وحكومة المؤتمر الوطني تعمل لإستدامة حكم جنرالاتها للسودان.2-3 بقلم صديق منصور الناير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2015, 04:37 PM

صديق منصور الناير
<aصديق منصور الناير
تاريخ التسجيل: 10-09-2014
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وحكومة المؤتمر الوطني تعمل لإستدامة حكم جنرالاتها للسودان.2-3 بقلم صديق منصور الناير

    03:37 PM Apr, 21 2015
    سودانيز اون لاين
    صديق منصور الناير-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    الحركة الشعبية تتخبط والجبهة الثورية والقوي السياسية تبحث عن ذاتها ووحدتها
    وحكومة المؤتمر الوطني تعمل لإستدامة حكم جنرالاتها للسودان...

    بقلم/ صديق منصور الناير...
    نائب رئيس المجلس التشريعي الأسبق
    لولاية جنوب كردفان / جبال النوبة...

    كنا قد تناولنا التسريبات الأولى لجنرالات المؤتمر الوطني مع رئيسهم وهم يخططون لإستدامة حكمهم للسودان في المقال السابق أي الحلقة الأولى للسلسلة الثلاثية من هذا المقال وكنا قد طرحنا عدة أسئلة في نهايتها وكان أهمها إذا كان المؤتمر الوطني يعمل لإستدامة حكمه للسودان كما ورد في تسريباتهم .. فما هو الدور المناظر للمعارضة السياسية والقوى الثورية المسلحة التي تعمل معاً لإسقاطه ؟ .... وما هي إستراتيجياتهم في إدارة ومواجهة تحدياتهم وصراعاتهم الداخلية في ظل الصراع المصيري مع الحكومة المركزية في الخرطوم ؟ وما هو دور المجتمع الدولي في ظل الصراعات الإقليمية والدولية تجاة ما يدور في السودان ؟
    قبل الدخول للإجابة على هذه التساؤلات حسب وجهة نظرنا من خلال التحليل الذي ورد في المقال السابق من التسريبات التي وضحت الخطط المستقبلية للمؤتمر الوطني رغم التحديات الجسام التي تجسدت في الواقع الميداني للصيف الحاسم والفشل الذريع للإنتخابات التي أصطدمت بالبرنامج المتفق علية (أرحل ) بالإضافة للعمليات الميدانية في مواجهتها ، سنتناول وضع المعارضة بشقيها مع التصنيف بصورة مختصرة فقط للمقارنة لتحديد ولو البعض من الجوانب التي نحتاج وبالضرورة التعامل معها حتى نخرج من هذا النفق المظلم إلى رحاب أوسع يلبي تطلعات الهامش السوداني بالصورة المقبولة على الأقل .
    فبنظرة سريعة وفاحصة يمكن تقسيم المعارضة السياسية والمسلحة إلى الآتي :-
    1/ القوى السياسية المعارضة أي المعارضة السلمية والتي تهدف لإسقاط حكومة الخرطوم وإنفاذ البرنامج الإصلاحي الديمقراطي في السودان .
    2/ الجبهة الثورية السودانية أي تحالف كاودا للحركات المسلحة والتي تعمل هي الاُخري لإسقاط حكومة الخرطوم وبالتالي إزالة الظلم والتهميش تحقيقاً للحرية والعدالة والمساواة .
    3/ حركات دارفور المسلحة وهي فصيل من الجبهة الثورية السودانية والتي تسعي بل تبحث عن ذاتها في إطار التحالف بعد أن فشلت للتوحد في إقليمهم دارفور كجبهة لها كيانها وذاتيتها في مواجهة ظلم وإستبداد حكام الخرطوم .
    4/ الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال كما يسمونها وهي ما تبقي من الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد إنفصال جنوب السودان لتفرز دولة حديثة وليدة مأزومة بأزمات السودان القديم وهو موضوع المقال لأن أزماتها مصطنعة عمداً مِن مَن تم تكليفهم لتحقيق التحول والإنتقال الديمقراطي لمواصلة النضال بأشكاله المختلفة كما جاء في برنامج ودستور الحركة الشعبية قبل المفاصلة .
    القوي السياسية أو المعارضة السياسية كما يسمونها :-
    من الواضح أخي القارئ ما تعانية هذه الجبهة من تحديات ربما داخلية فيما بينها والذي إنعكس من خلال التخبط الكبير والذي ظهر من كثرة الإتفاقيات والإندفاع الشديد للحصول على النتائج دون الدراسة المتأنية لمجريات الأحداث والواقع الذي يحيط بطبيعة الصراع من ناحية.. وعدم التقييم الصحيح للعدو ومقدراته من الناحية الاخري.. زد على ذلك الإستخفاف بدور المعارضة المسلحة وعدم إعطائها الدور الريادي الذي يفترض أن تلعبة في قيادة العملية السياسية برمتها . والإتفاقيات التي تمت في إعتقادنا حراك سياسي مهم ولكن بدون نهايات ملموسة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصروثيقة الفجر الجديد، إعلان باريس، إتفاق موسى هلال، إتفاق أديس أبابا، نداء السودان وإعلان برلين والبقية ستأتي وهي دائرة وحلقة مفرغة توهت حتى منظري هذا الحراك ، نعم هناك حقائق وردت في محتويات معظم هذه الإتفاقيات ولكن ليس بالإتفاقيات المكتوبة على الورق وحدها يتم إسقاط النظام !! والغريب في الأمر هو ذهاب موقعي هذه الوثائق إلى الخرطوم أمثال فاروق أبو عيسى ومكي مدني وفرح عقار رغم التجارب السابقة، فعندما تم توقيع وثيقة الفجر الجديد تم إعتقال موقعيها بعد عودتهم إلى الخرطوم وإستجوابهم للدرجة التي جعلهم يتنصلون من مبادئهم التي وردت في الوثيقة ونحن نعتقد بأن هذا التحدي في غير محله وبدون أسلحة لمقارعة من يتحدونه في الخرطوم ، ولا ندري أهو غباء أم هو محاولات للبحث عن البطولات والشهرة بالفهلوة والدخول المتعمد في سجون نظام الخرطوم ؟ أم هو تمثيلية يقوم بإخراجها الجلابة أنفسهم بمداعبة سخيفة مع أهلهم الحاكمين في الخرطوم .
    ورأينا الواضح هو أن القوى السياسية قد فشلت وهي تقفز لتحالف المؤتمر الوطني الحاكم تارة وتخرج لتعمل كمعارضة سياسية تارة أخري وتزيد لتداعب الثوار والحركات المسلحة التي تحارب الخرطوم بدعوي إسقاطها وإزالتها من الوجود .وما بين هذا وذاك فهي تعمل أيضاً للكسب السياسي في حدود مصالحها الممكنة ، مما يؤكد عدم إستقرارها وبالتالي فشلها في تحريك قواعدها التي أصبحنا نشك في مبدأ أن تكون لها قواعد في الأساس، وإلا لما عجزوا في إحداث الحراك الثوري كما حدث في دول الربيع العربي إبتداءاً من تونس ومصر واليمن وسوريا في ظاهرة ملفتة للنظر ، فكل ما حدث هناك كان بتوجيه من القيادات السياسية للأحزاب والقوى المدنية الحديثة والتي تمثلها منظمات المجتمع المدني كالشباب والمرأة والمنظمات العمالية كالنقابات وهي تبحث عن ذاتها في خضم المعترك السياسي الذي يعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية في مجتمعاتهم .ونعتقد جازمين بأنهم إي القوى السياسية والأحزاب الحالية لم تتمكن من إيجاد البرامج المقنعة لقواعدها السياسية حتي تتجاوب معها عملياً في إطار حملاتها لإسقاط النظام في الخرطوم ، لذلك نجد أن المجتمع الدولي نفسه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقف لتدعم المعارضة السودانية بأشكالها المختلفة السلمية والمسلحة لأنها ضعيفة وبلا برنامج سياسيى مقنع كبديل لنظام الحكم الظالم فى الخرطوم بعد إسقاطه، خوفاً من تكرار ما حدث في ليبيا من إحتراب وإقتتال بين الثوار الفرقاء بعد إسقاط القذافي، مجموعة هفتر من جانب والإسلاميين أنصار البغدادي مؤسس الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ( داعش ) ، أو ما يحدث في اليمن بعد الإستجابة للمبادرة الخليجية وإبعاد الرئيس علي عبدالله صالح وبلغ الإحتراب ذروته بين الحوثيين ( أنصار الله ) ومن خلفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح نفسه المدعومين من إيران، والرئيس الشرعي عبدو ربو منصور في وجهة نظر الغرب وحلفاؤها في المنطقة .. بالإضافة إلى العراق التي تحارب نفسها بنفسها ما بين الشيعة بقيادة نوري المالكي سابقاًوحيدر العبادي في الحكومة الحالية المدعومين من إيران والسنة المنقسمين ما بين داعش وتنظيم القاعدة بقيادة أتباع بن لادن. حروب طاحنة ناهيك عن ما يحدث في مصر وتونس من تفجيرات ومواجهات مع ما يسمونهم بالإرهابيين أو الإسلاميين المتشددين بقيادة الإخوان المسلمين الذين أُطيح بهم في ثورة غريبة رغم إكتساحهم الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في مصرمما أفرز ما يحدث الآن من كر وفر في سيناء والإخلاء للقري ومدنٍ بأكملها بدعوى تنظيفها من الإرهابيين مقابل ذلك نجد التفجيرات وقتل السواح في تونس ومعارك على الحدود الجزائرية كل ذلك أمثلة بسيطة تعكس الإفرازات والتجارب المخيفة التي يبني عليها المجتمع الدولي برامجها وإستراتيجيتها لدعم الثورات بغرض تحقيق الديمقرطية وتحقيق العدالة التي تساهم في الإستقرار، والإستقرار نفسه في نظر المجتمع الدولى يعني مصالحه في دول الثورات ... إذن لا بد للمعارضة السياسية التي ترفض إستخدام السلاح ضد الحكومة وتحاول إسقاطها بالمظاهرات أن تعيد النظر في برامجها وترتيب أوضاعها والعقلية التي تفكر بها في التعامل مع الآخرين خاصة مع الحركات الثورية المسلحة، فعلاقة المصلحة هي التي تجمع كل تلك الأطراف في ظل وحدة الهدف أو العدو إن صح التعبير ، لأنها تبني برامجها على القوة الدافعة للحركات المسلحة وتعتقد بأن هذه الحركات لا تمثل لها سوى أدوات لمحاربة نظام الخرطوم وإسقاطها وبالتالي إعادة السلطة التي سلبها منها الإنقاذيون أو غيرهم من الحكام السابقين في السودان، كل ذلك على حساب الحركات المسلحة التي تحارب بفهمها هي الاُخرى لإسقاط النظام ، يعني بالمختصر المفيد أن الحركة الشعبية وحركات دارفور تحارب لكي يعود الصادق المهدي رئيساً أو رئيساً للوزراء حسب نظام الحكم الذي سيتم الإتفاق عليه في المؤتمر الدستورى ، أو أن يأتي فاروق أبو عيسى أو علي محمود حسنين ، لا يا رفاق على القوي السياسية أن تعلم وتعي في آن واحد بأن ثورة التصحيح يشمل حتي العقلية التي يفكر بها سياسيي العصور الحجرية في السودان ، لأن هذه العقلية التقليدية هي التي جعلتنا ندور في فراغ تفكيرهم الذاتي والمرتبط بمصالحهم الإستراتيجية والمبني على أيديولوجية الذات أما أنا.. أو عليّ وعلى إعدائي . فالحركات الثورية أيتها المعارضة السياسية قد نضجت فكرياً ووعيت الدروس ولها فهمها الخاص لعملية النضال هذه فلا يمكن أن أقاتل وأموت لتتكرر مسرحية الرئاسة لآل البيت ( المهدية أو الميرغنية ). ولماذا لا أقوم بإستكمال البرنامج الثوري التصحيحي بنفسي حتي نضمن النهايات الحقيقية دون إنحراف، ولا نعني هنا أقصاء الآخر ولكن يجب على الآخر هذا أن يعترف بأهمية دوري القيادي في عملية التغيير .


    الجبهةالثورية السودانية :-
    الجبهة الثورية السودانية كتحالف إستراتيجي نعتقد بأنها كانت فكرة جيدة من حيث المبدأ إلا أن مؤسسيها ينقصهم بعد النظر والفهم العميق للعدو لأن تكوينها كان حماسياً لذلك لم يتم تحديد آلياتها بالصورة المفصلة التي تقود الصراع السياسي والمسلح إلى نهاياتها المطلوبة بحانب ذلك طغي صراع المصالح على إدارة هذه الجبهة فمالك يريد أن يبقى رئيساً دون أن يحل مشاكل حتي الحركة الشعبية التي غرقت في وحل صراعاتها السياسية، وحركات دارفور هي الاُخري لا تتفق حتى للدورة الرئاسية لذلك لم تسير الأمور كما خُطط لهذه الجبهة من قبل المبادرين لها ، ونحن نعتقد بأن هذه المنظومة رغم أهميتها من الناحية الإستراتيجية إلا أنه يساورنا شكوك كثيرة في أنها ستنجح في إجبار المؤتمر الوطني للجلوس والتفاوض الجاد ، وتأكيداً لذلك نجد أن العناصر المكونة للجبهة الثورية السودانية وحلفاؤها رغم إطلاعهم لكل التسريبات لم نجد منهم ما يعكس حتي مجرد التفكير للرد على مخرجات تسريبات إجتماعاتهم أو على الأقل التعامل الجاد مع خطط وإستراتيجيات هذا النظام بل العكس هو الصحيح، فالتباعد وعدم الإنسجام بين مكونات الجبهة هي السمة السائدة ومن الواضح أنها قد ترهلت وتباعدت المسافات فيما بينها وكأنها وُلدت ميته ، وكنا ندرك بأن هذا التحالف لن يكتب له النجاح للإختلافات الأيديولوجية الحادة والكبيرة فيما بين مكوناتها ، رغم أن طبيعة الصراع مع الخرطوم الذي تبني آيدولوجية الإسلاموعروبية كان يتطلب تجاوز هذه الفوارق بالفهم السياسي المتقدم والكبير لأن العدو واحد ويستخدم حيل وتكاتيك كثيرة مما يتطلب معه التفكير العميق والمدروس لإبتكار الطرق والوسائل التي تساعد على أحياء التحالف على أسس تضمن إستمراره في الصراع ضد المركز . ولا زلنا نعتقد بأن الفرصة ما زالت موجوده لإعادة النظر ليس في الجبهة الثورية لوحدها بل لكل مكونات الجبهة الثورية كلٍ على حِده، لترتب كل واحدة ذاتها من حيث التنظيم والتأسيس ثم بعد ذلك يأتي دور تنظيم الجبهة نفسها وهذا في إعتقادنا ممكن لأن الهامش السوداني يحتاج إلى توحيد كل الجبهات والتوجة لدك حصون المركز، لذلك نكرر هنا بأنه هناك ضرورة ملحة لإعادة النظر في ترتيب الأوضاع السياسية والإستراتيجية والعمل على أعادة ترتيب برامجها من حيث الأولوية وإعادة هيكلة مؤسساتها لتواكب ما يحدث من تطورات سياسية وإستراتيجية لأن نظامٍ يستخدم كل إمكانيات الدولة الداخلية بالإضافة لعلاقاتها الخارجية فلا يعقل أن نرفع شعارات أسقاط النظام ونحن في وحل من الصراعات الداخلية ، وعدم القدرة على إدارتها زد على ذلك غياب التفكير الإستراتيجي الذي يقود إلي تحقيق التحول الديمقراطي الذي نريدة في السودان.
    الحركة الشعبية لتحرير السودان :-
    الحركة الشعبية لتحرير السودان كتنظيم سياسي مناهض لهيمنة المركز أنتقل الى العمل المسلح منذ أكثر منذ 30 عاماً بعد أن إقتنع قادتها بعدم جدوى العمل السياسي بدون آليات المصادمة مع حكام الخرطوم ويبدو أن قراءتهم للصراع السوداني كان صحيحاً إذ لم يجلس حكام الخرطوم للتفاوض الجاد إلا بعد أن فرضت الحركة الشعبية وجودها السياسي و الميداني من خلال الجيش الشعبي لتحرير السودان على مدار العشرين سنة من الحرب الاولى والإتفاق الذي تم في رأينا كان ناقصاً لانه لم يلبي تطلعات كل مناطق الحركة الشعبية ومن الطبيعي أن يواصل أبناء تلك المناطق النضال لتحقيق أهدافهم لذلك إندلعت الحرب بعد إنفصال الجنوب ولا يعنينا كثيرأ هنا من البادئ بالحرب! المؤتمر الوطني أم الحركة الشعبية !! المهم هنا أنه كان لا بد من قيام حرب أخري لإستكمال مشروع التحرير الذي أصبح عصياً لأسباب سنذكر بعضها للتوضيح لاحقاً ، لقد إعتقد حكام الخرطوم بأن الجنوب هو أس المشكلة السودانية وبالتخلص منه سيكون من السهل القضاء على ما تبقى من الحركة الشعبية في جبال النوبة والنيل الأزرق ويبدو أن حساباتهم كانت غير صحيحة، لأنهم نسوا بأن النوبة هم العمود الفقري لجيش الحلفاء في كل الحروب العالمية ومن قبلها الإمبراطورية العثمانية وبالأمس في الجيش السوداني والجيش الشعبي معا، واليوم فإن النوبة يقاتلون دفاعاً عن أنفسهم لأن الحرب أصبح واقعاً مفروضاً عليهم فلا يمكن أن يتم القضاء عليهم بهذه البساطة، لذلك نعتقد بأنه من الضروري التفكير ملياً قبل الدخول في هذا الرهان الخاسر فلولا تخبط قيادات الحركة الشعبية الحالية وسوء تقديرهم لحسابات الصراع الدائر حالياً لتغير الأمور لصالح الحركة الشعبية منذ الأيام الأولى من الحرب، ولكن ما حدث من إرتباك في الفترة من قبل إنفصال الجنوب وحتى قيام الحرب في جبال النوبة أدي إلى هذا الخلل السياسي الكبير . ونحن نجزم بإن إنفصال الجنوب نفسة هو واحدة من الأخطاء الإستراتيجية الكبيرة التي أرتكبت في تاريخ السياسة السودانية، فقد تسبب فيه كل الحكومات السودانية المتعاقبة على حكم السودان وختمها أمراء الحرب بالمؤتمر الوطني ، هذا الإرتباك أفرز القيادة الإنتقالية للحركة الشعبية شمال، وجاء الإنفصال ليخلق الفراع الكبير في مؤسسات الحركة الشعبية القومية والولائية بعد أن أصدرت القيادة الإنتقالية القرارات التي نعتبرها خرقاً واضحاً للدستور ومبادئ الديمقراطية التي تعمل الحركة الشعبية لتطبيقها بعد إسقاط نظام الخرطوم وهذه حقيقة مصيبة لم يخطر ببال أحد من الذين يتدافعون بحسب الطرح الظاهري لمشروع الحركة الشعبية، وفي نظرنا فالقيادة الإنتقالية قد إنحرفت من ما جاء في منفستو ودستور الحركة الشعبية لتحرير السودان بمجرد إعلان الأمين العام المكلف حل كل المؤسسات الولائية والقومية بإستثناء مجلس التحرير القومي والذي قصد منه الإنفراد الكامل لثلاثة أفراد فقط بإدارة هذا المشروع الكبير وزادوا بإجازة دستورهم الخاص الذي رفضه كل الكادر السياسي . والمشكلة هنا تكمن في مبدأ المسائلة والمحاسبة خاصة عند غياب المؤسسات القومية كمجلس التحرير القومي والمكتب السياسي وهذا طبعاً لتعذر إقامة المؤتمر العام في الوقت الحالي بسبب الحرب الدائرة كواحدة من العلل الذي يتعلل بها القيادة الحالية، وبهذا الفراغ المتعمد لا توجد جهه لتحاسب أو على الأقل توجه القيادة في الإطار القانوني لهذا المشروع إلا رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل الإنفصال والذي أصبح فيما بعد رئيساً لجمهورية جنوب السودان وبالتالي رئيساً لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في الدولة الوليدة وذلك فقط من باب النصح بحكم العلاقة القديمة، وهذه الخطوة ستدخله في إشكاليات مع الحكومة السودانية التي تدعي دعم حكومة الجنوب لحركات التمرد رغم إنتفاء ذاك تماماً، ولكننا نعتقد بأنه من الضروري تقديم النصائح التي تخدم العملية السلمية والسلام الذي ينشدة الجميع . إذن الكرة الآن في ملعب القيادة الإنتقالية المكلفة للعبور بهذه لسفينة إلى برالأمان ، وذلك بإعادة النظر في الوضعية السياسية والتنظيمية للحركة الشعبية ، هذا طبعاً إذا أدركوا وتفهموا الدور القيادي للحركة الشعبية كأساس والعمود الفقري للعملية النضالية برمتها ضد نظام الحكم في الخرطوم، مما يعني بأن النضال في حد ذاته سيكون مختلاً إذا إستمر الوضع على ما نراه الآن ونعيشة، والمطلوب هو إعادة النظر في كل القرارات التي أتخذت، خاصةً ما جاءت في حق بعض القيادات بناءً على التقارير الأمنية الغير دقيقة التي رفعت دون دراسة أو تحليل موضوعي مما أفقد الحركة الشعبية قيادات لها قامات وأدوار أساسية في النتائج التي تعيشه الحركة الشعبية الآن بما في ذلك دولة جنوب السودان الحالية .. وهنا يجب أن نكونوا واضحين مع أنفسنا في مواجهة الحقائق دون مواربة . الحقيقة أخي القارئ هي أن بعض القيادات تعمل لطمس الحقائق وتخلق الصراعات عمداً لإبعاد من يعتقدون بأنهم المنافسين لهم ، أو لمساعدة بعض القيادات في الصراع الخفي لتنفيذ أجندات على حساب المشروع القومي الكبير للحركة الشعبية لتحرير السودان أدى ذلك إلى المحسوبية والفساد السياسي والإخلاقي والإداري مما خلق الجفوة والتنافر الحاد بين القيادات النافذة، وإمتد الأمر إلى العداوة السافرة بين رفاق كانوا في خندق واحد ضد العدو في الخرطوم .. وفي ظل هذا الوضع تسلقت قيادات أخري على حساب قيادات الصف الاول بمساعدة آخرين ليخلقوا الفتنة التي نخشى من أن تمتد لتقضي على اللين واليابس مما بُنِيَ في نصف قرن من الزمان.
    أخي القارئ إن الصراع الحالي في الحركة الشعبية بين القيادات يذكرني بما قام به الرئيس النيجري الأسبق بابا نجيدا، فعندما إشتد الصراع والتنافس بينه وبين ضباط الصف الأول خاف على نفسه وإعتقد بأنهم يحبكون مؤامرة للإطاحة به لذلك قام بأعقالهم وحبسهم جميعاً وصعد على أثرهم ضباط من الصف الثاني لينفرد هو بدعمهم في القيادة العسكرية والسياسية وبالتالي رئاسة نيجريا .. وعندما إطمئن على وضعه القيادي أفرج عنهم جميعا بعد سنتين من الحبس وعزم لإعادتهم إلى الخدمة العسكرية ليأخذوا مواقعهم القيادية !! إلا أن الضباط الصف الثاني المصعدين في غياب ضباط الصف الاول رفضوا هذا الإتجاة بشدة مما أضطره لإحالتهم للمعاش جميعاً وأعتقد بأن ما يحدث في الحركة الشعبية شبية لما حدث في نيجريا .. مع الفرق الكبير فهنا حرب ضروس وهناك سلطه وجاه ووجاهه . إذن لماذا الصراع، ونحن نحتاج لبعضنا البعض ( تابى الرماح إذا إجتمعن تكسراً .. وإذا تفرقت تكسرت أُحادا ) هذا يذكرنا من الجانب الآخر القيادة المتفردة والحكيمة لقائد الثورة الدكتور جون قرنق دمبيور فرغم الإنشقاقات الحادة والحروبات الطاحنة إلا أنه إستطاع أن يحسم بشدة أحياناً وبإستخدام الحكمة أحياناً أخرى.. لذلك إستطاع أن يعبر بسفينة الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى محطة السلام بنيفاشا وهذا في إعتقادنا نجاح ربما كان من الممكن إستكماله حسب فلسفته إذا مد الله في عمرة ولكن هذه هي مشيئة الخالق لذلك وقفت قيادته عند هذ الحد وترك الحبل عن القارب ليطفوا بنا بلا وجهة !! وبدأ معه الإرتباك والإضطراب في إدارة الحركة عموماً، وما يعنينا هنا هي الحركة الشعبية شمال كما أطلق عليها، والحقائق التي يجب تداركها والعمل على تصحيحها كثيرة وقد ذكرنا بعضها من قبل وسنظل نذكرها بإستمرار عسى ولعلها تُسمع يوماً ما، لانها أساسية ولا يمكن السكوت عنا والتكرار هنا يؤكد جوهريتها للعملية الإنتقالية وهي على سبيل المثال لا الحصر كالآتي :-
    1/ عملية الإنفصال التي تمت للحركة الشعبية لتحرير السودان قبل إنفصال الجنوب لم تكن صحيحية من الجوانب الدستورية وهذا الأمر يحتاج من القيادة الإنتقالية الإستماع إلى صوت العقل والحكمة لتدارك تلك الاخطاء الكبيرة ومحاولة إعادة الأمور إلى المسار الدستوري والديمقراطي الصحيح .
    2/ الدستور الذي تم إجازته من قبل قيادات المرحلة الإنتقالية مخالف للإجراءات القانونية ومهما تحايلت القيادة الإ نتقالية لإبقائه والعمل به فإنهم بذلك يصبحون كالنعام بدفن الرؤس في الرمال للإختباء وإخفاء الحقيقة ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح .. نعم ندرك بأنه من الصعب لقيادات لها قاماتها أن تتراجع لان التراجع في نظر البعض مِن مَن سدت بصيرتم تعني الإنهزام السياسيى فهؤلاء لا يعترفون بالأخطاء لذلك تتراكم وتتراكم إلى أن يصعب معها الحلول خاصة بعد وصولها لتلك المراحل متأخر التي نحن فيها الآن، ولكن في الهناية هناك ضرورة ملحة لإيجاد مخرج مرضي لهذا الأمر، ولا يتم ذلك إلا من خلال إنعقاد المؤتمر العام وربما الإستثنائي كمرحلة لضرورته كإجراء، وهذا في إعتقادي ممكن خاصة في المناطق المحررة.
    3/ الإجراءات التعسفية التي تمت في حق بعض القيادات الناقذة والمؤثرة لا بد من مراجعتها وإعادة النظر فيها لأنها ضرورة من الضروريات التي تحفظ ماء وجههم أمام قواعدهم الكبيرة وتقود في ذات الوقت إلى تقوية وتعزيز الجبهة الداخلية للنضال، بالإضافة لكبح جماح قيادات الصف الثاني التي تتسلق على حسابهم، فهؤلاء يرفضون الإصلاحات كمبدا إعتقاداً منهم بأن وجود الصف الأول سيكون على حسابهم في عملية القيادة وهذا في إعتقادي إنتهازية غير مقبولة لاننا في معركة وحرب ضروس ضد حكام الخرطوم لذلك لا يعقل أن نخلق فتن وصراعات بينية لإعاقة الأهداف الإستراتيجية للحركة الشعبية ، ونعتقد بأنه من الضرورة بما كان أن نذكر هذه القيادات ونعطيهم الحق الأدبي على أقل تقدير ، وهذا ما يرفضة المكابرين والإنتهازيين ، وسنلقي الضوء على بعض الرموز التي تم تهميشها ليس من العملية القيادية فحسب بل زادوها تشويها وإساءةً في الحلقة القادمة والأخيرة من هذه السلسلة الثلاثية .
    ونواصل..............................






    Sudan Democracy First Group

    مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب

  • المجلس الإنتقالي للثورة السودانية ضرورة تقتضية المرحلة الراهنة بقلم صديق منصور الناير 04-16-15, 03:47 PM, صديق منصور الناير
  • جدلية التحول في الحركة الشعبية وتحديات الصراع مع المركز بقلم صديق منصور الناير 12-10-14, 02:27 PM, صديق منصور الناير
  • المجلس الإنتقالي للثورة السودانية ضرورة تقتضية المرحلة الراهنة بقلم/ صديق منصور الناير 10-09-14, 05:21 PM, صديق منصور الناير
  • السودان ما بين التقسيم الي دويلات او البقاء علي الوحده الضنكه 09-06-04, 12:32 PM, صديق منصور الناير
  • اسرار وخفايا مفاوضات سلام السودان ودور القوي الخارجيه 11-24-03, 11:23 PM, صديق منصور الناير























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de