يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2011, 04:37 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف

    في سبيل الإجابة على سؤال "الهوية (1-4)

    نحو هزيمة المسلمات البائسة!


    في المعتاد، عند أي حديث عن "الهوية" The Identity بمعناها السوسيولوجي هناك أربعة عوامل أو محددات رئيسية تأتي على الدوام في المقدمة وهي "العرق والدين والثقافة والتاريخ". لا أعتقد أن أحدهم يستطيع أن يتحدث عن "الهوية" دون يأتي بهذه المحددات. وهو أمر بالطبع عادي ومنطقي غير أنه كثيرآ ما ينطوي على إشكاليات جوهرية ترقى إلى مستوى الضلال والتضليل!. والسبب بسيط يكمن في أن تلك العوامل في جوهريتها تبقى على الدوام بنت زمانها ومكانها "الزمكان". وأي خلع لها من زمكانها ربما قاد إلى سوء فهم ما وتشويش كبير، يكون في كثير من الأحيان مزمنchronic . وتلك عندي هي المعضلة التي تجعل من الحديث عن "الهوية" أمرآ في غاية الحساسية والتعقيد. مسألة "الزمكان": تلك هي أس الحكاية!.

    هل أقول بشكل مباغت أن "العرق والدين والثقافة والتاريخ" أشياء لا قيمة لها أمام السؤال الرئيس وهو سؤال "العيش المشترك"؟. سأفعل!. وسؤال العيش المشترك المعني هو ذاته سؤال "الزمكان"!. وعبارة "العيش المشترك" فيما أريده لها هنا من سياق تكون شبه ترجمة حرفية للكلمة الهولندية Samenleving وتعني مجموعة من الناس الذين يعيشون في إطار نسق شبه مغلق بما يحتويه من كائنات أخرى حية وأشياء. هو شبكة من العلائق بين الناس في لحظة زمانية ومكانية معينة. وبحسب الوقائع المحددة يستطيع أن يتكون هذا النسق شبه المغلق من شخصين كحد أدني إلى عائلة مفردة إلى عائلة ممتدة فعشيرة فقبيلة وربما كان نقابة عمالية أو نادي رياضي أو طائفة دينية أو حزب سياسي. غير أن العيش المشترك عادة لا يقف عند هذا الحد بل يستطيع أن يتوسع بشكل مستمر ليكون مدينة فولاية ثم دولة بأكملها دون أن تفقد بقية المكونات الإبتدايئة خصوصيتها. وتؤشر عبارة "العيش المشترك" إلى أن الناس يستطيعون العيش في شبه نسق مغلق عبر الإتفاق فيما بينهم على مباديء محددة للتعامل السلمي فيما بينهم دون أن يعني بالضرورة أنهم يشبهون بعضهم البعض في كل شيء. وربما عني أنهم مختلفون ومتمايزون غاية الإختلاف والتمايز. لديهم على سبيل المثال خلفيات عرقية ودينية وثقافية وتاريخية وربما ظروف معائشية "إقتصادية" متباينة ومتمايزة (هويات مختلفة) لكنهم إمتلكوا الوسائل العملية الناجعة للعيش السلمي في "زمكان" واحد وفق نسق ما وذاك هو "العيش المشترك" Samenleving.

    سأقول كلامآ ربما يبقى غريبآ عند البعض ويكون لأول وهلة لا قيمه له عند آخرين وفوق ذلك ربما أربك أو أغضب ثلة من الناس الذين أصبحوا على قناعة دوقمائية بمسلمات محددة. ولا أتمنى شيئآ من ذلك!.

    كما هو واضح من العنوان أنني بدأت حديثي هذا بشكل لا يخلو من بعض الحدة اللفظية وكأنني غاضب من شيء ما!. لا شيء من ذلك في الحقيقة، غير أنني آخذ القضية على محمل الجد!. إذ أنني وضعت العنوان الجانبي لوجهة نظري هذي تحت عنوان "هزيمة المسلمات البائسة"!. قاصدآ بهذه المسلمات التصورات القائلة بكون السودان عربي أو عربي مسلم أو عربي أفريقي "هجنة" الغابة والصحراء وما يضاهيها أو ما يضادها في الحقيقة أو التصور من أحكام من قبيل أن السودان أفريقي خالص والسودانوية وإلى آخره من التصورات المحتملة لهوية ما جامعة وجعل ذلك شرطآ جوهريآ لإستقامة وسلامة الأشياء!.

    الأمر عندي ليس كذلك كون الهوية الكلية ليست معطى جاهز يتم تصفيفه أو توصيفه بالمزاج أو عبر الافكار المجردة وحدها وإنما تقوم كشعور ينبني في المقام الأول على المصلحة المادية وحدها ( بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الإنسان والجماعة) . إنه العيش المشترك في الزمكان. وهو مباديء وقيم ومثل محددة تتواطئ عليها الجماعة في لحظه زمكانية محددة بغض النظر عن خلفيات تلك الجماعة العرقية والدينية والثقافية والتاريخية. وإلا لا عيش مشترك!. أي لا هوية جامعة تكون ممكنة إلا قهرآ، وذاك أمر آخر!.

    قبل حوالي عامين تقريبآ سعدت بحضور ندوة رائعة في لاهاي ناقش خلالها دكتور الباقر العفيف ورقته القيمة ("أ زمة الهوية في شمال السودان /متاهة قوم سود ذوو ثقافة بيضاء!!"). والورقة منشورة في عدة مواقع على الإنترنت بداية بموقع سودانيزأونلان.

    وعنت لي خلال ذلك اللقاء فرصة صغيرة للتعليق قلت ضمن ما قلته عندها أن الحديث عن الهوية كمحور للأزمة السودانية هو عندي مجرد ترف فكري!. وبرغم ظني حتى هذه اللحظة في صدق تلك العبارة فإنني اعترف بأنها تتضمن قدرآ من القسوة ما كان علي فعله خصوصآ وأنا أكن للباقر العفيف إحترامآ خاصآ بالنظر إلى مساهماته الفكرية والعملية كباحث مجيد وإلى لطف طبعه كإنسان.

    وأجي الآن على ذكر هذه الورقة لما لها من قيمة خاصة في محور الكتابة التي أقوم بها هنا حول سؤال الهوية كونها تمثل عندي تلخيص حاد في النظر إلى مسألة الهوية بتصويرها كأس للأزمة السودانية. أزمة السلام والتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقل حقوق الآخر " الإعتراف به كبشر في الحد الأدني" . وبالتالي فهي قضية زمنية ومادية ملموسة "موضوعية". قضية بريئة غاية البراءة من أهم محددات الهوية المتعارف عليها في : ("العرق والدين والثقافة والتاريخ")!. إنها قضية "الزمكان". كون تلك المحددات المفترضة للهوية عندها مقدرة أن تفيض كالنهر الجامح في أي لحظة فوق حدود الزمان والمكان. مما يجعلها في كثير من المرات تتفوق على منطق عقولنا ومعقوليتنا في زمكانهما!. فنضل!. وتكون تلك لحظة مواتية للحرب وهو ما يحدث في السودان.

    وقال د. الباقر بروح الأفكار المتضمنة في ورقته تلك في ندوة أخرى في نيو جيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008
    أختطف من ملخص الندوة المعنية المقاطع التالية في سبيل الإضاءة التي اسعى إليها:
    (يتصور دكتور الباقر العفيف خلال هذه الورقة القيمة ان السبب الرئيسي للفشل في تحقيق السلام يعود الى سؤال الهوية ؟ فالهوية جذر كل ازمات السودان .. والهوية الشمالية مهزومة , لاتعرف من هي وانسان الشمال يعيش اغتراب حقيقي , اذ يعيش في الواقع بهوية زائفة مغتربا عن حقيقته .

    فبعد الاستقلال بدأت الحكومات تغيب الشعب عن الحرب في الجنوب , هذه الحرب التي يلاحظ عليها ان القوة القتالية الفعلية من هوامش السودان (قوام الجيش) بينما الغالبية العظمى من الضباط شماليين ؟؟ ولذلك كان القتلى الفعليين في الحرب من القوة القتالية (هوامش السودان) .. ولهذا السبب بالذات لم يسمع الشمالييون في شمال السودان بحقيقة ما يجري في حرب الجنوب ولم يعرفوا عن الحرب شيئا الا ما لحظوه من آثارها فقط من خلال الضباط والجنود القلائل , عندما يأتون الى الشمال ..او تعرفوا على اثار الحرب من خلال العمالة الجنوبية في البيوت الشمالية .. ويلاحظ ان احداث جسيمة حدثت في الحرب في الجنوب لم يسمع بها احد في الشمال مثل مجزرة بيت العرس في واو على عهد المحجوب التي راح ضحيتها نوارات وزعماء جنوبيين ..
    نلاحظ لاول مرة في تاريخ السودان الحديث تم الاعتراف بالخصائص الثقافية المختلفة للجنوب كان ذلك اثر مايو1969 خلال اعلان مارس , فكل الحكومات التي سبقت مايو لم تكن ترغب في الاعتراف بالجنوب على ما هو عليه بل كما تريده هي ان يكون .. ومن هنا مثل اعلان مارس خروج عن النص الاساسي – اذا جاز التعبير – فاتفاق اديس ابابا تم بناءه على خلفية هذا الاعلان . وهكذا مثل اعلان مارس واتفاق ابابا وضع غير طبيعي بالنسبة للثقافة المركزية في السودان , ولذلك تعاملت معه القوى السياسية على انه مرحلة مؤقتة وستزول وهو ما حدث بالفعل بالمصالحة الوطنية ..

    والان بعد ان استولت الجبهة الاسلامية على السلطة انكشف الغطاء , فاغتربت الذات الى نهاياتها المنطقية .. هذه النهايات المنطقية اربكت الكثيرون , فتساءل الطيب صالح : من اين اتى هؤلاء .. ومن هنا ساحاول ان اجيب : من سؤال الهوية ؟..

    وتعريفي للهوية يتمثل في معرفة الذات , لان على ذلك تتوقف معرفة العالم او العلاقة به ..ونلاحظ هنا ان الهوية الثقافية في شمال السودان اعلا من الهوية الوطنية – نحن عرب والاسلام منتج عربي - .. وايا كان الامر فالهوية الوطنية ادنى من الهوية الثقافية , فغير العرب تتم اعادة انتاجهم , وهذا يجعل الشمال يؤصل هيمنته .. لكن هؤلاء الذين تمت اعادة انتاجهم هم صورة شائهة لذاتنا .. الحل هو في معرفة الذات لانها المدخل لمعرفة كيفية التعامل مع الاخر ومع العالم ..

    هنالك نظريات عديدة حول الهوية – هل نولد في داخلها وتشكلنا , وهل نستطيع تغييرها – اذ لا استطيع ان ادعي انني صيني عرقيا فملامحي وسماتي ستقول بغير ذلك ..وهكذا في شمال السودان قلنا اننا عرب وانتمينا للعروبة بصورة كاملة والان نجد ان في ذلك مشكلة فالثقافة تنطوي على نظام رمزي وهذا النظام يتناقض معنا , فعلى سبيل المثال عندما دافع محمد الهاشمي الغامدي في( الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة) عن السودان عاد وقال لفيصل القاسم (على فكرة انا لست سوداني) فرد عليه القاسمى : (ما هو باين ؟).. المهم رغم ان قسماتنا ولوننا يؤكدان اننا لسنا عرب بالمعنى الاثني , الا اننا اخذنا كل النظام الرمزي للعرب _ اعني شمال السودان – وهذا النظام ينبثق من الذات الجماعية للعرب .. وانا هنا اتحدث عن ثقافات بيضاء واخرى غير بيضاء , فالثقافة العربية مليئة بالاحتقار للون غير الابيض فالاسود رمز لكل سؤ عكس الابيض رمز الخير والجمال . ولذلك عندما اتبنى كاسود النظام الدلالي الابيض في هذه الحالة انا احتقر ذاتي , والشاهد في الامر اننا كسودانيين شماليين ننظر الى العالم بعيون عربية , وبالتالي نحن موجودين كموضوع في هذه الثقافة العربية ولسنا موجودون كذات فاعلة .

    المؤسسة الحاكمة في شمال السودان قامت بشيئين خطيرين : اولا جعلت تاريخ السودان يبدا بدخول العرب السودان _ هجرات ما قبل الاسلام وما بعده – كانه لم تكن هناك حضارات سودانية غير عربية قبل دخول العرب . اذ نلاحظ ان العرب اثر اتفاقية البقط لحوالي 700 سنة لم يتمكنوا من غزو السودان والاتفاقية نفسها اكدت انهم – عابرين غير مقيمين – كما ان الاتفاقية نصت على ان يقوم النوبة بتنظيف المسجد واسراجه و يؤكد ذلك عدم وجود عرب لتنظيفه واسراجه في منطقة النوبة , اذ كانوا يجيئون عابرين في قوافلهم ويجدونه نظيفا فيصلون فيه . ولم يتكثف الوجود العربي في السودان الا في القرن الرابع عشر اي بعد ان ضغط المماليك على العرب في مصر فهرب هؤلاء ولجأوا الى السودان , ونلاحظ انه لاكثر من قرن بعد ذلك لم يقم العرب على النيل لان الدولة النوبية كانت تردهم الى ان تغير ميزان القوى لصالح المجموعات العربية ومن هنا تم قطع تام للتاريخ النوبي القديم .. ومن المفارقات ان اهلنا في منطقة الرباطاب اكتشف احدهم مقبرة في مزرعته بالصدفة , وكانت تشتمل على رسومات شبيهة في ملامحها بالرباطاب المعاصرين , لكنهم كانوا ينظرون الى هذه الرسومات كانها لاشخاص لاصلة لهم بهم.. غرباء تماما على الرغم من ان هذه الرسومات لاسلافهم في واقع الامر ؟..

    وهذا الموقف للرباطاب بمثابة تعبير عن فاعلية العمل المنهجي للحكومات السودانية في ان لا يكون التاريخ النوبي جزء من الوجدان الشمالي ..فقد ادرنا ظهرنا لافريقيا وتطلعنا للعرب , بل ان نظامنا التعليمي مركزيته هو الذات الشمالية . وفي واقع الامر نحن على هامش المركز العربي , ولذلك همشنا اجزاء السودان الطرفية وصنعنا من انفسنا مركزا لها ..
    المنهج التعليمي في السودان انتج نوعين من البشر : نوع مبعد من ثقافته المحلية كما اشار من قبل دكتور شريف حرير(الهامش) . ونوع هو الشماليين(المركز)..
    وهنا أرغب في ان اختم بان مشكلة السودان ليست مشكلة تنمية فحسب كما يعتقد البعض فهي مشكلة ثقافية بالدرجة الاولى).

    تلك هي بعض قناعات د. الباقر العفيف في وقت ما وللآخرين بالطبع بدورهم مساهماتهم منذ الإشارات والمرموزات المتضمنة في طبقات ود ضيف الله مرورآ بتصورات الإمام المهدي وخليفته عبد الله التعايشي ثم أشعار خليل فرح وثورة اللواء الأبيض ومساجلات الأفندية في منتصف القرن العشرين فمدرسة الغابة والصحراء وصولآ إلى تصورات شتيتة لا حدود لها ومساهمات كثيرة وغزيرة من قبيل فكرة د. جون قرانق عن سودان جديد و رؤية الأستاذ محمود محمد طه عن وعي ديني وإنساني وأخلاقي أكثر تسامحآ وما تلى أو لازم كل ذلك من أفكار عديدة لا حدود لها حول مسألة "الهوية" وما يلازمها بالضرورة من إشكاليات من قبيل آراء د. عبد الله بولا في شجرة نسب الغول عن قوم أكثر عدلآ وسلامآ و د. عبد الله على إبراهيم عن جماعة أقل جزافية وأكثر إعتدالآ ود. حسن عبد الله الترابي عن أمة أكثر أصالة وأستاذ أبكر آدم إسماعيل عن قوم أكثر وعيآ بجذورهم الحقيقية وهو ذاته رأي د. الباقر العفيف ثم يأتي د. حسن موسى ليؤشر بقلق دؤوب إلى واقع محتمل هو أكثر عدلآ وجمالآ وواقعية. وهناك بالطبع المزيد. سآتي على كل ذلك في حينه. غير أنني أود الآن أن أشد كل إنتباهي نحو كلام د. الباقر العفيف للأسباب التي قلت بها آنفآ وفي سبيل مسعاي القائل بضئالة قيمة "العرق والدين والثقافة والتاريخ" وما يسمى بالهوية في حد ذاتها أمام القضية الجوهرية وهي قضية "العيش المشترك" قضة "الزمكان" وهي مسألة قانونية "دستورية" وعملية "مادية" في المقام الأول. أي الهوية في شكلها النهائي- الكلي الواعي والموضوعي "العقد الإجتماعي" أي الدولة. ذاك عندي هو المحك!.

    يتواصل ...

    محمد جمال الدين
                  

05-04-2011, 04:38 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    في سبيل الإجابة على سؤال الهوية (2-4)

    وجهة نظر في مساهمة د. الباقر العفيف


    أليس من حقي أن أكون " أسود" ذو ثقافة بيضاء!؟. وهو سؤال برغم حدته جائز. والإجابة من عندي: نعم. وظني أن هذا حق مشروع. نعم من حقي!. وبلا شك. "شنو المانع القانوني" أن أكون أسود ذو ثقافة بيضاء؟. ويتضمن بالطبع حق الأبيض في أن يكون ذو ثقافة سوداء. ولما لا!؟. مش الناس أحرار.

    واضح عندي أن المسألة الجوهرية تكون: دستورية وقانونية وليست "هوية"!. لأنك لا تستطيع ولا يجب ومن غير المنطقي أن تحدد لي "هويتي" الذاتية لكنك تستطيع بالطبع كسلطة قانونية كدولة (أو في فضاء آخر، مثقف "ثائر" أو من كنت) أن تقول أو تحدد لي حدود تصرفاتي تجاه الآخرين "عدالة" قانون دون أن تقول لي تخلى عن جسدك أو دينك أو ثقافتك أو ما تقول به من تاريخ لنفسك أو ما تدعيه من لون لبشرتك "هويتك الذاتية". هذا ليس من شأنك بل هو شأن الفرد وحده وبالأحرى هو شأن الآخر على إطلاقه. أنت لا يجب أن تقيم محاكم تفتيش!. علينا أن نتحدث فقط عن العدالة والقانون. هو ذاك إعتقادي.

    أليس من حق الباقر العفيف أن يقول ما قال؟.
    طبعآ من حقه!. ذاك هو رأيه. إنها رؤيته الذاتية الخاصة للعيش المشترك. في أي دولة محترمة يكون للرأي حرمته. وللناس أن تقبل أو ترفض رؤية الباقر. فالمسألة مسألة حقوق في المقام الأول. غير أن ليس من حق الباقر إذا ما أمتلك القوة المادية أن يجبر الرباطاب على التخلي عن فكرتهم في النظر إلى أنفسهم كعرب والإندماج في أصلهم النوبي الذي تمخضت عنه الأبحاث الآركلوجية الجديدة التي قال بها. وهو أمر جائز. فمن غير المستبعد أن تكون قبائل الشايقية والجعليين والرباطاب برابرة، أي نوبيين شماليين كما ذكر الرحال غيليود الذي زار مملكة الفونج عام 1523 كما تفضل د. الباقر. لكنه بحال من الأحوال عندي أن ذاك الكشف الجديد إن صح عبر الفحص الجيني لن يجعل الجعليين أو الشايقية أو الرباطاب يتراجعون عن مزاعمهم بكونهم عرب.

    وحتى لو حدثت معجزة وفعلوا فأنا لا أتوقع أن يقبلهم النوبيون الأصيلون كجزء منهم لا يتجزأ بل أتوقع أن يسمونهم "القوم المتنببة" على وزن العرب المستعربة ويبقون على الهامش متخلين عن مركزيتهم إختياريآ!. هذا لن يحدث عند أي إعمال للحسابات المنطقية. والسبب بسيط وهو أن إدعاء المجموعات المذكورة للعروبة لا بد أنه أنبنى على حسابات عملية ومصالح مادية ومعنوية ثم أصبح ذاك الإدعاء عبر القرون جزءآ أصيلآ من قيم وتاريخ وثقافة الجماعة يتحدد على أساسه إحساسهم بذاتهم الجمعية كما بنفس القدر تتحدد على أساسه تصورات الآخرين لهم. والأمر عندي أكثر تعقيدآ من هذا. فإبراهيم بن جعل الذي تتحدر منه هذه المجموعات الجعلية في الحقيقة أو الخيال هو ذاته ليس عربيآ أصيلآ وإنما من العرب المستعربة وليس العاربة.

    فمحمد النبي العربي العدناني هو حفيد إسماعيل بن إبراهيم كما تقول جل المصادر الممكنة وإسماعيل في حد ذاته هو إبن هاجر وهو طبعآ أبو العرب المستعربة وهو في نفس الوقت أخو إسحاق بن سارة وهو جد اليهود. بينما يكون عرب اليمن هم وحدهم العرب "العاربة". هم وحدهم العرب "الجد". ألا يعني هذا شيئآ ما!. ويقول بعض الناس مزاحآ أن بنجامين ناتنياهو أصله شايقي. غير أنه بحسب المصادر والوثائق الإسلامية والعربية فإن اليهود والعرب المستعربة شيئآ واحدآ وبالتالي فإن صح زعم بني جعل بإنتمائهم لإبراهيم بن جعل يكون ناتنياهو اليهودي ليس بعيدآ من الشوايقة من حيث الدم أو الخصال "تمشيآ مع القفشة الشعبية" وليس ذاك فحسب بل أيضآ المنطق!.

    ونستطيع أن نتصور أن عرب مصر أصلهم فراعنة وعرب العراق أصلهم أشوريون وأكراد وسومريون وعرب ليبيا أصلهم ليبيون وعرب الجزائر وتونس والمغرب أصلهم برابرة وبالمثل تستطيع أن تقول عرب السودان أصلهم نوبيون. عرب سود، حمر أو بيض لا يهم. هم عرب وبغض النظر عن رأي العرب في الجزيرة العربية بهم ولا يهم رأي الآخرين من كانوا ولن تثنيهم عن تصوراتهم لذاتهم الأبحاث العلمية والآركولوجية التي تقول لهم أنتم لستم عربآ. هم عرب وكفى!. لقد قرروا لأنفسهم أن يكونوا عربآ منذ عدة قرون. فأصبحوا عرب. وأنتهى الأمر!.

    وعند هذا المنحنى يطيب لي أن أروي قصة أحد قريباتي مع المطوع السعودي. حكاية صغيرة "حقيقية" في منتهى الشطط.
    حدث أن خالتي أم سلمى "جعلية" سمراء داكنة ذهبت إلى الحج في نهاية تسعينات القرن الماضي حوالي عام 1989 فصادفها في أحد شوارع مدينة جدة مطوع سعودي ناصع البياض يلبس عقال ويحمل سوطآ بينما هي حاسرة الرأس فقال لها زاجرآ غطي راسك يا حرمة "يا إمرأة" ورفع سوطه ليضربها فردت عليه "أنا الرجال الجد أبان عمم الجعليين "العرب" الجد ما بغطي ليهم راسي خليك انت أب طريحة دا" (الطريحة إشارة للعقال) تهكمآ وكونه عندها ناقص الرجولة وربما العروبة عن الجعليين أهلها العرب الجد. مش لعب!. وتستطيع أن تقول بلغة أخرى العرب "النوبية" مش القحطانية "اليمانية" والسعودية أبان طرح ديل. عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارة!. القصة ليست مزاح!. ففي مخيالها يكون مركز العرب "الجد" هو السودان. ولما لا!.

    وجالت وصالت في أرض الحجاز. أرض جدودها الأوائل دون أن تغطي رأسها مثل ما فعلت من قبل جدتها هند بنت عتبة.
    ورؤية خالتي وهي إمرأة بسيطة طاعنة في السن وغير متعلمة بالمعنى الأكاديمي للكلمة بما فيها من شطط وعنصرية وتمييز مرفوض لا تخلو من حكمة ما في دروب "الهوية" كما قد تؤشر إلى أن المركزية العرقية وتستطيع ان تقول أيضآ الحضارية أمر غير موضوعي في كل الأوقات وإنما يكفي أن يكون شعورآ ذاتيآ محضآ للفرد أو الجماعة المحددة، ليس إلا!.
    عندي أن ورقة د. الباقر العفيف تتحدث عن ثلاثة مستويات رئيسية هي ذاتها المستويات الممكنة لهوية ما، كما سأوضح في مساهمتي المقبلة.

    1- الهوية العرقية (ما أسميه أنا بالقيمية أو أحد الهويات القيمية) 2- الهوية الرؤيوية "الآيدولوجيا" و 3- الزمكانية "الوطن" الدولة.
    المستوى الأول للهوية عندي هو أس الهويات "الهوية القيمية" وهي هوية لا تقبل القسمة على إثنين، ليست محلآ للنقاش. بل غير مطلوب عندي. خطأ!. فمثلآ من غير المحتمل أن تقنع رجلآ أصيلآ من قبيلة الدينكا بأنه ليس دينكاوي لأن هناك بحثآ أركلوجيآ وجد أن قبيلة الدينكا أصلها في قبيلة الماساي في كينيا. أتصور أن كلما سيفعله ذاك الرجل هو أنه سيضحك ملأ شدقيه ويعتبرك مجرد رجل كثير المزاح. ولن يهمه ابدآ جميع أبحاث الكرة الأرضية التي تحدثه عن تلك الحقيقة. ولو حدثت معجزة وقنع ذاك الرجل بكونه ماساي فمن المحتمل أن لا يقبله الماساي (معضلة جديدة) ولو حدثت معجزة وقبلوه سيكون "دينكا ماساي" لن يكون أبدآ ماساي حقيقي في نظرهم.

    فإذا ما تصورنا أن أحد الرجال من أولي الحكمة تصادف أن مر بثلاثة رجال يتشاجرون فوق قطعة أرض كل يود حيازتها بالكامل وهم دينكاوي وجعلى ومحسي. أعتقد أن ذاك الرجل سيكون كل إنتباهه مشدودآ إلى قطعة الأرض لا إلى خلفيات الرجال القبلية. سيفكر في حل. فكرة ما يستطيع أن يقبلها الرجال الثلاثة (يقتنعون بها) على أساسها ربما رضيوا بتقسيم قطعة الأرض بينهم بالتساوي أو تركوها بالكامل لأحدهم وزيادة على ذاك ربما تخلق تصور ما في الوعي الجمعي بالعيش السلمي المشترك عبر الفكرة المجردة بحكم الضرورة: رؤية كلية، على أساسها يستطيع الرجالة الثلاثة العيش في سلام وهم متجاورون دون أن يقتل أحدها الآخر أو يعتدي على ممتلكاته أو حقوقه المادية أو المعنوية أيآ كانت.

    عند هذا التصور المبسط نلمح رؤية ذاتية للعيش المشترك ثم رؤية كلية للعيش المشترك. ودون أن تمس خلفيات الناس القيمية. دينكا جعليون ومحس يستطعون العيش في سلام. ثلاث هويات قيمية وثلاث هويات رؤيوية محتملة وهوية واحدة زمكانية. وعيش في سلام. لكن عندما تختل هذه المعادلة ويعتدي أحدهم على الآخر تسقط الرؤية الذاتية للعيش المشترك وتهتز الرؤية الكلية وعندها ربما طالب الدينكاوي بفرز عيشه عندما وجد أن الجعلى والمحسي إتفقا عليه وسلبا حقوقه. وهذا الإختلال يمكن أن يصدر من أيهما بتساوي نسبة الإحتمال المئوية. ما أود قوله أن المسأله ليست لها علاقة عضوية ومباشرة بالهوية القيمية "الخلفية العرقية والقبلية" ولا بالهوية في إطلاقها وإنما بالحقوق. لن يهمني من أنت وما هو عرقك أو قبيلتك ما دمت تحترم حقوقي في العيش المشترك.

    وورقة الباقر عندي هي رؤية ذاتية للعيش المشترك أي آيدولوجيا. آيدولوجيا قاسية!. رؤية ذاتية تطالب البعض منا بالتخلي عن هويته القيمية لمصلحة العيش السلمي المشترك وهذا المطالب بالتخلي عن هويته القيمية هو "العربي" هذه المرة. عليه أن يقنع بكونه أفريقي وأسود ويراجع غسيل الدماغ الذي يعاني منه ويتخلي عن الثقافة البيضاء البغيضة التي عشعشت في رأسه كل هذه القرون بحسب كلام الباقر!. نستطيع أن نلمح بوضوح نبرة الإقصاء المضاد. فناء معنوي يعتمل الفناء المادي لآخر ما!. وذاك لسبب محدد طبعآ. سببان في الحقيقة كما لاحظت من قراءتي لورقة الباقر. الأول هو "الهوية!". إستعادة هويتنا الأفريقية "النوبية" الضائعة أو المستلبة مما يؤدي أو يسهم في السلام والتنمية والتقدم والإستقرار للسودان. والسبب الآخر هو أن هناك أدلة ظرفية وتاريخية وأركولوجية وشهود من الرحالة تقول بأن الجماعات العربية الرئيسية في السودان ليست عربية في الأصل و الحقيقة وإنما هم مجرد نوبيين "برابرة" إدعوا شيئآ عبر القرون ليس من حقهم وهو العروبة!. هناك زيف!.
    وتصادف أن تكون تلك الجماعات أو بعضها أو صفوة منها تشكل المركز السياسي والهويوي لسودان اليوم. في الحقيقة لعدة قرون. ذاك بحسب قراءتي لدكتور الباقر.

    هل هذه الأسباب معقولة؟. الإجابة العاجلة من عندي: لا. ولا بلا شك!.

    واضح انني أود أن اقول شيئآ مختلفآ عمما يقوله د. الباقر أي أنني على رؤية مختلفة ولو أنني أتفق في الكثير مع الورقة محل النظر هنا. وإتفاقي يقوم على أن هناك أزمة دولة في السودان وأزمة مجتمع وهناك إضطهاد لجماعات بعينها عبر تاريخ طويل وتصادف أن تكون هذه الجماعات في الغالب الأعم من غير "العرب" وربما من غير "المسلمين" وكي أتسق مع رؤية د. الباقر أستطيع أن أقول أن تلك الجماعات المضطهدة، مهضومة الحقوق بشكل واسع تكون من غير المدعين بإصول عربية.

    فأنا أتفق مع ورقة الباقر بشكل كلي في أن هناك مشكلة ولو أنني أختلف معه في بعض تفاصيل توصيفه لتلك المشكلة. هناك مشكلة كبيرة مزمنة في السودان معروفة للقاصي والداني. ولا بد للناس في مثل هذه الحالة أن تفكر في الحلول. ود. الباقر أجتهد وقدم رؤيته في ورقته المعنية للحل ورأي أن جذر المشكلة يكمن في "الهوية". أنا هنا عندي وجهة نظر مختلفة تتمحور حول سؤال الحل بشكل مجمل لا المشكلة وهي سبب كل هذه الكتابة وتتلخص في أنني أعتبر موضوع الهوية ليس جزءآ من الحل لأن الهوية لا تصنع عبر الرؤى والأفكار المجردة وأي حديث عن الهوية في إطلاقها بإعتباره الحل لا بد أن يعتمل الإقصاء والإقصاء المضاد وهذا بالضبط ما فعله الباقر.

    ولنا أن نلاحظ أن ورقة د. الباقر المعنية تتحدث فقط عن إدعاء الجماعات الجعلية في السودان للعروبة من قبيل الجعليين والشايقية والرباطاب دون أن تتطرق للجماعات المصنفة عربية جهينية من قبيل البقارة في غرب السودان والشكرية في شرقه! وهي القبائل التي تنتسب في الحقيقة أو التصور إلى جهينة من حمير الذي ينتهي نسبه إلي قحطان جد العرب العاربة في جنوب الجزيرة العربية ( اليمن) مش المستعربة كمان!.

    كما نستطيع أن نلاحظ أن الورقة محل النظر تتحدث بتركيز شديد عن جنس آري "سوداني" هم النوبيون دون خلق الله في السودان "هناك شوفينية ما". وهذا هو دليلي "مقطع من الورقة المعنية":
    (السودان الشمالي الحالي هو موطن الثقافة النوبية التي ازدهرت لعدة آلاف من السنين قبل مولد المسيح، وهو موطن الممالك النوبية العظمى. وتقف الأهرامات حتى الآن في أرض النوبة، شاهدة علي عظمة الأمة النوبية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد قامت المملكة النوبية باحتلال كل أرض مصر وفرضت سلطانها علي وادي النيل . وكانت مملكة النوبة لاعباً أساسيا في المسرح العالمي في العالم القديم، و أقامت الصلات مع عدة حضارات. وكما أوضح لويدس بنغاي "للسودان الشمالي حضارة قديمة مزدهرة، سابقة لحضارة مصر الفرعونية ولمجيء الإسلام. وكانت النوبة ذات علاقة مع كل حضارة ظهرت في مصر .. الإغريق .. الرومان .. العرب .. الأتراك والبريطانيين" .).

    ويتضح أكثر ما أدعيه من شوفينية في المقطع أعلاه بالإحالة إلي السياق العام للورقة كونها تقول بأن أصل السودان الشمالي "نوبي" وعلى وجه الإطلاق وهي بلا شك شوفينية مضادة لشوفينية بغيضة سائدة تحدث عنها الكاتب كثيرآ غير أن الخطأ لا يبرر الخطأ. طبعآ مع كل الفخر والإعزاز بالحضارة النوبية في زمانها ومكانها غير أن ذلك لا يعطي أحدآ الحق في إلغاء مكونات الحاضر بحجة عظمة الماضي. ولا أحد يقبل بأن هناك عرق خير من آخر أو قبيلة خير من أخرى لمجرد إنجاز حضاري مهيب!. أليس هذا يعتمل قدرآ من التمييز يتعارض مع مواثيق جنيفا لحقوق الإنسان على سبيل المثال. وهو ذاته الشيء المرفوض عند الباقر من الجانب الآخر أعني ما فعله ويفعله العروبيون كونهم ساقوا ويسوقون الناس في الرسمي وبجميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة نحو هوية عرقية ودينية وتاريخية محددة هي هويتهم هم وحدهم كثروا أو قلوا. وهو ما أدي بالبلاد إلى التدهور الإقتصادي والإجتماعي وإلى التفتت المحتمل. تلك تجربة وجب الإستفادة منها.

    من "نحن"؟. هذا سؤال غير ذي جدوى وغير مهم البتة، السؤال المهم كيف نعيش في سلام؟. والإجابة على هذا السؤال تحتمل أن نكون "نحن" بلا تاريخ وبلا حضارة وبلا هوية وبعد نستطيع أن نصنع دولة عظيمة.

    عندي أن المشكلة قانونية ودستورية. قضية عيش مشترك. مشكلة حقوق لن يحلها الإحساس ب "الهوية" الواحدة من قبيل قناعتنا جميعآ بكوننا أفارقة سود أو سمر أو نوبيين أو سودانيين أو عرب مسلمين وقل ما تشاء. وضربت المثال بالصومال بحيث لم تجديها هويتها الواحدة من أن تكون مثال الدنيا كلها في سوء المآل ومعروف أن الصوماليين مئة بالمئة عرقية واحدة "أفارقة" لا إدعاء لهم غير ذلك (لا جماعة ذات بال تقول بأنها عرب في الصومال أو هنود على سبيل المثال) والناس مئة بالمئة مسلمين ويتحدثون لغة واحدة وتجمعهم أشكال لا حدود لها من أواصر التاريخ الواحد ومرموزاته كجماعة عريضة من الناس تعيش فوق قطعة أرض وعندهم حضارة "بنت" حضارة عظيمة تضاهي حضارة النوبة والفراعنة. غير أن كل ذلك لم يجدي فتيلآ!. ومثال آخر أثيوبيا هي أشبه بحال الصومال من حيث الدين إذ معظم الشعب الاثيوبي مسيحي وكل الشعب الأثيوبي أفريقي لا يقول بغير ذلك (لا يوجد شخص واحد يقول بإدعاء عربي) ولكن حال أثيوبيا ليس بأفضل من حال السودان كثيرآ. والأمثلة لا حصر لها وخذ أمثلة رواندا وبروندي وأسطع مثال ربما تفوق على جميع الأمثلة السابقة هو "الكنغو" وبؤس أهلها من حرب إلى حرب. في الإتجاه الآخر نجد دول تنعم بتنوع عرقي وديني وتاريخي كبير ويبدو أن لا هوية واحدة مشتركة تجمع سكانها لكنها تنعم بإستقرار كبير وسلام وتنمية وديمقراطية مثل الهند وماليزيا وجنوب أفريقيا وكندا.

    فالمسألة عندي كما أسلفت دستورية وقانونية، مسألة حقوق وعيش سلمي مشترك لا غير ذلك . وتلك معضلة يستطيع الناس أن يجدوا لها حلآ دون التضحية بهويات بعضهم البعض أو الغوص الرومانسي في التاريخ البعيد وهو أمر إن حدث أي أن الناس لو وجدوا حلآ للهوية لن تكون هي الحل التلقائي لمشكلة الدستور والقانون "العقد الإجتماعي". تلك هي قضية أخرى وتلك هي القضية الأساسية لا الهوية.

    بل عندي رأي أشد قسوة عند هذه النقطة وهو أن أي حديث عن هوية واحدة كحل هو دعوة صريحة للحرب أو وقود إضافي للحروب القائمة. كيف؟. لأنك عندها وفي ظل التنوع العرقي والديني والثقافي والإجتماعي في السودان تطالب الناس ب compromises تمس جوهر وجودهم في الحياة كجماعة الشيء الذي قد لا يطيقونه وهو ما حدث في جنوب السودان كمثال للسياسة التي أتبعتها الصفوة السياسية في الشمال عبر الحقب الماضية وهو الشيء الذي تحدث عنه الباقر بإستفاضة. وجاء جون قارنق محاربآ تلك السياسة لكنه دون أن يقول أن للسودان هوية واحدة وإنما قال سودان جديد ينبني على أسس جديدة. عقد إجتماعي جديد. دستور يحترم حقوق الجميع في أن يكونوا ما يشائون. أفريقي، عربي، مسلم، مسيحي، وثني، نوبي، جعلي، فوراوي هدندوي بدون لا يهم كلو تمام. ذاك هو الفهم عندي. أي دستور يحترم هويات الجميع وحقوقهم المادية والمعنوية. ذاك هو الحل وحده لا غيره وسيبقى على الدوام هو الحل طال الزمن أم قصر.

    هل أقول أنا أن مسألة الهوية غير مهمة من حيث المبدأ؟. طبعآ لا!. "الهوية" مهمة جدآ للفرد وللجماعة. ولو أن تلك الأهمية يحددها الفرد بنفسه لنفسه!. بل أنا أقول كلامآ مختلفآ جدآ عن د. الباقر من حيث أنني أعتبر الهوية مجرد "حق" شرعي مثلها ومثل " الرغيف" بينما يعتبرها د. الباقر كمثال "دين" كإعتقاد تتأسس على أساسه الحقوق ولهذا رأى الباقر أن: (ان السبب الرئيسي للفشل في تحقيق السلام يعود الى سؤال الهوية ؟ فالهوية جذر كل ازمات السودان) كما يقول.

    والأمر عندي ليس كذلك. المشكلة في "الحقوق" إنتهاك الحقوق. فالإنسان من حقه أن يجد طعامه وملبسه ومسكنه وعلاجه وتعليمه. وتلك هي الضرورات الحتمية. ثم من حقه أن يعتقد فيما يشاء ويعبد ما شاء ويفكر بما شاء ويلبس ما شاء ويتحدث بما شاء ويعمل ما أراد وفق القانون وبما لا يتعارض مع حريات الآخرين. ويتجمع ويتفرق ويتظاهر ويكتب ويغني ويرقص كما شاء. ودا حد معقول من الحقوق. ففي هولندا على سبيل المثال زيادة على ذلك فمن حق الإنسان أن يبتاع الحشيش "بنقو" من البقالة ومن حق الرجل أن يتزوج الرجل الآخر كما هو حق المرأة وأكثر من ذلك من حق الإنسان أن ينهي حياته في أي لحظة شعر فيها بأنه يتألم أكثر من اللازم وكل ذلك وفق القانون. إنها مسألة حقوق.

    وعندي أن الهوية حق مثلها ومثل بقية الحقوق. حق أساسي. لكنها ليست أكثر من ذلك. من حق كل إنسان أن يمتلك هويته ويفعل بها ما شاء، يخلعها ، يبدلها ، يلغيها نهائيآ يبقى بدون هوية ذاك شأن الفرد وحده ليس شأني أنا ولا الباقر ولا الآخرين وبالطبع ليس من شأن الدولة في شيء.

    وبهذا المعنى فإن "الهوية" التي يريدها الباقر حلآ للأزمة آراها أنا تقوم في مقام المقدس المتعالي والمنزه مما يجعلها رؤية جامدة تتعارض مع حقوق الآخرين في إمتلاك هوياتهم التي قد يختارونها لأنفسهم أو وجدوا آبائهم عليها. هوية الباقر التي يريدها لنا كحل للأزمة هي ذاتها المشكلة لا الحل!. وتلك هي النقطة موضع النظر في ورقة د. الباقر القيمة من حيث كونها تتقدم بنا خطوة لنرى المشكلة من زوايا مختلفة وجديدة.

    وبهذا القدر أنهي تعليقي على رؤية د. الباقر "أزمة الهوية في شمال السودان: متاهة قوم سود...ذوو ثقافة بيضاء". متمنيآ أن أكون قد قلت شيئآ مفيدآ فيما يتعلق بشأن "الهوية" لدى هذي الرؤية . وربما أناقش بعدها أراء أخرى في ذات السياق وفي أثنائه سأقول بتعريفي الخاص للهوية ومكانها من المجتمع والدولة كما مكانها من الأزمة!.

    يتواصل...

    محمد جمال الدين
                  

05-04-2011, 04:40 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    في سبيل الإجابة على سؤال "الهوية" (3-4)


    هل الحديث عن الهوية في السودان ممكن دون أن نتعرف على المجتمع السوداني نفسه!؟.



    في الحلقتين الماضيتين من هذه السلسلة الصغيرة التي أردت لها أن تجيء في خمسة أجزاء حاولت أن أقول بشكل مبدئي ماذا أفهم من مصطلح "هوية" مستندآ إلى شرح وجهة نظري مقابل وجهة نظر د. الباقر عفيف المتضمنة في ورقته "أزمة الهوية في شمال السودان: متاهة قوم سود...ذوو ثقافة بيضاء" من باب المقارنة الهادفة إلى البيان ليس إلا.

    وفي هذه الحلقة وما يليها سأعمل ما أمكنني على سبر غور الهوية من حيث الجوهر وكيفية تشكلها في الوجود وسيرورتها ومآلاتها وربما موتها بشكل نهائي أو إعادة تشكلها في ثوب جديد. وأرجو أن أذكر للمرة الثانية أنني أتحدث عن الهوية بمعناها السوسيولوجي في المقام الأول لا الثقافي أو السايكولوجي أو الفلسفي.

    كلمة "هوية" في اللغة تجئ من الضمير "هو". من "هو" ذاك الرجل؟. ذاك الرجل "هو" مولانا محمد عثمان الميرغني (مثال). لكل شخص رجل أو إمرأة سماته وقسماته وصفاته ومواصفاته التي تجعله مختلفآ ومتمايزأ بقدر ما صغير أو كبير عن الآخرين من الافراد. تلك ربما تكون محددات هوية الشخص الواحد "الفرد".

    غير أن ما يعنينا هنا بشكل أساس هو الهوية بمعناها السوسيولوجي. هوية جماعة أو مجموعة من الناس. ويبدو أن الجماعة كما الفرد تمامآ تكون لها سماتها وقسماتها وصفاتها ومواصفاتها التي تجعلها مختلفة ومتمايزة عن الجماعات الأخرى بقدر ما كبير أو صغير، كما يحدثنا الواقع. وربما أتصور أن هوية الفرد لا تكون ثابتة على الدوام بل هناك أشياء لا بد أن تتغير وتتبدل مع الوقت فلا أتصور أن شابآ عمره أحد وعشرين عامآ سيكون هو ذاته عندما يبلغ السبعين!. كما أتصور أن ذاك المنطق ربما أنطبق على هوية الجماعة بطريقة أو أخرى.

    وإن صح ذاك المنطق وهو عندي تصور معقول. فإننا لا نستطيع أن نلم تمامآ بهوية الفرد دون أن نتعرف على ماهيته (الحد المعقول من المعرفة بسماته وقسماته وصفاته ومواصفاته). كما الأمر ينطبق على الجماعة. هذا بالطبع إذا ما أتفقنا على مبدأ إختلاف وتمايز الأفراد والجماعات.

    أنا على قناعة تامة بأن لا فرد يشبه الآخر في كل شيء كما أن لا جماعة محددة تشبه الأخرى في كل شيء. هذا غير ممكن بحكم إختلاف عناصر النشوء إضافة إلى المعادلة الحاسمة وهي جدلية الهدف "هدف" تخلق الجماعة للوجود مع عاملي الزمان والمكان "الزمكان".
    وإستنادآ على هذا المنطق البسيط، أزعم أننا لا نستطيع الحديث بإطمئنان عن "الهوية" في الجغرافيا المسماة سودان دون أن نتعرف على طبيعة المجتمع المسمى "سوداني" في حد ذاته!.

    ولهذا سأجل الآن أي حديث مباشر عن "الهوية" في السودان وسأشد إنتباهي كله لما هو عندي أهم!. وهو المجتمع السوداني في حد ذاته. هو شنو؟. أعرف أنه سؤال صعب ومربك. لكنني سأحاول مستعينآ بآراء سابقة توصلت إليها من خلال الملاحظة عبر المعايشة. حاولت من خلالها أن أشكل نظرية صغيرة خاصة بي في النظر إلى المجتمع المدني السوداني والدولة. أحب هنا أن أشرككم إياها من جديد.

    وقبل أن أجيء هنا بتصوري المعني للمجتمع المدني والدولة في السودان آمل في أن ألفت الإنتباه إلى أن ما أعنيه ب"المجتمع المدني" هو الكل المركب (كل شيء) بلا إستثناء في مقابل الدولة (الدولة أيآ كانت). أي أن فهمي للمجتمع المدني والدولة في السودان يخالف الكل تقريبآ!. أي ليست تلك النظرة التقليدية السائدة والتي تحصر المجتمع المدني في شكل واحد محدد (هو المديني من مدينة) من أشكاله غير المحدودة!. ومعذرة لحدة العبارة، عنيتها قصدآ رجاء أن تشد الإنتباه وعلى أمل أن تثير الفضول المحمود. ليس إلا!. فالمجتمع المدني عندي هو الفضاء الإجتماعي كله (كله بلا إستثناء) في مقابل الدولة (الدولة أيآ كانت). تلك نقطة عندي في غاية الأهمية في غاية الجوهرية. لذا أشدد عليها كلما حانت المناسبة.


    تعريف المجتمع المدني في السودان (مفهوميآ وعمليآ) وفي مقابل الدولة... - نحو أفق جديد


    1- "مدني" في عبارة "المجتمع المدني" تعني لا "رسمي"، لا غير.

    كلمة "مدني" في عبارة: المجتمع المدني تقوم ضد الرسمي "الدولة" على وجه الإطلاق.

    المدني هو المجتمع اللا رسمي والدولة هي المجتمع اللا مدني.

    مدني في مقابل رسمي.*

    وبهذا النحو فإن "مدني" في عبارة "المجتمع المدني" لا تحيل إلى أي معنى آخر من معاني التميز والإمتياز من قبيل مدنية بمعنى حضر أو حضارة أو حداثة أو علمانية. كما ان الكلمة "مدني" لا تحيل الى أي معنى من معاني الإلتزام الأخلاقي أو الأدبي أو الآيدولوجي. وإنما تعني فقط لا غير: غير رسمي (كل شيء أو فعل أو شخص خارج إطار منظومة الدولة). فالمجتمع المدني بهذا المعنى يكون هو محصلة حراك الناس "الهيكلي واللا هيكلي" خارج منظومة الرسمي "الدولة". وبغض النظر عن مغزى وشكل ذاك الحراك. ولا يهم ان وصف بأنه حديث أو تقليدي، تقدمي أو رجعي. كما لا يهم مكان حدوثه في الريف أو المدينة. وبغض النظر عن زمان حدوثه. فهو في كل الأحوال والأماكن والأزمان فعل "مدني": مجتمع مدني.


    2- جوهر "المجتمع المدني" في مظهره، إذ لا ذات قائمة بذاتها للمجتمع المدني .. كما ان المجتمع المدني يتمظهر هيكليآ في ذات الوقت الذي يتمظهر فيه لا هيكليآ ودائمآ بطرق منوعة ومتمايزة.

    فإن جاز تشبيه المجتمع المدني بالبحر فان موج البحر هو تمظهره. وإذا تحقق أن نرى البحر في سكونه بأعيننا ونسبح فيه بأجسادنا، فالمجتمع المدني عكس ذلك تماما فهو لا يرى ولا يحس الا حينما يتمظهر. لأن لا ذات للمجتمع المدني قائمة بذاتها. لا يوجد جوهر للمجتمع المدني. فجوهر "المجتمع المدني" هو مظهره هو "تمظهراته" ليس إلا. المجتمع المدني مجرد خط بياني متصور الغرض منه قياس الحالة، ليس إلا. ولهذا لا تتحدث الناس عن المجتمع المدني والا تطابق حديثهم مع تمظهراته أي هياكله وأحداثه. كما لا يوجد مجتمع مدني واحد يحمل نفس الصفات والمواصفات ويتمظهر بنفس النسق والمنوال. كل تمظهر مدني عنده خصائصه المتفردة وفقآ للأسباب الواقفة خلف كل تمظهر من التمظهرات. التمظهر المدني مثل بصمات الأصابع لا يتكرر مرتين في نفس الآن والمكان، فعلى سبيل المثال النقابة المحددة لا تتطابق مع نقابة أخرى في كل شيء كما الأمر نفسه يكون لدي الطائفة والعشيرة وإلخ... تلك التمايزات "متفاوتة الحجم" تجد خلفيتها في جدلية "الهدف والقيم واللائحة".

    3- تمظهرات المجتمع المدني الأفقية والرأسية:
    يتمظهر المجتمع المدني أفقيآ كما رأسيا. أفقيآ في صورة أحداث وهياكل (هيكليآ ولا هيكليآ). كما يتمظهر رأسيآ (في نسخته الهيكلية) في صورتين 1- "أصيلة" = "تحتية" و2- فوقية (مولدة عن الأصيلة). النسخة المدنية الأصلية تستند على منظومة قيم إجتماعية تنقسم الى ثلاثة أنماط: 1- جسدانية "فروسية" 2- روحانية "غيبية" و 3- عقلانية "موضوعية". بينما يستند التمظهر الفوقي "المولد" إلى منظومة آيدولوجية "رؤيوية".

    أ- أحداث "لا هياكل" المجتمع المدني:
    يتمظهر المجتمع المدني لا هيكليآ في شكل أحداث متكررة وراتبة من خلفها قيم وعندها أهداف وأعراف وسوابق راسخة في العقل الجمعي. مثال ذلك التظاهرات الجماهيرية والألعاب الشعبية ومراسم الزواج وشعائر الجنازة والفزعة والنفير و"الظار" والمبارزة و "البطان" والحكاوي الشعبية و"القعدات" بأشكالها المختلفة كجلسات القهوة "الجبنة" و الشاي والخمر ولعب الورق "الكتشينة".

    ب- منظمات "هياكل" المجتمع المدني:
    يتمظهر المجتمع المدني هيكليآ في شكل تجمعات مجتمعية طويلة الأمد، وتسمى بأسماء مختلفة غير أن أكثر إسم شائع في الوقت الراهن هو: منظمة، وتجمع منظمات. والمنظمة هنا تشمل في الأساس القبيلة والعشيرة والطائفة الدينية (التمظهرات الطبيعية والوراثية و التقليدية وهي في الأساس تمظهرات المجتمع المدني "الريفي") يقابلها في الجانب الآخر تمظهرات المجتمع المدني "المديني" كالنقابات والإتحادات والنوادي والمنظمات الحقوقية والبيئية والإبداعية والعلمية والروابط الفئوية المختلفة ومصانع القطاع الخاص. فالمجتمع المدني بمثل ما يتمظهر "لا هيكليآ" في شكل أحداث فإنه أيضآ يتمظهر "هيكليآ" في شكل منظمات عندها أعضاء مسجلون أو غير مسجلين على الورق بغرض انجاز أهداف محدده وفق نظم وقيم ولوائح محددة مكتوبة أو غير مكتوبة على الورق.

    ج- شروط تمظهرات المجتمع المدني:
    لا يستطيع المجتمع المدني أن يتمظهر هيكليآ أو لا هيكليآ "على مستوى بنياته الأصيلة" إلا في حالة تحقق ثلاثة شروط في نفس الآن ودون نقصان: 1- هدف 2- منظومة قيم و 3- لائحة .. وقد تكون تلك الشروط اللازمة موضوعة على الورق "مكتوبة" في حالة النقابة مثلآ أو مرسومة في العقل الجمعي للجماعة المحددة "غير مكتوبة" في حالة "العشيرة" أو "شعائر الجنازة" مثلآ.

    د- كل حراك جمعي هيكلي أو لا هيكلي هو مجتمع مدني وعلى وجه الإطلاق:
    كل حراك مدني هيكلي هو منظمة مجتمع مدني بغض النظر عن أهدافه وشكل عضويته ومكان وزمان وقوعه وبغض النظر عن إعتراف الرسمي به أو لا، يكون منظمة مجتمع مدني حتى لو كانت عصابة إجرامية. كما أنه بنفس القدر كل حدث جمعي غير هيكلي يقوم على أساس هدف محدد وقيم محددة وأعراف وسوابق متعارف عليها هو حدث مدني أي مجتمع مدني، مثال ذلك التظاهرات الجماهيرية والألعاب الشعبية ومراسم الزواج وشعائر الجنازة والفزعة والنفير و"الظار" والمبارزة و "البطان" والحكاوي الشعبية و"القعدات" بأشكالها المختلفة كجلسات القهوة "الجبنة" و الشاي والخمر ولعب الورق "الكتشينة".

    ه- التمظهرات المدنية الهيكلية واللا هيكلية تمثل التمظهرات الأصيلة للمجتمع المدني والتي بدورها قد تتمظهر في أشكال أخرى "فوقية" بهدف الجدل مع الدولة = تمظهر مولد عن الأصيل ( جماعات وأحزاب سياسية "رؤيوية موضوعية" أي آيدولوجية).

    و- الأحزاب السياسية لا تكون ذات فاعلية وديمومة إلا إذا جاءت كتمظهر فوقي لتمظهر مدني أصيل.

    ز- البنية المدنية الفوقية هي مكان الرؤى الشتيتة = "آيدولوجيات متصارعة" في سبيل الفوز بأكبر قد من التاُثير في عملية بناء وسيرورة رؤية موحدة للعيش المشترك، بينما تكون الدولة هي مكان الرؤية الموحدة للعيش المشترك = "عقد إجتماعي".

    4- المنظومات القيمية:

    نستطيع أن نلاحظ أن هناك ثلاث منظومات قيمية رئيسية تقف خلف مجمل تمظهرات المجتمع المدني في السودان. وتمثل سببآ جوهريآ في تنوع تمظهرات المجتمع المدني وتمايزها عن بعضها البعض، وهي:
    1- منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" 2- منظومة قيم الروحانية "الغيب" و 3- منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". (مع الوضع في الحسبان إختلاط وتشابك القيم).

    أ- تقف منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" خلف جل التمظهرات المدنية الإثنية "العرقية" وأهمها القبيلة والعشيرة. و"الجسدانية" تكون في إعمال طاقة الجسد في سبيل سيطرتها على العقل والروح في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف هو: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته. وأهم قيم "الجسدانية" هي: الرجولة والشجاعة والأمانة والكرامة والشرف والمروءة والشهامة والكرم. وهي قيم "نحن". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من الفرسان "أولى القربى = وشائج الدم".
    ورمز مكانها المادي هو "السرج" ورمز فعلها هو "السيف". وأسمى معانيها "التضحية" وأسوأ مثالبها "الإنحيازية العمياء" كما اللا "إنسانية".

    ب- تقف منظومة قيم الروحانية "الغيب" خلف جل التمظهرات المدنية الدينية "بالمعنى الواسع للكلمة" وأهمها الطريقة الصوفية والطائفة والمسيد والمسجد والكنيسة والكجورية. و"الروحانية" تكون في إعمال طاقة الروح في سبيل سيطرتها على الجسد والعقل في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف دائمآ واحد: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته. ومن أهم قيم الروحانية: الزهد والتواضع والإيمان والإتكال على قوة ما ورائية. وهي بدورها قيم "نحن". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من المؤمنين ب"الغيب" = "عالم ما وراء الطبيعة المادية". ورمز مكانها المادي هو "السجادة" بمعناها الصوفي ورمز فعلها هو "الفزعة" بالمعنى الغيبي للكلمة. وأسمى معانيها "النزاهة" وأسوأ مثالبها "العبثية" كما "الإتكالية المفرطة".

    ج- تقف منظومة قيم العقلانية "الموضوعية" خلف جل التمظهرات المدنية "المدينية" ومثالها النقابة والمصنع. و"العقلانية" تكون في إعمال طاقة العقل في سبيل سيطرتها على الروح والجسد في مواجهة الطبيعة والآخر. والهدف دائمآ واحد: (بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الجماعة). وكل له حيلته . ومن ضمن قيم "العقلانية": الإستنارة والتجربة والإنسانية والنظافة والنظام والإدخار. وهي قيم "أنا". وجسدها تمظهر هيكلي أس عضويته من الأفندية "الوطنيين" والمثقفين والمتعلمين بالمعنى الحديث للكلمة. ورمز مكانها المادي هو "المكتب" ورمز فعلها هو "القلم". وأسمى معانيها " الموضوعية" وأسوأ مثالبها "الإستغلالية" كما "الأنانية".

    د- "القيمة" تقوم من جسد الجماعة بمثابة الشفرة الجينية DNA من جسد الفرد. هي محور إالتقاء "تلاحم" الجماعة وإعادة إنتاجها "نسخها" كل مرة مع جعلها متمايزة عن الجماعات الأخرى ك"وحدة إجتماعية واحدة ذات خصائص متفردة". كما أن "القيم" هي القوة الخفية الدافعة الى الفعل الموجب في سبيل تحقيق الهدف الكلي والنهائي للجماعة وهو على الدوام (البقاء والمعاش والأمن والرفاهية). وبهذا المعني تمثل القيمة أيضآ معيار الجماعة للتفريق بين ما هو خير وما هو شر بالإحالة الى نجاعة الفعل من عدمه في نزوعه الى تحقيق "الهدف".

    5- وظائف وأدوار البنيات المدنية الأصيلة و الفوقية:
    وظيفة البنية المدنية الأصيلة في الأساس تنحصر حول إنجاز هدف الجماعة الكلى أو الجزئي من (البقاء أو/و المعاش أو/و الأمن أو/و الرفاهية) للجماعة المدنية المحددة في مواجهة الطبيعة والآخر على وجه الإطلاق كما تشهد عليه الحياة العملية. إذ ليس من أهداف البنيات المدنية الأصيلة الجدل المباشر مع الدولة إلا في الحالات غير الطبيعية. تلك مهمة البنيات المولدة " الفوقية" لا الأصيلة "التحتية".
    مرة ثانية ليس من وظائف أو أدوار البنيات المدنية "الأصيلة" الجدل المباشر مع الدولة. كما ليس من مصلحة الدولة في شيء الجدل المباشر مع تلك البنيات المدنية الأصيلة. بل ذاك إن حدث من البنيات المدنية الأصيلة أو من الدولة سيؤدي على المستوى البعيد إلى التـأثير السالب من حيث المبدأ على وجودهما المادي على حد سواء، كون إذن منظومات القيم المثالية "المدني" ستصطدم بمبدأ المصلحة "المنفعة" المجردة = "الدولة". وهما حقلان وجبا أن يكونا متوازيان على الدوام لا يتقاطعان أبدآ وتقوم في الفضاء الفاصل بينهما البنيات الفوقية = الآيدولوجيات. وإلا هناك مشكلة دائمآ ما تتجسد في فساد الرؤية الموحدة للعيش المشترك.

    6- المجتمع المدني كمصطلح تقني:
    المجتمع المدني يجوز أن ننظر إليه كمصطلح تقني بحت (لا قيمي و لا أخلاقي) لا يتعرف بالخير ولا الشر ولا الحداثة أو التقليدية ولا التقدم أو التخلف ولا العلمانية أو الدينية. تلك الفاظ قيمة تتعرف وفق منظوماتها القيمية المحددة ولا يجب أن تحيل بحال من الأحوال الى "المدني". فالمجتمع المدني يكون بمثابة الميدان المادي للصراع القيمي والآيدولوجي لكنه هو ليس ذاته الصراع. إنه الفضاء فحسب. الفضاء الذي تحلق فيه العصافير الملونة "الجميلة" والبريئة والصقور الجارحة والبعوض والحشرات العديدة. هو الفضاء فحسب، هو ليس العصافير الجميلة البريئة ولا الصقور الجارحة. إنه الفضاء الشاسع القابع في سلبيته. فضاء للخير بقدر ما هو فضاء للشر، فضاء للباطل والحق وللقبح والجمال.


    7- جدلية الخير والشر "أ":
    يتعرف المجتمع المدني بخيره من شره القائم أو المحتمل لا ببنياته قديمة أو حديثة وإنما بحسب أفعاله الصالحة أو الطالحة من مجالات الفعل الموجب والتي يمكن رؤيتها في: 1- التنمية 2- السلام 3- الحكم الرشيد 4- الحقوق 5- الإبداع و6- المجال المفتوح (الثقافي-الإجتماعي- الترفيهي). وذلك بقياس المسافة بين الصفة الخيرة ونقيضها، من مثل: التنمية مقابل الدمار والسلام مقابل الحرب والرشد مقابل الطغيان والحق مقابل الباطل والإبداع مقابل التحجر و المفتوح مقابل المغلق.

    8- جدلية الخير والشر "ب":
    في جميع الاحوال وفي كل الأوقات فإن الفعل في سياق المجتمع المدني هيكليآ أو لا هيكليآ يقود الى منفعة محددة تجد تعبيرها في مساهمة مادية نقدية أو عينية كما بذل الجهد المجاني أو مدفوع الأجر بهدف جلب الخير او درء الاذى، في فضاء خارج الرسمي "الدولة" وفق منظومة قيمية أو رؤيوية محددة ربما يكون نتاجها شرآ في نظر الآخر.


    9- جدلية المدني و الرسمي:
    لا يكون "المدني" الا في مقابل "الرسمي" والعكس صحيح، وبإنتفاء أيآ منهما ينتفي الآخر بالضرورة، فلا مجتمع مدني بلا دولة ولا دولة بلا مجتمع مدني. فعلى سبيل المثال فإن أي منظمة تقوم خارج السودان "بحدوده كدولة" لا تمثل "مجتمع مدني" لأنها ببساطة لا تقوم في مقابل الدولة. والأصح (أي ربما يجوز) أنها تمثل مجتمع مدني فقط بالنسبة للدولة التي نشأت بها. وبالتالي فإن تسمية "منظمات مجتمع مدني" بالنسبة للمنظمات "الموصوفة بالمدنية" التي ينشأها السودانيون بالخارج لا تصح إلا كمجاز. إلا إذا حتم واقعها الموضوعي أن تكون فروعآ مرحلية لكيانات مدنية أصيلة أو فوقية تقوم بداخل البلاد وإستنادآ عليه تكون أهدافها ورؤيتها ورسالتها، وهو ما نلمسه في الواقع المعاش في حالة كثير من الأحزاب السياسية السودانية.

    10- التمظهرات الهيكلية "العملية" للمجتمع المدني:
    يتمظهر "المجتمع المدني" في السودان عمليآ ويبدو للعيان بشكل "هيكلي" في أربع أنماط رئيسية:
    1- تمظهرات عقلانية موضوعية "الشكل الحديث" ورمزها النقابة 2- تمظهرات جسدانية إثنية "القبيلة والعشيرة" 3- تمظهرات روحانية غيبية (الطرق الصوفية والمسيد والمسجد والكجور والكنائس) وأخيرآ 4- تمظهرات القطاع الخاص (بدورها عقلانية).

    11- التمظهرات الهيكلية للدولة:
    تتمظهر الدولة على وجه العموم "هيكليآ" في ستة أشكال رئيسية هي: 1-الجهاز التنفيذي (الحكومة) 2-الجهاز التشريعي "البرلمان" 3-الجهاز القضائي 4-المؤسسة العسكرية (الجيش والبوليس وأجهزة الأمن) 5-الخدمية المدنية و6- القطاع العام. (كما أن الدولة بدورها تستطيع أن تتمظهر في أشكال غير هيكلية من قبيل مرموزات قيمية ومفاهيم آيدولوجية وهنا يكمن معزي تأثير الدولة على أحداث وهياكل "المجتمع المدني" سلبآ وإيجابا. وهنا تكون جدلية "المجتمع المدني والدولة" في أسطع صورها).

    12- صراع الريف والمدينة و نزاع الذات:
    من خلال الملاحظة نستطيع ان نتحسس أن المجتمع المدني في السودان ينقسم في مستوى بنيته الأصيلة على وجه الإجمال في كتلتين هما كتلة الريف وكتلة المدينة. هذان الكتلتان تتوازيان مرة وتتقاطعان في بعض المرات، تختصمان في لحظة ما وتتصالاحان في لحظة اخرى، في نفس الوقت الذي يعتمل في داخل كل منهما مجموعة من التناقضات الذاتية بفعل اختلاف واختلال منظومة القيم الواقفة وراء تمظهرهما ( أي ان كل كتلة في ذاتها تتراكب من جزيئات تتشابه حينآ و تتمايز تراكيبها بعضا عن بعض أحيانآ أخرى). هذان المجتمعان يتمثلان بشكل مجمل في المجتمع المدني "المديني" والمجتمع المدني " الريفي". ولكل منهما تمظهراته المختلفة إختلافآ جذريآ عن الآخر كون تلك التمظهرات المعنية تقوم على سند من منظومات قيمية متمايزة "جذريآ". وهذا التمايز والإختلاف لدى البنية المدنية التحتية يسقط على التجلى الفوقي "الآيدولوجي" لكل منهما (مثال لذلك الصراع السياسي الذي وسم تاريخ السودان الحديث بين الطائفيين والأفندية). كما أن في الجانب الآخر كل كتلة من الكتلتين الأصيلتين موسومة بإختلال قيمي "ذاتي" يجعلها في نوعها متمايزة في تراكيبها وهذا التمايز في إطار النوع الواحد يسقط بدوره على البنية الفوقية (مثال لذلك الصراع السياسي بين العلمانيين والغيبيين "يسار يمين" على مدى تاريخ سودان ما بعد الإستقلال).

    13- فرضية أخيرة: المجتمع المدني هو الاصل كما هو سديم الدولة:

    الأصل في الإجتماع البشري هو "المجتمع المدني" ببنياته الأصيلة ثم تأتي البنى الفوقية ومن ثمة تتشكل الدولة. فالمجتمع المدني هو بذرة الدولة. الدولة بكل بساطة هي: نقطة تلاقي المصالح/تعارضها. أي نقطة تلاقي/تعارض مصالح البنيات المدنية الأصيلة في حيز زماني وجغرافي محدد وما يقتضي ذلك بالضرورة من نظام لا مفر منه يسمى في شموله: الدولة. وإذ يقوم المجتمع المدني على "القيمي" في تمظهره الأصيل وعلى "الآيدولوجي" في تمظهره الفوقي تقوم الدولة على نظام "المنفعة = المصلحة" مجردة بلا قيم ولا آيدولوجيا في نسختها المثالية. وإلا ستتعارض الدولة وتتصادم بإستمرار مع كثير من البنيات الإجتماعية الأصيلة مما يؤدي في نهاية المطاف (في الغالب الأعم) إلى واحد من إحتمالين: موت "فناء" الدولة بشكل نهائي وبالتالي موت المجتمع المدني "موت القيم السائدة" أو إعادة تشكل الدولة في صيغة جديدة وبالتالي تمظهر المجتمع المدني في لباس جديد "قيم جديدة".

    يتواصل...

    محمد جمال الدين
                  

05-04-2011, 04:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    في سبيل الإجابة على سؤال "الهوية " 4-4"

    [email protected]


    ماهية الهوية ثم أشكالها ومستوياتها ومآلاتها؟.


    إستنادآ إلى تصوري لتجليات المجتمع المدني السوداني وجدليته مع الدولة والذي قلت به لدي الحلقة الماضية (رقم 3). أستطيع أن أقول أن هناك ثلاثة مستويات للهوية. هوية قيمية وهوية رؤيوية وهوية زمكانية. والهوية الزمكانية هي الهوية الكلية "الشاملة". وقد سبق أن بينت أنني أعتقد أننا إن لم نتعرف على طبيعة المجتمع المدني السوداني وعلاقته بالدولة لن نستطيع أن نجيب على سؤال الهوية بالصورة المثلى. وتأتي ضرورة التعرف على طبيعة المجتمع المدني السودان من حيث المبدأ لإعتقاد مني بأنه لا يوجد مجتمع مدني واحد يحمل نفس الصفات والمواصفات ويتمظهر بنفس النسق والمنوال لا في الريف ولا في المدينة. كما أن المجتمع المدني يبقى على الدوام متباينآ و متمايزآ بين زمان وزمان ومكان ومكان "في الدول المختلفة". المجتمع المدني عندي مثل بصمات الأصابع لا يتكرر مرتين ولا يتطابق ابدآ في اللحظة التاريخية المحددة. ومن هنا رأيت أنه لزامآ علي أن أتلمس طبيعة المجتمع المدني السوداني وتجلياته المختلفة كما جدليته مع الدولة قبل أي تلمس مباشر لموضوعة الهوية كجوهر أو كفاعلية إجتماعية. لا يوجد شيء إسمه الدولة يقوم بمعزل عن المجتمع المدني والعكس صحيح. هناك ثلاثة مستويات تعيش في جدل مستمر أي تشكل بعضها البعض: القيم الإجتماعية + اللوائح (وهي عندي خلاصة الدين والثقافة والتجربة الإنسانية العلمية والعملية) والرؤى الشتيتة للعيش المشترك "الآيدولوجيات" والرؤية الموحدة للعيش المشترك وهي الدولة "رؤية موحدة للعيش المشترك في نسختها المثالية" (عقد إجتماعي).

    المجتمع المدني يتشكل على الدوام من بنيتين: بنية تحتية "قيمية" وبنية فوقية "رؤيوية". البنية التحتية تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل الدولة. مرة ثانية الدولة تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل البنية التحتية وذاك ما أعنيه على الدوام بجدلية المدني والرسمي أي المجتمع المدني والدولة". إنها دائرة تدور في محيطها.

    مع علاقة هذا بالهوية؟. ليست علاقة فقط بل تلك عندي هي الهوية ذاتها!. كيف؟.

    الهوية عندي بمعناها السوسيولوجي تكون هي شعور الفرد الذاتي المحض بالإنتماء العضوي لجماعة ما ايآ كانت تلك الجماعة في إطار "زمكان" ما، أيآ كان ذاك الزمكان. بنفس القدر هي تصور الآخر للآخر في إطار جماعته الحقيقية أو المتصورة وزمكانه المحدد.

    ونستطيع بشكل عملي أن نقول أن هناك ثلاث إشراقات يمكن أن يعبرها الناس في الواقع وعلينا الوعي بها موضوعيآ، وهي: حالة الإنتماء للبنية المدنية التحتية "الأصيلة" المفردة، حالة الإنتماء للبنية المدنية الفوقية المفردة وحالة الإنتماء للدولة = إتحاد البنيات المدنية مجتمعة في "زمكان" محدد. وهي بدورها تعتمل ثلاث حالات للهوية أو تمثل ثلاث مستويات للهوية:
    1- هوية قيمية من قبيل "أنا جعلي أو دينكاوي (قيمية جسدانية أو فروسية) أو صوفي تجاني أو عضوء كنيسة أنجيلكانية (قيمية غيبية أو روحانية) أو عضوء نقابة أطباء السودان أو عضوء الجمعية السودانية لحماية البيئة (قيمية موضوعية أو عقلانية) وهي هوية غالبآ ما تكون بالإصالة.

    2- هوية رؤيوية من قبيل " أنا شيوعي أو إتحادي ديمقراطي أو بعثي أو ناصري أو حزب أمة أي أنا أنتمى إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك" وهي هوية غالبآ ما تكون بالإكتساب.

    3- هوية "زمكانية" أي وطنية من قبيل "أنا سوداني أي أنا أنتمي إلى رؤية موحدة للعيش المشترك وهي هوية تاريخية غالبآ ما تكون أصيلة ومكتسبة في ذات الأوان.!.

    ويمكن للفرد أن يشعر بشكل تلقائي أو يحدد لنفسه بشكل واعي قدر لا حد له من الهويات "القيمية" إضافة إلى إحتمالية إنتمائه إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك في مقابل الهوية الكلية الزمكانية "الدولة" أي الوطن.

    والشعور بالهوية الوطنية قد يتأتي تامآ أو ناقصآ أو منعدمآ بحسب الفاعلية الموجبة أو السالبة للدولة على هوية/هويات الفرد الذاتية. وبلغة أخرى فإن شعور الفرد بإنتمائه للدولة "الرؤية الموحدة للعيش المشترك" ينبني بشكل جوهري على طبيعة تأثير الدولة على إنتماءات الفرد للبنيات المدنية محل هويتيه القيمية والرؤيوية. وعلى قدر طبيعة تأثير الدولة من حيث السلب أو الإيجاب يأتي شعور الفرد أو الجماعة بإنتماء تام أو ناقص أو منعدم للدولة "الوطن".

    إذن عندما أقول "مثلآ" أنا جعلي أو دينكاوي تلك هوية قيمية وعندما أقول أنا إتحادي ديمقراطي تلك هوية رؤيوية ذاتية وعندما أقول أنا سوداني تلك هوية زمكانية. وتلك عندي جميع المستويات الممكنة للهوية في حدود ما يسمى ب "الوطن". والمستويان الأولان يشكلان المستوى الآخير وهو المستوى الشامل "الزمكان" أي الرؤية الموحدة "الكلية" للعيش المشترك "الوطنية". وعليه تكون الهوية عملية دينامية لا حدود لسيرورتها ولا صيرورتها.


    الشعور الذاتي بالهوية:

    قلنا أن هناك ثلاثة مستويات للهوية بحسب هذا التصور. هذه المستويات الثلاثة ليست بسيطة أو مسطحة وإنما كل منها ينعم بتعقيد كبير في النوع وفي المقدار كما أنها في جدل دائب مع بعضها البعض وفي مور لا يهدأ له بال. وهن:

    1- الهوية القيمية... الهوية القيمية هي قاعدة الهويات وأسها، تليها
    2- الهوية الرؤيوية (تتشكل على أساس الهوية الأولى) وتنتهي ب
    3- الهوية الزمكانية (تتشكل على قاعدة الهوية الثانية) وتمثل خلاصة الهويات.

    1- الهوية القيمية
    تستند الهوية القيمية على ثلاثة منظومات قيمية رئيسية تقوم فوق كل منها تمظهرات إجتماعية بعينها غالبآ ما تكون مكان ولاء صارم للفرد كالقبيلة والطائفة الدينية والنقابة العمالية. وتلك هي أمثلة حية للبنيات التحتية للمجتمع المدني. ولكل تمظهر مدني أصيل "تحتي" هدف محدد يقوم على أساسه . هذا الهدف على الدوام، هو: (البقاء أو/و المعاش أو/و الأمن أو/و الرفاهية) وفي سبيل هذا الهدف تتشكل القيم الإجتماعية في ثلاثة منظومات رئيسية في السودان (بحسب ملاحظتي الذاتية) تقف هذه المنظومات القيمية خلف مجمل تمظهرات المجتمع المدني الأصيلة "التحتية" في السودان. وتمثل سببآ جوهريآ في تنوع تمظهرات المجتمع المدني وتمايزها عن بعضها البعض، وهي:
    1- منظومة قيم الجسدانية "الفروسية" 2- منظومة قيم الروحانية "الغيب" و 3- منظومة قيم العقلانية "الموضوعية". (مع الوضع في الحسبان إختلاط وتشابك القيم). راجع المقال السابق (رقم 3) من هذه السلسلة.

    هل عند حد الهوية القيمية تتوقف الهوية أي تنتهي أو ينتهي الشعور بها؟.

    الإجابة بنعم صحيحة ... غير أن الإجابة بلا تكون هي الأصح!.

    لماذا؟. قد يكتفي أحدهم بالشعور بكونه جعلى أو هدندوي أو دينكاوي أو فولاني (هوية قيمية فروسية) وقد يكتفي أحدهم بكونه قادري أو شاذلي أو سماني أو أنجليكاني (هوية قيمية روحانية) وقد يكتفي أحدهم بكونه حداد ليس إلا، ينتمي إلى جماعة الصنايعية على سبيل المثال (هوية قيمية موضوعية). غير أن دروب الهوية لا تنتهي في العادة عند هذا الحد بحكم الضرورة. هناك معضلة عظيمة تجابه الإنسان وهي مشكلة "الآخر" مشكلة تجابهها البشرية في كل زمان ومكان منذ أن إختار الإنسان بحكم الضرورة العيش في تجمعات بشرية كبيرة. إذ أن النوباوي على سبيل المثال سيجد نفسه على أحتكاك مادي بالمسيري والفوراوي بالزقاوي والجعلي سيجد نفسه في لحظة ما على إحتكاك مادي بالشايقي والدنقلاوي من ناحية الشمال وبالفونجي من ناحية الجنوب. عندها هناك أمر ما لا بد أن يحدث!. نستطيع أن نضعه في صيغة سؤال هو سؤال "العيش المشترك"؟. عند هذا السؤال يتشكل وعي جديد. تتشكل بالضرورة بذرة رؤية لكيفية العيش المشترك فوق قطعة جغرافية من الأرض "هي أرض الفونج والجعليين" على سبيل المثال.

    وعلى أساس هذا الوعي الجديد تتشكل هوية جديدة لا تجب الأولى بل تقوم فوقها وتستند عليها كلية. إنها الرؤية الذاتية للعيش المشترك. تستطيع أن تسميها مذهب يعتنقه الأفراد أو رؤية أو آيدولوجيا وهي في زماننا هذا تأخذ صيغتها العملية في شكل الأحزاب السياسية. ذاك هو المستوى الثاني للهوية (إتحادي، أمة، بعثي، عدل ومساواة، جبهة إسلامية، حركة شعبية وحزب شيوعي) على سبيل المثال. تلك هي أمثلة للرؤية الذاتية للعيش المشترك وتبقى في نزوع مستمر الى أن تتحول إلى نظام صارم عبر كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة عبر التراضي "الوفاق" أو العسف المادي حتى تتحول في نهاية المطاف إلى دولة فأكون أنا جعلي عبدلابي وذاك سناري فونجي ننتمى إلى رؤية موحدة للعيش المشترك عبر التوفيق بين رؤآنا "الذاتية" ودون المساس بهويتنا العرقية (القيمية) تحت مسمى "السلطنة الزرقاء" أو كما كان يسميها أهلها. وذاك هو المستوى الثالث والأخير للهوية "هوية زمكانية" . وإلتماسي لمملكة سنار كمثال لا يجب أن يربك محتوى الفكرة المجردة لكونها في تقديري صالحة لجميع اللحظات التاريخية في السودان. (ملاحظة هامة: أتحدث عن التمظهرات الجسدانية (القبيلة) والروحانية (الطائفة الدينية) كثيرآ هنا، كونها هي الصورة الغالبة للتجليات الإجتماعية التحتية الفاعلة في السودان وبغض النظر عن رأينا القيمي فيها).

    تلك محاولة مني أولى لمقاربة سؤال الشعور بالهوية كما تشكلها في حيز الوجود ودون أن أتحدث عن صراع الهوية. وعندما أتطرق إلى صراع الهوية في سانحة أخرى سنجد أن الهوية الواحدة "المفردة" تبقى في توتر مستمر ونزاع مستمر في ذات كتلتها ومع هويات الآخرين. فلقيم قد تحارب بعضها البعض والرؤى الذاتية للعيش المشترك تفتك ببعضها البعض في سبيل تحولها إلى رؤية موحدة للعيش المشترك "دولة" ولا ينتهى الأمر بتشكل الدولة ففي كل مرة تبدأ دورة جديدة. وقيم تموت وأخرى تحيا ورؤى تموت وجديدة تنبعث من العدم وتنهتك الرؤية الموحدة للعيش المشترك مرات ومرات فتكون مروي ثم المقرة وتخرب سوبا وتنهض سنار وهلمجرا.

    2- الهوية الرؤيوية

    قلنا أن الهوية تتشكل في ثلاثة مستويات أو قل تقوم في ثلاثة مستويات على الدوام وهن: المستوي القيمي والمستوى الرؤيوي والمستوى الزمكاني. وسبق أن تحدثنا عن المستوى الأول للهوية مع محاولة تلمس المستوى الثاني لكن دون تعمق في الفكرة. وأبدا هنا من جديد بالمستوى الثاني من مستويات الهوية وهي ما أسميه بالهوية "الرؤيوية".

    من أحد معاني الرؤية هو "الفكرة". وهو ما يعنيني من معاني الكلمة. والفكرة المعنية هنا عملية جدآ نجدها في سؤال العيش "المشترك؟" كما أسلفنا الحديث. والعيش المشترك أمر جلل!. يبدو أن الناس لا تستطيع أن تتعايش فوق رقعة جغرافية واحدة يتضاجعون، يتناسلون، يتبادلون المنافع وينظمون شئون حياتهم الكثيرة ويكتبون الشعر دون فكرة ما محددة يتواطئون عليها "رؤية كلية للعيش المشترك" = دولة. من أين تأتي هذه الرؤية الكلية؟. تأتي بحكم الضرورة. يشارك في تأسيسها قدر كبير من الجماعات وفق رؤاهم الذاتية لكيفية العيش المشترك ومن المحتمل أن تنتصر جماعة واحدة لرؤيتها الذاتية وتفرض شروطها بالكامل على مجمل الجماعات الأخرى عبر العسف المادي وحده كما حدث في المملكة العربية السعودية عام 1932 ومصر عام 1952 وهو ذاته الأمر الذي حدث في تونس والجزائر وليبيا وسوريا والمغرب والجزائر ودول أخرى أفريقية وأسيوية عديدة ويحدث في السودان منذ العام 1989 وإستمر حتى الآن ويبقى السودان في زمان الثورة المهدية أسطع مثال لفرض رؤية ذاتية واحدة مفردة للعيش المشترك لتكون رؤية كلية عبر العسف المادي وحده. وهو مثال ليس ببعيد في محتواه عن ما فعلته الجبهة الإسلامية بعد استيلائها على السلطة السياسية عام 1989.
    إذ أن الجبهة الإسلامية في السودان انتصرت لرؤيتها الذاتية للعيش المشترك عبر العسف المادي وحده وصيرتها رؤية كلية للعيش المشترك (دولة) قهرآ ودون إعارة أي إنتباه للرؤى "الذاتية" الأخرى العديدة التي بدورها لها وجهات نظر مختلفة لكيفية العيش المشترك فوق الرقعة الجغرافية المسماة سودان "مليون ميل مربع". ماذا جرى وماذا يجرى الآن بعد ما فعلت الجبهة الإسلامية فعلتها تلك لهو أمر ساطع الوضوح.

    كيف تتشكل الرؤية الذاتية؟.

    تتجلى من ضرورة العيش المشترك وتنبني بالضرورة على خلفية منظومة قيمية "هوية قيمية" وتبقى في نزوع مستمر إلى أن تصبح رؤية الجميع أي رؤية كلية للعيش المشترك أي دولة. وبطريقة عجلى كل هوية رؤيوية تبقى في مسعى دؤوب كي تصبح هوية كلية "زمكانية".
    والرؤية المعنية قد يسميها الناس أسماء مختلفة وانا لا أتحرج بل ارى أن من أدق أسمائها المحتملة تكون: آيدولوجيا!. وهذا هو فهمي للرؤية الذاتية للعيش المشترك "الآيدولوجيا". وأبدا هنا بالإجابة على سؤال محتمل عن ما أعنيه ب"آيدولوجيا" ثم أقدم سردآ مقتضبآ لكيفية تشكل الآيدولوجيا "رؤية ذاتية للعيش المشترك صادرة من جماعة مدنية ما، من كانت".


    الرؤية الذاتية للعيش المشترك = الآيدولوجيا؟:

    يجوز أن نقول أن الآيدولوجيا هي مجموعة الأنساق الفكرية التي تحدد رؤية مجموعة من الناس للواقع. تمام. هذا من الناحية النظرية. انها نسق فكري "مثالي" في مقابل الواقع "المادي". أليس كذلك؟. ويبدو أن هذا " النسق الفكرى" هو المتحول في المعادلة في مقابل الثابت وهو النسق المقيم "المادي" = الواقع. الواقع المادي = الإنسان كعظم ولحم والطبيعة بمعناها العريض. ولهذا تختلف الآيدولوجيات والواقع واحد على الدوام. كل ذلك من الناحية التجريدية. والكلام يمكن أن يذهب بلا حدود. لكن كيف تفعل الآيدولوجيا فعلها في أرض الواقع؟. هنا نستطيع أن نلتقي في المحك. من المؤكد أن الآيدولوجيا ليست شيئآ إعتباطيآ وإنما في الغالب هي مخلوق في مقابل هدف ملموس. هذا الهدف عندي يتمحور حول "العيش المشترك". لدرجة ان منظومة "آيدولوجية" واضحة المعالم مثل الماركسية يكون بشكل مستمر مرادفها "الشيوعية" أو الشيوعية العلمية بما يعنيه الإسم من دلالات تتمحور بدورها حول "العيش المشترك".

    أعتقد أننا يسهل أن نتفق مبدءآ في أن الآيدولوجيا هدفها يكون في محاولة الإحاطة "الموضوعية" بالواقع.

    وبعد دا؟. يعني بعد ما نفهم الواقع كيف يتنزل فهمنا على الأرض؟. فالآيدولوجيا ما هي إلا نتيجة نشاط ذهني "تراكمي" يقود إلى مسلمات نظرية تتحدث عن أفضل السبل لمعالجة مشاكل الإنسان في إطار حيزه الزماني والمكاني. أي بقاءه ومعاشه وأمنه ورفاهيته في مقابل الطبيعة والآخر.

    وعليه تكون عندي الآيدولوجيا هي رؤية ذاتية للعيش المشترك (رؤية جماعة مدنية محددة) في مقابل الرؤية الكلية للعيش المشترك (الدولة). أي رؤية ذاتية للعيش المشترك نازعة إلى أن تكون رؤية كلية للعيش المشترك. وقد تعتمل هذه الرؤية "الآيدولوجيا" معالجات شتيتة لسايكولجي الفرد لكنها في الاساس هي عملية ترويض الناس في خضم حراكهم الهيكلي واللا هيكلي على العيش المشترك في "زمكان" محدد. أي الربط الواعي للمجتمع المدني بالدولة. بحيث لا تكون الدولة بشئ في نهاية المطاف غير رؤية موحدة للعيش المشترك وفق رؤية " آيدولوجيا" واحدة منتصرة عسفآ أو سلمآ أو رؤى "آيدولوجيات" شتيتة متحدة عضويآ ومنتصرة سلمآ أو عسفآ. (طبعآ أنا هنا أتحدث عن فهمي الخاص للآيدولوجيا أو بالآحرى إستخدامي للمصطلح في قراءتي للدولة والمجتمع المدني).

    وعليه يكون عندي أي رؤية في جدل مع الدولة هي آيدولوجيا حتى لو رآها البعض بدائية أو غير مكتملة "النسق الفكري". والحكم بالبدائية أو قصور النسق الفكري لآيدولوجيا محددة دائمآ ما يكون مجرد وجهة نظر ذاتية متعالية غالبآ ما تكون منطلقاتها بدورها آيدولوجية. فالمهدية آيدولوجيا والميرغنية آيدولوجيا والشيوعية آيدولوجيا واللبرالية آيدولوجيا و"العدل والمساواة" آيدولوجيا و"الدستور الإسلامي" آيدولوجيا والسودان الجديد آيدولوجيا و "كوش" آيدولوجيا و "الوطنية-الإتحادية" آيدولوجيا و "السودان لكل السودانيين" آيدولوجيا وهكذا الأمر.

    سأضرب بعض الأمثلة وسأستعين مبدءآ بمثال عارض لكنه في غاية الأهمية عندي لكارل ماركس في طريق محاولة مقاربة معنى "منظومة القيم" ومصطلح "آيدولوجيا".

    حاول ماركس في مرة من المرات أن يقول للناس ما يعنيه بكلمة آيديولوجيا من خلال ضرب الأمثال. فقد استخدم تشبيه قلب الصورة في غرفة سوداء، وهي العملية الإبتدائية لفن التصوير. وعليه فإن الوظيفة الأساسية للآيديولوجيا هي: استنساخ صورة معكوسة للواقع (انتهى تشبيه ماركس).

    ويجوز عندي مبدءآ أن يفهم المرء أن هدف إستنساخ تلك الصورة المعكوسة للواقع، هو: محاولة فهم الواقع نظريآ. ومن ثمة العمل على إستيعابه أو/و تطويعه أو/و ترويضه أو/و تحويره أو/و تزييفه في صحنه الموضوعي أو ميدانه المادي. غير أن ذاك الهدف "الأولي" ما هو إلا الجزء التقني أو الفني من الصورة.

    فالهدف النهائي للآيدولوجيا بما هي آلية منتجة عمدآ بقصد إستيعاب أو/و تطويع أو/و ترويض أو/و تحوير أو/و تزييف الواقع، هو "أي الهدف النهائي" هو: إضفاء قدر أكبر من المشروعية لفعل مجموعة "منظمة" إجتماعية محددة في إطار المجتمع المدني الكلي وفي مقابل الدولة. وزيادة على ذلك محاولة إدماج الكل في الجزء بوسائل في الغالب ما تكون تعسفية.

    وان صح هذا الإعتقاد، تكون الآيدولوجيا هي الخاصية الجوهرية للبنيات الإجتماعية المدنية الفوقية "الجماعات و الأحزاب السياسية" لا البنيات المدنية الأصيلة "التحتية" (أي لا أحداث ومنظمات المجتمع المدني). كون وظيفة الآيدويولوجا الأولية هي إنتاج صورة معكوسة للبنيات الإجتماعية المدنية الأصيلة في سبيل الهدف الذي سقناه آنفآ. وبلغة أخرى فوظيفة الآيديولوجيا في الأساس هي الربط الواعي للمجتمع المدني "ببنياته الأصيلة" مع الدولة. كما أن الآيدولوجيا في البدء تكون بمثابة "سديم" الدولة.).


    كيف تتشكل الآيدولوجيا "الرؤية الذاتية" عمليآ؟.

    (القيم "التمظهر الأصيل".. ثم الآيدولوجيا "التمظهر الفوقي" .. ومن ثمة فالمصلحة المجردة "الدولة"


    قلنا أن لا تمظهر مدني تحتي يكون ممكنآ إلا في حالة توفر ثلاث عوامل في ذات الأوان ودون نقصان: 1- قيم 2-هدف و 3-لائحة (اللائحة تعني الإطار النظري للهيكل ويمكن أن تكون مبتدعة أو مكتسبة أو موروثة "مكتوبة أو غير مكتوبة").

    وعلى هذا النحو نستطيع رؤية أي تمظهر مدني أصيل أي تحتي من الداخل أي يمكننا قرائته وتشخيصه ومعرفة مرجعيته ومآلاته.

    التمظهر الأصيل ينتج تمظهر فوقي بغرض الجدل مع الدولة والتمظهر الفوقي ليس بشئ غير حاضنة الآيدولوجي (سديم الدولة) والدولة في الاساس تقوم عند نقطة تلاقي المصالح/تعارضها أي مكان تقاطع "أهداف" التمظهرات المدنية الأصيلة. لهذا لا تشبه الدولة أي شئ آخر غير التمظهرات المدنية الاصيلة السائدة أي المنتصرة (على الدوام) إلا في حالة غزو من خارج حدودها الجغرافية والقيمية وهذا ما حدث مرتين في تاريخ السودان القريب وأدي الى تدمير شبه تام لبعض البنى الإجتماعية التحتية "الأصيلة" التي كانت سائدة (منتصرة) وطاح بدولتها. مثل الفونج في حالة الغزو التركي وقبيلة التعائشة في حالة الغزو الإنجليزي مما أدى بهما الى حالة شبه إنزواء في التاريخ. كما أديا (الغزوان) الى تخلق أشكال مدنية جديدة لم تكن معهودة قبل الغزو الأول وتوطدت أكثر بعد الغزو الثاني وتلك التمظهرات الجديدة المستندة على القيم الجديدة الوافدة مع الغزو، تتجسد في "النقابة" (تمظهرات المدينة) وهنا يتكشف القدر الأعظم من سر الصراع بين الريف "ذو القيم الأصيلة" مع المدينة "ذات القيم الوافدة. (هناك تفصيل أكثر حول هذه النقطة نهاية هذا السرد).

    القيم والآيديولوجيا والدولة:

    لننظر مرة أخرى الى المنظومات القيمية الثلاثة عارية ثم نمتحن تجسدها (تمظهرها الأصيل) في الأرض عمليآ ولنحاول أن نتحسس كيف تتخلق الأشكال المدنية الفوقية (الآيدولوجيا) بضرب الأمثال الحية.

    القيم عارية:

    1- قيم الجسدانية (الفروسية): الرجولة والشجاعة والأمانة والكرامة والشرف والمروءة والشهامة والكرم.

    2- قيم الروحانية (الغيب) : الزهد والتواضع والإتكال على الله.

    3- العقلانية (الموضوعية) : الموضوعية والإستنارة والإنسانية والنظافة والنظام والإدخار.

    القيم متجسدة (متمظهرة) بمراعاة الترتيب أعلاه:

    1- قبيلة الرزيقات (أو للدقة إحدى عشائرها) هي تمظهر أصيل لقيم الفروسية

    2- طائفة الختمية هي تمظهر أصيل لقيم الغيب

    3- مؤتمر الخريجين هو تمظهر أصيل لقيم الموضوعية


    التمظهرات الأصيلة "في الأمثلة الثلاثة أعلاه" تنتج أو تغذي بنية فوقية (آيديولوجي) بمراعاة الترتيب السابق:

    1- حزب الأمة هو تمظهر فوقي للقبيلة (بمراعاة المثال أعلاه حصريآ)

    2- حزب الشعب الديمقراطي (إئتلف لاحقآ مع تمظهر "نقابي" فوقي "مديني" بقيادة الأزهري إسمه الوطني الاتحادي) فأصبح الإسم الجديد الحزب الإتحادي الديمقراطي. هو تمظهر فوقي للطائفة.

    3- الحزب الشيوعي السوداني + جبهة الميثاق + الوطني الإتحادي (الأزهري) هي تمظهرات فوقية للنقابة (النقابة كرمز لتمظهرات المجتمع المدني المديني الأصيلة "التحتية).



    3- الهوية الزمكانية

    المعني الحرفي لكلمة "الزمكان" طبعآ معروف وهو أن الزمكان دمج فيزيائي لكلمتي الزمان والمكان والمقصود من حيث المعنى لحظة زمنية ما طويلة أو قصيرة تتمدد فوق مكان جغرافي ما بما يحتويه من بشر و كائنات أخرى حية وأشياء وأحداث.

    وأنا أصطحب هذا المعنى في معيتي بتصرف عندما أقول الهوية الزمكانية. ولن أكرر ما قلته سلفآ تفصيليآ ولكن وجب التذكير بالضرورة أن الهوية الزمكانية المعنية تتشكل إنبناءآ على هوية أو هويات رؤيوية تحدثنا عن كنهها بإستفاضة أعلاه. مرة ثانية الهوية الرؤيوية في حد ذاتها لا بد أن تقوم على هوية قيمية. القيم والرؤى مرتبطتان ارتباطآ حاسمآ بالزمان والمكان، يعيشان في جدل مستمر مع الزمكان. الزمكان بما هو لحظة زمنية "تاريخية" ومكانية "جغرافية" نستطيع أن نسميه الوطن. ذاك هو المعنى!. فالهوية الزمكانية هي ذاتها الهوية الوطنية. وعندي أيضآ أن كلمة وطن كلمة مرادفة لكلمة دولة. والدولة هي الرؤية الموحدة "الكلية" للعيش المشترك في نسختها المثالية. أقول هذا إحترازآ كوني إستخدمت وسأستخدم كل هذه الكلمات المختلفة ذات المعنى الواحد في مواقع مختلفة في مناسبات مختلفة من كتابتي هذي.

    إذن بكل بساطة الهوية الزمكانية هي الهوية التي تتشكل من هويات رؤيوية "ذاتية" تقوم بدورها على هويات قيمية. وبهذا المعنى تكون الهوية الزمكانية في طورها المثالى هي الهوية الكلية/الجامعة أي الرؤية الكلية للعيش المشترك.

    هل تستقر الهوية الزمكانية عند لحظة تمام تشكلها النهائي كخلاصة للهويتين القيمية والرؤيوية؟.
    الإجابة حتمآ، لا!.

    والسبب بسيط وهو "الزمان". فإن كان المكان ثابت من حيث هو قطعة أرض فإن الزمان متحرك كالرمال الزاحفة تعرى هذا المكان وتغمر آخر وهكذا. وقلنا أن القيم والرؤى مرتبطتان بالزمان إرتباطآ عضويآ. ويجوز أن أقول مجازآ أنهما مكان الرمل من زحف الزمان!. لا إستقرار. لا شيء يستقر. ولو أن شيئآ يستقر لكان حفيد أركماني في القصر الجمهوري بالخرطوم هذه اللحظة يحتفل بالألفية الثالثة لثورة أبادمك "الإله رأس الأسد" إله الحرب.

    إذن لماذا تتحرك "القيم" مع الزمان وما علاقة ذلك بالدولة؟.

    لا ننسى أن منظومات القيم التي نتحدث عنها (البنية الإجتماعية التحتية) لا تقوم في الفراغ وانما تقوم في مقابل هدف واضح ومحدد هدف كلي مركب وهو: "البقاء والمعاش والأمن والرفاهية". هذا الهدف ثابت على الدوام لا يتغير أبدآ غير أن وسائل تحقيقه تتغير وتتبدل بشكل مستمر مع الزمان مما يقتضي تحوير وتبديل وتغيير في منظومات القيم يلحقه تلقائيآ تغيير في البنى الإجتماعية التحتية. و أي حدث يحدث سلبآ أو إيجابآ في المنظومات القيمية (البنية التحتية) يؤدي بشكل تلقائي إلى ردة فعل مباشرة في المستوى الثاني من البنية الإجتماعية "الفوقية" وهي بنية الرؤى. ونتيجة لذلك وكما هو منطقي ينعكس كل ذلك الحراك على الرؤية الكلية للعيش المشترك "الدولة" كون الدولة تقوم على البنية السابقة عليها. تتشكل القيم من جديد تتشكل الرؤى من جديد تتشكل الدولة من جديد. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق جديد. والأمر أكثر تعقيدآ من هذا كون جدلية القيم والرؤى والدولة لا تمضى على الدوام بهكذا نسق بل قد يحدث في لحظة ما إستثنائية العكس تمامآ بحيث تتشكل الدولة تتشكل الرؤى ثم تتشكل القيم. أي تتشكل الهوية الزمكانية أولآ ثم الرؤى ثم القيم. عندي أنها دائرة تدور في محيطها. هذا بإقتضاب. قد أعود في وقت لاحق بمزيد من الإضاءة ما لزم الأمر.

    المعادلة المعتادة على الدوام هي أن تتشكل القيم تتشكل الرؤى تتشكل الدولة. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق ما. تموت القيم تموت الرؤى تموت الدولة. تتشكل القيم من جديد تتشكل الرؤى من جديد تتشكل الدولة من جديد. تتشكل المستويات الثلاثة للهوية في نسق جديد. وهكذا تكون على سبيل المثال مروي ثم المقرة وعلوة فسنار. وتكون بالطبع تلك التموجات "الزمكانية" مشحونة بملايين الهويات القيمية والرؤيوية.

    في مرات نادرة تتعقد تلك المعادلة إذ يحدث في لحظة ما إستثنائية العكس تمامآ بحيث تتشكل الدولة "الزمكان" أولآ ثم تتشكل من بعدها الرؤى فلقيم.
    هل دا حصل في الواقع؟. نعم!. حصل في السودان عام 1821 وحصل مرة ثانية عام 1899!.

    في عام 1821 جاء إبن محمد على باشا "إسماعيل الذي قتله حرقآ المك نمر". إبن محمد علي باشا صنع "زمكان" بالإيد الشديدة، عبر العسف المادي وحده. زمكان لا علاقة له بالرؤى السائدة حينها ولا القيم الإجتماعية. فصنع دولة ثم لحقتها رؤى جديدة للعيش المشترك وتبع ذلك تخلق قيم جديدة رويدآ رويدآ. هي قيم العقلانية قيم المدينة قيم الرأسمالية قيم الفردانية. قيم غير معروفة بالكامل قبل دخول إبن محمد على باشا للسودان. هذه القيم الجديدة هي القيم التي تشكل وعي سكان المدن حتى اليوم و وعي ما يعرف بالمثقفين على مر تاريخ السودان الحديث وتخلقت نخبة إجتماعية جديدة عندها قيم إجتماعية جديدة ورؤى جديدة تواكب الحياة الجديدة التي فرضها الواقع الجديد وبرزت للوجود رويدآ رويدآ طبقة الأفندية التي تم تشكلها النهائي لدى الغزو الثاني "الإنجليزي".

    وقد نلاحظ الآن بجلاء أن كل الذين كتبوا عن المجتمع المدني السوداني في الوقت الراهن اعتبروا الغزو "التركي المصري" هو بداية تخلق المجتمع المدني السوداني وبلا إستثناءات تذكر!. وهو بلا شك انحياز آيدولوجي واضح ولو جاء صادرآ من اللاوعي!.وعندي أن المثقف السوداني على مر تاريخ السودان الحديث وأيآ كان موقعه الرؤيوي (يمينآ أويسارآ) هو إبن الغزوين. ولهذا السبب يكاد الكل يجمع على أن "المجتمع المدني السوداني" هو وحده المجتمع الذي يقوم على قيم الموضوعية "المدينة". وذاك بالقطع أمر يتضمر الإقصاء للريف بشكل فظ وواضح كون المدينة الحديثة في السودان هي بنت الغزوين "قيم وافدة" في مقابل الريف ذو القيم الأصيلة. وعندي قناعة أنه خطأ معنوي ومنهجي جسيم أنبنت عليه مسلمات لا حدود لها من السوء!. ما يهمني هنا هو أن الزمكان بطريقة أو أخرى يستطيع أن يأتي سابقآ على الرؤى والقيم. وما تلي عام 1821 هو خير دليل. إذ بعده بدأت دورة جديدة للشعور بالهوية "الزمكانية" وتشكلت طبقة إجتماعية جديدة تقوم بشكل شبه كلي على قيم جديدة هي قيم الموضوعية قيم "أنا" لأول مرة في تاريخ السودان (تلك لحظة التواصل "السوداني" العضوي الأصيل مع العالم الرأسمالي الجديد الذي تشكل في أوروبا الغربية إبان الثورة الصناعية وما تلاها).

    الهوية القيمية غير محدودة لا في النوع ولا في المقدار. غير أن الهويتين الرؤيوية والزمكانية تبقيان مفردتان لا تتعددان في المعتاد. إذ أنني أستطيع أن أشعر بأنني جعلي أو دينكاوي "قيمية فروسية" وتجاني "قيمية غيبية" وعضو الجمعية السودانية لحماية البيئة "قيمية موضوعية"، كل ذلك في نفس الوقت. فالهوية القيمية وهي أس الهويات غير محدودة. . لكني لا أستطيع أن أكون ماركسي وأنادي بالدستور الإسلامي في ذات الأوان، غير منطقي، وهو المستوى الثاني للهوية. الهوية الرؤيوية هوية مفردة. بذات القدر فإن الشعور بالهوية الزمكانية مفرد لا يتعدد في المعتاد. فعندما أقول أو أشعر بأنني "سوداني" فليس من المحتمل أن يعتريني في ذات الأوان ذات الشعور تجاه أثيوبيا مثلآ. وتلك هي الهوية الزمكانية.

    وعليه يستطيع المرء على سبيل المثال أن يكون جعلى أو نوباوي تابع للطريقة الشاذلية عضو الجمعية السودانية لحماية البيئة هلالابي ضد المريخ (هويات قيمية) رئيس فرعية الحزب الشيوعي بالحصاحيصا معارض للمؤتمر الوطني (هوية رؤيوية ذاتية) وسوداني (هوية زمكانية). وتلك هي جميع المستويات الممكنة للهوية في إطار "الزمكان". طبعآ هذا بحسب ملاحظتي الذاتية للواقع والوقائع!.

    وبهذا أكون قد انتهيت من محاولة شرح فكرتي تقنيآ لماهية الهوية. وتبقى علي ما لزم أن أتحقق من كيف تجري الأمور في الواقع المعاش. ولو بشكل مجمل كون التفاصيل تبقى غير محدودة.

    (هناك حلقة أخيرة لم أعمل على إكمالها بعد تتحدث عن صراع الهويات)

    محمد جمال الدين
                  

05-04-2011, 08:08 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    تلك مساهمة صغيرة كتبتها في منتصف العام 2010 وتم نشرها في مواقع مختلفة أذكر منها سودانايل وسودانفورأول كما هنا في سودانيزأونلاين.
    أتمنى أن تضيف شيئآ جديدآ للنقاش "الساخن" الذي يدور حول سؤال "الهوية".

    ومرحبآ بكم وبآرائكم التي أحترمها مقدمآ.

    ودي،

    محمد جمال
                  

05-05-2011, 07:15 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    محمد جمال الدين إزيك بي جايي
    أنا شايف إنو في السودان ظلت الدولة و بعض المجتمع يعلي من شأن
    الهوية العربيةالإسلامية ، الدولة تستخدم الوعي بالهوية كأداة للسيطرة
    و بعض المجتمع يستخدم الهويةالعربية الإسلامية ليقمع أغلبية المجتمع
    في عنصرية سافرة (و كافرة). منه أنا ما بستغرب إنو المثقفين المدافعين
    عن المهمشين (والمهمشين في معظمهم إصحاب هوية غير عربية)، يلتفتون لسؤال الهوية
    بإعتباره السؤال الأساسي لهزيمة الوعي المسيطر ، و منهم الباقر عفيف.
    أنا بتفق معاك إنو سؤال الهوية ما هو السؤال الصحيح
    و التغيير لا يكون بملاحقة أسئلة الوعي المسيطر ، لأننا بهذا ننشغل بأسئلة ينتجها
    وجوده المادي علي مستوي الوعي ،بدل أن ننشغل بالسؤال الأساسي وهو
    (الأساس الإقتصادي/الإجتماعي لوجود الوعي المسيطر) لتغييره.
    وإنا بقول إنو إجابة السؤال الأساسي دا :
    النخب المرتبطة بالدولة(الأفندية و الجيش و الشرطة والحرفيين و التجار الخ..الخ
    كل المرتبطين بالحضر، بصمة الدولة في السودان)
    والزعامات القبلية و الدينيةالتي تقوم بالتوسط بين الدولة و الكيانات
    الإجتماعية/الإقتصادية السابقة للحضر "القبائل،العشائر".

    طيب إذا إتفقت معاك إنو سؤال الهوية ماهو السؤال الصحيح، كيف نواجه
    تحدي الهوية في دولة بي تقتل مواطنيها لأنهم كفار و لانهم زنوج؟
    علي مستويين:
    المستوي الأول بكشف و إضاءة الهويات الأخري، الإعلاء من ثقافتها و لغتها و دينها.. ألخ.
    المستوي الثاني نزع سلاح الهوية من الوعي المسيطر بإيضاح زيفها و إحاديتها و عدم شموليتها

    و في نفس الوقت نناضل من أجل دولة لا تفرق بين المواطنين علي أساس العرق أو الدين أو الثقافة
    بالنضال الأساسي ضد الأساس المادي للوعي المسيطر.

    (عدل بواسطة aydaroos on 05-05-2011, 07:21 AM)

                  

05-05-2011, 08:08 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: aydaroos)

    Quote: وورقة الباقر عندي هي رؤية ذاتية للعيش المشترك أي آيدولوجيا. آيدولوجيا قاسية!. رؤية ذاتية تطالب البعض منا بالتخلي عن هويته القيمية لمصلحة العيش السلمي المشترك وهذا المطالب بالتخلي عن هويته القيمية هو "العربي" هذه المرة. عليه أن يقنع بكونه أفريقي وأسود ويراجع غسيل الدماغ الذي يعاني منه ويتخلي عن الثقافة البيضاء البغيضة التي عشعشت في رأسه كل هذه القرون بحسب كلام الباقر!. نستطيع أن نلمح بوضوح نبرة الإقصاء المضاد. فناء معنوي يعتمل الفناء المادي لآخر ما!.

    متابعة لي كلامي الفوق ، د. الباقر صمم أيدولجيا مضادة لأنه وجد ان النظام
    (الدولة و النخب المسيطرة) ، تشن حربا" لا هوادة فيها مستخدمة الهوية العربيةالإسلامية
    كورقة مهمة في هذه الحرب.
    Quote: فإذا ما تصورنا أن أحد الرجال من أولي الحكمة تصادف أن مر بثلاثة رجال يتشاجرون فوق قطعة أرض كل يود حيازتها بالكامل وهم دينكاوي وجعلى ومحسي. أعتقد أن ذاك الرجل سيكون كل إنتباهه مشدودآ إلى قطعة الأرض لا إلى خلفيات الرجال القبلية. سيفكر في حل. فكرة ما يستطيع أن يقبلها الرجال الثلاثة (يقتنعون بها) على أساسها ربما رضيوا بتقسيم قطعة الأرض بينهم بالتساوي أو تركوها بالكامل لأحدهم وزيادة على ذاك ربما تخلق تصور ما في الوعي الجمعي بالعيش السلمي المشترك عبر الفكرة المجردة بحكم الضرورة: رؤية كلية، على أساسها يستطيع الرجالة الثلاثة العيش في سلام وهم متجاورون دون أن يقتل أحدها الآخر أو يعتدي على ممتلكاته أو حقوقه المادية أو المعنوية أيآ كانت.

    بالتأكيد أنت تعلم يا محمد جمال إنو الهويات دي( جعلي، دينكاوي ،محسي) ،هي نفسها تشكلت في إطار
    صراع (رأيي أن الهوية و في بدايات تشكلها،تشكلت بفعل الصراع مع الطبيعة و مع الآخر علي الموارد الشحيحة) ومن ثم أصبحت من أدوات الوعي المسيطر في الصراع (يعني تحولت من مفعول الي فاعل)
    إها الرجل الحكيم دا في رايي هو الصراع من قبل المهمشين (زيفا" بأسم الهوية و حقيقة" الصراع
    من أجل البقاء في مواجهة الطبيعة و الآخر دا في القديم ، وحاليا" الصراع من أجل ديمقراطية الدولة
    و ديمقراطية الإقتصاد و الحقوق و الحريات).
                  

05-05-2011, 08:39 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: aydaroos)

    صباح النور يا عيدورس (عندنا هنا في هولندا صباح) والسودان برضو والخليج كمان صباح.... إذا انت في بلد تانية مساء الخير.
    وخلينا نصحصح تمام ونشرب الشاي باللبن ونجيك.
                  

05-05-2011, 09:30 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    صباح الخير يا محمد جمال و كويس اللسع مع الشاي باللبن و ما بدلتوها
    بالكوفي :) .. بواصل أنا لحدي ما تجي
    Quote: واضح عندي أن المسألة الجوهرية تكون: دستورية وقانونية وليست "هوية"!. لأنك لا تستطيع ولا يجب ومن غير المنطقي أن تحدد لي "هويتي" الذاتية لكنك تستطيع بالطبع كسلطة قانونية كدولة (أو في فضاء آخر، مثقف "ثائر" أو من كنت) أن تقول أو تحدد لي حدود تصرفاتي تجاه الآخرين "عدالة" قانون دون أن تقول لي تخلى عن جسدك أو دينك أو ثقافتك أو ما تقول به من تاريخ لنفسك أو ما تدعيه من لون لبشرتك "هويتك الذاتية". هذا ليس من شأنك بل هو شأن الفرد وحده وبالأحرى هو شأن الآخر على إطلاقه. أنت لا يجب أن تقيم محاكم تفتيش!. علينا أن نتحدث فقط عن العدالة والقانون. هو ذاك إعتقادي.

    أنا هنا بختلف معاك، الهوية الجماعية للدولةهي مصالح إقتصادية يحرسها الوعي الإجتماعي/الإقتصادي المسيطر و يعبر عنها بالدساتير و القوانين، وكمان زي ما قلتا ليك بهناك
    هوية الفرد هي إختياره(نظريا" علي الأقل)، لكن هوية الجماعة الإقتصادية/الإجتماعية/السياسية
    هي أداة للصراع و السيطرة وليست تعبير عن الذات الإجتماعية فقط.
                  

05-05-2011, 10:30 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: aydaroos)


    كتر خيرك صديقي محمد جمال الدين في الخروج بالفكرة من دائرة المؤانسة المحدودة الى حيز الفضاءات العريضة..
    اكثر ما يصيبني بالأزمة العميقة هو الكلام عن الهوية السودانية ما هي اين هي كيف هي..!
    فكرة العيش المشترك..و الوجود المشترك هي اقرب ما يحسم هذه المسألة الشائكة..و تحتاج الى حفريات مستمرة.. قعدنا عنها في السنوات الماضية..و لكن يجب أن تستمر..!
    لي ملاحظات قديمة على افكار دكتور الباقر..و لكنها ضاعت تحت سنابك المساسقة..و سوف احاول تجميعها من الذاكرة.. فليست المأساة أن يكون اللون هو الحكم.. أو الدين هو الحكم .. أو الثقافة هي الحكم..و انما الحكم الأساسي أن يتلفت الجميع الى الجامع و هو وحدة الوجود المشترك في رقعة جغرافية محددة اسمها السودان..و كذا وحدة العيش المشترك..و هذا اذا تعمقنا فيها نجد أنها تستوعب فكرة التنوع و التعدد الإثني و الثقافي و الديني و الجمالي و الأخلاقي..و ليها محددات تنبع من السيوسيولوجيا (العلم الغائب في السودان)..
    دولة المواطنة الحقة لا تقوم على اساس لونك أو ثقافتك أو دينك..و انما على اساس قدرتك على التسامح و احترام الآخر غض النظر عن لونه أو دينه أو ثقافته..و هذا الآخر لم يأتي في طريقك مصادفة..و انما هناك تراكمت عيش مشترك ووجود مشترك اجبرته و اجبرتك انا تكونا معا.. اذن سؤال هوية السودان الذي يحسم وفق تقييمات عاطفية مسبقة مثل اللون و الدين و العرق و الجهة الجغرافية ..فهو سؤال اعتباطي في نظري..!
    اتمنى أن اجد الفرصة لصياغة تلك النقاط بصورة محكمة..و احيك على المثابرة..
    و دمت..
    كبر
                  

05-05-2011, 01:34 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: Kabar)

    العزيز عيدروس... سلام... تقول:
    Quote:
    محمد جمال الدين إزيك بي جايي
    أنا شايف إنو في السودان ظلت الدولة و بعض المجتمع يعلي من شأن
    الهوية العربيةالإسلامية ، الدولة تستخدم الوعي بالهوية كأداة للسيطرة
    و بعض المجتمع يستخدم الهويةالعربية الإسلامية ليقمع أغلبية المجتمع
    في عنصرية سافرة (و كافرة). منه أنا ما بستغرب إنو المثقفين المدافعين
    عن المهمشين (والمهمشين في معظمهم إصحاب هوية غير عربية)، يلتفتون لسؤال الهوية
    بإعتباره السؤال الأساسي لهزيمة الوعي المسيطر ، و منهم الباقر عفيف.
    أنا بتفق معاك إنو سؤال الهوية ما هو السؤال الصحيح
    و التغيير لا يكون بملاحقة أسئلة الوعي المسيطر ، لأننا بهذا ننشغل بأسئلة ينتجها
    وجوده المادي علي مستوي الوعي ،بدل أن ننشغل بالسؤال الأساسي وهو
    (الأساس الإقتصادي/الإجتماعي لوجود الوعي المسيطر) لتغييره.
    وإنا بقول إنو إجابة السؤال الأساسي دا :
    النخب المرتبطة بالدولة(الأفندية و الجيش و الشرطة والحرفيين و التجار الخ..الخ
    كل المرتبطين بالحضر، بصمة الدولة في السودان)
    والزعامات القبلية و الدينيةالتي تقوم بالتوسط بين الدولة و الكيانات
    الإجتماعية/الإقتصادية السابقة للحضر "القبائل،العشائر".
    طيب إذا إتفقت معاك إنو سؤال الهوية ماهو السؤال الصحيح، كيف نواجه
    تحدي الهوية في دولة بي تقتل مواطنيها لأنهم كفار و لانهم زنوج؟
    علي مستويين:
    المستوي الأول بكشف و إضاءة الهويات الأخري، الإعلاء من ثقافتها و لغتها و دينها.. ألخ.
    المستوي الثاني نزع سلاح الهوية من الوعي المسيطر بإيضاح زيفها و إحاديتها و عدم شموليتها

    و في نفس الوقت نناضل من أجل دولة لا تفرق بين المواطنين علي أساس العرق أو الدين أو الثقافة
    بالنضال الأساسي ضد الأساس المادي للوعي المسيطر.


    دا كلام مهم جدآ عندي.
    نعم إنه صراع الرؤى. هناك مجموعة كبيرة من الناس تجعل من المقدس منطلق للمصلحة المجردة "الدولة".
    سآتي على ذلك لاحقآ بتفصيل أكبر.
    الآن أود أن يؤشر لشي مهم جدآ وخطير جدآ يجعل من الحديث عن الهوية مجرد "جوطة" ليس إلا. وهو تصور كثير من الناس أن الدين في شكله المطلق يكون "هوية" جامعة لكل المؤمنين به... لا، لا يكون. وإنما تكون على سبيل المثال الطائفة الدينية كما أن العرق بمعناه الواسع لا يكون هوية وإنما تكون العشيرة والقبيلة.

    العروبة والإسلام (عرق ودين) ليسا هوية إلا مجازآ. لا توجد هوية فاعلة وحية تقوم على الدين في إطلاقه. (تفصيل أكثر لاحقآ).

    وبالتالي أي حديث عن العروبة والإسلام كهوية قيمية بالمعني المطلق للكلمة تشمل الناس بشكل تلقائي دا خطأ كبير. لا يحدث!. وإنما ينطلق بعض الناس من هوياتهم القيمية ليأسسوا هويات رؤيوية (الدستور الإسلامي، مثلآ) في سبيل السيطرة على الدولة "الرؤية الكلية" = الهوية الكلية. جماعة محدودة من الناس. فتصبح الدولة دولتهم من حيث الرؤية ولا يشعر الآخرون بالإنتماء لها كما يحدث في حالة السودان. أنا لا أشعر الآن بأي إنتماء للدولة. لا تمثلني. لا تمثل لي هوية. مثلي ومثل الكثير من الناس. كون الدولة هي دولة الإنقاذ. لا دولتي لا دولتنا. نحن ننتمى للدولة المشروع. دولة رؤآنا غير المتحققة في أرض الواقع في مقابل الدولة القائمة التي تتمنى فناءنا المادي والمعنوي بل وتعمل لأجله كل يوم. أتصور أن أجمل خبر تسمعه الدولة عند كل صباح هو موت الإنسان!.

    محمد جمال
                  

05-05-2011, 02:09 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    الزميل والصديق العزيز كبر... سعدت أيامك... إتفاق بالكامل معك حين تقول:
    Quote:
    كتر خيرك صديقي محمد جمال الدين في الخروج بالفكرة من دائرة المؤانسة المحدودة الى حيز الفضاءات العريضة..
    اكثر ما يصيبني بالأزمة العميقة هو الكلام عن الهوية السودانية ما هي اين هي كيف هي..!
    فكرة العيش المشترك..و الوجود المشترك هي اقرب ما يحسم هذه المسألة الشائكة..و تحتاج الى حفريات مستمرة.. قعدنا عنها في السنوات الماضية..و لكن يجب أن تستمر..!
    لي ملاحظات قديمة على افكار دكتور الباقر..و لكنها ضاعت تحت سنابك المساسقة..و سوف احاول تجميعها من الذاكرة.. فليست المأساة أن يكون اللون هو الحكم.. أو الدين هو الحكم .. أو الثقافة هي الحكم..و انما الحكم الأساسي أن يتلفت الجميع الى الجامع و هو وحدة الوجود المشترك في رقعة جغرافية محددة اسمها السودان..و كذا وحدة العيش المشترك..و هذا اذا تعمقنا فيها نجد أنها تستوعب فكرة التنوع و التعدد الإثني و الثقافي و الديني و الجمالي و الأخلاقي..و ليها محددات تنبع من السيوسيولوجيا (العلم الغائب في السودان)..
    دولة المواطنة الحقة لا تقوم على اساس لونك أو ثقافتك أو دينك..و انما على اساس قدرتك على التسامح و احترام الآخر غض النظر عن لونه أو دينه أو ثقافته..و هذا الآخر لم يأتي في طريقك مصادفة..و انما هناك تراكمت عيش مشترك ووجود مشترك اجبرته و اجبرتك انا تكونا معا.. اذن سؤال هوية السودان الذي يحسم وفق تقييمات عاطفية مسبقة مثل اللون و الدين و العرق و الجهة الجغرافية ..فهو سؤال اعتباطي في نظري..!
    اتمنى أن اجد الفرصة لصياغة تلك النقاط بصورة محكمة..و احيك على المثابرة..
    و دمت..
    كبر


    نعم عندي أن القصة قصة "عيش مشترك" لا هوية. فإن جاز لي أن أتماها مع من يتصورون أن الهوية هي الحل. فلي أن أتصور لو أن كل الناس نهضت من النوم في أحد الصباحات فوجدوأ أنفسهم جميعهم 100% عرق واحد ودين واحد ولغة واحدة وآمنوا جميعهم بأنهم من نسل كوش. هذا لن يغير أي شيء على أرض الواقع. ستكون هناك حرب وعنصرية وسيطرة أحادية على السلطة والثروة وناس كوش البحر لن يزوجوا بناتهم لناس كوش جبال البحر الأحمر وناس كوش جبال النوبة سيتعالون على ناس كوش الصحراء بإعتبارهم ناس كوش وهم (مثال) وهلمجرا. هل دا كلام خيالي. لا!. هو متحقق في أرض الواقع.
    نمشى الصومال زيارة نشوف هناك في شنو؟.
    100% أفارقة 100% عرق واحد 100% لون واحد 100 % لغة واحدة 100% دين واحد "الإسلام" 100% تاريخ واحد (حضارة بنت" و100% وانت ماش لا يوجد شعب في الدنيا مية المية مثل الصوماليين!. لكن ماذا هناك: قدر من العنصرية والتمييز يفوق تصورات النازية الألمانية، تفتت إجتماعي، حرب، موت، لا دولة، فوضى، فناء دمار. مشكلة للبشرية جمعاء مش للقرن الأفريقي ودول الجوار فقط. (دا واضح؟. مش كدا).

    هناك شعوب على النقيض تنعم بتعدد يفوق الخيال لكنها تعيش الحضارة وتصنع للصومايين ولنا التكنلوجيا التي نقتل بها بعضنا البعض وتصنع لما نبقى منا الطعام وتقرر في شأننا في المجالس العالمية وتأتي برؤوسنا للمحاكم الدولية كونهم مجرمي حرب.

    الهوية الواحدة ليست الحل. الهوية لا تمثل الحل في أي مستوى من مستوياتها. كما أن الهوية ليست هي المشكلة!.
    في ناس بتستغل الهوية عشان مآربها؟!. طبعآ نعم. وهؤلاء لا يستغلون الهوية فقط إنما كل شيء كل شيء. ولو أن السودان كله قنع بكونه كوش (مثال) فإن هؤلاء القوم سيعيدون كتابة التاريخ من جديد فيصبحون هم من نسل أركماني ويرسمون شجرة نسب جديدة لأسلافهم ويقعدوا في السلطة كما كانوا لكنهم كوشيون هذه المرة، أصفياء كوش وزبدتها. فالهوية بريئة منهم من ناحية ومن التهم التي تلصق بها من الجانب الآخر.

    ودي،

    محمد جمال
                  

05-05-2011, 03:20 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    كوش

    طيب خلينا نتكلم شوية عن كوش كمثال لهوية جامعة يقال بها!.

    لحظة وأعود.
                  

05-05-2011, 03:28 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    وكوش التي أعني هي طبعآ الممالك النوبية العظمى التي عناها د. الباقر العفيف في مقطع من ورقته (المعنية هنا) جئنا به أعلاه وهو كالتالي:

    Quote:
    (السودان الشمالي الحالي هو موطن الثقافة النوبية التي ازدهرت لعدة آلاف من السنين قبل مولد المسيح، وهو موطن الممالك النوبية العظمى. وتقف الأهرامات حتى الآن في أرض النوبة، شاهدة علي عظمة الأمة النوبية. وفي القرن الثامن قبل الميلاد قامت المملكة النوبية باحتلال كل أرض مصر وفرضت سلطانها علي وادي النيل . وكانت مملكة النوبة لاعباً أساسيا في المسرح العالمي في العالم القديم، و أقامت الصلات مع عدة حضارات. وكما أوضح لويدس بنغاي "للسودان الشمالي حضارة قديمة مزدهرة، سابقة لحضارة مصر الفرعونية ولمجيء الإسلام. وكانت النوبة ذات علاقة مع كل حضارة ظهرت في مصر .. الإغريق .. الرومان .. العرب .. الأتراك والبريطانيين" .).


    يتواصل...

    محمد جمال
                  

05-05-2011, 04:37 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    up
                  

05-05-2011, 04:39 PM

عمر عشاري
<aعمر عشاري
تاريخ التسجيل: 08-22-2009
مجموع المشاركات: 1777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    محمد جمال الدين

    ماكُل هذا الجمال

    وأي فائدة ومعرفة يتضمنها هذا البوست ؟

    أقرأ في هذه الأيام للمرة الثانية كتاب الهويات القاتلة لأمين معلوف وبصدد تقديمه وطرحه للنقاش في منتدى دال الثقافي الأربعاء المقبل

    كنت أتساءل لو سمحت لي بالإستدلال ببعض ماجاء في حديثك ...مشيرا للمصدر بالطبع ؟

    نظرت لساعتي فوجدت ان إطلاعي المتأني لماجاء في تحليلك أعلاه فوت كل مواعيدي

    لست نادما يامحمد

    شكرا جزيلا
                  

05-05-2011, 05:16 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    كوش التي أعني هي كوش الأيدولوجيا لا كوش التاريخ (الحضارة النوبية العظيمة) تلك الحضارة التي ليست محل فخر كثير من السودانيين فحسب بل محل إحترام العارفين في كل زمان ومكان، هي إرث البشرية جمعا!. كما أنني لا أعني كوش كتنظيم سياسي أكن له ولأعضائه أسمى معاني التقدير والود ومنهم من هم أصدقائي المقربين (ذاك أمر ربما أتينا إليه لاحقآ).
    أعني كوش كهوية جامعة الأمر الذي يقول به من حين إلى آخر عدد من المثقفين السودانيين ليس د. الباقر وحده. أي إستعادة كوش في وعينا الغائبة أو المغيبة عنه بفعل فاعل. كوش كهوية كلية "جامعة" بديلآ للقائم في الواقع وبل بديلآ للتصورات الأخرى من قبيل الغابة والصحراء وهلمجرا.

    هل هذا ممكن؟. أعني هل تستطيع كوش أن تعود إلى وعينا فنصبح كوشيون من جديد؟.

    غير ممكن!.

    كوش تستطيع أن تكون هوية آيدولوجية (رؤية ذاتية للعيش المشترك) لكنها لا تستطيع أن تكون هوية قيمية من حيث أنها حضارة تقوم في البعيد (مئات أو آلاف السنين). إذ نستطيع أن نسمي السودان كوش (نغير الإسم) مثلآ… مع العلم أن السودان يعني بلاد القوم السود عند العرب القدامى كما أن كوش تعني بلاد القوم السود عند اليهود القدامى. لكنا لن نصبح كوشيون، مجرد إسم من الأسماء لن يغير معاني الواقع ومحتوياته!.

    كوش لن تعود إلا إذا إستطاع التاريخ إعاده نفسه بالتمام والكمال. ورجعنا نعبد آمون ونحج إلى جبل البركل ونقيم القتل الطقوسي ونسجد لأبادماك (الإله رأس الأسد) وندين بالولاء والطاعة للملك أركماني وتكون عاصمتنا من جديد في مروي. لا ليس ذاك فحسب!. لا بد أن نعمل على إسترجاع ال
    ٍSetting fully
    أي نعمل
    Back up
    نرجع للواقع الفراعنة و الإغريق و الرومان و العرب ورماة الحدق و العثمانيين وبريطانيا العظمى.

    هذا مستحيل طبعآ!. لن يحدث. غير ممكن...... (إذن ماذا نفعل ونحن نعيش البؤس؟)!.

    يتواصل... نظرة في كوش كهوية جامعة.

    محمد جمال
                  

05-05-2011, 05:35 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    شكرآ نصر على إطلالتك من هنا... ومرحب بيك كتير
                  

05-05-2011, 05:56 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    عمر عشاري العزيز...
    شكرآ للمجاملة الجميلة.
    وأنا والله آسف جدآ إني أخرتك من مواعيدك لأنك بتقراني، والله ما قصدي - : )

    وأنت يا عزيز حر حرية تامة في أن تنقل ما تشاء أعتبر "الحاجة" دي حقتك ولو ما خايف على سمعتك الأدبية حط فيها إسمك : ).

    وحقوق بكري أبو بكر دا موضوع انت عارف تحسمو... أنا ما عندي مشكل.

    ودي وحبي وتقديري،

    محمد جمال
                  

05-05-2011, 08:30 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    الأديان "السماوية" ذاتها كلها من جذور كوشية (تلك هي قناعتي الذاتية). آمون ومن سبقوه من أسلافه الكوشيين (آمون الفرعوني، كوشي) تركوا الساحة طوعآ لقيم جديدة "آلهة" جديدة أرقى وأعظم في سلم الحضارة. فعلوا ذاك بوعي نير. كون تلك هي أشياءهم التي صنعوها بأيديهم وعقولهم النيرة، عن قصد!. لماذا يتراجعون؟.لا لن يفعلوا!. لم يفعلو. أمون ذاته قال لا!. وذهب إلى متحف الإلهة مزهوآ بنفسه يضحك ضحكته الأزلية من الخليقة والخلائق.

    تلك الأديان هي زبدة حضارتنا "الإنسانية". هل تكون مأساتنا عندها. نعم!. ربما. لكن لا يجب أن ننكرها (بسبب الضيق) فنتراجع إلى الوراء ونتوسل إلى آمون وأبادمك كي يغفروا لنا شر أعمالنا ويعودوا إلينا من جديد كوننا قوم فاشلون!. ذاك مجرد غوص رومانسي في التاريخ البعيد لن يجدي فتيلا وسيضحك منا آمون من جديد. كوش تحولت إلى وعي إنساني عظيم جاء من عظمة كوش في وعيها الإنساني الرفيع جدآ والذي يتجاوز التاريخ فأصبح آمون وأبادامك وبينهما ومنهما يلمع لموسى نور في جبل طور. و القافلة مستمرة تسير فوق شعاب التاريخ بلا هدنة .

    هؤلك هم أسلافنا نودعهم في حبنا المهيب لهم في مسيرتهم الأزلية ونقول لأحفادهم سلام "وعي جديد" لكنه لا يتوقف!.




    يتواصل... نظرة في كوش كهوية جامعة.

    حبي،

    محمد جمال

    ...............التعديل........
    لاشي مهم

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-06-2011, 06:19 AM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-06-2011, 06:24 AM)

                  

05-06-2011, 00:44 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    لنمضي إلى الأمام في فكرتنا الأساسية...
    مع أسمى معاني الود...
                  

05-06-2011, 01:05 AM

عبدالغني محمد الحاج

تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 320

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    تحية أستاذ محمد

    ما رأيك في ما يقوله الاخ بشاشا من أن كل السودانيين أفارقة وليس لهم علاقة بالعروبة ولا مستقبل لهم بدون الرجوع لافريقيتهم والتخلص من ما يعانونه الان بسبب ارتباطاتهم بالعروبة
                  

05-06-2011, 09:18 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبدالغني محمد الحاج)

    عبدالغني محمد الحاج... سلامات
    مرحب بيك... ولحظات ونعود. ... مع أنني أتمنى أن ترفق مادة مكتوبة تسند سؤالك... فإن كنت أنا وأنت نعلم بما يقول الزميل بشاشا فربما بعض القراء لا يعلمون. كما أنني للأمانة أنا في حد ذاتي لفترة طويلة جدآ كنت غائب عن المنابر لظروفي الخاصة.

    ودي

    محمد جمال
                  

05-06-2011, 01:01 PM

عبدالغني محمد الحاج

تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 320

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    هذين مثالين من فكرته عن أن حل كل مشاكل السودان لا بد أن تبدأ من التفكير بعقيدة المركزية الإفريقية بدل أفكارنا الحالية لمشاكل السودان بواسطة المناهج الغربية والمدارس الفكرية الفربية أو الإستلاب لأفكار العروبة والإسلام لأن إفريقيا أصل الأنسان والأديان ولا حل إلا بالرجوع للفكر المنطلق من المركزية الإفريقية



    Quote: ماالمقصود بالعقل الجلابي؟

    طريقة تفكيرنا السياسي، الاقتصادي والاجتماعي الحالي، عامة، كشعب سوداني.

    ماهي ابرز روافد وخصائص العقل الجلابي؟

    سياسيا،
    هيمنة مطلقة لشريحة اجتماعية محددة، اقتضته، مصالح الاحتلال الثنائي، العربي، والغربي لبلاد السودان.

    الاحتلال الغربي، عبر تاريخ استعماره لافريقيا، مارس تكتيك، فرض هيمنة اقلية شريحة محددة، علي اغلبية السكان، باعتباره انجع الطرق للتحكم الاستعماري علي مصائر الشعوب من الداخل، وبالوكالة.

    بخلاف السودان، من ابرز النماذج، نجد رواند، جنوب افريقيا، بل كل القارة تقريبا.

    ننوه، الاحتلال، لم يستورد عجينة المادة الخام، المطلوبة، لانجاز هذه الصياغة، وانما، وباستمرار الاحتلال نجح في استثمار مدخلات الانتاج المطلوبة، الاصلا، كانت موجودة وبكثرة، كارث ثقافي، وكمثال نسوق نظام "الCAST" الكوشي المعروف عالميا، كاساس للبناء الاجتماعي، في الثقافة الافريقية!

    ننوه ايضا، نحن لانسعي لاستخدام الاستعمار، كشماعة نعلق عليها، فشلنا، كقوم سود، بقدرما سعينا لسرد حقائق تاريخية، مجردة.

    اجتماعيا،
    الهيمنة السياسية، وبالتالي الاقتصادية، رفدت علي نحو مرضي، نزعة التفوق لدي الشمالي. ليصبح تفوق وتميز الشمالي، اساس البناء الاجتماعي كله في السودان.

    من الجانب الاخر، نجد ارث الاسترقاق، لنا كقوم سود، فاقم تماما، من نزعة السطو علي هوية الغازي، والناخس العربي تحديدا، لعامل الاسلام، كطوق نجاة، من مهانة الانتماء، للجنس الاسود، مادة الاستعباد الاساسية، لشعوب الارض قاطبة، وعلي نحو حصري، علي مدي ال600 سنة الماضية، من تاريخ البشرية عامة، والسودان خاصة، اكبر واعرق حقول، محصول الارقاء السود، علي الاطلاق!

    ارث العبودية، يظل العامل الاكبر علي الاطلاق، في تكوين وجدانا الحالي، وبالتالي، اكبر مدخلات انتاج العقل الجلابي!

    ادعاء هوية غزاة بلاد السود، بواسطة شريحة الجلابة تاريخيا، مرتبطة ارتباط عضوي، بي محاولات الانفكاك والانعتاق من العبودية، وبالتالي، دونية السودان.

    استصحاب هذه الخلفية مهم للغاية، حيث العروبة، كهوية، غير مطلوبة لذاتها، وبمعزل عن ارث العبودية في السودان!

    لهذا السبب في اقصي الشمال، العروبة كهوية مرزولة تماما، ولكنها مطلوبة وبشدة، من ذات الفرد، الدنقلاوي او الحلفاوي او المحسي، متي غادر "البلد" بالالف واللام، باعتبارها الملاذ، والعاصم، من مهانة الانتماء لجنس العبيد، اي السودان، اي الزنوج، اي غير الشماليين!

    بالذات ان شريحة الجلابة، وبدا من الغزو العربي الغربي في 1821م تحولت بالكامل الي وسيط، اكتسب اكل عيشه من النخاسة والاتجار في بقية السودانين، وبالتالي، ادعاء هوية الغازي، العربي، خدم وبشدة نزعة الجلابي، للتمايز، وبالبطبع التميز، عن بقية السودانيين، اي بضاعتة البشرية.

    مراجع تاريخ تكوين الخرطوم، كعاصمة للغزاة العرب والغربيين، بجلاء تحدثنا عن استخدام الهوية العربية من قبل اقلية الجلابة، الساعد الايمن، للنخاس العربي والغربي، بغرض التمايز عن غير الجلابة من بقية السودان، اي الزنوج اي العبيد، المجلوبين للبيع حينها، عن طريق الجلابة كوسيط!



    Quote: رغم المرارة اللتي تعتريني، لكني سعيد بقبر هذا السودان المصري الا نجليزي، والي الابد، لتشرق شمس كوش من الجنوب مرة اخري من جديد!

    علي مر الالاف السنين، كل ما افل شمس حضارتنا في الشمال، نجدها دوما، اشرقت من الجنوب، ابتداء من الاسرة الاولي منذ 5,000 سنة، الدولة القديمة، وانتهاء بالاسرة 25 منذ اكثر من 2600 سنة من تاريخ اليوم!

    ما المقصود بي "اصلك عرب قراريش"؟

    هذا التعبير ماخوذ من دفتر ادبيات الصراع القبلي في اقصي الشمال اي مناطق من يسمون انفسهم "نوبيين" حصرا!

    والله عمري مانظرت لي روحي ك"دنقلاوي"، بل لااسمح حتي داخل اسرتي بتقديمي ك"دنقلاوي"!

    هذه قبلية لا ارضاها لنفسي قط!

    دعك من دنقلاوي، سوداني زاتا، بنقبلا علي مضض!!

    فانا افريقي اولا ثم سوداني full stop!
                  

05-06-2011, 01:39 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبدالغني محمد الحاج)

    العزيز عبد الغني محمد الحاج ،
    مرحبآ بك مجددآ. أنا لست مفتي الديار المنبرية... لكنني بعد سأقول ما عندي فيما أتيت به "أعلاه" من وجهة نظر.

    قليلآ وأعود.

    محمد جمال
                  

05-06-2011, 03:56 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: الأمر عندي ليس كذلك كون الهوية الكلية ليست معطى جاهز يتم تصفيفه أو توصيفه بالمزاج أو عبر الافكار المجردة وحدها وإنما تقوم كشعور ينبني في المقام الأول على المصلحة المادية وحدها ( بقاء ومعاش وأمن ورفاهية الإنسان والجماعة)



    Quote: نعم عندي أن القصة قصة "عيش مشترك" لا هوية. فإن جاز لي أن أتماها مع من يتصورون أن الهوية هي الحل. فلي أن أتصور لو أن كل الناس نهضت من النوم في أحد الصباحات فوجدوأ أنفسهم جميعهم 100% عرق واحد ودين واحد ولغة واحدة وآمنوا جميعهم بأنهم من نسل كوش. هذا لن يغير أي شيء على أرض الواقع.




    العزيز/ محمد جمال الدين

    تحية طيبة
    جميل فتح مناقشة على هدوء لبحث ما يخصنا

    ربما أتيت على عجالة وسوف أتابع معكم بما تيسر بعد قراءة متأنية

    ذكرت أن ( الأمر عندي ليس كذلك كون الهوية الكلية ليست معطى جاهز يتم تصفيفه أو توصيفه بالمزاج أو عبر الافكار المجردة وحدها وإنما تقوم كشعور ينبني في المقام الأول على المصلحة المادي..)

    سؤالي هل الهوية معطى أم مختلق؟
    حتى يتبين نوعية العيش الذي نريد، أهو عيش مشترك أم عيش مختلق يقوم على الكذب ليستأثر لنفسه وينكر غيره؟
    هل بالاصطناع أم بالحقائق الأنثربولجية و التاريخية وحدها؟ إذ لا دخل للغة، الدين والثقافة التي ذكرت موضع في جزر الهوية لأن الأخيرات غير موروثات و إنما مكتسبات (ملحقات بالهوية و ليس أسها)

    من هو الذي وصف الهوية بالمزاج أو عبر الأفكار المجردة؟ أليس هذا البوست في دائرة الأفكار المجردة ( مخالف للواقع) في معرفة حقيقة مختلف عليها؟

    ((نعم عندي أن القصة قصة "عيش مشترك))
    قصة العيش المشترك هي المحصلة فعلاً بل هل كان تفتق ابتداع الأنساب العربية التي تدل على السمو و بالتالي إفساح مقعد العيش لها على مرجع (الخلافة في قريش) خارج عن فكرة العيش غير المشترك؟

    و السؤال المحوري:
    هل ما يجري من تقهقر الآن ومنذ استقلال السودان خارج عن إطار أزمة العيش من خلال الاعتماد على الهوية(صراع القيم والرؤى والمصالح) ، أم لك معول آخر ؟
                  

05-06-2011, 05:36 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: آدم صيام)

    العزيز آدم صيام
    سلام
    نعم يا أستاذ صيام الهوية عندي : ( الهوية الكلية ليست معطى جاهز يتم تصفيفه أو توصيفه بالمزاج أو عبر الافكار المجردة وحدها وإنما تقوم كشعور ينبني في المقام الأول على المصلحة المادية في المقام الأول).
    هو ذاك ما أرى.

    هل هناك أي تناقض في كلامي يضاد هذه الفكرة كما ألمحت انت إلى ذلك؟. لا أعتقد!.

    خلال الأربع ورقات التي أبتدرت بها هذا الطرح لم أقل ولا مرة واحدة "مثلآ" أن هوية السودانيين عربية أو أفريقية أو سودانوية . وإنما تحدثت على الدوام عن ثلاثة أشياء جوهرية:
    1- حاولت تعريف الهوية ومستوياتها ومآلاتها ومرجعياتها ومكوناتها الداخلية نظريآ وعمليآ وكيف تولد وكيف تعيش وكيف من المحتمل أن تموت (الهوية بمعناها المطلق).
    2- العيش السلمي المشترك (كيف يكون من وجهة نظري من الناحية التقنية) دون أقول بعد تفصيليآ بوجهة نظري الذاتية عما هي أفضل النظريات الآيدولوجية لتحقيقه في عين الوجود (ربما أفعل لاحقآ).
    3- رأيت أن الهوية من حيث هي مرجعية قيمية ليست المشكلة وليست الحل!. وأنما هي حق من الحقوق الأساسية مثلها ومثل الرغيف "كل إسان أو جماعة من حقها أن تمتلك هويتها الذاتبة "القيمية والريؤية" دون تدخل من الآخرين من كانوا بما في ذلك الدولة. بل أكثر من دلك من حق الإنسان كما الجماعة أن يرفض الدولة "الهوية الكلية" ويطالب بدولة خاصة بجماعته وهو حق أصيل من حقوق الإنسان يعرف بحق تقرير المصير. وبالتالي رأيت أن من حق الأسود أن يكون ذو ثقافة بيضاء. لما لا؟. من حقه مادام سلوكله لا يتعارض مع القانون وإلا سيتعرض للعقوبة كما من حق الأبيض "ما أراد" أن يكون ذو ثقافة سوداء. لما لا؟. هل نحن قيمون على الناس!.

    وجئت بعدد كبير من الأمثلة منها الصومال (الإنهيار) ورواندا (التطهير العرقي، هم أفارقة 100% = زنوج) وتستطيع أن تضرب مثال جديد بما يحدث في المنطقة العربية: ليبيا واليمن (أمثلة حية) بأن العروبة كمرجعية إثنية لا تعني شيء كما بنفس القدر الأفرقانية ويستطيع الناس من الإثنية الواحدة أن يفتكوا ببعضهم البعض ويطهروا بعضهم البعض تطهيرآ عرقيآ (قبليآ وعشائريآ) دون أن يعني لهم شيء العرق الواحد ولا اللون الواحد ولا اللغة الواحدة ولا الدين الواحد ولا التاريخ المشترك.

    هناك مشكلة في السودان طبعآ. أزمة لا يخطأها صاحب بصيرة. مشكلتان جوهريتان في الحقيقة. مشكلة قديمة وأخرى جديدة.

    المشكلة القديمة تكمن في أن السودان الذي نراه اليوم لم يكن في لحظة من التاريخ بلد واحدة بإراده أهله لا عبر التراضي والوفاق ولا حتى عبر العسف المادي وحده (دع عنا المستعمر بعيدآ هذه اللحظة). نتج عن ذلك عدم وجود إرث نظري أو عملي للعيش المشترك (مما جعل الناس تنظر إلى بعضها البعض كأعداء في كثير من المرات).

    المشكلة الثانية هي إقحام الدين والعرق بمعناهما القيمي لحسم المعارك السياسية (المصالح) وكسبها عبر أقصر وأرخص السبل تكلفة "على حساب الإنسان" وكان هنا أس الدمار.
    هذا بإقتضاب ولو إذنت لي سأعود في وقت لاحق بتفصيل أشمل لوجهة نظري هذه.
    وانت تقول:
    (ربما أتيت على عجالة وسوف أتابع معكم بما تيسر بعد قراءة متأنية).
    ومرحبآ بك وبآرائك القيمية والتي أثق في أنها ستضيف إلى وعيي وإدراكي الخاصين شيئآ جديدآ.

    ودي،

    محمد جمال
                  

05-06-2011, 07:26 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    معليش يا عبدالغني محمد الحاج... حاولت أرد على مداخلة آدم صيام من قبلك. لسببين:
    الأول لأعتقاد مني أن الرد على ما جئت به موجود في الحلقة الثانية "أعلاه" والثاني أنك تستفتيني في آراء آخرين (حقك طبعآ) لكني لم أسمع بعد وجهة نظرك حول الأمر (ودي ما مشكلة كبيرة) بس رأيت أن الأمر قد يكون غير مستعجل. وبعد سأعود إليه في وقت لاحق.

    تقبل إعتذاري.
    ودي،
    محمد جمال
                  

05-07-2011, 11:34 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    قليلآ ونواصل...
    تحياتي
                  

05-09-2011, 08:56 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    وكمان!
                  

05-10-2011, 10:55 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    Get up

    عشان الواحد ذاتو مع زحمة الدنيا دي إقدر أتذكر.

    ودي
    محمد جمال
                  

05-13-2011, 04:23 AM

عبدالغني محمد الحاج

تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 320

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    أعيد شكري لصاحب البوست علي الموضوع المهم
    مع الرجاء بمزيد من المداخلات المتنوعة في هذا الموضوع المهم
                  

05-13-2011, 01:53 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبدالغني محمد الحاج)

    شكرآ عبد الغني على الإهتمام.

    ربما كانت هناك أشياء أهم فلساحة تعج بالرؤى والأفكار والهموم والأحداث. وهو أمر طبيعي في ظل أوضاعنا الإستثنائية التي نعيشها في سودان اليوم. هناك صراع حقيقي ودامي وهناك صراع آخر متوهم أو مختلق وكله صراع لأن صراع الوهم ذاته آيدولوجيا هدفها إهدار الصراع الواقعي.

    وشكرآ لك مجددآ ولجميع الأعزاء الذين مروا من هنا. وإن كان هنا شيئآ مفيدآ سيقى وإن لم، فلا ندم. هي مجرد محاولة صغيرة مني .. ربما أفعل غيرها لشرح وجهة نظري ومناقشتها من جديد فيما يتعلق باطروحة الهوية وما إليها.

    ودي،

    محمد جمال
                  

05-14-2011, 00:50 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    يا صديقي الذي قلت له مرارا وتكرارا بأني سألتقيك عند أحد المنحنيات، وها انت تمضي لتشرح الفكر البشري والواقع البشري ، لا ادري لقد تعرفت على الداء
    أم مازالت تفتح أحشاء الهوية لتعرف أسودها من أبيضها ؟ .. المهم في الأمر ياصديق ومنذ أن حاولت أن اكتب شعرا هرميا بلغة وافدة ، ومثل ما حاولت أبني
    خيمة في الذاكرة أجدها لا تستقر إلا بالقدر الذي يجف فيه العسب وتسوخ المياه في الباطن السحيق ليظل الجذر هو المكان، نعم هو المكان هذا الحيز الذي
    الذي يشغلنا نحن البشر، ويسطر عليه الإله برغم من أنه يتسع لنا جميعا. نعم جميعا البشر والدواب والإله، حملت معولي ذات مرة لاصادر من النهر بعض
    الماء وجدت الماء في كل الاحوال هو الماء ولكننا نعتكره بالحركة، نخلق منه لونا مغايرا. ونستنبت منه المكان أخضرا مزهرا وبعض الثمار.

    قرأت أكثر من مرة وفي أيام مختلفة ، كنت أبحث فقط عن وسيلة تسترجع كل الحقوق الي أهلها الحق هو رأس المال المسلوب تاريخيا بواسطة
    التفكير من أجل الذات ، والاهل هو كل الهوامش المكانية ولا زمان سوى ذلك المقدار المسلوب والذي علينا إسترجاعه. قبل ايام قليلة إصطحبت إبنتي
    الي المشفى ، وكان على الإنتظار حتى تنهي من تقويم اسنانها التي نبتت بشكل ملتو بعض لبنات الطفولة. جذبني فلم كرتون لا تستغرق فتره 15 دقيقة
    وهو عبارة عن بعض البط وصع أصحابه ماركة لاصقة على شكل كف من الخلف ، أحس ذلك البط بانه متميزا عن أترابه حينما ينزلون على البحيرة
    وحينما يتناولون بعض خراج الشط. مر بالبحيرة أحد المروجين لبضاعتهم المتنقلة ليصطادون كل العملات من صغار البط بحجة الترفيه، كانت بضاعته
    عبارة عن مدينة ملاهي متحركة على ظهر شاحنة ، نصبها قريبا من البحيرة ولكن لا أحد أقبل عليه من صغار البط ، وجد أحد الأطفال على هامش من البحيرة
    وحاول أن يقنعه بأن يجرب متنزهاته، كان الطفل حانقا وغاضبا ومقهورا لانه قبل سويعات حاول ان يقترب من البط الممرك من الخلف فرفسه كبيرهم بعيدا
    في إشارة له بأنه درجة أخرى وحلف مختلف عن مجموعته "الممركة" . إقترح طفل البط على صاحب الملاهي أن يدفع له مايملك من المال إذا إستطاع أن يبصمه
    من الخلف بذات الماركة سيدة الاصابع . وافق صاحب الملاهي وأنجز المهمة بنجاح وحظي بالمال. توجه صغير البط للبحيرة مختلطا بذلك الحلف الممرك
    فمضى الامر عاديا ، ولكنه لم يعود منذ ذلك الوقت الي حلفه القديم. راقب رجل الملاهي الحدث بنظرة مشحونة وإبتسامة الدهاء والمكر وقفز الي مدينة ملاهيها
    مستجمعا لها على الشاحنة وإنطلق لا يلوي على شئ في سرعة جنونية. بعد فترة قصيرة أقبل يقود شاحنة متخصصة في " التمريك" ههههه ما على وزن أمريكا هههه
    على شكل لعبة ، وبها نظاما على شكل قمع عريض يسمح لمرور البط من داخله ونظاما آخرا يضع الماركة على الخلف من غير أن يحس الخارج من ذلك القمع .
    إختار خمس بطات من الحلف الذي لا عليه ماركة وإقترح عليهم بأن يجعلهم يلهون مرة واحدة فقط مجانا ، وقد كان حينما فاكتشف كل واحد منهم بانه قد ممركا
    وعلى قرب نظر من الحلف الغير ممرك . حينها قدم كل ذلك الحلف للتمريك ، فوضع الرجل سعرا عاليا فلم يكن يعني ذلك شيئا مقابل التمريك بالنسبة لهم
    تدفعوا المبلغ وتدافعوا على الماركة خرج بعضهم ممركا من الامام والآخر من الخلف بعد ساعات وجد البط الممرك من الامام أنه مميزا عن بقية الحلف الممرك من الخلف
    وهكذا صار الرجل يغير النظام من الخلف الي الامام ثم يجد بعضه غير ممركا لا من الخلف ولا من الامام " حالتهم الطبيعية" فيحسون بالتمييز عن الذين ممركون
    وفي كل هذا صار الرجل غنيا من أموال البط بعد أن أخذ كل ما معهم ..ولكن في الخلاصة عرف البط أن الرجل خدعهم ولم يغير اي شئ من كونهم بط
    فثاروا عليه. هههههههه.
    لو فهمت حاجة من هذه التمريك تكون فهمن موضوع الهوية الممل بذات القدر من الملل الذي سردت به الحكاية. لذلك هويتنا إننا بط ولاغير وعلينا أن نلعب ونعوم
    في مياه البحيرة ونصطاد القواقع والمحار والاسماك منها ومن الشط.

    لك التحية ياصديقي الجميل . المهم هو كيف نسنرد حقوقنا السليبة من هذا الرجل الغشاش.
                  

05-14-2011, 02:25 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    قصة موحية يا عبد المنعم. معبرة.

    ذكرتني بالشلوخ في السودان والعلامات المختلفة التي يفعلها الناس على وجوهم وأجسادهم. الرجال يفعلونها لتقول بخلفياتهم ومرجعياتهم القيمية "هوياتهم" وفيها إعتداد وتمييز عرقي/قبلي/عشائري وفيها أشياء عملية من قبيل تعرفني و أعرفك في ساحة القتال أو عند المآزق الحرجة. والنساء يفعلنا غالبآ ليقلن أنهن جميلات وأنهن حرات وأنهن من نسل كريم فغير الأحرار ليس من حقهم "التشليخ" إلا إذا حدث وأن عتقوا.

    تلك هي الماركات وعندما أشكا ل وأنواع لا حصر لها. ونحن بط!. الفرق الوحيد بيننا والبط في قصتك أن بطنا لا يستطيع أن يتمركن "يتشلخ" كله بالتساوي حتى لو أراد. وتلك هي القضية. الأمر الذي قلت به مرارآ وتكرارآ في معرض حديثي عن الهوية وهو: الحق. الحقوق. أنت من حقك أن تتمركن زي ما انت عايز (أن يكون لك ماركتك الخاصة بك حقيقية أو متوهمة "مصنوعة بفعل فاعل" دي ما المشكلة) المشكلة تبدأ عندما يسعى أحدهم إلى منعك حقك البدهي والشرعي في التمركن أو عدمه وفق إرادتك وحدك "أنت" كبط مفرد. هنا يبدأ نوع من الصراع جديد يحتمل التطهير "البطي" لعرق البط. لأن التفكير سيتمحور على جسد البط بدلآ من أفكاره أو آيدولوجياته وهنا يكون التراجع عن الحضارة متجسدآ في الفناء المادي.

    شكرآ ليك كتير على القصة وعلى الزيارة وإن شاء الله نزورك في بوستات الأفراح والقصص الملاح : ).

    محمد جمال
                  

05-15-2011, 01:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    Will be continued...
                  

05-16-2011, 02:49 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    العزيز محمد جمال

    تحياتى

    Quote:
    2- العيش السلمي المشترك (كيف يكون من وجهة نظري من الناحية التقنية) دون أقول بعد تفصيليآ بوجهة نظري الذاتية عما هي أفضل النظريات الآيدولوجية لتحقيقه في عين الوجود (ربما أفعل لاحقآ).
    3- رأيت أن الهوية من حيث هي مرجعية قيمية ليست المشكلة وليست الحل!. وأنما هي حق من الحقوق الأساسية مثلها ومثل الرغيف "كل إسان أو جماعة من حقها أن تمتلك هويتها الذاتبة "القيمية والريؤية" دون تدخل من الآخرين من كانوا بما في ذلك الدولة. بل أكثر من دلك من حق الإنسان كما الجماعة أن يرفض الدولة "الهوية الكلية" ويطالب بدولة خاصة بجماعته وهو حق أصيل من حقوق الإنسان يعرف بحق تقرير المصير. وبالتالي رأيت أن من حق الأسود أن يكون ذو ثقافة بيضاء. لما لا؟. من حقه مادام سلوكله لا يتعارض مع القانون وإلا سيتعرض للعقوبة كما من حق الأبيض "ما أراد" أن يكون ذو ثقافة سوداء. لما لا؟. هل نحن قيمون على الناس!.

    وجئت بعدد كبير من الأمثلة منها الصومال (الإنهيار) ورواندا (التطهير العرقي، هم أفارقة 100% = زنوج) وتستطيع أن تضرب مثال جديد بما يحدث في المنطقة العربية: ليبيا واليمن (أمثلة حية) بأن العروبة كمرجعية إثنية لا تعني شيء كما بنفس القدر الأفرقانية ويستطيع الناس من الإثنية الواحدة أن يفتكوا ببعضهم البعض ويطهروا بعضهم البعض تطهيرآ عرقيآ (قبليآ وعشائريآ) دون أن يعني لهم شيء العرق الواحد ولا اللون الواحد ولا اللغة الواحدة ولا الدين الواحد ولا التاريخ المشترك.


    أعتقد أن أفضل حل لمشكلة الهوية في سودان اليوم هو تفعيل مفهوم العيش السلمى المشترك الذى أشرت اليه في الاقتباس اعلاه. فيمكن القول بأن في السودان مجموعة هويات-جمع هوية - تختلف من مجموعة سكانية الي أخري و من جهة مكانية الي أخري، تتمايز هذه الهويات في الكثير من السمات والقسمات الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية.. الخ، و التي تميز كل مجموعة عن غيرها.

    و أعنى هنا بالعيش السلمى المشترك، أن تتعايش كل هذه الهويات المختلفة تحت سقف مسمى وطن واحد تحده الحدود الجغرافية للدولة السودانية الحالية و تحت الشروط التالية:

    دولة ديمقراطية مدنية تبعد الدين من السياسة، و تتيح لأى من المواطنيين للوصول الى سدة السلطة بغض النظر عن الدين و اللغة و الجنس و العرق
    دولة المواطنة التى يتساوى فيها الجميع أمام قانون واحد لا يستثنى أحد من المحاكمة اذا ارتكب اى جرم أو مخالفة قانونية.

    تحت ظل هذه الدولة يكون هنالك:
    تعليم عام و عالى غير مؤدلج، مبثوث في ثناياه مواد تربوية تساعد على نبذ العنصرية و الجهوية و القبلية و نشر ثقافة احترام الاخرين
    اعلام رسمى و خاص يبرز التنوع الثقافى من فنون شعبية و لغات محلية و فلكولور من كل ارجاء الوطن بغير إنحياز لجهة بعينها
    قوانيين تؤسس لمنع التمييز على مستوى التوظيف في كافة مؤسسات الدولة ( الخدمة المدنية و القوات النظامية) مع الشفافية الكاملة في طرح الوظائف و حق التظلم لكل فرد في الدولة السودانية أذا واجه التمييز في التوظيف في مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص ( التمييز علي اساس العرق و اللون و الدين و الجهة المكانية و القبيلة).
                  

05-16-2011, 06:25 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: سعد مدني)

    نعم ذاك هو الأمر يا سعد مدني... تلك هي القضية الأولى ... بل القضية الأولى والأخيرة "العيش المشترك" Samenleving وعندها فقط سنفهم أن هوياتنا هي نحن لا شيء غيرنا من طبائعنا وأقدارنا ومصائرنا وأيضآ من خياراتنا الذاتية بل عندها سنحب منا إختلافنا وتمايزنا وسنعي معناه وقيمته ا الثمينة و التي كنا نعمل على تجاهلها وعدم الإعتراف بها وإن أستطعنا محوها من الوجود في عمائنا وفي بلادتنا!.

    ولي عود.... ومرحبآ بك هنا يا سعد لما عهدته منك من همة ونشاط ومقدرة على الحوار البناء.

    ودي

    محمد جمال
                  

05-17-2011, 02:36 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    يتواصل...
                  

05-17-2011, 04:06 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    سلا مات ياصديق رحمه الله وغفر له ..من " سلا" هذا؟

    سلا هو ذلك الرجل الذي سلّ روحنا وخلانها مجهجهين في موضوع الهوية دا..هههههه.

    سلا يعيش بعيدا عن الذي يحدث هنا، ولكن جيشه يقاتل وقومه يبحثون عن الكلأ في مضارب الصحراء الصفراء.
    وتعجزهم الغابة بهويتها الخضراء ، ثارت عليه الاحراش ولقنته درسا تأريحيا، وها هي الاودية والأنهار تعري جثته وسيتم الإعلان
    قريبا عنها مدفونة في الرمال.

    فوق قصدي رفع البوست الي حين .
                  

05-17-2011, 04:12 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عبد المنعم وسلا... ألف مرحب بيكم : )

    سلا دا عنده رأي مختلف يا منعم؟. طبعآ من حقه... بس ما من حقه إسل روحك أو روحنا أو يمركننا غصبآ عنا وفق ماركته هو وذوقه الخاص وكمان بعد داك إحتمال يطالبنا بدفع ثمن الحبر والأختام ودفع ضريبة المجد الجديد : ).

    ملحوظة: أنا لا أعرف الرمز "سلا" لكنه قد يكون أيآ منا. ومعنم أعلم.

    سعدنا بوجودك هنا يا منعم. وودي غير محدود لسلا.

    "سلا"... هل يكون رمز "الآخر" فنقبله ونحبه كونه مختلف في القيم والرؤية و "الهوية" ؟. وطبعآ على أمل أن يحترم "سلا" هويات الآخرين التي وجدوا آبائهم عليها أو اختاروها لأنفسهم بمحض إرادتهم... والهوية هنا تعني القيم بمعناها المطلق والرؤية الذاتية والذوق الحسي للفرد. ولندع الهوية الكلية "الدولة" جانبآ الآن.

    محمد جمال
                  

05-17-2011, 10:09 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    نحن هنا لا نتحدث عن الهوية إنما عن "الحياة" بمعناها الواسع والشامل ... فإن تصور البعض "وهمآ" أننا نتحدث عن الهوية حصرآ فهم مخطئون!... للأسف.
                  

05-18-2011, 00:22 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    سلا مشتق من سلامات ويعني السلام ..مات. ههههه.

    لك التحية ولا تشتغل بخطرفاتي دي بس داير أرفع البوست عشان فيهو كلام مهم وجاي راجع ليهو بالمهلة.
    لك التحية وكل الود والإحترام.
                  

05-18-2011, 01:09 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    إعتذار
    ---------------
    لعن الله السياسة، وخبثها، ولؤمها. ولعن الله سوء الظن فهو خطيئة تفوح، وسوء الخلق فهو ذنب لا يغتفر..
    ورحم الله الصبر على القراءة والتأني في الحكم وأدامهما على خلقه.
    في هذا البوست فكر لا يخفى على من يطلع عليه، وفيه من كنائن الرؤى وعجائب الأطروحات ما يجعلك تحترم كاتبه وتقر له بالجهد والتعب..
    ولعل ما صرفني عنه من قبل هو توقيت كتابته-وليس في ذلك ما يعيبه- بل كان قد جاء في توقيت "تشاطنا" وتعاهدنا على الشطط في هذا المنبر تارة، وعلى العنف العنيف تارة أخرى عسى أن يرعوي عنا من لا يرعوي سوى بالغلظة، ولقد أكسبتنا تلك الغلظة جلافة جعلتنا ننظر بحذر لكل من يكتب وكأن أمره تهمة عليه ردها.. وهذا ما أوجب علينا الإعتذار عما دار في نفوسنا.. وكان من الممكن أن نتأسى بما جاء في الأثر عن ستر الله (فلا يكشفن ستر الله عنه).. ولكن قيل أيضاً أنه ما أسر احد سريرة الا أظهرها الله في سبحات وجه أو بين فلتات لسانه. وخفنا -لأن النقد فيه تمييز- إن بدأت مسيرة النقد أن تظهر من سخائم النفوس مظهر فأردنا تطهيرها بطلب العذر والاعتذار والسماح.

    ثم
    ------
    كما قلت- فإن ما جاء به الأخ الأستاذ محمد جمال الدين في هذه الورقة القيمة لهو جهد ممتاز، وينماز عما سبقه من جهود في هذا الباب بأنه قد قابل الأطروحات التي يفترض في اصحابها بأنهم قد ملكوا ناصية الأزمة فصار جهدهم عند شريحة محددة مسلما بها.. وفي البدء فإني أتفق مع ما جاء من نقد "للمسلمات"!! تلك التي تجعل الحقيقة في كيان واحد وفكرة واحدة إن أنت فارقتها فلقد فارقت ما علم من الفكر بالضرورة!! مثيلوجيا أخرى تريد أن تتحكم في مصائر الفكر، ويلخصها عمليا قبيل من أهل الفكر ينتمي بعضهم للإلحاد واللا دين والأصولية ولكنهم يتفقون في شيء واحد"فرض مسلماتهم على العقول" بصورة لا تقبل الجدل أو المراجعة.
    ولكنها تسقط -وبسهولة أمام إمتحانات النقد والتمحيص، أو تصمد بقوة فالأمر رهين بحقيقتها العلمية لا بما يظنه كتابها ومعتنقيها، يستوي في هذا الاستاذ بولا حول شجرة نسب الغول، والدكتور الباقر حول متاهة القوم السود أيا كان لون ثقافتهم، وابكر ادم اسماعيل في جدليته وغيرهم من مفكري السودان المحترمين.. والاستاذ محمد جمال.
    Quote: هل أقول بشكل مباغت أن "العرق والدين والثقافة والتاريخ" أشياء لا قيمة لها أمام السؤال الرئيس وهو سؤال "العيش المشترك"؟. سأفعل!

    هذا لعمري قول حق،
    إن كنت تعني به أن العيش المشترك يتطلب من الناس التسامي أمام الاختلافات العرقية والدينية والثقافية والتاريخية، أو كما تفضلت وقلت:
    Quote: وتؤشر عبارة "العيش المشترك" إلى أن الناس يستطيعون العيش في شبه نسق مغلق عبر الإتفاق فيما بينهم على مباديء محددة للتعامل السلمي فيما بينهم دون أن يعني بالضرورة أنهم يشبهون بعضهم البعض في كل شيء. وربما عني أنهم مختلفون ومتمايزون غاية الإختلاف والتمايز. لديهم على سبيل المثال خلفيات عرقية ودينية وثقافية وتاريخية وربما ظروف معائشية "إقتصادية" متباينة ومتمايزة (هويات مختلفة) لكنهم إمتلكوا الوسائل العملية الناجعة للعيش السلمي في "زمكان" واحد وفق نسق ما وذاك هو "العيش المشترك" Samenleving.


    ورغم أنني لست عليما بلغة (الدوتش) الا أني قد استعنت ببعض المعاجم ووجدت أن كلمتك السابقة تعني وببساطة "المجتمع" وربما تكون الدقة في ما اسميته انت (بالترجمة الحرفية)!! وعلى أي حال فإن ما ذهبت اليه انت في اقتباسي لك الآخير هو عين ما اتفق معك فيه، ويؤكد ما قلته سابقا من أنك تؤسس للعيش المشترك الذي يتسامى على الاختلافات الشكلية، ويتفق ويؤسس للتعايش بين ما يجمع الناس-الانسانية.
    ولكن
    هل يسعني -مع هذا، أو قل رغما عن هذا- بأن اصرح باتفاقي معك حول ما عنى لك:
    Quote: أن الحديث عن الهوية كمحور للأزمة السودانية هو عندي مجرد ترف فكري!.

    في البدء فإني لا ارى أن عبارتك بها اي قدر من القسوة، هي رأي مشروع وقد قيل في سياق مقبول وبتواضع علمي
    نعم، فإني اختلف معها خصوصا واني افترض أن المقدمات التي طرحتها في ورقتك هذه لا تؤدي للعبارة بصورة دقيقة..
    لأن افتراض الدكتور الباقر أن سؤال الهوية هو أس الاشكال، لا يعني أن التعايش المشترك هو الغاية التي تذهب نحو الخلاص من الاشكال..
    والاتفاق حول ان التعايش المشترك هو السؤال الأول في امتحان الدولة السودانية، لا يعني اطلاقا أن الدين والثقافة والعرق لم يشكلوا سؤالا مهما في التاريخ السوداني والحاضر أيضا..


    Quote: أليس من حقي أن أكون " أسود" ذو ثقافة بيضاء!؟.

    يبدو أن باب الاسئلة البديهية سيؤدي بالطبع الى أجوبة ذات منطق عتيد تؤسس لما بعدها بصورة قوية وظاهرة
    ولكني أيضا أعشم أن ما توافقنا عليه حول الثوابت يجعلنا أكثر شجاعة من الأجوبة (الابتزازية) التي تحاول أن تنشق على روح الفكر بدواعي الحقوق!!
    ومن أمثلة تلك الأجوبة (نعم) التي تؤسس لنسف مفهومي ينال كل الاطروحة التي تقدم بها الدكتور الباقر
    الا أن نعم نفسها حمالة أوجه..
    وتستحضرني في سانحة قصيرة قصة الشيخ الأكبر مع ابن رشد حين سأله الآخير:
    هل
    فرد الشيخ الأكبر
    بلى
    ثم أردف
    لا
    ...........
    ولعل شهادة المسلمين بالتوحيد تكفي لنقض طرف الاثبات كما أن نفي النفي اثبات، فهي لا النافية لوجود اله المثبتة لوجودة باستدراك الاستثناء.
    هل من حقك أن تعرف نفسك لنفسك؟
    هذا بالطبع من بدهيات الأمور، ولكن
    هل من حقك أن تغرر ثقافيا بنفسك، وهل من حقك أن تفرض ما غررت به على غيرك، ثم تنشر دفوعك وهجومك بوجه من يناقضونه
    هنا تكمن الإجابة ومن هنا سأواصل في المداخلة التالية
    ولك عظيم إحترامي وتقديري
                  

05-18-2011, 10:31 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    Quote:
    وإذا كان بناء الهوية يتم خصوصاً في التراتبية التي ينظم عبرها كل شخص انتماءاته المختلفة، فإنه من جانب آخر يمكن لبعض الهويات الجماعية أن تهيمن على هذا الشخص وتتحكم فيه. ذلك أن الهويات -على المستوى الجماعي- تشجع أحياناً سياسات سكونية تخدمها غايات رجعية ومخجلة. وفي هذا المعنى يعتبر مثال حروب يوغسلافيا السابقة بليغاً جداً، وكذلك الصراع الرواندي في استغلاله لهويات صنعت. وكما لاحظ ذلك فرانسوا بايار(31)، فإنه "لا توجد هوية طبيعية تفرض نفسها علينا بقوة الأشياء (...) بل لا يوجد إلا استراتيجيات تقوم على الهوية، يقودها بوعي فاعلون معروفون أو معينون: الحزبيون الشيوعيون الكبار من صربيا والذين تحولوا إلى وطنيين متطرفين، وكذا متطرفو الهوتو برواندا، والجميع مدعوم بمليشيا خاصة. وكذلك لا يوجد إلا أحلام أو كوابيس تتعلق بالهوية، نؤمن بها لأنها تدهشنا أو ترهبنا". هل يجب إذن هجر مصطلح الهوية الذي ارتبط كثيراً بالإيديولوجيا، ويفتقد إلى الوضوح المفاهيمي؟ لقد بدأت الانتقادات تصب من كل اتجاه. وهذا بيّن فكل مفهوم بارز دخل عصر الموضة يتعرض لمثل هذه الحملات. لقد لاحظ المؤرخ ألفريد كروسير منذ سنة 1994 أن "كلمة الهوية اليوم من الألفاظ القليلة جداً التي أفسدها الاستعمال" (32). واليوم فإن مفهوم الهوية أكثر انتشاراً بكثير مما كان عليه الحال منذ عشر سنوات، مع عدد ضخم من التعابير الغامضة المستعملة أحياناً لحد الغثيان، مثل: "أزمة الهويات"، و"تركيب الهويات"، و "الهويات المتعددة"... وظل رأي ر. بروباكر بلا جدوى حين قال: "لقد انهارت العلوم الاجتماعية والإنسانية مستسلمة لكلمة الهوية"(33)، وهي الكلمة التي يتهمها بحملها الخطير لمعان متعددة .

    ألا يجدر بالعلوم الإنسانية أن تهجر هذه المقولة "التي تتحدث إلى الناس"، والتي يطرد استعمالها أكثر فأكثر في الحياة اليومية في كلام الواحد عن نفسه، لصالح مفاهيم أكثر تحديداً وأقل التباساً؟ إن ج. ك. كوفمان يطرح السؤال نفسه: تبدو الهوية في المعرفة العادية وكأنها عبارة عن ماهية مستقلة أو معطى أولي، وهذا بالضبط ما تنكره البحوث الاجتماعية أكثر فأكثر، والتي تؤكد جميعاً على أن الهوية هي في الحقيقة نتاج تركيب معين. ورغم ذلك من الصعب أن نهجر مصطلحاً يعكس -في العمق- مشكلة اجتماعية، وإن كان في نفسه غامضاً. ومن المؤشرات على هذا التحول صدور كتاب حديث بهذا العنوان: هستريا الهوية(34). لقد بدأ المفهوم يغيظ. ولاشك أن هذا الفأل حسن بالنسبة لحيوية العلوم الإنسانية التي ستشهد لذلك بدء مناقشات بناءة. لكن أليست الكتابة ضد مفهوم الهوية نوعاً من الكلام عنها؟ ثم ألا يجدر بنا أن نحذر الهستريا المضادة للهوية كما نحذر من الافتتان الذي تحدثه أحياناً .


    .
                  

05-18-2011, 01:49 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: سعد مدني)

    لا يسعني إلا أن أرحب ترحيبآ حارآ بالأستاذ قصي مجدي سليم فهو بلا شك دفقة منيعة للمعاني... وفي إنتظارك يا قصي متى ما تهيأ لك العود.

    تحياتي،

    محمد جمال
                  

05-18-2011, 02:42 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    رسالة من الأستاذ محمد الحسن سليمان وصلتني عبر البريد الإكتروني أنشرها "أدناه" دون أن أدقق في محتواها بعد، لعل فيها ما يفيد حوارنا هنا:

    Quote: لأخ محمد السلام عليكم ورحمة الله
    لفت انتباهي خيطك
    يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر...ي كلام الباقر العفيف

    بسودانيز أونلاين –ولا أستطيع المشاركة بعد أن كفت يدي وغلت لوحة مفاتيحي واعتقل ذيل فأرتي- ولك الشكر على التفضل بوضع عنوانك البريدي متاحا .
    ما شاء الله عليك؛ لك طاقة كتابية طاغية
    القضية التي تتناولها مهمة وخطيرة ومسلك طرقك مختلف –بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع رؤاك- وأسلوبك جميل
    لذلك أنا مع الأخ عمر عشاري كاد حجز تذاكر الطائرة يفلت مني بسبب خيطك هذا وآخر موعد لشراء التذاكر هو 18 مايو الجاري!
    مقالتك هنا لا تكفيها القراءة المسحية على الشاشة لذا أدع التعليق متابعا
    وخروجا عن مووضعك أقول أولا:
    ويا لفرط ما أعجبني جمال جوابك على الأخ عبدالغني يا جمال : ((مع أنني أتمنى أن ترفق مادة مكتوبة تسند سؤالك... فإن كنت أنا وأنت نعلم بما يقول الزميل بشاشا فربما بعض القراء لا يعلمون. كما أنني للأمانة أنا في حد ذاتي لفترة طويلة جدآ كنت غائب عن المنابر لظروفي الخاصة)). وما أجمله من جواب يعز مثيله في جنبات هذا المنتدى!

    وثانيا يا جمال جذبني قولك عن الدكتور الباقر:(وأنا أكن للباقر العفيف إحترامآ خاصآ بالنظر إلى مساهماته الفكرية والعملية كباحث مجيد).

    ليتك تذكر لنا طرفا من مساهمات دكتور الباقر الفكرية والعلمية بسرد مؤلفاته العلمية مثل أوراقه المنشورة
    بمجلات محكمة أو كتبه .
    شخصيا قوبلت مرة بمثل هذا الكلام الذي تقوله اعتراضا على نافذة فتحتها لمناقشة كلام الدكتور الذي تتناوله هنا
    ولم أجد من أحد جوابا فذهبت أبحث في عدد من محركات البحث عن النشر العلمي وفي عدد من قواعد البيانات العلمية – واستخدمت اسمه بصيغ مختلفة- ولم أظفر بشيء ذي بال يدعم ما ذهبت إليه أنت بشأنه!.
    كل الذي وجدته هذه الدراسة التي لو لم تخل إلا من التنميط القبيح الظاهر القبح لكفاها ذلك بعدا عن الدراسات ومناهجها، وغربة الفكر وموارده، و مجافاة للعلم و العلمية!
    فكيف بها وقد حفلت بغير قبح التنميط من عيوب التهريج والمجانية وخطل الاستدلال وعور الإخلال وسقم الاختزال!
    نعم لم أجد شيئا يؤبه له غير إحالة مرجعية واحدة في الورقة المرفقة لك مع هذه الرسالة (وأترك لك تقويمها)
    وهذا هو قوقل سكولار دوني ودونك
    http://scholar.google.com/scholar?hl=en&sugexp=ldymls&x...ie=UTF-8&sa=N&tab=ws

    ختاما هذه مشاركتي الأولى إن تكرمت بإضافتها للخيط فلك الشكر المضاعف

    ولك على كل حال الشكر على الطرق الجميل المتفرد

    محمد الحسن سليمان
                  

05-18-2011, 02:49 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)
                  

05-18-2011, 10:06 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    طبعآ يا منعم... أستطيع أن أخمن.... نحن لا نزال ننطوي على "سنس أوف هيومر" ... وإحترام.

    و ... ود...

    تحياتي،

    محمد جمال
                  

05-19-2011, 00:32 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    ولك التحية يا سعد مدني لما جئت به من معلومات جديرة بالقراءة والنقاش.
    نقرأ بروية ونعود.
    ودي،

    محمد جمال
                  

05-19-2011, 03:09 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    الأستاذ محمد جمال.. تحية مرة أخرى واحترام..
    أحب ان اعتذر عن تأخري.. فللعمل ظروفه، وللمشغوليات سطوة، وللأطفال مثلها..
    والتأخير خير.. اذ انه احفظ للمرء، وأبلغ للحجة، ثم فيه ما فيه من كمال للخبر وصحة وبيان..
    لهذا فإني استميحك أن أخرج عن موضوعك الأساس لتناول ما جاء في رسالة السيد محمد الحسن سليمان..الغريبة حقا..
    غريبة لأنها لا تشبه البوست في شيء، فهي لا لغة ولا استدلالا بعمق هذا البوست، ولولا أنك قد انزلتها، ولو اننا مررنا عليها في مكان آخر لما وقفنا مجرد وقوف على مثل هذا القول:
    Quote: كل الذي وجدته هذه الدراسة التي لو لم تخل إلا من التنميط القبيح الظاهر القبح لكفاها ذلك بعدا عن الدراسات ومناهجها، وغربة الفكر وموارده، و مجافاة للعلم و العلمية! فكيف بها وقد حفلت بغير قبح التنميط من عيوب التهريج والمجانية وخطل الاستدلال وعور الإخلال وسقم الاختزال!

    هذا قول النفوس الكدرة..وأول علامات كلام النفس هو جنوح المقتدر عن البلاغة وتكرار النقد السلبي "قبح التنميط وتنميط القبح"والأوصاف غير الدقيقة "كالقبح لدراسة"
    ثم الوقوف المستمر على ان توصل لقارئك اثرا سلبياً!!(التهريج، المجانية، خطل الاستدلال، عور الاخلال، سقم الاختزال)!!
    وكأننا لو طلبنا بيانا لكل هذا لقام السيد محمد بمدنا بقائمة مطولة..
    والعجيب الأغرب أنه قد وصفك بـ:
    Quote: (ولك على كل حال الشكر على الطرق الجميل المتفرد)

    هذا لحديثك هذا، ولو أنك تكتب نقدا لموضوع به ما به من قول السيد محمد لحق علينا أن نرميك بالجنون، ونجري خلفك صائحين:
    جن ..جن
    لا جميل ومتفرد... فأي شروق هذا كدرته علينا بغيم رسالتك..
    ولكني اطالع عذرك (دون أن أدقق في محتواها بعد) وأشكر لك سعتك وديموقراطيتك..

    عموما فإن للدكتور الباقر العفيف عددا من المساهمات (الفكرية والعلمية).. ولمصلحة السيد محمد نقول بأن المساهمات الفكرية لا تقتصر على ما هو مكتوب في الدوريات العلمية المحكمة والكتب، وهو بطبيعة الحال متوفر وسنسرده لك تباعا، ولكن هناك المحاضرات التي تلقى على اصحاب الفهوم فيذهبون اليها في الشرق والغرب، ومنها اللقاءات التي يستضيفك فيها الاعلاميون في الغرب والشرق، ومنها البرامج التي والحوارات وغيرها..ومنها قووقل الذي اعياك ولم يفعل معي ببساطة: افتح قوقل.. اكتب بالعربي (الباقر العفيف) بتجيك الوصلة دي http://www.google.com/#sclient=psy&hl=en&biw=1003&bih=5...&fp=bb8e6790d5dc954b
    دوس عليها بتلقى في وشك اول حاجة وكيبيديا.. لما تخش جوه بتلقى في الكلام ده:
    (للدكتور الباقر العفيف عددا من المقالات والدراسات والكتب والمحاضرات المسجلة(أنظر الهوامش أدناه)وكتب لعدد من الدوريات العربية المتخصصة وغير المتخصصة كما يعد كتابه (وجوه خلف الحرب) من آخر وأشهر ما كتب منذ تفتق أزمة دارفور الراهنة بالسودان. له أيضا:
    ما وراء دارفور: الهوية والحرب الأهلية في السودان/ الباقر العفيف/ ترجمة: محمد سليمان/ القاهرة/ مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان / 132 صفحة.
    حقوق الإنسان في فكر الإسلاميين/ الناشر مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان/ القاهرة سنة النشر 2000/عدد الصفحات115)
    غير هذا فإن الباقر العفيف قد نشر له بمركز القاهرة لحقوق الانسان مجموعة من الأوراق، وكذلك بمجلة رواق عربي.. ونشرت له بعدد من الدوريات مجموعة من الندوات والمناظرات التي تم تفريغها ونشرها، كما أنه وبصورة متكررة يشارك في العديد من المؤتمرات العالمية وبأوراق علمية تلقى الاستحسان..
    في الختام.. يبدو أن القائمين على جامعة مانشستر يمنحون الدكتوراة لمن هم بعيدون عن الدراسات ومنهجها، كما نكاية فينا فإن جامعة الميتروبوليتان تقبلهم اساتذة بها!!

    ولي عودة استاذ محمد جمال الدين
    قريبا جدا
    ولك تقديري واحترامي
                  

05-19-2011, 04:22 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: قصي مجدي سليم)

    سلامات قصي،

    نعم الرسالة شملت لغة حادة ربما ليست ضرورية.

    وشكرآ للجهد على التوضيح يا قصي فيما يتعلق بمساهمات د. الباقر العفيف، سأطلع عليها لاحقآ.

    كاتبني أحدهم في الخاص يخبرني وفق ما يعلم أن الأستاذ محمد الحسن سليمان هو الأستاذ
    Mohamed E. Seliaman
    زميل بالبورد. في الحقيقة لا أعلم!. أقر بأنني كنت غابئآ لفترة ليست بالقصيرة عدة سنوات عن سودانيزأونلاين فغاب عني الكثير.

    وإن كان ما قيل صحيح فإن

    Mohamed E. Seliaman
    يستطيع أن يكون هنا وربما قرأ ورد. وإن لم يكن الأمر كذلك فالمعذرة للأخ

    Mohamed E. Seliaman
    كوني أقحمت إسمه في أمر لا يعنيه.
    ودي،

    محمد جمال
                  

05-20-2011, 11:36 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    أتابع سردك يا قصي وسأعود إليه في وقت لاحق.
    بس هنا حاجة صغيرة :
    Samenleving الهولندية مكونة من كلمتين:
    Samen وتعني معآ و Leving وتعني العيش وهي من Leven وتعني الحياة " het Leven" . ومعناها "الحرفي" العيش المشترك.
    ويتم إختصارها في كثير من الترجمات بكلمة "المجتمع" وهي ترجمة لا حرفية.
    والكلمة التي تعادل كلمة "المجتمع" لغة ومصطلحآ في اللغة الهولندية هي
    Maatschappij
    و
    Burgerlijke Maatschappij تعني المجتمع المدني
                  

05-20-2011, 09:59 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    الموضوع: للتوثيق والتأريخ - ما كتب عن الهوية السودانية والثقافة

    http://www.sudanesehome.com/forum/showthread.php?t=28388&page=2

    رأيت أن هذا "اللنك" ربما كان مفيد لحوارنا هنا كونه جمع عدة مساهمات تدور حول أطروحتنا هنا بما في ذلك ورقة د. الباقر العفيف المعنية.

    تحياتي،

    محمد جمال
                  

05-21-2011, 10:51 AM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: كاتبني أحدهم في الخاص يخبرني وفق ما يعلم أن الأستاذ محمد الحسن سليمان هو الأستاذ
    Mohamed E. Seliaman
    زميل بالبورد. في الحقيقة لا أعلم!. أقر بأنني كنت غابئآ لفترة ليست بالقصيرة عدة سنوات عن سودانيزأونلاين فغاب عني الكثير.

    وإن كان ما قيل صحيح فإن

    Mohamed E. Seliaman
    يستطيع أن يكون هنا وربما قرأ ورد. وإن لم يكن الأمر كذلك فالمعذرة للأخ

    Mohamed E. Seliaman
    كوني أقحمت إسمه في أمر لا يعنيه.
    ودي،


    اوتعني الحبشي!!!
    ما اظن.. ولا أحب أن يكون..
    -------------------------
    Quote:
    Samenleving الهولندية مكونة من كلمتين:
    Samen وتعني معآ و Leving وتعني العيش وهي من Leven وتعني الحياة " het Leven" . ومعناها "الحرفي" العيش المشترك.
    ويتم إختصارها في كثير من الترجمات بكلمة "المجتمع" وهي ترجمة لا حرفية.
    والكلمة التي تعادل كلمة "المجتمع" لغة ومصطلحآ في اللغة الهولندية هي
    Maatschappij
    و
    Burgerlijke Maatschappij تعني المجتمع المدني


    توضيح مهم جدا الى حين العودة
                  

05-21-2011, 02:22 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: قصي مجدي سليم)

    رسالة جديدة من محمد الحسن سليمان تعقيب على قصي سليم
    ا
    ((لأخ قصي السلام عليكم ورحمة الله
    كيف حالك ؟ أرجو أن تكون بخير
    وجميع الأهل .
    ولك الشكر على التعقيب على رسالتي بخيط الأخ محمد جمال الدين
    يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر...ي كلام الباقر العفيف
    بسودانيز أونلاين .
    قرأت ما تفضلت به من رد، وأعبر لك عن بالغ أسفي
    لانزعاجك من كلامي، كما أقدر لك حسن ظنك بي .
    ولا مانع عندي من التراجع عن الخطأ متى ما تبين، ولا مانع كذلك عن العدول عن آرائي على أساس بينة جديدة
    أو حجة كانت خافية فظهرت وبانت؛ هكذا أرى ينبغي أن يكون صاحب الموقف العلمي ( أو كما قال آي سي دافيز: http://onlinelibrary.wiley.com/ )
    لذلك يا أخانا قصي سأراجع ما كتبته يداي بحق الدراسة كلمة كلمة لأعدل عن كل ما تكشف على عن وجه عدوله عن الصواب.
    أبدا بقولي : ((الذي وجدته هذه الدراسة التي لو لم تخل إلا من التنميط القبيح الظاهر القبح لكفاها ذلك بعدا عن الدراسات ومناهجها، وغربة الفكر وموارده، و مجافاة للعلم و العلمية!))
    وأنقل إليك قول الدكتور : (إن الشمالي المتوسط ينظر إلي اللون الأسود كمشكلة تستوجب الحل. ومع أن الإناث يتعاملن معها مباشرة باستخدام الأصباغ، إلا أن الرجال يتعاملون معها بطريقة غير مباشرة أي الارتباط بأنثي فاتحة اللون).
    وربما تسأل يا قصي: وأين التنميط هنا ؟ (وأخشى أنك لا تراه!)
    وجوابي هو دعنا: نتفق على مفهوم التنميط وتعريفه أولا *.
    سنضرب سؤالا مهما :هل كلام منعم سليمان عن شبق الإناث الشماليات الزائد انطوى على تنميط ؟

    يتبع ما تيسر الوقت

    بالمناسبة لم آت على ذكر درجة الدكتوراه التي يحملها الدكتور العفيف

    لذلك أجد حديثك عن جامعة مانشستر واحتجاجك بها غريبا ، وهذا مبحث آخر .

    *http://dictionary.reference.com/browse/stereotype)



    ونعم يا قصي، أن محمد الحسن سليمان هو زميل المنبر
    Mohamed E. Seliaman
    لكنه ذكر لي في الخاص بأنه يعاني مشاكل فنية الشي الذي دعاه للمشاركة وفق هذه الصورة.

    وشكرآ لك أخ محمد الحسن سليمان على الإهتمام والمشاركة معنا بالرأي.


    تحياتي

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-21-2011, 02:36 PM)

                  

05-21-2011, 02:33 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    نبهني أحد المهتمين "مشكورآ" من مركز "
    الديموستنارة"
    إلى أن هناك مقالة للاستاذ عبد العزيز حسين الصاوي
    يناقش فيها الأفكار الواردة في ورقة الاكاديمية الامريكيه هيذر شاركي التي ورد ذكرها في البوست "أعلاه" اللنك باللغة الإنجليزية.
    لكني لم أستطع بعد الحصول على الورقة المعنية.
    ربما أحاول لاحقآ ما لزم.

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-21-2011, 02:38 PM)

                  

05-21-2011, 04:45 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    تبادلات صغيرة في الخاص بيني وقصي سليم ومحمد الحسن سليمان

    ((دا كلام جميل يا قصي... سأنقله إلى الخيط بعد إذنك مثل ما فعلت مع محمد سليمان فهو يعطى روح جميلة للحوار ولمعاني الإختلاف في الرأي وفي وجهات النظر... وكويس إنو محمد سليمان إبتدر هذه البادرة فالتحية له وجميل أن جعلني أتعرف عليه حين عرفني عبر فكرتي المجردة.
    ودي
    محمد جمال )).

    ((العزيز محمد الحسن سليمان
    تحية واحترام وسلام..
    وددت أن أعود اما كتبته فاجعله هباء، ليس لظني بان ما قلته خطأ نصاً،
    ولكن للهجة التي استخدمتها معك
    فما كان لي علم، ولا وددت، أن يكون ذلك أنت..
    من الناس من يستحقون الخطاب الخشن(كالانعام بل اضل).. ومنهم غير ذلك
    فيستحقون قولا لينا.. لعلمهم وسعة اطلاعهم.. وانت من هولاء
    ولكني جد عجب من قولك الذي قلت.. وعجبي أنك من اصحاب الاقتباسات القوية
    "كما فعلت" وكما اشرت للاخ محمد جمال في قوله الرائع حقا بضرورة المرجع..
    ما نقلته لي في ملف الوورد هو حقا قول نمطي... وانا اتفق معك في ذلك..
    ولكن ما نقلته اشبه بقوله "فويل للمصلين".. وهذا ما سأعود له بالتفصيل في
    رسالة أخرى..
    الا ان هذه الرسالة قد اتت عجلى حتى اعتذر لك
    وحتى أعود بالراي الأكثر تهذيبا ولياقة..
    ولا يفوتني ان الومك على مجيئك للسودان دون "عوافي" وكيفنكم
    محبتي الصادقة لك
    وأرجو ان تقبل اعتذاري مرة أخرى...

    قصي)).
                  

05-21-2011, 09:30 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    أدناه مساهمة من الأستاذ يوسف السمانى سالم (رسالتان)...أنقلهما وفق الإتفاق ولما تضمنتاه من إحتجاجات عامة ربما كانت لها علاقة عضوية بما نحن بصدده هنا، كما أنني أجدها أسئلة صعبة وصريحة وجدية وددت لو أشركت فيها من له علم.

    رسالة "1"
    (سلامات
    قرأت لك بوست فى سودانيز أون لاين,,,مفاده ''العيش المشترك'' للسودانيين,,,وبالرغم من مضمون البوست لا يتحدث عن الهوية,,,,لكن عاوز أسألك سؤال ماذا تعرف عن دار حامد فى شمال كردفان أو المنطقة عموما كجزء من السودان العريض,,,,يا ريت أوراق مكتوبة أو أى شئ مماثل ,,,,سبب طلبى هذا أن الأكادميين يجهلون عن هذه المنطقة الكثير كما نجهل عنها نحن أبناءها,,,,شايفك فى تحليلك الجميل وفى معرض ذكرك عرضا للعرب الجهنيين ذكرت الشكرية شرقا والبقارة فقط غربا ولم تشر الى مجموعة دار حامد مثلا (أكتر من مية قبيلة مختلفى السحنات),,,,
    ,وأول مرة أراسل رجل أكاديمى ,,,,على العموم منطقتنا أكثر منطقة يمكن تلقى فيها تداخل قبلى وتعايش من مختلف قبائل السودان,,,,لكن ليس هناك تعليم للأسف بسبب اشاعة من زمن التركية للأسف ,,,,ومعظمنا تلقى تعليمه بعد الجفاف الذى اجتاح المنطقة 84 وطبعا عندنا القليلون الذين تلقوا تعليم مبكر مثلا بعض ''المجانين'' (= احدى بطون مجموعة دار حامد) منهم رئيس البرلمان الحالى أحمد أبراهيم الطاهر واخرون

    عموما أنا كتبت ليك عشان شايف انو دى اكتر منطقة فقيرة ومظلومة على مستوى السودان حتى على مستوى التاريخ أو الاوراق المقدمة على الهامش ولا يذكرها أحد الا فيما ندر وأعنى البحوث بصفة خاصة للناس الاكاديميين
    يوسف السمانى سالم).

    رسالة "2"
    (سلامات,,,
    مشكور جدا على الرد على الرغم أن ما أرسلته لك يمكن أن يصنف بأنه خارج الفكرة التى أردتها لمقالاتك ''التعايش السلمى'' .لكن كما قلت يمكن أن يكون غبننا نحن من نوع اخر مافى تأريخ مسجل بصورة واضحة للمنطقة بالرغم من ثقل المجموعات التى تسكنها وبالرغم أن التسمية نفسها دار حامد تشمل كل من سكن المنطقة من فروع دار حامد المختلفة (ما يقارب مائة فرع) أو من القبائل الاخرى ''الجلابة'' كما تسمونهم ومعظمهم الجعليين القادمين من الشمال و الجموعية والجوامعة والكواهلة وحتى جيراننا الكبابيش (أعنى الكبابيش الداخل حزام دار حامد),,,غياب المعلومات التأريخية لحزام كبير زى دا طبعا ناتج من نقص التعليم فى المنطقة الا من رحم ربى ,,,ولم يوثق للمنطقة من كتبوا التاريخ,,(دا غبنى أنا شخصيا غايتو) ,,,,
    يعنى انحنا لو ربنا ما حبانا بناس نالوا حظا من التعليم لماذا لم يوثق لنا الاخرون,,وأديك مثال بسيط حدث نزاع على الحدود (شَقَّة) بين دار حامد والكبابيش ,,,لم يجد الناس خريطة لحدود الا خريطة الانجليز حتى أن حجة الكبابيش كانت أقوى (عشان عندهم ناس متعلمين أكثر شفتا كيف),,,,ضربت لك القصة فقط للتوضيح,,,وقصة أخرى طريفة ويمكن تهمك ,,,زى ما قلت ليك المجانين = إحدى بطون مجموعة دار حامد المختلفة,,,,ربنا حبا بعض شبابهم بالتعليم المبكر مثل أحمد ابراهيم الطاهر,,,,وقبله أحد أولاد سهل أظنه مشاور جمعة سهل عندما أعلن الاستقلال من داخل البرلمان ''قال باسم مجموعة قبائل دار حامد المختلفة'',,,,الان بعض شبابهم المتعلم سايق خط إنو ما دار ''بقولوا نحنا مسلمية'' فقط ساكنين أراضى دارحامد,,,فقط بسبب أن معظم دار حامد ومنهم المجانين نزحوا الى أطراف المدن بعد مجاعة84وبعض النساء أشتغلن بعض المهن الهامشية (مثل شوايات فى ىسوق الناقة أو ستات شاى أو حتى خدم فى المنازل بحثا عن لقمة حلال),,,,
    لهذه الأسباب أنكر بعض مجوعات دار حامد بعضهمم البعض فتصور (طبعا حجتهم مافى بت عرب حرة بتشتغل شغل زى دا),,,,أطلت عليك ولكن سأحكى لك قصة حدثت فى منبركم هذا فى بوست ضجة لعزام حسن فرح بعنوان ''ولن ترضى عنك الغرابة حتى تأكل الكول باستمتاع'' فى بنية فى المنبر أسمها سارة على أظن أن ما قاله عزام صدمها جدا,,,المهم نزلت صورتها الشخصية وقالت ليهو وعاين للصورة دى كويس وأمسحها من البوست ,,,قالت ليهو أنا غرابية ودار حامد وافتخر جدا إنى غرابية ''انا ما شفت الصورة لكن متصور شكل الصورة'' ,,,ا
    لمهم فحوى رسالة سارة على لعزام '''انتو يا الطارحين أنفسكم منظرين لحل مشاكل السودان ما عارفين أى حاجة عنو'',,,
    وطبعا صاحب البوست رد ليها فيما معناه ''انا حا أحتفظ بالصورة دى لحدى ما أتأكد انو انتى جد غرابية ولة بتهظرى'',,,وفى ايام الجامعة كان زملائى يسألوننى السؤال التقليدى انت جنسك جعلى,شايقى ولة ة محسى كنت بقاتل عشان اثبت ليهم يا أخوانا والله أنا ما واحد من ديل أنا غرابى من كردفان (والكلام دا حتى للمثقفين منهم) ...ذكرنى القصة دى رد سارة على لعزام فرح,,,,,لو الكلام دا بفيدك يمكن تنقلو لبوستيك,,,,,لكن يظل الاتهام قائما : حتى انتو يا المثقفين ما عارفين السودان الطويل العريض دا,,,,,ولو عارفنو ومسقطننا منو كدا تبقى دى كارثة,,,,,,وقصدى تحديدا الناس الكاتبين papers عن المهمشين من أبناء المهمشين أنفهسم مالم كاتبننا معاهم الا إشارة ,,,,يعنى عشان شمال كردفان محسوبة فى مثلث حمدى ولة شنو؟ ,,,وهذا لا يسقط عنها إنها أقل الولايات تنمية والقبائل التى تسكنها لم تعبر عن نفسها بسبب قلة تعليم ابنائها وبسبب أن الحكومات السابقة والحالية لم توليها االاهتمام الا ايام الانتخابات وأبناء الهامش الذين عبروا عن أنفسهم ليس منها وكذلك الاكادميين الذين تناولوا مناطق السودان بالبحث ليس منها..... يوسف السمانى سالم).
                  

05-21-2011, 10:32 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    كلام aydaroos دا بدا لي في القراية التانية عميق جدآ لكنه مكثف بطريقة كبيرة وأظنني محتاج أقراه أكتر من مرة من جديد... وودت لو أشرت عليه ليشاركني البعض منكم قراءته من جديد:

    Quote:
    محمد جمال الدين إزيك بي جايي

    أنا شايف إنو في السودان ظلت الدولة و بعض المجتمع يعلي من شأن الهوية العربيةالإسلامية ، الدولة تستخدم الوعي بالهوية كأداة للسيطرة و بعض المجتمع يستخدم الهويةالعربية الإسلامية ليقمع أغلبية المجتمع في عنصرية سافرة (و كافرة). منه أنا ما بستغرب إنو المثقفين المدافعين عن المهمشين (والمهمشين في معظمهم إصحاب هوية غير عربية)، يلتفتون لسؤال الهوية بإعتباره السؤال الأساسي لهزيمة الوعي المسيطر ، و منهم الباقر عفيف. أنا بتفق معاك إنو سؤال الهوية ما هو السؤال الصحيح و التغيير لا يكون بملاحقة أسئلة الوعي المسيطر ، لأننا بهذا ننشغل بأسئلة ينتجها وجوده المادي علي مستوي الوعي ،بدل أن ننشغل بالسؤال الأساسي وهو (الأساس الإقتصادي/الإجتماعي لوجود الوعي المسيطر) لتغييره.

    وإنا بقول إنو إجابة السؤال الأساسي دا :
    النخب المرتبطة بالدولة(الأفندية و الجيش و الشرطة والحرفيين و التجار الخ..الخ
    كل المرتبطين بالحضر، بصمة الدولة في السودان)
    والزعامات القبلية و الدينيةالتي تقوم بالتوسط بين الدولة و الكيانات
    الإجتماعية/الإقتصادية السابقة للحضر "القبائل،العشائر".
    طيب إذا إتفقت معاك إنو سؤال الهوية ماهو السؤال الصحيح، كيف نواجه
    تحدي الهوية في دولة بي تقتل مواطنيها لأنهم كفار و لانهم زنوج؟
    علي مستويين:
    المستوي الأول بكشف و إضاءة الهويات الأخري، الإعلاء من ثقافتها و لغتها و دينها.. ألخ.
    المستوي الثاني نزع سلاح الهوية من الوعي المسيطر بإيضاح زيفها و إحاديتها و عدم شموليتها

    و في نفس الوقت نناضل من أجل دولة لا تفرق بين المواطنين علي أساس العرق أو الدين أو الثقافة
    بالنضال الأساسي ضد الأساس المادي للوعي المسيطر.
                  

05-22-2011, 02:04 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    يامحمد غايتو بوستك دا لو مرق من يدك ما أظن نقدر ندخل للنقاش المحاور إتعددت وفتحت جوانب تحتاج الي تلخيصات.
    وموضوع الهوية دا إتناقش كتير في المنبر دا ولم نصل الي نتائج محددة الإشكال معقد نسبة لعدم وجود خط ديمغرافي
    يحدد وضع السودان الحالي كدولة ، السودان دولة متعددة الإرث الثقافي نسبة لحراك إجتماعي وتأريخي شهدته هذه المنطقة
    تحديدا عبر حركة الشعوب وتمددها عبر السنين.

    لذلك أرى من الافضل هو دفع النقاش الي كيفية تكسير مركزية الثقافة العربية الإسلامية التي سادت الدولة بها ردحا من الزمن
    وخلقت جملة من الإشكالات التي تتجلى حاليا في صراع " البط" للتمايز وفي السيطرة على الموارد. اتفق مع العيدروس في جانب
    Quote: الدولة تستخدم الوعي بالهوية كأداة للسيطرة و بعض المجتمع يستخدم الهويةالعربية الإسلامية ليقمع أغلبية المجتمع في
    عنصرية سافرة (و كافرة). منه أنا ما بستغرب إنو المثقفين المدافعين عن المهمشين (والمهمشين في معظمهم إصحاب هوية غير عربية)،
    يلتفتون لسؤال الهوية بإعتباره السؤال الأساسي لهزيمة الوعي المسيطر


    واعتقد ان التفكير متاح لنتجاوز موضوع الهوية بتحديد المراكز والعمل على خلخلتها وهذا لن يتم إلا بإستعادة راس مال الهوامش الرمزي الذي
    تسيطر عليه تلك المراكز تأريخيا.
                  

05-22-2011, 02:38 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: وموضوع الهوية دا إتناقش كتير في المنبر دا ولم نصل الي نتائج محددة الإشكال معقد نسبة لعدم وجود خط ديمغرافي
    يحدد وضع السودان الحالي كدولة ، السودان دولة متعددة الإرث الثقافي نسبة لحراك إجتماعي وتأريخي شهدته هذه المنطقة
    تحديدا عبر حركة الشعوب وتمددها عبر السنين.

    لذلك أرى من الافضل هو دفع النقاش الي كيفية تكسير مركزية الثقافة العربية الإسلامية التي سادت الدولة بها ردحا من الزمن
    وخلقت جملة من الإشكالات التي تتجلى حاليا في صراع " البط" للتمايز وفي السيطرة على الموارد.


    عب المنعم
    ده كلام ولا اجمل
                  

05-22-2011, 03:07 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: قصي مجدي سليم)

    العزيزين محمد ومحمد
    تحية وود
    الشكر لجمال الدين اذ نقل ردي على رسالة محمد فأعفاني من الاعتذار والتطويل في هذه المداخلة..
    ولمن قرأ الرد، وللأستاذين خاصة، فإن الأستاذ محمد قد اقتبس النص الذي تشير فيه الدراسة لأفضلية اللون الفاتح لدى الشمالي، ولقد اتفقت أنا مع محمد لاحقا في ان النص- وكما اُقتبس من المتن- فإنه نمطي!!
    هذا الاتفاق جاء مردوفا بقولي أن النقل قد كان أشبه بالآية (فويل للمصلين)
    وحتى نستمر في النقاش الى الأمام سأنطلق من هذه النقطة..
    لقد جاءت عبارة الدكتور الباقر كما اقتبسها الاخ محمد الحسن كالآتي:
    Quote: (إن الشمالي المتوسط ينظر إلي اللون الأسود كمشكلة تستوجب الحل. ومع أن الإناث يتعاملن معها مباشرة باستخدام الأصباغ، إلا أن الرجال يتعاملون معها بطريقة غير مباشرة أي الارتباط بأنثي فاتحة اللون).

    إن هذه العبارة مفخخة حقاً.. هي مفخخة بما سبقها من منهج.. وهي مفخخة في متنها المنقول حتى..
    وهي ايضا مشوشة اذا تم قراءتها مع ما قاله الأخ محمد(الحسن اعني) عن عدم المنهجية وهو ما لا نتفق معه.

    الفخ الأول، وهو أيضا ما يجيب على المنهج والمنهجية العمية، كان مرده للظن بأن العفيف يدلي بانطباعه الشخصي!! في حين ان الأمر أكبر من ذلك.. وهو ما تثبته الأسطر العشرون السابقة للعبارة!!
    تلك الأسطر التي تتوسط العبارة وأختها تماما حين قال العفيف مؤكدا:
    Quote: ولأن الزواج يعطي الأفراد فرصًا للتعويض والإكمال، فإن الفرد الشمالي المتوسط،
    يتطلع ويبحث عن الارتباط بآخر يكون قريبًا من المثال في اللون والقسمات.

    هذه العبارة، وأختها، قد أتت مدعومة بمرجع ميداني علمي كاتبته هي (جانيس بودي).. ولقد جاء في الدراسة منقولا عن دراستها الآتي:
    Quote: توصلت جانيس بودي، إلى مدى حدة وعي القرويين باللون. فقد عرفت منهم أن هناك تراتبية لونية، حسب
    الأفضلية "تتدرج من الأصفر، أي الفاتح، وتمر بدرجات أكثر دكنة تسمى "الأحمر"، "الأخضر"، و"الأزرق" ثم تستطرد فتقول أن كلمة "أسود" تستخدم دائمًا للجنوبيين والأفارقة".

    الفخ الثاني هو فخ التعميم المخصص..
    ولقد جاء في العبارة الأولى على النحو التالي: (فإن الفرد الشمالي المتوسط )
    وجاء في العبارة الثانية مماثلا (إن الشمالي المتوسط )

    هذا في حين ان فرانسيس دينق قد استعمل لفظة أكثر تعميما حين قال:

    (يركز الكبرياء اللوني الشمالي على اللون الاسمر الفاتح للبشرة ويعتبره المثال والمعيار بالنسبة للشمال الخ..) دون متوسط ولا يحزنون.

    إن الدراسات الميدانية التي رجع اليها العفيف في بحثه قد قام بها أشخاص علميون، عالميون.. ويمكن للشخص أن يختلف أو يتفق مع خلاصة الدراسة العلمية، الا أنه لا يستطيع أن يتهمها -وهي بصورتها تلك- بعدم العلمية المطلق.. في هذا ظلم للجهد وللتواضع العلمي الكبير الذي انتهج من قبل الدارسين للمحيطات السيسيلوجية في السودان، وبالتالي ظلم أيضا لدراسة العفيف.. التي لولا قيمة طرحها وقوته لما قمنا الان لهذا البوست نتعهده بالرعاية لما التمسنا فيه من نقد رصين لا يتم الا لعمل علمي رصين.
    هذا ملخص قولي في هذه القضية..
    وسأعود للتعليق على التعليقات في هذا الجانب متماوردت الا اني وفي انتظار ذلك سأواصل في اصل ما قطعناه من حديث مع الأخ الفاضل محمد جمال الدين
    وللأخوين محبتي وتقديري واعزازي
                  

05-22-2011, 08:57 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: قصي مجدي سليم)

    منعم يا صديق، تقول بقلق:

    Quote:
    يامحمد غايتو بوستك دا لو مرق من يدك ما أظن نقدر ندخل للنقاش المحاور إتعددت وفتحت جوانب تحتاج الي تلخيصات.
    وموضوع الهوية دا إتناقش كتير في المنبر دا ولم نصل الي نتائج محددة الإشكال معقد نسبة لعدم وجود خط ديمغرافي
    يحدد وضع السودان الحالي كدولة ، السودان دولة متعددة الإرث الثقافي نسبة لحراك إجتماعي وتأريخي شهدته هذه المنطقة
    تحديدا عبر حركة الشعوب وتمددها عبر السنين.


    دا قلق مشروع... علينا تدراكه ما أستطعنا... هناك محاور أساسية للنقاش أتمنى أن يلتزم بها المهتمون وهم كما أرى أقلية... أليس كذلك؟. عشان كدا مفروض ناخد راحتنا. هو ظني وأنا لست ببوردابي متمرس لهذا يقلقني كلامك عن إحتمالية إنزلاق الحوار إلى لا شيء. وأنا تعبت عشان أكتب ما كتبت. وأنتم تعبانين هنا وفي كل الفجاج عشان الهم.

    خليني أفكر من جديد وأجيك... دي حاجة سريعة وأنا جاي من إجتماع طو يل أستهلك كل طاقاتي.

    ودي

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-22-2011, 08:59 PM)

                  

05-24-2011, 01:18 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    أدناه الورقة المعنية لأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي تم إرسالها في الخاص بواسطة " ن. الأمين" من مركز "الديموستنارة" لعل فيها ما يضيف للحوار الجاري حول الأمر.


    Quote:
    ضربة اكاديمية قاضيه لموضوع الهويه

    عبد العزيز حسين الصاوي [email protected]

    يبدو ان موضوع الهويه القوميه في السودان يعاند في البقاء كمسألة للكتابه رغم ان الزاوية التي دفعت كاتب هذا المقال لطرقه هي صعوبة مناقشته بصورة مجدية في الظروف الحاليه، بالذات فيما يتعلق بالمكون العربي فيها. فبعد نشر مقال الاسبوع الماضي تلقي صاحبه العدد الاخير من المجلة الفصلية " الشئون الافريقيه African Affairs " التي تصدرها الجمعية الملكية الافريقيه Royal African Society( عدد 426،مجلد107، تاريخ يناير 2008 ) متضمنا بحثا للاكاديمية الامريكية هيذر شاركي بعنوان " الهوية العربيه والايدولوجيه في السودان : البعد السياسي للغه والاثنيه والعنصر " يفرض نفسه للنقاش بالنظر لمصدره الاجنبي ولسببين اخرين. الاول انه بحث ممتاز لكونه استند علي تقصي تفصيلي وشامل لكافة الانتاج الاكاديمي السوداني وغير السوداني حول وجهة نظر في الموضوع يتبناها قطاع رئيسي من النخبة السودانيه. السبب الثاني ان البحث يثبت نهائيا صحة ملاحظة لاشك ان كافة المشتغلين بالاكاديميات لاحظوها وهي ان مدخلات الاكاديميين الغربيين في هذا الموضوع بالذات تطوير للمدخلات الفكرية والسياسية والاكاديمية السودانيه وليس العكس كما هي القاعدة العامه فيما يتعلق بالتفاعل بين الغرب والعالم الثالث السوداني خاصة، مما يعتبر شهادة ايجابية يجدر الاحتفاء بها حتي من موقع الاختلاف مع هذه المدخلات من حيث توجهها العام وليس بعض تفاصيلها كما هو الحال مع كاتب هذا المقال.

    بناء علي متابعة دقيقة للانتاج الاكاديمي المتوفر حتي الان حول الموضوع من مصادر سودانية وافريقية وبريطانية وامريكيه ونرويجيه وفرنسيه يتوصل البحث في محوره الاهم الي ان سياسة التعريب في فترة مابعد الاستقلال ادت الي انتشار اللغة العربيه ولكنها بدلا من توسيع دائرة الاستعراب ادت الي توسيع دائرة اللااستعراب والتعددية الافريقيه. يسجل هذا المقال منذ مطلعه الاضافة التالية لهذه الخلاصه التي يتفق معها : ان دائرة الاستعراب لم تكف عن التوسع فقط بل انها تقلصت. كما يسجل المقال الرأي التالي: ان اتفاقه مع الخلاصه يرافقه اختلاف حول دوافع ومحركات سياسة التعريب. وهذه بعض الشروحات للاضافة والرأي.
    حول الاضافه : منذ مرحلة التوترات والصراعات المسلحة الجزئيه خلال الثمانينيات كشفت الساحة الدارفورية عن نمو لظاهرة يمكن تسميتها بتعنصر العروبة السودانيه، اي اتخاذها طابعا انكفائيا انعزاليا تطور، او تدهور علي الاصح، بعد ذلك الي العداء تجاه ثقافات ( الزرقه ) ممثلا في مجموعات الجنجويد نتيجة تصاعد الصراعات الجزئيه الي دائمه ومتسعه منذ عام 2003 واستثمارها الانتهازي من قبل السلطه. ظاهرة تعنصر العروبة هذه قد نجد بذورها الاولي في محاولة قلب نظام نميري عام 1976 بواسطة مجموعات مدنية مسلحه. فضمن التكتيك الدعائي الرسمي المكثف لتصوير العملية كغزو اجنبي جري توسيع العلاقة الليبية بالمحاوله لتشمل اجنبية العناصر المقاتلة عن طريق التركيز علي المجموعات غير العربيه المنتمية الي غرب السودان للايحاء بأن بعضها علي الاقل غير سوداني. وتحت تأثير هذه الحملة القويه المسنودة بمناخ الفوضي والرعب الذي لازم المحاوله ولم تعرف مدن العاصمه مثله من قبل تسللت الي العقل الباطن لسكانها ارهاصات المشاعر والتصورات السلبيه ضد الانتماءات القبلية والمناطقية لتلك المجموعات. وبعد ذلك ببضع سنوات تكفلت عمليات النزوح الجماعي نحو المدن تحت ضربات المجاعة والتصحر ومارافقها من احتكاكات وكشات، بتعميق تلك المشاعر العنصريه. وبينما اتخذ هذا ( التعنصر) شكلا واضحا وفجا في دارفور مثل التجمع العربي ( 1981 ) بأطروحاته المتخلفه متناسبا مع الانخفاض النسبي لمستوي الوعي العام في الارياف ومع الاسباب الاضافية متمثلة في احتداد النزاعات القبليه، يذكر الذين عايشوا تلك الفترة في المدن الكبري انتشار تعنصر مخفف فاحت رائحته من تعبيرات مثل كثرة " الوجوه الغريبة" في اشارة الي ابناء تلك المناطق الذين ازداد عددهم فيها. وبينما توسعت هذه الظاهرة علي المستوي الشعبي حتي انجبت اخيرا تيار خلطة ( اسلامية- عربية ) متطرف يمثله الانتباهيون، مالت شريحة معتبرة من العلمانيين الي نفض يدها من الانتماء العربي حتي بمفهومه السليم كثقافه مما نجد نماذجه في الحاملين لاطروحة صراع المركز والهامش ذات النفوذ المتزايد.

    حول الرأي : هنا نقطة خلاف رئيسية مع البحث رغم الاتفاق مع خلاصته النهائيه حول تمدد اللااستعراب تتمحور حول اشارته المستمرة الي مايطلق عليه " سياسة التعريب " والمعني بها سياسات الحكومات السودانية المتعاقبه في الترويج للغة العربية ومتعلقاتها بمختلف الوسائل كتفسير لمالاتها. وجه الخطأ الاول هنا هو تحميل كافة الانظمة مسئولية تلك السياسات دون تمييز بينها يتعلق بقصر الفترات الديموقراطيه مثلا ( ص 42 من البحث ). فهذا القصر يجعل التقييم الصائب لادائها في هذا الحقل او غيره صعبا ان لم يكن مستحيلا لان ضعف الخبرة الديموقراطية سودانيا، اي لدي الاحزاب والجمهور العام، يعني بقاءها فترة طويلة استثنائيا لكي يتسني التوصل اليه. وحتي اذا قبلنا بأمكانية التقييم رغم قصر المده فأن خضوع حكومات التمثيل البرلماني للنقد من قبل المعارضه والصحافه يحد من قدرتها علي الممارسات الضاره بالمقارنة للانظمة الدكتاتوريه، فشتان مثلا بين انشاء المراحيل إبّان الديموقراطيه الثانيه والجنجويد في ظل النظام الذي اسقطها. استمرار الحقبة الديموقراطيه كان سيؤدي حتما الي الحد من سياسة تسليح القبائل العربية تحت الضغط النقدي واحتمال تداول السلطه وهما عنصران فُقدا تماما في النظام اللاحق مما يفسر تطور عملية التسليح في الاتجاه المضاد بنتائجها الكارثيه. يقودنا هذا الي وجه الاعتراض الثاني علي التفسير الذي يقدمه البحث، او في الحقيقة يتبناه موثقا توثيقا جيدا من اوساط سودانيه، للنتائج العكسية لسياسات التعريب. وفقا للبحث فأن هذه السياسات تبدو معلقة في الهواء بمعني عدم تلازمها مع سياسات اقتصادية واجتماعية وامنيه تعكس، بالاضافة الي توزع الحكومات بين دكتاتورية وديموقراطيه، توزع المدخلات الشمالية ( الوسطيه او النيليه في رواية مدرسة الهامش ) في خلق المشكله بين تيارات سياسية وفكرية متنوعه. اهمية التنبيه الي هذه النقطه تعود الي ان الحديث عن سياسة تعريب مطلقة السراح من هذه الاعتبارات يعني بالضروره انبثاقها عن نبع لاينضب في طبيعة الانتماء العربي نفسه غض النظر عن تلك التنوعات مهدرا بذلك كلية مغزي الدور الذي لعبته الحركة السياسية الحديثه والنقابيه الشماليه في مناهضة كافة السياسات بما فيها التعريب القسري المباشر وغير المباشر.

    علي ان الامر لايتوقف عند تبني مثل هذه التفسيرات الخاطئة التي تكاد تجعل الشماليين الوسطيين والنيليين حكومات ومعارضات وتيارات فكريه وشرائح اجتماعيه مختلفه بلاعمل الا التعريب القسري لغير العرب وذلك اعتمادا علي مصادر سودانيه مدعومة لاحقا بمصادر اكاديمية غربيه. فعلي الطريق نحو هذا التبني يتم تجاهل حقائق اساسية في قوانين التثاقف البشري واندياح دوائره. اولي هذه الحقائق ان القسر مهما بلغت درجته لايلغي امكانية التثاقف. فأقصي درجاته سودانيا وهو الاسترقاق لم يمنع تناغما جنوبيا مع الثورة المهديه مع انه سابق زمنيا عليها. ودراسة تيم نيبلوك (كتاب صراع السلطة والثروه ) تتوصل الي ان تجارة الرقيق كانت عاملا اقل تأثيرا في نشوء التيارات الجنوبية الاقليميه حتي من السياسات البريطانيه التي استهدفت محو اثار التفاعل الجنوبي – الشمالي العربي الاسلامي. الحقيقة الثانية ان التثاقف القسري، ايا كانت حدوده واشكاله وتفسيراته في الاطار السوداني، تجربة بشرية عامه ليست مقصورة علي شعب دون اخر. وفي السودان نفسه لدينا عملية تحويل الفرتيت الي فور من خلال غارات الاسترقاق واعادة التوطين الاجباريه عند تكوين سلطنة الكيرا ( كتاب او فاهي 1980) وعملية تحويل مجموعة كبيرة من الدينكا علي المستويين الثقافي والاجتماعي الي نوير نتيجة للهجرة والاسترقاق ( كتاب ريموند كيلي 1985 ). الخلاصة هي ان البشرية السودانية وغير السودانيه العربية وغير العربيه تبقي اقدر علي ممارسة التثاقف السلمي الطبيعي بقدر ماتتقدم علي درب الاستنارة والتحضر بما ينفي اي قابلية دائمة لدي بعضها دون الاخرين للممارسة القسريه.


                  

05-24-2011, 01:51 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    ملاحظات في غاية الأهمية!!!

    هناك أمر عندي في غاية الأهمية أود الإشارة إليه بإقتضاب وربما أعود إليه في وقت لاحق مبينآ وجهة نظري بصورة أكثر تفصيلية، وهي عبارة عن ملاحظات صغيرة لكنها في غاية الأهمية عندي:

    1- رأيت أن الناس تخلط بين الهوية وصراع الهوية، الهوية من حيث هي جوهر وصراع الهوية من حيث هو نزاع للقيم والرؤى والمصالح في فضاء المجتمع المدني وفي إطار الدولة.

    2- أن هناك تصور سائد يجعل من الهوية كتله واحدة صماء وشيء ثابت غير متحول. وهناك تركيز شبه كلي على الهوية الرسمية "الدولة" وهو أمر جائز طبعآ لكنه دائمآ ما يفضي إلى إشكالات عديدة من أهمها إغفال وإستبعاد الهويات الذاتية ما أسميه وفق لغتي الخاصة بالهويات القيمية والرؤيوية والتي تحدثنا عنها بإستفاضة في المقال نمرة "4" أعلاه. تلك الهويات هي قاعدة بناء الدولة من حيث هن منظومات إجتماعية فاعلة غير أن الدولة عندنا لا تمثل مجمل التشكيلة الإجتماعية مما يجعل الفصل ضروري عند النظر للهويات المختلفة "المستويات الثلاثة للهوية" عندها فقط يكون الحوار أكثر غنى ومعنى والرؤية تكون أكثر وضوحآ أو ذاك هو زعمي.

    3- علينا أن نسعى إلى الإتفاق على حد أدنى عن "ماهية الهوية" من حيث هي جوهر. والمحاولة التي قمت بها أنا هنا هي تجريبي الخاص جاء بحكم ما شهدته من فوضى المصطلح وتشتت معانيه وسوقه بشكل مستمر إلى سوق الصراع السياسي والآيدولوجي وهو في حقيقة الأمر أطروحة بحثية وأكاديمية في المقام الأول أو وجب أن نتحقق منه في معامل الفكرة قبل النهوض به في عماء الصراع العملي ودون أن نتحقق من الشيء ذاته.

    ودي
    محمد جمال
                  

05-24-2011, 05:02 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    أهمية النقاط "الملاحظات" الفوق دي شنو؟.

    مهمة جدآ "عندي طبعآ" لأننا من خلال ذاك الفهم، دعنا نقول المنهجية وإن جاز التعبير... نستطيع أن نتحدث عن الهوية في مستوياتها المختلفة ونحن نعلم عماذا نتحدث.
    ثلاثة مستويات:
    1- الهوية القيمية
    2- الهوية الرؤيوية
    3- الهوية الزمكانية

    بل ونستطيع أن نتعرف على مكاننا الذاتي من الهوية "المستويات الثلاثة".

    وإذا أذنتم لي سآخذ ثلاثة من الزملاء ندخلهم المعمل لنتحقق من فائدة تلك الطريقة عمليآ (؟).

    أي أننا نستطيع أن ندخل في أحشاء الهوية من حيث هي بنية إجتماعية قيمية أو/و رؤيوية كما زمكانية فنراها من الداخل.

    هل نفعل؟.

    محمد جمال
                  

05-25-2011, 00:47 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    سأحاول إختيار أمثلة من الواقع لإمتحان "الهوية" أمثلة هي نحن!
                  

05-25-2011, 01:17 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    ليس هذا فحسب:

    Quote:
    أهمية النقاط "الملاحظات" الفوق دي شنو؟.

    مهمة جدآ "عندي طبعآ" لأننا من خلال ذاك الفهم، دعنا نقول المنهجية وإن جاز التعبير... نستطيع أن نتحدث عن الهوية في مستوياتها المختلفة ونحن نعلم عماذا نتحدث.
    ثلاثة مستويات:
    1- الهوية القيمية
    2- الهوية الرؤيوية
    3- الهوية الزمكانية

    بل ونستطيع أن نتعرف على مكاننا الذاتي من الهوية "المستويات الثلاثة".

    وإذا أذنتم لي سآخذ ثلاثة من الزملاء ندخلهم المعمل لنتحقق من فائدة تلك الطريقة عمليآ (؟).

    أي أننا نستطيع أن ندخل في أحشاء الهوية من حيث هي بنية إجتماعية قيمية أو/و رؤيوية كما زمكانية فنراها من الداخل.

    هل نفعل؟.


    بل سيشمل الإمتحان المرتقب المستوى الشخصي للهوية "الفرداني" من قبيل التجربة النفسية والجمالية والحسية للزول المحدد.
    ------------------------------------
    فالهوية عندي في إطلاقها تقوم في أربع مستويات لا غيرها:
    1- الهوية الفردانية "هوية الأنا"
    1- الهوية القيمية " البنية الإجتماعية الأصيلة أو التحتية"
    2- الهوية الرؤيوية " البنية الإجتماعية المولدة أو الفوقية"
    3- الهوية الزمكانية " الوطنية أو الرؤية الكلية أو العقد الإجتماعي أو الدولة"

    لطفآ، راجع الورقة رقم "4" أعلاه
                  

05-26-2011, 00:14 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    Will be continued...
                  

05-26-2011, 02:04 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    عبد الغني محمد الحاج... تحية من جديد، لم أنسى قولك:
    Quote: هذين مثالين من فكرته عن أن حل كل مشاكل السودان لا بد أن تبدأ من التفكير بعقيدة المركزية الإفريقية بدل أفكارنا الحالية لمشاكل السودان بواسطة المناهج الغربية والمدارس الفكرية الفربية أو الإستلاب لأفكار العروبة والإسلام لأن إفريقيا أصل الأنسان والأديان ولا حل إلا بالرجوع للفكر المنطلق من المركزية الإفريقية


    و أطلعت على الإقتباسات التي جئت بها "مشكورآ". وعندي ظن أن كل مساهمتي المتواضعة هنا حول أطروحة الهوية تناقش من حيث المبدأ مثل تلك الرؤى وهي عديدة المصادر والمرجعيات. وعليه لم أجنح للتكرار. لكنك إن رأيته بعد ضرورة سأفعل.
                  

05-29-2011, 04:56 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر في كلام الباقر العفيف (Re: محمد جمال الدين)

    يتواصل....
    --------------
    الكتابة دايرة صبر..ووقت كمان. وديل الإتنين قليلآ ما أجتمعوا. والقراية برضو كدا!.

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-29-2011, 09:56 AM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 05-29-2011, 09:58 AM)

                  

05-30-2011, 11:07 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    ومثابرة... ما ننسى... ودا أصعب شيء (دا بالإحالة إلى المداخلة الصغيرة الفائتة)
                  

05-30-2011, 11:26 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)
                  

06-04-2011, 03:35 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    أرفعه من جديد عشان نتذكر... أعنيني!
                  

06-18-2011, 00:57 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    عندي أعتقاد أن أطروحة الهوية تحتاج مزيدآ من التداول والنقاش في جوانبها المختلفة... من ناحيتي وبرغم عسر وقائعي في الوقت الراهن سأعمل في القريب العاجل ما بوسعي. وأتمنى منكم مزيدآ من الإجتهاد الصبور.
    تحياتي،
    محمد جمال
                  

06-22-2011, 07:06 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    إصرار... لغاية ما تتسهل والواحد إلقى ليه شوية زمن يقتطعه من اليومي والرغيف.
                  

06-22-2011, 09:13 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    شنو المهم في كلامي دا؟. شنو الجديد؟. أنا تعبان كدا مالي؟. ليه؟. فايق مثلآ ورايق؟.
    لا!.
    عندي زعم... إدعاء... أن الهوية ليست صماء!. لا يوجد مستوى واحد للهوية الأمر الذي يصر عليه عدد كبير من الناس. وهو مكان الخطأ عندي ومكان "الجوطة".
    لا نستطيع أن نحدد خط واحد أصم للهوية يتبعه كل الناس بإطمئنان. غير ممكن. مستحيل.
    هناك أربع مستويات للهوية (حسب زعمي) الذي قلت به مرارآ وتكرارآ.
    المستويان الأولان غير قابلين من حيث المبدأ للجدل والنقاش في ميدانها المادي... غير مطلوب... وهما الهويتان الفردانية والقيمية.
    إذ أنك لا تستطيع أن تجبر أحدآ يكره "الملوخية" على حبها و لن تسطع إقناعه بجمال اللون الأزرق في الوقت الذي يحدثه شعوره بقتامته وشذوذه... وتلك هي الهوية الفردانية.
    كما أنه من غير المنطقي أن تكون شايقي وتطالب بنظارة أحد عشائر الفور... ولا تستطيع أن تكون إنجلكاني وتسعى إلى منصب إمام الجامع الكبير بالخرطوم ولن تكون تجاني ودرويش في ذات الوقت في طيبة الشيخ عبد الباقي "السجادة العركية" والأمر نفسه بالنسبة للنقابة فأنت لا تستطيع أن تكون مهندس معماري وترشح نفسك لرئاسة نقابة السماكة ... وذاك هو المستوى القيمي للهوية.
    ذاك هو المستوى التحتي "الأصيل" للهوية.

    هناك مستويان فوقيان للهوية وهما الهوية "الرؤيوية" والهوية "الزمكانية" وعندهما يحدث شيء جديد. يحدث جدل هام... جدل حتمي وضروري ومطلوب... لكنه كثيرآ ما يندغم عبر الخطأ مع المستويين الأوليين. وهنا تحدث الفوضى!.

    يتواصل....

    محمد جمال
                  

06-24-2011, 06:19 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    وحتى نعود...
                  

06-24-2011, 11:32 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    again...
                  

06-26-2011, 01:42 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    and, again
                  

06-28-2011, 10:22 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر (Re: محمد جمال الدين)

    تحية مخلصة للأصدقاء والزملاء الأعزاء بالمنبر وطبعآ للقراء الكرام... ونحن على باب أشرفة جديدة.
    خالص معاني الود والمحبة...

    محمد جمال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de