السفارة السودانية فى أستراليا

أينعت يا كرار التهامى

[email protected]

         كلمة سفير وسفارة ومبعوث وبعثة ورسول ورسالة ...كلمات ذات مدلول واحد ...كانت السفارة موجودة بين شعوب الأرض منذ فجر التاريخ وقبله ..وقد يكون السفير طائراً...كما  هدهد  سليمان ...وحمامة تحمل غصن زيتون لنوح عليه السلام ,,,

    حفظ فى التاريخ  وكتب فى  سجلات الأمم المتحدة إن إثيوبيا أول بلد يمنح حق اللجوء السياسى .....وكان يجب أن يحفظ فى التأريخ إن عمرو بن العاص أشهر سفير عربى  غير مقيم عبر التأريخ ...مفوضاً تفويضا كاملا ...ولك عزيزى القارىء أن تتصور مؤتمراً سياسياً  فى  قصر النجاشى ....يدير الجلسة النجاشى المسيحى المتدين الذى لا يظلم فى بلاده أحد ...وجمع من المسلمين فروا بدينهم من بنى عمهم ...ووفد بقيادة عمرو بن العاص الأموى المشرك...وتنجح المفاوضات ....ويتفقوا ...ويرجع عمرو بن العاص..السياسى الداهية المحنك  خائباً ..

   إنه لشىء يحز فى النفس أن تجد شخص بكامل قواه  العقلية يقول لك لا نريد سفارة سودانية فى أستراليا ,,,وآخر يقول لك سنمع قيام هذه السفارة ...وثالث أكثر تعاطفاً ...يزعم بأننا لا نحتاجها ...ورابع يقول لك هذه سفارة تمثل حكومة قتلة ...لكنها ستظل سفارة يا أخى ...وسفارة القتلة تحتل حيزاً كبيراً فى حى سوبا ...وستة آلاف من شعبنا يذهبون ويدخلون إسرائيل تهريباً ...لكن إسرائيل ليست دولة قتلة ولا تحمل سلاح ...إنه لعجب عجاب !!!!!!

   لم يمض عام على زيارة دكتور كرار التهامى لأستراليا ...وعدنا فى تلك الزيارة بأنه سيسعى جاهدأ ...ليأتينا بغصن الزيتون ...رسولاً مبعوثاً ...وقالوا فى تلك الزيارة ما لم يقله مالك فى الخمر ,,, سخروا من قول الرجل ...وضحكوا على مطالبنا فى هذا الوقت العصيب وقالوا ...السودان  يعانى من حصار وتريدون سفارة ...ثم قالوا سفارة السودان يجب أن  يوافق عليها الأمريكان ...وقلنا الصبر ...وحملناه شهورا عددا ...وتتوالى السخرية ...وصديق عزيز يقول ...إنتظروا سفارة (هش يا حمار لما تقوم النجيلة) ... ونكتمها ونتلوى حزنا وما أشد ظلم  ذوى القربى ...

     هلت علينا البشرى ...يحملها لنا إبراهيم بشرى ...سفيراً غير مقيم ...لك الحمد يارب ...وصلنا اليوم  الإثنين السابع والعشرين من أغسطس ...وهرع الناس لأستقبال السفير والقنصل ووفدهم ..فى مطار ملبورن ... هرعوا كسودانيين ....ولم يتركوا لهم مجالا لأخذ شىء من الراحة ,,,

   وألتقينا ...كان الرجل دبلوماسيا بمعنى الكلمة ,,,إستقبله الشيوعيون ببيان يرفضون ما يجرى ...وقد إطلع عليه قبل حضوره ...وكانوا حضورا فى القاعة ...كانوا حضورا مميزا ...بأدب وأخلاق  وزى وهندام ...وتحدثوا بلباغة وحرقة ...بحسرة وإيجاز ...وقد أوصلوا رسالتهم ..

 كان السفير إبراهيم بشرى  بشوشاً مبتسماً ...جهوراً فى صوته واضحاً فى حديثه لا لبس فيه  ولا سياسة ...كانت جلسة عربية سودانية ...وكانت قاعة وما أشبهها بقاعة النجاشى ...كنا مسلمين ومسيحين (وناس تانين) كنا من السودان كله ..

   وكوكبة مميزة من غرب السودان ...وتحدثوا بحرقة ...وهياج  ...وخرجوا عن موضوع الزيارة وهدفها ..وأضاعوا موضوعهم  وأفسدوا قضيتهم ...

    ووقفنا خارج القاعة  أكثر من جلوسنا داخلها ...كان الوفد الزائر من سفارتنا فى أندونيسيا يتكون من ثلاثة ,,( وشبحناهم ) وتقاسمناهم ...كل مجموعة إنفردت بواحد ..وتحدثنا كثيراً ...والتقطنا الصور ووزع الرجال كروتهم .وتلفوناتهم .وحملناها ...وأتفقنا على الكثير من قضايانا ووعدوا خيراً ...وختم البعض جوازاتهم بالفيزا ...وقضوا مصالحهم ...بركاتك يا رب . وقد أينعت يا كرار التهامى وحان قطافها  فتشكر أيها الزارع زيتونا ..والباعث رسولا

وللحديث بقية .

عوض مختار  

ملبورن استراليا