بسم الله الرحمن الرحيم

رد فعل (نسوة) المهجر عند صدور فيديو الفتاة

كلمة التجمُع النسوي القومي السوداني (نسوة)

يوم المُظاهرة الإحتجاجيّة الأحد 12-12-2010

أخواتي وأخواني

سلام الله عليكم .. نتقدم لكم جميعاً بالشكر أجزله لتلبية نداءنا والحضور رغم هذه الأجواء الباردة ، وفي يوم الأحد نهاية الأسبوع، حيث كان من المُفترض أن تكونوا تنعمون بالراحة والدفء بين أُسركم في منازلكم بعد عناء وشقاء الأسبوع .. ولكننا لانشُك لحظة في أن كُل منكم قد جاء اليوم وهو يحمل في دواخله حزن عميق وجُرح غائر وألم دفين .. وبعد أن أهتزً فراشه من كثرة البُكاء .. ليس البُكاء فقط من أجل تلك الفتاة التي تتلوى من الألم وكُلها رُعب لأنها تُدرك تماماً ماقد يُنسج حولها من أكاذيب لإشانة سُمعتها في مُجتمعها القاسي الذي لايرحم .. لقد ظلت ومازالت آهاتها وصُراخها ومُناداتها لأُمها تتأتى لمسامعنا وتُشعرنا بخيبتنا وقهرنا في كُل لحظة .. ليس البُكاء فقط من أجل كُل ذلك.. وانما نبكي لما آلت له أُمتنا من عجز وفشل .. كيف أن رجال من بلدنا الفذ، عهدناهم يسترون عوراتنا ويحموننا ويصًدون عنا الأذى ويكفًون عنا العوز، كيف يقفون اليوم عاجزين عن الزود عنا وعن أرضهم.. بل يا لعارنا.. بعضهم، أنصاف رجال، يضحكون بأستهتار وهم يُنفًذون أحكام لا يفقهونها ولاتمُت بصلة لشرع الله والشرع برئ من أحكامهم وأفعالهم.

بإسم (نسوة) التجمُع النسوي القومي السوداني بالمهجر، بقوة نُدين ونستنكر ممارسات الطُغمة الحاكمة الجاثمة على صدر بلدنا السودان وأحتضانها لقوانين تعسُفيّة وقمعيّة تذل وتُهين الأنسانية وتجرجر شعبُنا السوداني العملاق إلى المهانة ومرمرة رؤوسه في التُراب. قوانين يقع وابلها بصورة خاصة على المرأة عليّ وعلى أُختي وعلى أبنتي وعلى والدتي وعلى صديقتي .. أنها تمسُنا جميعُنا دون أستثناء . أن ما تُمارسه هذه الطُغمة المُجرمة ليس له علاقة بأيّ دين سماوي نزل على هذه الأرض، فإن الديانات نزلت لتُعلًم الناس كيف يتعاملون وكيف يتحابون وكيف يتسامحون وفي البدء كيف يتصالحون مع أنفسهم ليتصالحوا مع الآخرين. أن حدود الله وُضعت لتُنفًذ في بلاد يكون حُكامها قد أقاموا العدل فيها وأن شعوبها تعيش في رفاهيًة وأمان، كُل متوفر له عمله وقوته ويتمتع أيّ مواطن فيها بما يتمتع به حاكمها وراعيها ولكن أين السودان من كل ذلك؟؟

أن ما شاهدناه في الفيديو الشنيع وفي هذه الصور التي تعتلي لافتاتنا إنما هو مشهد مُشين لسُمعة السودان وأهله ومُذل ومُهين .. ليس فقط للمرأة وإنما لكُل الأُمة السودانيًة. لكم كان مُعبًراً كثيراً ما قاله أخي مولًانا سيف الدولة حمدنا الله عبدالقادر " أنها سياط على ظهر الأمة جمعاء وليست على بدنك وحدك" .. أُختي الحبيبة أن مولًانا على حق فأن هذه السياط المسمومة وقعت على وجه كُل منا أمرأة ورجُل وأدمت وجوهنا جميعاً وليس وجهك فقط الذي أُدمي.

كيف يسمح هذا الشعب البطل، الذي وقف ضد أكبر الأمبروطوريًات، بهذا العبث وكيف يسكُت وهذه الطُغمة تُفاجئ شعبنا في كُل صباح بجرائم أفظع وأشنى وأقبح من سابقتها. كيف يرتضي هذا الشعب الأبي بهذا ؟؟؟؟!!!!!

أخواتي وأخواني

بإسم نسوة المهجر نُدين بقوًة هذا الفعل الآثم ونُطالب بألغاء وإزالة كافة القوانين القمعيّة التي تحّد من تقدُم المرأة وتخترق كل المواثيق الدوليّة لحقوق الأنسان .. نُطالب بإلغاء قانون النظام العام وإلغاء المادة 152 من القانون الجنائي وكافة القوانين المُتبعة حالياً ويتم تنفيذها بواسطة أفراد جهلاء ومرضى تُسيطر عليهم العُقد النفسيّة.

من هذا المنبر ننُاشد كافة مُنظمّات المُجتمع الدولي بالتدخُل لإصلاح الوضع في السودان. وأيضاً من هذا المنبر نُناشد الأُمة السودانيّة أينما وُجدت في المهجر وفي داخل السودان أن تنتفض وتقوم بتنظيم أنفسها لتسيير المسيرات أوبالضغط على النظام بإستعمال وسيلة العصيان المدني إلى أن تُلغى كافة هذه القوانين المُقّيدة للحُريّات أو يقضي الله أمراً كان مكتوبا. وأعذرونني إن أطلت عليكم ولكم خالص الشكر والتقدير لتلبيتكُم هذا النداء والنصر لنضال المرأة السودانيّة .. عاش كفاح المرأة السودانيّة..

( قرأت قصيدة سوف تُنشر لاحقاً)

التجمُع النسوي القومي السوداني بالمهجر( نسوة )