (Re: Motawakil Ali)

    ثالثاً: العقل طريق الإيمان..
    جعل الله سبحانه وتعالى الإيمان مقروناً بالعقل، وجعل العقل طريقاً إلى معرفته ومعرفة أنبيائه وأولي الأمر، وجاءت آيات القرآن مؤكدةً لدور العقل داعيةً إليه، مادحةً أُولي الألباب ذامةً الذين لا يعقلون، وقد وردت مشتقات كلمة (العقل) خمسين مرةً في القرآن، ومن ذلك:
    قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (البقرة/242).
    وقوله: {وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (غافر/67).
    وقوله: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (الملك/10).
    وقوله: {يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} (المائدة/103).
    وقوله: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} (الأنفال/22).
    يعتقد البعض أن الكتب السماوية، ومنها القرآن، هي أول الطريق إلى معرفة الله والدليل عليه، مع أن الإيمان بالله يجب أن يكون سابقاً للإيمان بالأنبياء وكتبهم، إذ كيف يؤمن بالكتاب من لا يؤمن بمنزله؟ نعم إن القرآن يشير للعقل إلى آيات الله الدالة عليه ويدعو إلى النظر والتفكر فيها ويثير العقل ويدعو إلى استعماله ويزود المؤمنين به تعالى بالحجج التي يحتجون بها على الكافرين، لكنه ليس حجة على غير المسلمين، والقول بغير ذلك يؤدي إلى الدور.
    إن العقل المتحرر من إسار الهوى يفترض منذ الوهلة الأول وجود قوة قادرة مبدعة حكيمة تقف وراء هذا الكون، ومن هنا يبدأ الإنسان في البحث عن تلك القوة وقد يسميها إلهاً، وفي طريق البحث كثيراً ما يخضع لعوامل الخوف والرجاء فيقرر خطأً أن هذا الإله هو بعض ما يخاف ويرجو من آيات الكون وظواهر الطبيعة، فينحرف به المسار بعد أن كان قد انطلق من افتراض صحيح هو ضرورة وجود إله لهذا الكون. بينما يظل البعض مستمراً في البحث إلى أن يعجز عن إدراك كنه ذلك الإله المفترض فيستسلم ويؤمن أن إله هذا الكون أجل وأعظم من أن يوصف أو يدرك بحاسةٍ من الحواس.
    عندئذ ينشأ عندهم افتراض جديد هو أنَّ هذا الإله الخالق القادر المتصرف في الكون لابد أن يكون على اتصال بعباده بطريقةٍ أو بأخرى من أجل أن يبين لهم الحكمة من خلقهم و كذا مصيرهم بعد الموت، وبتعبير آخر ؛إن هذا الإله المالك للكون لابد وأن يأمر وينهى في مملكته، وهكذا لا يجد أولئك (الفطريون) صعوبة في التصديق بالرسل إذ ما جاؤوهم إلا بما يعرفون. فهم قد عرفوا الله من قبل و أرادوا الاتصال به وهاهم الرسل والأنبياء يأتون تأكيداً لتلك المعرفة وبما ينسجم والفطرة.
    ومما يساعد على التصديق بالرسل لدى المترقبين لهم تطابق المواصفات التي تتوفر فيهم مع تلك التي تفترضها الأذهان وتحكم بضرورتها فيمن يصطفيه الله برسالاته، ولذلك كان مصير المدَّعين للنبُّوة عبر التاريخ هو التكذيب بهم والفضح لهم. إذاً فإن الإيمان بالله يتقدمه افتراض مسبق بوجوده (عز وجل)، والتصديق بالرسل يسبقه الترقب لهم والتصور لمواصفاتهم. وبناءً على ذلك، ألا يحق لنا أن نفترض نظاماً إلهياً على رأسه رجالٌ بمواصفات الأنبياء لمرحلة ما بعد الأنبياء؟.
    لو أن الإمامة لم يقررها القرآن كسنّةٍ إلهية، ولم يدع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أهل بيته أئمة يهدون بأمر الله من بعده، ولو أن أتباع مذهب أهل البيت لم يقولوا بإمامتهم، لو أن كل ذلك لم يكن، لكان ضرورياً بحكم الفطرة أن نفترض ذلك النظام كما افترضنا وجود الله وترقبنا رسله، فأمر الدين لا يستقيم أبداً إلا بنبي أو وصي نبي، ولابد من قائم لله بالحجة في كل زمان كما يقول الإمام علي(ع) في نهج البلاغة: «لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً»( ).
    ونخلص إلى القول: إن الإيمان بالحقائق الكبرى لم يجعله الله في متناول خاملي الفكر وأصحاب الهوى والمتقاعسين، إنما دعا إلى التفكّر والنظر والبحث وبذل الجهد في طريق المعرفة والهداية، فقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت /69). وقال:{يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ} (الانشقاق/6). وقال:{الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (البقرة/ 1ــ2).


    [email protected]





    ـــــــــــــــــــــــــــ


    ن
                  

04-04-2008, 00:54 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: RE;الإمامة في القرآن (Re: Motawakil Ali)

    كلمة القرآن

    أجمع المسلمون على أنَّ القرآن هو المعجزة الكبرى لنبينا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذوا يعددون جوانب الإعجاز فيه، فهناك إعجاز علمي، و لغوي، وغيبي....والخ. بينما بقي أكثرهم غافلاً عن أهم وجوه الإعجاز في القرآن، إحاطته بكل شيء! {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام/38)، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (النحل/89). ومع ذلك فإنَّ التعاطي مع القرآن وفق مناهج خاطئة دفع بأكثرهم إلى الزعم بأن النصوص متناهية والأحداث غير متناهية‍! بمعنى آخر أن الكتاب والسنة تعجز نصوصهما عن مجاراة الأحداث المستجدة وبالتالي لابد من سد النقص في النصوص بالرأي، ثم اعتبروا هذا الحل مما قضت به النصوص وبذلك أثبتت إحاطتها بكل شيء! ومن هنا استمدت تلك الآراء ـ التي فرضت نفسها بعد رحيل النبي ـ شرعيتها، وباتت جزءاً لا يتجزَّأ من التشريع الإسلامي.
    كان القرآن على مدى ثلاثة وعشرين عاماً تتنزَّل آياته على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بما يتناسب مع متطلبات الواقع ويجيب على الأسئلة الملحَّة التي تُطرح، وكانت مهمة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبين للناس ما أُنزل لهم، لا بأن يشرح مفرداته، ولكن بأن يكشف عن إمكانيات النص القرآني التي تجعله قادراً على تجاوز الظرف الموضوعي الذي نزل فيه.
    يقول تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} (آل عمران:/164).
    وهنا يكمن الإعجاز، وبذلك يتميز النص القرآني عن غيره من النصوص، فالنص الواحد يحتوي على جملة من الظواهر والبواطن و (ظاهره تنزيله ـ أي سبب نزوله ـ وباطنه تأويله) وهذا ما تصدى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لتعليمه فأرسى قواعده من الناسخ والمنسوخ، والظاهر والباطن، والمحكم والمتشابه وغيرها من القواعد التي تجعل من يلم بها راسخاً في العلم ممسكاً بناصية التأويل، {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} (آل عمران: آية /7).
    وقد أبطل جامعوا القرآن مفعول هذه الآية بأن وضعوا علامة وقف لازم بين «الله» و «الراسخون في العلم»، وكأنَّما أنزل الله الكتاب تبياناً لكل شيء ثم استأثر بجانب من آياته فلا يعلم تأويلها إلا هو سبحانه وتعالى، مما يدعو إلى التساؤل عن الحكمة من إنزالها من الأساس. كما أنَّ هذا يتناقض مع قوله تعالى: وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (آل عمران/164) والكتاب في الآية معرفاً بالألف واللام يفيد الاستغراق وشمول جميع أفراده. ويتناقض أيضاً مع قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (الرعد/43)، و(من عنده علم الكتاب) بشهادة عدد من الأعلام هو الإمام علي(عليه السلام) هو عنده علم الكتاب كله لا المحكم منه وحسب، وذلك في مقابل وصي نبي الله سليمان «آصف بن برخيا» الذي قال عنه القرآن: { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (النمل/40).
    وإلى جانب الإمام علي(ع) نبغ في مدرسة الرسول مجموعة من تلاميذه فكانوا على درجات متفاوتة من الرسوخ في العلم، منهم أُبي بن كعب وابن عباس وابن مسعود وغيرهم من الذين تعلموا القرآن فكانوا فقهاء الأمة وأحبارها بعد أن عرفوا محكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، ولذلك قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «من أفتى الناس وهو لا يعرف المحكم من المتشابه والناسخ من المنسوخ فقد هلك وأهلك»( ).
    وفي هذا الحديث إشارة صريحة إلى أن العلم بمتشابه القرآن أمر ممكن وبالتالي فالتأويل أيضاً ممكن وبه يتجلى إعجاز القرآن وقدرته على تبيين كل شيء على الرغم من محدودية نصوصه ظاهراً.
    لقد أدرك أرباب المصالح السياسية في العصور الأولى أن أخطر ما يهدد مصالحهم تلك، هو كتاب الله إذا ما تلي حق تلاوته، وإذا ما أُولت آياته وصرِّفت على مختلف الوجوه، لذلك قاموا بعدد من الإجراءات التي من شأنها أن تقيد النص القرآني فلا يكون كاشفاً للواقع ولا مبيناً لحقوق وأقدار الناس. ومن تلك الإجراءات الاحترازية ما كان مرتبطاً بالقرآن وجمعه، ومنها ما كان موجهاً ضد القرَّاء وعلماء التأويل، ومنها ما استهدف الفصل بين القرآن والحديث لما بينهما من علاقة تكاملية ومنهجية. فكانت النتيجة أن غدا القرآن وأهله طريدان منفيان كما قال الإمام علي( وأُتخذ القرآن مهجوراً وفق ما حكته الآية على لسان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): {يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان/30).
    لقد تواتر عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «إنيِّ تاركٌ فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»؟.
    وبناءً على هذا الحديث فإن التمسك بأحدهما ــ القرآن وأهل البيت ــ يقتضي التمسك بالآخر، والتخلي عن أي منهما لا يتم إلا بالتخلي عن كليهما. ولذا يوم أن قررت الأمة التخلي عن أهل بيت نبيها كان لزاماً عليها أن تطمس معالم الثقل الآخر، القرآن، ولا تتعاطى معه إلا اسماً، وإلاَّ فضحها.
    وهكذا نجد عبر عهود الظلم والجور كيف أنَّ كلَّ من حاول تفصيل القرآن وتأويله تعرض للأذى والتنكيل( )، وكان عرضة لغضب الحاكمين، ولقد كان عبد الله بن مسعود من أوائل الذين دفعوا ثمن العلم بالقرآن، إذ أبى أن يسهم في عمليات تجميد النص القرآني التي قادها الخليفة الثالث، فتعرض جراء ذلك للضرب والأذى، ومن بعد نجد عبد الله بن عباس يدخل في مواجهات حادة مع الحكام دفاعاً عن الثقلين كتاب الله وأهل البيت، فقد روى الطبرسي في كتابه الاحتجاج( )، الحوار التالي بين معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عباس وقد كان الأخير جالساً في جماعة من المؤمنين يحدثهم عن فضائل أهل البيت(ع):
    ــ قال معاوية لابن عباس: إنا كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك!
    ــ فقال ابن عباس: يا معاوية أتنهانا عن قراءة القرآن؟.
    ــ قال معاوية: لا.
    ــ قال ابن عباس: أتنهانا عن تأويله؟.
    ــ قال معاوية: نعم.
    ــ قال ابن عباس: أفنقرؤه ولا نسأل عما عنى به؟ فأيها أوجب علينا، قراءته أم العمل به؟.
    ــ قال معاوية: العمل به.
    ــ قال ابن عباس: فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله؟.
    ــ قال معاوية: سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك!.
    ــ قال ابن عباس: إنما أُنزل القرآن على أهل بيتي، فأسـأل عنه آل أبي سفيان؟! يا معاوية أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن، بما فيه من حلال وحرام؟ فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف.
    ــ قال معاوية: اقرأوا القرآن و تأولوه ولا ترووا شيئاً مما أُنزل فيكم، وارووا ما سوى ذلك!.
    ــ قال ابن عباس: فإن الله يقول في القرآن: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة / 32).
    ــ قال معاوية: «يا ابن عباس أربع على نفسك وكف لسانك وإن كنت
    لا بد فاعلاً فليكن ذلك سراً لا يسمعه أحد علانية ».


    [email protected]




    ــــــــــــــــــــــــ







    ـــــ
                  

04-04-2008, 01:04 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا أهل البيت ؟؟؟؟؟ (Re: Motawakil Ali)

    شبهة

    تعتبر الأنظمة السياسية القائمة على الوراثة من أسوأ الأنظمة في التاريخ، وقد جاء الإسلام لإرساء قاعدة جديدة للنظم لا وجود للاعتبارات العائلية فيها، قوامها الشورى وحرية الاختيار على أساس من القيم والمصلحة العامة للإسلام والمسلمين، وقد تمثل ذلك في دولة الخلافة الراشدة التي قادها الخلفاء الأربعة، بينما كانت الدولة الأموية وما تلاها خروجاً على مبدأ الشورى وتجاوزا له، إذ صار انتقال السلطة على أساس وراثي، ولا يخفى ما ترتب على ذلك من مفاسد وانحرافات.
    بناء على ما تقدم، ليس مقبولاً القول أن الإسلام قد قرر الولاية لأهل البيت، لا لشيء إلا لأنهم سلالة النبي الذي هو مؤسس الدولة الإسلامية، وذلك وإن كان شرفاً وفخراً لهم، إلا أنه ليس بمفرده مؤهلا للخلافة.
    ومن جهة أخرى كان العهد( الراشدي ) نموذجاً نادراً للشورى وحرية الاختيار بمستوى لم تتوصل إليه البشرية إلا مؤخراً، نظرياً وبصورة غير مبرأة من العيوب، فيما سمي بالديمقراطية. ومن ثم فلا مجال للإدعاء بأن الإسلام يقر النظام الوراثي في الحكم، مهما كان الشأن الذي بلغه أهل البيت.
    ثم لماذا نلجأ إلى تأويل الآيات القرآنية حتى نثبت لأهل البيت الإمامة؟ أوليست الشورى ثابتة في القرآن والسنة كنظام للحكم والولاية بعد رحيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ أليس ذلك ما فهمه الصحابة من بعد النبي وعملوا به؟ أليست الشورى هي التي أتت بالإمامة إلى علي من بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان؟
    وما الذي يأخذه الشيعة على نظام الخلافة في عهد الراشدين بوجه خاص؟ أيأخذون عليه القضاء على فتنة المرتدين وتأمين الجبهة الداخلية لدولة الإسلام الوليدة؟ أم الفتوحات التي بسطت نفوذ العرب المسلمين في رقعة فاقت نصف المعمورة بعد أن حققوا انتصارات كبيرة سقطت على أثرها أعرق الإمبراطوريات في التاريخ ــ الروم والفرس ــ وما صاحب ذلك من تراكم للثروات والقوة، فكانت دولة المسلمين منيعةً مهابة الجانب؟
    هذه الحجة كانت من أقوى الحجج التي قدمناها بين يدي محدثنا الشيعي (الشيخ الكربلائي)، وفيما بعد كنا نُجابَه بالحجة ذاتها من قبل أكثر الذين قمنا بدعوتهم إلى ما آمنا به من ولاية أهل البيت وإمامتهم.


    خلفيات الشبهة:

    قامت الحقب التي تلت الحقبة التي عرفت بـ(الخلافة الراشدة ) على أساس وراثي بحت، حيث باتت ولاية أمر المسلمين تنتقل من الآباء إلى الأبناء داخل البيت الواحد. في البداية ساد بنو أمية واتخذوا من الدولة الإسلامية ملكاً خالصاً لهم، تلك الدولة التي قامت على جماجم أسلافهم من عبدة الأوثان. ثم آل الأمر إلى بني العباس، فملكوا قروناً متطاولة، إلى أن آل الأمر إلى العثمانيين الذين وصلوا بالدولة التي أسس بنيانها النبي إلى نهايتها. هذه البيوت التي اعتمدت النظام الوراثي في تولي السلطة، أساءت كثيراً إلى تاريخ المسلمين، لا فقط لأنها توارثت (العرش) ؛ ولكن لأنها، في الغالب من الأحوال تخلت عن قيم الدين وعاثت في الأرض الفساد، ومع ذلك نجد أن أجيالاً من المسلمين تحفظت في سلب الشرعية عن تلك الحقب ؛ بل عن توجيه النقد إليها في بعض الأحيان، وحتى في هذا الوقت نجد من ينظر إلى الأمويين والعباسيين والعثمانيين كما لو كانوا حقاً أمراء المؤمنين ! بينما نجد الغالبية قد أعادوا النظر وقيموا تلك العهود تقييماً أقرب إلى الموضوعية، فاعتبروا أبرز عيوبها أنها كانت أنظمة تقوم على توارث السلطة، متأثرين في ذلك بالمفاهيم الديمقراطية التي بدت براقة إلى جانب الدكتاتوريات، وراثية، عسكرية، أو دينية (ثيوقراطية)، ومن هنا لم يعد من الممكن الوقوف إلى جانب أي نظام أو نظرية فيها شبهة الأسروية أو التوارث. ولما كان أكثر الناس يجهلون مقام أهل البيت وخصائصهم؛ اعتبروا القول بضرورة خلافتهم للنبي خلافاً للشورى واستنادا إلى قيم لا اعتبار لها، وقد ثبت فسادها بالدليل العملي في كل العهود التي تلت (الخلافة الراشدة).



    وحدة السنن الإلهية:

    يؤكد الإسلام على عدد من القواسم المشتركة التي تربط الأمم المؤمنة بعضها ببعض في مختلف العصور بحيث تشكل مجتمعةً أمةً واحدة.
    يقول تعالى: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء/92)، وبالإضافة إلى التوحيد والكتب السماوية والأنبياء فإنَّ السنن الإلهية والمبادئ الأساسية التي أرساها الله لتسير على أساسها البشرية كانت سنناً مشتركة، وقد عبر عنها القرآن بصيغة المفرد تأكيداً على وحدتها. يقول تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} (الإسراء/77).ويقول: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} (الأحزاب/62).
    وتأكيداً للوحدة القائمة بين جميع الأمم، أُمرنا، كمسلمين، بالإيمان بجميع الأنبياء وكل الكتب السماوية دون تفريق بين أحد منهم، { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة/136).
    وبالإضافة إلى تلك القواسم العقائدية، هناك خصائص نفسية واجتماعية مشتركة تجعل التشابه قائماً بين الأمم في الصفات الإيجابية والسلبية وعوامل الفساد والصلاح. ومن هنا كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً ما يشير إلى السلوك والسيرة المشتركة بين هذه الأمة والأمم السابقة، يقول(صلى الله عليه وآله وسلم): «والله لتتبعنَّ أثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل وطبق القزة بالقزة، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه معهم» فقالوا له: أهُم اليهود والنصارى؟ فقال: ومن إذاً؟!.
    وهناك رابط هو أقوى من غيره وبه صار المؤمنون من لدن إبراهيم الخليل(ع) وإلى آخر مؤمن على وجه الأرض، صاروا أمة مسلمة واحدة، ذاك الرابط هو أن كل الرسل والأنبياء والأوصياء الذين تعاقبوا في هذه الفترة كانوا ذريةٍ بعضها من بعض، ولم تخرج القيادة والريادة منهم إلى غيرهم، فكانوا هم الرسل والأنبياء والأئمة والأوصياء وقد جعل الله الإمامة كلمةً باقيةً في عقب إبراهيم(ع) استجابة من الله لطلب خليله، يقول تعالى: {وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة/124).
    ويقول: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاَّ جَعَلْنَا صَالِحِين وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (الأنبياء/72).
    إذن لم يكن الأمر أمر توارث للسلطة أو اتباعاً لمعايير الأحساب والأنساب، بقدر ما كان اجتباء واصطفاء جرياً على سنة الله في الماضين، على أن الاجتباء إذ يتم عند توفر الشروط المطلوبة، علينا أن نلاحظ أن العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في تحديد تلك الشروط، وجوداً وعدماً، سلباً وإيجاباً. ومنذ أن استخلف الله نبيه آدم(ع) في الأرض وإلى أن بعث إلى البشرية بأكرم خلقه وخاتم أنبيائه رسولنا الأكرم محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) كان القادة الإلهيون تترى على البشرية، وكان الاصطفاء هو النظام المتبع في اختيار أئمة الهدى دون أن يكون للناس أي خيار في ذلك.
    هذه السنة لم يكن ليقدح فيها امتناع الناس في كثير من الأحيان عن إسلاس القياد للقيادات الربانية، فالله تعالى ما بعث نبياً ولا اجتبى وصياً إلا ليطاع بإذنه، فيذعن أناس ويكفر آخرون دون أن يغير ذلك من الأمر شيئاً. وقليل من الأنبياء تم لهم التمكين وصارت أزمة الأمور بأيديهم، بينما غُلب أكثرهم على أمره، وبالمقابل أستبد بالولاية على الناس الطواغيت وأئمة الجور.



    mailto:[email protected]









    ـــــــــــ
                  

04-04-2008, 01:09 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا أهل البيت ؟؟؟؟؟ (Re: Motawakil Ali)

    مقومات الاصطفاء:

    خلق الله الإنسان وأوجده في هذه الحياة الدنيا وزوده بأسباب الحياة وعوامل الاستمرار ووضع الطبيعة بجميع إمكانياتها بين يديه، وقضى أن يعيش الناس ضمن علاقات اجتماعية بالغة التعقيد في أغلب الأحيان.
    وهنا تجلَّت حكمته تعالى من الخلق. وهو الابتلاء {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (هود/7). وما كان الله ليترك الناس سدىً دون أن يتدخل بما يصبغ على الحياة طابعها الرباني، فاصطفى من الناس رسلاً وجعلهم ولاة أمره عليهم وقرن طاعتهم بطاعته، ولم يكن اختياره لهم عشوائياً، ولكن وفق معايير التفاضل التي بينها للناس وحضهم على التنافس فيها.
    لقد أوكل الله إلى الذين اصطفاهم قادةً للبشر أن يقودوا سفينة البشرية إلى حيث تبلغ غاياتها البعيدة من الرقي والتقدم والصلاح ومن ثم تحقق العبودية الكاملة لله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون} (الذاريات/56).
    فكان لابد أن يكون قادة المسيرة هم الذروة في الكمال البشري والقدوة في العبودية الحقة والمثل الأعلى في الصلاح والإصلاح. وهذه المواصفات هي مما لا يدركها في العباد إلا ربهم، ومن هنا كان تنصيب أئمة البشرية وقادتها جعلاً إلهياً قائماً على أساس الاجتباء والاصطفاء.يقول المولى عزَّ وجل: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (آل عمران/33 ــ 34).
    ويقول: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ} (البقرة/130)، ويقول: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (السجدة 24).
    ولقد ثبت عبر تاريخ البشرية أن الأئمة من الأنبياء والأوصياء كانوا مجمع خصال الكمال البشري. بحيث لا يدانيهم في الفضل غيرهم، ويذهب البعض إلى أن الله قد خص أنبياءه وولاة أمره بتلك الفضائل من دون الآخرين حتى يصطفيهم برسالاته وكتبه، والحق هو أن الله ما اختارهم واجتباهم إلا لكونهم الأفضل والأكمل بين الناس، ولا يتعارض ذلك مع القول أن الله يؤيد أصفياءه ويعصمهم تمكيناً لهم من تبليغ رسالاته وتوليِّ أمر عباده.
    ولو أن الخيار كان قد ترك للناس ليتخذوا من بين أنفسهم أئمة، لاختاروا وفق معايير خاطئة ولمالت بهم الأهواء عن الحق، وحادت بهم العصبيات عن سواء السبيل. كيف وقد عارضوا الله في اختياره وتمرَّدوا على رسله بحجة عدم الأهلية وتخلف المؤهلات المطلوبة {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (الزخرف/31)، {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة/ 247). تلك الآيات تبين أن المعيار البشري لاختيار القادة يختلف تماماً عن الاختيار الإلهي، الناس يختارون بل ينقادون لكل من نال حظاً أوفر من الجاه والثروة، وعلا واستعلى على غيره بالتفاضل العرقي ومظاهر القوة المادية، وهذا الصنف من الناس يسميهم القرآن «المترفين» وهم من يقع الفساد دائماً على أيديهم، يقول تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الإسراء: آية/16). وهم أول المتمردين على أولياء الله {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} (سبأ / 34).
    الحق ما أراده الله لا ما أنجزه الناس:
    أما التمسك بما حققته الخلافة الموازية للإمامة من إنجازات وجعلها سبباً لإضفاء الشرعية عليها، ومبرراً لتجاوز النصوص وإقصاء أولي الأمر الذين أراد الله أن يطاعوا بأمره، مما لا يمكن القبول به، هذا إن سلمنا بتلك الإنجازات وتغاضينا عما شابها من شوائب و خامرها من سلبيات، وإذا علمنا أن دولة المسلمين قد بلغت قمة (مجدها) في العهدين الأموي و العباسي، تتبين لنا طبيعة القيم التي سادت فيها واستطعنا أن نحدد مدى قربها أو بعدها من الإسلام بالقياس إلى الأمراء والسلاطين الذين قاموا فيها مقام الأئمة، وطبيعة علاقتهم بالدين، بدءاً من معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد وانتهاء بآخر حكام الدولة العباسية، وجميعهم ادعى خلافة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم سار بخلاف سنته والقيم والمبادئ التي أرساها.
    وفي عصور الهزيمة والانحسار، انطلق المسلمون من إحباطاتهم في تقييم الحقب السابقة فغضُّوا الطرف عما كان بها من انحرافات ومفاسد وتمسكوا بالأمجاد السياسية والعسكرية فضخموها ونسجوا من حولها الخرافات والأساطير ثم صاغوا للأمراء والسلاطين من سوءاتهم فضائل ومن مخازيهم كرامات، وربما كان ذلك لأن الأزمات المعاصرة كانت أزمات سياسية شهدت خلالها الأمة أحطَّ فصول التبعية والتخلف، فكان تقييم الماضي انطلاقاً من هذا الوضع وبالنظر إلى ما تم تحقيقه سياسياً وعسكرياً لا بالنظر إلى ما كان ينبغي تحقيقه لو أن أئمة الحق كانوا هم الأمراء والحكام.
    إنَّ الإمامة التي مارسها أهل البيت(ع) لم تلتقِ بالحكم إلا فترة وجيزة هي السنوات الخمس التي قام خلالها الإمام علي(ع) بالأمر، وفيما عدا ذلك كانت الإمامة في جانب والسلطة الزمنية «الحكومة» في جانب آخر، وكان بديهياً أن تعمل الحكومات على حجب الأضواء عن الأئمة(ع) من ناحية، والتضييق عليهم والقمع لأتباعهم وشيعتهم من جهة أخرى، وهكذا عاش المسلمون في مختلف العصور في جهل بالإمامة وأبعادها وبعدٍ عن الأئمة وحقيقتهم.
    وقد أشار الإمام علي بن موسى الرضا( )(ع) إلى تلك الحقيقة المتقدمة في كلمةٍ رائعةٍ حول الإمامة، وقد عاش(ع) في زمان تضخمت فيه السلطة الموازية (الخلافة) فأرادت أن تحتوي الأئمة وتبسط وصايتها عليهم، وذلك في عصر المأمون العباسي الذي أكره الإمام الرضا(ع) على قبول ولاية عهده في محاولة منه لإفراغ الإمامة من محتواها المبدئي.
    قال الرضا(ع): «جهل القوم وخُدِعوا عن أديانهم، إن الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء، بين فيه الحدود والأحكام، والحلال والحرام وجميع ما يحتاج إليه كملاً، فقال عز وجل: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام: 37)، وأنزل في حجة الوداع وهو آخر عمره: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا} (المائدة/3)، وأمرُ الإمامةِ من كمال الدين، ولم يمض(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بين لأمته معالم دينه وأوضح لهم سبيله وتركهم على قصد الحق، وأقام لهم علياً(ع) علماً وإماماً، وما ترك شيئاً تحتاج إليه الأمة إلاَّ بيَّنه، فمن زعم أن الله عزَّ وجل لم يكمل دينه فقد ردَّ كتاب الله عزَّ وجل، ومن ردَّ كتاب الله فهو كافر.
    هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة حتى يجوز فيها اختيارهم؟ إنَّ الإمامة أجل قدراً، وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وابعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم فيقيمونها باختيارهم.
    إن الإمامة خص الله عزَّ وجل بها إبراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلةً شرفه الله بها فأشاد بها ذكره فقال عز وجل: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} فقال الخليل سروراً بها: {ومَنْ ذُرِيَتَي} قال الله عز وجل: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة/124). فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة، ثم أكرمه الله عز وجل بأن جعل في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ}، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (الأنبياء/ 72 ـ 73).
    فلم تزل في ذريته يرثها بعضُ عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الله عز وجل: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران/ 68). فكانت له خاصة فقلدها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً بأمر الله على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله عز وجل: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (الروم/56)، فهي في ولد على خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فمن أين يختار هؤلاء الجهال الإمامة بآرائهم؟.
    إنَّ الإمامة منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء، إن الإمامة خلافة الله وخلافة رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومقام أمير المؤمنين(ع) وخلافة الحسن والحسين(عليهما السلام).
    إنَّ الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، الإمام أُس الإسلام النامي وفرعه السامي. بالإمامة تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف.
    الإمام يحلل حلال الله ويحرم حرامه ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة.
    الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها العالم وهو بالأفق حيث لا تناله الأبصار ولا الأيدي.
    إلى أن يقول: أيظنون أنَّه يوجد ذلك في غير آل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كذبتهم ـ والله ـ أنفسهم ومنتهم الأباطيل إذ ارتقوا مرتقىً صعباً ومنزلاً دحضاً زلت بهم إلى الحضيض أقدامهم، إذ راموا إقامة إمام بآرائهم، وكيف لهم باختيار إمام؟ والإمام عالم لا يجهل، وراع لا يمكر، معدن النبوة لا يغمز فيه بنسب ولا يدانيه ذو حسب، فالبيت من قريش والذروة من هاشم و العترة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شرف الأشراف والفرع من عبد مناف، نامي العلم كامل الحلم، مضطلعٌ بالأمر، عالم بالسياسة، مستحق للرئاسة، مفترض الطاعة، قائمٌ بأمر الله، ناصحٌ لعباد الله.
    إنَّ الأنبياء والأوصياء (صلوات الله عليهم) يوفقهم الله و يسددهم ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمته مالا يؤتيه غيرهم، يكون علمه فوق علم أهل زمانه. وقد قال الله عز و جل: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (يونس/35)، وقال تعالى في قصة طالوت: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة/247).
    وقال في قصة داود(ع): {وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} (البقرة/ 251)، وقال لنبيه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} (نساء/113).
    وقال في الأئمة من أهل بيته و عترته وذريته: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً} (النساء 54ـ55)



    mailto:mailto:[email protected]









    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  

04-04-2008, 01:15 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل انتفت دواعي الوصاية؟؟؟؟؟؟؟ (Re: Motawakil Ali)

    شبهة:

    إنَّ القيادة القائمة على أساس الاصطفاء والجعل الإلهي كانت أمراً من مختصات الأمم السابقة، حيث كان الوحي يتنزل كلما دعت الحاجة، والأنبياء يبعثون كلما حدث فراغ في موقع القيادة في أمة من الأمم، حتى أنَّ بعض القرون قد شهد وجود أنبياء متعددين مارسوا دور القيادة كل واحد بمعزل عن الآخر، أو تحت ولاية أحدهم، حتى بُعث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فكان خاتم الأنبياء والمرسلين، ولم يعد يرجى أن يتنزل الوحي من بعده ولم يعد هناك أنبياء فيكونوا خلفاء للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) اصطفاءً وجعلاً إلهياً، فكان لابد أن يتصدى الناس لولاية الأمر وينهضوا فور وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لسد الفراغ عن طريق الشورى فيختاروا أحدهم لخلافة النبي، عملاً بقوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى/ 38).
    كما أنه إذا كانت الأمم السابقة في حاجة مستمرة إلى وصاية وكانت أمورهم لا تستقيم إلا إذا ما قام بها أئمة مجعولون من قبل الله وقادة مصطفون، ولم يكونوا لائقين ومؤهلين لممارسة الشورى، إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ الأمة الإسلامية قد بلغت من النضج درجةً لم تعد معها بحاجة إلى أوصياء أو أئمة ينصبهم الله ورسوله، والدليل على ذلك أن مرحلة الوحي قد انتهت برحيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتوقف بعث الأنبياء ولو كانت الأمة قاصرة لتواصل الوحي وتواتر الأنبياء.
    ومن جهة ثالثة فإنَّ الكتب السماوية والرسالات السابقة كانت على الدوام عرضةً للتحريف والتشويه، وبالتالي كان من الضرورة بمكان أن يبعث الله من يقوِّم الانحراف وينفي التحريف، فتارةً تنسخ الرسالة المحرفة وتستبدل بغيرها وتارةً تبقى ويتتابع عليها الأنبياء والأوصياء حتى حين. ولقد اختلف الأمر مع الرسالة الإسلامية، حيث تكفل الله بحفظ كتابه، فصار بذلك مستعصياً على التحريف، ممتنعاً عن الدس فيه والأخذ منه، فلم تعد هناك حاجة إلى أوصياء أو أئمة معصومين إلى جانب القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.





    خلفية الشبهة:


    في الماضي تشبثنا بتلك الدعاوى ومثيلاتها دفاعاً عمّا استقر في الأذهان من معتقدات ومسلَّمات وتمسكاً بالقول المشهور «ليس بالإمكان أحسن مما كان»! إلى أن تبين لنا أن تلك الصورة التي اختزناها في اللاشعور لم تكن مطابقةً للواقع الذي نسبت إليه، ذلك الواقع الذي نقل إلينا منزهاً عن كل نقص وعيب، بعد أن اجتهدت أجهزة التزييف والتضليل وعملت على تغطية العيوب وردم الفجوات التي شوهت وجه التاريخ الإسلامي، ثم تعاقبت أجيال المسلمين وهي لا ترى في ذلك التاريخ إلا وجهه المجمَّل، وربما لم ترد أن ترى غيره، ، مخافة أن تهتز العقيدة إذاما اهتزت دعائمها المزعومة، وحفاظاً على تلك المسلمَّات الموروثة وضعت أحكام صارمة لتطبق على كل من يحاول أن يزيل اللحاء عن تلك الأعواد المتآكلة.
    فالتاريخ الإسلامي يجب أن يقرأ ويُفسَّر خالياً من كل ما من شأنه أن يمس قداسته، حتى ولو اضطررنا إلى نفي بعض الحقائق والوقائع الثابتة حفاظاً على جمال اللوحة التاريخية، حتى ولو كانت زائفة، وفي يوم من الأيام عندما أراد أصدقائي لفت انتباهي إلى عنصر البغي الذي قد يكون كامنا في واقعة الجمل، وشبح الجريمة الجاثم خلف الأحداث، رأيت أن الأيسر والأفضل أن أنكر الواقعة من أساسها، وأن أتهم رواة التاريخ بالكذب قبل أن أصدر رأياً في أي من طرفي النزاع، وما كان ذلك إلاّ بدافع الخوف على تلك الصورة الزاهية التي حفظناها للصحابة في أذهاننا، الخوف عليها أن تهتز أو تصاب بشرخ.
    والنظام الذي استقر بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يجب أن يكون تشريعاً مقدساً رغم كل ما به من ثغرات وتناقضات وفلتات، ومن يجرؤ على تحليله وتقييمه ــ فضلاً عن نقده ــ فهو زنديق.
    والصحابة يجب ألا يخضعوا للجرح والتعديل، والقاعدة الملزمة هي عدالتهم أجمعين، لا يجوز لمسلم أن يقدح في عدالة أحدهم إلا أن يكون «فاسقاً» ومرتاباً في الدين، فالصحابة ــ بصفة عامة ــ هم الوسطاء الذين انتقل إلينا الدين عبرهم، والتشكيك في أحدهم تشكيك في الدين. نعم يجوز لهم فيما بينهم أن يسب بعضهم بعضاً، وأن يقتتلوا كما حدث في (الجمل) و(صفين) وغيرها، ولكن لا يجوز لأحد من بعدهم أن يخضعهم لميزان الجرح والتعديل، ولا ينبغي القدح في عدالة أحدهم ولو كان ممن تركوا النبي بين الأسنة والنبال وولوا الأدبار وهربوا صعوداً إلى الجبال «وذهبوا بها عريضة»، أو كان ممن أقيم عليه الحد كالوليد بن عقبة والي الخليفة الثالث على البصرة، فالصحابي صحابي مهما كان، وله حصانة تجعله فوق الشبهات.
    ومن هنا نشأت تلك المقولات التي استثنت الأمة الإسلامية من أن تجري عليها سنن الأولين في اصطفاء القادة واجتباء الأوصياء و أولي الأمر.

    وبعيداً عن عواطف الماضي ومخاوفه نردُّ على تلك الشبهات في النقاط التالية:


    أولاً: مع انقطاع الوحي تتأكد أهمية الأوصياء:

    ليس صحيحاً أن الأوصياء كان لهم مكان في حين تنزل الوحي ثم انتفت الحاجة إليهم بانقطاعه! وذلك أنّ الوحي الذي انقطع هو وحي القرآن لا مطلق الوحي، فالخالق عز وجل يبقى على اتصال بخلقه وحياً دون انقطاع، فالوحي لم يكن مختصاً فقط بالأنبياء، وقد أوحى الله إلى أم موسى وإلى مريم كما أوحى إلى النحل وإلى الأرض والشمس والقمر وكل الكائنات، إن الذي انقطع بوفاة النبي هو النبوة وليس الوحي، وإلا فنحن نسأل: على من تتنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر في ليلة القدر من كل عام؟ وإلى من يفرق الله في هذه الليلة من كل أمر حكيم؟.
    ومن ناحية أخرى فإنّ سنة الاصطفاء قد جرت على هذه الأمة عندما اصطفى الله نبيه وخير خلقه محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) واختاره ليكون المهيمن على جميع رسله فكان(صلى الله عليه وآله وسلم) هو المصطفى وهو المختار كما أن أوصياء هذه الأمة وأئمتها (عليهم السلام ) تم اصطفاؤهم وجعلهم أئمة في حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى لسانه أيام تنزل القرآن، و بهذا الاصطفاء اكتملت الرسالة وتمت النعمة، وسيأتي تفصيل ذلك في الفصول التالية.

    ثانيا: الاستغناء عن الأوصياء:

    يزعمون أن الأمة لم تعد قاصرةً بحيث تحتاج إلى وصاية!! وفي سبيل إثبات هذا الزعم، التوى عنق الحقيقة مرات ومرات ومع ذلك لم يثبت منه شيء، إذ أن كل الأحداث التي وقعت بعد رحيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت صارخة في كشفها عن افتقار الأمة إلى وصي يدير شؤونها، وكل خطوة خطاها المسلمون بعد ذلك كانت تشير بوضوح إلى اختلال في توازنهم. ابتداء بسقيفة بني ساعدة ومروراً بكل الفتن التي لفت الصحابة كقطع الليل المظلم، وكل عصور الجور والطغيان والفساد في القرون التالية، وانتهاء بما نحن عليه اليوم، كل ذلك لا يبقى حجةً لقائل أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد ترك وراءه أمةً راشدةً مستغنيةً عن الأوصياء، إذ كانت الأمة في أمس الحاجة إلى من يسير بها على الطريق ذاته وبنفس الكفاءة النبوية. دون أن يعني ذلك أن ننسب التقصير إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو لم يألو جهدا في سبيل الارتفاع بالناس إلى المستوى الذي تؤهلهم إليه الرسالة، وكانت استجابتهم بدرجات متفاوتة، فبينما انصهر البعض في بوتقة الرسالة، وذاب في قيمها وتشرب بمبادئها ظل آخرون كالأرض السبخة لا تهتز لوقع الماء عليها ولا يخضر فيها عود. أما النبي فيكفيه شهادة له وشاهداً على تبليغه الرسالة وحرصه على تربية قومه، أولئك النفر من المؤمنين الذين كانوا صوراً للنبي وأشباهاً له في دينه وخلقه وعلمه وجميع خصاله الشريفة(صلى الله عليه وآله وسلم).وأي رشد ذلك الذي جعل الأمة ــ بعد ثلاثة عقود من فراق نبيها ــ تنساق، كالقطيع، لشذاذ الآفاق وحثالة المجتمع من بني أمية، فيرتقي الطلقاء وأبناؤهم منبراً استقرت أعواده على جماجم أسلافهم التي حصدتها سيوف الأوصياء النجباء؟.
    وأي نضج ذاك الذي بلغته الأمة حتى انقلبت على نبيها تنكل بأهل بيته وتفري كبده بقتل سيدي شباب أهل الجنة، و ريحانتيه من الدنيا الحسن والحسين؟ ولو كانت هذه الأمة مأمورةً ومسؤولة عن العداء لأهل البيت واستئصالهم بدلاً من أن تؤمر بمودتهم وطاعتهم، لما كان امتثالها متقناً أكثر مما حدث، ولو كان النبي قد أمرهم بقتل الحسين وأهله، لما قتلوهم أسوأ من تلك القتلة، فإن كان هذا رشداً فقد رشدت الأمة وإن كان نضجاً فقد بلغت من النضج غايته.
    إن هذا الدين الذي جاء منقذاً للبشرية كافة وعامل تقدم ورقي لها، ما فتئ أن انحدر به أهله من بعد رفعةٍ فعادوا من حيث بدأوا أمةً مقعدةً تزحف في مؤخرة الركب. فأين هي تلك [الأمة الوسط] الشاهدة على الناس؟ لقد أشهدت عليها الناس لمّا أبت أن يكون الرسول عليها شهيداً بأوصيائه {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة/143).

    ثالثاً: الدين ومخاطر التحريف:

    لا نشك مطلقاً في أن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه في مأمنٍ من الدس فيه والإنقاص منه، على الرغم من تلك الروايات التي تضمنتها موسوعات الحديث السنية وغيرها وفيها إشارات إلى نقص القرآن أو تحريفه، تلك الروايات نرفضها ليس فقط لضعف أسانيدها ولكن لأنها أيضاً مناقضةٌ للواقع. هذا عن التحريف اللفظي للقرآن، أما التحريف المعنوي الناشئ عن الرأي واتباع المناهج الخاطئة في التفسير والاعتماد على الأحاديث الموضوعة والتزوير في أسباب النزول وإتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، كل ذلك أدى إلى إفراغ القرآن من محتواه فلم يبق منه إلا رسمه.
    وإذا نظرنا إلى التحذيرات المتكررة التي وردت في القرآن والحديث وكانت تهدف إلى منع تكرار ما ارتكب قبلاً ضد الكتب السماوية مع القرآن، من قبيل التأويل المغرض وتحريف الكلم عن مواضعه، والمتاجرة بآيات الله، وتجزئة الكتاب، والإيمان ببعضه والكفر بالبعض الآخر، واتخاذه مهجوراً والتعامل السطحي والقشري معه، والى آخر ما حذرت منه الآيات القرآنية أو حكته عن أهل الكتاب في صيغة «إياك أعني واسمعي يا جارة» إذا ما نظرنا إلى كل ذلك تبين لنا أن القرآن وإن استعصى على التحريف اللفظي إلا أنه كان عرضة كغيره من الكتب السماوية ـ لأن يُعْطَف على الأهواء.
    والتاريخ يقول أنَّ الأمة قد ارتكبت في حق كتابها كل الذي حُذرت منه ــ كعادتها ــ وشرعت في ذلك قبل أن يفارقها النبي، عندما ردُّوا عليه بقولهم: (عندنا كتاب الله وهو حسبنا) ـ وسيأتي تفصيله لاحقاً ـ ثم اختلفوا من بعد والكتاب بين أيديهم وتنازعوا حتى فشلوا وذهبت ريحهم، ثم بات الكتاب في مختلف العصور أداةً طيعة بيد الطغاة وأئمة الجور يصرفون آياته وفق ما تمليه مصالحهم وأهواؤهم، فما من جريمة ارتكبوها بحق الدين والأمة إلا وكان لهم من القرآن مسوغ ومبررٌ. ثم افترقت الأمة إلى عشرات الفرق العقائدية والفقهية والكل يزعم صدوره عن القرآن ووروده إليه. وإلى غير ذلك من الفتن التي ما كان هناك مخرج منها إلا بالقرآن، فإذا بهم يعمهون في ظلماتها، والقرآن معهم لا يهتدون به سبيلاً.
    لقد ضلَّت الأمة ـ والقرآن معها ـ يوم أن فصلت بينه وبين ثقله الآخر ـ أهل البيت ـ بينما كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوهم للتمسك بهما معاً حتى لا يضلوا، ويحضهم على حسن خلافته فيهما فيقول: «إنَّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقد أنبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
    ويردد هذا القول على مسامعهم في العديد من المشاهد فنقلوه عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) متواتراً، ومن بعد تركوه جانباً واستبدلوه بآخر محرف هو: «إنيّ تارك ما الذي إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي» هذا الحديث الذي أطبقت شهرته الآفاق ولم يرد في أي من صحاحهم الستة وورد في غيرها بأسانيد بعضها مرفوع وبعضها مرسل، ومع ذلك تشبثوا به وتركوا حديث الثقلين السابق المروي عندهم عن أكثر من عشرين صحابي ومثلهم من التابعين وأضعاف ذلك العدد في مختلف العصور والطبقات، فكان بذلك من المتواترات القلائل في السنة، وأخرجه أكثر أئمة الحديث عند السنة، مسلم في صحيحه( )، والحاكم في مستدركه( )، وأحمد بن حنبل في مسنده( )، والترمذي في صحيحه( )، والمتقي الهندي في كنز العمال( )، وغيرهم، وعلى الرغم من ذلك تجاهلوه وغطوا عليه بذلك الضعيف.
    لكل ذلك فإن بقاء القرآن في هذه الأمة هو من أقوى الدواعي لجعل الأئمة وتنصيب الأوصياء ليكونوا جنباً إلى جنب مع كتاب الله، فما من أمةٍ إلا وكان كتابها مع نبي أو وصي نبي يبقى ببقائه ويزول بانتقاله، فكيف جاز أن يكون القرآن فريداً وحيداً غريباً بين أهله؟.
                  

04-04-2008, 01:24 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا الإمام علي ؟؟؟؟؟؟؟ (Re: Motawakil Ali)

    شبهة:


    علي كرم الله وجهه هو الرابع في ترتيب الخلفاء، ولا أحد من المسلمين ينكر فضائله، على أن ذلك لا يعني تقديمه على الثلاثة الأوائل ( أبو بكر وعمر وعثمان) (رض)، كما أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخصه بشيء أكثر مما خص به خلفاءه، أما ما يعتقده الشيعة في علي فهو غلو يأباه الدين، خاصة إذا علمنا أن فريقاً من الشيعة يرفعونه إلى مرتبة الألوهية، حتى أنه في أيام خلافته عاقب بعض المغالين المؤلهين له بالإحراق بالنار.


    خلفية الشبهة:

    هذه الشبهة وإن كنت قد سمعتها فيما بعد من الآخرين كثيراً إلا أنها لم تكن في يوم من الأيام مثارة في ذهني، ذلك أن الإمام علياً كنا قد عرفناه منذ الطفولة شخصية متميزة عن الآخرين، وذلك من خلال ما شهدناه له من ولاء خاص في نفوس أهلنا البسطاء يعبر عن ذاته في مختلف الشعائر بنحو أو بآخر، فهو حاضر في الدعاء، وفي التوسل، وفي التبرك، وفي قصص التراث الشعبي التي تقوم بمزج الخيال مع الواقع التاريخي، وهكذا فإن الآباء والأمهات والجدات كانوا منذ البداية يعلموننا الدين وعليٌّ أحد أركانه الأساسية، بينما تأتي المناهج الدراسية في المرحلة التالية لتتبنى خطة تهدف إلى "تحديث" الفهم الديني في أذهان الناشئة، فتعمل على طمس معالم الولاء الخاص لأهل البيت عن طريق التجاهل أو التشويه المتعمد لسيرتهم.
    وفي مرحلة لاحقة تقوم المفاهيم السلفية الجامدة بالتسلل، إلى العقل الباطن للإنسان، ومن ثم تفرض عليه قوانين جديدة، طابعها المميز هو المادية. وفي هذه المرحلة يأخذ الإنسان في التتلمذ على مائدة السلف المنكر لخصائص أهل البيت، هذا إن لم يكن معادياً لهم، وموظفاً ضمن الآلية العاملة لصالح مناوئيهم في المراحل المختلفة. وهكذا يأخذ (علي) في التراجع عن ذلك الموقع المرموق الذي حفظته له الذاكرة الشعبية ليحل مكانه (علي) رابع الخلفاء، ودون الرابع في ترتيب الصحابة، بشهادة عبد الله بن عمر وأمثاله ممن كانوا غائبين تماماً عن الأذهان والوجدان قبل أن تفد "السلفية" إلى بلادنا وإلى جانبها حركات "التحديث" الديني.
    هذه العقلية لا تعرف، أو لا تؤمن، بالشخصية الغيبية أو الربانية التي تتمتع بمزايا خاصة بحيث تختص من الله بمكانة رفيعة. وفي غياب هذه الأرضية الاعتقادية، لا مجال لقبول فكرة الاصطفاء والاجتباء، التي تعد في الوقت الحاضر جزءاً من "شطحات المتصوفة"، أو بعض "تأثيرات العقلية التقليدية المحشوة بالخرافات "!!
    وفي مقام الرد على تلك الشبهة المتقدمة، والتي تنطلق من نفي أي مميزات نوعية للإمام علي، ومن ثم اعتباره مغالياً كل من يرى الإمامة شأناً خاصاً بالإمام علي وبنيه الذين هم (أهل البيت)، هنا نتناول شخصية الإمام بشيء من التحليل مع تسليط الضوء، ما كان ذلك ضرورياً، على المؤامرات التي حيكت للنيل منه بصورة خاصة وأهل البيت بصفة عامة.


    المولد المتميز:

    كان من تأثير المناهج السلفية المادية علينا، أن باتت أذهاننا لا تتقبل من الأخبار ما كان فيه خرق للعادة وتعطيل للنواميس، حتى ولو نسب ذك إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، بينما لا نجد غضاضةً في التصديق بالمعاجز والكرامات التي تروى عن الأنبياء والأوصياء في الأمم السابقة.
    لقد كان لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في بداية الدعوة من المعجزات أكثر مما كان للأنبياء قبله، فإن كان منهم من يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ويكلم الجماد والحيوان فقد كان للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل ذلك وأكثر.
    أما الإمام علي(ع) فقد كان أول كراماته مولده في جوف الكعبة، فكان أول وآخر من يولد فيها. وقد صرَّح بذلك عدد كبير من العلماء ورواة الأثر، ونظمها الشعراء، حتى لقد قال الحاكم وغيره:«تواترت الأخبار: أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة»( ).
    وروى ابن المغازلي(الشافعي) بسنده عن علي بن الحسين(ع) قال: كنت جالساً مع أبي ونحن زائرون قبر جدنا (ع) وهناك نسوان كثيرة، إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها من أنت يرحمك الله؟ قالت أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة، فقلت لها: فهل عندك شيء تحدثينا؟ فقالت: إي والله، حدثتني أمي أم عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي أنها كانت ذات يوم في نساءٍ من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً، فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟ قال: إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض ثم وضع يديه على وجهه.
    فبينما هو كذلك، إذ أقبل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: ما شأنك يا عم؟ فقال: إنَّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض، فأخذ بيده وجاء وهي معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة، ثم قال: اجلسي على اسم الله قال: فُطلقت طلقةً فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منظفاً لم أرَ كحسن وجهه، فسماه أبو طالب علياً وحمله النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أداه إلى منزلها»( ).
    فاطمة بنت أسد أم النبي بعد أمه:
    لم تبدأ علاقة علي(ع) بالنبي يوم تلقاه (صلى الله عليه وآله وسلم) بيديه الكريمتين بعد أن ولد بجوف الكعبة، إنما بدأت تلك العلاقة يوم أن انتقل النبي إلى بيت عمه وكفيله أبي طالب وهو في باكورة صباه، بعد أن فقد أمَّه ومن بعدها فقد جده عبد المطلب الذي أوصى به إلى ابنه أبي طالب، وفي بيت أبي طالب احتضنته(صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة بنت أسد فكانت له أماً بعد أمه.
    لم يذكر أصحاب السير والمؤرِّخون شيئاً كثيراً عن فاطمة بنت أسد، ولذلك لا يكاد يعرفها أو يعرف دورها من المسلمين إلا قليل من ذوي الاختصاص بالسيرة والتاريخ، وقد عرفنا سابقاً الكثير عن السيدة حليمة السعدية (رض)، مرضعة الرسول، ولا شك أنها نالت بذلك شرفاً عظيماً، وأصبح ذكرها على كل لسان وسيرتها تدرس للصبية في أول ما يدرسون من السيرة ولكن ماذا عن فاطمة بنت أسد؟ لماذا خلت عن ذكرها الكتب المدرسية ولماذا تجاهلها العلماء والخطباء؟ أو كانت أقل شأناً من حليمة السعدية والشيماء أخت النبي من الرضاعة؟ ألم تتعهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مفجوعٌ بأمه وجده وهو في سن لا يستغني فيها عن الأمومة ورعاية النساء، أليست هي أول هاشمية تولد لهاشميين، أسلمت وهاجرت و أنجبت علياً وجعفراً وعقيلاً، وعندما ماتت كفّنها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في قميصه ونزل في قبرها وتمدد فيه، فقالوا له ما رأيناك صنعت بأحدٍ ما صنعت بهذه! فقال: إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرَّ بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكس من حلل الجنة(1) ، واضطجعتُ في قبرها لأن للقبر ضمَّة ولا أريد للقبر أن يضمها!!.
    ومن هذا البيت، بيت أبي طالب وفاطمة بنت أسد انتقل الإمام علي ليعيش ويربو في كنف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). يقول الحاكم في المستدرك: كان من نعم الله على علي بن أبي طالب(ع) ما صنع الله وأراد به من الخير. إن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثيرة، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعمه العباس ــ وكان من أيسر بني هاشم: يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله، آخذ أنا من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه.
    فقال العباس: نعم.
    وانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعاً ما شئتما، فأخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً فضمه إليه، فلم يزل علياً(ع) مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بعثه الله نبياً فاتبعه على وصدَّقه، وأخذ العباس جعفراً، ولم يزل جعفر مع العباس حتى أسلم واستغنى عنه( ).
    وهكذا قدَّر الله لعلي أن يلازم خير خلقه ويتتلمذ لدى معلم البشرية وأستاذها الأعظم نبيه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وبذا يتوفر لعلي من الفرص ما لم يتوفر لغيره، ولقد احتج الإمام علي(ع) بمنزلته تلك من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (وقد علمتم موضعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله و خديجة وأنا ثالثهما؛ أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة.
    ولقد سمعتُ رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت يا رسول الله، ما هذه الرنة؟ فقال: «هذا الشيطان قد آيس من عبادته. إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلاَّ أنك لست بنبي ولكنك لوزير وإنك لعلي خير»( ).


    إسلام لم يسبق بشرك:

    متى لم تكن مسلماً يا علي حتى تُسأل: متى وكيف أسلمت؟ متى خالط الشرك قلبك الطاهر وأنت لم تسجد لصنم قط؟ وكيف يقدَّمُ عليك من عاش شطراً كبيراً من عمره يعاقر الأصنام والأوثان ساجداً راكعاً لها، حتى تشربت نفسه بالشرك وعادات الجاهلية؟.
    يقول ابن الأثير في أسد الغابة( )، (وهو أول الناس إسلاماً في قول كثير من العلماء). وبسنده يروي عن أنس بن مالك قال: بعث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء» وعن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم علي، وحبة بن جوين عن علي قال: لم أعلم أحداً من هذه الأمة عبد الله قبلي، لقد عبدته قبل أن يعبده أحد منهم خمس سنين، أو سبع سنين»( ).
    وروى الإمام النسائي( )، بسنده عن أبي يحيى بن عفيف عن أبيه: عن جده عفيف قال: جئتُ في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن عبد المطلب وكان رجلاً تاجراً ــ فأنا عنده جالس حيث انظر إلى الكعبة وقد حلَّقت الشمس السماء فارتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم قام مستقبل الكعبة.
    ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاء غلام فقام على يمينه ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة.
    فقلت: يا عباس أمر عظيم؟ قال العباس: نعم أمر عظيم أتدرى من هذا الشاب؟ قلت: لا قال: هذا محمد بن عبد الله ابن أخي أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي، أتدري من هذا المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته.
    إن ابن أخي هذا أخبرني أن ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على الأرض كلها أحدٌ على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة( ).

    العقاد وإسلام علي:

    وعن مولد الإمام علي(ع) وإسلامه يقول العقَّاد:«وُلدِ عليٌّ داخل الكعبة وكرَّم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان ميلاده ثمة إيذاناً بعهد جديد للكعبة والعبادة فيها، بل قد ولد مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام وعرف العبادة في صلاة محمد وزوجه الطاهرة قبل أن يعرفها من «صلاة أبيه وأمه»، وجمعت بينه وبين صاحب الدعوة قرابة مضاعفة ومحبة أوثق من محبة القرابة فكان ابن عم محمد وربيبه الذي نشأ في بيته ونعم بعطفه وبره، وقد رأينا الغرباء يحبون محمداً ويؤثرونه على آبائهم وذويهم فلا جرم أن يحبه هذا الحب من يجمعه به جد ويجمعه به بيت ويجمعه به جميل أبي طالب يؤديه محمد و يحسه ابن أبي طالب ويأوي إليه، لقد ملأ الدين الجديد قلباً لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة ولم يخالطه شوب يكدر صفاءه، فبحقٍ ما يقال: أن علياً كان المسلم الخالص على سجيته المثلى وأن الدين الجديد لم يعرف قط أحداً أصدق إسلاما ولا أعمق نفاداً منه ورجح أن إسلامه كان في العاشرة من عمره لأنه كان يناهزها عند إعلان الدعوة على حد تعبيره. ومهما كان الحال فلم يتردد أحدٌ في سبقه إلى الإسلام والإيمان برسالة محمد بن عبد الله، إلاَّ بعض من أعمى التعصب قلوبهم، فقالوا بأنه كان أصغرهم سناً في حساب الأعوام والشهور( ).


    الخلاصة:

    ذلكم الإمام عليَّ الذي انطبقت عليه، دون غيره، جميع مواصفات الإمامة، وتوفرت لديه جميع الشروط المطلوبة لخلافة النبي، فهو سليل الطهر والشرف، وليد الكعبة، ربيب النبي وتلميذه الأنجب، ، وهو المسلم الخالص على سجيته المثلى، وهو أحد الدعائم الأساسية التي قام الدين متكئاً عليها، ولكل ذلك كان تبشير النبي بإمامته يسير جنباً إلى جنب مع التبشير بأركان الدين الأخرى ولذلك أيضاً ضاق به المنافقون ذرعاً، فعملوا على منع تنفيذ وصية النبي ومن هنا كانت النبوَّة قداسة مستهدفة.




    [email protected]









    ----------------------
                  

04-04-2008, 01:32 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عدالة كل الصحابة.. (Re: Motawakil Ali)

    شــــبهة:

    القول بالوصية، وبموقف متميز لأهل البيت، وخلافة الإمام علي للرسول من دون فاصل، كل ذلك ينطوي على اتهام صريح لجميع الصحابة وقد بايعوا خلاف من استخلف نبيهم، وبالتالي الطعن في عدالة الجميع بما فيهم كبار المهاجرين والأنصار؛ بل والخلفاء الثلاثة.
    وبما أن عدالة الصاحبة هي إحدى الحقائق الكبرى التي اتفق عليها المسلمون، وقام عليها الدليل من القرآن والسنة ؛ فإن الواجب علينا كمسلمين هو أن نعرف الحق من خلال مواقفهم، ونرفض كل ما من شأنه أن يكون قرينة، في حال ثبوته، على مخالفتهم للرسول واجتهادهم في مقابل النصوص الصريحة، واتباعهم للأهواء والعصبيات.. وكل ذلك لا يتفق مع الثابت من سيرتهم، والمعروف من استقامتهم، كما لاينسجم مع عظيم جهادهم وتضحياتهم وترفعهم عن حطام الدنيا وزبرجها، فضلاً عن مخالفته للنصوص التي أكدت رضوان الله عنهم، ومفارقة النبي لهم وهو راض عنهم، وأن قرنهم هو خير القرون، ومنهم المبشرون بالجنة والذين غفر الله لهم ما تقدم وما تأخر من ذنوبهم.
    من جهة أخرى فإن القدح في عدالتهم والتشكيك في مواقفهم واتهامهم بالمخالفة لوصية نبيهم، هو حكم بالفشل على الدور الذي قام به النبي معهم وتربيته إياهم، وبالتالي قدح في إمكانياته وقدراته التربوية، مع أن الثابت هو أن النبي أعظم مرب شهدته البشرية وأنجح معلم في التاريخ.


    خلفية الشبهة:

    حب المسلمين للنبي وتقديسهم له دعاهم إلى التعلق عاطفياً بكل ما يمت له بصلة، خاصة أهل بيته وأصحابه، ومما عزز هذه العاطفة أن بعض الذين كانوا مع النبي بلغوا في ولائهم و إخلاصهم له القمة، فأحبوه أكثر من النفس والولد، وكانوا أطوع له من بنانه، واستوعبوا رسالته حتى كانوا تجسيداً حياً لقيمها ومبادئها، وقدموا بين يديه التضحيات الجسام، ومنهم من قضى نحبه في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنهم من عاش بعده وما بدلوا تبديلا.
    سبب آخر كان وراء ذلك الحكم العام بعدالة الصحابة والتقديس المطلق لهم، وهو أن الدول التي قامت فيما بعد كانت تستمد شرعيتها من مواقف الصحابة الذين أسسوا للخلافة في مقابل الإمامة، ومن هنا ولمواجهة المعارضة التي كانت تقوم على الولاء لأهل البيت والقول بأولويتهم بالأمر قام الأمويون ومن بعدهم العباسيون بالترويج لفكرة العدالة العامة للصحابة وتوسيع مفهوم الصحبة عن طريق الرواة والمؤرخين والمفسرين، الذين وظفوا أقلامهم وإمكانياتهم لخدمة السلاطين. وهكذا تعززت هذه المفاهيم، جيلاً بعد جيل، وباتت جزءاً من المكون العقائدي والثقافي لعامة المسلمين.
    سبب ثالث، يرتبط بالجانب النفسي للشعوب التي شهدت مراحل الانحطاط والتراجع على مستوى القيم، الذي كان ولا يزال أبرز سمات الأمة قرناً بعد قرن، إلى أن تفككت وانهار تماسكها وتخلت عن مواقعها الريادية لتكون في مؤخرة الركب وفي ذيل الأمم، يسيمها الآخرون الذل والهوان. هذا الواقع كان من الطبيعي أن يدعو المسلمين للانكفاء على الماضي وتمجيده والتغني بنجاحاته وإنجازاته، وتبعاً لذلك تقديس الأجيال التي عاشت فيه ونسج الأساطير حول شخصياتهم، ثم القيام بإدراج كل ذلك في خانة العقيدة، ليكون القول بخلافه جحوداً وزندقة.
    ولما كان الأمر على قدر كبير من التعقيد والحساسية، رأيت أن تكون معالجته في كتاب خاص، غير أنني وبعد أن فرغت من هذا الكتاب، وجدت أنه من الضرورة بمكان أن أسلط الضوء، ولو بصورة مختصرة على مبحث الصحابة، وذلك لأن الشبهة التي يثيرها الموضوع شبهة أساسية كما أوضحنا فيما تقدم.
    وهكذا أرجو أن تكون النقاط التالية كافية لإزالة الشبهة والتمهيد للبحوث الآتية:

    أولا: مفهوم الصحبة والصحابة.

    توسع علماء السلف كثيرا في تعريف الصحبة والصحابي، ولولا مارتبوه على ذلك من آثار ونتائج لما كان لمناقشتهم داع، ولكنهم وسعوا المفهوم ومن ثم قرروا امتيازاته لقطاع كبير من الناس مع ما لهذه الامتيازات والخصائص من دور خطير في أصول الاعتقاد ومصادر الشريعة. وأهم ما في الأمر أنهم قالوا بعدالتهم جميعاً ثم على مواقفهم بنوا أفكارهم ومعتقداتهم كما بينا في عرضنا للشبهة. وهنا نستعرض جانباً من تلك التعريفات وفق ما أورده الشيخ جعفر السبحاني في كتابه (بحوث في الملل والنحل )( ).
    قال سعيد بن المسيب: "الصحابي، ولا نعده إلا من أقام مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين".
    قال الواقدي: "رأينا أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله وقد أدرك فأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممن صحب رسول الله، ولو ساعة من نهار ولكن أصحابه على طبقاتهم وتقدمهم في الإسلام".
    قال أحمد بن حنبل: " أصحاب رسول الله كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه ".
    قال البخاري: " من صحب رسول الله أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه".
    قال ابن حجرأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مؤمناً به ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى، ويخرج بقيد الإيمان من رآه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى)( ).
    وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب:"لا خلاف بين أهل اللغة في أن الصحابي مشتق من الصحبة، قليلاً كان أو كثيراً ثم قال: ومع هذا فقد تقرر للأمة عرف فإنهم لا يستعملون هذه التسمية إلا في من كثرت صحبته ولا يجيزون ذلك إلا فيمن كثرت صحبته لا على من لقيه ساعة أو مشى معه خطى، أو سمع منه حديثاً فوجب لذلك أن لا يجري هذا الاسم على من هذه حاله، ومع هذا فإن خبر الثقة الأمين عنه مقبول ومعمول به وإن لم تطل صحبته ولا سمع عنه إلا حديثاً واحداً".
    وقال صاحب الغوالي: " لا يطلق اسم الصحبة إلا على من صحبه ثم يكفي في الاسم من حيث الوضع، الصحبة ولو ساعة ولكن العرف يخصصه بمن كثرت صحبته".
    وقال ابن الأثير( ) بعد ذكر هذه النقول: "وأصحاب رسول الله على ما شرطوه كثيرون فإن رسول الله شهد حنيناً ومعه اثها عشر ألف سوى الأتباع والنساء، وجاء إليه " هوازن " مسلمين فاستنقذوا حريمهم وأولادهم. وترك مكة مملوءة ناساً وكذلك المدينة أيضاً وكل من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين فهؤلاء كلهم لهم صحبة وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان وكذلك حجة الوداع وكلهم له صحبة ".
    وراء هذا التوسع في مفهوم الصحبة سببان أساسيان: الأول هو إيجاد فئات ممن ينطبق عليهم المفهوم ليكونوا محلاً للتنبؤات السلبية التي صدرت عن النبي بحق فريق من أصحابه، وما ذكره القرآن الكريم من انقلاب بعضهم وارتداده. والسبب الثاني هو أنهم أرادوا أن تشمل المناقب والفضائل التي ذكرت للصحابة بعض الفئات التي لا شأن لها سوى أنها كانت في مرحلة التراجع ذات نفوذ وحظوة، والطلقاء من قريش والأمويون خاصة، هم المثال الأبرز لهذه الفئة.


    ثانيا: العدالة.

    القول بعدالة جميع الصحابة أمر اقتضته التحولات الكبيرة التي تلت عهد النبوة وكان أبطالها الصحابة، ولما كان أكثر تلك التحولات والأحداث مما لا يمكن تبريره؛ لجأ علماء السلف إلى منح الحصانة الكاملة لذلك الجيل، ومن ثم جعلوا أعمالهم ومواقفهم فوق مستوى الشبهات، واستثنوا الصحابة من قانون الجرح والتعديل بحجة أنهم من نقل الدين إلى أهل القرون التالية فيكون الطعن فهم طعن في الدين. ووضعوا أحكاماً متطرفة ليتم تطبيقها على كل من يحاول إخضاع الصحابة ومواقفهم للنقد والتقييم، ثم دعموا ذلك كله بطائفة من الأخبار الموضوعة والفضائل المصنوعة التي تعج بها كتب التفسير والحديث والتاريخ.
    وحتى تتوضح النظرية في مختلف أبعادها نقوم فيما يلي بعرض مجموعة من الأقوال التي وردت في الاستدلال على عدالة الصحابة:
    يقول ابن الأثير: "إن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما تثبت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها. وأولهم والمقدم عليهم أصحاب رسول الله فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلاً وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم، هم وغيرهم من الرواة حتى يصح العمل بما رواه الثقاة منهم وتقوم به الحجة، فإن المجهول لا تصح روايته ولا ينبغي العمل بما رواه. والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح لأن الله عز وجل ورسوله زكياهم وعدلاهم وذلك مشهور لا نحتاج إلى ذكره"( ).
    وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث من الإصابة: ( اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختباره لهم، ثم قال: روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، الجرح بهم أولى وهم زنادقة( ).
    وقال ابن عبد البر: (نثبت عدالة جميعهم).
                  

04-04-2008, 01:39 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عدالة كل الصحابة.. (Re: Motawakil Ali)

    ثالثا: مناقشة النظرية:

    لا دليل للقائلين بعدالة كل الصحابة إلا التأويل الخاطئ لبعض آيات القرآن وتجاهل البعض الآخر، والاعتماد على المفتريات من الروايات، وتخصيص الأحاديث التي تذكر الصفات السلبية لبعضهم والتي تتنبأ بردة بعض وانقلابهم وانحرافهم عن الخط.
    دليل آخر هو الذي يقوم على الدور المفترض للصحابة بعد النبي كرواة لحديثه، ونقلة لأحكام الدين عنه، وبتعبير السلف هم الشهود على كل ذلك، غير أن هذا الافتراض إنما يرد إذا تحقق افتراض آخر، هو وفاة النبي دون وصية ودون تعيين لمن يشغل مكانه بعد رحيله، وهو افتراض يقوم بدوره على القول بعدالة الصحابة واستبعاد مخالفتهم لوصية نبيهم، والاجتهاد في مقابل كلامه، وتمردهم على الوصي، وسوف نثبت في الفصول التالية أن النبي لم يكل أمر الدين من بعده إلا لأهل بيته، أما الصحابة فواجبهم بعد النبي هو اتباع من نصبه النبي لهم وأمرهم بطاعته فإن فعلوا ذلك ثبتت عدالتهم وتوثقت روايتهم، وإن لم يفعلوا فقد أخلوا بأهم شروط العدالة وهكذا لا يمكن الاعتماد على نقلهم أو آرائهم الشخصية التي يراها البعض جزءاً من التشريع.
    والذي يريد أن يتعرف على التقييم السليم لأصحاب رسول الله ما عليه إلا أن يتوخى ذلك في القرآن الكريم والسنة الشريفة، بعيدا عن مزاعم السلف، وإملاءات الحكام، والعواطف الساذجة.
    وقبل أن نتطرق إلى النصوص الشرعية الواردة في الموضوع لا بد من التأكيد على حقيقة هامة، وهي أن مجرد الصحبة أو الرؤية لا يترتب عليها عدالة، ولذا نجد أن القرآن قد سلط الضوء بصورة مركزة على أصحاب الأنبياء السابقين وكشف عن نقاط القوة والضعف فيهم، وبين مدى المعاناة التي عاناها الرسل والأنبياء مع أتباعهم الذين لم يستقم منهم ـ في الغالب ـ إلا القليل.
    فذاك نبي الله موسى(ع) يتعرض أصحابه لأشد أنواع البلاء من فرعون وجنده، فيصبرون على ذلك ويقاومون، حتى إذا ما حصرهم فرعون مع اليم، قالوا لموسى {إنا مدركون} فيرد عليهم {قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} (الشعراء، 62-67).هذه الآية البينة والمعجزة الكبرى شاهدها أصحاب موسى بأعينهم، فماذا كانت النتيجة؟ هل ازدادوا إيماناً؟ يجيب القرآن بالنفي، عندما يقوم بتصويرهم وهم يعجبون بفعل أولئك الذين كانوا بالضفة الأخرى يعكفون على عبادة أصنامهم. يقول تعالى: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (الأعراف-138).وعندما اصطفى منهم الخيرة وأراد أن يوافي بهم ميعاد ربه، لم يقووا على الاستقامة ريثما يلحقوا به أو يعود إليهم، ولم يستجيبوا لأخيه ووصيه وشريكه وخليفته فيهم هارون(ع)؛ لكنهم استجابوا للسامري وعبدوا عجلا له خوار.
    وهكذا كان الحال مع جميع الرسل والأنبياء لم يستقم على الطريقة من أصحابهم إلا قليل، وما أورد القرآن قصصهم بتفاصيلها إلا ليقرر حقيقة، هي أن العدالة ليست أمراً ملازماً للصحبة بأي حال من الأحوال، وما جرى لأصحاب الرسل السابقين يجري مع أصحاب رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) حذو النعل بالنعل، وطبق القزة بالقزة.
    فضلا عن ذلك نجد الآيات القرآنية تتنـزل تباعاً لكشف مواطن الضعف في طائفة من أصحاب النبي والتعريف بالمنافقين منهم وتبيان خصائصهم وفضح مكرهم، نجد ذلك في سورة البقرة، وآل عمران، والتوبة، والمنافقون، وغيرها من سور القرآن، ما يؤكد أن ظاهرة النفاق كانت متفشية في الذين مع النبي ممن قالوا أسلمنا بألسنتهم ولم تسلم قلوبهم، ولا يقولن قائل أن المراد بتلك الآيات الكثيرة والسور الطويلة هم ابن سلول وأمثاله ممن لا تنطبق عليهم شروط النفاق بقدر انطباق شروط الكفر، لأن المراد بها هم رجال أظهروا من الإيمان خلاف ما أبطنوا من الشك والمكر و الزيغ، فخفي أمرهم حتى على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (التوبة-101).
    كما نفهم ذلك من الآيات التي أشادت بالمخلصين منهم وأوضحت سماتهم وخصائصهم مما يشير بمفهوم المخالفة أن هناك منهم من لم يرتق إلى المستوى المطلوب ولم يحقق في ذاته مواصفات الصحابي الذي أفاد من صحبته فاستحق بذلك الإشادة والثناء.
    أما الأحاديث النبوية فقد كانت صريحة في التنبؤ أن فريقاً كبيراً ممن صحبوا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) سوف يغيروا ويبدلوا من بعده ولن يبقوا على ما فارقهم عليه، مما يؤدي بهم إلى سوء المصير، وقد وردت هذه الأحاديث في أهم صحاح أهل السنة، البخاري ومسلم، بحيث لا يجرؤ أحد على الطعن في أسانيدها، ولكنهم في الغالب فسروها بما ينسجم مع المعتقدات والمصالح فقالوا إن المقصود بأصحابه(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين يرتدون من بعده قبائل الأعراب الذين قاتلهم الخليفة الأول فيما عرف بحروب الردة، وكان ذلك من مقتضيات التوسع في تحديد مفهوم الصحابة.
    يقول تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران/144)، وفي الآية خطاب صريح للذين مع رسول الله والذين أعلنوا تراجعهم في غزوة أحد عندما أشاع الكافرون أن محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) قد قتل فقال بعضهم، ومنهم عدد من كبار الصحابة: لماذا نقاتل إذن إذا كان محمداً قد مات. وخططوا من أجل العودة في المجتمع القرشي المشرك، ولذلك خاطبهم القرآن بقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}، وهؤلاء هم الذين تنبأ الرسول بمستقبلهم من بعده فقال عن سهل بن سعد قال قال النبي(صلى الله عليه وسلم) إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال هكذا سمعت من سهل فقلت نعم فقال أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن غير بعدي، وقال ابن عباس سحقاً بعداً يقال سحيق بعيد سحقه وأسحقه أبعده وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي حدثنا أبي عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى)( ).
    عن البخاري بسنده عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (المائدة/ 117)، فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)( ).
    وروى مسلم بسنده عن أبي هريرة قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله قالوا يا نبي الله أتعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غراً محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك)( ).
    بناء على ما تقدم نستطيع القول أن الصحابة بشر اعتياديون خصهم الله بصحبة نبيه الأكرم؛ فمنهم من أحسن الصحبة وأخلص الولاء، ومنهم من أضاع الفرصة منذ البداية، ومنهم من نكث غزله من بعد قوة أنكاثاً. وبالتالي ليس غريباً أن يكون المخلصون هم الأقلون عدداً، وأن تنقلب الأكثرية على الأعقاب وتتجاهل وصية النبي أو تقوم بتأويلها بما يتفق مع مصالحها وأهوائها ثم تزعم أنها ما أرادت بما فعلت إلا إصلاحاً.



    للاتصــــــــــــــــال:[email protected] OR [email protected]






    -------------------------------------
                  

04-04-2008, 01:49 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النبي يبشر بالنبوة والإمامة معا.... (Re: Motawakil Ali)

    حديث الدار

    استهل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) دعوته المباركة داعياً إلى توحيد الله، معلناً عن نُبوَّته، مبشراً بخليفته آمراً قومه بطاعته، وذلك عندما نزل عليه قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} (الشعراء/214). فقام بجمعهم في داره ثم عرفهم برسالته وعرض على من يؤازره منهم أن يكون له أخاً ووصيَّا وخليفةً من بعده فأبى القوم إلاَّ عليٌّ، هنالك توجه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم بقوله: «إنه أخي ووزيري ووصيِّي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا»( ).
    عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب، قال: «لمَّا نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} دعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا علي، إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنَّي متى أبدؤهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمتُّ عليه حتى جاء جبرائيل فقال يا محمد إنك إلاَّ تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك. فاصنع لنا صاعاً من طعام.. إلى أن يقول:ثم تكلم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يابني عبد المطلب إنِّي والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به. إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم؟.
    قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت وإني لأحدثهم سناً وأرمضهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي الله أكون وزيرك، فأخذ برقبتي ثم قال: إنَّ هذا أخي ووصيِّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع».
    أورد ابن كثير هذا الخبر في تفسيره وزاد بعد قوله "إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة: وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا"؟ قال فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت – وإني لأحدثهم سناً وأرمضهم عيناً وأعظمهم بطناً وأخمشهم ساقاً – أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال "إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا" ثم قام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.
    يكشف هذا الحديث عن حقيقةٍ هامةٍ جداً، هي أن اهتمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بمستقبل الرسالة اقترن منذ الوهلة الأولى بالإعلان عن نبوته(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم استمر في مختلف مراحل الدعوة إلى أن خفقت أجنحة الموت فوق رأسه، إنه(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ينظر إلى عمره من عمر الرسالة الخاتمة إلا باعتباره نقطة الانطلاق الأولى لمسيرة تقطعها الرسالة فيما تبقَّى من عمر الدنيا ولابد له(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون شاهداً على تلك المسيرة بطولها، ولا تتحقق الشهادة إلا بالوصاية، ولا تتحقق الوصاية إلا بالأوصياء، فلابد إذاً من الوصية منذ البداية فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعةً ولا يستأخرون، وهذا ما فهمه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من آية الإنذار، وبعد أن دعاهم إلى الله وأعلن لهم عن نبوته أشار لهم إلى خليفته و أمرهم بطاعته، فالنبي إذن كان يرسم خارطةً متكاملةً لجميع مراحل الرسالة.
    وإذا أردنا أن نستقصي جميع ما قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في علي(ع) وخلافته منذ بدء الدعوة إلى آخر لحظة في حياته(صلى الله عليه وآله وسلم)، فلن نبلغ، وحسبنا أن صحاح السنة ومسانيدهم قد استفاضت في ذكر ذلك، وهناك من الكتب الحديثية التي جمعت قدراً كبيراً من تلك الأحاديث. أما هنا فسوف نذكر بعض تلك النصوص، ولقد اخترناها دون غيرها لما كان لها من تأثير علينا يوماً ما فقد أخذت برقابنا وأفحمتنا على ما كنا عليه من تعصب ولجاجة، ومن لم تكفه هذه الأحاديث وتأخذ بزمامه إلى نور الولاية لأهل البيت(ع)، فإنه لن يكفيه شيء ويكون ممن قال عنهم المولى عزوجل: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} (النمل/14).
                  

04-04-2008, 01:58 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النبي يبشر بالنبوة والإمامة معا.... (Re: Motawakil Ali)

    حديث المنزلة

    واقعة تبوك من المنعطفات الهامة في مسيرة الرسالة على عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك أنها كانت المواجهة الأولى خارج إقليم الجزيرة العربية، وأول احتكاك بين الإسلام كحضارة وقوة جديدة من جهة، والإمبراطورية الرومانية العريقة من جهة أخرى. ومع أن الموجهة بين الجانبين انتهت آنئذ من دون اقتتال، إلا أن الواقعة قد احتلت مكاناً هاماً في التاريخ الإسلامي نسبة لما حدث خلالها من مواقف استراتيجية لا زالت تؤثر في مسار الرسالة. على أن أبرز تلك المواقف على الإطلاق، هو ما كان من أمر استخلاف الإمام علي على المدينة وعدم خروجه مع النبي في تلك الغزوة الاستثنائية، وما قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في توضيح المغزى من هذا الاستخلاف فكان ذلك من الأحاديث القليلة التي تواتر نقلها عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).
    وقبل أن نقوم بعرض الحديث المعروف بحديث المنزلة وتحليله، لابد من استعراض سريع للسيرة العلوية في مختلف المواجهات التي خاضها النبي من أجل تثبيت أركان الدين فما من معركةٍ قادها النبي إلا وكان هو حامل لوائه فيها ورجلها الأول، فتعال معي لنمرَّ سريعاً على تلك المواطن التي مُهِرت بطولاتها بتوقيع عليّ، إلى أن نأتي إلى تبوك حيث الاستخلاف العملي، وحيث عليُّ من النبي بمنزلة هارون من موسى( ).

    في بدر بطولة مطلقه:

    في «بدر» ــ معركة الإسلام الأولى ــ وباكورة انتصاراته، كانت صولات علي وجولاته هي الأقوى، وبين السيوف كان سيفه الأمضى، قدح عتبة بن شيبة أولى شرارات المعركة ودعا المسلمين إلى المبارزة وترفع عن مقاتلة من برز إليه من فتيان الأنصار وطلب من النبي أن يرسل له الأكفاء من قريش! فرمى النبي في لهواتهم بابني عمه، عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعلي بن أبى طالب وعمه حمزة بن عبدالمطلب، فما انجلت أول غبرة في أرض المعركة إلا وكانت صوارم بني هاشم قد حصدت رؤوس الكفر، ثم غاص عليٌّ وحمزة ــ بعد أن جُرح عبيدة ــ ومعهما أبطال المسلمين في عمق قريش حتى انتهت المعركة بنيف وسبعين من قتلى قريش أربعة وعشرون منهم قتلهم عليٌ بسيفه حسبما أحصاه الواقدي في مغازيه، غير أن اكثر المرويات تنص أن علياً قتل النصف واشترك مع المسلمين في النصف الآخر.


    في أحد: لا فتى إلا علي:

    وفي أُحد خرج النبي إلى قتال قريش بعد أن دفع لواءه لعلي(ع)، ولما علم النبي بأن المشركين قد أعطوا لواءهم لبني عبد الدار أخذ اللواء من علي(ع) وأعطاه لمصعب بن عمير، وكان من بني عبد الدار فبقي معه إلى أن قُتل فرده النبي إلى علي( )، فكان همه أن يفتك بحملة اللواء وأبطال المشركين فلم يبق منهم أحداً، وقد تعاقب على لواء المشركين تسعة من بني عبد الدار قتلوا جميعاً بسيف علي وعمه حمزة، حتى سقط اللواء في المعركة ولم يجسر أحد أن يتقدم ويأخذه حتى أخذته عمرة الحارثية. وهكذا أحرز المسلمون نصراً مبكراً وانكشف المشركون لا يلوون على شيء وكما يقول الواقدي: ظل النصر إلى جانب المسلمين حتى عصوا الرسول وانصرفوا إلى الغنائم.
    وعندما أحاط المشركون بالمسلمين من كل جانب وارتبك المهاجرون والأنصار، وأكثرهم أهمتهم أنفسهم يظنون بالله الظنون، عندئذ لم يكن علىٌ يفكر إلا بالنبي الذي بات غرضاً للمشركين يرمونه من كل صوب، فأحاط به هو ومجموعة من المسلمين يدافعون عنه ويجالدون بين يديه وحمزة يهد الناس هداً.
    وفرَّ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر أصحابه واتجهت إليه كتائب المشركين وهو يقول لعلي: يا علي اكفني هذه الكتيبة وهكذا مازال يرد عن النبي كتائب المشركين ويصدهم عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى كاد يبيدهم فنزل جبرائيل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له: يا محمد، إن هذه المواساة قد عجبت منها الملائكة، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): وما يمنعه من ذلك هو مني وأنا منه، فقال جبرائيل وأنا منكما وسُمِع في ذلك اليوم نداءٌ من السماء (لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي)، فسُئِل رسول الله عن ذلك فقال: هذا جبرائيل( ).
    وقد نص أكثر المؤرخين والمحدثين على أنه لم يثبت مع النبي في أحرج ساعات المحنة إلا علي وحمزة ونفر قليل من المهاجرين والأنصار، وقد ازداد وضع المسلمين سوءاً بعد أن شاع بينهم أن النبي قد قتل فقال بعض من فرَّ عنه والتجأ إلى الصخرة فوق الجبل ـ وفيهم أشهر الصحابة: ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي ـ المنافق ـ ليأخذ لنا أماناً من أبي سفيان( )..وبعد أن قُتِل حمزة لم يكن مع النبي إلا على وأبو دجانة وسهل بن حنيف إلى أن أخذ الفارُّون يعودون شيئاً فشيئاً.


    في الخندق: كفاهم الله القتال بعلي:

    وبعد سنتين من أحد كانت الأحزاب ـ الخندق ـ وبينهما غزوات وأحداث ولواء النبي في أكثرها بيد ابن عمه يكشف عنه وعن المسلمين غمها وكربها، حتى إذا ما جمعت قريش أحزاب الكفر لمواجهة النبي وجاءت لخوض المعركة الفاصلة، كانت كلمة الفصل بسيف على. وقد فوجئت الأحزاب بخندق يحول بينهم وبين المسلمين، فأخذوا يتراشقون بالنبال والسهام ولا يجرؤون على اجتياز الخندق، ولربما تشتت جمعهم وخارت عزائمهم لولا أن تعززت قوتهم بانضمام بني قريظة إلى جانبهم، وهنا خاف المسلمون على ذراريهم ونسائهم في المدينة وأخذ المنافقون يبثون من الأقاويل ما أزاغ الأبصار وجعل القلوب في الحناجر، وفي ذلك يقول تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً} (الأحزاب/10 ــ 12).
    كانت تلك هي حال المسلمين عندما نجح بطل من أبطال المشركين في تجاوز الخندق إلى الجهة الثانية، هو عمرو بن ود العامري وكان يعدل ألفاً من الأبطال كما يصفه بعض المؤرخين، أقبل عمرو يدعو المسلمين إلى البراز فلم يبرز إليه أحد، فقام علىٌ وهو يقول للنبي أنا له يا رسول الله، فأمره النبي بالجلوس، وعاد الرجل يهتف بالمسلمين وهم كأنما على رؤوسهم الطير( ).فقام علىٌ يستأذن النبي في الخروج إليه فأمره(صلى الله عليه وآله وسلم) ثانيةً بالجلوس، ومضى عمرو بن ود يهتف ويتحدى المسلمين ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها، أفلا يحب أحدكم أن يذهب إليها. ولا زال النبي يحث أصحابه على الخروج إليه ويحفزهم بالجنة قائلاً: من يبرز له أضمن على الله له الجنة. فلا يزداد القوم إلا انكماشاً وارتعاداً. وعمرو بن ود يستفزهم شعراً ونثراً وينشد )

    ولقد بححت من النداء بجمعهم هل من مبارز

    إنّي كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهزاهز

    إن الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز

    فلا يجيبه إلاّ علىّ، فيقول له النبي: أجلس يا علي انه عمرو فيقول: وأنا علي، فأذن عند ذلك لعلي وأعطاه سيفه وألبسه درعه وعمامته ورفع كلتا يديه وقال: اللهم إنك أخذت عبيدة يوم بدر وحمزة يوم أحد وهذا علي أخي وابن عمي فلا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين. وعندما برز علي إلى عمرو قال النبي: الآن برز الإيمان كله للشرك كله.
    خرج علي لعمرو والمسلمون قلوبهم بين مهابة ورجاء، وساد المكان وجوم، وكأنما الزمان قد توقف يرقب معركةً قد يتوقف عليها مصير الرسالة، برز علي فقابله عمرو بغرور وعجرفة فقال له مستهيناً به مستصغراً لسنه: ليبرز إلي غيرك يا ابن أخي من أعمامك من هو أشد منك، فإني أكره أن أقتلك لأن أباك كان صديقاً لي وكنت له نديماً. فقال علي: يا عمرو إنك تقول: ما دعاني أحدٌ إلى خلال ثلاث إلاَّ وأجبته ولو إلى واحدٍ منها، وأنا أدعوك إلى الإسلام. فضحك منه وقال: دع عنك ذلك فإني لا أترك دين الآباء والأجداد. فقال: أدعوك لأن ترجع بهذا الجيش الذي معك، فقال: لا أدع العرب تتحدث بفراري، عندئذٍ قال له علي: أما إذا أبيت الإسلام والرجوع بمن معك فإنَّي أدعوك إلى النزال والحرب، فقال: يا ابن أخي ليبرز إليَّ من هو أسن منك فإنيِّ لا أحب أن أقتلك! فقال له علي ولكنِّي أحب أن أقتلك. فغضب الكافر ونزل عن فرسه وعقره وحمل على علي وضربه على رأسه فاستقبلها بالدرقة فقدها السيف ونزل منها إلى رأسه فشجه، وبعد مساورةٍ بينهما كمساورة الفحول انقضَّ عليه علي فضربه على حبل عاتقه فسقط يخور بدمه كالثور، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى الله المؤمنين القتال بعلي، فأقبل نحو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ووجهه يتهلل. وعن سفيان الثوري بسنده عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لمبارزة علي لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة( ).


    في خيبر:«رجلٌ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»:

    وفي «خيبر» كانت البطولة المطلقة لعلي، خرج مع النبي حاملاً رايته، ولم تكن المهمة يسيره، فيهود خيبر من أكثر يهود الحجاز عدداً وأمنعهم حصوناً، وما من حي من اليهود جمع من الأبطال كمثلهم فمنهم مرحب ومنهم ياسر وغيرهم ممن مشت الركبان بذكر شجاعتهم وبسالتهم.
    لدى سماعهم بخبر المسلمين اصطف اليهود وأعدوا العدة لمواجهة طويلة بعد أن أدخلوا نساءهم وأموالهم داخل الحصون، ونشبت المعارك بينهم وبين المسلمين حول الحصون واستبسل الفريقان أياماً، وكان النبي يولي في كل يوم رجلاً من المسلمين قيادة المعركة فيرجع خائباً، وبعث يوماً برايته أبا بكر إلى بعض الحصون فجعل يخوف أصحابه ويخوفونه ويجبنهم ويجبنونه حتى رجع بها إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي اليوم الثاني بعث بها عمر بن الخطاب فصنع كما صنع الأول( )، وهكذا غيرهما حتى بلغ الجهد بالمسلمين ونفذ أكثر زادهم وانخفضت معنويات الجند، إلاّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كان مطمئناً إذ لا زال في كنانته سهم لا يخيب وفي جرابه سيف لا ينبو، رجل المهام الصعبة أسد الله الغالب علي بن أبي طالب(ع) في تلك الحال والقلوب لدى الحناجر رفع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) صوته بحيث يسمعه أكثر المسلمين وقال: والله لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله( ) فتطاولت لذلك الأعناق وامتدت الآمال ورجا كل واحد أن يكون هو صاحبها، والعجب أن بعض من رجع بها خائباً بالأمس أخذ يمنِّي نفسه بها كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير( ) وبات أبطال المسلمين ليلتهم تلك وكل يرجو أن يكون رجل الغد الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
    حتى إذا ما كان الغد وحان وقت تقليد الوسام قال لهم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ادعوا لي علياً، قالوا كيف وهو أرمد العين؟ قال: ادعوه، فجاؤوا به إلى النبي لا يكاد يبصر ما بين يديه فمسح (صلى الله عليه وآله وسلم) على عينيه بيده ودعا له فبرئت عيناه من ساعته، فسلمه الراية قائلاً خذ ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، فانطلق علي يهرول ومن خلفه كتيبته حتى ركز الراية بين حجارة مجتمعة تحت الحصن، فأطل عليها يهودي من رأس الحصن وقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: علوتم وما أُنزل على موسى! خرج إليه أبطال اليهود ودار القتال عنيفاً، حتى إذا ما رأى اليهود كثرة قتلاهم، وقد خرَّ الحارث أخو مرحب صريعاً، جندله علي بسيفه تفرقوا وانخذلوا وفروا إلى داخل الحصن، فعز على قائدهم مرحب مقتل أخيه وهزيمة من كان معه، فخرج من الحصن مزهواً بنفسه فلقيه علي(ع) وبعد اقتتال بينهما علا غباره ضربه علي بسيفه على رأسه حتى وصل السيف إلى الأضراس بعد أن قدَّ الحجر الذي كان يضعه مرحب على رأسه مكان البيضة وقد المغفر وشق رأسه نصفين.
    ولما دنا عليٌّ من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم وضربه رجل من اليهود بالسيف فاتقاه بترسه فوقع الترس من يده فتناول باباً كان عند الحصن وأخذه بيده مكان الترس فظل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه.


    في غزوة حنين:

    ويوم حنين الذي كان من أشد أيام المسلمين إذ وقعوا في كمين نصبته هوازن فهجموا ومن معهم من العرب على المسلمين وشدُّوا عليهم شدة رجلٍ واحد من كل جانب فأمعنوا فيهم ضرباً وطعناً واختلط الناس بعضهم ببعض، فاستولى الخوف على المسلمين ودبَّ فيهم الذعر، فانهزموا عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يلوون على شيء، وثبت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مكانه ومعه علي والعباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و أسامة بن زيد، وفي ذلك نزل قوله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} (التوبة: 25 ــ 26).
    وإشارة الآية إلى الكثرة ذلك أن وقعة حنين كانت بعد فتح مكة وقد انضم الطلقاء من قريش إلى جيش النبي فما زادوه إلاَّ وهناً، بل إن أبا سفيان بن حرب وشيبة بن أبي طلحة وغيرهما من الطلقاء أظهروا الشماتة بالنبي لما انفض الناس من حوله وولوا الدبر. ولكن سرعان ما خاب فأل أبي سفيان وأشياعه إذ استطاع النبي بثباته واستبسال من معه أن يحوِّل النكسة إلى انتصار وانقلب مؤشر المعركة لصالحه بعد أن برز الإمام علي لحامل لواء المشركين فجندله فدب الذعر في نفوس هوازن وثقيف، فأخذ العباس ينادي الفارين بصوته الجهوري بأمر من النبي: يا أهل بيعة الشجرة، يا أهل بيعة الرضوان إلى أين تفرون عن رسول الله؟ فأخذوا يعودون إلى الميدان شيئاً فشيئاً والنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يتقدَّم ببغلته نحو المشركين ويضربهم بسيفه ويقول: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب".


    للاتصال: [email protected]
                  

04-04-2008, 02:08 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النبي يبشر بالنبوة والإمامة معا.... (Re: Motawakil Ali)

    «تبوك».... الاستخلاف العملي: ـ

    إلى أن كانت غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة عندما قرر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مواجهة الجيش الروماني المحتشد على الحدود الشمالية للحجاز في وقت كانت دسائس المنافقين ومؤامراتهم في المدينة قد بلغت حداً مخيفاً، إذ كانت جهودهم تنصب في الاتجاه المعاكس لجهود النبي الساعية إلى لملمة القبائل وحشدها لصد العدوان المرتقب من قبل الإمبراطورية الرومانية، وقد نجح النبي بحكمته في أن يحد ـ بقدر كبير ـ من آثار دسائسهم ومكرهم وأنزل الله عليه بهذه المناسبة ـ حسب جماعة من المفسرين ـ سورة التوبة التي تحث على الجهاد وتفضح المنافقين والمتخاذلين وتنذرهم بالعذاب وسوء المصير.
    خرج النبي من المدينة وعسكر خارجها، واجتمع له من الجند ما لا يقل عن ثلاثين ألف مقاتل، وجاء في الطبقات الكبرى لابن سعد، وسيرة ابن هشام( )، أن المنافق عبد الله بن سلول خرج مع المسلمين من المدينة بمن معه من أحلافه وعسكروا خارجها، ولم يكن عسكره بأقل العسكرين ولكنه لما تحرك(صلى الله عليه وآله وسلم) بمن معه تخلف هو وجماعته ورجعوا إلى المدينة ولم يكن خطرهم على الإسلام يومئذٍ بأقل من الخطر الخارجي المتمثل في جحافل الرومان الزاحفة من صوب الشمال.
    ولمواجهة الخطر الداخلي كان لابد وأن لا يخرج النبي من المدينة إلا بعد تأمينها تحسباً لأي طارئ، فقرر أن يبقي علياً بالمدينة مع حاجته الماسة إليه في حربه مع الروم، وهكذا ولأول مرة في تاريخ حروب النبي يتخلف قائده الأول وحامل لوائه، وربما لولا خطورة الموقف الداخلي ما تخلَّى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن ساعده الأيمن، وهو يواجه حرباً جديدة من نوعها، مع عدوٍ لا كأعداء الجزيرة العربية من قريش وأحلافها من الأعراب واليهود.
    ولقد عزّ على الإمام علي (ع) أن لا يكون مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، يذب الأذى عنه ويكون له عند الشدائد درعاً منيعاً كما كان في أحد وحنين وغيرها، ويفديه إذا لزم الأمر بنفسه كما فعل في ليلة الهجرة.عز عليه ذلك وهو يعلم الحكمة منه، والضرورات الاستراتيجية التي اقتضته، ولكنه إخراصاً لألسن المنافقين، وقطعاً لشائعات المرجفين، لحق بالنبي، وقد خرج من المدينة ونزل بالجرف، وطلب منه السماح له بالخروج وعدم إبقائه بالمدينة، ولاشك أنه ما طلب هذا الطلب إلا ليتيح للنبي فرصة يبين فيها فلسفة ذلك الاستخلاف ودواعيه، فجاء رد النبي إعلاناً قوياً عن حقيقة الموقع الذي يتبوؤه علي بين المسلمين، والمنزلة التي يحتلها منه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):«أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى، إلاَّ أنه ليس بعدي نبي، إنه لا ينبغي أن اذهب إلاّ وأنت خليفتي»(1).



    دلالات الحديث

    أولاً: الاستخلاف

    لم يكن مجاملةً لعلي أو تطييباً لخاطره أن يقول له النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): (أما ترضى أن تكون منىِّ بمنزلة هارون من موسى)، بل كان تأكيداً لبيانات الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) السابقة واللاحقة في حق علي، بدءاً من يوم الإنذار عند نزول قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين} مروراً بحجة الوداع يوم غدير خم انتهاء بآخر بلاغات النبي وهو على فراش الموت.
    إنه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، ما أراد لهذه المناسبة أن تمر ـ مناسبة خروجه إلى تبوك ـ دون أن يؤكد على خلافة على بل ويمكنه من المدينة وهو(صلى الله عليه وآله وسلم) خارج عنها ولا يدري إن كان سيعود إليها أم لا، فالموت يحدق به من كل جانب وبين صفوفه من يتربص به ريب المنون. وذلك أنَّ الله أخبر نبيه بما يحيكه بعض أصحابه من المكر لقتله بأن يطرحوه(صلى الله عليه وآله وسلم) من رأس عقبة في الطريق فأمر الناس بالمسير من الوادي وصعد هو العقبة ومعه عمار بن ياسر يأخذ بزمام الناقة وحذيفة بن اليمان يسوقها فتعقبه في الصعود إلى العقبة جماعة من جيشه وقد تلثموا.
    فبينما النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وصاحباه يسيرون إذ سمعوا بالقوم قد غشوهم، فغضب رسول الله وأبصر حذيفة غضبه فرجع إليهم ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم بمحجنه فلما رأوا حذيفة ظنوا أن قد أُُظهر على ما أضمروه من الأمر العظيم فأسرعوا، حتى خالطوا الناس.
    وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فأمرهما فأسرعا حتى قطعوا العقبة ووقفوا ينتظرون الناس ثم قال رسول الله لحذيفة: «هل عرفت القوم»؟ قال ما عرفتُ إلا رواحلهم في ظلمة الليل حين غشيتهم. ثم قال(صلى الله عليه وآله وسلم): «علمتما ما كان من شأن هؤلاء الركب»؟ قالا: لا. فأخبرهما بما كانوا تمالأوا عليه وسمَّاهم لهما واستكتمهما ذلك.فقالا: يا رسول الله، أفلا تأمر بقتلهم؟ فقال: «أكره أن يتحدَّث الناس أنَّ محمداً يقتل أصحابه»( ).
    إذاً فإن المنافقين كانت خطتهم تقضي بأن يبقى أكثرهم بالمدينة ويتسلل بعضهم في جيش النبي حتى إذا لم يقتل في الحرب قتلوه لدى عبوره العقبة بإسقاطه منها وهكذا يتسنى للمنافقين المتخلفين بالمدينة أن يحكموا قبضتهم عليها، وما كان بناء مسجد ضرار إلا تمهيداً للانقلاب المرتقب.
    ولكل ذلك كان إبقاء علي في المدينة مسألةً استراتيجيةً وفيها إفشالٌ لخطط المنافقين إذ ستؤول الأمور كلها إلى علي(ع) إذا ما لحق بالنبي مكروه في الحرب أو على أيدي المنافقين. ودلالة ذلك على موقع علي(ع) وخلافته لا يجادل فيها إلاّ مكابر.


    ابن كثير وحكمة الاستخلاف:

    وقد فهم ابن كثير دلالة هذا الاستخلاف من النبي للإمام علي فأبت نفسه أن تقر له بذلك فأخذ يغالط
    السيرة في كتابه السيرة النبوية، فنقل عن ابن هشام قوله: واستخلف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري، قال وذكر الدَّراوردي أنه استخلف عليها عام تبوك سباع بن عرفطة.
    ثم نقل عن ابن إسحاق قوله: وخلف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على ابن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلَّفه إلا استقلالاً له وتخففاً منه.
    فلما قالوا ذلك أخذ علي بسلاحه ثم خرج حتى لحق برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نازل بالجرف فأخبره بما قالوا، فقال «كذبوا ولكني خلفتك لما تركتُ ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي» فرجع علي ومضى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في سفره( ).
    ثم أخرج ابن كثير ذات الحديث عن البخاري ومسلم وأخرج مثله عن أبى داوود باختلاف يسير وكذلك عن أحمد( )، ولنا على ما رواه عنهم ملاحظات:

    الملاحظة الأولى: استخلاف محمد بن مسلمة وسباع بن عرفطة:

    المتيقن هو أن علياً لم يخرج مع النبي في غزوة تبوك وأنه بقي بالمدينة بأمر الرسول وذكر أكثر الرواة أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) تركه خليفة على المدينة وقال له: لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي. إلا أن ابن كثير اختار من الروايات تلك التي تزعم أن النبي قد استخلف على المدينة محمد بن مسلمة أو سباع بن عرفطة. ضارباً عرض الحائط بتلك التي تؤكد أن الخليفة على المدينة لدى خروج النبي إلى تبوك هو علي، وبالإضافة إلى ما تقدم يروي اليعقوبي في تاريخه( )، أن خروج النبي إلى تبوك كان في غرة رجب سنة تسعة (واستخلف علياً على المدينة) أما محمد بن مسلمة فقد تخلف عن غزوة تبوك بإذنٍ من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) واستخلفه النبي على المدينة في بعض غزواته. هذا ما رواه ابن حجر العسقلاني في الإصابة( )، وعنه يقول ابن الأثير في أسد الغابة( )شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاَّ تبوك، ويقول: وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف واستخلفه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة في بعض غزواته، قيل: كانت غزوة «قرقرة الكرد»، وقيل: غزوة تبوك، إلى أن يقول: «وقيل: إنه هو الذي قتل مرحباً اليهودي، والصحيح الذي عليه أكثر أهل السيرة والحديث أن علي بن أبي طالب قتل مرحباً».
    ومن هنا يتضح أنَّ القوم كانوا كلما أرادوا أن يسلبوا فضيلة من علي دسُّوا مكانه صحابياً فكان نصيب محمد بن مسلمة من ذلك أن قلَّدوه وسام البطولة في خيبر إذ نسبوا إليه قتل «مرحب» وفي تبوك حولوا تخلفه عن النبي خلافةً على المدينة وهو لم يبق فيها إلا مستأذناً( ).
    أما سباع بن عرفطة فيقول عنه ابن الأثير: «سباع بن عرفطة الغفاري، استعمله النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة لما خرج إلى خيبر والى دومة الجندل، وهو من مشاهير الصحابة( )، ونشير هنا إلى أن غزوة دومة الجندل كانت في السنة الخامسة للهجرة وغزوة تبوك في السنة التاسعة وكانت دومة الجندل من القرى التي دخلها جيش المسلمين في هذه الغزوة أيضا، وهكذا خلط المدِّلسون بين غزوة الجندل الأولى وتبوك واستعملوا من عند أنفسهم سباع بن عرفطة على المدينة بدلاً عن علىّ زوراً وبهتاناً.

    الملاحظة الثانية: إرجاف المنافقين:

    ذكر جماعة من المحدثين وأرباب السير والتواريخ أن الإمام علياً(ع) أراد اللحاق بالنبي عندما استفزه المنافقون بقولهم: «ما خلفه إلاَّ استثقالاً له وتخففاً منه».
    ونقول: هذه الروايات هي الأخرى من جملة أراجيف المنافقين وأقاويلهم التي لا يلتفت لها علي ولا يلقي لها بالاً، وليس من سيرة علي في شيء أن يجعل للمنافقين وزناً ويستجيب لاستفزازهم له، كيف وقد نصبَّه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) معياراً يماز به المنافق من المؤمن إذ يقول: «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلاَّ منافق».
    والصحيح هو ما روي عن ابن عباس أن النبي قال لعلي: إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي، بعد أن سأل النبي الخروج معه وبكى لرفض النبي ذلك، بكى لأنه لا يطيق بعد النبي وبكى إشفاقاً وخوفاً عليه وبكى حزناً أن يتخلف عن معركة مصيرية وهو الذي لم يقعد قط في غزوة غزاها النبي وكان فيها جميعاً مِسْعَرَ الحرب وحادي النصر للمؤمنين حتى قام الدين متكئاً على قائم سيفه.

    الملاحظة الثالثة: استخلاف الإمام علي على أهل بيته خاصة.

    في رواية ابن كثير عن ابن إسحاق قال: وخلَّف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم.. إلى أن يقول: قال: كذبوا ولكنِّي خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك.
    لقد علم ابن كثير وقبله ابن إسحاق أنه لم يكن من سيرة النبي في أي غزوة غزاها أن يترك خليفةً لخصوص أهله وآخر لعامة المسلمين، ولم يرويا عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك في سيرة أو تاريخ لكنهما هنا أدركا أن استخلاف عليٍ على المدينة في غزوة تبوك لم يكن أمراً عادياً وأن له من الدلالات ما لا يمكن طمسها إلاَّ بهذا الادعاء، ومن قبل ما تأولوا كلام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي يوم الإنذار «أخي ووصيي وخليفتي فيكم» قال بعضهم أراد الرسول أن يجعله خليفة في خاصة أهله ولم يرد الخلافة العامة، مع أن القول بالخلافة الخاصة إثبات للخلافة العامة، ونفي العامة نفي للخاصة ثم ما معنى أن يقول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي ارجع واخلفني في أهلك وهل يكون الرجل في شأنه الخاص وأهله خليفة لغيره؟ ذلك من عيوب الفبركة واختلال الحبكة.
    ولو أنصف ابن كثير لما اكتفى بما نقله عن ابن هشام وابن إسحاق والدراوردي وجماعة لم يسمهم، متجاهلاً كماً كبيراً من الروايات أثبتها ثقاةٌ من الأعلام في مجاميعهم مخافة أن يثبت أمراً طالماً جاهد لنفيه في تفسيره وتاريخه وسيرته.



    ثانياً: منزلة هارون من موسى:


    اختلف المحدثون و أصحاب السير والتواريخ في نقلهم لحديث المنزلة وبذل المتعصبون وسعهم من أجل إخفاء دلالة الحديث إلا أنهم لم يجرؤوا على المساس بالفقرة التي يقول فيها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: «أو ما ترضى أن تكون منَّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه ليس بعدي نبي»، فقد أجمعوا على إثبات هذا المقطع، وأخرجه الذهبي في تلخيصه لمستدرك الحاكم ثم قال: صحيح( )، والحاكم في مستدركه( )، وأحمد من حنبل في مسنده( )، والنسائي في خصائصه( )، وابن حجر العسقلاني في الإصابة( )، وغيرهم( ).
    ولو لم يكن في كل كلام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن علي(ع) سوى هذه العبارة لكفت حجةً ودليلاً لإثبات إمامة أمير المؤمنين(ع) وخلافته للنبي في كل شيء إلاّ النبوة.
    لقد كان هارون(ع) وزيراً لموسى(ع) وأخاً له، وشريكاً له في أمره، وذلك من قوله تعالى على لسان موسى(ع): { قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (طه: 25 ــ 32).
    ولا شك أن المولى عزَّ وجل قد استجاب لكليمه وآتاه سؤله في أخيه يقول تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى} (طه: 36).
    وكان هارون(ع) خليفة لموسى حال حياته ولولا موته قبل موسى لآل إليه أمر بني إسرائيل فهو شريك فيه وخليفة لأخيه. يقول تعالى على لسان موسى: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} (الأعراف/142).
    وبربط النبي بين علي وهارون، و إنزاله منه منزلة هارون من موسى فإنه يؤكد على أنَّ علياً وزيره وأخوه وخليفته في قومه وشريك أمره، وكان(صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل كثيراً ما ذكر هذه المنازل لعلي ولكنه هنا أراد أن يقطع الطريق أمام تأولات المتأولين لأحاديثه المصرفين لكلامه على الوجه الذي يريدون.
    في مطلع الدعوة، في يوم الإنذار {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ذكر النبي لعلي جميع تلك المنازل عندما عرض على أفراد عشيرته أن يؤازروه في أمره فيكون الذي يؤازره أخاه ووصيه وخليفته في الباقين، فلم يجبه منهم إلا علي، فقال النبي: إنه أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا.
    ثم أخذ النبي يؤكد على كل منزلة لعلي في مختلف المناسبات، أكد على أخوته يوم آخى بين المهاجرين والأنصار فاتخذ علياً من دون الناس أخاً له، وأكد على شراكة علي له في أمره يوم خرج يباهل به نصارى نجران عملاً بقوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} فكان أبناؤه الحسن والحسين ونساؤه فاطمة، ونفسه علي وما أكثر الأحاديث التي تفيد هذا الأمر وسنعرض لها في مواقع أخَر. أما الخلافة فهي ظاهرةٌ في الرواية التي أوردناها عن ابن عباس إذ يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي».



    mailto:[email protected]





    ـــــــــ
                  

04-04-2008, 02:11 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النبي يبشر بالنبوة والإمامة معا.... (Re: Motawakil Ali)

    حديث الغدير


    في كل مرة وقف فيها النبي ليعلن عن ولاية أمير المؤمنين(ع) بأي صورة من الصور، وفي مختلف المناسبات، كان هناك من يعارض ذلك جهرة أو خفية. وكان أبو لهب صاحب الموقف المعارض الأول عندما قال لأبي طالب متهكما ساخراً: إن محمداً يأمرك أن تسمع وتطيع لابنك هذا، وانصرف القوم وهم يتضاحكون بعد أن كان النبي قد جمعهم استجابة لقوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}.
    وفي يوم الخروج إلى تبوك أراد المنافقون أن يقللوا من شأن استخلاف عليّ على المدينة، وأن يثيروا الشكوك حول أهداف النبي من استخلاف ساعده الأيمن، فقالوا ما استخلفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه.
    وفي مواطن أخرى كثيرة غير التي ذكرناها كان المنافقون يواجهون كل بلاغات النبي بالتكذيب والتشكيك، لأنهم كانوا يراهنون على مرحلة ما بعد النبي ويتربصون به ريب المنون، ويخافون أن يستتب الأمر لعلي فيكون امتداداً رسالياً للنبي وسداً في وجه طموحات قريش.
    من جهة أخرى كان لا بد أن يتم الإعلان رسمياً عن خليفة رسول الله قبل رحيله، وأخذ البيعة له من عامة المسلمين تجنباً لأي اختلاف قد يقع فيما بعد، وتلافياً للفراغ الذي قد يستغله المنافقون من أجل أغراضهم. بيد أنه لم يكن سهلاً أن يتم مثل هذا الإعلان المصيري دون أن يقوم المناوئون بعمل تكون نتائجه وخيمة على الرسالة ومستقبلها.لذلك كان النبي يزداد قلقاً كلما دنا منه الأجل وبات الرحيل وشيكاً، فهو يعرف طبيعة المعادلة التي تحكم المجتمع المدني المتعدد الاتجاهات والميول، يعرف ذلك من خلال علاقته المباشرة بالواقع، ويعرفه أيضا عن طريق الوحي الذي ما فتئ يسلط الضوء على مختلف فئات المجتمع المسلم ويكشف أدق التفاصيل عن المؤامرات التي تعد لمصادرة مكتسبات الرسالة وتجييرها لصالح العصبيات.
    وهاهو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يؤدي نسكه في حجة وداعية كان حريصا أن يحضرها معه أكبر عدد ممكن من المسلمين، وبالفعل أتاه المسلمون من كل فج عميق وحضر معه مناسكه ما لا يقل عن مائة ألف مسلم. وبهذا الحجة يكون النبي قد علم الناس جميع المسائل المتعلقة بعباداتهم ومعاملاتهم، كما بين لهم أصول دينهم المتمثلة في التوحيد والنبوة والمعاد، ولكن النبوة كأصل ماذا يكون بشأنها بعد رحيل النبي، وكيف يكون استمرارها من بعده(صلى الله عليه وآله وسلم)، وما هو النظام الذي يصلح لأن يكون امتداداً لها؟ هذه الأسئلة كانت هي الهم الذي يشغل المسلمين في ذلك الوقت، علماً بأن أغلبهم كان على علم بالإجابة عليها، ومعرفة بما ينبغي أن يكون، مما قرأوا من القرآن وسمعوا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في المواقع المختلفة ؛مع ذلك لا بد من تبليغ شامل وإعلان عام عله يقطع الطريق أمام مكر الماكرين.
    يأتي الأمر الإلهي للنبي بأن يقوم بإنجاز مهمته العسيرة، وينزل عليه الوحي بهذا الأمر في غير قرآن، يتردد النبي خوفاً على الدين وإشفاقاً على المسلمين، ولكن الوحي يلاحقه، وفي هذه المرة قرآناً، {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(المائدة/67). مما يعني أن ما يجب على النبي تبليغه من أمر الإمامة والولاية يتوقف عليه مصير الرسالة، ومن دون تبليغه تكون الرسالة بأجمعها كأن لم تبلغ.
    وإلى جانب التهديد بإحباط الرسالة، تتضمن الآية ضمانا للنبي بعصمته من الناس {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاس} ولكن ما حاجة النبي إلى مثل هذا الضمان؟ وهل هو يخشى الناس على نفسه، أيخاف أن يقتلوه كما ذهب إليه بعض المفسرين؟ ولماذا يخاف وهو يعرف أن انتقاله إلى الرفيق الأعلى بات وشيكاً أيا كانت الأسباب؟ ثم ألم يبلغ من قبل أموراً أخطر على حياته من هذا الأمر؟ ألم يبلغ رسالة التوحيد في مجتمع وثني مشرك أراد أن يقضي عليه فأنقذه الله وأخرجه من مكة إلى المدينة؟ ألم يواجه اليهود والنصارى و هم أشد خطرا من غيرهم، فكذب مزاعمهم وأبطل دعاواهم في وقت كانت الرسالة متوقفة على حياته تبليغاً وانتشاراً؟ إذن فإن النبي لا يخشى الناس على نفسه، وإنما يخشاهم على الدين، وقد ينقلبوا عليه إذا ما عرفوا أنه في طريقه، بأمر من الله، إلى تنجيز ولاية أمير المؤمنين(ع)، حيث يكون المستقبل مفتوحاً على كل الاحتمالات بما فيها قتل الوصي والانقلاب على النبي وحرف مسار الرسالة.
    وبناء على هذا الأمر الرباني والعصمة الإلهية عقد النبي في طريق عودته أكبر وأخطر مؤتمر في تاريخ الأديان، حيث أمر بحشد عشرات الألوف من الصحابة الذين شهدوا معه المناسك عند غدير ماء يقال له «خم»، وذلك فور تلقيه الأمر الإلهي بالتبليغ- {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ}-، وفي ظهيرة توهجت شمسها واشتد حرها، صمت الكون ليصغي، وتوقف الزمان ليرقب.. ينهض النبي ويرتقي أعواداً نُصبت له، ثم يلقي على مسامع الجموع خطبة يلخص فيها قيم الرسالة ومبادئها وأحكامها، ولا يفرغ منها إلا بعد أن يشهد الحاضرين على حقيقة جوهرُ الدين كامنٌ بها، فيقول:ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا:بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. عندئذ أخذ بيد عليّ ورفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
    بالتدبر لحديث النبي يتبين أنه قرن بين ولايته وولاية أمير المؤمنين بحيث تنتفي إحداهما إذا ما انتفت الأخرى، فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) يأخذ إقرارهم بولايته عليهم أولا، وعندما يقرون بذلك، يجعل ولايته موقوفة على ولاية عليّ، فيقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه».أي أنه لا ينبغي لمؤمن أن يقول بولاية النبي دون عليّ.
    وما هي الولاية أصلاً؟ وما معنى أن يكون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ وما هي أبعاد ولاية أمير المؤمنين؟ هذه المسائل رغم وضوحها كانت مزالق زلت عليها الأقدام، وشبهات تبعها الذين في قلوبهم مرض ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها، فأخذوا يستعرضون جميع الوجوه المحتملة لكلمة الولاية، ويختارون منها ما يتفق وأهواءهم ويتركون ما لا يهوون.مع أن الأمر لا يحتاج إلى اجتهاد وتأويل، والولاية المقصودة مطابقة لولاية النبي لا تفترق عنها في شيء، ذلك ما تؤكده الآيات القرآنية والروايات المتواترة.
    وعندما صدع النبي بالأمر وطلب منهم أداء البيعة لعلي، لم يجرؤ أحد من الحاضرين على الاعتراض علناً ؛ بل أقبلوا جميعاً إلى عليّ يبايعون ويهنئون، وما ذلك إلا تصديقاً للعصمة التي وعد الله بها رسوله فقال {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاس}، ولولاها لحدث في ذلك اليوم من المعارضة والمعاندة والانقلاب ما كان النبي يخشاه ويتردد بسببه.
                  

04-04-2008, 02:14 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النبي يبشر بالنبوة والإمامة معا.... (Re: Motawakil Ali)

    إعلان الولاية قبل الغدير:

    الإعلان صراحة عن ولاية أمير المؤمنين(ع) تكرر كثيراً قبل يوم الغدير، في القرآن وفي السنة.أما في القرآن فقد أجمع المفسرون على نزول الآية التالية في ولاية أمير المؤمنين(ع): {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ} (المائدة/55 ــ 56)، والمراد بـ {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} هو الإمام علي، حسب القصة المشهورة والتي رواها أكثر المفسرين لدى تفسيرهم للآيات، وهي أن نزولها كان عندما تصدق الإمام عليّ بخاتمه للسائل وهو في حال ركوع في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
    أما في السنة فقد وردت أحاديث كثيرة متضمنة قول النبي (من كنت مولاه فعلي مولاه)، من ذلك ما رواه ابن عباس عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي بن أبي طالبأنت ولي كل مؤمن بعدي» .
    وعن عمران بن حصين، قال: « بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) سريةً، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فاصطفى لنفسه من الخمس جارية، فأنكروا ذلك عليه،.. إلى أن يقول: فأقبل عليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والغضب يبصر في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ إن علياً منِّي وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي» .
    وعن بريدة قال: «بعث رسول الله بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلىٌ على الناس وإن افترقتم فكل واحد منكما على جنده، قال فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علىٌ امرأةً من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، يخبره بذلك، فلما أتيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجهه، فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لا تقع في على فإنَّه منيِّ، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وإنه منِّي وأنا منه، وهو وليكم بعدي». هذا لفظ الحديث في مسند أحمد( )، ولفظه في خصائص النسائي( ): «لا تبغضن يابريدة لي علياً، فإن علياً منِّي وأنا منه وهو وليكم بعدي» ولفظه عند ابن جرير، قال بريدة: «وإذ النبي قد أحمر وجهه، فقال: من كنت وليه فإن علياً وليه، قال: فذهب الذي في نفسي عليه، فقلت لا أذكره بسوء»( )، وأخرجه الطبراني( )، عن بريدة عن النبي قال: ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إن علياً منِّي، وأنا منه، خلق من طينتي، وأنا خلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم، يابريدة «أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وأنه وليكم بعدي».
                  

04-04-2008, 02:17 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النبي يبشر بالنبوة والإمامة معا.... (Re: Motawakil Ali)

    في غدير خم:

    وحديث الغدير مما اتفق على روايته جميع فرق الإسلام حتى الذين ناصبوا أهل البيت العداء والخوارج وغيرهم وهو متواتر رواه مسلم( )، وأحمد بن حنبل( )، والفخر الرازي في تفسيره( )، وابن كثير في تفسيره( )، وفي البداية والنهاية( ).
    عن أبي هريرة قال: لما أخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه». فأنزل الله عزَّ وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً} (المائدة/3)، قال أبو هريرة وهو يوم غدير خم من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين يوماً»( ).
    وعن أبي سعيد الخدري: أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) دعا الناس إلى علي(ع) في يوم «غدير خم» وأمر بما تحت الشجرة من شوك فقُمّ فدعا علياً، فأخذ بضبعيه فرفعهما، حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي(ع) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً} فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدى، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأخذل من خذله»( ).
    غير أنَّ اكثر الذين رووه من السنة لجأوا إلى تأويله لما ضاق عليهم الخناق ولم يجدوا سبيلاً إلى تكذبيه أو الطعن في أسانيده كما فعلوا بغيره من الأحاديث، فقالوا إن المولى له معانٍ كثيرة في اللغة سوى الأولى بالتصرف، كالرب والمالك والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع وابن العم والحليف والمعاهد والعبد والمعتوق والمنعم عليه، فلم لا تحملونه على أحد هذه المعاني دون «الأولى بالتصرف»؟.
    يلجأ إلى مثل هذه التأويلات من له مطمع في سلطة أو متزلف لسلطان أو منافق أوقر بُغضُ عليّ صدره، أما نحن فما حاجتنا إلى أن نلوي عنق الحقيقة ونلبس الحق بالباطل؟ ما حاجتنا إلى أن نقول أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد حبس الناس تحت حر الشمس وحشدهم أمامه ثم دعاهم إلى حب علي أو الإحسان إليه فنكون بذلك كمن قال عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يهجر؟ ما حاجتنا إلى التأويل والتحريف وقد صرح النبي بولاية علي من بعده بأبلغ بيان دونما إلحان أو استبطان؟.
    إنَّ قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» مانع لإرادة أي معنى غير أنه الأولى بالتصرف في شؤون المؤمنين من أنفسهم، فإذا كان هو(صلى الله عليه وآله وسلم) كذلك فعليٌ من بعده مثله. وهذا ما فهمه الصحابة في حينه فتدافعوا إلى علي(ع) يهنئونه ويقولون له بخ بخ لك يا علي أصبحت وأنت ولي كل مؤمن ومؤمنة( )، وإن كان بعضهم قد جحد بعد ذلك، فدفعنا ثمن ذلك الجحود جهلاً بعلي ومكانته وبعداً عن نعمة الولاية. والعتب كل العتب على العلماء والخطباء في بلادنا، كيف عرفوا هذا الحديث فكتموه، ولم يذكروه حتى من باب ذكر فضيلة لعلي؟ وكيف خلت مناهجنا المدرسية من حديث كهذا على الرغم من أنها حوت الغث والسمين من الأحاديث والفضائل المنسوبة للصحابة؟.



    للاتصال: [email protected]







    =======
                  

04-04-2008, 02:20 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رزية الخميس (Re: Motawakil Ali)

    فئات المجتمع في عهد النبي:


    لم يكن المسلمون على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على مستوى واحد من التجاوب مع الرسالة، والاستيعاب لقيمها ومبادئها، فبينما ذابت فئةٌ منهم في الرسالة وانصهرت في بوتقتها وجسَّدت مفرداتها الإيمانية والأخلاقية، كانت هناك فئة أخرى لا تحمل من الإسلام إلاّ اسمه ولا تؤمن بشيء من مبادئه و إنما كان الإسلام بالنسبة لها نظاماً متغلِّباً يحوز على الحاضر والمستقبل، والمثال الحي لهذه الفئة هم مسلمة الفتح الذين عرفوا بالطلقاء. وفي الوسط، بين الرساليين والطلقاء كانت هناك فئات كثيرة تتفاوت في مدى التزامها بالدين وحقيقة انتمائها إلى ثقافته، فهناك كبار المهاجرين، وزعماء الأنصار الذين استشعروا دائماً «الدائنية» للإسلام ونبيه فكانت لهم تطلعاتهم السياسية وطموحاتهم الاقتصادية التي طفت على السطح فور وفاة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
    ولقد كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على علم تام بكل جزئيات تلك التركيبة الاجتماعية ووزن الاتجاهات السياسية في عصره، وعلى الرغم من كل الجهد المبذول من قبله هو و الرساليين الذين معه للارتقاء بمختلف فئات المجتمع إلى المستوى المنشود، إلا أن الطابع الغالب على المجتمع كان السلبية والاستسلام، والتيار المستسلم (المعتدل) الذي يجمع بين مظاهر الإسلام وشيء من مبادئه وبين تقاليد الجاهلية وشيء من أفكارها كان يمثل القطاع الأكبر من المجتمع.
    وقد انعكس هذا الوضع بوضوح على مختلف الأبعاد في المجتمع المسلم الجديد، فعلى المستوى الاقتصادي، تشكلت في المدينة طبقة ثرية من قدامي المهاجرين والأنصار الذين تحكموا في السوق بعد أن تفكك كيان اليهود في المدينة، ولم يكن هذا التطور الاقتصادي في الجملة سلبياً، بل كان ضرورياً للمجتمع الناشئ ومظهراً حضارياً يشجعه الإسلام ويحُض عليه، ومع ذلك فهو ينطوي على ظواهر سلبية أبرزها أن التجارة والصفق في الأسواق شغلت حيزاً كبيراً من اهتمام العاملين في هذا الحقل وعاقت ــ في كثير من الأحيان ــ برامج التربية والتعليم التي تصدى لها النبي في مسجده( )، وقد أقر بذلك عددٌ من كبار الصحابة، في ما بعد، وبه برَّروا تدني مستوياتهم العلمية وعجزهم عن حفظ القرآن وقلَّة روايتهم لأحاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والى جانب هذه السلبية فإن الثروة قد عززت نفوذ التجار وأوجدت لهم مراكز قوة في المجتمع كان لها تأثيرها الجلي في مرحلة ما بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
    وقد انعكست الحالة الفئوية في المجتمع بوضوح في جميع الحروب التي خاضها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في سبيل التمكين لدين الله، إذ لم يكن النبي يعوِّل على الكثرة بقدر ما كان يعوِّل على النوع، فكان أبرز الذين ناصروه واستبسلوا معه واستشهدوا بين يديه هم أولئك المصنَّفون فئةً أولى من الرساليين الذين بلغوا الذروة في الإيمان وفي طليعتهم الإمام علي ومن التف حوله وأحبَّه من أصحاب النبي حتى بات حبه معياراً يُعرف به المنافق من المؤمن، فقد روي عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلاَّ منافق. وفي الوقت ذاته كان التجار وأثرياء قريش والمدينة، في الغالب، سلبيين في كل معركة خاض غمارها المسلمون، وكان أكثر الفارين والهاربين والمتخاذلين هم من هذه الفئة، الأمر الذي أدى إلى ضمور مستمر وتناقص في فئة الرساليين وتضخُّم سريع في الفئات السلبية والمعتدلة، فبينما كانت الحروب تدور رحاها على أجساد الرساليين كانت الحياة المدنية المزدهرة تستقطب عناصر جديدة لصالح الفئات الأخرى*..
    وقد بذل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) جهداً مضاعفاً لصالح الفئة الرسالية حتى لا يختل التوازن في المجتمع، فكان دائم الإشادة بعلي(ع) ومن والاه من المؤمنين أمثال عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، والمقداد بن الأسود وغيرهم.
    وحقاً كان الولاء لعلي (ع) وحبه والإخلاص له في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) معياراً للصدق والإيمان، فما أكثر الذين التفوا حول النبي وأظهروا حبه وادَّعوا الإخلاص له تملُّقاً ونفاقاً وتطلعاً إلى المستقبل، بمنطق تجاري وسياسي صرف، لذلك كان لابد من محكّ آخر يمتحن عليه إيمان الناس، فالمخلص لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حقاً هو من يبقى تابعاً ومطيعاً له في حياته وبعد مماته(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يعرف ذلك إلا بالانقياد لإرادة النبي والالتزام بتدابيره التي يرسمها للمراحل المقبلة، والخلافة حتماً هي أبرز تلك التدابير وأهمها على الإطلاق، ولذلك كانت من المسائل المطروحة من أول يوم في الدعوة وكان التبشير بإمامة علي(ع) وخلافته يسير جنباً إلى جنب مع التبشير بنبوة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).

    الخطوط والخطط السياسية قُبيل وفاة النبي:

    بعد ثلاثة وعشرين عاماً هي المدة التي قضاها النبي وهو يعمل على إرساء دعائم الدين، كانت المسيرة الرسالية التي بدأها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لا تزال في بدايتها، وكان لابد أن تستمر المسيرة بعد وفاة النبي دون أن يطرأ عليها أي تدنٍّ أو هبوط في المستوى القيادي الذي كان يمثله النبي، وقد أجمعت الأمة ــ عوامها وعلماؤها ــ على أنَّه لم يكن في أصحاب النبي يوم وفاته من هو أقرب من النبي علماً وعقلاً وخلقاً وديناً وفضلاً من علي، فكان هو وحده القادر على الحفاظ على المستوى النبوي للقيادة والعروج بالأمة في مسيرتها الصاعدة، وذلك ما يُقرأ بوضوح في آيات القرآن وأحاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ويحكم به العقل السليم، وقد تقدم تفصيل ذلك.
    وفي ذات الوقت كانت التيارات الاجتماعية بالمدينة ترسم استراتيجيتها للمرحلة المقبلة، كل حسب وزنه وإمكانياته وتطلعاته. فالمهاجرون الأوائل من قريش وأكثرهم لم يحقق تقدماً رسالياً بعد الهجرة، ولم تُضَف إلى صحائفهم مناقب غيرها، إذ لم يعرف لهم تفوق علمي ولم يشهد لهم دورٌ في ميادين الجهاد فاعتمدوا على سبقهم في الهجرة واحتكاكهم المستمر برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلاقاتهم الاجتماعية به، وفي مقابل هؤلاء كان أبرز العلماء والمجاهدين وذوي المآثر هم من خارج قريش ومن الموالي والأنصار وقدوتهم الإمام علي وإذا ما سارت الأمور وفق ما أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فإن المستقبل سيكون لهم وعندئذٍ فإن مشايخ قريش لن يكون بمقدورهم مجاراة الوضع الجديد إلاَّ في حالة واحدة: أن يضعوا خططهم السياسية موضع التنفيذ فور وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
    وهنالك زعماء الأنصار الذين كانت مأثرتهم الأولى أنهم آووا ونصروا ثم كانوا في انتماءاتهم الرسالية أعمق من زعماء قريش وأثبت منهم أقداماً في الجهاد وأرسخ علماً وأقرب نفسياً إلى الإمام علي وتياره الرسالي، فلن يمانعوا بالتالي من التوافق معه إماماً بعد النبي، ومع ذلك وضعوا خطةً احتياطية في مواجهة قريش التي كانت تشير الدلائل كلها إلى عزمها على تجاوز الإمام علي والانقلاب عليه.
    وفي الخلف كانت القوى المنافقة، بزعامة الطلقاء من الأمويين، تراقب الوضع وترسم خططاً بعيدة المدى أملاً في توجيه ضربة إلى الإسلام باسم الإسلام. هي لا تطمع في سيطرة مبكرة إذ لا زالت تربض على هامش المجتمع الإسلامي، ولا زالت آيات القرآن تتنزل صريحةً وتكشف خباياهم وتفضح مكائدهم، وخط الإمامة الذي يمثله الإمام عليٌّ في حال تنفيذه سيبقي المسافة القائمة بين النفاق والإيمان كما هي في زمان النبي، أما الخط الآخر الذي يمثله زعماء قريش وأثرياء المهاجرين فسيكون جسراً يعبر عليه المنافقون إلى أهدافهم بعد أن تكون الفجوة بين معسكر الإيمان ومعسكر النفاق قد ردمت، لذلك لن يألو المنافقون جهداً في إقصاء الإمامة وتمكين الخط الآخر.
    ويبقى السواد الأعظم من قريش وأهل المدينة وما حولها من الأعراب تياراً مهمشاً وسلبياً لا يملك إلا أن يكون تابعاً للفئة المتغلبة.
    في ظل تلك المعادلة المعقدة بات النبي مغموماً قد أهمه مستقبل الرسالة وهو على فراش الموت، فلم يعد مطمئناً إلى التزام أصحابه بوصيته لأهل البيت وأولهم الإمام علي، تلك الوصية التي ظل يطرق عليها بصورة متواصلة منذ فجر الدعوة، وقد علم أن أكثر الناس ليس لهم استعداد للدفاع عن الإمامة التي هي امتداد للنبوة.
    هنا أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكمل حجته على الناس بأن يوثِّق وصيته لهم كتابةً، وطالما اعترضت قريش من قبل على تدوين أحاديثه بحجة أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وحاشاه ـ يتكلم في الرضى والغضب فلا يجوز أن يكتب كلَّ ما يقول. وعلى الرغم من دحضه(صلى الله عليه وآله وسلم) لتلك الفرية الباطلة بقوله لعبد الله بن عمرو مشيراً إلى فيه: والذي نفسي بيده لا يخرج من هذا إلا الحق، أكتب ما تسمع مني( )، على الرغم من ذلك حالوا بينه وبين الكتابة وهو يدعوهم ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً! بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فطعنوا في مصداقية منطقه ووصفوا أمره بالكتابة بالهجر والهذيان تحت تأثير المرض، فكانت طامةً كبرى ورزيةً رُزئ بها الإسلام والمسلمون كما يقول عبد الله بن عباس. واليك بعض تلك الروايات التي حكت قصة الرزية:
    1 ــ أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس قال: لما حُضر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا عنِّي، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم»( ).
    2 ــ البخاري بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله، قال(صلى الله عليه وآله وسلم): دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، قال ونسيتُ الثالثة»( ).
    3 ــ روى مسلم في صحيحه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رئيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله يهجر( ).
    4 ــ أخرج أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه السقيفة، بالإسناد إلى ابن عباس، قال: لما حضرت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، قال: فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله، ثم قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف من في البيت واختصموا، فمن قائل قربوا يكتب لكم النبي، ومن قائل ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: قوموا... الحديث»( ).
    وقد تصرف الرواة في هذا الحديث إذ نقلوه بالمعنى بعد أن اضطروا إلى ذكره، والواضح أن ابن عباس قد اجتهد في بثه على أوسع نطاق فلم يجد أصحاب الصحاح والسنن والتواريخ والسير بداً من إثباته في كتبهم، ولو أنهم وجدوا سبيلاً إلى تجاهله لفعلوا، أما وقد اضطروا إلى نقله فما كان أمامهم إلا أن يتصرفوا في صياغته بغية التخفيف من بشاعة ما فيه من جرأة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) واتهام له بالهجر والهذيان وفقد السيطرة على أقواله، ولما كان في نقل الحديث، كما هو، مساس بعمر بن الخطاب فإنهم نسبوا كلمة (يهجر) إلى الجماعة حيث أثبتوها، ونقلوا الكلمة بالمعنى حيث نسبوها إليه. ففي الحديث الأول جاءت رواية البخاري على هذا النحو: «فقال عمر إن النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله». وفي الرواية الثانية لم يذكر عمر فذكر الكلمة الأصلية «هجر» قال: «قالوا: هجر رسول الله».
    وللبخاري وغيره العذر في هذا التحريف! «لابل التصرف» فالكلمة كبيرةٌ جداً في حق النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يمكن أن نجازيه بالتسفيه على الهدى الذي جاءنا به والتضحيات التي قدَّمها والأذى الذي لاقاه في سبيل إخراجنا من الظلمات إلى النور. وحق لرواة الحديث أن يترافعوا عن عمر فينسبوا له كلمات أقل فظاعة من تلك التي سمعها ابن عباس ورواها، فعمر في الغد خليفة وأحد الراشدين، وإن كان في هذه القصة ثمة من يلام فهو ابن عباس، ماذا لو كان يسكت عن هذا المشهد المخزي، فيكفي البخاري ومسلم عناء تخريج الحديث وتلطيفه؟!.
    وعلى كل فإن الجمع بين مختلف روايات الحديث يخلص بنا إلى نتيجة حاسمة، وهي: أن الكلمة التي أُعترض بها على رسول الله هي «هجر» أو «يهجر» لا فرق. وأن المعترض هو عمر بن الخطاب.
    لسنا الآن بصدد تحليل مواقف الصحابة تجاه النبي أو تفنيد آرائهم التي تباينت فأدّت بهم إلى التنازع بمحضر النبي، فالمسلمون اليوم مجمعون على عصمة النبي وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي، وأنه(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يحول بينه وبين قول الحق رضى أو غضب، مرض أو وجع، اللهم إلا بعض السلفيين المتعبدين بأقوال (السلف) اكثر من تعبدهم بآيات القرآن والنصوص النبوية.
    وبين أيدينا هذا الحديث الذي لا يشكك أحدٌ في صحته، فلنا أن نتساءل: ماذا أراد النبي أن يكتب لهم فيكون كتابه عصمةً لهم ولنا من الضلال؟ ولماذا عدل عن الكتابة لاعتراض المعترضين؟ وما هي وصيته الثالثة التي نسيها البخاري أو نسيها بعض رجاله؟ فإذا أجبنا على هذه الأسئلة، نكون حينئذٍ في غنى عن السؤال الرابع وهو: لماذا حالوا بينه وبين الكتابة؟.
    أولاً: ما الذي أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كتابته؟.
    «هلَّموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده. » هذا النص يتضمن إشارةً واضحةً إلى طبيعة الأمر الذي أراد النبي توثيقه، فهو أمر يضمن استقامة الأمة وعدم ضلالها، وقد ظل النبي يردد هذه الضمانة منذ أن بُعث نبياً وإلى أن حضرته الوفاة. ذاك قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنِّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»( ).
    وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنِّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء ولأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»( ).
    وروى مسلم في صحيحه بسنده، عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلَّما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعت حديثه وغزوت معه وصلَّيت خلفه، لقد لقيتَ يازيد خيراً كثيراً حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سنِّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خمَّاً بين مكة والمدينة فحمد الله و أثنى عليه ووعظ وذكَّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيته، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرموا الصدقة؟ قال نعم.
    ولا شك أن زيد بن أرقم قد اجتهد رأيه في تعيين أهل البيت استناداً إلى اشتراك من ذكر من بني هاشم في حرمة الصدقة عليهم، وليس اجتهاده بسديد، والصحيح أنَّ أهل البيت الذين قرنهم الله بالقرآن وأمر باتباعهم بعده هم الذين نزلت فيهم آية التطهير، علي وفاطمة وحسن وحسين، وقد مرَّ الكلام في ذلك.
    أرأيت الآن كيف أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ليأتي بجديد عندما دعاهم وهو مشرف على الموت ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده، وأنه قد بالغ في تبيين ذلك من قبل فأوصى مراراً وتكراراً بالاعتصام بالكتاب وأهل البيت، ومن قبل ما صرح بولاية علي وخلافته ابتداء من يوم الإنذار إلى يوم غدير خم، أتراه(صلى الله عليه وآله وسلم) قد عدل عن ذلك في آخر عمره وأراد أن يكتب وصيةً عاصمةً غير ما أوصى به شفاهةً؟ قطعاً لا!.
    ولا أشك مطلقاً أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد أن اعترضوا عليه وحالوا بينه وبين الكتابة عاد وأوصاهم فيما أوصى بأهل البيت وإمامة علي فنسيها البخاري بينما ظل زيد بن أرقم ذاكراً للوصية رغم كبر سنه وقدم عهده ونسيانه بعض الذي كان يعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأهمية أمر الوصية حدَّث بها من جاءه يسأل عن حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
                  

04-04-2008, 03:40 AM

عبدالعزيز حسن على

تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 1078

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرحباً (Re: Motawakil Ali)

    الاخ الفاضل متوكل
    مرحباً بك فى هذا المنتدي إثراً لثقافة الاختلاف والتنوع كمصدر للقوة وليس العكس

    بما اننا جيل واحد فى الجامعة فلقد حاولت تذكرك من معاينة الصورة فلم استطيع فتذكرت قانون الازحة والابدال وهو قانون وضعه احد المهجرين وليس المهاجرين بقوله( مشيت السودان فلم استطع معرفة احداً الشيب ، الدقن، الصلعة، النظارات ، المشى بعكاز فقررت الا اهتم بالظاهر(رغم انه ليس من اهل الباطن) وعليه قررت اذا رايت شايباً ان اعيد اليه فى خيالي على الفور سواد شعره فاتذكره صائحاً إزيك يا فلان وهكذا بدل الصلعة شعر وبدل الكرش نحافة وبدل السجن مستشفي الخ

    لذلك طبقت نظرية الازاحة والابدال عليك ازحت البياض من على اللحية ثم فى مرحلة متقدمة ازحت اللحية نفسها فرايتك فى حوش اداب تمارس السعي الجهادي او تحرس صندوقاً في ليل انتخابات الاتحاد

    مرحباً بك وشكراً لسودانيز اون لاين

    اتابع باهتمام قراءة تجربتك ولي عودة

    (عدل بواسطة عبدالعزيز حسن على on 04-04-2008, 03:42 AM)

                  

04-04-2008, 04:09 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحباً (Re: عبدالعزيز حسن على)

    Quote: الاخ الفاضل متوكل
    مرحباً بك فى هذا المنتدي إثراً لثقافة الاختلاف والتنوع كمصدر للقوة وليس العكس

    بما اننا جيل واحد فى الجامعة فلقد حاولت تذكرك من معاينة الصورة فلم استطيع فتذكرت قانون الازحة والابدال وهو قانون وضعه احد المهجرين وليس المهاجرين بقوله( مشيت السودان فلم استطع معرفة احداً الشيب ، الدقن، الصلعة، النظارات ، المشى بعكاز فقررت الا اهتم بالظاهر(رغم انه ليس من اهل الباطن) وعليه قررت اذا رايت شايباً ان اعيد اليه فى خيالي على الفور سواد شعره فاتذكره صائحاً إزيك يا فلان وهكذا بدل الصلعة شعر وبدل الكرش نحافة وبدل السجن مستشفي الخ

    لذلك طبقت نظرية الازاحة والابدال عليك ازحت البياض من على اللحية ثم فى مرحلة متقدمة ازحت اللحية نفسها فرايتك فى حوش اداب تمارس السعي الجهادي او تحرس صندوقاً في ليل انتخابات الاتحاد

    مرحباً بك وشكراً لسودانيز اون لاين

    اتابع باهتمام قراءة تجربتك ولي عودة




    أخي الكريم عبد العزيز

    تحياتي وأشواقي

    ضحكت بملء صوتي وأنا أقرأ عن قاعدة الإزاحة والإبدال في التعرف على الدفعة بعد تغير الأحوال

    بس دي عايزة ليها برنامج فوتوشوب عشان ما الصورة تتعدل وترجع تاني للاول

    أخي عبد العزيز حوش آداب مكان محفور في الذاكرة .. وقد تأملت صورتك كثيرا فوجدت الملامح مألوفة ولكن برضو ما قدرت أجمع...
    سوف أحاول توفير صورة من زمن الجامعة علها تساعد في الإزاحة والإبدال

    سعدت بلقائك أخي عبد العزيز

    وخلينا نعيد الذكريات

    وخليك متابع معانا


    والسلام


    متوكل




    [email protected]

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-04-2008, 01:05 PM)

                  

04-04-2008, 05:07 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحباً (Re: Motawakil Ali)

    الشيخ الطقى
    دبايوا
    الاستاذ كمال لن يترك اسلوبه الاستفزازى وهرجلته المعهودة قلنا نناقشه فى علمانيته عندما حاول ترك العباءة الطائفية الا انه لم يعرف لنا ماهو فهمه للعلمانية وتهرب كهدنا فيه ويعتقد باسئلته التى يلصقها فى كل بوست يذكر فيه التوحيد واهله بانه منتصر وان اسئلة من الصعوبة بمكان هذا امر مضحك لا يعلم هذا الطائفى المتعلمن لا يعلم بانه يمتلك سراب ..ودعونا نلاحقه بهذه الاسئلة وخاصه انه الان مركب مكنة علمانية ياكمال قل لنا هل تمانع فى الدولة التى تنادى بها بان يكون نادى للمثليين وطبعا هذه حرية شخصية وايضا هل ستمنع ان تمارس المومسات مهنتهن ويدفعن ضرائب للدولة اريد منك اجابة واضحة لا شتائم وهرب وايضا قلنا لنا هل تمانع ان تفارق الفتاة والفتى فى عمر السابعة عشرة الاسرة والعيش مع البوى فرند والغيل فرند...........دعنا نختبر علمانيتك اخشى ان تعود الى جلباب الاسياد الذى تريد اخفائه

    (عدل بواسطة هاشم نوريت on 04-04-2008, 01:06 PM)

                  

04-04-2008, 11:25 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    !!!!!!
    Quote: قل لنا هل تمانع فى الدولة التى تنادى بها بان يكون نادى للمثليين وطبعا هذه حرية شخصية وايضا هل ستمنع ان تمارس المومسات مهنتهن ويدفعن ضرائب للدولة اريد منك اجابة واضحة لا شتائم وهرب وايضا قلنا لنا هل تمانع ان تفارق الفتاة والفتى فى عمر السابعة عشرة الاسرة والعيش مع البوى فرند والغيل فرند...........دعنا نختبر علمانيتك اخشى ان تعود الى جلباب الاسياد الذى تريد اخفائه
    من برنامج مؤتمر البجا
    Quote: اولا علاقة الدين بالدولة:
    ان توجهنا لاقامة دولة مدنية يعني بالضرورة اقامة دولة
    تفصل فيها السياسة عن الدين
    ولهذا نقترح تبني معايير ومنظور المواثيق الدولية المتعلقة بهذا الامر كثيرة ومسهبة,وتضع ضوابط دقيقة جميعها مؤسس علي الحق في حرية
    الدين والعقيدة ووجوب كفالته وحمايته لكافة المتدينين
    واصحاب العقائد الخاصة ,او الهويات الثقافية التي تتبني
    رؤي معينة حول الدين.
    برنامج مؤتمر البجا السياسي .للجميع
    مؤتمر البجا يوقع علي مقررات أسمرا الداعية الي
    Quote: ....- الدين والسياسة في السودان
    ان كل المبادئ والمعايير المعنية بحقوق الانسان والمضمنة في المواثيق والعهود الاقليمية والدولية لحقوق الانسان تشكل جزءا لا يتجزأ من دستور السودان واي قانون او مرسوم او قرار او اجراء مخالف لذلك يعتبر باطلا وغير دستوري. يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيسا على حق المواطنة واحترام المعتقدات والتقاليد وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين او العرق او الجنس او الثقافة ويبطل اي قانون يصدر مخالفا لذلك ويعتبر غير دستوري.
    لا يجوز لاي حزب سياسي ان يؤسس على اساس ديني.
    ......
    القوي الموقعة
    Quote: وقد شاركت في المؤتمر كافة القيادات السياسية والنقابية والعسكرية والشخصـيات الوطنية المنضوية تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي وهي الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الامة، الحركة الشعبية / والجيش الشعبي لتحرير السودان، تجمع الاحزاب الافريقية السودانية، الحزب الشيوعي السوداني، النقابات، القيادة الشرعية، مؤتمر البجة، قوات التحالف السودانية، وشخصيات وطنية مستقلة.

    !!!!!!!!!
                  

04-04-2008, 12:51 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: kamalabas)

    عاد كمال لقديمه حيث انه لا يتعب من القص واللصق اجب على هذه الاسئلة ودعك من الزئبقية ليس امامك مفر الا الاجابة ...
    Quote: Quote: قل لنا هل تمانع فى الدولة التى تنادى بها بان يكون نادى للمثليين وطبعا هذه حرية شخصية وايضا هل ستمنع ان تمارس المومسات مهنتهن ويدفعن ضرائب للدولة اريد منك اجابة واضحة لا شتائم وهرب وايضا قلنا لنا هل تمانع ان تفارق الفتاة والفتى فى عمر السابعة عشرة الاسرة والعيش مع البوى فرند والغيل فرند...........دعنا نختبر علمانيتك اخشى ان تعود الى جلباب الاسياد الذى تريد اخفائه

    خليك متثق مع نفسك ان قلت لا لهذه الاسئلة يعنى انت طائفى وتخلع جلباب العلمانية وان قلت نعم سنخلع عنك جلباب الطائفية نحن ولكن الهروب الى الامام لن ينفعك دعك من ممارسة التقية الشيعية وطبعا انت الان سعيد بالتشيع فى السودان وتعتقد انهم سيهزموا اهل التوحيد ولكنك لا تدرى ان راية التوحيد عمرها اطول من عمر الاسلام نفسه وبقائها الى قيام الساعة لا تنتكس ولن تنتكس الذين هاربوها مصيرمهم معلوم حيث ماتوا كمد لو يعلم البعض...الان حدثنا عن دولة العلمانية التى تنادى بها وارنا بكل شجاعة قولك فيما سئلنا؟ لاتتهرب ياكمال واترك الاسلوب الزئبقى

    (عدل بواسطة هاشم نوريت on 04-04-2008, 01:10 PM)

                  

04-04-2008, 03:58 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: هاشم نوريت)

    .....وكتب
    :
    Quote: قل لنا هل تمانع فى الدولة التى تنادى بها بان يكون نادى للمثليين وطبعا هذه حرية شخصية وايضا هل ستمنع ان تمارس المومسات مهنتهن ويدفعن ضرائب للدولة اريد منك اجابة واضحة لا شتائم وهرب وايضا قلنا لنا هل تمانع ان تفارق الفتاة والفتى فى عمر السابعة عشرة الاسرة والعيش مع البوى فرند والغيل فرند...........دعنا نختبر علمانيتك اخشى ان تعود الى جلباب الاسياد الذى تريد اخفائه
    خليك متثق مع نفسك ان قلت لا لهذه الاسئلة يعنى انت طائفى وتخلع جلباب العلمانية وان قلت نعم سنخلع عنك جلباب الطائفية
    منطق سقيم ومعادلات مختلة.....
    أنظروا للمعادلة
    إن قلت: نعم لحقوق المثلية فأنت علماني وأن قلت لا لحقوق المثليين فأنت
    طائفي !!!!أعتقد أن هذه أخر صيحة وتقليعة في عالم الموضة السياسية وربما
    تكون نظريةسياسية جديدة أتحفنا بها ويستمنستر زمانه وفريد أقرانه!!!!
    بربكم هل " ينبثق" هذا التخريج من شخص متوازن فكريا
    شخص يربط المقدمات بالنتائج والعلل بمعلولها?
    يرفض شيخ أبوزيد والاستاذ الحبر نور الدائم وشيخ الازهر حق الممثليين
    بالشكل الذي قال به صاحبنا فهل يعني هذا أنهم طائفويون ?
    ويرفض عتاة الجمهوريين مثل الرئس بوش تقنين الزواج المثلي فهل يعني هذا
    أنهم طائفويون?
    .......مثلا أرفض أنا -كما ل- أستغلال الجسد جنسيا لغرض مادي وأرفض البغاء
    وأرفض تقنين البغاء فهل يعني هذا أني طائفي أو سلفي أويميني ?
    ......نعم ياهذا أرفض تقنين البغاء وأخذ ضرائب عليه بل وأرفض ممارسته
    بصورة قاطعة حتي و أن لم تفرض ضريبة عليه ......فصنفني كما تشاء و ضعني حيث
    تشاء!!!!!
    ........وكتب
    Quote: وطبعا انت الان سعيد بالتشيع فى السودان وتعتقد انهم سيهزموا اهل التوحيد
    ومن أين لك هذا التخريج الفاسد ? من قال لك أني سعيد بذلك أو حزين
    لذلك?
    .....درج هذا الرجل علي نسج الاكاذيب والتلفيق في حقي وتقويلي ما لم أقل
    بصورة متكررة ومتعمدة
    فقد كتب مسبقا
    Quote: والاضطراب الفكرى هو انت قائده لانك مع الجمهورية الاسلامية
    سألناه
    أين ومتي قلت أو طرحت أني مع الجمهورية الاسلامية?
    هات دليلا والا أنت كاذب ومزيف !!!!!!
    وأضاف
    Quote: واخيرا اضفت شئيا جديدا وهو دفاعك عن التمتع بالاطفال

    وسألناه أيضا
    Quote: أين ومتي قلت أني مع التمتع بالاطفال ? هات أقتباس لي يدعم زعمك والا
    أنت كاذب ومنافق..
    وكتب
    Quote: يارجل انت كذاب ومدعى ولا تفقه العلمانية ولا غيرها فقط انك ضد كل من يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ودعوة الوحدانية لا يهزمها من يريد ان يحول السودانيين الى مثليين ومتمتعين بالاطفال

    وكان ردنا
    Quote: عليك الاثبات والا أنت كاذب ووالغ في الفجور في الخصومةوالنفاق
    وقبلها أنزل بوستا زعم فيه أني أدافع عن إيمان فرعون بالرغم من أني
    لم أتحدث عن أيمان فرعون أو كفره ولايهمني إن آمن أو كفر!!!
    وأستنادا علي هذه الاكاذيب والتلفيقات والتخريجات غير المؤسسة قلنا عن الرجل
    Quote: ......هاشم نوريت دعني أحكم عليك من خلال ماتكتب ( فقد تكون غير ذلك في الحياة العملية) أنت شخص مزيف وملفق وغير نزيه ولاتعرف معني شرف الخصومة
    ولا خطوطها الحمراء ........أتمني أن تغير أسلوبك في الحوار وتتخلي عن تشخيص
    الأمور والملاحقة الصبيانية
    وأضفت
    Quote: نعلم أن المنبر يمثل لفيف من العضوية تتبائن في
    قدراتها الفكرية وإمكاناتها الثقافية ومستوياتها التعليمية وتحصيلها الذاتي
    وقدراتها في الأطلاع وأكتساب المعارف...ونعلم أيضا وجود عناصر لا تدري ولا
    تدري أنها لاتدري وأخرها لاتملك غير الاسفاف والتهاتر .....ندري ذلك لأنه
    ناموس الحياة وطبيعة الاشياء ولكننا لانهضم الكذب والتلفيق والتزييف
    والمطاردات الصبيانية والتنطع الاجوف وأدعاء التدين ومناقضة أبجدياته
    في الصدق والنأي عن النفاق وفوق ذلك التطاول علي الاخر بصورة تثير
    الشك وتفتح باب الاسئلة والتكهنات!!!!!

    ليكن واضحاً لمن لا يعلم : ان دخول العلماني في دين آخر ليس خروجاً من الاسلام
    .......يمكن - وبصورة عامة- أن نحاور شخص أمي أو هزيل التعليم
    ويمكن أن نحاور محدود السقف الذهني والفكري
    ....ويمكن أن تحاور شخص أبتلاه الله بعدم أتزان العقل
    ويمكن أن تحاور ديك عدة البوستتات =من أذا أنتهرته " كسر" البوستتات
    وقادها للخور وأذا تركته أفسدها بفضلاته وأخراجه وأفرازاته
    ويمكن أن تحاور من يقفون علي نواصي طرقات الحوار الفكري و"صواني" السجال
    وهم يقذفون الناس بالحجارة أو بالالفاط المسئية وهم يظنون أنهم يساهمون
    أو ينظمون مسار الحركة !!!!!!
    يمكن أن تحاور هذه النماذج وهي كثيرة في المنابر وغيرها ولكن من غير
    الممكن بالنسبة لي شخصيا الاستمرار في حوار من يكذب ويزيف ويلفق في حقي
    بصورة متكررة ومتعمدة ومن دون أثبات أو حيثيات........
    علي هذا الشخص أثبات أدعاته أولا

    (عدل بواسطة kamalabas on 04-04-2008, 04:00 PM)
    (عدل بواسطة kamalabas on 04-04-2008, 04:18 PM)

                  

04-06-2008, 04:38 AM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: kamalabas)

    Quote: منطق سقيم ومعادلات مختلة.....
    أنظروا للمعادلة

    قل لنا منطقك يا لقمان
    Quote: إن قلت: نعم لحقوق المثلية فأنت علماني وأن قلت لا لحقوق المثليين فأنت
    طائفي !!!!أعتقد أن هذه أخر صيحة وتقليعة في عالم الموضة السياسية وربما
    تكون نظريةسياسية جديدة أتحفنا بها ويستمنستر زمانه وفريد أقرانه

    لا ليس الامر هكذا كل الحكاية انك تلعب على حبلين تارة تناصر المشروع الطائفى وتارة اخرى تركب قطار العلمانية وحتى نذكرك ان كنت قد نسيت مدحت الطائفية وفترات حكمها ووصفت ان عهدها كان علمانيا بامتياز وعندما ضيقنا عليك الخناق عملتها كسور وبواقى وحتى نحاصرك اكثر سالناك عن فهمك للعلمانية الى هذه الساعة ..
    Quote: بربكم هل " ينبثق" هذا التخريج من شخص متوازن فكريا
    شخص يربط المقدمات بالنتائج والعلل بمعلولها?

    كيف يكون الشخص متزن عقليا ويريد اقناع الاخرين بان الطائفية هى دولة الفضيلة وكيف يريد ان يقنعنا كمال المتزن بان الطائفية التى كان برنامجها الجمهورية الاسلامية والصحوة الاسلامية هى علمانية ؟ يارجل قول بسم الله..
    Quote: يرفض شيخ أبوزيد والاستاذ الحبر نور الدائم وشيخ الازهر حق الممثليين
    بالشكل الذي قال به صاحبنا فهل يعني هذا أنهم طائفويون ?

    هؤلاء قولهم فى الطائفية والعلمانية واضح جدا ولكن ركاب السرجين الوقاع موقفه مهزوز لا هنا لا هناك..
    Quote: ويرفض عتاة الجمهوريين مثل الرئس بوش تقنين الزواج المثلي فهل يعني هذا
    أنهم طائفويون?

    الزئبقية لن تنجيك وبوش يرفض حسب معتقده ولكنه لا يستطيع منع اللواط ولا المومسات من ممارسة ما هن يرغبن فيه فلا تخلط الكيمان ياكمال.
    Quote: .......مثلا أرفض أنا -كما ل- أستغلال الجسد جنسيا لغرض مادي وأرفض البغاء
    وأرفض تقنين البغاء فهل يعني هذا أني طائفي أو سلفي أويميني ?

    طبعا انت ما سلفى ولكن طائفى اسئل نفسك.

    Quote: ......نعم ياهذا أرفض تقنين البغاء وأخذ ضرائب عليه بل وأرفض ممارسته
    بصورة قاطعة حتي و أن لم تفرض ضريبة عليه ......فصنفني كما تشاء و ضعني حيث
    تشاء!!!!!

    ياكمال ترفض انت فهذا حقك ولكن العلمانية فى مستواها فى حرية الفرد فهى لبرالية بمعنى ان اى انسان يمارس ما يؤمن به مالم ممارسته لحقه وقناعاته لا تؤذى الاخرين ودولة العلمانية تعنى ان كنت تعلم او لاتعلم ان يمارس كل انسان مايؤمن به ويرغب فيه حتى الكنيسة رضخت مؤخرا لتزويج الرجل بالرجل اليس كذلك؟ وانا لم اسئلك من فراغ ولا اريد منك هذا التهكم والزئبقية الامر واضح ورفضك هل يعنى حرمان المثليين من ممارسة حقهم كما هو فى الدول التى تفصل الدين عن الدولة ام لديك علمانية منقحة ام انك تجهل العلمانية ؟ وطبعا ستاتى وتقول لى بزئبقيتك المعهودة باننى اختزنت كل العلمانية فى هذه الممارسات اقول لك مقدما لا الامر فيه اشياء كثيرة قد نتفق فى جوانب ونختلف فى اخرى ولكن المطلوب منك موقف اكثر وضوحا هل تريد ان يسئل الناس كمال عن ماهية العلمانية وتريد ان تكون مرجع العلمانية ومفتى ديارها ام هى العلمانية التى يفهمها الناس ولا تحتاج الى تفسير من كمال. الغضب واحتقار البشر لن يزيدا طولا ولا علوا تواضع واركز.
    Quote: .......يمكن - وبصورة عامة- أن نحاور شخص أمي أو هزيل التعليم
    ويمكن أن نحاور محدود السقف الذهني والفكري
    ....ويمكن أن تحاور شخص أبتلاه الله بعدم أتزان العقل
    ويمكن أن تحاور ديك عدة البوستتات =من أذا أنتهرته " كسر" البوستتات
    وقادها للخور وأذا تركته أفسدها بفضلاته وأخراجه وأفرازاته
    ويمكن أن تحاور من يقفون علي نواصي طرقات الحوار الفكري و"صواني" السجال
    وهم يقذفون الناس بالحجارة أو بالالفاط المسئية وهم يظنون أنهم يساهمون
    أو ينظمون مسار الحركة !!!!!!
    يمكن أن تحاور هذه النماذج وهي كثيرة في المنابر وغيرها ولكن من غير
    الممكن بالنسبة لي شخصيا الاستمرار في حوار من يكذب ويزيف ويلفق في حقي
    بصورة متكررة ومتعمدة ومن دون أثبات أو حيثيات........
    علي هذا الشخص أثبات أدعاته أولا

    ياراجل اكرر لك ماتزعل وتواضع وطبعا لك حرية ان تحاور او تكب الزوغة انا لا افرض عليك نفسى وتاكد الدخول للنت مكلفا لانه ياخذ زمن كان يمكن استثماره فى امور كثيرة وياكمال تاكد بانك لا تعلو على اى انسان هذه حقيقة يجب ان تعلمها جيدا وتاكد متى ماشعرت بانك افضل من غيرك فهى بداية لطريق الهاوية.
                  

04-06-2008, 05:12 AM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: هاشم نوريت)

    وكتب
    Quote: كيف يكون الشخص متزن عقليا ويريد اقناع الاخرين بان الطائفية هى دولة الفضيلة وكيف يريد ان يقنعنا كمال المتزن بان الطائفية التى كان برنامجها الجمهورية الاسلامية والصحوة الاسلامية هى علمانية ؟ يارجل قول بسم الله..
    وأين قال كمال أن برامج تلك الاحزاب وفي العهدالديموقراطي الاخير علمانية??
    كمال تحدث عما كان مطبق فعليا في العهود الديموقراطية وليس عن ما
    كان مطروح علي الورق!!!!! قلت
    Quote: وقد كانت بلادنا تطبق صيغ وضعية= ديموقراطية+ علمانية طيلة العهود

    و قلت
    Quote: أن المطبق- فعليا- في العهود الديممقراطية كان وضعيا وعلمانيا...وأن كنت
    تري عكس ذلك فقلنا أين ومتي طبقت العهود الديموقراطية الشريعة?
    و قلت

    ....
    Quote: فائدة للقاري : طرحت القوي السياسية الكبري شعارات ورؤي إسلامية
    ولكنها عادت في مقررات أسمرا لتقول

    ترفض مجرد قيام حزب سياسي علي أساس ديني!!!!!
    Quote: وقبلها تقول المقررات

    : -... 1ان كل المبادئ والمعايير المعنية بحقوق الانسان والمضمنة في المواثيق والعهود الاقليمية والدولية لحقوق الانسان تشكل جزءا لا يتجزأ من دستور السودان واي قانون او مرسوم او قرار او اجراء مخالف لذلك يعتبر باطلا وغير دستوري

    من الموقع علي ميثاق أسمرا?
    Quote: وهي الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الامة، الحركة الشعبية / والجيش الشعبي لتحرير السودان، تجمع الاحزاب الافريقية السودانية، الحزب الشيوعي السوداني، النقابات، القيادة الشرعية، مؤتمر البجة، قوات التحالف السودانية، وشخصيات وطنية مستقلة.
    .... من الواضح لكل من له عقل أو قدرة علي الاستيعاب أني كنت أتحدث
    عما كان مطبقا فعليا لاماكان مطروح علي الورق وهذا ما أبتدرت كلامي في
    بوست سبيل
    Quote: وقد كانت بلادنا تطبق صيغ وضعية= ديموقراطية+ علمانية طيلة العهود
    الديموقراطية
    و كتب
    Quote: ليس الامر هكذا كل الحكاية انك تلعب على حبلين تارة تناصر المشروع الطائفى وأضاف

    وكيف يكون الشخص متزن عقليا ويريد اقناع الاخرين بان الطائفية هى دولة الفضيلة

    أين ومتي قال كمال أنه ينتمي لأي حزب أو طائفة?
    ...التناقض يكمن فيمن يروج أو ينشر برنامج مؤتمر البجاالعلماني وينطلق في ذات الوقت من مرجعية سلفية!!
    كمال
                  

04-04-2008, 02:54 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شكرا أحمد من الخرطوم (Re: Motawakil Ali)

    Quote: سلام
    اطلعت على موضوعك ف سودانيزاونلاين عن انتقالك للتشيع وماعندى اشتراك ف سودانيزاونلاين فارجو ان تقرا الكتاب المرفق وسوف ارجعلك مره تانيه ببعض الاسئلة
    احمد من الخرطوم




    مشكور أخي أحمد على الإميل
    سوف أطالع الكتاب المرفق وأعلق عليه في هذا البوست

    احترامي وتقديري

    متوكل


    [email protected]

    -----------
                  

04-04-2008, 03:16 PM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    هذه المداخلة أنقلها من الصفحة الأولى إلى الصحفة التانية لان الزميل متوكل ما علق عليها وأنا حسنت الظن وقلت امكن ما رآهاوهي :

    قال الزميل متوكل

    Quote: أخالفك الرأي أخي فإن الشيعة عبر تاريخهم لم يكونوا يخفون شيئا، ولكنهم كانوا ضحاياالتعتيم والدعاية المضللة.. فما كان يصل إلى الآخرين من أخبارهم إلى الأكاذيب والافتراءات


    وقال كذلك

    Quote: هل توافقني الآن أخي كمال أننا نحن الذين نسعى إلى النور و نخطو باتجاه الآخرين حاملين أفكارنا وعقائدنا مكشوفة حتى يتعرف عليها الناس؟؟؟



    تخالفني في الاولى وأخالفك كذلك ولا أوافقك في الثانية


    يا صديقى الرافضة يخفون الكثير سابقا وما زالوا وليسوا ضحايا التعتيم كما ذكرت ، كم من الزمن اخدوه وهم يخفون أكبر مشكلة عندهم وهي قولهم بتحريف القرآن؟؟؟!!!! وما زال بعضهم يحاول إنكار ذلك لبسطاء الناس والدهماء والعامة.

    مثال:

    أجرت القناة الفضائية (المستقلة) في لندن مناظرات عديدة في رمضان عام(1423هـ) بين أهل السنة والشيعة. في إحدى هذه المناظرات استشهد أحد المتناظرين - وهو الدكتور أبو المنتصر البلوشي - بكتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) لميرزا حسين تقي النوري الطبرسي على ثبوت القول بالتحريف لدى الإمامية الإثني عشرية، فما كان من مناظره الإثني عشري الدكتور عبد الحميد النجدي - وهو أستاذ في جامعة العلوم الإسلامية في لندن - إلا أن ينبري مستنكراً بشدة قائلاً: إنكم تفترون على علمائنا. إن هذا الكتاب إنما ألفه الطبرسي ليرد على عقيدة التحريف ويبطلها لا ليثبتها. ونسخة الكتاب موجودة ومعروفة وتعجب كثير من الناس لهذا الأمر الذي على الهواء وعلى الملا!!

    وما أدري يا عزيزي يا متوكل أي نور بعد هذا الذي يسعى به الشيعة ويسعون إليه؟؟؟

    ولذلك انا ارى أنك تلتفت إلى مناقشة مثل هذه المسالة الكبيرة والخطيرة وتترك غيرها الان كما قلت لك في مداخلة سابقة وطلب منك الأخ الدقم كذلك ، وتخرج الجماعة من هذه الورطة وليسوا بخارجين منها حتى يلج الجمل في سم الخياط .

    وأرى أن ما تقوم به ونقوم به معك في هذا البوست هو مضيعة للوقت لان سرد حكايتك وقصتك بهذه الصورة ومن ثم ترد على كل من يتداخل معك بأننا ليس كذلك واننا واننا وأننا ضحابا التعتميم إلخ ما هنالك دون نقاش المسائل الجوهرية والتي هي الأسس التي يخالف فيها عامة المسلمين الشيعةأرى أن ذلك مضيعة للوقت وتطويل في غير فائدة ولا وصول إلى حقيقة .


    مع اعترافي بحقك في ان تكتب ما تشاء وتقول ما تشاء بالطريقة التي تراها لكن المحافظة على وقتك وأوقاتنا أثمن هدية تقدمها لنا لمشغولياتنا الشديدة والله.

    وتحياتي

    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-04-2008, 03:17 PM)

                  

04-04-2008, 04:27 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    كتب كمال عكود..
    Quote: يا صديقى الرافضة يخفون الكثير سابقا وما زالوا وليسوا ضحايا التعتيم كما ذكرت ، كم من الزمن اخدوه وهم يخفون أكبر مشكلة عندهم وهي قولهم بتحريف القرآن؟؟؟!!!! وما زال بعضهم يحاول إنكار ذلك لبسطاء الناس والدهماء والعامة.

    يا صديقي من هنا ولي قدام ما حنخفي شي.. وأصلا وكت داريين نخفي ما نقعد في بيوتنا ولا نفتح بوستات نتكلم فيها عن قريتنا ونيلنا ونخيلنا...وكت دايرين نخفي مؤلفين كتب مالنا ؟؟؟
    الشيعة كانوا ولا زالو ضحايا التعتيم والقمع والاضطهاد.. حتى السودان أبى إلا أن يشارك في هذه الجريمة بإغلاقه الأجنحة الشيعية في معرض كتاب الخرطوم قبل فترة.. هل رأيت حجرا على العقول أكثر من هذا ؟؟ إن الذي يزور معرضا للكتاب هو بالتأكيد ليس ساذجا أو قاصرا يخاف عليه من كتب الضلال.. فلما لا يترك المجال للمثقفين الذين ينفقون جزءا من دخولهم المحدودة جدا من أجل المعرفة ، لم لا يتاح لهم التعرف على ضلال الضالين بأنفسهم؟؟ أتدري لماذا ؟ لأن السلفيين يرون أنفسهم أوصياء على الناس، وقيمين على الدين.. وهم الذين يميزون بين الحق والباطل ...,وغيره قاصر يجب أن يكون تحت ولايتهم...

    بالنسبة للقرآن فإن كتب الفريقين بها من الرويات ما يمكن تفسيره نقصا أو تحريفا.. ومع ذلك فإن كلا الفريقين يتبرآن من القول بالتحريف..
    أما أنا فلست مقلدا لأحد ولست مساءلا عن رأي هذا العالم أو ذاك.. نحن نبذنا التقليد الأعمى يوم نبذنا المذاهب الأربعة... فلا يمكن أن نعود إليى حظيرته مرة أخرى...
    نتفق مع الشيعة في القول بإمامة أهل البيت وعصمتهم وضرورة الرجوع إليهم في أصول الدين وفروعه.. وفيما عدا ذلك نلتقي ونفترق ...
    هذا القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم ويطبعه الشيعة والسنة هو القرآن الذي لا أعرف غيره ولا أقول فيه بنقص أو زيادة ...
    أمسكني بكلامي ده .. أما الطبرس والبلوشي وتلفزيون المستقلة فلا شأن لي بكل ذلك...

    وكتب عكود:
    Quote: وأرى أن ما تقوم به ونقوم به معك في هذا البوست هو مضيعة للوقت لان سرد حكايتك وقصتك بهذه الصورة ومن ثم ترد على كل من يتداخل معك بأننا ليس كذلك واننا واننا وأننا ضحابا التعتميم إلخ ما هنالك دون نقاش المسائل الجوهرية والتي هي الأسس التي يخالف فيها عامة المسلمين الشيعةأرى أن ذلك مضيعة للوقت وتطويل في غير فائدة ولا وصول إلى حقيقة .


    أخي كمال .. لما العجلة ؟ فالموضوع ليس قصة تروى كما تظن، إنه كتاب قوامه 300 صفحة تقريبا.. به ردود على أكثر الأسئلة المثارة... وبعد مداخلتك هذه أدرجت جزءا كبيرا من الكتاب ولكني لأ أحسبك التفت إليه فضلا عن أن تكون قد قرأته.. أخي نحن نحترم وقتنا جدا ولا نرى أننا نضيعه ونعرف ما نعمل وكل شيء عندنا بحساب.. ولم يجبرك أحد أن تضيع وقتك هنا... ويعدين ما أكثر الوقت الضائع في هذا المنبر .. يعني خلاص بقت علينا نحن... انت ماشايف البوستات التي تجدد على مدار الثانية ودائما طافية على السطح وهي في الغالب بلا مضمون.. قد يكون هناك صونا للوقت فعليك بها. ودعنا فيما نحن فيه فالجميع هنا أحرار...

    السلام
                  

04-04-2008, 04:51 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذ متوكل علي (Re: Motawakil Ali)

    عذرا أستاذ متوكل واصل سردك لتجربتك - عذرا للجملة الاعتراضية والحوارات
    الجانبية وأرجو أن تجد وقتا للاجابة علي أسئلتي وملاحظاتي لك في أعلاه
                  

04-04-2008, 07:45 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستاذ متوكل علي (Re: kamalabas)

    Quote: عذرا أستاذ متوكل واصل سردك لتجربتك - عذرا للجملة الاعتراضية والحوارات
    الجانبية وأرجو أن تجد وقتا للاجابة علي أسئلتي وملاحظاتي لك في أعلاه

    تحياتي استاذ كمال
    الحوارات الجانبية احيانا تكون ضرورية لضبط البوست...
    اما أسئلتك فيبدو انها ضاعت في زحمة الحوارات الجانبية.. لم أعثر عليها .. فيا حبذا لو نسختها إلى هنا مرة أخرى .. مع الاعتذار

    وشكرا


    متوكل
                  

04-04-2008, 05:22 PM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: الشيعة كانوا ولا زالو ضحايا التعتيم والقمع والاضطهاد.. حتى السودان أبى إلا أن يشارك في هذه الجريمة بإغلاقه الأجنحة الشيعية في معرض كتاب الخرطوم قبل فترة.. هل رأيت حجرا على العقول أكثر من هذا ؟


    أبدا عزيزي متوكل يا رعاك الله مسألة التعتيم والقمع والاضهاد هذه ليست هي السبب في الاخفاء المسالة مسألة عقيدة "التقية"

    وإلا أراك تستشهد بالنسبة للسودان بحادثة المعرض فيا صديقى للأسف المساحات التي فتحت للشيعة في السودان أكثر من المساحات التي سكرت عليهم وأنت تعلم ذلك جيدا وما المكتبات والمراكز الثقافية التي فتحت والصداقات السودانية الإيرانية عنك ببعيد والسفارة شغالة توزيع للكتب على مدار السنة ولا أحد يمنع ولا أحد يعارض لا من الحكومة ولا من غيرها مع علم الحكومة وعلم السفارة وعلم كل الناس أن السودان بلدا سنيا لا يقبل الإساءة إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى علماء الأمة بعدهم ولا القول بعقائد غريبة على الإسلام وأهله

    وقل مثل ذلك -أعني في المساحات المفتوحة للشيعة- في غالب دول العالم في أفريقيا وفي آسيا وفي أوربا يعملون بكل ما أوتوا من قوة لنشر مذهبهم ومفتوح لهم الباب في كل مكان الا القليل من البلدان التي لا تسمح لهم ومذهب الشبعة مذهب ترعاه دولة وتقوم به سفارات هذه الدولة وكل العلاقات الدبلماسية تسخر له وهذا أمر معروف لدى العام والخاص



    Quote: بالنسبة للقرآن فإن كتب الفريقين بها من الرويات ما يمكن تفسيره نقصا أو تحريفا.. ومع ذلك فإن كلا الفريقين يتبرآن من القول بالتحريف


    ما يمكن تفسيره من مَنْ؟؟؟

    أنا ذكرت لك أن الشيعة يقولون بأن القرأن الذي بين أيدينا محرف بل يقولون ما فيه حرف واحد من القرآن الذي عندهم وهذا مثبت وكتاب "فصل الخطاب" معروف


    Quote: نتفق مع الشيعة في القول بإمامة أهل البيت وعصمتهم


    وعصمتهم هذه نفسها من الطوام التي تحتاج إلى وقوف عندها لان الذي يدعي أن هناك عصمة لغير الأنبياء فهو على شفا هلكة وحتى آل البيت رضى الله عنهم أجمعين لا يقولون بذلك ولا يقرون به

    ولذلك أخي متوكل مثل هذه الأشياء هي التي تجعلني اقول لك نناقشها هي ونترك ما سواها من الصغائر وكتابك كان يمكن أن تحمله لنا مره واحدة فينزله من شاء للاطلاع عليه وطبعا أنت مخير فيما تأتي وتذر وإنما هذه من باب النصيحة لكسب الوقت


    Quote: أمسكني بكلامي ده .. أما الطبرس والبلوشي وتلفزيون المستقلة فلا شأن لي بكل ذلك


    نمسكك بكلامك نعم وبكلام مذهبك لان المذهب الذي انتميت إليه لا تنفصل عنه ولا ينفصل عنك أو أنك أتيت بمذهب جديد خاص بك ليس مذهب الشيعة والشيعة يقينا لا يقرون لك بذاك

    لانك في القرآن تقول ليس بمحرف والحمد لله ....... والشيعة ليس كذلك إلا أن يتقى أحدهم تقاة
    وفي الصحابة تقول أنا لا أسبهم والحمد لله ........والشيعة ليس كذلك إلا أن يتقى أحدهم تقاة
    وهكذا

    فما أدري أي تشيع هذا الذي أنت عليه يا صديقى يا متوكل ؟؟؟؟



    Quote: إنه كتاب قوامه 300 صفحة تقريبا.. به ردود على أكثر الأسئلة المثارة


    أنا ادري أن الكتاب كبير ولذلك كما قلت لك لو أنك رفعت الكتاب مره واحدة في مداخلة واحدة وتركت الناس يحملونه وكسبت الوقت في المناقشة

    Quote: ولم يجبرك أحد أن تضيع وقتك هنا


    لم يجبرني أحد لكن يجبرني ضميري يا عزيزي لاني أنا اعتقد أن هذا فيه ما يحتاج إلى مناقشة لان كثير من الأعضاء والزوار لم يتثني لهم دراسة هذه المسائل لانه ليس تخصصهم فالناس تخصصوا في مجالات شتى وكل ميسر لما خلق له فأنت تعرض عليهم بضاعتك فلا يعرفون غثها من سمينهاإلا إذا ناقشها من له معرفة واشتغال بمثل هذه الأمور، وأنا يا صديقى أتيحت لي فرصة دراسة العلم الشرعي ودراسة هذه المذاهب قرابة عشرين سنة بل أن رسالتي في الماجستير كان عنوانها "افكار المذهب المنتمية إلى الإسلام وآثارها السالبة على العقيدة في شبكة المعلومات الدولية الإنترنت" وأكبر وأكثر الطوائف التي أخذت جزءا كبيرا من البحث هي طوائف الشيعة الكثيرة والكثيرة جدا
    ولذلك أرى أني داخل في قوله تعالى "لتبيننه للناس ولا تكتمونه"


    Quote: انت ماشايف البوستات التي تجدد على مدار الثانية ودائما طافية على السطح وهي في الغالب بلا مضمون


    ولأنها بلا مضمون تراني غير معنيا بها ولا أشارك فيها ولا أقول لأصحابها أنها بلا مضمون لان الكل له حرية الكتابة في المنبر والذي يريد يتداخل معه حياه الله والذي لا يريد لا يجبر

    والتي أشارك فيها لما أرى جدوى المشاركة ألتمس من صاحبها ومن فضله أن لا يضيع وقته ووقتنا ويعمل جاهدا للاختصار المفيد غير المخل

    ولذلك لا تغضب يا زميل لما ألتمس من فضلك

    وأشكرك جزيل الشكر

    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-04-2008, 05:28 PM)
    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-04-2008, 05:31 PM)

                  

04-04-2008, 07:28 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    Quote: أبدا عزيزي متوكل يا رعاك الله مسألة التعتيم والقمع والاضهاد هذه ليست هي السبب في الاخفاء المسالة مسألة عقيدة "التقية"

    وإلا أراك تستشهد بالنسبة للسودان بحادثة المعرض فيا صديقى للأسف المساحات التي فتحت للشيعة في السودان أكثر من المساحات التي سكرت عليهم وأنت تعلم ذلك جيدا وما المكتبات والمراكز الثقافية التي فتحت والصداقات السودانية الإيرانية عنك ببعيد والسفارة شغالة توزيع للكتب على مدار السنة ولا أحد يمنع ولا أحد يعارض لا من الحكومة ولا من غيرها مع علم الحكومة وعلم السفارة وعلم كل الناس أن السودان بلدا سنيا لا يقبل الإساءة إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى علماء الأمة بعدهم ولا القول بعقائد غريبة على الإسلام وأهله

    وقل مثل ذلك -أعني في المساحات المفتوحة للشيعة- في غالب دول العالم في أفريقيا وفي آسيا وفي أوربا يعملون بكل ما أوتوا من قوة لنشر مذهبهم ومفتوح لهم الباب في كل مكان الا القليل من البلدان التي لا تسمح لهم ومذهب الشبعة مذهب ترعاه دولة وتقوم به سفارات هذه الدولة وكل العلاقات الدبلماسية تسخر له وهذا أمر معروف لدى العام والخاص


    الأستاذ كمال عكود
    السلام عليكم
    كل الذي ذكرته عن السودان صحيح، والشيعة في السودان يحظون بمساحة لا يحطون بمثلها في كثير من البلدان.. ومع ذلك فإننا نرفض أن يصادر الكتاب أو يغلق جناح شيعي في معرض ـ ونحن نعلم الجهة التي كانت وراء هذا العمل، ونحن علم تام بالقلم الذي دبج تلك الصحيفة التي نشرت في الناس تحت مظلة رسميةـ إنهم السلفيون أخي عكود...
    ثم إنه ليس لأحد أن يمن علينا بالحرية فنحن في وطننا ولنا ما للآخرين وعلينا ما عليهم..


    Quote: ما يمكن تفسيره من مَنْ؟؟؟

    أنا ذكرت لك أن الشيعة يقولون بأن القرأن الذي بين أيدينا محرف بل يقولون ما فيه حرف واحد من القرآن الذي عندهم وهذا مثبت وكتاب "فصل الخطاب" معروف


    هذا كلام غير علمي وغير سليم ـ علماء الشيعة يعتبرون الروايات التي تشير إلى نقص أو تعريف في كتبهم، يعتبرونها روايات آحاد .. ولا يبنون عليها.. أما صاحب فصل الخطاب فإلى الآن لم ينم إلى علمنا أنه من أئمة الشيعة؟؟ لذا قلت لك دعنا من هذه الأسماء ولنناقش أصل الخلاف ..إمامة أم خلافة ’’ وصية أم شورى ....؟

    أتدري لماذا أقول أن اصل الخلاف هو في مسألة الإمامة؟ لأننا نأخذ الدين من النبي والأئمة الاثنى عشر باعتبارهم بعد النبي أئمة مجعولين من الله و ومصطفين على الناس... وبالتالي فمثلهم كمثل الرسول عندنا فما أتونا به أخذناه وما نهونا عنه انتهينا... حتى ولو قالوا لنا أن هذا القرآن الذي بين أيديكم قرآن ناقص .. والقرآن بأكمله محفوظ عندناسنأتيكم به في وقته صدقناهم ...
    هل هناك أوضحك من هذا القول أخي كمال؟؟؟؟
    نحن أتباع النبي ومن بعده أتباع الأئمة .... وأي نقاش لا ينطلق من هذه النقطة هو الذي نجزم أنه إضاعة للوقت...
    ألا ترى أن غير المسلم لا يستطيع أن يشككنا في ديننا إلا بالتشكيك في نبوة النبي؟ نحن كذلك لا يمكننا الرجوع عن شيء من معتقداتنا وفقهنا إلا بعد نسف القاعدة التي ينطلق منها هذه المعتقد وذلك الحكم الفقهي...
    كنت أوجل طرح منهجيتي هذه إلى أن أعرض كتابي بأكمله ولكن ما التمسته من جدية عندك في الحوار دعاني إلى أن أرسي معك ومع الآخرين أسسا واضحة يقوم عليها حوارنا...
    أكرر نحن كشيعة نؤمن بأن الأمر بعد النبي يؤول إلى الأئمة من أهل بيته وكل شأن كان للنبي هو لهم إلا الوحي...

    Quote: وعصمتهم هذه نفسها من الطوام التي تحتاج إلى وقوف عندها لان الذي يدعي أن هناك عصمة لغير الأنبياء فهو على شفا هلكة وحتى آل البيت رضى الله عنهم أجمعين لا يقولون بذلك ولا يقرون به

    ولذلك أخي متوكل مثل هذه الأشياء هي التي تجعلني اقول لك نناقشها هي ونترك ما سواها من الصغائر وكتابك كان يمكن أن تحمله لنا مره واحدة فينزله من شاء للاطلاع عليه وطبعا أنت مخير فيما تأتي وتذر وإنما هذه من باب النصيحة لكسب الوقت


    متفقون تماما أخي كمال، هده هي المسائل التي يجب أن نتصدى لها ونبحثها معا ويأتي فيها كل منا بحجته ودليله.... وأنا في ذلك أقبل بنصيحتك.. ولا أمانع في أن يكون المدخل في الحوار هو الإمامة بمختلف تفاصيلها بما في ذلك العصمة..

    Quote: نمسكك بكلامك نعم وبكلام مذهبك لان المذهب الذي انتميت إليه لا تنفصل عنه ولا ينفصل عنك أو أنك أتيت بمذهب جديد خاص بك ليس مذهب الشيعة والشيعة يقينا لا يقرون لك بذاك

    لانك في القرآن تقول ليس بمحرف والحمد لله ....... والشيعة ليس كذلك إلا أن يتقى أحدهم تقاة
    وفي الصحابة تقول أنا لا أسبهم والحمد لله ........والشيعة ليس كذلك إلا أن يتقى أحدهم تقاة
    وهكذا

    فما أدري أي تشيع هذا الذي أنت عليه يا صديقى يا متوكل ؟؟؟؟



    استاذنا الكريم...تمسكني بكلامي ، وبما هو مجمع عليه في مذهبي ، أما ماكان محل اختلاف داخل المذهب، فأنا حر بأي قول أخذت.. ولا يمكنك إلزامي بما تختاره أنت من أقوال...

    Quote: أنا ادري أن الكتاب كبير ولذلك كما قلت لك لو أنك رفعت الكتاب مره واحدة في مداخلة واحدة وتركت الناس يحملونه وكسبت الوقت في المناقشة


    أوفقك الرأي بشأن رفع الكتاب ليكون في متناول الجميع.. وسوف أسعى الآن من أجل رفعه ..

    وارجو أن يدلني الإخوة على كيفية رفع الكتاب... مشكورين...


    لك شكري وتقدير أخي الاستاذ كمال...
    وارجو المعذرة إن كان قد صاحب بعض مداخلاتي حدة ، وليس ذك عن غضب ، ولكنها لغة الحوار لا تسقر على وتيرة....

    أكرر شكري وتقديري...



    متوكل
    [email protected]





    0000000000000000000
                  

04-04-2008, 07:32 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    Quote: أبدا عزيزي متوكل يا رعاك الله مسألة التعتيم والقمع والاضهاد هذه ليست هي السبب في الاخفاء المسالة مسألة عقيدة "التقية"

    وإلا أراك تستشهد بالنسبة للسودان بحادثة المعرض فيا صديقى للأسف المساحات التي فتحت للشيعة في السودان أكثر من المساحات التي سكرت عليهم وأنت تعلم ذلك جيدا وما المكتبات والمراكز الثقافية التي فتحت والصداقات السودانية الإيرانية عنك ببعيد والسفارة شغالة توزيع للكتب على مدار السنة ولا أحد يمنع ولا أحد يعارض لا من الحكومة ولا من غيرها مع علم الحكومة وعلم السفارة وعلم كل الناس أن السودان بلدا سنيا لا يقبل الإساءة إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا إلى علماء الأمة بعدهم ولا القول بعقائد غريبة على الإسلام وأهله

    وقل مثل ذلك -أعني في المساحات المفتوحة للشيعة- في غالب دول العالم في أفريقيا وفي آسيا وفي أوربا يعملون بكل ما أوتوا من قوة لنشر مذهبهم ومفتوح لهم الباب في كل مكان الا القليل من البلدان التي لا تسمح لهم ومذهب الشبعة مذهب ترعاه دولة وتقوم به سفارات هذه الدولة وكل العلاقات الدبلماسية تسخر له وهذا أمر معروف لدى العام والخاص


    الأستاذ كمال عكود
    السلام عليكم
    كل الذي ذكرته عن السودان صحيح، والشيعة في السودان يحظون بمساحة لا يحطون بمثلها في كثير من البلدان.. ومع ذلك فإننا نرفض أن يصادر الكتاب أو يغلق جناح شيعي في معرض ـ ونحن نعلم الجهة التي كانت وراء هذا العمل، ونحن علم تام بالقلم الذي دبج تلك الصحيفة التي نشرت في ناس تحت مظلة رسميةـ إنهم السلفيون أخي عكود...
    ثم إنه ليس لأحد أن يمن علينا بالحرية فنحن في وطننا ولنا ما للآخرين وعلينا ما عليهم..


    Quote: ما يمكن تفسيره من مَنْ؟؟؟

    أنا ذكرت لك أن الشيعة يقولون بأن القرأن الذي بين أيدينا محرف بل يقولون ما فيه حرف واحد من القرآن الذي عندهم وهذا مثبت وكتاب "فصل الخطاب" معروف


    هذا كلام غير علمي وغير سليم ـ علماء الشيعة يعتبرون الروايات التي تشير إلى نقص أو تعريف في كتبهم، يعتبرونها روايات آحاد .. ولا يبنون عليها.. أما صاحب فصل الخطاب فإلى الآن لم ينم إلى علمنا أنه من أئمة الشيعة؟؟ لذا قلت لك دعنا من هذه الأسماء ولنناقش أصل الخلاف ..إمامة أم خلافة ’’ وصية أم شورى ....؟

    أتدري لماذا أقول أن اصل الخلاف هو في مسألة الإمامة؟ لأننا نأخذ الدين من النبي والأئمة الاثنى عشر باعتبارهم بعد النبي أئمة مجعولين من الله و ومصطفين على الناس... وبالتالي فمثلهم كمثل الرسول عندنا فما أتونا به أخذناه وما نهونا عنه انتهينا... حتى ولو قالوا لنا أن هذا القرآن الذي بين أيديكم قرآن ناقص .. والقرآن بأكمله محفوظ عندناسنأتيكم به في وقته صدقناهم ...
    هل هناك أوضحك من هذا القول أخي كمال؟؟؟؟
    نحن أتباع النبي ومن بعده أتباع الأئمة .... وأي نقاش لا ينطلق من هذه النقطة هو الذي نجزم أنه إضاعة للوقت...
    ألا ترى أن غير المسلم لا يستطيع أن يشككنا في ديننا إلا بالتشكيك في نبوة النبي؟ نحن كذلك لا يمكننا الرجوع عن شيء من معتقداتنا وفقهنا إلا بعد نسف القاعدة التي ينطلق منها هذه المعتقد وذلك الحكم الفقهي...
    كنت أوجل طرح منهجيتي هذه إلى أن أعرض كتابي بأكمله ولكن ما التمسته من جدية عندك في الحوار دعاني إلى أن أرسي معك ومع الآخرين أسسا واضحة يقوم عليها حوارنا...
    أكرر نحن كشيعة نؤمن بأن الأمر بعد النبي يؤول إلى الأئمة من أهل بيته وكل شأن كان للنبي هو لهم إلا الوحي...

    Quote: وعصمتهم هذه نفسها من الطوام التي تحتاج إلى وقوف عندها لان الذي يدعي أن هناك عصمة لغير الأنبياء فهو على شفا هلكة وحتى آل البيت رضى الله عنهم أجمعين لا يقولون بذلك ولا يقرون به

    ولذلك أخي متوكل مثل هذه الأشياء هي التي تجعلني اقول لك نناقشها هي ونترك ما سواها من الصغائر وكتابك كان يمكن أن تحمله لنا مره واحدة فينزله من شاء للاطلاع عليه وطبعا أنت مخير فيما تأتي وتذر وإنما هذه من باب النصيحة لكسب الوقت


    متفقون تماما أخي كمال، هده هي المسائل التي يجب أن نتصدى لها ونبحثها معا ويأتي فيها كل منا بحجته ودليله.... وأنا في ذلك أقبل بنصيحتك.. ولا أمانع في أن يكون المدخل في الحوار هو الإمامة بمختلف تفاصيلها بما في ذلك العصمة..

    Quote: نمسكك بكلامك نعم وبكلام مذهبك لان المذهب الذي انتميت إليه لا تنفصل عنه ولا ينفصل عنك أو أنك أتيت بمذهب جديد خاص بك ليس مذهب الشيعة والشيعة يقينا لا يقرون لك بذاك

    لانك في القرآن تقول ليس بمحرف والحمد لله ....... والشيعة ليس كذلك إلا أن يتقى أحدهم تقاة
    وفي الصحابة تقول أنا لا أسبهم والحمد لله ........والشيعة ليس كذلك إلا أن يتقى أحدهم تقاة
    وهكذا

    فما أدري أي تشيع هذا الذي أنت عليه يا صديقى يا متوكل ؟؟؟؟



    استاذنا الكريم...تمسكني بكلامي ، وبما هو مجمع عليه في مذهبي ، أما ماكان محل اختلاف داخل المذهب، فأنا حر بأي قول أخذت.. ولا يمكنك إلزامي بما تختاره أنت من أقوال...

    Quote: أنا ادري أن الكتاب كبير ولذلك كما قلت لك لو أنك رفعت الكتاب مره واحدة في مداخلة واحدة وتركت الناس يحملونه وكسبت الوقت في المناقشة


    أوفقك الرأي بشأن رفع الكتاب ليكون في متناول الجميع.. وسوف أسعى الآن من أجل رفعه ..

    واطلب ممن يعرف طريقة سهلة لجعل الكتاب سهل الوصول إليه أن يدلني عليها...


    لك شكري وتقدير أخي الاستاذ كمال...
    وارجو المعذرة إن كان قد صاحب بعض مداخلاتي حدة ، وليس ذك عن غضب ، ولكنها لغة الحوار لا تسقر على وتيرة....

    أكرر شكري وتقديري...



    متوكل
    [email protected]





    0000000000000000000
                  

04-04-2008, 07:50 PM

kamalabas
<akamalabas
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 10673

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسئلتي مرة أخري يا أستاذ متوكل (Re: Motawakil Ali)

    شكرا متوكل
    Quote: تحياتي استاذ كمال
    الحوارات الجانبية احيانا تكون ضرورية لضبط البوست...
    اما أسئلتك فيبدو انها ضاعت في زحمة الحوارات الجانبية.. لم أعثر عليها .. فيا حبذا لو نسختها إلى هنا مرة أخرى .. مع الاعتذار
    وهذه هي أسئلتي مرة أخري
    (الاستاذ متوكل علي
    تحياتي
    عندي ملاحظة علي التشيع المذهبي سوف أقوم بأيرادها بعد هذا السرد
    ...في رأي أن معظم مسلمي مصر والسودان والمتصوفة بصورة عامة يقو لون
    بأحقيقة الامام علي بالخلافة وبأقرار حقيقة أنه الخليفة الرابع وأن من خرجوا
    عليه ورفعوا السيف في وجهه كانوا علي خطأ( هناك لفيف يري عدم الخوض في ذلك
    الخلاف أو تخطئية أي طرف) ويري السواد الاعظم من من ذكرنا أن الحسين
    مات مظلوما ومهضوم الحق وأن حكم الامويين كان أستبدادي وظالم - يستثني البعض
    الخليفة عمر بن عبد العزيز-بل أن المثل الشعبي السائر يصف من ظلم أو هضم
    حقه بأنه ظلم الحسن والحسين!!!!!!وقد خلد الناس حبهم لال البيت عبر المديح
    والحكم والامثال والتراث الشعبي......
    2- أذا لن تجد حاليا من يناصر أستبداد الامويين وفظائعهم ومقتل الحسين
    ومطاردة ال البيت بل ستجد أنحيازا لال البيت وبالتالي لن تجد من هو مستعد
    لوراثة التركة الاموية والدفاع عنها
    3- نتفق طبعا في ضرورة التعامل النقدي للتاريخ ورفع حجب الحصانة والقداسة
    علي أفعال البشر- بعد وفاة الرسول - وضرورة أعادة أستقراء التاريخ وتحليل معطياته - بقدر يراعي المشاعر هنا وهناك و-ينتهج الموضوعية بذات القدر ?
    4- وأنطلاقا من كل هذا نسأل لماذ يحاسب البعض الحاضر بأخطاء الماضي ولماذا يتحمل
    غير معتنقي التشيع المذهبي مسؤلية أخطأ غيرهم وعبء وأثقال تاريخ بني أمية?
    ولماذا تحورت مناصرة ال البيت والتشيع المذهبي لايدولجية أيرانية-بصورة عامة-
    وهوية يتم من خلالهاالنيل للخصوم ?
    5- ومامعني تعذيب وجلد الذات نفسيا ومعنويا في ذكر ي مقتل الحسين أو في التعبير
    عن حب ال البيت?
    6- أفهم الشكل الامامي عند الشيعة وتوقير أآمتهم بمثل ما يفعل بعض المتصوفة
    أفهم هذا في سياقه وظرفه ولكني لا أهضمه في عصرنا هذا ولا أفهم تحديدا الطابع
    الكهنوتي وولاية الفقيه ونظام الملالي وتغولهم علي السلطة الزمانية وعلي مدنية
    الدولة من هنا أسأل الا تري أن الوقت قد حان للتحديث والتطور ومواكبة متغيرات العصر وقيمه ومفاهيمه ? الا تري أن الوقت قد حان لتجسير العلاقة
    بين الشيعة وغيرهم ? )
    كمال
                  

04-04-2008, 09:05 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلتي مرة أخري يا أستاذ متوكل (Re: kamalabas)

    Quote: عندي ملاحظة علي التشيع المذهبي سوف أقوم بأيرادها بعد هذا السرد
    ...في رأي أن معظم مسلمي مصر والسودان والمتصوفة بصورة عامة يقو لون
    بأحقيقة الامام علي بالخلافة وبأقرار حقيقة أنه الخليفة الرابع وأن من خرجوا
    عليه ورفعوا السيف في وجهه كانوا علي خطأ( هناك لفيف يري عدم الخوض في ذلك
    الخلاف أو تخطئية أي طرف) ويري السواد الاعظم من من ذكرنا أن الحسين
    مات مظلوما ومهضوم الحق وأن حكم الامويين كان أستبدادي وظالم - يستثني البعض
    الخليفة عمر بن عبد العزيز-بل أن المثل الشعبي السائر يصف من ظلم أو هضم
    حقه بأنه ظلم الحسن والحسين!!!!!!وقد خلد الناس حبهم لال البيت عبر المديح
    والحكم والامثال والتراث الشعبي......


    المذهبية حالة طارئة على الإسلام وليست أصلا.. و أهل البيت ليسوا حركة لفرقة دون أخرى...
    وقد تضمنت كتب التفسير والحديث والتاريخ وغيرها قدرا كبيرا من فضائل أهل البيت وخصائصهم
    هذه الفضائل والخصائص فهمها البعض باعتبارها تمييزا لأهل البيت عمن سواهم وإيجابا على المسلمين اتباعهم دون غيرهم.
    بينما تعاطى البعض الآخر مع الفضائل والخصائص ذاتها باعتبارها كرامة من الله لأهل بيت نبيه وتشريفا لهم لكونهم أهل بيت النبوة دون أن يكون لهذا التكريم والتخصيص بعدا ولائيا أو قياديا..
    حتى تلك الأحاديث الصريحة في تقرير ولاية أهل البيت ، مثل حديث الغدير ، وحديث الثقلين، وحديث الدار، وغيرها مما هو مثبت في كتب السنة، تعمد علماء السلف صرفها عن ظاهرها وتأويلها بما يتفق مع الأوضاع السياسية القائمة...
    وإلى جانب هاتين الفئتين كانت هناك فئة ثالثة أنكرت كل فضيلة لأهل البيت واستعدتهم وقاتلتهم وارتكبت بحقهم أبشع جرائم التاريخ البشري..
    ومشى في ركاب هذه الفئة الناصبة بعض علماء السلف الذين أنكروا الكثير من فضائل أهل البيت وبالمقابل مجدوا أعداءهم (ابن تيمية نموذجا) ... وقد اتبعه في ذلك السلفيون في عصرنا...
    إذن فإن التشيع المذهبي ، وأي مذهبية أخرى، هي حالات طارئة قد تتلاشى ويحدث التقارب بين كل المسلمين عند زوال عوامل التفرق المتمثلة في الإرث الناصبي (السلفية) وتصاعد الوعي الإسلامي العام بالدور المناط بأهل البيت القيام به على مستوى البشرية جمعاء....B]

    وكتب الاستاذ كمال:
    Quote: 2- أذا لن تجد حاليا من يناصر أستبداد الامويين وفظائعهم ومقتل الحسين
    ومطاردة ال البيت بل ستجد أنحيازا لال البيت وبالتالي لن تجد من هو مستعد
    لوراثة التركة الاموية والدفاع


    وماذا تقول عن المناهج الدراسية في المملكة السعودية التي تتجاهل أهل البيت تجاهلا كاملا وتنشر للتدريس كتابا عن (فضائل أمير المؤمنين يزيد بن معاوية)؟
    وماذا تقول عما يتبناه الدكتور محمد وقيع الله من الدفاع عن سادته الأمويين وتبنيه نهجهم العام ؟


    وكتب:
    Quote:
    3- نتفق طبعا في ضرورة التعامل النقدي للتاريخ ورفع حجب الحصانة والقداسة
    علي أفعال البشر- بعد وفاة الرسول - وضرورة أعادة أستقراء التاريخ وتحليل معطياته - بقدر يراعي المشاعر هنا وهناك و-ينتهج الموضوعية بذات القدر ?


    لا خلاف في ذلك استاذ كمال



    وكتب:
    Quote: - وأنطلاقا من كل هذا نسأل لماذ يحاسب البعض الحاضر بأخطاء الماضي ولماذا يتحمل
    غير معتنقي التشيع المذهبي مسؤلية أخطأ غيرهم وعبء وأثقال تاريخ بني أمية?
    ولماذا تحورت مناصرة ال البيت والتشيع المذهبي لايدولجية أيرانية-بصورة عامة-
    وهوية يتم من خلالهاالنيل للخصوم ?


    في تقديري لا يتحمل أخطاء الماضي إلا أولئك الذين يتبنونها وينبرون للدفاع عنها وتبريرها .. أما من يقر بتلك الأخطاء ويحث الخطى من أجل تجاوزها وتلافي آثارها .. فهو قطعا غير محاسب بما مضى.. والناس أبناء اليوم وعليهم مسئوليات وأعباء عليهم النهوض بها على أسس سليمة..وهذه الأسس لا تتأتي إلا بقراءة صحيحة متجردة للماضي البعيد والقريب، لا من أجل المحاسبة وجلد الذات و توجيه التهم جزافا. ولكن من أجل تصحيح المسار وإقامة جسور حضارية بين الماضي والحاضر..
    إن تسييس الأفكار والعقائد والمزايدة على الولاءات هو أمر مرفوض من أي جهة كان... وأنا مع موقفي المعلن من النظام الدستوري الإيراني ، ولكني لا أكاد أفهم ما ترمي إليه بقولك: (ولماذا تحورت مناصرة ال البيت والتشيع المذهبي لايدولجية أيرانية-بصورة عامة- وهوية يتم من خلالهاالنيل للخصوم ?)


    Quote: - ومامعني تعذيب وجلد الذات نفسيا ومعنويا في ذكر ي مقتل الحسين أو في التعبير
    عن حب ال البيت?


    ذكرى مقتل الحسين عليه السلام تحدث عند الواعين من الناس وعيا ثوريا رافضا للظلم والاستبداد والخنوع و الركون إلى الخفض والدعة.. ويورث آخرين حزنا وآلما يعبرون عنه بطرائق شتى .. وقد يكون بعض تلك الطرائق نوعا من الهروب من المسئولية الحقيقية التي تلقيها مواقف الحسين على عواتق الأحرار...وكغيره من المذاهب والاتجاهات فإن التشيع يعبر عن نفسه بأشكال مختلفة هنا وهناك تناسب مع الوضع الثقافي والأخلاقي للموالين.... ولنا عودات مفصلة للشرح والتوضيح ... انشاء الله..


    Quote: - أفهم الشكل الامامي عند الشيعة وتوقير أآمتهم بمثل ما يفعل بعض المتصوفة
    أفهم هذا في سياقه وظرفه ولكني لا أهضمه في عصرنا هذا ولا أفهم تحديدا الطابع
    الكهنوتي وولاية الفقيه ونظام الملالي وتغولهم علي السلطة الزمانية وعلي مدنية
    الدولة من هنا أسأل الا تري أن الوقت قد حان للتحديث والتطور ومواكبة متغيرات العصر وقيمه ومفاهيمه ? الا تري أن الوقت قد حان لتجسير العلاقة
    بين الشيعة وغيرهم ? )


    مع التحفظ على بعض التوصيفات التي وردت في الفقرة الأخيرة إلا أنني أرى أنه لا بد من تحديث وتطوير ومواكبة للمتغيرات ولا بد من تجسير العلاقة بين الشيعة وغيرهم.... ونرجو أن يكون حوارنا هذا خطوة باتجاه التجسير...


    مودتي واحترامي


    متوكل

    [email protected]





    000000
                  

04-04-2008, 08:09 PM

محمد عثمان محمد طه
<aمحمد عثمان محمد طه
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 1142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)





    نسأل الله لك الهداية
    وبدون تقية منك عساني أجد أجابة منك
    من هما صنما قريش المذكورين في هذا الدعاء
    ورأيك في هذا الدعاء
    ولك شكري
    وأرجوك أن لا تتجاهلني
                  

04-04-2008, 09:39 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: محمد عثمان محمد طه)

    كتب الأستاذ محمد عثمان محمد طه

    Quote: نسأل الله لك الهداية
    وبدون تقية منك عساني أجد أجابة منك
    من هما صنما قريش المذكورين في هذا الدعاء
    ورأيك في هذا الدعاء
    ولك شكري
    وأرجوك أن لا تتجاهلني


    بداية أشكرك على دعائك لي بالهداية وأخشى إن أنا رددت عليك بمثله أن لا يرضيك ذلك.. لأن من يدعو لغيره بالهداية دون أن يشمل نفسه بهذا الدعاء يظن أن هدايته مفترضة ومتحققة (وهذا من الشيطان).
    لا شك أنك لم تأت بهذه الوثيقة من كتابي المنشور جزء كبير منه في هذا البوست، وأطمئنك أنك لن تجدها فيما لم ينشر منه بعد....
    فالوثيقة وثيقتك.. وأنت الذي أتيت بها .. فلماذا تسألني عنها وعن رأيي فيها ؟؟؟
    وتشترط أن يكون الرد (بدون تقية) وكيف لك أن تعرف أني رددت بلا تقية إن قلت لك إني أرفض هذا الدعاء واستنكره؟
    أخي آتني بحديث من كتب الشيعة أو بحكم من أحكامهم يقضي بأن من لم يدع بهذا الدعاء يكون تشيعه ناقصا ويكون هو آثما ومفرطا؟؟؟عندئذ ستجد عندي إجابات قاطعة لهذا الاستجواب...
    بالنسبة لرأيي في الشيخين أبي بكر وعمر تجده مفصلا في الكتاب موضوع هذا الوست وفيما نشر منه الآن تجد الكثير، وفيما تبقى مزيد....



    هذا حتى لا تقول إني تجاهلتك...

    والسلام...
                  

04-05-2008, 02:33 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رابط تحميل الكتاب (Re: Motawakil Ali)

    تم التعديل لأسباب فنية
    سيكون رابط الكتاب متوفرا لاحقا..
    متوكل

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-05-2008, 03:05 AM)

                  

04-05-2008, 03:05 AM

محمد عثمان محمد طه
<aمحمد عثمان محمد طه
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 1142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    أسأل الله لي ولك الهداية
    وأقول لك إن تشيعك ناقص لانك لا تلعن
    أخي أنا أكثر من خمس سنوات قضيتها بإيران ترددت كثيرا علي حوزات قم
    وجلست مع فقهاءها وفي النهاية الحصيلة واحدة فنحن آهل السنة في ضلال
    وعندما تحول جراح شيعي فارسي الي مذهب اهل السنه اعدموه
    الدكتور الشهيدعلي مظفريان وهاك الدليل



                  

04-05-2008, 11:09 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قالو حول عدالة الصحابة (Re: محمد عثمان محمد طه)

    Quote: القول بعدالة جميع الصحابة أمر اقتضته التحولات الكبيرة التي تلت عهد النبوة وكان أبطالها الصحابة، ولما كان أكثر تلك التحولات والأحداث مما لا يمكن تبريره؛ لجأ علماء السلف إلى منح الحصانة الكاملة لذلك الجيل، ومن ثم جعلوا أعمالهم ومواقفهم فوق مستوى الشبهات، واستثنوا الصحابة من قانون الجرح والتعديل بحجة أنهم من نقل الدين إلى أهل القرون التالية فيكون الطعن فهم طعن في الدين. ووضعوا أحكاماً متطرفة ليتم تطبيقها على كل من يحاول إخضاع الصحابة ومواقفهم للنقد والتقييم، ثم دعموا ذلك كله بطائفة من الأخبار الموضوعة والفضائل المصنوعة التي تعج بها كتب التفسير والحديث والتاريخ.
    وحتى تتوضح النظرية في مختلف أبعادها نقوم فيما يلي بعرض مجموعة من الأقوال التي وردت في الاستدلال على عدالة الصحابة:
    يقول ابن الأثير: "إن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما تثبت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها. وأولهم والمقدم عليهم أصحاب رسول الله فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلاً وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم، هم وغيرهم من الرواة حتى يصح العمل بما رواه الثقاة منهم وتقوم به الحجة، فإن المجهول لا تصح روايته ولا ينبغي العمل بما رواه. والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح لأن الله عز وجل ورسوله زكياهم وعدلاهم وذلك مشهور لا نحتاج إلى ذكره"( ).
    وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث من الإصابة: ( اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختباره لهم، ثم قال: روى الخطيب بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، الجرح بهم أولى وهم زنادقة( ).
    وقال ابن عبد البر: (نثبت عدالة جميعهم).
                  

04-05-2008, 12:57 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عنواننا الالكتروني (Re: Motawakil Ali)
                  

04-05-2008, 02:29 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنواننا الالكتروني (Re: Motawakil Ali)

    Quote: أخي أنا أكثر من خمس سنوات قضيتها بإيران ترددت كثيرا علي حوزات قم
    وجلست مع فقهاءها
                  

04-06-2008, 02:12 AM

محمد عثمان محمد طه
<aمحمد عثمان محمد طه
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 1142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنواننا الالكتروني (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    Quote: Quote: أخي أنا أكثر من خمس سنوات قضيتها بإيران ترددت كثيرا
    علي حوزات قم
    وجلست مع فقهاءها


    ok, Amar
    u can ask Ustaz Yasir Tanon who stydy in Gum
                  

04-05-2008, 05:48 PM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: هذا كلام غير علمي وغير سليم ـ علماء الشيعة يعتبرون الروايات التي تشير إلى نقص أو تعريف في كتبهم، يعتبرونها روايات آحاد .. ولا يبنون عليها.. أما صاحب فصل الخطاب فإلى الآن لم ينم إلى علمنا أنه من أئمة الشيعة؟؟ لذا قلت لك دعنا من هذه الأسماء


    زميلنا متوكل من العجيب أن تقول أنه لم ينمى إلى علمك أنه من علماء الشيعة

    وهو من كبار علماء ومحدثي الطائفة، وموثق لديهم بالإجماع، فهو صاحب أحد الأصول والمراجع الروائية الثمانية المعتمدة لديهم والمسمى (مستدرك الوسائل) الذي قالوا عنه: (لا يمكن أن يصل العالم إلى درجة الاجتهاد حتى يقرأ كتاب المستدرك للنوري الطبرسي). ولمكانته العظيمة عندهم دفنوه بجوار مرقد الإمام علي (رضي الله عنه) في الإيوان الثالث من صحن المرقد.

    قال عنه عباس القمي (وهو تلميذه) في كتاب (الكنى والألقاب): (الشيخ الأجل ثقة الإسلام والمسلمين مروج علوم الأنبياء والمرسلين…إلخ).


    وممن صرح بإجماع علماء الطائفة على هذه العقيدة أعني عقيدة تحريف القرآن:

    الشيخ المفيد بقوله: (واتفق علماء الإمامية أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وذلك في أوائل المقالات (ص:48). وقال (ص:49): (إن الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه وسلم) باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان).

    ومنهم أبو الحسن العاملي بقوله: (إن تحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة)وذلك في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار - المقدمة الثانية - الفصل الرابع

    ومنهم نعمة الله الجزائري بقوله: (إن الأخبار الدالة على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادةً وإعراباً هي أخبار مستفيضة ومتواترة وصريحة، وإن علماء المذهب قد أجمعوا وأطبقوا على صحتها والتصديق بها)
    وذلك في الأنوار النعمانية (2/357).

    وعدنان البحراني بقوله: (الأخبار في تحريف القرآن لا تحصى وكثيرة، وقد تجاوزت حد التواتر، وهو إجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم) وذلك في كتاب مشارق الشموس الدرية (ص:126).

    بل تجرأ بعضهم كالشيخ يحيى تلميذ الكركي فادعى إجماع أهل القبلة من الخاص والعام على هذه العقيدة.وذلك في فصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:31)

    وغير ذلك من المراجع الشيعية التي تثبت ذلك ما يضيق الوقت والجهد عن تتبعها وحصرها

    فكيف عزيزي متوكل مع هذا النصوص من كتب القوم تقول هذا كلام غير علمي وغير سليم ـ علماء الشيعة يعتبرون الروايات التي تشير إلى نقص أو تحريف في كتبهم، يعتبرونها روايات آحاد .. ولا يبنون عليها.. إلخ

    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-05-2008, 07:08 PM)

                  

04-05-2008, 10:07 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    الأستاذ كمال عكود
    تحياتي

    انا كتبت

    Quote: فإلى الآن لم ينم إلى علمنا أنه من أئمة الشيعة؟؟

    لاحظ ما تحته خط(من أئمة)

    وانت علقت:
    Quote: زميلنا متوكل من العجيب أن تقول أنه لم ينمى إلى علمك أنه من علماء الشيعة

    لا حظ ما تحته خط (من علماء)

    فأنا يا أخي أعرف أنه من علماء الشيعة ولكني حتى أبين لك أنه ليس حجة علي كتبت لك (لم ينم إلى علمي أنه من أئمة الشيعة) وأنت باعتبارك باحث في الموضوع لا شك تعرف أن أئمة الشيعة هم الأئمة الاثني عشر...
    ولكن يبدوا أنك لم تدقق جيدا فيما كتبت أنا فحدث اللبس ولزم التوضيح...


    وكتبت يا أستاذ كمال ولم تكن دقيقا فيما كتبت ونقلت :
    Quote: وممن صرح بإجماع علماء الطائفة على هذه العقيدة أعني عقيدة تحريف القرآن:

    الشيخ المفيد بقوله: (واتفق علماء الإمامية أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وذلك في أوائل المقالات (ص:48). وقال (ص:49): (إن الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (صلى الله عليه وسلم) باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان).


    وللأسف فإن مثل هذا الاقتباس الناقص والاستدلال بالمبتور من النصوص لا يخدم في توضيح الحقائق بشيء.. وقد يعد ضربا من ضروب التدليس والتحريف... وأنا هنا لا أتهمكم أخي ، ولكني انتقد منهجا متبعا لدى الجميع بما فيهم الشيعة... لذا علينا عندما نستدل بنص من كتاب أن نرجع إلى المصدر قدر الإمكان حتى نتوقف على حقيقة رأي المؤلف ... وإليك ما قاله الشيخ المفيد في الموضوع متضمنا ما نقتله عنه..لترى كيف أن استدلالك كان ناقصا عندما اعتمدت على جزء مبتور من النص، ومنفصل عن السياق...
    قال الشيخ المفيد:
    Quote: القول في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان أقول : إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد ( ص ) ، باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان ، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه . وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه ، وقد امتحنت مقالة من ادعاه ، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم طويلا فلم اظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده . وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) فسمى تأويل القرآن قرآنا ، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف . وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب . وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه ، فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادة مقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء ، وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز ، و يكون ملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أن ‹ صفحة 82 › يدل الله عليه ، ويوضح لعباده عن الحق فيه ، ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه ، ومعي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد ( ع ) ، وهذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن بني نوبخت - رحمهم الله - من الزيادة في القرآن والنقصان فيه ، وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم والاعتبار .



    أخي كمال أرجو أن تتأمل في هذا النص تامل الباحث المحقق ثم تتكرم علينا بوجهة نظرك فيما قلنا..


    والسلام


    متوكل



    [email protected]



    ---------------------
    --------------------
    لا يعرف الحق بالرجال .. ولكن اعرف الحق تعرف أهله...

    ========================================================

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-05-2008, 10:10 PM)
    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-05-2008, 10:12 PM)
    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-05-2008, 10:18 PM)

                  

04-06-2008, 04:09 AM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: فأنا يا أخي أعرف أنه من علماء الشيعة ولكني حتى أبين لك أنه ليس حجة علي كتبت لك (لم ينم إلى علمي أنه من أئمة الشيعة) وأنت باعتبارك باحث في الموضوع لا شك تعرف أن أئمة الشيعة هم الأئمة الاثني عشر...
    ولكن يبدوا أنك لم تدقق جيدا فيما كتبت أنا فحدث اللبس ولزم التوضيح...


    يا أستاذ متوكل الإمام تأتي بمعني العالم

    وأظن أن المغالطة في امور لا تخدم النقاش العلمي هي غير مجدية ومضيعة للوقت ولا اعتقد أن المهم هو أن أبحث عن الأمور التي أغلبك بها أو تبحث عن الامور التي تغلبني بها وأظن أن ذلك حاصل في الرياضة وليس في البحث العلمي، والنقاش المفيد

    انت تعرف وانا اعرف وكل باحث يعرف أئمة الشيعة الاثني عشر ، ولا يمكن ان يُذكر اي شخص من الشيعة من علمائهم أو عامتهم وتحتاج أنت أن تقول وتوضح أن هذا ليس من الأئمة وانت تعني به الأئمة الاثني عشر المعروفين !!!!!!! فهذا لا يتصور عقلا

    ولذلك لما قلت أنه لم ينمى إلى علمنا أنه من الأئمة فلا يتبادر إلى الذهن إلا أن الإمام هنا بمعني العالم لأن الإئمة معروفين ومحصورين.


    Quote: وللأسف فإن مثل هذا الاقتباس الناقص والاستدلال بالمبتور من النصوص لا يخدم في توضيح الحقائق بشيء.. وقد يعد ضربا من ضروب التدليس والتحريف... وأنا هنا لا أتهمكم أخي ، ولكني انتقد منهجا متبعا لدى الجميع بما فيهم الشيعة...


    يا أستاذ متوكل أين البتر هنا وأين التدليس

    أنا لا أحتاج إلى أن أدلس أو اقول الإنسان ما لم يقل حتى ولوكان يهوديا لا يجوز لي لا شرعا ولا عقلا ولا احتراما لعقول قارئ كلامي أن أنسب له ما لم يقل وما لم يعتقد وانا اعلم أن الله سائلي عن ذلك في يوم لا يغني عني فيه أحد شيئا .

    فكلام الرجل أمامك وأمام الناس واضح وأنت تجاوزت قوله هذا "واتفق علماء الإمامية أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وذلك في أوائل المقالات"

    وأنا لا أتكلم عن المفيد نفسه هل هو يقول بالتحريف أم لا ؟؟ ولا تعرضت لذلك ، ولكن أريد أبين لك وللقارئ أن هناك من يقول من علماء الشعية بهذه العقيدة وأنقل من كتبهم هم وليس من كتب أعدائهم ، وأن المفيد نفسه يثبت ذلك ، ولذلك لا تجد في كلامي تعرض لاعتقاد المفيد نفسه وإنما أنقل أثباته ذلك عن القوم من باب شهد شاهد من أهلها.

    ثم يا أستاذ متوكل حتى النص الذي نقلته أنت لتبين تدليسي واتهامي للقوم من خلال بتر النصوص
    النص الذي نقلته أنت نفسه يثبت ما أقول أنا وما أرمي إليه ، فخذ مثلا من نصك الذي نقلته انت بنفسك


    Quote: وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه


    وكذلك:

    Quote: ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز


    Quote: وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب .


    Quote: وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز


    Quote: وهذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن بني نوبخت - رحمهم الله - من الزيادة في القرآن والنقصان فيه ، وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم والاعتبار



    فإذن يا استاذنا متوكل أنت الذي عليك أن تتأمل في هذا النص تامل الباحث المحقق ثم تتكرم علينا بوجهة نظرك فيما سبق.


    ثم أراك تعرضت لنص واحد من النصوص التي ذكرتها لك وتركت البقية هل انت في الطريق إلى مناقشتها أم ماذا؟؟؟؟ أم أنها كذلك مبتورة ومدلس فيها؟؟؟؟

    وهذه النوص هي:

    ومنهم أبو الحسن العاملي بقوله: (إن تحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة)وذلك في مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار - المقدمة الثانية - الفصل الرابع

    ومنهم نعمة الله الجزائري بقوله: (إن الأخبار الدالة على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادةً وإعراباً هي أخبار مستفيضة ومتواترة وصريحة، وإن علماء المذهب قد أجمعوا وأطبقوا على صحتها والتصديق بها)
    وذلك في الأنوار النعمانية (2/357).

    وعدنان البحراني بقوله: (الأخبار في تحريف القرآن لا تحصى وكثيرة، وقد تجاوزت حد التواتر، وهو إجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم) وذلك في كتاب مشارق الشموس الدرية (ص:126).

    بل تجرأ بعضهم كالشيخ يحيى تلميذ الكركي فادعى إجماع أهل القبلة من الخاص والعام على هذه العقيدة.وذلك في فصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:31)

                  

04-06-2008, 05:15 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    الأستاذ كمال عكود
    تحياتي

    Quote: وأظن أن المغالطة في امور لا تخدم النقاش العلمي هي غير مجدية ومضيعة للوقت ولا اعتقد أن المهم هو أن أبحث عن الأمور التي أغلبك بها أو تبحث عن الامور التي تغلبني بها وأظن أن ذلك حاصل في الرياضة وليس في البحث العلمي، والنقاش المفيد


    يا أخي ما أنت أثرت الموضوع.. قلنا (أئمة) فقولتنا (علماء) والفرق عندنا بينهما كبير.. على الأقل أنا قلت أئمة وقصدت أئمة...انت فهمت غلط .. وما فوتها..احببنا نصحح الفهم عشان ما تقول تجاهلناك..
    فأين المغالطة وإضاعة الوقت فيما قلنا؟؟؟؟


    أياكان الأمر
    فأنا بصدد مناقشة مسالة الإمامة في هذا اليوست
    وتوجيها للحوار عندما عرضت مسألة القرآن أردت أن أبين أمورا جوهرية في المبحث
    فقلت أنني مع الفريق الذي لا يقول بالتحريف من علماء الشيعة...
    وقلت أنني تبع لأئمة أهل البيت عليهم السلام في كل شيء حتى في قولهم في القرآن..
    ومنذ البداية عندما أثار أحدهم مسألة القول بتحريف القرآن رددت عليه قائلا بأن هذا الموضوع موضوع كبير لا أرى من المناسب مناقشته بالتفصيل هنا.وطلبت منه أن يفرد له عمودا مستقلا ووعدته بأن أناقش معه المسالة بتفاصيلها هناك...
    والآن أعدك بأن أناقش معك المسالة بكل تفاصيلهافي عمود مستقل لأنها تستحق ذلك...
    أما هنا فسوف أمضي في مناقشة موضوع البوست وهو المسائل التي أثرتها في الكتاب
    فأهلا بك وبالجميع وبين أيدكم القسم الأول من الكتاب وسوف نقوم برفع الكتاب كاملا ليكون في متناول الجميع في وقت قريب انشاء الله
    لك ودي واحترامي


    متوكل






    [email protected]




    -----------------------------
    لا يعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  

04-06-2008, 08:46 AM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    الزميل متوكل /والمتداخلون والقراء جميعا / السلام عليكم
    كنت أشرت الى أن الزميل متوكل وقع في خطا منهجي وبحثي أن ينسب
    كتابا مهما ككتاب " العواصم من القواصم" الى ابن عربي الباطني
    الفلسفي دون العالم المالكي " ابن العربي"صاحب كتاب " أحكام القرآن".
    ولم يدخل الزميل مشيرا الى هذا التنبيه بالسلب ولا بالايجاب.وكنت أشرت
    للزميل الى أنه كررهذه النسبة الخاطئة في كتابه أكثر من مرة, ولا يخفى
    على الزميل أن وجودكتابه متداولا بين الناس بهذه المعلومة الخاطئة , فضلا
    عن امتلاء الكتاب بالطعن في الصحابة وغير ذلك: مما يطعن في رصانة الكتاب واتقان
    البحث, فلا هو معزز بالأدلة الصحيحة المقنعة , ولاهو سالم من ضعف التأصيل ونسبة
    كتب الى غير أصحابها. والحمد لله أن كشف الله للناس مطاعن متوكل في الصحابة, وتلميحه
    الطاعن في القرآن, وتهربه الواضح عن مواجهة الزميل كمال فيما كتبه المفتري" الطبرسي"
    واستعمال متوكل للتقية للهروب كاستعماله عبارات من قبيل أن الطبرسي ليس من "ائمتنا"بل
    من العلماء!!. هذا الكلام والتبرير يا متوكل لا يجدي شيئا. ولا شك أن المسلم الحريص بمجرد
    سماعه لطعن في صحابي , أو تشكيك في القرآن يفر من مثل هذه العقلئد الى" دين العجائز"
    الذي هو دين الفطرة ورجع اليه كثير من الفلاسفة والكلاميين بعدما خاضوا في الفلسفة
    وتكلموا في الدين بغير علم فضلوا وأضلوا ولكنهم والحمد لله رجعوا لمنهج الحق والسنة كالامام
    الجويني , وأبي الحسن الأشعري وغيرهما كثيرفجزاهماالله خيرا والذي يتوب ويصلح ويبين يتوب
    يتوب الله عليه وهو التواب الرحيم. وأرى هنا أن موقف متوكل من الصحابة والقرآن كموقف
    أقرانه الوالغين في الطعن في الأطهار والقرآن . باحث لم يعرف الفرق بين " ابن العربي"
    و"ابن عربي"! لجدير بأن يكون الفشل والخلل في تأصيله ومنهجه.

    (عدل بواسطة عماد موسى محمد on 04-06-2008, 09:02 AM)
    (عدل بواسطة عماد موسى محمد on 04-06-2008, 09:46 AM)

                  

04-06-2008, 12:05 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    كتب عماد موسى:
    Quote: كنت أشرت الى أن الزميل متوكل وقع في خطا منهجي وبحثي أن ينسب
    كتابا مهما ككتاب " العواصم من القواصم" الى ابن عربي الباطني
    الفلسفي دون العالم المالكي " ابن العربي"صاحب كتاب " أحكام القرآن".


    نعم تجاهلت إشاراتك لأنها غير دقيقة وانصرافية في نفس الوقت

    فهذا ما كتبته تحت عنوان العواصم من القواصم:
    Quote: فنصحني بكتاب اسمه (العواصم من القواصم ) تأليف أبي بكر بن عربي وشرح وتحقيق محب الدين الخطيب صاحب (الخطوط العريضة). والكتاب عبارة عن ردود سريعة على بعض آراء الشيعة وأفكارهم، يورد الفكرة أو الموقف تحت عنوان (قاصمة) ويرد عليها بـ(عاصمة). لكنه بتهافته واهتزازه كان مخيبا للآمال، إذ بذل جهداً كبيراً في الدفاع عن يزيد بن معاوية ومن شاكله من صبية بني أمية الذين أساؤوا للإسلام والمسلمين بجرائمهم وأخبارهم التي سودت صحائف التاريخ، ولما كنت خالي الذهن عن أكثر المخازي التي أوردها ابن العربي بقصد ردها أو تبريرها، فإن كتابه كان تنبيهاً لي إلى المزيد من خفايا التاريخ ومخازيه، مما لم يرد ذكره في المناهج الدراسية ويتجنب الخطباء والكتاب التطرق إليه بدوافع مختلفة، ومن ناحية أخرى فإن جانبا من العقائد التي اعتبرها من انحرافات الشيعة كان موافقاً لما اعتقدته بالفطرة وحكم العقل. كل ذلك أعطاني دافعاً أكبر للبحث والتحقيق طلباً للحقيقة.
    تركت الكتاب جانباً وأنا أكاد أموت حنقاً على ابن عربي والخطيب وقد خاب أملي فيهما وفي كتابهما الذي لا يعصم من قاصمة ولا يقيم مائلاً.


    فانظر استاذ عماد إلى ما كتبته(فنصحني بكتاب اسمه (العواصم من القواصم ) تأليف أبي بكر بن عربي وشرح وتحقيق محب الدين الخطيب صاحب (الخطوط العريضة). )

    الإسم الذي نسبت إليه الكتاب هو (أبو بكر بن عربي) والإسم المعروف للمؤلف (هو أبوبكر بن العربي) فالعربي هنا معرفة بالالف والام واناأثبتها منكرة. ولا يمكن لمنصف أن يقول أن حذف الألف واللام من هذا الإسم يحدث خلطا بينه وبين اسم الفيلسوف الصوفي محي الدين بن عربي الذي وإن كان هو الآخر اسمه أبوبكر إلا أنك ما لم تقل محي الدين بن عربي فلا أحد يعرفه ... أم صاحب العواصم من القاصم القاضي أبو بكر بن العربي... فهو الذي تنصرف الأذهان إليه عندما يطلق ابوبكر فإن كان أسقاط الألف واللام في هذا الموضوع من العربي خطأ ،، فلم يكن ذلك عن خلط عندنا بين الرجلين.والدليل على ذلك أني ذكرت الإسم مرة أخرى في نفس الفقرة معرفاالعربي بالالف واللام...علما بأني في هذا الفصل كنت في مقام السرد والحكاية لا البحث والتحقيق...
    ولكن أخي عماد ما أراك إلا تريد أن تنصرف وتصرف الآخرين عن الموضوع الأساسي للكتاب... بأن تتصيد مثل هذه الهفوات أو الأخطاء أو النواقص فأنا لست فوق أن أخطئ ولم أدع لكتابي ولا لكتابتي الكمال ...


    هدانا وإياك الله وعصمنا من الهوى


    والسلام

    متوكل
                  

04-06-2008, 12:56 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    الحنق على " أبي بكر بن عربي"!!!
    الأعذار والحجج التي استند اليها الزميل / متوكل
    بخصوص نسبته لكتاب "ابن العربي" لرجل اسمه " أبوبكر
    ابن عربي"!: كحال المثل القائل:" عذر أقبح من الذنب"!
    وقصدت من هذا التنبيه بيان أن الباحث متوكل يفتقر بحثه
    للرصانة والدقة. فمابالك بعدم الأمانة العلمية ؟ باستناده
    الى شبهات متهافتة , ونقول ضعيفة ليعارض بها عقيدةالمسلمين في
    الصحابة والقرآن , راسخة كالجبال.وليقع فيهم طعنا وتجريحا
    ولكن "كناطح صخرة يوما ليوهنها"!(قل موتوا بغيظكم). لا يمكن أبدا
    أن أصدق شيعي اثناعشري يخالف عقيدة مشايخه في القرآن والصحابة
    فلا ينخدعن أحد- احبتي - ببعض الكلام المعسول في حق الصحابة والقرآن
    من جانب الزميل متوكل. فهو تقية ليس الا. والدليل على ذلك امتلاء كتابات
    متوكل وبحثه في الطعن في الصحابة والكلام فيهم بعدم الاحترام بل و
    والازراء بهموالاستحقار لهم, وهومجرد ناقل لشبهات فارسية باطنية.

    (عدل بواسطة عماد موسى محمد on 04-06-2008, 01:03 PM)

                  

04-06-2008, 01:29 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    كتب عماد موسى:

    Quote: لا يمكن أبدا
    أن أصدق شيعي اثناعشري يخالف عقيدة مشايخه في القرآن والصحابة
    فلا ينخدعن أحد- احبتي - ببعض الكلام المعسول في حق الصحابة والقرآن
    من جانب الزميل متوكل. فهو تقية ليس الا. والدليل على ذلك امتلاء كتابات
    متوكل وبحثه في الطعن في الصحابة والكلام فيهم بعدم الاحترام بل و
    والازراء بهموالاستحقار لهم, وهومجرد ناقل لشبهات فارسية باطنية.


    يا للتناقض يا عماد
    مرة تقول (فهو تقية ليس إلا )

    ومرة تؤكد( امتلاء كتابات متوكل وبحثه في الطعن في الصحابة والكلام فيهم بعدم الاحترام بل و
    والازراء بهموالاستحقار لهم,)

    فأين التقية إذن إذا كان كتابي كماوصفت، وأنا لم أخبئه في أدراجي الخاصة ولكني نشرته مطبوعا على الملا ، وعرضته على الشبكة العنكبوتية في أكثر من مكان,, وها أنا أنشره هنا في هذا المنبر الكبير ليطلع عليه ويناقشه أكبر عدد من القراء...

    وطالما ان الكتاب الآن بات في المتناول لماذ تتعجل إصدار الأحكام مستبقا الأحداث قاطعا الطريق على القراء ..
    أتظن أنك بذلك تصرفني عن فضح أكاذيب ابن العربي وأصحابه من النواصب؟ كلا فإني سوف آتيك وشيكا بما يميط اللثام عن الوجه الظالم للسلفيين المؤيدين للظلم والظالمين عبر التاريخ ...فلا تعجل
                  

04-06-2008, 02:43 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    كتب الزميل / متوكل : " يا للتناقض ياعماد مرة تقول" فهو تقية ليس الا" ومرة تؤكد"امتلاء كتابات متوكل


    وبحثه في الطعن في الصحابة والكلام فيهم..." فأين التقية؟أ.ه وأقول:

    التناقض أنت تعيشه يا متوكل في منهجك واستدلالك وبحثك. أنا
    قلت يا متوكل بلسان فصيح" فلا ينخدعن أحد -أحبتي- ببعض الكلام
    المعسول في حق الصحابة والقرآن من جانب الزميل متوكل فهو تقية
    ليس الأ" أين تناقضي ؟ألا ترى كلمة"بعض"؟ أم أن "بعض" عندكم بمعنى "كل"؟
    نعم , ولأن منهجكم يقوم على التقية والمراوغة, فأنتم تستعملون أحيانا
    كلاما معسولا( أشرت اليه ببعض الكلام المعسول). أما كون كتاباتك امتلأت
    بالطعن في الصحابة...الخ فهذا"مقروء ومشاهد"! في ما أطلقته من مطاعن
    في حق عثمان رضي الله عنه. وغيره من الصحابة. متوكل: سياسة اللعب على
    الحبال ربما تصلح في " السيرك"! أنتم أصلا لعبتكم مكشوفة لا تنطلي علينا.
    أرجو من الأخوة الأفاضل محاصرة الرجل في مثل ما أشرت اليه"القرآن / الصحابة/
    فهمهم للأئمة/ الغلو فيهم والاعتقادات الخطيرة في الأئمة التي تصادم أصول العقيدة.
    ...الخ
                  

04-06-2008, 01:38 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    الحوار مع الشيعة:
    لم أقرأ أوأسمع لحوار بين سني وشيعي , الا
    وكانت الغلبة لأهل الحق والسنة, وذلك لعدة أسباب,منها:
    صحة الأدلة وقوة الاستدلال , ونصاعة الحجج العقليةوالمنطقية
    وعدم تعارضها مع الأدلة الشرعية.ولذلك هزموا هزيمة ماحقة في مناظرة
    فضائية " المستقلة". وهزمهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عندما
    جاءوا للشيخ ابن باز في رابطة العالم الاسلامي يبغون الاعتراف بباطلهم
    كمذهب معتبر مثل "المذاهب الأربعة" فجلس العلامة الشنقيطي رحمه الله مع مندوبهم
    ووضع له ما الطرفين متفقان فيه على سبيل المناظرة القبلة الواحدة والكتاب الواحد والرسول
    محمد صلى الله عليه وسلم...) ولكن اشترط الشيخ عليه أن تتم كتابة مايتم الاتفاق عليه مما كان
    الاختلاف فيه واقع, فخرج الرجل ولم يعد ! انهم يريدون الاتكاء على الشعارات الفارغة لكي يتمددوا, أما وضع
    الأسس التي يمكن البناء عليها فهو يعارض الهوى الذي قامت عليه أهواؤهم كما وصف القرآن أشباهها
    ووصفها سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم.(ولاتتبع أهواءهم).
                  

04-06-2008, 01:53 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    Quote: ok, Amar
    u can ask Ustaz Yasir Tanon who stydy in Gum


    عماد موسى
    عندما اتيت باقتباس انك درست في ايران ليس تكذيبا لك وانما اشارة الي ان المحاور قد راى الشيعة بيانا عيانا ؟؟؟ ولتاخذ حقك في المحاورة
                  

04-06-2008, 02:06 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    قال الزميل/ عمار عبد الله :
    قلت في مداخلتك الأخيرة:" عماد موسى " عتدما أتيت باقتباس أنك درست في ايران.
    ماهذا الكلام؟ ومن الذي درس في ايران؟ حتى تخاطبني بذكر اسمي! وألاحظ أن هناك ربكة
    أو خلط في الكلام. أرجو تصحيح الخطأ.
                  

04-07-2008, 04:56 AM

محمد عثمان محمد طه
<aمحمد عثمان محمد طه
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 1142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    Quote: قال الزميل/ عمار عبد الله :
    قلت في مداخلتك الأخيرة:" عماد موسى " عتدما أتيت باقتباس أنك درست في ايران.
    ماهذا الكلام؟ ومن الذي درس في ايران؟ حتى تخاطبني بذكر اسمي! وألاحظ أن هناك ربكة
    أو خلط في الكلام. أرجو تصحيح الخطأ.


    شكرا أخي عماد
    وحتي الأن لم يصحح الخطأ ونسأل الله لنا ولهم الهداية والتركيز

    أخي عمار
    السني في الدولة الشيعية محروم من كل حقوقه بالقانون
    والدستور أنظر الي دستور ايران
                  

04-06-2008, 02:08 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    أبو ذر الغفاري
    ذلك الصحابي الجليل
    الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ماأظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر...

    تضافرت كتب التاريخ على نقل مواقفه القوية في مواجهة الطبقية والاستبداد.. وما لاقاه في سبيل ذلك من آلام وقاساه من مصاعب....
    ولكن النواصب تأبى نفوسهم إلا انحيازا مع الظلم والظالمين وتحاملا على المؤمنين الصادقين الأقوياء...


    وهذا ما قاله القاضي أبو بكر ابن العربي .. في كتابه (العواصم من القواصم) :
    Quote: وأما نفيه* أبا ذر إلى الربذة فلم يفعل ، كان أبو ذر زاهدًا، وكان يقرِّع عمال عثمان، ويتلو عليهم {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة:34]، ويراهم يتسعون في المراكب والملابس حين وجدوا، فينكر ذلك عليهم، ويريد تفريق جميع ذلك من بين أيديهم، وهو غير لازم. قال ابن عمر وغيره من الصحابة [وهو الحق]*: إن ما أديت زكاته، فليس بكنز، فوقع بين أبي ذر ومعاوية كلام بالشام، فخرج إلى المدينة، فاجتمع إليه الناس، فجعل يسلك تلك الطرق، فقال له عثمان: لو اعتزلت. معناه: إنك على مذهب لا يصلح لمخالطة الناس، فإن للخلطة شروطًا وللعزلة مثلها، ومن كان على طريقة أبي ذر فحاله يقتضي أن ينفرد بنفسه، أو يخالط ويسلم لكل أحد حاله مما ليس بحرام في الشريعة، فخرج إلى الربذة زاهدًا فاضلًا، وترك جلة فضلاء، وكل على خير وبركة وفضل، وحال أبي ذر أفضل، ولا تمكن لجميع الخلق، فلو كانوا عليها لهلكوا، فسبحان مرتب المنازل.
    ومن العجب أن يؤخذ عليه في أمر فعله عمر، فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سجن ابن مسعود في نفر من الصحابة سنة بالمدينة حتى استشهد، فأطلقهم عثمان؛ وكان سجنهم لأن القوم أكثروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    ووقع بين أبي ذر ومعاوية كلام، وكان أبو ذر يطلق من الكلام ما لم يكن يقوله في زمان عمر، فأعلم معاوية بذلك عثمان، وخشي من العامة أن تثور منهم فتنة، فإن أبا ذر كان يحملهم على التزهد وأمور لا يحتملها لناس كلهم، وإنما هي مخصوصة ببعضهم، فكتب إليه عثمان -كما قدمنا- أن يقدم المدينة، فلما قدم اجتمع إليه الناس، فقال لعثمان: "أريد الربذة". فقال. افعل. فاعتزل، ولم يكن يصلح له إلا ذلك؛ لطريقته.


    وإليك ما كتبناه في كتابنا عن أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه:
                  

04-06-2008, 02:10 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    أبو ذر الغفاري:
    اسمه جندب بن جُناده، أسلم خامس خمسة وجاهر بإسلامه إذ خرج إلى المسجد فور إسلامه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فقام إليه القوم وضربوه حتى طرحوه أرضاً، ثم ذهب إلى قومه وكان إسلامهم على يديه وقد قال عنه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقلت الغبراء ولا أظلَّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. وقال أيضاً: «أبو ذر في أمتى على زهد عيسى بن مريم» وقال عنه الإمام علي(ع): «وعى أبو ذر علماً عجز الناس عنه، ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شيئاً.
    وعن عبد الله بن مسعود قال: لما سار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى تبوك جعل لا يزال يتخلَّف الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان فيقول دعوه إن يكن فيه خير، فسيلحقه الله بكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه، حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبوذر، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مثل الذي قال عن غيره، وكان أبوذر قد أبطأ به بعيره فتركه وأخذ متاعه على ظهره وخرج يتبع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ماشياً، ولما دنا من الناس رآه أحدهم وقال: هناك رجلٌ قد أقبل ماشياً. فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): كن أباذر. فلمّا تأمله القوم قالوا: يارسول الله هو والله أبو ذر. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده» وهكذا كان.
    وأبو ذر الغفاري هو أحد الأربعة الذين جاهروا بعقيدتهم في إمامة أمير المؤمنين علي(ع) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وامتنعوا عن إعطاء البيعة لأبي بكر وظلت مواقفهم تبعاً لمواقف أمير المؤمنين وهم أبو ذر وعمار والمقداد وسلمان.
    وقد روى ابن الأثير( )، عن الترمذي بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إن الله عزَّ وجل أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمِّهم لنا. قال: عليٌّ منهم، علي منهم، علي منهم وأبو ذر والمقداد وسلمان».
    ولقد كان لأبي ذر الغفاري مع عثمان بن عفان مواقف ومواقف تنم عن غيرةٍ على الإسلام وشجاعة في الكلمة. لقد كان أبو ذر رسالياً ثورياً من مدرسة الإمام علي(ع) حتى أن بعض المعاصرين قد عده شيوعياً أو اشتراكياً، وذلك أنه كان يواجه، بتلك الروح القوية، كل أشكال الاستبداد والاستغلال والطبقية التي عُدَّت أبرز سمات الخلافة على أيام عثمان بن عفان، والحقيقة أنَّ أباذر كان مؤمناً مخلصاً يعمل بما أوتي من قوة حتى تسود عدالة الإسلام وسماحته، وما كان يأمل أن يتحقق ذلك إلا إذا ما أُسندت الأمور إلى أهلها من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، لذلك فإنه وبينما كان يلهب النظام بوابل من لسانه القوي في الحق، كان أيضاً يدعو صراحة إلى الإمام علي وأهل البيت وينوِّه في كل محفل ومقام بفضلهم وبحقِّهم في ولاية أمر المسلمين.
    وقف يوماً بباب المسجد فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي، {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (سورة آل عمران/ 33 ــ 34) محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد. إنه شرف شريفُهم، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة، أو كالقبلةِ المنصوبة، أو كالشمس الضاحية أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجر الزيتونية أضاء زيتها، وبورك زبدها، ومحمد وارث علم آدم وما فُضل به النبيون، وعليّ بن أبي طالب وصيّ محمد ووارث علمه. أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها! أما لو قدَّمتم من قدَّم الله، وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون( ).
    دفع أبو ذر ثمن جرأته وشجاعته غالياً، فمنذ أن ولي عثمان الخلافة لم يستقر له مقام ولم يهنئه العيش في مكان، فهو تارةً ينفى من المدنية إلى الشام، وأخرى منها إلى المدينة إلى أن نفي إلى الرَبَذة في قلب الصحراء فمات هناك ــ كما قال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ــ وحيداً.
    يقول اليعقوبي( ): «وبلغ عثمان أن أبا ذر يقع فيه ويذكر ما غيرَّ وبدَّل من سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنن أبي بكر وعمر، فسيرَّه إلى الشام إلى معاوية».
    ربما ظن عثمان أن معاوية بدهائه قد يسكت أبا ذر أو يشتري لسانه كما فعل بالكثيرين، أو لعله أراد أن يبعد الرجل من جواره حتى لا يؤذيه بنصائحه وانتقاداته، ولكن أبا ذر في المدينة هو نفسه في الشام وفي كل مكان، فالحق عنده واحد لا يتغيَّر بتغيّر الأمكنة والأزمنة، وإن كان أبو ذر قد تجرأ على الخليفة فانتقده وحرض الناس عليه بالمدينة، فهو على عامل الخليفة أجرأ، ومعاوية وعثمان من شجرةٍ واحدة أصلها أمية.
    وهكذا ما أن حط أبو ذر رحاله بالشام، حتى أخذ ينبه أهلها إلى ما آل إليه حالهم في ظل سلطان بني أمية إن كان بالمدينة أو الشام، وراح يؤلب المستضعفين والفقراء على رموز السلطة وأرستقراطية المجتمع.
    يقول اليعقوبي: «وكان يجلس في المسجد فيقول كما كان يقول ــ في المدينة ــ ويجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه. وكان يقف على باب دمشق، إذا صلى الصبح، فيقول: جاءت القطار تحمل النار، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له».
    وكان أبو ذر يجهر بهذا الكلام ومثله أمام قصر معاوية، فأمر معاوية يوماً بإدخاله فجيء به بين قوم يقودونه حتى وقف بين يديه فقال له معاوية: يا عدو الله وعدو رسوله! تأتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع! أما إنِّي لو كنت قاتلاً رجلاً من أصحاب محمد من غير إذن أمير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكني استأذن فيك.
    فقال أبو ذر ما أنا بعدوٍ لله ولا لرسوله، بل أنت وأبوك عدوّان لله ورسوله أظهرتما الإسلام وأبطنتما الكفر، ولقد لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا عليك مرات ألا تشبع. سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «إذا ولي الأمة الأعين، الواسع البلعوم، الذي يأكل ولا يشبع فلتأخذ الأمة حذرها منه» فقال معاوية: ما أنا ذاك الرجل، قال أبو ذر: بل أنت ذلك الرجل، أخبرني بذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته يقول وقد مررتَ به «اللهم العنه ولا تشبعه إلا بالتراب» وسمعته (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «أست معاوية في النار» فضحك معاوية وأمر بحبسه وكتب إلى عثمان فيه.
    فكتب عثمان إلى معاوية: أن احمل جندباً إلينا على أغلظ مركب وأوعره، فوجه به مع من سار به الليل والنهار وحمله على ناقة مسنّة ليس عليها إلا قتب، حتى قدم به المدينة وقد سقط لحم فخذيه من الجهد( ).
    ولما دخل أبو ذر على عثمان قال له: لا أنعم الله بك علينا يا جنيدب! فقال أبو ذر: أنا جندُب بن جُنادة وسماني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) «عبد الله» فاخترت اسم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي سمَّاني به على إسمى، فقال له عثمان: أنت الذي تزعم أنا نقول: يد الله مغلولة، وإن الله فقير ونحن أغنياء؟ فقال أبو ذر: لو كنتم لا تقولون هذا لأنفقتم مال الله على عباده، ولكني أشهدُ أنِّي سمعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً، جعلوا مال الله دولاً، وعباده خولاً، ودينه دخلاً» فقال عثمان لمن حضر: أسمعتموها من رسول الله؟ قالوا: لا، قال عثمان: ويلك يا أبا ذر أتكذب على رسول الله؟ فقال أبو ذر لمن حضر: أتدرون أني صدقت؟ قالوا: لا والله ما ندري! فقال عثمان أدعُو لي علياً، فلمَّا جاءه قال عثمان لأبي ذر: اقصص عليه حديثك في بني العاص، فأعاده، فقال عثمان لعلي(ع) أسمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: لا، وقد صدق أبو ذر، فقال: كيف عرفت صدقه؟ قال لأني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجةٍ أصدق من أبى ذر».
    فقال من حضر: أما هذا فسمعناه كلُّنا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبو ذر: أحدثكم أنِّي سمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فتتهمونني! ما كنتُ أظن إني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)( ).
    هكذا كانت العلاقة بين أمير المؤمنين علي(ع) والرساليين أمثال أبي ذر فكلٌ يعرف للآخر فضله ويصدق قوله، ما جمعتهم دنيا زائلة، ولا ربطت بينهم مصالح مشتركة، لكنها علاقة المؤمنين بإمامهم والولاء الخالص لولي الأمر، يرون طاعتهم له طاعةً لله ورسوله فهو الإمام رغم أنف الغاصبين والمنتحلين إمرة المؤمنين، هو الإمام لا فرق إن كان في سدة الحكم أم مقصيَّا عنه.
    وفي ذلك الوقت كانت كلمة الحق هي أفضل الجهاد، وبالكلمة وحدها سحب أبو ذر الغفاري والقلة من أصحابه الشرعية من خمسةٍ وعشرين عاماً، هي أطول من تلك الفترة التي قضاها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بين ظهرانيهم مبشراً ونذيراً، ولولا تمسك أولئك الصفوة من الرساليين بإمامهم وثباتهم على الحق لتغير وجه التاريخ ولاختلط الحق بالباطل ولكُنَّا مفتقرين اليوم إلى بصيص من الضوء لنتعرف به علي الحقيقة.
    إننا لمدينون اليوم لأبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر ومقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وغيرهم من المخلصين، مدينون لهم في هدايتنا لولاية أهل البيت بعد أن عشنا باكورة شبابنا لا نعرف عنهم إلا نذراً. وربما كان الأمر مختلفاً بالنسبة إلينا اليوم لولا ذلك الدور الذي لعبه أبو ذر وإخوته في إسقاط الأقنعة وإماطة اللثام عن الوجوه.
    وأبو ذر الغفاري رضوان الله عليه ما كان ليقدم على ما أقدم عليه من مواجهة مكشوفة مع نظام استمد شرعيته من صمت الأمة، وتسلح بالتزييف والتحريف وشراء الذمم، وتقوَّى بالقمع والإرهاب والتنكيل بكل مناوئ، ما كان أبو ذر ليجرؤ، وهذه الحال، على المعارضة لولا إدراكه التام بأن ذلك الصوت الرسالي الذي أصم آذان الحاكمين في زمانه سيكون له صدىً ويلقى استجابةً ولو بعد حين. لذلك لم يأبه الرجل بكل ما لحق به من أذى وأبى إلاَّ أن يقول كلمته ولو كان السيف على ودجيه.
    سار أبو ذر على ذات الدرب الذي رسمه له رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عند مسيره إلى تبوك «رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويحشر وحده» وهاهو أبو ذر بعد أن جالد بلسانه ووقف كالطود الشامخ يذب الباطل أن يتلبس بلبوس الحق، ويحوط الحق أن تندثر معالمه، هاهو يمضي إلى مصيره المحتوم ثابتاً على مبادئه قوياً في ولائه لإمام الحق علي(ع) غير مكترث ولا مبال بما يقع عليه من ضيم. كيف يكترث أو يغتم بعد أن وعى الدرس من علي(ع) «والله لأُسالمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور الا عليَّ خاصة».
    لم يُقِم أبو ذر بالمدينة بعد عودته من الشام إلا أياما قليلة حتى أرسل إليه عثمان آمراً إياه بالخروج من المدينة قائلاً: والله لتخرجن عنها! قال: أتخرجني من حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم، وأنفك راغم، قال: فإلى مكة؟ قال: لا!، قال: فإلى البصرة؟ قال: لا! قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا! ولكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها( ).
    وفي «مروج الذهب»( )، أن أبا ذر ــ وبعد أن ضيَّق عليه عثمان أقطار الأرض وأوصد دونه الكوفة والبصرة ومكة ــ قال: «لو تركتني في دار هجرتي ما أردت شيئاً من البلدان، فسيرني حيث شئت من البلاد، قال عثمان: فإنّي مسيّرك إلى الربذة، قال: الله أكبر..صدق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبرني بكل ما أنا لاق، قال عثمان! وما قال لك؟ قال: أخبرني بأني أمنع عن مكة والمدينة وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز.
    ثم أمر عثمان مروان بإخراجه ــ وعجباً يخرج مروان أباذر، مروان الوزغ بن الوزغ الذي لُعِن حملاً وطرده الرسول وليداً يعود من منفاه في دولة عثمان ليُخرج الأبرار من حرم رسول الله ــ وقد صدق أبو ذر فيما رواه عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن بني العاص «إذا بلغوا ثلاثين رجلاً اتخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً ودينه دخلاً».
    وأمر الخليفة بإخراج أبى ذر وحيداً ومنع الناس أن يكلموه أو يشيعوه، فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته، فخرج الإمام علي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمَّار بن ياسر ينظرون. فلما رأى أبو ذر علياً قام إليه فقبل يده ثمَّ بكى وقال:
    «رحمكم الله أهل البيت إذا رأيتك يا أبا الحسن وولدك ذكرت بكم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)( ).
    لم يملك أبو ذر دموعه في تلك اللحظات وهو بين يدي إمامه وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت، أو أنه لم يشأ أن يحبسها وهو يودع أحب الخلق إليه من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويودع ابنيه الحسن والحسين، ورفيق الدرب والجهاد وقسيم الآلام والأذى عمَّار بن ياسر، وعبد الله بن جعفر الطيَّار، أرخى أبو ذر عينيه في ذلك المقام ليكشف عن البعد الآخر من نفسه، عن قلب يفيض حباً ويذوب رقة، وطالما أجبرته الأيام أن يظهر للناس بغير هذا الوجه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر حتى حسب البعض أن أباذر لا يعرف ثغره الابتسام ولا قلبه الرحمة ولكن {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}».
    ويأبى مروان بن الحكم إلا أن يعكر صفو هذه اللحظات الوجدانية فيقول لعلي: إن أمير المؤمنين قد نهى الناس أن يصحبوا أبا ذر في مسيره ويشيِّعوه، فإن كنت لم تعلم فقد أعلمتك، فحمل عليه علي(ع) بالسوط وضرب بين أذني راحلته وقال: تنح نحاك الله إلى النار.
    وفي نقطة الافتراق وقف أمير المؤمنين وابناه ومن معهم ليقولوا لأبي ذر وداعاً أيها الشيخ الثائر من أجل الحق.. وداعاً يا أصدق من أقلته الأرض وأظلته السماء.. وداعاً يا عيسى في زهده.. وداعاً ياصوت الرفض العالي. ومما قاله الإمام علي(ع): «يا أبا ذر إنَّك غضبت لله فارجُ من غضبتَ له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وأغناك عمَّا منعوك! وستعلمُ من الرابحُ غداً، والأكثرُ حُسَّداً، ولو أن السماوات و الأرضين كانتا على عبدٍ رتقاً ثم اتقى الله، لجعل الله له منهما مخرجاً.
    لا يؤنسنك إلاَّ الحق ولا يوحشنك إلاَّ الباطل، فلو قبلتَ دنياهم لأحبُّوك، ولو قرضتَ منها لأمَّنُوك»( ).
    وراح مروان يشكو علياً إلى عثمان، فقال عثمان:يامعشر المسلمين من يعذرني من علي؟ ردّ رسولي عمَّا وجهته له وفعل كذا، والله لنعطينه حقَّه، فلما رجع على استقبله الناس، فقالوا له: الخليفة عليك غضبان لتشييعك أباذر، فقال علي(ع): «غضب الخيل علي».
    فلما كان بالعشي جاء علي إلى عثمان، فقال له: ما حملك على ما صنعت بمروان ولم اجترأتَ علي ورددت رسولي و أمري؟ قال: أما مروان فإنه استقبلني يردنِّي فرددته عن ردي، وأمَّا أمرك فلم أردُّه قال عثمان: ألم يبلغك أني قد نهيت عن تشييع أبي ذر؟.
    فقال علي: أو كلَّما أمرتنا به من شيء نرى طاعة الله والحق في خلافه اتبعنا فيه أمرك؟ بالله لا نفعل، قال عثمان: أقِدْ مروان، قال: ومم أقيده؟ قال ضربت بين أذني راحلته وشتمته فهو شاتمك وضارب بين أذني راحلتك، قال علي: أمَّا راحلتي فهي تلك فإن أراد أن يضربها كما ضربت راحلته فليفعل. وأما أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنك أنت مثلها بما لا أكذب فيه ولا أقول إلا حقاً( )
    ثم كان كما تنبَّأ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فقد عاش أبو ذر بالربذة وحيداً هو وابنته إلى أن حضرته الوفاة، فقال لابنته انظري في الطريق إن كان ثمة آت. فنظرت ولم تر شيئا. قالت له لا أرى أحداً. قال: إذن لم يحن الوقت بعد. ثم قال لها انظري مرة أخرى، فرأت فرساناً مقبلين، ولما أخبرته قال لها حوِّلي رأسي صوب القبلة وقفي على الطريق حتى يأتي الركبان، فإذا أتوا لا تدعيهم يرحلوا حتى يأكلوا. فلما جاؤوا، وكانوا سبعة، فيهم عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان ومالك الأشتر، قالت لهم: هذا أبو ذر صاحب رسول الله، فبكوا بكاءً شديداً. وبعد أن جهزوه وصلوا عليه ودفنوه، طلبت منهم ألا يرحلوا حتى يأكلوا كما أراد، ثم اصطحبوها معهم إلى المدينة. ولما بلغ عثمان النبأ قال: رحم الله أبا ذر. فرد عمار بن ياسر: نعم، رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا، يعرض بعثمان، فاغتاظ عثمان وأراد أن ينفيه هو الآخر كما فعل بأبي ذر لولا أن تدخل بنو مخزوم والتجئوا إلى علي حتى يحمي عمار ففعل، وعدل الخليفة عن عزمه.

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-06-2008, 02:38 PM)

                  

04-06-2008, 02:14 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)
                  

04-06-2008, 04:05 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    الشيخ المحترم عماد موسى

    قولك التالي ذكرني بخطبة للإمام علي تحدث فيها عن عمرو بن العاص عندما بلغه أن عمرا يسعى بين أهل الشام يحدثهم عنه أكاذيب ....وقد ورد ذلك في كتاب نهج البلاغة ومصادر أخرى..

    قال عماد موسى:
    Quote: متوكل: سياسة اللعب على الحبال ربما تصلح في " السيرك"! أنتم أصلا لعبتكم مكشوفة لا تنطلي علينا.


    أي حبال وأي لعب ياشيخ ومالنا واللعب؟

    ولكن اقرأ المقطع التالي من خطبة أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين أسد الله الغالب علي بن ابي طالب صلوات ربي وسلامه عليه دائما أبدا .... عندما نسبه بن العاص إلى الدعابة واللعب.....

    قال علي :

    عجبا لابن النابغة (يريد عمرو بن العاص)
    يزعم لاهل الشام ان في دعابة
    وإني إمرؤ تلعابة
    اعافس وامارس؟
    لقد قال باطلا
    ونطق آثما
    أما وشر القول ألكذب، إنه ليقول فيكذب،
    ويعد فيخلف، ويسأل فيلحف،
    ويسئل فيبخل، ويخون العهد،
    ويقطع الال،
    فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو؟؟!!
    ما لم تأخذ السيوف مآخذها،
    فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبته،
    أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت،
    وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة،
    وإنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتية،
    ويرضخ له على ترك الدين رضيخة.






    شيخ عماد الله يخليك (حاصرنا) في الموضوع المهم واستجلب من شئت من أعوان..
    نحن لا نريد إلا الحق
    لا تثبتوا لنا أنا على باطل
    فقط أثبتوا لنا أنكم على حق
    وأنا ما ندعيه بحق طوائفكم هو الباطل...
    عندئذ نقطع لك وعدا ..أنا عائدون...
    ويكون لك الأجر والثواب




    متوكل





    [email protected]





    ====================
    ====================
    لا يعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله...
                  

04-06-2008, 05:45 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    الزميل / متوكل
    شكرا على "كشفك لأوراق الحقد شيئا فشيئا, رغم بعض
    معسول الكلام:اسلوب النقل واللصق "دون ذكر المصدر الموثوق"
    الذي تتبعه - خاصة فيما زعمته من حوار بين علي وعمرو رضي الله عنهما
    يظهر مدى الحقد الذي يكنه الصفويون لعثمان وعائشة وعمرو ومعاوية
    ...الخ " ولايحيق المكر السيئ الا بأهله"ألم أقل لكم يا جماعة ان هؤلاء يقوم دينهم
    على الطعن في القرآن والسب للأطهار ........ (الصحابة):
    *أمة امتزجت قلوبها بالايمان,وتمازجت دماؤها بالنسب والمصاهرة, يريد أحفاد
    آل ساسان أن يظهروا للناس أن بعضهم من أهل الجنان ( عند الشيعة أن الصحابة كلهم
    كفار ما عدا أربعة!) والباقين عندهم من أهل النار. والعياذ بالله. هل تظنون أن هؤلاء
    الطاعنين يفلحون؟
                  

04-06-2008, 08:42 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    ياعلي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق...



    [email protected]

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-06-2008, 11:48 PM)

                  

04-06-2008, 08:42 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: عماد موسى محمد)

    كتب الزميل عماد موسى:

    Quote: اسلوب النقل واللصق "دون ذكر المصدر الموثوق"
    الذي تتبعه - خاصة فيما زعمته من حوار بين علي وعمرو رضي الله عنهما
    يظهر مدى الحقد الذي يكنه الصفويون لعثمان وعائشة وعمرو ومعاوية
    ...الخ "


    الاستاذ عماد
    السلام عليكم
    اوافقك أنه لا ينبغي النقل دون ذكر المصدر
    لم أتمكن من إدراج فصول الكتاب مع الحواشي السفلية
    ولذا تأخر رفع الكتاب بأكمله حتى أقوم بمعالجة الأمر
    ولكني على استعداد أن أوثق أي معلومة آتي بهاإذا طلب مني ذلك
    وهذا هو أسلوب الحوار الموضوعي
    أن تسألني عن مصدر معلوماتي
    فإذا أجبت فبها
    وإن لم أفلح في توثيق المعلومة فعندي من الشجاعة ما يكفي لسحب المعلومة والاعتذار عنها...





    والسلام





    متوكل






    [email protected]






    =========================================
    لا يعر ف الحق بالرجال .. اعرف الحق تعرف أهله...

    (عدل بواسطة Motawakil Ali on 04-06-2008, 11:41 PM)

                  

04-06-2008, 11:57 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخطوط والخطط السياسية قُبيل وفاة النبي: (Re: Motawakil Ali)



    بعد ثلاثة وعشرين عاماً هي المدة التي قضاها النبي وهو يعمل على إرساء دعائم الدين، كانت المسيرة الرسالية التي بدأها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لا تزال في بدايتها، وكان لابد أن تستمر المسيرة بعد وفاة النبي دون أن يطرأ عليها أي تدنٍّ أو هبوط في المستوى القيادي الذي كان يمثله النبي، وقد أجمعت الأمة ــ عوامها وعلماؤها ــ على أنَّه لم يكن في أصحاب النبي يوم وفاته من هو أقرب من النبي علماً وعقلاً وخلقاً وديناً وفضلاً من علي، فكان هو وحده القادر على الحفاظ على المستوى النبوي للقيادة والعروج بالأمة في مسيرتها الصاعدة، وذلك ما يُقرأ بوضوح في آيات القرآن وأحاديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ويحكم به العقل السليم، وقد تقدم تفصيل ذلك.
    وفي ذات الوقت كانت التيارات الاجتماعية بالمدينة ترسم استراتيجيتها للمرحلة المقبلة، كل حسب وزنه وإمكانياته وتطلعاته. فالمهاجرون الأوائل من قريش وأكثرهم لم يحقق تقدماً رسالياً بعد الهجرة، ولم تُضَف إلى صحائفهم مناقب غيرها، إذ لم يعرف لهم تفوق علمي ولم يشهد لهم دورٌ في ميادين الجهاد فاعتمدوا على سبقهم في الهجرة واحتكاكهم المستمر برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلاقاتهم الاجتماعية به، وفي مقابل هؤلاء كان أبرز العلماء والمجاهدين وذوي المآثر هم من خارج قريش ومن الموالي والأنصار وقدوتهم الإمام علي وإذا ما سارت الأمور وفق ما أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فإن المستقبل سيكون لهم وعندئذٍ فإن مشايخ قريش لن يكون بمقدورهم مجاراة الوضع الجديد إلاَّ في حالة واحدة: أن يضعوا خططهم السياسية موضع التنفيذ فور وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
    وهنالك زعماء الأنصار الذين كانت مأثرتهم الأولى أنهم آووا ونصروا ثم كانوا في انتماءاتهم الرسالية أعمق من زعماء قريش وأثبت منهم أقداماً في الجهاد وأرسخ علماً وأقرب نفسياً إلى الإمام علي وتياره الرسالي، فلن يمانعوا بالتالي من التوافق معه إماماً بعد النبي، ومع ذلك وضعوا خطةً احتياطية في مواجهة قريش التي كانت تشير الدلائل كلها إلى عزمها على تجاوز الإمام علي والانقلاب عليه.
    وفي الخلف كانت القوى المنافقة، بزعامة الطلقاء من الأمويين، تراقب الوضع وترسم خططاً بعيدة المدى أملاً في توجيه ضربة إلى الإسلام باسم الإسلام. هي لا تطمع في سيطرة مبكرة إذ لا زالت تربض على هامش المجتمع الإسلامي، ولا زالت آيات القرآن تتنزل صريحةً وتكشف خباياهم وتفضح مكائدهم، وخط الإمامة الذي يمثله الإمام عليٌّ في حال تنفيذه سيبقي المسافة القائمة بين النفاق والإيمان كما هي في زمان النبي، أما الخط الآخر الذي يمثله زعماء قريش وأثرياء المهاجرين فسيكون جسراً يعبر عليه المنافقون إلى أهدافهم بعد أن تكون الفجوة بين معسكر الإيمان ومعسكر النفاق قد ردمت، لذلك لن يألو المنافقون جهداً في إقصاء الإمامة وتمكين الخط الآخر.
    ويبقى السواد الأعظم من قريش وأهل المدينة وما حولها من الأعراب تياراً مهمشاً وسلبياً لا يملك إلا أن يكون تابعاً للفئة المتغلبة.
    في ظل تلك المعادلة المعقدة بات النبي مغموماً قد أهمه مستقبل الرسالة وهو على فراش الموت، فلم يعد مطمئناً إلى التزام أصحابه بوصيته لأهل البيت وأولهم الإمام علي، تلك الوصية التي ظل يطرق عليها بصورة متواصلة منذ فجر الدعوة، وقد علم أن أكثر الناس ليس لهم استعداد للدفاع عن الإمامة التي هي امتداد للنبوة.
    هنا أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكمل حجته على الناس بأن يوثِّق وصيته لهم كتابةً، وطالما اعترضت قريش من قبل على تدوين أحاديثه بحجة أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وحاشاه ـ يتكلم في الرضى والغضب فلا يجوز أن يكتب كلَّ ما يقول. وعلى الرغم من دحضه(صلى الله عليه وآله وسلم) لتلك الفرية الباطلة بقوله لعبد الله بن عمرو مشيراً إلى فيه: والذي نفسي بيده لا يخرج من هذا إلا الحق، أكتب ما تسمع مني( )، على الرغم من ذلك حالوا بينه وبين الكتابة وهو يدعوهم ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً! بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فطعنوا في مصداقية منطقه ووصفوا أمره بالكتابة بالهجر والهذيان تحت تأثير المرض، فكانت طامةً كبرى ورزيةً رُزئ بها الإسلام والمسلمون كما يقول عبد الله بن عباس. واليك بعض تلك الروايات التي حكت قصة الرزية:
    1 ــ أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس قال: لما حُضر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا عنِّي، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم»( ).
    2 ــ البخاري بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله، قال(صلى الله عليه وآله وسلم): دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، قال ونسيتُ الثالثة»( ).
    3 ــ روى مسلم في صحيحه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رئيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ائتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن رسول الله يهجر( ).
    4 ــ أخرج أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتابه السقيفة، بالإسناد إلى ابن عباس، قال: لما حضرت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، قال: فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله، ثم قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف من في البيت واختصموا، فمن قائل قربوا يكتب لكم النبي، ومن قائل ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: قوموا... الحديث»( ).
    وقد تصرف الرواة في هذا الحديث إذ نقلوه بالمعنى بعد أن اضطروا إلى ذكره، والواضح أن ابن عباس قد اجتهد في بثه على أوسع نطاق فلم يجد أصحاب الصحاح والسنن والتواريخ والسير بداً من إثباته في كتبهم، ولو أنهم وجدوا سبيلاً إلى تجاهله لفعلوا، أما وقد اضطروا إلى نقله فما كان أمامهم إلا أن يتصرفوا في صياغته بغية التخفيف من بشاعة ما فيه من جرأة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) واتهام له بالهجر والهذيان وفقد السيطرة على أقواله، ولما كان في نقل الحديث، كما هو، مساس بعمر بن الخطاب فإنهم نسبوا كلمة (يهجر) إلى الجماعة حيث أثبتوها، ونقلوا الكلمة بالمعنى حيث نسبوها إليه. ففي الحديث الأول جاءت رواية البخاري على هذا النحو: «فقال عمر إن النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله». وفي الرواية الثانية لم يذكر عمر فذكر الكلمة الأصلية «هجر» قال: «قالوا: هجر رسول الله».
    وللبخاري وغيره العذر في هذا التحريف! «لابل التصرف» فالكلمة كبيرةٌ جداً في حق النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يمكن أن نجازيه بالتسفيه على الهدى الذي جاءنا به والتضحيات التي قدَّمها والأذى الذي لاقاه في سبيل إخراجنا من الظلمات إلى النور. وحق لرواة الحديث أن يترافعوا عن عمر فينسبوا له كلمات أقل فظاعة من تلك التي سمعها ابن عباس ورواها، فعمر في الغد خليفة وأحد الراشدين، وإن كان في هذه القصة ثمة من يلام فهو ابن عباس، ماذا لو كان يسكت عن هذا المشهد المخزي، فيكفي البخاري ومسلم عناء تخريج الحديث وتلطيفه؟!.
    وعلى كل فإن الجمع بين مختلف روايات الحديث يخلص بنا إلى نتيجة حاسمة، وهي: أن الكلمة التي أُعترض بها على رسول الله هي «هجر» أو «يهجر» لا فرق. وأن المعترض هو عمر بن الخطاب.
    لسنا الآن بصدد تحليل مواقف الصحابة تجاه النبي أو تفنيد آرائهم التي تباينت فأدّت بهم إلى التنازع بمحضر النبي، فالمسلمون اليوم مجمعون على عصمة النبي وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي، وأنه(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يحول بينه وبين قول الحق رضى أو غضب، مرض أو وجع، اللهم إلا بعض السلفيين المتعبدين بأقوال (السلف) اكثر من تعبدهم بآيات القرآن والنصوص النبوية.
    وبين أيدينا هذا الحديث الذي لا يشكك أحدٌ في صحته، فلنا أن نتساءل: ماذا أراد النبي أن يكتب لهم فيكون كتابه عصمةً لهم ولنا من الضلال؟ ولماذا عدل عن الكتابة لاعتراض المعترضين؟ وما هي وصيته الثالثة التي نسيها البخاري أو نسيها بعض رجاله؟ فإذا أجبنا على هذه الأسئلة، نكون حينئذٍ في غنى عن السؤال الرابع وهو: لماذا حالوا بينه وبين الكتابة؟.
    أولاً: ما الذي أراد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كتابته؟.
    «هلَّموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده. » هذا النص يتضمن إشارةً واضحةً إلى طبيعة الأمر الذي أراد النبي توثيقه، فهو أمر يضمن استقامة الأمة وعدم ضلالها، وقد ظل النبي يردد هذه الضمانة منذ أن بُعث نبياً وإلى أن حضرته الوفاة. ذاك قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنِّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»( ).
    وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنِّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء ولأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»( ).
    وروى مسلم في صحيحه بسنده، عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلَّما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعت حديثه وغزوت معه وصلَّيت خلفه، لقد لقيتَ يازيد خيراً كثيراً حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سنِّي وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خمَّاً بين مكة والمدينة فحمد الله و أثنى عليه ووعظ وذكَّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيته، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرموا الصدقة؟ قال نعم.
    ولا شك أن زيد بن أرقم قد اجتهد رأيه في تعيين أهل البيت استناداً إلى اشتراك من ذكر من بني هاشم في حرمة الصدقة عليهم، وليس اجتهاده بسديد، والصحيح أنَّ أهل البيت الذين قرنهم الله بالقرآن وأمر باتباعهم بعده هم الذين نزلت فيهم آية التطهير، علي وفاطمة وحسن وحسين، وقد مرَّ الكلام في ذلك.
    أرأيت الآن كيف أنَّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ليأتي بجديد عندما دعاهم وهو مشرف على الموت ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده، وأنه قد بالغ في تبيين ذلك من قبل فأوصى مراراً وتكراراً بالاعتصام بالكتاب وأهل البيت، ومن قبل ما صرح بولاية علي وخلافته ابتداء من يوم الإنذار إلى يوم غدير خم، أتراه(صلى الله عليه وآله وسلم) قد عدل عن ذلك في آخر عمره وأراد أن يكتب وصيةً عاصمةً غير ما أوصى به شفاهةً؟ قطعاً لا!.
    ولا أشك مطلقاً أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد أن اعترضوا عليه وحالوا بينه وبين الكتابة عاد وأوصاهم فيما أوصى بأهل البيت وإمامة علي فنسيها البخاري بينما ظل زيد بن أرقم ذاكراً للوصية رغم كبر سنه وقدم عهده ونسيانه بعض الذي كان يعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأهمية أمر الوصية حدَّث بها من جاءه يسأل عن حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
                  

04-07-2008, 02:24 AM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخطوط والخطط السياسية قُبيل وفاة النبي: (Re: Motawakil Ali)

    الاخ متوكل علي

    مرحب بك في المنبر
    و مرحب بك ممثلا احد اهم المذاهب الاسلامية

    و مرحبا بالتعدد.

    و لنا وقفة معك حول التاريخ الاسلامي من المنظور الشيعي و السني
    و المفاهيم العقائدية لكل من المذهبين.

    و شكرا للمفاكرة
                  

04-07-2008, 05:54 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخطوط والخطط السياسية قُبيل وفاة النبي: (Re: ثروت سوار الدهب)

    الأستاذ المحترم / متوكل علي

    أرجو أن تجيب عن سؤالي لك السابق أعلى الصفحة الثانية و ملخصه استخدامك للفصل بالنقاط
    عند ذكر عدد من الصحابة الكرام و قولك هؤلاء مسلمون . و لماذا لا تترضى عليهم و هم الذين
    ذكر الله في كتابه أنه رضي عنهم ؟ أم أن هناك مانعاً يمنعك أن تترضى عليهم ؟

    و كيف تكون اثني عشري و أنت تعتقد أن القرآن غير محرف ؟
    و ما رأيك في قول أئمة فرقتك بتحريفه ؟و لماذا خلعت صفات المدح و التبجيل على علي رضي الله عنه - و هو يستحقها - و سلبتها
    من عمرو بن العاص رضي الله عنه أليس هو هو صحابياً مثله ؟! و إن كان علي أفضل ؟!
                  

04-07-2008, 06:03 AM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    الأخ متوكل

    شايفك قدر ما اتحايلت عليك لتناقش الأمور المهمة أبيت مناقشتها تب

    وبما أنك مصر على أن يكون الأمر سرد للكتاب وهذا يعني انك يمكن أن تتحملنا شوية في سرد بعض الكتب التي لها علاقة بالموضوع واعني ما له علاقة مهمة في تقديري أنا قد لا يكون بالنسبة لك كذلك ولك ما تريد لان مسالة المهم هذه كل واحد له في مطلق الحرية ويقدرها كيف يشاء

    الكتاب يا استاذنا متوكل من تأليف إمام عظيم وجليل القدر وعالم كبير شهدت له الأمة بعده وهو الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله والكتاب صغير جمع فيه أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمني سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه ولم يكثر فيه من الكلام وهو من هو طبعا في علم الحديث والرجال

    فاسمح لنا بسرد هذا الكتيب في دارك العامرة وفي بوستك الكبير

    قال الإمام جلال الدين السوطي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين على القوم الكافرين

    الحمد لله الذي شرَّف مقدار من أراد من العباد، وأشهد أن لا إله إلا الله المالك للإشقاء والإسعاد، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله من قام بسبيل الرشاد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأئمة الأمجاد.
    وبعد فهذا كتاب لقَّبتُهً الغُرَر في فضائل عُمَر، أودعته أربعين حديثا مَعزُوَّةً لِمُخرجيها، متبعة ببيان غريب ألفاظها ومشكل ما فيها، والله أسأل أن ينفع بها آمين.

    الحديث الأول
    عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبوبكر وعمر سيِّدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، ما خلا النبيين والمرسلين).
    حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد وغيره.

    الحديث الثاني
    عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).
    حديث صحيح رواه الإمام أحمد وغيره.

    الحديث الثالث
    عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه، عن جده- وما له غيره- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأبو بكر وعمر مني كمنزلة السمع والبصر).
    أخرجه أبو يعلى وغيره.

    الحديث الرابع
    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس).
    أخرجه ابن النجار، وأخرجه الخطيب عن جابر أيضا.

    الحديث الخامس
    عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وزيري يقوم مقامي وعمر ينطق على لساني، وأنا من عثمان وعثمان مني، كأني بك يا أبا بكر تشفع لأمتي).
    أخرجه ابن النجار.

    الحديث السادس
    عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر مني كعينَيَّ في رأسي، وعثمان بن عفان مني كلساني في فمي، وعلي بن أبي طالب مني كروحي في جسدي).
    أخرجه ابن النجار.

    الحديث السابع
    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى).
    أخرجه الخطيب في تاريخه.

    الحديث الثامن
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر خير أهل السموات والأرض، وخير من بقي إلى يوم القيامة).
    أخرجه الديلمي في مسند الفردوس.

    الحديث التاسع
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة).
    أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة وغيره.

    الحديث العاشر
    عن ابن عباس عن أخيه الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عمر مني وأنا من عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان).
    رواه الطبراني في معجمه الكبير وغيره.

    الحديث الحادي عشر
    عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه). حديث صحيح أخرجه الترمذي وغيره.

    الحديث الثاني عشر
    عن أيوب بن موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق فَرَقَ الله به بين الحق والباطل).
    أخرجه ابن سعد هكذا مرسلاً.

    الحديث الثالث عشر
    عن بلال رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جعل الحق في قلب عمر وعلى لسانه).
    أخرجه ابن عساكر.

    الحديث الرابع عشر
    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم وقال: (اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وداء، وأبدله إيمانا -ثلاثا-).

    الحديث الخامس عشر
    عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر).
    أخرجه ابن عساكر.


    الحديث السادس عشر
    وعنه قال صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر).
    أخرجه ابن عساكر أيضاً عن علي والزبير معاً.

    الحديث السابع عشر
    عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر? فقالوا: لشاب من قريش، فظننت أني هو، قلت: ومن هو? قالوا: عمر بن الخطاب، فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته).
    حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد وغيره.

    الحديث الثامن عشر
    عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع دلواً أو دلوين وفي نزعه ضعف والله يغفر له، ثم أخذ عمر فاستحالت بيده غرباً فلم أر عبقرياً في الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بعطن).
    حديث صحيح أخرجه البخاري وغيره.
    الغرب بفتح الغين المعجمة وسكون الراء: الدلو الكبير.
    والعبقري بفتح العين المهملة وسكون الموحدة وفتح القاف وكسر الراء: الرجل الشديد.
    ويفري بسكون الفاء: ينزع.

    الحديث التاسع عشر
    عن سَمُرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت كأن دلواً دليت من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرباً ضعيفاً، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها).
    أخرجه الإمام أحمد وغيره.

    الحديث العشرون
    عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت في النوم أني أُعطيت عساً مملوءاً لبناً فشربت منه حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب) فأولوها قالوا: يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأت منه، وفضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب، فقال: (أصبتم).
    حديث صحيح أخرجه الحاكم وغيره.

    الحديث الحادي والعشرون
    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت قبيل الفجر كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهذه التي يوزن بها فوُضِعتُ في كفَّة ووضعت أمتي في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جيء بأبي بكر فوزن، فوزن بهم، ثم جيء بعمر فوزن، فوزن بهم، ثم جيء بعثمان فوزن، فوزن بهم، ثم رفعت).
    أخرجه الإمام أحمد.
    الحديث الثاني والعشرون
    وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رضى الله رضى عمر، ورضى عمر رضى الله).
    أخرجه الحاكم في تاريخه.

    الحديث الثالث والعشرون
    عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام) فجعل الله دعوة رسوله لعمر بن الخطاب فبنى به الإسلام وهدم به الأديان.
    أخرجه الطبراني في معجمه الكبير بسند صحيح.

    الحديث الرابع والعشرون
    عن أبي بكر الصديق كرم الله وجهه ورضي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اشدد الإسلام بعمر بن الخطاب).
    أخرجه الطبراني في الأوسط.

    الحديث الخامس والعشرون
    عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية الخميس فقال: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام) فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم.
    أخرجه الطبراني في الأوسط أيضاً.

    الحديث السادس والعشرون
    عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما كان من نبي إلا في أمته معلم أو معلمان، وإن يكن في أمتي منهم فهو عمر بن الخطاب، إن الحق على لسان عمر وقلبه).
    أخرجه الطبراني فيه أيضاً.
    المُعلِّم بفتح اللام: الملهم.

    الحديث السابع والعشرون
    عن عصمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو كان بعدي نبي لكان عمر).
    أخرجه الطبراني.

    الحديث الثامن والعشرون
    عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان الله باعثاً رسولاً بعدي، لبعث عمر بن الخطاب).
    أخرجه الطبراني.

    الحديث التاسع والعشرون
    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل عليه السلام فقال: أقرىء عمر السلام وقل له: إن رضاه حكم، وإن غضبه عزّ).
    أخرجه الطبراني.
    الحديث الثلاثون
    عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عزَّ وجلَّ باهى ملائكته بعبيده عشية عرفة عامة، وباه بعمر بخاصة).
    أخرجه الطبراني.

    الحديث الحادي والثلاثون
    عن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى عمر وتبسَّم إليه، فقال: (يا ابن الخطاب أتدري بما تبسمت إليك? قال: الله ورسوله أعلم. قال: (إن الله عزوجل باهى بأهل عرفة، وباهى بك خاصة).
    أخرجه الطبراني.

    الحديث الثاني والثلاثون
    عن مولاة حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه).
    أخرجه الطبراني في الكبير وحسن بعضهم سنده.

    الحديث الثالث والثلاثون
    عن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت عليّ غنم سود وعفر، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف والله يغفر له، فجاء عمر فاستحالت غربا فملأ الحياض وأروى الأودية فلم أر عبقرياً أحسن نزعاً من عمر، فأولت السود العرب، والعفر العجم).
    أخرجه الطبراني بسند صحيح.

    الحديث الرابع والثلاثون
    عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعليه قميص أبيض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمر أجديد قميصك هذا أم غسيل)? فقال: غسيل، فقال: (البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً يعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة).
    أخرجه البزّار.

    الحديث الخامس والثلاثون
    عن أبي ذر في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عمر فقال: (لا تصيبنكم فتنة ما دام هذا فيكم).
    أخرجه الطبراني.

    الحديث السادس والثلاثون
    عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحب عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة، وباهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث الله نبيا إلا كان في أمته محدَّث، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهوعمر). قالوا: يا رسول الله كيف يحدَّث? قال: (تتكلم الملائكة على لسانه).
    أخرجه الطبراني.

    الحديث السابع والثلاثون
    عن الأسود بن سريع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني عمر: (هذا رجل لا يحب الباطل).
    أخرجه الإمام أحمد والطبراني.

    الحديث الثامن والثلاثون
    عن قدامة بن مظعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى عمر فقال: (هذا غلق الفتنة) وقال: (لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرانيكم).
    أخرجه الطبراني والبزّار.

    الحديث التاسع والثلاثون
    عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أنا مت وأبو بكر وعمر وعثمان، فإن استطعت أن تموت فمت).
    أخرجه أبو نعيم وغيره.

    الحديث الأربعون
    عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمار أتاني جبريل آنفاً فقلت: يا جبريل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء فقال: يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر منذ ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر).
    أخرجه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط.
    خاتمة
    أخرج الإمام أحمد والبزّار والطبراني عن عبد الله بن مسعود قال: فضل عمر بن الخطاب الناس بأربعة: بذكرى الأسرى يوم بدر أفتى بقتلهم فأنزل الله عزوجل (لَولا كِتابٌ مِنَ اللَهِ سَبَقَ لَمَسَكُم فيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ).
    وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له زينب: وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزل الله عزوجل (وَإِذا سَأَلتُموهُنَّ مَتاعاً فَاِسأَلوهُنَّ مِن وَراءِ حِجابٍ) وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أيد الإسلام بعمر) ورأيه في أبي بكر كان أول من بايعه.
    وأخرج الطبراني عن طارق بن شهاب قالت أم أيمن يوم قتل عمر: اليوم وهى الإسلام.
    وأخرج أيضاً عن عبد الله بن مسعود: إن كان إسلام عمر لفتحاً وهجرته لنصراً، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي عند البيت حتى أسلم عمر. وفي رواية: ما استطعنا أن نصلي عند البيت الكعبة ظاهرين.
    وفضائله رضي الله عنه أفضل من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، وإنما أردت أن أتبرك بخدمته رضي الله عنه بهذه الصبابة، وامتع من لا يعرف كثيراً من مناقبه ببعضها بجاهل إمامه.
    والله ولي التوفيق وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً، وصلى الله على رسوله ونبيه سيدنا محمد وآله وصحبه وشيعته وحزبه آمين. والحمد لله رب العالمين.
    تم الكتاب العزيز بحمد الله وعونه.

    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-07-2008, 06:06 AM)
    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-07-2008, 06:11 AM)

                  

04-07-2008, 08:57 AM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    الزميل متوكل/ مع " الخطوط العريضة"للشيخ / محب الدين الخطيب
    ما دمت يا متوكل تكلمت في هذا الكتاب بغير الحق , فان من حقنا , ومن
    حق المتابعين الكرام علينا أن نعرف قيمة هذا الكتاب , ولماذا يحقد وينقم
    الشيعة عليه. فأرجو أن يتسع صدرك ولا تظهر غضبا مكظوما و أوحنقامكتوما!
    فمن ضمن أسباب حنقهم وحقدهم على الكتاب الآتي:
    1/الكتاب مكتوب بصيغة " السهل الممتنع" محددا عقائد الشيعة الاثناعشرية(طبعا
    الباطنية أنواع: كالاثناعشرية, والاسماعيلية, والنصيرية والدروز, والزيدية).
    2/التنوع في طرح الأمور التي أثبت الكاتب مخالفة الاثناعشرية لأصول الدين المطهر.
    / قوة الأستدلالات ووضوح الحجة ,والاستشهاد بأقوال علمائهم وسطور مؤلفاتهم.( بذكر
    الكتاب والصفحة على قاعدة" من فمك أدينك"!
    3/الرجوع لفهم الصحابة والسلف الصالح في الرد عليهم , وتزيين الكتاب بسياحة
    تاريخية أمينة تبين من هم هؤلاء السبابين للصحابة. ومن أمثلة عناوينه في هذا الصدد:
    "الطعن في القرآن", كذبهم حتى على علي"رضي الله عنه",الحقد على أبي بكر وعمر,تعظيم قاتل عمر,
    الرغبة في التدمير والانتقام,عقيدة "الرجعة",التحايل على التاريخ الثابت,تفكيرهم لم يتغير,
    الغيب للأئمة, منزلة الأئمة فوق الرسول"صلىالله عليه وسلم", خيانات العلقمي وابن أبي الحديد,
    انشقاق النصيرية,حكاية الباب والسرداب,الشيعة أنفسهم لا يريدون التقريب بل نشر المذهب,
    تلخيص لما ورد ...من فروق الاعتقاد بين السنة والشيعة.ثم خاتمة.
    ملحوظة: كما يقال " العاقل يميز" فعليكم أيها الأخوة والأخوات بمحاولة الحصول على هذه الرسالة
    الصغيرة لنعرف شيعة متوكل عن كثب, ويكون الحكم عليهم واالرأي فيهم بانصاف وروية.

    (عدل بواسطة عماد موسى محمد on 04-07-2008, 09:06 AM)

                  

04-07-2008, 08:47 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
re.ثروت (Re: Motawakil Ali)

    Quote: الاخ متوكل علي

    مرحب بك في المنبر
    و مرحب بك ممثلا احد اهم المذاهب الاسلامية

    و مرحبا بالتعدد.

    و لنا وقفة معك حول التاريخ الاسلامي من المنظور الشيعي و السني
    و المفاهيم العقائدية لكل من المذهبين.

    و شكرا للمفاكرة



    لك شكري وتقديري أخ ثروت
    ونرجو أن نسهم معا في إيجاد بيئة حضارية لحوار موضوعي يؤمن بالتعدد ويحترم خيارات الآخرين
    التاريخ الإسلامي في حاجة إلى قراءة من أجل المستقبل ..
    أما القراءة المنكفئة على الماضي فلا تزيد الأمة إلا تراجعا...


    تحياتي واحترامي


    متوكل
                  

04-07-2008, 09:07 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: re.ثروت (Re: Motawakil Ali)

    كتب الشيخ عبد الرحمن الطقي:

    Quote: أرجو أن تجيب عن سؤالي لك السابق أعلى الصفحة الثانية و ملخصه استخدامك للفصل بالنقاط
    عند ذكر عدد من الصحابة الكرام و قولك هؤلاء مسلمون . و لماذا لا تترضى عليهم و هم الذين
    ذكر الله في كتابه أنه رضي عنهم ؟ أم أن هناك مانعاً يمنعك أن تترضى عليهم ؟



    شيخنا العزيز عبد الرحمن الطقي
    أولا : أؤكد لك صادقا أني أرغب في حوار هادئ وموضوعي خاصة معكم ومع الشيخ عماد موسى والاستاذ كمال عكود.

    ثانيا بما أني شيعي المذهب فإن من الطبيعي أن يختلف موقفي من الصحابة عن مواقفكم...
    وقد أفردت بحثا خاصا لهذا الموضوع فيما تم نشره من الكتاب.. وحتى تتضح الرؤية سوف اقتطع بحثي حول عدالة الصحابة وإدرجه في الأسفل.....
    Quote: و كيف تكون اثني عشري و أنت تعتقد أن القرآن غير محرف ؟


    لأن القول بالتحريف ليس إجماعا عند الشيعة...


    Quote: ؟و لماذا خلعت صفات المدح و التبجيل على علي رضي الله عنه - و هو يستحقها - و سلبتها
    من عمرو بن العاص رضي الله عنه أليس هو هو صحابياً مثله ؟! و إن كان علي أفضل ؟!


    عمرو بن العاص وضع نفسه في مواضع يستحق عليها الذم والنقد لا المدح .. ولذا نقلنا ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام في حقه من قدح وتقريع.. وهناك المزيد عن الرجل....
                  

04-07-2008, 09:27 AM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كمال عكود (Re: Motawakil Ali)

    Quote: فاسمح لنا بسرد هذا الكتيب في دارك العامرة وفي بوستك الكبير


    مرحبا بك أستاذنا كمال عكود والدار دارك ياخي
    وأؤكد لك أني حريصي على التعاطي معك في كل الموضوعات
    وسوف يكون هذا الكتيب محل اهتمامي وقدأورد ملاحظاتي وأطرح عليك اسئلتي لتجيب عليها



    وافر التقدي


    متوكل محمد علي

    [email protected]



    =====================
                  

04-07-2008, 09:37 AM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كمال عكود (Re: Motawakil Ali)

    Quote: وسوف يكون هذا الكتيب محل اهتمامي وقدأورد ملاحظاتي وأطرح عليك اسئلتي لتجيب عليها


    شكرا جزيلا لك أستاذ متوكل

    ومرحبا باسئلتك وأنا حاضر

    مع خالص تحياتي
                  

04-07-2008, 06:24 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خيبر بطولة مطلقة لعلي (Re: كمال عكود)

    في خيبر:«رجلٌ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»:

    وفي «خيبر» كانت البطولة المطلقة لعلي، خرج مع النبي حاملاً رايته، ولم تكن المهمة يسيره، فيهود خيبر من أكثر يهود الحجاز عدداً وأمنعهم حصوناً، وما من حي من اليهود جمع من الأبطال كمثلهم فمنهم مرحب ومنهم ياسر وغيرهم ممن مشت الركبان بذكر شجاعتهم وبسالتهم.
    لدى سماعهم بخبر المسلمين اصطف اليهود وأعدوا العدة لمواجهة طويلة بعد أن أدخلوا نساءهم وأموالهم داخل الحصون، ونشبت المعارك بينهم وبين المسلمين حول الحصون واستبسل الفريقان أياماً، وكان النبي يولي في كل يوم رجلاً من المسلمين قيادة المعركة فيرجع خائباً، وبعث يوماً برايته أبا بكر إلى بعض الحصون فجعل يخوف أصحابه ويخوفونه ويجبنهم ويجبنونه حتى رجع بها إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وفي اليوم الثاني بعث بها عمر بن الخطاب فصنع كما صنع الأول( )، وهكذا غيرهما حتى بلغ الجهد بالمسلمين ونفذ أكثر زادهم وانخفضت معنويات الجند، إلاّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كان مطمئناً إذ لا زال في كنانته سهم لا يخيب وفي جرابه سيف لا ينبو، رجل المهام الصعبة أسد الله الغالب علي بن أبي طالب(ع) في تلك الحال والقلوب لدى الحناجر رفع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) صوته بحيث يسمعه أكثر المسلمين وقال: والله لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله( ) فتطاولت لذلك الأعناق وامتدت الآمال ورجا كل واحد أن يكون هو صاحبها، والعجب أن بعض من رجع بها خائباً بالأمس أخذ يمنِّي نفسه بها كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير( ) وبات أبطال المسلمين ليلتهم تلك وكل يرجو أن يكون رجل الغد الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
    حتى إذا ما كان الغد وحان وقت تقليد الوسام قال لهم النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ادعوا لي علياً، قالوا كيف وهو أرمد العين؟ قال: ادعوه، فجاؤوا به إلى النبي لا يكاد يبصر ما بين يديه فمسح (صلى الله عليه وآله وسلم) على عينيه بيده ودعا له فبرئت عيناه من ساعته، فسلمه الراية قائلاً خذ ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك، فانطلق علي يهرول ومن خلفه كتيبته حتى ركز الراية بين حجارة مجتمعة تحت الحصن، فأطل عليها يهودي من رأس الحصن وقال: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. فقال اليهودي: علوتم وما أُنزل على موسى! خرج إليه أبطال اليهود ودار القتال عنيفاً، حتى إذا ما رأى اليهود كثرة قتلاهم، وقد خرَّ الحارث أخو مرحب صريعاً، جندله علي بسيفه تفرقوا وانخذلوا وفروا إلى داخل الحصن، فعز على قائدهم مرحب مقتل أخيه وهزيمة من كان معه، فخرج من الحصن مزهواً بنفسه فلقيه علي(ع) وبعد اقتتال بينهما علا غباره ضربه علي بسيفه على رأسه حتى وصل السيف إلى الأضراس بعد أن قدَّ الحجر الذي كان يضعه مرحب على رأسه مكان البيضة وقد المغفر وشق رأسه نصفين.
    ولما دنا عليٌّ من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم وضربه رجل من اليهود بالسيف فاتقاه بترسه فوقع الترس من يده فتناول باباً كان عند الحصن وأخذه بيده مكان الترس فظل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه.
                  

04-07-2008, 09:54 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرورا بالعقيلة زينب (Re: Motawakil Ali)

    مرورا بالعقيلة زينب(ع):
    كانت دمشق محطة في طريقي إلى طهران،
    وفي ضاحيتها الجنوبية،
    حيث المرقد الشريف لعقيلة الطالبيين بطلة كربلاء السيدة زينب بنت أمير المؤمنين(ع)،
    حططت رحالي إلى حين.
    بدت خطواتي الأولى باتجاه الضريح الطاهر وكأنها خطوات في عمق التاريخ،
    وما دريت، بالشام كنت أم بكربلاء،
    وقد تلاشت حواجز الزمان والمكان.
    لم يدهشني ما رأيت من تدافع الناس حول الضريح، رغم أنه مشهد لم آلفه من قبل،
    وقد كنت أنا الآخر منجذبا بقوة للالتصاق به،
    وعندما استلمته وألصقت به صدري،
    أحسست بنبض الرسول
    وشممت عرف علي
    ورأيت هالة الزهراء
    وغشيتني أنفاس الحسن
    واحتضنت أشلاء الحسين،
    عندها انتحبت ونشجت وبكيت طويلاً.
    بكيت عن نفسي
    وعن إخوتي الذين تركتهم بالخرطوم
    يحرقهم شوقهم إلى هذه المشاهد الشريفة،
    بكيت من أجل أهلي الذين عرفوا زينب وما عرفوها،
    وأحبوا أهل البيت وما وجدوهم،
    بكيت حنقاً وكرهاً لكل من أسهم في حرمان الأمة من أئمتها،
    فعاشت أجيال المسلمين المتعاقبة في جهل وعزلة عن شجرة النبوة،
    وموضع الرسالة،
    ومختلف الملائكة،
    ومعدن العلم،
    وأهل بيت الوحي..
    خُيِّل لي وأنا أتجول في الطرقات المحيطة بالمقام
    كما لو كنت أمشي بالمدينة المنورة في زمان النبي،
    أو في شوارع الكوفة أيام عليّ،
    لم يتشوش هذا الخيال بمظاهر المدنية الحديثة التي بالمكان،
    فهنا رجال الدين بعمائمهم السوداء والبيضاء،
    و«الحسينيات»، التي هي مراكز الصقل الروحي والتوعية الجماهيرية.
    والمعاهد الدينية «الحوزات» قلاع حصينة في وجه الغزو الثقافي وجسور وصل بين الماضي والحاضر.
    كل ذلك في عاصمة الأمويين
    الذين أرادوا أن يمحوا ذكر محمد وأهل بيته، وأن يعيدوا الجاهلية في ثوب الإسلام.
    عاصمة يزيد الذي ظن غباء أنه قد انتصر على الحسين،
    فإذا به لا يلبث بعد الحسين أن يكون لعنة التاريخ،
    ولا يبقى له في عاصمة مجده الزائف أثر،
    بينما رقية بنت الحسين،
    تلك الطفلة الميتمة،
    التي روّعها يزيد حتى قضت،
    يبقى قبرها مع الأيام لا يزداد إلا شهرة وبريقاً،
    وهنا السيدة زينب التي أذلّت يزيد بين جلاوذته،
    وسخرت من مساعيه الباطلة،
    يكون قبرها قبلة للزائرين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم،
    وبين هذه وتلك مقبرة الفواطم
    التي ضمت نخبة من نساء بيت الوحي،
    وبقيت عبر القرون شاهدة على دناءة قوم ورفعة آخرين



    نقلا من كتابنا (ودخلنا الباب سجدا)



    [email protected]



    ----------------------------
                  

04-08-2008, 02:02 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر لا يحب الباطل ..فهل النبي يحبه؟؟ (Re: Motawakil Ali)

    كتب الأستاذ كمال عكود:

    Quote: الحديث السابع والثلاثون
    عن الأسود بن سريع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني عمر: (هذا رجل لا يحب الباطل).
    أخرجه الإمام أحمد والطبراني.


    أخي كمال... لماذا لم تأت بالحديث كاملا؟
    وما هي المناسبة التي قال فيها النبي عن عمر (هذا رجل لا يحب الباطل)؟
    وماهو هذا (الباطل) الذي يشهد النبي لعمر أنه لا يحبه؟
    وهل كان النبي يحب هذا الباطل الذي لا يحبه عمر؟

    أخي أنا آتيك بتمام الرواية من مسند أحمد..حتى تقوم أنت بالإجابة على أسئلتي أعلاه والتالية:

    حدثنا عبد الله حدثني أبي ثناحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أن الأسود بن سريع قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني قد حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك.
    قال فجعلت أنشده. فجاء رجل فاستأذن أدلم أصلع أعسر أيسر. قال فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووصف لنا أبوسلمة كيف استنصته قال كما صنع بالهر. فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج. ثم أخذت أنشده أيضاً. ثم رجع بعد، فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضاً.
    فقلت يا رسول الله من ذا الذي استنصتني له؟
    فقال هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب .[/U
    ]مسند أحمد / ج: 3 ص: 435 :

    شرح الحديث:
    كان الأسود بن سريع يلقى على النبي شعرا فيه حمد لله ومدح للرسول...
    في هذه الاثناء، دخل عمر، فأمر النبي مادحه بالسكوت.. وبعد أن خرج عمر مضى الشاعر في الإلقاء.
    عاد عمر مرة أخرى .. ومرة أخرى أمر النبي الأسود بن سريع بالسكوت.. فسكت إلى ان خرج عمر فعاد للإنشاد.
    استغرب الأسود بن سريع .. وأراد أن يعرف تلك الشخصية التي من أجلها أسكته النبي مرتين..
    سأل النبي قائلا: من ذا الذي استنصتني (اسكتني) له؟؟؟
    فهم النبي السؤال والسبب.. فكان تبريره للموقف أنه هذا الرجل الذي اسكتك من الإنشاد لأجله هو رجل لا يحب الباطل.. هو عمر بن الخطاب...
    ــــــــــــــــــــــــــ
    يفهم من إجابة النبي أن العمل الذي كان يقوم به الأسود بن سريع بين يدي النبي، وهو الإنشاد عمل (باطل) ... وعمر لا يحب (الباطل) لذلك كان النبي يسكت المنشد المرة تلو الأخرى...

    فهل كان النبي يستمع إلى الباطل ويحبه؟؟؟؟



    ولا حول ولا قوة إلا بالله......




    متوكل




    [email protected]


    =========================
                  

04-08-2008, 03:43 PM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: أخي كمال... لماذا لم تأت بالحديث كاملا؟
    وما هي المناسبة التي قال فيها النبي عن عمر (هذا رجل لا يحب الباطل)؟


    يا صاحبي أنا لم آتي بالحديث لا كاملا ولا ناقصا ّّّّّّّ!!!!! ولو دققت شوية فيما كتب انا من مقدمة لما كان اعتراضك أو سؤالك بهذه الصورة أنا في مقدمتي مما قلت لك الآتي:
    Quote: الكتاب يا استاذنا متوكل من تأليف إمام عظيم وجليل القدر وعالم كبير شهدت له الأمة بعده وهو الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله والكتاب صغير جمع فيه أربعين حديثا في فضائل أمير المؤمني سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه ولم يكثر فيه من الكلام وهو من هو طبعا في علم الحديث والرجال


    فإذن أنا لم أفعل شيئا غير أني نقلت كلام السيوطي رحمه الله بنصه ولا تظن أني بترت النص الذي يوافقني وتركت غيره فليس هذا بعادة لي والحمد لله

    فسؤالك إذن للإمام السيوطي ؟؟ لماذا جاء بهذا الجزء وترك الآخر ؟؟؟؟

    وبما أني انا الناقل لكلامه وهو لا يستطيع أن يرد عليك فعندي الرد وهو من شقين :

    الشق الأول : لماذا جاء السيوطي بهذا الجزء من الحديث ولم يأت بالحديث كاملا ؟؟؟

    أن السيوطي جاء بهذا الجزء لانه محل الشاهد فهو يتكلم عن فضائل عمر فجاء بالجزء الذي فيه الفضيلة لانه ليس في معرض شرح الأحاديث وإنما في معرض الاستدلال على فضل عمر وأنت تعرف أنه في كثير من الأحيان المستدل يأتي بمحل الشاهد حسب ما يقتضيه الموضوع الذي من أجله ساق النص خاصة وأن الناس في زمنه الغالب عليهم العلم فيعرفون هذا الحديث ويحفظه الصغير والكبير

    والشق الثاني : الجواب على الحديث كاملا وتوجيهه:

    والرد وتوجيه الحديث ليس من عندي وإنما من عند إئمة كبار كالسيوطي في العلم والفضل وجهوا الحديث

    لانك تعلم أن احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ليس بينها تعارض وإنما تحتاج للعالم والفقيه الذي فتح الله عليه ليزيل اللبس الذي يقع عند عقول العوام والجهال أمثالنا


    قال أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله:

    الاستدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم منه رخصة وإباحة لاستماع المحامد والمدائح، فقد كان نشيده، والثناء على ربه عز وجل، والمدح لنبيه صلى الله عليه وسلم، وإخباره صلى الله عليه وسلم أن عمر رضي الله عنه لا يحب الباطل أي أن من اتخذ التمدح حرفة واكتسابًا، فيحمله الطمع في الممدوحين على أن يهيم في الأودية، ويشين بفريته المحافل والأندية.

    فيمدح من لا يستحقه، ويضع من شأن من لا يستوجبه إذا حرمه نائله، فيكون رافعًا لمن وضعه الله عز وجل لطمعه، أو واضعًا لمن رفعه الله عز وجل لغضبه. فهذا الاكتساب، والاحتراف باطل، فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يحب الباطل.

    وقال العلامة ابن الأثير: أراد بالباطل صناعة الشعر، واتخاذه كسبًا بالمدح والذم، فأما ما كان ينشده النبي صلى الله عليه وسلم فليس من ذلك ولكنه خاف ألا يفرق بينه وبين سائره، فأعلمه ذلك.

    إذن يا عزيزي متوكل

    النبي عليه الصلاة والسلام مشرع ويبين للناس الحلال والحرام والمباح والمندوب والمكروه
    وقد يطلق الباطل على المباح احيانا ولا يقصد به الباطل الذي هو محرم

    ففي الحديث من الاعجاز بيان إباحة ما كان يفعله المادح باستماع النبي صلى الله عليه وسلم
    وبيان فضل عمر رضى الله عنه بانه يحب الجد ولم يقل عمر اصلا ولا دار بخلده أنه يكره الباطل ورسول الله لا يكرهه حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشا عمر رضى الله

    ومن ذلك كذلك : ما رواه الإمام البخاري رحمه الله عن ‏سعد بن أبي وقاص ‏ ‏قال ‏إستأذن ‏عمر ‏على رسول الله ‏وعنده ‏ ‏نساء‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏يضحك فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله قال ‏ ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال ‏عمر ‏ ‏فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ ‏قلن نعم أنت ‏ ‏أفظ ‏ ‏وأغلظ من رسول الله ‏ ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا‏ ‏فجا ‏إلا سلك ‏ ‏فجا ‏ ‏غير ‏ ‏فجك.
    " فهل معنى ذلك أن الشيطان يهاب عمر ولا يهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ حاشا لله !!

    وإنما النبي عليه الصلاة والسلام يببن فضل عمر وقوته في الحق والنبي عليه الصلاة والسلام يببن فضل من شاء بما شاء من الألفاظ ولا يعترض عليه عليه الصلاة والسلام فلا يقول إلا حقا ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى

    وإنما الواجب هو توجبه الاحاديث ولا يضرب بعضها ببعض

    وهذا فن عظيم من فنون فقه الحديث وهو دفع التعارض الظاهر بين الاحاديث كما هو الحال مع القرآن الكريم
                  

04-08-2008, 04:47 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    Quote: الاستدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم منه رخصة وإباحة لاستماع المحامد والمدائح، فقد كان نشيده، والثناء على ربه عز وجل، والمدح لنبيه صلى الله عليه وسلم، وإخباره صلى الله عليه وسلم أن عمر رضي الله عنه لا يحب الباطل أي أن من اتخذ التمدح حرفة واكتسابًا، فيحمله الطمع في الممدوحين على أن يهيم في الأودية، ويشين بفريته المحافل والأندية.

    فيمدح من لا يستحقه، ويضع من شأن من لا يستوجبه إذا حرمه نائله، فيكون رافعًا لمن وضعه الله عز وجل لطمعه، أو واضعًا لمن رفعه الله عز وجل لغضبه. فهذا الاكتساب، والاحتراف باطل، فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يحب الباطل.

    وقال العلامة ابن الأثير: أراد بالباطل صناعة الشعر، واتخاذه كسبًا بالمدح والذم، فأما ما كان ينشده النبي صلى الله عليه وسلم فليس من ذلك ولكنه خاف ألا يفرق بينه وبين سائره، فأعلمه ذلك.



    استاذ كمال .. أنت إن شئت صدق ما ترويه عن أبي نعيم وابن الأثير من مبررات هي أشبه بكلام الترابي في حديث الذبابة..(فهم سلفك الذين تتعبد الله بآرائهم ومقولاتهم.. أما أنا فاحترامي لعقلي وثقتي بنبيي تمنعني من أن أقحم خطلا كهذا في رأسي...

    ــــــــ
    وهذه طامة أخرى:
    Quote: قال ‏عمر ‏ ‏فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ ‏قلن نعم أنت ‏ ‏أفظ ‏ ‏وأغلظ من رسول الله


    أفظ = أكثر فظاظة
    أغلظ = أكثر غلظة

    فمن يقول لعمر ـ إن صحت الرواية، ولا تصح أبدا ـ (أنت أفظ) يعني أكثر فظاظة ... ممن ؟؟ من رسول الله.. فمامعنى ذلك ؟؟ معناه أن النبي فظ (حاشاه) ولكنك أفظ ...والنبي غليظ (وحاشاه) ولكنك أغلظ...
    ولمن هذا القول ؟؟ لمن قال له ربه : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ )؟؟
    أخي كمال قد لا أكون ضليعا في العربية مثلك، فإذا كنت تفهم من صيغة(أفضل تفضيل) غير الذي تبادر إلى ذهني .. فآتنا به.. علنا نستفيد...

    ــــــــــــ


    Quote: ‏قال رسول الله ‏ ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا‏ ‏فجا ‏إلا سلك ‏ ‏فجا ‏ ‏غير ‏ ‏فجك.
    " فهل معنى ذلك أن الشيطان يهاب عمر ولا يهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ حاشا لله !!



    حاشا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون للشيطان معه سبيلا... ولكن أنت المعني بالإجابة على سؤالك هذا ,... لأن هذا الحديث .. الذي عندنا هو من الأكاذيب الموضوعة.. يثبت ما تريد أن تنفيه ...
    ــــــــــــــــــــ


    Quote: وإنما الواجب هو توجبه الاحاديث ولا يضرب بعضها ببعض


    بل الواجب هو ضرب الرواية الكاذبة عرض الحائط.. ويعرف كذبها بمخالفتها لصريح القرآن ، ولمناقضتها ما نعتقده في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...وقد روى بعض أئمتكم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : "إنه سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم حديثًا، لا يضارع القرآن فلم أقله".. إلا أن أكثرهم لما وجدوا أن العرض على القرآن من شأنه أن يكشف الألاعيب. ويميز الخبيث من الطيب.. اوجدوا لهذا الحديث عللا وأمراضا ورفضوه حفاظا على موضوعاتهم...


    والسلام


    متوكل



    [email protected]




    ===========================
    لا يُعرف الحق بالرجال .. اعرف الحق، تعرف أهله....
                  

04-08-2008, 06:47 PM

كمال عكود
<aكمال عكود
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: استاذ كمال .. أنت إن شئت صدق ما ترويه عن أبي نعيم وابن الأثير من مبررات هي أشبه بكلام الترابي في حديث الذبابة..(فهم سلفك الذين تتعبد الله بآرائهم ومقولاتهم.. أما أنا فاحترامي لعقلي وثقتي بنبيي تمنعني من أن أقحم خطلا كهذا في رأسي...


    صديقنا متوكل كيف أمسيت

    طبعا الإساءة ما اظنها ستخدم أغراض البحوث العلمية وأنا ستجدني إن شاء الله لا أقابلك بمثلها
    وقد لا تكون تقصد الإساءة وأنا أشير لك إليها لعلك لا تستخدمها في مستقبل النقاش خاصة مع مناقش ما أساء لك قط منذ أن بدأنا الحوار فأشير إليك إلى الآتي :

    الإساءة الأولى : قولك فهم سلفك الذين تتعبد الله بآرائهم ومقولاتهم : أما هم سلفى فنعم وأتشرف أن يكون سلفى أمثال أبي نعيم وابن الأثير والسيوطي والبخاري فهم سلف الأمة التي جاءت بعدهم كلها وليس سلفى أنا وحدي أما كوني أتعبد بأرائهم فالمسالة ليست مسالة عبادة بآرائهم المسالة مسالة هم العلماء الذين أمرنا الله بالرجوع إليهم بقوله "فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ولو أنك فتحت قلبك أخي متوكل لتوجيه كلامهم من غير أن تكون رافضا له سلفا لرايت العلم يقطر منه وعلى كل حال أنت وشأنك لا ألزمك بشي لكن أتصور أنه يمكن أن يحترم بعضنا بعضا

    الإساءة الثانية : قولك واحترامي لعقلى وثقتي بنبي إلخ فهذه أعتبرها أشد من الأولى ومفهوم المخالفة أني أنا لا أحترم عقلي ولا عندي ثقة بنبي أسال الله العافية!!!

    ومع هذا فأنا مسامحك في هذه الإساءات لانك قد تكون لم تقصدها وحتى لو قصدتها فأنت في حل من جهتي

    لكن الذي لا أحلك فيه وأطلبه منك شاكرا هو ان تحترم علماءنا وإئمتنا حتى لو كنت أنت ترى أنهم ليسوا علماء ولا إئمة على الأقل احتراما لمحاورك الذي يتعمد أن لا يناقشك إلا بالتي أحسن .


    Quote: وهذه طامة أخرى:


    زميلي المحترم متوكل

    أنا لما ذكرت هذا الحديث في مداخلتى شهد الله أنه قلت في نفسي الآن متوكل سيترك الجاي والجاي ويمسك في هذا الحديث وفي ألفاظه ولذلك أقسم لك بالله أني جهزت الرد على سؤالك هذا قبل أن تنزله ثم خرجت إلى الصلاة

    لان الإشكال يا أستاذ متوكل أننا في نقاشاتنا نفتش عما نظن أنه يسكت الخصم وهذا نقع فيه جميعا ففي كل كتاب السيوطي مثلا لم تأتي إلا بالحديث السابق وتعترض على به وبأني بترته وتبين لك لاحقا اني لما آتي به وإنما هو كلام السيوطي وأنت لم تدقق في بداية نقلي على ما أظن

    وفي هذا لحديث مباشرة ذهبت إلى كلمة أفظ وأغلظ ولم تكلف نفسك أن تبحث لها عن جواب حتى على الأقل عند من يعتقد صحة الحديث وما هو جوابه عليها

    وقبل أن أذكر لك جوابي والذي سآتي به من علمائي وسلفى وهم علماء الأمة كلها وسلفها بحمد الله

    أقول لك:

    قولك
    Quote: تمنعني من أن أقحم خطلا كهذا في رأسي...


    وقولك :
    Quote: إن صحت الرواية، ولا تصح أبدا


    أما تعتقد أنك تثق بنفسك وتعتد بها أكثر من اللازم دعنا نسال الدنيا كلها با أستاذ متوكل ماذا نساوي أنا وأنت بالله عليك بجانب هؤلاء الجبال من العلماء وهل نطاول ظفر أحدهم
    ولا تفهم من كلامي إلغاء عقلك أو إلغاء عقلى ولكن كل شي في موضعه حسن.

    هل تظن أن الحكم على حديث بالوضع في صحيح البخاري لمجرد أننا ما فهمناه على وجهه أو ظننا حسب علمنا البسيط أنه يخالف القرآن وتركنا هؤلاء العلماء وكتبهم العظيمة في تفسير مشكل الحديث او درء التعارض الظاهر ونحوها من المؤلفات التي يعدها حتى أعداء الإسلام من المستشرقين كنوز لا يعلمها فضلها وما فيها من العلم إلا من وفقه الله والإ المنصف ؟؟؟؟!!!!!!!!


    أما الجواب على ما ذكرت من أفظ وأغلظ

    فقول النسوة (أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ) فهو من المشاكلة اللفظية كنحو قول الله تعالى ( نسوا الله فنسيهم ) ومن المعلوم أنّ الله تعالى منزه عن النسيان ، والمراد من كلامهم أنك يا عمر فظ وغليظ في الانكار علينا ورسول الله الذي هو رسول الله ليس فظاً وغليظاً مثلك.

    وزيادة على هذا يندرج تحت هذه العبارة معنى آخر أشار إليه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحداً بما يكره إلا في حق من حقوق الله , وكان عمر يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقا وطلب المندوبات , فلهذا قال النسوة له ذلك ).

    وقال النووي في شرح الحديث ( قال العلماء : وليست لفظة أفعل هنا للمفاضلة , بل هي بمعنى فظ غليظ . قال القاضي : وقد يصح حملها على المفاضلة , وأن القدر الذي منها في النبي صلى الله عليه وسلم هو ما كان من إغلاظه على الكافرين والمنافقين كما قال تعالى { جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } وكان يغضب ويغلظ عند انتهاك حرمات الله تعالى . والله أعلم

    وهذا توجيه جميل ولكن أرجو أن تفتح له قلبك يا استاذ متوكل وتنظر له بعين الرضى وحتى لو لم توافق عليه فهولاء العلماء أرجو أن نحترمهم ونقدر مجهوداتهم في خدمة هذا الدين .

    وهذا يجاوب على سؤالك الآتي :

    Quote: قد لا أكون ضليعا في العربية مثلك، فإذا كنت تفهم من صيغة(أفضل تفضيل) غير الذي تبادر إلى ذهني .. فآتنا به.. علنا نستفيد...


    وأنا مثلك يا صديقي لست ضليعا في اللغة ولكنني أتطفل على مؤائد هؤلاء الجهابذة والعلماء فهم جهابذة في اللغة كما هم جهابذة في الفقه والحديث وشتى أنواع العلوم وحسبك بابن حجر والنووي وغيرهما في ذلك .

    ففي قولهم وقول أهل اللغة لا تأتي صيغة أفعل دائما للمفاعلة بل تأتي بمعنى فعيل ولغة العرب بحر لا ساحل له كما تعلم

    Quote: بل الواجب هو ضرب الرواية الكاذبة عرض الحائط.. ويعرف كذبها بمخالفتها لصريح القرآن ، ولمناقضتها ما نعتقده في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)..


    ومن قال أن هذه الرواية كاذبة أصلا أو مكذوبة فهي عندك يا عزيزي كذلك ولكن عند علماء الأمة ليست كذلك وإنما هي رواية ثابتة وتوجيهها سهل والحمد لله

    ولا تناقض شئيا من القرآن

    ولا تناقض ما نعتقده في رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله وهل تظن أننا سيبقى لنا من الإسلام شئ أن ظننا في رسولنا ظن السؤء نسال الله السلامة والعافية

    أما قولك :

    Quote: وقد روى بعض أئمتكم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : "إنه سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم حديثًا، لا يضارع القرآن فلم أقله".. إلا أن أكثرهم لما وجدوا أن العرض على القرآن من شأنه أن يكشف الألاعيب. ويميز الخبيث من الطيب.. اوجدوا لهذا الحديث عللا وأمراضا ورفضوه حفاظا على موضوعاتهم...


    قولك هذا يا عزيزي يجافي البحث العلمي فالواجب عند الأمة منذ الصدر الأول إلى يومنا هذا والمتفق عليه هو أن السنة وحي كما أن القرآن وحي والفرق هو أن القرآن وحي بلفظه ومعناه والسنة وحي بالمعنى واللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث غير أنه حكم عليه بعدم الصحة سندا ومن خلال صنعة المصطلح كذلك هو يخالف هذه الحيثية وهي ان كلامه صلى الله عليه وسلم وحي فإذا ثبت فلا يعرض على القرآن بل يعمل به لانه يقينا لا يخالف القرآن ما دام أنه حديث ثابت فهو إما موافق للقران وإما مفسر وشارح له كما هو التفصيل المعروف بالنسبة لموقف السنة من القرآن الكريم

    وهذا له مجالاته وله تفصيله في كتب أهل العلم

    وليست المسالة مسالة اتهام لعلماء الأمة بالهوى في التضعيف والتصحيح والله ما رفضوه حفاظا على موضوعاتهم كما قلت أخي وإنما الوضاعون هم من كشفهم وبين باطلهم ووضعهم وكذبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

    والحمد لله رب العالمين

    ونتواصل بالتي هي أحسن

    والسلام ختام

    (عدل بواسطة كمال عكود on 04-08-2008, 07:05 PM)

                  

04-08-2008, 07:49 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: كمال عكود)

    Quote: طبعا الإساءة ما اظنها ستخدم أغراض البحوث العلمية وأنا ستجدني إن شاء الله لا أقابلك بمثلها
    وقد لا تكون تقصد الإساءة وأنا أشير لك إليها لعلك لا تستخدمها في مستقبل النقاش خاصة مع مناقش ما أساء لك قط منذ أن بدأنا الحوار


    استاذ كمال
    قبل أن أقرأ باقي مداخلتكم أؤكد لك أني لم أقصد الإساءة.. ولك العتبى يا أخي حتى ترضى... وأشكرك على التوجيه....
    ولي عودة بإذن الله

    تحياتي واحترامي

    متوكل..
                  

04-08-2008, 09:02 PM

Motawakil Ali
<aMotawakil Ali
تاريخ التسجيل: 03-26-2008
مجموع المشاركات: 2864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: أما تعتقد أنك تثق بنفسك وتعتد بها أكثر من اللازم دعنا نسال الدنيا كلها با أستاذ متوكل ماذا نساوي أنا وأنت بالله عليك بجانب هؤلاء الجبال من العلماء وهل نطاول ظفر أحدهم
    ولا تفهم من كلامي إلغاء عقلك أو إلغاء عقلى ولكن كل شي في موضعه حسن.

    هل تظن أن الحكم على حديث بالوضع في صحيح البخاري لمجرد أننا ما فهمناه على وجهه أو ظننا حسب علمنا البسيط أنه يخالف القرآن وتركنا هؤلاء العلماء وكتبهم العظيمة في تفسير مشكل الحديث او درء التعارض الظاهر ونحوها من المؤلفات التي يعدها حتى أعداء الإسلام من المستشرقين كنوز لا يعلمها فضلها وما فيها من العلم إلا من وفقه الله والإ المنصف ؟؟؟؟!!!!!!!!


    الأستاذ كمال ..
    أكيد تقديري واحترامي لك...
    القول بأننا لا نساوي شيء بجانب العلماء السابقين، هو قول فيه نظر...
    العلماء في كل عصر لم يكونوا على راي واحد...
    ونحن اليوم مطالبون بالنظر في كل الآراء وترجيح ما نراه، وفقا للمنهج العلمي، موافقا للدين...
    وإلا فسوف يكون انحيازنا لهذا العالم دون الآخر مبنيا على أساس مذهبي فقط ، وهو أساس خاطئ قطعا..
    والقول بالوضع في حديث في صحيح البخاري أو غيره لا ينبغي أن يكون ناتجاعن عدم الفهم للحديث.. بل على أساس عقيدتنا في الله وفي الرسول وفهمنا لكليات الدين وأصوله... وهذا أمر يمكن تحقيقه في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى...
    أما العلماء وكتبهم العظيمة، فعلينا أولا أن ندرس سيرة هؤلاء العلماء ونتعرف على مواقفهم المختلفة، وأراء بعضهم في البعض الآخر...
    هل تعلم أخي كمال أن أشهر رجال الجرح والتعديل في مذاهب السنة كان لأكثرهم رأيا جارحا في آخرين منهم؟؟؟
    فإذا ماوجدنا زيدا من العلماء يجرح عمرا، وهذا طود وهذا علم، أليس من حقنا أن نتثبت من أمرهم وندرس حالهم لنعرف المحق منهم من المبطل، وما إذا كانا معا على باطل؟؟
                  

04-08-2008, 11:45 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ودخلنا الباب سجدا .. تجربة جماعية في التعرف على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) واعتناقه.. (Re: Motawakil Ali)

    Quote: Quote: وإنما الواجب هو توجبه الاحاديث ولا يضرب بعضها ببعض



    بل الواجب هو ضرب الرواية الكاذبة عرض الحائط.. ويعرف كذبها بمخالفتها لصريح القرآن ، ولمناقضتها ما نعتقده في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...وقد روى بعض أئمتكم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : "إنه سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن حدثكم حديثًا، لا يضارع القرآن فلم أقله".. إلا أن أكثرهم لما وجدوا أن العرض على القرآن من شأنه أن يكشف الألاعيب. ويميز الخبيث من الطيب.. اوجدوا لهذا الحديث عللا وأمراضا ورفضوه حفاظا على موضوعاتهم...


    والسلام


    متوكل



    عضو المنير متوكل/من قواعدكم "المهلكة" التي أدت بكم الى ردالأحاديث النبوية والطعن في الأصحاب:زعمكم مخالفة الروايات
    المرفوضة منكم ل"صريح القرآن"!, ولمناقضتهاماتدعون اعتقاده في رسول الله (عليه الصلاة والسلام).وهذا -لعمر الله-جهل عريض
    اذ ان صريح القرآن نفسه لا نعرفه الا بتفسيرالقرآن بالقرآن, أو تفسير القرآن بالسنة , أو تفسير القرآن بكلام الصحابة.
    ولو كان صريح القرآن معيارا لرد الحديث,لرد الناس كثيرا من الأحكام والخيروالسنة.فمثلا قال تعالى(والسارق والسارقة
    فاقطعوا أيديهما). أليس الصريح يدل على قطع الأيادي كلها؟ ولكن جاءت السنة العمليةببيان كيفيةالقطع من مفصل الكف)فقط
    , وجاءت السنة القولية ببيان مقدار المال الذي يكون فيه القطع, للحديث:" لا قطع الا في ربع دينار فصاعدا" أما زعمكم مناقضتها
    ما تعتقدونه في رسول الله فهذا كلام عام و"عائم"!لأن الناس قد تختلف في هذا المعيار.فبان بذلك الزيغ وسوء الفهم للشريعةليؤدي
    الى "مصيبة ثلاثية الأبعاد"!!وهي1/الطعن في نقلة الأحاديث( الصحابة)وبالتالي2/ رفض الأحاديث التي نقلوها بكل أمانة بشهادة الأعداء.
    3/الفهم الخاطئ للقرآن القائم على اتباع الهوى في تفسيره ولذلك تجد عجبافي كتبهم. وحتى القرآن لم يسلم من الطعن فيه لأن الصحابة
    هم الذين اعتنوا به.( تأمل في طعن"متوكل" في كتابه في حق الصحابة, خاصة عمر وعثمان وعمرو رضشي الله عنهم.)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de