كارتر يكذّب الــــCNN

بقلم : ياسر محجوب الحسين

كنا بصدد أن نقول أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر افترى على الرئيس عمر البشير كذبا وقال شططا، لأننا نعلم أن المنظومة الأمريكية تستعجل اليوم قبل غد انفصال الجنوب لتقدمه هدية إلى اسرائيل المتربصة بمياه النيل وهذا ديدنهم ومقصدهم الخبيث.. الأدهى والأمر أن قناة الــــCNN الأمريكية هي التي تكذب وتتحرى الكذب، هذه القناة المفترية نقلت عن الرجل "أن الرئيس البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون السودان في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء وزادتنا من الشعر بيتا ناقلة عنه أو مفترية عليه: "تحدثت مع الرئيس البشير أن الدين بأسره ينبغي أن يؤول إلى شمال السودان لا الجزء الجنوبي لذا يمكن القول أن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون".. عجبا، هل من عاقل يصدق هذا الافتراء.. الجهل الأمريكي بخصائص الشعوب الكريمة يجعلهم يفترضون السذاجة في الشعب السوداني.. لا يمكن أن نقول أن كارتر أراد أن يقول أنه أنجز انجازا كبيرا في طريق دعم الدولة الجديدة وقد تمكن من اقناع الرئيس البشير بذلك؟.. على الأقل أن لديه مصلحة في الحفاظ على صورته كرجل محترم وسياسي حصيف؟.. رئاسة الجمهورية سارعت ونفت الافتراء، قبل أن يبادر الرجل وينفي كذب الــــCNN عليه.. كارتر قال إن تصريحاته قد فسّرت خطأً وأبدى استغرابه للمعلومات التي نقلتها القناة التي تدعي الموضوعية وشدد أن الــــCNN نقلت تصريحاته بالطريقة التي تراها مناسبة!!.. من المؤكد أن كارتر لا يجرؤ على استغلال تقدير السودان لجهوده في خدمة السلام وتنفيذ برامج مثل مكافحة عمى الأنهار واستئصال دودة الفرنديد ومشروع قلوبال لتوطين القمح.. الواقعة تؤكد أن الاستراتيجية الأمريكية واحدة ولا يمكن أن يحيد عنها أي جهاز أمريكي والاعلام الأمريكي شريك أصيل في تلك الاستراتيجية.. معلوم أن كارتر أصبح بعيدا عن المطبخ الأمريكي وشغل نفسه بأعمال طوعية بيد أن لدينا قناعة بأنه ليس ببعيد عن أجندة فصل الجنوب وله دور يؤديه في هذا الصدد ولكن بحرفية تتفوق على حرفية الــــ CNN. معلوم أن موقف السودان من قضية الديون هو اقتسام الديون بين الشمال والجنوب في حالة انفصال الجنوب.. لكن الرئيس البشير أراد أن يقدم حلا مفيدا لتتبناه الولايات المتحدة وهو أنه من غير المفيد الاكتفاء بهذه القسمة إذ أن العائدات السنوية للسودان لاتتحمل الإيفاء بخدمة تلك الديون وأن الدولة الوليدة في حالة انفصال الجنوب لن تستطيع بطبيعة الحال سداد خدمة الديون.. لكل ذلك أبلغ البشير كارتر ضرورة العمل على اسقاط الديون جملة واحدة في إطار مبادرة تخفيف الديون على الدول الفقيرة الاكثر مديونية وأن مسؤولية الديون ستكون مشتركة بين ثلاث جهات هى الشمال والجنوب والمجتمع الدولى.. كارتر أكد في رده المفحم على الــــ CNN أن ما دار بينه والرئيس البشير هو أن يلتزم شركاء السلام بعهودهم بإعفاء ديون السودان ورفع اسمه من الدول الراعية للإرهاب والإيفاء بالتزاماتهم مثلما التزم السودان بإنفاذ اتفاقية السلام وطالب بتعميم الحوافز الأمريكية بين الشمال والجنوب.