صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
البوم صور
بيانات صحفية
اجتماعيات
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
مقال رائ
بقلم : حسن الطيب / بيرث
جنة الشوك بقلم : جمال علي حسن
بقلم :مصطفى عبد العزيز البطل
استفهامات بقلم: أحمد المصطفى إبراهيم
بقلم : آدم الهلباوى
بقلم : آدم خاطر
بقلم : أسامة مهدي عبد الله
بقلم : إبراهيم سليمان / لندن
بقلم : الطيب الزين/ السويد
بقلم : المتوكل محمد موسي
بقلم : ايليا أرومي كوكو
بقلم : د. أسامه عثمان، نيويورك
بقلم : بارود صندل رجب
بقلم : أسماء الحسينى
بقلم : تاج السر عثمان
بقلم : توفيق الحاج
بقلم : ثروت قاسم
بقلم : جبريل حسن احمد
بقلم : حسن البدرى حسن / المحامى
بقلم : خالد تارس
بقلم : د. ابومحمد ابوامنة
بقلم : د. حسن بشير محمد نور
بقلم : د. عبد الرحيم عمر محيي الدين
أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
بقلم : زاهر هلال زاهر
بقلم : سارة عيسي
بقلم : سالم أحمد سالم
بقلم : سعيد عبدالله سعيد شاهين
بقلم : عاطف عبد المجيد محمد
بقلم : عبد الجبار محمود دوسه
بقلم : عبد الماجد موسى
بقلم : عبدالغني بريش اللايمى
تراسيم بقلم : عبدالباقى الظافر
كلام عابر بقلم : عبدالله علقم
بقلم : علاء الدين محمود
بقلم : عمر قسم السيد
بقلم : كمال الدين بلال / لاهاي
بقلم : مجتبى عرمان
بقلم : محمد علي صالح
بقلم : محمد فضل علي
بقلم : مصعب المشرف
بقلم : هاشم بانقا الريح
بقلم : هلال زاهر الساداتي
بقلم :ب.محمد زين العابدين عثمان
بقلم :توفيق عبدا لرحيم منصور
بقلم :جبريل حسن احمد
بقلم :حاج علي
بقلم :خالد ابواحمد
بقلم :د.محمد الشريف سليمان/ برلين
بقلم :شريف آل ذهب
بقلم :شوقى بدرى
بقلم :صلاح شكوكو
بقلم :عبد العزيز حسين الصاوي
بقلم :عبد العزيز عثمان سام
بقلم :فتحي الضّـو
بقلم :الدكتور نائل اليعقوبابي
بقلم :ناصر البهدير
بقلم الدكتور عمر مصطفى شركيان
بقلم ضياء الدين بلال
بقلم منعم سليمان
من القلب بقلم: أسماء الحسينى
بقلم: أنور يوسف عربي
بقلم: إبراهيم علي إبراهيم المحامي
بقلم: إسحق احمد فضل الله
بقلم: ابوبكر القاضى
بقلم: الصادق حمدين
ضد الانكسار بقلم: امل احمد تبيدي
بقلم: بابكر عباس الأمين
بقلم: جمال عنقرة
بقلم: د. صبري محمد خليل
بقلم: د. طه بامكار
بقلم: شوقي إبراهيم عثمان
بقلم: علي يس الكنزي
بقلم: عوض مختار
بقلم: محمد عثمان ابراهيم
بقلم: نصر الدين غطاس
زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
فيصل على سليمان الدابي/قطر
مناظير بقلم: د. زهير السراج
بقلم: عواطف عبد اللطيف
بقلم: أمين زكريا إسماعيل/ أمريكا
بقلم : عبد العزيز عثمان سام
بقلم : زين العابدين صالح عبدالرحمن
بقلم : سيف الدين عبد العزيز ابراهيم
بقلم : عرمان محمد احمد
بقلم :محمد الحسن محمد عثمان
بقلم :عبد الفتاح عرمان
بقلم :اسماعيل عبد الله
بقلم :خضرعطا المنان / الدوحة
بقلم :د/عبدالله علي ابراهيم
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات : مقال رائ : بقلم :شوقى بدرى English Page Last Updated: Apr 3rd, 2011 - 00:38:07


محنة سودانية 71/س. شوقي
Feb 19, 2011, 21:16

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
Share
Follow sudanesewebtalk on Twitter

محنة سودانية 71

 

 

رجعت يوم الاحد الماضي, بعد ستة ايام في هولندا ودعت فيها أخي خالد الحاج الذي انتقل الى جوار ربه. عدت و طعم كل شئ قد تغير. و أول شئ قاله ابني فقوق نقور حتى قبل أن يسلم علي ( عندنا صقر في البيت ). فقلت له بدون مبالاه انحن زمان  عندنا حي كامل في أمدرمان اسمه حي الصقور. وهو الحي المجاور لبانت و حي الضباط. إلا انه اخذني لخارج الدار ليريني صقراً بحجم صغير يجلس في الركن و يغطي رأسة باحد جناحيه .

كان من المؤكد ان الصقر قد اصيب بضرر و إلا لما قبع مستكينا في ركن ساحتنا الخلفية . و كان ابنائي في حالة حزن و فزع لمصير الصقر المسكين . فوعدتهم بأن اتصل بالمسؤلين يوم الاثنين. و طمأنتهم بأن الصقر سيجد العناية و الرعاية. و كان قد وضعوا بعض اللحم في شكل مارتديلا للصقر. و لكن الصقر لم يقرب الأكل .

عندما عاد ابنائي من المدراس , هرعو للأطمئنان على الصقر . و فرحوا عندما قلت لهم أن احد المسؤلين قد اتى و أخذ الصقر. و في الصباح قمت بالأتصال بالاستعلامات. و طلبت منهم ان يعطوني رقم تلفون منظمة تهتم بالحياة البرية . و بسهولة أعطوني رقم رعاية الحياة البرية في استوكهولم . و بسرعة اعطوني رقم مسئول رعاية الحياة البرية في جنوب السويد. و الذي قال لي انه متواجد على بعد 30 كلم من مدينتنا . و قام بأعطائي رقم تلفون المسئول عن الطيور في مدينتنا. و ذكر لي المسئول المتواجد على بعد 30 كلم بأنه على استعداد لكي يحضر لمنزلنا لمساعدة الصقر , اذا لم يكن الاخرين مستعدين .

الرجل المسئول كان لطيفاً و شكرني على اهتمامي و قال لي مباشرةً . ان الصقر الذي حل ضيفاً علينا هو من نوع صقور العصافير . و هذه الصقور تنشط في هذه الفترة من السنة و تتطارد العصافير. و لا بد أن هذا الصقر كان يطارد عصفوراً و اصطدم بنافذة او حائط زجاجي بمنزلنا . لأن الطيور لا تستطيع أن تتفادى النوافذ الكبيرة. لأن نظام الرؤية عندها ليس صالحاً لتفادي المنشأت البشرية . و أفهمني الرجل بأنه في عمله اليومي . و أنه سيحاول أن يخلص عمله نصف ساعة قبل المواعيد , لأن الصقر المسكين قد قضى يومين بدون طعام . و ان الصقر لا بد انه كسر احد جناحيه. لأن الصقور بعد ان تصطدم بالنوافذ أو الحيطان الزجاجية تحتاج فقط لساعات لكي تستعيد قواها و تنطلق طائرة. و طلب مني الرجل العنوان .

قبل الساعة الرابعة أتى الرجل , و كان يرتدي ملابس البريد. فهو موظف في البريد . و لكن يقوم بهذا العمل كعمل تطوعي  . و هنالك مجموعة من الناس يتطوعون لهذا العمل . و في دقائق أمسك الرجل بالصقر و بحذر شديد حتى لا يؤلمه . و كان يستخدم شبكة  بعصا قابلة للمد . و عرفت أنه يحتفظ بهذه المعدات و قفص خاص , حتى ينقل به الطيور لكي تجد العناية و الرعاية.

و تحسس الرجل جناح الصقر , و أكد أنه مكسور , إلا ان الكسر في مكان واحد و في مكان يمكن شفاءه . و شكرني على اهتمامي و ذهب فرحاً بالصقر الذي استكان للدفئ تحت جاكتة الرجل . و تذكرت المثل القديم الذي يقول الصقر كان وقع كترة البتابت عيب . فالدجاج عندما يمسك به يبدأ في الصياح و الركل و الضرب بالأجنحة . إلا ان الصقور لا ( تبتبت ).

بعد انصراف الرجل بدأت افكر, و تخيلت أنني في السودان أو اي دولة عربية أو افريقية , و أنني قمت بالأتصال بالاستعلامات طالباً رقم منظمة لكي تساعدني في صقر سقط في منزلي . و فكرت في السوداني الذي يحتفظ بشباك و قفص في سيارته و يعالج الصقور. و كيف ستكون نظرة زملائه و أهله و جيرانه . هذا إذا لم يقبضوا عليه و يأخذونه إلى فكي أو إلى مستشفى امراض عقليه. و فكرت هل كان رئيسه يسمح له بأن يخرج مبكرا, لأن في صقر كسر جناحه . و فكرت في زوجة السوداني الذي يأتي متأخرأ للغداء, أو لأخذها لبيت نفاس , حراره أو عزاء, و يكون قد ذهب لأن وزينة قد علقت في الشجرة .

فكرت في رجل عظيم رحمة الله عليه و طيب الله ثراه , الدكتور فيصل مكي صاحب معهد سكينة . الدكتور فيصل رحمة الله عليه حاصل على وسام لأنه كان ضمن الفريق الذى عالج زوجة رئيس يوغسلافيا و الشخصية العالمية جوزف بروس تيتو وأحد مؤسسي مجموعة دول عدم الانحياز, مع جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند و أحمد سوكارنو رئيس اندونيسا الأول.

دكتور فيصل طيب الله ثراه , رجع ألى السودان لكي يقدم لبلده و أراد ان ينشئ معهداً للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو المتخلفين عقلياً. فأستأجر منزلاً لمساعدة الأطفال . إلا ان صاحب المنزل السوداني الأصيل و المسلم أبن المسلم و الذي يؤمن بالله و اليوم الاخر, قام بطرده من المنزل شر طرده قائلاً له ( جايب لينا عواليق في بيتي يا عواليق). و ذهب دكتور فيصل ألى السيد أبو عاج دراج المحن , و البطل المغوار ( ابوكم مين ؟ نميري .... ) . و بعد صعوبات و اجتهادات و وساطات, تمكن دكتور فيصل من مقابلة نميري الذي لم يدعه يكمل كلامه, بل بدأه بالصراخ قائلاً ( انحن الناس الشديدين ما قادرين نعالجهم , داير تجيب لي الناس المكسرين المعولقين ) . و كما أورد دكتور فيصل في كتابه عن معهد سكينة , فأنه خرج من مكتب نميري و هو غضبان و محتار , لدرجة انه لم يتوقف و لم يحس بالتعب بعد ان خرج من مكتب نميري في الخرطوم , الى ان وصل الى منزلي في امدرمان . و ترك سيارته امام مكتب نميري .

قامت الخالة سكينة بصرف مدخراتها و بيع ذهبها. و كانت بداية معهد سكينة . و هذا في الوقت الذي كان نميري و رجال مايو يبعذقون المليارات في أمور لا تسوى, و هذه احدى المحن السودانية .

الدكتور فيصل ذكر في كتابة أن احد الاسر السودانية المشهود لها بالوسامة و الجمال , و اذكر انا شوقي بدري فأن احد شباب تلك الاسرة كان البنات يتغنون بأسمه في أغاني السيرة في بداية الخمسينات . وكان لهذه الاسرة طفل متخلف , و كانوا يضعونه في خلف المنزل مع الكلب حتى لا يشاهده الاخرون , فصار الطفل يحك اذنه بقدمه كما تفعل الكلاب . و الكاتب المصري الرائع عوض لويس ذكر في كتابه عن حياته ان شقيقته كانت متخلفه و أن الاسرة كانت تمارس الغش التجاري , و كانوا يخبؤنها في المنزل الى ان تزوجت شقيقاته . و لكن الاوربيون الذين نوصفهم بانهم بلا قلوب و بانهم كفار لا يمارسون هذه الاشياء .

من المحن السودانية اننا نتشدق بأننا اهل الكرم و النخوة و الشجاعة و النجدة و هذه حقيقة . الا اننا نطبقها بصفة شخصية, و ليس كنشاط جماعي منظم لأننا لا نحب التنظيم و القيود . عندما حضر العميد ادريس فضل الله و هو مسئول الحريقة في الخرطوم اتصلنا بالاطفائية هنا في السويد , فأخذونا في جولات تعريفية . و بعضها كانت لمحطات حريقة بدون موظفين . و لكن عربات الحريقة متواجدة  , و المعدات متواجدة عند حدوث حريقة . يهرع أهل القرية المتدربون و يرتدون ملابس رجال حريقة و يقودون سيارات الحريقة و الاسعاف , و يقومون بأطفاء الحريق و اسعاف المصابين . فالجميع قد تدربوا على هذه الاشياء . و هنالك مبنى للأطفائية مزود بتلفزيون و مسجل و ماكينة للشاي و القهوة . و يكون هنالك شخص أو شخصين متطوعين للتواجد في ذلك  المبنى و كل من سمح وقتهم . و هنالك مسئول أول و مسئول ثاني ..... الخ . المحن السودانية اننا لا نقبل رئاسة الاخرين , و يمكن ان نضحي بحياتنا من أجل الاخرين , و لكن ينقصنا الانضباط و التنظيم .

قبل فترة كنت اشاهد فلما تلفزونيا عن الاوربين الذين يهرعون لمناطق الزلزال , و كيف يخاطرون بحياتهم و يدخلون في اماكن ضيقة بين الانقاض , و هنالك احتمال حدوث هزات جديدة . و شاهدتهم ينقذون أم و طفلها بعد ثلاثة ايام , و أذكر ان اسم الطفل كان عباس . و أعجب لماذا لا تتكون فرق بهذا الشكل في الدول الاسلامية , التي تدعو الناس للقيام بصالح الاعمال و توقع الجنة و النعيم و حسن الثواب. و أغلب الاوربيين الذين يخاطرون بحياتهم لا يؤمنون حتى بالله , و لا يتوقعون جزاءاً ولا شكورا. و في حوادث رواندا التى قتل فيها ما يقارب المليون من البشر , كان الاوربيون أول من ذهب الى المساعدة . و أذكر انني قد قلت لمسئول عربي, لماذا لم ترسلوا حتى حاوية مليئة بالبسكويت . و زوجة نائب الرئيس الامريكي قور , كانت هنالك وسط المساعدين . فقال لي المسئول العربي ( دا كلو عشان التلفزيون و الدعاية السياسية و هدول افارقة ايش لينا فيهم  ) . فقلت له لقد وقف الافارقة معكم في كل نضالكم ضد اسرائيل . و صوتوا بجانبكم في الامم المتحدة .( ياخي رسلو انسان لابس دشداشة حتى كأظهار نوع من التضامن ). فنظر الي المسئول العربي مستعجباً .

 في الستينيات و عندما قطع السودان علاقته مع بريطانيا و ألمانيا , صاروا يرسلون المبعوثين الى شرق اوربا . و صار شكل السودانيين و السودانيات بالتوب السوداني ظاهرة عادية في براغ . أذكر أن الاخ ابراهيم عبيد الله و الاخ ابراهيم صالح عليهم الرحمة و الاخ عبد الوهاب عثمان وزير المالية السابق يرحبون بمبعوث جديد . و قدموه لي على اساس انه ابن عمي رباطابي . و في اثناء الحديث و الدردشة سأله ابراهيم عن زواجه , لأنهم عندما تركوه في السودان كان على وشك الزواج . فأنتفض الرباطابي الذي لم يكن يتمتع بأي مسحة جمالية , بل هو اقرب من الدمامة قائلاً ( عرس شنو ! البت ما طلعت عميانة ). و بالاستفسار عن غرابة الموضوع أكتشف ان اهله عندما ذهبوا لزيارتها في المنزل , اكتشفوا انها كانت تقرأ لانها و كانت ترتدي نظارة .

 المحنة أن الرجل لم يكن يجد اي غرابة في انه فسخ خطبته . فقلت له ياخي عندها نظارة ما معناها عميانة . و أي زول يفوت الاربعين سنة يستحسن أن يقرأ بي نظارة عشان يحافظ على نظره , و ضعف النظر ليس من الشئ الذي يقلل من قيمة الانسان . و كان يمكن ان أفهم اذا كان يتحدث عن اخلاق البنت أو تربيتها أو شئ اخر , و لكن نظارة النظر يجب ان لا تكون حائلاً.

غضب الرباطابي بشدة و قال لي ( ياخي أعرس لي مرة عميانة, ليه ؟ النسوان المفتحات ما في . و بعدين هم ليه ما كلموني من الأول , البنت عندها نظارة , مش الحمد لله اهلي عرفوا بالصدفة . كان هسا اجيب لي أولاد عميانين برضو) . و اكتفيت بأن اتجاهل ابن عمي الرباطابي لان الكلام معه لا يجدي . و هذه بعض المحن السودانية , فالشخص جامعي و متعلم و من المؤكد انه الان يلبس نظارة نظر و سيغضب جدا اذا وصفه الانسان بأنه أعمى .

الصقر الذي وقع في ساحة بيتنا الخلفية , لم يستطع ان يذهب بعيداً لأن تلك المنطقة محاطة بسور. و هذا السور بنيناه في الصيف الماضي لأن القانون السويدي يلزمنا ببناء ذلك السور و كان يفصلني من الجيران الثلاثة حائط من الاشجار المتشابكة طوله  أقل من المتر. و ليس للمنزل ابواب بل فتحات كبيرة في ذلك السور و نحن على الناصية . و السبب هو أننا قد بنينا حوض سباحة . و لأننا سودانيين نعيش في المريخ بالعقلية السودانية . فقد اكتشفنا فيما بعد بأننا ملزمين بأن نبني سوراً. و السبب هو أن القانون يحمي البشر أو الحيوانات . و قالت لي المسئولة لأنه اذا أتى طفل من الجيران أو من الشارع و غرق في ذلك الحوض فأنا المسئول . و اذا اتى لص ( مسكين) و سقط أو اصيب بكسر أو ارتطم رأسه بحافة الحوض في الليل و غرق ذلك اللص ( المسكين ) فهذه مسئوليتي . لأن اللص المسكين حضر فقط ليسرق , و اذا فقد حياته فأنني و لا شك سأندم بقية حياتي . ثم واصلت و لربما يحضر كلب صغير أو قط أو قنفذ أو أرنب و يسقط في الحوض . لهذا يلزمك القانون أن تبني حائط من كل الجهات لسلامة الحيوانات و اللص المسكين . فأقتنعت بكلامها في حماية اللص المسكين الذي يأتي بشعور جميل و لا يقصد لنا شراً سوى السرقة .

قبل ان اذهب لأوروبا بفترة قصيرة , انتقلنا من منزلنا من العباسية فوق ميدان الربيع الى العباسية تحت السردارية . و لكن كلبنا الذي لم نربطه , لم يتعود على المنزل الجديد . فرجع الى المنزل القديم . فقام صبية الحي بقتله كنوع من الرياضة او المتعة. و غضب اخوتي الصغار. و كنت ذاهباً لتصفية الحساب مع أهل الاولاد . الى ان اوقفني تؤام الروح بله رحمة الله عليه . و كان يقول لي ( ديل شفع صغار ما حتقدر تعمل ليهم حاجة . يعني حا تمشي تضارب اهلهم في كلب . ما الكلاب دي عادة ً الناس بقتلوها بأمدرمان . و انت ذاتك يا شوقي, قبل كدا ما كتلت او دقيت كلب ؟ ). فخجلت من نفسي . و ما يحدث للصوص في بلادنا فحدث و لا حرج .

التحية ع. س. شوقي .


مقالات سابقة بقلم :شوقى بدرى
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 25 ديسمبر 2010 الى 13 فبرائر 2011
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 05 سبتمبر 2010 الى 25 ديسمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

Latest News
  • Sudan's Abyei region awash with arms and anger
  • Military Helicopter Crash Kills Five in Darfur, Sudan Army Says
  • SUDAN: Lack of justice "entrenching impunity" in Darfur
  • The National Agency for Securing and Financing national Exports pays due attention to Nonpetroleum Exports
  • Vice President of the Republic to witness the launching of the cultural season in Khartoum state
  • Youth creative activities to be launched under the blessing of the president, Tuesday
  • Sudan's gold rush lures thousands to remote areas
  • South Sudan faces precarious start
  • Aid workers taken hostage in Darfur freed: U.N.
  • 19 People Killed In Clashes In Sudan's South Kordofan State
  • Headlines of major daily news papers issued in Khartoum today Thursday the 14th of April 2011
  • Minister review with Indonesian delegation Sudanese Indonesian petroleum cooperation
  • Bio-fuel experimental production launched in Sudan
  • Center for Middle East and Africa's Studies organizes a symposium on intelligence activities in Sudan
  • South Sudan Activists Say : Women Need Bigger Role
  • 'One dead' as army helicopter crashes in Khartoum
  • Vice President receives new Algerian ambassador the Sudan
  • A training military plane crashes killing one of the three crew on board
  • Headlines of major daily papers issued in Khartoum today Wednesday the 13th of April 2011
  • Minister of Defense announces some precautious measures to secure Port Sudan
  • Industry Minister Meets Ambassadors of Central Africa, South African Republic
  • Sudan has 'irrefutable proof' Israel behind air strike
  • Taha Affirms Government Concern over Youth Issues
  • Headlines of major news papers issued in Khartoum today Monday the 11th of April 2011
  • NCP: statements by the US Secretary of State and the new envoy an attempt to justify the American hostility
  • Two Sudan papers stop publishing, protest censorship
  • Helicopters, tanks deployed in volatile Sudan area
  • State minister at the ministry of oil meets the delegation of the Gulf company for metal industries
  • Headlines of major daily news papers issued in Khartoum today Sunday the 10th of April 2011
  • Ministry of Foreign Affairs: Sudan possess solid proof of Israeli involvement in the aggression on the country
  • Defense Minister visits Port-Sudan
  • Somali pirates hijack German vessel
  • Family denies assassination of key Hamas figure in Sudan
  • President Al-Bashirr, First VP Kiir Agree to Implement Agreement on Security Situation in Abyei as of Friday
  • DUP Denounces Israeli air strike on Port Sudan Vehicle
  • SBA Calls for especial Economic Relations with South Sudan State
  • Sudan-Brazil Sign Animal Wealth Protocol
  • Netanyahu vague on Sudan strike
  • seven Killed In New Clashes In South Sudan
  • Sudan's government crushed protests by embracing Internet
  • Hamas official targeted in Sudan attack, Palestinians say
  • بقلم :شوقى بدرى
  • محن سودانية ..75 ..الترماج بقا يمشى القماير /شوقي بدري
  • يا احفاد جانق ، تعرفون اني لكم من المحبين . /شوقي بدري
  • السودان و الضرب بالطيارات/شوقي بدري
  • محن سودانيه ... 74 ... السياسه بعقلية الكنتين ./Shawgi Badri
  • قبل الرحيل ...(1)/Shawgi Badri
  • ذكرى رحيل تؤام الروح بله 2/شوقى بدرى
  • ذكرى رحيل توأم الروح بلة /Shawgi Badri
  • قضايا ومنازعات امدرمانيه ( 5 ) ../شوقي بدري
  • الكيزان و اللؤم...../شوقي بدري
  • 28 فبراير عيد ميلاد خالد الحاج .../Shawgi Badri
  • يا دكتور عصام .... صفية اغتصبوها/شوقي ع. س
  • القذافى .. الله يمهل ولا يهمل ../شوقى بدرى
  • محن سودانية 72...بقينا نقبل بالاهانة. /شوقي بدري
  • محنة سودانية 71/س. شوقي