|
|
|
|
Last Updated: Dec 25th, 2010 - 19:47:32 |
تحذيرات نائب الرئيس !!
د. ياسر محجوب الحسين / رئيس تحرير صحيفة الرائد
عندما يتهم نائب رئيس الجمهورية جهات خارجية بأنها تتسبب في تعقيد المشاورات والمباحثات بين شريكي الحكم، نقول أن (الكلام قد دخل الحوش).. فالرجل يقوم بمهمة التفاوض والتنسيق مع الحركة الشعبية وعلى أعلى المستويات.. والرجل كذلك خبر قيادات الحركة الشعبية وتمرس في التعامل معها.. والرجل كذلك لديه قناعة راسخة بأهمية الحوار وجدواه في المحصلة أيا كانت الدروب الوعرة التي يسلكها حتى يصل إلى منتهاه.. اليوم والانظار تتطلع للحوار الجاري بين شريكي الحكم وفي ظل الظرف الدقيق والحساس الذي تمر به البلاد تمتد الأيدي الخارجية الآثمة لتعرقل الحوار وتعمل على تأزيم الأوضاع.. اتهامات الأستاذ علي عثمان لا تطلق عادة جزافا، فكل كلمة عنده توزن بميزان الذهب.. الجهات الآثمة سعت بكل ما لديها من قوة لإضعاف وتقليل الدور الوطني لحسم الخلافات الداخلية.. يا ويلنا من هذه الجهات عندما نتمسك بترسيم الحدود وإكمال حسم قضايا ما قبل الاستفتاء، ترفع في وجهنا عصا القوات الدولية وكابوس العقوبات الدولية.
عندما زار سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية الولايات المتحدة في آخر زيارة له كان شخصية جديدة، متوترة وغاضبة.. الرجل أكد قناعته وبلهجة حادة: أن أبناء الجنوب سوف يصوتون بأغلبية (ساحقة) لصالح الانفصال الذي يعني (الاستقلال)!!.. سبقت تصريحات سلفاكير قرار واشنطن باعلان الانفصال مسبقاً؟!.. نعم فعلت ذلك كلينتون عندما قالت قبيل زيارة أن تقسيم السودان بات حتمياً!!.. من يعرف كيمياء الساسيين الأمريكيين يدرك تماما أن ما ذهبت إليه كلينتون هو قرار واضح في هذا الاتجاه المضاد للمصلحة الوطنية.. مهما حاولت الولايات المتحدة أن تصبغ تحركاتها في السودان بالحياد وبميزة الطرف الوسيط كما تدعي ذلك في مفاوضات أبيي بأديس أبابا، فإنها لن تستطع خداع الناس.. الولايات المتحدة هي اليوم طرفا وليست وسيطا نزيها.. طرفا لأنها تقف بجانب خيار الانفصال بل وتدفع به بكل قوة.. فيما يتجه العالم كله نحو التكتل والتوحد في مجموعات أكبر من المجموعات القطرية بحثا عن تحقيق المصالح المشتركة، فإن الولايات المتحدة تريدنا أن نتجه نحو التفتت وهو اتجاه معاكس للتيار الدولي!!.
نريد من دعاة الانفصال في الحركة أن يستشرفوا مستقبل دولتهم قليلا فسيجدوا أن الانفصال يحد ويقلل من مساحة الحرية وحقوق المواطنة لتنحصر فقط في 250 ألف ميل مساحة الدولة الجديدة.. وسيجدوا أيضا أن الانفصال يقلل من حجم المشاركة والاستيعاب السياسي وتستعر المنافسة حول الوظيفة السياسية والنزاع المتداخل مع البعد القبلي ليشكل بيئة مواتية للفوضى وعدم الاستقرار.. الانفصال يسلب الجنوب أصالة حق التمتع بالموانئ والاطلالة على البحر الأحمر ذو الأهمية الاستراتيجية، فالدولة الوليدة ستكون دولة مغلقة وهي نقطة ضعف كبيرة ودائمة.. الانفصال سيجعل الدولة الوليدة تتحمل عبء ميزانية الدفاع وهي ميزانية ضخمة ستقعد بالدولة الجديدة بعد أن كانت تتحملها الحكومة الاتحادية في حالة الوحدة.
مقالات سابقة
أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 مايو 2010 الى 05 سبتمبر 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 14 سبتمبر 2009 الى 14 مايو 2010
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 16 ابريل 2009 الى 14 سبتمبر 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات من 24 نوفمبر 2008 الى 16 ابريل 2009
ارشيف الاخبار ,البيانات , مقالات و تحليلات 2007
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع
|
|
|
|