شبكة الجزيرة ..قبل ان يفور التنور.. أبعاد مركبة ومهمة ميسرة
·
· لست وحدي من اجلستنا قناة الجزيرة الاخبارية منذ مولدها علي مقاعد المتابعة والرصد والمعرفة كمدرسة جديدة للتعاطي الاعلامي فتحت نوافذ مغلقة وعبدت دروب مهنية صرفة لاتقان فن الاستقصاء والبحث وقول الحق والقبول بالرأي وكثير برامج علمية ووثائقية ولم تقف على هوامش الاخبار وقمة انجازاتها بل ظلت تتمدد كشبكة احترافية تصوب سهامها لابعاد مركبة لمهمات عسيرة لاوطاننا لتستقر وتمارس شعوبها الحياة الكريمة .
· كان لي شرف حضور ندوة “ استفتاء جنوب السودان وتداعياته محليا وعربيا “ نظمها مركز قناة الجزيرة للدراسات بالتعاون ومعهد ابحاث السلام بجامعة الخرطوم 8يناير الجاري الندوة قفزت بهذه المؤسسة لبقعة ضوء اكثر لمعانا ولمهمة مضافة لعلم الاعلام كمصفوفة جديدة تعيد ترتيب الاوراق البالية في غرف الاعلام ومحطاته .
· عرفت الصحافة بانها صاحبة الجلالة و الاعلام بأنه السلطة الرابعة وقد تدحرجت كلاهما في متون هذه المسميات ولكن شبكة الجزيرة اليوم تؤشر لبعد اكثر عمقا.. أنها تلعب اداورا مكوكية لتثقب جدارات المستقبل السياسي للدول ولتفتح الاعين جميعها على الاخفاقات وتحض القلوب العاشقة للنجاح وتحرك الايادي لتعمل من أجل التغيير أن الجزيرة تحولت كشريك لبلورة الافكار لمن يريد التعلم من القيادات السياسية أنها تقدم طبخات اقتصادية طازجة لمن يجيد التهام جيد الطعام من النافذين في مقاعد الحكم.
· بكوادر متخصصة ومن مدن الجنوب والشمال نقلت الجزيرة الحدث الاكثر اهمية من بنود اتفاقية نيفاشا “ استفتاء جنوب السودان “ ولندوة يوم السبت بقندق شيرتون الدوحة انتقت بعلم العارف اسماء المشاركين مفكرين سياسيين ومثقفين عرب سيرتهم الذاتية تدلل على قاماتهم الفكرية وهمتهم العالية وبعناية اكثر انتقت عناوين اوراق العمل والمتحدثين الرئيسيين د.قطبي المهدي والامام الصادق المهدي وبرغم تشابه الاسماء فهما يقفان على “قطبي “ رحى السياسة السودانية وتقلباتها وكانوا حضورا مضافا كلا بفكره وتحزبه ولصالح السودان الجريح .
· فتح مدير الندوة د. صلاح الزين باب المناقشات وتوزيع فرص المداخلات بحرص وعناية واستجلب فن التنوع الفكري والسياسي والاختلاف العلمي الاكاديمي بدرجاته ولعل اتاحة الفرصة الكاملة لقطبي مشروع سلام دارفور د. التجاني السيسي حركة التحرير والعدالة وجبريل ابراهيم حركة العدل والمساواة كانت ضربة معلم باعتبار ان سلام دارفور هو المحطة التي لن يغادر قطار الاستقرار للسودان إلا مصتصحبا بها واتيحت الفرص كاملة للاسئلة والمداخلات لاعلاميين ومثقفين وناشطين اجتماعيين دون حجب رؤية ولا صوت وبدون فذلكة للاحاديث او تطهير وبتر وتشويه بما اضاف لرصيد هذه المؤسسة قيمة مضافة لشعارها “ منبر من لا منبر له “ وحل لمن لا يعرف اجتياز الدروب الوعرة .
· ولعل ما اميز ندوة نهارات السبت النقاط التسعة التي حزمها د. لوال دينق الاقتصادي السياسي القيادي بالحركة الشعبية ووزير النفط السوداني والذي ركز على فلسفته لمعالجات المشكل السوداني “ نقل المدينة للريف “ انها الوصفة الناجحة لمعالجة قضايا مناطق الالتماس والتي يطلق عليها” د.لوال “ للتعايش النظيف “ ابيي “ كيف يمكن ان تكون نموذجا مثاليا إن فتحت المستشفيات وشقت الطرق وارجع نظام الداخليات لطلبة المدارس ولعل الكثيرون اليوم من ابناء مدارس حنتوب وخور طقت الثانوية يشهدون ان علاقاتهم الاكثر متانة تلك التي جمعتهم طالب جنوبي وشمالي في صفوفها وعلى اسرة داخلياتها التي شكلت غصن التماذج والتعايش ليمثل في هذه الفترة العصية من تاريخ السودان بذرة الوحدة الجاذبة بتنمية متوازية لانبات ارضية صالحة فيها عشب يؤكل وماء صحي يشرب ومدارس تصيغ فكر حداثي يقبل بالتنوع العرقي والاثني ومشافي تقهر المرض وتقتلع الدونية من جذورها .
· ان الفقر هو سيد الموقف وادارة التوازن الحرج الذي يمر به السودان يتطلب الاستفادة من اوراق عمل الندوة التي شخصت المشكلة ووضعت العلاجات ولا محالة ان قيام دولتين انشطرتا من رحم واحد وفي هذه الظروف الاقلمية والعالمية التي تشهد اختناقا اقتصاديا وحراكا اجتماعيا يريد حريته وزلزالا ثقافيا يطعن في القوميات لن تكون سهلة ميسرة .
· فهل يتنحى السياسيون المتناحرون في فضاءات الكون السوداني ليفسحوا المجالات للكفاءات الاقتصادية والقدرات الفكرية لادارة دفة العمل المنتج هل سيصطحب المتحدثون من تلك الندوة المدرسة “ ما جاء في متن كلمة الافتتاح التي القاءها وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة ..
· ان الاوراق التي نوقشت نهارات ندوة السبت بالدوحة وصفات محكمة لا محالة ستساهم في معالجات المعضلة السودانية إن احسن استخدامها .. فشكرا لشبكة الجزيرة وشكرا لمركز الدراسات الذي قفز بالاعلام لخانة تأصيل الحلول التي تحتاجها دولانا العربية المتارجحة وقبل ان يفور التنور .
عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected]
اعلامية مقيمة بقطر
همسة : قلبي على تونس الخضراء التي سيكتب تاريخها من جديد بدماء شباب المستقبل كله لهم !!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة