|
|
 المرض العضال .. ودكتور الفاتح طبيب العيون المعروف !! توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
http://http://www.tewfikmansour.netwww.tewfikmansour.net
دكتور الفاتح عمر مهدي .. استشاري طب وجراحة العيون، ومدير مستشفى النيل للعيون بأمدرمان .. ألم به فجأة مرض عضال، وهو اليوم تحت العلاج، وليس بيدنا غير أن نسأل الله له الشفاء فهو الشافي الذي لا شفاء ألا شفاؤه .. التقيت أول مرة بدكتور الفاتح النطاسي المتميز والمعروف بمستوصفه (هو وزوجته دكتورة وصال عابدين)، حيث شاهدته مع زحمة عمله يتناول (فطوره) وهو على (كرسي فحص) مرضاه، فلما أبديت اندهاشي قال لي بالحرف الواحد (لو لا أفعل ذلك ما فطرت) .. هذا وفي ذلك اليوم خرجت مندهشاً ومتأثرا بالتعامل الإنساني لدكتور الفاتح وزوجته لمرضاهما ..
هذا وقبل أن أعرض عليكم رسالة دكتور الفاتح التي ستُبكي الكثيرين لروعتها التي ترتقي لروعته، أبدأ برسالة شاعرتنا (روضة الحاج) التي وجهتها له وقت سماعها بمرضه، وقد جاء فيها :-
أيها العزيز .. قد تكون المرات التي التقيتك فيها قليلة وقصيرة، لكن بعض الناس لا تحتاج لوقت طويل لتعرفهم ..أنت أحدهم، لطفاً وعلماً وإلفةً .. أذكر المرة الأولى وكأنها بالأمس أنت ورفيقة دربك الجميلة الدكتورة وصال والزمان مساء أحد أيام الخريف، والمكان إذاعة أمدرمان، والبرنامج للبحر شاطئان، ويا له من لقاء، ويا له من مساء، ويا لها من وصال !! ثم لم ألتقك بعدها ألا مرة عابرة حضرت ولم أجدك في مشفى النيل ووجدتها بشوشة أليفة كما هي دائماً (رفيقة دربكم) وصال .. ثم حملت لي الأسافير الحمالة رسالتك (الموجهة لمعارفك وأصدقائك) فأمطرتني رهقاً وألماً، لكنها أيضاً أصابتني ببعض عدوى السعادة الغريبة التي تحدثت عنها .. سعدت لأنك بعين بصيرة تجاوزت غمامات العتمة إلى منابع النور .. سعدت لأنك أدركت بأن أمر المؤمن كله خير .. سعدت بلحاقك بقافلة اليقين .. سعدت بعبورك إلى البر الآمن، حيث الله المالك الآمر البر الرحيم .. وماذا يريد عبدٌ غير ذلك .. أتوسل إلى الله باسم كل الذين طرقوا بابك ولم تردهم، وكل الذين أسلموك عيونهم واثقين بأنك ستبذل وسعك لإعادة النور إليهم، وباسم الذين ابتسمت في وجوههم ومنحتهم أملا .. أن يشفيك ويعافيك، أنه ولي ذلك والقادر عليه .. (روضة الحاج) ..
أما رسالة دكتور الفاتح التي خص بها جميع معارفه، والتي استشرته لنشرها فوافق، لأنه في قرارة نفسه تمنى آن تصل الجميع، فكانت تحت عنوان (لحظات من السعادة ما بين الحياة والمرض والموت) وهي كالتالي :-
الإنسان كائن ضعيف قوي .. تحت الظروف العادية نخاف المرض ونرتعش عند سماع الموت .. ونتصبب عرقاً لحظات إصابتنا بالحمى .. بعض الأمراض يخشاها الناس ويصبح اسمها مرعبا .. السرطان اسم يهابه الكثيرون .. والأطباء خاصة أكثر خوفاً منه .. بل هم أكثر المرضى خوفاً ..
الشهر الماضي كنت استمتع بالسباحة والسير اثنين كيلو يومياً .. وفجأة تتبدل الحياة .. بعد نزلة برد عادية فقدت صوتي، وبعدها في مستشفى رويال كير كانت نظرات الأطباء تتحاشاني .. وأعرف سر تلك النظرات .. يقتلني القلق في البداية، ثم أدرك الأمر وأنا أرى ابني الذي تخرج من طب الخرطوم قبل شهور يجري باكياً .. وأخبرت بالتشخيص في اليوم التالي .. سرطان بالرئة اليمنى .. انتشر إلى الغدة الكاظرية فوق الكلية اليمين .. وانتشار آخر في الرأس (5×5) ملمتر .. هي لحظات كنت أستمع فيها شارداً ومفكراً . ومقهوراً ومحللا .. وسائلا ومستفسرا .. كانوا خمسة أطباء .. منهم أصدقاء ومنهم معارف ..
سألت عن العلاج !! صمت .. ثم إجابة من دكتور الفاتح الملك .. سرطان بالرئة في المرحلة الأخيرة من الدرجة الثالثة .. لا يمكن إجراء عملية .. وكنت أعرف الإجابة سلفاً .. سألت عن العلاج الكيميائي (للحقيقة كنت أصر دائماً على مرضاي أن يتعالجوا في السودان إذا توفر العلاج) ولكن احبطت عندما طلبوا مني السفر ..
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله .. أنظر إلى التحاليل والصور فأرى رجلاً يحتضر .. وأنظر إلى نفسي فلا ألم أو فقدان وزن أو شهية .. وليس هذا هو المهم فالمهم هو هذا اليقين الذي يأتيك من حيث لا تدري .. تبدو الأشياء جلية واضحة، وتراجع نفسك في شفافية .. تحضر نفسك للقاء ربك وتصبح كل ثانية لها معنى .. تسامح الجميع وتفكر إذا كان لك أعداء .. الابتسامة تبدو أكثر صفاء .. والقلب مفتوح للجميع .. ينتهي الخوف نهائياً وترى الدنيا من منظور آخر .. كل شيء تفعله تستمتع به وكأنك خالد أبدا .. وفي نفس الوقت تحس أن كل هذا قد ينتهي في ثانية .. تدمع عيناك لأنك ترى حزن الأصدقاء، وتدمع وأنت تسمع دعائهم، وتدمع وهم يحاولون مواساتك .. جميل أن ترى أناس كهؤلاء، وأن تكون لك صداقات بهذا الصدق والأحاسيس .. جميل أن تعرف أن بعض أصدقائك لا يود أن يحدثك لأنه لا يحتمل !! خلاصة الأمر أحس بأني سعيد لما يقدمه لي الغير .. وسعيد لأني أرى الأشياء الآن في وضوح وشفافية .. وسعيد لأن ربي هيأني لألقاه في أحسن حلة .. وسعيد لأنني أستمتع بكل لحظة أعيشها .. قد أموت اليوم أو بعد سنوات .. لذا أتوكل على الله، وأتلقى العلاج، وأشتري ثياب العيد، وأعمل الآن على إنهاء ثلاثة كتب طبية عن العيون ..
وختاماً سلام الله عليكم جميعاً أحبائي، وأصدقائي، ومرضاي الذين أسأل الله لهم الشفاء، وكل من يقرأ كلماتي وخواطري .. لا تتقاطعوا .. ولا تخاصموا .. فالدنيا قصيرة لا تستاهل أدنى خصام .. تصادقوا في محبة، واختلفوا في ودٍ، وتكاتفوا .. عيدكم سعيد .. (الفاتح عمر مهدي) ..
ختاماً لا يسعنا إلا أن ندعو لدكتورنا (نحن وكل من يقرأ كلماته) فنقول .. اللهم رب الناس إذهب البأس وأشفه أنت الشافي .. لا شفاء إلا شفاؤك .. شفاء لا يغادر سقما .. اللهم إنا نسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمده بالصحة والعافية .. اللهم خذ بيده واحرسه بعينك التي لا تنام .. وأكفه بركنك الذي لا يرام، وأحفظه بعزك الذي لا يضام .. اللهم يا كاشف الهم، ويا مفرج الكرب، ويا مجيب دعوة المضطرين، البسه ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجلاً يا أرحم الراحمين .... اللهم آمين ...
توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
http://http://www.tewfikmansour.netwww.tewfikmansour.net
|
|
 
|
|
|
|
توفيق عبد الرحيم منصور
عبيد الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست