|
|
 إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (3) مطار الخرطوم يا والي الخرطوم .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور
|
02:33 AM Aug, 20 2015
سودانيز اون لاين
توفيق عبد الرحيم منصور-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
توفيق عبد الرحيم منصور
http://http://www.tewfikmansour.netwww.tewfikmansour.net
هذه المرة أتناول يا سعادة الوالي (سيرة) مطار الخرطوم.. ويقيني وعلمي أن هذا الأمر لا يعني الولاية بصفة مباشرة لأنه أمر قومي ومعقد، وتتداخل فيه جهات شتى، داخلية وخارجية، ولكنه يحمل اسم الخرطوم، ومظهر الخرطوم، ويشكل وجه الخرطوم (سوا أكان المطار الجديد أم القديم) ويعمل به في المقام الأول لفيف من أبناء الخرطوم .. وهنا أخاطبكم في هذا الشأن للتذكرة فقط، ولأنكم لا شك من المتنفذين داخل الدولة ويقلقكم أمر المطار العجوز المتهالك أو الجديد الذي لم ير النور بعد!! .. ونأمل من سيادتكم ونقترح عليكم في هذا الأمر بأن تكون للولاية غرفة متابعة تحيط المواطن السوداني وبكل شفافية من وقتٍ لآخر بمجريات خطوات التنفيذ إن وجدت أو تعثرت وهذا من حق أهل الولاية ..
سبق أن سطرت عدة مقالات عن مطارنا العجوز تحت عنوان (وامطاراه) .. وبعد أن علمنا مع نهايات القرن الماضي بأن المطار الجديد أوشك أن يُصبح حقيقة، توقفنا عن النقد والكتابة عن (العجوز) الذي أنهكته معظم أقلام صحفنا نقداً وتجريحاً كان وما زال يستحقه !.. فالعجوز ما زال أهله في تخبطٍ .. أفتح صالة .. أغلق أخرى .. أوقف السلالم المتحركة .. أغلق حمامات هنا وهناك .. جدد مواقف السيارات .. أوقف أجهزتها البطاقية .. فتارة تعمل ماكيناتها، وطوراً آخر يقف أحدهم ليمد لك بطاقة الموقف .. الكافيتريات تدهورت خدمةً وأداءً، والسوق الحرة أضحت مكبلة في الأداء والعرض .. وبواقي الأنقاض تراها هنا وهناك، ولا ورود ولا تشجير، والأوساخ تضرب بأطنابها، ولا يوجد بالمطار الدولي هذا (مونيتر) للإفادة عن تحركات السفريات ذهاباً ووصولاً كما في جميع مطارات البلدان الأكثر فقراً .. والابتسامة غائبة دوماً في كل أرجاء المطار إلا ممن رحمه ربه .. ووادهشتاه !..
عموماً ما علينا، فقد نسينا العجوز لفترة، وشل تفكيرنا الجديد، فعشقنا سيرته، وطربنا كثيراً لها، وبدأنا نتحسس خطى تنفيذه لوحدنا طالما أنه لا يوجد له من يعقد مؤتمراً صحفياً مثلا ليتحفنا بالجديد في أمره، فإن المطار الجديد من الخطورة بمكان بحيث يستحق ممن أوكل أمره لهم بأن لا يضنوا عليه بالمعلومات والشفافية والمؤتمرات الصحفية تحت اقل تقدير، وذلك إن أدركوا أبعاد أهميته وخطورته، ولا أظنهم كذلك ! ..
هذا ولكي أتتبع أمر (الجديد) بدأت أبحث في الإنترنت، لأن كل من أسأله يجيبني بأنه لا يدري عنه أي شيء، وأن المسؤولين عنه قد سكتوا ! .. وبالشبكة العنكبوتية تصفحت بعض ما ظهر عن المطار .. عموماً وجدت (أنموذجات) على اليوتيوب للمطار المرتقب فأخذت أبحر عبر ردهاته افتراضياً، فحلقت مع الطائرات، وهبطت معها، وخرجت من الطائرة عبر أنبوب الركاب، فحمدت الله أن مطارنا الجديد قد عفانا عن حافلات القديم التي تتحرك عشرة أقدم ثم تنزلك أمام الطائرة لتندهش من قصر المسافة التي يمكن تسجيلها في موسوعة جينس للأرقام القياسية .. عموماً مطارنا الجديد كان قمة في الروعة افتراضياً، فحمدت ربي وشكرته أن منَّ علي بذاك التجوال الافتراضي الذي أسعدنا.. وهنا استفقت من حلمي عندما تذكرت تصريحات بعض المسؤولين التي مفادها أن خطوات تنفيذ الجديد تتعثر نسبة لعدم إعطائها الأولوية !!!.
وأقول وبكل حسرةٍ بأن (المطار) العجوز يا سعادة الوالي، وتحت أقل تقدير، فإنه يُشوه وجه الخرطوم، ويُعرِّض الإنسان والعمران مِن حوله لخطر دائم، بينما الجديد (إن اكتمل) سيُشكل رمزاً طيباً ومحترماً لواجهة الدولة ووجه الجميع، وسيساهم ويدعم تقدم الولاية واستثمارات السودان وسياحتنا وتجارتنا وارتباطنا بالآخرين، فكيف لا يُعطى الأولوية !؟ .. وهذا المسؤول أو ذاك الذي يسافر عبر مطارات الدول النامية ولا أقول المتقدمة، ألا يخجل من مطارنا العجوز بعد الرجوع من أديس أبابا أو الدار البيضاء أو تونس مثلاً ؟ أم يكتفي فقط بجمال (الراحات) بحجرة كبار الزوار .. ويقيني أن بعض أولائك هم من أفتوا بأن الأولوية ليست للمطار الجديد ؟ ..
عموماً من يتابع النذر الشحيح من المعلومات التي تتعلق بالخطوات الأولى لتمويل مشروع مطار الخرطوم الجديد يصطدم بواقع افتراضي خطير!! فحفنة الملايين التي جُمعت وقُدرت للمرحلة الأولى تجعلنا نتخيل كأن المقصود هو بناء جامعة وليس مطاراً .. كما أن تكلفة 250 مليون دولار كتكلفة تقديرية (لمكونات الامتياز) لا تكفي حتى لإنشاء مزرعة دواجن حديثة .. كذلك أن يعطينا هذا الصندوق كقرض مبلغ 171 مليونا، أو يعطينا مصرف أو بنك آخر مبلغ 150 مليونا، فهذا الأمر أقرب للعب وبعيداً عن الجدية !! .. فأمر المطار إن أردناه حديثاً هو أكبر من هذه الأرقام .. واسم المطار وموقعه، وموقع الدولة الاستراتيجي ما بين دول العالم، وأهداف المطار محلياً وعالمياً، وأهمية المطار لجيراننا، ومكانة السودان جغرافيا، وما إلى ذلك، في تقديري يجعل الترويج للمطار ودعمه عن طريق القروض والهبات والتبرعات داخلياً وخارجياً أمراً سهلاً، وذلك أمام مجموعة عمل من شخصيات لها المقدرة على الترويج والعرض والإقناع ..
هذا وأذكِّر هنا سعادة الوالي إلى أنه وفي عام 1999 أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل لجنة عليا لمشروع المطار، أي في القرن الماضي . ثم مضى الماضي وسلم الأمانة للقرن الحاضر الذي انصرمت منه عدة سنوات، وما زالت الأيام تركض ركضاً، والمتغيرات والتكنولوجيا والتكلفة تسير بسرعة البرق !..
وتساؤلي كمواطن ماذا فعلت تلك اللجنة أو ما تبعها من لجان، خاصة وأن التوجيهات كانت على مستوى رئاسي ؟.. نعم كانت هناك بعض الأنشطة والاجتماعات التي في تقديري لم ترتق لمستوى المطار وأهميته .. وأرجو الإشارة إلى أنه وفي تلك الفترة الماضية منذ القرار الجمهوري تم إنشاء أو تجديد عشرات المطارات بالدول النامية والفقيرة، ولا أقصد بالتجديد (نمط تجديد) مطارنا العجوز الذي يُخجل المرء كثيراً !!.
أقول أخيراً يا سعادة الوالي بأن المطار العجوز لا شك قد تجاوزه النمو العمراني، وأضحى عائقاً أمام تطوير نفسه أو تطوير العاصمة، وأصبح يشكل خطراً على السلامة الجوية والأرضية، وكل ذلك لا شك يعطي مشروع المطار الجديد الأولوية القصوى .. هذا وما زال المواطن ينتظر يا سعادة الوالي هذا الانجاز الذي يُخلّد أهله إن أنجزوه ويلعنهم إن أهملوه . ولكنا ما زلنا نتحجج بالأولويات، وهل المطار ليس من الأولويات ؟!!..
توفيق عبد الرحيم منصور
http://www.tewfikmansour.nethttp://www.tewfikmansour.net
أحدث المقالات
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (2) المغالق شطحت وبالغت ..بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 11:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (1) النفايات الخطرة ومشروع السليت .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 10:54 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ديمقراطية .. أم ديكتاتومقراطية ؟!! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 11-16-14, 02:08 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ديمقراطية .. أم ديكتاتومقراطية ؟!! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-28-14, 07:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- المرض العضال .. ودكتور الفاتح طبيب العيون المعروف !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-11-14, 04:16 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- نبؤة رسولنا الكريم وبساتين تبوك، واستخلاص العبر !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 07-17-14, 12:07 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- ذكريات مضحكة ومبكية في آنٍ واحد!! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 10-28-13, 04:21 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- أحداث (رفع الدعم) والتعليقات والتصريحات الغير موفقة !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) 09-28-13, 08:58 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
|
|
 
|
|
|
|
توفيق عبد الرحيم منصور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست