بسم الله الرحمن الرحيم

 دعاء لقادة العرب لأجل التشبث بالكرسي !!

توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)

http://www.tewfikmansour.net

  يتواصل معي إليكترونياً (على الرغم من فارق السن) وبانتظام العديد من الشباب العربي بمختلف بلدانهم . ومنذ زمن بعيد كم ناديت عبر الصحافة والأثير بأن ندرس ونصغي لما يسطره الشباب على الوسائط التي أتاحت لهم الحرية المطلقة التي يفتقدونها والتي ظلوا ينشدونها لأجل البوح والتعبير بما في دواخلهم .. فمنهم تارة نتعلم، ومعهم نبحر في تصوراتهم لمستقبل ليس بمستقبلنا، ومن خلال كتاباتهم ربما نفهمهم أكثر، ونتحاور معهم بجدية، وربما لو تواصلنا معهم أن نفيدهم في بعض توجهاتهم كما أفادونا هم علمياً وثقافياً في أوجه متعددة .. وليس هذا فحسب على المستوى السياسي، بل الاجتماعي والثقافي والتحاوري، خاصة وأنبه إلى أن الفضاء الاليكتروني الواسع والجبار والحر والذي أحبه واستظل  به بعض شبابنا إنما يزداد عدد رواده من الشباب يومياً، ويحمل في طياته أنماطاً جديدة ومتجددة تعكس ما بخلد شبابنا بأسلوبٍ جادٍ تارة، أو بمنهجية المزح والدعابات والهزل طوراً آخر، وجميع تلك الأساليب إنما تحمل في دواخلها المبطنة المثير من الأمور الهامة التي يتوجب علينا الإصغاء لها والتعامل معها واستنباط المفيد منها ..

  هذا وقبل عدة أيام وصلتني رسالة رمزية في شكل دعاء على لسان القادة العرب، صاغها أحد الشباب .. ولأن الرسالة رمزية، وتحمل الكثير من المعاني، ولأنها لا تخلو من طرافة، ولا تخلو من إبداع، وتعكس أيضاً واقع البلدان العربية المرير سأنقلها كما هي، خاصة وأن بعضنا لا تتاح له فرصة الإطلاع على مثل هذه الرسائل المتبادلة ما بين شبابنا في جميع أرجاء عالمنا العربي .. وكان محتوى الدعاء كالآتي :-

اللهم إنا نعوذ بك من الخلع كله عاجله وآجله، ونعوذ بك من الشعب الذي ينظر للأمام
والشعب الذي يكره الأصنام، والشعب الذي يريد إسقاط النظام
ونسألك اللهم رئاسة مدى الحياة، وشعبا شبيهًا بالأموات
اللهم ثبت كراسينا بالصمغ واللحام البارد
وباعد بين الشعب وبينها، كما باعدت بيننا وبين الشعب
واجعل لنا من أمامنا كرسيًا ومن خلفنا كرسيًا، وعن يميننا كرسيًا وعن شمالنا كرسيًا
ومن فوقنا كرسيًا ومن تحتنا كرسيًا
واجعل ثأرنا على من خلعنا، ومتعنا بما أشبعتنا
ولا تجعل الشعب مبلغ همنا، ولا مصدر خلعنا
وقنا عربة البوعزيزي، ومقالات المقريزي
اللهم اجعل ميدان التحرير لنا لا علينا
ولا تسلط عيال النيدو وأطفال الديجيتال علينا
ولا تُشمِت المعارضة فينا
وقنا شر المتظاهرين والمتظاهرات، والمفسبكين والمفسبكات
الأحياء منهم والأموات
ربنا و لا تسلط علينا "الجزيرة"
كما سلطتها على الذين من قبلنا
اللهم أضعف إرسالها، وشوِّش تردداتها
وطهر "رسيفرات" شعوبنا منها
إلهي إلى من تكلنا، إلى شعوب تخلعنا
أم إلى معارضة تستضعفنا، أم إلى شباب لا يسمعنا
أم إلى مجتمع دولي يندد بنا، أم إلى سويسرا تجمد أرصدتنا
نشكو إليك يا ربنا ضعف شعبيتنا، وقلة حيلتنا، ونحس بطانتنا
وعجز قوتنا
اللهم لا تدع لنا شعبا إلا رحلته، ولا شبابا إلا خلعته
ولا معارضا إلا ألجمته، ولا مواليا إلا شجعته
ونسألك رصيدا لا ينفد، وثروة لا تجمد
و نعوذ بك اللهم من شعب لا يركع، ومن بطانة تأكل ولا تشبع
ونعوذ بك من شباب لا يجزع، ومعارضة لا تقنع
ربنا اصرف عنا الديمقراطية، وأدم علينا البيروقراطية
واجعل في جيوبنا الميزانية
اللهم هازم الأحزاب ومُسكِّن الشباب، رد شعوبنا إلينا ردا جميلا
ولا تجعل الكرسي علينا مستحيلا، ولا تجعل نهايتنا الرحيلا
اللهم بارك لنا في طائراتنا، لنقصف بها شعوبنا
وضاعف لنا مدافعنا، واجعل البازوكة بعشرة أمثالها
وارزقنا في كل خطوة دبابة
ربي اجعلني زين الجالسين، لا زين الهاربين
وبارك لنا أكثر من مبارك، وأعوذ بك أن يقول لي شعبي ارحل
وأعوذ بك أن أقول : أنا فهمتكم .

إضافة لما تقدم فإن هناك في رسالة أخرى ما سمي بدعاء القادة العرب عند افتتاح القمم العربية، ننقل هنا بعض ما جاء فيه :-

اللهم إنا نسألك فترة ممتدة ! وهجمة مُرتدة !

والصبر على المعارضة ! والنصر على الشعب !

ونسألك الحُسن لكن لا نسألك الخاتمة  أبداً !

اللهم ارزقنا معونة لا نسرق بعدها أبدا !

 اللهم إنا نعوذ بك من كرسي يُخلع ! ومن شعب لا يُقمع !

ومن صحيفة لا تُمنع ! ومن خطاب لا يُسمع ! ومن مواطن لا يُخدع !