|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
الاخ محمد جمال الدين السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما شاء الله عليك " كتاب شديد" بصراحة تابعت البوست من البداية و لم اشأ ان اتداخل معك " لحاجة في نفس يعقوب" و لاختلافي معك في مضمون البوست, و لكني والله بعد ان قرأت قصة "الملاك الذي شرب المقلب " ولم اهتم بالموضوع كثيرا و لكني بعدها بساعات رايت رؤية عجيبة و غريبة" و خير لك ان شاء الله " و انت بطلها ارسلتها لك في الخاص " لانها خاصتك" فراجعها هي من جزئين "فلم هندي عديل كده"
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: عمر موسي منجي)
|
Quote: إتنين ممكن تقدم لي خدمة تاريخية... أنا لغاية هسه ما عارف ليه حكموا علي بالبراءة في الكارثة دي؟. ممكن يا بشير وانت بتعرف الوصول للأستاذ يعقوب عثمان أفضل مني (أمد الله في عمره) ترسل زول إسألو لي ليه حكمو على بالبراءة. وكيف؟. القصة دي مهمة عندي لأسباب نفسية!... آخر حاجة حصلت قبل الحكم شفت يعقوب عثمان بوسوس مع أبوي ... وأبوي هو خال يعقوب!.
أنا عارف الإجابة على السؤال الأول... أنا داير أعرف إجابة على السؤال الثاني. ... (لو دا ممكن).
في رجاك يا بشير دفع الله هنا أو في الخاص... أنت عارف لو أنا لقيت أجابة على سؤال كيفية براءتي دا حا أبقى أسعد زول في الدنيا ... لكن لمدة خمسة دقايق بس : ). برضو كويس.
محمد جمال |
أسعد الله يومك بكل الخير أخي الهدية
عفوا لتأخري عن متابعة هذا السفر , هي المشاغل ليس الا
ليس من العسير افادتك عن اجابة تساؤلك من الجد يعقوب حاج عثمان , وقد ألتقيته باجازتي الماضية
منذ بضعة أشهر , وهو كما هو فيض من النخوة والشهامة والكرم والدبلماسية التي أكتسبها بخبرته وحنكته
من السنين الطوال التي أمضاها عملا بالكيانات واللجان الطوعية والرسمية .
وهو ليس من أعلام ورموز اللدية الشيخ حبيب الله فحسب وانما من رموز جبل أولياء قاطبة , يسبق قدحه يده
بالسلام هاش باش معطاء للقاصي والداني ولكن عطاءة لأهله أكثر .
رجل بكل هذه المكونات والأريحية سيحكم لك بالبراءة ولو أن جنايتك ( رقبة ) من بنيه وخاصته , ناهيك عن
عراك وشجار بين أهل وأرحام وهم أطفال .
كل هذا تحليلي الخاص طبعا
ولكني سأوفد من يسترسل في الحديث مع الحاج يعقوب ويفتح باب تلك الذكريات التي عفا عليها الدهر وتجدني
أكثر شوقا منك لمعرفة تلك التفاصيل من الزاوية الأخرى ( منظار القاضي ) وتقديره للأمور .
احترامي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
مرحب بيك من جديد بشير دفع الله وحا أحكي ليك قصة عجيبة أخرى مع العم يعقوب عثمان... وأنا سعيد ان أسمع بأن عمنا يعقوب بخير وينعم بالصحة والعافية فهمو رجل كما وصفت وأرفع "له طول العمر":
Quote: أسعد الله يومك بكل الخير أخي الهدية
عفوا لتأخري عن متابعة هذا السفر , هي المشاغل ليس الا
ليس من العسير افادتك عن اجابة تساؤلك من الجد يعقوب حاج عثمان , وقد ألتقيته باجازتي الماضية
منذ بضعة أشهر , وهو كما هو فيض من النخوة والشهامة والكرم والدبلماسية التي أكتسبها بخبرته وحنكته
من السنين الطوال التي أمضاها عملا بالكيانات واللجان الطوعية والرسمية .
وهو ليس من أعلام ورموز اللدية الشيخ حبيب الله فحسب وانما من رموز جبل أولياء قاطبة , يسبق قدحه يده
بالسلام هاش باش معطاء للقاصي والداني ولكن عطاءة لأهله أكثر .
رجل بكل هذه المكونات والأريحية سيحكم لك بالبراءة ولو أن جنايتك ( رقبة ) من بنيه وخاصته , ناهيك عن
عراك وشجار بين أهل وأرحام وهم أطفال .
كل هذا تحليلي الخاص طبعا
ولكني سأوفد من يسترسل في الحديث مع الحاج يعقوب ويفتح باب تلك الذكريات التي عفا عليها الدهر وتجدني
أكثر شوقا منك لمعرفة تلك التفاصيل من الزاوية الأخرى ( منظار القاضي ) وتقديره للأمور .
احترامي وتقديري |
وأقول ليك يا بشير لكن أظنك عارف الإجابة على السؤال الأول: يعقوب كان قاضيآ "آنها" في المحاكم الأهلية من منتصف وحتى نهاية عهد نميري... في نقطة جبل أولياء بجانب على حامد بالإضافة إلى قاضي شرعي وهم من حاكموني في حادثة الكوشة وأنا عمري 10 سنوات. وأنا للحق كنت بريئآ وطفلآ شقيآ!.
عم يعقوب كما تفضلت رجل شهم وحكيم. وأنا بسبب حكمته تم تحويلي دون أن أدري في الحال من مدرسة جبل أولياء المتوسطة إلى مدرسة طيبة الحسناب المتوسطة في خلال الإسبوع الأول من بداية العام. والقصة عجيبة وعندها علاقة بمعركة الكوشة!.
حدث أن جيت ماري بالصدفة بالقرب من دكان كبير لرجل شهير في الجبل مجاور لمغلق الحاج يعقوب عثمان بسوق جبل اولياء. كان هناك رجلان يجلسان خارج الدكان "صاحب المغلق وصول بنقطة بوليس جبل أولياء" فناداني ذينك الرجلين وهم لا يعرفانني ولا أعرفهم وطلبو لي في الحال عصير منقة وساندوتش كبدة فأستغربت لكنني قبلت العيزومة. وأثناء ما أنا أتلقى وجبتي الدسمة very relax وكان وقت الفسحة والمدرسة عدة أمتار من السوق. إذا بالعم يعقوب يناديني زاجرآ بأعلى صوته "يا الهدية تعال هنا" فمشيت عليه وأنا مستغربآ. فأجلسني بجواره وأخبرني بهدو بأن لا أجلس مع مثل هؤلاء الناس ولا أقبل منهم أي شيء ثم ذهب فزجر الرجلين بعنف وأخبرهم بأنني إبنه، فوجموا. وجاء وعلى محياه بقايا غضب وهو يستغفر ويردد "ناس مايلة". ففهمت من تصرفه أنو الناس ديل نظروا لي كود "وسيم". وأنا كنت ألبس بطريقة أنيقة. فشعرت بأسى شديد وقدرت أن تلك مهانة عظيمة لرجل "همباتي مثلي". وقررت في الحال رد الإعتبار بالرغم أن الرجلين لم يقولا لي شي ولا أملك أي دليل مادي غير كباية عصير وساندوتش كبدة. وبعد قليل وأنا أهم بمغادرة مغلق عم يعقوب ذهبت للداخل وطلبت من الود الشغال باقة فاضية فبحث لي عن باقة ووجدها. فأخفيتها من خلفي وأنا أخرج من المكان. فإذا بالعم يعقوب يلحظ الباقي من خلفي ويناديني من جديد "تعال دا شنو". قلت: باقة فاضية. عايز بيها شنو. قلت: لا شي. وأصريت أن لا شي. وفي الختام حاولت تضليله بشتى السبل، قلت عايز ألعب بيها. وهو شعر بأن الأمر ما طبيعي. وكان محقآ. إذ كان خطتي أنني ذاهب للطرمبة لأعبي الباقة بنزين وآتي لأحرق دكان الرجل " المايل وصاحبه المايل". وعم يعقوب هو من حكم على في حادثة معركة الكوشة الشهيرة ويعلم بالتالي مقدراتي الشرانية. فإذا بي في خلال 24 ساعة أجدني في مدرسة طيبة الحسناب المتوسطة بدلآ من جبل أولياء حيث بدأت عامي الأول بعد المرحلة الإبتدائية في رحلة شاقة من الأحداث المقبلة. وشكرآ للعم يعقوب لقد أنقذني مرتين. له المحبة ولأبناءه وأحفاده أجمعين ومنهم من هم أعز أصدقائي.
بعدين انا وانت يا بشير ذاتنا عندنا قصة مشتركة وجميلة كمان "بتاع تأسيس منظمتي شباب وطلاب جبل أولياء" وكان معنا محمود الحبيب ومحمد أحمد الطاهر. وبدأنا ذلك العمل عندما كنا في المدرسة الثانوية.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: رهف)
|
رهف يا رهيفة... كيفك؟.
لا أحد مذنب غيري وغيرك!. (أنت تستحقي إطبلوك كما أنا سجين)*.
فالخفير يؤدي واجبه وسلفيا تفعل مثله. نحن المشكلة " أنا وانت"!.
حبي ...
"سعيد بطلتك الجميلة"
---------------- * بهظر في حتة طبلتك التي فعلها الخفير المسكين نيابة عن الحكومة المسكينة . وجادي في حتة طبلتي التي فعلها القدر الفظ الفظيع نيابة عن الدنيا الفظة الفظيعة!.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: عمر موسي منجي)
|
سيد أحمد العراقي من أبو ظبي "مكالمة هاتفية"
سلفيا قصة لاقت إعتبارآ لا حدود له "لم أتوقعه" من عديد الناس الذين قرأو المشاهد التي رويتها هنا.
تلقيت فيضآ من الرسائل البريدية ودفقة من الإشادات والتنهئات الهاتفية "لغاية ما شاعر بحمة هسه" بالجد حمى حرفيآ... وأنا زول ما بخجل من الشكر بقبله كان جد كان كضب!.
أمي قالت لي : ( لما كان عمرك ثلاث لأربع سنة بتجيني تقول لي "شكريني" بس ما كان فيك شيء أتشكر: قليل أدب وما بتسمع كلام أمك و######ان ومرمد ويوم أجي أحميك إلا أأجر زول أمسكك لي. فأنا أرفض شكرك وإنت تقول أنا عارف ما في شي أتشكر لكن انت كضبي علي ساي "شكريني"). وبعدها أمي تشكرني "تكضب علي وفق طلباتي" وأنا أسعد لما تقول "انت ود السرور" وبعديها ببقى ود فالح وبسمع كلام أمي بس لمدة كم دقيقة وأرجع أنا ذاتي!.
المهم دا كلو على حس الشكر الذي حظيت به قصتي و سلفيا كسرد للوقائع.
وجاءني قبل عدة دقائق تلفون طويل وجميل وراقي من صديقي الجميل المفكر و الأديب سيد أحمد العراقي من أبو ظبي. وقد أسعدني أي ما سعادة. له المحبة. وقال لي ربما حاول كتابة رسالة لتنشرهنا متعلقة بالقصة. فمرحبآ بالصديق العراقي ومرحبآ برسالته متى ما جاءت. وشكرآ له.
وشكرآ لكل من هاتفني أو راسلني مساندآ ومعضدآ أو مرشدآ وناصحآ والخ. لكم جميعآ أسمى معاني الود والمحبة.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: saadeldin abdelrahman)
|
حلقة "2" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!
(هزيمة روسيا)!
تم إطلاق صراحي عند نهاية اليوم التالي بعد ان أصبحت حدث وحديث مطار أمستردام الدولي المسمى "إشخيبول". وأعطوني عنوان إقامة مؤقت خاص بمثل حالاتي ويسمى "أو سي دنهاخ" وكان في مدينة لاهاي في شارع "جون إسترات" رقم 35. مبنى ضخم به حوالي 400 شخص من كل أنحاء الدنيا "روسيا، الصين، اليمن، إكوادور، البوسنة والهرسك والخ" وعدد كبير من العراقيين و35 سوداني وسودانية. كان علي أن أقيم في ذاك المكان لفترة محددة وحتى تسوية أموري ومن بعدها ربما أدمج بشكل تلقائي في السستم. وتلك مرحلة هي من أخطر المراحل كونها تحتمل عدم قبول طلبك للإقامة في هولندا وطردك بشكل نهائي وترحيلك قسرآ إلى بلدك الأصلي في حالة أنك لم تستوفي الشروط المطلوبة وهي شروط لا تخلو من القسوة.
لم يرسلوني إلى ذاك المكان وحدي بل أرسلوا أمامي عبر الفاكس تقرير يتحدث عني ويحكي ما فعلته بالطائرة ويأمر أجهزة الأمن والحماية في ال "أو سي" بمراقبتي والتعامل معي بالحذر اللازم كوني أستطيع أن أفاجيء الناس بأشياء غير متوقعة ربما شكلت خطرآ لسكان وعمال وموظفي ال "أو سي". ذاك طبعآ مجرد إنطباع إنبنى على خلفية ما حدث بالطائرة.
في اليوم السابع حدثت مفاجئة صغيرة. ذهبت للمدير "كانت إمرأة من حزب العمال". قلت لها أريد أن أقيم يوم ثقافي سوداني في ال "أو سي". دهشت لبعض الوقت وتملكتها الحيرة كون كان هذا أول طلب من نوعه في مثل ذلك المكان ومن كائن قادم لتوه من عالم ثالث هو عالم الحرب والدمار والموت واللاثقافة ويأتي عندها ويحدثها عن يوم ثقافي!. ليس ذلك فحسب بل الرجل نفسه "فيه كلام": مختطف طائرة!. خطرت لي الفكرة قبل يوم واحد من ذهابي للمديرة إذ حينما كنت أتلقى وجبة غداء دسمة في المطعم العام جلست بجانبي شابة في مقتبل العمر من روسيا البيضاء. وقليلآ وسألتني من أين أنت؟. قلت: من السودان. قالت بكل هدوء: أنها لم تسمع قط بمثل تلك البلاد. غضبت في دخيلتي غضبآ شديدآ لكنني لزت بالصمت ثم سألتها بدوري: من أين أنت؟. قالت: من روسيا. فرددت عليها من باب الثأر: لم أسمع أبدآ بمثل تلك البلاد!.
في نهاية المطاف وافقت المديرة وأظنه من باب "أبعد من الشر وغنيلو"!. ووفرت لي كل التسهيلات الضرورية لإنجاز اليوم الثقافي السوداني بشرط أن يكون مفتوحآ للجميع ودون شروط وأن يكون الدخول للقاعة مجانآ. وقد حدث. ووجدت شبابآ نيرآ وساخن الرؤى فأنجزوا العمل كله وتركوني أتفرج وهم: جمال يوسف، ناصر يوسف، الجيلي احمد ، هيفاء الشاذلي وأنضم إلينا لاحقآ عمر الأسد.
وذهبت أنا قبلها إلى مدينة هارلم وألتقيت بشابة سودانية جميلة ذات مواهب متعددة تسمى "إيمان هارلم" في المستقبل سترحل إلى لندن فيصبح إسمها "إيمان لندن" فغنت ورقصت رقصة العروس وعملت الحنة السودانية فتحننت الخواجيات وأنا حننت أصبعى. وعملنا عروض مسرحية وفلكورية والعاب شعبية وجئنا بمعرض يتحدث عن تاريخ السودان القديم أيام تهراقا وصحبه وما قبلهم. وجاء الناس من كل فج عميق. وهو ذاته اليوم الذي ألتقيت فيه من جديد بأصدقاء الجامعة "عثمان حامد وخالد الطاهر" ومكي الدخري وكان هناك نجوم الزمان يعطرون المكان وهم: عبد المنعم الحويرص وهمزة يوسف وصالح الحلفاوي وناجي بولس ود. أحمد عكاشة وعبد المحسن حمدان.
كان حدثآ جميلآ. كانت لفتة بارعة. ووقفت الجموع الحاشدة دهشة. و صفق لنا الناس طويلآ. وكرمتني أنا المديرة بوشاح أحمر وشكرتني على المبادرة الجميلة كما كرمت زملائي وقالت أنتم فعلآ من شعب عظيم!.
فتعلمت الروسية ذاك اليوم أن الله واحد وأن السودان حين كان وكتب أهله الشعر وصادقوا النجوم وصنعوا آلهتم وعبدوها روسيا لم تكن سوى قطعة ثلج كبيرة خاوية يلعب فوقها دب قطبي ثمين.
وأنا من بعدها أصبحت "ود حلو" فتركوني بدون مراقبة. بل محبوب!. وأصبحت بعد عدة أيام مترجم معتمد "عربي- إنجليزي" لدي إدارة ال "أو سي" . وقالت مرة أحد الموظفات في حضوري "لقد أثبت أنه رجل موجب". فأنبتها على سوء ظنها السابق عني ثم سامحتها. تلك المرأة في المستقبل القريب أصبحت صديقتي اللصيقة وأعطتني بشكل سري نسخة من التقرير الذي كتب عني على خلفية حادثة الطائرة وكان So funny
يتواصل...
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
أهدافي
أعني أهدافي من هذه الكتابة؟. ما عندي!. لما بديت عملتها كدا بالسليقة. راسي فاضي من خطة. طقاشة بيضاء.
بس هسه إكتشفت حاجات مهمة جدآ عرفتها اليوم بعد مكالمة أخرى مع صديقي الجميل سيد أحمد العراقي . ومكالمة أخرى مساء الأمس مع الصديق العزيز ود الجبل صبحي آدم. وجلسة أول أمس مع الود عبد الرحيم حلاج صديق سلفيا والذي جننه أنا عبر القرون بفيض من الكوارث الجميلة والتي ما أنقشعت أحداها وجبد نفسه حتى لمعت واحدة جديدة ووقف معي الحلاج في صبر جميل في كل الأحوال ظالمآ كنت أو مظلومآ ومثله أبو ذر عمر النور وعثمان حامد وعمر دفع الله والريح حسين الكاهلي ود. أحمد عكاشة وآخرون بلا عدد لا يعلم صفاء قلوبهم إلا الله ومن الهولنديين يوس فان بوردان وخيردا دومولهوف ودوروسي آبل وإرورا فان دياك ومارسيل فان دا لندا ويوهان مالتنبرخ وسانتا دريمان وروبيا ميرمان* وآخرون من أهلي الهولنديين "والذين بادلوني الحب بالحب والصدق بالصدق والوفاء بالوفاء" وتفهموا بياني إليهم و الذي ألقيته على مسامعهم من السماء فوقع من قلوبهم موقعآ حسنآ فقالوا لي قولآ جميلآ وظلت حكايتي في الطائرة على الدوام بطاقة دخول إلى قلوبهم.
ووصلتني اليوم رسالة جديدة من قريبتي الرائعة حفيدة جدي حماد ود مردس تخبرني فيها بتبني ما أفعل ومسألة الطباعة عليها هي... وتقول تطمئنني:
Quote: (الدروشه التي ذكرتها دليل على عبقرية اسحاق نيوتن من اذكى الذين عاشوا على ظهر الارض لكنه كان غائب الذهن شاردا اغلب الوقت لدرجة انه طرد من المدرسه واينشتاين صاحب نظرية النسبيه رويت كثيرا من القصص عن شروده انا جادة جدا لنشر كتاباتك سوف اعمل كل شيء تاكد).
|
وتلقيت المزيد والفيض الكثير من آيات التشجيع والعروض الفخيمة على هذا القليل الذي أفعل!. ورب طقاشة خير من ألف خطة أو كما يقولون رب صدفة خير من ألف وعد. والله المستعان.
* ميرمان تعادل الإسم السوداني "الفحل" وهي Meerman وفي اللغة meer تعني كتير و man تعني رجل. ---------------- وهسه قريبتي إتبنت كتاباتي الباقي "أنا" في رقبتي دي عايز لي زول حربي إتبناني أمي قنعت مني والحكومة طارداني : )
حبي محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
الأنا عالية؟.
نعم. لأنني أنا بطل قصتي!. وهذا أمر أظنه طبيعي في مثل هذه الحالة. " أنا وسلفيا". هي مذكراتي أنا "عني وسلفيا". وهي ليست توثيق علمي أو عملي وإنما سرد يتكيء على الشعور والذاكرة والتجربة الذاتية "المحضة" النفسية والجمالية. أقول ذلك لأنني حزنت جدآ لوهلة في دخيلتي عندما شعرت بأنني أحكي عني نفسي بطريقة ربما تؤشر للناس بأنني مخلوق من الكمال في الوقت الذي أشعر فيه "في الواقع" بضئالتي وصغري وقلة تجرتي وخبرتي وأسعى في سبيل المعرفة والعلم وأتعلم في ببطء شديد. وربما كان ما أفعل هنا هو تعويض ذاتي عن تلك المناقص. لا أدري!. لكنني افعل. وسأفعل لأنني اشعر بأنها رغبتي في ممارسة حريتي الذاتية.
حبي
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
حلقة "3" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"! (هل هناك أسرار أو أي شيء غير طبيعي (Are there any special secrets (?)
بعد أن رويت لسلفيا حادثة الطائرة وقصة الروسية التي لم تسمع بالسودان ومحاولتي تعريفها ببلادي عبر يوم ثقافي في لحظة واحدة رويت لها حادثة "إسباوبيك" التي وقعت في جنوب هولندا والصراع الحامي الذي صاحب ترحيلي من مكان لمكان جديد لم يرقني وأنا في بداية حياتي بهولندا فأنتفضت مكلفآ الإدارة 150 ألف دولار (على حد زعمهم) وعبر خطأ صغير أرتكبه مدير ال AZC في حقي وكان يساندي في تلك العملية العصيبة كل من صديقي جلال حسبو الذي تعرفت عليه في القاهرة من قبل وعدد من اليمنيين والروس والجزائريين وإيراني واحد فقط من عدد الإيراننين البالغ 25 بالمكان إذ أنهم جميعهم تآمروا علي مع مدير ال AZC بلجيكي الجنسية وليس ذلك فحسب بل الرجل الذي يقيم معي في ذات الغرفة وهو "ج. الراستا" كان يتجسس علي لمصلحة الطرف الآخر وكان جمال يعمل في البقالة التابعة لإدراة ال AZC. وعرفت لاحقآ أن الراستا تعرض لإبتزاز لم يتستطع مقاومته بواسطة الإدارة الهولندية التي يترأسها البلجيكي فما كان من الراستا غير أن أنصاع لمنطق الواقع!. وأعتذر لي لاحقآ فقبلت عذره. وهو فنان سوداني وعازف جتار يغني باللغة الإنجليزية وقد حدث أن كتبت له أغنية خاصة في المستقبل "أي كلام" بعنوان Oh baby فلحنها الراستا وغناها وهو رجل طريف ومتعدد المواهب.
وكل الحكاية أنني شرحت بكل هدوء لإدارة المجمع AZC في قرية إسباوببيك في جنوب هولندا أنني لا اشعر بالراحة هنااك لظروفي الخاصة وأريد أن أذهب إلى مكان آخر في المدن الرئيسية في هولندا. فرفضت الإدارة طلبي رفضآ باتآ وليس ذلك فحسب بل أظهروا لي قدرآ من الإحتقار والمهانة. فلجأت للجماهير "سكان المجمع" فوجدتهم يمورون غضبآ من الإدارة وإتهموها بكل ذميم. وحدثوني عن قصص سيئة جدآ وعن سوؤ الخدمات وعن رداءة الطعام وعن التكدس في الغرف وعن تهريء المبني من الداخل والخارج. وال AZC المعني كان عبارة عن كنيسة قديمة في قمة تلة صغيرة تحيطها الأشجار في مكان معزول عن العالم. وكان عدد كبير من سكان المكان مصابون من جراء كل ذلك بأمراض نفسية.
فكونا في الحال تيم وشكلنا غرفة عمليات بها ممثل لكل جنسية فكتبنا للإدارة رسالة ضافية نتحدث فيها عن مأساتنا ونطالب بإصلاحات فورية ومعاملة عادلة في عشرة نقاط. فرفضت الإدارة إستلامها. فأرسلنا الشكوى إلى وزارة العدل الهولندية. غير أنه لم يصلنا رد في الحال. فلجأنا إلى التظاهر في الشوارع ولفتنا نظر الإعلام الهولندي فجاء عدد من الصحفيين يصوروننا ويجروا معنا لقاءات حية. فلفت كل ذاك نظر بلدية إسباوبيك فجاء وفد من البلدية وأقر بحقنا في جميع النقاط التي قلنا بها وأصدروا أمرآ رسميآ يلزم الإدارة بعمل اللازم في غضون شهر من تاريخه. وقال لي المدير وهو يودعني بكل أسى وهو يوافق على ترحيلي إلى المكان الذي أحب، قال لي أتعرف كم كلفتمونا؟. 150 ألف دولار. فرددت عليه بأن ذاك أمرآ كان وجب أن يحدث في كل الأحوال. وهو الحق.
وأعتذر لي المدير عما فعله نائبه بي خلال مرحلة الصراع إذ أن نائبه حاول ضربي وإذائي جسديآ وهو أمر غير متعارف عليه في الثقافة الهولندية وقد خنقني للحظات وهجرني على الحائط فهرع جمع من الناس لخلاصي منه كان في مقدمتهم صديقي الشهم جلال حسبو. فلم أرد عليه بالمثل ولم أتقدم بشكوى وتركت الأمر وذهبت في حال سبيلي. بل أوقفت الناس الذين حاولوا الرد عليه من باب الثأر. هو شأني أنا وحدي!. وذهبت إلى مكان جديد أفضل من إسباوبيك وتركت الناس من خلفي يتمتعون بخدمات أفضل ومعاملة أكرم.
وصلت مساءآ للمكان الجديد وهو AZC ماركلو في شرق هولندا وهي قرية بالقرب من مدينة هانقلو مسقط رأس سلفيا لكني لم ألتقيها بعد "سيحدث حتمآ في المستقبل". وعند صباح اليوم التالي طلبني مدير ال AZC الجديد في مكتبه وهو يقرأ التقرير الذي أرسل إليه وكتب ضمن ما كتب فيه تزييفآ للواقع أنني "رجل مشاكس". كان المدير حكيمآ وهو هولندي من أصول يهودية. لم يحدثني عن أي شيء فقط قال لي من فايلك أنا علمت أن لك علاقة بالصحافة. أجبته: بعض الشيء. قال لي نريد أن تصدر لنا إصدارة شهرية صغيرة تتحدث عن شئون المجمع وتفعل فيها ما تشاء من الأدب والثقافة. وقال لي أنا أوفر لك جميع التسهيلات اللازمة. وفعل. وكان هدفه فيما أعتقد إشغالي بشيء موجب. ظن منه أنني ربما أكون بالفعل "مشاكس". وقبل أن أغادره أعطاني إصدارة صغيرة ملونة من عدة صفحات وقال لي خذ هذه كإنموزج فهي تصدر في ظروف مشابهة بواسطة أناس في حالتك. وعندما ذهبت لغرفتي وفتحت غلاف الإصدارة المعنية صعقت بمفاجئة عجيبة صدمتني لبعض الوقت!. إذ وجدت أن هيئة تحرير تلك الإصدارة الإنموذج تتكون من شخصين لا غير، هما: أبو ذر عمر النور وعبد الرحيم حلاج. أصدقاء وزملاء الجامعة وكانت تلك أول مرة أعرف بوجودهما بهولندا في ظروف مطابقة تمامآ لظروفي. فسعدت أيما سعادة وفاجئتهما بعد عدة أيام بزيارة غير معلنة وكانا يقيمان في AZC زيفولا ووجدت معهم أسامة قطبي وعزت السر وآخرون لم أعد أذكر أسماءهم. فشكلنا في المستقبل القريب أنا وأبوذر والحلاج تيم صلد لكل الوقت وحاولنا إنجاز كثير من الأعمال نجحنا في بعضها وفشلنا في البعض الآخر. وكنا يدآ واحدة ونحن لا نفترق حتى هذه اللحظة نعمل مع بعض كل الممكن ونتعاون مع الآخرين من زملائنا . وكل عنده مواهبه فالحلاج ذكي وغتيت وأبو ذر واضح ومتهور وهو الرجل الذي مزق جريدة الكيزان الحائطية المساة آخر لحظة "في زمان سابق" عندما وجدهم يكتبون "التاية قتلت طعنآ بالسكين بدلآ من رصاصهم" مزق الجريدة وهناك سبع سكاكين ممدودة على صدرة وهو لا يعبأ. وأنا درويش إستراتيجي. تلك المواهب برغم تواضعها مكنتنا من أن نحب ونتعامل مع كثير من الناس من جميع الجنسيات فبادلونا الوفاء بالوفاء كلما أمكن وجننا الهولنديين لبعض الوقت حتى خرجنا من تلك المرحلة إلى رحاب المجتمع الهولندي العريض ففعلنا به ومعه كلما نستطيع. وكان السودان كل الوقت في حدقات عيوننا ومركز كوننا وكينونتنا.
وفي مشهد آخر حاول ابو ذر بحماسته المعهودة تطبيق العملية التي صدف انها ناجحة و التي قمت أنا بها في إسبابوبيك وساعدني الناس والأقدار لكن جاءت عملية أبو ذر درامية كلفت أحد الزملاء قدمه اليمنى بواسطة الكلاب البوليسية وهو "أسامة" الود الثوري الجميل وأخذت مسألة تعويضه سنوات عديدة أمام المحاكم الهولندية دون أن ينال ما أراد وعلى كل فهو قد فعل ما كان يجب أن يفعله الرجال من أمثاله برغم فداحة المأساة. وفي العدد الرابع من جريدتي التي سميتها كلومب كرانت أي صحيفة الحذاء الخشبي "فلكلور هولندي" نشرت مقال للصديق خالد الطاهر يتحدث عن الأصولية الإسلامية وعندما قرأه بعض الصوماليين الذين يقيمون بالمكان فسروا المقال على طريقتهم الخاصة و إتهموني عندها بالهرطقة وأرادوا إذائي وكنت قد حصلت لتوي على الإقامة الدائمة بهولندا فأخرجتني الإدارة الهولندية تحت حماية البوليس وقد تصادف أن تكون معي ذلك اليوم صديقتي الهولندية التي تعرفت عليها للتو وهي "فينا إسخادي" وقد أخذتني فينا مشكورة إلى بيتها الواقع في مدينة نايميخين حلآ للأزمة وأقمت هناك لبعض الوقت ثم ذهبت بي الحياة إلى اقدار جديدة. وقد أصبحت "فينا" في المستقبل صديقة حميمة للجالية السودانية لكل الوقت وهي إمرأة مثقفة وتهب لنجدة كل صاحب حاجة ولا يمكن وصفها إلا بأنها عظيمة ومرهفة الحس والشعور.
يتواصل.... حلقة "4" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"! (هل هناك أسرار أو أي شيء غير طبيعي (Are there any special secrets (?)
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
مساهمة من محمد عثمان الفاضلابي. زيورخ سويسر ا..." أدناه" أنشرها هنا دون غيرها على وحي تداول مباشر مع صاحبها ولما شعرته عندها من معاني ربما كانت مهمة ومتعلقة مباشرة بإتجاه السرد الذي أفعله هنا "وفي حل عن الثناء الذي حفلت به ":
Quote: السيد محمد لك التحيه.وقع بصري علي محاولتك السرديه والتي أعتقد إنها جديره بإهتامي لأنني إشتم منها رائحة الإشاره لأنعكاسات كشوفات التحليل النفسي علي السرد. ولا تسخر عزيزي من رؤية والدك فربما تحقق حلم والدك بالكتابه لأن التداعي في الكتابه بقود إلي مثل هذه االإشراقات التي تحدث .و لك عزيزي تجربة الكاتب جمال الغيطاني في كتاب التجليات فقد اوفي في هذا المنحي . و التداعي عزيزي من أهم الطرق للتواصل مع النفس.فالكتابه عن الواعي تستدعي غير الواعي و تدفع بالقوص عميقاً في الاوعي الكاتب الفردي والوقوف علي كهوفه المظلمه والتخلص من عقده التي تقيد طاقات المبدع وبه يفتح الباب لإكتشاف كنوزه المدفونه وطاقاته الجباره في لاوعي الكاتب وعند البعض مثل كارل قوستاف يونج فإن اللاوعي الفردي هو المدخل إلي الاوعي الجمعي الذي يعبر عنه المتصوفه بالكشف و المشاهده التي اشار لها معظم الساده الصوفيه رمزاً و إشارة وعلي وجه الخصوص الشيخ الأكير محي الدين إبن عربي الذي أبدع في وصف مشاهدة الأسرار و الأنوار نثراً و شعراً ويطول الحديث في هذا الصدد . ولك ودي محمد عثمان الفاضلابي. زيورخ سويسرا
|
والتحية للعزيز محمد عثمان.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
سلفيا تود أن ترى السودان!
في زمان لاحق... قررت سلفيا لوهلة أن ترى السودان وكنا آنها في إتصال مستمر بغرض ترتيب الرحلة... فِأشركت أصدقائي " حدث قبل عدة سنوات"، مخبرهم:
(خيوط السراب)
تلقيت إتصالآ هاتفيآ من صديقة هولندية عازمة بشكل مبدئي على السفر " سياحة" الى السودان. دافعها الى ذلك معرفتها بنا وصداقتها بي وببعض أفراد الجالية السودانية بهولندا.
كان عندها اسئلة كثيرة كونها لأول مرة تسافر إلى مكان ما في القارة الأفريقية. أخبرتها بما لدي وطمأنتها على أننا شعب يحترم ضيوفه ويقدسهم.
وحاولت الإجابة على كل تساؤلاتها العملية التي كان هدفها العلم ببعض الأمور التي قد تكون غائبة عليها من قبيل هل من الضرورة أن يتحصن المرء ضد الملاريا وما هي اللغة التي يستطيع أن يتخاطب بها مع الناس العاديين الذين قد يصادفهم هناك.
كانت إجاباتي تلقائية كون إسئلتها بدت بسيطة وروتينية.
ما عدا سؤال واحد، سؤال لم يكن سهلا أبدآ على شخص في حالتي "شخص عنده رؤية مختلفة عما يحدث في بلاده"!.
ماذا أتوقع " أنا" أن ترى " هي" في السودان؟. . ذاك هو السؤال. وهذا ما دفعني لمحاولة أشراككم في هذه القصة الصغيرة.
سؤال مشروع في تقديري، لكنه عريض جدا ويحتمل ألف إجابة. لكن بعد هذا كله لم تغلبني الحيل. قلت لها لن تر شيئآ، غير الشي الذي قد تتوقعين!. وبهذا الحد إنتهت المكالمة التلفونية القصيرة.
هل تكون إجابتي تلك على سؤال صديقتي الصعب واحدة من الألف إجابة التي يحتملها السؤال. لا أعرف.!
لكنني تصورت أو قل تخيلت أن صديقتي تتوقع أن تري الفقر " الفقر المادي"، أو أنها توقعت أن أصارحها فأقول لها أنك سترين الفقر يمشي على قدمين وسوء الحال والمآل السياسي والأخلاقي والقانوني بالمقارنة بالرفاء المادي والمعنوي الذي تعيشين فيه . وإن صح خيالي فأن هذه أقرب إجابة من الألف إجابة المحتملة، في تقديري.
لكن بكل تاكيد لا أحد يتكبد مشاق السفر إلى بلاد بعيدة وغريبة لمجرد مشاهدة مأساة، مأساة واقعية أو متوهمة.
الفقر حقيقة ماثلة في السودان وفي معظم دول العالم الثالث، حقيقة لا ينكرها إلا مراوغ. . تشابكت عوامل عديدة " داخلية وخارجية، آنية وتاريخية" لتجعل إقامة الفقر عندنا مديدة، إنه وجه المشهد السياسي في بلداننا، مشهد بائس وقبيح. الفقر شيطان لئيم لا هدف له غير رهق الجسد بالجوع والبرد والمرض. نحتاج نحن إلى إرادة باسلة لحربه وشركاء صادقين يحملون معنا سيوف النار ويرددون معنا التعاويذ ويلبسون مثلنا التمائم أوان المعركة.
غير أنه لحسن الحظ ما تزال عدنا تسعمائة وتسع وتسعين إحابة أخرى على السؤال. فذكرت لها المزيد في رسالة قصيرة باللغة الهولندية "أحببت أن أشرككم إياها" محاولآ الإجابة على السؤال من جانبي ومشجعها على خطتها، قائلآ:
تستطيعين يا صديقتي أن ترى النيل. وتستطيعين أن تري المزيد.
تستطيعين أن ترى الجهات الثمانية ، فالجهات عندنا ليست أربعة كما عندكم بل "دبل"، ثمانية!. سترين الجنوب وترين الشمال، سترين الغرب وترين الشرق، سترين التحت وترين الفوق وسترين الأزل وترين الأبد.
تستطيعيين أن تري الصحراء، تر ين البحر ، ترين الجبال الشاهقة وترين الأشجار السامقة والكائنات البرية. وترين الصحراء مشهد الخلود. تستطيعين أن تري السماء الصافية مرصعة بالنجوم الزاهية وسترين نور القمر يغسل وجه الأرض في حبور. تستطيعين أن تري بيوت من الحجارة، بيوت خالدة، بناها بشر قبل آلاف السنين وكتبوا الشعر على جدرانها وكتبوا اسماءهم، تستطيعين أن تتيقني أن الحياة كانت موجودة من قبل مثل ما هي الآن وستبقى من بعد، وتستطيعين أن تمشى فوق أرض من ذهب جنبا الى جنب مع أناس فقراء وقلوبهم من ذهب. تستطيعين أن تقرئي فصولا من التاريخ جديدة وتستطيعين أن تعرفي معان للإنسانية جديدة وتستطيعين أن تعرفي أنك لم تكني تعرفين نفسك.
فقط إخلعي نعليك وأدخلي النهر عند ملتقى النيلين عند منتصف النهار ، سيلاعبك الموج لعبته الأزلية موشوشآ بمؤسيقاه في أذنيك وستشارككما الأسماك الصغيرة الملونة تلك الفرحة العجيبة وستضحك في وجهك الشمس مطلة من مرايا الماء. لا تعبئي بكل تلك الأشياء الصغيرة الجميلة، بل إرفعي هامتك عاليآ وأنظري أمامك، توجهي بناظريك ناحية الصحراء ، ذلك المدى بغير حدود. في البدء لن ترى شيئا غير الرمال الحمراء، حاولي مد بصرك أكثر وأكثر، أنظري في المدى البعيد، حتما سترين شيئا ما مثل الماء وما هو بماء، إنه السراب، لا تعبئي بالسراب، حاولي أكثر، أمشي بناظريك أبعد وأبعد، تجاوزي خيوط السراب، هل ما دون السراب شي؟، حتما لن ترى شيئا!، سيرتد إليك بصرك متعبآ في حدود السراب، ستجدين نفسك في مواجهة السراب، حدقي في السراب، سيقترب منك السراب رويدا رويدا، حتى تصبح قدميك تخطو فوق السراب، سيمشي فوق قامتك السراب، ستكونين أنت السراب. لا شئ غير السراب. ستصابين بدهشة عظيمة، ستغالطين ذاتك لوهلة بأنك لست أنت ذاك السراب، لا عليك، خذيه مرايا، أقبليه مرايا، سترين وجهك في مرايا السراب، حينها سيتماهى المرئي في الرائي، عندها ستتيقنين من أنك انت السراب والسراب أنت، وحينئذ سترين ذاتك الحقة، وستعرفين أنك لست بشي غير طفل صغير عار من الثياب وعار من الجسد يستحم في بحيرة الكون الفسيح.
وتستطيعين أن ترى المزيد... وتكونين المزيد!
محمد جمال
* سلفيا لم تستطع إتمام ما عزمت عليه بسبب وفاة والدها المفاجئة فتغير من بعدها المزاج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
مشهد "2" "الأزة" (كلام عملي)
نأخد عدة أمثلة لناس مأزوزين "من أزة" وفق تصورنا للواقع. 1- ناس الحكومة 2- ناس المعارضة 3- ناس لا كدا لا كدا (و العاملين فيها كدا)! ثم نأخذ أمثلة متقدمة: 4- "أنا" و سلفيا" 5- المثقف السوداني 6- الزول "السوداني عمومآ" في سياق اليومي. و: 7- مثال "خاص" ناس المنابر والحوار السايبري.
وعشان أنا زول ربما كان معروف للبعض موقفي من النظام السياسي في السودان فإنني سأبدأ "ما بالحكومة" لا... بالمثقف ... وأنا وسلفيا. (مش لأنو دا أشيق حاجة.. لا.. أشيق حاجة من وجهة نظري حا يكونو ناس الحكومة الحاكمة والمعارضة المنظمة والزول في سياق اليومي دا إبداع جد!). عشان المنهجية والحياد العلمي*. أنا وسلفيا والمثقف المأزوز. وكل مثقفي بلادي مأزوزن بدرجات متفاوتة. نحن تحت المجهر.
دا طبعآ عشان نتحقق من حقيقة وطبيعة مرض "الأزة" ليس إلا!.
* دي حلوة مش كدا (أنا قلت كدا) : )
يتواصل... مشهد "2" "الأزة" (كلام عملي) ... في لحظات...
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
شذرات حول الأحداث الثلاثة المعنية (ويتواصل):
Quote: مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)... المثقف السوداني و أنا وسلفيا!
أنا نادم!
أود أن أعترف مبدءآ بحقيقة تملأني بالكامل. أن كثير من القصص التي حدثتكم عنها والتي تحتم علي في لحظة فعلها أو تهيأ لي ففعلتها لو أن التاريخ يعيد نفسه لما فعلتها من جديد!!!. وأشير هنا تحديدآ إلى أشياء حدثت بعد قدومي مباشرة إلي هولندا. أهمها 1- اليوم الثقافي في الإسبوع الأول من قدومي إلى هولندا و2- حادثة الطائرة و3- الصراع الذي صارعته إدارة مجمع إسباوبيك في جنوب هولندا. لم تكن هناك أسباب حتمية وجوهرية تبرر القيام بتلك النشاطات ولم تكن النتائج بقدر حجم الطاقة المبذولة. ولو أنك أعملت منظومة PCM (Project cycle management) لتقييم نشاطاتي تلك ستكون النتيجة مخيبة للأمال إلى مدآ بعيد وربما أبدو عبيطآ جدآ وأظهر في غاية الحماقة والتهور إذ أقله عرضت نفسي للخطر مرات عديدة دون أن تكون هناك مبررات منطقية ودواعي مبدئية. و سيتكشف لنا بطريقة واضحة أن هناك طرق أخرى أسهل وأنجع وأقل تكلفة لتحقيق الأهداف التي كنت أخطط لإنجازها. ثم أن من حيث المبدأ كثير مما فعلت كان يعبر عن طاقة فائضة مصدرها يكمن في الغضب الذي يملأ دواخلي ففضته بلا وعي مني عند أناس لا ذنب لهم وفي بلاد لا علاقة لها بمصادر غيظي وغضبي غير أنها أستقبلتني مضطرة كوني جئت ساقطآ عليها من السماء كما الأمطار والأعاصير دون أن تقدم لي بطاقة دعوة أو تحسب لي حسابآ من قبلها.
(سنعرف بعد حين لماذا أقول ذلك... وعندي أدلة) !
يتواصل... مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)
محمد جمال
|
1- اليوم الثقافي : خطر ت لي فكرة هذا المنشط على خلفية أن هناك أحدهم في الكون لم يسمع بالسودان (الفتاة الروسية) ((دي ما مشكلة كبيرة... بل ليست مشكلة... دي مفترض مشكلة الزول الما سمع بالسودان مش مشكلتي أنا ولا السودان المسكين)). وفي فترة لاحقة حدث سوء تفاهم بين جميع الناس الذين نفذوا المنشط ولم نعد أصدقاء كما السابق لم نعد ابدآ أصدقاء كما كنا أو حلمنا أو تصورنا. كما أن الفتاة الروسية تم ترحيلها لبلادها قسرأ بواسطة السلطات الهولندية بعد عدة أسابيع من إيمانها بالسودان وقيل انها عضوآ في منظمة إجرامية. 2- الطائرة: كلفت الحكومة الهولندية وفق تقرير رسمي 170 ألف دولار كما كلفت شركة الطيران 10 آلاف دولار. لا توجد أسباب موضوعية لكل ذاك. (لماذا تتكلف شركة الطيران ذاك المبلغ؟. بعد الضوضاء التي أحدثتها أنا في الطائرة تكشف أن ليس من حقي (شخصي ) من حيث المبدأ الصعود للطائرة لأنني لا أملك تاشيرة دخول أو مرور بهولندا وإنما تذكرة "ون وي" لدولة أخرى. وكان خطأ الخطوط الجوية التي حملتني إلي هولندا). 3- عملية الصدام بمجمع إسباوبيك بجنوب هولندا كلفت الإدارة حوالي 150 ألف دولار وهو أمر لم أكن أعنيه ولم أخطط له بالطريقة التي حدث بها. وعرضت فيه حياتي للخطر بطريقة أو أخرى. إذ تم الإعتداء علي عدة مرات وإذائي جسديآ ومعنويآ في عملية كان يمكن أن تحل بطرق عديدة أخرى. (اي عنف معنوي أو جسدي مرفوض لا توجد مبررات).
ملحوظة هامة: محصلة الضرائب التي حصلت عليها السلطات المختصة بهولندا مني طوال حياتي وعملي ونشاطاتي العديدة بهولندا ولمدة سنوات عديدة كان 174 ألف دولار في الوقت الذي كلفت فيه السلطات الهولندية (حسب تقديراتهم) في الخمس شهور الاولى من قدومي إلى هولندا 330 ألف دولار... كل ذاك حسب إحصاءات رسمية. ((هنا الحديث في سياق الأرقام لا الأشياء المعنوية والرمزية ولا العلاقة بين الشرق والغرب)).
يتواصل....
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
الاخ محمد جمال
أولا: تسجيل صوت إعجاب بالكتابة الرصينة والسرد المشوق...
ثانيا تحية خاصة بحكم القرب المكاني بحكم تواجدي في بروكسل في تلك الفترة حيث فهمت تماما مدي شعورك وعايشت بعض الاحداث المماثلة لشباب في هولندا حيث كنت أزور بعضهم في دنهاك و خرونينقن خاصة أيام الاعياد
تحية ثالثة بحكم فترة جامعة الخرطوم وإتحاد المحايدين...حيث كنا أكثر الفئة المتضررة في المجمع الطبي خاصة أيام مشاكل داخلية كرار وطردنا منها عنوة
تسلم وواصل يا صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: yasir Abdelgadir)
|
الزميل العزيز عبد القادر، نعمت أيامك.
Quote: الاخ محمد جمال أولا: تسجيل صوت إعجاب بالكتابة الرصينة والسرد المشوق... ثانيا تحية خاصة بحكم القرب المكاني بحكم تواجدي في بروكسل في تلك الفترة حيث فهمت تماما مدي شعورك وعايشت بعض الاحداث المماثلة لشباب في هولندا حيث كنت أزور بعضهم في دنهاك و خرونينقن خاصة أيام الاعياد تحية ثالثة بحكم فترة جامعة الخرطوم وإتحاد المحايدين...حيث كنا أكثر الفئة المتضررة في المجمع الطبي خاصة أيام مشاكل داخلية كرار وطردنا منها عنوة تسلم وواصل يا صديق |
دا كلام كويس. نحن أهل عديك في الامكنة والأزمنة والهموم. أنا سعيد بيك كتير. بالمناسبة أيام زنقة داخلية كرار "كانت ملحمة" أنا جيت عملت مخاطبة هناك وكان عندكم 34 معتقل كان منهم 9 بنات ومشكلة داخلية كرار كانت سبب مباشر في مظاهرة يوليو حيث أغتيل الشهيد طارق ودقة الكيزان الشهيرة عندما حاولوا الإستيلاء بالقوة على مكاتب الإتحاد حيث راح 270 طالبآ جريحآ في تلك الأحداث المؤسفة ثم كانت داخلية كرار السبب في إغلاق الجامعة ومقاطعة الإمتحانات التي راح ضحيتها 600 طالبآ وطالبة. نحن ما كنا بنقرأ في زمننا ... ما كانت قراية... كانت معركة مستمرة بين الفرس والروم.
وأما القصص وما أدراك مع القصص... فكل زول عندو قصة (عندو ما ضي) على رأي الفنان أظنة "عثمان حسين" في أغنية المصير. وأنا فقط عندي الجرأة لأتسلى بماضيي وإستطاعة أن أحكي الذكريات بس بأمانة.
حبي
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
مشهد ما: سلفيا تزرني في مكتبي في لاهاي وبدأت حزينة!
بعد أن رحلت من مدينة آرنهم إلى لاهاي وبعد فترة من الزمن زارتني سلفيا في مكتبي التابع لبلدية لاهاي في Volharding شارع van Oostadestart 200. كانت زيارتها "أظنها" من باب حب الإستطلاع. وأشياء أخرى!.
كان رحيلي إلى لاهاي مفاجئآ وغير مخطط بشكل جيد. كان هروبآ من سلفيا!. هروبآ كثيرآ ما ندمت عليه في المستقبل. لكن ليس في الإمكان أحسن مما كان كما تعلمنا في المستقبل في دروس ال PCM
كانت أوضاعي المالية سيئة جدآ. بعد أن إستملت مفاتيح شقتي الجديدة في لاهاي وجدت أن هناك مبالغ لا حصر لها وجب تسديها في الحال، ولم تكن في إستطاعتي آنها. فكرت في الإستدانة. أقرب زول لي كان أبو ذر عمر النور حيت سبقني بعدة شهور وسكن في لاهاي وكان يعمل لتوه في قسم ما تابع لوزارة الدفاع الهولندية. إتصلت على أبو ذر هاتفيآ وهو في العمل وأنا في لحظة "زنقة" لا توصف. ما في مشكلة أبوذر تكفل بحل بعض المشكلة لكنها بعد كبيرة. وأمرني بالذهاب إلى زوجته لأخذ المبلغ الذي أتفقنا عليه. كان أبو ذر في مهمة في مدينة أخرى بعيدة. لم أفعل في الحال ما قاله لي أبوذر ونظرته حتى يعود. لكني في نفس الوقت ذهبت إلى مكتب صغير تابع لبلدية لاهاي قيل لي أنه مختص في مساعدة الناس في حالتي بطريقة إحترافية بدلآ من "الجهجهة" التي أنا فيها. وجدت عند ذاك المكتب إمرأة فظة ولئيمة (من أم هولندية وأب سورينامي) كانت سيدة ممتلئة الجسم في جلباب أزرق داكن وتفوح منها رائحة عطور طيبة. قالت لي بعد أن سمعت مأساتي بالكامل أن رحيلي من حيث المبدأ إلى لاهاي خطآ في ظل ظروفي تلك. ورأت أنها لا تستطيع مساعدتي كوني عندها مجرد زول "سبهللي". ثم أشاحت بوجهها عني ورفعت سماعة التلفون تتحدث في أمر آخر وبينما هي تأرجح جسمها في الكرسي الدوار كان صدرها الكبير يهتز بقوة وهي تشير لي بيدها تأمرني بمغادرة المكان.
في الباب الخارجي وجدت رجلآ من أصول تركية في حوالي الستين من عمره يدخن التبغ عند البوابة الخارجية للمبنى أخذت منه سجارة قدمها لي وبدأت أدخن بالرغم من أنها لم تكن تلك عادتي. كان رجلآ طيب القلب ويحب أن يسمع القصص فرويت له لمامآ مشكلتي فما كان منه إلا أن أدخلني إلى مكتبه المجاور للسيدة التي طردتني لتوها وساهم بشكل حاسم في حل مشكلتي إذ أستطاع أن يقنع البنك التابع للبلدية بتسديد المبلغ المطلوب كدين أسدده في المستقبل بالأقساط. ففعلت. وأثناء الحديث أخبرني معلومة في غاية الأهمية أن هناك وظائف شاغرة في القسم الذي يعملون به. وبعد عدة أيام تقدمت بطلبي للعمل وتمت الموافقة عليه بسرعة أدهشتني. فأصبحت زميل تلك المرأة التي طردتني من قبل. لم أعر تلك القضية الصغيرة إهتمامآ. لكن ما حدث بعد عامين كان أمرآ مبهجآ بالنسبة لي إذ تم ترقيتي ووجدت نفسي أجلس في ذات الكرسي الدوار الذي كانت تجلس عليه المرأة التي طردتني بفظاظة قبل عامين. إن النفس لأمارة بالسوء... لوهلة وانا أمرجح نفسي فوق الكرسي اللعين كنت أشعر بالسعادة وقدر من التشفي كون تلك المرأة تم طردها لسوء السلوك. فأجلسوني في مكانها. فأنبت للحظة ذاتي في ذاتي على تلك المشاعر الإنسانية الفجة.
ذاك هو ذات مكتب Volharing شارع van Oostadestart 200 الذي أدرته بالكامل لمدة سبع سنوات مقبلة. وساعدني في مهمتي طوعآ عدد من الناس الذين أكن لهم أسمى معاني الود والتقدير والعرفان ومنهم: سامي نديم، أحمد مجيد منصور "والده كان رئيس نادي الهلال" وكان طالبآ بكلية الطيران الملكية بهولندا و محمد على المنان ومحي الدين طيب الأسماء وأكوج أيانق ومحمد الخاتم شقيق أبوذر الأصغر. وعندما زارتني سلفيا وجدت معي 9 trainees ثلاث هولنديات ومغربيتين وأربعة من خلفيات مختلفة وبدأت كمدير صغير ناجح وكانت سلفيا "في ضميرها" أظن وبعض الظن إثم تود فشلي لأسباب أنا وحدي والله نعلمها!. وحتى هذه اللحظة ما أزال أعمل part time في المكتب المعني بالرغم من أنو الراتب ضعيف ودائمآ أعيش على الكفاف وكالعادة. والغنى في القناعة (حلوة دي). بس صاح. والقصة دي طبعآ تأتي في سياق الذكريات التي نحن بصددها هنا. ونحن قلنا: الذكريات لما تتحكي لازم تتحكي بأمانة على رأي الفنان مصطفي عثمان. والله المستعان.
يتواصل....
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
حا أحكي ليكم في المستقبل القريب خمسة مشاهد رسخت في ذاكرتي بعضها تضمن عدة مفاجئات صغيرة أدهشتني، أحيانآ كانت دهشتي عظيمة!، وهي:
1- موت ننو (سمكة صغيرة ملونة) سلفيا تقول انها أنتحرت!
2- العلم الجديد الذي إخترعته سلفيا وأسمته ميجولوجي Migilogy
3- عودة السيدة نيللي إلى هانوفر
4- عودتنا "أنا وسلفيا" من جديد إلى نهر الراين (الإسبوع الأول من وصولنا إلى بيتنا في مدينة آرنهم)
5- أنا وسلفيا في طريقنا إلى تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية
وقد لا ألتزم بهذا الترتيب للأحداث وربما أحكي خلاله أشياء أخرى شتيتة ومن المحتمل أن لا أحكي أي شيء على الإطلاق. يعني حسب المزاج!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
Quote: تستطيعين يا صديقتي أن ترى النيل. وتستطيعين أن تري المزيد.
تستطيعين أن ترى الجهات الثمانية ، فالجهات عندنا ليست أربعة كما عندكم بل "دبل"، ثمانية!. سترين الجنوب وترين الشمال، سترين الغرب وترين الشرق، سترين التحت وترين الفوق وسترين الأزل وترين الأبد.
تستطيعيين أن تري الصحراء، تر ين البحر ، ترين الجبال الشاهقة وترين الأشجار السامقة والكائنات البرية. وترين الصحراء مشهد الخلود. تستطيعين أن تري السماء الصافية مرصعة بالنجوم الزاهية وسترين نور القمر يغسل وجه الأرض في حبور. تستطيعين أن تري بيوت من الحجارة، بيوت خالدة، بناها بشر قبل آلاف السنين وكتبوا الشعر على جدرانها وكتبوا اسماءهم، تستطيعين أن تتيقني أن الحياة كانت موجودة من قبل مثل ما هي الآن وستبقى من بعد، وتستطيعين أن تمشى فوق أرض من ذهب جنبا الى جنب مع أناس فقراء وقلوبهم من ذهب. تستطيعين أن تقرئي فصولا من التاريخ جديدة وتستطيعين أن تعرفي معان للإنسانية جديدة وتستطيعين أن تعرفي أنك لم تكني تعرفين نفسك.
فقط إخلعي نعليك وأدخلي النهر عند ملتقى النيلين عند منتصف النهار ، سيلاعبك الموج لعبته الأزلية موشوشآ بمؤسيقاه في أذنيك وستشارككما الأسماك الصغيرة الملونة تلك الفرحة العجيبة وستضحك في وجهك الشمس مطلة من مرايا الماء. لا تعبئي بكل تلك الأشياء الصغيرة الجميلة، بل إرفعي هامتك عاليآ وأنظري أمامك، توجهي بناظريك ناحية الصحراء ، ذلك المدى بغير حدود. في البدء لن ترى شيئا غير الرمال الحمراء، حاولي مد بصرك أكثر وأكثر، أنظري في المدى البعيد، حتما سترين شيئا ما مثل الماء وما هو بماء، إنه السراب، لا تعبئي بالسراب، حاولي أكثر، أمشي بناظريك أبعد وأبعد، تجاوزي خيوط السراب، هل ما دون السراب شي؟، حتما لن ترى شيئا!، سيرتد إليك بصرك متعبآ في حدود السراب، ستجدين نفسك في مواجهة السراب، حدقي في السراب، سيقترب منك السراب رويدا رويدا، حتى تصبح قدميك تخطو فوق السراب، سيمشي فوق قامتك السراب، ستكونين أنت السراب. لا شئ غير السراب. ستصابين بدهشة عظيمة، ستغالطين ذاتك لوهلة بأنك لست أنت ذاك السراب، لا عليك، خذيه مرايا، أقبليه مرايا، سترين وجهك في مرايا السراب، حينها سيتماهى المرئي في الرائي، عندها ستتيقنين من أنك انت السراب والسراب أنت، وحينئذ سترين ذاتك الحقة، وستعرفين أنك لست بشي غير طفل صغير عار من الثياب وعار من الجسد يستحم في بحيرة الكون الفسيح.
|
ووين السخانة يا محمد جمال الدين:)
تعرف يا محمد ارسل لي احدهم رابط هذا الموضوع في الايميل قبل قرابة الاسبوعين وبدات اقرا في صمت كل ما سنحت لي سانحة!
كتابة عبقرية تذكرني بكتابات النوفلست القدير Sidney Shelton بما فيها من ذكاء وحنكة ورسم للتصاوير حتى يراها القراء ماثلة امامهم دون عناء او تكلف - يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:) for good or bad حسب موقعك - حطمت هذه الكتابة توابيت الممنوع والمحرمات ودخلت لقلوب القراء دون استذان لصدقها وتلقائيتها.. والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا:)
تحياتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: حسين نوباتيا)
|
Quote: ووين السخانة يا محمد جمال الدين:) تعرف يا محمد ارسل لي احدهم رابط هذا الموضوع في الايميل قبل قرابة الاسبوعين وبدات اقرا في صمت كل ما سنحت لي سانحة!
كتابة عبقرية تذكرني بكتابات النوفلست القدير Sidney Shelton بما فيها من ذكاء وحنكة ورسم للتصاوير حتى يراها القراء ماثلة امامهم دون عناء او تكلف - يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:) for good or bad حسب موقعك - حطمت هذه الكتابة توابيت الممنوع والمحرمات ودخلت لقلوب القراء دون استذان لصدقها وتلقائيتها.. والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا:) تحياتي.. |
Quote: يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:) |
آآآآآآخ هو بالله أنا أتحدثت عن الشلخة والله أنا فضيحة ما حصلت والله ما أنتبهت للحتة دي. وانت ذاتك يا حسن نوباتيا : )
شكٍرآ للجمال وأشياء أخرى!.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
حسن نوبايتا... معليش... سلامات من جديد.... بس عجبتني شديد الحتة دي:
Quote: والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا: |
ما لاحظتها من البداية... والله دا خبر إن صح لعظيم. وأشك!.
بس أنا لو بدأت أتعافى (قصدي أنا أو أحدهم أتفق معاك جدلآ) مافي زول تاني غيري معترف أو عارف أو شاكي بإنو ربما عندو أو عندها "أزة"... شفت الأزة دي قدر شنو (؟)
شكرآ مجددآ على اللطف النبيل.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
حا أحكي لقدام مشاهدآ متفرة جدآ عن عدد من مقدرات سلفيا المهولة وهي: 1- مقدرتها على "الإحتجاج" The Protest 2- مقدرتها على ممارسة حرية التعبير Freedom of expression 3- إستقلاليتها ومقدرتها على معرفة ذاتها Individualism وربما المزيد "من الشاكلة دي".
كونو معنا... بعد الفاصل.
وربما هسه نواصل حبة في الميجولوجي. وربما لا نفعل أي شيء... نقعد ساي... نحن ناس ما مضمونة وما عليها تكل : )
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
متابعين
"في البداية لم أفهم ذاك كله لكن بعد فترة وجيزة تعرفت على أشياء مهمة ساعدتني على الصبر على تلك المكاره المضنية وهي أن لا مشاكل كبيرة في هولندا لا توجد حرب في الجنوب ولا الغرب ولا توجد ثورة ولا كوارث كبيرة في تلك الأثناء يكون البشر عاديون مثل سلفيا تمامآ وتكون تفاصيل الحياة العادية هي قضية الناس التي يتنزهون ويمتعون ارواحهم بها إذ تلك هي الحياة!. ماذا يفعلون أيخترعون حياة أخرى!. وأنا من عالم الثورات العظيمة والأحلام الكبيرة والأحداث الجسيمة فالحياة العادية مهما كانت جميلة تبقى غريبة على مخيلتي لا بل مملة . تلك ليست حياتي. أنا لست عاديآ!. أنا لا أنتمي إلى الهنا أنا من الهناك من البعيد حيث أعيش هناك في خيالي وأفكاري وخططي ومشاريعي وأعيش الأزمة الشاملة ولي رهط من شاكلتي يشاركني!. رهط مأزوز، أنا من زمان الأزة. أنا مأزوز. لذلك كثيرآ ما بدأت أنا إنسانآ غير عادي عند سلفيا بل رجل خارق ويستطيع أن يفعل كل شيء كل شي ويأتي بالعجائب المفارقة للحياة "الحياة العادية"... الحياة الحقيقية... "حياة سلفيا وأهل سلفيا".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
وربما أتحدث عن المطبخ والطبيخ ولحظة الطعام...
وفي المطبخ أحداث جسام وقصص عظام. أول ما دخلت عند سلفيا وجدت مطبخها بلا زيت طبيخ (ممنوع) وبلا شطة وبلا سكر وبلا بهارات وبلا لحمة حمراء (قليل من السمك والدجاج ليس إلا، وبالفرن بس). وسلفيا توزن اللحمة يالميزان كي لا تزيد عن 100 جرام قطعة لها وقطعة لي وكل يأكل 100 جرامه لوحده.
وأنا كائن قادم لتوه من بلاد الحلل المسبكة والشطة القبانيت بلاد الشاي باللبن وربع دستة معالق سكر والشواءات الملهلبة وراس النيفة وأم مفتفت. يا لهولي من مطبخ سلفيا. "صقيعة"!.
ولاحظت أن المطبخ الهولندي "عمومآ" فقير إلا من " الصحة" ومعظم الأكلات الأساسية وافدة من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبلاد آسياء البعيدة. لا يوجد في المطبخ شيء أصلي "هولندي" بمعنى الكلمة غير الجبنة الصفراء والحليب والبطاطس والروداين والبيرة "الهينكان" تقريبآ لا شيء غير ذلك... نحن في السودان أحسن بدرجات بعيدة (حا أقول كيف لقدام). وسلفيا في الحتة دي علمتني أشياءآ كثيرة وعلمتها أشياءآ كثيرة وضاعت منا أشياء كثيرة.
لكن بعد... يوجد في مطبخ سلفيا "الهولندي" شيء مهم جدآ وخطير جدآ يطغى على جميع الثغرات وهو: الحنان. لحظة الطبيخ و الطعام تعد بمثابة قداس، شعائر إلاهية لدى سلفيا. هي أجمل اللحظات على الإطلاق. ولا تناديني عندها بإسمي "ميجي" بل تقول لي ناولني تلك "الكمشة" يا حبيبي ... وكثيرآ ما تشبك يدها اليسرى بيدي اليمنى بينما هي "تصوت الحلة" وكأني سأقفز من النافذة. إنها لحظة إستثنائية ننسى عندها جميع مشاكل الوجود ... وتتحول سلفيا إلى إنسان أرق وألطف مما هي عليه.
يتواصل....
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
سلفيا لديها علاقة روحية بأبي...
سلفيا تحلم بأبي يأتيها في المنام عديد المرات!. كان لسلفيا علاقة روحية حميمة بأبي (أنا وهي ألتقينا بعد مماته بسنوات عديدة)... كانت تقول لي أنها تحسه في الفضاء والأشياء من حولها. ورأته في المنام عديد المرات ووصفته لي كما هو "هو هو" وماذا قالها لها وقالت له... و أنه تحدث معها بالهولندية فدهشت وتحدث معها بالعربية ففهمت وتحدثا بلغات أخر. وقال لها قولآ جميلآ. وكانت تشعر أن روحه تلمسها في عديد المرات وتهيم مع طيفه في البعيد.
قبل موت أبي بعدة أسابيع وهو فوق التسعين من عمره قال لي وهو مبتسم ويبدو في غاية الفرح والسعادة في زهوه المهيب: أنا حا أسافر!. حسبته يعني السفر بمعناه القريب لكنه شرح لي بهدوء أنه سيرحل ... سيموت. أصبت بالرعب. رأى الرعب في عيني. تبسم من جديد ثم حاول تهدئة روعي عبر تذكيره لي بالبدهيات، بقوله: أنا لن أعيش إلى الأبد، لا أحد منا. إنه شيء طبيعي... "قضاء وقدر"... أليس كذلك؟. أجبت: بنعم. هو أمر محزن لكنه كذلك. أبي كان يستقبل الموت جاهزآ وسعيدآ أنه سيمضي إلى دنيا الخلود. كانت روحه تحدثه وعقله يعي الرسالة وجسده طوع الإشارة.
كان أبي قويآ وكان ظهره عموديآ ولا يلبس نظارات طبية ولم يكن مصابآ بالسكري أو ضغط الدم عندما مات عبر تسمم غذائي بعد عدة أسابيع من رؤيته تلك.
يتواصل...
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
Quote: بس أنا لو بدأت أتعافى (قصدي أنا أو أحدهم أتفق معاك جدلآ) مافي زول تاني غيري معترف أو عارف أو شاكي بإنو ربما عندو أو عندها "أزة"... شفت الأزة دي قدر شنو (؟) |
محمد جمال الدين سلامات..
ناس نحن احسن ناس واروع ناس ونحن الساس ونحن الراس موجودين وهم الغالبية لكن هناك جزء مقدر يعرف مواطن الخلل ليس لذكاء او نباهة هذا الجزء بل لانهم مكن لهم المقارنة مع نماذج شبه مثالية في الاتحاد مع الذات - لي صديق قرا كمية مؤهولة من كتب علم النفس ومعرفة الذات لعلاج ما كان يعرّفه بانه "تشوهات نفسية" ناتجة عن اسلوب التربية الذي يفرض عليك ان تتغمص شخصية الفرد المثالي في الكلام والتصرفات وتكبت كل التساؤلات المشروعة لانها اما عيب او ستفضح مكنونات نفسك وهذا جرم ما بعده جرم- وكان وما زال يقول لي اننا مرضى ونحتاج لجلاسات كهرباء عديل:)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: حسين نوباتيا)
|
هل نحن أذكياء؟. (إذن ماذا نفعل بالذكاء)؟.
قل ماذا يفعل بنا ذكاءنا؟.
ذكر لي عدد من أصدقائي الذين يتابعونني هنا أن أجمل صورة فنية وعلى وجه الإطلاق هي صورة المشهد رقم "4" وقالت لي صديقتي في الفيس بوك : "أنت ذكي بطريقة مستحيلة إلى درجة الجنون"!. هنا لدي كلمة!.
أولآ وقبل الكلمة التي أعني هذا هو المقطع المعني مما يقول بعض أصدقائي الذين أعني:
Quote: مشهد "4" سلفيا تأمرني بقتلها! !"Kill me"* . مضت نيللي لشأنها فأصبحنا أنا وسلفيا وجهآ لوجه في قصرنا الممدود. مشت سلفيا إلى الداخل بينما جلست أنا على أريكة في بهو الدار الفسيح قبالة إنشوطة صغيرة تلعب بها النسمات الشمالية العابرة أراقب صمت الجبل المهيب وأطرد عن خاطري أطياف السيدة نيللي المزعجة.
وما هي إلا لحظات وعادت سلفيا في إزار رهيف تلاعبني كعادتها ثم مضت فجلست على الإنشوطة تتهادى من فوقها وتقول لي: look at me راقبني "عاين لي" وتكررها مرات عديدة وأنا لا شأن لي غيرها. مذ ألتقيتها قبل عدة شهور أعاينها وتعاينني، أراقبها وتراقبني، لوكنق آت ها آن لوكنق أت مي، دون أن ألتفت ولو لمرة واحدة إلى وجهة أخرى مهما دعت الضرورات حتى لأخالني نسيت ألوان الشوارع وغابت عني وجوه الناس فما عدت أذكر وجه أبي. تأملتها مليآ وهي ما تزال تتهادى فوق الإنشوطة. رأيتها كطفل غرير. نعم هي طفلة عذبة. تأملتها أكثر فأكثر فوجدتني مثل كل مرة أكتشف ان سلفيا جميلة بطريقة لا يسعها الخيال. وذكية تحتال على عقل فيلسوف ولطيفة الروح.
كانت الشمس ترنو إلى المغيب عندما ترجلت سلفيا بغتة من الإنشوطة مع تزامن دفقة من هواء الجبل الواني فأزاح عنها نصف إزارها الرهيف لكنها لا تكترث.
جاءت وقفت أمامي في إبتسامتها الشهية تأمرني بطريقة بدأت جدية، تقول لي: اقتلني!. Kill me!. . حبيبتي المجنونة، حسبتها تمزح. لكنها رقدت على الأرض قبالة الأريكة التي أجلس عليها. وكررتها منثى وثلاث ورباع وعديد المرات: : اقتلني، اقتلني، اقتلني. تأملتها من جديد وهي ترقد من تحتي تأمرني بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأي نفس هي؟. هي نفس سلفيا ذاتها!. شهدت وجهها الملائكي يزداد بريقآ يزهق البصر. .. وكان شعرها ذهبيآ تختبيء عنده شقرة كاسفة، وجيدها، وصدرها، وخصرها، وعجزها، وساقها وأصابع قدميها كله نسق من آيات معجزات كتبن على لوح من الماس.
سلفيا روح قدس وعقل نبي وجسد حرام.
تقول: اقتلني!.
لو أن أحدهم من أي ثقافة في الكون سمعها تقول أقتلني بينما تفتر شفتاها عن إبتسامة شهية وترقد من أمامي نصف عارية لما خالجه شك في أن الفتاة تود العناق. لكن لا!. لا. أنا وسلفيا لا نفعل الأشياء تلك الطريقة الحكيمة. ففي لحظة أوجاعنا الحقة لا نعرف الحكمة. لا نتحدث لا نتفاوض... لا كلام. هناك فعل، آكشن، ولا نقول ما نفعل حين نفعل .وإن كنا قعودأ لا نقوم وإن كنا قيامآ لا نقعد. لا وقت!. نتحول إلى حيوانات وحشية كاسرة غير ناطقة. في مثل ذاك الأوان يحدث شي واحد لا غيره: هجوم وحشي كاسح. لا شيء غير ذلك. لا حوار. هناك حرب. وكثير ما مزقت أنا ثيابها الداخلية ومزقت سلفيا قميصي. لا وقت. لا صبر لحيوانين جائعين على الدوام. مرة قالت لي سلفيا أن تكلفة الثياب التي نمزقها في الشهر الواحد تكون كافية لتسديد فاتورة الكهرباء لمدة عام بأكمله. نحن لا نتفاوض ولا نجامل بعضنا البعض ولا أحدآ من كان أوان أوجاعنا. إنما نكون حيوانين أنانيين كل يود الفوز بالفريسة كاملة. لا نعرف بعضنا البعض لا آخر لا ديمقراطية لا حضارة. هناك عماء. سلفيا تكون ظبية يانعة تلاعب ضبع كاسر جائع منذ الأزل في جزيرة نائية لم يغشاها خيال بشر. حيث هناك لا فكرة لا ذاكرة لا تذكر... لا كلام... لا إحترام...غريزة فجة وحيوانية بشعة... وفي لحظة فاصلة تغرز سلفيا أظافرها في جلدي فتدميني بلا هوادة و بلا رحمة. ثم بعد أن تعود من الغياب تقول لي "سوري"... ثم تفعلها من جديد و "سوري" وهكذا دواليك.
تقول: : اقتلني!.
اقتلني. كانت تعنيها. يا للهول!. يا للجنون!. كانت تعنيها حرفيآ.
قالت أن الشيء الوحيد في الدنيا الذي يخيفها هو الموت. وهي على يقين أن كل الناس تموت في نهاية المطاف. وهي أيضآ تموت ولو أنها لا تموت. فهل يموت الشهداء!. وعندها تصور آنها أن الموت آن يأتي يكون شيئآ بشعآ ومؤلمآ ومؤذيآ منتهى الأذى وهي تهابه ويرعبها أشد الرعب. وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن كل شيء أفعله أنا بها ممتع ولذيذ، كل شيء، بلا إستثناء، كل شيء. ولهذا تريدني أن أقتلها كونها على ثقة أنها ستمتع غاية المتعة أوان أبدأ في ذبحها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة وفي بطء شديد لمزيد من المتعة.
وما هي إلا هنيه وأنا في دهشتي تلك حتى فسرت لي سلفيا تلك الرؤية البائسة ثم أعتذرت عنها ونهضت تعانقي وهي تقول لي: "أود أن أقول لك شيئآ أقوله لك كل لحظة لكنني لم أقله أبدآ: أحبك". وعندها شرعنا في الغياب ثم أدمتني بأظافرها وقالت لي "سوري".
يتواصل...
محمد جمال |
ربما كانت تلك بالفعل صورة فنية كويسة ومن حق الناس انت تري ما ترى... لكنها ليست منتهى المعاني مما أعني... داك مشهد يشبه عندي فلم يبدأ بإظهار أسرة صغيرة سعيدة مكونة من أب وزوجته الجميلة مع طفلته الصغيرة الجميلة ذات السبع سنوات وكان الأب ضابط شرطة يطارد عصابة إجرامية وبينما هو فناء داره يلاطف زوجته الجميلة وبنته الصغيرة الجميلة البريئة تدور من حولهما في زهو الطفولة الجميل إذا بأحدهم يأتي من الخلف فيطلق النار على الطفلة فيرديها قتيلة تسبح في دمائها ثم يهرب. ويبدأ الفلم.... أي تبدأ القصة.
نرجع لقصة الذكاء؟.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
1- جدي الخليل 2- جدي الدود ود حماد وحبوبتي آمنة بت حماد، و 3- خالتي آمنة عبد الرحمن حماد "في مدينة ليدز، إنجلترا"
1- جدي الخليل رحل إلى مصر يستزيد من العلوم وعاش تقريبآ في الفترة من 1860 إلى 1947
آخر رسالة خطية وصلت من جدي الخليل كانت في العام 1944 وكانت موجهة إلى إبن أخته الشيخ حبيب الله أبو كساوي. وتوفي الشيخ حبيب الله أبو كساوي في حدود العام 1946.
درس الخليل ودرس بجامعة الأزهر وعاش هناك كل حياته وتزوج من إمرأة إسكندرانية وتوفي في الإسكندرية في حدود العام 1947. وكانت تترى أخباره وكراماته وتسير بها الركبان وقيل "أنا غير متأكد" أنه توفي وأمه ما زالت على قيد الحياة معمرة فوق المائة وعندما توفيت طار نعشها ورك فوق قبر إبنها الخليل فدفنت بجواره.
كان أبي دائمآ ما يردد أني أنا أشبه جدي الخليل في كل شيء: الملامح الجسدية، الوجه، التصرفات وحتى صوتي ومزاجي. ومرة كنت وأنا صغير في معية أبي مع الشيخ التاج أبو كساوي وسمعتهما يتهامسان فيقولان ما خلى فيه شي. وكان الشيخان حبيب الله وعبد القادر أبو كساوي كثيرآ ما رويا القصص أيام طفولتهما وصباهما في معية جدي الخليل. وهم أبناء أخته الحرم بت الفقيه فضل الله. والشيخ أبو كساوي تزوج الحرم حبوبتي وفق أمر سماوي "رؤية نبوية" فأهداه جدي الفقيه فضل الله قرية كاملة بناسها وتاريخها وخلاويها وهي أرض جدي وسماها بإسم إبن نسيبه الجديد الشيخ الصالح المقدام فكانت: اللدية الشيخ حبيب الله (خمسة كيلومترات شمال جبل أولياء من حيث هو صخور ).
ومن وحي تلك الصورة الموحية جاءت سلفيا بفكرة جبارة لم تخطر على قلب أي من أحفاد جدي وهي "صورة فوتغرافية" أصرت سلفيا على أن لا بد أن يكون هناك صورة فوتغرافية لجدي الخليل بجامعة الأزهر . صورة قد تكون هي صورتي أنا تمامآ أي أرادت سلفيا أن ترى نسخة مني في القرون الخوالي وبدأت مباحثات مضنية بيننا وجامعة الأزهر. وسلفيا تكاد تجن إلا أن ترى صورتي في القرن التاسع عشر... (نواصل لاحقآ). نرجع إلى جدي الدود الهمباتي الذي آب وتاب وإني الله غفور رحيم بعد أن عاث في الأرض همبتة برفقة ود الضرير وود ضحوية وكان يقتل الأسود والضباع بسيفه كما روت لي جبوبتي آمنة بت حماد وكانت طفولتي وصباي كله في حجرها واثرت كثيرآ في مخيلتي الصغيرة برواياتها العديدة عن آبائها وجدودها ومن ضمنهم شقيقها الهمباتي الدود والدود من الأسد. كما روت لي القصص عن المذابح "الحقيقية أو المتخيلة" التي إرتكبها في حق أهلها: التعايشة وناس المهدية. عندي إعتقاد أن وصفي لسلفيا بالظبية اليانعة وأنا بالضبع الكاسر تلك صورة سقطت بلا وعي مني من عقلي الباطن. إذ عند عقلي الواعي لا أقبل هذا الوصف تمامآ كونه ينطوي على مرموزين حادين 1- ربط الود الجسدي بالعنف 2- ما Gender sensitive كوني أضع سلفيا في محل الخانع المستسلم "السالب" وأنا الفاعل المطلق.
ثم نتحدث لاحقآ عن الكلاش الذي حدث بين سلفيا وخالتي آمنة بت حماد "مدينة ليدز إنجلترا" و الدود ود حماد هو الشقيق الأكبر لوالدها عبد الرحمن حماد الشهير بالعالم أو "بحر العلوم" أستاذ معهد أمدرمان العلمي . ذاك الكلاش أدى بسلفيا إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام!.
يتواصل...1- جدي الخليل 2- جدي الدود ود حماد وحبوبتي آمنة بت حماد، و 3- خالتي آمنة عبد الرحمن حماد "ليدز إنجلترا"
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
Quote: جدي عبد الرحمن العالم كان من أشهر أساتذة معهد أم درمان العلمي وهو عضو اللجنة التي أقرت بهرطقة "كفر" الشاعر الجميل التجاني يوسف بشير مما أدى إلى جنونه وموته وكان جدي هذا رجل شديد البأس. وهو كما أسلفنا الشقيق الأصغر لجدي الآخر الهمباتي الشهير الدود ود حماد. وهو "العالم" أبو خالتي آمنة العالم التي تقيم الآن بمدينة ليدز البريطانية |
إتصل بي هذا المساء مصادفة الأستاذ الطاهر جمال الدين (شقيقي الأكبر) وهو غير متابع جيد لما أكتب هنا لكني حدثته لمامآ عما أفعل... فقال لي قولآ حسنآ... لكنه ظل حذرآ تجاه المعلومات التي بحوزتي عن أن جدي عبد الرحمن العالم كان في أي لجنة قامت بتكفير الشاعر التجاني يوسف بشير " وهو يحب الشاعر جدآ" بل أن جدي جاء لاحقآ وكان في لجنة تقييم موقف لم توفق في قول شيء ولم يكن جدي عنده أي موقف محدد قال به أي مصدر وإنما العكس كان محبآ للشاعر وكان يحفط أشعاره ويرددها في المحافل وجدي جاء للمعهد بعدة سنوات بعد مأساة شاعرنا الجميل. دي معلومات الأستاذ الطاهر جمال الدين... وربما كان على حق وعلينا التحري أكثر. والشاعر الجميل التجاني يوسف بشير يحتاج أن نحتفي به أكثر فأكثر ونقيم المحاكم التاريخية لمن عذبوا منه روحه العذبة الجميلة روحه المعذبة أصلآ!.
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها! (Re: محمد جمال الدين)
|
كلاش مع خالتي آمنة العالم حماد Family conflict يؤدي بسلفيا إلى المستشفى!.
في أحد الأيام أتصل بي أبو ذر عمر النور في تلفون المنزل ليخبرني أنه وحلاج في طريقهم إلى مدينة آندهوفن جنوبي هولندا حيث مقر شركة فيليب الشهيرة. لماذا؟. لأن هناك إختراع جديد لنج (هو مش جديد لنج بس نحنا سمعنا بيه للتو) هذا الإختراع يسمى: موبايل (التلفون). وشرح لي أبو ذر ماهية هذا الشيء وأنا سامع بيه طشاش طشاش. وقال أنه وحلاج علمو من أحدهم ويسمى عزت السر أن هذا الجهاز يوجد بأحد المحال بمدينة آندهوفن بسعر معقول وهما في طريقهما إلى ذاك المحل وطلب مني صحبتهما إن أردت حيث أحصل بدوري على جهاز موبايل كي يسهل التواصل بيننا. لكني أنا لا أستطيع!. ما عندي قروش. بطاقة البنك بتاعتي بحوزة سلفيا وهي تضرب علي حصار إقتصادي مقيت. وأنا كنت على ثقة إن أستفتيت سلفيا في أمر متهافت مثل "الموبايل" ستعتبرني أنشدها تمويل عملية إرهابية. بس أبو ذر وحلاج ما بقصروا أدانوني المبلغ المطلوب من باب "الحنية". وجئت عند المساء بأول موبايل في حياتي إلي بيت سلفيا فتعقدت أموري ردحآ من تلك الليلة إذ شكت سلفيا أن لي مصادر دخل خفية فقامت بتفتيش كل جيوبي بدقة متناهية وحقائبي وكل شيء وفعلت الفعايل دون أن تحصل علي شيء.
أول إتصال أقمته من ذاك الموبايل اللعين أن أتصلت على خالتي آمنة بت العالم "عبد الرحمن حماد" وكانت تقيم بمدينة ليذر بإنجلترا ولا تزال حتي هذه اللحظة. وأول حاجة فعلتها خالتي (وهي لم تراني منذ أنا كنت صبيآ في المرحلة المتوسطة ولم تكن تعلم أني موجود بالقرب منها في هولندا نصف ساعة بالطائرة) فما كان من خالتي وإلا أن إنفجرت باكية بكاءآ مريرآ ولم تستطع التوقف أبدآ ولم تستطع الحديث بعدها ولم تقل شيء غير جملة واحدة حاسمة ورادعة (تركب الطيارة هسه تجي) وظلت ترددها ولا غيرها ودون توقف. فوافقت وأنا كلي شوق لرؤية خالتي العزيزة "الحنينة" والتي أحب. لكني بعد قليل تنبهت إلى حقيقة مرعبة أنني لا استطيع لأني لا أملك المال اللازم للقيام بالرحلة. فما كان من خالتي إلا أن أرسلت عبر البريد تذكرة سفر "أب آن داون" على عنوان منزلنا في مدينة آرنهم الهولندية. رحلة لمدة إسبوع حيث من المتوقع أن أقيم مع خالتي وأبنائها أسامة ومامون ومصطفي وسياف ورماز. عندما علمت سلفيا بالأمر ورأت الحقائق المرعبة أمام عينيها حدث ما لم أتوقعه بالكامل. قالت: لا. لا وألف لا. لا. لا. هي لا تستطيع أن تبقى لوحدها لمدة إسبوع كامل بعيدآ عني. حاولت بكل الوسائل إقناعها. فشلت. غير ممكن. كما أنها لا تستطيع أن تذهب معي كونها في مرحلة إختبار في العمل إذ أنها كانت تعمل لتوها في شركة التأمين المسماة "OHRA". بكت سلفيا. كانت تبكي كل اليوم. لا تنم. كانت ردة فعلها صاخبة. مستحيل. كانت تردد كلمة مستحيل. كانت على أتم الثقة أنني لو ذهبت عنها لمدة أسبوع كامل سيحدث شي واحد فقط لا غيره: ستموت. تموت حرفيآ!. رددتها لي عديد المرات وأنا أعلم أن سلفيا لا تكذب لكنني تخيلتها تبالغ في النظر للأمر وتغالي في مرارة الإحساس. لكنها سلفيا، كائن لطيف الروح وشديد الولاء وعنيف الإلتصاق.
وفي لحظة فاصلة لم تتمالك سلفيا نفسها وأخذت سماعة التلفون وتكلمت مع خالتي. لم يكن لخالتي خلفية بالأمر كله ولم تكن تعرف أي شيء. تكلمت سلفيا دون أن تعطيني الفرصة لتقديمها بشكل لائق لخالتي وهي إمرأة شديدة البأس والمراس. دقيقة واحدة وجاءتني سلفيا بالتلفون وخالتي على الخط تسألني: منو المرا دي. أجبتها: مرتي. فأمرتني بحسم شديد: رجعها لي. ناولت سلفيا من جديد سماعة التلفون. كانت تلك لحظة تاريخية حاسمة في علاقتي مع سلفيا. تكلمت خالتي وحدها دون تعطي سلفيا إمكانية الرد. علمت لاحقآ أنها قالت لها: نحن ما عندنا نسوان بعملوا في أولادنا كدا، هو حر، وأنا أمه آمره بما أشاء وهو يفعل "في عينو" وأنت لا دخل لك و إن كترتيها وبقى عندك رأي تاني، أنا حا أجي بنفسي إلى هولندا وأسوقه من أضانو وآتي به إلى هنا وأنت تاني ليوم القيامة ما حا تشوفيه ثم أغلقت الخط في وجهها. أصيبت سلفيا لوهلة بلوثة صمت من الجنون وأصبحت أعصابها لا تقوى على ترجمة الإشارات المتناطحة التي يصدرها عقلها، ألصقت جسدها على الحائط خشية أن يخونها فيسقط منها. ثم إلتفتت إلي فرأيت شيئآ في عينيها يشبه حزن مليك عظيم هزم في معركة فاصلة وقالت لي تأمرني: لازم تمشي حبيبي لازم تسافر. وأنا في دهشتي لا أقوى على الفهم. وذهبت وأنا أشتاق حبيبتي سلفيا الجميلة بمثل ما هي تشتاقني وأكثر لكن الفرق بينها وبيني أنني أترك حبيبة من خلفي لألقى حبيبة أعظم هي خالتي آمنة وأولادها كمان والبعض منهم لم يراني ولم آراه طوال حياتي وتحديدآ البت رماز وكان عمرها آنها ثمان سنوات.
كان إسبوعآ حافلآ بالجمال والذكريات والمتعة وأسامة عباس ود خالتي الشهم العظيم أخد إجازة خاصة عشاني فحمنا كل المدن المجاورة لمدينة ليدز وزرنا السودانيين في ليدز وما جاورها فردآ فردآ وعرفني أسامة على أصدقاءه من الخواجيين والخواجيات وعملنا كل العمايل الخيرة. وأهم شيء أنا كنت كل يوم بأكل ملوخية ومفروكة وكسرة وكمونية وبشرب الشاي باللبن والذي هو أصلآ جنسيته إنجليزية وكمان مرة من المرات خالتي أبدعت وعملت لينا كوارع مع أنو حصلت حاجة ما حلوة من مامون عباس فبعد ما نمنا شال باقي الحلة في عامود وذهب بها إلى غرفته حيث كان طالبآ بجامعة ليدز أو شي من هذا القبيل بس ما مشكلة أنا وأسامة ظهر اليوم التالي حاصرنا غرفته فوجدناه في المحاضرة فأكلنا عاموده عن بكره أبيه من وراءه وتركنا له ورقة نقول فيها "لكل داء دواء" وضحكنا وضحك هو عندما عاد وأتمهنا بالتهجم على غرفته والتعدي على كوارعه فأتهمناه نحن بالسرقة وكنا أنا وأسامة سعداء بإنجازنا.
وعندما عدت بعد إسبوع إلى دار سلفيا معطر بالأشواق. لم أجدها في البيت. وجدتها أخيرآ: في المستشفى!. حصل ليها إنهيار عصبي. لكنه سرعان ما زال. الحمد لله. فوعدتها وأنا صادق أنني لن أفارقها مجددآ طيلة حياتي ولا للحظة واحدة. وطمأنتها بأنني أنا رجل قيم على ذاته ولا أحد مسيطر علي. أنا لك انت يا سلفيا، وحدك. وأحببتها أكثر. أكثر مما يستطيع الخيال. وسلفيا جميلة. غفرت لي كما هو متوقع. وقالت لي أعرف حبيبي أنك كنت مضطر لكن عقلي لم يقو على الفهم ومشاعري تفيض وجسدي يهن.
يتواصل....
محمد جمال
| |
|
|
|
|
|
|
|