انا ومالك عقار ....صوت وسوط..!!
خالد احمد
[email protected]
ترددت كثيرا وانا ممسكا بهاتفي المحمول مختارا قائمة الاسماء التي يظهر فيها اسم نائب رئيس الحركة الشعبية ووالي النيل الازرق مالك عقار في الضغط علي المكان المخصص للاتصال الا ان فرصة تواجد عقار بالخرطوم شدتني وانا الذي كنت مخططا ان اشد الية الرحالة صوب ولايته حتي اجري معه حوار عن المشورة الشعبية واستعداد ولايته لافرازات الانفصال الذي يلوح في الافق خاصة وانه منطقة النيل الازرق ستصبح منطقة ضغط منخفض تتجمع فيها اشكالات الشمال والجنوب .
كل هذة الدوافع جعلتني اضغط علي زر اتصال جاء الرد من الجانب الاخر اقل حماسا من تحيتي التي القيتها علية بعد اعلام السيد عقار بطلبي في اجراء حوار صحفي حول الراهن السياسي رد علي بكل "جفاء" بانه لا يجري لقاءات صحفية بعدها اراد ان يستزيد في القول وانا لم ارد !خاصة وان قانون "الكرامة" قد بدأ مفعوله يسري في داخلي وانا الذي ظلل ادير نقاشات داخل الصحيفة حول ضروة توجهي لمنطقة النيل الازرق حتي استكشف الاوضاع حلول الترتيبات التي تجري لقيام المشورة الشعبية واجراء حوارات مع الاحزاب السياسية والقيادات الاهلية حتي يعرف المواطن مايدور في تلك المنطقة .
بعد ان اغلقت سماعة هاتفي تملكني حزن ليس علي فقدان فرصة اجراء اللقاء فقط وانما الطريقة التي ظل يتعامل بها اغلب الساسة في هذا البلد مع الصحفيين خاصة ونحن نعمل في ظل ظروف تجعل الانسان يفقد اعز ما لدية "كرامته" في سبيل ان يقوم بمهامة كصحفي ،سرحت قليلا في خاطري امسكت بهاتفي مرة اخري ليس للاتصال وانما اردت ان اكتب رسالة نصية جاءت نصها "تحية طيبة، لم تكن لدي دوافع اخري في طلب هذا اللقاء سوي سعي كصحفي في مناقشة قضايا تهم المواطن خاصة قضية المشورة الشعبية في ولايتكم ،وانا حزين لصدك لي بهذة الطريقة خاصة وانت رجل تؤمن بمانقوم بة في ظل هذة الظروف السيئة من تاريخنا "...هنا انتهي نص الرسالة التي بعثتها للسيد مالك عقار وانا اعيد الذكري والحديث لقادة ومبشري مشروع السودان الجديد عن حرية التعبير واستنكارهم لمايجري من تضييق في الشمال للعمل الصحفي متذكرا ايضا الطريقة المدهشة التي ظل يتعامل بها القائد د.جون قرنق مع اهل الاعلام ايام كفاحه المسلح وحتي جولات التفاوض وتوقيع الاتفاقية وابتسامته التي ظل يلوح بها لفلاشات الكاميرات حتي صعود طائرته التي ذهبت به للعلياء .
الصحافة التي جرفنا اليها تيار العمل العام الذي اصبنا بفيروسه ونحن جيل خرج منكوبا تربي علي اكل "البوش" الذي ايقنت انه سبب قلة العلماء في هذا البلد وتعلمنا علما لاينفع خاصة وان عباقرة ثورة التعليم العالي انجبو لنا في اساسنا كتب من شاكلة"ملبسنا ومسكننا " جعلتنا نخرج ونحن اكثر جهلا مما دخلنا ،توسمنا في هذة المهنة ان تدعنا نعبر عن قضايا هذا الشعب "المكلوم" وان نوصل رسالته لمسؤولين يكتفون بالقراءة فقط ! دون الفعل الا اننا انصدمنا وفاقت الدهشة كل التوقعات فوجدناها متعرية امامنا متسخة ومهملة تنازل النفس حتي المستمسكة في اغواءها "بظرف" يحمل دنانير الذهب فمنا من سقط ومنا من ينتظر.!
الرفيق عقار بعد برهة من رسالتي الاولي رد عليا برسالة اخري مفادها انه صار يحاول الابتعاد من اجراء الحوارات خاصة وانه ابدي تخوفه من عدم اظهار مايدلي به بصورة صحيحة من غير تعديل ولا تحوير وانا هنا قد اوفقه الراي في ان سباق بعض الصحف لزيادة نسب التوزيع او ارضاء جهة ما ان تجري عمليات " تجميل وتقبيح" لبعض اللقاءات وهذا الامر يجافي مهنة القلم والضمير الا ان هذا الامر لايدعو عقار ان يحرم الراي العام من معرفة مايصنع ليهم وهو ولي امر امة ينتظرها المجهول في الايامة المقبلة .
دور عظم وخطر في ذات الوقت ينتظر ان تلعبه الصحافة في مقبل ايامنا تحتاج منا ان تلتزم بقيم النزاهة والمصداقية حتي نقدم خدمة تستحق مايقتطعه المواطن من قوت اولاده ليشتري صحيفة ولا ننسي بان التاريخ يكتب ونتذكر بان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لن يظلا ابد الدهر الا ان صحائف التاريخ لن يخشاها النسيان.
اما ساستنا فاقول لهم "حيرتونا" والشعب لا يعرف الي اين تذهبون به الا ان رسالتي لهم بان يحترموا اهل الصحافة فنحن مرأتهم للعالم وان لايتعاملوا مع اهل القلم بلغة المال ..
واخر القول اتركه لدرويش:
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!
|