بسم الله الرحمن الرحيم

سمحة الحرية يا جامعة الدول العربية !!

توفيق عبد الرحيم منصور

http://www.tewfikmansour.net

  وبدأنا أخيراً نتنسم عبير الحرية في بلاد العرب شيئاً فشيئا .. وها نحن نشاهد الجامعة العربية وهي تتكلم بقوة ولو نسبية، وتتخذ قرارات وتوصيات وتوجيهات وتصريحات لم نعهدها من قبل! .. وأمينها العام السيد عمرو موسى أقر (في الوقت الضائع له) بالتغيرات التي بدأت تؤثر على بعض اجتماعات الجامعة العربية صغيرها وكبيرها وذلك على الرغم من محدوديتها وتلكؤها وعدم مجاراتها للأحداث الخطيرة كما يجب ..  لا بل ويشير عمرو موسى أمين عام الجامعة وعلى مستواه الشخصي بأنه لو صار رئيساً لمصر فإنه سيحترم الاتفاقات الدولية ولكنه سيرفع الحصار كاملاً عن غزة الجريحة! .. ويعني ذلك بأن الرئيس المخلوع مبارك كان سبباً مباشراً في التأثير السلبي والهدام في ما يخص القضية الفلسطينية .. ويعني ذلك أيضاً بأن الرئيس مبارك كان يجتهد منفرداً ومتعاوناً ومتطوعاً في حصار أهل غزة الأباة، وذلك كمنةٍ ومنحةٍ منه لبني صهيون الذين أحبهم لدرجة أن كان يبيعهم الغاز المصري بثلث ما كان يبيعه لشعبه، ولو مد الله في عمر مبارك ونظامه لمد إسرائيل بكهربة السد العالي وبعضاً من مياه النيل العذبة .. ومع كل ذلك وغيره سكتت عن تصرفات مبارك المريبة والمخجلة والمفضوحة صحف مصر الرسمية وتلفزيون مصر، والأدهى والأمر سكتت عن تصرفات مبارك الجامعة العربية!! .. وا حسرتاه على واقعنا الجبان !!.  عموماً وبإذن الله تعالى وكما صاحت الشابة المصرية الحرة (مافيش ذل تاني .. مافيش رعب تاني .. مافيش خوف تاني)، وكما صرخ التونسي الحر (هرمنا ونحن ننتظر فجر الحرية)، وعليه لا أظن بأن شباب العرب سيفرطون مرة أخرى في حريتهم .. ولا أظنهم سيغضون البصر عن أي تصرفٍ مُشين للجامعة بحق قضايا الأمة ..

  الإصلاح والتغيير في عالمنا العربي بقيادة شبابنا بدأ زحفه بسرعة وقوة كالتسونامي الجارف الذي لا يمكن إيقافه بأية قوة كانت .. ونتفق مع السيد عمرو موسى بأن التغيير سيشمل وبقوة أيضاً ليس فقط الدول العربية، بل جامعتها ومختلف أجهزتها ومنظماتها المتخصصة !! .. فالجامعة العربية بكل أذرعها لا شك قد شابها بعض ما لحق بوطننا العربي من بيروقراطيةٍ ومحاباةٍ وفسادٍ وتوظيفٍ غير عادل وتلاعب بميزانياتها شمل معظم المرافق والأركان ببيت العرب إلا ما رحم ربي .. هذا وسنكشف مع الأيام وبالوثائق الدامغة عن الكثير من التصرفات المخزية إدارياً ومالياً لبعض مدراء وكبار موظفي منظماتٍ عربيةٍ بعينها لنُري شبابنا كيف أن فساد البعض في بلادنا قد انعكس على منظماتنا العربية فأثر سلباً في مخرجاتها فترقبونا ..

    ورجوعاً لحسني مبارك أقول بأن نظام حكمه الجائر كان بلا أدنى شكٍ مكبِلاً لإرادة وحرية الجامعة العربية، وليس فقط لمصر وشعبها، وبالتالي كان حسني مبارك مكبِلاً لكل تطلعات جميع العرب، وكان يشكل حجر عثرة في طريق المحادثات الجادة، والمناقشات الصريحة والجريئة، واتخاذ القرارات الهامة والناجعة .. فأعضاء الوفود مع الأسف كانوا يعملون لحسني مبارك ألف حساب، ومعظم كبار موظفي الجامعة كانوا يتحسسون ما يريده ويبتغيه دوماً حسني مبارك حتى لا يزعجونه كرئيس لدولة المقر، والأستاذ عمرو موسى كموظفٍ هام في الجامعة العربية، وكمصري عمل مع حسني مبارك لسنواتٍ طوال وفي درجاتٍ عليا مختلفة، ولأنه أي عمرو موسى كان متيقناً بأن رئيس مصر المخلوع وبنظامه الصارم في كتم الحريات، وترضية أمريكا وجارته إسرائيل، آثر عدم مواجهة حسني مبارك بقراراتٍ للجامعة لا تشتهيها نفسه، خاصة وأنه رئيس دولة المقر ..

  التحية والإجلال لشباب مصر العظيم، وشعب مصر العظيم، الذي يكفيه فخراً بأنه وبقوة الجبابرة لم يُطبّع مع إسرائيل طالما أنها تُعذب وتسجن وتحاصر إخوتهم في فلسطين .. أما نحن يا شبابنا، فسنكشف لكم قريباً عن فسادٍ تشيب له الولدان فيما يخص العمل العربي المشترك، وذلك عبر الشبكة العنكبوتية، وهذا أضعف الإيمان لأننا (هرمنا .. هرمنا ..!!) ..

توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)

http://www.tewfikmansour.net