أمواج ناعمة
هَاؤُم اقرَأُوا كِتـابِيهْ
د. ياسر محجوب الحسين
اليوم نرى أصواتا حزبية ترتفع لتحمل الآخرين مسؤولية انفصال الجنوب!!.. إن جاء الاتهام أو الاشفاق من أحزاب غير التي نعرفها لكان الحوار معها حول هذه القضية مفيدا، لكن أحزاب تهرول للسفارة الأمريكية لا يمكن أن نحترمها دعك من الاستماع إليها، هرولت تلك الأحزاب من قبل حين دعتها الحكومة لمناقشة أمر وطني ليس لأي لدولة كانت حق التداول فيه.. قنبلة مدوية أطلقها حزب البعث حينها معلنا أنه تلقى وضمن أحزاب أخرى، دعوة من السفارة الأمريكية، لإجتماع يتم التداول فيه حول الإنتخابات وما يتصل بها!!.. نعم هكذا!!.. ما شأن الولايات المتحدة بالانتخابات في السودان؟ ولماذا أحزاب بعينها؟.. حزب البعث كان جريئا وواضحا حينما أعلن في بيان أصدره حينذاك إنه "لا يرى أي مسوغ لتعاطي السفارة الأمريكية أو أي سفارة أخرى، للشأن السوداني، والذي لا يهم سوى السودانيين وتنظيماتهم السياسية الوطنية".. إنها أحزاب مفعمة بالإغواء حتى الثمالة.. إنها أحزاب كسيحة تهيم على وجهها في صحراء فكرها المجدب لا تعقل ولا تفهم إلا أن تذكّر أمريكا بدولاراتها فتضحك بشكل هستيري وتنشد أشعارا تقولها فيها.. هذه الأحزاب التي تخاذلت عن كل شأن وطني ليس فيه شيء من (كيكة) السلطة، تريد اليوم أن تقدم دروسا وتحاكم الآخرين وتحملهم انفصال الجنوب.
لقد عملت الحكومة على معالجة مشكلة الجنوب من أساسها باقرار نظام الحكم الفدرالي منذ الشهور الأولى لثورة الانقاذ الوطني بعد اجازة النظام الفدرالي في مؤتمر الحوار حول قضايا السلام.. أصرت حكومة الانقاذ على الوصول إلى سلام من خلال اتفاق سياسي وليس بغيره منذ نوفمبر 1989م.. كانت هناك خطط وبرامج جدية لبناء جسور التواصل والتمازج وتنفيذ الخطط الاسكانية لمعالجة النزوح في مختلف الولايات.. وبعد حراك سياسي مفعم بالجهود المضنية تم التوصل إلى اتفاقية السلام الشامل وقد أعطت الحكومة فيها كثيرا من أجل الوصول إلى اتفاق ومن أجل تحفيز ودفع الحركة الشعبية لتعمل للوحدة.. لم يكن توقيع الاتفاقية نهاية المطاف بل كان هناك صبر فريد على مشاكل وعقبات التطبيق حتى ظن البعض أن ذلك تهاونا بل رضوخا للضغوط غير مبرر وبالطبع لم يكن كذلك ولكنه صبر زاده حب الوطن والايمان بوحدته.
ثم ماذا بعد لابد من تجديد الدعوة للذين أيدوا الانفصال وعملوا له ليتدبروا الأمر وأن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى.. لابد من تأكيد أن مصلحة الجنوب والشمال ليس في حسن الجوار فحسب ولكن في التعاون والتكامل.. الدعوة مقدمة لتلك الأحزاب المهوسة بالارتماء في أحضان الاجنبي أن تعمل عملا صالحا وتقدم للشعب السوداني ما هو مفيد بدلا عن اثارة الزوابع والجدل غير المفيد.. الجدال لا يثبت شيئاً إلا أماني تلك الاحزاب
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة