السودان ما بين التقسيم الي دويلات او البقاء علي الوحده الضنكه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 02:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2004, 01:32 PM

صديق منصور الناير


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان ما بين التقسيم الي دويلات او البقاء علي الوحده الضنكه


    Nubatia
    صراع الحضارات وتداعيات النظام العالمي الجديد
    الانعاكاسات السالبة واختلال الموازين

    السودان ما بين التقسيم الي دويلات او البقاء علي الوحده الضنكه

    بقلم / صديق منصور الناير

    يتحدثون عن الحضارات وتطور الحضارات ، صراع الحضارت والحوار بين الحضارت وما ادراك ما الحضارات فما معني هذه الكلمة التي شغلت العالم ومازالت تشغلها حتي الان ؟
    يقول الكاتب صمويل هتنتون ان كلمة الحضارة كلمة كبيرة في معناه العام وتعني سلوك الناس بصفة عامة في ممارسة الحياة ابتداء من العادات والتقاليد ، اللغات والاديان ، الموروثات وانماط الحياة المختلفة كل هذه الاشياء تعبر عن ثقافة مجموعة معينة من البشرية قبيلة كانت ام مجموعة عرقية في مستواه الصغير وتكبر الي ان تصل الي مستوي الاقليم او الدولة فنقول الثقافة السودانيه او المصرية او الانجليزية وعندما نخرج من هذا الاطار الي مستوي الامم او الشعوب بالمعني الكبير كالامم الافريقية اوالاوربية ترتقي التسمية من ثقافة الي حضارة فنقول الحضارة الاوربية او الافريقة او الحضارة الاسلامية الصينية وووالي ذلك .
    و اذكر ان احد الوزرا الايطاليين صرح بان الحضارة الاوربية افضل وارقي من الحضاره الشرقية والتي وصفها بالتخلف والانحطاط وكان لهذا التصريح ردود افعال عنيفة من الشعوب الشرقية وبخاصة من العالم الاسلامي وذلك طبعا لان راس السوط قد لحق بهم وعلي هذا الاساس شنت حملات صحفيه عنيفه علي اثره اجبر هذا الوزير علي الاعتذار ومن ثم قامت الحكومة الايطالية باقالتة ومنها تحول الامر الي حوار الحضارات ظاهريا ، منذ ذلك الوقت شغلني موضوع الحضارات هذه كثيرا لاني لم اكن افهم الفحوي الحقيقي لها ، وسالت نفسي كثيرا عن مفهموم الحضارات وابعاد الصراع
    و الرقي اوالتقدم من ناحية والتخلف والانحطاط من الناحية الاخري خاصة بعد اقالة الوزير الايطالي هذا وكنت ابحث عن هذا الموضوع الي ان عثرت علي الاجابة الناجعة في كتاب صراع الحضارات والنظام العامي الجديد للكاتب صمويل هتنتون والذي اوضح لي الكثير ومنها فهمت ان الحروبات التي تدور اساسه قبلي ، ديني، عرقي تراثي وثقافي بالمعني المحلي كما يحدث الان في السودان والصومال ، رواندا والهند ووو...الخ وعندما يتحول الي المستوي الكبير نسميه صراع حضاري كما يحدث الان بين امريكيا واوربا في اطار الشعوب الغربية من تنافس سياسي واقتصادي واستراتيجي احيانا ، وبين الدول المكونة للحضارة الغربية من ناحية وشعوب العالم الاخري اليابان ، الصين وربما الهند و كورية والتنافس الذي يحدث بين الشعوب الاسيوية فيما بينها سواء كان اقتصادي او سياسي او عسكري في بعض الاحيان وما نشاهده الان في العالم من صراعات دمويه في مختلف ارجاء العالم والتي وصفت بالارهاب خاصة بعد احداث 11سبتمبر في الولايات المتحده الامريكية واعلانها للحرب ضد الارهاب ، حقيقة هذه التفاعلات دفعني بل شجعني لتناول هذا الموضوع ومقارنته بما يحدث في السودان لايجادالعلاقة بينها وما يدور في هذا العالم من صراعات واقتتال ، تحديات ومنافسات سواء كانت سياسية او اقتصادية او عسكرية بين امريكيا واوربا اوبين الدول الغربية والشرق الاقصي (الصين واليابان وكوريا ) او بين اوربا والعالم الاسلامي (تركيا والدول العربية وايران) او بين دول شرق اسيا فيما بينها، واين موقع السودان من كل هذا خاصة بعد نهاية ارقي الحضارات الافريقي ونعني الحضارات النوبية في وادي النيل ابتداء من كوش ونبتة ماكوريا وسنار وكيف تدهورت الامور الي ان سيطرت فئه معينه صغيره تمرست بدعم العالم العربي والاسلامي لترتكب الفظائع والجرائم الوحشية التي تنافي الانسانية والبشرية باسم العروبة والدين لتحكم وتتمدد علي حساب الثقافات الاخري في السودان ، سقت هذه المقدمة للدخول في صراع الحضارات والنظام العالمي الجديد خاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي واثر ذلك علي الدول الصغيرة مثل السودان فالي هناك .
    في صيف 1993م تناول الكاتب صمويل هتنتون مقالا بعنوان صراع الحضارات والنظام العالمي الجديد وقيل في ذلك الوقت بان هذا المقال قد اثار جدلا كبيرا بين افضل الصحفيين وكبار السياسيين في العالم اذ لم يحدث مثلة من قبل في العالم الا في الاربعينات عندما كتب الصحفي جورج كينان مقالا بعنوان X وكان قد تناول فيها الاحداث والصراعات والكوارث التي شغلت تلك الفترة اي الاربعينات (الحرب العالمية الثانية وتوابعها ) .
    في هذا المقال اي صراع الحضارات تسائل الكاتب عن الهيمنة التي ستحدث للصراع بين الحضارت علي مستقبل السياسة العالمية بدلا من الحرب البارده ووضح ان الصراع بين الحضارات ستهدد السلام العالمي بلا شك ، ولكنة ذكربانه هناك امكانية لان تكون للنظام العالمي الجديد و المبني علي الحضارات والثقافات دور كبير في تحقيق السلام العالمي اذا ارتقي قادات العالم وسياسييها وتفهموا خطورة الموقف وتمكنوا من تحويل هذه الصراعات الي صراعات ايجابيةخاصة بعد ظهور الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل (الاسلحة الجرثومية والكيميائية) وانتشارها مما يهدد البشرية كلها في حالة استخدامها بحيث لن يكون هناك منتصر او مهزوم لان الفناء سيكون للعالم كله، و كان هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحده الامريكيه الاسبق قد علق علي هذا الكتاب قائلا بانه من افضل الكتب التي ظهرت بعد الحرب الباردة . والحقيقة التي وجدتها في هذا الكتاب هي ان الاحداث والصراعات التي هيمنت علي مسرح الاحداث في العالم انعكس صورته السلبية في شكل حروبات واقتتال بين شعوب العالم في كل مكان وهذا ما توقعه الكاتب صمويل هتنتون .
    وفي اعتقادي ان ما يدور في السودان الان لا يخرج من هذا الاطار . اي صراع ثقافي لذلك سنتناول هذا الموضوع مستندا علي اراء الكاتب صمويل بتحليل ما يدور في السوان والعالم من حوله ومدي قدرة الساسة القادة والعلماء للخروج بالسودان من هذه البؤرة (هذا طبعا اذا كان هناك ساسة حقيقييين وعلماء وقادة يدركون خطورة ما يحدث من غير الغوغائيين الذين يحتلون مقاليد الامور في الوقت الحاضر ) في اعتقادي ما يدور في السودان من حروبات واقتتال يرجع جذوره الي الوراء كثيرا خاصة اذا تتبعنا تاريخ الحضارات العالمية التي طفحت الان وحلت محل الحرب الباردة بعد انهيار المعسكر الشرقي تلك الحضارات والتي يجهلها بل يرفضها السياسيون في السودان تمتد بجذورها التاريخيه الي العصور القديمة والوسطي قبل نزول الديانات السماوية ، وبعدها بدا الشعوب تتسابق في نشرها عبر ثقافاتها ، لغاتها ، تراثها ، اعراقها ، قبائلها وشعوبها وتحول اليوم الي صراع حضاري بالمفهوم الكبير لهذه الكلمة .
    لقد كان التواصل بين الحضارات في اغلب فترات الحياة البشريه متقطعة او غير موجوده بالصورة التي هي عليها الان ولكن منذ بداية العهد الجديد تقريبا في 1500م اخذت السياسة العالمية بعدين .
    الاول استمر لاكثر من اربعمائة سنة تشكلت خلالها الدول الغربية والتي تكونت من بريطانيا ، فرنسا ، اسبانيا ، النمسا ، روسيا ، المانيا ، الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية ، هذه الدول كونت نظم جديده متعددة الاقطاب في داخل الحضاره الغربية وقد تداخلت بعضها البعض بل تنافست وخاضت حروبات وتشكلت بعيد عصر النهضة الاوربية ومن ثم تمددت بثقافاتها الي الخارج ، هزمت واستعمرت العالم الخارجي واثرت بصوره مباشرة علي تكوين الدول والثقافات الموجودة في العالم الحاضر.
    البعد الثاني كان اثناء الحرب الباردة حيث تشكلت السياسة العالمية وتكونت من قطبين فقط وانقسم العالم علي اثر ذلك الي ثلاثة مجموعات متجانسة المجموعة الاولي وهي مجموعة الدول الغنية في الغالب وشكلتها المجتمعات الديمقراطية وتقودها الولايات المتحده الامريكيه والتي دخلت في تفاعل سياسي ، اقتصادي ، فكري واحيانا تنافست عسكريا مع المجموعات الشيوعية الفقيرة .
    المجموعة الثانية وهي مجموعة الدول الاشتراكية الفقيرة بعض الشيء والتي اتحدت مع بعضها البعض بقيادة الاتحاد السوفيتي واغلب الصراعات التي ظهرت في تلك الفترة كانت خارج هذين المعسكرين ( في المجموعة الثالثة) المجموعة الثالثة وهي في الغالب مكونة من الدول الفقيرة والتي نالت استقلالها حديثا وتفتقر علي الاستقرار السياسي ووصفت بدول العالم الثالث . وفي نهاية الثمانينات من القرن الحالي انهار المعسكر الشرقي . واصبح نظام الحرب الباردة تاريخا .
    وبانهيار الاتحاد السوفيتي تغيرت الصلة بين الشعوب من الحرب الباردة حيث كان الصراع مبني علي النواحي الفكرية والسياسة الاقتصادية والعسكرية والسعي للهيمنه علي المنافذ الرئيسية والبحار للسيطرة علي العالم وتحول الي التنافس علي الاساس الثقافي وجاء سؤال جديد تتناسب مع المرحلة وهذا التحول وهو من نكون نحن؟ وكان الاجابة علي هذا السؤال تقليديا بالرجوع الي تكوين المؤسسات الاجتماعية والقبلية والمجموعات العرقية المتقاربة والي الاشياء التي تعني الكثير للناس وهي الاصول مما يعني الرجوع الي الاسلاف والاديان واللغات ، التاريخ ، القيم ، العادات والمؤسسات الاجتماعية او بالرجوع الي المجموعات الثقافية القبائل ، المجموعات العرقية والي المجموعات الكبيرة الامم وتسمي حضارات في هذه الحالة بالمفهوم الواسع . وهنا استخدم السياسة بجانب التعبير عن رغبات الناس في التطور والاستحداث ، استخدم ايضا للتعبير عن الهويات والحضارات والثقافات . عند ذلك ظهرت مقولات تعيد الناس الي الجذور ومنها (اننا ندرك من نحن الاعندما لاندري من نكون ، واحيانا ندري من نكون فقط عندما ندرك اعدائنا او نتعرف عليهم ) وعندها نبحث عن صلات الرحم والاقارب للدفاع عن انفسنا ، وكياننا ، تراثنا وثقافتنا.
    والنظام العالمي الجديد كما ذكره هنري كيسنجر سيحتوي علي ست قوي كبري علي الاقل ، وهي الولايات المتحدة الامريكية
    و اوربا ، الصين ، اليابان ، روسيا وربما الهند . والقوي الكبري التي ذكرها كيسنجر تنتمي الي خمس حضارات مختلفة بالاضافة الي الحضارة الاسلامية لموقعها الاستراتيجي والتعداد السكاني الكبير والموارد البترولية كل هذه العوامل ادت الي اظهار دورها وتاثيرها القوي في الشئون والسياسات العالمية ، وكانت هذه التحولات التي حدثت في السياسات العالمية منذ الفترة قبل الحرب البارده والتي تكونت فيها الحضارة الغربية وتمددها في التاثير علي شكل العالم وظهور ما سميت بالحرب البارده واثر ذلك في تغيير السياسة العالمية مرة اخري خاصة بعد الحرب العالمية الثانية من النظره الاستعلائية الاستعمارية الاوربية الي صراع فكري وايديولوجي وتوازن القوي بين المعسكرين وتحرر شعوب العالم الثالث من الاستعمار الاوربي المباشر مع الابقاء علي العلاقات التي قيلت انها تعاونية لكنها في الواقع استعمارية فيها التبعية السياسية في الاساس ( التعاون بين دول العالم الثالث والدول الاوربية ).
    كل هذه التحولات في تشكيل السياسة العالمية اصيب العالم بعدها بصدمة كبيرة لم تكن متوقعة وهي انهيار المعسكر الشرقي ، هذا الانهيار خلق فراغ وفجوه كبيره في توازن القوي العالمية وحتي في نوعية الصراع الذي يحدث في العالم بل حدثت تحولات كبيره في نوعية التحالفات التي كانت في الفترة ما قبل الحرب الباردة واثناءها فقد ظهرت تحالفات اخري وقامت بازاحة تحالفات الحرب الباردة و اصبحت تشكل خطورة كبيرة علي الاستقرار العالمي بمستوياتها المختلفة الدولية والاقليمية والمحلية مما يعني نهاية الحرب الباردة والتي اصبحت تاريخا للدراسة والتحليل .
    بعدها بدات كل دول العالم في اثارة الصراعات القديمة مع البحث في الوقت ذاته عن المجموعت المتقاربه والشبيهه ثقافيا ، دينيا ، عرقيا وحضاريا . وعلية يمكن ملاحظة ان اوربا شهدت تقلبات اثرت علي العالم كثيرا ففي شمال اوربا نجد ان دول البلطيق وهي النمسا وفنلندا والسويد كانت محايده اثناء الحرب الباردة وهناك ايضا الدول التي تدين الكاثوليكية والبروتستانت الموالية لحلف وارسو اثناء الحرب الباردة مثل بولندا والمجر وجمهورية الشيك تحركت لنيل عضويتها في الاتحاد الاوربي وحلف الناتو ودول البلطيق من خلفهم وكل ذلك لانهم اخوه في الثقافة من الناحية الاخري فقد اوضحت القوي الاوربية بجلاء انها لا تريد دولة اسلامية في الاتحاد الاوربي (تركيا) ولن تكون سعيدة بوجود دولة اسلامية اخري في القاره الاوربية (بوسنيا) وفي جنوب شرق اسيا يلاحظ ان تركيا واليونان كانتا مع حلف ناتو وبلغاريا ورومانيا مع وارسو ويوغسلافيا لم تكن متحالفة اما البانيا فقد كانت معزولة في كثيرمن الاحيان ومجتمعه احيانا مع الصين الشيوعية .
    وفي حروب البلقان كان لخطاب رئيس وزراء اليونان الاثر الكبير في اعادة التحافلات الدينية خاصة لمجموعة الارثودوكس بين اليونان ورومانيا وبلغاريا لمقاومة الزحف الاسلامي القادم من جنوب شرق اسيا ، وفي الاتجاه الشمالي تحالفت رومانيا والصرب الارثودوكسيان في مشاكلهما مع المجر الكاثوليكية . وبالطبع في غياب التهديد الروسي اصبح التحالف الغير طبيعي بين تركيا واليونان بلا معني خاصة مع زيادة الخلافات بينهما حول بحر ايجه وجزيرة قبرص ودورهما في حلف الناتو والاتحاد الاوربي التي تستبعد تركيا الاسلامية حتي الان بالاضافة لعلاقاتهما مع الولايات المتحدة الامريكية .
    تركيا من جانبها اقحمت نفسها لحماية دول البلقان المسلمة وبدات في تقديم المساعدات والدعم لبوسنيا في يوغسلافيا السابقة وروسيا من جانبها تدعم الصرب الارثودوكسي والمانيا تعمل لترقية كرواتيا الكاثوليكية ، ومن الجانب الاخر نجد ان الدول الاسلامية تتسابق لمساعدة حكومة بوسنيا الاسلامية ، والصرب تقاتل كرواتيا وبوسنيا والبانيا التي تمثل الجمهوريات الاسلامية .
    عموما نجد ان منطقة البلقان اصبحت تغلي في ظل التحالفات الدينية وظهر علي اثر ذلك تباينان الاول في ثوب الارثودوكس الغربي والثاني في ثوب الاسلام الشرق اوسطي . والمسلمون في جمهوريات لاتحاد السوفيتي السابق قامت بتكوين تحالفات وجمعيات اقتصاديه وسياسية وتوسيع روابطهم لتمتد الي العالم الاسلامي من حولهم ، وفي الوقت ذاته نجد ان تركيا والسعودية وايران كل يكرس جهده لخلق العلاقات والروابط مع هذه الدول الجديدة علي الاساس الديني .
    وفي شبة القاره الهندية يشتد الصراع بين الهند وباكستان حول كشمير ، وفي داخل الهند يتصاعد النزاع بين المسلمين من جانب والاصوليين الهندوز من الجانب الاخر ، الكوريتان تتجهان بتردد الي الوحدة والتي تعني لهما الكثير في ظل هذه التحالفات العلاقات في دول جنوب شرق اسيا تزداد توترا بين المسلمين من جانب و الصينيين والمسيحيين من الجانب الاخر . وفي امريكيا اللاتينية ظهرت الجمعيات الاقتصادية (ميركوتو) في المكسيك وفنزويلا وكولمبيا وهي تمثل دول ذات ثقافة واحد ورغم ذلك نجد ان كندا والولايات المتحدة الامركية تسعيان لاستقطاب المكسيك الي منطقة التجارة الحرة شمالا .
    كل هذه التفاعلات والصراعات التي تحدث في العالم بعد الحرب الباردة اساسة ثقافي او ديني او اقتصادي وسياسات المصالح والمنفعة والولاء هي التي تحدد هذ التوجهات ، لذلك اصبحت الدول والكيانات تبحث عن اخواتها او قريناتها ثقافيا ، دينيا ، عرقيا وحضاريا في المستوي الكبير .
    اذن اين موقع السودان في كل هذه الصراعات ؟ وهل يمكن تحويل الصراعات الموجوده في السودان الي صراع ايجابي ليحتل موقعه في صدارة الدول الافريقية ام سيتحول السودان الي دولة بلا حكمومة او نظام يحكمة كما هو الحال في الصومال .
    في عام 1956م عندما خرج الانجليز من السودان كان نسبة المسلمين يشكل 69% من سكان السودان والنسبة الباقية تشكلها الديانات الاخري من مسيحية الي المعتقدات الكريمة واخري . وفي الوقت نفسة كانت نسبة العرب او الذين يدعون العروبه 39% والنسبة الباقية تشكلها الكيانات الافريقية . ولكن رغم ذلك اصبح السودان دوله عربية والاسلام النقي والطاهر تحول الي اسلام زائف تتبع للثقافة العربية . وهنا نتسائل لماذا يتم ربط الاسلام بالعروبة في السودان دون غيرها من الدول الاسلامية ؟ هل بالضروره ان اكون عربيا لكي اكون مسلما ؟ لان ما حدث في جبال النوبة والنيل الازرق وجنوب السودان كان باسم العروبة والاسلام وما يحدث في دارفور الان اصبح صراحة باسم العروبة فنسبة الاسلام في دارفور قرابة المائة في المائة ان لم تكن كاملة (دار المسلمين) وبالتالي تنتفي معها برامج اسلمة دارفور او الجهاد فيها لذلك وعلي العالم ان يدرك بان ما يحدث في السودان بعيد كل البعد عن الاسلام . لهذ نري اما ان يستقيم الساسة في السودان لكي يسعنا هذا الماعون الكبير ونقتسم الكعكة الموجودة بالتساوي او ان يعلم السودانيون بان ما يدور هو فرض كيان عربي علي الشعوب الافريقية الموجودة في السودان . وقبل التعليق علي هذا هناك سؤال مهم وهو هل يوجد عرب حقيقيين في السودان ؟ وهل كل من يتحدث العربية بالضرورة ان يكون عربيا ؟ لا اعتقد ذلك ، والا اصبح كل غرب افريقيا فرنسيين لانهم يتحدثون الفرنسية وشرق افريقيا بريطانيين !! وما يجب ان نؤمن علية هو ان الثقافة العربية واللغة العربية اصبحت لغة غالبية اهل السودان بسبب السياسات السابقة التي فرضت علي كل اهل السودان ولكن هذا لا يعني ان كل السودانيون عرب بل نحن سودانيون شعب متميز واكرر ذلك مرات ومرات ونؤكد بان السودان لن يكون عربيا او اسلاميا الا بقدر ما يستحق ان يكون والا سالت الدماء انهارا كما قال اخي وصديقي الهواري في تعليقه ورسالته عبر الانترنت لاحدي مقالاتي عن مهددات السلام في السودان ولاصبح العالم الاسلامي كله عربا في ماليزيا وباكستان وافغانستان وايران وتركيا ونيجيريا وو...الخ ، وعلينا ان ننظر للامور من هذه الزاوية ونبني السودان علي هذا الاساس ومن الناحية الاخري فان الدين الاسلامي يجب ان يكون لله والوطن اي السودان لنا كلنا اذا اردنا التعايش السلمي لان الدين الاسلامي لا يحتاج لان ينشر عبر فوهات البنادق والمشي علي الهياكل والجماجم ، الاسلام لديه قوة دفع ذاتية من الخالق مثله مثل الديانات الاخري وتمدد دون قوة السلاح الي اوربا واسيا ، وامريكيا واستراليا وادغال افريقيا ، و يجب علي العروبواسلاميين في السودان ان ياخدوا العبره من الايرانيين الذين رفضوا التعريب وسياسة الهيمنه العربية علي ثقافاتهم واكتفوا بالاسلام الصادق ليس هذا فحسب بل يرون ان الكعبة الشريفه يجب ان يحرسها لجنه من العالم الاسلامي لانهم لا يامنوا السعوديين علي حراستها وهناك الاتراك الذين رفضوا ما يسمي بالخلافه في الاسلام وتم الغائها بواسطة اتاتورك في 1924م لانها ارتبطت بالعروبة مما يعني الاحتكار والاستعمار السياسي والثقافي العربي لتركيا ووضع علي هذا الاساس الجيش التركي لحراسة السلطة من تغول العرب عليها باسم الدين كما يحدث الان في السودان والاتراك كالايرانيون لا يثقون في الاسلاميين العرب خاصة في حماية الممتلكات الاسلامية لذلك احتفظوا بجبة الرسول ص وسيفه الموجودين حتي الان في تركيا والمولي عز وجل وصف العرب في محكم تنزيله بالكفر والنفاق (ان الاعراب اشد كفرا ونفاقا ) لذلك انزل القران الكريم لانتشالهم من كفرهم ونفاقهم ولكنهم للاسف الشديد يزدادون كفرا ونفاقا خاصة الذين يدعون العروبة في السودان و ما يحدث الان في دارفور دليل علي ان هذا النظام لا علاقة له بالاسلام وكانوا سببا في تشويه الاسلام ، وصفوا الغرب بالصليبية والكفر والواقع المعاش هو ان الغرب الصليبي هو الذي يغيث الملهوفين وينجد ويسعف المستغيثين في دالرفور وكل مواقع الكوارث في العالم اين الاسلام الحقيقي واين العالم الاسلامي من كل هذا ، والواقع ان نظام الخرطوم يريد القضاء علي العنصر الافريقي واحلالها بالعنصر العربي والا لماذا يتم الهجوم بالمروحيات و المليشيات العربية (الجانجويد) للقضاء حتي علي اللاجئين العزل في معسكرات اللاجئين ؟ ولماذا لا يهاجموا الجناح العسكري لمقاتلي حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة ؟ لقد حاول هذا النظام نفس البرنامج في جبال النوبة والجنوب وجنوب النيل الازرق وابيي لكنة فشل .
    علي العصبة الحكمة في الخرطوم ان تدرك ابعاد افعاله والنتائج التي ستترتب عليها اذا تمادت هي ومليشياتها المستعربة التي تستخدم في غرب السودان وعليها ان تدرك ايضا ان التمادي سيسهم بطريقة او باخري في تقسيم السودان ليس الي الشمل والجنوب فحسب بل ربما الي دويلات وسيذهب كل جزء بامراضه ( الاجزاء تذهب بامراض الكل ) لان ارادة الشعوب لا تقهر مهما طال الزمن او قصر . مما يعني ان الانقسام اذا تم سيكون السبب فيه العصبة الشمالية وسيستمر الصراع حتي في الشمال المنقسم من السودان ، لان سياسة الهيمنة والسيطرة ستستمر، وهناك الدناقلة ، المحس والحلفاويين اي ان نوبة الشمال سيثورون وهم علي ما اعتقد متاهبين لاسترداد موطنهم الاصلي بجانب جبال النوبة والنيل الازرق والبجه ودارفور , وفي الجنوب فان الصراع بالتاكيد سيحتدم بين القبائل الكبيرة علي اساس الثقافة والهيمنة فياتري الي اين نحن سائرون ؟ هل سيتوحد الهامش فعليا لانقاذ الموقف ، نامل ان يتجه العقلاء والساسة وكل المهتمين بشئون السودان ان يتجهوا بنظره فاحصة ودقيقة ودون تعصب الي الحركة الشعبية وبرامجها الذي يقوم علي اساس احترام التعدد الموجود في السودان والتساوي في تقسيم كل موارد الموجوده والسلطات حتي نحافظ علي كيان هذا البلد .


    ونواصل ..............................























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de