فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012


07-20-2012, 11:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=430&msg=1364765877&rn=0


Post: #1
Title: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-20-2012, 11:33 AM

ترجمة النص الكامل لشهادة الدكتور حسن عبد الله الترابي أمام الكونجرس الأمريكي بتاريخ 5 ـ مايو ـ 1992

د. الترابي:

السيد: الرئيس السادة: أعضاء الكونغرس المحترمين

بدأت العمل الإسلامي منذ الحياة الطلابية وانتقلت لبريطانيا ثم فرنسا. وقد ساعدتني الدراسة في أوربا في فهم وإدراك الهوية الإسلامية بصورة واسعة. وعندما التزمت بالعمل الإسلامي شاركت مع إخوتي وعدد من الأحزاب السياسية والهيئات بالدعوة لتطبيق الشريعة والدستور الإسلامي. ومن أجل هذا اعتقلت لمدة سبع سنوات في عهد النميري. وعندما ظهرت حركة المد الشعبي الإسلامي حاول النميري مسايرة الصحوة الإسلامية وتبنيها سياسياً وبذا أصبحت وزيراً للعدل.


لم يسمح النميري لي بتطبيق البرنامج الإسلامي التدريجي وأسلمة القوانين والمؤسسات العامة، ثم اختلفنا وغدر النميري بنا وتم اعتقالي مرة أخرى .وعدت مرة أخرى وأصبحت أكثر نشاطاً في الحياة العامة وخلال العهد الحزبي وعند الحكومة الإئتلافية أعددنا القانون الجنائي الإسلامي. وعندما فشلت الديمقراطية في استقرار الحياة قام الجيش باستلام السلطة ووضعت تحت الاعتقال التحفظي لفترة قصيرة .لم آت لأمريكا بصفة رسمية ولكن حضرت للإدلاء بشهادة والحديث عن الأصولية الإسلامية التي أصبحت ظاهرة عامة. كما حضرت بهدف شرح ظاهرة الصحوة الإسلامية التي عمت أفريقيا والعالم الإسلامي. تقوم الصحوة الإسلامية على نقيض المجتمع الإسلامي التقليدي الهاجع الذي يحصر الدين في العبادة الشخصية.



تتمثل الصحوة الإسلامية، والبعث الإيماني وإعادة صياغة السلوك الجماعي والفردي والتحرر الفكري وتكثيف النشاط الإجتماعي والسياسي لسد الفجوة الماثلة الآن بين المجتمع الإسلامي التقليدي والقيم الإسلامية العليا. بالرغم من ظهور الحركة الإسلامية في أفريقيا لكن من الأفضل فهم وإدراك الحركة الإسلامية بصورة شاملة خاصة بأبعادها العالمية، كما يجب النظر إليها كحركة متكاملة لتغيير كل المجتمع وليس مجرد حركة فردية أو حركة تغيير سياسي. ومن الأحسن الحكم عليها في إطار الصحوة الإسلامية التي نشأت منذ 40 عاماً ولكن العالم نظر إليها أخيراً .لقد شهدت معظم الدول الأفريقية وكل العالم الإسلامي حركات وطنية قادت الشعوب لنيل الاستقلال الوطني ولكنها اتجهت وجهة اشتراكية وعندما سقطت الشيوعية وفشلت في الوفاء بشعاراتها حدث اتجاه عام من المثقفين وعامة الشعب نحو الإسلام كمنهج حياة وطريق وحيد للتقدم والرخاء. ولعل الكثير من القطاعات السياسية والمدنية والعسكرية قد شملتها الصحوة الإسلامية الحديثة خاصة أن هذه الصحوة بدأت في وادي النيل مبكراً وبذا بدأ الإسلام في الظهور مرة أخرى .وحدث اتجاه في الحياة العامة لإحداث التأثير على الحياة السياسية وقد قوبل هذا الإتجاه برد فعل مضاد ولذلك اتجهت الحركة الاسلامية للقطاع الحديث المثقف الذي يعتبر أكثر إستجابة لروح التجديد وأكثر مناعة من وسائل الضغط .لقد بدأ التطور الطبيعي للصحوة الاسلامية فكرياً ونظرياً وفي نفس الوقت حدث تجديد للفقه التقليدي وظهر في هذا الجو فقه مثمر وكتاب وظهرت مجموعة صغيرة منظمة تعمل للإسلام . وعندما نضجت الحركة الاسلامية اتسعت شعبيتها وخلال فترة السبعينات أصبحت ظاهرة شعبية عمت كل أفريقيا ومن ثم امتدت للعالم الإسلامي .كما ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في قوتها ولكن أضحت أكثر وضوحاً في الانتخابات الحرة .



وخلال الفترة الأخيرة أدى اهتمام وسائل الاعلام العالمية بالاسلام لتطور حركة البعث الاسلامي .الآن مازالت الحركة الاسلامية في غرب أفريقيا في مرحلتها الأولى. وتطورت في وادي النيل ونضجت لأنها نشأت منذ وقت طويل. في المغرب العربي والجزائر خاصة ظهرت الحركة الاسلامية كحركة شعبية والآن تمر بنفس التطور والنمو الذي ذكرته من قبل .بالرغم من أن الحركة الاسلامية معروفة ومنتشرة وذات ملامح عامة ومعروفة للعالم لكن هنالك ملامح ومميزات خاصة بكل حركة إسلامية على حدة ويعتمد ذلك على وضعها الخاص، وكلما كانت الحركة الاسلامية منظمة تظهر عليها الحداثة والعصرية والتطور التدريجي البطيء. الحركة الاسلامية مرفوضة دائماً من العلمانية التي تنادي برفض الوجود الاسلامي وقد أدى هذا لتماسك الحركة الاسلامية وتقويتها. ويمكن أن نقارن بين حالة المغرب العربي عندما أتاح فرصة للاسلام للتعبير عن نفسه أصبح الدين الرسمي في سياسة الدولة.



وعندما حاولت الحركة الاشتراكية القومية جعل تونس بلداً علمانياً زاد ذلك من نشاط الحركة الاسلامية التونسية وعندما تقوى التقليدية فهي بصورة أو أخرى تعوق تقدم وتطور الحركة التجديدية ولكن الشيوعية والاشتراكية فرضت نفسها بالقوة وقد مهدت التقليدية الطريق لتطور الحركة الاسلامية. ونجد الآن الاسلام في عيون الجماهير وبدون منافس وعندما أعطيت الحركة الاسلامية الحرية تقدمت بطرح متقدم ومتفاعل مع الرأي العام ووجدت استجابة كبيرة للطرح الاسلامي وتبنت تطبيق الشريعة الاسلامية بصورة تدريجية حتى لا يحدث عدم استقرار في المجتمع ونستطيع بذلك تقديم نموذج مثالي للإسلام .


وقد التزمنا التقيد الشديد باللعبة الديمقراطية. ولكن عندما كبتت وكبحت الحركة الإسلامية ولم تعط الزمن الكافي للتفاعل مع الرأي العام أدى هذا لظهور الفكر التجديدي ولأن تصبح حركة عاطفية تدافع عن قواعد الدين بدون برامج أو خطط. وعند الكبت والإضطهاد تنقسم الحركة الاسلامية لمجموعات صغيرة تسيطر عليها الروح الثورية توجد ملامح مشتركة بكل الحركات الاسلامية فهي في مجموعها حركات حديثة لأن قيادتها من الصفوة المثقفة المتعلمة ذات التفكير المتحرر وفي بعض المناطق نجد عامل التفكير التقليدي للاسلام وهذا في المجتمعات الملكية بينما نجد الحركات الاسلامية ذات تنظيم ديمقراطي ولاتتبع لقيادة روحية أو عدد من الاتباع بل ذات حرية ديمقراطية في تنظيمها الداخلي الذي يحاط بدرجة عالية من السرية حتى تحمي نفسها ضد القمع والاضطهاد .والحركات الاسلامية ذات تفكير عالمي في روحها وهذا بوعي قيادتها ونظرتها الشاملة للحياة .نجد في غرب أفريقية الحركة الاسلامية أكثر عالمية ونجدها أكثر وطنية ومنغلقة على نفسها في الجزء الغربي من شمال أفريقيا . لايوجد مركزية أو تنظيم عام مشترك لإدارة الحركات الاسلامية ولكنها تتصل مع بعضها عبر المؤتمرات وتبادل الفقه .

وتعتبر الحركات الاسلامية التي سمح لها بتطبيق برامجها أكثر تطور وقد أدى هذا لتطور الطرح الإقتصادي الذي يستند على العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية العامة. ولانجد اتجاه نحو الاشتراكية والتأميم والسيطرة على الأسعار والطرح الاشتراكي على العموم. وفي الحقيقة النشاط الفكري قام كرد فعل ضد الشيوعية وأدى لتطوير النشاط السياسي وفرصة للتعبير عن رأي الحركة الاسلامية ويوجد اعتقاد راسخ في القانون الالهي والقانون الاسلامي والشريعة الاسلامية وليس هذا لاختبار قوة وهيبة الدولة إنما بمثابة الحد الأدنى الذي يجب التقيد به من جانب الدولة والحرية الفردية ليست رخصة بل هي التزام لكل الأفراد من عند اللل للتعبير عن استقلالية الفرد والمشاركة الفعالة بالرأي وعلى الدولة إعطاؤهم مزيد من الحرية والاستقلالية وللمجتمع في القيم الاسلامية ـ منفصلا ومستقلا عن الدولة ـ القيام بمهام عامة متعددة ماعدا التي تتمتع بها الدولة .


وقد أكدت الممارسة السياسية بشدة على الالتزام الاخلاقي لمنع الفساد في إدارة الدولة خاصة في الانتخابات، والإسلام يقبل رأي الاغلبية في اتخاذ القرار عبر الإقتراع والمنافسة ولكن بفضل روح الإجماع ولو اختلف واحد فقط على الجماعة فهو يؤثر في الإستقرار السياسي للدولة بعيد عن الخلاف لأنه يمثل نظام جديد للتغيير الإجتماعي وفي أغلب الأحيان يخلق هذا مجتمع متسامح يرعى مصالح الاسلام ولايهدد استقرار الإفراد واحتمال النشأة الروحية للحركات الاسلامية ساعدت كثير في دورها المقدر في الحياة العامة وقد يأتي الوقت المناسب لكثير من الحركات الاسلامية في غرب أفريقيا للتأثير على الحياة العامة أو الحياة السياسية التي تحدثت عنها . أما بخصوص احترام الأقليات الأخرى التي لا تدين بالإسلام فلا توجد مشكلة إطلاق بين الحركات الإسلامية وبين الأقليات الأخرى. في الحقيقة عدم تطبيق الإسلام وغياب المجتمعات المسلمة خلق بعض المشاكل أو المخاوف لأن الإسلام أصبح طرح نظري بل ويقارن مع الديانات الأخرى بعيد عن التعاليم والقيم الاسلامية وهذا هو الذي يفرق بين المسلمين وغير المسلمين خاصة المسيحية والحركات الاسلامية، قامت بإعطاء مزيد من الحرية للأقليات وإذا رجعنا لسيرة وتأريخ الاسلام نجد أن هنالك حرية العبادة وممارسة الشعائر التعبدية كانت مكفولة بل أيض الحرية الثقافية وبصورة مقننة وشرعية. وفي هذا السياق وبلا مركزية قوانين الشريعة الاسلامية توجد استجابة لاختلاف الاقليات في مناطق مختلفة داخل القطر الواحد .

الاسلام علمنا ليس تسامح الاقليات فحسب بل هنالك علاقة إيجابية ترتكز على العدالة والنزعة نحو الخير. تؤيد الحركات الاسلامية الانفتاح نحو العالم والاسلام دائم منفتح وقد تفاعل مع الثقافة الاغريقية والتقاليد الرومانية، والمسلمين المعاصرين تعلموا في الغرب وعلى إستعداد للتعامل والتعايش مع كل الثقافات العالمية وتوحيد كل الحضارات المختلفة والمنفذ أن المسلمين هم الوحيدون الذين يملكون هذه الروح الوسطية والحركات الاسلامية منفتحة سياسي نحو العالم وهي ليست قومية ضارة أو متعصبة لوطنها وربما يكون مرد ذلك لأن الاسلام لم يؤكد على الحدود الوطنية المغلقة بين الدول بل اعتبر كل المناطق التي يعيش فيها المسلمون هي عبارة عن رقعة واحدة مفتوحة للجميع ولهم حرية التنقل والحركة وتبادل المعلومات والتجارة .


والاسلام لا يؤمن بهذه الحدود التي لم يرسمها المسلمون في يوم من الايام حتى تكون هنالك علاقات حميدة بين الأديان الأخرى ولا يكون هنالك تفريق بين المجتمعات بسبب الدين . الاسلاميون ينظرون للغرب كقوة مهددة لهم ونموذج منافس لهم ولكن هنالك قيم إيجابية عديدة في الاسلام وقد تطورت هذه القيم في الغرب كالحرية والمشاركة والحكومة الاستشارية وحقوق الانسان وحرية الملكية وعلى هذا السياق توجد أشياء مشتركة .حقاً كان في البداية النظر للغرب على اعتبار أنه قوة امبريالية تعمل على تطبيع الشريعة الاسلامية وأصبح هذا جوهر البعث والصحوة الاسلامية وبقدومها تطور الفكر والصحوة الاسلامية والقيم العليا الآن تعكف للنظر في إيجاد وتوجيه المجتمعات نحو المثل الاسلامية العليا وفي هذا الجانب السياسة الغربية مماثلة وتؤيد الأنظمة التي تكبت وتضطهد المسلمين وكما ينظر الغرب للديمقراطية بمكيالين خاصة عند تقدم الإسلام للأمام داخل الدول الاسلامية وينقلب الموقف من الحرية للكبت ولايسمح للحركات الاسلامية بحرية العمل في العملية الديمقراطية. الحركات الاسلامية تناصر كل الأصوات الاسلامية بالعالم وهي تأثرت نوعاً بالثورة الاسلامية الايرانية النموذج والثورة الشعبية السلمية بايران ولكن لم تتأثر بالنتائج الايجابية التي حققتها إيران وقد يصعب على إيران نقل نموذجها للدول الأخرى. علاوة على ذلك ايران لا تتمتع بنفوذ في أفريقيا مثل العرب ولكن مازالوا حاصرين أنفسهم في المؤسسات التقليدية كالمساجد والمدارس ولكنهم يقومون بتمويل الحركات الاسلامية بصورة أو أخرى، الحركات الاسلامية اهتمت بالقضية الأفغانية والتطور الذي حدث في دول آسيا الوسطى واعتبروا الاتحاد السوفيتي دولة امبريالية واهتموا كثير بانبعاث دول آسيا الوسطى من جديد .

تهتم الحركات الاسلامية بقضية فلسطين وتعتبر بيت المقدس مركزاً من مراكز العبادة وهو بهذا يشكل هماً من هموم الاسلام. الآن يشهد المجتمع الفلسطيني صحوة إسلامية كبيرة وذلك نتيجة لفشل الحركة القومية الفلسطينية والعالم العربي في ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية .

الاسلاميون أكثر ادراكاً ووعياً بالشئون الدولية والحياة العامة. وإذا نظرنا في العصر الحالي نجد القليل من الصحوة الاسلامية قد أخذت شكل الدولة الاسلامية مثلا ايران لم تكتمل التجربة بعد والسودان مثال آخر في افريقيا والسودان يحاول الآن تطبيق الشريعة الاسلامية على كل أوجه الحياة المؤسسات الديمقراطية ولكن ليس بنقل النموذج الغربي الذي انهار أكثر من مرة اثر فشله في تمثيل مصالح الشعب وتحقيق قيم المجتمع الاقتصادية . والدين هو مبعث رخاء وتقدم بالدولة لتكون أكثر مقدرة لتحقيق القيم الاجتماعية لتكون أقرب للقيم الدينية والسودان الآن يحاول أن يقدم نموذج للتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين . مشكلة الجنوب تشكل هاجساً مزعجاً للسودان وهي غير مرتبطة بالاسلام وقد تفجرت منذ عهد طويل نتيجة للتنمية غير المتوازنة بين الشمال والجنوب ونتيجة لأغلاق الجنوب لفترة طويلة جداً والآن عملية السلام مستمرة والأجندة المطروحة هي الفيدرالية واللامركزية السياسية والثقافية والقانونية والسودان عندما يستقر سوف يفجر طاقاته الضخمة .السودان بحكم الصحوة الاسلامية فهو مرتبط كثيراً بدول الجوار سواء في القرن الافريقي أو غرب أفريقيا أو وسط أفريقيا وقد قدم نموذجاً متطوراً للإسلام. وجذب انتباه كل العالم الاسلامي والمسلمين
سيدي الرئيس :


هذا هو الاطار العام للصحوة الاسلامية المعاصرة أو الأصولية الاسلامية لمن يريد أن يسميها ذلك .

ديمالي: أشكرك د. الترابي ماهي الأصولية الاسلامية؟


د. الترابي: في الحقيقة أن هذه الكلمة ليس لها مرادف في اللغة العربية والاسلامية، بل استخدمت لوصف ظاهرة المسيحية هنا بعد الحرب والرغبة في الالتحاق بالمقدسات أما هذه الحركة فيمكن مقابلتها بالنهضة الأوربية إذ أنه يجب ترجمة التجديد الفكري في صياغة المجتمع بصورته النشطة مما كان فيه من ركون واسترجاع معتقدات المجتمع المندثرة. لذلك لم تأخذ الكلمة مفهومها الصحيح الشاخص إلى الامام ولاهي متزمتة ولا رجعية .

ديمالي: هل للحركة الاسلامية مبدأ سياسي للاستيلاء على الحكومات أو المشاركة في كل الحركات الديمقراطية في أفريقيا أو في أي مكان آخر في العالم؟

د. الترابي: نعم طالما يتيح النظام قدرا من الحريات للتعبير والتنظيم فالاسلام يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاسلام، ولما كان المبدأ دينيا فهو لابد أن يأتي عن طريق الاستمالة والاقتناع ولما كان نموذج النظام الاسلامي لم يكن له سابق فاحتاج لبعض الوقت ليتطور النظام لذلك ترغب الحركات في العمل في جو سالم وديمقراطي للاسلام وتطبيق متدرج يقيم الاسلام .

وعندما يكون الأمر غير ذلك تأتي المشاركة الفكرية الاسلامية غير ايجابية وذلك يؤدي لصور من الثورات. وفي كثير من الأحيان فضلت الحركات الاسلامية الصبر على المكاره ولم تجنح لإرهاب .

ديمالي: هناك العديد من الادعاءات من دول شمال وغرب إفريقيا المجاورة لكم تشير لتعاون ايران معكم في مجالات التدريب العسكري والتمويل هل هذه التقارير صحيحة؟ وإذا كانت كذلك فما هى علاقة شمال افريقيا مع الحركة في ايران؟

د. الترابي: جميل، لم تكن ايران في تاريخها قريبة من دول شمال افريقيا بصورة عامة ولما انفتحت ايران في علاقاتها الخارجية تعثرت علاقتها مع المملكة العربية السعودية، كما أنها انحازت للمغرب في قضية (البوليساريو) وفي هذا الاطار تقاربت ايران والسودان ـ ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس الايراني أعطت العلاقة بعدا أكبر . وبعض الدول التي تغير وتنافس ايران على أمن الخليج شعرت بأن هذه العلاقة تهدد وجودها لذلك هي تشيع هذه الإفتراءات. وفي الحقيقة لم تبد البروتوكول السوداني الايراني في التعامل التجاري والصناعي والبترول واستيراد المواد الغذائية .وليس هناك وجود لأي اتفاق عسكري لافي شكل خبراء ولاعناصر أدنى ولا دعم مادي للسودان كما يدعون. ولادعم للبنك المركزي ـ لكن يمكن أن يكون هناك اعتمادات في مجال التعاون السابق الذكر . وحتى في المجالات الثقافية فهى ضعيفة إذ أنه يوجد طلاب سودانيون بالباكستان والهند بأعداد تفوق أعداد الطلبة السودانيين بايران. لذلك العلاقات بين السودان وايران تجارية محضة .

رونالد باين: السيد في نفس المحور هناك ادعاء بأن ايران تدرب عسكريين سودانيين، وأنا أعلم أنك لا تمثل الحكومة إلا أن الأدعاء يقول كذلك فكيف بدأت هذه الاشاعة ولاسيما أنك تنفي ذلك؟

د. الترابي: لعل هذه الادعاءات جاءت من شمال السودان ذلك أن ايران تدرب قوات الدفاع الشعبي. وهذا الدفاع الشعبي ماهو إلا كالحرس الوطني عندكم هاهنا وبرنامج الدفاع الشعبي لإعادة صياغة الخدمة المدنية من الانضباط ولتطوير وترقية الاداء. وهي مسألة بدائية وأولية لا أكثر ولا أقل وأنا على ثقة أن السودان لايسعى وراء هذه الخبرة ولا ايران تمد السودان بسلاح وحقيقة أن السودان ليس في حاجة للتدريب على كيفية استخدام هذا السلاح .

وأعتقد أن هذه الادعاءات هي جزء من الخلاف بين دول الخليج مع ايران فيما يختص بالأمن في الخليج ، إذ أن دول الخليج ترهب أن تقوم ايران بتنظيم أمن المنطقة مع جيرانها من الدول الأخرى. وطبع هناك من الدول العريقة التي نحن نرى أنها الآمن والأقدر على حماية الخليج ودويلاتها. وعلى هذه الشاكلة اتسعت دائرة تلك الاشاعات .

رونالد باين: أشكرك. كذلك أفهم أن هنالك توتر في الخرطوم شمال وسط المسيحين الاقباط والكاثوليك ومجموعات أخرى على ماأفهم أنهم يقعون تحت طائلة التشريعات الاسلامية في المسائل الجنائية .

د. الترابي: جميل، فيما يختص بالقوانين لم يتخذ القانون العام الدين كعامل تفرقة وطبع هناك مسيحيون بالعاصمة وفي المجلس الأعلى ومجلس الوزراء ودواوين الخدمة العامة والسلك الدبلوماسي، أما القانون الخاص هو الذي يؤسس على الدين ولكل مجتمع معتقداته وأعرافه التي يحكم بها . والقانون الجنائي اقليمي بمعنى أينما وجدت أكثرية مسلمة فالقانون اسلامي. وغير ذلك للمناطق التي فيها غير المسلمين أغلبية وإن كان بينهم مسلمون ولم يعرف السودان توتر بين الأديان قط بالرغم من أن المسيحين يأتون للشمال هرب من الحرب بالملايين وليس في اتجاه الخرطوم فقط بل إلى كافة أنحاء السودان. وكذلك هناك من يذهب إلى المناطق الأخرى هرب من الجفاف، وكل مايمكن أن ينشأ من توتر فهو في الغالب بسبب التداخل في المراعي بين القبائل الرعوية عدا ذلك فلايوجد أي توتر في المدن .

رونالد باين: أخير ، هنالك عدد من المسيحين الذين يرغبون ويهاجرون لاستراليا وانجلترا ولاماكن أخرى ـ وكذلك أسأل عن السمعة السئية لسجون السودان، وأن هناك مسجونين بغير محاكمة وهناك مايسمى بسجون الأشباح التي تعتبر غير رسمية؟

د. الترابي: نعم هناك عديد من السودانين يتركون مناطقهم نسبة للحروب ويلجأون لدول الجوار وغيرها وبعضهم إلى داخل السودان ولايجدون عداوة في ذلك اطلاقا . وأن السجن التحفظي في السودان نسبة للحفاظ على الأمن ومجابهة المشاكل الاقتصادية، وهو مسلك تسلكه كل الدول الأوربية آسيوية وأفريقية، وقد كان هذا النظام معمولا به على مر مختلف أنواع الحكم في السودان العسكري وحتى الديمقراطي. وذلك لمجابهة الأوضاع الطارئة، وبالمقارنة مع دول الجوار فوضع السودان أخف وطأة منها في هذا الشأن ولعل تلك الدول تتفوق على السودان بصغر حجمها وتناغمها القبلي أغلب على السودان كذلك . كماأنها لم تترك سدى بل تحملها التنظيم القانوني أذ أنه في قانون السودان لايجوز الحجز التحفظي فوق ثلاث شهور بعدها يؤخذ المتهم للمحاكمة كحد أقصى. وإذا حكم عليه تحسب له الفترة التي قضاها من قبل ثم يقتاد لسجن كوبر، ولايوجد الآن سوى عدد زهيد وقد سجنت أنا نفسي في هذا السجن عدة مرات والمعاملة فيه إنسانية للغاية .والبعثات الدبلوماسية متاح لها تفقد المحتجزين، ولما مر السودان بالتواترات السياسية وأدخل عدد منهم السجن المركزي بكوبر أشيع عن سوء معاملتهم .وكما ذكرت الآن من حق أي مسجون أن يسأل عن سبب احتجازه أمام القضاء وهم كفيلون بانصافه، ومن حقه الإستئناف أمام القضاء أيض ويمكن أن يفعل ذلك خلال الثلاث شهور .

مستر هاوارد ولبي: السيد ... أشرت لمسألة الحجز التحفظي وقلت أنها نتيجة وليست سبب المشاكل التي حدثت في السودان . د. الترابي من المعروف أنك القوة المحركة من خلف البشير في السودان، وملف السودان من أسوأ ملفات حقوق الانسان في أفريقيا وبالتالي العالم وحسب علمي أنك اعتمدت في مصادرك على عمل قمت به أنت، لذلك أود أن أسمع منك استيضاحاً لماذا منظمات حقوق الانسان ( ) مازالت تقاريرها تشير لوجود سجون سرية والتي أشار إليها البعض الآن بانها (سجون الاشباح) وأن كثير من مرتادي هذه السجون قد ماتوا. إذن كيف يتسنى لك الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في ظل حكومتك الحالية.؟

د. الترابي: مع احترامي فيما يتعلق بموقعي الشخصيي عضو الكونجرس المحترم أولا لا أصف نفسي كقوة محركة من خلف عمر البشير إلا أنني شخصية إسلامية وهناك حكومة قائمة ..

ولبي: (مقاطعاً) أسمح لي لا أريد المقاطعة بل أريدك أن تعلق على الموضوع وشخصيتك ليست الموضوع إنما الموضوع هو سجل حقوق الإنسان .

د. الترابي: نعم هذا صحيح سأعود لصلب الموضوع فمهما يكن من أمر فسجل حقوق الإنسان في السودان لايمكن مقارنته 20 ـ 30 سجين سياسي في السودان مع 000 . 50 وأكثر في أي دولة من دول شمال أفريقيا من ذلك أقصد أنه لا يمكن أن يكون أسوأ سجل في حقوق الإنسان إطلاقاً هذه واحدة .

ولبي: (مقاطعاً) هذا يعني أنكم تخرقون حقوق الإنسان لأن غيركم يفعل ذلك؟ هل هذا ماتقصده؟

د. الترابي: السيد العضو المحترم أنت تقول عندنا أسوأ سجل لحقوق الإنسان وأنا أعقد لكم مقارنة .

ولبي: إنني كثير الرغبة لتفسيرك حول التعذيب والقتل والفصل من الخدمة المدنية والعسكرية بالآلاف وذنبهم أنهم لا ينتمون لكم (الجبهة القومية الاسلامية) وفي تصوري أن هذه التصرفات في حقوق الانسان والديمقراطية لا تغتفر للسودان كيف تفسر ذلك؟

د. الترابي: فلننتقل لنقطة أخرى طالما اقتنعتم أن سجلنا في حقوق الانسان ليس هو الأسوأ .

ولبي: إنني لم أقتنع بذلك .

د. الترابي: آسف لأنك أشرت الى أنه الأسوأ وكنت أنا أحاول عقد مقارنة لكن لابأس دعني أسلط الضوء دون مقارنة .

الآن السودان يستضيف حوالى مليون لاجيء وأكثرهم غير مسلمين ولو كان هناك أي عداء ديني لظهر ذلك جلياً ومن النادر أن تجد بين الدول اليوم من يستضيف مثل هذه الاعداد من اللاجئين، وهذه كلها يجب أن تحفظ في سجلنا لحقوق الإنسان .

حقيقة يوجد هناك تطهير من الخدمة المدنية الذين يربو عددهم على الخمسمائة الى سبعمائة وخمسين ألف شخص، ثم تطهير حوالي ألف من كل هذه الأعداد، ولعلها ظاهرة مألوفة بمجيء أي نظام جديد لوضع رجالاته في الوظائف الحساسة ومع ذلك هذا البرنامج التطهيري، والجميع الآن يتمتع بحق التوظيف في القضاء والخدمة المدنية..الخ .

ولبي: هل تحاول أن تفهمنا الآن وبصدق أنكم لا تبذلون جهدا لفرض توجه اسلامي على السودانيين عامة وهل هذا ماتريد أن تقوله لهذه اللجنة؟

د. الترابي إذا كنت تقصد الاسلام كقيمة دينية فإن الإسلام لايعترف ولايولد العنف والإرهاب، لذلك الإسلام لايقبل أن يفرض على الناس بالقوة .

ولبي: ألم يكن هناك جهد لتأهيل المجتمع السوداني لتطبيق القوانين الاسلامية في السودان ؟

د. الترابي: بل كان بالطبع.. وهناك منظمتان خاصتان تعملان في السودان بين 15 ـ 20 كنيسة في السودان هذا يعني أن السودان قطر مفتوح لكل الديانات بما في ذلك الكنائس التابعة لأمريكا .

ولبي: لذلك كل هذه المنظمات وحكومتنا الأمريكية لم تصب الحقيقة فيما يخص حقوق الإنسان في السودان ولم يتم تعذيب الناس، ولم تقس حكومتهم عليهم لسبب ديني أو سياسي، والمواطنون في السودان أحرار في حركتهم دون وجل من أفراد حزبك السياسي؟ هل هذا ماتحاول أن تخبرنا به؟ وكل هذه التقارير من فراغ؟

د. الترابي: كل الدول التي اختارت أن ترسل مبعوثيها من أفراد البرلمان البريطاني والأوربي وأتوا بأنفسهم ليروا ويتحققوا من هذه الاشاعات وهى أصلا للتحفيز السياسي قد خرجوا من السودان بفكرة مختلفة تماماً عن ما أشيع وانطباعاتهم المسجلة تشير لذلك .

كما أتيحت فرصة لأفراد من البرلمان الأوربي لمقابلة السياسيين المعارضين الذين هم أحرار في السودان يقابلون الصحفيين والاذاعات العالمية ـ وكذلك بعثة البرلمان البريطاني التي زارت السودان خرجت بفكرة مغايرة لكل الاشاعات التي تطلق وهذا ماأخبروني به بأنفسهم

ولبي: قلت في مركز الدراسات العالمية الاستراتيجي بواشنطن أنه لم تقم أي مظاهرة شعبية منذ تولي البشير السلطة الاسلامية في السودان .

فهل يمكن توضح لنا ظاهرة حظر التجول ـ إغلاق الجامعات عدة مرات والمحاولات الانقلابية لأكثر من مرتين منذ تولي البشير الحكم، والتقارير السيئة لحقوق الانسان المستمر في السودان؟

د. الترابي: حسناً هناك سياسات اقتصادية جديدة فرضت لذلك كان لزاماً على الحكومة تنفيذ هذه الاصلاحات بالقانون، ولم يكن هناك سوى التشريعات لتغيير القطاع العام للخاص. وكان أيضاً لابد من السيطرة على الأسعار وهذا يحتاج لبعض القوانين وتحرير الاقتصاد، وأشرت إلى أنه لم تكن هناك أي حركة شعبية نسبة لتقبل الناس لهذه الإجراءات .

ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعات عدة مرات ولماذا حظر التجول؟

د. الترابي: حسناً الجامعات في العالم الثالث .

ولبي: (مقاطعاً) أنا لا أتحدث عن جامعات العالم الثالث بل عن السودان؟

د. الترابي: أنا كنت طالباً بفرنسا والطلبة هناك كانوا يقودون أعمالاً مماثلة وتغلق الجامعة لمثل هذه المظاهرات وصدام مع البوليس عدة مرات .

ولبي: إذا كل شيء يدعم نظامك إذن كان الطلبة يتظاهرون تأييداً لسياساتك؟ هل هذا ما تريد أن تخبرنا به؟

د. الترابي: أنت محق في ذلك ظل طلاب الجامعات إسلاميين منذ بداية السبعينات، وكل الاتحادات كانت إسلامية والتصويت في صالح الإسلاميين دوماً .

ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعة إن هي كذلك؟
د. الترابي: سأجيب إذا سمح لي عضو الكونغرس المحترم بدقيقة. رأت الحكومة أن نظام الجامعات في السودان محدود إذ أنه لا يمكن أن تبعث الحكومة بالطلبة إلى الخارج وهى قد أنشأت العديد من الجامعات، وكذلك كانت جامعة الخرطوم بالذات تأوي كل الطلبة حتى الذين يسكنون الخرطوم. لذلك غيرت الحكومة هذه السياسة والآن تمنح الطلبة المحتاجين لذلك فقط دون سائر الطلبة، ولم يرض بعض الطلبة أن يحرموا من تلك الإمتيازات التي اعتادوا عليها طيلة هذه السنين، وكان من الأجدى إنشاء جامعات أخرى لعدد آخر من الطلبة عوضاً عن الصرف على جامعة واحدة، تلك هي أسباب إغلاق الجامعة .

فيما يختص باللاجئين السياسيين، فهذه ظاهرة لازمت حتى الفترة الديمقراطية والعديد من الجنوبيين رفضوا المشاركة في الحكم الديمقراطي وظلوا خارج السودان، ويعلنون عن اتجاهات مختلفة لحل مشاكل السودان، وهذه ظاهرة عند كل دول العالم .

واليوم في السودان رئيس الوزراء السابق وزعيم الأغلبية في البرلمان السابق يتمتعون بكامل حريتهم في السودان ويقابلون الصحفيين والإذاعيين العالميين وتذاع مقابلاتهم وتنشر مقالاتهم. وكذلك رئيس الحزب الشيوعي .

ولبي: بالرغم من أنني استنفدت وقتي إلا أنني أود أن أشكر السيد المدير وأن يسمح لي بثلاث أسئلة مباشرة .

منذ يناير تعمدت حكومتكم ترحيل نصف مليون من الخرطوم لأقصى المناطق الصحراوية بالقوة حيث لا بنيات أساسية للإعاشة بينما سمحتم للإسلاميين فقط للعمل في وظائف المبعدين فما هي ملاحظاتك عن هذه السياسة؟

د. الترابي: تحدثت عن من هجروا إلى أواسط الصحراء هذه طبعاً دعوى غير واقعية إنما رحلوهم للمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري .

ولبي: لا يوجد فيها البنيات الأساسية للإعاشة .

د. الترابي: جيد، الآن نتناول هذا الأمر بعد أن استجلينا أمر أواسط الصحراء! أولا .

ثانياً ليست هناك بنيات أساسية كما في مكانهم الأسبق لا إمداد ماء ولا كهرباء. أما المنطقة الجديدة فهى شاسعة ويمكن أن يبنوا فيها منازلهم ثم يصلهم إمداد المياه والمدارس وهو لا شك أفضل من مكانهم ذي قبل .

ولبي: لقد سمعنا هذا الحديث قريب في ..

د. الترابي: نعم سأجيب على سؤالك. فيما يختص بتخصيص المنظمات الإسلامية بالعمل فهذه ليست حقيقة أيها العضو المحترم، ولعل مجلس الكنائس السوداني هو أحد هذه الأربعة والأخرى الهلال الأحمر المقابلة للصليب الأحمر في بعض الدول الأخرى وهي وكالة غوث حكومية وهذه المنظمات ليست لها علاقة بالعمل الإسلامي ولا المسيحي، وهناك وكالات غوث أفريقية وللحقيقة هذه المنظمات تدار بواسطة مسلمين إلا أنها وكالات غوث وليست بعثة تبشيرية، وهناك بعثات مشابهة لبعثات وجمعيات الكنيسة وهي ليست تجمع جمعيات تبشيرية سودانية مثل مجلس الكنائس السوداني . هذه هي الوكالات الأربعة المعتمدة لدى الناس بالاغاثة .

ولبي: حديثك الآن يختلف تماماً عما وردنا في بعض التقارير الدولية التي لا تطابق أقوالك .

عندي سؤالان آخران السيد المدير لو أمكن وبعدها ساغادر وستخلص منى ...

ديملي: أنا لا أريد أن أتخلص منك بل أريدك أن تجلس وتستمع

ولبي: أشكرك، قلت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدوليه هنا في واشنطن أنه في تصوراتك أن المرأة السودانية مكرمة في ظل نظام عمر البشير. إنني أبدي أستغرابي كيف توفق بين حقيقة أن (إتحاد المرأة السودانية) كأكبر تنظيم نسائي قد حل والعديد من النساء حرمن من مغادرة البلاد بدون محرم وكذلك منعت المرأة من الخدمة المدنية ؟

د. الترابي: حسن، فيما يختص بشأن المرأة في السودان، أولا غير صحيح أن المرأة منعت من الخدمة المدنية، فهن مازلن مديرات، وزيرات، عضوات برلمان .

ولبي: السيد رئيس الجلسة معذرة أدري أنني أخذت الكثير من الوقت الإضافي وجاءت أسئلتي منفعلة لأنني أعلم أن هناك الكثير والمحزن في السودان والحكومة السودانية التي يقف وراءها هذا الرجل .

كما أنني وجل أن يأخذ الناس بشهادة هذا الرجل خصوصاً للذين ليست لديهم خلفية عن السودان وحكومته المتورطة في الإرهاب داخل وخارج السودان والتي لاتراعي للإنسان حقوقاً والتي تمنع غوث المدنيين في جنوب السودان الذين تشن عليهم الحكومة الحرب .

وهذه الحكومة ليس لدى الولايات المتحدة ما تفعله حيالها، أشكرك أيها الرئيس .

(تصفيق من بعض الحضور).

ديملي: يجب أن يعلم أن النظم هنا تمنع أي إزعاج للشاهد، ولو استمر هذا الإزعاج يجب علي الضيوف مغادرة القاعة نرجو الالتزام .

د. الترابي: أود أن أقدم دعوة لكل من يهتم بالسودان لزيارة السودان بصورة رسمية أو بصفة شخصية ليقف على هذه المعلومات من مصادرها الأولى بدلا من مصادر أخرى مغلوطة في معظم الأحيان. (أشكرك أيها الرئيس).

ديملي: أبدي أسفي وأمتعاضي لمغادرة العضو السابق بعد ما استطال في أسئلته وكان من المفروض أن يسمع لبقية أسئلته وربما هناك من يختلف معه في الرأي .

أتاح الرئيس الفرصة للسيد قلمان

قلمان: أشكرك السيد ديملي لتنظيمك هذه الجلسة حتي نستطيع فهم مشاكل شمال أفريقيا كما أنني أود أن أرحب بدكتور الترابي مرة أخرى وكان لنا شرف اللقاء في الأيام القلائل السابقة. ونرحب بك مرة أخرى في هذا الإجتماع، د. الترابي وضعك (أصولي) هل ذلك حقيقة، وأنك حقيقة صانع السياسة السودانية اليوم بوصفك رئيس المجلس الأربعيني ؟

د. الترابي: لم أدخل في مضمار صناعة القرار السياسي اليوم في السودان، إنما أنا مفكر إسلامي وكتاباتي وأفكاري الإسلامية تلبي طموحاتهم لتجسيد الإسلام في حياتهم الخاصة والعامة بصورة عامة، وتأثيرنا بالطبع يمتد في أفريقيا والشرق الأوسط وهى منطقة انتمائنا .

قيلمان: ماهو دورك في المجلس الأربعيني ؟

د. الترابي: لا أعلم شيئاً عن هذا المجلس الأربعيني، بل هناك برلمان تشريعي، ومجلس وزراء السلطة التنفيذية ومجلس قيادة الثورة الذي يرعى ترتيباتها الدستورية. هناك ادعاء بوجود مجلس أربعيني سري وهي دعوة غير حقيقية حسب علمي .

قيلمان: بالطبع ستدعي أنه لايوجد مايسمى بالمجلس الأربعيني ؟

د. الترابي: ربما يوجد مجلس أربعيني إلا أنني لا أدرى عنه شيئاً ، إلا أنني لا أعلم عن ذلك شيئاً وبكل ثقة .

قيلمان: هل لك يد في صنع القرار في السودان .

د. الترابي: لا ولا في الحياة العامة، إلا أننا نتابع الأوضاع بحكم أن كل القادة السياسيين عليهم المشاركة في هذا النظام حتي يتم الاستقرار في السودان وتذويب كل الخلافات السياسية .

قيلمان: أنت مصنف في بعض الأحيان أنك المعبر عن الصحوة الإسلامية التي تعم شمال أفريقيا هل هذه حقيقة ووصف منطبق عليك ؟

د. الترابي: بحكم انتمائي لتلك المنطقة العربية و الأفريقية الإسلامية وبحكم أنني عامل ومفكر لدين الإسلام فأنا رقم فيها .

قليمان: هل يتلقى رئيس السودان أي توجيه أو نصح منك ؟

د. الترابي: لا أفعل ذلك لإنني لا أملك أن أتقدم له بذلك .

قيلمان: هل لك علم بالعلاقات العسكرية بين الحكومة السودانية وإيران ؟

د. الترابي: من السهولة أن يعلم الإنسان عن شىء من هذا القبيل لأن المجتمع السوداني متفتح، بل ومن الصعوبة أن تحافظ الحكومة على سر كهذا، ولا أحد في السودان يعلم عن هذا الاتفاق العسكري بالتأكيد، ولم ير أي شخص أي وجود لخبراء عسكريين أو أسلحة إيرانية في السودان لأنها تمر عبر الأراضي السودانية من الميناء خلال ترحيلها .

قيلمان: ماذا عن إمداد السودان بالاسلحة الإيرانية، هل تعلم عن ذلك شيئاً ؟

د. الترابي: أنا لا أعلم عن ذلك شيئاً وحسب ما عرفت أن السودان لايشتري أسلحة من إيران إنما من الصين وبعض الدول العربية .

قيلمان: أمامي الآن دورية أسبوعية ( ) للتحليل العسكري حول الإمدادات في العالم الصادرة بتاريخ 9/5/1992م والتي تقول (ولقد تم تسليح الجيش الحكومي الجديد من الممول الجديد بالسلاح للسودان وهو إيران. تقول مصادر في القاهرة أن سفن محملة بآلاف الأطنان من السلاح بدأت تصل السودان منذ أغسطس واستمرت حتى سبتمبر وقد جلبت خمس طائرات مقاتلة طراز F -6 الصيني لسلاح الطيران السوداني وقد دعم الجيش السوداني بأسلحة خفيفة تكفي لتسليح ثلاث وحدات مشاه خصصت لحرب جنوب السودان. وفي أواخر العام السابق وصلت شحنة أخرى وكلها من إيران بالإضافة لشحنة منتصف ديسمبر كمية غير محددة من الأسلحة الخفيفة الصينية وذخيرة بسفن إيرانية لبورتسودان وكذلك 159 طن شحنة ذخيرة في نوفمبر السنة السابقة وأخيراً رفضت الصين مد السودان بالمزيد لأن السودان لم يستطع أن يدفع ما عليه من نقود .

دعمت ايران هذه الصفقات ورفعت قيمة الدعم إلى400 مليون في ديسمبر الماضي كما ستمد ايران السودان ب 000ر100 طن من البترول شهري لاعتماد قدره 300 مليون دولار. وصف هذا الدعم أنه دعم طويل المدى. كما أن حوالى 1000 -2000 من الحرس الثوري الإيراني لتدريب الجيش السوداني في حين أن طهران تقلل من أعداد الحرس الثوري الإيراني في لبنان .

هل لك علم بكل هذا؟

د. الترابي: طالما هذا التقرير من القاهرة فهو غير مدهش ولعل هذه التواريخ كلها قبل زيارة رفسنجاني ولم يكن بين السودان وإيران أى تعاون للمساعدات ولا بروتوكولات .

فيما يختص بالسفن الإيرانية فهذه ليست غريبة لأن السفن الإيرانية نشيطة في منطقة المحيط الهندي. وليس هناك بترول إيراني يصل السودان وكل هذا البترول فهو من ليبيا على أساس تجاري محض، ولم يصلنا من إيران حتى ولو طن واحد من إيران حتى الآن. لم يسمع أحد في السودان عن كل هذا الدعم المادي من إيران ـ ولاسيما لم يكن قد عقد أي بروتوكول تجاري من قبل زيارة رفسنجاني .

فيما يختص بتواجد 1000 - 2000 من قوات الحرس الوطني الإيراني وإذا كان الأمر كذلك لسمع ورأي الناس ذلك ومازالت معسكرات التدريب مفتوحة لاستقبال أي زائر ومعظمها حول الخرطوم خصوصاً قوات الدفاع الشعبي وكل شخص يمكنه زيارتهم. وكما تعلم السيد عضو الكونغرس المحترم أن إيران أنهكت لدرجة ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة ...

قيلمان: (مقاطعاً الترابي) أقاطعك .. لأن وقتي يمر بسرعة تقول أنه ليست هناك سفن إيرانية جلبت سلاح للسودان ؟

د. الترابي: نعم .

قيلمان: وليس هناك تدريب إيراني عسكري للقوات السودانية، هل هذا ما تقوله لنا؟

د. الترابي: هذا صحيح .

قليمان: أريد أن أسأل سؤالا أو اثنين و أنا آسف أنني سأترك القاعة لأنني..

ديملي: ملاحظة، أنا عضو كونغرس من 21 سنة ولم أعرف من يعطي فرصة للتعبير عن الآراء أكثر مني للأعضاء .

قيلمان: أشكرك السيد الرئيس إلا أنني .....

ديملي: وأرجو أن يعرف كل عضو انتقد د. الترابي قد أتيحت له الفرصة الكافية لذلك وكان الحديث حراً كذلك .

قيلمان: أشكرك أرجو أن أشير إلى أنني لم أنتقد د. الترابي بل نريد أن نعرف بعض المعلومات والمشاكل السودانية .

أفهم يا دكتور الترابي وأشكرك السيد الرئيس على هذه الفرصة ـ أن حكومة البشير قدمت دعوة لمنظمة أبونضال ومنظمة الجهاد الفلسطيني للسودان هل هذا صحيح؟

د. الترابي: هذا بالطبع يخالف كل ما يعرفه السودانيون وأن هذه هى المنظمة الوحيدة التي لم تدع للسودان ولا وجود لها مطلقاً .

هناك بضع مئات من الفلسطينيين وكل السودانيين يعرفون انتماءاتهم ـ معظمهم ينتمون لمنظمة التحرير وحماس، أما أبونضال فهو ليس إسلامياً وهذا معروف لدى العالم أجمع، وسياسة حكومتهم أن لا يدخلوا السودان . ولعل الفلسطينيين الذين تنتهي فترة إقامتهم في الخليج ولا تسمح لهم الإجراءات الرسمية أن تدخلهم أي بلد آخر فالسودان يسمح لهم بالدخول لأرض السودان، وهناك بضع مئات منهم ..

قيلمان: هناك بعض الأقوال أنهم يتدربون داخل الأراضي السودانية. هل لديك أي معلومات عن ذلك، الفلسطينيين ومجموعة أبونضال .

د. الترابي: كل غير سوداني تدرب في السودان يمكن أن يعرف، وهذا ادعاء ليس له أي أساس ..

قيلمان: هل استخدمت حكومة السودان أو مجموعتك العنف والإرهاب لإسقاط أي حكومة وبالتالي السيطرة على الدولة؟

د. الترابي: الإرهابي مجرم في قيم الإسلام وقد استلهمت هذه الحركات مبادئها من المعتقدات الإسلامية. ومعظم الحركات الإسلامية اتخذت أهداف كبرى كإعادة صياغة المجتمع كما أنهم يعلمون أن الإرهاب لا يخدم هذه الأهداف وأن استهداف الأشخاص ليس من صميم هذه الهموم، ومعظم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا معروفة لدى العالم بأسره سواء كانت إسلامية أو يسارية وإن كانت لهذه المجموعات أي علاقات دولية فلها علاقات مع مثيلاتها في دول الغرب الأوربي أيضاً ولا أعلم عن أي حركة إسلامية لها مثل هذه الأنشطة .

قيلمان: د. الترابي هل جماعتك أو الحكومة أيدت أي تأييد لاعتداء صدام حسين على الكويت في أغسطس 1990؟
د. الترابي: لم تعبر الحركات الإسلامية في العالم عن نفسها بصورة تلقائية عفوية إلا أنه كانت هناك حركة للقادة الإسلاميين بين جدة ـ بغداد وطهران ثم جدة في محاولة لإيجاد الحل السلمي لهذا الحدث وقد رفضت ضم الكويت للعراق بوضوح وكان يجب إعطاء فرصة للمحاولات العربية والإسلامية لحل المشكلة دون اللجوء للحل بالقوة والحرب. هذا هو موقف كل الحركات الإسلامية وأعلن ذلك في بيروت وكنت أنا المتحدث باسم هذه المجموعات في الأردن .

قيلمان: د. الترابي في ديسمبر السابق خاطبت المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وقلت الآتي (كل من لا يقتنع بالقرآن سيقتنع بالقوة) (وأن المواجهة لا مناص منها ويجب أن نستعد للنضال) هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا كنت تقصد؟

د. الترابي: هذا تغيير كلي في النص الذي قلته .

قيلمان: إذن أعطنا النص الصحيح .

د. الترابي: حقيقة هذا الحديث لم يرد بتاتاً وهذه معلومة خاطئة، ففي هذا المؤتمر انتخبت فيه أميناً عاماً ، وقد وفد إليه الكثير من الممثلين الدبلوماسيين والإعلاميين من كل الدول العربية، واعتبر مؤتمراً جامعاً للتشاور لذلك لم تكن هناك أي عبارات عدائية تجاه أي كائن كان عربي افريقي أو مسلم ولا تجاه أي قوى عالمية شرقية أو غربية، بل كانت هناك توصيات، على أن يحدث تنسيق بين الإتجاهات المختلفة في العالم العربي ـ القوميين الإسلاميين وبين الحكومات والمعارضة وبين العراق ودول الخليج، هذه هى توصيات المؤتمر وأهدافه، وكانت هذه هى روح المؤتمر من أجل ذلك.

قيلمان: في ذلك المؤتمر التوفيقي

ديملي: السيد المحترم وقتك انتهى .

قيلمان: متابعة لما سبق السيد الرئيس تعلم أن هناك فرص لدول غير اسلامية ودول إسلامية في هذا الجزء من العالم هل هذا صحيح؟

د. الترابي: هذا من صميم المباديء الإسلامية، وعلى مدى التاريخ الإسلامي رسخت هذه المباديء والوجود الإسلامي وغير الإسلامي في المجتمع المسلم، وهذه هى حقيقة الإسلام أن يتعايش إيجابياً مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، وهذا هو سبب تطوير المسلمين للقانون الدولي لتنظيم العلاقة بين غير المسلمين _والمسلمين قبل أن يعرف العالم القانون الدولي بمئات السنين .

قيلمان: وهل هذا ينطبق على المسيحيين والدولة اليهودية على السواء؟

د. الترابي: المسيحيين واليهود وحتى من ليست لهم أديان كلهم يعاملوا على السواء .

قيلمان: أشكرك .

د. الترابي: أشكرك جداً

ديملي: د. الترابي أشكرك على هذه الشهادة انتهت الأسئلة وإذا كانت لديك أي تعليقات اضافية يمكنك تسجيلها على الشريط ولك جزيل الشكر .

انتهت الشهادة

Post: #2
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-20-2012, 11:37 AM
Parent: #1

الوطني : مساع عربية للجمع بين البشير والترابي

الخميس, 19 يوليو 2012 12:03 الاخبار -

مساع عربية للم شمل الوطني والشعبي
الخرطوم: السوداني


أعلن حزب المؤتمر الوطني عن مساع إقليمية وعربية للم شمله مع حزب المؤتمر الشعبي وأكد أن المبادرة أتت عقب مبادرات وحراك داخلي بين الحزبين وقال إن دول المبادرة ذات التوجه الإسلامي الواسع وبخاصة مصر التي رأت أهمية إيجاد حل جذري للخلاف بين الوطني والشعبي.


وقال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم د. نزار خالد في تصريح لـ(اس ام سي) إن كل من مصر وتونس وليبيا تقود مبادرة إقليمية وعربية للم الشمل بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ووصف الخطوة التي تقودها الدول الثلاث أنها تأتي لحل الخلافات الإسلامية والسياسية والفكرية وأضاف قائلاً: "هذه الدول وجدت أن حل الأزمة الداخلية لا يتم إلا بحل خلافات الحزبين الكبيرين بجانب تجديد الفكر السياسي الإسلامى"، واعتبر د. نزار المبادرة العربية الإسلامية الإقليمية امتدادا لحراك داخلي بين الحزبين أبرزها المبادرات التى قدمها شباب الحزبين في وقت سابق.

Post: #3
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-20-2012, 11:41 AM
Parent: #2

هــل يحتاج الأمــر إلى معجــزة؟!

الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الخميس, 19 تموز/يوليو 201213:00


معلوم أن المشكلات الكبرى والمزمنة تحتاج إلى معالجات استثنائية، فعندما تستعصي المشكلة على الحل يلجأ من يكتوون بنارها إلى الحلول الاستثنائية وبهذا المنطق يبتر الأطباء العضو المصاب بالسرطان عوضاً عن المعالجات الأخرى بعد أن تُستنفد جميعها ويستيقن الناسُ أنها تؤدي إلى الموت الزؤام، كذلك عندما يبلغ الطغيان أقصى درجاته ويبلغ القهر والتنكيل بالمؤمنين أو الاستكبار والتطاول على الله سبحانه وتعالى حدوده العليا تتدخل يدُ الله العزيز وتحسم الأمر وتُذل المستكبرين... حدث ذلك قديماً في إهلاك عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط كما حدث حديثاً في الجبابرة الذين سقطوا مؤخراً كمبارك والقذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح.


لماذا أطرح هذا الكلام الآن؟!


أقولها ضربة لازب وباختصار شديد إن الخلاف المحتدم بين الوطني والشعبي الذي له دور كبير في تأجيج مشكلة دارفور هو في الحقيقة صراع بين الرئيس البشير والشيخ الترابي فكلاهما أعلى مشاعره الشخصية المبغضة للآخر على مصلحة السودان ولا ينتطح عنزان أن الترابي يملك مفتاحاً مهماً من مفاتيح أزمة دارفور يتمثل في حركة العدل والمساواة التي لها علاقة وطيدة بالمؤتمر الشعبي ولستُ في معرض إثبات هذه العلاقة إذ يكفي مشاعر الترابي الحزينة عند مصرع خليل إبراهيم كما يكفي رفضُه إدانة غزو أم درمان.


من جانب آخر فإن ما تعرضت له قيادات الشعبي خاصة الترابي من سجون واعتقالات متطاولة لم تفعل غير تأجيج مشاعر الكراهية بين الرجلين البشير والترابي.
دعونا نتصارح... هل أبو عيسى أقرب إلى الترابي من نافع أو غازي أو قطبي المهدي أو حتى البشير؟!... متى كان الترابي رغم كتاباته وسيرته يجرد العلاقة الشخصية من الانتماء العقدي والفكري؟! إنها النفس الأمارة حين تنتصر لشيطانها على أحكام الدين بسبب الحقد الأعمى والمرارة الملتهبة التي لا يخرج على سلطانها إلا الصادقون المخبتون المحسنون!!
بذات القدر هل قرنق ثم سلفا كير ثم مناوي أقرب إلى البشير من إبراهيم السنوسي أو (الحبيب) يس عمر، عجل الله بشفائه، أو حتى الترابي؟!


ونحن على أعتاب رمضان لنكن صرحاء إذا كنا بالفعل نُعلي من الإسلام ونتقيد بشريعته التي لطالما تغنينا بها، فالبشير أقرب إلى الترابي من الميرغني وما كان ينبغي أن نعتبر التقارب بين الرجلين من الصعوبة بحيث يحتاج إلى معالجات استثنائية بالرغم من الآية (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).. أقول إن السودان أهم من الرجال فهلاّ انصاع الرجال لمصلحة السودان؟.
وا إســـلامـــاه!!

{ هل يُعقل أن يُقتل مسلمو ميانمار (بورما سابقاً) بالآلاف ويُشرَّد ما يقرب من مائة ألف آخرين في إحدى أبشع مجازر التطهير العرقي ونحن ساكتون وكأنَّ في آذاننا وقر وألسنتنا بكم وأعيننا عمي؟!
هل يُعقل أن يُسفك الدم السوري يومياً بل في كل دقيقة ويُقتل أطفال الشام ونساؤها وتُنتهك أعراضُهنَّ من قِبل جلاوذة النظام البعثي الطاغوتي ونحن في غمرة ساهون؟!
هل يجوز أن يباد شعب الصومال المسلم لعشرات السنين وتصبح أرضه مسرحاً للقوات الأجنبية التي ما دخلت أرض الصومال إلا لتحقيق الأجندة الأمريكية الشريرة التي لا تريد لأمتنا خيراً.. هل يجوز أن يحدث ذلك ونحن صامتون لا ننبس ببنت شفة؟!


هل يجوز أن يُستباح الدم المسلم في كل مكان ونعهد بمآسينا ومشكلاتنا إلى غير أهل الإسلام ممَّن يتربصون بنا الدوائر؟! هل يجوز أن نعهد بهذا الدور إلى مجلس الأمن ومبعوثيه من أمثال عنان وأمبيكي وغيرهما، وتغطّ منظماتنا الإقليمية في نوم عميق وكأنَّ الأمر لا يعنيها رغم أن ديننا يُلزمنا بأن تتداعى أجسادُنا بالسهر والحمى تفاعلاً مع مآسي إخوة العقيدة في كل مكان؟!
إنني أرى أن الفجر الجديد الذي يشهده العالم العربي والإسلامي يحتِّم على الحكومات الثورية الجديدة وقد جاءت بحمد الله ذات توجُّهات إسلامية أن تتعامل مع الواقع الحالي بإستراتيجية مختلفة عن تلك التي كانت سائدة إبّان الأنظمة الطاغوتية العميلة السابقة لها والتي كانت جزءاً لايتجزأ من أنظمة القهر المسلطة على المسلمين في شتى أرجاء العالم.


إنني لأرجو أن تضطلع مصر تحت الرئيس مرسي، وقد بدأت تستعيد دورها بعد حالة التيه والتقزيم التي فرضها عليها النظام البائد الذي عزلها عن حضور القمم الإفريقية لمدة سبع عشرة سنة، أن تضطلع بدورها الطبيعي الذي تمتعت به أبد الدهر ولا نزال نذكر لمصر التاريخ ومصر الجغرافيا كيف أنقذت العالم الإسلامي من الغزو التتاري حين احتل بغداد وأسقط الخلافة العباسية وكيف حررت فلسطين والأقصى بعد أكثر من ألف عام من الاحتلال الصليبي أيام بطلها وقائدها الفذ صلاح الدين الأيوبي.
إن على مصر أن تقود تحركاً تضغط به على روسيا التي تستخدم الڤيتو لحماية النظام البعثي في سوريا فمن خلال تحرك جماعي يضم تركيا ودول الربيع العربي يمكن أن ترضخ روسيا والصين وتكف عن دعم بشار الأسد الذي بات يحاكي فرعون ليبيا ويعيد سيرته الدامية.


أعجبني تعبير د. جمال رمضان في كتابه (شخصية مصر) والذي قال فيه إن مصر في عهود من قزّموها خاصة بعد كامب ديڤيد لعبت دور (القُوادة) بدلاً من دور (القيادة) فقد سُخِّرت من قِبل دول الصليب الجديدة المتحالفة مع بني صهيون لتلعب ذلك الدور القذر في خدمة أعداء الأمة الإسلامية وها هو التاريخ يعيد نفسه وتعود مصر لذاتها ولأمجادها السابقة رغم محاولات المرجفين من أبنائها ممن ربوا أيام الدولة العميقة بغرض إجهاض الثورة وتعطيل عودة مصر إلى دورها الأصيل.


إنني لأطمع أن يضطلع الرئيس البشير بدور المحرض وأن يبتعث رجلاً في وزن د. غازي صلاح الدين إن كان البعض لا يريدون لغازي أن يكلَّف بدور يليق بإمكاناته وذلك بغرض التفاكر مع قيادات الربيع الإسلامي والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والكويت بغرض التوافق على إستراتيجية تُنهي حالة الاستضعاف التي يواجه بها المسلمون في كل مكان خاصة في سوريا وميانمار والصومال فلدى هذه الدول من كروت الضغط ما يمكِّن من الإذعان لإرادتها.

Post: #4
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-20-2012, 11:46 AM
Parent: #3

للتواصل
مع البوست السابق
انقر هنا




فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012

Post: #5
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: Deng
Date: 07-20-2012, 05:31 PM
Parent: #4

الأخ الكيك.

مرحب بك ومرحب ببوستاتك القوية.

متابعين

تصوم وتفطر على خير.

Post: #6
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-20-2012, 09:16 PM
Parent: #5

اخى العزيز
دينق
اشكرك على الاطراء ومتابع نشاطك الجم وربنا يقويك
تحياتى الخاصة لك ولاسرتك

Post: #7
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-20-2012, 11:17 PM
Parent: #6

ردود فعــل واسـعـة لمبــادرة مصــالحــة الوطـنـي والشــعبــي


نشر بتاريخ الجمعة, 20 تموز/يوليو 2012 15:44


الشعبي: سندرس المبادرة العربية ونشترط النوايا الجادة الحسنة

الخرطوم: «الإنتباهة»


اشترط حزب المؤتمر الشعبي لنجاح المبادرة العربية لعودة العلاقة بين المؤتمر الوطني والشعبي تحسن الوضع الاقتصادي باعتباره طاغياً على البعد السياسي، ويمكن أن تتم دراسة المبادرة إذا تضافرت حولها النوايا الجادة، خاصة أن هناك أوجه تقارب بين الحزبين حول قضايا الراهن السياسي ولكنها لا تمس جوهر الخلافات السياسية. ومن جانبه رهن القيادي بالشعبي د. أبو بكر عبد الرازق نجاح المبادرة بمخاطبة القضايا الخلافية الحقيقية بين الوطني والشعبي، مبيناً أن الأخير سيقوم بدراسة المبادرة عندما تأتيه بصورة رسمية والرد عليها في الوقت المناسب.


وأكد أن الشعبي لديه قرار من الهيئة القيادية لا تؤثر فيه العلاقات، وزاد قائلاً: «قيادات تلك البلاد تؤمن هي والشعبي بأن المشروع الإسلامي هو مشروع للحرية كما هو مشروع للعدالة والمساواة».ومن جانبه أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والمحلل السياسي د. صفوت صبحي فانوس إلى أن إطلاق مبادرات إسلامية أو سياسية بين حزب المؤتمر الوطنى والشعبي يعتبر بداية الوفاق الوطني والتلاقي مرة أخرى، لافتاً إلى أن جهات عديدة سعت من قبل لإيجاد مبادرات كالتي قامت بها قطر واليمن، إلا أنها لم تلقَ النجاح بسبب المواقف المتباعدة بين الحزبين.


وأضاف قائلاً: «الخلاف الذي حدث بين الطرفين إبَّان المفاصلة الشهيرة ليس في المسائل الفكرية والإسلامية بل هو خلاف على السلطة والحكم، مضيفاً أن كل طرف يرى أنه الأجدر بقيادة السودان، بجانب تمسك كل طرف بمبادئه وأساليبه السياسية والاستراتيجية.


وأكد فانوس أن قيام حوار فكري في ظل هذا الصراع يتطلب بذل المزيد من التقارب والأفكار السياسية والإسلامية، فضلاً عن إدخال إصلاحات مشتركة على الوضع الاقتصادي حتى تتمكن الأطراف من التعاطي مع كل المبادرات الداخلية والخارجية التي يمكن أن تقوم بها جهات خارجية مثل مصر وتونس وغيرها من الدول ذات التوجه الإسلامي. وفي ذات السياق قال المحلل السياسي د. محمد عثمان أبو ساق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهرى، إن ظهور مبادرات خارجية في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد يمثل تحدياً كبيراً للأحزاب والقوى السياسية المختلفة، لافتاً إلى أن الحكومة أصحبت تمتلك نظاماً شرعياً ومعترفاً به إقليمياً ودولياً بعد الانتخابات، مما يشير إلى أن هنالك مؤشرات أقوى لحركة توحيد الجبهة الداخلية عبر استجابتها لأية مبادرات خارجية، وزاد قائلاً: إن الخلافات التي يشهدها عدد من الأحزاب السياسية ليست عميقة، مبيناً أن نجاح المبادرات الخارجية حول رأب الصدع بين الشعبي والوطني سيجعل السودان في مكانة مرموقة بين دول المنطقة العربية.


ومن جانبه أكد حزب العدالة القومي دعمه وترحيبه بجهود الإصلاح بين الإسلاميين في السودان عبر مبادرة دول الربيع العربي التي أبدت وقوفها مع الشعب السوداني بداعي الإصلاح بين المسلمين ودعم جهود الإصلاح. وأكد أمين بناني رئيس الحزب في تصريح لـ «إس. إم. سي» وقوف حزبه مع جهود الإصلاح في البلاد، قائلاً: «لا أتمنى سقوط حكومة الإنقاذ في يد المعارضة الحالية أو في يد ثوار كاودا» منوهاً بأنهم لن يكونوا أحسن حالاً من النظام الحالي. إلى ذلك رحب حزب الأمة القومي بالمبادرة التي تقودها كل من مصر وليبيا وتونس لحل الخلافات الفكرية والسياسية التي نشبت بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي منذ عام 1999م، موضحاً أن هذه الدول أدركت أهمية توحيد الجهود السياسية والإسلامية بين الأحزاب السودانية ذات الوزن الثقيل على المستوى الشعبي والسياسي.


وقال نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء «م» فضل الله برمة ناصر في تصريح لـ «إس. إم. سي» إن حزبه أبدى ارتياحه الشديد للمبادرة الإقليمية العربية لتوحيد الجهود وعودة وحدة الإسلاميين، داعياً حزبي الوطني والشعبي إلى استيعاب هذه المبادرة والاستفادة منها حتى ينصلح الوضع الاقتصادي والسياسي على حد سواء، وزاد قائلاً: «هناك مؤشرات كثيرة من الداخل ستوحد جهود الحزبين خاصة على الصعيد الإسلامي والفكري».

Post: #8
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-21-2012, 10:44 AM
Parent: #7

بشير آدم رحمة : يدعو عمر البشير للتنحي قائلا : لا نعرف عسكريا جعل من الوطن كله رهينة لفدائه
July 20, 2012
( الشرق الأوسط – حريات )


القيادي بالمؤتمر الشعبي المعارض بشير آدم رحمة، الرئيس السوداني عمر البشير للاقتداء برئيس جنوب أفريقيا الأسبق فريدريك ويليام دي كليرك، باتخاذ خطوات جادة «باتجاه تحرير البلاد» التي قال إنها «أصبحت رهينة له».

واستغرب رحمة في ندوة عقدت بالعاصمة السودانية، مساء أول من أمس، من إصرار الرئيس البشير على البقاء في السلطة قائلا «العالم كله مقاطعنا من أجل شخص واحد، نحن نعرف أن العسكريين يفدون وطنهم بأرواحهم، لكننا لا نعرف عسكريا جعل من الوطن كله رهينة لفدائه».


وفي الندوة ذاته، نفى رحمة وجود أي تقارب بين حزبه وحزب المؤتمر الوطني، ووصف الحديث عن خطة لجمع الرئيس البشير برئيس المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي وإعادة توحيد الحركة الإسلامية بأنه مجرد «إشاعة»، وقال «لسنا منافقين، ولو كنا نريد السلطة لما كنا ذهبنا عنها، ولما كنا ذهبنا للمعتقلات، ولما تعرضنا للموت والتشرد، لكنا قد أثرينا». وواصل «اطمئنوا هذه واحدة من ألاعيب المؤتمر الوطني والأجهزة التابعة له».


ودعا رحمة قادة القوى السياسية «لتقدم صفوف المتظاهرين مقتدين بالتجربة (الموريتانية)، وتوظيف ثقلهم لإضافة زخم للاحتجاجات الداعية إلى إسقاط النظام

Post: #9
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-22-2012, 06:16 AM
Parent: #8

بيان من المؤتمر الشعبي:

إفساد السلطة لعلاقات السودان الخارجية
الأربعاء, 18 تموز/يوليو 2012 07:53


في هذا النظام العسكري الاستبدادي الذي حكم السودان لأكثر من عشرين عاماً يتولي رئيس الجمهورية تصريف السياسة الخارجية كما يتحمل وزير الخارجية تنفيذ ما يقره الرئيس . إذا كان الرئيس لا يحسن التصرف أو كان لا يزن ما يتلفظ به من قول كما هو حال عمر البشير فان علاقات البلد مع الخارج تتأثر سلباً وتتخبط سوءاً

.
التضارب بين موقف الرئيس ووزير خارجيته والذي تجلي بصورة علنية حيال الموقف من قرار مجلس الأمن 2046 الخاص بالعلاقة بين الشمال والجنوب المشروطة تسويتها لأجل محدود أدي لإرباك وفد السودان إلي أثيوبيا والأتحاد الأفريقي .
إن العداء تجاه الجنوب قد أدي لتأزم الحدود كلها حيث حركة النزوح للبهائم من كل القبائل الشمالية جنوباً في موسم الجفاف والتجارة التي يعتمد عليها الجنوب في تأمين حاجياته واشتعلت الحرب مجدداً في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتوقف نقل النفط من الجنوب وحقول نفط الشمال في منطقة هجليج حيث فقدت الميزانية عائدات البترول فلجأ النظام لفرض الضرائب وزيادة الأسعار مما زاد تكاليف المعيشة علي المواطنين .


لقد ترتب علي الحرب المعلنة ضد دولة جنوب السودان ومناطق جنوب السودان الشمالي أن يزداد الصرف علي الآلة والحركة العسكرية من سلاح وإمداد وبدلات طوارئ فأدي ذلك إلي عجز في الميزانية الجارية فوضعت حكومة المؤتمر الوطني مزيداً من الضرائب وزيادة أسعار المحروقات لسد العجز .
عمر البشير مطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية في جرائم ارتكبها ضد رعيته في دارفور لذا أصبح السودان كله رهينة للعقوبات الدولية مما حجب عن السودان المساعدات من الغرب والاستثمار حتي من العرب كما حرم أيضاً من برنامج الأعفاء من الديون أو المساعدات من المؤسسات المالية الدولية علي اعتبار أن السودان خارج عن الاجماع الدولي وغير مستقر أمنياً وسياسياً

.
لكل هذه الأسباب وغيرها فإن إصلاح أمر السودان لينعم أهله بعزة وطنهم ورشد سياستهم الخارجية وتتحقق لهم رفاهية العيش لابد من تغيير هذا النظام وإسقاط رموزه من سدة الحكم وتشكيل نظام إنتقالي يصلح علاقات السودان الخارجية ومكانته في العالم .


أمانة العلاقات الخارجية
المؤتمر الشعبي
14/7/2012م

Post: #10
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-25-2012, 06:38 AM
Parent: #9



حزر فزر الطيب مصطفى يخاطب مين وينتقد مين فى جماعته الحاكمة الان ؟

أيهما أولى بالتفاوض الترابي أم عقار وعرمان؟!

االطيب مصطغى

نشر بتاريخ الثلاثاء, 24 تموز/يوليو 2012 13:00


رغم الهياج والتصريحات النارية التي خرج بها المؤتمر الوطني وحكومتُه علينا عقب تحرير هجليج ظللتُ أرقب وأنتظر، منذ أن وطئت قدما عرمان وعقار العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومنذ اجتماعهما بالمبعوث الجنوب إفريقي ثابو أمبيكي، ظللتُ أنتظر انبطاح الحكومة وموافقتها على التفاوض مع ما يُسمَّى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية (لتحرير السودان) ثم جاء تصريح باقان قبل أيام عن موافقة حكومة السودان على التفاوض مع قطاع الشمال متزامنًا مع تصريحات وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين المتفائلة بأن الجولة التالية من التفاوض ستُفرغ اجتماع مجلس الأمن من مهمته وتجعله تحصيل حاصل وها هو مندور يُكمل الناقصة من الخرطوم ويُعطي دفعة قوية لتصريحات باقان الذي تفاوض بالنيابة عن عملائه في دولة السودان الشمالي عرمان وعقار والحلو وأعلن عن موافقة الحكومة على التفاوض معهم!!


مندور قال لزوم تسريب الخبر بالتدرج حتى يهيئ الناس لاستقباله بل والترحيب به (إن قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ولم يضف مندور عبارة (تحرير السودان) لزوم تقليل الحرج، (إن قطاع الشمال بالحركة الشعبية طلب من الوساطة الإفريقية الحوار مع وفد الحكومة لكن القضية لا تزال قيد النظر داخل أروقة المؤتمر الوطني بشأن التفاوض مع قطاع الشمال لعدم شرعيته وأنه حزب قائم على مستوى الجنوب ولا شرعية له على الأرض)!!


يُحمَد لمندور الذي يتمتع بشجاعة باتت عملة نادرة في المؤتمر الوطني الذي تجيد مؤسساتُه جميعاً، حتى مجلس الشورى، البصْم على القرارات وتمرير الاتفاقيات شأنه شأن البرلمان الذي اشتُهر بالاشتغال بالنوافل تاركاً كل الفرائض وعظائم الأمور إلى أصحاب القرار في السلطة التنفيذية ولا أقول مجلس الوزراء الذي يُنوَّر كما نُنوَّر نحن أبناء الشعب السوداني البطل!! أقول يُحمد لمندور أنه يتمتع بشجاعة نادرة لأنه تحدَّث عن عدم شرعية الحركة الشعبية قطاع الشمال المحظورة قانوناً بل ودستوراً بعد أن طعن منبر السلام العادل في دستوريتها لدى مجلس شؤون الأحزاب السياسية ووافق المجلس على الطعن وأصبحت حركة خارجة على القانون بموجب قرار مجلس شؤون الأحزاب السياسية ولا مجال البتة للمؤتمر الوطني أن يتفاوض معها إلا إذا اعتبر مجلس شؤون الأحزاب السياسية هذا إحدى إداراته ووجَّهه بقبولها والذي ينبغي أن يسبق أي لقاء يُعقد معها في أديس أبابا أو غيرها.


لم نسأل حتى الآن عن السبب الذي جعل مفاوضينا والمؤتمر الوطني يسترجع ويستدعي روح نيفاشا الانبطاحية أمام باقان الذي أشهد بأنه يعرف ما يريد وأنه لم يتزحزح قيد أنملة عن مواقفه بينما ظللنا نتراجع ونتراجع ونتراجع إلى أن وصلنا الحائط.. لست أدري لماذا نُصِرُّ على أن نستعيد نيفاشا رغم علمنا بما جرّته علينا من بلاوى حين أحالت انتصارنا العسكري وقد قاتلنا في أطراف نمولي إلى هزيمة سياسية في مائدة التفاوض لماذا يا تُرى أحلنا تلك الفرحة العارمة بعد انتصار هجليج إلى تراجع جعلنا نتحدث عن التفاوض مع هؤلاء الخارجين على القانون؟!


عندما قرأ إمام التراويح بالأمس بمسجد النور (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ...) جال بخاطري حالة مفاوضينا وهم ينكصون على أعقابهم المرة تلو المرة ويتحدثون عن عرمان وعقار والحلو بعد أن أراحنا الله منهم كما فعلوا يوم منحوا باقان الحريات الأربع رغم احتلال جيشه لأرضنا وكما فعلوا يوم استقبلوه بالأحضان وقبلوا دعوته للبشير لزيارة جوبا التي كان مُفترضاً لولا لطف الله اللطيف الخبير أن يُعتقل فيها كما حدث لتلفون كوكو بالرغم من كل ما فعله باقان بالسودان وبالرغم مما يُضمره من شرٍّ وبالرغم مما قال وهو يغادر الخرطوم قبل زيارته الأخيرة (وداعاً للعبودية) و(ارتحنا من ###### الخرطوم)!!


لماذا يا تُرى لا نفاوض بالنيابة عن ثوار الجنوب ونفرض على باقان وسلفا كير التفاوض معهم؟ لماذا نرضى الدنية في ديننا ودنيانا ووطننا أمام بلد هشّ مصنوع من بيت العنكبوت؟! لماذا نعجز عن تحرير كاودا ونتفاوض من موقف ضعف وفي مقدورنا أن نُحرِّر جوبا بنفس المقاتلين الذين حرَّروا هجليج؟! لماذا ننسى قول الله (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) لماذا نضعف ونستكين وننبطح وقد قال الله تعالى للمؤمنين بعد معركة أُحُد (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)؟!


إن دخول عرمان وعقار والحلو مرة أخرى يعني عودة مشروع السودان الجديد وربِّ الكعبة إلى الساحة والمشهد السياسي من جديد وهو لا يختلف عن الحريات الأربع التي تمهِّد لذلك المشروع الشيطاني الذي لن يهدأ باقان وأمريكا من خلفه قبل أن يرياه رأي العين حاكماً في الخرطوم.

بالله عليكم أيهما أولى بالتفاوض عرمان وعقار أم الترابي الذي دفعته مراراتُه ونفسُه الأمّارة لإشعال الحرب في دارفور من خلال حركة العدل والمساواة؟!

بالأمس مرت ذكرى الرابع من رمضان الذي كنا نعلم أن تداعياته ستكون خطيرة على مستقبل البلاد فإذا كان الترابي هو الذي فجَّر انقلاب الإنقاذ فإنه للأسف هو الذي فجّر دارفور من خلال حركة العدل والمساواة انتقاماً مما حدث له.
رغم ذلك فإن الترابي أولى بالتفاوض من عقار وعرمان فهو على الأقل لا يحمل مشروعاً عنصرياً استئصالياً بالوكالة عن دولة معادية.
إن

هناك كثرًا مستعدون ليلعبوا دور الوسيط حتى يجردوا الحركة الشعبية والجبهة الثورية من أهم الحركات المتحالفة معها والتي إن أغمدت سلاحها فسنكون قد حققنا مكسباً عظيماً لكن مشكلتنا أننا نسترضي الأعداء ونقدم لهم التنازلات بينما نستعدي من هم أقرب إلينا مهما كانت درجة خصومتهم مقدِّمين مشاعرنا على مصلحة الوطن

Post: #11
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-25-2012, 05:53 PM
Parent: #10

ةيواصل الطيب مصطفى هجومه على مجموعة على عثمان محمد ويعود ويصفهم بالمنبطحين وهو يتحسر للردة التى حصلت من مواقف ايام هجليج كما يقول

اقرا حسرات الطيب مصطفى وخيبة امله التى تضيع



مــاذا دهــانا؟!

االطيب مصطفى


نشر بتاريخ الأربعاء, 25 تموز/يوليو 2012 13:00


وجاء في الأنباء أن وفدَي التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان اتفقا على أن يتقدَّما بطلب مشترك إلى مجلس الأمن الدولي عبر الوساطة الإفريقية بهدف تمديد الفترة الزمنية المتبقية للقرار الأممي «2046» والتي ستنتهي في الثاني من أغسطس القادم!!


لا ينتطح عنزان في أن الكاسب الوحيد من هذا التمديد هو الحركة الشعبية التي تحقق في كل جولة تفاوض جزءاً من مطلوباتها وأجندتها وهي بهذا التمديد تشعر بأنها حصلت على فترة إضافية للابتزاز والضغط من خلال السيف المسلَّط على الحكومة التي تعلم الحركة كم هي مذعورة من التهديد بالعقوبات وكم هي تشعر بأن مجلس الأمن سيُلقي بها في قعر جهنم إن هي لم تستجب لقراراته!!
أخطر من ذلك أن الحكومة بدأت التفاوض مع قطاع الشمال بحضور الأمم المتحدة والآلية الإفريقية... بدأت التفاوض بالفعل فواحرّ قلباه!!


سألني حادب على الحكومة في حيرة ودهشة وهو يرى مفاوضينا يتهافتون في ذعر ويتكبكبون كالملدوغ ما هو السر الباتع الذي يجعل وفدنا يتخبط بهذه الصورة ويعلن عن تقدم حيث لا تقدم وعن تنازلات مجانية متعارضة تماماً مع الثوابت المعلَن عنها في أوقات سابقة... صديقي الإنقاذي الحادب جزم أن هناك شيئاً لا نعلمه يجعل مفاوضينا في تلك الحال المزرية من الاضطراب والتخبُّط.


قلتُ له إنها يا صديقي نفس الحالة التي تلبستنا منذ نيفاشا... حالة الهزيمة النفسية التي أحالت انتصارنا في ميدان القتال إلى هزيمة قاسية في مائدة التفاوض والتي استمرت بعد ذلك طوال الفترة الانتقالية التي جعلتنا ننفذ الاتفاقية من طرف واحد بنسبة مائة في المائة بل بأكثر من ذلك بينما ظلت الحركة تراوغ وتخادع... ورّطنا أنفسنا في أبيي بالرغم من أنها تقع في الشمال رغم أنف إعلان المبادئ ثم أدخلنا الحركة التي كان جيشُها الشعبي يقاتل في أطراف نمولي.. أدخلناها إلى الشمال تقديراً لمشاعر المكّار قرنق وهو يحدِّثنا (نحن الناس الحنان) عن حرجه مع من قاتلوا معه في جنوب كردفان والنيل الأزرق ثم سحبنا جيشنا وقواتنا المسلحة من الجنوب بالكامل تاركين جيش الحركة الشعبية (لتحرير السودان!) في تلكم الولايتين شوكة حوت ومسمار جحا ليُشعل الحرب داخل ديارنا ويتمترس ونعجز عن إخراجه حتى اليوم!


سلسلة متصلة من الهزائم السياسية تجعلنا نثق في باقان أموم أعدى أعداء الشمال... رجل تاريخه يحكي عن عداء وحقد دفين وتصريحاته تكفي لإقناع طفل صغير بأنه عدو لئيم ومشروعه لتحرير السودان والذي ظل يتحدث عنه أنه باقٍ وليس مرهوناً بالوحدة وأنه لن يُوقفه أو يحد منه انفصال الجنوب الذي يجعل الحركة تنتقل الى الخطة (ب) لتحقيقه من خلال الانفصال بديلاً عن الخطة (أ) التي كان مفترضاً أن تحققه خلال الفترة الانتقالية من خلال الوحدة.. إنه مشروع السودان الجديد الذي نذر قرنق له حياته وأعده الأمريكان لهذا الدور منذ أن اقتلعوه من العاصمة التنزانية (دار السلام) ليستكمل دراسته حتى الدكتوراه في جامعة أيوا الأمريكية.


سلسلة متصلة من الهزائم السياسية حسبنا أن تحرير هجليج سيكون نهاية لها ولكن ما إن انتهت هجليج وظننا أن المجاهدين الذين حرروها سينتقلون إلى كاودا لتحرير بقية الأراضي حتى عاد المنبطحون من جديد ينشرون ثقافة الاستسلام كما عاد المجاهدون إلى الخرطوم تاركين الجيش الشعبي في كاودا وعملاءه في الجبهة الثورية ينشرون الرعب كل يوم وتعود نيفاشا سيرتها الأولى ولا عزاء لمندور الذي تحدَّث عن أن المؤتمر الوطني يدرس طلب الحركة الشعبية (شمال) للتفاوض مع الحكومة بينما الحقيقة أن الحكومة جلست بالفعل مع عرمان وعقار!! ستسمعون من جديد عن الحريات الأربع التي كنا نظن أنها اندثرت مع هجليج كما سمعتم عن عودة عرمان وعقار والحلو إلى التفاوض!!


في كل الدنيا يُوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويُستدعى أهل الخبرة والدهاء أما عندنا في بلاد بلا وجيع فإن التفاوض يُعهد به إلى كل من هبَّ ودبَّ إذ يمكن أن يقود وفد التفاوض من لم يفاوض أحداً في حياته!!


في كل الدنيا يتم اختيار المفاوضين بناء على معايير محددَّة يُدقَّق في توافرها وذلك بعد أن تُحدّد الثوابت والإستراتيجيات والحدود الدنيا أما عندنا فحدِّث ولا حرج!!


في كل الدنيا هناك مراكز دراسات إستراتيجية تعمل وتخطِّط وتحدِّد وخبراء ومستشارون يرفدون الوفد المفاوض بالرؤى والأفكار... ذلك ما يقوم به الخواجات الذين وقفوا أيام مفاوضات نيفاشا مع الحركة ولا يزالون حتى اليوم.. أما هنا فإن إطفاء الحرائق ورزق اليوم باليوم هو الذي يسيطر على مسيرتنا السياسية والاقتصادية وعلى مفاوضينا ورمضان كريم!!


قلنا إن تجربة اتفاقية الدوحة كانت كفيلة رغم كل شيء بتكرارها بحيث يُعهد إلى رجل صاحب قدرات وذكاء وخبرة هو د. غازي صلاح الدين بأن يتولى ملف الجنوب خاصة وأنه ذو ارتباط بملف دارفور وقد خبر الرجل الأزمتين لكن يبدو أن الأسباب التي اقتلعته من نيفاشا وقذفت بالسودان بعده في حفرتها وهاويتها السحيقة لا تزال تحول دون اقترابه من هذا الملف صاحب السر الباتع!!


أرجع لسؤال صديقي الحادب على الإنقاذ وأتساءل معه عن ذلك السر الذي لا نعلمه؟! لن أصدق وربِّ الكعبة أن الخوف من العقوبات الأممية هو الذي يسوقنا كالشياه إلى مذابحنا فقد خبرنا العقوبات وكما قلت مراراً إنه عندما قيل للقرد (سنسخطك) قال: (يعني حا تقلبوني غزال؟).


اسمحوا لي أن أتوقف عن الكتابة فأنا لا أحتمل أن تنفقع مرارتي في هذا الشهر الفضيل سيما وأن أخبار الغد ستحمل لكم ما يحمله عرمان من أخبار وشروط بعد أن عاد إلى حياتنا من جديد رغم أنه رسمياً يُعتبر خارجاً على القانون وتُعتبر حركتُه غير شرعية!!

Post: #12
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-26-2012, 10:16 AM
Parent: #11

مع جهول جديد من طغمة الجهل الجامح بحزب المؤتمر الشعبي(1 من 2)

محمد وقيع الله


لا يزال الأستاذ إبراهيم سليمان يتاجر من حيث يعيش في لندن، ومن دون ما ورع ولا تقوى، بقضايا الهامش السوداني ويتكسب بها في دوائر العالم الغربي المريب.

وتجارة الأستاذ إبراهيم سليمان بالهامش ممارسة استغلالية رخيصة مهووسة، وآية ذلك أن الهامش المزعوم الذي يتاجر باسمه لم تكن له علاقة من أي نوع ظاهر أو خفي بموضوع مقاله السمج الذي كتبه في نقد كتاباتي.

ولا أدري لم زج بموضوع الهامش السوداني في مقاله، وجعله منه عنوانا فرعيا له، اللهم إلا أن كان إدمان المتاجرة بهذه القضايا المربحة في الغرب، وهو الإدمان المستولي على بعض الحرافيش من أمثاله من مثقفي المركز الأدعياء، هو الذي جره من حيث لا يدري إلى جلب هذه اللازمة البغيضة إلى عنوان مقاله من دون أن يبدو له أثر أصيل في لبه أو صلبه أو ثناياه.

ولم يتمكن هذا الكويتب الدعي المدعو الأستاذ إبراهيم سليمان من الدفاع عمن هاجمته في مقالاتي التي يرد عليها، المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان المدعو الأستاذ بارود صندل رجب.

واكتفى عوضا عن ذلك باستلال عبارات قصار من مقالاتي الأربعة في الهجوم على ذلك الشخص المفتري، أسس عليها جل ترهاته التي سنستوفيها بالرد تباعا .

استهل الكويتب المزعوم مقاله بالزعم بأن القوم جميعا (من هم هؤلاء القوم؟!) يمقتونني وأنه لا يوجد منهم يتصدى للدفاع عني.

وردا على ذلك أقول له إن قضية الحب لا يحتاج أمرهما إلى قول جدي، لأنه لا تأسى على الحب إلا النساء، كما قال ذلك الرجل الصادق وهو يخاطب سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.

وأما قول الكويتب إنه لا يرى أحدا يتطوع ليناصرني ويدفع عني، فذلك حق، وتفسيره يسير على منه له عقل يسير.

ذلك أني لم أكن في حاجة إلى أحد من البشر يدفع أحد أو ينصرني.

وما راني أحد ممن عسى أن يتفقوا معي في رأي، في موقف ضعف أو عجز، أو حاجة إلى نصرتهم في يوم من الأيام.

فقد استغنيت عن نصرتهم بعد أن ملكني الله تعالى لسانا صارما لا عيب فيه وبحرا لا تكدره الدِّلاء .. كما قال مفتخرا سيدنا حسان، عليه الرضوان، وهو يهجو أولياء الشيطان!

والحمد لله تعالى حمدا كثيرا أنه لم يجعلني من الضعف بحيث أستنصر بأحد إلاَّه عز وجل في علاه.

والحمد لله سبحانه تعالى الذي لم يجعلني من شيعة الكتاب الماركسيين اليساريين الحداثيين التنويريين التبريريين، ولا من زمرة اليمينيين الرجعيين، الذين يستنصر بعضهم بعضا، ويستذري بعضهم ببعض، فيما يسمونه بالحملات التضامنية، فلا تكاد تمس أحدهم بنقد عابر، إلا تطاولت عليك من قِبلهم أنفار من الكتائب الخائرة البائرة الخاسرة، التي يختبئ كل فرد منها خلف الآخر، ويلوذ به، ويجره إلى الخلف، حتى يعطب منه الظلف، ويعرضه لمزيد من الخسف.

ولأني كنت أعرف من قديم شيم الكتاب الضالين، وأعلم نمط سلوكهم الذي يستهدف إرهاب من يختلف معهم في الرأي، فقد آذنتهم منذ نشر مقالي الأول، في هذه المساجلات، ذلك المقال الذي استهدف صعق رائدهم المفتري المجترئ، الدكتور عبد الوهاب الأفندي، الذي وكلته دوائر حزب المؤتمر الشعبي بلندن، ووكلته جماعات المعارضة المغتربة عبء التصدي لي وإرهابي أدبيا، بأني لن أستكين لإرهابهم وأني سأبقى في انتظار ما يتقولونه عني وما يختلقونه من إفك، وأني لن أتوانى في الرد عليهم وإخراسهم، وأني سألقاهم أقوى لقاء، وظهري مستند إلى الحائط، ويداي نظيفتان لم تتلوثا بعطايا ولاهدايا حزب أو شركة أو سفارة أو نظام. وأني سألقاهم وأُنفِذ إلى أسماعهم وقلوبهم كل ما في كنانتي من حديد سهام الكلام.

وهذا وعد قطعته قديما على نفسي، ولن أخلفه أبدا ، بإذن الله تعالى، ولذا فإن سياط الجلد ستبقى جاهزة بين يدي لأبري بها ظهور المفترين المتقولين علي قول الزور من أتباع سَنن الأفندي والخطائين الخاطئين على نهجه المشين.

وأحد هؤلاء وأحدثهم وأشدهم جهلا وسفها هذا الذي يريد أن يستدرك علينا في جهدنا الدراسي الذي بذلناه في التتلمذ على كتب العقاد، الذي أحصيت قبل سنوات قلائل في لحظة فراغٍ ضجِر، ما قرأته منها فأحصيت على أصابع يديَّ سبعين كتابا، بعضها قرأته مثنى وثلاث ورباع وأكثر. وذلك دون ما قد أكون ذهلت عن استحضاره في تلك اللحظة الضجِرة. وبهذا أكون قرأت أكثر من نصف الكتب التي سطرها إمام الفكر العقاد، ثم يجيئ المدعو ابراهيم سليمان، الذي يبدو أنه لم يطلع مما يتعلق بشأن العقاد إلا على كتاب أنيس منصور ذي الطابع الصحفي (في صالون العقاد كانت لنا أيام) ليتهمنا بعدم فهم فكر العقاد وشعره، وهو ما تاحَ له أن يفهمه رغم أنه لم يقرأ فيما يبدو كتابا من كتب العقاد الأصلية.

ومثل هذه الدعاوى الرعناء لا تستغرب إذا نظرنا إلى مصدرها الوبيل. فالكويتب قد دل على أنه واحد من غوغاء حزب المؤتمر الشعبي ومن بعض رجرجته، الذين نبتلى كل حين بجهلهم الفاضح، وتبجحهم الجامح، وخصامهم الفجور.

وأما طريقة النقد التي يعتمدها هذا الكويتب الخابط المتخبط من أفراد جوقة الجهل والخبط الأعمى والضلالة العشواء بحزب المؤتمر الشعبي فهي أن يلتقط مشاهد وصفية جزئية مبتسرة من كتاب كتبه بعد وفاة العقاد بأكثر من عَقد من الزمان كاتب من الدرجة التاسعة، هو أنيس منصور، كما وصفه بهذه الصفة نزار قباني في سياق خصام قديم معه، ويستخدم تلك المشاهد في إدانة علم الفكر الشامخ ورجل المواقف المبدئية الراسخة، عباس محمود العقاد، وكأن عظماء الرجال يمكن أن يحاكموا بمواقفهم الاستثنائية العارضة، ويدانوا ويؤاخذوا بنمط الأخطاء العرضية البسيطة التي لا يخلو ولا يسلم منها الآدميون.

قال كويتب المؤتمر الشعبي الأثيم، وهو يسم العقاد العظيم بالحوْب العظيم:" اورد انيس منصور:" ... لقد تغيرت اشياء كثيرة في صالون الأستاذ .. بل وجدت شيئا عجيا .. أن سيدة قدمت للأستاذ سيجارة. اشعلتها ثم اعطتها له .. أي وضعت السيجارة في فمها وأشعلتها وعليها بقايا أحمر الشفاه، ولم يتردد الأستاذ لحظة في أن يضعها بين شفتيه شاكرا.
ويضيف: دخلت لأول مرة آنسة اعتنقت الفلسفة الهندية الصالون وهاجمت العقاد بعنف ولما فرغت قال ليها: " أنت تزوجت ولم تكوني سعيدة في هذا الزواج، وكانت مفاجأة واضطربت الزميلة ولم يشأ الأستاذ أن يتركها تمتص هذه المفاجأة ولكنه بسرعة قال: لاحظت ذلك في يدك اليسرى. فما يزال أثر الخاتم غائراً في اصبعك .. كما أن بعض الترهل عند خصرك كما اري من قميصك .. ربما حملت واجهضت... منذ متى أئمة الهدى يكيّفون خصور الآنسات، وكيف يكون مثل هذا التعليق سلوك الدعاة لو لا توهان د. وقيع الله".
فهذا الذي لم ير في سلوك زعماء حزب المؤتمر الشعبي، الضالعين في خيانة الإسلام والوطن والحركة الإسلامية انحرافا، والذي لم ير في الأخشاب المتلبدة التي تقذي عيون قادة حزب المؤتمر الشعبي، رأى بدقة فائقة قشة يسيرة على عين العقاد العظيم، وذلك فقط لأنه دخن سيجارة تلقاها من يد امرأة!

وبمنطق هذا الكويتب فإن دم السودانيين الوفير الذي سفكته (شبيحة) حزب المؤتمر الشعبي من عصابات العدل والمساواة في دار فور وأم درمان دم لا حرمة له ولا حرمة في سفكه، وإنما تتجلى الحرمة كل الحرمة في دخان سيجارة ينفثه صدر العقاد!

وأما المثال الثاني الذي استشهد به الكويتب فلا أدري أي شيئ فهم منه، وهو مثل ضربه أنيس منصور للدلالة على قوة ملاحظة الأستاذ العقاد وقدرته على تحليل نفسيات المنحرفين من أتباع المذاهب الضالة.

فهذه المتحذلقة التي جاءت تبشر في داره بمبادئ الفلسفة الهندية الضالة استطاع العقاد أن يسبر غور شخصيتها ويهتدي لسر انحرافها السلوكي، وسبب ارتدادها عن الإسلام، ونبهها بلطف إلى أنها اعتنقت ضلالات الديانة البوذية لا لسبب عقلي وجيه، وإنما لسبب عاطفي رخيص، يرجع إلى إجهاضها لطفلها وطلاقها من زوجها!

وهذ ما أبان عنه أنيس منصور جليا حين استعرض هذه القصة في كتابه، ونبه إليه القراء.

إلا أن هذا القارئ الغبي، من أتباع حزب المؤتمر الشعبي، لم يفهم من القصة إلا أن الأستاذ العقاد كان يحدق مليا في خصور الآنسات.
والغريب أن أنيس منصور ذكر أن العقاد لم يحدق في خصر السيدة (ليست آنسة كما زعمت يا قارئ حزب المؤتمر الشعبي المتبلد الذهن!)، وقال إنه لم ينظر إليها عندما كانت تتحدث، وإنما رمقها بنظرة واحدة خاطفة، استنبط بها سرها الدفين!




Post: #13
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-26-2012, 05:16 PM
Parent: #12

الصادق الرزيقى رئيس تحرير صحيفة الانتباهة وهو من الاخوان المسلمين وخريج مدرسة الوان والراية الصحفية ومدافع بالحق والباطل عن نظام الانقاذ الحالى والذى تطرف واصبح من دعاة الانفصال والمروجين له يبدو انه اكتشف فجاة حقائق كانت غائبة عنه رغم ان الحقيقة غير ذلك
هذا المقال بالاسفل يؤكد لنا ان كل تلك الحقائق لم تكن خافية عليه ولكن لماذا الان لان السبب واضح هو رضوخ الحكومة وموافقتها على الجلوس مع قطاع الشمال من الحركة الشعبية ..وهو ما اضاع له وللطيب مصطفى وصحيفتهم الانتباهة كل الجهد.. والشتائم والسخائم التى اقاموها طوال السنوات الماضية وكانا يعتقدان بانهما انتصرا فى معركتهما ولكن تاتى رياح المؤتمر الوطنى الضعيف بما لا يشتهى ارباب انفصال السودان
..

اقرا المقال المتحسر

على حافة الفناء!!
الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الخميس, 26 تموز/يوليو 2012 13:00


تسابق الحكومة زمنها في مسألة المفاوضات مع دولة جنوب السودان، وهي تعلم أن كل رهاناتها على رضاء الغرب عنها خاسرة، ورغم تذرعها بما لا يفيد في هذه القضية، ففي الوقت الذي تبدو فيه حكومة جوبا هادئة ليس لديها ما تخسره ولا ما تواجهه من مخاطر بوقوف أطراف كبرى في ما يسمى المجتمع الدولي معها، تبدو الخرطوم مرتبكة في نهاية المهلة المحددة في الثاني من أغسطس المقبل وكأنها نهاية الدنيا وستقوم بها القيامة.


لكن الحقيقة هي أن المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي في قراره رقم «2046»، لن يحدث فيها شيء ولا يوجد بعدها ما يخيف إلى درجة أن تقوم الحكومة ببلع قسمها المغلظ بعدم التفاوض مع قطاع الشمال في الحركة الشعبية، وهو تنظيم عميل لدولة الجنوب ووكيل لقوى خارجية لا تريد إلا خراب السودان وضعفه وهوانه.

والغريب أن الحكومة تؤكد دون أن تدري كل ما تقوله عنها وسائل الإعلام الغربية وما يفهمه عنها المسؤولون الغربيون، وذكر لي دبلوماسي سوداني أن جينداي فرايزر مسؤولة الشؤون الإفريقية السابقة في الخارجية الأمريكية، قابلت وزير الخارجية السوداني في عهدها في مبنى الخارجية الأمريكية قبيل موعد محدد له مع كوندليزا رايس، فقالت متهكمة «نحن نفهمكم، فأنتم ترضخون للضغوط.. ولا نأبه لما تقولونه وترفضونه.. ففي النهاية تقبلون»!!


وتجيد الحكومة هنا في الخرطوم أشياء كثيرة، لكنها تجيد أخيراً النكوص والتراجع عن مواقفها، وتبرع قيادات كثيرة في المؤتمر الوطني في تبرير الخطوات التراجعية، دون حياء ولا خجل ولا ذاكرة.
وكذلك تجيد الحكومة لعبة الانصياع والإذعان للمجتمع الدولي أكثر من إجادتها الثبات على مواقفها المبدئية المعلنة، والتمسك بما تقرره ويعبر عن كبرياء شعبها وكرامته!!


ويا لهول ما تود الحكومة فعله بعد أن بدأت تتحدث علانيةً بعض رموز حزبها، ويجتمع أعضاء وفدها مع قطاع الشمال للحركة الشعبية للتوصل معه لاتفاق شبيه باتفاق أديس أبابا السابق، بل أسوأ منه، وهي غير مبالية بصورتها ولا انعكاسات هذه الخطوة على الداخل السوداني ولا احترام شعبها لها.


هذه الخطوة اذا تمت تعني فناء هذه الحكومة لا أكثر ولا أقل، فمجرد رضوخها لمشيئة الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي كانت وراء قرار مجلس الأمن الدولي الذي صاغته سوزان رايس، وفشلت الدبلوماسية الرسمية في إجهاضه أو كسب حليف دولي قوي ضده وإفراغه من محتواه، مجرد قبول الحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال وانهيار تحصيناتها السياسية، فإنها ستجد نفسها بلا نصير من شعبها ولا مؤيد، فما الذي يمكن أن يرتجيه أحد من حكومة لا تستطيع ضبط الأداء الحكومي ولا كبح جماح الأسواق ولا إبطال مفعول مراكز القوى التي تعبث بالسلطة والقانون وتهين المواطن والبرلمان، ثم تأتي لتوافق على إدخال الأفاعي السامة إلى تحت ثيابه، وتستصغر شأن وطن حتى يصبح ضئيلاً مثل أقزام النِمال!!

من المؤسف حقاً أن نكون قد تقهقرنا لهذه الدرجة المخزية، فكل المشهد العام لا يسر ولا يطمئن، وقد غاب أي رأي رشيد، وليس لدى الحكومة إلا خوفها وارتعادها من الثاني من أغسطس، وقد صور لها المفاوضون باسمها وهم تحت نيران الضغوط الخارجية أن السبيل الوحيد الذي يمكن به تجنب أية عقوبات دولية جديدة، هو قبول تجرع كأس السم الزعاف!!


وما دري هؤلاء أن لعبة السياسة في العالم هي التلويح بالعقوبات والتهديد بفرضها والتخويف بعصاها، فإذا خاف المرتعب المرتجف وملأ قلبه الوجل جعلوه يتنازل أكثر وأضعفوه إلى درجة الانسحاق، وهذا بالضبط ما يجري خاصة إذا قرأنا بيان مجلس وزراء خارجية الاتحاد الإفريقي الأخير، وقارناه بالعبث واللؤم الذي يمارسه وفد حكومة الجنوب وعملية الابتزاز الرخيص التي تمارس.. الله وحده هو الذي يحفظ هذه البلاد وليس الحكومة

Post: #14
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-26-2012, 05:42 PM
Parent: #13

اما سعد احمد سعد الكاتب بنفس الصحيفة رغم انه يشاطر الرزيقى فى الاتجاه الا انه دعا الى طريق ثالث مبهم وغير معروف لفك ما يدعى انه قيد سحر لنظام الانقاذ يجب فك طلاسمه باسلوب اخر ما هو ..لانها ممسوكة فى حاجة ...!
اقرا المقال







الحلو نائباً أول.. للرئيس البشير!!
سعد احمد سعد
نشر بتاريخ الخميس, 26 تموز/يوليو 2012
13:00
لماذا لا يصارحنا المؤتمر الوطني والإنقاذ بحقيقة ما يجري خلف الكواليس؟!
لماذا لا يبينوا لنا حقيقة الأوضاع التي تجعله وتجعل الإنقاذ عجينة طيعة في يد امبيكي والأمم المتحدة والوساطة الإفريقية؟ بل وفي يد الحلو وباقان وعرمان؟!
لماذا لا يثبت المؤتمر الوطني والإنقاذ على موقف واحد؟ لماذا يحرجوننا.. ولماذا يفضحوننا.. ويمرّغون كرامتنا بالوحل؟

إن قائمة التنازلات التي يبديها بل ويسارع فيها المؤتمر الوطني والإنقاذ آخذة في التضخم.. رغم ما نسمعه من تعهدات.. وتهديدات.. وإيمان مغلظة بالطلاق والعتاق.. حتى توفرت لدينا القناعة الراسخة أن كل بطولات المؤتمر الوطني والإنقاذ مجرد «نفخة» ومجرد «هرشة» وأنه كلما علت وتيرة النفخة وتصاعدت نبرة الهرشة كان الانكفاء أسرع.. وكان الانكسار أخزى لذلك.. فدعوني أقول.. إنه لا ينبغي .. ولا يجوز لأحد أن يظن أن الذي يفعله المؤتمر الوطني وتفعله الإنقاذ هو مجرد تخبط.. وقلة دراية بمطلوبات الحكم أو رغبات المحكومين.. ولا أحسبه من قلة المعرفة.. وأنا أظن إن لم تخني الذاكرة أن كاندا رئيس دولة زامبيا هو الذي قال عندما رأى قائد الانقلاب السوداني العميد عمر البشير في أول لقاء إفريقي ضمهما.. قال «This man Knows too much» أي إن هذا الرجل يعرف أكثر مما ينبغي أو أكثر مما يُتاح لأمثاله.. وكانت معرفة العميد عمر حسن أحمد البشير هي معرفة الحركة الإسلامية..

والمعرفة تراكمية .. وكذلك التجارب والخبرات.. ونحن ننظر إلى الإنقاذ بعد ربع قرن من الزمان فنجد أنها تتخبط وتتعثر.. وتحجم وتنكفئ .. وتتراجع.. وتستسلم.. وتنكسر بل وتستخذي..
ونحن ننظر في دهشة.. وفي استغراب.. ولا نكاد نصدق ما نرى.. وما نسمع..


ولكن كفانا دهشة.. وكفانا استغراباً.. بل وكفانا غباءً إن الأمر أصبح أوضح من الشمس في رائعة النهار.. إن الإنقاذ مأخوذ عليها.. ولا تسألوني عن معنى مأخوذ عليها.. فهو لا يحتاج إلى تفسير.. فمجمل تصرفات الإنقاذ منذ قبل نيفاشا بحوالى خمس سنوات تفسر هذه العبارة أوضح تفسير ولا أظن الإنقاذ ستستفيق أو تستيقظ إلا بعد أن يقضي الأخذ عليها إربه وحاجته منا..


أقول هذا وأنتم تعلمون أنني لست مولعًا بالتفاصيل.. بالرغم من أنني لا أبني رؤيتي إلا على قدر هائل من التفاصيل.. بل أنا معني أكثر بأصل المسألة.. والأصل هو أبو التفاصيل والفروع..


الإنقاذ لا تستطيع أن تحارب الفساد.. الإنقاذ لا تستطيع أن تضبط الإعلام.. الإنقاذ لا تستطيع أن تضبط الشارع.. الإنقاذ لا تستطيع أن تردع غلو الحركات الأنثوية العلمانية.. الإنقاذ لا تستطيع أن تكبح جماح المنظمات الطوعية وهي تعيث في السودان فساداً.. وتشتري وتبيع في القامات كما تحب وتشتهي..
والإنقاذ لا تستطيع أن تحقق تطبيق الشريعة.. وتعلن أن الشريعة في السودان مدغمسة.. ثم تبقى الإنقاذ على الدغمسة رغم إعلانها بالفم المليان.. أما في قضية التمرد.. وقضية الجنوب.. والحركة الشعبية وعقار وعرمان. وباقان.. والحلو.. فإن الإنقاذ لا ترد يد لامس.. لا تملك أن تقول لا.. أبداً.. أبداً فمنذ نيفاشا ودستورها المؤقت «دستور 2005» والمواطنة وانتخابات النيل الأزرق.. وأبيي وجنوب كردفان ومفاوضات أديس.. والحريات الأربع.. بل وعصابات النقرز.. وبنات نيفاشا.. وعنتريات الإنقاذ واقسامها بالطلاق والعتاق ظلت الإنقاذ أيها السادة تفعل بالضبط عكس ونقيض ما جاءت.. وما أعلنت أنها جاءت لتفعله حسب البيان الأول..

إن الإنقاذ أيها الأحباب.. ويا أيها الشباب.. ويا أيها الإسلاميون على اختلاف أسمائكم ومسمياتكم.. ويا أيها المواطنون الشرفاء الذين يريدون مثلما أرادت الإنقاذ عشية 30/6/1989م اعلموا جميعاً أن الإنقاذ مأخوذ عليها..

فهي ليست مجرد شهوة الكرسي.. وهي ليست قلة المعرفة بفنون الحكم.. وهي ليست قلة المعرفة بأشواق أهل الإسلام وأهل السودان.. فطالما تطابقت أشواق أهل السودان وأهل الإسلام.. إن الإنقاذ مأخوذ عليها.. فهي كالمسحور.. وكالمقيد.. ولا بد من إبطال السحر وفك القيد.. وهناك طرائق لإبطال السحر وفك القيد.. ليس من بينها الدجل والشعوذة.. خاصة إذا كان السحر تعبيراً مجازياً وكذلك القيد

Post: #15
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-28-2012, 03:10 PM
Parent: #14

يحاول منبر الطيب مصطفى الضغط على المؤتمر الوطنى باستنفار اعضائه من الائمة فى حشد ضد الحركة الشعبية قطاع الشمال الذى رضخت الحكومة على اجراء محادثات معه مرغمة لانه جزء اساسى فى اتفاقيات السلام فى السودان ..
تجد بالاسفل ما قاله ائمة مساجد لا يعرفون مجتمعهم ومستقبله ناهيك عن حاضره ..
اقرا للتوثيق الاراء المتطرفة التى تريد ان تحكمنا بما تقول انه شرع الله ..





مساجد بالخرطوم والولايات ترفض الحوار مع قطاع الشمال وتطالب وفد الحكومة بالعودة
الانتباهة

نشر بتاريخ السبت, 28 تموز/يوليو 2012 13:00


عبد الحي يوسف: التفاوض مع «قطاع الشمال» لا يجوز..أمام مسجد خاتم المرسلين: وفد الحكومة غير مفوض بتقديم أية تنازلات بمفاوضات أديس..خطيب مسجد الخرطوم الكبير يطالب الحكومة بالإعتذار للشعب ووقف التفاوض مع الحركة الشعبية

الخرطوم : المقداد عبد الواحد
استنكر عدد كبير من أئمة المساجد بالخرطوم، وعدد من الولايات، خطوة الحكومة بفتح باب التفاوض مع ما يسمى قطاع الشمال، ووصفوا الخطوة بأنها ذلّ وهوان، في شهر يعدّ من أشهر الانتصارات والفتوحات عند المسلمين.
وشنّ إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بضاحية جبرة جنوب الخرطوم، الشيخ عبد الحي يوسف، هجوما لاذعاً على موقف الحكومة من التفاوض مع ما يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال عبد الحي في خطبة الجمعة أمس، إن التفاوض مع ما يسمى قطاع الشمال لايجوز، ووصف قادته بالخونة والمأجورين والعملاء والمنافقين، وأشار إلى أنهم لا يريدون الحكم بالشريعة الإسلامية بل إشاعة العلمانية.

وأضاف عبد الحي: إن الشعب السوداني صبر طيلة السنوات الماضية على حكم الإنقاذ، رغم غلاء الأسعار ، لكنه قال إن ذلك الشعب لن يصبر عليها، طالما ارادت أن تتفاوض مع أعداء الله، وزاد: إن الشعب لن يصبر لمزيد من التنازلات، وأوضح أن وفد الحكومة التفاوضي غير مفوض بتقديم أية تنازلات تنال من قيمه ودينه. ووصف عبد الحي شهر رمضان بشهر الفتوحات والانتصارات في الإسلام، لكنه قال إن الحكومة ارادت غير ذلك، لافتاً إلى أنها بعد تحرير مدينة هجليج التف حولها كافة الشعب ونصرها، فاصبحت في موقف كان عليها أن تتقدم ولا تتراجع بقبول التفاوض مع قطاع الشمال.


وفي السياق طالب خطيب مسجد الخرطوم الكبير بإيقاف التفاوض مع مايسمى بقطاع الشمال وتغيير الوفد الحكومي المفاوض. وقال الشيخ كمال رزق في خطبة الجمعة أمس إن على وفد الحكومة المشارك في المفاوضات أن يعتذر للشعب السوداني قاطبة لأنه أذاقه الهوان والذل. مضيفا أنه لاتفاوض ولاتنازل مع مايسمى بقطاع الشمال والحركة الشعبية لأنهم مصاصو دماء وقتلة وخونة علاوة على أنهم عملاء لأمريكا ، وجزم رزق بأنّ كل محاولات الحكومة لإرضاء أمريكا ستكون هباءً منثوراً وصفراً كبيراً لنا، ولن تفلح مفاوضات وتنازلات الحكومة في إرضائها وكسب ودّها.

وأضاف لن يهدأ لأمريكا بالٌ حتى نتبع ملّتها. وأشار إلى أن أمريكا مخلصة لمبادئها ودينها، فهل نحن مخلصون لديننا ومبادئنا، وزاد:إن أمريكا لن ترضى إلا باقتلاع الإسلام واستئصال جذوره، وقال رزق لقد آن أوان الجهاد، وعلى الدولة أن تجهّز الجيوش، وعلى وزير الدفاع ترك المفاوضات والعودة وتحرير كاودا، وقال على أصحاب العصابات الحمراء«في إشارة منه إلى الدبابين» تفقد أسلحتهم إستعداداً لجهاد الحركة الشعبية التي تريد هدم البلاد وتسليمها لأمريكا،


وأوضح رزق أن الأمور التي تمس سيادة البلد يجب أن يستفتى فيها الشعب أو على الأقل أن تمر على المجلس الوطني، وليس أن تكون حكراً على حزب أو جماعة، وأضاف الحكومة الآن وبهذه المفاوضات تكون قد استسلمت تماماً لأمريكا، ورضيت بالشروط الجديدة التي ادخلت«11» منطقة تابعة لدولة السودان وغير متنازع عليها أصلاً في أجندة التفاوض ، ووصف رزق تفاوض الحكومة مع مايسمى بقطاع الشمال بأنه إعتراف واضح وصريح بحزب أجنبي وتابع لدولة الجنوب، ينفذ أجندتها ويأخذ تعليماته من رئيسها سلفاكير وأمريكا وإسرائيل، وتساءل رزق قائلاً لماذا طالبت الحكومة الإنتربول بالقبض على عرمان إذا لم يكن مجرماً .

وقال رزق لو جمعنا هوان الدنيا كلها وذلها لما بلغ معشار الذل والهوان الذي نعيشه الآن ، ونوّه رزق إلى أن شهر رمضان لايعرف الإنهزام والإنكسار والذل، بل كان للعزة و الإنتصارات والفتوحات الإسلامية . ومن بين أئمة المساجد التي رفضت الحوار وطالبت بعدم التفاوض مع قطاع الشمال في خطبة الجمعة أمس، الشيخ أبوزيد محمد حمزة، والشيخ عصام البشير إمام وخطيب مسجد النور بكافوري، والشيخ إبراهيم الطيب بمسجد حي الهدى بالجريف شرق، والشيخ محمد عبد الكريم، والشيخ أبومجاهد حامد محمد سعيد بمسجد الوالدين بالكدرو محطة المدارس، والشيخ محمد شمس الدين بمسجد سنار التقاطع بولاية سنار، والشيخ موسى إبراهيم علي بمسجد أنصار السّنة بسنكات في ولاية البحر الأحمر، والشيخ خالد عمر حمزة بمسجد المستغفرين بالعمارات، والشيخ عبد القادر أبوقرون بمسجد الشعائر بأم ضوًا بان.

Post: #16
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-29-2012, 09:47 AM
Parent: #15

فتوى للداعية الاسلامى عبد الحى يوسف حول التفاوض مع قطاع الشمال
الخرطوم ـ خاص ـ أخبار اليوم
أكد الداعية الاسلامي عبد الحي يوسف في خطبة الجمعة أمس بمسجده بجبرة الخرطوم إن قيام الحكومة بإجراء حوار ومفاوضات مع الحركة الشعبية لا يجوز شرعاً.
وقال عبد الحي إن المنافقين أكثر خطورة على المجتمع من الكفار، مبيناً لا اتفاق ولا تعاون ولا تفاوض مع المنافقين. مضيفا أن عرمان وعقار تحالفا مع الاعداء وبجانب خيانة الوطن والمسلمين ولذلك لا يجب اجراء أي حوار معهم.

وقال عبد الحي إن الشعب السوداني صبر على البلاء والغلاء والمحن الاخيرة من أجل عزة وكرامة الوطن، مبيناً أن الشعب قادر على النهوض والثورة والطوفان لإعلاء شأن السودان والاسلام، مبينا أن أرواح الشهداء الطاهرة التي فقدت في استرداد هجليج يجب أن تقابلها تضحيات أكبر حتى لا تضيع دماء الشهداء هدراً.
وطالب عبد الحي بوقف التفاوض مع الحركة الشعبية فوراً لإعادة هيبة الوطن والاسلام.


----------------

خطيب الجمعة يدعو الشباب والمجاهدين لإتخاذ مواقف قوية واصلاح الحركة الاسلامية دون خوف
الخرطوم ـ أحمد سر الختم
إحتشد المئات من مجاهدي الحركة الاسلامية (سائحون) أمس بمسجد جامعة الخرطوم وأدوا صلاة الجمعة بالمسجد وأم المصلين فتح العليم عبد الحي داعياً في خطبة الجمعة إلى ضرورة تحقيق الاصلاح داخل الحركة الاسلامية. مناشداً الشباب والمجاهدين لإتخاذ مواقف قوية دون خوف من العواقب. والصدح بكلمة الحق من أجل الحفاظ على البلاد.

وخاطب المجاهدين عقب الصلاة الصادق محمد علي الشيخ وزير الدولة السابق داعياً المجاهدين لاتخاذ موقف صادق، وأن الوقت حان للمجاهدين لقول كلمتهم لأنهم صادقين واصحاب مبادئ ومواقف، ووجه الصادق انتقادات لطريقة اتخاذ القرار.
يذكر أن خطبة الجمعة بمسجد الجامعة حضرها جمع غفير وأكثر الخطيب فتح العليم عبد الحي من أدلة الكتاب والسنة من آيات وأحاديث وكذلك الوزير السابق.


-----------------

عصام البشير يناشد رئيس الجمهورية بالغاء أو تجميد زيادة الكهرباء
الخرطوم ـ عبد الله محمد علي
طالب د. عصام أحمد البشير في خطبة الجمعة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بإلغاء أو تجميد قرار زيادة تعريفة الكهرباء.
ووصف عصام في خطبة الجمعة القرار بأنه غير حكيم وتم دون شورى ولم يقدم عبر الأجهزة، مبيناً أن الشعب السوداني صبر كثيراً وتحمل السياسات الاقتصادية ووقف مع القوات المسلحة في هجليج ولذلك على رئيس الجمهورية إلغاء القرار.
ودعا إلى إجراء مفاوضات مع القوى السياسية لتوحيد الصف بدلاً عن الحوار مع عقار.

اخبار اليوم

Post: #17
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-29-2012, 05:44 PM
Parent: #16

يواصل الطيب مصطفى هجومه على وفد الحكومة المفاوض ويحشد من اجل ذلك ائمة المساجد من اعضاء تياره المتطرف ومدعومين باعلام صحيفة الانتباهة مستخدمسن كافة الالفاظ ومستغلين الايات القرانية والتاريخ الاسلامى بفهمهم القاصر ولا يمانعون ايضا من اثارة الجيش من اجل ايقاف المحادثات وافشالها واشاعة اجواء الحروب
اقرا ما كتبه اليوم



الـــقــاعــــــدون!!
الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الأحد, 29 تموز/يوليو 2012 13:00


لست أدري والله متى وافق المكتب القيادي للمؤتمر الوطني أو مجلس الوزراء أو البرلمان على اتفاق نافع عقار بعد أن تم ركلُه من قِبل المكتب القيادي ومن قِبل الرئيس في مسجد النور وفي حضور وزير الدفاع الذي حرّض على رفضه وقالت صحيفة القوات المسلحة فيه من خلال مقال ملتهب لرئيس تحريرها العميد محمد عجيب.. قالت فيه وفي المؤتمر الوطني أضعاف ما قال مالك في الخمر؟!


إنها دولة المؤسسات التي تضطهد البرلمان وتحتقر مجلس وزرائها وتستخفّ قبل ذلك بشعبها فما هو بربِّكم حكم شعب يُطيع من يستخفّ به أرجو البحث عن الإجابة في الآية القرآنية الكريمة (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ).. ذلك ما قاله الله في حق فرعون وشعبه لكن كيف هي الدولة التي ترفع الدعم عن الوقود بدون إذن من الشعب أو ممّن يُفترض أنهم ممثلو الشعب ثم ترفع أسعار الكهرباء بنسبة «250%» بدون استشارة البرلمان أو مجلس الوزراء ولا يصدر بيان يوضح لهذا الشعب المغلوب على أمره لماذا وكيف حدث ذلك؟!
ذات الشيء أو الأشياء حدثت عندما وُقِّعت نيفاشا التي هي أخطر اتفاقية في تاريخ السودان بدون أن تُعرض على مجلس الوزراء أو على البرلمان الذي بصم بعد توقيعها بعد أن قال رئيسُه إنه لا يحقُّ له أن يعدل شولة في تلك الاتفاقية!!
اقرأوا بالله عليكم جزءاً من المقترح الذي قدمه مفاوضونا برئاسة وزير دفاعنا المشغول بالمفاوضات بدلاً من أن ينشغل بتحرير أرضه المحتلة من قِبل جيش باقان وعقار والحلو وعرمان الذين يجلس معهم ويتبادل الضحكات والقفشات.. (ظلت حكومة السودان تسعى لإنفاذ مطلوبات خارطة الطريق الواردة في بيان مجلس السلم والأمن الإفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي «2046» ويأتي ذلك السعي مقروناً بما جاء في قرار مجلس الأمن من دعم ومرجعية متمثلاً في اتفاقية السلام الشامل واتفاق «29» يونيو «2011» واتفاق «30» يوليو «2011» ومذكرة التفاهم حول عدم الاعتداء بتاريخ «10» فبراير «2012» واتفاق «13» مارس «2012» وحكومة السودان ملتزمة تماماً بهذه الاتفاقيات الموقَّعة بين الطرفين وتعتبرها المرجعية الأساسية لكافة القضايا الأمنية الواردة في خارطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي وقرار مجلس الأمن «2046».


إذن فإن وفد الحكومة المفاوض ملتزم تماماً بجميع الاتفاقيات الموقَّعة بما فيها اتفاق «29/6/2011م» الذي هو اتفاق نافع عقار فبالله عليكم أليس باطن الأرض خيرًا من ظهرها؟!
ذلك الاتفاق المهين الذي استنسخ نيفاشا واعترف بالحركة الشعبية شمال وجعل عقار نداً لنافع وأخضع السودان للآلية الإفريقية وفعل بنا الأفاعيل مما سنوضحه لاحقاً.. ذلك الاتفاق أُعيدت إليه الشرعية بالرغم من ذلك القسم المغلَّظ الذي أدّاه الرئيس في مسجد النور!!
كيف حدث ذلك ومن الذي قرره؟! لا أحد يدري!! كيف وافق عبد الرحيم محمد حسين على هذا وهو الذي قاد المعارضة له عقب توقيعه؟! لا أحد يدري!!
أليس من حق الرويبضة عرمان الذي بُعث من مرقده بعد أن ظننّا أننا أهلنا عليه التراب وطلبناه بالإنتربول باعتباره مجرم حرب.. أليس من حقه أن يرفع سقف مطالبه على غرار نيفاشا ويطالب بقوات مشتركة تجعل القوات المسلحة السودانية منقسمة بين نصف تابع لعقار والحلو وعرمان وأخرى هي قواتنا المسلحة الحالية وذلك حتى نُخترق من الداخل بل من جيشنا الحارس مالنا ودمنا؟! أليس من حقه أن يرفع عقار كما طالب بالفعل إلى منصب النائب الأول مثل سلفا كير بعد نيفاشا بدلاًَ من أن يكون والياً على النيل الأزرق التي طُرد منها مذموماً مدحوراً وظننّا أنه لن يُبعث من جديد ويطمع في أن يكون الرجل الثاني في الدولة محققاً نداءه الشهير سننقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري ومحققاً مقولته (الكتوف اتلاحقت).. تلك التي ملأت أوداجه المنتفخة غروراً وخيلاء حتى قال أيام كان والياً فليبعث البشير علي عثمان ونافع إلى الدمازين ليجلسا إلى رجلين في مستواهما حددهما وترفع اللجنة المشتركة توصياتها إلينا (أنا والبشير)؟!


إنه مشروع السودان الجديد يمضي بقوة وأقولها كما قال السادات قديماً لعلي عبد الله صالح (يقطع دراعي إن بعض مفاوضينا.. لا يدري شيئاً عن مشروع السودان الجديد وعلاقة ما يجري اليوم في مجلس الأمن وفي أديس أبابا وغيرهما بذلك المشروع)!!
أقسم بالذي فطر السموات والأرض إن الحريات الأربع التي أجازها إدريس وسيد الخطيب جزء من مشروع السودان الجديد وأقسم بالله إن كل ما يجري اليوم هو في صلب ذلك المشروع لكن من يقنع من؟!
إنني لأطلب من الرئيس الآن أن يسحب هذا المقترح قبل أن يُعتمد وثيقة في مجلس الأمن أو مجلس السلم والأمن الإفريقي.
أقول هذا الآن عن هذا المقترح أما بقية القضايا فالحديث عنها يطول فانتظرونا فوالذي فطر السماوات والأرض لن نسكت على ما يفعله هؤلاء المنبطحون حتى يرودا بلادنا ويُحيلوها إلى أحاديث مثل مملكة سبأ ومثل الأندلس وزنجبار ومثل قوم موسى حين نكصوا عن الجهاد كما نكصنا عن تحرير كاودا..
أقولها مجدداً إننا نسعى إلى حتفنا بظلفنا لنعيد سيرة قوم موسى قبل أن يُقذف بهم في أرض التيه حينما انكسروا وقعدوا (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ)
يحدث هذا في رمضان شهر الانتصارات الكبرى فواحرّ قلباه.. يحدث هذا وما درى القوم أننا لسنا أعز على الله من كليمه موسى وأخيه هارون حين نكص قومهما عن الجهاد ورفضوا أن يدخلوا الأرض المقدسة التي أُمروا بدخولها تمامًا كما قعدنا عن دخول كاودا رغم قول الله تعالى «وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ»...

المزيد من المقالات...

Post: #18
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-29-2012, 05:44 PM
Parent: #16

washeez2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #19
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 07-31-2012, 08:31 AM
Parent: #18


الزميل عادل الباز صاحب صحيفة الاحداث التى توقفت نتيجة لانهيار صناعة الصحافة فى السودان بسبب انهيار الاقتصاد بعد انفصال جنوب السودان نتيجة للسياسة الخرقاء لتنظيم الاخوان المسلمين الذى احتكر السلطة والاقتصاد والاعلام والخدمة فى الدولة وجعل الاحتكار اساسه فى كل شىء بما فيها الكتلة النقدية بجمع اكبر قدر من الجبايات والضرائب شعارهم حتى الافقار فافقر الجميع ..
لم ينتقد الباز سياسة الاحتكار فى صحيفته وخاصة فى الاقتصاد بل استفاد منها وكان من اثر ذلك توقف الحركة الاقتصادية بعد ان اصبحت الزراعة والصناعة والتجارة فى يد القوى الامين ..وطبيعى ان يتوقف كل شىء كنتيجة حتمية بما فيها صحيفته ..
عادل الباز هنا ينتقد اخوانه فى التنظيم شعبى ووطنى ويكشف بعضا من الحال المائل والاجل الزائل والمستقبل المظلم للجميع ..



وحدة الحركة الإسلامية... متاهة الأوهام!!
07-31-2012 08:43 AM

في ما أرى....عادل الباز

وحدة الحركة الإسلامية... متاهة الأوهام!!

عادل الباز:

لا يتفوق على بياخة الدراما السودانية الرمضانية الا قصة وحدة الحركة الإسلامية!! . قبل ان نفرد حيزاً خاصاً للدرما السودانية، اود ان أسأل أساطين المسرح والدراما التلفزيونية ... من علم الشباب ان التمثيل «عوارة» والكوميديا «هبالة» فى اى معهد درس هؤلاء ؟ ما الذى حول الدراما السودانية من مادة للامتاع الى مادة للسخرية والتندر بين الناس. حسبنا الله ونعم الوكيل.


نعود لقضية باخت ولم تعد تجذب احداً ولاتثير اهتمام الرأي العام ، على الرغم من ذلك تصر دوائر ومصادر مجهولة اعادة وتكرار الاسطوانة المشروخة « وحدة الإسلاميين».أوهام هذه الوحدة غالباً ماتروج وتتصاعد كلما مرت ذكرى ماسمى بالمفاصلة فى الرابع من رمضان او اقتربت.اصبحت هذه الذكرى موسماً لاستغلال الاشواق وترويج الامانى الكاذبة واستخدام حيل لم تعد تخدع احداً. ولكن ياترى لماذا تروج تلك المصادر المجهولة التى غالباً ما تنسب لها الاخبار مثل هذه الحكايات ما السبب ؟ مالفائدة المرجوة؟ ماهى الغايات القريبة والبعيدة التى تتحقق من اذاعة تلك الأوهام؟.


يبدو، والله اعلم، ان هناك «اخوان مسلمين» صادقين من زمن غابر «ياحليلو»عاشوا عهود الصدق والاخاء يحلمون بعودة ايام الصفاء والوحدة، وظلوا يعملون صادقين لارجاع عقارب الزمن للوراء ، وهيهات. هؤلاء الصادقون كلما شرعوا فى نزع الغبائن من النفوس وجدوا الاوضاع أشد تعقيداً واصطدموا بواقع مر.اقسى ماصدمهم من حقائق ان اكثر الإسلاميين كرهاً للوحدة هم القياديون فى الحزبين ،واكثرهم حرصاً على اجهاض أية مبادرة يمكن ان تقود اليها.هؤلاء كانوا فى زمن مضى وسرعان ما انزووا الى ركن قصى ، ورضوا بالمكتوب فى جبين الحركة الإسلامية حتى يقضى الله امراً كان مفعولاً.


ما ان انسحب هؤلاء حتى اطل اخرون «مستهبلين» يعزفون على اوتار الوحدة وهم يعلمون استحالتها بل هم ليسوا جادين فى تحقيقها.الهدف من هذا العزف هو الدخول فى عملية سمسرة سياسية لا نتائج ترجى منها ، ولكنها تتيح لعب دور ما، وهذه الظاهرة تكثر فى اوساط الذين تقاعدوا تنظيماً ولم يعد لهم مايفعلونه، حين يشتغلون على أوهام الوحدة يشعرون بانهم لازالوا فى قلب الاحداث ويلعبون دور المصلحين، لعل ذلك يعود بهم من جديد لساحة الفعل السياسى والوجاهة الاجتماعية.
هنالك فئة ثالثة قضية وحدة الإسلاميين بالنسبة لها مجرد موضوع للاستغلال السياسى. هذا الاستغلال يتناوب فيه الطرفان.فاذا ما أحس الحزب الحاكم مثلا «بزنقة ما» روجت دوائر بداخله وهم الوحدة واطلقت دخاناً كثيفاً كغطاء للخروج من مأزق ما ، واذا ما تم تجاوز «الزنقة» لاتسمع حساً ولاخبراً للوحدة تلك. بنفس القدر اذا اراد المؤتمر الشعبى زعزعة الوطنى واضعافه واظهاره بمظهر الرافض لوحدة الإسلاميين أوعز لمجموعة من كوادره بتحريك الملف بغرض فضح موقفه، ولكن سرعان مايطوى الملف بعد استنفاد غرضه. اذكر اننى ذهبت والصديق عثمان فضل الله لاجراء حوار مع «شيخ حسن»، واثناء الحوار اطلق الشيخ قنبلة ،مشيرا لضرورة وحدة الإسلاميين قبل الانتخابات، وامكانية خوضهم الانتخابات سوياً.فاستغربت وقلت له « الكلام دا كيف ياشيخنا؟».فابتسم!! فعلمت ان الشيخ يدبر امراً ،فعادته ان يلف شمال اذا ما أشر يمين!!. بالفعل بعد ايام قليلة دخل خليل امدرمان!!.


ماحيرنى مؤخراً ذلك الخبر الذى اذيع ونشر فى الصحف بكثافة.مفاد الخبر ان ثلاث من دول الربيع العربى دخلت على خط مصالحة الإسلاميين السودانيين، واكد الخبر ان وفداً من تلك الدول سيزور السودان بهدف اتمام المصالحة.الخبر منسوب لنزار حامد القيادى بالمؤتمر الوطنى.حينما قرأت الخبر انتظرت له تكذيباً عاجلاً لأن اخبار وحدة الإسلاميين دائماً بلامصدر معلوم.مرت ايام ولم ينف نزار الخبر انما جاء النفى من دوائر المؤتمر الشعبى.الخبر ماهو الا مجرد دخان كثيف ليغطى على دخان المظاهرات التى جرت بالعاصمة مؤخرا ، ولكن ما يحير ان يزج بالإسلاميين بدول الربيع العربى فى أتون صراعات الإسلاميين السودانيين كأنهم ناقصين بلاوى!!.فى ظل بقاء الجيل الذى انشقت الحركة الإسلامية فى عصره فى سدة القيادة، فان حلم الوحدة مستحيل. فضوها سيرة.

الصحافة

Post: #20
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-02-2012, 10:30 AM
Parent: #19

يحدث في صحيفة القوات المسلحة!!

االطيب مصطفى
نشر بتاريخ الأربعاء, 01 آب/أغسطس 2012 13:00


ما كنتُ لأعقِّب على مقال السيد/ علي عيسى لولا أنه نُشر في صحيفة القوات المسلحة التي بلغ من غرابتها في زمن الغفلة أن تكون مطيَّة للمنبطحين والخوّارين بعد أن كان يزأر في عرصاتها قبل أشهرٍ معدودات ذلك الصقر الكاسر والقلم البتّار العميد محمد عجيب الذي ترجَّل من رئاسة التحرير لتعجَّ بالأقلام المرتجفة والمذعورة وتصبح أقرب إلى (أجراس الحرية) منها إلى صحيفة الجهاد والمجاهدين من أفراد القوات المسلحة!!


كتب كاتبُنا الهمام في ذات الصفحة التي كانت تتزيَّن بمقال محمد عجيب فاقعاً مرارتي ومرارة القوات المسلحة حامية الدين والأرض والعِرض، كتب يتساءل عن مرجعية المفاوضين وختم مدافعاً عن اتفاق نافع عقار واتفاق الحريات الأربع ومهاجماً المؤسسات التي لا هي (حكومية ولا حزبية ولا تشريعية لكنها تؤثر في مخرجات التفاوض وتضغط بعنف على المفاوضين ويتمثل هؤلاء في جماعة السلام العادل وأئمة المساجد والدعاة ومنهم من لا يميز بين الكوع والبوع)!! ثم قال إن (هؤلاء هم الأخطر وهم الموجِّهون الحقيقيون للمفاوضين والمطرقة الأقوى)!!


يا سبحان الله... باللّه عليكم هل كان من الممكن أن يُكتب هذا المقال المنبطح في صحيفة القوات المسلحة لو كان محمد عجيب رئيساً لتحريرها وهو الذي صبَّ حمَمَاً من الكلمات النارية على اتفاق نافع عقار واتفاق الحريات الأربع التي ينافح عنها اليوم هذا الكاتب؟! أما كان محمد عجيب بل كانت صحيفتُه وكل القوات المسلحة يضغطون على المفاوضين المنبطحين الذين انصاعوا لباقان وقدَّموا له من التنازلات ما جعل وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين يصحب المشير البشير وينصحه بنسف ذلك الاتفاق المشؤوم من منبر الجمعة في مسجد النور؟!.. في تلك الأيام كانت صحيفة القوات المسلحة وما يُكتب فيها كائناً آخر يختلف عن صحيفة اليوم التي تعبِّر عن روح جديدة هي التي جعلت نفس وزير الدفاع يجلس مع باقان ويعيد الحياة إلى اتفاق نافع عقار الذي ثار عليه وأجهضه قبل عدة أشهر!!
أرجو من علي عيسى بدلاً من أن يهاجمنا أن يتحول في مقاله القادم إلى محمد عجيب وإلى وزيره الذي كان يرى غير ما يراه اليوم ولستُ أدري هل كان علي عيسى هذا سيكتب ما كتب الآن في تلك الأيام أم أنه عبد المأمور يكتب وفقاً لاتجاه الرياح والتعليمات؟!


أمّا سخريته من الدعاة الذين لا يفرِّقون بين الكوع والبوع فهذه مجرد قلة أدب اعتدناها من قبيلة اليسار وبني علمان الذي أثروا كثيراً في كُتابنا حتى جعلوهم يحتقرون علماء الأمة ويرفضون تناولهم للشأن السياسي في المسجد ومن عجب أنك تجد صحافيين (فناطيط) يسوِّدون الصحف بمقالات ملتهبة يكتبون فيها عن كل شيء ويقرأهم الآلاف من القراء لكنهم يُنكرون على أئمة المنابر أن يتناولوا الشأن السياسي أو غيره طالبين منهم أن لا يخرجوا من الحيض والنفاس وفقه دورة المياه!! إنها ثقافة اليسار التي ملأ بها عقول كثير من أبنائنا الصحفيين فلخبطت عليهم عقولهم وأثرت حتى على اتجاهات البوصلة التي تقود مسيرة الفرد نحو القبلة الربانية.


أنصح كاتبنا الهمام بأن يتواضع قليلاً ويعلم أن هؤلاء الدعاة أكثر منه علماً ودراية وأقرب إلى أن يكونوا أكثر قرباً من الله كونهم مشغولين بأمر الدعوة وما أدراك ما الدعوة وليته يعلم أن الداعية قبل أن يصعد المنبر يتم اختياره وفقاً لمؤهِّلات تميِّزه على من يؤمُّهم علاوة على أن من يعتلي المنابر يكون في الغالب خطيباً مفوهاً فكم نسبة من يملكون هذه الموهبة النادرة؟!


هناك بعض العبارات والجمل كشفت لي مستوى ثقافة كاتبنا الناقد لجهل العلماء ولمنبر السلام العادل مثل قوله (المجلس الوطني هو مرجعية هذا التفاوض بحكم قوامته على أمر البلاد)!! عن أية قوامة تُراه يتحدَّث وهل البرلمانات قيِّمة على أمور البلدان؟! ثم قوله (بالطبع يعود خلَل المفاوض السوداني بسبب مصادر التفويض)! بالله عليكم هل من حق هذا الكاتب أن يتطاول على فئة العلماء الذين كانوا أكثر علماً منه منذ بواكير شبابهم؟! هل أحتاج إلى أن أذكِّره بالأمين العام لهيئة علماء السودان بروف محمد عثمان صالح مدير الجامعة الإسلامية السابق أم بدكتور عبد الحي يوسف نائب الأمين العام لهيئة علماء السودان والمحاضر بجامعة الخرطوم أم بدكتور عصام البشير مساعد القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرهم من العلماء الذين رفضوا التفاوض مع قطاع الشمال؟!


العلماء كما قلنا ــ ولا نملّ من ترديد القول ــ هم ورثة الأنبياء وهم أولو الأمر الذين أمر الله بطاعتهم وهم الذين حفظوا لنا هذا الدين فهلاّ كففتَ من هرطقتك وتأدّبتَ قليلاً!!
إن أكثر ما يؤلمني والله أن تحرِّض صحيفة القوات المسلحة على ثقافة الاستسلام بدلاً من أن تحرِّض على الجهاد في سبيل الله!!

Post: #21
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-03-2012, 10:23 PM
Parent: #20

ولا خير في حلم إذا لم يكن له..
بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
سعد احمد سعد


نشر بتاريخ الجمعة, 03 آب/أغسطس 2012 12:46


ربما ظن بعض رويبضات الصحافة وجهاليلها من أمثال عبد الباقي الظافر والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان أن هيئة علماء السودان لا تضم في صفوفها إلا مجموعة من المعمَّمين والملتحين والشيوخ الذين لا يحسنون إلا فقه الأنكحة والمواريث وأنهم لا يحسنون إلا «سامحك الله» و«جزاك الله خيراً».. «ويا شيخنا»..
وأنا أقول لهؤلاء المخلقين من أهل الصحافة بلى والله إن في هيئة علماء السودان مجموعات من المعمَّمين والملتحين والشيوخ.. وأما العمائم فهي تيجان العرب..


وأما اللحى ففيها حديث في البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خالفوا المشركين وفّروا اللحى واحفوا الشوارب» بالمناسبة هل تعلمون من هو البخاري ومن هو مسلم وما قيمة أن يروي الحديث البخاري ومسلم؟
هذا أول الوهن أيها المتطاولون على الشموس الزاهرة إن في ثلاثتكم شبهاً من المشركين..
ولو قسنا المسافة بين الذكورة والأنوثة لوجدنا أنها أقصر بين الأدروج والكاعب الحسناء وعليكم بفقه الأمرد وبالمناسبة ما هو الفرق بين الأمرد والادروج؟


نعم .. شيوخكم وسادتكم في هيئة علماء السودان يحسنون فقه الأنكحة والمواريث.. ومن أراد أن يحتاط لآخرته فهو محتاج لفقه الأنكحة والمواريث.. والناس يهرعون كل يوم بالعشرات إلى مقر هيئة علماء السودان يستفتون العلماء في قضايا تهم آخرتهم.. ولا أحد منهم يهرع إليكم في شيء من ذلك.
ولو أراد أحد المواطنين معرفة الفرق بين كيلو الباسطة وكيلو واط لما هرع إلى عبدالباقي الظافر.. ولا أحسب أن عبد الباقي الظافر قد ظفر بمعرفة معنى كيلو وات إلا أنها وحدة لقياس الكهرباء..

أما ما عدا ذلك فإن معرفته بها لا تتعدى معرفته بالفرق بين المايكروكروم والانقستروم مع أن داخل صفوف هيئة علماء السودان العشرات ممن يتعاملون كل يوم في المايكروكروم والانقستروم ويمكنهم المحاضرة والتأليف حول ثقب الأوزون والـ IR والـUV والـNMR مع ذلك فهم شيوخ الدنيا في معرفة فقه البيوع المحرمة الذي هو صلب السياسة وعمودها الفقري ولا يحل لحاكم أن يحكم بين الناس ولا يرأسهم إلا إذا كان عالماً في البيوع المحرمة، وإلا فعليه أن «يخطف كراعه» إلى هيئة علماء السودان تنتدب له من علمائها وشيوخها من يحمل الناس على اجتناب البيوع المحرمة لتحقيق الأمن الاجتماعي والغذائي معاً..

هل تعلمون أيها المتحذلقون أن المعرفة بالبيوع المحرمة وحدها كافية لنفي الغفلة عن أصحاب العمائم واللحى.. وأن جهل أحدكم بنوع واحد من البيوع المحرمة جارٌّ له إلى حارة المغفلين الذين انتدب الحق جل وعلا كتائب العلماء من سادتكم المعمّمين والملتحين ليمنعوا الآخرين من استغلال غفلتهم وسذاجتهم.
هل سمعتم ببيع البخش وبيع العينة وبيع المزاينة والمحالقة والتنيا والمصراف والكالئ بالكالئ وعسب الفحل وبيع السنين؟

هل يعرف أحدكم لماذا نهى الإسلام عن بيعتين في بيعة؟


وبيع الدين بالدين والحيوان بالحيوان وتلقي الركاب والأيسع حاضر لباد وعن السوم على السوم؟
بل هل تعرفون معنى هذه البيوع؟ وهل تعرفون الحكمة في النص على هذه البيوع؟
فإذا كنتم لا تعرفون الحكمة ويعرفها مئات وآلاف من العلماء فأنتم «عيال» عليهم في أمر لا تستغنون عنه في حياتكم ولكنني أظنكم تستغنون.. ولولا أنكم تستغنون ما تطاولتم على من يُعد ربَّ نعمتكم.
إن أمن المجتمع يعتمد اعتماداً كبيراً على فقه البيوع المحرمة فكيف بالله يكِل الحق عز وجل الحفاظ على أمن عباده إلى مجموعة من المعمّمين والملتحين وحسب رؤية عبدالباقي الظافر والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان مجموعة من الدراويش والمغفلين الذين لا يلبسون المحزق والضيق ولا يدخنون ولا «يسفون» و«ولا يكتحون» ولعلكم تحسبون «لشيء» قد أصم أفئدتكم وعقولكم وأرواحكم أن هؤلاء الدراويش لا يحسنون إلا جزاك الله خيراً «وسامحك الله» و«يا شيخنا» و«يا مولانا».


أما والله إنهم يحسنون ذلك ومثله وعشرة أمثاله مما دعت إليه السيرة النبوية والشمائل المحمدية.
ذلك أن تحت هذه العمائم علمًا وحلمًا وورعًا وزهداً وفضلاً ونائلاً وجوداً وكرماً التزامًا بنهج النبوة وميراثها الذي ورثوه عنها أليس «العلماء ورثة الأنبياء»
إلا أنني خبأت لكم خبيئة!! أتدرون ما هي؟
إنها تحت ذات العمائم التي تسخرون منها وتستهزئون بسادتكم الذين يشرفونكم ويتشرفون باعتمارها..
أما أن تحت هذه العمائم.. حنكة وخبرة ودهاءً وذكاءً وبصرًا وحدَّة في القول وذرابة في اللسان وسرعة في البديهة وإفحاماً في الرد وإسكاتاً للمجترئ
ولولا الحلم والورع والأدب وعفّة اللسان والبُعد عن الخنا «لأحصوكم» من تفاهات أقوالكم ورثاثات أفكاركم ما أنتم أهل له وما لا يشبه سواكم ولا تشبهون سواه..
وفي هذا القدر ما يكفيكم ويزيد
وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق!!
أما عبدالباقي الظافر
فإني أسأل الله لوالده أن يكون ظافراً عند الله بالرضا والرضوان والسلامة والأمان.. أما عبد الباقي فأجارك الله في مصيبتك فيه فإنك لم تظفر منه بشيء.
فأي خير بالله في «رجل» يسخر من علماء الأمة الذين أورثهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أن الأنبياء لا يورثون درهمًا ولا ديناراً.. اللهم إلا اذا أقام عبد الباقي علينا الحجة في أن المقصود ليسوا هم علماء الهيئة والمجمع الفقهي والرابطة الشرعية وكليات الشريعة والعلوم الإسلامية في المعاهد العليا والجامعات!
فإن لم يكن هذا ولا كان ذاك فمن ورث النبي صلى الله عليه وسلم.
لقد ورثوا عن النبي صلى الله عليه وسلم علوم السياسة الشرعية ومنها سياسة البيوع.. ومنها بيع الكهرباء بالكيلو او بالمتر أو بالأقة أو بالأوقية.
وعبدالباقي يتكلم كلامًا غير مسؤول ولا يصدر إلا عن خبيئة فاسدة فهو يقول «ليس من المنطق أن يحشر العلماء أنفسهم في أمور لا يحيطون بها علمًا» ويقول إنهم لا يعرفون الفرق بين كيلو الباسطة والكيلو واط
وأنا لا يسعني إلا أن استشهد بقول الشاعر
ومن البلية عذل من لا يرعوي
عن غيِّه وخطاب من لا يفهم
متى يفهم هؤلاء الرويبضات دينهم.. وإذا كانوا لا يفهمون دينهم ولا يعتزون به ولا يعتزون بانتمائهم له ولا للعروبة ولا للسودان فلماذا يُصرُّون على لعب دور الأمريكي القذر ودور ذي الوجهين ودور المنافق المرائي.. وكلها تؤدي في النهاية إلى غاية واحدة، دور الجاهل.
هل تعلم أيها الأمريكي الذي لم تكفه جنسيته السودانية فأراد دعمها بجنسية أخرى فلم يجد إلا الجنسية الأمريكية فلا ندري والله عندما يأتي هناك ويعمل في الصحافة ويكتب ويهاجم ويدافع لمصلحة أي الجنسيتين يفعل ذلك؟ مع العلم بأن المصالح الأمريكية والمصالح السودانية لا تتلاقيان ولا تتقاطعان إلا في محطات الانبطاح والابتزاز.. وأظن أن القانون الذي يسمح بهذا قانون معيب ويجب أن يراجَع ويعدل ويخيَّر ذوو الوجوه المتعددة بين أي الوجهين أعجب لهم.. والذي لا يعلمه عبد الباقي الظافر أن العلم الذي يمقته ويبغضه والمزايا والخصائص التي يسخر منها هي ذاتها التي لا يستحق رئيس ولا وزير ولا وال مكانته تلك إلا على أساسها ولو أننا أعملنا هذا المعيار لكان كثير من العلماء في سدة الحكم ولكان كثير من الحكام في معية الظافر وأمثاله.
ألا تعلم أن شروط الولاية الكبرى في الإسلام ــ هل يهمك أمر الإسلام؟ ــ هي سبعة أهمها هذه الثلاثة أو على الأقل هي ما يهمك من الشروط.
1/ العدالة الجامعة لأحكامها
2/ وأنت تحتاج إلى فترة دراسية كاملة في البكالوريوس لتعلم معنى العدالة الجامعة لأحكامها.
2/ العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل.
وهو العلم الشرعي أي أن الذي لا يتوفر عنده هذا الشرط فليس أهلاً للولاية..
3/ حسن الرأي المؤدي إلى اختيار الأحسن
أما الشرط السابع فهو يخص عبدالباقي الظافر وحَمَلَة الجنسية المزدوجة.
فلا يجوز الولاية مع الولاء المتنازَع لا في العرف ولا في الملة.. على مثل هذه الشروط تولى الخلفاء الراشدون وخلفاء بني أمية وبني العباس وهو الأصل الشرعي الذي تقوم عليه الولاية خالفه من خالفه وتابعه من تابعه.

Post: #22
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-05-2012, 10:54 AM
Parent: #21

ورد الطاهر ساتى على سعد احمد سعد فى السودانى ووصفه بالدمك
اقرا مقال الطاهر



سعد .. ( المحرشك منو؟)
08-04-2012 09:35 PM

إليكم

الطاهر ساتي
[email protected]


سعد .. ( المحرشك منو؟)

** الأخ سعد أحمد سعد، يكتب بالإنتباهة ويشجع (فريق الطيب مصطفى)، أوهكذا يجب تعريفه..حامد مرسي، كان يبيع التسالي في إستاد أرقو السير، ولم يكن له باعاً في الرياضة ولا إنتماء لأي فريق، بل لم يكن يعرف الفرق ما بين (التسلل والكورنر)، ومع ذلك كان يثير صخباً وضجيجاً في الدقائق الأخيرة لأي مبارة لصالح الفريق الذي يشجعه فضل السيد - عامل التذاكر بالإستاد - والذي كان يسمح بدخول حامد مرسي مجاناً، ولذلك كان حامد مرسي يعرف نفسه للناس : ( أنا حامد مرسي، ببيع التسالي وبشجع فريق فضل السيد)، وهكذا تقريباً لسان حال سعد أحمد سعد..إقرأ لسعد بين الحين والآخر ليس طلباً لمعرفة ولابحثاً عن معلومة مفيدة أو تحليل رصين، بل لمعرفة رأي الأخ الطيب مصطفى في قضية الساعة، إذ هو من الذين يفكر لهم الطيب مصطفى وبمثابة (خادم فكي مطيع) ، بحيث يجلس إذا جلس وينهض إذا نهض ويفتي إذ أفتى..ولحسن حظ سعد أن الطيب يقطن بالمدينة، وإلا لسار خلفه متأبطاً الإبريق إذا سار لقضاة حاجته في فلاة ريف ما، أوكما كان يفعل جبر الله العامل في قصر الناظر الزبير حمد الملك في تلك الديار النوبية.. بإختصار، سعد أحمد سعد بمثابة (ساوند سيستم) مناط به تكبير أفكار وآراء وطرائق تفكير الطيب مصطفى، ولهذا فقط وليس لأي شئ آخر، اقرأ له بين الحين والآخر..علمأ بأن أكل حوض ضريسة - مضغاً وهضماً- أسهل من قراءة كتابات سعد، فكيف يكون الحال في حال التخليص بغرض التعقيب ..؟؟

** إنتقدت، الأسبوع الفائت، خطب المساجد التي تحرض الحكومة على عدم التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، لإحلال السلام بجنوب كردفان والنيل الأزرق..وكذلك إنتقدت بيان المسماة - مجازاً - بهيئة علماء السودان والذي يزعم بأن التفاوض مع قطاع الشمال رجس من عمل الشيطان، وعلى الحكومة أن تجتنبه..وقلت، فيما قلت - تحت عنوان : فليقل أحدكم سلاماً أو ليصمت- ليس من العقل أن يرفض المرء الحوار والتفاوض - مع أي خصم - من حيث المبدأ، ولكن من سلامة العقل البشري بأن يحث الخصوم على الحوار والتفاوض ثم يناقش نتائج الحوار والتفاوض بالرفض أو بالقبول، حسب معيار فكره.. إذ ربما يثمر التفاوض مع حركة قطاع الشمال أو غيرها من النتائج ما تؤمن به، فكراً وضعياً كان أو شرعاً سماوياً، وهنا ليس لك من الخيارات غير قبول (تلك النتائج)..وقد يثمر التفاوض من النتائج ما لاتتسق وتتناسق مع ما تؤمن به، فكراً وضعياً كان أو شرعاً سماوياً، وهنا لك حق إبداء الرأي الرافض ل ( تلك النتائج). .ثم أشرت تلميحاً، وها أضعها تصريحاً بكامل الوضوح، بأن الجاهل فقط هو الذي يسبق النتائج أو يتوهمها، بحيث يقابل مساعي أي حوار وأي تفاوض حول أي قضية - ومع أي حركة أو حزب أو جماعة - بالمصطلح السوداني الشهير (هُق)، أي (لا)..هذا النوع من الرفض هو المسمى بالرفض الأبكم، أي الرفض من أجل الرفض..!!

** ذاك ملخص الزاوية التي إستنكرت فيها رفض المسماة بهيئة علماء السودان للحوار مع قطاع الشمال، أي قلت باختصار : ليس هناك من داع بأن تسبقوا نتائج التفاوض، بحيث يكون رفضكم رفضاً أبكماً..ولأن لكل رفض أبكم في الحياة عقل أصم، خرج علينا عقل سعد أحمد سعد - يوم الخميس الفائت - بزاوية كال لنا فيها من الشتائم ما إستطاع إليها سبيلاً.. قرأت الزاوية طولاً وعرضاً، قمة وقاعاً، ولم أجد فيها جملة مفيدة بحيث يمكن تقديمها للقارئ اليوم بلسان حال قائل : (هكذا الرأي الآخر لسعد حول ذاك الرأي)..إذ كل الزاوية محض شتائم وإساءات و(عدم فهم)..ومن نماذج (عدم الفهم)، إتهامه لي بأني سخرت من المساجد وخطبها.. ولو تأنى قليلاً، بحيث يقرأ بعقله- وليس بركبتيه - لإكتشف بأن تلك الزاوية لم تسخر من المساجد ولا من خطبها، بل نصحت (بعض الأئمة) بالتآني قليلاً وعدم رفض الحوار مع قطاع الشمال من حيث المبدأ، وأن عليهم إبداء الرأي - بالرفض أو بالقبول - لنتائج الحوار مثل أي مواطن صاحب رأي، وهذا ما لم - ولن - يفهمه عقل سعد (الدُمق)..على كل حال، من يأمر سعد بالتعقيب على كتابات زاويا الآخرين فليجتهد قليلاً بحيث يشرح له محتوى تلك الزوايا، أي عليه ألا يدعه يعقب (حسب فهمه)..فالفهم أيضاً - كما العمل مع الناظر الزبير حمد الملك في وظيفة حامل إبريق - قسمة ونصيب ..!!

Post: #23
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-06-2012, 05:31 PM
Parent: #22

الا ان الطيب مصطفى عاد ليهاجم الطاهر ساتى ويدافع عن سعد احمد سعد وجماعته من علماء الحكومة قائلا ..

بـــين العلمــاء وكُـتاب الغفلـــة

الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الإثنين, 06 آب/أغسطس 2012 13:

ليت الأستاذ الطاهر ساتي ابتعد عن العوم في بحر السياسة الذي لا يُجيده واكتفى بتخصُّصه الذي برع فيه والمتمثل في مكافحة الفساد وفضح المفسدين فقد والله استغربتُ أسئلة ساذجة ومنطقاً ضحلاً طرحه وهو يتهكَّم من علماء الأمة وينصِّب نفسه وصياً عليهم ويطلب منهم أن يتحدثوا بما يُرضيه أو يصمتوا!!



عجبي!! يتجرأ الشاب الطاهر ساتي الذي عندما كان بروف محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان والوزير السابق والمدير السابق لجامعة أم درمان الإسلامية في عمره وقد عاد من بريطانيا بعد أن حصل على الدكتوراه في إحدى أعرق جامعاتها كان أكثر منه علماً ونضجاً وفهماً للإسلام الذي ظل ناشطاً في خدمته منذ شبابه الباكر يتجرّأ الطاهر على العالم النحرير بعد أن قارب عمرُهُ السبعين بل يتجرّأ على عشرات غيره من العلماء الأفذاذ في شهر رمضان المبارك لا لسبب إلا لأنهم أبدَوا رأيهم في التفاوض مع العميل عرمان العدو اللدود للسودان وشعبه الكريم!!
بالله عليكم هل من تطاول وتجاوز ووصاية أكبر من ذلك؟!


الطاهر ساتي وثلة من كُتاب الغفلة الذين سمّاهم الأخ الكرنكي بكُتاب الإشارة وسمّاهم الأخ الهندي عز الدين بمحرري قطاع الشمال.. أقول إن هؤلاء جميعًا من الناقدين لموقف علماء السودان يصولون ويجولون ويكتبون في شتى مجالات الحياة سياسة واقتصاداً وثقافة وغير ذلك ويطرحون آراءهم ويفرضونها من خلال صحف توزِّع الآلاف من النسخ يومياً ولم يعترض أحد على برطعتهم اليومية التي منحتهم إياها أقدار الله بينما يستنكرون أن يُدلي عُلماء الأمة ولو مرة واحدة في أمرٍ خطير يهدِّد أمن البلاد والعباد بل يهدِّد الدين الذي تصدَّوا للدفاع عنه والذي نذروا أنفسهم لخدمته.
إنها العلمانية وربِّ الكعبة أو قل منهج التفكير العلماني الذي برع اليسار السوداني في الترويج له حتى نجح في زرعه في عقول بعض من كنا نظن أنهم إسلاميون ممَّن كانوا يتغنَّون بأناشيد الجهاد والمجاهدين أما اليوم فقد أصبحوا يسخرون من تلك الشعارات فسبحان مغيِّر الأحوال!! ويا بخت اليسار والعلمانيين فقد تصدّى غيرُهم لخدمة أجندتهم.


العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة هي التي رسّخت في عقول بعض شبابنا أن العالَم ينبغي أن يبتعد عن السياسة وللأسف فإن هذا المفهوم لا تجده حتى في القاهرة التي ابتُليت بنخب فاجرة في عدائها للإسلام تربَّت في أحضان الأنظمة القهرية الاستبدادية التي استخدمت كل أساليب القمع ضد الحركات الإسلامية أو ما يُعرف بالإسلام السياسي كما استخدمت اليد الأمريكية التي أحدثت في التعليم ومناهجه خراباً عجيباً حيث وظف ما جاءتهم به أمريكا من طرق ومناهج تعليم كانت تهدف بها إلى مكافحة ما يسمّى بالإرهاب فابتدعوا نظرية (تجفيف المنابع) أي تجفيف المناهج التعليمية من الإسلام السياسي بدءاً من المراحل الدراسية المبكرة.. في مصر لم ينبس أحد من تلك النخب التي تربَّت في حِضن نظام مبارك والتي لا تُخفي عداءها للإسلام.. لم ينبس أحد ببنت شفة عندما طالب الأزهر بإدراج المادة الثانية في الدستور والتي تنص على مرجعية الشريعة الإسلامية وكذلك الحال في بلاد الربيع العربي التي قاد العلماء ثوراتها من منابر الجمعة سواء في مصر أو اليمن أو ليبيا أو سوريا.


الطاهر ساتي تساءل في استنكار وكأنه أخرس مناوئيه: (ما سر خُطب المساجد التي تستنكر الحوار مع قطاع الشمال؟! من يقف وراء هذه الخطب وشيوخها ولمصلحة من؟!).
قبل أن أتبرع بالإجابة عن هذه الأسئلة الساذجة أودُّ أن أوجِّهها إلى الطاهر: ما سرّ غضبك من حديث العلماء ولمصلحة مَن ومَن يقف وراء هذه الغضبة المضريَّة على العلماء؟!
اقول إن السر يكمن فيما لا تراه أنت يا الطاهر فقد انشغلتَ بمتابعة قضايا الفساد عن الشأن السياسي العام وأكاد أجزم أنك لا تدري شيئاً عما ينطوي عليه مشروع السودان الجديد أو ما يهدف إليه عرمان وهو يتحدث عن الجنوب الجديد أو عقار وهو يهدد (يا النجمة يا الهجمة) أو يهدِّد بدخول الخرطوم والقصر الجمهوري أو ما رمت إليه الحركة الشعبية وهي تطالب بالحريات الأربع وهي التي انفصلت بمحض إرادتها أو أو أو عشرات الأسئلة.. لو كنت تدري لفهمتَ لماذا غضب العلماء ولماذا نبغض ويبغضون عرمان وعقار؟! وهذا ليس وقت شرح كل هذه القضايا التي ظللت بعيدًا عنها ورغم ذلك تصحو فجأة لتسأل وتستنكر وكأنك تخاطب أغناماً ترعى وليس علماء أفذاذًا يعلمون من هو عرمان منذ أن كان طالباً ويعلمون عرمان وهو يعترض فور عودته بعد توقيع نيفاشا على إيراد البسملة في صدر الدستور الانتقالي ويعلمون عرمان وهو يعكِّر صفو الفترة الانتقالية ويعكِّر حياتنا حتى اليوم.


أما سؤالك (المهم جداً) عن أين كانت تلك الخطب قبل وبعد نيفاشا فإني أجيب عليه ببساطة شديدة: لأن الظرف مختلف... مفاوضات أدت إلى نتائج كارثية تمثلت في نيفاشا بكل تداعياتها المشؤومة لكن من كان يعترض على مجرد التفاوض في ذلك الزمان لوقف الحرب؟! أما اليوم وقد انفصل الجنوب فإن من يفاوضون وأعني بهم عرمان وعقار فإنهما مجرد عميلين لدولة أجنبية لا يزالان يحملان اسم حزبها الحاكم (الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) للتدليل على عمالة قطاعهما فكيف يتم التحاور مع عملاء مطلوبين من قبل البوليس الدولي (الإنتربول) وكيف يتم التحاور مع حركة عميلة مرفوضة من قِبل مجلس شؤون الأحزاب لأسباب كثيرة من بينها أنها تحمل اسم (تحرير السودان) الذي تحمله الحركة الحاكمة في جنوب السودان؟! الأولى أن نحرر أرضنا مهما كلفنا ذلك قبل أن نفاوض عملاء نعلم أنهم جزء من مشروع دولة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.


ليت الطاهر يقرأ شيئاً من فقه الولاء والبراء ليعلم الإجابة على سؤاله عن لماذا نرفض الحوار قبل أن يبدأ لكن قبل ذلك فليحدثنا عن دولة محترمة واحدة في الدنيا تحاور عملاء لم يُخفوا عمالتهم لدولة أجنبية معادية لا تزال تحتل أرضنا.. عملاء يعملون بالوكالة عن دولة جنوب السودان التي لطالما شنُّوا الحرب على بلادهم بالتعاون معها كونهم كانوا ولا يزالون جزءاً من الجيش الشعبي لتحرير السودان.
أما الحديث المستفز.. (تستلذون بأرواح البشر وتبتهج نفوسكم بمشاهد الدماء) ثم قولك يا الطاهر مخاطباً العلماء الأجلاء (لو اغبرّت أقدامُكم ساعة في سوح المعارك وذاقت أنفسُكم ويلها واكتوت أسرُكم بنارها نزوحاً وجراحاً) فليتك تعلم أن الأمين العام لهيئة علماء السودان احتسب ابنه مصعب شهيداً في جنوب السودان فماذا قدَّمتَ أنت يا من تكره أن يجاهد الناس أو يدعوا الناس إلى الجهاد؟! ليتك لو تأملت معنى الآية القرآنية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ).. ليتك لو علمت أن الدين والأرض والعِرض ترخص الدماء في سبيلها.. ليتك لو علمت أن الحركة والجيش الشعبي يبذلون أرواحهم من أجل الاعتداء علينا بينما يرفض بعضُ أبنائنا أن ندافع عن أرضنا ونحرِّرها ونبذل في سبيل ذلك.. ليتك لو اطمأننْتَ أن شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار.. ليتك لو علمت أن تشريد الأسر أو موت عشرات الملايين من البشر لم يمنع الدول الأوربية من الدفاع عن بلادها.. مشكلتنا أحياناً ليست مع عرمان وعقار بقدر ما هي مع الذين يفتّون في عضدنا وينهشون في لحمنا بدلاً من أن يصمتوا إذا كانوا عاجزين عن أن يقولوا خيراً أو أن يفعلوا شيئاً في سبيل تحرير أرضهم.


لم أدهش لحديث الأخ الطاهر ساتي عن كمال عبيد فو الله لم يخرج عن نمط تفكيره الذي تهكَّم فيه بالعلماء وبقدر ما اهتزَّت صورة الطاهر في نفسي كما لم تهتزّ من قبل فإن ما قاله عن كمال عبيد رفع كمالاً في نفسي ويكفي أنه انتقد في كمال صلابته وقوته وهل افتقدنا طوال السنوات الماضية منذ ما قبل نيفاشا غير الصلابة وهل أدّى انبطاح مفاوضينا إلا إلى الكوارث التي نعاني منها اليوم؟!
إنها كلمات صادقة للأخ الطاهر الذي لا أزال أطمع في أن يُنهي حالة فقدان البوصلة ويعود إلى سيرته الأولى منافحاً عن الجهاد والمجاهدين وأدعو الله أن يُرزقه وإيانا حسن الخاتمة والثبات على الحق إنه سميع مجيب.

Post: #24
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-07-2012, 07:25 AM
Parent: #23

عند ما يتعملق الأقزام

سعد احمد سعد
نشر بتاريخ الإثنين, 06 آب/أغسطس 2012 13:00


عند ذلك فإن قصارى ما يستطيعه يوسف عبد المنان أن يكون في وزن الذبابة أو وزن الديك فلا تكون له نكاية في هيئة العلماء أكثر من «طنين» أو «عوعاي» والأخ يوسف عبد المنان لا يقبل النصيحة فقد نصحته بالوسطية والاعتدال في النقد والمصداقية. وهو هذه المرة يوجه طنينه و«عوعايه» نحو الأخ الشيخ المجاهد كمال رزق ونحو منبر السلام العادل الفكرة ونحو العلماء وكل من عارض مبدأ التفاوض مع قطاع الشمال.

لقد وجه أولى خطرفاته وهذيانه نحو الأخ الشيخ كمال رزق وهو بذلك كما يقولون قد «وقع في شر أعماله». وقد «زلت به إلى الحضيض قدمه» وقد أبان في مقاله هذا ضعف الحنكة الصحفية والعجز عن فهم سر المهنة.. وهو كغيره من المتحذلقين يفضحون مكنونات أضابيرهم ومخزون خبراتهم.. فإذا بهم لا يكشفون إلا عن جهل بسر المهنة وعجز عن إدراك فن الكتابة الصحفية..
إن من أهم فنون الكتابة الصحفية.. ألا تكتب عن شيء أو شخص أنت لا تعرف عنه ما يكفي.. وأكبر سقطة أن تكتب عن شخص أنت لا تعرف عنه شيئاً ومما يبدو جلياً من الهجوم الكاسح والأرعن الذي شنَّه يوسف عبدالمنان على الشيخ كمال رزق أنه لا يعرف عن الشيخ كمال رزق شيئاً وحتى لا أكون مثل يوسف عبد المنان ممن يطلقون القول على عواهنه فلسوف أنشر غداً أو بعد غد إن شاء الله مقالاً كُتب قبل سنوات عن شخصية الأخ الشيخ كمال رزق كتبه الأستاذ إسحق أحمد فضل الله عام 1998م بعنوان «لوجه الله» أرجو أن يطّلع عليه الأخ يوسف عبد المنان غداً في «الإنتباهة» ليعلم حجم تجنيه!!

أما سؤال يوسف عبدالمنان حول أين كان كمال رزق يوم تعرض مسجد كادقلي لحريق بفعل فاعل من عناصر الحركة الشعبية.. فهذا السؤال يدل أيضاً على سذاجة شديدة.. ولكنها ليست مثل سذاجة الطفل الذي كشف عري الفرعون.. بل هي مثل سذاجة الفرعون ذاته الذي رضي أن يمشي عاريًا تصديقاً لأكاذيب النسّاج المحتال.. وكل فرعون في هذه الدنيا يمشي عاريًا ولا يمر وقت طويل قبل أن يقيض للفرعون طفل ساذج يفضح عُريه.. ولكل فرعون نسّاج محتال يخادعه ويخدعه ويحسِّن ويزين له العري.
وإبليس هو نساج معظم الفراعنة.. والمتفرعنين والسؤال أيضاً يدل على ضعف الأداء المهني عند يوسف عبد المنان.
فالإجابة على السؤال لا تفيد أحداً.. ولا تفيد القضية .. وأين كان كمال رزق فهناك عشرات بل مئات الاحتمالات ومكان الوجود والرد على حادثة كادقلي ليس متعيناً على كمال زرق وحده دون خلق الله..
ولو كان يوسف عبد المنان على أدنى درجة من المهنية الصحفية.. فإن السؤال هذا ينبغي أن يتبعه إجابة لا يعرفها أحد إلا يوسف عبد المنان!!
ويجب أن تكون دامغة وفاضحة.. ولكن إذا أجيب على السؤال أين كان كمال رزق وأجيب على السؤال المقابل: أين كان يوسف عبد المنان في ذلك الظرف فأنا على يقين أن الإجابة لن تكون في صالح يوسف عبد المنان.
والطنين والعوعاي يصل إلى منبر السلام العادل الفكرة ومشكلة يوسف عبد المنان أنه كلما رمى رمى بأفوق ناصل .. وكلما أراد أن يُظهر علمًا أظهر جهلاً ويبدو والله أعلم أن ثقافة يوسف عبد المنان مستمدة من أفلام الرعب الأمريكية وأفلام الاسبيوناج والكاونتر سبيوناج «التجسس والتجسس المضاد» .. وليتها لو كانت مستمدة من أفلام الوسترن وأفلام الكاوبوي جون واين واودي ميرفي لأن فقه هؤلاء لثقافة السلم والحرب على كفرهم متقدم على فهم يوسف عبد المنان لثقافة السلم والحرب.. فهناك تجد وقوفًا واضحاً مع الحق وتضحية في سبيله رغم ما يشوب تلك الأفلام من الفجور والفسوق والانحلال..
أما إذا أردنا أن نشرح للأخ يوسف عبد المنان فقه الحرب والسلم في الإسلام فهو مثل أن نحاول شرح السياسة الشرعية في الإسلام لعبد الباقي الظافر أو فقه الولاء والبراء للطاهر ساتي..

وأهون وأيسر من ذلك أن نشرح لجدتي أو جدة يوسف عبد المنان قوانين الـThermodynamics أوحقائق Atomic structure أو الجدول الدوري ولعل الأخ يوسف عبد المنان لم ينتبه إلى أنه دائماً يتكلم «خارج النص» ويبدو أن ذلك سببه اختياره السيء لاسم العمود فقد أسماه «خارج النص».
وليت مجلس الصحافة والمطبوعات يتدخل في اختيار أسماء الأعمدة ويتشاور مع أصحابها لتحسين الاختيار ولتقليل الفضيحة التي تصيب الصحافة السودانية من اختيار بعض الصحفيين لأسماء أعمدتهم.
أما في ما يتعلق بفقه الحرب وأهدافها فقد قال تعالى «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله» «حتى» هذه يا يوسف تفيد الغاية.. فالحرب لها غاية هذا كلام الله وليس كلامي أنا.. فإن استطعت فرد عليه.
والغاية أن «يكون الدين لله» وفي آية أخرى «يكون الدين كله لله» أي الدينونة والعبودية في الشأن كله والأمر كله والحياة كلها..

فسادتك العلماء ليسوا دعاة حرب.
إن الحرب هي التي تدعو لها أنت وجوقة العلمانيين الذين يصبّون جام غضبهم على العلماء وعلى الأئمة والدعاة وعلى منبر السلام العادل وينسون دعاة الحرب الأصليين الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون.. تتطاول على كمال رزق وعلى العلماء وتترك الحركة الشعبية وعرمان وعقار وهناك فرقتان مدججتان بالسلاح تابعتان للحركة الشعبية موجودتان في ولايتك؟
كان ينبغي أن توجه هجومك هذا رغم عدم جدواه وعدم فاعليته وعدم نكايته إلى الحكومة التي سمحت بهذا فهي التي شرّدت أهلك وحولتهم إلى نازحين..

إن السودان كله اليوم يقف صفاً واحداً ضد التفاوض مع قطاع الشمال وليس العلماء فقط.. ولكنهم ضمير الأمة ونبضها وصوتها.. إلا هؤلاء الحفنة من المخذولين والمرذولين الذين حُرموا التوفيق والتسديد وجعلوا ينفسون على علماء الأمة التدخل في السياسة .. ويسخرون منهم وينسبونهم إلى ما شاءوا مما تنسجه لهم أخيلتهم المريضة .. وهم لا يدرون أن أقوالهم هذه وكتاباتهم وحواراتهم واختياراتهم أوهى من خيط العنكبوت.
وسؤالان إلى يوسف عبد المنان ومن حوله من جوقة الإسفاف..


الأول: إذا كنتم ترون هذا في هيئة علماء السودان.. وينضوي تحتها جل العلماء.. ومن لم ينضو تحتها فهو على مثل ما هي عليه وله ذات الموقف من قطاع الشمال فأين هم العلماء الذين تريدون؟ وما صفتهم؟ وما هو دورهم الذي ترسمونه لهم؟
الثاني: إذا كان العلماء حسب رأيكم يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم.. فيا ترى لو قام فينا أبوبكر رضي الله عنه أو الفاروق عمر.. فهل سيكون من حقهم أن يحشروا أنفسهم في موضوع قطاع الشمال وسعر الكهرباء والجبايات والقروض الربوية؟ وأنا أقسم بالله أن رأيهما سيكون مثل رأي هيئة العلماء أو أشد!! ومبلغ القول : «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»
الأخ يوسف: غيِّر اسم العمود.. فهو بلا معنى ولا دلالة وبلا طعم ولا لون ولا رائحة..

Post: #25
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-08-2012, 07:13 AM
Parent: #24

الوطني):الحركة الإسلامية انصرفت لجمع الغنائم عن دورها التربوي


الخرطوم:حمد الطاهر:

اتهم المؤتمر الوطني الحركة الإسلامية ،بالتقصير في القيام بدورها في البعد الديني لانشغالها بالعمل العام والتنفيذي علي حساب دورها التربوي والاجتماعي وشبهها بـ» الرماة في غزوة احد ،الذين تركوا مواقعهم لجمع الغنائم «.
وقال المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم، الدكتور نزار خالد محجوب، في تصريحات صحفيه محدودة، ان قادة الحركة الاسلامية «كالرماة في موقعة احد تركوا مواقعهم ونزلوا للغنائم «،مبيناً ان المجاهدين ومن تبقي من مخلصين في التيار الاسلامي تحركوا لحماية الدولة والحزب .


وقال محجوب ان الحركة الاسلامية قصرت في القيام بدورها في ملء فراغ البعد الديني ،واضاف ان الحركة الاسلامية انشغلت بالعمل التنفيذي والعام علي حساب دورها التربوي والاجتماعي «وهذه الفجوة غطتها القوى السلفية، لذلك تجد الشباب منجذبا للنموذج السلفي لانهم يفتكرونه صادقا وملتزما».

ووصف محجوب مساعي مجموعة « السائحون» بأنها اصلاحية ، وقال انهم جاءوا ليعيدوا للحركة الاسلامية رونقها

الصحافة
7/8/20123

تعليق
------------
شوف وركز معاى فى كلمة يفتكرونه التى قالها هذا الاخوانجى

Post: #26
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-08-2012, 05:34 PM
Parent: #25

0500948b24634e.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #27
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-08-2012, 10:21 PM
Parent: #26

أنا الفتى القرشي العباسي الجعلي السلفي) ..

بقلم: الطاهر ساتي
الأربعاء, 08 آب/أغسطس 2012 10:23



ذهب الوفد الحكومي - برئاسة كمال عبيد - الى إثيوبيا، ليفاوض الحركة الشعبية قطاع الشمال على السلام، ثم عاد بخفي حنين، وهذا ما كان متوقعاً.. إذ قلت - ولازلت، وسأظل - بأن الذي ينتظر سلاماً يأتي به كمال عبيد، من أديس أو غيرها، ومع قطاع الشمال أو غيره، كمن ينتظر شروق الشمس من جهة الشمال أو الجنوب.. ياعالم : كمال يصلح للحرب وليس للس


لام، وكل ميسر لما خُلق له..وإختياره لرئاسة وفد التفاوض كانت محض رسالة فحواها : (نحن ماعايزين سلام )، وهكذا لسان حال الحكومة تقريباً.. وبيان هيئة علماء السودان لم يكن إلا ناطقاً رسمياً باسم الحكومة في هذه القضية، وكذلك أقلام منبر السلام العادل التي لم يجف مدادها الرافض للتفاوض، وعقول الناس ليست ب (صفائح ملوحة) بحيث لاتميز هذه الأشياء..وللتأكيد على هذا التحالف المتطرف الرافض للتفاوض، قال كمال عبيد أول البارحة، في مؤتمره الصحفي، بالنص : ( إستطحبنا رفض الرأي العام السوداني التفاوض مع قطاع الشمال)..هكذا تم إختزال الرأي العام السوداني في بيان الهيئة و(أقلام الإنتباهة)..!!

**المهم، الحكومة التي فاوضت قطاع الشمال بأديس قبل أشهر، ثم وقعت معه إتفاقية (نافع / عقار)، لم تعد لديها الرغبة في التفاوض مرة أخرى، أوهكذا الرغبة المعلنة.. ولكن هناك رغبة أخرى غير معلنة، وبحاجة الى تحديق في وقائع الأيام الفائتة بحيث ترى ملامحها، وهي الرغبة المسماة ب (بين، بين)، يعني بالبلدي كده : (هي عايزة السلام بس خايفة من حاجة)، ولا أحد - غيرهم - يدري ما هي (الحاجة اللى هم خايفين منها)، وتبقى مصيبة لو خايفين من سعد أحمد سعد، وأمثال سعد..

هؤلاء قلة، فالكل - أي الرأي العام السوداني الحقيقي - يريد سلاماً وتنمية وإستقراراً سياسياً، ماعدا فئة الإنتباهة القليلة التي لاتتقن غير إثارة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، تارة باسم الدين وأحيانا باسم العروبة، وقد قالها سعد أحمد سعد بلاحياء في زاويته - متحدياً - بالنص (أنا الفتى القرشي العباسي الجعلي السلفي)، فتأملوا بالله عليكم أراء صاحب هذا القول - وأمثاله - هي التي يسميها كمال عبيد بالرأي العام السوداني..علمأ بأن الأفاضل الذين يدعون الناس الى الإقتداء بنهج السلف الصالح بصدق هم أبعد خلق الله عن التباهي ب(قرشيتهم وعباسيتهم وجعليتهم)، لأنهم يؤمنون بأن دين الله الحنيف هو (النسب الأمثل والحسب الأفضل)، ولا أدري كيف نجح سعد أحمد سعد في إختراق صفوف هؤلاء الأفاضل بتلك المباهاة الجاهلة..؟؟

** على كل حال، قلت هناك شواهد بأن الحكومة (عايزة الحوار وخايفة من حاجة) ؟.. أهمها : إرسال وفد للتفاوض حول منطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان مع من أسموهم ب (أبناء المنطقتين)، وكأن بإثيوبيا رابطة أو جمعية تحمل اسم (رابطة أبناء جنوب كردفان بأديس، أو جمعية أبناء النيل الأزرق ببحر دار)..ليس هناك أي طرف يصلح بأن يكون طرفاً في التفاوض مع الحكومة حول المنطقتين غير (قادة قطاع الشمال)، ولكن لسان حال الحكومة يأبى نطق اسم ذاك القطاع وأسماء قادتهم ، ويستبدلهم ب ( أبناء المنطقتين)..وليس مهماً، أبناء منطقتين كانوا أم قادة قطاع الشمال، فالمهم يجب التفاوض معهم حول كيفية إعادة السلام بالمنطقتين، وليت سعد كان مقيماً بإحدى المنطقتين، لذاق لظى الحرب ولتخلى عن قرشيته وعباسيته ولحث الحكومة على التفاوض..فلتدع الحكومة الخوف من فئة سعد أحمد سعد المسماة عندها بالرأي العام،

ولتمض نحو تحقيق السلام بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بالتفاوض مع قطاع الشمال بلاشروط.. نعم بلاشروط، إذ ليس هناك مايمنع تحويل الشروط الى (أجندة تفاوض).. فاوضوهم على السلام والديمقراطية عاجلاً، أي قبل أن يتحول الحدث الى حال قد يرغمكم على التفاوض حول (تقرير المصير)، إذ أنانيتكم هي تمزق بلادنا..أقول قولي هذا - للرافضين الرسميين- مرفقاً معه مثلنا الشعبي (إسمع كلام الببكيك)..هذا أو واصلوا الإستماع الى (أقلام البتضحكم)، إذ ليس بعد النصح أمر.

السوداني

Post: #28
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-09-2012, 09:16 AM
Parent: #27


نائب الأمين العام للحركة الإسلامية د. "حسن عثمان رزق" لـ(المجهر):
29/07/2012 17:00:00

حوار - جمال إدريس

قبل حوالي ثلاثة أشهر من انعقاد المؤتمر العام للحركة الإسلامية، الذي يتوقع أن يجيء ساخناً ومثيراً وله مابعده؛ باعتبار أنه سيشهد إجازة دستور جديد، ومجلس شورى جديد، وكذلك انتخاب رئيس جديد ونائب له ومقرر. وتزامناً مع ذكرى وقوع مفاصلة الإسلاميين الشهيرة التي وقعت في مثل هذه الأيام قبل 13 عاماً؛ طرحت (المجهر) تساؤلاتها حول هموم وقضايا الحركة الإسلامية على مائدة نائب الأمين العام للحركة الدكتور "حسن عثمان رِزق"، والذي أجاب عليها بصراحة شديدة، وعلى غيرها من القضايا المتعلقة بتجربة الإسلاميين في الحكم، وصعود حركات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في البلدن العربية.. وهنا رصد لكامل إجاباته.

{ رغم مرور أكثر من عشرة أعوام على وقوع المفاصلة بين الإسلاميين، لازال كل طرف يلقي باللائمة على الطرف الآخر.. هل كشفت لنا عن الأسباب الحقيقية التي قادت إلى وقوعها؟
- الأسباب التي أدت للخلاف كثيرة؛ بعضها مباشر وبعضها غير مباشر، وقد بدأت الأسباب غير المباشرة منذ حل مجلس شورى الحركة الإسلامية في الربع الأول من العام 1990م، الذي ذهبت بذهابه المرجعية التي كانت تعصم الناس من القواصم، وترد الأمر للشورى، وتقوِّم العوج في حينه؛ ولذلك حين وقع الفأس في الرأس، وغلبت على النفوس الأهواء، واستبد كل ذي رأي برأيه، لم نجد المجلس ولا الحركة الإسلامية حتى نوقف النزاع ونمنع الصراع، وكان من الطبيعي أن تتصدّع القيادة وتتشتت القاعدة وتتفرق بالجميع السبل.
{ هل هذا كل شيء؟
- من الأسباب غير المباشرة أيضاً تسارع خطوات الانتقال من النظام الشمولي العسكري إلى النظام الديمقراطي التعددي، وكذلك سرعة الانتقال من الحريات المحدودة المقيّدة، إلى الحريات الواسعة المطلقة. هذا الأمر أحدث ربكة داخلية وجدلاً غير محمود بين المؤيدين والمعارضين، كما كان هناك خلاف يتعلق بالصلاحيات التنظيمية وحدودها، وما ينبغي أن تكون عليه، وما هو الحد الفاصل بين صلاحيات الرئيس والأمين العام، وصلاحيات الحزب والدولة، وأين تكون المرجعية ولمن تكون الحاكمية.
{ وما هي إذن الأسباب المباشرة؟
- الأسباب المباشرة تمثلت في التعديلات الدستورية، ومذكرة العشرة، وحل المجلس الوطني، وإعلان حالة الطوارئ، والتدخلات الخارجية، والسعى الحثيث لبعض مسعري الفتنة للإيقاع بين الأطراف المتصارعة.
{ احكِ لنا تفاصيل ما دار في الاجتماع الشهير الذي حضره الرئيس "البشير" بزيه الرسمي، بجانب "الترابي". وأدّى لوقوع المفاصلة؟
- الاجتماع الذي جاء فيه الرئيس بزيه الرسمي، وبحرسه الرسمي أيضاً، كان هو اجتماع مجلس الشورى الذي قدمت فيه مذكرة العشرة، وقد كان الرئيس حينها رئيساً لمجلس شورى المؤتمر الوطني. وحضور الرئيس بهذا الزي لم يكن مثيراً للانتباه في أول الاجتماع، باعتبار أنه قد يكون قادماً من منشط أو اجتماع مع القوات المسلحة، ولكن بعد تقديم مذكرة العشرة فُسّر ذلك بأنه رفض منه لخلع بزته العسكرية، وكذلك اعتبر تحدياً واستعداداً للصراع متكئاً على قوة المؤسسة العسكرية.
{ في رأيك.. ماذا كسب الوطني من هذا الصراع، وماذا خسر الشعبي؟
- الصراع لا يأتي بخير، ولذلك لا توجد مكاسب تذكر، ولكن الخسائر كانت كبيرة وخطيرة، فالمطالب تمثلت في صفاء الجو لكل فريق في إطاره التنظيمي، وفي تحسن بعض العلاقات العربية خاصة مع ليبيا ومصر، حيث أصبحت هذه الدول ترينا من طرف اللسان حلاوة، وتبرينا في السر بري القلم، وكل الشرور التي أصابت الدولة كان لهاتين الدولتين وزر كبير فيها.
{ وماذا عن الغرب؟
- كذلك ساءت العلاقة مع الغرب وطالت مطالبات "اوكامبو" رئيس الجمهورية ووزير الدفاع. وأدى الانشقاق إلى الفجور في الخصومة، واستهداف الشخصيات القيادية في الجانبين، وأدى إلى إفشاء الأسرار، وإلى خروج طائفة مسلحة تقاتل الدولة وتستقوي عليها بأعدائها، وأدى الانشقاق إلى تأخير وتعطيل إنفاذ المشروع الإسلامي. وأضر الانشقاق بصورة الحركة الإسلامية محلياً وعالمياً وهذا غيض من فيض. والنزاع أصلا يقود للفشل وذهاب الريح.
{ هل للحركة الإسلامية مقاتلون بالفعل؟ وما حقيقة ما راج مؤخراً عن اجتماعهم وتقديمهم مبادرة لتوحيد الإسلاميين؟
- ليس للحركة الإسلامية جيش أو فصيل مسلح، ولكن هناك إخوان مجاهدين، يجيدون استخدام السلاح، منهم من تدرب سابقاً مع الجبهة الوطنية وفي الكفرة، ومنهم من تدرب ضمن المجاهدين في الدفاع الشعبي، وخاض غمار المعارك جنباً الى جنب مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دفاعاً عن الدين والوطن.
أما اجتماع المجاهدين الأخير، فقد كان عملاً اجتماعياً هدف إلى تفقد أسر الشهداء والاهتمام بهم، وكذلك هدف إلى توحيد الحركة الإسلامية وإصلاح المستشار في الدولة والحركة، والعمل على إنفاذ المشروع الإسلامي.
{ على ذكر توحيد الحركة الإسلامية.. ما تقييمك للمبادرات والجهود التي بُذلت لتحقيقها، وهل سيركز المؤتمر العام القادم على مناقشة هذا الأمر بتوسع؟
- المؤتمر العام القادم ليس من بين أجندته مناقشة رأب الصدع بين الإسلاميين، ولكن المؤتمرين أحرار في اختيار المواضيع التي يودون مناقشتها. أما المجهودات التي بذلت لرأب الصدع، فهي كثيرة ومتعددة، ومن جهات داخلية وخارجية، ولكنها كانت دائماً تتحطم على صخرة القيادات التي اختارت طريق المواجهة والمفاصلة، غير آبهة برأي السواد الأعظم لقاعدة الحركة الإسلامية وتطلعاتها.
{ في الأنباء الآن حديث عن مبادرات خارجية لتوحيد الإسلاميين، برأيك هل يمكن أن تنجح في ما فشل فيه أصحاب الشأن؟
- قرأت في الإعلام عن مبادرة يقودها إخوان مصر وليبيا وتونس، ولكن ليس لدي علم بمدى صحتها. وأتمنى أن يكون ذلك صحيحاً؛ لأن مصر في عهد "حسني مبارك" لعبت دوراً سيئاً ضد السودان، فقد قامت بتخريب علاقاتنا مع العديد من الدول العربية ودول الجوار، وقامت باحتلال حلايب، وآوت ونصرت الحركات المتمردة في جنوب السودان، وفي الشرق، وفي دارفور. وكان لها دور كبير في انشقاق الحركة الإسلامية في السودان. وكذلك كان دور ليبيا القذافي وتونس بن علي؛ ولذلك نتمنى أن نرى وجهاً جديداً لهذه البلاد تجاه السودان، يقوم بإصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة، ويعمل لمصلحة السودان وشعبه وعلاقته مع هذه الدول وفق المصالح المشتركة والروابط الأذلية.
{ ما مصير المذكرات الاصلاحية الأخيرة التي تقدم بها البعض، وألا ترى بأنها يمكن أن تؤسس لمزيد من الانشقاقات داخل الحركة؟
- المذكرات التي قدمت كلها تهدف للإصلاح لا الانشقاق، ولذلك أتوقع أن يكون لتلك المذكرات أثر ايجابي في مستقبل الحركة الإسلامية، وأن يكون لمقدميها دور فاعل في إصلاح عوج الحركة الإسلامية في المؤتمر القادم، وأن يسهموا في وضع الحركة الإسلامية على طريق الجادة التي لا يصل بها إلى عمياء.
{ كيف تنظر لمستقبل الحركة الإسلامية على ضوء الانقسامات التي تشهدها، وما هي أبرز البدائل المطروحة؟
- أنا متفائل بمستقبل الحركة الإسلامية وأرجو أن يكون مستقبل الحركة الإسلامية خيراً من أمسها وحاضرها، والمشاكل والمتاعب التي تمر بها الحركة الإسلامية الآن هي آلام مخاض لميلاد جديد لحركة فاعلة ومؤثرة.
{ بعد ثورات الربيع العربي، صارت الحركات الإسلامية، تقف امام (محك) إن لم نقل مأذق الحكم.. هل تعتقد أنها قادرة على إدارة الدولة، وتقديم نموذج اسلامي مثالي؟
- الحركات الإسلامية قادرة على إدارة الدولة، وستنجح برغم كيد الأعداء ودول الاستعلاء، لأنها تعتمد على المنهج القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والحركات الآن تتعلم من بعضها البعض، وستتقوى ببعضها البعض، ولن يتم الانفراد بها كما تم مع السودان.
{ ولكن كثيراً من الحركات الإسلامية - إخوان مصر مثلاً - ترى أن الحركة الإسلامية في السودان فشلت في تقديم نموذج يُحتذى به في الحكم؟
- الإعلام المعادي للسودان، والأخطاء التي اُرتكبت داخلياً، ودول الاستكبار العالمي، هي التي وضعت هذه الصورة الشائهة عن السودان. ولكن كل ذلك لم يمنع الحركات الإسلامية من الوصول إلى سدة الحكم؛ لأن المسلمين جميعاً يعلمون بأن خطأ التجربة لا يعني خطأ المنهج، وأخطاء المسلمين لا يحكم بها على الإسلام.
{ هناك لبس لدى الكثيرين في علاقة الحركة الإسلامية بالحزب الحاكم.. هل هي جزء منه، أم أنها وصية عليه؟
- هنالك إخوان مشاركون في الحكومة وفي الحزب، على المستوى القيادي وعلى المستويات كافة، ولكن الحركة كمؤسسة لم تحكم أصلاً ولا تحكم الآن، والذين يحكمون الآن يحكمون بغير مرجعية الحركة الإسلامية. والحركة كمؤسسة لم يكن لها دور في إدارة الحكومة ولا الحزب، ولا يوجد لها دورٌ الآن. الدور الذي تقوم به الحركة الآن هو التأييد والمساندة والمعاضدة للحكومة والحزب، والقتال إذا اقتضى الحال دفاعاً عن الدين والوطن.
{ ولكن، ألا تعتقد أن السلطة قد أفسدت بعض عضوية الحركة؟ وما موقف الحركة مما يُثار عن قضايا الفساد التي تتحدث عنها المجالس والصحافة؟
- السلطة أداة من أدوات الإفساد إن لم تؤخذ بحقها، والفساد خصلة لا يخلو منها حزب أو جماعة أو دولة، وكذلك عضوية الحركة الإسلامية ليست استثناءً، ولكنني أحسب أن عضوية الحركة الإسلامية في غالبيتها العظمى ما زالت على نقائها وصفائها وما زالت طاهرة اليد عفيفة اللسان.
{ ما هي أهم البنود المدرجة في برنامج انعقاد المؤتمر العام للحركة الإسلامية؟ وهل سيُعقد في موعده؟
- أهم البنود المدرجة في برنامج المؤتمر العام القادم هي، أولاً مناقشة وإجازة الدستور الجديد المقدم للمؤتمر من مجلس الشورى، وثانياً انتخاب رئيس المؤتمر ونائبه والمقرر، وكذلك انتخاب مجلس الشورى الجديد. هذا بالإضافة للأوراق المقدمة للنقاش، وكلمات الضيوف، وكلمة الأمين العام، ومناقشة تقرير الأداء للدورة الماضية. وبالطبع فإن للمؤتمر الحق في نقاش أي موضوع يراه مناسباً.
{ لماذا تلجأ الحركة الإسلامية للسرية أحياناً في عقد بعض مؤتمراتها، بالرغم من أنها تمسك بمقاليد الحكم؟ مم تخشون؟
- الحركة ومنذ أمد بعيد اتخذت قرار بعلانية الدعوة وسرية التنظيم، والسرية؛ لأن هنالك مواضيع خاصة لا يمكن أن تناقش في العلن، وكل التنظيمات لديها ما تسره. ولذلك نحن نعمل بقاعدة السر في مكان السر والجهر في مكان الجهر.
{ تحدث بعض قياديي الحركة الإسلامية عن رفضهم التجديد للأمين العام علي عثمان، هل سيتم التجديد له في المؤتمر العام القادم؟
- كل ما يقال بأن هنالك رفضاً للتجديد للأمين العام "علي عثمان محمد طه" لا أساس له من الصحة، وكل الموضوع هو أن الدستور الحالي والنظام الأساسي السابق ومنذ العام 2004م أقر مادة تحدد أجل ولاية الأمين العام بدورتين فقط، وقد استكمل الأخ "علي عثمان" الولايتين؛ فقد كان أميناً لدورة 2004- 2008م، ودورة 2008-2012م؛ ولذلك لا يمكن ترشيحه مرة أخرى إلا إذا تم تعديل الدستور.
{ هناك من لا يرى وجود لحركة إسلامية في الساحة الآن، ما رأيكم في هذا الزعم؟
- الحركة الإسلامية موجودة في الساحة ولها أمين وقيادة ومجلس شورى ومؤتمر عام، ولها خططها وإستراتيجياتها، ولا مجال لأنكار وجودها. إما أن يعتقد البعض أنها غير فاعلة أو تحتاج إلى تفعيل وإحكام ومزيد من الإحياء والتطور؛ فهذا رأي موجود لدى عدد مقدر من الإخوان ولا غبار عليه.
{ هناك إسلاميون لا ينتمون للوطني أو الشعبي ويقفون على الرصيف. هل هؤلاء مضمنون في عضويتكم؟ وهل سيُدعون للمشاركة في المؤتمر العام؟
- الدعوة لحضور المؤتمرات مقدمة لكل الإخوان العاملين في الحركة والجالسين على الرصيف، ويمكن لأي واحد من هؤلاء أن يلحق بمؤتمر الحركة ولو حضر قبل ساعة واحدة. لا عزل لأحد، ولا حجر على أي رأي مهما كان مخالفاً أو جانحاً.
{ ماذا عن الإخوان المسلمين.. ماهو موقفهم من الحركة الإسلامية الآن؟ وما هو موقفكم منهم؟
- لدينا تعاون مع المنتمين للحركة الإسلامية كافة بمعناها العريض، وكذلك مع أهل القبلة كافة، وبالطبع فإن "الإخوان المسلمين" بفصائلهم كافة هم من أولى القربى وأحق الناس بحسن الصحبة.
{ هل تعتقد أن كتابات بعض الكُتّاب الإسلاميين كـ"التجاني عبد القادر"، و"المحبوب عبد السلام"، عن المفاصلة، عبّرت عما حدث للحركة بالفعل، أم كانت مجرد تعبر عن مرارات ذاتية؟
{ الأخ "التيجاني عبد القادر" والأخ "المحبوب عبد السلام"، من الإخوان القياديين، وقد كان كل واحد منهما رئيساً لاتحاد أكبر جامعتين في السودان، وهما من المفكرين القلائل ومن الإخوان المميزين وأصحاب التجارب الثرة. ولذلك ينبغي أن تُعطى لآرائهم اعتبارات خاصة، وأن تُدرس بعناية ليستفيد الناس من ايجابيات طرحهم، وليتجنبوا السلبيات والأخطاء. والحركة عليها أن تقرأ كل نقد، وأن تسمع كل قول، وأن تتبع أحسن ما يقال وما يكتب. ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا.
{ لو استقبل الإسلاميون ما استدبر من أمرهم، هل كانوا سيختارون المفاصلة، ومفارقة إخوان الأمس؟
- قواعد الحركة الإسلامية أصلاً لم تختر المفاصلة، وما زال التواصل بين القواعد مستمراً في المناسبات كافة، وما زالت أشواق القواعد هي إلى وحدة الصف، وطي صفحة الماضي وإعادة الحركة لسيرتها الأولى. الخلاف ظل وما زال خلاف قيادات، ونسأل الله أن يهدي الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.


-----------------------

|
السيدة "وصال المهدي" في جلسة حوارية ساخنة مع (المجهر):
15/07/2012 15:51:00
:
حوار: هبة محمود

وصال المهدي.. حفيدة المهدي وزوجة المفكر الإسلامي حسن الترابي، امرأة أقل ما توصف به أنها مصادمة، لا تخشي في الحق لومة لائم، تهوى السياسة حتى النخاع.. تتمتع بحنكة عالية.. تخرجت في كلية القانون، والتقت بالترابي فكان لقاء الفكر والدعوة... شديدة الإيمان بأفكار زوجها، حيث عُرف عنها دفاعها المستميت عنه وعن مبادئه، كما عُرف عنها أيضاً كرهها الشديد لـ (لإنقاذ) بعد المفاصلة الشهيرة.
(المجهر السياسي) التقتها في جلسة حوارية ساخنة، انتقدت فيها الأحداث التي تمر بها البلاد.. تعالوا نعرف ماذا قالت ؟
{ سيدة وصال نبدأ معك من ما يحدث في الساحة السياسية من توتر وأزمات اقتصادية، كيف تنظرين إليها؟
- ما يحدث الآن يدل على فشل الحكومة، وأعتقد أن البلاد في مأزق كبير، الجنوب انفصل، والبترول ذهب مع الجنوب، والأموال السودانية خارج السودان، وإذا كانت موجودة لرفعت المعاناة عن المواطنين، الآن هنالك ارتفاع في أسعار البنزين والسكر واللحوم والتعليم، إضافة إلى انعدام الأدوية وواحدة فقط من هذه الأشياء يمكن أن تُسقط الحكومة، دعك عنها جميعها، وللأسف الاحتجاجات القائمة الآن تُقمع بغلظة.
{ هذه الاحتجاجات التي تحكين عنها، الحكومة ترى أن قلة قليلة قامت بها وليس الشعب السوداني كله، بماذا تفسرين عدم خروج الشعب؟
- الشعب السوداني غير متعود على الغلظة والذين تحركوا الآن شريحة صغيرة في السودان، ولكن القمع الذي تواجهه هذه الشريحة كبير؛ ليبرر الحزب الحاكم لنفسه أنه لم يفعل ما يستحق هذه المظاهرات، وأن الذين خرجوا قلة تستحق القمع.
{ يخشي العواقب مع أن له باعاً طويلاً وقديماً في الانتفاضات؟
- انتفاضات كثيرة شهدها عهد كلٍّ من عبود والنميري، والآن الانتفاضة بدأت ولن تقف.
{ توافقينني الرأي أن ضعف دور المعارضة أدى إلى إفشال هذه الاحتجاجات؟
- المعارضة دورها ضعيف، لأن الحكومة تمتلك وسائل القمع ولكن الشعب لن يصمت.
{ هنالك من هم راضون بهذا الوضع من الشعب؟
- هؤلاء أناس خائفون أو غير مهتمين وهم (المرتاحين) ولكن التعابى لابد لهم أن يكافحوا حتى يأخذوا حقوقهم من هذا النظام.
{ الشعب ربما يرى أن الإنقاذ أفضل حالاً من غيرها؟
- كل من يقول هذا الحديث هو شخص مستفيد وظالم وأناني.
{ إذا لم تحدث المفاصلة، وشيخ حسن مستمر في رئاسة البرلمان.. هل كان السودان سيكون أفضل حالاً؟
- حسن لم يدعُ لسرقة الأموال وإيداعها في الحسابات الخاصة في الخارج، فهو لا يثري أهله، وليس رجلاً أنانياً لأن الحاكم مسؤول عن رعيته، الآن البلاد تعاني من الغلاء ومن دخول الأجانب ومن انعدام الأمن بها.
{ هل شيخ حسن ندمان لأنه أتى بالإنقاذ؟
- ضحكت ثم قالت: أسأليه أنت.
{ أسالك أنت باعتبارك زوجته والمقربة إليه؟
- شيخ حسن لم يقل يوماً واحداً إنه أخطأ عندما أتى بالإنقاذ؛ لأن الإنقاذ جاءت من أجل الإسلام، ولم تأتِ للدنيا والمال والظهور والمحسوبية، ولكن حدث العكس حين توقفت الزراعة واعتمدنا على البترول، في الوقت الذي كان فيه مشروع الجزيرة يكفي أفريقيا كلها، والتعليم الحكومي تدنى والمعلمون (مغبونين).
{ في عهد النميري تقلد د. الترابي مناصب النائب العام ووزير العدل، ولكن سرعان ما انقلب عليه النميري، ليتكرر السيناريو ذاته في عهد الإنقاذ، فأين يكمن الخلل في الأنظمة الحاكمة، أم في البزة العسكرية أم في الترابي نفسه؟
- النميري لم يكن لديه حب للإسلام، ولكنه (ركب الموجة) وعندما أرهبته أمريكا قام بإدخال الإخوان المسلمين السجن من أجل إعدامهم، ولكن غرضه لم يتم لقيام الانتفاضة والله يحمي من يحمل راية الإسلام، بالنسبة للإنقاذ تكرر السيناريو نفسه؛ لأنهم أيضا خافوا من أمريكا لأن داخل الإنقاذ (مدسوسين) ليسوا أمريكان ولكنهم ماسونيون !!
{ يعني الخلل ليس في الترابي؟
- طبعاً الخلل ليس في الترابي، لأن كلام الله سبحانه وتعالى ليس به خلل، ولكن هؤلاء أناس لا يعرفون عن الإسلام شيئاً واتخذوه غطاءً لأعمالهم.
{ وصال المهدي من زوجة عرَّاب الإنقاذ والأب الروحي لها، إلى زوجة ألد أعداء الإنقاذ، كيف هي المعادلة، وكيف كانت النقلة؟
- ضحكت ثم استطردت قائلة: (النقلة كانت (مدودوة).
{ هل علاقتك بنساء قادة الإنقاذ مستمرة؟
- علاقتي بهن بالتأكيد انتهت.
{ عُرف عنك دفاعك المستميت عن شيخ حسن حتى في مواجهة شقيقك السيد الصادق؟
- قالت باستغراب: (متين أنا واجهت الصادق) هذا الحديث غير صحيح، أنا أدافع عن مبادئ شيخ حسن.
{ الخلافات بينهما تضعك في مأزق؟
- طبعاً تدخلني في مأزق، وأحاول أن ألطف الأجواء بينهما، والحمد لله كلاهما في المعارضة.
{ كلاهما في المعارضة ولكن الخلاف قائم بينهما، لأن الصادق تارة معارضة وتارة أقرب إلى المؤتمر الوطني؟
- هذا الشيء معروف لكل السودانيين أن الصادق مرة مع المعارضة ومرة مع الحكومة، على عكس الترابي، فهو معارضة فقط، فهل يُعقل أن يكون عبد الرحمن الصادق مساعداً للبشير؟ كيف يحدث هذا، وبأي منطق أن تكون معارضاً وابنك مساعداً للرئيس؟
{ وصال المهدي حفيدة الإمام المهدي وزوجة المفكر الإسلامي حسن الترابي، أين تجد نفسها من هذا الزخم الفكري والدعوي؟
- المهدي هو جد أمي، ووالدتي غرست فينا مقاماً وتربى عليه الإمام المهدي، وجدتنا زوجة المهدي كانت امرأة فقيهة وعالمة وتحفظ القرآن وتعرف كل تفاصيل المهدية، ووالدتي هي التي بذرت فينا بذرة الإسلام فكانت تحاصرنا بأعمال الإمام وزهده واستبساله، فنشأنا مشربين بالدين وقوته، فالقوة ليست قوة سلاح فقط.
{ هل أنتِ ميالة للسياسة أم تتابعينها باعتبارك زوجة الترابي؟
- لم أكن صغيرة في السن عندما التقيت بالترابي ليعلمني السياسة، نحن عائلة سياسية، ودائماً ما كنت أعطي صوتي للإخوان المسلمين.
{ ما رأيك في التشكيل الوزاري الجديد بعد التقليص؟
- هذا تشكيل لا يوجد أي جديد فيه، والسياسة التقشفية مورست على الشعب، والإنقاذ لن ينصلح حالها، والسياسة التقشفية لن تأتي بنتيجة؛ لأنهم لا يمكن أن يقولوا لأحد من أين لك هذا؟
{ في عام 1966 تم طرد الحزب الشيوعي من البرلمان، ووقتها تم اتهام جبهة الميثاق الإسلامي، وحينما قضت المحكمة العليا بإعادة الحزب الشيوعي مرة أخرى قال الترابي إن قرار المحكمة غير عادل، ليأتي الترابي نفسه وبعد سنوات ليقول إن الحزب الشيوعي هو أقرب الأحزاب إلينا؟

- الترابي قال: (تحالفنا مع الحزب الشيوعي من أجل إسقاط الإنقاذ التي ظلمت الناس، وبددت الأموال، وفصلت الجنوب).
{ دعينا نخرج عن السياسة قليلاً لنتعرف على زواجك من الترابي، كيف كان؟
- ضحكت ثم قالت: لا أحب الحديث في أمور مضى عليها وقت طويل وأصبح أبنائي رجالاً.
{ كم هي عدد المرات التي اعتُقل فيها الترابي؟

- مرات عديدة، ست سنوات اعتقلته الإنقاذ، وثماني سنوات اعتقله النميري.
{ كيف كنت تواجهين اعتقال الترابي خلال السنوات الماضية؟
- عانيت كثيراً؛ لأن أبنائي كانوا صغاراً، ولكن كنت أواجه الاعتقال بالمواجهة نفسها، ولا أخاف، وأحاول أن أدخل إليه الطعام والملابس والكتب، فقد كنت أكافح بكل قوتي من أجل أن أدخل إليهم كل ما يلزمهم.
{ كيف هو الزواج من سياسي؟
- نحن مزاجنا كله سياسة، ونغضب حين لا توجد، فهي تسري في دمائنا.
{ شيخ حسن بعيداً عن السياسة؟
- حسن بعيداً عن السياسة، ليس لديه ما يفعله غير القراءة والكتابة ودائماً ما يقول ليس لديَّ وقت لكي أضيعه.
{ حتى مع أبنائه؟
- حتى مع أبنائه، فأنا دائماً التي كنت أجلس معهم.
{ هل يدخل إلى المطبخ؟
- ضحكت وقالت: (ما شافو بي عينه)، ولا يعرف العاملين به، وقبل الإنقاذ كان يحب الاعتناء بالشجر.
{ ما هي أكثر الأكلات المحببة إليه؟
- أكلته المفضلة هي الكسرة والملاح حتى في شهر رمضان.
{ أنتم عائلة واجهتها الكثير من الشائعات كيف تتعاملين معها؟
- كنت أغتاظ جداً عندما أسمع شائعات تُروَّج حولنا، خصوصاً الشائعات التي كانت تُطلق على "عصام" أيام الإنقاذ عن عدد القمصان والسيارات التي يمتلكها، وهي كلها كانت شائعات غير صحيحة، ولا أسعى للرد عليها في الصحف.


Post: #29
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-09-2012, 05:50 PM
Parent: #28

يواصل الطيب مصطفى ومجموعته ذات الصوت العالى من الذين وصفهم الصحفى الطاهر ساتى بالدمك كتاباتهم ضد بعض زملائهم من الكتاب من امثال الظافر والطاهر وعبد المنان والباز هنا تجد مقال للطيب يهاجم الظافر واخر لوقيع الله يهاجم فيه الجميع منطلقين من مهاجمة عرمان وباقان وعقار طبعا كالعادة ..


متى يستحي كُتَّاب المارينز؟!

الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الخميس, 09 آب/أغسطس 2012 13:00


أحد كُتَّاب المارينز ممَّن يحملون الجنسية الأمريكية ورغم ذلك يحرص على البقاء في السودان بعيداً عن (أرض الأحلام) لأسباب معلومة.. كتب في أخيرة إحدى الصحف مهاجماً دعوتنا إلى اقتلاع الحركة من حكم دولة جنوب السودان حتى ننعم بجوار آمن مع الدولة الجديدة بعد أن يخلف الحركة الشعبية في حكم دولة الجنوب من يؤمن بإقامة جوار سلس وسلام مستدام.
حتى يصيب فكرة اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب في مقتل سمّاها بالفكرة المجنونة وقارن بينها وبين غزو العراق للكويت بالرغم من أننا لم ندعُ إلى غزو الجنوب وكيف ندعو إلى غزو الجنوب ونحن الذين طالبنا بأن ننفصل عنه ونُخرجه من حياتنا ونعتق رقابنا من وحدة الدماء والدموع التي أهلكت الحرث والنسل وعطَّلت مسيرة السودان على مدى أكثر من ستين عاماً؟!
ما دعونا إليه ببساطة أن نعمل على إسقاط حكم الحركة الشعبية فقط كما تدعو بعض قوى المعارضة التي تعمل على إسقاط الحكومة السودانية وتعلن عن ذلك على رؤوس الأشهاد وكما يدعو الظافر الذي لا يُخفي دعوته لإسقاط النظام الحاكم لكنه يستكثر علينا أن ندعو إلى إسقاط نظام الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان والمدعوم من دولته أمريكا!! هل فهمتم حاجة؟!
الفرق بيننا وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان أن تلك الحركة لا تدعو إلى إسقاط الحكومة السودانية فحسب وإنما إلى (تحرير السودان) وهو ما ظللنا ندندن حوله ونكتب عنه منذ سنوات وهو ما فطنت إليه بعضُ قيادات المؤتمر الوطني والحكومة حين بدأوا يتحدثون عن مشروع السودان الجديد الذي يختفي تحت عبارة (تحرير السودان) بالرغم من أنه مُعلن عنه في أدبيات الحركة كما ذكرنا ذلك مراراً وتكراراً مقدِّمين الدليل من تصريحات ومحاضرات قرنق وباقان وعرمان وغيرهم من قيادات الحركة الشعبية بل إن الطعن الذي قدمه منبر السلام العادل إلى مجلس شؤون الأحزاب تضمَّن الطعن في توجُّهات قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان من حيث اسم الحركة (تحرير السودان) وما تنطوي عليه من توجُّهات وإستراتيجيات مضمَّنة في (مشروع السودان الجديد) وهو ما قُبل من مجلس شؤون الأحزاب حين رفض تسجيل الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال) بناءً على الطعن المقدَّم من المنبر.
إذن لا غرابة في أن نعمل على (اقتلاع) الحركة الشعبية من حكم الجنوب وهي العبارة التي تعني (إسقاط) حكم الحركة تماماً وهو ذات الهدف الذي ظلت أحزاب المعارضة في السودان المنضوية تحت (قوى الإجماع الوطني) تعمل على إنفاذه.

بالله عليكم ما الذي يجعل هذا الكاتب يغضب لأننا طالبنا بإسقاط الحركة التي تحتل أرضنا وتتآمر علينا وتدعم المتمردين على سلطان الدولة وتتبنّى مشروعاً لتحرير أرضنا منا واحتلالها عديل؟! ثم لماذا يحوِّر كلامنا ويزوِّر ويقول إننا نطالب باحتلال الجنوب كما فعل صدام حسين وهو يغزو ويحتل الكويت؟!
أعلم يقيناً ما ينطوي عليه هذا الرجل وأعلم سبب بقائه بعيداً عن (أرض الأحلام) التي سعى إلى جنسيتها بأكثر مما يسعى الباحثون عن الفردوس الأعلى فمعركتنا مع هؤلاء طويلة فهؤلاء هم أحصنة طروادة التي يتسلل من خلالها الأعداء ولذلك لم يكتب ولو لمرة واحدة مهاجماً الحركة الشعبية أو عن مشروع السودان الجديد أو ما تعنيه عبارة (تحرير السودان) في اسم الحركة وهل يكتب إلا مدافعاً ومسانداً؟! لذلك لا غرو أن يغضب إن انتفض علماء السودان وتحدثوا عن الخطر الذي تمثله الحركة الشعبية على دين هذه الأمة وعلى حريتها واستقلالها وطالبوا بعدم التفاوض مع عدو الله ورسوله وعميل دولة الجنوب عرمان وعابد الجبل عقار.

ليس من الصعب أن يسقط نظام الحركة الشعبية في جوبا أيها الظافر ذلك أن الجنوب يعاني من الجوع والفساد واللا دولة كما يعاني من الصراعات القبلية وإذا كنت وأبو عيسى وقوى إجماعكم تسعون إلى إسقاط حكومة الخرطوم واقتلاعها بدون غزو فليس من الصعب أن تُقتلع حكومة تقيم في بيت من الزجاج في جوبا أما من تصفه بأنه أعظم وزير خارجية سوداني (منصور خالد) فقد وصفته الاستخبارات الأمريكية بأنه عميل لها ويكفي من عمالته أنه قضى جزءاً كبيراً من عمره في خدمة الحركة الشعبية التي كانت ولا تزال تشنُّ الحرب على السودان وتقتل شعبَه وتدمر منشآته وتسعى إلى استعماره لكن أنتَ ومنصور وعرمان وأمريكا تخدمون هدفًا واحدًا ولن تستطيعوا تحقيقه بإذن الله.. منصور خالد عند الظافر أعظم وزير خارجية سوداني بالرغم من أنه هاجم الإسلام في كتبه وقال عنه إنه الدين الخطأ وبالرغم من أنه أهدى بعض كتبه للمرتدين عن الإسلام.. منصور أعظم وزير خارجية سوداني وليس المحجوب وليس أحمد خير وليس غازي صلاح الدين لأن الطيور على أشكالها تقع!!

أما وصف المنبر بالعنصري فهذه تهمة برعت في الترويج لها صحيفتكم الموءودة (أجراس الحرية) التي خرجت من السودان بخروج الجنوب وباقان وعرمان من حياتنا ولن تعود ونحن أحياء نُرزق بإذن الله.. لكن قل لي يا رجل لماذا طالبت الحركة الشعبية وصحبك من قياداتها لماذا طالبت بتقرير المصير على أساس اثني منح (عنصر) الجنوبيين حق تقرير المصير؟! إذن فإن نيفاشا صُمِّمت على أساس عنصري كما أن من طالبوا بتصميمها على ذلك النحو بمن فيهم من وقَّعوها عنصريون!!
إنها حيلة العاجز أن يهرب من المنطق إلى وصفنا بالعنصريين بدون أن يقدِّم الدليل على ذلك.. إن ديننا يمنعنا يا هذا من أن نكون عنصريين لأن العنصرية جاهلية تُخرج الناس من دائرة أهل الإيمان وهل نسعى ونكدّ إلا لكي نندرج تحت لواء هذه الطائفة المغفور لها بإذن الله تعالى؟!
إن من يهاجم العلماء المعتكفين في شهر رمضان ويتهكم منهم ويقول عن منصور خالد إنه أعظم وزير خارجية سوداني لا غرو أن يغضب من مجرد الكلام عن إسقاط حكم الحركة الشعبية التي أسأل الله أن يحشره معها ومع منصور خالد أينما حُشرا سواء في الجنة أو في النار فالمرء مع من يحب!!

٭ الأمريكي المقيم بالحركة الشعبية والغاضب من استهداف حكمها في جنوب السودان (الظافر) جعل عنوان مقاله (خالكم مين).. ثم قال في بداية إحدى فقراته (الخال الطيب مصطفى).. لا أظن أن المعنى يخفى على أحد لكنها قلة أدب وربِّ الكعبة ولستُ أدري هل يحقُّ لأجنبي أن يكتب في الصحافة السودانية بل ويقِل أدبه ويخدم أهداف الأعداء؟! السؤال موجّه إلى مجلس الصحافة الذي كثيراً ما يتحرَّش بنا بلا سبب!! لكن بربِّكم ما هي المشكلة في أن أكون خال السيد رئيس الجمهورية وهل ينتقص ذلك مني شيئاً؟!

Post: #30
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-09-2012, 05:55 PM
Parent: #29

حين ينال الجهلاءُ من العلماء.. فيا عجباً يا دهري!!

..وقيع الله حمودة شطة



نشر بتاريخ الخميس, 09 آب/أغسطس 2012 13:00


صحافيون وإعلاميون وكتّاب أعمدة من بني علمان وبني شيطان، هدفهم من الكتابة الصحفية رعاية مصالحهم الخاصة المتمثلة في نيل رضا السفارة الأمريكية التي تعمل ليل نهار أن يرضى هؤلاء الجهلة عن رجال أمريكا الحلو وعرمان وعقار، الذين ظلت أمريكا ترعى مشروعهم الخبيث الرامي إلى تدمير السودان والنيل منه، بعد أن فشلت محاولات دبلوماسية وسياسية وإقتصادية تولّت كبُرها أمريكا أن تنالَ من عزة السودان - إلا قليلاً.
وفي حربها الدائم على السودان اتجهت أمريكا إلى هؤلاء السفلة، الذين لا دين لهم ولا هوية ولا وطنية ولا نخوة ولا مروءة، استخفتهم فأطاعوها، فمنهم من حج إليها، ومنهم من ينتظر.. ومنهم من يسعى لنيل رضاها حتى يحج إليها ويعتمر، وهم بذلك لا بد أن يهاجموا كلَّ من يقف أمام تحصيل مصالحهم الخاصة هذه، ومكاسبهم المشبوهة التي تأتيهم نتيجة العمالة والإرتزاق من قوى أخرى معادية للإسلام والوطن واستقراره وسلامه.


إن أهل السودان جميعاً يعلمون أن عرمان وعقار والحلو عملاء لأمريكا، وصنيعة الهالك قرنق الذي جندهم لقتال أهليهم في الشمال، وهم عملٌ غير صالح لأهل الشمال الذين هم مسلمون، بينما هؤلاء شيوعيون ملاحدة لا دين لهم ولا أخلاق. أعلنوها صراحة أنهم ضد الإسلام وضد الشريعة وضد هوية أهل الشمال المسلم العربي.. ودعوا دعوة يعلمها القاصي والداني أنهم دعاة مشروع السودان الجديد الداعي إلى فصل الدين عن الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، هذا المشروع المصادم لتوجه أهل السودان الشمالي عقيدة وثقافة وقيماً ولم يستجب لهذه الدعوة الجاهلية إلا ثلة قليلة من سقط القوم وسفهاء الأمة وصعاليكها. وفي كل أمة صعاليك وسفهاء أرذلون.
صحافيون وإعلاميون علمانيون وجهلة فاشلون في مجال تخصصاتهم راسبون في الإملاء والإنشاء والنحو والصرف، وفنون الكتابة الصحفية، دعْ عنك أن تسأل عن أخلاقهم وقيمهم المهنية المتعلقة بهذه المهنة الشريفة التي هي السلطة الرابعة، بما تقوم بها من حركة تثقيف وإرشاد وتقويم لاتجاهات الرأي العام، ومراقبة ومتابعة لتصرفات السلطة السياسية، وتحليل ونقد للمواقف، وبيان مواضع الخلل والفساد والتقصير، وتحفيز وتشجيع قيم العدالة والإصلاح السياسي والتربوي لبناء أمة الفضائل والقيم الشاهدة المهيمنة.. فضلاً عن قيادة حركة الوعي والحوار لتأسيس حياة رشيدة مستقرة على مستوى الدولة والمجتمع والفرد، ومواجهة التيارات الفاسدة والهدامة، وموجات الغزو الفكري والثقافي والتصدي لها بالحجة والبرهان الساطع، وكشف مؤامرة الآخر - «العدو» - على الأمة والدولة والشعب.


هذا قليلٌ من كثير يفترض أن تقوم به الصحافة والصحافيون وعموم قبيلة الإعلام ليردوا عادية الأعداء ويحصنوا ثغور الأمة من الإختراق والتسلل الذي يمارسه العدو لهتك أستار الأمة والنيل من قيم الشعب.. لكن هل فاقد الشئ يعطيه؟ إن الاعلاميين العلمانيين وذيولهم من إسلاميينا يعانون من حالة هزيمة نفسية قاتلة أنّى لهم إصلاح مسار حياة الناس، وقد فشلوا في إصلاح أنفسهم الخربة الأمّارة بالسوء، حيث صاروا مجرد مطايا وسائمة هائمة يستغلهم العدو كيف شاء، ومتى شاء، وأين شاء، ليمثلوا (وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَلَا يُصْلِحُونَ ).
هؤلاء الرهط شذاذ الآفاق يقومون هذه الأيام بحملة سخيفة شنيعة مجردة من الأخلاق وشرف المهنة والمسؤولية أمام الله، ثم أمام هذا الوطن، وهذا الشعب الكريم. ثارت ثائرتهم ما أن علموا أن هيئة علماء السودان قد طالبت الحكومة.. بل أفتت بمنع المفاوضات مع قطاع الشمال، وأن مئات المساجد بولاية الخرطوم والولايات هدرت منابرها منددة ومحذرة الحكومة من ارتكاب خطأ كبير آخر يتمثل في الإعتراف بعملاء قطاع الشمال ومفاوضاتهم، وأعتقد أنها جرعة نكراء أشد من نيفاشا الخطيئة الأولى وذلك للأسباب التالية:
أولاً: قطاع الشمال ليس حزباً سياسياً سودانياً معترف به في الدولة وليس مسجلاً لدى مجلس شؤون الأحزاب السودانية.
ثانياً: جميع رجال قطاع الشمال عملاء لأمريكا ولدولة جنوب السودان المعادية المحاربة.
ثالثاً: أعضاء قطاع الشمال يحملون فكر بل اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان.. تحريره مِن مَن؟.
رابعاً: أعضاء قطاع الشمال، وشيوعيون، ومرتدون فجرة هدفهم إثارة الفوضى والإباحة وحالة عدم الإستقرار السياسي في البلاد لفائدة جنوب السودان وأمريكا.


خامساً: قيادات قطاع الشمال هم الذين أوقدوا نار الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان بالوكالة عن أمريكا وجنوب السودان، ولا يزال قطاع الشمال مرتبطاً فكرياً وسياسياً وعسكرياً بدولة جنوب السودان المنفصلة بإرادتها عن السودان.
سادساً: نذكر الحكومة أنها ظلت «تتفه» من قراراتها السيادية وتتراجع القهقرى من قرارات سليمة تتخذها بشأن قطاع الشمال الذي أصدرت قبل فترة قريبة بعد أحداث النيل الأزرق وجنوب كردفان الأخيرة نشرة حمراء طالبت الشرطة الدولية «الانتربول» بالمساعدة في إلقاء القبض على عرمان والحلو وعقار، واليوم تأتي لتفاوضهم وتكافئهم بمنحهم الأمان ومناصب دستورية، وهذا يمثل خطاً أحمر أمام الشعب السوداني الذي قتل هؤلاء المجرمون أبناءه في النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولذا هو يطالب بالقصاص منهم وليس بمفاوضتهم ثم تمكينهم. وعلى الدولة إن كانت تخشى على نفسها من الجنائية الدولية، وتهديد أمريكا عبر مجلس الأمن، وتطاول دويلة جنوب السودان ولذا تخضع للإبتزاز وإدارة هذه الملفات، فعليها ألا تغلب المصلحة الخاصة على العامة وفي ذلك ضياع الوطن وسيادة الوطن، وهوية الأمة والشعب، لذلك أقصر طريق أمامها أن تسلم السلطة للشعب والمجاهدين، وربّ الكعبة يومها لا تتطاول علينا أمريكا دعْ عنك دويلة جنوب السودان الوليدة الفاشلة الفاسدة في نظام الحكم والادارة.. أما مجرمو قطاع الشمال والفلول من الطابور الخامس والعملاء لم يبقوا بعدها إلا ساعة من نهار بلاغ ألا فليعلم.
إن هجوم إعلاميين علمانيين، وإعلاميين آخرين من دونهم على علماء الدين الربانيين من أئمة المساجد والعلماء والدعاة للنيل منهم، ولمنعهم من الخوض في مسائل سياسية وإقتصادية وسواها يمثل قمة السفاهة وضحالة الفكر وإعوجاج بوصلة النظر والفهم؟ لأن هؤلاء... لا يدركون أن العلماء الربانيين هم شامة الأمة.. هم صفوة الناس.. هم ورثة الأنبياء هم أهل النظر والحكمة.. هم درع الأمة الحصين.. هم أمنة الأمة أن تزيغ أو تهلك أو تخترق.. هم صمام أمانها بعد الله.. وهم فوارسها ومجاهدوها الذين لا يخافون في بيان الحق، وإبطال الباطل، وحرب المنكر وتثبيت دعائم المعروف لومة لائم أو سفاهة شائن أو تطاول بغل عجوز.


يقول الله تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وهم العلماء الربانيون أهل الشريعة والفقه، ويقول عليه الصلاة والسلام: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» وفي رواية «كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر».
إذن العلماء هم الأقمار المضيئة في ليالي العتمة، وهم النجوم وهم كواكب هذه الأمة.. والله عز وجل يقول:(يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) إذا لم تكن الحكمة وسلامة النظر لدى العلماء فلمن تكون؟ لدى كتاب المارنيز الأمريكي، وكتاب الغفلة من أنصار وأحباب وأصدقاء عرمان والحلو وعقار؟!.
ما بال هؤلاء الصحافيون وكتاب الأعمدة العلمانيون الذين مسخوا وارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الحق لا يكادون يفقهون حديثاً، وكيف يفقهون حديثاً، وهم قد ناصبوا أهل الخير والصلاح والجهاد والعزة العداء، فجروا، وسودوا صفحات الصحف بسقط القول، يتطاولون على الذؤبات وهم بغل قصار تحت جذوع نخل طوال.. وهم الإمعات العجماوات أمام أهل النظر والفكر والتأمل والاجتهاد والصبر والمصابرة والمرابطة.. أهل البيان والفصاحة والبلاغة والدعوة والبلاغ بلا ثمن وأجر.. لا عمالة وارتزاق وسفاف وسفالة وانحطاط وفجور وجهل.
تخطئ الحكومة مائة مرة لو أخذت برأي هؤلاء الجهلاء، وجعلت فتاوى وآراء وتوجيهات العلماء وأئمة المساجد وراء ظهرها، وركبت مركب الهوى، وإن فعلت هذا المحظور استوجبت على نفسها الغضب الرباني قبل الغضب الشعبي المؤيد بقوة لرأي العلماء.. وهل تستطيع الحكومة محاربة منابر المساجد التي هي أضخم منبر إعلامي إسلامي جامع يأتي إليه الناس ضحى وعشية عن طواعية واختيار دون دعوة فخمة أو نشاد؟ ولو فعلت لخرجت عليها الجموع المليونية من هذه المساجد ورمت به في غياهب النسيان وجوف البحر.
إن المساس بمكانة العلماء وهيبتهم خط أحمر ساخن مؤيد من السماء قبل الأرض.. لا نزكى أحداً على الله ولكن وربّ السماء هناك رجال من العلماء لو أقسموا على الله لأبرهم.. ولو رفعوا أكفهم بدعوة لاستحى أن يردهم خائبين.. ولو مكروا بأحد مكر الله لمكرهم بعدوهم فحذاري حذاري من اللعب بالنار.


حين يحاول جهلاء من أهل الصحافة النيل من العلماء الربانيين الذين يربون الناس بصغائر الأمور قبل كبائرها وهم أهل الصلاح والورع يتطاول عليهم سفهاء القوم، هذا يمثل مدعاة للعجب ونافذة من عجائب الدهر.. فيا عجباً يا دهري.. فيا موتُ زُرْ إن الحياة ذميمة.
حين يحكي القرآن الكريم قائلاً: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) هذا يعني أن أهل القرآن والفقه وهم علماء الدين لهم باع كبير في فهم السياسة والتربية والعبادة والأخلاق والإقتصاد والإجتماع والحكم والإدارة والقضاء وإلا كيف كانوا ورثة للأنبياء؟.. وكيف كانوا أهل حكمة ونظر وفضل ورشاد؟!.
إن الراسبين في الإملاء والإنشاء والنحو والصرف والبلاغة والبيان، يكتبون كل يوم في الصحافة والسياسة والاقتصاد ونظام الإدارة والحكم بعبارات ركيكة وجمل مبتذلة وثقافة ضحلة ولغة فاسدة، ورغم هذا كله يعترضون على العلماء أن يقولوا قولاً.. إنه زمن الرزايا والبلايا وكفى.

Post: #31
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-13-2012, 05:21 PM
Parent: #30


ما بين اسحق فضل الله ووزير المالية على محمود



محمد وداعة


فى بداية وآخر كل ليل ، يستمر السرد ، فلا يقوى الاستاذ اسحق احمد فضل الله على ان يكمل عموده الراتب آخر الليل و المنشور بصحيفة الانتباهة ، الا ويواصل هجومه المتواتر و المنظم على السيد وزير المالية على محمود ، لم تتوفر تهمة فى جعبة الاستاذ اسحق الا ووجهها الى السيد الوزير، تهم تذهب باى متهم آخر الى حبل المشنقة ، تتنوع التهم من تخريب الاقتصاد الى التواطؤ مع جهات معادية يعلمها الاستاذ فضل الله ، لتجهيز المسرح للانقضاض على النظام و الاجهاز عليه ، و يحمله مسئولية ضرب الاقتصاد وفصل الحكومة عن شعبها ،


السيد الوزير كما يحدثنا الاستاذ فضل الله يعمل بصبر دؤوب من اجل تحقيق هدف استراتيجى ينتهى بسقوط النظام ، اول المحيرات هل هذا وزير مالية حكومة السودان ام وزير الحرب الاسرائيلى او لعله وزير حرب الجنوب او الحركات المسلحة ؟،أليس السيد على محمود وزيراً فى حكومة الرئيس البشير ؟، واليس هو مرشح لهذا المنصب من حزب الاستاذ فضل الله حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ؟، ثانى المحيرات هو لماذا يسكت السيد الوزير فى مواجهة اتهامات الاستاذ فضل الله اليومية بتدمير و تخريب الاقتصاد الوطنى ؟، و كيف لا يرد حزب السيد الوزير هذه الاتهامات الخطيرة عن وزيره ؟، و ربما تذهب تساؤلاتنا عن لماذا لا يدافع السيد رئيس الجمهورية عن وزيره وعن ادائه وعلى الاقل ان يدفع عنه هذه الاتهامات الخطيرة ؟، اتهامات لو كتبها غير الاستاذ فضل الله و نشرت فى غير صحيفة الانتباهة لذهبت بكاتبها إلى المحاكم والسجون، و لكانت سبباً فى اغلاق الصحيفة الى الابد ،

كنا سنفهم ان السيد الوزير ترفع عن الرد على اتهامات الاستاذ فضل الله لو كانت لمرة او مرتين و لغضضنا الطرف عنها ولاعتبرنا ذلك زلة لسان ، كنا سنفهم ان الوزير يترفع و لا يترافع ، لو كان ما يحدثنا به اسحق انتقادات لاداء السيد الوزير في تناوله للاتهامات ، يصف اسحق افعال السيد الوزير بانها اخطر على النظام من كل المؤامرات الداخلية والخارجية ، وان اعماله تتفوق فى اضرارها بالنظام على كل مجهودات المعارضة المسلحة و غيرها من المعارضات ، ثالث المحيرات إن اسحق في هجومه غير المسبوق على السيد الوزير لم يهاجم و ينتقد الاداء المهنى للوزير و كفاءته و قدرته على اتخاذ القرا ر فيما يلى وزارته من مهمات موكلة اليه وانما انصب هجومه الكاسح على الوزير باعتباره متآمرا على النظام ساعيا الى هلاكه عبر ما ينفذه من سياسات، قد يكون مفهوماً اذا ثبت فساد الوزير او تعديه على المال العام و عدم قدرته على فرض هيبته و سلطته على من يجنبون المال العام ( المجنبين ) ،


ورابعاً تمتد حيرتنا و يزداد قلقنا ، لان الاستاذ فضل الله يعلم ان ما يقوم به السيد الوزير هو تنفيذ لسياسات الحكومة التى اجازها المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى و تبناها مجلس الوزراء ووافق عليها البرلمان بالتهليل و التكبير و التصفيق ، حتى قبل ان يكمل السيد رئيس الجمهورية كلمته يومذاك ، وان هذه السياسات لا يتحملها على محمود وحده ، فهى سياسات الحكومة ، بالرغم من انه التنفيذى الاول المسؤول عن تنفيذها ، فهو حتى الآن (والكلام ليس للاستاذ فضل الله ) قد فشل تماماً فى انفاذ الوجه الآخر للسياسات و اهمها تقليص الصرف على الجهاز التنفيذى و تخفيضه الى المستوى الذى حددته الحكومة و اجازته فى حزمة واحدة مع قرارا ت رفع ( الدعم ) عن المحروقات و زيادة الضرائب و الجمارك و تعديل سعر الصرف و تعويم الجنيه ، وهو مسؤول ايضاً عن منع تجنيب المال العام ، لكنه حتى الآن لم يسجل نجاحاً على هذا الصعيد ، وهو فوق ذلك مسئول عن استرداد المال العام المعتدى عليه الى خزينة الدولة ، فحتى الآن لا نلمس نجاحاً حققه السيد الوزير فى هذه الجوانب ، وهو مسئول عن تصفية الشركات الحكومية و توريد العائد منها لخزينة الحكومة ولم يتمكن من ذلك ،

ولكن كل هذه الاخفاقات لا تبرر هذه الاتهامات التى لا ينفك السيد فضل الله يكيلها للسيد الوزير فى كل آخر ليل ، و نكمل حيرتنا بموقف اجهزة الدولة من نيابة وقضاء وغيرها ، لماذا لا تحقق فى هذه الاتهامات المتكررة و العلنية فى الصحف ؟، ولماذا لا يحرك البرلمان ساكناً ، و لا يستدعى السيد الوزير و يستوضحه عن فحوى هذه الاتهامات الخطيرة ، قد يكون للسيد فضل الله اسباب اخرى لا يستطيع الافصاح عنها على صفحات الصحف ، وهو انما يرسل الامر تلميحاً ، و ربما لا يوجد تفسير لتكراره الاتهامات الا انه ينتظر من يلتقط الرسالة ، و بعد ، لماذا لا (تحقق ) الاجهزة العدلية و الحكومة و حزبها الحاكم مع الاستاذ فضل الله ، فعلى الارجح لديه ما يقوله فى هذا الصدد ، ليت الاستاذ فضل الله يحدثنا عن المسكوت عنه، فشهادته غير مجروحة فهو من غلاة المدافعين عن النظام ، لم يتبدل او يتغير منذ بضعة و عشرين عاماً .

الصحافة
13/8/2012

Post: #32
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-13-2012, 06:52 PM
Parent: #31


الطيب مصطفى
الانتباهة

بين كُتاب الغفلة وعرمان!!

نشر بتاريخ الإثنين, 13 آب/أغسطس 2012 13:00


لم أتجنَّ عليهم كما لم يتجنَّ عليهم الأخ الكرنكي حين وصفناهم بكتاب الغفلة الذين يستميتون في الدفاع عن حق عرمان في التفاوض بالنيابة عن جنوب كردفان والنيل الأزرق بل إنهم يتودّدون للرويبضة الخائن لوطنه والعميل لأعداء الأمة ممّن يحتلون بلادنا بينما يهاجمون كمال عبيد بل يهاجمون علماء الإسلام الذين ينافحون عن ديننا وأرضنا وعرضنا.
أعجب والله أن يقول الطاهر ساتي إن عرمان يعبِّر عن جنوب كردفان ويمثلها وإنه لا يحق لنا المطالبة باستبعاد عرمان بحجة أنه ليس من النوبة إلا إذا طالبنا باستبعاد كمال عبيد لذات السبب!!



أقسم بالله العظيم إن الباز والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان وغيرهم من كُتاب الغفلة يعلمون ما ينطوي عليه عرمان بل يعلمون أنه يوظِّف قضية جبال النوبة لمشروعه المسمّى مشروع السودان الجديد تماماً كما فعل زعيمُه الهالك قرنق حين وظَّف مقاتلي النوبة ######ّرهم واستغل دماءهم وأراقها لخدمة قضية الجنوب وكما وظف التجمع الوطني الديمقراطي وامتطاه حماراً إلى أن أوصله إلى باب نيفاشا ثم ترجّل منه وربطه في العراء بلا زاد ولا شراب!!
الدليل على ذلك أن عرمان في ورقته التي قدَّمها مؤخراً والمكوَّنة من خمس صفحات لم يذكر جنوب كردفان والنيل الأزرق إلا في سطر ونصف بينما خصَّص بقية الورقة للحديث عن دارفور وشرق السودان ومشروع الجزيرة ومناطق السدود!! إنها أجندته يا الطاهر التي تتغافلون عنها بالرغم من أنها أُس المشكلة؟!
إذا قُدِّر لتلفون كوكو أو بلايل أو دانيال كودي أو تابيتا بطرس أو غيرهم من أبناء النوبة يا الطاهر ساتي أن يناقشوا قضية أهلهم هل كانوا سيفعلون ما فعله عرمان وهو يتاجر بدماء أبناء النوبة من أجل مشروعه الذي

Post: #33
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-13-2012, 06:52 PM
Parent: #31


الطيب مصطفى
الانتباهة

بين كُتاب الغفلة وعرمان!!

نشر بتاريخ الإثنين, 13 آب/أغسطس 2012 13:00


لم أتجنَّ عليهم كما لم يتجنَّ عليهم الأخ الكرنكي حين وصفناهم بكتاب الغفلة الذين يستميتون في الدفاع عن حق عرمان في التفاوض بالنيابة عن جنوب كردفان والنيل الأزرق بل إنهم يتودّدون للرويبضة الخائن لوطنه والعميل لأعداء الأمة ممّن يحتلون بلادنا بينما يهاجمون كمال عبيد بل يهاجمون علماء الإسلام الذين ينافحون عن ديننا وأرضنا وعرضنا.
أعجب والله أن يقول الطاهر ساتي إن عرمان يعبِّر عن جنوب كردفان ويمثلها وإنه لا يحق لنا المطالبة باستبعاد عرمان بحجة أنه ليس من النوبة إلا إذا طالبنا باستبعاد كمال عبيد لذات السبب!!



أقسم بالله العظيم إن الباز والطاهر ساتي ويوسف عبد المنان وغيرهم من كُتاب الغفلة يعلمون ما ينطوي عليه عرمان بل يعلمون أنه يوظِّف قضية جبال النوبة لمشروعه المسمّى مشروع السودان الجديد تماماً كما فعل زعيمُه الهالك قرنق حين وظَّف مقاتلي النوبة ######ّرهم واستغل دماءهم وأراقها لخدمة قضية الجنوب وكما وظف التجمع الوطني الديمقراطي وامتطاه حماراً إلى أن أوصله إلى باب نيفاشا ثم ترجّل منه وربطه في العراء بلا زاد ولا شراب!!
الدليل على ذلك أن عرمان في ورقته التي قدَّمها مؤخراً والمكوَّنة من خمس صفحات لم يذكر جنوب كردفان والنيل الأزرق إلا في سطر ونصف بينما خصَّص بقية الورقة للحديث عن دارفور وشرق السودان ومشروع الجزيرة ومناطق السدود!! إنها أجندته يا الطاهر التي تتغافلون عنها بالرغم من أنها أُس المشكلة؟!
إذا قُدِّر لتلفون كوكو أو بلايل أو دانيال كودي أو تابيتا بطرس أو غيرهم من أبناء النوبة يا الطاهر ساتي أن يناقشوا قضية أهلهم هل كانوا سيفعلون ما فعله عرمان وهو يتاجر بدماء أبناء النوبة من أجل مشروعه الذي جعله يسمي حركته (قطاع الشمال) للتأكيد على أنها جزء من دولة الجنوب ومن الحركة التي تحكم الجنوب؟؟



أعترف بأن عرمان يتميز بقدرة مدهشة على التحرك لكني أشهد بأنه محدود الأفق والتفكير والثقافة الأمر الذي جعله يرتكب أخطاء فادحة حرمت عليه أن يكون له أي دور في مستقبل السودان ويكفي شيوعيته كما يكفي أن يرتبط بالحركة الشعبية التي قضى معظم عمره في خدمتها بالرغم من أنها مشروع لخدمة شعب جنوب السودان بل هو مشروع ما قام ابتداء إلا لتعظيم حصة الجنوب على حساب الشمال كما رأينا في اتفاقية نيفاشا ولو كانت الحركة الشعبية حزباً قومياً لكان التمثيل في هيكلها القيادي قائماً على أساس قومي يعطي الأغلبية لأبناء السودان الشمالي الذين كانوا يشكلون معظم شعب السودان قبل الانفصال لكنها حركة جنوبية تسنم أبناء الجنوب بل أبناء الدينكا هياكلها القيادية والتنظيمية ولم يتركوا لعرمان وغيره من العملاء حتى الفتات!!


لستُ أدري والله لماذا يتغافل من يدعون إلى التفاوض مع العميل عرمان عن حقيقة أنه يعمل من أجل خدمة أهداف دولة أجنبية استعمارية عنصرية تحتل أرضنا وتناصبنا العداء وتعادي الإسلام الذي وضع فقه الولاء والبراء ليحدِّد علاقته بالآخر؟! هل فعلاً لأننا لا نزال سنة أولى سياسة كما قال الكرنكي أم لأسباب أخرى تتعلق بتربيتنا الوطنية وبضعف في فقهنا الإسلامي أم لأمر يتعلق ببعض النخب السودانية يجعلها تخلط الحابل بالنابل؟! لماذا يريد هؤلاء أن يكون السودان استثناء دون بلاد العالم في التعامل مع العملاء والخَوَنَة؟! لماذا سحبت وزارة الخارجية، وهي مجرد وزارة، قانون رد العدوان من البرلمان بعد أن أُجيز في مرحلة القراءة الأولى؟! لماذا يختلف برلماننا عن برلمانات الدنيا لا يهش ولا ينش وتتمكن وزارة منبطحة من إخضاعه لسياساتها؟!
أعجب أن ما طالب به كمال عبيد بل ما طالب به الوفد المفاوض الذي يحظى بقبول كتاب الغفلة المتيمين بالحمائم.. أعجب أن ما طالب به هؤلاء المفاوضون في ورقتهم المقدَّمة لفريق الوساطة بعنوان (دحض الورقة المقدمة من حركة التمرد) Refutation of the paper submitted by the rebel movement
فيه رفض للاعتراف بقطاع الشمال لكن كُتاب الغفلة المتيمين بعرمان يطالبون بالجلوس معه بل وبإحياء اتفاق نافع عقار حتى بعد أن أُهيل عليه التراب!!



تقول الورقة التي ردّ بها وفد التفاوض الحكومي في المادة 4/1 إن قطاع الشمال يطالب الحكومة برفع الحظر عنه والاعتراف به كحزب سياسي وكان رد الحكومة يقول (إن الأمر لا يقع تحت سلطة الحكومة وإنما يخضع لقوانين ولوائح الأحزاب السياسية التي شارك المتمردون في إجازتها وإقرارها من خلال مشاركتهم في الحركة الشعبية لتحرير السودان) ومضى الرد يقول إن على المتمردين بدلاً من مطالبة الحكومة أن يبرهنوا على جديتهم ويستجيبوا لمتطلبات التأهيل حتى يُصبحوا حزباً سياسياً وأهم المطلوبات أن يضعوا السلاح وعلى المتمردين أن يختاروا بين خيارين:-
إما العمل السياسي وفقاً للقوانين والتشريعات واللوائح الوطنية أو الاستمرار في حمل السلاح وإشعال الحرب ولا مجال للخلط بين الاثنين).
أزيدكم كيل بعير يا الطاهر وعادل الباز ومن لفَّ لِفّهما أن طعن منبر السلام العادل الذي قُبل من قِبل مجلس شؤون الأحزاب السياسية اعترض على اسم الحركة (تحرير السودان) واعترض على عبارة (شمال) التي تشي بأنه حزب عميل مثل أن يُسمَّى أحد البنوك (بنك كذا.. فرع السجانة)!!
ثم إن المنبر طعن في مشروع السودان الجديد الذي تبنّاه قطاع الشمال.
لستُ أدري هل يرفض أصدقاء عرمان من كُتاب الغفلة هذا المنطق؟!.


ثانيًا: إن علماء السودان يا عبد الماجد عبد الحميد انطلقوا من فقه الولاء والبراء سيما وأن مشروع الحركة الشعبية لا يُخفي عدوانيته (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ويكفي اسم الحركة (تحرير السودان) كما يكفي احتلالها أرضنا.
إن مندوب فرنسا ورئيس مجلس الأمن يا الطاهر ويا عادل الباز رفض أن يطالب قطاع الشمال باعتماده حزباً سياسياً وهو يحمل السلاح فما قولكم دام فضلُكم؟ فهل يُعترف بهذا الجزء العميل قبل أن يفكّ ارتباطه بقيادته في جوبا ولماذا لا نفاوض الرأس في جوبا بدلاً من الذيل؟؟
يا الطاهر إن كمال عبيد سيصحب معه قيادات من جبال النوبة والنيل الأزرق فمن يصحب عرمان للتفاوض حول المنطقتين غير ياسر جعفر وحفنة من الشيوعيين؟!

Post: #34
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-15-2012, 07:16 AM
Parent: #33

[B]لا يزال الطيب مصطفى يناكف كتاب المؤتمر الوطنى ويزايد عليهم بالحرص على النظام من خلال شتمه لياسر عرمان وقطاع الشمال واعضائه كما تعود منه الناس ..
اقرا هنا ما كتبه معترضا على اراء عادل الباز





التهريـــج الانبطاحــي وبلايل والباز وكمـال عبيد!!
اطيب مصطفى

نشر بتاريخ الثلاثاء, 14 آب/أغسطس 2012 13:00


من منتجعه في أرض الكنانة يكتب عادل الباز يومياً مهاجماً من لا يرَون رأيَه ومتهماً ومجهِّلاً ومحقِّراً وواصفاً إياهم بالمهرِّجين ومطالباً بإعادة الحياة إلى اتفاق نافع عقار وبالجلوس مع عرمان والاتفاق معه بأي ثمن!!
أقول لصديقي الباز الذي رغم اندعارته فإني لا أحمل كلامه على محمل الجد ولا أغضب مما يكتب فهو رجل حنين وبكّاي لم يُخلق للخوض في غمار السياسة ومنعرجاتها ودمائها ودموعها رغم أنه كثيراً ما يحشر أنفه فيها متطفلاً ومازلت أذكر كيف صدرت طيبة الذكر (الأحداث) في اليوم التالي للانفصال بمانشيت يقول (الخرطوم تغرق في بحر من الدموع)!! فقلت له يومها والله يا عادل أقول لك ما قاله إخوة يوسف لأبيه يعقوب محدداً شيئاً ما (تفتأ تبكي على الجنوب حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين) فقد تصوَّر عادل الباز أن ما أبكاه حتى الصباح أبكى الخرطوم كلها!! فهو رجل يبكي لمرض العصفور ويجعر كمان!!


أقول لعادل يبدو أن بقاءك في قاهرة المعز وربما في شاطئ الإسكندرية أو شرم الشيخ جعلك (تفط سطر) وتجهل القضية التي نحن بصددها الآن.. يا عادل القضية ليست اتفاق نافع عقار إنما الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وكيفية إيقافها وحل المشكلة.. أردت تبسيط الأمر لك حتى تنطلق معنا من محطة مشتركة بدلاً من أن تندعر في الفاضي.
أحيلك إلى ما قاله ابن المنطقة السياسي العريق الغارق في مشكلة أهله النوبة حتى أذنيه مكي بلايل ولا أظنك تجادل في أنه أعرف منك ومني بقضية جبال النوبة فهو سياسي محنّك وشغل مواقع دستورية رفيعة من بينها الوزارة فضلاً عن كونه إسلاميًا ناقدًا للحكومة وللمؤتمر الوطني.. اسمعه يحدثك عن عرمان:


قال مكي بلايل: (عرمان مجرم حرب حقيقي ويُفترض أن نتعامل معه بهذه العقلية فهو الذي أشعل جنوب كردفان في المرة الأخيرة والذي لا يعلمه الناس أن هناك قيادات كبيرة من النوبة لم تكن تعلم بالحرب أمثال دانيال كودي وتابيتا بطرس وخميس جلاب والذين كانوا يعلمون هم مجموعة طفيفة من مجموعة اليساريين) ثم قال «إن عرمان هو الذي اجتمع قبل ساعات من بدء العمليات حيث اجتمع بالحلو وهو المسؤول الأول عن إشعال الحرب الأخيرة وليس هذا فقط بل هو مسؤول عن استمرار هذه الحرب) إلى أن قال (المفترض أن لا يصدر أي اتفاق يسمح لعرمان أن يأتي مرة أخرى ليتحكّم في رقاب الناس) ثم طالب بلايل باستكمال المشورة الشعبية وفقاً لاتفاقية نيفاشا.
ثانياً يعلم الناس أن عرمان معني بشيء واحد هو مشروع السودان الجديد الذي اختارت الحركة اسمها للتعبير عنه (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وأن عرمان وقطاعه (قطاع الشمال) جزء من الحركة التي تحكم الجنوب ولا تزال تسعى بعد أن انفصلت ببلدها إلى (تحرير السودان) لكن عادل الباز وكثيرين غيره لم يحدث في يوم من الأيام أن انشغلوا بهذه القضية.. يا عادل فكِّر مرة واحدة في أن ما يجري جزء من مشروع تحرير السودان وإقامة مشروع الحركة في السودان.


من الذي قال إن إجهاض اتفاق نافع عقار هو الذي أشعل الحرب؟! أنسيت كيف رفض الحلو نتيجة انتخابات جنوب كردفان بالرغم من عرض أحمد هارون بأن ينصِّبه نائباً للوالي حال فوز أحمد هارون؟! أنسيت كيف أشعل الحرب في اليوم التالي؟! أنسيت كيف وافق المؤتمر الوطني على نتيجة فوز عقار بانتخابات النيل الأزرق رغم أنها كانت مزوَّرة؟! هل تظن أن اتفاق نافع عقار بمجرد توقيعه سيحل مشكلة طموح الحركة في أن تحكم السودان؟! الاتفاق الإطاري كان استنساخاً لنيفاشا وكان لا بد من نسفه حتى لا نكرِّر نيفاشا التي لا نزال نتجرّع زقومها المُر وليتك يا عادل تقرأ الاتفاق الإطاري مرة أخرى مستصحباً حقيقة أن الحركة ما أبرمته إلا لأنه يفتح الطريق لمفاوضات أخرى تؤدي إلى نيفاشا جديدة فهو اتفاق إطاري شبيه باتفاق مشاكوس الذي أنتج نيفاشا مع وجود آليات دولية وإقليمية تسعى لتحقيق تلك الغاية.


هل تعلم يا عادل أن الورقة التي قدَّمها عرمان والمكوَّنة من خمس صفحات لم تتطرق إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق إلا في سطر ونصف؟! هل تعلم أن بقية الأوراق تتحدث عن دارفور وشرق السودان ومشروع الجزيرة ومناطق السدود؟! متى يا عادل ترى أبعد من أرنبة أنفك؟! متى تعلم أن عرمان لا يفكر في المنطقتين إنما في السودان جميعه في إطار مشروع السودان الجديد؟
هل تعلم أن عرمان سخر من المؤتمر الوطني وتهكّم وهذه لا تعنينا إنما يعنينا أنه طالب واشترط الاعتذار والاعتراف بقطاع الشمال الذي يحمل السلاح حتى اليوم والمرتبط بل والعميل لدولة أجنبية لا تزال تحتل جزءاً من أرض السودان؟!


بلايل قال إن عرمان والحلو يكرران ما فعلته الحركة قديماً من أيام قرنق حين وظَّفت النوبة من أجل قضية الجنوب والآن من أجل تحقيق طموحات اليسار في إقامة مشروع السودان الجديد.. بل إنه كشف أن الحلو لا يعنيه أن تُراق دماء أبناء النوبة لأنه من المساليت وليس من النوبة أما عرمان فهو لا ينتمي إلى النوبة بأية صلة وإنما يسخِّرهم ودماءهم لخدمة أجندته.
قال بلايل بالحرف: الحركة (جاءت لإعادة هيكلة الدولة السودانية وإعادة هيكلة الجيش السوداني) وهو عين مشروع السودان الجديد.
تحدث بلايل بألم عن أسلوب عرمان ورفاقه في تصفية كل من يعارض الحركة في جنوب كردفان مستشهداً ببعض النماذج مثل مقتل بلندية وغيره مؤخراً ومثل محاولة قتل بلايل.
«طيب» يا عادل ويا النور ويا الطاهر ساتي.. مارأيكم في هذا الحديث؟


----------------------

مع الشيخ عباس الخضر حول مبادرة توحيد الإسلاميين «1 ــ 2»

التفاصيل
نشر بتاريخ الأحد, 12 آب/أغسطس 2012 13:00


> أجرته: نفيسة محمد الحسن> تصوير: متوكل البجاوي

نفى القيادي بالمؤتمر الوطني ورئيس مبادرة جمع الصف الإسلامي الشيخ عباس الخضر إخطارهم رسمياً بمبادرة توحيد الحركة الإسلامية السودانية كتابة من دول الربيع العربي، تلك المبادرة التي أعلنها المؤتمر الوطني قبل أيام، وقال في حوار شامل مع «الإنتباهة»: نحن نرحِّب بذلك «إن وُجد» لكن لم يأتِنا مكتوب يفيد بهذا الأمر، وأشار الخضر إلى أن الاختلاف بين المبادرة التي أطلقها المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم ولقاء المجاهدين هو أن اللقاء ثنائي بين الوطني والشعبي بينما المبادرة مفتوحة وتستهدف كل من كان إسلاميًا سواء كان «شعبيًا» أو «اتحاديًا» أو «أمة». وأجاب الخضر عن سؤال عمّا إذا كان من الممكن أن يتنحى البشير عن الترشيح للرئاسة وما هو رأي المؤتمر الوطني في استمراره حاكماً لفترة تجاوزت الـ 23 عاماً؟ وكيف يتعامل مع الزوايا والتعديلات التي أجراها مجلس شورى الوطني في اجتماعه الأخير خاصة فيما يتعلق بتحديد دورتين للشخص، وأثار الحوار جدلاً فكرياً واسعاً حول إيدلوجية الإسلاميين بين التنظير والتطبيق ومفاهيم العلم والسلوك، وإذا كانت هذه الحكومة إسلامية والحديث المتكرر عن الشريعة الإسلامية أين تطبيق الحدود استناداً إلى قول الرسول الكريم «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها» هل بالفعل يتم التطبيق؟!! هذا ما تضمنه الجزء الثاني من الحوار: إلى التفاصيل:

> بدءًا كيف تنظر إلى المبادرة التي أطلقتها دول الربيع العربي لوحدة الحركة الإسلامية السودانية؟
< لم يأتِنا مكتوب يفيد بمبادرة من تلك الدول إنما اطّلعنا على ذلك من خلال الإعلام وتحديداً صحيفة «الإنتباهة» وهي أولى أن تُسأل هذا السؤال لأنها أبرزته في خطوطها العريضة؟
> لكن هذا لم يقتصر على «الإنتباهة» بل برز في معظم الصحف الصادرة في ذلك اليوم وكان ضمن تصريح للأمين السياسي للمؤتمر الوطني بالخرطوم؟
< الأمين السياسي الولائي سُئل فقط وقال: نحن نرحب بها، كأنما قيل له عن مبادرة لبعض الدول، أنا شخصياً لا أستبعد هذا لأن تلك الدول التي ذكرت تتميز بوجود حقيقي وواضح للحركة الإسلامية، لكن لم يأتِنا مكتوب.
> في الشأن الداخلي كيف تقيمون لقاء المجاهدين الذي تم قريباً والذي كان الهدف منه جمع الصف الإسلامي، وهل يوجد وجه شبه بينه وبين المبادرة التي تقودها؟
< ضم لقاء المجاهدين أبناء الحركة الإسلامية الذين التقوا في أحلك الظروف، التقوا في الأحراش وهم يقاتلون من أجل الدفاع عن الدين والعِرض والأرض في مناطق متعددة حينها سواء كان في الجنوب أوالشرق وبعض مناطق كردفان، ولم يكن بينهم اتصال بل أشواق تداعت فكان منهم من هو بالمؤتمر الوطني وآخرون بالمؤتمر الشعبي، وأحسب أنهم جاءوا بغير أحزاب بل هم مجاهدون فقط، جلسوا وتدارسوا الأمر بالرغم من عدم حضوري له ولم أعلم به إلا من خلال الإعلام، لكن من هذا المنبر نود أن نؤكد أن مبادرتنا ليس لها صلة بهذه المجموعة ولم يكن لنا معها تنسيق إنما هي مجموعة التقت من منطلق الحرص على دولة الإسلام، ومن المؤكد أن الجميع يعلم بالحملة الشرسة التي تستهدف الإسلام، والسودان جزء من هذه الدول التي ترفع هذه الراية، وحفاظاً على العهد الذي قطعوه مع الشهداء الذين مضوا إلى الله، هنالك شهداء كثر من أبنائنا مضوا إلى الله في ذات الطريق لذلك هم يرون أن هنالك مسؤوليات تقع على عاتقهم ومن باب الأمانة أن يسيروا في طريق إخوانهم والحفاظ عليه وحرصوا على جمع الصف من جديد وهي خطوة في الطريق الصحيح ونرحب بها خاصة عندما تأتي من الذين قدموا النفس والنفيس في سبيل الله من أجل الدفاع والحفاظ على السودان وأرضه وشعبه ودينهم ونؤكد أننا لسنا معهم ولم ننسق معهم ونبارك مسعاهم ونشكرهم على ذلك ونؤيده.
> إذاً إلى أين وصلت المبادرة التي أطلقها المؤتمر الوطني لجمع الصف الإسلامي الداخلي؟
< أود أن أنبه الصحف والإعلام عموماً ألاّ يطلقوا على هذه المبادرة مبادرة عباس الخضر لأن الشخصنة تفسدها، لأن الهدف من هذه الشخصنة التقويض، فهي مبادرة المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم، وبدأت مع بداية العام 2011م وكان يقودها الأخ محمد عبدالله شيخ إدريس الذي كُلِّف بها، وعندما غادر موقعه أدار الإخوة من بعده هذا العمل، ومن قبله كان الأخ مندور نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية يعلم بهذا العمل ويدفعه، وتطور الأمر إلى أن وصل إلى الرئاسة وتحمس له نائب رئيس الجمهورية، وقلنا من قبل: لا نريد أن تحدث ازدواجية وتصريحات متضاربة بين الولائي والمركز قبل أن نشرع في أمرنا.. يجب أن نجد الموافقة التامة من ولاية الخرطوم والمركز، وبالفعل أخطرنا أن المركز بارك ذلك والمجلس القيادي لولاية الخرطوم بارك ذلك، إذاً الاتفاقية الآن ليست شخصية إنما تقوم وتقودها لجنة وكُلِّفت بقيادة هذه المبادرة لعدة اعتبارات منها أنني أقدمهم ومشارك في هذه المسيرة منذ أن كنت شاباً يافعاً، أي منذ أول تنظيم للحركة الإسلامية أتى إلى السودان والذي سمِّي بجبهة الميثاق الإسلامي إلى أن جاءت ثورة مايو، وبعد الانتفاضة عاودنا العمل في هذا الجسم وخلقنا ذراعًا آخر حيث كنت من المؤسسين وهو الجبهة الإسلامية القومية، ثم جاءت ثورة الإنقاذ التي أرادت الحفاظ على الشريعة الإسلامية التي كانت مهددة آنذاك بالسقوط داخل الجمعية التأسيسية، وبعد ذلك أنشأنا حزباً آخر وهو المؤتمر الوطني، بعد كل هذه المسيرات التي خضناها تم تكليفي بقيادة هذه المبادرة، وبدأنا بإعلانها رسمياً من داخل المؤتمر الوطني بالخرطوم، على إثرها تحركنا وحررنا خطابات وأسميناها مبادرة جمع الصف الإسلامي والوطني وهي ليست ثنائية بل مفتوحة لكل القوى السياسية والطرق الصوفية وأنصار السنة المحمدية، لم نخص بها جسمًا معينًا لكن ركزنا في مخاطبة حزب المؤتمر الشعبي وإخواننا في منبر السلام وإخواننا المسلمون وحزب الأمة الذي يستند إلى حركة إسلامية ولا نستثنِ اخواننا في الاتحادي الديمقراطي بأقسامه المختلفة ونريد أن نوحِّد كل الصف.
> تحديداً كم عدد أعضاء هذه اللجنة؟
< حوالى «15» شخصًا، بها «3» من العائدين من المؤتمر الشعبي وهم محمد عبد الحليم الذي تم اختياره وزيراً بالولاية الشمالية والطيب العبيد والأخ بكري مصطفى، وبها رموز من الحركة الإسلامية مع وجود للمرأة والشباب والطلاب ونلتقي على رأس كل أسبوع ولنا علاقة وطيدة بخمس ولايات مثل نهر النيل التي سبقتنا في هذا المشوار لكنها تختلف عن مبادرتنا لأنها كانت ثنائية بين الوطني والشعبي فقط وكذلك البحر الأحمر وولاية الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، كل هذه الولايات ننسق معها وبدأنا اتصالات وكتبنا خطابات لرصفائها بالولاية ونتوقع الآن ردودًا منهم، ونحسب الآن التصريحات المتوازنة من بعض إخواننا في المؤتمر الشعبي تحديداً الأخ آدم الطاهر حمدون بالرغم من التصريحات غير المعتدلة من كمال عمر والأمين عبد الرازق، في تقديري أن هذه التصريحات الحارة السبب فيها المرارات التي مرت عليهم. نحن نسعى للوحدة.
> هل استجابت تلك الجهات لهذه الدعوة؟
< نحسب ذلك
> تعتمد المبادرات لتنجح على قوة الطرح.. ما هو الطرح أو الرؤية التي حملتها الخطابات؟
< الذي نريده الآن أن يتم الحوار في جو ودي معافى من التصريحات الشائنة، نريد أن نقول لأنفسنا ولغيرنا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.. كما قال النبي الكريم. نريد الوصول إلى حوار منطقي ليس به أسلوب غير حميد أو استفزاز، وحوار متكافئ، ليس لدينا أجندة سابقة أو مُلزمة إنما الباب مفتوح لكل من يريد أن يقدِّم طرحاً، حرصنا أن نلتقي على الأهداف الكبرى للبلاد بالحفاظ على السودان وشعبه وثروته وسيادته، نريد حوارًا شاملاً حتى نتحدث في كل القضايا، مثلاً الآن من يتحدث عن وجود فساد بالحوار يمكن أن نصل إلى مكان هذا الفساد، ونتشاور في طريقة معالجته، والتداول في السلطة وإفراز الشورى والتمسك بها، نريد أن نفتح المجال لشورى حقيقية، ونريد الصفاء والنقاء، نحن لا نقول أن يكون الناس ملائكة، لكن الإنسان خطّاء وبتوحدهم يمكن تكملة نواقصهم، ونريد أن نغلق الطريق على الاستهداف العالمي الذي يستهدف الإسلام في كل العالم بما فيه السودان، لأنه إذا هُدم هذا النظام فلن يسلم وطني أو إسلامي أو طرق صوفية أو دعوات سلفية.
> هل تستطيع هذه المبادرة معالجة جذور الأزمة الموجودة بين الأحزاب السودانية والطرح الإيدلوجي بين الإسلاميين؟
< هذا ما تهدف إليه هذه المبادرة في جزئيتها، حين وضعنا نقاطًا وأرسلناها إلى اخواننا وذكرنا لهم أن هذه ليست كل الفكرة بل بداية ومدخل الحوار، قد يكون لديهم آراء يريدون التحدث حولها أو تضمينها لا مانع لدينا من ذلك، نحن لم نقدم هذه المبادرة في ظرف وضعف أو وهن أو خوف إنما من منطلق المسؤولية التي يأمرنا بها نظامنا الأساسي، نحن نهدف إلى الجلوس أولاً ثم تأتي مرحلة الحوار، أنا أثق تمام الثقة أنه ستحل هذه الخلافات، فهي أغلبها حواجز نفسية.
> حاجز نفسي أم نسب مشاركة وصراع سياسي؟
< لا، هو نفسي، المشاركة ليست قسمة سلطة وثروة وصراعات إنما نحن أصحاب منهج.
> بالديمقراطية الثالثة هناك الجمهورية الإسلامية طرح حزبي وطرح الصادق المهدي وطرح الجبهة الإسلامية القومية، كلها كان الهدف منها إقامة الشريعة الإسلامية، ما هو الاختلاف وأنت مشارك في كل هذه الحقب؟
< هذا هو السودان وشعبه، لا يريد سوى الإسلام ليس للأحزاب منفذ للوصول إلى الشعب إلا عن طريق الإسلام، فترة الديمقراطية الثالثة والانتخابات التي قامت كل القوى السياسية قدمت طرحها.. حزب الأمة طرح شعار الصحوة، الاتحادي الديمقراطي طرح شعار الجمهورية الإسلامية، والجبهة الإسلامية طرحت شعار شرع الله، وهم الذين جاءوا للبرلمان، لكن وجود بعض العلمانيين في بعض الأحزاب الوطنية التي ترتكز على عمق إسلامي تسللوا إلى هذه الأحزاب فهم لا يريدون لأمر الدين أن ينتشر ويمضي، وجود العلمانية التي تسللت إلى هذه الأحزاب ذات التاريخ الإسلامي العريق أعاق وعقّد المسيرات وهذا ما دفع الإنقاذ لإنقاذ الموقف لأن هذا منكر، نحن لا ننكر أن السيد محمد عثمان الميرغني «الجد» تاريخه الإسلامي عريق وأسلم الكثير على يديه، والطريقة الختمية انتشرت إلى مناطق كثيرة وبعيدة ولا تزال، وكذلك الحركة المهدوية هي إسلامية ليست طائفية، لعل الإمام عبد الرحمن المهدي رحمه الله أدرك هذه المعاني العظيمة وكان يقول كل أنصاري هو حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري، وبنفس القدر كل ختمي اتحاد ديمقراطي وليس كل اتحاد ديمقراطي هو ختمي وكذلك كل حركة إسلامية مؤتمر وليس كل مؤتمر حركة إسلامية.


----------

:

> أضاف النائب الأول لرئيس الجمهورية طائفتي الختمية وحزب الأمة إلى مجمع الفقه الإسلامي، فهل لهذه الخطوة بُعد سياسي في رأيك؟



< مجمع الفقه لا يُبنى على حزبية بل علم وفقه، والذين لهم باع في الفقه الإسلامي، وليس هناك نوع من الجمود والتعصب، ولعل الآن العلماء كثر من أهل القبلة وعلماء السودان وبكل توجه سياسي يوجد علماء مثل الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة وكذلك المؤتمر الوطني، فحديث النائب واختياره ليس من باب السياسة بل العلم فقط، وباستطاعتهم قيادة الأمة الإسلامية إلى بر الأمان، والذي تم لم يُبنَ على معادلات سياسية ولا ترضيات بل الكفاءة العلمية والقناعات.


> ما هي علاقة هذا المجمع بالسياسات العامة للدولة؟

< دور مجمع الفقه الإسلامي كالقضاء في عملية الاستقلالية ولا يرتبط بالسلطات والموجودون الآن به أكفاء لا يحتاجون إلى وصية.
> لكن تحديداً ما هو دوره في السودان؟
< دوره قيادة النهضة العلمية والفكرية وتبصير الناس بدينهم ويحافظ على أمر الدين، وليس له الجانب السلطاني، والحاكم لا يستغني عن العالم.
> هل بالمرجعية الإسلامية له الدور السلطاني؟
< ليس له دور سلطاني، والدور السلطاني لإمام المسلمين أو الحاكم، فإمام المسلمين هو الذي يقود وله المرجعية وله حق الاستعانة بأهل العلم، وعندما كان في العهد الزاهر وكان خليفة المسلمين فقيهاً وهو أبو جعفر المنصور اتصل بالإمام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي وقال قولته المشهورة (لم يبقَ فقيه غيري وغيرك وإني شغلت بالحكم)، فألف للناس كتاباً في الفقه ووطئه توطئة اجتنب فيه شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس وغرائب ابن مسعود، فألف الإمام مالك بن أنس الكتاب وسماه (الموطأ) وقبل أن يسلمه إليه جاء (بطست ماء) فوضع عليه الورق وقال (إن كان رياء سيطمس) لكنه لم يطمس فاطمأن أنه خالص فجمعه وذهب إليه وقرأه فأعجبه وقال يا مالك هذا تأليف محكم نلزم به الناس، قال يا أمير المسلمين لا تفعل لقد تفرق أصحاب رسول الله في الأمصار ولعلهم وقفوا على أمر لم أقف عليه فلا تحجر واسعاً، وفي رواية فلا تضيق واسعاً، أما في عهد النبي الكريم والصحابة فلم تكن هناك ازدواجية لكن الأمور والدول الآن تختلف عن الماضي، الدول القائمة الآن بحدود في الماضي لم تكن هناك حدود بين دولة وأخرى لأنه لم يكن هناك إجرام وحقد وانتقام واغتيالات وتدمير وتفجير لذلك تغير الأمر وكما قال سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (تحدث للناس قضية كما أحدثوا من الفجور).
مثلاً قسيمة الزواج الشرعية لم تكن موجودة في عهد الصحابة وجاءت في العهد الثامن عشر لفساد الذمم، حيث يمكن للمرأة أن تتزوج أكثر من زوج وضبط ذلك لهذا جاءت القسيمة، في الماضي لم يكن هنالك (جواز) للتنقل بين الدول، بهذا أردت أن أبين أن الحاكم هو مسلم وله القدرة والفكر الإسلامي لكن لا بد من وجود جهة مرجعية، فمجمع الفقه الإسلامي يمثل الآن الجهة المرجعية الفقهية الإسلامية في السودان.
> هل هناك ارتباط بين المجلس التشريعي ومجمع الفقه؟
< التشريع يرتبط بالمرجعية الفقهية، لكن توجد بعض التشريعات (مدنية).
> وما هي مرجعية التشريعات المدنية؟
< المرجعية لنا مجمع الفقه الإسلامي، مثلاً قضية ربوية إذا جاء قرض من القروض وبه شيء من الربا المجلس يرفعه إلى مجمع الفقه هل الحالة ضرورية؟ لأن الضرورات تبيح المحظورات... هذا لا يقرره المجلس الوطني بل المجمع، هذا لا يعني أن المجلس الوطني ليس به علماء وفقهاء بل به الكثير لكن يُرد الأمر إلى جهة الاختصاص وهي مجمع الفقه، فالمجلس الوطني جهاز تشريعي ورقابي للجهاز التنفيذي بمحاسبة الوزير، والمهام المعروفة للمجلس الوطني من سن قوانين وتشريعات.
> لكن ذكرت أن المرجعية الأساسية لهذا العمل هو الإسلام؟
< نعم، هو الإسلام لكن لا بد من التخصص، ولكل له ذكر وفي قوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). هناك علوم فرض عين وأخرى كفائية يوجد طبيب ومهندس وعالم جيلوجيا، مثلاً علم المواريث هو علم كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
> تحدث وزير العدل عن وجود «جوكية» ألا يفترض أن تكون للمجلس الوطني أحكام واضحة أم أن الجهة المنوط بها هي مجمع الفقه باعتباره جهة الاختصاص؟
< إذا أثبت ذلك بالأدلة والبراهين فإن للمجلس الحق في اتخاذ التوجيه للجهاز التنفيذي بوضع الأمور في نصابها، نحن نتخذ مجمع الفقه مرجعية لنا في قضايا معينة، وذكرت ذلك سابقاً، لكن للتأكيد مثلاً أبرمت اتفاقية اقتصادية قد يكون فيها شبهة من الربا، في هذه الحالة يتحفظ عليها المجلس ويرسلها إلى جهة الاختصاص وهي تحسمها بما تراه، أما القضايا الأخرى مثل المخالفات و«الجوكية» تحوّل للمراجع العام، وهذا هو عمله وهو من يقدم تقريره، توجد كذلك جهة الثراء الحرام وتوجد كذلك الحسبة والمظالم لكن نحن في نهاية هذا المطاف إذا اختلفنا في أمر نرجع إلى ما جاء في الكتاب والسنة، لماذا؟؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).. لذلك إن اختلفنا في شيء نرده إلى مجمع الفقه الإسلامي باعتباره المرجعية الإسلامية في إطار العلم وليس الحكم. وليس بين المجلس والمجمع ازدواجية أو صراع في القرارات، هذا مجال تخصصي مرجعيته الفقه الإسلامي بكل أبوابه وعلى كل اختلافاته فالفقه الإسلامي يوجد به «76» مذهباً ومن حق مجمع الفقه أن يأتيك من خارج الأئمة الخمسة إذا رأى أن هناك مصلحة، فالسودان الآن والحمد لله به المذهب المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي والجعفري وأغلب أهل السودان يتبعون المذهب المالكي.
> تتحدث الإنقاذ عن التجربة الإسلامية وهناك قوانين تتبع للمجلس الوطني وتشريعات تتبع لمجمع الفقه الإسلامي، فالمظهر العام للدولة لا يلبي تطلعات الإسلاميين؟
< هذا غير صحيح، فأجهزة الدولة مترابطة يكمل بعضها بعضاً وليس بها تنافر أو ازدواجية وهي تسمى دولة بمعنى بها تخصص، في السابق كان بالدولة دواوين الآن نفس الشيء وتلتقي كل هذه التخصصات عند الدين والشريعة، فوجود أجهزة متعددة ركيزة لا يدل على التنافر إنما التخصص والإحكام.

> قال رئيس الجمهورية إن الدستور القادم سيكون قائماً على الشريعة ولا توجد استثناءات ألا يدل هذا على أن الموجود الآن ليس بالصورة المثلى؟

< حديث الأخ الرئيس به تأكيد، لأن الدولة إن لم تكن إسلامية وتتبع الشريعة في مناهجها لما حدث ما يحدث للسودان من حرب شعواء جاءت من العالم الغربي، بدليل حديث سلفا كير بعد احتلال هجليج قال نقول لأصدقائنا نحن لا نقاتل من أجل الجنوب بل من أجل ألا يتمدد الإسلام في إفريقيا، هذا يعني أنه يوجد إسلام ودين ويخافون منه، كل المقاطعات والحصار من العالم ضدنا من أجل الدين، نحن لا نقول إن الشريعة الموجودة الآن كاملة لكنها موجودة، نحن الآن محاصرون اقتصادياً ومن كل الجوانب، مثلاً السكة حديد بالسودان لم تتدهور إلا بسببهم لأن كل القطارات معطلة لمحاصرة الإسبيرات لمعالجة العطل، توجد وابورات أمريكية وألمانية ويابانية وإنجليزية كلها تعطلت لأن الحرب الاقتصادية موجودة ويخشون من هذه الدولة الإسلامية، لكن نقول لهم لن يوقفنا شيء، في السابق كانت نيفاشا أوجدت بشريك غير مسلم إلى حد ما كان موجود نوع من المجاملة ومظاهر لا تعجبنا وإلى الآن توجد مظاهر لا تعجبنا خاصة ما يبث بالقنوات الفضائية لكننا سنثبت ما يوجد الآن من دين ونذهب إلى الإمام لنقدم الأكثر التزاماً ببرنامجنا الذي اخترناه وطرحناه بمضي أمر الشريعة، وما يوجد الآن بعد نيفاشا ليس تعددية دينية إنما أقلية والإسلام يحترم الأقليات حتى في دولة المدينة كانت الأقليات محترمة.


من هذا المنبر نقول لإخواننا الأقباط لهم دينهم كاملاً ولن يصيبهم منا أذى وليتمتعوا بكامل حقوقهم، ولا يوجد بالسودان صراع ديني قد يوجد صراع مذهبي أو طائفي، لكن الدولة الآن مستقرة تماماً وتنشد الوصول إلى مرحلة جيدة لحفظ الناس دينهم وسلوكهم وأخلاقهم ومجتمعهم وهذا لن يتم في يوم وليلة بل بتدرج، فالتشريع الإسلامي نفسه اكتمل خلال «23» عاماً، فالتدرج مطلوب لأنه إذا حاولنا التطبيق بشكل متعجل سيباد الناس، والإسلام لم يقل ذلك، والفقه ما ذكر أنه «إذا هناك منكر تريد أن تزيله فالدين من رب حكيم عالم بكل شيء، الإعلام السوداني الآن نقي، انظري إلى إعلامنا الرسمي والإعلام الخارجي تجدي الفارق كبيرًا، فالمذيعة بقنواتنا الرسمية مظهرها إسلامي، والشارع العام أيضاً تجد أن الحجاب ممتد ويكسو معظم بناتنا إلا ما ندر وهذا قليل وشاذ، مساجدنا الآن مكتظة بالمصلين هذا لم يكن موجودًا في السابق، في السابق كان يقول الناس الأزهر بلد الألف «مئذنة» الآن الخرطوم بها خمسة آلاف مئذنة مسجد، وفي السابق كانت «850» فقط، نلاحظ الفرق الكبير في هذا، كما أن الزكاة الموجودة الآن في السودان لا يوجد مثلها في كل العالم الإسلامي، مما دعا بعض الدول لتستفيد من تجاربنا في الزكاة، كل هذه أمثلة تبين أن الدولة الإسلامية، فالإسلام أمر بالمحبة والوئام والرحمة وهو قائم بذاته لأنه نظام رباني ليس به خلل، إذاً نحن الآن في السودان نحسب أننا دولة إسلامية متميزة لذلك نحارَب، (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ). نحارب حربًا شعواء من كل الدول العلمانية وعلى رأسها دول الغرب وأمريكا.

> هل يمكن للرئيس أن يتنحى عن الحكم خاصة بعد التظاهرات التي اجتاحت بعض الولايات وكان الرئيس قد أشار إلى ذلك؟

ـ التظاهرات كانت جزئية، ولعل الرئيس منتخب من الشعب السوداني فهو الرئيس الوحيد الذي يخاطب شعبه مباشرة، لا يخاطبهم من وراء جدار أو صالات عازلة، فهو شخصية محبوبة من شعبه بدليل عندما أصدرت المحكمة الجنائية حكمها الجائر تجاه رئيس الجمهورية خرج الشعب بأسره مستنكراً ذلك، وكذلك تداعى الشعب السوداني قاطبة في الانتخابات ووقف بجانبه وأحرز أكثر القوى المنتخبة فهو رئيس منتخب برضاء الشعب السوداني وبتفويض كامل منهم، إذاً فليس هناك مجال للتنحي لأنه مفوَّض من الشعب السوداني وهذه المظاهرات لا تعبِّر إلا عن وجهة نظر محددة لعدد محدود وقد يكون هذا في كل الدول في شأن الاحتجاج.

> تردد أنه يريد التنحي عن رئاسة الحزب؟

< الرئيس لم ينصِّب نفسه بل نصَّبته القواعد ولا يزال هو رئيس الحزب لأنه يمثل صمام الأمن والأمان لأهل السودان قاطبة.. فهذا أمر سابق لأوانه، لكن أشير إلى أن الحزب اتخذت خطوات جديدة وهي أن الإنسان في أي موقع سياسي لا يشغل أكثر من دورتين، وفيما يختص بالشورى فهي قائمة وسيبقى النظام، وهذا ما أكدته الانتخابات الأخيرة.


> لماذا يقول المسؤولون إن السودان مستهدَف من أجل الشريعة الإسلامية فقط؟


< هذا النظام ما جاء إلا من أجل تثبيت الشريعة الإسلامية في السودان، لأنه جاء عقب نظام كان يستهدف أركان الشريعة الإسلامية التي بادر بها الرئيس نميري في عهد نظام مايو، الشريعة في الواقع بعض الناس يحسبونها تقتصر على جرائم الحدود، صحيح أن الحدود من الشريعة لكن الشريعة هي كاملة لكل حياة الناس.

> ولكن في الأصل هل هناك شريعة إسلامية مطبقة؟

< نعم، نطبقها بدءًا من الطهارة مروراً بالفرائض وأركانها الصلاة والصوم والزكاة والحج، ونطبقها في المعاملات الأخرى من بيع وشراء، ونقول في هذا الشأن إن نظام الأسرة الذي يعمل فيه بنظام الشريعة الإسلامية مثل الزواج والطلاق وغيره، فهي أساساً موجودة في السودان لكن في السابق لم تكن موجودة بالشكل الحالي لذلك كان يراها البعض أن التطبيق غير واضح لارتباطها بالحدود في إطار الجلد وغيره وهذا قائم الآن وهي تطبيق إذا ما ثبت ذلك سواء كان في سرقة من نصاب معلوم، ونحسب كذلك أن أمر التطبيق يحتاج إلى فهم عميق، لكن البعض يتحدث عن وجود مظاهر غير إسلامية، هذه حقيقة نسلم بها لكنها سالبة، الآن لا نجد من يروج إلى شرب الخمر في السودان ولا نجد لها مصانع أو أماكن تباع فيها كما كان سابقاً وكذلك نقول إن الشريعة موجودة في قنواتنا الفضائية الرسمية كما ذكرت سابقاً والحمد لله إن الزي الإسلامي الشرعي أصبح سمة من سمات أهل السودان فهذا هو الإسلام والشرع الذي أمر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)، فالحوار الدائر في إطار الحجاب أم النقاب، أحسب الآن أن الشريعة مطبقة في السودان بدليل التكالب العلماني الذي يكمن في الدول العلمانية والأوربية والغربية.

الانتباهة

Post: #35
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-15-2012, 06:40 PM
Parent: #34

يحتدم الخلاف الان بين المجموعتين المتنافستين فى الحكم اذ اصدر البشير قرارا ضد قرار اصدره المتعافى وغضب المتعافى وجلس فى منزله ولم يستقل ويقول مناصروه بان قرار الرئيس سوف يعاد النظر فيه وقال احدهم متحديا ان قرار الرئيس كلام ساكت كما نشرت ذلك صحيفة الوطن وتجده بالاسفل .. هل يستقيل المتعافى ام يصبح كلام الرئيس كلام ساكت كما يقول هؤلاء سوف نرى ..ويبقى السؤال لمن متى تنتهى حكاية ازدواجية السلطة فى نظام الانقاذ الذى يجعل من وزير يكسر قرارات رئيس الدولة ويغضب ويجلس فى منزله احتجاجا من اين يستمد هذه القوة التى تعطيه كل هذا ...؟


-------------------

ضُلّ النِّيمة:

شكراً كثيراً سيدي الرئيس
المعاشي خضر جبريل موسى: كل سنة وإنت طيب
يوسف سيد أحمد خليفة
.
Mob: 0912304554

القرار الذي أصدره السيد رئيس الجمهورية عمر البشير القاضي بإلغاء قرار عبدالحليم المتعافي وزير الزراعة بتكليف المعاشي خضر جبريل موسى مديراً لوقاية النباتات مرة أخرى بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية بإعفاء عدد من الخبراء والمتعاقدين،ومن ضمن هؤلاء عدد من منسوبي وزارة الزراعة على رأسهم السيد خضر جبريل موسى، وعبدالحليم الحسن،

وآخرون. هذا القرار لا يعتبر نصراً «للوطن» الصحيفة فقط، ولكنه يعتبر نصراً للإعلام الحر، نصراً للقانون، وفيه درس بليغ للذين ظنوا أنهم ملكوا الدنيا، واعتقدوا أن القانون لا يطالهم، لأنهم يعيشون في أبراج عاجية.. ولكن هيهات، ها هم يتساقطون كأوراق الشجر فقط عن طريق الصحافة الحرة النزيهة الحادبة على مصلحة الوطن والمواطن.


قرار الرئيس نزل برداً وسلاماً على كل موظفي وزارة الزراعة، الذين أوهمهم السيد خضر جبريل بأنه لن يذهب، وليس هناك قوة في الأرض تستطيع إزاحته من منصبه هذا. وإلى تاريخ كتابة هذا المقال لا يزال السيد خضر جبريل «يتلفظ» بأن هذا القرار «كلام ساكت».. وهنا نقول له: عمرها لن تكون قرارات الرئيس «كلام ساكت»، وسوف ترحل، وسوف يأتي بعدك مدير، ويقضي مدته ويرحل، وهذه هي سنة الحياة التي ترفضها أنت وأمثالك.
نحن - حاشا لله - لا نتشفى ولا نغتر بمثل هذه القرارات، ولكن تكمن سعادتنا في انتصارنا للمواطن البسيط الذي نصره الرئيس .

أنا أدعو الذين تضرروا من خضر جبريل أن يسامحوه لوجه الله، خصوصاً ونحن «قبايل عيد»، وفي شهر عظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الذي يدعونا إلى الصفح والتسامح، فلقد أصبح الرجل «ضعيف أمر»، ليس في يديه من سلطات ليلاحق بها الموظفين ويطردهم من منازلهم الحكومية، إلى آخر «العمايل» التي كان يعشقها السيد خضر جبريل الذي نتمنى له حياة معاشية هادئة وصحة وعافية. ونختم بمباركة العيد، ونقول له:(تعود الأيام، وكل سنة وإنت طيب).


----------------
لماذا يتدخل الرئيس كل مرة؟؟

الصادق الرزيقى


التفاصيل نشر بتاريخ الأربعاء, 15 آب/أغسطس 2012 13:00


خلال الأربعة أشهر الأخيرة وحتى أول أمس، تدخل السيد رئيس الجمهورية بشكل مباشر وحاسم، وألغى قرارات وزارية لعدد من الوزراء الاتحاديين وأبطل مفعولها، وتدخَّل النائب الأول للرئيس وألغى قراراً لوزارة الموارد المائية والكهرباء، وهي في مجملها وبكل ملابساتها وحيثياتها، تستحق التوقف عندها، لتوالي حدوثها وتواتر وقوعها الأمر الذي يضر بصورة الدولة ويطعن «مأسَسَة» قراراتها، ومخالفة ما يتّخذه بعض الوزراء من قرارات لنظم العمل والقانون..
ففي وزارة الإعلام قبل أربعة أشهر وعلى خلفية إيقاف مدير عام وكالة سونا للأنباء وتفاعلات هذه القضية، تدخل الرئيس مباشرة وأبطل قرار الوزير عبد الله علي مسار وأرجع عوض جادين لعمله، فتقدَّم مسار باستقالته ولحقت به وزيرة الدولة سناء حمد بالإقالة...


وفي وزارة التجارة مع حلول الشهر الفضيل اتّخذ وزير التجارة الخارجية عثمان عمر الشريف قراراً أتبعه بإجراءات فورية منه، بالسماح لمستوردي السيارات المستعمَلة بمزاولة عملهم الذي كان قد توقف بموجب قرار من مجلس الوزراء بإيقاف استيراد العربات المستعمَلة وهو القرار الصادر في 16/9/2010م، وقبل أن يجفّ حبر قرار الوزير، وفي ذات الليلة صدر عن مكتب الرئيس قرار من سطرين تم فيه التأكيد على سريان القرار الذي بموجبه تم حظر استيراد السيارات المستعمَلة، وصمت وزير التجارة عثمان عمر الشريف ولم ينبس ببنت شفة..


وظنَّ الدكتور عبد الحليم المتعافي أنه من أبناء «المصارين البيض» في سلطة الإنقاذ، فلم يلوِ التفاتاً لأعرق لوائح وقوانين الخدمة المدنية، ولا للسياسات التقشفية التي أعلنتها الحكومة مؤخراً وأنهت فيها خدمة الخبراء الوطنيين وطالت حتى مستشاري الرئيس، وصدر عن مجلس الوزراء قرار بنهاية الخدمة المعاشية للمدير العام لمصلحة وقاية النباتات التابعة لوزارة الزراعة، وهو إجراء طبيعي وقانوني لا معقِّب عليه ولا استثناء فيه، فعمد المتعافي وزير الزراعة إلى إدارة قراره كوزير وأبقى على مدير وقاية النباتات خضر جبريل موسى، الذي بلغ السن المعاشية وينبغي إفساح المجال لغيره كما هو متَّبع ومعروف.. وتدخّل الرئيس أيضاً وألغى قرار المتعافي الذي يقال إنه اعتزل الناس ولاذ بمنزله بعد إلغاء قراره وفي النفس شيء من حتى أو غضب!


وتزامن وترافق مع إلغاء قرار المتعافي، قرار آخر، صنو ومشابه له، فقد حاول وزير التجارة إعادة تكليف السيد عبد الرحيم أحمد خليل للاستمرار في عمله بالأمانة العامة بعد انتهاء فترة عمله استناداً لقرار من مجلس الوزراء بنهاية خدمته، وألغى قرار الوزير مباشرة، وهو القرار الثاني له يُلغى بهذه الكيفية في فترة لم تتجاوز الشهر تقريباً..
وأُلغي كذلك بواسطة لجنة وزارية رَأَسَها السيد النائب الأول في الأسبوع الأول من شهر رمضان الفضيل، قرار زيادة سعر الكهرباء الذي فاجأت به المواطنين، وثار البرلمان والرأي العام لعدم وجود مبرِّر ومسوِّغ لهذه الزيادات ولم تتبع الوزارة الجوانب الإجرائية المتوافقة مع الدستور والقانون والتقدير السياسي السليم..


وقبل الدخول في حديث عن ضرورة ما ينبغي أن يفعله هؤلاء الوزراء بعد إلغاء قراراتهم، هل بالاستقالة من مناصبهم كما فعل مسار؟ أم تقبُّل الأمر والاستمرار في العمل؟ لا بد هنا من القول إن ما حدث خلال هذه الأربعة شهور دليل واضح على التخبُّط وعدم وجود احترام لمؤسسة الدولة واحترام القانون واللوائح التي تنظم عمل الوزارات وتحدِّد صلاحيات واختصاصات الوزراء وعدم تجاوزهم لحدودهم، وهذا خلل مريع في الأداء التنفيذي ينبغي محاسبة الوزراء على تجاوزاتهم هذه وليس مجرد إلغاء قراراتهم..
ثم إن هؤلاء الوزراء ما كان يضيرهم لو جاءوا وتشاوروا مع الرئيس ووضعوه في صورة ما يريدون فعله اتّقاء لمثل هذا الحرج البالغ أو طلبوا فتوى من مجلس الوزراء لمعالجة التكييف القانوني لقراراتهم...
الإحساس يتعاظم بأن البون شاسع بين سيادة حكم القانون وهذه الفوضى التي تمارَس وقرارات الوزراء العشوائية التي لا تستند إلى شيء سوى المزاج والاستمزاج الشخصي ...

Post: #36
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-15-2012, 10:33 PM
Parent: #35





مجاهدو الحركة الاسلامية يجتمعون بنهر النيل
بتاريخ 24-9-1433 هـ
الموضوع: أخبار الأوليوم

وشباب الوطنى والشعبى يدعون للوحدة والاصلاح
الخرطوم : عطبرة : احمد سرالختم


واصل مجاهدو الحركة الاسلامية (الشعبي والوطني) سائحون اجتماعاتهم وفعالياتهم التي انطلقت في الخرطوم وانتقلت الى الولايات حيث شملت امس الاول مدينة عطبرة بولاية نهرالنيل حيث انتظم السائحون في حوار شفاف اتسم بالوضوح والشجاعة في ابداء الرأي وتشخيص الازمة ووضع وصفة العلاج اللازم ولقد اوصى لقاء عطبرة بـ(12) بندا رأى المشاركون اهميتها وتعاهدوا على المضي في هذا النهج واكد احد قيادات الاسلاميين من الشباب لاخبار اليوم استمرار اللقاءات والاجتماعات واصفا لقاء عطبرة بالناجح وفيما يلي تنشر اخبار اليوم توصيات لقاء نهر النيل : -

1. يؤكد المجاهدون الحاضرون لقاء السائحين بولاية نهر النيل دعمهم وتأييدهم ومباركتهم لمبادرة السائحين الداعية الى الاصلاح والوحدة .


2. لما بذل فيها من جهد وما تعرضت له من النقاش المستفيض على مدى زماني ومكاني تكون مبادرة ولاية نهر النيل من صميم مبادرة السائحين .


3. الدعوة لتوحيد صفوف الحركة الاسلامية على برنامج يحقق متطلبات ومقتضيات الدعوة الاسلامية ويصون عقائد الناس واماناتهم ويعطي لكل ذي حق حقه .


4. التأكيد على كفالة الحريات وتحقيق طموحات الشعب السوداني ومطالبه للرفاهية والتنمية وصيانة عزته وكرامته .


5. دعوة جميع المجاهدين وقواعد الحركة الاسلامية للانتماء لمبادرة السائحين ودعمهم لها كل بما يستطيع .


6. اتاحة حرية النشاط السياسي لكافة الافراد والتنظيمات بطريقة منظمة ولكن دون ما يعوق النشاط من اجراءات شرطية وامنية .


7. التأكيد على أن المجاهدين هم حماة الحركة الاسلامية وأنهم من هذا الموقع يقفون ضد كل ممارسة تؤدي الى الاساءة للحركة الاسلامية أو تهدد استمراريتها .


8. تغيير اسم المبادرة الى مبادرة الوحدة والاصلاح .


9. اعادة ترتيب وتنظيم الحركة الاسلامية من القاعدة الى القمة على أساس الوحدة والاصلاح .


10. اعتبار المبادرة اساساً للانطلاق بمشروع قومي للنهضة نتجرد فيه من النظرة الاقصائية للاخرين ونستمد معالمه من الكتاب والسنة ويواجه كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والامنية التي تقعد الوطن عن النهوض
تعنى المبادرة باصلاح الحكم ومواجهة المشاكل في الاقتصاد والامن وشئون البلاد الخارجية ومواقفها التفاوضية والفساد بكافة اشكاله .


12. تعمل المبادرة على الاهتمام بالبرامج التربوية الفردية والجماعية لاعضاء الحركة الاسلامية واعلاء قيم الاخاء والتوادد بينهم

Post: #37
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-16-2012, 05:27 PM
Parent: #36

الطيب مصطفى...ما قالوا عليك حنيّن(1)


في ما أري

عادل الباز:



لان الدنيا قبايل عيد..... قررت ان اكون خفيفا على صديقى الطيب مصطفى، بل هو استاذى ولذا وجب على ان ابعث له التهانئ والدعوات الصالحات بالعيد السعيد متمنيا له ولكل اركان المنبر من لدن الاستاذ سعد احمد سعد الى صديقى الرزيقى والوافد الجديد صديقنا الكرنكى . اتمنى ان يعيده الله على بلادنا وهى خالية من كل الحروب فتنتهي رسالة المنبر( ونشوفكم بتعلموا شنو تانى).


(التهريـــج الانبطاحــي وبلايل والباز وكمـال عبيد )هذا العنوان لمقال نشر الثلاثاء الماضى لحبيبنا الطيب مصطفى وقبل ان انظر لمحتوياته ارجو ان اسأل عن موضوع الانبطاح هذا، فلقد احترت والله اذ لاتخلو مقالة من مقالاته من هذه المفردة وهنالك مفردات كثيرة فى اللغة العربية تؤدى المعنى ولا اعتقد ان لغة الاستاذ الطيب مواعينها ضيقة بهذا القدر فلماذا الاصرارعلى هذه المفردة بالذات وماقصتها؟.منذ صدور الانتباهة الى الان البلد ماشاء الله اصبحت كلها من المنبطحين من النائب الاول الى د. نافع على نافع وكل المفاوضين النيفاشيين وغيرهم من بنى علمان. بالطبع كل المعارضة منبطحة بمن فيها السيد محمد عثمان والامام ذات نفسه وبالضرورة السيد فاروق ابوعيسى!!. اما الصحفيون المنبطحون فقائمتهم تطول يوميا تصدرها سابقا صديقنا عثمان ميرغنى وتشرفت بالمرتبة الثانية الا ان ما اغضبنى اخيرا هو اصرار الاستاذ الطيب ان يضيف لقائمة المنبطحين كل من هب ودب من امثال ضياء الدين بلال وعبد الباقى الظافر ومحمد عبد القادر والنور احمد النور حتى يوسف عبد المنان والطاهر ساتى بطحهم اخيرا معنا... معقول!!على العموم لم يتبق من المشتغلين بالاعلام قائم الا استاذ الطيب نفسه وكتاب الانتباهة حزمة واحدة.ومن المشتغلين بالسياسة من لم ينبطح بعد هو د.كمال عبيد (ياكمال لاتفرح بعد لقائك قريبا بعرمان ستلحق بالقائمة هذا اذا لم تصبح منبطحا ورويبضة عديييل).


قال حبيبنا الطيب فى مفتتح مقاله (من منتجعه في أرض الكنانة يكتب عادل الباز يومياً مهاجماً من لا يرَون رأيَه ومتهماً ومجهِّلاً ومحقِّراً وواصفاً إياهم بالمهرِّجين ومطالباً بإعادة الحياة إلى اتفاق نافع عقار وبالجلوس مع عرمان والاتفاق معه بأي ثمن!!أقول لصديقي الباز الذي رغم اندعارته فإني لا أحمل كلامه على محمل الجد ولا أغضب مما يكتب فهو رجل حنين وبكّاي لم يُخلق للخوض في غمار السياسة ومنعرجاتها ودمائها ودموعها رغم أنه كثيراً ما يحشر أنفه فيها متطفلاً .)


سأعزف على ثلاثة مقاطع فى هذه الفقرة. الاول ياترى من قال للطيب مصطفى اننى فى ارض الكنانة؟...بالطبع لايمكننى ان اتهم الطيب بالكذب انما المعلومة خاطئة فالدنيا رمضان ولكن هب اننى اكتب من شرم الشيخ ومن على البلاجات(هو ناسكم ناس مرسى ديل خلو فيها بلاجات... اللهم انى صائم) او اكتب من جزر الملايو...ماذا يعنى ذلك؟ اولم يكن قبل شهرين الاستاذ الطيب مصطفى يقدل فى شارع جامعة الدول العربية مستمتعا بأجواء القاهرة؟ اولم يكتب صديقى الرزيقى اجمل مقالاته التى طرزها بخيال ولغة رفيعة من مقاهى باريس و موسكو؟.ياسيد حين نغادر اوطاننا لايغادرنا الوطن.



المقطع الثانى فى العزف...اما اننى (احقر) المختلفين معى فمعاذ الله ان افعل انا احترم الجميع ولا اسعى لتحقير احد وان فهم احد مما كتبت ذلك فإننى اعتذر واسحب اى كلمة تدل على تحقير شخص ما، ناهيك عن من اكن لهم كامل الاحترام.اما اننى اتهم واجهل واصفهم بالمهرجين فإنى وايم الله افعل!!. احاول بقدر المستطاع كتابة معلومات لايستسيغها اهل المنبر الذين غالبا ما يتمسكون بأناشيدهم الوطنية حول السودان الجديد وغيره من تلك الالحان التى ظلوا يعزفونها لسنوات.اما التهريج فإننى لم اجد فى قاموسى الضيق كلمة اخف وطأة اصف بها دعاة الحرب غيرها فالمهرج هو من لايتدبر عواقب افعاله واقواله.كم من الكوارث حاقت ببلادنا جراء التهريج السياسى( عدم التدبر).



المقطع الثالث...قال صديقنا الطيب اننى طالبت ( بإعادة الحياة إلى اتفاق نافع عقار وبالجلوس مع عرمان والاتفاق معه بأي ثمن).هسع ده اقول عليهو شنو؟ اولا انا لم اطالب بإعادة الحياة بل اعاد اليه الحياة مجلس الامن بالقرار 2046 وحكومتكم قبلت به.. اها انا ذنبى شنو؟. طالبت بالتفاوض حوله وهذا ما ترفضه انت ولكن قل لى هسع صاحبك كمال عبيد ماشى علشان يعمل شنو ( يعرض فى البانا بيت) مش ماشى يفاوض عرمان وعقار؟.غايتو جنس غايتو!!. ثم قال انى طالبت ( بالاتفاق مع عرمان باى ثمن). انتو ياجماعة المنبر ... القيامة دى كان شايفنها بعيدة خلوها... ربنا ورمضان نسيتو؟.لم اطالب اصلا بالاتفاق مع عرمان باى ثمن؟.وهل انا مجنون....اتحدى استاذ الطيب ان يثبت اننى قلت مثل هذا الهراء فليس من عاقل من يدعو للاتفاق مع عرمان او مع غيره باى ثمن.لست مجنونا...هسع اقول شنو؟....... غفر الله له!!
نواصل

Post: #38
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-16-2012, 10:03 PM
Parent: #37

حتى أنت يا الكرنكي …؟؟

August 16, 2012

اليكم ……..

الطاهر ساتي ……

حتى أنت يا الكرنكي …؟؟ ……..

** الأخ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي، بالإنتباهة، من الذين يمزجون الثقافة بالأدب والسياسة، عبر زاويته العميقة ( عصف ذهني)، بحيث يقدم للقارئ (سياسة مثقفة ومؤدبة)..استمتع بما يكتبه هذا العزيز، ما لم يتقمص – بين الحين والآخر- روح الإنتباهة ومنبرها المسمى – مجازاً – بالسلام العادل، ربما لمجاراة السياسة التحريرية للصحيفة، بحيث لايكون صوتاً نشازاً.. فالكرنكي الذي أعرفه ليس بعنصري ولامتطرف، ولكن للكتابة تحت رأية منبر السلام العادل – بالتأكيد – أحكام و(إلتزامات)..علما بأن التعريف المختصر للسلام العادل – حسب منطق وطرح سادة هذا المنبر الغريب، هو نفي كل من يختلف معهم – ديناً وعرقاً وثقافة ورأئياً – عن أرض بلده، لو إستطاعوا الى ذلك سبيلاً..أي هم الكمال والآخر إما ملحد أوعميل وخائن.. وبهم من الذكاء ما يستدر عطف البسطاء ومشاعرهم، وذلك بتلبيس عنصريتهم ثوب الوطنية أحياناً و ثوب الدين دائماً.. ويتناسون قصة تلك اليهودية التي ظلت تقضي حاجتها – يومياً – أمام باب خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، وغابت ذات يوم وتفقدها الحبيب عليه الصلاة والسلام، فأسلمت..هكذا الدين، ومختصر تعريفه (المعاملة).. نعم الدين المعاملة وليس السب واللعن والشتم وتوزيع بطاقات التكفير والعمالة والخيانة بلا رشد أو تدبر.. ما الذي يُعجب الأخ الكرنكي في منبر بمثابة فتنة تمشي بساقين على أرض بلادنا، بحيث يجاري تلك الفتنة ويكتب بالنص : ياسر عرمان لايمثل مواطني جنوب كردفان والنيل الأزرق ..؟؟

** روح ذاك النص تتناسب مع قلم الأخ سعد أحمد سعد، على سبيل المثال، ولكن لاتتناسب مع قلم مثقف في قامة الأخ الكرنكي .. فلنبتعد عن السياسة وتضاريسها الفكرية والحزبية، ونسأل الأخ الكرنكي : مالذي يمنع ياسر عرمان أو سيد أحمد توفيق – لو إسما على مسمى – بأن يكون ممثلاً لمواطني أية رقعة جغرافية بالبلاد، طالما التمثيل وعدم التمثيل صار بالمناطق، حسب فهم ومنطق السلطتين (الحاكمة والرابعة)..؟.. بمعنى، ما هي المعايير التي تجعل خميس كوكو – مثلاً – ممثلاً لجنوب كردفان في أي عمل عام ، ولاتجعل وليد حامد ممثلاً لذات المنطقة ؟..لاتوجد أية معايير منطقية غير معايير منبر السلام العادل (الجهوية والعنصرية)، وهذا ما لم ينتبه إليه الأخ الكرنكي حين طرح ذاك الطرح الغارق في بحور الأعراق والعناصر، لا الأفكار والبرامج..لم يعترض أحدهم على أن يكون مالك عقار ممثلاً للنيل الأزرق، بل مثل هذا النوع من التمثيل الجهوي والعنصري يصادف أهواء أنفسهم ويخدم أجندة منبرهم، ولذلك يريدون بأن يكون ممثل جنوب كردفان (نوباوياً)، وليس ياسر عرمان أو وليد حامد.. يالبؤس التفكير، أو فلنقل : يا لخبث الأجندة التي يساق الى تنفيذها – مكرها – ماتبقى من هذا الوطن..أمثال ياسر هم جسور الوحدة الوطنية في السودانية، وليس الذين يتباهون بغباء ( أنا الفتى القريشي العباسي )..!!



** فليسأل الأخ كرنكي ذاته – بهدوء و في لحظة صفاء – لماذا لم تعترض قوات الجيش الشعبي بجنوب كردفان والنيل الأزرق على أن يمثلها ياسر عرمان رئيساً لوفد التفاوض ؟.. والإجابة بكل بساطة هي أن تلك القوات لم تضع بينها وبين ياسر عرمان موبقات التمييز العرقي و الجهوي، بل وضعت السودان (هماً قومياُ).. وعدم التمييز هذا محمدة غاب عن الكرنكي وعن سادة منبر السلام العادل حين ينظرون الى قضايا البلاد – في تلكما المنطقتين وغيرها – ك (جزر عرقية وجهوية معزولة)، بحيث يجب أن يكون ممثل كل جزيرة ( عمدتها أو ناظرها)، أوكمايشتهون .. والمهندس عبد الله مسار، وزير الإعلام الأسبق، لم يكن مخطئياً حين قال إبان أزمة هجليج على الملأ عبر فضائية الجزيرة : ( بعد إسترداد هجليج الحكومة لازم تقعد مع المسيرية، لأنهم مظلومين ونصيبهم فى السلطة ضعيف)، هكذا خاطب العالم، ولم يكن مخطئاً، فالرجل تحدث بلسان حال الواقع السوداني الذي يستلهم أفكاره وبرامجه ومشاريعه من أجندة منبر السلام العادل وكتابه الذين يفضحون تلك الأجندة بنصوص كريهة من شاكلة ( ياسر ما بيمثل النوبة)..نعم، ياسر لايمثل النوبة ولم يدعي ذلك، ولكنه يطرح برنامجاً يمثل كل أهل السودان، بمن فيهم النوبة.. برنامج (الديمقراطية والحرية والعدالة)، ولهذا تكرهون ياسر، وليس لأي شئ آخر ..ثم سؤال محرج : إن لم يكن ياسر يمثل النوبة، وإن كان يمثلهم دانيال كودي وتابيتا بطرس، فلماذا نصف مساحة جنوب كردفان خارج سيطرة حكومة أحمد هارون ؟.. لقد مضت جاهلية الرهان على الحسب والنسب في التمثيل، وحل زمان الرهان على الفكر والبرنامج، ولكنهم البلهاء لايعلمون ..!!

** لو تحلت أقلامهم بالوعي لقالت – فقط في سبيل ماتبقى من الوطن – عرمان يمثل النوبة ومسار يمثل الدناقلة ودوسة يمثل الشوايقة ونافع يمثل الزغاوة، وهكذا..أي كل عامل في سوح العمل العام يمثل قضيته والموالين لتلك القضية، بغض النظر عن عدالة القضية أو جغرافيتها.. فليشتمنا أحدكم كما يشاء ولانبالي، وكذلك فليسبنا ويتهمنا بما ليس فينا، ولن نبالي، فقط – رحمة بهذا الوطن – إنسبوا المسؤول – حاكماً كان أو معارضاً أو متمرداً – لوطنه، وليس لقبيلته أو ثقافته أو جهته.. نعم، سارعوا الى الإنتماء لهذا الوطن الشاسع وحضنه الرحب، قبل أن ينداح الإنحدار ويتفشى، بحيث ننتقد الأخ الكرنكي حين يكتب عن قضية المناصير بلسان حال قائل ( إنت مالك ومال المناصير؟، خليك في جزيرتك)، أوهكذا منطقه حين يستنكر رئاسة ياسر عرمان لوفد الحركة الشعبية..وهكذا- بالضبط – منطق أقلام الإنتباهة حين تناقش ( قضية السودان بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور)..!!

الطاهر ساتي

Post: #39
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-16-2012, 11:05 PM
Parent: #38

يوسف عبد المنان من كتاب المؤتمر الوطنى ومهتم بغرب السودان اتجه فى نقده للانتباهة والخال الرئاسى اتجاها عنصريا كما يقول عن هذه الصحيفة وكتابها وخص منهم اسحق احمد فضل الله المعصوم من السؤال عن ما يقول ويكتب ..
اقرا مقال عبد المنان وهو يدافع عن على محمود وزير المالية والاتهام المبطن بالعنصرية للانتباهة واصحابها ...لتعرف الاتجاه الذى يسير نحوه هذا الحزب .





متى يستريح إسحق؟!

8يوسف عبد المنان




{ الاتهامات الغليظة التي يرمي بها المهندس إسحق أحمد فضل الله في وجه وزير المالية علي محمود منذ قدومه للوزارة المهمة يومياً وعلى صفحات منبر السلام العادل تثير الرثاء على المؤتمر الوطني ومنهجه وكيله بمكاييل متعددة أكثر من التعجب والدهشة فقد انقضى عهد الدهشة بلا رجعة وباتت الغرائب والعجائب واللا معقول (سيداً) للواقع.


{ لا ينتهج المهندس إسحق فضل الله منهجاً نقدياً لسياسات وزارة المال ولا يقدم رؤيا بديلة للسياسات الاقتصادية للدولة ولكنه (ينتقي) من مجلس الوزراء فقط (علي محمود) وينهال عليه اتهامات غليظة تبلغ أحياناً الخيانة والتآمر على السودان والنظام والتشكيك في انتماء الوزير للحزب الحاكم والإيحاء بأن جهات عالمية تتسق مؤامراتها مع سياسات الوزير وأن كل أجهزة الدولة من مخابرات وأمن شعبي واستخبارات ومباحث (غافلة) عن ما يجري في مبنى وزارة المالية إلا السيد إسحق فضل الله يعلم ما خفي عن هؤلاء ويعلم النوايا وما يخفي صدر رجل واحد في الدولة اسمه (علي محمود عبد الرسول) ..


{ اختار إعلام المؤتمر الوطني الصمت حتى أضحى الصمت تواطؤاً مع المجني عليه وشنقاً لجثة المقتول وتبرئة لخنجر القاتل وصحف الوطني وكتابه يقرأون الاتهامات الغليظة التي تصوب لوزير المالية وهم يقهقهون وتعجبهم شجاعة إسحق فضل الله في مواجهة علي محمود فقط وهي شجاعة تموت عند أبواب وزارة عوض الجاز وتتلاشى بالقرب من حاكورة المتعافي وتذوب رقة وعذوبة في أطراف ممالك وزراء آخرين من الذين إذا وجهت إليهم اتهامات كالتي تثار في وجه (محمود) لنهضت نيابة أمن الدولة بدورها وأغلقت الصحيفة ورمت بالكاتب في غياهب الجب سجيناً حتى يرضى الوزير ولكن ما لكم كيف تحكمون؟! لبعض الوزراء نفوذ ولآخرين الصفع على الخدين والسكوت والرضاء بالمقسوم ومنبر السلام غير (العادل) في أحكامه يغمض (عينيه) عن كوارث المتعافي وأخطاء الصناعة ولكنه يجرد حملة شعواء في مواجهة الوزير من خال الرئيس وإسحق فضل الله لأسباب لا علاقة لها بحسن الأداء أو الحرص على اقتصاد البلاد الذي لا يقرر على محمود لوحده رفع الدعم أو خفض قيمة الجنيه السوداني.. لكن منبر السلام له مواقف مسبقة وأحكام على كل من لا يروق له منظره وانتماؤه الجغرافي.


{ لو سرق علي محمود جنيهاً واحداً من خزانة المالية لحق لإسحاق المطالبة بمحاكمته ولو دفع الوزير لعشيرته من المال العام لنصبت له المشانق في ميدان أبو جنزير ولما شيئاً من ذلك لم يحدث انهالت الاتهامات الغليظة بالتآمر على البلاد والنظام وهدم الكوخ من الداخل، لكن الرئيس يعلم أكثر من غيره أسباب الحملة الشعواء على وزير ماليته ويعلم قطع الأرزاق الذي مارسه الوزير لجهات وشركات وبيوتات تجارية وأصحاب المصالح الخاصة.. وتآزرت جماعات المصالح مع العنصريين والمنبريين لإزاحة محمود ولو بخسائر فادحة في المصداقية والمهنية.

Post: #40
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-17-2012, 07:59 PM
Parent: #39

بيان صحفي من المؤتمر الشعبي حول اللقاء مع حزب الحرية والعدالة المصري
الجمعة, 17 آب/أغسطس 2012 09:54

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفى

إلتقى وفد من المؤتمر الشعبى يضم د.على الحاج محمد و الأستاذ المحبوب عبد السلام بالسيد وليد حداد نائب أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية و العدالة ظهر اليوم الخميس 16 أغسطس 2012 بمقر الحزب بالقاهرة .

قد نقل د. على الحاج الى قيادة الحزب تحايا و تهنئة قيادة المؤتمر الشعبى لقيادة حزب الحرية و العدالة بفوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية فى إنتخابات حرة وفق لشورى الشعب و خياره, بوصفه اللقاء الأول بين قيادة الحزبيين منذ العام الماضى. كما تداول اللقاء حول ضرورة الإعتبار والعظة بتجربة السودان إذ أخذت السلطة بالقوة وإنتهت الى الإنقسام والفشل,

مع تأكيد من جانب المؤتمر الشعبى على الواجب الذى يقوم أمام من فاز بالسلطة ببسطها و إستيعاب وجهات النظر كافة لاسيما وأن التجربة المصرية تمثل أملا تتطلع إليه الشعوب العربية والاسلامية وفى سائر العالم , لتكون قدوة فى الحرية و الديمقراطية. كما تطرق اللقاء للعلاقات بين الحزبين و ما وراءها نحو العلاقة بين مصر و السودان,


ثم العلاقة مع إفريقيا إذ يرجى لها نهضة جديدة بعد سنوات طويلة من الجمود, و العلاقة مع دولة جنوب السودان الجديدة . كما إستفسر مسؤو ل حزب العدالة عن مسار الأمور فى السودان و الدور المصرى فى المستقبل.

Post: #41
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-17-2012, 09:33 PM
Parent: #40

لكى لا ننسى


انقر على المثلث
نقرة منك ونقرة من






Post: #42
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-22-2012, 04:44 PM
Parent: #41

الكارورى لاخبار اليوم

مبادرة دول الربيع العربى للمصالحة بين المؤتمر الوطنى والشعبى لن تنجح إذا كانت وساطات بين الطرفين
يمكن أن يلتقي الرئيس عمر البشير والدكتور الترابي وفق مشروع وبرامج تنسي مرارات المواقف
الدولة بصدد تكوين لجنة قومية لكتابة الدستور الإسلامي وهنالك إجماع على الشريعة
حوار/عبدالرازق الحارث


أعلن مولانا عبدالجليل النذير الكاروري إمام وخطيب مسجد الشهيد وعضو المكتب القيادي للحزب الحاكم أن الدولة بصدد تكوين لجنة قومية لكتابة الدستور الإسلامي خاصة أن كل القوى السياسية في السودان متفقة على أن الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع. وقال إن هنالك خطوات وإصلاحات قانونية أدت إلى تحريم الربا والخمور وتحريم القمار مشيراً إلى أنه عندما يأتي الدستور الإسلامي فإنه يكون تتويجاً للعمل القانوني الممتد 25 عاماً.
وكشف تفاصيل هامة حول مؤتمر الحركة الإسلامية الذي سينعقد بالخرطوم في الشهور القادمة مشيراً إلى أن المؤتمر يبحث أوراقاً وأجندة مختلفة في الهواء الطلق.

وذكر أن المؤتمر ستشارك فيه وفود من دول الربيع العربي مصر وليبيا وتونس بعد سقوط الأنظمة التي ظلت تقهر الحركات الإسلامية كنظامي القذافي وحسني مبارك. وأكد أن الحركة الإسلامية من خلال مشاركات أعضاء وفود الحركات الإسلامية في مؤتمرها القادم بالخرطوم لا تسعى إلى تكرار سيناريو المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي.
وتوقع أن يشهد المؤتمر مداولات ساخنة ويصدر بياناً ختامياً ومقررات تدعم توجيهات الشريعة الإسلامية. وحول الأنباء المتداولة بوجود مبادرة من قادة الحركات الإسلامية بمصر وليبيا وتونس لتوحيد شطري الحركة الإسلامية المؤتمر الوطني والشعبي قال مولانا الكاروري إذا ما صحت مبادرة الإخوان في مصر وليبيا فأنها يمكن أن يحدث لها توفيق بيد أنها تأتي بثقل التنظيمات والحكومات وأضاف قائلاً: وأظن أن هذا وزناً ليس هيناً إذا كان معها برنامج نهضوي يشمل المنطقة كلها.
واستدرك قائلاً: إذا كان البرنامج مجرد وساطات لا أظنه ينجح لأنه من قبل جاء الزنداني والقرضاوي مشيراً إلى أن هذه المبادرة إذا كان معها برنامج نهضوي متكامل ينتظم حكومات الربيع العربي حتى يوظف كل الناس ولا يكون هنالك وطني أو شعبي يجلس بعيداً عن التعمير والنهضة فإلى تفاصيل الجزء الأول من الحوار:
?{?الوضع الاقتصادي الراهن ما بين معالجات الحكومة وانتقادات المعارضة؟
- نحمده سبحانه وتعالى أن شرفنا بشهر رمضان وهو شهر بركة وخير الحكومة حاولت بإجراءاتها أن تردم الفجوة التي خلفها البترول ولم يملأها الناتج من الذهب لأجل ذلك تخرج هذه الإجراءات برفع الدعم وتخفيض تكلفة إدارة الدولة وحاولت أيضا خاصة في ولاية الخرطوم بكفكفة الغلاء بسياسة تموينية والآن بعض السلع دخلت رسميا في التمويل وكل هذا معالجة اجتماعية للوضع الاقتصادي وهي محاولات وطبعاً المعارضة تستفيد من تأزم الأوضاع وهي لا تريد للأوضاع أن تعالج وإنما تريد توظفيها لأنها في رأيها علاج الأوضاع بتغيير الحكومة هذا هو وضع المعارضة لكن السؤال هل إذا تغيرت الحكومة وأصبحت المعارضة هي الحاكمة هل المعارضة الآن لديها مشروع جاهز هل لديها بديل لرفع الدعم عن السلع هل لديها وعود خارجية بقروض وتمويل هل هي لديها المقدرة الداخلية والخارجية لحل مشاكل الاقتصاد هذا هو السؤال؟
?{?طرح مبدأ الحكومة الرشيقة وتقليل عدد الوزراء هل يؤدي إلى معالجة اقتصادية؟
- هذا الإجراء من الناحية المعنوية مفيد جداً لأن المواطن يريد أن يتأثر بالقيادة أما من الناحية الاقتصادية فهو مساهمة اقتصادية قليلة فكما قلت إن هذا هو رأس الهرم وبالتالي التخفيض في وظائف محدودة وإن كانت مخصصاتها كبيرة لكن المساهمة الاقتصادية ليست كبيرة لكنها معنوية و هو مفيد جداً للحكومة حتى تكسب مزيداً من الثقة في وقت فيه تجاوزات عن الصرف وفساد.
?{?المظاهرات الأخيرة تكتيك معارضة أم أخطاء حكومة ؟!
- طبعا المعارضة تقوم بتوظيف تصرفات الحكومة فهي وظفت ذلك وتريد الاستثمار في ذلك هي من هذا الباب.
?{?ما هو تقييمك للمشروع الذي طرحته الحركة الإسلامية في 30 يونيو 1989 وحتى الآن؟
- من ناحية الشريعة الإنقاذ أقامت الصلاة بحيث أصبحت المساجد الآن مهيئة غير ما كان في الماضي التراويح كانت عمل مجموعات خاصة أصبحت الآن الصلاة جماهيرية لكل الأسر . 500 مسجد تختم بالقرآن في رمضان وهذا كان غير متاح في الماضي.
الخرطوم شمال كان بها 10 كنائس و2 من المساجد الآن المساجد أكثر من الكنائس في قلب الخرطوم شمال وهذه المنطقة في قلب الخرطوم. واستطرد محدثي قائلا: نظام الزكاة الإنقاذ وجدته ولكن زادته قوة وأصبحت الآن مليارية وتسع ملايين الأسر ولها دور في تخفيف الفقر ومعالجة المرضى ومساهمة العلاج في الخارج أيضا التمليك المباشر للحيوان والحبوب والنظام المحاسبي دقيق ومراجعة داخلية عامة على كل نظام الزكاة غير موجودة في أي بلد في العالم مثل ما هو في السودان. أما بالنسبة للأمر الثاني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا أيضاً قائم في السودان لأنه ما تزال مدينتنا خالية من الخمور والفجور على الأقل رسمياً ليس هنالك أي اسم لمثل هذه الأعمال. وإذا كان هنالك تفلتات فهي في إطار خطأ الإنسان. والقانون يطال كل المخالفات بالقانون
هذا لا ينفي أنه ظهرت أخيراً جرائم أخلاقية من افرازات الحياة الحضرية لأن الناس تركوا الريف وجاءوا إلى المدينة وبالتالي جاءت أخلاق كثيرة وغريبة على المجتمع. أيضاً حدثت درجة من التطور في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الناس تغيرت دخولهم وهذا يؤدي إلى تغيير في سلوك الناس..
اقتصاد المشروع الإسلامي أقام بنية انتاجية كبيرة لأنه أقام البترول خط الأنابيب والصادر ومصفاة الجيلي ومصافي أخرى وميناء الصادر إلى أن أصبح البترول جزءاً أساسياً من الميزانية بالسودان أيضا إنتاج الذهب هو فتح رباني وإقامة الطرق يسرت للناس الوصول حتى مناطق الذهب مكنتهم من إدخال الأجهزة التي يكتشف بها الذهب من الآلات التي يتم بها تعدين الذهب أهلياً.
والآن الذهب أصبح جزءاً أساسياً من الميزانية. هنالك بنية من طرق ومعابر وخزانات كل هذه تعتبر انجازات في المشروع الإسلامي المقصود هو العمران والعبادة والاثنان قاما بنسبة ما أظنها قامت في الأنظمة السابقة الشمولية أو الديمقراطية وهذا لا ينفي أن هنالك ملاحظات كثيرة وكان الوضع يمكن أن يكون أفضل من ذلك وهذا تقدير البشر.
?{?مبادرة الإخوان المسلمين من مصر وتونس وليبيا للمصالحة ما بين المؤتمر الوطني والشعبي؟
- اذا صحت هذه المبادرة يمكن أن توفق لأنها تأتي بثقل التنظيمات والحكومات وأظن أن هذا وزناً ليس هيناً خاصة إذا كان معها برنامج نهضوي يشمل المنطقة كلها. الآن المغرب العربي يتحدث أن تونس وحدها لا تساوي شيئاً لكن المغرب العربي هذا شئ عظيم إذا البرنامج مجرد وساطات لا أظن أنه سينجح لأنه من قبل جاء القرضاوي والزنداني لكن إذا كان معه برنامج ومشروع نهضوي متكامل يمكن أن ينتظم الناس ويشغلهم بعمل حتى أن الإمام حسن البنا كان يشغل الناس بالأعمال عن النزاعات فنرجو أن يكون مشروعاً نهضوياً ينتظم حكومات الربيع العربي حتى يوظف كل الناس وبالتالي لا يكون هنالك وطني أو شعبي يجلس بعيداً من التعمير والنهضة.
?{?هل يمكن أن يلتقي الرئيس عمر البشير والدكتور الترابي في إطار هذه المبادرة؟
- إذا كان الحجم بحجم مشروع وبرنامج يمكن أن يحدث اللقاء لأن البرنامج ينسي الناس مرارات المواقف يمكن.
?{?لماذا فاز الإسلاميون في مصر عبر صناديق الاقتراع وسقط الإسلاميون في انتخابات ليبيا؟
-في ليبيا لم يكن هنالك أي بنية لحركة إسلامية وكانوا مقهورين تماماً والقذافي لم يعط إنساناً فرصة حتى يقوم بتكوين تنظيم أما في مصر فأقول لك إن مصر كانت دولة رغم ما فيها من قهر وعندما فقد الإخوان السلطة وكسبوا المجتمع وقدموا خدمات وتنظيمهم كان موجودًا وعندما جاءت الثورة إذا بهم يظهرون فإخوان ليبيا محتاجون لعمل اجتماعي وإلى عمل تربوي حتى يتأهلوا للحكم في مراحل قادمة.
واستطرد قائلا: يكفي ليبيا أنها زال عنها معمر القذافي لا يعني ذلك أن الإخوان سيكونون بعيدين بل سيكونون جزءاً من البرلمان المنتخب سيكونون قوة ضاغطة وسيسعون إلى إقامة الشريعة لكن ليس كالإخوان في مصر- الإنسان كسبه مربوط بسعيه ومجهوده وظروفه.
?{?الإخوان المسلمون هاجموا الحكومة واتهموها بالتعامل بالقروض الربوية وأن سبب الغلاء هو الربا ؟
- الربا محرم في الإنقاذ بالسودان ومحرم يعني هو جريمة وبالتالي هي وضعت الربا في ما يليها في تعاملات المواطنين وتعامل البنوك وما حدث من قروض للتنمية هذا غير القانون الراسخ في السودان بتحريم الربا وبالتالي استخدام القروض لا يعني إباحة الربا وإنما هي صورة من الفقه يعرفها الإخوان المسلمون بفقه الضرورة. ووجدت من العلماء في الداخل وفي الخارج افتاءً بذلك وهي أخذت بذلك أنا قلت هنالك بحثان- بحث عن رخصة وبحث عن مخرج . ودعوت أن نبحث عن مخرج وليس فقط عن رخصة ومن يتق الله يجعل له مخرجا والمخرج الذي اقترحته هو أن نروج للصيغ الإسلامية الصيغ التي اُعتمدت في التعامل المادي الداخلي كالمرابحة والوكالة الاصطناع وعقد السلم كل هذه الصيغ كافية في أن تعدل ما بيننا والممول الدولي والعملية محاسبية فقط بدل أن نحسب الفائدة على التمويل نحسبه على السلع والخدمة وأنا خرجت بقاعدة جليلة عندما كنت رئيساً لبنك التنمية قبل سنوات وهي أن الزيادة على النقد ربا والزيادة على السلعة ربح. أحياناً يكون المنتج هو نفسه الممول مثل بنك الصين يقوم بعمليات تمويل صناعة الصين. يمكن جداً أن نزود ونعمل دورات تدريبية للمفاوضين الاقتصاديين والماليين حتى ينقلوا صيغ التعاملات الإسلامية إلى لغات أجنبية ولغات حوار حتى يعدلوا ما بيننا وبين الآخرين أما في تقديري أن البحث عن مخرج أولى من البحث عن رخصة.
?{?ما هو تقييمك للإنقاذ ما بين الأسلمة الداخلية والأسلمة الخارجية؟
- صحيح هو الموضوع الذي تحدثنا فيه الآن يعتبر أسلمة داخلية ثانياً أسلمة المصارف الآن كل المصارف صياغة إسلامية. إذا ذهبت لعمل عقد فيه ربا يفتح ضدك بلاغ لهذا السبب. لكن نحن خارجياً لم نبذل أي مجهود هنالك مؤسسات دولية وعالمية يمكن أن يكون لدينا بها صلة وبنك التنمية جدة المحافظون هم المحافظون في العالم الإسلامي فبعضويتنا في بنك التنمية كما في دار المال الإسلامي يمكن بنظام المحاسبة الذي له هيئة في البحرين يمكن جداً الترويج للصيغ الإسلامية وبالتالي نسعى إلى ترويج دولي وأنا أصدرت كتاباً تحت النشر بعنوان( تمويل التنمية) فصلت فيه القول في كل هذه الشؤون.
?{?الدستور الإسلامي أين وصلت مراحل صياغته؟
- هي الدولة الآن بصدد تكوين لجنة قومية لكتابة الدستور وأظن القوى السياسية في السودان متفقة على أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع يعني الاحزاب كلها ما أظن تتجاوز ذلك هذا ما نطلب من الدستور للشريعة الإسلامية مصدر للتشريع. والحاكمية لله سبحانه وتعال والسلطة بيد الشعب بعد ذلك يكون الدستور دستوراً إسلامياً.
وأسهب شارحاً حول هذه النقطة (الدستور الإسلامي ليس مكتوباً ليعمل من جديد أو في فراغ لأن الإصلاح الذي تم بالسودان كان إصلاحاً قانونياً أكثر من كونه دستورياً ومن البداية نجحت المحاولات القانونية أكثر من الدستورية لأن الدستورية سياسية وتجد معارضة قد يتجاوزها انقلاب مثل ما حدث في دستور 1967 الذي تجاوزته مايو بانقلابها. أما الإصلاح القانوني فهذه عملية مستمرة وبفضل الإصلاح القانوني وصلنا إلى تحريم الربا وتحريم الخمور وتحريم البغاء وكل هذا كسب.
وعندما يأتي الدستور يكون هذا تتويج للعمل القانوني المستمر منذ 25 عاماً.
?{?المؤتمر الثالث للحركة الإسلامية وماذا عن الأحاديث بان علي عثمان لن يأتي أمينا عامًا للحركة الإسلامية في الدورة الجديدة؟
-الوقت مبكر للحديث حول من يأتي في المرحلة القادمة حتى الآن لا توجد ترشيحات وبالتالي ليس لدي ما أقوله في شأن من يكون أمين عاماً في المرحلة القادمة والمؤتمر سيبحث في كل هذه الشؤون كلها
سيبحث في أوراق وأجندة مرتبة. وأتوقع أن يكون محضوراً من دول الربيع العربي لأنه توجد حريات. في الماضي كانت لدينا إشكاليات في حضور وفود من مصر ومن ليبيا والآن لا توجد أي مشكلة وبالتالي اتوقع أن هذا المؤتمر لن يكون سرياً. في الماضي كانت مؤتمراتنا ليس لديها حتى بيان ختامي أو حتى مؤتمر صحفي لكن أتوقع المؤتمر في هذه المرة فيه يكون فيه بيان ختامي وفيه أجندة معلنة وكل المداولات يمكن أن يطلع عليها نسبة لأنه ليس كل ما يدور في مؤتمرات الحركة الاسلامية سر.
?{?بحضور وفود مصر وليبيا وتونس هل تريدون الدعوة لأممية الحركة الإسلامية أو إعادة إنتاج المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي؟
- أنا قلت أتوقع أن تكون الدعوة والدعوة هنا لحضور المؤتمر ولا توجد دعوة لتكوين جسم كالمؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي كان في زمن الترابي وإنما حضور مؤتمر الحركة الإسلامية في دول الربيع العربي.
?{?ما هي نظرتك للفتاوى التي تمنح الحكومة فرصة للاقتراض بنظام الربا باعتبارها مضطرة؟
- أحسن منها المخرج. العلماء أحسن يعينوا الدولة على الترويج للصيغ الشرعية المعتمدة في المصارف الداخلية لتتعامل بها في التعامل الخارجي ويمكن للحكومة إذا استعانت بعلماء من الداخل والخارج أن تغير هذه الصيغ وتكون كافية لتمويل التنمية ونرجو من الدولة بدل التطرق الضرورة أن تبحث عن مخرج والمخرج واسع جداً..
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب


لا يوجد مستقبل للعلاقات بين السودان وامريكا لان الامن مرتبط بأمن اسرائيل
حكومة الجنوب وصلتها نصائح غربية بضرورة اعادة ضخ البترول عبر الشمال
حوار/عبدالرازق الحارث
في الجزء الثاني من حواره مع (أخبار اليوم) قال مولانا الكاروري عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني وامام وخطيب مسجد الشهيد ان مستقبل العلاقات ما بين الخرطوم وواشنطن سيكون مسدود مشيرا الى ان هنالك عدة عوامل واسباب تجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مظلما، اولها ان امريكا مرتبطة باسرائيل وامنها الاستراتيجي والسودان من اقوى الدول العربية التي تدعم القضية الفلسطينية.
واضاف قائلا : لا يوجد مستقبل لهذه العلاقات الا (مداراة) لان واشنطن مرتبطة تماما

باسرائيل وامن اسرائيل لاسباب عقدية وليست مصلحية ومستعدة تضحي باي مصلحة في سبيل امن اسرائيل مشيرا الى ان امريكا ضحت بالبترول السوداني بعدما صرفت عليه شركة شيفرون الامريكية 4 مليار دولار عندما قاموا بتحريك قرنق بشعار حاد هو تحرير شعب السوداني لازالة الوجود العربي والاسلامي في السودان حتى يكون ظهر اسرائيل خاليا من أي قوة عربية في السودان تناصر القضية الفلسطينية.
وتساءل مولانا الكاروري حول المغزى والرسائل التي تريد واشنطن ايصالها من بناء اضخم واكبر سفارة في المنطقة بالسودان والسفارة خالية من سفير حتى الآن.
ووصف وصول الرئيس المصري مرسي الى سدة الحكم في مصر بالنصر الكبير لحركة الاخوان المسلمين ما يعني نهاية ثورة يوليو التي تامر فيها العسكريون على حسن البنا وتلاميذه.
ودعا الى تعاون سوداني مصري سياسيا واقتصاديا خاصة في قطاعات الزراعة. فالى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار.
?{? مولانا هل (فقه الضرورة) مقصود به الفرد ام الدولة واذا كانت الدولة من هو الذي يقرر العلماء ام وزير المالية؟
هذه المسألة تم التداول فيها في المؤتمر الاخير.. وزير المالية لديه سلطة ولكنه لا يستطيع وحده ان يمارس هذه السلطة لانه لابد من نظر شرعي وفقهي يقدر الضرورة. وبالتالي لابد ان يستعين بمستشارين وخبراء حتى يصل الى ذلك.
?{? الانقاذ تباهي بالبنية التحتية والمعارضة تقول انكم قدتم البلاد للتدهور الاقتصادي؟
البنية التحتية هي كسب لاي حكومة تأتي، والمطلوب فقط الوصول لتمويل من اجل التسيير.. وهذا يمكن يتم بمجهود استثماري وبمجهود صناعي حتى نعطي صناعتنا قيمة مضافة بتميز واستقطاب مقدرات المغتربين التي هي بالمليارات اذا جاءت للسودان وهنالك بنود في الميزانية يمكن جدا ان يتم توظيفها لتسيير البنية ونواصل في هذه البنية التحتية.
انا في تقديري انه حتى المعارضة اذا جاءت لن تقوم بتكسير البنية وانما تقوم بتوظيفها. والبنية التحيتة كسب.
?{? ماهو تقييمك لمفاوضات اديس ابابا؟
دولة الجنوب متهمة من حكومتنا انها تريد التأخير حتى يأتي الاجل الذي حدده مجلس الامن وهذه تريد ان تعاقبنا دوليا. وحكومة الجنوب تقول انها تريد ان تصل الى نقاط اتفاق. في تقديري من المفترض وفدنا المفاوض لابد ان ينظر في كل المسائل في وقت واحد.
حكومتنا اختارت الملف الامني وحده. لكن انا لا ارى لا بأس ان تنظر في الملف الامني والاقتصادي في وقت واحد. ويستثمر وجودهم على الطاولة وتقدم لهم العصا والجذرة في وقت واحد لان البترول هو الذي يمكن به ان نغذي حكومة الجنوب لانها فقدت اكثر من 90% من ميزانيتها. ايضا وصلتها نصائح غربية ويقال انها من امريكا بضرورة اعادة ضخ البترول وطالما انها اصبحت نادمة على ما حدث ينبغي ان لا نواخذها على ما حدث في الماضي ونمضي في المفاوضات ليست آحادية وانما مستعرضة للمسائل في وقت واحد.
?{? لديك اطروحات حول التعاون الاقتصادي مع مصر؟
نعم مصر لا سبيل لها لانتاج قوتها لان الارض محدودة.. وحتى الاراضي التي تم استصلاحها اخيرا ايضا مساحات محدودة حوالي 600 ألف فدان.
هذه القناة التي استحدثت مؤخرا لا سبيل لمصر ان تطعم من النيل الا ان تزرع بالتعاون مع السودان. ايضا هنالك بنية للري جاهزة. الآن السودان يمتلك ثلاثة سدود تعلية الرصيروص.. خزان جبل اولياء. خزان مروي. هذه الخزانات يمكن جدا ان تروي القمح خاصة خزان جبل اولياء الذي يمكن ان يسيل بوادي المقدم الى كورتي.. وسد مروي حيث الماء الآن 60 متر يمكن ان يرفع الماء للاعلى من الاودية ويمكن ان تزرع 2 مليون فدان، واذا الفدان انتج 3 طن فهذا يكفي للسودان ومصر بنسبة كبيرة.
?{? ماذا يعني وصول مرسى لرئاسة مصر؟
يعني نهاية ثورة يوليو التي تآمر فيها العسكريون على حسن البنا وتلاميذه واقصوهم عن السلطة كليا وذهبوا بهم الى السجون والآن ربنا سبحانه وتعالى ينصر تلاميذ حسن البنا ممثلين في مرسي ويبعد كل الطاقم الذي سيطر على الحكم خلال الـ60 عاما الماضية. ايضا له مدلولات خارجية لان اسرائيل بعد نجاح الثورة في مصر ذكرت ان حماس ستكون في قوة حزب الله.. في زمن حسني ومن سبقه كان بين فلسطين ومصر علاقة بالخنادق وعلاقة بالانفاق ومنعت المعابر.. والآن المعابر ستفتح والنصرة ستأتي لغزة.. ولا اظن غزة ستتعرض الى ضربة مثل ما حدث في الماضي لانه الآن اصبح نصيرها الى جوارها. والى وقت قريب كانت غزة جزء من اعمال مصر.. كانت مهتمة بمصر. ايضا ستعود مصر الى الطاولة الدولية بعد ان عزلت عن كل التأثيرات الدولية والاقليمية بسبب معاهدة كامب ديفيد التي جعلتها تغيب عن نصرة القضية وعن تحرير الاقصى.
?{? ملف حلايب من الملفات الشائكة والمعقدة ماهي المعالجات في المرحلة القادمة؟
اذا كان قبل وصول مرسي استطعنا ان نتعامل مع حلايب بحكمة، يمكن بعد سقوط نظام حسني مبارك ان تكون الحكمة اكثر. والاراضي حتى في جنوب السودان وفي العالم الاسلامي نحن مشكلتنا ليست في المساحة، وانما في الاستثمار.. نحن نريد الاستثمار فاذا عملنا خطة استثمارية بين السودان ومصر لن تكون حلايب شيئا مذكورا بالنسبة للمساحات الواسعة بين مصر والسودان.
?{? العلاقات السودانية الامريكية ماهي رؤيتك لآفاق العلاقات بين البلدين؟
لا يوجد مستقبل لهذه العلاقة الا مداراة لان امريكا مرتبطة تماما باسرائيل وامن اسرائيل لاسباب عقدية وليست مصلحية.. ومستعدة تضحي باي مصلحة في سبيل امن اسرائيل. ونحن جربنا عندما ضحت امريكا بالبترول بعدما صرفت عليه شركة شيفرون الامريكية 4 مليار دولار فاذا بهم حركوا قرنق بشعار حاد هو تحرير شعب السودان لازالة الوجود العربي والاسلامي في السودان.. وهذا ايضا حتى يكون ظهر اسرائيل (مؤمن) ولا توجد قوة عربية في السودان تناصر القضية الفلسطينية. ما من سبيل للتصالح مع امريكا، وانما يمكن التعامل معها والتعاطي. يكفي ان امريكا قامت ببناء سفارة واتخذت لها طريق حتى تصل إليها في الخرطوم، والسفارة خالية من السفير حتى الآن.
تريد ان توضح ان الخرطوم ليست آمنة. وبالتالي يكون هنالك القائم بالاعمال فقط في سفارة كبيرة. من الافضل طالما انهم قاموا ببناء سفارة جديدة ان يحضروا سفير جديد في مستوى المنطقة.
?{? العلاقات السودانية الاسرائيلية كيف ترى مستقبل العلاقة بين البلدين؟
لا توجد علاقة الا كما ورد على لسان الحق عز وجل (بعثنا لكم عبادا لنا اولو باس شديد فجاثوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا).
واضاف قائلا : نحن علينا ان نساعد اخواتنا الفلسطينيين وهم الآن 5 ملايين معزولين ان يكونوا في المفاوضات دع عنك ان يرجعوا الى بلادهم. وايضا الآن الاقصى ممنوع نحن الآن نشاهد التراويح من مكة والمدينة وممنوعين حتى في الفضائية لا تشاهد الصلاة في الاقصى، لا نستطيع ان نحج بعد ان نعتمر في مكة والمدينة، لا نستطيع ان نزور الاقصى فكيف تكون العلاقة الا علاقة محاربة وهذا ما هو الواجب في اعناق المسلمين، كل دولهم ينبغي ان يتناصروا لازالة هذا الوضع الشاذ في الشام.
?{? هل يمكن اذا تيسرت الامور ان تذهب للحج في الاقصى?
في ظل اسرائيل لا يحدث ذلك ابد الا بعد التحرير.
?{? رمضان ماذا يعني لك. ?
رمضان يعني لي الاحتفالات السنوية بنزول القرآن الكريم والانضباط السنوي الذي يشبه ترخيص المركبات بحيث تراجع ادوات الضبط.. وهذا معنى التقوى الذي يأخذه الصائم. القيام في ليل رمضان يكمل الصيام بل انا قلت ان ليل رمضان اهم من نهار رمضان.. لان الصيام عبارة مثل (الصنفرة ) اما القيام فهو مثل الطلاء، حتى يكتسي الانسان بانوار ربنا سبحانه وتعالى.
فليتنا في رمضان نعلم ان رمضان من جل القرآن. وفي رمضان ايضا تنزل علينا الملائكة وليلة القدر ليست تاريخ كما يقول البعض، وانما هي ماضي وحاضر ومستقبل.. ففيها كل الازمنة.
?{? ماهي السن التي بدأ فيها مولانا الكاروري الصوم؟
بدأنا صغارا نتدرب وننسى ونشرب والاهل يشجعوننا ولا يلزموننا بالصيام. بدأنا الصيام قبل ان نبلغ الحلم كصيام تدريبي.
?{? مولانا صوم رمضان ما بين الامس واليوم؟
الآن توجد معينات كثيرة على الصيام، انا اؤكد الاهل كان ينظرون الى سعف النخيل اذا تحركت السعفة هم يفرحون لان ذلك يعني ان هنالك نسمة. ولم يكن لديهم قضية (بهبابات) او مراوح.. ولا بمكيفات.
والآن ايضا في المشاوير كانوا يعتمدون على الدواب معرضين لاشعة الشمس، والآن الناس اصبح لديهم هذه المعينات في العاصمة وفي الريف ومهما تغير الجو فهنالك معينات على الصيام. ايضا في الماضي كانت الموائد فقيرة جدا والآن حتى الفقراء لديهم شربات. في الماضي كان (شربات رمضان) شئ نادر يحدث كل رمضان. واصبح الآن الولد يأخذ عصيره وهو ذاهب الى الروضة. الاحوال كثيرة في تحسن ليتنا نشكر حتى نبقى على هذا الخير كما يقول تعالى (لئن شكرتم لازيدنكم)، في الماضي لم يكن هنالك قيام الا (بمدهمتان) بل بعضهم طلب (مداهامة) واحدة.. الآن تفتح بابك تجد امامك مسجد وتصلي انت وزوجك واطفالك وهذا شئ عظيم لم يكن في السودان، الآن القرآن يقرأ في ليل رمضان الا قليلا.
?{? ماهو برنامج مولانا الكاروري في رمضان؟
برنامجي انا ادعو بدعاء سيدنا علي (اللهم روضنا فيه بالقليل من المنام والسلامة من الاسقام والفراغ من الاشغال)، انا ليس لدي محاضرات بالنهار، انا بالنهار اصوم عن المحاضرات وعن الطعام، واحضر الى مكتبي كالعادة في الوقت الذي اتي فيه، وايضا في الصباح لدي اعمال خاصة اباشرها ومعاملة عادية واجتهد في ليل رمضان حتى اكسب رضوان ربي سبحانه وتعالى.
?{? العشر الاواخر ماهو برنامجك؟
في العشرة الاواخر ارجو ان اكون في المسجد الحرام ومسجد المدينة حيث اعتمر في رمضان والعمرة التي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام (عمرة في رمضان حجة) وبفضله سبحانه وتعالى مهما كانت الظروف ربنا وفقني للمداومة على الاعتمار
?{? احاديث كثيرة حول ليلة القدر ما بين احاديث العوام بانها (نور) ماهي الرؤية الشرعية في ليلة القدر?
ليلة القدر بالعمر – ليلة القدر نسبية في الزمان تعطيك عمرك في لحظة لتشتري به عمرا جديدا اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا. وليلة القدر تشمل الازمنة الثلاثة (انا انزلناه) هذا (الماضي) تنزل الملائكة هذا الحاضر.. سلام هي حتى مطلع الفجر هذا المستقبل، فهي متجددة في كل رمضان، المطلوب ان لا نبخس هذه الليلة بحيث نطلب فيها العاجلة حتى نطلع (بحبال بدون بقر) لا باس ان نقول (ربنا وقنا عذاب النار) ومن كان يريد استجابة الدعاء فليتحين هذه الليلة. ويسأل بدعائه.
?{? حدثنا حول ليلة وقفة العيد؟
منذ صغري سمعت شيخي يسأل شيخي احمد الصادق الكاروري عن من احياء ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. وكان اهلنا يحييون ليلة العيد بالليلية بالمدائح والتلاوات لاجل ذلك رغم ان هذا الحديث من اجل السند ضعيف لكن انا اجتهد وابنائي ان نحيي ليلة العيد كما نحيي ليالي رمضان.. ايضا فيها استقبال العيد لان العيد شعيرة ويبدأ في يومه بالصلاة. ويا حبذا في اقامة ليلة العيد بدلا عن الذهاب للاسواق.
?{? احداث رمضانية في الذاكرة؟
انا ذهبت لقضاء رمضان مع الوالدة وكان ذلك في يونيو 1969 بعد ثورة مايو ولكن جاءت التعليمات من الخرطوم بان اعتقل وبقى لرمضان (ثلث) الساعة حتى ينتهي. وغدا العيد، الوالدة فاوضت العسكر الذين جاءوا لاعتقالي قائلة (اتركوا هذا الولد حتى يحضر معنا العيد لكنهم رفضوا وقالوا ان التعليمات من الخرطوم بان يذهب للسجن. وبالتالي ذهبوا بي الى سجن مروي ووجدت هنالك مساجين وقلت للمساجين لابد ان نصل صلاة العيد.. وقالوا نحن مساجين كيف نصلي العيد.. فضربنا على باب السجن وجاء السجان وقلت له نحن نريد صلاة العيد فاعطونا فرصة لنغتسل فاعطونا وهم انفسهم قاموا بالتجهيز وانا خطبت خطبة هاجمت فيها نظام مايو،
?{? ماهو رأيك في برنامج (أغاني وأغاني) هل هو يصد الناس عن صلاة التراويح?
هذا البرامج يخالف الشهر الكريم وقلنا ان رمضان ينزل فيه الملائكة.. الملائكة لا ينزلون للمغنيين.
التغني ينبغي ان يكون بالقرآن.. وايضا بعض الناس يقولون كنا صائمين وزهاجنين لذلك نريد (الترويح) نحن كنا راضين بالصيام وما كنا محتاجين لترويح من هذا الباب.
وبالتالي ترويحنا نحن هو الترويح بالتراويح، وهذا شئ اصبح ملازما للاجهزة نرجو ان تفطم عنه ونعيد لرمضان الذكر، واذا كان هنالك شئ اخر يكون الادب الرفيع، ما اكثر الادب الرفيع في هذه الامة لو اتخذناه في ليالي رمضان. وليس فقط في كلمات مبتذلة نظن انها تروح عن الصائم.

Post: #43
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-23-2012, 11:08 AM
Parent: #42

لا يزال الخلاف بين كتاب المؤتمر الوطنى محتدما بينهم وكتاب الانتباهة التى تشتم الناس وتنشر الكراهية والعنصرية وتدعو للحروب فى السودان بدعوى حماية الدين ..
وهنا سعد احمد سعد احد كتاب الانتباهة والذى وصفه الطاهر ساتى بالدمك يشتم عبد الباقلى الظافر ويهمز ويلمز وينكر فى نفس الوقت بانه يشتم او يهمز او يلمز مع انه تعود مثله مثل غيره من كتاب هذه الصحبفة على شتم ياسر عرمان وباقان ليل نهار دون ان يردوا عليه حتى الان ..

اقرا راى سعد احمد سعد او كما يصفه الطاهر ساتى بالدمك




إن ذا الوجهين خليق بألّا يكون عند الله وجيهاً

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الخميس, 23 آب/أغسطس 2012 12:25


هل يستطيع أحد منكم أن يتحدث عن عبد الباقي الظافر دون أن يذمه أو يشتمه؟ وليس الشتم والذم الذي أعنيه هو مثل أن تقول للإنسان: يا ###### أو يا لص أو يا كذاب!! لا أقصد هذا!! بل أقصد أن تتحدث عنه وتحكي عنه أو تصفه أو تقول إنه فعل كذا أو قال كذا دون أن يكون قولك سباباً له أو ذماً أو شتماً؟


القراء الكرام يعلمون أني لا أشتم ولا أسب ولا أغمز ولا ألمز ولكنني أقول للمخطئ أخطأت.. وكثيراً ما أتلطف في القول عملاً بالسنة.. على منهاج ما بال أقوام؟ وما بال الرجل؟ أو قولوا له.. يفعل كذا وكذا.. أو لا يفعل كذا وكذا..
وأنا الآن مُقدم على هذا الأمر وأنا أقول في نفسي ليت الأخ عبد الباقي الظافر لم يفكر في الاشتغال بالصحافة.. إذن لكفانا مؤونة ذكره والكتابة عنه.. فعبد الباقي الظافر لم يخلق ليكون صحفياً.. بل لعله خلق ليكون ممثلاً.. فالممثل هو الشخص الوحيد الذي يعرف الناس عنه أنه عندما يعتلي المسرح فإنه يؤدي دواراً خلاف حقيقته التي خلقه الله عليها.. والممثل عندما يفعل ذلك لا يستحي من أحد ولا يخفى ذلك من أحد.. بل هو يظن أنه ينتزع الإعجاب من الناس.. فهل الذي يفعله عبدالباقي الظافر شيء غير هذا؟ إن الذي يحمل جواز سفر أمريكيًا يعد من رعايا أمريكا ولو أصابه مكروه في أي مكان في العالم حتى ولو كانت دولته الأم الأصل التي وُلد فيها والتي يحمل جنسيتها... والدبلوماسية الأمريكية تتدخل لأن أمريكا تحترم رعاياها وهي مسؤولة عنهم لأنها تعرف تماماً ما هو الدور الذي يؤدونه لها في الخارج!!
أنا مازلت أحاول أن أصف عبد الباقي الظافر وصفًا مطابقاً لما هو عليه!!



عبد الباقي الظافر لا يدري الدلالة الأخلاقية بل الدلالة الشرعية لحمل جواز سفر من دولتين كأمريكا والسودان!!وهذا أمر واحد من أمور كثيرة لا يدري عبد الباقي الظافر دلالاتها الأخلاقية ولا دلالتها الشرعية.. ولا أدري إن كان عبد الباقي الظافر يدري دلالة شرعية أو أخلاقية لأمر واحد من أمور الحياة خاصة أو عامة، وليس عبد الباقي الظافر وحده بل كثيرون غيره لا يدرون.. بل لعل المشرع السوداني نفسه يحتاج إلى من يوقظه وينبهه إلى هاتين الدلالتين الفارقتين.. أرجو أن يحاول الأخ عبدالباقي الظافر ويجتهد في فهم ما أرمي إليه ولفهم المعنى الأخلاقي والشرعي في هذا الموقف قبل أن يغضب أو يرضى، وأذكِّره بأن الأمر لا يعنيه وحده.. إن أمر الانتماء لا يتعلق بالعرق ولا بالأرض.. إن الانتماء الحقيقي يتعلق بالمكوِّن الأخلاقي والعقدي وذلك واضح وجلي في الهجرتين.. الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة..


الأولى كان المحرك فيها ههو الدافع الأخلاقي.. والثانية كان المحرك فيها هو الدافع العقدي.. وفي الأولى هاجر المستضعفون لأن النجاشي لا يُظلم عنده أحد ومع ذلك لم يحملوا جوازات سفر حبشية.. لأن الدافع كان أخلاقياً كانوا لاجئين سياسيين..
ولكنهم لما هاجروا إلى المدينة أصبحوا رعايا الدولة الجديدة لأن المحرك هنا كان هو المحرك العقدي ولم يعودوا مجرد لاجئين سياسيين.. ومن هنا نشأت عقيدة الولاء البراء..
وجاءت الآية واضحة وصريحة في سورة الأنفال: «وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ»
وعبدالباقي الظافر أن كان يحمل جواز سفر أمريكيًا وهو من رعايا أمريكا وتنطبق عليه الآية السابقة الذكر في سورة الأنفال.. والإسهاب في الشرح لن يزيد الأمر جلاءً خاصة بالنسبة للأخ عبد الباقي الظافر.
خلاصة الأمر أن حمل الجواز الأمريكي للسوداني المسلم هو أشبه ما يكون بالردة لأنه تنازع في عقيدة الولاء والبراء..
وسؤالنا للأخ عبد الباقي الظافر ولكل من يحمل جواز سفر أمريكيًا من أهل السودان لمن ولاؤكم؟
الدولة الشريفة .. أم الدولة ال########ة؟! لأمريكا .. أم للسودان؟!
وإذا سمح عبدالباقي الظافر لنفسه أن يكون صحفياً سودانياً رغم جوازه الأمريكي.. فهل يسمح لنفسه أن يكون وزيراً أو سفيراً أو ربما في يوم من الأيام رئيساً للدولة؟! والسؤال موجه أيضاً للمشرِّع السوداني
ما الفرق بين أن يكون الرجل صحفياً سودانياً أو رئيسًا لجمهورية السودان؟
أليست سلطة الصحافة أحياناً أقوى من سلطة الرئاسة؟ أليس تأثير الصحافة على الرئاسة أقوى من تأثير الرئاسة على الصحافة؟!
لا أعتقد أن من الميسور على عبد الباقي الظافر فهم هذه الأمور ولا استيعابها.. لأنه مجرد ناقل غير بصير.. شأنه شأن حَمَلَة الجوازات.. وعبد الباقي الظافر شهد بعجزه عن فهم حقائق الأشياء على جلائها وليس أدل على ذلك من تورطه في وثيقة المنبر التي نشرها وتصرف في بعض أجزائها ظنًا منه أن ذلك يُنجيه من المساءلة وهو لا يدري أنه قد أوقع نفسه تحت طائلة جريمة تكاد تكون حدية لو طالبت الجهة المعنية بحقها..
لقد قلت إنني أخشى أن أصف عبد ال

باقي الظافر فيظن أنني أشتمه.. وهأنذا أفعل متوكلاً على الله.. أصفه ولا أشتمته.
اللجنة التي نشر تقريرها عبد الباقي الظافر كانت تحقق في أمر لو ثبت لكان جريمة حدية..
ولما كانت الجرائم الحدية ليست من شأن لجان التحقيق الإدارية بل من شأن القضاء.. فقد انتهت اللجنة إلى ما نشره وأذاعه عبد الباقي الظافر وأبت اللجنة أن تذيعه..
والذي لا يفهمه عبد الباقي الظافر هو أنه لو نقل خبراً إلى زيد مثلاً بأن عبيداً قال عنه إنه زانٍ.. أو صاحب فاحشة.. أو فاسقاً مثلاً فإن التهمة توجه إلى الناقل.. إلى عبد الباقي نفسه أولاً وفي هذه الحالة إلى الصحيفة التي تكرمت بنشر «القوالة».
أما استدرار عواطف النساء بنسبة قرارات اللجنة إلى سعد أحمد سعد فهو أحد أدنى مستويات «الفهم» التي يتمتع بها الظافر.. وليعلم الأخ عبد الباقي أن رئيس اللجنة واللجنة كلها لا يخجلون مما أورده عبد الباقي غمزاً ولمزاً ولو أن مثل أعضاء اللجنة تيسر لهم إدارة الشأن العام في السودان لعام أو عامين فإن الظافر سيضطر إلى البحث عن زوجة في مكان آخر.. لأن نساء السودان كلهن سيكنَّ ما بين محجّبة ومنقّبة.. ولسوف يبحث له عن صحيفة في مكان آخر.. ولسوف يضطر إلى اختيار وجهه الأمريكي «القبيح» على الوجه السوداني «الجميل» هذا هو عبد الباقي الظافر.. بلا ذم ولا قدح.. ولا سباب ولا شتائم.. مجرد من كل شيء.. وصف له على الحقيقة.. عبد الباقي الظافر أما المرآة.. ليس في غرفة النوم ولا في الصالة.. بل .. في مكان آخر.. والأمر متروك له..


Post: #44
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-26-2012, 06:53 AM
Parent: #43

المتعافي.. يتحدى من؟

التفاصيل
نشر بتاريخ السبت, 25 آب/أغسطس 2012 13:00



لا يزال وزير الزراعة ـ المستقيل، المعتكف ـ عبد الحليم المتعافي مادة طازجة للصحف وقد نشرت الصحف وصول الرجل لوزارة الزراعة بعد طول اعتكاف ومباشرته لمهمة محددة وهي إلغاء قرار تم اتخاذه إنفاذًا لتوجيهات رئاسية وهو الخاص بمدير وقاية النباتات خضر جبريل موسى حيث ألغى المتعافي قرار وزير الدولة بتعيين بديل لخضر وهو إبراهيم التنقاري الذي تم تعيينه اعتبارًا من الخامس والعشرين من رمضان الماضي وأعاده خضر لموقعه وغادر الوزارة وقد قالت الصحف: «المتعافي يعاند ويقيل بديل خضر».. ولعل كلمة «يعاند» وإن كانت تنم عن تحامل إلا إنها أقرب إلى الصحة سيما وأن إحالة خضر للتقاعد تمت وفقًا لقرار رئاسي والذي لا بشك لا رجعة فيه.
لكن السؤال المتعافي يعاند من؟.. واضح أن المتعافي «قنع من خيرًا فيها»، أو ربما استسلم للواقع وارتضى الانسحاب من الساحة ولكن بإحداث شيء من الجلبة إذ ما هو التفسير لما حدث من خلال قطعه لاعتكافه وتكسيره لقرار رئاسي!!! .. استقالة المتعافي إلى حد كبير يبدو أنها تم قبولها لسبب بسيط فقد طال أمد صمت القيادة بشأنها، وربما عزا البعض الأمر إلى الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس البشير لكن ذلك الأمر يتكسر أمام الرفض السريع من جهة الرئيس البشير لاستقالة المدير العام للطيران المدني المهندس محمد عبد العزيز والتي لم يستغرق أمرها إلا أربعًا وعشرين ساعة، بل وجه الرئيس البشير مدير سلطة الطيران بمباشرة مهامه فورًا وإكمال مسيرة الخطة الإصلاحية الثلاثية التي يقوم بها، ما يعني توافر ثقة الرئيس في عبد العزيز بينما لا يزال الصمت مسيطرًا حال استقالة المتعافي.
وربما يمكن تفسير خطوة المتعافي بإلغاء قرار وزير الدولة بالزراعة الذي تم تصميمه علي توجي رئاسي بأنها تحمل كثيرًا من التهور أو أراد من خلالها المتعافي إرسال رسالة للجميع بأنه موجود كيفما كانت طريقة ونوع ذلك الوجود!!
المتتبع لمسيرة الإنقاذ أنها لم تتوقف يومًا بسبب شخص بعينه ولم تتوشح نساؤها السواد على خروج شخصية أو فقد قيادي ليس لتبلد الـ «مشاعر» وإنما كان هذا ديدنها ونهجها منذ وصلت سدة الحكم في العام 1989 واختبرت نفسها في أصعب امتحان عقب خروج شيخها د. حسن الترابي من الحكومة نهائيًا واصطفافه وآخرين في جانب المعارضة، كما أن شخصيات بارزة لم يُتوقع يومًا خروجها وقد قامت الإنقاذ على أك########ا مثل مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله «قوش» وبالتالي كل هذه تجارب ودروس حق على كثيرين تدبرها والتفكر حيالها والمتعافي أولهم.. اللهم الا إذا كانت للرجل كروت خفية يستطيع أن يدير بها معركته


الانتباهة


--------------

الهندى عز الدين اشتبك مع صحيفة الانتباهة وقال انها سقطت مهنيا واخلاقيا... كيف تم ذلك اقرا مقال الهندى



سقطة (مهنية) وأخلاقية!!
23/08/2012 17:36:00


الهندى عزالدين

{ إذا كانت مهمتنا الأساسية - كصحفيين - أن نتصدى لأخطاء وتجاوزات واعتداءات (الحاكمين) و(المعارضين)، وأن نترصد المظاهر السالبة في المجتمع، وندعو لتمثل الأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة، ونسعى للإصلاح في كل شأن، فإنه من أوجب الواجبات علينا أن نمارس النقد الذاتي في ما بيننا، ونواجه بعضنا البعض بالأخطاء المهنية والأخلاقية، لا أن نغطيها، ونتستر عليها، فتتكرر حالات الاعتداء من (بني مهنتنا) على الحق (العام) و(الخاص)، بينما تهبط سياط أقلامنا وأقلامهم على ظهور الكثيرين، لا ترحم وزيراً ولا خفيراً.
{ كيف يتحدث (بعض) الصحفيين والكتاب عن الأخلاق والقيم والمبادئ، بينما هم في أمس الحاجة إلى نصح أنفسهم، قبل الآخرين.. وفاقد الشيء لا يعطيه؟!!
{ نشرت صحيفة (الانتباهة) في عددها الصادر أمس (الأربعاء) مقالاً للشهيد "مكي علي بلايل"، نوهت له - دون حياء - في صفحتها الأولى بذات العدد..!!
{ وقالت (الانتباهة) في تنويهها المضطرب الآتي: (تنشر الانتباهة مقال الشهيد مكي علي بلايل الذي أعده للنشر قبل عطلة عيد الفطر المبارك وشاءت الأقدار أن لا يرى النور إلا بعد رحيله، ونشكر الأخ "بشارة" مدير مكتب الشهيد "مكي" الذي أمدنا بالمقال)!! انتهى.
{ (الانتباهة) تمارس الخديعة والسقوط والأخلاقي بإشراف وعلم رئيس تحريرها الزميل "الصادق الرزيقي" عندما تقول (المقال الذي أعده الشهيد للنشر)!! أعده للنشر لأي جهة يا "رزيقي"؟! هل أعده ليتم نشره في (الانتباهة)؟! وهل من حق مدير مكتبه "بشارة" أن يعتدي على (حقوق) المرحوم، ويتجاوز رغباته، ويبدل خطه السياسي الذي اختار أن يعبِّر عنه في مكان واحد.. ومحدد هو صحيفة (المجهر السياسي)؟!
{ إن الشهيد "مكي بلايل" مرتبط باتفاق مبدئي وأخلاقي بكتابة مقال (أسبوعي) لصحيفة (المجهر)، وقد دعوته للكتابة قبل صدور الصحيفة بأيام، واستجاب مشكوراً - تقبله الله في جنات الخلد - وللحقيقة والأمانة والتاريخ، فإنه لم يطلب أجراً مقابل الكتابة، إلاّ أنني أصررتُ عليه أن تكون بمقابل زهيد في حسابات الدنيا والآخرة، لكنه مهم لتأكيد حقه الأدبي والمعنوي، وترسيخ ارتباطه (الاحترافي) بصحيفة (المجهر) وقد كان.
{ وظل الزميل "صديق دلاي" من القسم السياسي، مكلفاً بالإشراف على متابعة استلام مقالات الراحل الكبير، بالإضافة إلى مقالات صاحب القلم الاستثنائي مولانا "عبد الباسط سبدرات" متعه الله بالصحة والعافية.
{ وقبيل عطلة العيد أرسل الشهيد "مكي" مقاله الأسبوعي الأخير لصحيفتنا (حرب دينية تحت راية التهميش - بعض وقائع ودلائل استهداف الحركة الشعبية للإسلام بجبال النوبة)، وكان من المفروض أن يُنشر في عدد (السبت) الماضي، لكن المطبعة فاجأتنا بعطلة مبكرة لم نتوقعها اعتباراً من (الجمعة)، بينما كنا نرتب لإصدار عدد (السبت).
{ ويبدو أن مدير مكتب الشهيد الأخ "بشارة" قد تحدث في (صيوان العزاء) - كعادة السودانيين - عن مقال لم يُنشر للشهيد "مكي بلايل"، وكان هو المسؤول من إرسال المقالات عبر الانترنت، ولديه بالتأكيد نسخة من المقال، فسعت (الانتباهة) إليه، وأبلغته - حسبما أبلغني بعد ارتكابها الخطأ الفادح - أنهم كانوا يريدون نشره بعد أن تنشره الصحيفة (صاحبة الحق والالتزام).. المجهر السياسي!!
{ إنني اسأل الأخوين "الرزيقي" و"بشارة".. هل كان بمقدوركما نشر المقال على صفحات (الانتباهة) لو كان "مكي بلايل" حياً؟! وهل كان مؤمناً بخط (الانتباهة) ومنبر السلام العادل، إذن.. لماذا لم يكتب فيها؟!
{ لماذا يعتدي البعض على (حقوق) الراحلين، ويطعن رغباتهم، ويخرق وصاياهم بعد أن يغادروا الفانية؟!
{ نحن لم نتاجر بكتابات المرحوم "مكي بلايل".. ولم نجدها في (الانترنت)، ولا في أرشيف الصحف الأخرى، أو في دار الوثائق، ولكننا نوهنا لنشر مقاله الأخير، احتفاءً ووداعاً لكاتب راتب ضمن كتاب هذه الصحيفة، وهذا حقه علينا، ولكننا ندين مسلك الذين تعدوا على حقوقه ورغباته، وهو لعمري سلوك مشين ينبغي أن تتدارسه لجنة أخلاقيات المهنة بمجلس الصحافة والمطبوعات، ليتعلم ناشئة الصحافة في بلادنا أدبيات وأخلاق وأعراف هذه المهنة الرسالية العظيمة.
{ إنني أدعو رئيس مجلس إدارة صحيفة (الانتباهة) الأخ المهندس "الطيب مصطفى" إلى محاسبة رئيس تحرير الصحيفة على هذا التجاوز المهني الكبير الذي صدر مع سبق الإصرار والترصد.
{ ليست الحكومة - وحدها - من يحتاج إلى التقويم، بعض الصحفيين أيضاً!!
{ تقبل الله الشهيد "مكي بلايل" وأسكنه جنات الخلود.


Post: #45
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-26-2012, 07:04 AM
Parent: #44

الطيب مصطفى رد على يوسف عبد المنان الذى اتهمه بالعنصرية فى موقفه من وزير المالية على محمود وهنا الطيب يجادل عبد المنان ويقول ان على محمود لن تنظلى عليه مثل هذه المقالات المضروبة .. يا ترى كيف تكتب هذه المقالات والاراء المضروبة عند اهل الانقاذ من الاخوان المسلمين مجرد سؤال ؟



الانغماس في الوحل والطين!!

االطيب مصطفى

نشر بتاريخ الخميس, 23 آب/أغسطس 2012 12:57
رحم الله شهداءنا الأبرار جميعاً فشتان شتان بين القمم السامقة من أصحاب النفوس الكبيرة المصطفين الأخيار وبين من يُصرُّون على الانغماس في الوحل والطين!!
قد لا أكون مبالغاً إن قلت إنني أُصبتُ بالغثيان وكدتُ أتقيأ عندما قرأتُ ليوسف عبد المنان الذي ما كنتُ لأردّ عليه لولا قوله في إطار نقده لكتابات الأخ إسحق فضل الله ضد وزير المالية الأخ علي محمود: «لكن منبر السلام العادل له مواقف مسبقة وأحكام على كل من لا يروق له منظره وانتماؤه الجغرافي»!! بالله عليكم أليس هذا منطق ومستوى مكبّات القمامة؟!


أولاً ليت يوسف هذا يعلم أن إسحق فضل الله لا ينتمي إلى منبر السلام العادل، لكن هبْ أن إسحق ينتمي إلى المنبر هل بربِّكم يُعتبر رأيه الشخصي معبِّراً عن المنبر وهل أعبِّر أنا رئيس المنبر في كل ما أكتب عن رأي المنبر أم أن لي آرائي الشخصية المستقلة؟!
يمضي يوسف في هذيانه العنصري كاشفاً أن «في بطنه حرقص» هو الذي يجعله يتردَّى مثل هذا التردي وينحدر مثل هذا الانحدار فيقول إننا نتعامل مع الوزراء وفقاً لخلفيتهم الجهوية ويضرب أمثلة لبعض من يقول إننا لا «نهبشهم» أو نتناولهم بالنقد لأنهم لا ينتمون إلى المناطق أو الوجوه التي نبغض!! إنه نفس منطق المتمردين حَمَلَة السلاح بل إنها نفس نظرية «صراع المركز والهامش» أو منطق عرمان وباقان وعقار والحلو فما أتعس هذه البلاد التي ينقسم فيها المتمردون بين من يحملون السلاح وبين من يجوسون خلالنا وبين ظهرانينا يسمِّمون الأجواء وينشرون ترهات المتمردين وأحاديث الإفك لإقناع المزيد منهم بهذا المنطق الذي يوشك أن يدمِّر بلادنا ويُحيلها إلى خراب ينعق فيه البوم!!


كذلك فإن من أسباب حديثه هذا أنني انتقدتُ الأخ علي محمود في مرة أو اثنتين كما أنتقدُ غيره بالرغم من أنني أكنُّ للرجل احتراماً وتقديراً كبيراً ولا أشك البتة في كفاءته وموقفي حين أنتقده لا يختلف عن موقفي من أولاد نيفاشا الذين ظللت أسلقهم بألسنة حداد وأسمِّيهم بالمنبطحين أو موقفي من وزير الخارجية الأخ علي كرتي الذي لطالما انتقدتُ بعض مواقفه بالرغم من علاقة شخصية ممتدَّة بل إن نقدي طال النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي كتبتُ عن بعض مواقفه وآخرها دفاعه عن تجنيب الإيرادات بالرغم من أنه رئيس اللجنة المنوط بها محاربة التجنيب!!


الغريب بحق أن يوسف يكتب مدافعاً عن علي محمود ــ لأنه ينتمي إلى منطقة جغرافية معينة ــ ويهاجم المنبر و«الإنتباهة» بالرغم من أن رئيس تحريرها الأستاذ الصادق الرزيقي أقرب إلى الوزير علي محمود من يوسف هذا بل إن هناك علاقة دم «عديل» تربط بين الرزيقي وعلي محمود!! فأنت يا يوسف فوق كم؟! ماهو يا ترى الشيء الذي يجعلنا نصنِّف علي محمود على أساس انتمائه الجغرافي والعِرقي ولا يجعلنا نفعل ذلك مع الرزيقي وقد ولَّيناه رئاسة تحرير «الإنتباهة»!!
على كلٍّ أنا أعلم أسباب مثل تلك المقالات المضروبة التي لا أظنها ستنطلي على الأخ علي محمود الذي لا أشك أنه من خبرته في التعامل مع أمثال هؤلاء يعلم منطلقاتهم الحقيقية التي تجعلهم في سبيل أهداف صغيرة يفتكون بالقِيم العليا ويدمِّرون التماسك الاجتماعي لهذه البلاد المنكوبة.. وينغمسون في حمْأة العنصرية ومستنقعِها الآسن.


أقول ليوسف عبد المنان ليتك تخرج من ثقب نفسك الأمارة إلى سعة التفكير السوي بعيداً عن الأهواء والعصبيات الضيقة وليتك تُزيل ما عَلَق بها من «حرقص» وران العنصرية البغيضة وتقرأ ما قاله الشهيد مكي علي بلايل في مقاله المنشور في «الإنتباهة» يوم أمس وحواره المنشور اليوم وهو يتحدَّث عن المعاني الكبيرة وعن حرب الحركة الشعبية على الإسلام في جبال النوبة والمتاجرة بقضية الجبال وبدماء أبنائها من قِبل عرمان وغيرِه من الخونة والمارقين فنحن أمام تمرُّد لئيم يحارب ديننا ويستهدف قياداتنا ويحتل أرضنا و«يطمع في تحريرنا» فهل هناك من داعٍ لترديد أوهام تفرِّق بين أبناء الوطن الواحد بعد أن تحرَّر من أثقاله المتمثلة في جنوب الدماء والدموع؟!


أما إسحق فضل الله فهو مُخيَّر فيما يكتب فهذا رأيُهُ الذي يعبِّر عنه بقلمه وليس بالبندقية التي ينبغي أن نواجهها جميعاً في سبيل تحقيق السلام في ربوع بلادنا الحبيبة فنحن لن نكسر قلم إسحق لأنه انتقد علي محمود أو غيره وبالله عليك ماذا تسمي حملته على محمد عبد العزيز مدير الطيران المدني مؤخراً؟! هل هو كذلك ينتمي إلى المنطقة الجغرافية أو الاثنية التي ينتمي إليها علي محمود؟!
يا رجل اتّقِ الله العليم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور واكتب حول المعاني والقضايا الكبيرة بدلاً من شغلنا بصغائر الأمور وسفاسفها فنحن «ما ناقصين» وكان الأولى أن يُكتب هذا المقال في شيء آخر أهمّ وأعظم لولا أن الاتهام الذي ساقه يوسف خطير وكبير وينبغي أن نتصدَّى له ونحذر من أمثاله.

Post: #46
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-27-2012, 04:57 AM
Parent: #45

ويستمر الجدل بين الطاهر ساتى وكاتب الانتباهة سعد احمد سعد رؤيتين للمؤتمر الوطنى كل يمثل رؤية تتعاركان من اجل البقاء ..



النصب على العقول ... !!





08-27-2012 02:48 AM
الطاهر ساتي


** لقد تم إختيار الشيخ العلامة سعد بن أحمد بن سعد أل العباسي - عضو المسماة بهيئة علماء السودان والكاتب بالإنتباهة - في وفد تلودي، ليؤم الأهل هناك في صلاة العيد.. نعم، كان يجب أن يكون أميراً لوفد طائرة تلودي، رحمهم الله جميعاً وإيانا وإياكم برحمته الواسعة..ولكن الفارس القرشي سعد (زاغ معتذراً) قبل إقلاع الطائرة بسويعات، فالعيد في الخرطوم أشهى والأكل في مائدة الطيب مصطفى أطعم.. تفاصيل هذه المعلومة بانتباهة البارحة، وهي ليست مهمة، فالمهم (حمد لله على السلامة يا أخا العرب)..ربما أبقاك القدر ليمتحن صبرنا على كتاباتك أو لتؤم جيش منبركم عقب تحريره للقدس من اليهود أو تحريره للخرطوم من العناصر غير العربية..فأبق حيث أنت، محرضاً للقتال من الخرطوم، و( زائغاً من مناطق القتال)، وليس كما الصحابة - رضوان الله عليهم - محرضاً للقتال ومتحفزاً له من الصفوف الأمامية..إذ قدرك - لحين تطابق أفعالك لأقوالك - بأن تكون (من القاعدين)، وكذلك (من المنبطحين والمنبرشين)،أو كما يصف سادة منبركم كل داع للسلام والديمقراطية والعدالة..!!

** وبجانب معلومة (التولي يوم الزحف الى تلودي)، قرأت إحدى زوايا سعد القرشي أيضاً..إذ يقول فيها مخاطباً الأخ عبد الباقي الظافر بنص معناه : ( عندما هاجر الصحابة رضوان الله عليهم الى النجاشي ملك الحبشة وإحتموا به، فعلوا ذلك لعلمهم بأن النجاشي ملك لايظلم عنده أحد..ومع ذلك لم يحملوا - الصحابة رضوان الله عليهم - الجنسية الحبشية )، هكذا خاطب الأخ الظافر مستنكراً حمله للجنسية الأمريكية..رحمة بقرائي، أعدت صياغة نص سعد العباسي مع الإحتفاظ بالمعنى، إذ نصوصه - كما هي - إن لم تتسبب في تساقط أسنان القراء، فانها قد تخدش الذوق العام للقراءة .. فالفتى القرشي سعد - رغم دماء العروبة التي تجري في أفكاره - لا يعرف مهام حروف الجزم والجر ولامواقع إستخدامها.. أي كما ينصب على عقول الناس باسم الدين والعروبة، ينصب أيضاً كل أفعال وأسماء زاويته.. ولذلك، أعدت صياغة النص بحيث لايؤرق سيبويه في قبره، وبحيث يفهم القارئ معناه..!!

** نرجع لمحتوى النص..ونقف عند معلومة (الصحابة رضوان الله عليهم لم يحملوا الجنسية الحبشية)، ونسأل سعد ببراءة الأطفال : الزمن داك كانت في حاجة اسمها جنسية ولاجواز سفر ولا بطاقة شخصية؟..بمعنى، عندما عبر الصحابة رضوان الله عليهم حدود الحبشة، هل كانوا يحملون جوزات سفر عليها أختام تأشيرة خروج من إدارة الجوازات والهجرة بدار قريش؟..وإن كان كذلك، كم رقم جواز أوجنسية أو البطاقة الشخصية لسيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، حسب الكتب التي تقرأها و(تجي تقدنا بيها)، بمظان انها أفكار وآراء وفتاوى؟..نعم، بما أنك من العارفين بأنهم - رضوان الله عليهم - رفضوا حمل الجنسية الحبشية واحتفظوا بجنسياتهم ، فبالتأكيد تكون من العارفين بتفاصيل أوراقهم الثبوتية، حجازية كانت أو نجدية، أو قرشية كما حال أفكارك، أو بالأصح (أوهامك)..افدنا بالتفاصيل، أفادك الله ثم أبقاك بالخرطوم محرضاً للقتال و( مكبراً اللفة من مناطق القتال)، أو كما حدث يوم العيد..وبالمرة، افدنا من فيض علمك إن كان سيدنا سلمان الفارسي رضي الله مقيماً في ديار العرب بالتجنس أم (إقامة حرة)، أم ( كرت زيارة)..!!

** على كل حال ، المهم جداً - وهو ما لم ولن يتعمق فيها سعد القرشي - هو الدروس المستوحاة من هجرة الصحابة رضوان الله عليهم الى أرض الحبشة..فالتعمق في دروس الأحداث بحاجة الى عقل راشد وذهن متقد، ولكن عقل سعد - و أذهان أمثال سعد - كما الببغاء يكتفي بترديد نصوص الأحداث..لم يكن ملك الحبشة مسلماً ولاعربياً يا سعد، ومع ذلك لم يكن ظالماً ولم يُظلم عنده أحد ( فكر في الحتة دي شوية)..وقالها المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن فيها ملكاً لايظلم عنده أحد)، ولذلك إطمانت قلوب الصحابة رضوان الله عليهم، وهاجروا اليه بحثاً عن الملاذ الآمن الذي يحيل بينهم وبين بطش كفار قريش.. وفي حاضرنا يتجلى بعض أجزاء الماضي، وأهل السودان عندما يهاجرون الى الخليج و أمريكا وبريطانيا وغيرها بالملايين، لايفعلون ذلك هياماً بتلك الدول، بل هو هروب من واقع حال الحكم في بلادهم، بطشاً سياسياً كان أو طحناً إقتصادياً ، وهناك يجدون ما افتقدوه عند سلاطينك يا سعد.. وبالمناسبة عروبة كفار قريش - الذين بطشوا بالصحابة رضوان الله عليهم لحد إرغامهم على الهجرة الى ديار ملك ليس بعربي ولامسلم - كانت نقية، وليست وهمية بغرض الإستثمار السياسي أو التكسب من أوجاع الناس وتمزيق البلاد..قف عند تلك الهجرة يا سعد وإستخلص دروسها، عسى ولعل يهديك الله بحيث تكون داعياً للسلام والديمقراطية والعدالة، بدلا عن المباهاة بقرشيتك وعباسيتك وغيرها من نتانة الجاهلية، وبدلا عن الدعوة الى الإحتراب من (حصون البنادر)..!!

Post: #47
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 08-30-2012, 05:26 AM
Parent: #46


حزب البشير يبعد الترابي وحزبه عن مؤتمر الحركة الإسلامية.. اتجاه لتنحية طه عن قيادتهم.


«وجبة الغداء في البيوت السودانية قبل انقلاب الحركة الاسلامية على الديمقراطية»




08-30-2012 02:16 AM
الخرطوم: أحمد يونس

قطع الإسلاميون السودانيون بأن علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني والأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، والبروفسور إبراهيم أحمد عمر رئيس مجلس شوراها، لن يبقيا في موقعيهما بعد المؤتمر العام الثامن في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال البروفسور عمر رئيس مجلس الشورى ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في مؤتمر صحافي عقد بالخرطوم أمس للكشف عن التحضيرات الخاصة بالمؤتمر، إن دستور الحركة يحدد بقاء الأمين بدورتين، مما يعني أن على الحركة الإسلامية انتخاب أمين عام ورئيس مجلس شورى جديدين، بيد أن عمر عاد ليقول: «لكن يمكن للمؤتمر بصفته أعلى سلطة تعديل الدستور بما يتيح لهم البقاء لفترات إضافية». وأضاف أن الحركة تأمل أن يكون المؤتمر مناسبة لـ«شحذ همم أعضاء الحركة الذين تكاسلوا، أو توقفوا عن العمل بسبب مآخذ أو مثالب عليها»، وأن لجنة مختصة بـ«الدعوات»، شرعت في الاتصال بكل «الإسلاميين»، وكل المتعاطفين مع حركته بهدف إعادتهم إلى صفوف الحركة. بيد أن عمر رفض اعتبار أعضاء حزب المؤتمر الشعبي بمن فيهم الدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم الحزب، أعضاء في الحركة الإسلامية، لكنه عاد ليقول: «يمكن لضيوف المؤتمر الأجانب محاولة الإصلاح بين الطرفين». واستهجن رئيس مجلس الشورى أن يكون المؤتمر المزمع «استعراضا للقوة» لتخويف المواطنين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة ضد حزب الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطني) وحكومتها، ووصفه بأنه مناسبة لـ«تضميد جراح» الحركة الإسلامية ومد الأيدي لـ«الإخوة في الوطن».

وحول مذكرات الاحتجاج التي قدمها شباب الإسلاميين، ويتردد صداها هنا وهناك، وأشهرها «مذكرة الألف أخ»، قال عمر إنها صادرة عن مجموعة خيرة من أعضاء الحركة الإسلامية، وإن المؤتمر لن يتجاهل تلك المذكرات. وأضاف أن حركته هي أكثر الحركات التي اهتمت بالشباب وناقشت قضاياهم، وأن «شيوخ» الإسلاميين لا يرغبون في البقاء بمناصبهم، لكنه استدرك: «إلاّ إذا حُملوا على ذلك حملا».

وأنكر البروفسور عمر أن تكون الدولة هي التي تمول المؤتمر الضخم، وقال: «الحركة الإسلامية هي من تموله، لأنها ترى أن الاهتمام بالقضايا الفكرية، والاستجابة للتحديات التي تواجه الإسلاميين، وحفظ تماسك المجتمع المسلم، قضايا تستحق الصرف عليها».

وعن تسجيل الحركة الإسلامية بوصفها منظمة لها نشاطها السياسي وحزبها، قال عمر بعدم وجود قوانين ومؤسسات يمكن تسجيل حركته فيها. وأضاف ساخرا في رده على صحافيين اعتبروا قيام الحركة مخالفا لقوانين تسجيل الجمعيات والأحزاب والمنظمات الطوعية، وأنها تعمل بقوة الدولة: «ساعدونا على ذلك، وعندما تقوم مثل هذه المؤسسة سنسجل فيها».

ووصف عبد الباسط عبد الماجد، القيادي بالحركة الإسلامية، علاقة الحركة الإسلامية بالغرب بقوله: «الغرب غير صديق للحركة الإسلامية، فهو يقف ضدها سياسيا ويحاصرها اقتصاديا، ويطرح أفكارا مناوئة لها، لكن الحركة الإسلامية لا تمانع في التصالح مع الغرب».

وحسب إفادات مقرري لجان الإعداد للمؤتمر للصحافيين، فإن المؤتمر المزمع عقده يومي 16 و17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يعد «الأضخم» في تاريخ الإسلاميين السودانيين، وتبلغ عضويته 4000 عضو، ويستضيف 150 ضيفا خارجيا من الحركات والمؤسسات والشخصيات الإسلامية، ووفرت له إمكانات مالية وتنظيمية كبيرة.

ويناقش المؤتمر دستور الحركة الجديد، ويستمع لتقارير من الأمين العام ورئيس مجلس الشورى، فضلا عن مناقشة أوراق أخرى عديدة، ثم ينتخب أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 400 عضو، لينتخب مجلس الشورى الأمين العام.

الشرق الاوسط

--------------

المتثاقلـــون إلــى الأرض!!

الطيب مصطفى

----------

نشر بتاريخ الإثنين, 27 آب/أغسطس 2012 13:00


عندما هجا الشاعر الأعمى بشار بن بُرد بعض الأعراب شكَوه لأبيه فقال لهم معتذراً عن ابنه (ليس على الأعمى حرج) فخرجوا منه وهم يقولون (فقه برد أغيظ لنا من هجاء بشار)!!
ذلك كان فقه عادل الباز وهو يبرِّر انبطاحه ونشره لثقافة الاستسلام بتسميتنا بدعاة الحرب بالرغم من أن الله تعالى حضَّ نبيَّه بأن يحرِّض المؤمنين على الحرب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) فبربِّكم متى يقاتل الناس إذا لم يقاتلوا دون دينهم وأرضهم المحتلة وهل قتال الناس لتحرير هجليج المحتلة أوجب من قتالهم لتحرير كاودا المحتلة ودحر الحركة الشعبية وعملائها عرمان وعقار والحلو؟!
أعجب ما في فقه عادل الباز أنه يهاجم منبر السلام العادل ومنابر الجمعة وعلماءها ويقول إن أجندة تلك المنابر ومصالحها في الحرب وإن (الحاكمين يفعلون خيراً إذا أصموا آذانهم عن تهديداتها ونداءاتها وابتزازها للقيادات)!!


٭ إن عادلاً يكرر ما قاله المشركون قديماً حين طالبوا قومهم بأن يصموا آذانهم عن سماع القرآن (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) نفس المنطق أن يصم المسؤولون آذانهم عن سماع القرآن الذي يستشهد به علماء الأمة وخطباء المنابر وهم يتلون آيات الجهاد ويحضُّون على القتال ويحذِّرون من الانبطاح الذي ورد بلفظ التثاقل إلى الأرض (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) بالله عليكم ألا تعني عبارة التثاقل إلى الأرض (الانبطاح) الذي لطالما حذرنا منه؟! األم يقل عادل أو كاد (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)؟! ماذا تعني كلمة (قاعدون) غير ما يدعو إليه عادل وهو يهاجمنا بل ويطلب من العلماء أن يكفُّوا عن الحضّ على الجهاد ومن الحكام أن يغلقوا آذانهم ولا يستمعوا للعلماء؟!
ثم ما هي أجندتنا ومصالحنا التي تدعونا إلى الحرب ورفض السلام؟!
والله يا عادل لسنا أقل حرصاً منك على السلام لكننا نريده سلاماً عزيزاً لا كسلام نيفاشا التي أذلّت السودان وأحالت انتصارَه في ميدان القتال أيام كنا نقاتل في أحراش نمولي إلى هزيمة سياسية في مائدة التفاوض التي جعلتنا نتراجع ونعجز حتى عن تحرير أرضنا في الشمال!!


لا نريده سلاماً بأي ثمن نتجرَّع فيه الذل والهوان ويتطاول فيه علينا باقان بعد أن قال فينا ما لم يقل مالك في الخمر من أحاديث إفك من شاكلة (ارتحنا من ###### الخرطوم) أو (وداعاً للعبودية) بالرغم من أن الله تعالى يريدنا أعزاء وهو معنا إن ابتغينا العزة (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
إن سلاماً يجعلنا نسحب جيشنا من أرضهم بينما جيشُهم في أرضنا أو سلاماً يجعلنا نمنحُهم حريات أربع تشمل حرية الإقامة والعمل في أرضنا قبل أن تغادر جيوشُهم المحتلة جنوب كردفان والنيل الأزرق لهو سلام ذليل بل هو استسلام يريدون من خلاله زرع خلايا نائمة وقنابل موقوتة يستخدمونها في إقامة مشروعهم الاستعماري الذي سمّوا به حركتهم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وانتدبوا عملاءهم عرمان والحلو وعقار وأنشأوا فرعاً لحزبهم في السودان لم يستحوا من أن يسموه (قطاع الشمال) اعترافاً بأنه فرع من حزبهم الحاكم في دولتهم الجديدة لكنكم يا عادل تتوارَون عن هذه الحقائق وتتغافلون عن التطرق إليها!!


أبعد ذلك يا عادل تتحدث وتقول متهماً المنابر بقولك إنها (تسدر الآن في غيِّها لإنهاء أي أمل في العيش بسلام في وطن مستقرّ وآمِن وها هي تُصعِّد من أجندة الحرب وتُثير الكراهية وترفض أي حوار ولا تعرف معنى المساومة)!!
بالله عليك من الذي يرفض السلام نحن الذين تُحتل أرضُنا أم هم الذين يحتلون ويتحرشون بنا ويشنُّون الحرب علينا؟! أليس ما تريده منا هو الاستسلام؟! ثم عن أية مساومة تتحدث والقرآن يخاطب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (لَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا) والله يا عادل إن أية ذرة يحتلونها من أرضنا تُستأصل فيها شأفة الإسلام.. ألم تقرأ ما كتبه الشهيد بلايل عمّا فعلته الحركة في الأراضي المحتلة في جبال النوبة؟! ألم تسمع عما فعله عقار بالإسلام في جنوب النيل الأزرق عندما كان يحكم تلك الولاية؟! ألا تعلم عن مشروع السودان الجديد الذي لطالما تحدثوا عنه ووقَّعوا الحريات الأربع من أجله وأبرموا اتفاق نافع عقار حتى يستنسخوا نيفاشا في السودان الشمالي من أجل إقامته؟!


إن المساومة تكون بعد تحرير الأرض حول القضايا العالقة المتنازَع عليها أما الآن فإن على وزير الدفاع أن يتفرَّغ لتحرير أرضه بدلاً من قيادة المفاوضات السياسية مع باقان فباقان ليس وزيراً للدفاع والتفاوض السياسي ينبغي أن يُترك للسياسيين أما القوات المسلحة ووزيرها فإن مهمتهم تحرير الأرض ولا شيء غير ذلك


--------------



السوداني ) مع المتعافي (صراحة بلا سقف): (...)
هؤلاء يريدون التخلص مني!!

الثلاثاء, 28 أغسطس 2012 12:32 الاخبار -

(السوداني ) مع المتعافي (صراحة بلا سقف):
(...)هؤلاء يريدون التخلص مني!!!
حوار: ضياء الدين بلال
تصوير: سعيد عباس
دكتور عبد الحليم المتعافي اسم لا يغيب عن اوراق الاخبار ولا مقالات الكتاب فهو موصوف دوماً بأنه مثير للجدل، هناك من يرى فيه سياسي من طراز جديد يحمل رؤية يدافع عنها بقوة ورباطة جأش ولا يمارس السياسة ك (طق حنك) بل كارقام وحسابات واستراتيجيات وفي سبيل تحقيق ذلك يواجه الصعاب ويحاصر بجيوش الاعداء وأخرون لا يروا فيه سوى بهلون سياسي بارع في بيع الاوهام ومجيد في تحقيق المصالح الذاتي على حساب المصلحة العامة..ربما الجميع في حاجة لوقت أكثر للحكم على المتعافي ومنهجه..في هذا الحوار نحصر أنفسنا في أزمة جبريل وحديث الاستقالة وما بعده..!
تمسكك الغريب بخضر جبريل مسؤول المبيدات مثير للشكوك إذا كان موضوع المبيدات بالحساسية والأهمية التي تذكرها هذه يفترض ألا يكون معتمداً على شخص واحد يذهب أو يبقى؟!!
لا في السودان أو وزارة الزراعة فقط ولكن في كل العالم عندما يكون هناك "قائد" ليس من الضرورة عندما يذهب هذا القائد أن تجد قائداً آخر بديلاً بسهولة ، وهذه حتى في تاريخ الأمم والشعوب والدول يأتي قائد واحد مثل (مهاتير) يحدث قفزة كبيرة جداً وبعد ذلك يأتي أشخاص، الفارق بينه وبينهم كبير و...
(مقاطعة) هذا ضد معنى المؤسسية هؤلاء الأشخاص غير خالدين مثلاً خضر هذا يمكن أن يحدث له أي شيء غير الإحالة أو التقاعد، أنت تقوي الأفراد على حساب المؤسسة؟!
أمثال خضر هذا يحرسون المؤسسة ومصالحها بنزاهتهم وجرأتهم وقوتهم وفي ذلك تقوية للمؤسسة فهو قائد في مكان عمله.
البعض يرددون أن لك مصالح مع خضر جبريل، لذلك تحرص على إبقائه لأنه كاتم سرك؟!!
(هو طبعاً لو في حد عاوز يتخلص من شخص لازم يجد لي مبررات لأن الخطة أصلاً التخلص منه ولازم يجد له مبررات وواحدة من المبررات التي يمكن أن توهن من عزيمة الشخص المدافع عن شخص آخر أن يتهم الشخص المدافع ذاته ويقولون له والله أنت عندك مصلحة شخصية وكده ،خلاص فليكن).
د. المتعافي ألا يوجد لك أي استثمار خاص أو شخصي فيما يتعلق بالمبيدات والأسمدة؟!
-بحزم-
أبداً.
ولا كان في الماضي؟!
ولا في حياتي لم أعمل عمل خاص أو عام له علاقة بمدخلات الزراعة.. أنا بزرع صحيح كمزارع ولكن شغل في التجارة والمدخلات والآليات الزراعية أبداً.
الموقف هذا إذا كان مرتبطاً بأي شخص في الإدارات الأخرى- غير خضر- هل كان سيكون موقف د. المتعافي بذات المستوى من الحدة؟!!
شوف.. أي موقف لازم تنظر إليه بنظرة موضوعية في قضيتين: قضية عامة أن مبدأ التدخل في عمل إدارة الوزارة من جهة خارجية غير مطلوب وغير مقبول، وعندما يكون الشخص مميزاً يكون عندك حقيقتين، حقيقية أن لديك شخصاً يؤدي أداءً جيداً والمكان الذي يوجد فيه مكان مهم مع احتفاظك بحقك في عدم التدخل في عملك.
(مقاطعة) يعني الموقف لو كان مع أي شخص آخر هل كان د. المتعافي...؟!!
-(مقاطع)-
حصل وأنا قبل ذلك قامت علي الدنيا ولم تقعد في تقاوي زهرة الشمس وأنا دافعت عن إدارة التقاوى وإدارة الحجر الزراعي.
لماذا تعتبر سياسات مجلس الوزراء وقراراته تدخل في عملك، مجلس الوزراء لديه علاقة بتنفيذ النظم والقوانين والقرارات وهذا تدخل من جهة ذات اختصاص!!
لا هذا كما يبدو لك، أنا ماعندي مشكلة مع النظم ومجلس الوزراء و قرارات الرئيس على الرأس وسأنفذ قرار الرئيس.
(مقاطعة) حاتبعد جبريل؟!!
حأنفذ قرار الرئيس..مافي ذلك شك.. لكن أي قرار وحتى قرارات مجلس الوزراء وغيرها يؤثر فيها أشخاص باعتبار أنك لا تستطيع أن تقول لي إن قرار مجلس الوزراء( ده مابسوه أشخاص، بسوي زول واحد يعني).
لكنك ظهرت كأنك في مواجهة مع قرارات الرئيس؟!!
هناك جهات أرادت أن تظهر هذه القضية بهذه الطريقة لأنها نشرت القرار في عشر صحف قبل أن تسلمه للجهة المعنية وهي وزارة الزراعة.
د. المتعافي يبدو لديك شعور بأن هناك جهة متآمرة تحرك الخيوط حول مقعدك، هل التأمر على شخصك أم على مهامك؟!!
ممكن ماتسميها مؤامرة ولكن سمها أن الزراعة شاغلة بال الكثيرين، وبالضرورة أن كثرة المشغولين بالزراعة يمكن أن تصبح معيقاً يؤثر على الأداء العام فيها.
إذاً ليس لديك شعور بالتأمر؟
( أطلق ضحكة مجلجلة) ثم قال: ماعندي.
الناس بيفتكروا أن الكثير من القضايا المتعلقة بالمبيدات والتقاوى والقضايا هذه لم تكن ذات أهمية واهتمام كبير من قبل الإعلام إلا في وجود د. المتعافي داخل وزارة الزراعة لأن في الوزارات السابقة لم يكن هناك جدل ولم تكن الزراعة حاضرة بهذه الكثافة.. ماهو تفسيرك لهذه المسألة؟!!
كدي خلينا نمسك القضية الأولى التي أثيرت وهي قضية التقاوى وكلكم تعلمون بمافيكم الإعلاميون أنها حدثت قبل أن أتي أنا لوزارة الزراعة وفي زمن وزير آخر، ولكن هناك جهات أرادت أن تربطها بالوزير الموجود حالياً وأعتقد أنها فشلت، القضية أخذت مسارها وانتهت.
من الواضح أن أداءك الوظيفي يستفز أطرافاً عديدة أو يستعدي أطرافاً عديدة، هناك خطأ ما؟!!
ممكن تكون هذه وجهة نظر ولكن وجهة نظري أن وزارة الزراعة وزارة مهمة جداً وضرورية جداً جداً لتطوير الزراعة في البلاد والزراعة ضرورية جداً لنهضة السودان وقد تكون في جهات يعني كثيرة تريد أن تلعب دوراً وأحياناً عندما تلعب أكثر من جهة دوراً يمكن لهذه الأدوار أن تتقاطع.
أنت تريد أن تلعب في مسرح الرجل الواحد ؟!!
-ضحك-
يعني لحسن الحظ كل القضايا التي أثيرت لاعلاقة لها بشخصي إما بشخص يدير إدارة مهمة في التقاوى أو إدارة كالحجر الزراعي او إدارة كالوقاية بمعنى أن اللاعب الأساسي ليس شخصي وأنا مهمتي أساعدهم على أداء أدوارهم، في إطار صلاحياتي.
مسألة الاستقالة عنوانها جبريل هل هذا هو العنوان الصحيح للاستقالة؟!!
هذا انحراف بالاستقالة من أهدافها الأساسية، أهم سبب لهذه الاستقالة هو أن تمويل النشاط الزراعي وتمويل النشاط الإنتاجي عموماً أقل بكثير مما يمكن البلاد من الخروج من الأزمة.
والآن ما الذي جعلك تعدل عن الاستقالة؟!!
هذا الموضوع تم نقاشه نقاشاً مستفيضاً في أكثر من جلسة، ثلاث جلسات مع القيادة العليا للبلاد واتفقنا على تدابير بوضع خطة للخروج من أزمة..
كأن الإستقالة وسيلة ضغط فقط ؟!!
لا أنا استجبت لطلب الأخ الرئيس والأخ نائب الرئيس بأن نواصل المشوار.
وزير المالية قال إنه يدعم الزراعة بمبالغ كبيرة جداً لكن العائد الواضح بالنسبة له لا شيء يذكر؟!
الذي أعرفه أن وزير المالية اجتهد لدعم الزراعة وربما دعم الزراعة بشكل أكبر من سابقيه، ولكن ما هو مخصص حتى في الموازنة للزراعة ضئيل جداً مقارنة بما يبرزه وزير المالية في أرقامه الرسمية بأن الزراعة والقطاع الزراعي يساهم بـ33 بالمائة من الدخل القومي، فإذا كانت الزراعة تساوي 33 أو 35 % من الدخل القومي للبلاد ويعيش عليها أكثر من 50-60% من المواطنين في البلاد ومايقدم في الموازنة لوزارة الزراعة لايصل إلى 5% من موازنة الدولة فما رأيك!.
قيل إنك محبط للنتائج الأولية للقطن الوراثي؟!!
هذه فرية روج لها أحد الصحفيين وأنا سعيد جداً بنتائج القطن المحور وراثياً حتى الآن، ولكن النتائج لم تظهر حتى يخيب رجائي فيها، وعندما تحدث عن نتائج القطن لم يكن زرع بعد وهذا الصحفي لم يجد سبباً للاستقالة وتخيل سبباً ودفع به للإعلام.
برغم ذلك هناك حديث أن نسبة الإنبات الواضح من مؤشراتها أنها لم تكن كما كان متوقعاً؟!!
الواقع وقد أجاب على ذلك مديرا مشروع الجزيرة وحلفا من أن القطن محصول حساس للمياه وأي زراعة قطن تأتي عليها أمطار كثيرة لن تنبت.
بمعنى أن الأمطار أفسدت القطن؟!!
(مش أفسدت القطن لكن المساحة التي حدثت فيها هذه المشكلة هي مساحة محدودة والقطن عموماً والقطن المحور وراثياً حساس للغرق والمياه والمساحة التي حدثت فيها هذه القضية محدودة جداً في الجزيرة وفي حلفا.
كم تمثل؟!!
ولا (3%) من المساحة المزروعة إذا لم تكن (1%) والقطن الآن مزروع في القطاع المطري والقطاع المروي في أكثر من (6) مواقع.
الزراعة دائماً تكون مصحوبة بالأعذار إذا شح المطر يكون هذا عذراً وإذا كان كثيراً يكون هذا عذراً أيضاً؟!!
هذه طبيعة الزراعة.. واصلاً الزراعة مدخلات والزراعة المروية لديها مقومات منها ما هو تحت اليد ومنها الطبيعية وهذا ليس في السودان فقط، أنت تعرف أن ارتفاع أزمة الغذاء العالمية الأخيرة سببها الجفاف في أمريكا...وهذه قضية الطبيعة وتأثيرها على الزراعة.
هل فعلاً مساحة القطن المزروعة الآن تمثل مابين 12-15% من المساحة المحددة في الخطة؟!!
الخطة كانت تفترض أن تقفز المساحة من (400) إلى (800) ألف فدان، في الواقع نزلنا من 400 إلى أقل من 200 ألف فدان والسبب اقتصادي لأن الخطة عندما بنيت كانت أسعار القطن العالمية في تصاعد وحدث بعد التنفيذ هبوط في أسعار القطن والمزارع يزرع المحصول الذي يأتي بالمال ولايزرع الذي نريده نحن أو غيرنا وهذا متغير.
هذا يعني أن الخطة لم تكن مستصحبة للمتغيرات السعرية؟!!
المتغيرات يومية وليست متغيرات طويلة أو متوسطة المدى.
ولكن الخطة كانت يجب أن تراعي هذه المسألة أيضاً؟!!
أنت لاتستطيع التنبؤ في أسعار السلع عموماً لثلاث سنوات ولا في عامين ، القطن في سنة واحدة في عشر سنوات كان سعره بين 55 و65 وقفز من 65 إلى 220، ومافي زول تنبأ بالحكاية دي ونزل من 220 إلى 70 وهو المعدل الطبيعي.
البعض يردد أن المشاريع الزراعية هي ناجحة في " الايباد" الخاص بالمتعافي فقط؟!!
ضحك
حتى أجاوب على هذا السؤال لدينا ترتيب لزيارة وقرار القطاع الاقتصادي أن نذهب ونزور المواقع التي تمت فيها الزراعة هذا العام والتجارب الجديدة التي خططنا لها وهذا أصدق شيء نرد به على مثل هذا الحديث وإذا كان العيب في أن المتعافي عنده أي باد نحول لأي ماك (ضاحك) وهذه النكتة كان قد أثارها أحد الوزراء.
أنت حاد الطبع في إدارتك؟!!
لا لا أبداً.
أنت تجيد صناعة الأعداء ؟!!
الأعداء بتصنعهم حاجات كثيرة أنت حقو تكون عارفها..
(ضاحك).
منها شنو؟!!
أنت أدرى ياعزيزي.
ماذا عن القول أن السبب الأساسي في الاستقالة هو قرض كان مخصصاً للزراعة وتم تحويله للكهرباء ماصحة ذلك؟!!
أنا لا أستطيع أن أقول لك إن الاستقالة لها سبب واحد هناك عدة أسباب لكن أهم قضية ليست هي القضايا الصغيرة، وقضية القرض وخضر جبريل هذه قضايا صغيرة، القضية الأساسية أننا أمة لديها تحدٍ، أمة تشتري غذاءها الأساسي من خارج السودان بما يتجاوز المليار وخمسمائة ألف دولار وهذا هو التحدي الحقيقي وأنا أول ماجئت وزارة الزراعة عارف التحدي الحقيقي، إن لم نحدث اختراقاً في هذه القضية ينبغي أن نذهب.
متى نتوقع إحداث هذا الاختراق؟!!
لا أتخيل أن يحدث الاختراق بين عشية وضحاها في سنة أو سنتين، ولكن ينبغي أن نلاحظ التقدم سنوياً بنسبة لاتقل عن 10%، على الأقل بمعنى إن لم ينمُ القطاع الزراعي بنسبة تتجاوز 10% في العام نحن إذن فاشلون.
بأي نسبة يتم التجاوز الآن؟!!
حتى الآن لم ندرك هذه النسبة ولذلك أنا لست راضٍ عن أدائنا... يعني الأخ الرئيس تفهم لهذه القضية الأساسية المحورية ووعد بأن يقدم أقصى دعم لنحقق الأهداف التي وضعناها بألا ينمو القطاع الزراعي بأقل من 10%.
أنت محبط يادكتور؟!!
لا أنا لست محبطاً ولكن أنا جاد جداً في أن نصل بهذه الحكاية للنهايات.


---------------

Post: #48
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-02-2012, 08:41 AM
Parent: #47

فوضى التصريحات في المؤتمر الوطني .. بقلم: فتح الرحمن شبارقة
الأربعاء, 29 آب/أغسطس 2012 21:31
Share

غم كثرة تغنيه بالمؤسسية والانضباط التنظيمي والحديث بلسانٍ واحدٍ. إلاّ أنّ حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعاني من فوضى ضاربة في التصريحات أكثر من أي حزب آخر في الساحة السياسية، حيث يتحدث الجميع باسمه، إلاّ الناطق الرسمي باسم الحزب فيما يبدو.
والذي يطالع صحف الخرطوم صبيحة كل يوم سيعثر - مهما كانت درجة استعجاله - على تصريح ساخن منسوبٍ لقطبي المهدي الذي ابتعد في الفترة الفائتة عن كابينة قيادة القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني لمصلحة الحاج آدم، فيما لا يزال مُمسكاً بمايك التصريحات باسم الحزب رغم ابتعاده، وكأن ذلك الابتعاد عن القطاع كان ليتفرغ للكلام بصورة تؤكد صحة ما يقال عن إن الإنقاذ أذكى من إعلامها.
د. قطبي المهدي، الذي كان مقلاً في الحديث في السابق، بات يشعر بمسغبة في الحديث والتصريح الذي ينسب غالباً إلى المؤتمر الوطني بعد أن انفتحت شهيته لهذا الأمر أخيراً بصورة جعلت من العسير التفريق بين موقف الحزب وموقف الرجل الشخصي، حيث يجلس قطبي في أقصى يمين الحزب مجاوراً لمنبر السلام العادل.بالأمس فقط، حملت صحف الخرطوم تصريحاً له يهاجم فيه أمريكا التي تسعى الدولة التي يديرها حزبه بالوسائل كافة لتطبيع العلاقات معها، وقد بنى هجومه على حديث السفير جوزيف إستافورد القائم بالأعمال الأمريكي ولم يتريّث قليلاً ليتأكّد من صحة ذلك الحديث الذي أُسيئ فهمه كما قال إستافورد، قبل أن يُساء الرد عليه بالطبع.
ليس هذا مجال حصر تصريحات د. قطبي خارج سرب المؤتمر الوطني نفسه دون أن ينبهه أحد لفضيلة الصمت ربما. فهو لديه مواقف متباعدة من الموقف الرسمي للحزب فيما يتصل بقضايا دولة الجنوب وما يُبرم معها من اتفاقات، ومع قطاع الشمال وما يمكن أن يتوصل إليه من تفاهمات، حيث يعبر عن مواقفه تلك بصوت عالٍ كثيراً ما أربك حسابات المراقبين لمواقف الحزب التي تبدو متناقضة بين ما يقوله قطبي للصحف، وبين ما يفعله إدريس عبد القادر في الواقع.
د. قطبي الذي يَتَمَتّع بعلاقات طيبة مع الصحفيين ويفتح لهم هاتفه وزجاج سيارته المظلل متى رغبوا في الحديث معه، يفقد صوت المؤتمر الوطني التناغم، ويجعله يتحدث بأكثر من لسان دون أن ندري مَن سرق لسان الحزب الذي فشل في الحديث بلسان واحد في الواقع.



---------------------

ومـا أدراك مـا سماحــة!!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الخميس, 30 آب/أغسطس 2012 13:00


الهجوم الذي شنَّه بعضُ البرلمانيين والقياديين في المؤتمر الوطني وحلفائه في ندوة منبر شباب شرق دارفور بعنوان: (لا تفاوض حول حدودنا (سماحة) وصبُّوا فيه جام غضبهم على المفاوضين وعلى منهجية التفاوض مع دولة جنوب السودان يعبِّر عمّا يعتمل في نفوس قاعدة عريضة أو بالأحرى عن غالب أفراد الشعب السوداني ولا أقول عضوية المؤتمر الوطني ولولا تلك الندوة لما سمعنا بما قاله هؤلاء القياديون ولو أُقيمت ندوات أخرى لقيل خلالها أكثر مما قيل في ندوة شرق دارفور ولكن من تراه يسمع ومن تراه يتّعظ وهل كنا نقول حتى بُحَّ صوتُنا غير ما قيل في تلك الندوة؟!


من تحدَّثوا وحذَّروا من تكرار جولات التفاوض السابقة قيادات من العيار الثقيل فيهم وزير الإعلام السابق عبد الله مسار ووالي جنوب دارفور (الكبرى) السابق عبد الحميد موسى كاشا والزعيم حريكة عز الدين والبرلماني والقيادي بالمؤتمر الوطني والوزير حسبو محمد عبد الرحمن الذي تعهد، والعهدة على الراوي، (باسترداد أي شبر من الأراضي السودانية ومنطقة سماحة قبل جولة المفاوضات المقبلة) بل إنه قال إنه سيستقيل من البرلمان حال الفشل في استعادة منطقة سماحة وسنتابع يا حسبو ونسأل الله لك طول البقاء في البرلمان ونسأله قبل ذلك أن تصدق تعهداتك وتُستعاد سماحة بل تُستعاد كاودا التي هي جزء من السودان لا يختلف عن هجليج ولا عن سماحة أو بقية الأراضي السودانية المحتلة حتى اليوم من قِبل دولة الجنوب الوليدة!!


حسبو مضى في تعهداته أكثر حين قال إن السلام مع الجنوب مشروط بالتخلي عن إيواء المتمردين والانسحاب من كل الأراضي السودانية بل قال إن المفاوضات متوقفة في بند الترتيبات الأمنية بسبب النزاع حول الحدود) أرغب والله في أن أصدقك ولكن!!
مما قاله مسار إن الخوف يأتي من أن المفاوضات أصبحت (مقايضات.. نديك أبيي تدينا البترول.. نديك كذا.. تدينا كذا)!! وتحدث عن أهمية منطقة سماحة من حيث الموارد مما جعل الحركة توليها اهتماماً بالغاً وتشيد جسراً وطريقاً يمتد منها إلى (أويل) في الجنوب بينما لم تفعل الحكومة السودانية ذلك لتربطها بالضعين وذكَّر مسار بخطأ الحكومة الفادح حين اعترفت بدولة الجنوب قبل ترسيم الحدود وحين وافقت على إقحام باقان مناطق أخرى للمناطق المتنازَع عليها!!
جميع المتحدِّثين شنُّوا هجوماً كاسحاً على المفاوضين وطالبوا برفدهم بخبراء من مناطق التماس ممَّن يفهمون المنطقة بدلاً من وفد من سمَّوهم بالموظفين!! بالمناسبة هل سمعتم بسفر وكيل وزارة الخارجية إلى جوبا مؤخراً لكي يناقش مع نظيره الجنوبي منح التأشيرات بين الدولتين.. موظفنا هو الذي سافر!!


ثمة أسئلة بريئة.. بربِّكم هل كان من تحدَّثوا في تلك الندوة سيقولون ما قالوا أيام كانوا مكبَّلين بقيد المنصب الحكومي؟! بالطبع لا وحق لهم أن يصمتوا في تلك الأيام!! سؤال آخر: هل كانوا يؤمنون بما قالوه اليوم عندما كانوا تحت قيد المنصب الحكومي؟! الإجابة بالطبع نعم.. خطؤهم يومها ليس في عدم حديثهم للرأي العام في الندوات وإنما في عدم جهرهم بآرائهم داخل المؤسسات حتى ولو أدى ذلك إلى الاستقالة من مناصبهم بدلاً من تحمُّل المسؤولية عن الأخطاء التاريخية التي سيُساءل عنها كل من شارك فيها طال الزمن أم قصر.
سؤال أخير حول ما قيل: كم من المكبَّلين اليوم بقيد المنصب أو الوظيفة يُحجمون عن الإدلاء بآرائهم في انتظار مغادرة المنصب؟!


هذا يُحيلنا إلى قضية الشورى المعطلة في بلادنا داخل مجلس الوزراء والبرلمان وحتى داخل مؤسسات المؤتمر الوطني.. صدِّقوني أن أخطر القرارات تُتّخذ من قديم بدون أن تمرّ حتى على القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني وهذا أمرٌ معترف به شهدنا أمثلة عليه في نيفاشا واتفاق نافع عقار واتفاق الحريات الأربع وغير ذلك الكثير!! مشكلتنا أننا نتحدَّث عن الشريعة ولا نعلم أن شريعةً لا تقام أهم مبادئها المتمثلة في الشورى التي أُمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم الموحَى إليه من ربِّه ليست شريعة.. إنما هي شيء آخر (مدغمس) لا علاقة له بالإسلام!!
الشيخ البروف أحمد علي إمام


---------------------

وبلسانهم وأقلامهم يقولون: لا أحد يسألنا!!

اسحق فضل الله

نشر بتاريخ الإثنين, 27 آب/أغسطس 2012 13:00


٭ .. والبحث المتخبط عن تفسير لما يجري.. في المالية.. والطيران.. والمصارف وغيرها.. والذي يصل بنا إلى ـ السحر ـ يصل بنا الآن إلى شيء وراء السحر
٭ .. ووزير المالية يقطع قلب البلاد والعباد بدعوى الحاجة إلى مليارين ونصف ـ والرجل يضاعف سعر الوقود ـ وأسعار كل شيء..
٭ ويعلن (ضغط) المنصرفات و..
٭. . لكن
٭ .. الجدول رقم (2) الذي تصدره المالية الأسبوع الماضي يعترف بأن كل شيء يذهب إلى دمار مستقيم..
٭ وإن الإيرادات التي يتوقعون لها (ستة مليارات) تأتي بستة مليارات ونصف..
٭ لكن الحال يزداد سوءاً
٭ .. وإن أموال (التنمية) تتلقى مليارين ونصف المليار (أكثر مما تجلبه الزيادات كلها).
٭ مما يعني أن التنمية (بعد إيقافها) تستهلك أكثر مما تتلقاه الميزانية من زيادة المحروقات.
٭ مما يعني أن الأموال هذه تذهب إلى جهة غير منظورة.
٭ وورقة الميزانية التي تصدر (سراً) قبل أسبوعين تقول حرفياً إن (العجز هذا يحدث نتيجة لعدم ضبط الصرف على بند التنمية الذي زاد بنسبة (672%).. ثلاثة أضعاف ما هو معتمد.. والبند الآخر الذي زاد بنسبة (008) ضعف.
٭ ثمانمائة ضعف!! وهذا في الربع الأول فقط من العام مما يعني زيادة فلكية في الأرباع القادمة
٭ .. والتقرير المالي يقول
: ليس هناك جهة راصدة أو مراجعة أو محاسبة للأداء..
٭ وفوضى في الصرف (والكلمات ننقلها حرفياً من أوراق وزارة المالية)
٭ والخطاب السري يقول إن زيادة المحروقات يمتد أثرها ليصبح معناه
: زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي وتقليص الرقعة المزروعة.
(والنبوءة هذه تصدق إلى درجة أن الموسم الزراعي يهلك الآن بالفعل.. كله تماماً).
٭ ويمضي تقرير المالية في حديثه عن أثر زيادة المحروقات ليقول إن الزيادة هذه
٭ تؤثر على الثروة الحيوانية في الترحيل وتكلفة الأعلاف مما يعيق الصادر.. ويمنع العملات الصعبة
٭ زيادة النقل والنولون
٭ إخراج السودان من المنافسة العالمية في الصادر
٭ زيادة تعرفة الكهرباء.
٭ ليمضي التقرير قائلاً
: والنقاط المذكورة هذه تؤدي لنمو سالب (تدمير) في الاقتصاد مما يقود لمزيد من الضغط الاقتصادي والاجتماعي على المواطن والدولة ويؤدي لتشوهات في الاقتصاد.
٭.. والتقرير الذي لا يكتفي بالصراخ يقدم الحلول.. ومنها قوله إن
: تحصيل الضرائب يحقق 951% من الربط في الربع الأول.. و421% يحققها الربط الضريبي خلال أبريل الماضي.. ويمكن تحقيق أكثر من ذلك إذا تم توسيع المظلة الضريبية على أرباح الأعمال... و...
٭ التقرير يقول مباشرة إن الضرائب (تستطيع أن تغطي كل عجز الميزانية.. إن قام الديوان بواجبه) لا أكثر
٭ والتقرير السري يحدِّث عن أن الذهب.. وإيقاف التجنيب وإيقاف التهريب و.. و.. أشياء تستطيع أن تتجه بالأسعار إلى أسفل وبالدخل إلى أعلى بسرعة مذهلة
٭.. لكن
٭ لكن تقرير المالية هو ذاته من يقول إن
: ليس هناك من يحاسب أو يراجع أو... يتابع أو...
٭ لماذا إذن لا يفعل وزير المالية ما يفعل؟
(2)
٭ ولأنه ليس هناك من يحاسب فإن إدارة الطيران بدورها والتي تفعل بالبلاد ما تفعل تبعد خبراء من بينهم السيد محمد صلاح الدين الزين
٭.. الزين هذا هو ما كان يدير الطيران الخليجي لسنوات.. ويحقق به منافساً عالمياً مذهلاً
٭ والسيد هذا الذي يحمل شهادات من الـ (Royal Aeronautical Society(
٭ ومن مجلس المهندسين (مؤسسة عالمية فوق الجامعية)
٭ وأخرى في الهندسة الاليكترونية
٭ وأخرى في الاليكترونية والراديو.. وأخرى من جامعة مانشستر
٭ وأخرى من سلطنة عمان (بعد العمل هناك لتسع سنوات)
٭ وأخرى من مطار الشارقة بعد العمل هناك لسنوات
٭ وأخرى من حكومة دبي
٭ وأخرى من اسكوتلاندا
٭ و...و..
٭ السيد هذا تتجاهله مؤسسة الطيران السوداني وتجلب إثيوبياً ولبنانياً بمؤهلات نرى نتائجها
٭ ونتائجها تُخرج السودان من أجواء العالم
٭.. والرجل بسودانية معروفة فيه وبوجع المسلم الموجوع يكتب للدولة يحذر مما يجري
٭.. لكن.. لا أحد يحاسب .. أو يراجع أو يتابع أو..
(3)
٭ كل هذا نجعله مقدمة لما هو وراء ذلك
٭ مقدمة لمشروع تدمير السودان بواسطة شبكة عالمية ضخمة جداً
٭ نكتب عنها
(4)
٭ يبقى أن السيد محمد عبد القادر كاتب الرأي العام يغضب لأننا نتهم السيد محمد عبد العزيز.. والرجل يكيل لنا الشتائم
٭ والسيد محمد عبد القادر يريد من الناس/ وبالتعليمات/ أن يعتقدوا أن نبوءتنا بسقوط الطائرة = وقبل أسبوعين من سقوطها/ هو شيء لم يقرأوه
٭ والسيد محمد عبد القادر يريد من الناس/ وبالتعليمات/ أن يعتقدوا أن الطائرة لم تسقط.
٭ والسيد محمد يسخر من قولنا إن السيد الرئيس لم يرفض استقالة محمد عبد العزيز.. بدعوى أننا لا نملك دليلاً.. بينما السيد محمد يريد من الناس أن يأخذوا بقوله هو = وبالتعليمات = رغم أنه هو لا يملك دليلاً على رفض الرئيس للاستقالة.
٭ .. ومحمد عبد القادر يعلن دهشته من أكاذيب إسحق فضل الله.. وإسحق يزعم أن وفداً وصل إلى الخرطوم وقدم شهادة انتفاء شواغل السلامة الجوية لبلدنا السودان
٭ .. ولعل السيد محمد عبد القادر على حق.. وإن أوروبا التي تمنع الطيران السوداني من دخول أجوائها هي أوروبا المريخ وليست أوروبا الكرة الأرضية
٭.. وأسلوب السيد محمد عبد القادر يجعلنا نكتفي بأصبع نفرده في وجهه..
٭ ويجعلنا نستعيذ بالله من براعة بعض المدافعين.
٭ .. وأخيراً
نتقدم بطلبنا هذا للسيد محمد عبد القادر مدير صحيفة الرأي العام نطلب دفع مستحقاتنا لشهرين من الكتابة في الرأي العام.. لم يصل إلينا منها شيء
٭ فقد سمعنا أنكم أصبحتم أغنياء هذه الأيام

Post: #49
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-03-2012, 10:18 AM
Parent: #48

| الاعمدة | شهادتي لله |
أزمة (الكادر) في الحركة الإسلامية
20 ساعات 11 دقائق منذ
الهندى عز الدين

{ صدر في "لندن" مؤخراً كتاب الكادر (الشاب) بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني "عبد الغني أحمد إدريس" تحت عنوان (الإسلاميون.. أزمة الرؤية والقيادة)، وهو يحوي جملة من الوقائع والمعلومات (بعضها حقيقي وآخر سمعي)، ويسرد الكاتب قصصاً (قصيرة) وروايات مبتسرة يقفز بها على المراحل لتأكيد حقيقة الأزمة والصراع.


{ فالكاتب يقفز - مثلاً - من واقعة (حل) مجلس شورى الحركة الإسلامية بعد نجاح انقلاب (الإنقاذ)، إلى قرارات الرابع من رمضان (12/12/1999) دون أن يفصل في تطور الأحداث التي أدت إلى سلسلة الخلافات (المكتومة) بين القيادتين (السياسية) و(العسكرية) في الحكم، على مدى النصف الأول من عقد تسعينيات القرن المنصرم.


{ ثم أنه ينتقل - بسرعة خاطفة - إلى خلاف الدكتور "غازي صلاح الدين" مع القيادة، واستقالته من منصب مستشار السلام عام 2003، واستلام الأستاذ "علي عثمان" - الذي يشير إليه في الكتاب كثيراً بنائب الرئيس - لملف المفاوضات في "نيفاشا"..
{ ويركز الكاتب بصورة كثيفة على (ملف الفريق مهندس صلاح قوش)، ويحكي قصصاً قصيرة عن تفاصيل المقابلات الأخيرة بين الرئيس "البشير" و"قوش" قبيل إعفائه من رئاسة جهاز الأمن، ثم لاحقاً من مستشارية الأمن، رغم أنه - الكاتب - يؤكد أن القرار الجمهوري الذي عُين بموجبه "قوش" مستشاراً للرئيس، لم يرد فيه صفة مستشار لشؤون الأمن القومي.. وأن "صلاح" أضاف الصفة الأخيرة لنفسه بنفسه!!
{ لم يكن الكاتب الأخ "عبد الغني أحمد إدريس"، الذي تربطني به معرفة لا بأس بها، لم يكن (أميناً) و(محايداً) في تحليل وسرد الوقائع المتعلقة بشخصين مهمين في الكتاب، مما يجعله تحت طائلة (الاتهام بالمحاباة والتحامل) بعيداً عن معايير الاحترافية والمهنية والعلمية المتجردة.


{ والشخصان هما الدكتور "غازي صلاح الدين عتباني"، فالأخ "عبد الغني" متزوج من بنت الدكتور، أما الثاني فهو الفريق مهندس "صلاح عبد الله قوش" الذي كانت تربطه علاقة خاصة بصاحب الكتاب، وكان من الشباب المقربين إليه، بدليل أن أول وظيفة شغلها "عبد الغني" كانت مدير المركز السوداني للخدمات الصحفية (S.M.C). ثم تم تمويل "عبد الغني" من قبل (السلطات) لتأسيس مركز اتصال إعلامي لمتابعة ملف دارفور وزوار الإقليم من دول العالم، خاصة (الغربيين)، ومرافقتهم.


{ عمل "عبد الغني" صحفياً وكاتباً لفترة محدودة بصحيفتي (أخبار اليوم) و(الرأي العام)، ثم هاجر إلى "لندن" للدراسة، وقيل إنه مراسل وكالة الأنباء السودانية (سونا) في عاصمة الضباب!! ولم نلحظ له نشاطاً صحفياً أو إعلامياً من هناك حتى صدر هذا الكتاب (الضجة).
{ ما يهمني هنا، ليس الإفادات الواردة في الكتاب، ولا تصنيف المعلومات بين دفتيه، خطيرة، مهمة، أم ضحلة ومتداولة في مجالس الخرطوم، ولكن الأهم هو ظاهرة (التنكر) للفكرة والتنظيم واستسهال (المغادرة) عن طريق بوابة كشف (الأسرار)، أو ما يعتبره العامة في الداخل والخارج (خفايا وأسرار)!!


{ ظاهرة القفز من مركب (الحركة الإسلامية) وإعلان الانسلاخ والتمرد، بإصدار الكتب، وتدبيج المقالات (الناقدة) التي لم تكن معهودة في كتّابها عندما كانوا أعضاء ملتزمين، بدأت بالدكتور "عبد الوهاب الأفندي"، المستشار الإعلامي الأسبق بسفارة السودان بلندن، ثم الدكتور "التيجاني عبد القادر" والدكتور "الطيب زين العابدين" والدكتور "عبد الرحيم عمر محي الدين" الذي عمل أيضاً مستشاراً إعلامياً بسفارتي السودان في اثنتين من أجمل بلاد الدنيا "لبنان" و"تركيا"، ولفترة ليست بالقليلة، استمتع خلالها بامتيازات الدولة واصطفائها، لكنه دبّج - بعد عودته مباشرة - كتاباً بل كتباً عن الحركة (الإسلامية).. أسرارها وخلافاتها.



{ لقد تعود عدد مقدر من كوادر (الحركة الإسلامية) خلال العقدين الأخيرين، على توجيه الانتقادات - علناً وسراً - للسلطة وسلوكها السياسي، فور مغادرتهم للمقاعد، ومفارقتهم للامتيازات، سواء أكانوا مستشارين، أو وزراء، أو مديرين، أو سفراء، أو مستشارين بسفاراتنا بالخارج، أو كوادر (تنظيمية) تغدق عليها الدولة والحزب بالمال والتسهيلات.
{ أنا أعرف (ولاة) و(وزراء) ظلوا صامتين عن (النقد) - حتى السري - طوال فترة عملهم، لكنهم صاروا يكيلون (الشتائم) للقيادة والدولة في مجالسهم (الخاصة)، بعد (ساعة) واحدة من إعفائهم!!
{ لقد تحولت (الفكرة) عند (بعض) هؤلاء إلى (مقاعد) و(مرتبات) وامتيازات!!


{ لماذا لا يتفرغ (الأطباء) من الكوادر إلى ممارسة المهنة في المستشفيات بدلاً من (التعلق) بالإدارات العامة، والوزارات، والمؤسسات؟! لماذا لا يعمل المهندسون كمهندسين في الطرق والكباري، والبياطرة في مزارع ومصانع الألبان، والزراعيون في المشاريع والمزارع الخاصة و... و...؟! تماماً كما نعمل نحن وغيرنا، صحفيين متفرغين لهذه المهنة، ندفع للدولة ضرائبها وزكاتها ورسوم العوائد والنفايات.. ونوفر فرصاً لنحو (مئة) موظف وعامل، بينما ينتظر (بعض) الدكاترة، والمهندسين، والدبلوماسيين، وطلاب الدراسات العليا من أبناء الحركة الإسلامية، من أمثال "عبد الغني"، أن تتكفل الدولة برعايتهم إلى أن ترحل (الإنقاذ)، وسترحل إذا ظلت تنوء بحملهم الثقيل؟!
{ هذه (الظاهرة) التي تتداخل فيها - بلا شك - عوامل (داخلية) و(خارجية)، مع رغبة في التطلع إلى آفاق (الغرب) وتقديم (الذات) له بصورة مختلفة ومغايرة، ظاهرة تحتاج إلى المزيد من الفحص والتدبر.

Post: #50
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-05-2012, 05:48 AM
Parent: #49



الشعبي يتبرأ من الحركة الإسلامية ويتحالف مع مسلحي دارفور


نشر بتاريخ الثلاثاء, 04 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


الشعبي: يطرح وثيقة البديل الديمقراطي على الحركات المسلحة

الخرطوم: أم سلمة العشا


طرح حزب المؤتمر الشعبي مشروع وثيقة ما أسماه البديل الديمقراطي بهدف تغيير النظام وتكوين حكومة انتقالية ودستور جديد ومن ثم إجراء انتخابات، واصفًا الوثيقة بأنها عملية حراك ومواقف سياسية مشتركة وضعت بالتجانس والتعايش بغية معالجة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وكشف الشعبي عن طرح مشروع الوثيقة على القوى السياسية والحركات المسلحة.
مشيرًا إلى أنها أرضت طموح القوى السياسية. وحمَّل الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في مؤتمر صحفي أمس مسؤولية ما يجري في البلاد للنظام الحالي، مشيرًا إلى أنه فشل في إدارة البلاد، فضلاً عن عدم وجود إرادة سياسية لحلحة القضايا الموجودة في الساحة.
الى ذلك تبرأ حزب المؤتمر الشعبي بصورة نهائية من الحركة الإسلامية من قبل المؤتمر الوطني، مؤكدًا أن الحركة الإسلامية لا تمثل حزب المؤتمر الشعبي لا من بعيد ولا من قريب، فيما أرجع الأمين السياسي أسباب التبرؤ لاختلافهم حول الشورى، مبينًا أن الشورى بالنسبة للمؤتمر الوطني تمثل شوكة السلطة.

----------------

جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد.

.وقيع الله حمودة شطة

اوقيع الله حمودة شطة

نشر بتاريخ الأحد, 02 أيلول/سبتمبر 2012 13:00

ليس هناك فرق في الأهداف والمبادئ بين منبر السلام العادل وهو «تيار»، وبين منبر السلام العادل وهو «حزب سياسي» اليوم.. الأمر الذي يؤكد أن المنبر إنما هو تطور أكثر ليجاري الأحداث من حوله وقد فعل، فهو الذي رسم رؤية سياسية جديدة لمستقبل العلاقة الفاشلة بين الشمال والجنوب، وهو الذي ناهض خطيئة نيفاشا وبصّر ونبّه ما هي نيفاشا حتى وعاها الناس وعلموا فظائعها.. هو الذي ناهض القوات الدولية، وأول من تصدّى لقضية أبيي والجنائية الدولية وحمل على فساد الدولة سيفاً بتاراً.. وأهم من ذلك كله هو الوحيد الذي قاتل مشروع السودان الجديد وتخصص فيه وبرع في إلحاق الهزائم به وبذلك شهد دعاة المشروع الاستئصالي أنفسهم حين أكدوا أن الذي بقي أمامهم حجر عثرة هو منبر السّلام العادل لا أحد سواه.. ولولاه بعد عون الله ــ لزلزل مكرهم السّودان الحديث.ربما كثيرون لم يسألوا أنفسهم ما هو السر وراء نجاح «الإنتباهة» وتقدمها وتطورها حتى صارت عين وأذن وفؤاد أهل السودان وسافرت متجولة في الحضر والبدو.. توجد حيث وجد الناس تصبحهم وتمسّيهم بالخبر اليقين والتحليل العديل، والنقل الأمين، والحق والعدل والفضل ما شهد به الأعداء واعترفوا.


أخي القارئ الفضيل إن سر هذا النجاح كامن في قوة طرح الإنتباهة من فكر وإيدلوجيا سياسية واجتماعية عالجت واقعًا معيشًا ظن كثيرٌ أن لا أمل في علاجه.. وتهيّب آخرون الخوض في هذا المجهول، وفرّ آخرون كأنهم رأوا قسورة جائعة.
هذا الفكر وهذا النجاح حمل المنبر والإنتباهة إلى منازل سامقة شاهقة.. ثم ثبات أهل المنبر على طرحهم هذا ما غيّروا وما بدلوا وما جبُنوا.. هو الذي صنع الثقة في أوساط الرأي العام السوداني بل الإقليمي.. ثم تحققت نبوءات وتحذيرات المنبر وعاش الناس مشاهد ما ظللنا نحذر منه منذ سنوات.


ولما كان الحاسدون والحاقدون والعاجزون والفاشلون والمنهزمون لا يمكرون إلاّ بناجح ومتفوق عمدوا إلى استهداف المنبر وهذا شرف لنا لأننا نعلم طينتهم وأخلاقهم ومحاضنهم، ولمن ولاؤهم.
قام هؤلاء وطائفة أخرى من العملاء أكثر من مرة ــ ولا يزالون ــ بحملات إعلامية مدفوعة الثمن وأقلام مأجورة متكسبة من وراء هذا الهراء الأجوف.. قاموا يناهضون المنبر.. لكن ظللنا نؤكد أن هؤلاء عاجزون عن مواجهتنا بالفكر والبرهان والحجة.. ولذا لجأوا إلى محاولات يائسة لعلها تحقق لهم حلماً.. وهو الاغتيال المعنوي للمنبر وقيادته.. هيهات.. هيهات.. لا جن ولا سحرة بقادرين على أن يلحقوا أثره.. نحن تجاوزنا هذا والقوم في غيهم وضلالهم القديم سادرون.. إمعات بلا رؤوس..
كناطح صخرة يوماً ليوهنها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

يوسف عبد المنان ظل ينفخ حيث نفخ الشيوعيون والعلمانيون أن منبر السلام العادل تجمُّع عنصري.. ويوسف فعل هذا بلا بصيرة هادية يميز بها بين ضروب الأشياء.. لذا يريد أن يؤاخذ المنبر بما كتبه إسحق فضل الله عن وزير المالية الأخ علي محمود.. ويوسف هذا يعلم إنما إسحق كاتب بـ«الإنتباهة» وليس عضواً ملتزماً بمنبر السلام العادل بل هو مؤتمر وطني.. وكما سبق فقد أشرت أن الجريدة هذه منبر حُر للرأي والرأي الآخر، وهذا شيء يخص إسحق وليس صحيحاً أننا متفقون مع إسحق في كل ما يكتبه بدليل أني رددت على إسحق أكثر من مرة فيما كتب.. بل ليس كل عضو في منبر السلام العادل حين يكتب في «الإنتباهة» هذا يعني رأي الحزب في قضية ما، وإنما هو يعبِّر عن وجهة نظره.. وهذا بالضرورة ليس كل الذي يكتبه الطيب مصطفى رئيس الحزب هو رأي الحزب أو هو شيء مُجمع عليه.


الأخ يوسف عبد المنان عليه أن يعلم أننا لا نكتب لنسمّن جيوبنا ولسنا من أصحاب الأقلام المستأجرة. لسنا كتبة دواوين أو مؤسسات سلطان ولانتهافت على زيارات المسؤولين.. لكن نكتب لتنوير الرأى العام.

جاء في عمود الطريق الثالث للأخ بكري المدني بصحيفة ألوان بتاريخ الأحد 26 أغسطس 2012م العدد «4955» قال بكري المدني إن رسالة أرسلها إليه يوسف عبد المنان من خلال عموده خارج النّص بتاريخ الخميس الماضي يقول فيها «إلى الصحافي بكري المدني أسمعها مني نحن لا نتاجر ولا نخاف منبر الخال وتابعيه من المنبريين لكن يا بكري لن نتعرّى أمام الشعب ومثلنا وأخلاقنا وتربيتنا تعصمنا عن الانزلاق في الخطيئة واستخدام عبارات المجتمعات السفلى إن كانت معركة رؤى وأفكار فمرحباً بهم أما البذاءة واللّغة السوقية فليذهبوا بها عنا بعيداً فتلك بضاعة لن نشتريها بدرهم أو دولار»..
يوسف يا عجباً يقول نحن لا نتاجر.. ويحق ليوسف أن ينقد المنبر لا يخاف ولكن ينبغي أن يكون نقداً موضوعياً ومقنعاً.. نسأل يوسف متى لبس ثوب العقل والجدية والوقار حتى يقول لن نتعرّى أمام الشعب.. عجباً هذا المنطق ينطلي على من لا يعرف يوسف.. أقسم بالله ثلاثاً التقيت يوسف عبد المنان أكثر من مرة وتالله ما وقر في روعي يوماً واحداً أن يوسف هذا يصدر عن جدية إذا اختلف إلى مجلس ما.. لست ممَّن يتحدث عن عدم استخدام عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية.. يوسف أنا أدعوك إلى مناظرتي على الملأ وأن يحشر لها الناس والإعلام ضحى حول الذي تقول، وحول الذي تعتقده في منبر السلام العادل وأرجو أن تترجل وتوافق على هذه المناظرة، وكلٌ يعرض بضاعته وفكره.. لتثبت للرأي العام أن معركتك مع منبر السلام العادل معركة رؤى وأفكار» كما تزعم.. وأرجوك ألاّ تستخدم كلمة رؤى بمعنى رؤية واعتقاد فهذه من الأخطاء القاتلة التي أنت لا تعرف عنها شيئاً.. هناك فرق بين رؤية ورؤيا الأولى تكون في اليقظة والثانية لا تكون إلاّ في المنام.. الأخ يوسف معذور لأنه نائم وفي سبات عميق عن الفكر واللغة.


ونتحدى يوسف أن يأتي إلينا بمقالات منسوبة إلينا يشير فيها إلى البذاءة واللغة السوقية التي يزعم أننا نكتب بها.. وإلاّ فويل للمكذبين.. كنا في اجتماع فدار نقاش حول الرد على بعض كتاب الغفلة فقام أحد الإخوان واقترح ألاّ يُرد على.
أحسن القول والإنصاف الأخ بكري المدني حين رد على يوسف عبد المنان ــ بعد حديثه أن كتاب المنبر يستخدون البذاءة واللغة السوقية بقوله «أسأله من أين أتي بها؟ وأين وجدها؟ ليس لأني لم أطالبه بكتابتها في وجه أهل المنبر بل لأنني لم أقرأ مثلها في كتاباته التي ردوا بها على يوسف فعن أي شخص يتحدث يوسف»؟ إ.هـ.


يحق لك أخي بكري المدني أن تستفهم وتتعجب من صنع زميلك صاحب خارج النص.. اللسان يقترف من العقل!! فعلاً هو خارج النص.
أما دعوتك أخي بكري ليوسف ليكون معك في فريق واحد وتكوين اتحاد للتصدي لمنبر السلام العادل وقد جندت نفسك بنفسك كما قلت للتصدي للمنبر أقول لك يحق لك أن تختار من تشاء ممن اخترت.. ونحن نرحب باتحادك الجديد ونقبل التحدي وجاهزون تماماً لنزالك.. وإنني أنصحك ألاّ تدخل في اتحادك هذا النطيحة والمتردية وإن فعلت سوف نهزمك ونصرعك ونوردك ورفاقك مورد قوم زعموا مثلك فتقاصروا يوم النزال.. يوم ينادي منادٍ يا منبري جرّد نصلك لنسف اتحاد بكري المدني ويوسف عبد المنان وآخرين.. فقط نريده حواراً ونقاشاً ومناظرة وسجالاً فكرياً موضوعياً هادفاً.. وأشباه الرجال لا طاقة لهم بنزالنا.. أما قولك وأنت تخاطب يوسف «الباشمهندس الطيب مصطفى يحتاج إلى اتحاد وليس هو سهل ولا ما يدعو له لأنه ببساطة «نصف المؤتمر الوطني وكل منبر السلام العادل».
قولك هذا لازمه القصور والخطل.. هل أنت في معركة مع الطيب مصطفى شخصياً أم مع منبر السلام العادل كلياً.. إن كانت معركتك مع الأول فذاك شيء يعنيك.. وإن كانت مع الآخر فهذا شيء جيّد رُبَّ سجال يدور ينفع الوطن.. والطيب مصطفى نعم هو رئيس المنبر ولكن يصدر عن مؤسسية فأنت معركتك مع المنبر وليس الطيب وحده.. ونحن قبلنا دعوة النزال وشد على «حيلك» إن طريقنا مليء بالصرعى ممن حاولوا الانتحار في ميدان المواجهة ببضاعة مزجاة.
وقولك «نصف المؤتمر الوطني وكل منبر السلام العادل» مقولة سمجة بارت في سوق الواقع المعيش.


----------------

وكتب اسحق فضل الله فى عموده بالانتباهة ما يلى

وشهادتنا مجروحة لا نقدمها ــ فما نحن خبراء في الطيران لكن خطاباً يقدمه أحد أعظم خبراء الطيران في إفريقيا ــ وفي خطاب يرفعه للسيد الرئيس ــ يصبح شيئاً يدير الرؤوس.
> السيد محمد صلاح الزين (مهندس مستشار ــ خريج مانشستر (طيران وعلوم فضاء) وخبير مسجل في المنظمة العالمية للطيرن ــ ورائد هندسة سودانير في الصيانة ــ ومدير هندسة سودانير سابقاً ــ ومدير لطيران الخليج لأكثر من عشر سنوات) والسيد هذا وفي خطابه للسيد الرئيس في فبراير الماضي يقول حرفياً



بسم الله الرحمن الرحيم
المرجع رئيس ج ــ 1
التاريخ: 18/2/2012م
السيد رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه
الأخ الفاضل عمر حسن أحمد البشير
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الموضوع: تبعية هيئة الطيران المدني إلى وزارة الدفاع
استميحكم الإذن لأتقدم إلى مقامكم السامي راجياً منكم العزوف عن أي قرار يفضي إلى أيلولة الطيران المدني لهذه الوزارة للأسباب الآتية، وباختصار شديد لا على سبيل الحصر:
1 ــ المبدأ في حد ذاته غير مناسب لتعارض المهام ــ والذي يعني أن الفيصل في شؤون الطيران المدني وزير الدفاع ــ والوضع الحالي تجاوز هذا الارتباط في تقدم الدولة السودانية عبر تاريخها وتطور إلى الوزارة المدنية ــ ولماذا يجيء العكس.
2 ــ السودان دولة اتسع وعاؤها تعداداً ونماءً وتداخلاً محلياً وعالمياً في حراك النقل الجوي، والقرار يعرض الحركة الجوية إلى انتقاص استقلاليتها.
3 ــ وجود الطيران المدني تحت إشراف مؤسسة الدفاع يفقد الثقة تماماً لدى العالم في المجال الدولي والمحلي، لأن طبيعة المؤسسة العسكرية تطغى في هذه الحالة على قانون المنظمة الدولية للطيران المدني في ملحقاتها ولوائحها المصاحبة واللاحقة باستمرار، وهي كثيرة ومعقدة أحياناً كثيرة لغير المتخصصين ومن هم دخلاء على مسؤولية هذه المهنة من غير الأساس الأولي عليها ــ والتدرج المنتظم فيها.
4ــ السودان أعداؤه كثر والقرار مدعاة لمزيدٍ من الحملة علينا، وسيصدق العالم أن دائرة وعاء وزارة الدفاع اتسعت خصيصاً بغطاء جديد ليكون الطيران المدني ووسائله المتنوعة أسلحة إضافية لقمع الحركات المتمردة بالسودان.. إلخ من ادعاءات.
5 ــ بالطبع أنا كغيري مع كل أبناء بلدي أكثر ما نستنكر هو التجني الفاحش من الجنائية علينا بغرض محاربة قيمنا الإسلامية لكي لا تستقوى وتمتد ــ والملاحقة لن تقف من العدو البغيض فالحكمة عندي أن نفوت الفرص على مكر هؤلاء الأعداء لا أن نهديهم لقماً سائغة للتسويق التي أصلاً هم يبحثون عنها.
6 ــ حتى مؤسسات الطيران المدني في الدول الصديقة وفي حالة أى قرار من هذا القبيل ستتأثر سلباً في التعامل مع السودان، ولها حق في ذلك، والحقيقة يعرفها أهل الاختصاص المتقدم وليس العامة في الخدمة.
7 ــ بهذا الوضع يتحاشى المهني المتخصص والمؤسسات المهنية المدنية الاستشارية التي تلتزم بالمعايير العالمية أن تتعامل مع السودان، لأن حاكم (المستفيد) أى الـ end user ــ هو وزير الدفاع.
8 ــ وثمة نصيحة من خبير تمرس في عمل قطاع الطيران وفي أعلى مسؤولياته ويتشرف بأعلى تقويم في المهنة وعلى المستوى البريطاني ــ كأول سوداني ينال زمالة الجمعية الملكية البريطانية، أؤكد لكم أن قيادة قطاع الطيران بالسودان ليست بالمهنية التي يتشرف بها السودان من ناحية الكفاءة ــ وإني لفخور بقولكم الصريح في نافياتكم الثلاثة بخصوص الخدمة المدنية (لا للحزبية ولا للمحسوبية ولا للسياسة). وأعلم سيدي أني لم أنتم الى أية قبيلة سياسية في حياتي، ولكني أعشق المهنة وتستفزني الأخطاء فيها لأنها مرتبطة بسلامة الأرواح، والله أسأله أن يسدد خطاكم إنه ولي التوفيق، مع تقديري واحترامي.
محمد صلاح الزين
> والجملة التي تدير كل شيء في خطاب الدكتور الزين هي إذن جملة (عدم الكفاءة).
> ومدهش أنه في اليوم الغريب ذاته ــ السبت الماضي كان الحديث يدور عن مصانع جياد وكيف أقيمت بمغامرة مثيرة جداً ــ يقوم بها رجال أكفاء مخلصون ــ رائعون حتى إذا أقيم المصنع جرى تسليمه إلى أصابع عدم (الكفاءة) ــ ليبدأ الدمار.
> والحديث يقص أحاديث رائعة مثلها عن مشروع البترول ــ ونتمني أن يشرح الأستاذ حمد النيل عبد القادر حكاية البترول ابتداءً من مغامرة تهريب الحفارات تحت الليل.
> ثم المشروع يسلم إلى أصابع تذهب به.
> ثم إدارة المال (وزارة المالية وبنك السودان و.. و ..) وكيف تقام وتقوم حكايات مذهلة لتوفير كل شيء تحت حصار مجنون هائل.. وتنجح.
> ثم تسلم إلى أصابع تفعل الآن ما تفعل
> ونكرر ــ لأننا لا ننسى ــ حكاية بروفيسور قنيف وبروفيسور عب الله، وكلاهما يحدثنا ونحن جلوس في سندس عن كيف أن زراعة القمح تنجح إلى حد مذهل.
ــ ثم تسلم إلى أصابع تقوم بتدميرها.
> والأسبوع الماضي الصحف تحمل خبراً صغيراً عن حبوب تحول الذرة إلى نوع من القمح.. والمشروع هذا نكتب عنه العام الماضي بعد تجربة ناجحة .. (كانت تستطيع أن تحول كل شيء بضربة واحدة).
> والمشروع يقتل ــ (بالكفاءة) ذاتها و...
> والحكايا المبتذلة تتحدث عن تدمير الاتحاد السوفيتي بالأسلوب ذاته ــ
> والحديث الأعظم يقول (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
> القيامة ذاتها..!!!!
> وليس مهماً أن تقوم القيامة.. المهم أن يبقى فلان في مقعده.
(4)

Post: #51
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-06-2012, 08:54 AM
Parent: #50

رئيس جهاز المخابرات السوداني السابق:
حكومة الإنقاذ دواء فقد صلاحيته
الأربعاء, 05 أيلول/سبتمبر 2012 05:44


قطبي المهدي:
إذا استقال الرئيس البشير فيجب ألا يبقى نوابه بمن فيهم نائبه الأول طه

«الشرق الأوسط»: أحمد يونس


قال رئيس جهاز المخابرات السوداني السابق القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، الدكتور قطبي المهدي، إن حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الرئيس عمر البشير وصلت إلى طريق مسدود، ووقفت عند النقطة التي بدأت منها، ولم تطور نفسها، وإن استمرارها في السلطة رهين بإحداث تغيير كبير في البنية السياسية للنظام.

وشبه المهدي في حوار مع «الشرق الأوسط» حكومة الإنقــــــاذ بأنها مثل «دواء جيد» فقد صلاحيتــــــــه، بعد أكثر من 23 سنة، ودعاها لإحداث إصلاحات حقيقيـــــة تتمثل في ذهاب المسؤولين الذين قضوا زهاء ربع قرن على كراسي السلطة. وأوضح أنه سمع أن الرئيس عمر البشير سيتقدم باستقالته في عام 2115، لكنه أكد أن نوابه أيضا يجب أن يستقيلوا معه، ولم يستثن من طلب تقديم الاستقالة النائب الأول علي عثمان محمد طه.

وشن المهدي هجوما عنيفا على مؤتمر الحركة الإســــــلامية، وقال إنه تضييــــع للجهد في هياكل ومؤسســـــات ورئـــيس وأمين عــــــام، وعلى وفــــــد التفاوض الســــــــوداني، ودعا لاستبدال وفد غيره وتقليص صلاحياته. وفيما يلي نص الحوار:

* صرحت بآراء مثيرة للجدل، هل هو لسان الحزب، أم أنها آراؤك الشخصية؟

- لي تجربة أطول من تجربة السودان الحالية، واستوعبت حقائق تاريخية ومعاصرة كثيرة، لذا لن «أسجن نفسي» في منطق الحزب.

* مواقفك شجعت الجنوبيين على الانفصال؟

- نحن نتحدث عن الوحدة الشاملة، ويؤيدنا جنوبيون كثر، لكنا خذلناهم باتفاقية «نيفاشا»، إذا كانوا يسعون لتحويلنا إلى شعب غير مسلم وغير عربي فهذا مرفوض بالتأكيد، من دون أن يعني أننا انفصاليون.

* موقفك من التفاوض واتفاقية نيفاشا جعل الناس يظنون أن ثمة عداء شخصيا بينك وبين الجنوبيين؟

- لم أعترض على التفاوض، بل على المنهج التفاوضي الذي سارت عليه الحكومة.

* ألم يناقش منهج التفاوض داخل الحزب، أم أنه فرض فرضا؟

- الأفكار التي بنيت عليها اتفاقية نيفاشا أعدت في مراكز الدراسات الأميركية، ووكالة المخابرات الأميركية (CIA)، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وقامت مبادئ نيفاشا على الوثائق التي قدمتها، وتسمح تركيبة المنبر التفاوضي بالكثير من التدخلات ممن سموا أنفسهم شركاء الإيقاد، خاصة الأميركان والبريطانيين، واتبعت سياسة «الجزرة والعصا»، وتمت قيادة المفاوض السوداني إلى مسار غير صحيح، ثم نجحت العصا ولم نجد الجزرة، الممثلة في السلام وأولوية الوحدة والمساعدات وتطبيع العلاقات مع أميركا. لقد استغفل الأميركان السودانيين.

* هل ترى أن حل مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق يمكن أن يكون باللجوء للحرب؟

- هناك اتفاقية موقعة بيننا (نيفاشا) علينا الالتزام بها.

* لكن الواقع الآن تجاوز «نيفاشا»، بصدور القرار 2046 عن مجلس الأمن؟

- من أين جاء هذا القرار؟! لم يجئ بإرادة سودانية.

* هناك واقع ماثل؟

- هناك جهات تتآمر على السودان، هل نستجيب لها أم نتبنى مواقف نابعة عن إرادة وطنية حرة تدافع عن البلاد؟!

* إذن تحاربونهم حتى يعودوا إلى «المشورة الشعبية»؟

- إذا كنا على حق فلن نتركه، إذا أرادوا حربنا فهم المعتدون، وإذا اضطررنا للدفاع عن بلدنا وسيادتنا سندافع عنهما. هناك استعمار ووطن وموقف وطني ومقاومة ودفاع عن الشرف، لن نتنازل عن هذه الأشياء.

* سيادة البلاد منتهكة فعليا، فهناك أكثر من 30 ألف جندي أجنبي فيها..

- هذا واقع يتعارض مع مبادئي وكرامتي وسأقاومه.

* الحكومة استنادا على مثل هذه المواقف «المتشجنة» الابتدائية ترفض أشياء لتعود لتقبل ما هو أسوأ منها، تمانع في البداية وبقليل من الضغط تقبل أقل مما رفضته في البداية! - هذه واحدة من مشاكل الحكومة التي أضرت بها ضررا بالغا، تتخذ في بداية الأمر موقفا موضوعيا ثم تتراجع عنه تحت الضغط، فالكثير من الدول التي تتبنى القضية السودانية وتدافع عنها أصبحت تتردد لأن الحكومة قد تغير رأيها وتتبنى نقيض الموقف. وأن تتخذ موقفا وتغيره لاحقا فهذا يفقدك ثقة شعبك، ويفقدك ثقة حلفائك، ويعطي انطباعا سيئا لأعدائك.

* الآن أنت تدعو لرفض التفاوض، وبالتالي رفض القرار الدولي 2046، ما هي البدائل؟

- لم تقبل الحكومة القرار بإطلاقه ولم ترفضه بإطلاقه بادئ الأمر، لكنها في وقت لاحق تراجعت وقبلت القرار كله. التفاوض مع قطاع الشمال خطأ كبير فرضه مجلس الأمن على الحكومة، ويعد تدخلا في قضية داخلية، وتسبب في الاعتراف بمجموعة متمردة على النظام. ما الذي يدعوهم للتفاوض مع متمردين ليست لهم علاقة بالأمر؟! على الحكومة أن تكون واضحة إذا كانت ترفض التفاوض مع ياسر عرمان وقطاع الشمال، وأن تلتزم بموقفها، وتشرع في التفاوض مع أهل المنطقتين.

* لم ترفض حكومتكم التدخل الدولي في الجنوب ودارفور، فلماذا ترفضه في قضية جنوب كردفان؟

- هذا هو التذبذب في مواقف الحكومة الذي أرفضه، فأنت تذكر في بداية التفاوض مع الحركة الشعبية أنه كان هناك موقف ثابت بأنها قضية داخلية، وتم التراجع عن هذا الموقف بانتظام حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، ودُولت المشكلة السودانية.

* من هم الذين تراجعوا، ألا تصدر القرارات بشكل مؤسسي؟

- عادة يتم تفويض مسؤولين من دون رقابة من المؤسسات حزبية كانت أو حكومية، وكان المفاوضون يقولون «نحن مفوضون تفويضا كامل»، ليبدوا جادين في التفاوض وذوي مصداقية ومخولين، وتسير الأمور حسب طريقة التفكير هذه. حسب رأيي هم أناس جيدون، لكن هذا منهجهم في التفكير، ولعلك لاحظت ما يثار دائما في وجه الوفد المفاوض داخل المؤتمر الوطني وقواعده وإعلامه.

* المجموعة ذاتها تقود التفاوض منذ نيفاشا، مما يدل على أن قيادة الحزب والدولة راضية عنها.. هل لديك «مواقف شخصية» ضد رئيس وفد التفاوض إدريس عبد القادر ومجموعته؟

- ليست لديّ مواقف شخصية ضدهم، وأرى أنهم صادقون جدا، يتفاوضون بحسن نية مع عملاء ومخربين لا يراعون مصالح شعبهم أو بلدهم، وليست لهم قضية حقيقية، إنما يراعون الوسط الدولي والإقليمي المرتبطين به في أجندتهم السياسية، أنا لا أحب التعامل مع هؤلاء الناس. في نيفاشا توصل الوفد السوداني معهم إلى اتفاق سلام بأولوية الوحدة، لكنهم لم يطلبوا ضمانات، فيما حصل جون قرنق على ضمانات لكل المكاسب التي حصل عليها في الاتفاقية، لذا حين نكصت الحركة عن اتفاقها واتجهت نحو الانفصال لم يكن عندنا ضامن ليقول لهم «خرقتم الاتفاقية»، وهذا ما حدث في أبيي وهجليج، وأنا أعتبر هذه الروح التي ظل الوفد يتفاوض بها نهجا خاطئا ظلوا يكررونه كل مرة.

عندما ذهبوا لـ«أديس أبابا» ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، وبحسن نية مفرط في باقان وعرمان، قالوا دعونا «نعمل حاجة»، فظهرت حكاية الحريات الأربع..! دولة تحشد جيشها على حدودك احتلت هجليج، وهناك احتمال حرب شاملة معها، كيف تعطيها الحريات الأربع..؟ ظل الوفد نفسه منذ نيفاشا، وكون خبرة في الملفات التفاوضية، مع قدر من المودة والمحبة مع المفاوضين الجنوبيين (عرمان وباقان ولوكا بيونق، وغيرهم)، رغم موقفهم من كل ما هو عربي وإسلامي. يجب تبديل وفد التفاوض، وألا تعطى له صلاحيات مطلقة، وأن يفاوض وفق موجهات محددة ويرجع في ما استشكل عليه إلى مؤسساته.

* كأنك تصف وفود الحكومة المفاوضة بأنها «ساذجة»! - لا أستطيع أن أصفهم بأنهم ساذجون.. هذا منهجهم في التفكير، يظنون أنهم كلما قدموا تنازلات تحل المشكلة، وأن أي تمسك بالحق يقود إلى المواجهة.

* الآن ماذا ستفعلون في التفاوض المقبل؟

- أنا أعتقد أن الرأي العام الجنوبي توصل إلى أن باقان ولوكا وأبناء أبيي لا يمثلون المصلحة الجنوبية، ولا مبرر لهذه المواجهات التي يفتعلونها، لأن البلدين لا غنى لأحدهما عن الآخر، ويجب أن تكون العلاقة بينهما علاقة تكامل. لكن المشكلة أن الجنوب تتسلط عليه مجموعة متمردة تكن الكراهية والعداء للسودان، تحالفت مع كل أعدائه (إسرائيل، واليمين الأميركي). كل ما نريده حقوقنا «حدود السودان 1965/1/1» واتفاقية نيفاشا بكل مساوئها، هذا هو ما عندنا، والأمر عند الجنوبيين، يغيرون وفدهم التفاوضي، يغيرون خطهم السياسي، يقدرون مصلحتهم، هذه مسؤوليتهم هم.

* أنت من فتح بوابات للتدخل الدولي، وقدمت عرضا لأميركا بالتعاون الأمني وأنت رئيس لجهاز الأمن والمخابرات، فرفضوا عرضك.. هل موقفك من الغرب رد فعل على رفضهم عرضك؟

- لدي استعداد للتفاوض مع أي جهة، كانت أميركا تزعم أننا ندعم الإرهاب ونقيم له المعسكرات، فقلت هذا ليس صحيحا، وليست لدينا مشكلة مع أميركا نريد تدميرها من أجلها، هناك مصالح مشتركة يمكن التفاهم حولها، دعوتهم لنكشف لهم محاولات المنظمات الصهيونية للتشويش على السودان، أنا كنت على استعداد للجلوس معهم، لكن جهات معينة رفضت الوصول إلى تفاهم مع السودان، وخرج قرار الأجهزة الأميركية بعدم التعامل معي على الإطلاق، وصدرت تعليمات بتحريض من سوزان رايس وجون برندر قاست، بعدم فتح أي باب معنا.

* البعض يقول إن موقفك «المتشنج» من الغرب يرجع إلى هذا الرفض، رغم أنك نفسك غربي؟

- بدأنا حوارا مع أميركا في الفترة التي بدأت فيها الاتهامات أثناء وجودي في الخارجية، وحين جئت لجهاز الأمن واصلت على النهج ذاته، ولم يتغير موقفي حتى الآن، وأنا ضد الحرب باعتبارها «أبلد» طريقة للتعامل بين الشعوب.. أنا أدرك تماما الإمكانيات الهائلة في الغرب، ومعجب بكثير من إنجازاته، وتعلمت منه الكثير، وأملك القدرة على التواصل مع الغربيين أكثر بكثير ممن يتكلمون الآن.

* هناك أزمة لا ينكرها إلا مكابر.. أيام الأزمة الاقتصادية العالمية قلتم الاقتصاد معزول ولن يتأثر بالأزمة، وقبل الانفصال قلتم لن نتأثر به، بعد إغلاق أنابيب النفط قلتم لن نتأثر.. وكانت النتيجة عكسية تماما.. كيف تواجهون هذا الصعوبات الجدية؟

- هناك أزمة سياسية واقتصادية متعددة الجوانب، ناتجة عن أن الحركة السياسية السودانية متخلفة، ويلاحظ هذا في أداء القيادات السياسية والأحزاب الموجودة. هناك أزمة حقيقية وتتطلب مواجهتها «روحا جديدة» في كل المؤسسات السياسية الحاكمة والمعارضة، في بداية الأمر كان يمكن قبول مثل هذا الواقع، لكن الآن بعد 23 سنة من الحكم، فإن الإنقاذ وقفت في النقطة التي بدأت منها، ولم تستطع بناء دولة، ومثلها المعارضة ظلت واقفة في مرحلة ما قبل الإنقاذ، ولم تقدم بديلا للإنقاذ. ولم تستطع الإنقاذ تطوير نفسها لمواجهة المرحلة القادمة، ففي مؤتمر القطاع السياسي الماضي بالحزب طرحنا شعار «هذه مرحلة السودان الجديد» والجمهورية الثانية، ومرحلة إحداث نقلة اقتصادية كبيرة تحولنا لدولة متقدمة، ونملك إمكانات لذلك سنخرج بها من دائرة الأزمات لدائرة البناء، وعلينا تجاوز الأزمات إما بحلها أو بتحجيمها والانطلاق في مرحلة البناء، ويقتضي هذا تغييرا كبيرا في البنية السياسية للنظام ليواجه مهام هذه المرحلة. وعندما جاء التنفيذ لم يتغير شيء في الحكومة ولا في المؤتمر الوطني، لذا أعتقد أن نظام الإنقاذ هو أشبه بدواء ممتاز جدا لكن صلاحيته انتهت، والدواء منتهي الصلاحية مهما كان جيدا لن تكون له فعالية، هذه هي الأزمة التي تعيشها البلاد. المعارضة لم تقدم بديلا أفضل من الإنقاذ، ولسوء الحظ فإن البديل الأفضل هو نظام الإنقاذ، وهذه قمة المأساة.

* ثلاث وعشرون سنة ظل الأشخاص أنفسهم يحكمون البلاد والنتيجة ما تحدثت عنه، ألا توجد في المؤتمر الوطني بدائل أكثر شبابا وأقل إرهاقا للقيادات التي فشلت زهاء ربع قرن؟

- لم يستطع النظام تقديم طروحات تجدد حيويته، ومهما كانت قدرات الإنسان فخلال ثلاث وعشرين سنة يكون قد استهلك نفسه. سمعت أن الرئيس البشير قال إنه لن يترشح مرة أخرى، وهذا جيد في تقديري، وآمل أن تملك كل القيادات هذه النظرة، لكن الموضوع ليس أن تذهب فقط، بل ماذا تركت وراءك.

* النائب الأول علي عثمان محمد طه في نفس وضع الرئيس، هل هو مرشحكم؟

- هما من جيل واحد وتجربتهما مشتركة ويتحملان المسؤولية بمستوى واحد، فإذا ذهب الرئيس فلا يفترض أن يظل أحد.

* يدور همس أن الرئيس لا يثق في المدنيين ولا يعطي ثقته لغير العسكريين، وبالتالي سيحرص على أن يكون بديله عسكريا؟

- هذا كلام غير صحيح، وصحيح أيضا أن ثقته في الجيش كبيرة جدا، لكن بطبيعة الحكم فقد عول على المدنيين أكثر، وطيلة الفترة الماضية نمت الثقة وتطورت العلاقة الشخصية التي قامت على أسس فكرية وسياسية.

* لكن الصراع بين العسكريين والمدنيين برز بصورة مكشوفة؟

- هناك عسكريون حاولوا القيام بانقلابات عسكرية وتخلوا عن الرئيس، وبينما كانت أزمة الرئيس مع قيادة الشعبي محتدمة جدا وقف معه هؤلاء المدنيون، وقف معه النائب الأول رغم أنه كان الذراع اليمنى للترابي، مثله مثل كثيرين كانوا من مساعدي الترابي المقربين.

* السودان أصبح رهينا بالرئيس بسبب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية..

- مشكلة الرئيس مع المحكمة الجنائية الدولية لا تختلف عن قضية السودان مع الجهات التي تقف مع المحكمة الجنائية الدولية، هناك مؤامرة، عندهم 51 شخصية غير الرئيس سيتم تقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية تباعا. هي مشكلة السودان مع مجلس الأمن والمحكمة وأميركا والقوى الاستعمارية كلها. وليست للرئيس مشكلة شخصية مع المحكمة، بعد أن فقدت مصداقيتها وفضحت نفسها بشكل كبير جدا على مستوى العالم، واتضح أنها ليست جهة قضائية أو قانونية إنما هي جهة سياسية في أيدي القوى المهيمنة.

* تتسرب تقارير غربية تقول إن المجتمع الدولي وبالاستعانة ببعض دول الجوار العربي يرتب لـ«مساومة» بمقتضاها يتنازل الرئيس عن السلطة مقابل معالجة مشكلة مذكرة التوقيف، لأن السودان أصبح رهينا بالرئيس، ولن يقدم المجتمع الدولي أي عون له إلا إذا تنحى الرئيس..

- هذا حديث غير صحيح بالطبع، لكن بافتراض أن هذا حدث، فالسودان لا يعول على المساعدات الدولية، ولم تثمر تجربة التجاوب مع ما يسمى بالمجتمع الدولي في نيفاشا وأبوجا إلا وعودا. نحن لا نعاني عزلة، بل توترا في العلاقة مع أميركا وبعض الدول الغربية، ومعظم دول العالم الثالث عندها هذا القدر من المشاكل مع بعض الدول.

* ما معنى أن تعد الحركة الإسلامية لمؤتمرها الثامن من دون الإشارة لوجود الرئيس فيه؟

- أصلا الرئيس ليس له دور قيادي أو تنظيمي في الحركة الإسلامية، باستثناء الفترة التي تلت الانشقاق. الحركة الإسلامية السياسية موجودة داخل المؤتمر الوطني، وهي مؤيدة للنظام والمؤتمر الوطني، وعلاقتها بالرئيس من خلال مشاركته في المؤتمر الوطني.

* بهذا الفهم للحركة الإسلامية، ما هي الضرورة لوجودها الذي لا يتعدى الأشواق القديمة؟

- هذه ملاحظة صحيحة، كانت الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ حركة دعوية وحزبا سياسيا، وكانت لها تطلعاتها للوصول للسلطة، أما بعد الإنقاذ فأصبحت مهامها عند مؤسسات أخرى، وتوقف دورها لأن الدولة والحزب يقومان بجزء كبير من نشاطها. أنا من الذين يزعجهم الحديث عن الحركة الإسلامية كتنظيم وهياكل، فالحركة الإسلامية هي الجهد الدعوي بكل أشكاله، أما إذا تحولت إلى مؤتمرات ولوائح ورئيس وأمين عام ستستغرقنا عن القيام بعمل إسلامي حقيقي في المجتمع، ونكون قد سجناها في سياق يمنع دورها كحركة إسلامية.

* قلت ذات مرة في «صالون سيد أحمد خليفة» إن الحركة الإسلامية الحالية ليست قابلة للتفعيل، ولا يمكن الاعتماد عليها، وإن خيارات الهجرة والابتعاد واردة بالنسبة لك.. هل ستعود لبلدك الثاني «كندا» أم أن جديدا جد..؟

- تشهد هذه المرحلة حراكا شديدا داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، يعبر عن القلق الذي أشرت إليه، وكل الأطراف في انتظار المؤتمر القادم، وهل سيأتي بجديد يبشر بخيارات جديدة، وكل الناس يحتفظون بخياراتهم.. بعد كلامي جاءت مذكرة «الألف أخ»، ثم موضوع مجموعة «سائحون»، وقدمت قواعد الحركة طروحات كثيرة جدا في انتظار المؤتمر العام

Post: #52
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-09-2012, 04:56 AM
Parent: #40

حزب البشير: اعترافات قطبي المهدي غير مقبولة وستؤثر على الجو العام ،،
أمن الحزب يحذر الصحف من نشر كلمة واحدة من الحوار
السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2012 11:53

الشرق الاوسط: الخرطوم: أحمد يونس

وصف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الحديث الذي أدلى به الدكتور قطبي المهدي، عضو مكتبه القيادي ورئيس جهاز المخابرات السابق، لـ«الشرق الأوسط» في الخامس من سبتمبر (أيلول) الحالي بأنه «يحوي آراء شخصية»، وأنه «غير مقبول». وكان المهدي قد وصف حكومة الإنقاذ بأنها «دواء انتهت صلاحيته»، ودعا لتغيير القيادات في الحزب والدولة بمن فيهم النائب الأول لرئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، وإلى تغيير وفود التفاوض ومنهجيته.

ولم يعتبر الدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم، المتحدث باسم الحزب، تلك الآراء بأنها «خروج عن الخط أو المعنى العام للحزب»، واكتفى بالقول: «عند أخذه في السياق العام وكشخص داخل الحزب سيؤثر على الجو العام». وكعادته لم يتوجه الحزب إلى «عين القضية»، بل أخذ اتجاه التقليل من الآراء الجريئة التي أدلى بها الرجل المهم داخله. وأحدثت آراء الرجل كثيرا من الاضطراب بدا واضحا في عمل دوائر نافذة كثيرة في الحزب والدولة، و«ارتباكة» لافتة داخل سلطات الرقابة على الصحف بجهاز الأمن والمخابرات، إذ حذرت صحف الخرطوم - «وهي محيرة في أمرها» - من نشر أو نقل كلمة واحدة من الحوار بعد أن أعدت صفحاتها واختارت «مانشيتاتها».

بل وإن موقع فضائية «الشروق»، نشر خبرا مستخرجا من الحوار، لكنه «اختفى» من الموقع فجأة ودون مقدمات، وذكرت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة التحرير استشارت مدير القناة العام، محمد خير، فأذن بالنشر، بيد أن قوة نافذة تملك سلطات لا يملكها المدير العام ورئيس التحرير سحبت الخبر من الموقع كأن شيئا لم يحدث.

الإنكار وشخصنة الآراء، نهج معروف في تعامل حزب المؤتمر الوطني، ويرجع إليه «الناقمون» داخل الحزب، والمعارضون للأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، وقراء «الشرق الأوسط» - بالطبع - لم تفتهم «نغمة» المسؤول الإنقاذي الرفيع التي عزف عليها لحنه، ولا «نقمته» على ما يحدث داخل حزبه، والصراعات العاصفة بين التيارات داخله، التي كشفها الرجل بشجاعة غير معهودة في القادة الإنقاذيين.

ولن تفوتهم أيضا أن «النغمة» ذاتها تتكرر وصار يعزفها كثيرون داخل الحزب، ويؤيد هذا الكتاب الذي صدر في لندن قريبا: «الإسلاميون أزمة الرؤية والقيادة»، لمؤلفه «عبد الغني أحمد إدريس» وهو أحد الكوادر الشابة في حزب المؤتمر الوطني، حمل ذات الأفكار، وحرك عميقا سكون البركة الراكدة منذ سنين، وفتح كوة للبركان الذي ظل ساكنا في عمقها وهو يخبئ حمما من الغضب.

عبد الغني إدريس قال في كتابه دون مواربة، إن هناك تيارين متضادين داخل الحزب، يرى أحدهما أن الحزب تخلى عن معتقداته ومرجعيته الإسلامية، وهو تيار ذو نفوذ أكبر لكنه لا يملك «سلطة» فعلية، وتنسب إليه المذكرة التي شغلت الساحة السياسية، وأنكرها الحزب هونا، ثم عاد ليقول إنها حقيقة، واشتهرت باسم «مذكرة الألف أخ»، والجديد أن تيار «الشيوخ» أعلن مؤخرا عن مشروعيتها.


Post: #53
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-09-2012, 06:27 AM
Parent: #52

400 من (المجاهدين) يجتمعون تحت أحد كباري بورتسودان بعد وضع العراقيل أمامهم
September 8, 2012
(حريات)

إجتمع حوالي 400 (مجاهد) من مبادرة (سائحون) تحت أحد كباري مدينة بورتسودان أمس الجمعة 7 سبتمبر ، بعد أن وضعت سلطات الولاية عراقيل للحيلولة دون الحصول على قاعة لإجتماعهم التشاوري .

وشارك في اللقاء وفد من لجنة المبادرة المركزية برئاسة الدكتور اسامة عيدروس ومحمد صديق الشفيع و الشيخ فتح العليم عبد الحي .

وطالب المتحدوثون في توصياتهم بضرورة الاصلاح ومحاربة الفساد بكافة اشكاله ، وركز الشيخ فتح العليم في خطبته على مفاهيم التغيير كما تحدث اسامة عيدروس عن اهداف مبادرة المجاهدين داعيا الى عدم الانهزام ومواصلة السير في طريق الاصلاح مهما كانت الصعاب .

ومن جانبه اكد عادل عبد اللطيف ان المبادرة تسعى لجمع تيار واسع وقوي من المجاهدين والضغط على كافة الجهات للانصياع لصوت الحق ورغبات القواعد في الاصلاح .

وقبل نهاية الإجتماع أبلغ مسؤول أمني المجتمعين بضرورة فض اللقاء بناء على توجيهات عليا من الولاية ، ومع إستياء الحاضرين إلا انهم فضوا الإجتماع بعد تفويض لجنة (منصة) بورتسودان يصياغة توصياتهم حول الإصلاح .

واصدرت لجنة مبادرة (سائحون) بياناً أمس كشفت فيه تفاصيل ما جرى .

(نص البيان أدناه) :

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من لجنة مبادرة السائحون

يقول الله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) صدق الله العظيم

وصلا للحراك الذى بدا عقب لقاء قاعة النيل الكبرى ووفاءا لعهدها معكم ظلت لجنة المبادرة تعمل ليلها بنهارها حراكا غير منقطع ولقد تابعتم بحمد الله المناشط الناجحة فى ولاية الخرطوم ونهر النيل والجزيرة ولقد تمت كل هذه المناشط بلا تضييق او عراقيل من الاجهزة حكومية او امنية كانت …وبالامس سافر وفد يمثل لجنة المبادرة مكون من الاخويين اسامة العيدروس ومحمد صديق والشيخ فتح العليم عبد الحى الى بورسودان لحضور لقاءها الجامع والذى حدد له صبيحة اليوم ..تلقى وفد مبادرتكم تنويرا من سكرتارية البحر الاحمر بخصوص ترتيبات اللقاء حيث انهم اوضحوا ان كثيرا من العقبات وضعت فى طريقهم للحيلولة دون وجود قاعة لاقامة اللقاء مما حدا بالمنظمين لاقامة الللقاء تحت كبرى بشارع الخرطوم …مضى اخوتكم نحو لقاءهم الجامع غير ابهين بهذه العراقيل حيث كان الجمع حاشدا ومهيبا ونوعيا يفوق ال 400 مجاهدا منهم اكثر من 25 مجاهدا من الاهوال الاولى رفقاء الشهيد احمد الامين ومحمد شيبة وكان كذلك جامعا لاجيال المجاهدين المتلاحقة …بدأ اللقاء وكانت المنصة غاية فى الانسجام والترتيب حيث حددت سته محاور للنقاش من اجل الوصول لورقة جامعة حول الاصلاح تقدم باسم مجاهدى البحر الاحمر تحدث عن لجنة المبادرة المركزية محمد صديق وتحدث كذلك الشيخ يسلم نائب امين الحركة الاسلامية بالبحر الاحمر …تحدث كذلك عدد مقدر من المجاهدين حيث اتسم جل كلماتهم بالشفافية والعقلانية ولامست كلماتهم كل جوانب الاصلاح ومن بعد ذلك انفض اللقاء لصلاة الجمعة حيث ام المصلين الشيخ فتح العليم عبدالحى وتحدث عن ضرورات الاصلاح ومقومات المصلحين حيث ابكى المصلين حينما تحدث عن الشهيد احمد الامين الشيخ الزاهد الذى رفض كل المناصب …واصل المجاهدين لقاءهم بعد صلاة الجمعة حيث اعطيت الفرصة لمجاهدى نهر النيل والذى حضروا لرد زيارة مجاهدى البحر الاحمر لهم وتحدث انابة عنهم الاستاذ عادل عبد اللطيف ..

كانت الاجهزة الامنية حضورا للقاء بكافة مسمياتها وكانت تراقب وقد ابدى بعضهم اعجابهم بمستوى الطرح …قبل انتهاء اللقاء وصياغة التوصيات النهائية تم اخطار المنصة من قبل احد منسوبى تلك الاجهزة بان هنالك تعليمات عليا من لجنة امن الولاية بفض اللقاء …تعاملت منصة بورسودان بعد التشاور مع لجنة مبادرتكم وقررت الاستجابة لتلك التعليمات بعد ان تم تفويضها من قبل الحضور لصياغة التوصيات النهائية …هذا كل ماحصل لذا توكد لجنتكم وترجو الاتى :

1. نوكد ان القاء كان ناجحا وفاق كل التوقعات وخرجت منصة بورسودان بتفويض واضح من الحضور لصياغة التوصيات النهائية

2.اتصلنا بالاجهزة الامنية لاستجلاء الامر حيث تم التاكيد على ان هذا القرار يخص امن ولاية البحر الاحمر وليس للمركز علاقة بذلك .

3. نوكد باننا ماضون فى مسيرتنا غير ابهين بهذه العراقيل وستمضى المسيرة باذن الله نحو غاياتها تحرسونها بصدقكم ودماء شهدائكم .

4.نرجو من الجميع عدم الانسياق وراء الشائعات وسنوافيكم بما يستجد من معلومات وتفاصيل .

وبالله التوفيق


----------------



إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية..

وهذا بيان للناس.
.وقيع الله حمودة شطة


وقيع الله حمودة شطة


نشر بتاريخ الخميس, 06 أيلول/سبتمبر 2012
13:00
أخي النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي أنت أحد الأعمدة القانونية المعتقة في بلادنا السودان.. والقانوني الضليع يصلح أن يكون قاضياً عادلاً يمشي بالإنصاف بين الناس، والقضاة كما قال عليه الصلاة والسّلام في الحديث «القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة» يعني بذلك يوم القيامة، وجاء في شرح الحديث أن الاثنين اللذين في النار ــ نعوذ بالله ــ أن الأول كان يجهل وحكم بجهل فأصاب الناس بظلم.. والآخر كان يعلم ولكنه يحكم بين الناس تبعاً لهواه مجاملة ومحاباة أو أخذاً بالرشوة وهذا أيضاً يصيب الناس بالظلم والجور وتغيير وجه الأشياء ولذا كلاهما استحق هذا الوعيد يوم القيامة.. النار.. أما الذي في الجنة فهو من عرف الحق وفقهه وحكم بين الناس بالعدل يتحرّى ويخشى الله ولذا استحق الثواب والجنة. كان الأوائل من أهل الإسلام لا يسندون وظيفة القضاء إلاّ إلى من توفرت فيه صفات الفقه والعلم والحكمة وبُعد النظر والتقوى والورع والزهد والأمانة والصدق والشجاعة في قول الحق.. لأن أمر الناس في الدين والدّنيا لا يستقيم إلاّ مع قضاء عادل ونزيه.


أخي النائب الأوّل نكتب إليك ما نكتب فبجانب أنك القانوني الشهير فأنت أيضاً النائب الأول لرئيس الجمهورية.. وأنت الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية.. وأنت نائب رئيس المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في بلادنا.


نكتب إليك وأنت الذي قد أعلنت أنك استللت سيفاً بتاراً لقطع دابر الفساد والمفسدين.. وإن كان سيفك هذا مسلطاً على مخابئ الفساد الإداري والمالي في الدولة، فنأمل أن يسلط أيضاً على غياهب الفساد الأخلاقي الذي يمارسه بعض المسؤولين في الدولة.. فساد الشقق المفروشة.. جاء في عمود الأخ الصحافي الأستاذ.. علي البصير في صحيفة «الإنتباهة» بتاريخ الأربعاء 11 شوال 1433هـ ــ الموافق 29 أغسطس 2012م العدد «2326» تحت عنوان «مسؤول في بيت دعارة» وهذا نص الخبر كما جاء في العمود أعلاه «أصدرت محكمة جنايات أركويت شرق برئاسة مولانا إبراهيم محمد خالد حكماً بالجلد «80» جلدة والغرامة «2000» جنيه لمسؤول ولائي كبير وأربع فتيات تم ضبطهم في أوضاع فاضحة داخل شقة بالخرطوم شرق وجاء في تفاصيل الخبر ما يلي «وتعود تفاصيل القصة إلى أن معلومات توفرت للأجهزة الأمنية بوجود شقة بالمعمورة تُمارس فيها الدعارة وتمت مداهمة الشقة بأمر تفتيش، أسفرت المداهمة عن ضبط المسؤول ومعه الفتيات الأربع وبالتحقيق معهم اتضح عدم وجود رابط شرعي بينهم، وبناء على ذلك تم فتح بلاغ في مواجهتهم تحت المادتين 144،155 ممارسة الدعارة والأفعال الفاضحة، بعد أن استمعت المحكمة لأقوال شهود الاتهام الذين أكدوا للمحكمة ضبطهم للمتهمين الـ«5» داخل شقة، قامت باستجواب المتهمين وبناء على حيثيات القضية توصلت لمخالفتهم المادتين 155،144 من القانون الجنائي وأصدرت في مواجهتهم حكماً بالجلد والغرامة» اهـ

بمتابعتنا لتفاصيل القضية من مصادر أخرى تبين لنا أن المسؤول الرفيع من ولاية البحر الأحمر وقد أُدين في هذه القضية أمام القاضي كما جاء في تفاصيل الخبر، وكما جاء في تفاصيل الخبر أيضاً في عمود الأخ علي البصير أن الدستوري والسيادي المدان هو «م.ط.م.ح» حدثت هذه الواقعة ودُوِّنت في القسم الشرقي البلاغ رقم «467» أربعمائة سبعة وستين، والضامن في هذه القضية هو «أ.ط.أ» الحروف الثلاثة مسبوقة بأداة التعريف «ال»، دون البلاغ بتاريخ 1/7/2012م وصدر الحكم في رمضان بتاريخ 13/8/2012م. بعد هذه الفضيحة المجلجلة التي ضربت أركان ولاية البحر الأحمر صدرت أعداد من المنشورات وُزِّعت على الجماهير وتناولت بعض المساجد الحادثة مما يعني أن القضية صارت قضية رأي عام.. ولكن هذا ليس الخبر الأهم.. لكن الخبر الأهم هو أن المسؤول السيادي والدستوري الرفيع لم ينفَّذ عليه حكم القاضي الذي صدر ضده بالجلد لأنه «شريف» وتم تنفيذ حكم القاضي بالجلد على الفتيات الأربع لأنهن ضعاف..!!


أخي النائب الأول لرئيس الجمهورية إن الذي نقوله هذا ليس كفراً إعلامياً ولا تطرفاً إعلانياً وإنما هو واقع معيش.. الأمر الذي يجعلنا ــ وكلنا ثقة ــ في حسن استجابتكم لإحقاق الحق وجعل الناس سواسية أمام القانون والعدل.. وأنتم السادة العارفون بهذا فلا تذكير.
أخي النائب الأول إننا الآن أمام طامّة لاطمة سوف تهلك هذه الأمة تبعاً للسنن، وباستقراء حوادث التاريخ في الأمم السابقة نجد أن الذي أهلكهم هو الجور والظلم الذي مارسه قضاتُهم وحكامُهم.. جاء في حديث النبي ــ عليه الصلاة والسلام ــ «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» وحين همّت قريش في شأن المرأة المخزومية التي سرقت وخافوا أن يكلموا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أسامة حبه كلّمه فيها، غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ثم قال: أتشفع في حدٍ من حدود الله يا أسامة أو كما قال.. ثم قال: «والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمدٌ يدها» ثم أمر بالمرأة فأُخذت بالعدل.
أخي النائب الأول إن دولة الكفر تدوم وتتمكن بالعدل وإن دولة الإسّلام تزول وتتزلزل بالجور والظلم.. أما وقد اتضح الأمر بجلاء في هذه القضية فإنا نطرح الأسئلة التالية.
1/ متى يُطبَّق حكم القاضي على هذا المدان «المسؤول»؟
2/ من الذي عطل تنفيذ هذا الحكم نريد أن نعرف ويعرف الرأى العام؟


3/ هل يستمر هذا المسؤول في موقعه التنفيذي والتنظيمي وتمضي عليه عبارة «خلوها مستورة»؟ أم تطبق عليه مادة الإخلال بالشرف والأمانة.
4/ فيما أدري لم يصدر أي بيان رسمي من حكومة البحر الأحمر حول هذا الموضوع فإلى متى يستمر هذا التعتيم .. إلى متى؟!
نكتب هذا.. وهذه الحادثة ليست هي الوحيدة.. فالمدينة مليئة بأحاديث الشقق المفروشة.. وما أدراك ما الشقق المفروشة الفساد المصدّق والحرام المحلّل على سمع الدولة وبصرها.. يقوده القضبان.. نكتب هذا حتى لا تتحول الخرطوم وأحياؤها الراقية إلى باريس العاهرة.. ويحدونا حسن الظن والأمل، أخي النائب الأول أوقفوا الإباحيين.. وسلوا عليهم سيف السلطان.
إن التحدي الذي سيواجه رئاسة الجمهورية هو هذا النوع من القضايا التي تحتاج إلى إرادة في الحسم والمعالجة وقضية الدستوري الولائي هذه تعتبر أول تحدٍ بعد نيل رئيس الجمهورية لرسالة ماجستير أخرى في العلوم الشرعية عن أطروحة بعنوان «تحديات تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان».
اللهم إني قد بلغت فاشهد

الانتباهة

Post: #54
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-09-2012, 06:44 AM
Parent: #52

مع الشيخ أحمد عبد الرحمن القيادي بالحركة الإسلامية:
التفاصيل
نشر بتاريخ السبت, 01 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


> حوار: نفيسة محمد الحسن> تصوير البجاوي

* ماذا قدم الإسلاميون خلال 23 عاماً من الحكم للسودان حتى يكون مؤتمرهم حديث الساعة؟؟
* وماذا استفاد المواطن؟
* وهل الحركة الإسلامية يمثلها هؤلاء فحسب؟؟
* أليس أعضاء حزب المؤتمر الشعبي وطائفة الأنصار والختمية والطرق الصوفية يمثلون في واقع الأمر حركة الإسلام في السودان؟؟
* ما هي الحركة الإسلامية؟ هل هي تيار أم تنظيم عقائدي إيدلوجي أم نظام سياسي وما هو دورها بالتحديد؟؟ كل هذه الأسئلة طرحتها «الإنتباهة» على الشيخ أحمد عبد الرحمن أحد رموز الحركة الإسلامية وشيوخها الذي قال إن د. حسن الترابي ومؤتمره الشعبي ليسوا معنيين بهذا المؤتمر لأنهم ليسوا الأصل بل مجموعة (انفصلت)، وفي هذا الحوار محاولة لتقييم بعض جوانب حكم الحركة الإسلامية وهي تعقد مؤتمرها..
> ماذا قدمتم للسودان خلال «23» عاماً؟ «يكرر الشيخ عبد الرحمن السؤال» ويقول: وضع البلاد وما قدمته الإنقاذ لم تقدمه حكومة منذ الاستقلال، والشعب يعلم ذلك!!
> هل يعطي الدستور القادم البرلمان الحق في محاسبة الرئيس؟؟
يجيب الشيخ.. هذا مجرد حديث ولم يكن هذا من أسباب المفاصلة.. إلى نص الحوار الذي أجرته «الإنتباهة» مع الشيخ أحمد عبد الرحمن أبرز شيوخ الإسلاميين.

> ما هو تعليقك حول انعقاد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في السودان؟؟
< انعقاد المؤتمر أمر طبيعي، وسيحتوي كل التحركات والململة التي حدثت في مسيرة الحركة الإسلامية في السودان مؤخراً، والتشاور والتفاكر في أمورها لمعالجة القصور والاستفادة من الإيجابيات.
> بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر ما هي الحركة الإسلامية؟ هل هي فكر سياسي أم تنظيم فكري إيدلوجي أم تيار عام؟
< هي مجموعة من الناس ملتزمة بتوجه محدد في الفكر الإسلامي منذ فترة طويلة، لا تدّعي أنها تحتكر الفكر الإسلامي إنما هي مدرسة من مدارس الفكر الإسلامي.

> وما هي إختصاصاتها وواجباتها؟

< اختصاصاتها محددة منذ فترة طويلة بنظم ودساتير.
> تحديداً ماهي اختصاصاتها في السودان؟
< ذكرت أنها معلومة لدى الناس.


> لكن قد يكون بعض من الشعب السوداني لا يعلم عنها شيئاً؟


< في هذه الحالة عليهم الرجوع إلى الكتب والإصدارات التي تحدثت عن اختصاصات الحركة الإسلامية.
> كيف تنظر إلى الازدواجية بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والحكومة؟
< هو تعاون وليس بازدواج بين الحركة والمؤتمر والحكومة.. فهي خاصة بالتنظيم واستيعاب السياسات الجديدة، لأن الحركة الإسلامية استطاعت أن تكون الأولى في دفة الحكم.. والاجتهادات الآن لإيجاد معادلة لتعاون هذه الأجهزة لضرورتها في الحياة السياسية بالسودان، ولكل مجال اختصاص لا يستطيع الآخر القيام به، فالحكومة لا تلغي دور الحركة الإسلامية، والحركة كذلك لا تلغي دور الحكومة، وكذلك المؤتمر الوطني والعمل العام الذي يقوم به.


> وهل متوقع أن تدمج الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني؟


< هذه من الأشياء التي ستُطرح داخل المؤتمر الثامن وستُرفع وقد يصل المؤتمرون إلى قناعة بتطويرها في أي صيغة، وهي من الخيارات لأن العلاقة بين الوطني والحركة ضرورية وحتمية لكن بأي صورة تكون؟ هذا ما سيحدِّده المؤتمر.
> عطفاً على ما تم إعلانه في المؤتمر الصحفي بعدم مشاركة المؤتمر الشعبي ماهي المبررات ولماذا تكون مجموعة من الإسلاميين خارج المظلة؟
< هذا مؤتمر للحركة الإسلامية (الأصل) ولا يمكن أن يشارك المؤتمر الشعبي فيه لأنه يخص الحركة الإسلامية (الأصل) والآخرون مجموعة انفصلت عن الأصل، إذاً أصبحوا غير معنيين بهذا المؤتمر، وهكذا هم ليسوا جزءًا من الحركة الإسلامية الأصل.
> ألا تعتقد أن هناك بعض الأحزاب مثل الاتحادي والأمة يُعتبرون إسلاميين ويهمهم أمر الإسلام؟
< القوالب الموجودة الآن لمفهوم الحركة الإسلامية تدعو إلى الدعوة الإسلامية وكيف يمكن تمكينها بقيم الإسلام والدين المعروفة وتقود الدولة لكنها متعددة، فالحركة التي يتحدث عنها الإسلاميون هي الحركة التي تُعنى بالتصور الحديث للفكر الإسلامي الذي تبنَّته مجموعة من الناس غير النموذج التقليدي الآخر الذي تبناه الأنصار ونموذج الختمية، وغير التبني الحديث الذي تبنته المجموعة التي خرجت على الحركة الإسلامية (الأم).


> كيف تنظر إلى تجربة الإسلاميين في الحكم خاصة بعد فوزهم في مصر؟


< هي موفقة باعتبارهم كانوا أمام تحدٍ كبير، وفي السودان وبغض النظر عن رأي مجموعة وانتقادها إلا أن الحركة الإسلامية نجحت إلى حد كبير بهذه الاستمرارية لفترة طويلة وبالتصور للفكر الإسلامي الحديث.


> هل تقصد أن تاريخ الحركة الإسلامية في حكم السودان ليس به قصور؟


< لن تدعي الحركة الإسلامية أن ما وصلت إليه نهاية المطاف وأنه لا يوجد قصور، بل هنالك الكثير من القصور الذي يجب أن يكمل، وطالما أنها تحكم كل السودان تحتاج إلى مساهمات حقيقية من كل القوى التي ترفع راية الإسلام لتطويرها ودفعها وتصحيحها.
> ما مدى إمكانية نجاح الحكم الإسلامي في العالم قياساً على تجارب سابقة؟
إن الربيع العربي الذي جاء وبعض الناس حسبوه سيأتي إلى السودان أعتقد أنه جاء مخيباً لظنهم بل دعم جهود الحركة الإسلامية في السودان كما اعترف بذلك الكثيرون، ومن الصعب تقييم الحكم الإسلامي في العالم، لكن أقول إجمالاً إن الحركات الإسلامية جاءت بعد الحرب العالمية الثانية في بعض الدول، الحديث الكثير عنها بدأ الآن يؤتي ثماره بتأثير أكبر على القرار في كثير من البلاد التي كان يستبعد فيها قيام حركات إسلامية ذات تأثير، حتى في السودان وبجهود بعض المجاهدين والدعاة استطاعت انتزاع السلطة من القوى العلمانية التي كانت تحكم لنصف قرن من الزمان هذه البلاد، انتزعت منها السلطة سواء كان بالجماهير أو القوة العسكرية وردت الأمانة إلى أهلها المواطنين الذين أرادوا أن تكون إسلامية.
> تناقلت وسائل الإعلام المبادرة لجمع الحركة الإسلامية من بعض دول الربيع العربي؟
< لم أستمع لهذا الحديث من دولة بعينها، هذا حديث تناقلته الصحف وهذه أشواق وتمنيات فقط.


> ألا توجد فرصة للمّ شمل الإسلاميين في السودان؟

< المناخ الآن غير مناسب لمثل هذا الحديث والطرح، وهذه مجرد أشواق وأمنيات لبعض أفراد الحركة الإسلامية.
> في حديث لرئيس الجمهورية أن الدستور القادم سيعطي البرلمان الحق في محاسبة الرئيس وعلاقة الجهاز التنفيذي بالتشريعي وهذه أبرز أسباب المفاصلة بين الشعبي والوطني ما هو تعليقك؟
< هذه قضايا واردة في كل الدساتير ووارد مناقشتها بالاستفادة من تجارب الأمم النبيهة، ولم تكن من أسباب المفاصلة التي يتحدثون عنها، وكنت وقتها بالبرلمان إلا أن هذه لم يكن الاختلاف حولها.
> كيف يمكن التوازن بين القوى الشعبية للدول العربية وبين القوى العظمى التي تسعى إلى التشتيت والتفتيت.
هذا امتحان لإرادة الشعوب، بلا شك حدث الربيع العربي شكَّل مرحلة جديدة أصبح للشعوب بها دور عكس الماضي، هذه مسألة صحية والربيع العربي أوصل الشعوب إلى مرحلة متطورة في نمو وتطور إرادة الشعب حتى يكون (سيد) نفسه..
> الحكمة ضالة المؤمن، كيف يمكن تنزيل المفاهيم والدلالات القرآنية في السلطة؟
هذا يجب أن يُستنفر له بعض الناس من ذوي الاختصاص لوضع المسؤولية أمامهم ويجب أن يلتفتوا لها باستنباط وإيجاد الخيارات لكيفية إنزال هذه القيم والمبادئ الإسلامية في الحكم، وهذا يحتم على الحركات الإسلامية الموجودة في الحكم أن تتعاون في هذا المجال.
> للشيخ أحمد عبد الرحمن رأي واضح في عدم إكمال العقد الوطني والمواطنة.. ما هور دور قيادات الحركة الإسلامية في هذا؟
< هذا صحيح، وفي اعتقادي أنها قضية كبيرة لأن المواطنة لم تتعمق وتترسخ مفاهيمها حتى الآن ولا تزال الولاءات الضيقة سواء كانت عرقية أو اثنية أو جهوية تشكل أسبقية بكل أسف أمام الولاء الأعلى للوطن، وفي تقديري أن المشوار طويل ويقتضي من كل العاملين في العمل السياسي أن يتوافقوا على برنامج يُعنى بشأن العلاقة (الفوقية) أو الأعلى للوطن.

> توقع الشعب السوداني منذ أكثر من «23» عاماً تجربة جديدة في الحكم لكن حدثت إخفاقات؟
ماذا تقصدين بالإخفاقات؟ وأين هي؟

>الضائقة المعيشية التي يعيشها المواطن الآن والتوتر الأمني في جنوب كردفان والنيل الأزرق ألا تمثل إخفاقات في تاريخ حكم الإنقاذ؟
< الوضع في السودان الآن بكل المقاييس والمفاهيم أفضل من السابق، سواء كان في الأمن أو المعيشة أو الحداثة، هذه كلها ينبغي أن تخضع إلى دراسة موضوعية وتقييم حقيقي لمعرفة هل حدثت إيجابيات إم إخفاقات، وفي تقديري أن الإيجابيات واضحة، وما تم خلال الـ «20» عاماً أثناء حكم الإنقاذ لم يحدث منذ الاستقلال ومنذ تأريخ السودان، مثلاً البترول والزراعة والطرق وكل البنيات الأساسية من كهرباء وغيرها تمت وتضاعفت بعد مجيء الإنقاذ والشعب يعلم بذلك
.
> في ظل الضغوط المعيشية التي يعيشها المواطن الآن واستيائه من سياسات الحكم.. هل يمكن أن يتنحّى الرئيس؟

< يتحدث الكثير من الناس عن تنحي الرئيس، هل تنحي الرئيس سيحل الأزمات؟ على الناس في تقديري أن يكونوا موضوعيين، ويعلموا أن الضائقة المعيشية التي يستشعر بها أهل الحضر أكثر من البادية هي نتيجة طبيعية للأسبقيات التي أعطتها الإنقاذ للبنيات الأساسية التي كانت معدومة والمتمثلة في الطرق والجامعات والمصانع، لذلك يتعب المواطن لنهضة قادمة بإذن الله، لكن البعض يصورها بأنها سياسات في الحكم، مثلاً إيقاف البترول عمل سياسي وليس اقتصاديًا ويعني (علي وعلى أعدائي) لوجود قوى كبيرة في الخارج تستهدف النظام وهي على استعداد لدفع أي ثمن مقابل إيقاف البترول من أجل الضغط على النظام القائم، ولن يتنحى الرئيس.

> إذاً أنت راضٍ عن أداء الحكومة؟


< لا أقول إنني راضٍ عن النظام مع الضيق في المعيشة لكن بهذا الضيق لا يمكن أن نقول إننا نرفض هذا النظام لأنه إذا أُجريت انتخابات الآن سيفضل المواطن العادي هذا النظام خاصة في مناطق الوعي وسيأتي بهذا النظام لأن (المجرَّب لا يجرَّب).


> تحدثت عن الإرادة والهُوية السودانية.. كيف يمكن صنع إرادة وطنية مع حكم حزبي استمر لأكثر من «23» عاماً؟


< لهذا الحزب إسهامات في ترقية الروح الوطنية والتماسك الاجتماعي باستقطاب القوى الأخرى معه لأن هذه مهمة ستظل تصاحب العمل الاجتماعي لإيصال القوى السياسية إلى مرحلة نضوج لتكون كل القوى السياسية في كلمة سواء بقواسم مشتركة للمرحلة الحالية من أجل وحدة السودان والكل يطمح إلى هذه المرحلة.

الانتباهة

Post: #55
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-09-2012, 10:12 AM
Parent: #54

السائحون.. الخطر القادم
09-08-2012 03:57 PM

قدامى محاربين يسعون للإنقضاض على حلم الديمقراطية
السائحون.. الخطر القادم

رشان أوشي
[email protected]

قبل اسابيع طفت إلى السطح اخبار تناقلتها مجالس المدينة ووسائل الاعلام حول مجموعة من الإسلاميين تسمي نفسها المجاهدون السائحون، تبين لي انهم مجموعة من منسوبي الحركة الإسلامية على الرصيف وبعضهم من المؤتمر الوطني و الشعبي يطمحون لترميم تجربة الحكم الفاشلة التي وصفوها بالمسيئة للمشروع الحضاري الذي بذلوا فيه جهد جهيد واستولت عليه طائفة من الإنتهازيين أحالته إلى ركام فساد ومسخ مشوه على حد قولهم ، عقد هؤلاء السائحون عدة لقاءات رمضانية شابتها حراسة أمنية مشددة اهمها لقاءهم في جامعة الخرطوم إحدى نهارات رمضان بمسجد الجامعة الذي أحاطته به عربات شرطة مكافحة الشغب والقوات الأمنية، على حسب رواية احد منسوبي هذه المجموعة التي تؤرق مضاجع النظام أنهم يقرون تماما بفساد النظام الحالي ويسعون لتخليص الحركة الإسلامية من تغول طامعي السلطة والجاه عليها، ولكن المقلق في الأمر ان هؤلاء السائحون يخططون للإلتفاف حول النظام الحالي وإنتاج نظام جديد ليس عبر آلية إسقاط النظام بل عبرعبر ما يسمونه بـ(الاصلاح) اي التغلغل في وسط النظام وتغييره داخليا وتسلم السلطة، بمعنى ان نستيقظ ذات يوم صباحا شبيه بصباح 30 يونيو 1989م ونجد انفسنا بين فكي مجموعة من المتشددين يرون في انفسهم الحق بوراثة عرش نظام 30 يونيو بإعتبارهم من حملوا البندقية في الحرب العنصرية بجنوب السودان، فمجريات الأحداث تؤكد ذلك.. ومن اهم الإشارات على أن المخطط يمضي على قدم وساق هو الإعلان عن مؤتمر للحركة الإسلامية التي لم يرفع عنها صيوان العزاء حتى الآن ومازال يبكيها الباكون، وهو المؤتمر الذي لم يرق لبعض ممن كانوا يعتبرون الحركة الإسلامية مطية للوصول إلى السلطة من العسكريين وبعض الساسة، لذلك سارعوا بوضع العثرات أمامه ونثروا الأشواك، وتم تأجيل موعد إنعقاده، بل وبرزت بوادر فتنة كبيرة يحاول هؤلاء السائحون تلافيها حتى لا تدخلهم في انشقاق جديد يفتت عضد ما ظلوا يخططون له منذ المفاصلة الشهيرة 1999م-2000م.



كل المعطيات في المسرح السياسي تؤكد بأن هنالك خطان يطوقان النظام.. خط المعارضة الشبابية والسياسية التي تدعو لإسقاط النظام وإنتاج بديل ديمقراطي جديد عبر فترة إنتقالية تعقبها إنتخابات تغير نظام الحكم المتداول منذ الإستقلال وهذه تمضي ببطئ تواجه صدامات عنيفة من الترسانة الأمنية، بينما يعمل هؤلاء الإسلاميين السائحين في الخفاء للإنقضاض على النظام بعد أن تضعفه وتعريه تلك المجموعات الشبابية، وهو اسلوب ممارسة سياسية براغماتية اشتهر بها الإسلام السياسي في كل تجاربه في الممارسة السياسية في العالم ، وبالتالي فإن ما يجب التنبه له هو أن تجربة الإسلاميين في حكم السودان مرت عبر مراحل بدأت بمشاركتهم الفعلية في فترة الراحل نميري من خلف الكواليس وانتجوا نموذج سيبتمبر المشوه، وفترة الديمقراطية الثالثة تغلغوا في اوساط الجيش والشارع حتى انقضوا على الشرعية الديمقراطية بليل 30 يونيو، والآن يحاولون استغلال نشاط المعارضة الشبابية التي تنهك النظام والإنقضاض علىه وهو هش منهك، إذا فهؤلاء هم الخطر القادم وإذا لم نتبه له فسنجد أنفسنا وسط فكي الإسلام السياسي مرة أخرى للخروج بنموذج سيكون أفظع مما هو حالي ويدعمهم في ذلك تنامي تيارات الإسلام السياسي بعد الربيع العربي

Post: #56
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-10-2012, 06:57 AM
Parent: #55

تانى ؟





بسم الله الرحمن الرحيم

البيان الأول لعضوية الحركة الإسلامية السودانية

الإخوة والأخوات

ظلت الحركة الإسلامية ومنذ أكثر من ستين عاما تؤدي وظيفتها فى مجال الدعوة الإسلامية فى هذه البلاد الطيبة ، وكان قوامها رجالا كثيرا ونساءا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . بذلوا لها العرق والدم والمرتخص والغال. وتحت شعار ( الله غايتنا ) سقط شهداء كثر وارتفعت أرواحهم الزكية لله تعالى .وقدمت نموذجا للإسلام فى إعتدال واستنارة جعلها تتقدم على رصيفاتها من الحركات الإسلامية ، وطرقت كل شعاب الحياة تردها بالرفق والحسنى الى هدي الدين .

ثم لما اشتد عودها بدأ أعداؤها فى الداخل والخارج فى الكيد لها ومحاصرتها . عندئذ قدرت قيادتها – وكان تقديرا خاطئا كما تبين لاحقا – أن يستولوا على السلطة فى يونيو 1989م عبر نظام الإنقاذ .

كانت الحركة الإسلامية أول ضحايا نظام الإنقاذ حين أقدم على حلها وبالتالي فقدت مرجعيتها في أن تكون هى الحاكمة والضابطة لزمام الأمور . ثم ما لبث قادتها أن إصطرعوا صراعا مؤسفا على كراسي السلطة ضاربين بتاريخ الحركة الناصع وقيمها السامية عرض الحائط

وكان الحصاد المر هو هذا النظام المتسلط الذي يؤمه الوطني وتلك المعارضة الكسيحة التي يؤمها الشعبي وبينهما شعب أصيل طحنته السياسات الخرقاء بعد أن مزقته ، وأتت على ثرواته فنهبتها جهارا نهارا ، فقد غدا الوطن فى ظن أولئك القادة مجرد غنائم والمواطنون مجرد أتباع .

الإخوة والأخوات

فاق هذا النظام كل الأنظمة التى سبقته فى التسلط والفساد وإهدار موارد البلاد.

أما التسلط فقد تبدى فى التشبث بالمناصب وأصبحت هى الهم ومبلغ العلم . وضرب رئيس النظام ونائبه الأول وبقية شلة القيادة أسوأ الأمثلة فقد أسكرهم حب الجاه والسلطان ففرضوا أنفسهم ترغيبا وترهيبا وتزويرا على مناصب الدولة والحزب والحركة معا . وتلاشت معايير القوي الأمين ، والحفيظ العليم ، وتراجعت قيم التداول السلمي وحرية الإختيار . وغابت أدبيات الجرح والتعديل ، والتقييم والتقويم ، والمحاسبة والعزل . وإذا نحن أمام وجوه مملة وكوادر فقيرة ذات إمكانات بائسة , وقيادة عاجزة أرهقها المكر والبطش وأعياها التمدد والتطاول فى التسلط ، فمن فشل منهم يكافأ بمنصب آخر .

23 عاما ولم يتبدلوا وكأن حواء الحركة الإسلامية والشعب السوداني لم تنجب غيرهم ممن يصلح للقيادة ويدير شأن البلاد بوعي وكفاءة .

وأما الفساد فقد ملأ البر والبحر وحتى الجو . وتحت بصر قادة النظام وسمعهم نهبت الأموال وتضخمت ثروات الأقارب والمحاسيب وأغتنى منسوبو النظام وحاشيتهم .. وشيدت القصور داخل وخارج السودان.. وأصبح المال دولة بين الأغنياء منهم . ومافاض صرف على أمن ودفاع النظام . وأما مجانية التعليم والصحة والخدمات فقد أصبحت جزءا من الأحاجي السودانية .

وأما إهدار موارد البلاد فيكفي مثلا ما آل اليه مشروع الجزيرة وسودانير والسكة حديد . وما آلت اليه الخدمة المدنية من تدهور وإهمال . كل المرافق العامة بيعت بثمن بخس وما تبقى معروض للبيع . وخرجت القطاعات التقليدية الزراعية والحيوانية من دورة الإقتصاد السوداني مما أدى الى قحط الريف وازدحام المدن . وزادت الململة ونشطت حركات التمرد تطالب بالعدل فى قسمة السلطة والثروة . فكانت سياسات النظام الخرقاء فى المزيد من إهدار الموارد البشرية والعسكرية فى قمع تلك الحركات أو الصرف السياسي البذخي لإرضائها وترويضها . ولكن الإهدار الأكبر كان للبترول فقد ضاعت عوائده وثبت تماما أن هذه القيادة لا تحسن التعامل مع موارد البلاد فقد بددته كما بددت غيره وكان الإنهيار المروع للعملة الوطنية والموت السريري للإقتصاد السوداني .

الإخوة والأخوات

وتوالت إخفاقات قادة هذا النظام بدءا بإتفاقية نيفاشا المعيبة والتى تم التوقيع عليها تحت تأثير التنازلات والإبتزاز والضغوط والغفلة التى أبتليت بها تلك القيادة . حيث أفضت تلك الإتفاقية الى تقسيم البلاد ووسعت رقعة الحرب وفاقمت من معاناة الشعبين فى الشمال والجنوب . ولم تجلب وحدة ولا سلاما ولا رخاءا كما كان يتوهم قادة هذا النظام .

ثم جاءت حرب دارفور والذى كان أكثر الأقاليم شقاءا بقادة هذا النظام وسياساتهم الخرقاء مما تسبب فى قتل عشرات الألاف ونزوح مئات الألاف فى أسوأ كارثة انسانية يشهدها السودان طوال تاريخه وبات الإقليم على شفا الإنفصال هو الآخر ، وضاعت سيادة السودان وأصبح رئيس النظام مطلوبا للعدالة الدولية وأسفرت القبلية عن وجهها الكريه وتهتك نسيج المجتمع وضعفت أواصر الفكر والوطن .

الإخوة والأخوات

لم يعصم قادة هذا النظام من غضبة هذا الشعب سوى تدثرهم بشعار الشريعة الإسلامية . أما وقد تنكروا لها وأضحت عندهم مجرد كلمات ينعقون بها ، تلوكها ألسنتهم وتخالفها فعالهم . فقد أُرتكبت كل الموبقات القتل والظلم والإختلاس وأكتناز المال والقبول بالربا والتنكيل بالمعارضين وتشريدهم ؛ واعتقال النساء والطلاب . حتى الطلاب الذين ظلوا يمثلون رصيدا متناميا للحركة الإسلامية طوال تاريخها أضعناهم ولم نأبه لأشواقهم وتطلعاتهم وأسلمناهم للغير الذين وجدونا غافلين فأخذوا يعبثون بمستقبلنا المتمثل فى شبابنا وطلابنا .

وأما الحركة الإسلامية فقد جعلها قادة هذا النظام مجرد لافتة فقد فارقوها مذ تنكروا لقيمها وخانوا شهداءها وداسوا على كسبها وقاموا بحلها ثم جعلوها مطية للتشبث بكراسي السلطة .

الإخوة والأخوات

الآن بات واضحا أن هذا النظام يحتضر وأن قيادته لم تعد أمينة على هذه البلاد ولا حفيظة عليها , فقد فقدوا كل سند لهم وانفض من حولهم كل من به نزعة من تدين أو نخوة من وطنية ولم يبق بجانبهم سوى العاطلين من المواهب وثلة من المتسلطين أو المفسدين أو فضلات الأحزاب المتردية والنطيحة أو علماء السوء والسلطان أو الذين ارتبطت مصالحهم ببقاء قادة هذا النظام (( ما كان الله ليذر المؤمنين على مآأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)).

الإخوة والأخوات

ظلت الغالبية من عضوية الحركة الإسلامية ممن قبضوا على جمر قضيتها , وذاقوا مرها ، من الخفاف عند الفزع والثقال عند الطمع . ظلوا واقفين على الرصيف ينأون بأنفسهم من ذلك النظام المتسلط وتلك المعارضة الكسيحة . الآن نقول لهم لم يعد مجديا الوقوف على الرصيف والتفرج . فقادة هذا النظام يخرقون سفينة هذا البلد إن لم نضرب على يدهم هلكوا وهلكنا . وإذا منعناهم نجونا ونجا هذا الشعب الأصيل . وعلينا أن نعمل جميعا على إسترداد الحركة الإسلامية وتخليصها من براثن قادة هذا النظام (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )).

الإخوة والأخوات

نعلن برآءتنا من هذا النظام وفعله المشين وفساده المبين . ونطالب هذه الطغمة الحاكمة وفى مقدمتها رئيس النظام ونائبه الأول بالتنحي والرحيل فورا . وننصحهم بعدم الإلتفاف على رغبات عضوية الحركة الإسلامية المتطلعة الى قيادة جديدة قوية و أمينة وصادقة , والى حكم راشد يأتي بالرضا والشورى ويحكم بالعدل والإحسان ويتعاون مع جميع القوى السياسية ومكونات المجتمع على البر والتقوى . ونحذرهم بأن قمع الإحتجاجات المشروعة ما عاد ذا جدوى فأعتبروا بمصير القذافي وبن علي . أليس منكم رجل رشيد . ونذكرهم فى الختام أنه بمثل ما أتوا على أكتاف الحركة الإسلامية فسيكون زوالهم على يدها بمشيئة الله مالك الملك .

حفظ الله البلاد والعباد ووقاهم الفتن ما ظهر منها وما بطن .

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين

الله غايتنا

الرسول قدوتنا

القرءان دستورنا

الجهاد سبيلنا

الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .

وترقبوا البيان الثاني .

الإتجاه الإسلامي – السودان

الجمعة 22 رمضان 1432هـ

Post: #57
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-11-2012, 05:16 AM
Parent: #56

الشيخ حسن الترابي في الثمانين: تحية وتأملات
د. عبدالوهاب الأفندي
2012-09-10


كنت وبعض كرام الإخوة على موعد في رمضان المنصرم في العاصمة السودانية الخرطوم لعقد ندوة فكرية ذات أبعاد دولية للاحتفال ببلوغ الشيخ حسن الترابي الثمانين من عمره قبيل حلول الشهر المبارك هذا العام. وبخلاف ما درج عليه السودانيون من ترك الأمور حتى آخر لحظة، بدأ التخطيط لهذه المناسبة قبل أكثر من عام، وبقدر كبير من الجدية. ولكن الحالة السودانية أدركت المنظمين في نهاية المطاف، حيث تقرر قبل أسابيع من انعقاد الندوة تأجيلها لأجل غير مسمى لأن التحضيرات لم تتقدم كما ينبغي. ما نأمله هو أن يتم التغلب على المصاعب قريباً وعقد هذه الندوة، لأن سيرة الشيخ الترابي تحتاج إلى كثير من التأمل، لما كان له من تأثير في تاريخ السودان، سلباً وإيجاباً، ربما لم يسبقه إليه شخص في العصر الحديث، وهو تأثير لم يقف ـ في سابقة أخرى- عند حدود السودان.
ما زلت أذكر جيداً أول مرة رأيت فيها الشيخ الترابي: كان ذلك في عام 1975، وكنت في السنة الأولى في الجامعة حين حضر لعقد لقاء مع أعضاء التنظيم بعيد خروجه من السجن. وكان الشيخ قد اعتقل في اليوم للانقلاب الذي قاده العقيد جعفر النميري بدعم يساري في مايو 1969، وكان مثار الاحتجاج عند أنصاره أن زعيم حركة معارضة تم اعتقاله قبل اعتقال وزير الدفاع، بينما بقي رئيس الوزراء وقتها في منزله ونجا زعيم حزب الأمة المشارك في الحكم من الاعتقال.


وقد كان في عقد ذلك اللقاء بعضاً من التفسير لماذا كان أهل الحكم على حق في الاعتقاد بأن الترابي كان يمثل خطراً على نظامهم أكبر من وزير الدفاع ورئيس الحكومة وزعماء أحزاب الحكم. فقد تمكن التنظيم من عقد لقاء سري لعدد قارب الألف شخص، في قلب الجامعة، دون أن يكون لأجهزة الأمن أو أي جهة أخرى علم به. تم حجز قاعة كبيرة في كلية العلوم باسم جمعية طلابية لا علاقة لها بالسياسة، وكان على الأبواب والطرقات المؤدية إلى القاعة أشخاص يدققون في هوية كل قادم، إضافة إلى التأكد من أنه يحمل 'تذكرة' دخول. وتم عقد اللقاء وانفض بدون أي محاذير أمنية. ولكن 'الأمن' في السودان له جوانب أخرى، كما سأوضح بعد قليل.


في ذلك اللقاء سجلت أول اعتراض لي على سياسات التنظيم. فقد جاء إلينا الترابي وقتها برسالة مفادها أن على الحركة الإسلامية الطلابية أن تمارس نوعاً من التهدئة مع النظام. ولم أعرف وقتها أن اقتراح الترابي كان يرمي لخدمة أجندة سرية، تمثلت في الترتيب لعمل مسلح كان سينطلق من ليبيا العام التالي، ولكن اعتراضي على المقترح كان سيكون قائماً حتى لو علمت. فقد علقت حينها بأن تبني التهدئة من قبل الحركة الإسلامية ستكون له كلفة سياسية باهظة، لأننا عبأنا الطلاب ضد النظام، واستندت مشروعيتنا على المعارضة والنضال من أجل الحريات والديمقراطية. وعليه لن يكون في مقدورنا اتباع سياسة تهدئة ما لم نحصل على 'غطاء سياسي' يتمثل في نشاط معارض خارج الجامعة (عمل نقابي أو سياسي أو غيره). أصر الترابي وقتها على طلب التهدئة وقال إنهم سيدرسون دعم القرار. وعلى كل لم نلتزم نحن بطلب التهدئة، وما كان ذلك ممكناً.


بعد عدة أشهر، عدت إلى منزل الأسرة في مدينة بربر في العطلة الصيفية، وخلال أيام التقيت أحد الأصدقاء الذي ابتدرني بعد التحية ضاحكاً: هل حصلتم على 'الغطاء السياسي'؟ وكان هذا هو الدرس الثاني لي عن السياسة السودانية: لا توجد في السودان أسرار!
لم ألتق الترابي بعد ذلك لعدة سنوات، فقد سافرت في العام التالي إلى بريطانيا للتدرب على الطيران، وبعد عدة أشهر وقعت محاولة 2 يوليو الانقلابية عام 1976 وأعيد الترابي إلى السجن. وعندما عدت إلى البلاد في صيف عام 1977، كانت البلاد تشهد 'انقلاباً' من نوع آخر، تمثل في صفقة 'المصالحة الوطنية'، التي أخرجت الترابي من السجن وأدخلته لأول مرة إلى أروقة السلطة. ولم أكن وقتها من المتحمسين لهذه الصفقة، ولم يأت لقائي بالترابي إلا في سبتمبر عام 1982 لإجراء مقابلة صحافية لمجلة 'أرابيا' التي كنت انتقلت للعمل بها في صيف ذلك العام.


كان اللقاء بالشيخ في مكتبه، حيث كان يشغل منصب وزير العدل والنائب العام، مصدر دروس إضافية حول مفارقات الحالة السودانية. فقد قام بإعطائي رقم هاتفه الخاص، مع تعليمات بعدم الاحتفاظ به والتخلص منه بعد انتهاء المقابلة. وقد التزمت بذلك. ولكن المفارقة كانت أن الشيخ دعاني بعد ذلك لعقد اللقاء في منزله. وكما هو الحال في كثير من المساكن السودانية وقتها (ولا يزال في كثير منها، بمافي ذلك مساكن كبار المسؤولين)، فإن منزل الشيخ لم تكن عليه حراسة. وأذكر أنني في إحدى المرات حضرت في الموعد المضروب، فلم يرد على الطرق أحد، وكان الباب الخارجي مفتوحاً على مصراعيه، فدخلت، ووجدت صالون الاستقبال أيضاً مشرع الأبواب، ولم يكن فيه أحد. وكان للشيخ غرفة للنوم والراحة بجانب الصالون، فدلفت إليها، فوجدت الباب مفتوحاً ولا أحد هناك. وكدت أعود أدراجي قبل أن يظهر من يجيب على ندائي.


تعجبت وقتها من هذه المفارقة: مسؤول يصر على أن رقم هاتفه سري يجب ألا يعطى لأي شخص، ولا يستخدم إلا بشروط، وها هو منزله مفتوح لمن شاء كأنه طريق عام! وعندما نشرت المقابلة بعد عدة أشهر، بدأت بالإشارة إلى هذه المفارقة. وكان النص الذي نشر عبارة عن ترجمة مختصرة (بروفايل) للشيخ، تناول سيرته السياسية، منذ سنوات دراسته ومشاركته في ثورة أكتوبر، ورؤيته لمنهاج التغيير الإسلامي والحكم الإسلامي. وكانت التناول صريحاً ونقدياً، لم يتجنب أيا من الأسئلة الصعبة، ولم يقبل الإجابات على عواهنها. ويبدو أن الطريقة التي نشرت بها المقالة لم تعجب الشيخ، لأن أحد الإخوة أبلغني فيما بعد أن الشيخ تساءل وأشار إلى رأسه بعد أن قرأها إشارة معروفة مغزاها: هل هذا الشخص سليم العقل؟


نشرت المقابلة في مايو عام 1983، وهو الشهر الذي قرر فيه الرئيس النميري وقتها إقالة الترابي من منصبه كنائب عام وتعيينه مستشاراً للرئيس للشؤون الخارجية، وأيضاً إقالة الزعيم الإخواني أحمد عبدالرحمن من وزارة الخارجية. ولم يربط أحد وقتها بين الحدثين، خاصة وأن المقابلة نشرت بالانكليزية، ولم تتناول بأي تفصيل أو بصورة مباشرة الأوضاع السياسية في البلاد. ولكن من غير المستبعد أن يكون خصوم الترابي الكثر داخل النظام وجدوا في بعض ما نسب إليه ذخيرة استخدمت ضده. وعلى كل فإن الترابي لم يكن يتحفظ في تصريحاته الصحافية، ولا في أحاديثه الخاصة (وكثير منها كان يصل إلى الرئيس، فالسودان لا أسرار فيه كما أسلفنا) عن توجيه الانتقادات إلى الحكم. فقد سأله مراسل صحيفة لوموند بعد إعلان النميري قوانين الشريعة في عام 1983 عن دوره كمستشار للرئيس، فأجاب ساخراً: إن مستشاري الرئيس يأخذون من النصائح والمشورة أكثر مما يعطون. ومهما يكن فإن إبعاد الترابي ومؤيديه من مركز السلطة كان جزءاً من خطة متكاملة للرئيس النميري لإعلان قوانين الشريعة، وهي مهمة اختار لها مستشارين قانونيين من أنصار الطرق الصوفية التي يثق بها، مع التشديد عليهم على عدم إطلاع الشيخ الترابي على أي تفاصيل حول مهمتهم. وعليه فإنه حتى لو كان للمقابلة دور في القرار الذي اتخذه النميري بإقصاء الترابي فإنه كان بلا شك ثانوياً.


مرت خمس سنوات بين تلك المقابلة وعودتي إلى السودان مرة أخرى في ديسمبر عام 1987، وذلك بسبب انشغالي بالدراسات العليا إضافة إلى العمل في مجلة 'أرابيا'. ولكن خلال تلك الفترة، حضر الشيخ الترابي إلى لندن في عام 1985، وذلك بعد خروجه من السجن مجدداً وإنشاء الجبهة القومية الإسلامية كمظلة جديدة للعمل السياسي الإسلامي في السودان. وقد استضفناه في 'أرابيا' أثناء تلك الزيارة في لقاء حضره لفيف من المفكرين ورجال الإعلام. وكانت هذه مناسبة لإجراء تقييم لتجربة الحركة الإسلامية السودانية عموماً، ومشاركتها في السلطة أيام النميري خصوصاً، ثم خطة الحركة للمستقبل والمشاركة في العملية الديمقراطية.


في تلك اللقاءات، كان خطاب الشيخ موضع قبول، إن لم يكن إعجاب، معظم الحاضرين الذين كانوا يمثلون في الغالب توجهات ليبرالية أو إسلامية معتدلة، لأنه ركز على الديمقراطية، وعبر عن أفكار 'تقدمية' فيما يتعلق بحقوق المرأة والأقليات والعلاقة مع الغرب. وكان الترابي في ذلك الوقت في قمة تألقه الفكري باعتباره صاحب مدرسة تجديدية راديكالية في الفكر الإسلامي، تتخذ موقف نقدياً من التوجهات المألوفة عند الإسلاميين المحدثين وعند المدارس الدينية التقليدية معاً. وقد اعتبر فكره ملهماً لحركات إسلامية عدة، من المغرب العربي (خاصة تونس) إلى اندونيسيا وماليزيا، إضافة إلى التجمعات الإسلامية في أمريكا وأوروبا. ولهذا كان الكثيرون تواقين للاستماع إليه. هذا لم يمنع وقوع بعض المناكفات أثناء اللقاء، ثم قبل ذلك وبعده في تغطية 'أرابيا' لنشاط ومواقف الشيخ وحركته. وقد تركزت الانتقادات على مواقف الحركة من تشريعات 'النميري' الإسلامية والتحالف مع نظامه، والموقف من حرب الجنوب. وقد كتبت تعليقاً على مقابلة أجريناها مع الشيخ في تلك الفترة بعنوان: 'الفرق بين التكتيك والاستراتيجية'، أنتقدت فيه المواقف التي تم التعبير عنها، خاصة رفض التعاون مع الأحزاب الأخرى والتشدد تجاه الحرب في الجنوب والعلاقة مع الغرب. وقد جاء في التعليق: إن السودان ليس إيران، وليس بوسع الحركة الإسلامية أن تنفرد بحكمه وفق برنامج إقصائي، ولا يمكنها أن تطيق العزلة والمواجهة الحادة مع محيطها والمجتمع الدولي.

' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن



--------------------

هــل أنعـى لكم السـودان؟!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



وينفض أولاد نيفاشا الغبار عن الحريات الأربع من جديد ويُعيدوها إلى الحياة بعد أن ظننّا أنَّها قُبرت إلى الأبد عند احتلال هجليج!! هل تذكرون قرائي الكرام احتلال هجليج الذي حدث قبل أن تصل طائرة باقان إلى موطنه جوبا قادمة من الخرطوم التي غُمر فيها بكرم الضيافة وتعشّى وتجشّأ ورقص على أنغام الكابلي في حضرة وزير الدفاع الذي عند ما كان يضاحك باقان خلال العشاء كانت دبابات الجيش الشعبي تتسلَّل عبر الحدود في طريقها إلى هجليج وفي حضرة وزير الخارجية الذي كان، قبل أن تدور عليه الدوائر، يقود جحافل الدفاع الشعبي وبمشاركة أولاد نيفاشا الذين كانوا قد استقبلوا باقان استقبال الفاتحين في مطار الخرطوم التي كان آخر عهده بها قبل ذلك وهو يغادرها عقب الانفصال قوله: (ارتحنا من ###### الخرطوم) و(وداعاً للعبودية)؟!


عندما احتُلّت هجليج ظننّا أن هؤلاء المفاوضين الدراويش الأغرار لن تقوم لهم قائمة وأنهم سيختفون طوعاً أو كرها وأن حياءهم مهما كان ضعيفاً وقليلاً سيسوقهم إلى الانتحار السياسي، حال من يرتكب جرماً في حق نفسه أو وطنه أو عزيز لديه، بمعنى ان يختفوا وينزووا في غياهب النسيان ولكن متى كان السودان ومتى كان بعضُ بنيه ممّن لا يستحون مثل بقية خلق الله؟! متى كانوا يخضعون لما يخضع له بنو الإنسان من مشاعر وقِيم؟! لكن بربِّكم أما آن الأوان لأن نترك الطعن في الظل؟! أما آن الأوان لمواجهة الحقيقة المُرة بدلاً من التواري عنها؟! بربِّكم إلى متى نخادع أنفسنا؟!
أنا حزين والله.. حزين حزين حزين وأحتاج إلى من يواسيني ويُعزِّيني فقد تعبتُ وماعادت الكلمات تُجدي وتعب هذا الوطن المثخن بالجراح وكدنا ندعو بدعاء الصدِّيقة مريم.. يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً!!


بربِّكم ماذا دهانا؟! ما الذي جرى فأحال إخوة علي عبدالفتاح.. أسود الميل 40 وصيف العبور ممن كانوا يقاتلون في أطراف نمولي.. ما الذي أحالهم إلى نعام يتراجع أمام جيش دولة الجنوب الوليدة الجائعة؟ ما الذي جعلهم يُلقون السلاح بعد أن حرروا هجليج ويتخَّون عن تحرير كاودا؟! أهو مجلس الأمن؟! هل صار مجلس الأمن رباً يشرك به أهل التوحيد أم هي حالة استسلام واستبدال وتيه يؤذِن بالرحيل المُر والانهيار الكبير ليس للنظام الحاكم وإنما لحضارة سادت ثم بادت؟!


لماذا تُطرح الحريات الأربع أصلاً في هذا الوقت؟! لماذا العَجَلَة.. أهي أولوية بالنسبة لنا أم للحركة الشعبية التي نعلم يقينًا أنها تريدها من أجل زرع خلايا نائمة وقنابل موقوتة تهرِّب السلاح كما ثبت من أجل تمكينها من إقامة مشروعها الاستعماري في السودان؟! أفي هذا الوقت والجيش الشعبي وعملاؤه يحتلون كاودا وسماحة ويضربون كالوقي والموريب وحجير الدوم! أفي هذا الوقت تُناقَش الحريات الأربع بل وتُمنح لمن يشنُّ الحرب علينا ويحتلُّ أرضنا ويتوعَّدُنا؟!
إنه عهد الشفافية.. فلتقل لنا الحكومة إنها عاجزة عن مواجهة الجيش الشعبي وإنها منهزمة ففي هذه الحالة سيقرِّر الشعب فإما أن يعذرها ويرضخ للهزيمة ويرضى الذل والهوان ويُستعمَر في أرضه وإما أن يتَّخذ قراراً بشأنها وينتصر لعزَّته وكرامته!!
ثم المنطقة العازلة وتواطؤ أمبيكي والآلية الإفريقية وأمريكا وهجومها على الحكومة بغرض حملها على الموافقة على الخريطة المقترحة الظالمة للشمال خاصة الـ 14 ميل جنوب بحر العرب!!


صدِّقوني إن الموافقة على الحريات الأربع أخطر مائة مرة من القبول بخريطة أمبيكي والآلية الإفريقية حول الـ 14 ميل بالرغم من أننا نرفض أي تنازلات في كلا الأمرين وخير لنا أن نرفض ويأتينا الظلم والعقوبات والقرارات من مجلس الأمن ومن المؤسسات الإقليمية والدولية من أن نظلم أنفسنا باتخاذ قرارات نفرط بها في أمننا القومي وسيادتنا الوطنية ومن عجب أننا نوافق على الحريات الأربع بالرغم من أنها ليست مفروضة علينا من أحد!! ثم نفاجأ بخازوق آخر هو تصريحات أحمد هارون الذي كثيرًا ما يقدِّم تنازلات مجانية فمن قديم هو الذي أغرى الحلو بأنه سيمنحه منصب نائب الوالي إن فاز هارون بمنصب الوالي بينما كان الحلو وعقار يتوعدان بشعارات (يا النجمة يا الهجمة) وبدخول الخرطوم بل القصر الجمهوري!!!
اليوم يُصرُّ أحمد هارون على لعب دور المخذِّل وهو يفتُّ في عضد كمال عبيد بقوله (سنتحاور مع قطاع الشمال بمن فيه الحلو وعقار إن كان ذلك سيجلب السلام)!! يقول ذلك بالرغم من أنه ليس جزءًا من وفد التفاوض وبالرغم من أنه والي جنوب كردفان التي دُمِّرت وخُرِّبت من قِبل الحلو وعقار الذين قتلوا خيرة أبناء ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وبالرغم من أن تصريحاته هذه تُعطي رسالة خاطئة للتمرد بأن جنوب كردفان تعاني من ضعف هو الذي جعل الوالي يُقدِم على هذه التصريحات المنكسرة!! .. لكن مَن يحاسب مَن في زمن العجائب؟!


أعجب مافي الأمر أن المفاوضين يوافقون على اتفاقية الحريات الأربع من جديد في وقت يتحدَّثون فيه عن أولوية الملف الأمني بالرغم من أن هذه الاتفاقية تُعتبر الأخطر على الأمن القومي بل هي جزء لا يتجزأ من مشروع السودان الجديد أو مشروع (تحرير السودان) المعبَّر عنه في اسم الحركة الشعبية وقطاعها العميل في السودان.. هؤلاء يظنون أن الملف الأمني يقتصر على قضايا الحدود وفك الارتباط بين الحركة وعملائها عرمان وعقار والحلو وينسَون أن هذه الاتفاقية أكثر خطورة لأنها تمكِّن الجيش الشعبي من البقاء في الشمال بل إن المادة 4/2 من الاتفاقية تمنحُه البقاء الأبدي مهما ارتكب أفرادُه من جرائم وتآمر ولا تترك أمرَ تطبيق الاتفاقية لوزارتي الداخلية في البلدين إنما تُشرك آلية الاتحاد الإفريقي المتواطئة مع الحركة فأية غفلة نتردَّى فيها وأية هاوية ننكبّ على وجوهنا في دركاتها؟!


لم يسأل أيٌّ من مفاوضينا أو من قيادات المؤتمر الوطني أو البرلمان المغلوب على أمره بعد أن احتُكر القرار في يد مجموعة محدودة سُلِّمت شهادة بحث تثبت ملكيتها للسودان بعيداً عن شعبه المسكين.. لم يسأل لمصلحة من يحدث ذلك؟!
لا يمر يوم أو أيام إلا وتنكشف أرتال السلاح المهرَّب إلى الخرطوم أو يُعثر على أسلحة لدى متفلتين أو في بيت من البيوت المزروعة (مشار مثلاً) وما يُكشف لا يبلغ مِعشار ما يتسرَّب خِلسة في بلاد تمتلئ بالمتمردين وترقد على فوهة بركان وفي براميل من البارود!!



باقان كل يوم يفجأنا باعتراف وكان آخر تلك الاعترافات قبل نحو أسبوع حين قال على رؤوس الأشهاد (لن نتخلّى عن قضية جنوب كردفان والنيل الأزرق).. هل كنا نحتاج إلى اعتراف من الرجل الذي بلغ من الجرأة درجة عجيبة حيث يتعامل معه مفاوضونا كما لو كان ولياً حميماً لا عدواً لئيماً؟!.. باقان هو من قال قبل توقيع نيفاشا في تصريح نشرته (الصحافة) بالبنط العريض: (نيفاشا ستقضي على دولة الجلابة)... دولة الجلابة هي العبارة التي يفضلها باقان للتعبير عن (السودان القديم) الذي ما قامت الحركة الشعبية إلا للقضاء عليه وتحرير السودان منه وإقامة السودان الجديد الغريب الوجه واليد واللسان على أنقاضه!!
هل آن الأوان أعزائي لأنعى لكم السودان أم أنكم ستنضمون إلينا من أجل إنقاذ السودان وقبل ذلك للقضاء على هذه الاتفاقية قبل فوات الأوان؟!



-------------------

تراجُع الحكومة ووعي الشعب..
الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


قُبيل توجُّه الوفد الحكومي المفاوض إلى أديس أبابا، صدر عن السيد رئيس الجمهورية، حديث واضح لدى لقائه بثامبو أمبيكي رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي تتولى ملف الوساطة بين السودان ودولة جنوب السودان، تم في هذا الحديث رفض تقديم أي ملف تفاوضي على ملفي الأمن والحدود، وقال الرئيس بالتحديد: «أولويتنا هي الأمن والحدود»، وأعلن في ذات اليوم نائب الرئيس الدكتور الحاج آدم يوسف لدى لقائه بوفد من ولاية جنوب كردفان، أن الحكومة لن تبرم أي اتفاق أو تسمح بمرور بترول الجنوب، إذا لم يتم تسوية موضوعات الترتيبات الأمنية، وكان موقف الحكومة قبل انطلاق جولة التفاوض أنها لن تناقش أي موضوعات خلافية مع جنوب السودان، ما لم يحسم الخلاف حول دعم جوبا لعملائها في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحركات دارفور المسلحة.


لكن الأمر الغريب الذي لا يصدقه عقل ولا يفهمه عاقل، أن الوفد الحكومي الذي ذهب لمواصلة التفاوض، ترك الفرض الموجب، وارتكب من المبطلات السياسية التي تجعل من التفاوض كله أمراً عسير القبول ومستفزاً للشعب السوداني الذي كان يرتجي ما يوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وانسحاب الجيش الشعبي من هاتين الولايتين، وامتناع حكومة الحركة الشعبية في الجنوب من مد حركات دارفور بالسلاح وتغلق معسكراتها وتطردها خارج أراضيها وتنسحب من المناطق التي تحتلها على الحدود معها، فإذا بالوفد يترك كل هذا ويعلن عن أنه أمّن مع وفد دولة الجنوب على اتفاق مارس الماضي حول الحريات الأربع وأن طرفي التفاوض أكملا فريق العمل المعني بتوفيق أوضاع مواطني البلدين وتكوين لجنة من وزيري الداخلية في البلدين لمتابعة قضايا المواطنين من الدولتين، وكل هذا الذي تم وأعلن عنه في أديس أبابا يعني إقرار الحريات الأربع والقبول بها .!!


لقد رفضت هذه الاتفاقية من قبل وثارت عليها عاصفة عاتية ولم تزل من كل قطاعات الشعب، وحتى الدولة نفسها تراجعت عنها خطوات، وظننا أنها ماتت في مهدها، أو وُلدت ميتة، لكن للأسف هناك من يحاول أن ينفخ فيها الروح من جديد .!!


إلى متى تتعامل الحكومة مع شعبها بهذا النوع من الخذلان المستمر وعدم الوضوح والتراجع المحبط، فكلنا نعرف لماذا يريدون بالحريات الأربع، يريدونها هم وأسيادهم في الغرب ليواصلوا في مشروعهم لتغيير هوية هذا الشعب ومسخها وإذلاله، لقد فشلوا في إحداث التغيير بالحرب وخلال الفترة الانتقالية التي أعقبت نيفاشا، ثم بالانفصال وشن الحرب ودعم العملاء والمرتزقة والتآمر الشامل، فلما عجزوا طرحوا موضوع الحريات الأربع ليعودوا إلينا بعد أن خرجوا بالباب عبر نافذة ما يسمى بالحريات الأربع، التي تعطي المواطن الجنوبي حقوقاً وبالقانون تجعله في مصاف المواطن السوداني ولن تنتزع منه، وراجعوا نص الاتفاقية التي وقعت في مارس الماضي وأقامت الدنيا ولم تقعدها.


هذا التراجع المذِلُّ للحكومة، والتناقض مع قطعيات الرئيس وتوجيهات قيادة الدولة وأحاديث كبار مسؤوليها، لا يعفي أحداً على الإطلاق من القيادة حتى وفد المفاوضات، كيف يقال حديث يخاطب به الرأي العام السوداني، ثم لا يؤبه له ويترك على قارعة الطريق، ولا يمكن التلاعب بالألفاظ، ففي الوقت الذي يُعلن فيه في أديس مكان التفاوض عن إكمال فريق العمل المعني بتوفيق أوضاع البلدين والتفاهم حول الحريات الأربع، يعلن المؤتمر الوطني هنا خلاف ذلك في محاولة لإيهام الناس أن تفاهماً واتفاقاً لم يبرم حتى الآن ...!!ليست العبرة بتوقيع حزمة الاتفاق الواحدة المكونة من كل ما يتم التوصل إليه حول النقاط الخلافية، لكن الكارثة في القبول بمبدأ التفاهم وإكمال الجانب العملي والفني فيه وإعداد المسودة للتوقيع في شأن الحريات الأربع والتأمين على اتفاق مارس الماضي .
ما يحدث عبث لا طائل منه، وتراجُع لن يُقبل، وسيسقط أي اتفاق من هذا النوع كما سبق أن مزقته إرادة الشعب القوية ووعيه المبكر بما يحدث
.


-------------------

استقيل يا "هارون"
08/09/2012 16:35:00
الهندى عز الدين


{ يعود "أحمد هارون" مرتداً، مرة أخرى، إلى (حالته القديمة)!! حالة (الحنين) إلى "عبد العزيز الحلو" وآخرين في (قطاع الشمال) المتمرد، ولا يستحي أن يطلقها مهزوزة: (سنفاوض قطاع الشمال ولو أوكلوا عنهم محامياً)!!


{ بدلاً من أن يتفرغ لمهامه كوال، ورئيس للجنة الأمن بولاية جنوب كردفان الجريحة، وبدلاً من أن يسأل نفسه، على تقصيره، (فلن يساءله أحد في الخرطوم) على سقوط عشرات القتلى والجرحى من (المدنيين) الأبرياء المساكين في بلدة (حجير الدوم) بالقرب من "كالوقي" فجر (الأربعاء) الماضي، على أيدي قتلة (قطاع الشمال)، فإن "هارون" أخي، الذي دفع به الرئيس "البشير" والياً وجدد فيه الثقة، ليشدد به أزره، خرج علينا ليحدثنا للمرة (الألف) عن ضرورة الحوار مع (الحركة الشعبية)، ولم يكفه كل (قوائم الفشل) من مفاوضات "مشاكوس" إلى "نيفاشا"، وإلى مفاوضاته (السرية) في بورتسودان مع رفيقه وصديقه (الخائن) "عبد العزيز آدم الحلو" وانتهاء بمفاوضات "أديس أبابا" الخاصة بمحور جنوب كردفان والنيل الأزرق!!
{ لقد خان "الحلو" رفيقه ونائبه "أحمد هارون" قبل أن يخون أهله، ووطنه ودينه، وكان "هارون" آخر من يتوقع تمرد "الحلو" في 6/6 الساعة (6)، أو ما يسميه الوالي الهمام بـ (الكتمة)!!


{ ولم تأت (الكتمة) إلاَّ من (ثغرة هارون) الذي كان بأدائه السياسي (المضطرب) تجاه متمردي (الحركة الشعبية) يضعف العزيمة، ويوهن المبادرة في جسم القوات المسلحة السودانية وقيادتها الميدانية في "كادوقلي"!


{ إنها مبررات غير مقبولة، ولا (مهضومة) تلك التي يرددها البعض، سياسيين أو عسكريين، عن (وعورة) جبال النوبة، واختلاف البيئة والجغرافيا، عن النيل الأزرق التي حسم فيها اللواء ركن "يحيى محمد خير" وشبابه في القوات المسلحة، المعركة (باكراً)، وطاردوا الحاكم "عقار"، وطردوه من "الكرمك" و"قيسان" وألقوه به وقواته، ودباباته، ومدافعه الثقيلة التي كانت منصوبة حتى داخل (المنطقة الصناعية) بالدمازين، ألقوا بهم جميعاً خارج حدود الدولة السودانية.. الطاهرة العزيزة.


{ حالة اضطراب القرار بين الوالي (السياسي)، والقائد (العسكري) في منطقة (جبال النوبة)، هي السبب الأول والأساس في تراجع الأمن والاستقرار بولاية جنوب كردفان، وتقدم (التمرد) وتمدده في المدن والبلدات، حتى بلغ الأمر بعصابات (الحركة الشعبية) أن تتجرأ على اغتيال رئيس (المجلس التشريعي) بالولاية، الشهيد "إبراهيم بلندية" ورفاقه الأبرار، وهو المسؤول الدستوري الأرفع بعد الوالي!!
{ الأدهى والأمر أن يكون موقف الفريق "دانيال كودي" (الأعلى رتبة عسكرية بين قيادات الجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة)، أن يكون موقفه أقوى، وصوته أعلى في مواجهة عصابة (قطاع الشمال) ومن داخل فندق (شيراتون أديس أبابا) - مقر المفاوضات - من موقف وصوت مولانا "أحمد محمد هارون"!!
{ "دانيال كودي" يقول لوساطة "أمبيكي" و"منكريوس": (لا علاقة لمشاكلنا في جبال النوبة ومشكلة متضرري سد مروي.. هؤلاء الإخوة في قطاع الشمال لا يمثلون قضية جبال النوبة)..

{ و"أحمد هارون" يقول (سنفاوضهم ولو أوكلوا محامياً)!!
{ علاقتي الخاصة والشخصية بالسيد "أحمد هارون" على أفضل ما يكون، وبيني وبينه ملاطفات ومجاملات دون كثيرين من قيادات الدولة، لكن هذا لا يمنعني أن أناصحه وأصارحه على الملأ: (عزيزي أحمد هارون.. إن كنت قد تعبت، كما صرحت بذلك للصحف، رغم تأكيدك أنك لن تستقيل، فالأفضل لك ولنا، وللدولة وأمنها واستقراراها، أن تستقيل وتغادر دسك الولاية، عاجلاً غير آجل، ومواقع العمل العام والخاص كثيرة ومتاحة لك ولغيرك).
{ استقيل يا "هارون

Post: #58
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-12-2012, 11:23 AM
Parent: #57

العقـــــوق!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الثلاثاء, 11 أيلول/سبتمبر 2012


13:00
ما رأيُكم في من يعتقلُ أمَّه في غرفة صغيرة أو قُل زنزانة تعيش فيها تحت رقابة صارمة ولا يُسمح لها بالكلام إلا في حضور مراقبين شديدي البأس والصرامة كما لا يُتاح لها إلا أن تتفوَّه ببضع كلمات يُشترط أن يكون مَرْضيّاً عنها من سجانها الرهيب!!
ذلك هو شأن الحركة الإسلامية التي ولدت الإنقاذ وأنجبت المؤتمر الوطني طفلاً معاقاً لم يتربَّ أو يتخلَّق بمرجعيتها فأمسك من أول يوم بخناق أمه وأدخلها في سجن كئيب باتت فيه في حالة يُرثى لها لا هي حية فتُرجى ولا ميتة فتُنعى إنما مجرد كائن مشلول يعاني من موت سريري ويُعرض من حين لآخر على المشفقين من أبنائه المعزولين عنه لتطمينهم أنه حيٌّ يُرزق!!


أُقدِّر للأخ د. غازي صلاح الدين الحرج الذي يحس به وهو ينفي عنه (تهمة) إبداء ملاحظات حول الدستور الجديد للحركة الإسلامية فنحن نعيش حالة من الكبت لا يُسمح فيها حتى لزبدة الحركة الإسلامية وأعظم مفكريها أن ينبسوا ببنت شفة خارج الغرفة المغلقة التي اعتُقلت فيها الحركة وإلا فالويل والثبور سيما وأن الرجل جرَّب (قرصة الدابي) وحق له أن يفر من الحبل!!
بالرغم من ذلك فإن ما خرج وتسرَّب إلى السطح من حديث نُسب إلى غازي هو عين الحقيقة أو جزء من الحقيقة التي كان ينبغي أن يُصدع بها في وجه الملك العريان!! يقول غازي أو ما نُسب إلى غازي، وهو ما يُشبه منهج وطريقة تفكير الرجل ويحظى بقبول الأغلبية الصامتة المغيَّبة.. يقول (إن الدستور واللائحة المجازة من قِبل مجلس الشورى الأخير غير ملبية لطموحات وأشواق القواعد) وتوقع الرجل انتخاب أمين عام جديد للحركة (منزوع الصلاحيات حال تضمن الدستور الجديد ما عُرف بالقيادة العُليا التي تجمع رموزًا من الحزب والحركة والدولة وستكون قراراتها مُلزمة)... ذلك ما نُشر في الأهرام اليوم!!
كان ذلك آخر ما تفتقت عنه عبقرية محتكري السلطة من أصحاب فكرة (الملك العضوض).. أن يعالجوا (النقة) التي خرجت من صدور الشباب في شكل مذكرات بعضها حقيقي وآخر مصنوع.. أن يعالجوا ذلك بمزيد من الكبت والتضييق وبخنق وإزهاق آخر نفس للحركة الإسلامية التي كانت بعد قيام الإنقاذ مباشرة قد أُبعدت من القرار السياسي بعد أن وزّع زعيمُها المصاحف على منتسبيها ليعتكفوا في المسجد ويتركوا له الشارع والسوق!! تلك كانت بداية علمنة الدولة بل علمنة الحركة الإسلامية حين أُبعدت عن الشأن السياسي!!
واصل الجيل الثاني بعد الانشقاق على شيخهم بحجة انعدام الشوري.. واصلوا ذات النهج والتفّوا بصورة بهلوانية لكي يسحبوا البساط من شيخهم ويجرِّدوه من سطوة الحركة وقوتها فأنشأوا كيانهم لا لكي يمسك بزمام الأمور ويستعدل البوصلة ويستعيد السلطة التي سُلبت إنما لكي يضمنوا بقاء الحركة في حوزتهم ليستخدموها عند اللزوم مع الإبقاء عليها في سجنها العلماني الكئيب سيَّما وقد تمدَّد المؤتمر الوطني وامتلأ بالباحثين عن السلطة والثروة ممَّن لم يؤمنوا في يوم من الأيام بمرجعية الحركة الإسلامية!!


وجاء اجتماع الشورى الأخير الذي أشار إليه غازي في أعقاب الململة التي تبدَّت في مذكرات الشباب ويا لبئس التدبير!!
تفتّقت عبقرية البعض عن التعديل الأخير الذي أرادوا به أن يقولوا إننا بهذه الطريقة نشرك الحركة في القرار السياسي من خلال إشراكها في القيادة العليا المكوَّنة من (الدولة والحزب والحركة)!! يا سبحان الله!! كم بربِّكم ستكون نسبة تمثيل الحركة ومتى كان للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني وهو كيان واحد من حزب واحد.. متى كان له رأي فيما يجري في البلاد وأخطر القرارات (تُنجر) من قِبل أفراد يُعدّون في أصابع اليد الواحدة؟! متى كان للبرلمان المُفترض أنه منتخب من الشعب رأي وهو مغيَّب تماماً؟!
صحيح أن الأمين العام سيكون منزوع الصلاحيات لكن أليس الأمين العام الحالي ــ يا غازي ــ هو النائب الأول لرئيس الجمهورية؟! ماذا فعل للتعبير عن الحركة ومرجعيتها داخل السلطة التنفيذية وماذا كانت الحركة تفعل في القرار السياسي وهي المجرَّدة من التدخل في الشأن السياسي المحتكَر للكائن المريض الذي لا يعبِّر بأي حال عن الحركة الإسلامية ومرجعيتها الفكرية فضلاً عن أنه مغيَّب (لا يهش ولا ينش)!!


قبل أن أُحيلكم إلى شهادة نائب الأمين العام للحركة حسن عثمان رزق الذي لا يستطيع أحد كائناً من كان أن يشكِّك في جرأته التي أبعدته من هياكل الحزب والدولة منذ وقت مبكر بينما ظل المتسلقون يعبثون بمصائر البلاد.. قبل ذلك أودُّ أن أتساءل: بربِّكم من هم الذين قرروا في شورى الحركة الإسلامية الدستور الجديد وكيف اتُّخذ القرار؟! هل اتُّخذ بنفس الكيفية التي انتُخب بها الأمين العام في أول اجتماع بعد المفاصلة؟! بربِّكم هل هذه حركة إسلامية وهل حدث أن كذب التاريخ مقولة (إن فاقد الشيء لا يعطيه)؟! لقد قلت يا قطبي الحقيقة في تصريحك خارج البلاد وأتفهَّم أسباب تراجعك عنها في الداخل!!
قال حسن عثمان رزق للمجهر (إن الحركة الإسلامية كمؤسسة لم تحكم أصلاً ولا تحكم الآن والذين يحكمون الآن يحكمون بغير مرجعية الحركة الإسلامية والحركة كمؤسسة لم يكن لها دور في إدارة الحكومة ولا الحزب ولا يوجد لها دور الآن)!! لا فُضّ فوك أخي حسن ولكن!!
أما المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم نزار محجوب فقد قال بمنتهى الصراحة: (إن قادة الحركة الإسلامية كالرماة في موقعة أحد تركوا مواقعهم ونزلوا للغنائم)!!


قد يكون ذلك صحيحاً إلى حدٍ ما ولكن هل هم وحدهم من نزل للغنائم أم أن (البلطجية) الذين امتلأت بهم ساحات المؤتمر الوطني هم الذين نزلوا بثقلهم فساداً وإفساداً وانبطاحاً وخربوا التجربة وأوشكوا أن يدمروا البلاد ويسلموها إلى الأعداء؟




-------------------------

لحرية الخامسة..
اسحق احمد فضل الله

نشر بتاريخ الأربعاء, 12 أيلول/سبتمبر 2012

13:00
جاءنا هذا الاستنكار من الأخ د. عبد الحميد الكنزي حفظه الله ونحن ننشره برمته تعميمًا للفائدة.. وليعلم أهل الحكم أننا لا نطلق القول على عواهنه.. ولا نتجنى على أحد، والاستنكار متعلق بواحدة من مخازي قناة النيل الأزرق والتي خرجت علينا ببدعة جديدة اسمها عرض الأزياء.. ونحن نورده هنا ثم نعلق عليه

.
بسم الله الرحمن الرحيم
عروض الثياب النسائية السودانية وخطوات الشيطان
طالعتنا قناة النيل الأزرق مساء الأربعاء بعرض أزياء للثياب النسائية السودانية تقوم به مجموعة من الفتيات الحسان ويُنقل على الهواء مباشرة.
ويقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» البقرة 168، وقد أورد العلامة بن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية أن تجنب إغراء الشيطان في قيادة أعمالنا وأفكارنا في طريق الفسق والفجور ومخالفة أوامر الله عز وجل خطوة بخطوة ذلك أن الشيطان لا يوقع الإنسان في الفاحشة مباشرة ولكن يهيئ له أسباب الوقوع فيها، وكما ورد في الحديث أن الشيطان يمر بابن آدم على سبعين باباً من أبواب الخير حتى يوقعه في باب الشر والذنوب، ومعلوم في الفقه الشرعي بالضرورة أن سد الذرائع مقدَّم على طلب المنافع، وإذا كان أمثال هذه العروض لها منافعها المادية فهي باب من أبواب الفسوق والفجور يُدخلنا الشيطان فيه خطوة وراء خطوة، وعلى هذه الأبواب منادون من أبناء جلدتنا يدعوننا إلى الدخول ومن أطاعهم أخذوا بتلابيبه وقذفوا به إلى النار ورُبَّ قائل إن هذه العروض القائمون عليها نساء والمدعون إليها نساء والسوق المستهدَف هم النساء ولكن منظمي هذا الحفل من الرجال والعاملين عليه من الرجال ومصوري القناة التلفزيونية من الرجال وقناة النيل الأزرق تنقل الوقائع حية على الهواء إلى كل بيت وكل رجل وكل شاب وكل فتاة فما فائدة أن يكون الدعون من النساء تنقله على الهواء إلى كل رجل.. وتقوم المذيعة بتغطية الحفل وهي ترتدي الثوب بطريقة غير شرعية وتقوم العارضات بعرض هذه الثياب وهنّ في أكمل زينة ومكياج وغير ملتزمات بالحجاب الإسلامي فترى الرأس مكشوفًا بأجمل التسريحات والنحور عارية تحمل كل الحلي والمجوهرات، وعندما جاء دور ثياب الجرتق قامت العارضة بأداء رقصة ترويجية لعرض جمال الثوب وهزَّت فيها الصدر والأرداف.

والالتزام بهذا الحدّ الهزيل من الاحتشام إن صحّ القول هو لا يصح إنما هو لزوم الخطوة الأولى من خطوات الشيطان ومع كل خطوة يتم خفض ثوب الاحتشام إلى أن يتم دعوة الرجال من النساء تحت ذرائع مختلفة، وعرض العارضات وهن عاريات، وأود أن أذكر هنا أنه عندما ظهر الميني جيب في أواسط الستينيات في إنجلترا رفضت العارضات أن يعرضنه في عروض الأزياء ثم انظر بعد ذلك أصبح لباساً جماهيرياً وأُعطيت مصمِّمة هذا الزي لقب سير من ملكة بريطانيا، وعندما صُمِّم لباس الجر الذي يسمى البكيني رفضت العارضات أن يلبسنه في عروض الأزياء ثم أصبح بعد ذلك يُلبس في الشوارع وأصبح لباس الرياضة النسائية.


ويذكر التاريخ أن من أهم أسباب سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس هو وصول رجل يسمى زرياب من بغداد إلى الأندس، والجميع يعرف أن زرياب هو مغنٍ، وما لا يعرفه الكثير أنه مصمِّم أزياء ومصمِّم ديكور ومصمِّم أكلات ومصمِّم حفلات فقام بنشر ثقافة الخناعة والفجور بين الناس ومع تدفق الأموال في أيدي الناس أصابهم الترف ويقول المولى عز وجل «وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً» الإسراء 16، أي أن الله أمرهم أن لا يفسقوا ولكنهم فسقوا فدمرهم الله عز وجل، وما أشبه ما يدور الآن في السودان بما كان يدور في الأندلس!!.
وسوف تقوم أقلام كثير وأفواه كثيرة تنافح عن هذه الخطوات وتصفها بالانفتاح وتعدِّد الفوائد التي تعود منها، ونحن لا نقول إن التصميم حرام وإن مهنة تصميم الثياب النسائية وبيعها حرام ولكن الفاصل بين الحلال والحرام خيط رفيع.
يمكن أن يتم عرض هذه الثياب دون عارضات أزياء وذلك باستخدام الكمبيوتر والتقنية الرقمية وتقنية الليزر ويمكن لمصمِّمي الجرافيكس من النساء أن يقمن بذلك العمل.
والله إن مثل هذه العروض كمثل الخمر والميسر وقال الله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ»البقرة 219، ولذلك يجب أن نحارب هذه الخطوات ويجب على أولي الأمر أن يأخذوا على أيدي هذه الفئة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير « مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولا نؤذي من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً». ويقول صاحب الظلال الجزء الثاني صفحة «139» في تفسير قوله تعالى «ولا تتبعوا خطوات الشيطان».
«هذا المجتمع النظيف العفيف الذي لا تشيع فيه الفاحشة ولا ينتشر فيه التبرج ولا تتلفت فيه الأعين على العورات ولا ترف فيه الشهوات على المحرمات ولا ينطلق فيه سعار الجنس وعرامة اللحم والدم كما تنطلق في المجتمعات الجاهلية قديماً وحديثاً، هذا المجتمع الذي تحكمه التوجهات الربانية الكثيرة والذي يسمع الله سبحانه وتعالى :«إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.» النور 19.
فيجب أن نقف عند حدود الله في منطقة النور الإلهي الأبلج ولا ندلف إلى الظلمات والباطل اللجلج يقول الله تعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» البقرة 257
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وأنصح لكم
د. عبد الحميد الكنزي



{ تعليقنا:

عندما يقوم الناس ليوم الحساب ويعطى كل إنسان كتابه وتعطى الإنقاذ كتابها.. وتحاسب على أعمالها.. هذا إذا تخيلنا الإنقاذ شخصاً طبيعياً.. وهذا إذا افترضنا أن الإنقاذ نجت من خطيئة المكوس والجبايات لأن صاحب المكس الذي يأخذ مال المسلم من غير حله لا يحاسب يوم القيامة ولا تُعرض عليه أعماله ولا يدنيه ربُّه إليه ولا يخالّه بتشديد اللام ولا يسارّه ــ بتشديد الراءــ ولكنه يؤخذ فيُرفع عاليًا ثم يُلقى في جهنم فتسمع له الكائنات كلها ــ مع أنها كلها مشغولة بأنفسها ــ صوتًا حين يسقط (جمبلق) فإذا أفلتت الإنقاذ من هذا الحساب وأُعطيت صحيفة أعمالها وفتحتها لتقرأ ما فيها.. فستجد أن أكبر خطاياها وــ بل أستغفر الله العظيم فلا ينبغي أن أتألى على على الله بل أقول إني أخشى أن أكبر خطاياها هي قناة النيل الأزرق..
إن قناة النيل الأزرق تقدم برنامجًا اسمه «أفراح أفراح» وهو اسم على غير مسمى وكان حرياً أن تسميه أتراح أتراح أو أحزان أحزان وهو ضرب من عرض الأزياء.. وعرض المساحيق. وقناة النيل الأزرق تقدم الكودة ومحمد هاشم الحكيم والجميعابي وهم دعاة بين يدي الأمم المتحدة يدعون الخلق إلى نعيم الأمم المتحدة تماماً كما يفعل الدجال ويحذرونهم من جحيمها فمن لقيهم أو سمع دعوتهم فليلق بنفسه في جحيم الأمم المتحدة فإنه نعيم وماء بارد وظل وفاكهة.. ويحذر نعيم الأمم المتحدة فإنه سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم. وقناة النيل الأزرق هذه المرة تخرج علينا ببدعة عرض أزياء وقد تحدِّث عنه د. عبدالحميد بما يوفي ويكفي. ولعل الناس لا يعرفون أن أتعس نساء الأرض هن عارضات الأزياء.. وأن أقبح نساء الأرض هن عارضات الازياء.. وأتحدى أهل الأرض جميعاً أن يتزوج أحدهم عارضة أزياء محترفة ثم يتجرأ يوم الدخلة فيكشف عن بطنها.. فإذا لم يتقيأ ويمرض ويسقط فله عليَّ ما يشاء من مال.. لا أظن أن الكثيرين سمعوا قصة اللعيب والنيتو وهي مقارنة بين الجمال والقبح في الأدب الشعبي والجينو تصلح لأن تكون عارضة أزياء لأن وصفها كما جاء في الرواية لا ينطبق إلا على عارضة أزياء.. النحافة الشديدة.. والطول المستكره.. والكعابير.. والاستواء التام وراء وقدام.. والرشاقة المصطنعة.. والسكك.. هذه هي بعض إنجازات قناة النيل الأزرق التي استحقت بموجبها أن تُنعت بأنها الحرية الخامسة.. لأن الحريات الأربع التي أُعطيت للجنوبيين لا تمثل إلا ثلمة في جدار الشريعة وإلا خرقًا لقانون وعقيدة الولاء والبراء
وقناة اللنيل الأزرق تعيث في الأرض فساداً.. وحريات الجنوبيين الأربع إنما هي رخصة لهم للإفساد في الشمال الذي رفضوه وصوتوا للانفصال عنه.. ثم عادوا يطالبون بحرية العيش فيه.. وحريات الإنقاذ لا تنتهي ولا تقف عند حد..
ولديَّ دعوة أدّخرها للإنقاذ وأسأل الله سبحانه وتعالى إن يجيبني فيها وأن يعجل بها وهي دعوة إبي حازم الأعرج على سليمان بن عبد الملك.. وقد عجل الله بها في سليمان فاقرأوها وافهموها.. والله المستعان


Post: #59
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-16-2012, 06:32 AM
Parent: #58

نعم يا «هارون».. السودان في حاجة إلى «مكارثيين جدد»!!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 15 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


صدِّقوني إن قلتُ لكم إني شعرتُ بالغثيان عندما قرأتُ مقال الوالي أحمد هارون... عنتريات فارغة وادّعاء عريض وسطحية وتناقض وتخليط فجّ لم يزد من قَدَر الرجل في نفسي بقدر ما نزل بها (بالعمود) ولا أظنّي أحتاج إلى أن أردَّ عليه الآن فلستُ بمستعجلٍ ذلك لكنه سيقرأ الكثير في مستقبل أيامه بل سيشهد من تقلُّبات السياسة ما يجعلُه يندم على تعجُّله منازلة واستعداء من لم يكونوا خصماً عليه في سابق الأيام بل كانوا ممَّن أسهموا في فوزه بمنصبه الحالي، ويكفي الآن أن أُعيد ردّ الأستاذ الهندي عز الدين على غرار ما فعلت الصحف التي تبارت في نشر مقال الوالي أحمد هارون:
نعم يا «هارون».. السودان في حاجة إلى «مكارثيين جدد»!!



{ وحكم علينا «القاضي» و«الوالي» مولانا »أحمد محمد هارون« بأننا ــ زمرة الكتاب الرافضين لخنوع الدولة السودانية ــ «مكارثيون جدد».. نسبة إلى عضو الكونغرس الأمريكي »جوزيف مكارثي« الذي قاد هجمة شرسة ضد مسؤولين وموظفين «أمريكيين»، باعتبارهم شيوعيين، وجواسيس وعملاء، أو متعاطفين، مع الاتحاد السوفيتي، أيام «الحرب الباردة»، في خمسينيات القرن المنصرم.
{ وحسناً فعل والي جنوب كردفان »أحمد هارون« بأن حمل «القلم» كاتباً في الصحف، بعد أن وضع «البندقية»، ولم يعد «بندقجياً»، ولا قائداً، ولا دبَّاباً، ولا منسقاً للشرطة الشعبية!!


{ »أحمد هارون« ــ الآن ــ مفاوض «خاسر» في كل مفاوضات، منذ أن ابتعثه السيد الرئيس إلى »جوبا« قبيل أشهر من انفصال الجنوب، مروراً بمفاوضاته المستمرة مع نائبه المتمرد »عبد العزيز آدم الحلو« من »كادوقلي« إلى »بورتسودان«، في زمن فصلها البارد الناعم الجميل!!
{ ظل »أحمد هارون« يحدثنا عن السلام دون أن يقدم ــ بوصفه حاكماً ــ مطلوباته، وأولها بل وأهمها «الثبات»، وليس «الخفة» والاندفاع، والاندلاق!!
{ وأخذ يحدثنا عن «الحرب» وأنه صاحب «التوقيع» على فاتورتها ــ في إشارة إلى اتهامه بواسطة محكمة الجنايات الدولية في »لاهاي« ــ بينما الآخرون يتناولون «أطباقهم» على حسابه.. »هارون«!! يا سبحان الله.


{ وهل قاتلتم يوماً، بحكم مواقعكم في قيادة عمل الدولة «الأمني» أو «العسكري»، أو شاركتم ذات نفرة في كتيبة من كتائب الجهاد، عندما كان يقاتل الشهداء في الميل «أربعين» في أعماق «الاستوائية» البعيدة، وليس «14 ميل» الشمالية.. هل فعلتم ما فعلتم، لتمارسوا به «الوصاية» و«المن» و«الابتزاز» على شعب السودان العزيز الكريم؟!
{ مَن جاهد يوماً، فإنما أجره ــ وفق نواياه ــ عند الله، ومَن سقط مِن طائرة فمات محترقاً، فهو عند الله بين الصديقين والشهداء، ومَن بقي فإن أجره ــ إن لم يبدِّل ــ أيضاً.. عند الله.. وليس عندنا.. نحن عامة الشعب السوداني الصابر الممكون.
{ ولهذا نقول للسيد »أحمد هارون«، لا تمتنوا علينا، فإنَّا والله لن نترك أحداً ــ مهما علا شأنه ــ يتنازل عن «شبرٍ» من «مترٍ» من أرض السودان، ولا «ذرة» من كرامة أهلنا الكرماء الشرفاء، ليتطاول عليهم «بغاث الطير»، ويحكم في أمرهم عملاء «المخابرات الأمريكية».. «أفارقة» كانوا.. «جنوبيين» أو «شماليين».


{ لن نترك أحداً ــ مرة أخرى ــ يتلاعب بمصائر شعبنا، كما فعلوا في «نيفاشا»، و«مشاكوس»، و«أبوجا»، و«أديس أبابا الإطاري»، سواء قاتل في «دار الهاتف» أو تدرب في صحارى »ليبيا« أيام «الجبهة الوطنية» ــ كما ذكرت في مقالك «المكارثيون الجدد» ــ أو شارك في كتيبة «الأهوال» أو غيرها من الكتائب التي احتسبت «الشهداء» على أرض «الجنوب» التي تم تقديمها «بالمجان» و«بلا ثمن»، حتى بخس، لعصابة «الجيش الشعبي لتحرير السودان».. ودون أدنى حوافز من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت مستعدة لتقديم «الغالي» و«النفيس» مقابل تمرير «صفقة الاستفتاء»، حسبما ذكر الراحل »مليس زيناوي«، رئيس وزراء إثيوبيا، لمسؤول كبير ــ تمت إقالته ــ ناصحاً إياه باستغلال حكومتنا الفرصة «الذهبية»، لكن حكومتنا «تكرمت» بما لا تملك لمن لا يستحق، بدعوى تأكيد «الموقف الأخلاقي» والالتزام بالعهود والمواثيق!!


{ عزيزي »أحمد هارون«.. لقد تعبتَ، كما اعترفت بنفسك لإحدى الصحف، وأصابك الوهن، والأخيرة منا، أفلا تظن أن «التعب» وحده كافٍ لتقديم الاستقالة ومغادرة الموقع؟! كيف تقوى ــ سيدي ــ على «تأمين» سكان ولاية منهكة بحروب «الخونة» المتمردين، وأنت مرهق منهك؟!
{ ثم تحدثنا عن مقولات الفيلسوف الصيني »صن تزو«، بينما تنسى أو تتناسى أنه القائل في ذات الكتاب «فن الحرب» قاعدته الأشهر: «في هجومك كن كالنار.. وفي ثباتك كن كالجبل»!!
{ و«صن تزو« ــ نفسه ــ يقول: «إذا ما نال العدو هدنة، فسوف تتعرض للمتاعب، وإذا ما كان يُدعم بالغذاء ــ الاتفاقية الثلاثية لتمرير المساعدات الإنسانية ــ فسوف تتعرض للجوع»!!
{ و «أحمد هارون« يناقض نفسه عندما يعترف بأن قادة «قطاع الشمال» خونة، ويدعو في ذات الوقت إلى مفاوضة «الخونة» ولو أوكلوا محامياً!!
{ كتب مولانا »هارون« في مقاله المنشور بصحف أمس «الخميس» الآتي: «وعندما أشار متمردو الجنوب بعلامة الوداع »باي باي« لرفاق الأمس بالمنطقتين ــ جنوب كردفان والنيل الأزرق ــ وأعلنوا أن الأمر كان نفيراً، فإن ذلك لم يكن إلاّ تأكيداً لمؤكد.. إن كانوا وطنيين حقاً ومالكين لزمام أمرهم لما تمردوا أصلا!!!»


{ »هارون« يعترف: هم ليسوا «وطنيين» ولا مالكين لزمام أمرهم، فما هي صفتهم إذن ــ يا «مولانا» ــ إن لم يكونوا «خونة»؟!
{ و«الخائن» لوطنه مكانه أقفاص الاتهام في «المحاكم» لمعاقبته وفق القانون الوطني، وليس الغرف والقاعات الباردة في »شيراتون أديس أبابا«.
{ ولن نعمل «مراسلين حربيين» لكتائبكم يا سيادة «الوالي».. رئيس لجنة أمن ولاية جنوب كردفان، حتى «تتحرر» محليات »تروجي«، و«هيبان« و«كاودا«، و«البرام«، وحتى يغادر التمرد مناطق محليات »دلامي«، و«تلودي«، و«كالوقي« و«هيبان« و«رشاد«.
{ إن لم تكن قادراً على فعل ذلك قبل «المفاوضات» مع هذا القطاع «المقطوع»، وهذا هو واجبك، ومهمتك الأساسية وليس «المفاوضات»، فافسح المجال لآخرين، حتى من بيننا ــ نحن المكارثيين الجدد ــ إن كانت القيادة ومَنْ حولها يستلطفوننا، في زمن «التعيين بالاستلطاف» و«المجموعات»!!
{ مَن تسميهم «المكارثيين الجدد» هم قادة حقيقيون في هذا المجتمع، يميل إذا مالوا، ويغضب لهم إذا غضبوا، وتسقط الاتفاقيات «الملغومة» إذا كشفوا، ولهذا فإنهم لن ينضموا إلى كتائبكم ولن يعملوا «مراسلين حربيين»، لأن الرسائل ستكون «خاوية.. بلا خبر»!!
{ ختاماً.. فلتعلم سيدي «الوالي» أن »جوزيف مكارثي« لم يكن مخطئاً تماماً في اتهاماته ــ وبالمناسبة كان الرجل قاضياً مثل سيادتك ــ فبعد «أربعين عاماً» من زمانه، ألقت السلطات الأمريكية في عام 1994، القبض على مسؤول مكافحة التجسس «الروسي» في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الضابط الرفيع »آلد ريتش آيمز«، بعد أن ثبت بالأدلة والبراهين تجسسه لصالح المخابرات «السوفيتية» ثم «الروسية»!!
{ مسؤول مكافحة التجسس «الروسي» في «أمريكا».. كان هو الجاسوس «الأمريكي» الأشهر لصالح «الروس»، وهو الحدث الذي هز أركان الـ (C.I.A) لسنوات!!


{ السودان في حاجة ماسة باستمرار إلى «مكارثيين جدد»، إلى أن يتم القبض على »آيمز« جديد!! من «قطاع الشمال» أو من غيره.
{ عزيزي الوالي »أحمد هارون«.. اثبت في قتالك المتمردين.. ولا شأن لك بالمفاوضات، فإن »كمال عبيد« جدير بها، وناجح فيها حتى الآن، وتذكر دائماً أن »صن تزو« يقول: «في هجومك كن كالنار.. وفي ثباتك كن كالجبل».



-------------------

استَعَنّا على الشقاء بالله..
سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الجمعة, 14 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


وهل بالله هناك شقاء أكبر وأعظم من مطاردة المتفلتين و«مساككة» العلمانيين.. واللهث في محاولات مستمرة لإطفاء الحرائق التي يُشعلها أهل المجانة والرقاعة واللكاعة الذين لا يعجبهم أن تدين البلاد لشرع الله ولا أن تتخلص من إصرها بل آصارها التي آدها حملها وكلّ منها متنها وتقوَّس لها ظهرها!!
أليس بالله عليكم من الشقاء الذي نطلب فيه العون من الله أن نشير ولو إشارة عابرة.. ونختلس بعض سطور في هذه الزاوية لنلفت انتباه الأخ المحترم الذي تقلد المنصب المرموق «بعد مساككة ومكاوشة» إلى ما يوشك أن يقع فيه من صرف هذا المبلغ المهول الذي ربما وصل إلى خمسة وعشرين مليوناً في صيانة مرحاض لا يحتاج في الأصل إلى شيء من هذا ونحن نمسك عن ذكر الأسماء والجهات ولكن إذا دعت الضرورة فلن نكتفي بالتلميح ولا بالإشارة. إهـ


ثم لنستعن بالله على محمد عبد القادر وهل هناك شقاء أكثر من مهمة فرز الأكوام التي ظن الأخ محمد عبد القادر في عموده «على كل» يوم الأحد 22 شوال أنه قد قام بخلطها وأنه أحسن القيام بذلك وأنه سوف يمرِّر ذلك علينا ويُلهينا عن مراده الحقيقي بأكوام الثلج التي قام بتكسيرها في حضرة الأخ الرئيس.. وهذه بالطبع محاولة للدغمسة ودسّ السم في الدسم فهو من ناحية يكيل الثناء والمدح للرئيس ومحاولاته لاستمرار مشروعية الإنقاذ من تبنيها للشريعة الإسلامية ولكنه يأتي من ناحية أخرى ليكيل بل ليهيل النقد والتهوين لما قاله الأخ كمال رزق عن عدم تطبيق الشريعة طيلة عمر الإنقاذ.. وهو مسعى منه واضح للوقيعة بين كمال رزق وبين الأخ عمر البشير.. وأحب أن أنبه محمد عبد القادر حتى لا يظن أنه قد أوفى وأشفى أن الذي يكنّه الأخوان الرئيس عمر البشير وإمام مسجد الخرطوم كمال رزق يختلف اختلافاً كبيراً عما يصرِّح به محمد عبد القادر حول الشريعة وموقفه منها.. وإن أصلح ما يرد به الأخ الرئيس عمر البشير على ثلج محمد عبد القادر هو أن يقول له كما قال سيدنا علي بن أبي طالب لأحد مكسِّري الثلج في ذلك الزمان القديم «إني دون ما قلت وفوق ما في نفسك».
فمحمد عبد القادر يريد أن يقفز من تكسيره الثلج بين يدي الرئيس إلى إشعال الفتنة بذكره لنقد كمال رزق فيما يقوله عن تطبيق الشريعة، مع أن محمد عبد القادر يعلم حق العلم أن الذي يقوله كمال رزق يقوله غيرُه داخل الإنقاذ وخارجها، ومحمد عبد القادر يقفز بعد ذلك إلى توهين الشريعة ذاتها.


إن الأخ محمد عبد القادر أراد أن يُظهر ذكاءً فأظهر شيئاً آخر. قال الإمام ابن البيع أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث عن إمام الأئمة محمد بن إسحق بن خزيمة: «كان يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمناقيش».. أي يستخرج دقائقها.. وذلك لفطنته وتعمُّقه في المعاني، أما الأخ محمد عبد القادر فقد حرمنا من هذه المتعة فنحن لا نحتاج إلى استخراج هجومه ونقده وموقفه من الشريعة بالمناقيش بل يكفي أن نورد نص ما قاله: يقول محمد عبد القادر ربما لرزق أسبابه الخاصة التي تجعله لا يرى أية حسنة للإنقاذ ولكن عليه الانتباه إلى أن الشعب السوداني يرى أن ما يعانيه الآن من تعثر في معاشه وضيق في أحواله هو نتاج توجُّه الحكومة وهي تراهن على الشريعة الإسلامية التي جعلت الإنقاذ ثورة مغضوباً عليها.. والشريعة هي من وضع الحكومة في منصة سهلت انتياشها بواسطة الأجندة والمؤامرات، وباسم الشريعة وُضع السودان في قائمة الإرهاب.. ويستمر الأخ محمد عبد القادر وهو يُنحي باللائمة على الشريعة في كل شيء أصاب السودان فيقول بعد ذلك:
وباسم الشريعة وُضع اسم السودان في قائمة الإرهاب وجاءت العقوبات الاقتصادية.. وبسببها كذلك استعصى التطبيع مع الدول الكبرى «يقصد بسبب الشريعة» وتم فصل الجنوب ونشط الغرب في التحالف مع خصوم الإنقاذ في الداخل والخارج.. إلى أن يقول فاستحقت أي الإنقاذ أن توضع ضمن الدول المكوِّنة لمحور الشر في العالم».
يقول محمد عبد القادر كل هذا بتلذُّذ عجيب وباستمتاع ما بعده استمتاع وهي محاولة سافرة للإيقاع بين أهل السودان وشريعة الرحمن والدليل أوضح من الشمس في رائعة النهار.
فمحمد عبد القادر لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة تدعو إلى الثبات في الذبّ والتمسك بالشريعة ولا هو أنحى باللائمة على هؤلاء المتآمرين على شرع الله ولا أظهر من الإصرار ما أظهره وعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لعمه: والله يا عمّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أهلك دونه».
ولا تمثل محمد أحمد عبد القادر بقول الصحابي الجليل عثمان بن مظعون لما رد جوار الوليد فسلّطوا عليه أحد سفهاء مكة فلطمه حتى كاد يفقأ عينه فقال له الوليد: يا ابن أخي لقد كنت في غنى عن هذا، يقصد ما كان له أن يرد جواره.. فرد عليه ابن مظعون معلمًا لأمثال محمد عبد القادر لو كانوا يتعلمون: «إن عيني السليمة والله لأشد شوقاً إلى ما أصاب أختها في الله»
إن محمد عبد القادر يحاول أمراً يقصر عنه باعُه ولا تطيقه مهنيته، «وعلى كلٍ» فمحمد يتذاكى ونحن نفهم منه هذه المحاولة فقد والله أتعب نفسه وأرهق ذهنه.
أما تضحيات الشعب من أجل الشريعة فحقيقية والله يعلمها من فوق سبع سموات.. ويعلم جل شأنُه وتقدست أسماؤه من الذي رمى بها في مزبلة التاريخ..
ومحمد عبد القادر لا يزيد على أنه يحاول أن يلحن بالقول في أمر الشريعة، ونحن نعلم علم اليقين من قراءاتنا لمحمد عبد القادر أن الشريعة لن تنال من محمد عبد القادر إلا هذا الاستخفاف وهذه السخريات الصغيرة.. وهو ليس من المدافعين عنها ولكنه من المدافعين عن شريعة الإنقاذ.. شريعة الدغمسة والانبطاح.. والحريات الأربع.. فهنيئاً له بها..
{ الطاهر ساتي يفتح كتاب الدين!!
بالأمس اضطر الطاهر ساتي لفتح «كتاب الدين» ليرد على دفع الله حسب الرسول.. واستدلّ بحديث تأبير النخل.. على ما يجري من صراع حول الكوندوم وبرنامج مكافحة الإيدز، وبالرغم من أن الاستدلال ليس في محله ولا يوفر أي حجة للطاهر ساتي إلا أننا نقول للأخ الطاهر ساتي «والله كتيرة منك».
ولو استمررتَ على هذا المنوال من فتح كتاب الدين كلما أردت أن ترد على دفع الله أو سعد أورزق فلسوف ينصلح حالك أو بحسب وضعك الفكري الآن سوف يفسد حالك وسيأتي عليك يوم تُرمى بالتشدد والتنطع رغم أنك في قرارة نفسك لا تريد إلا الخير والفلاح لمن تخاطب ولمن تنصح!!
وإن من أجمل ما في مقالك أنك صليت على حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثاً فلعلّ الله أن يفتح لك بها أبواب الجنان ويسكنك ويبوءك مراتبها وما ذاك على الله بعزيز

-------------------------

نحن والإتحاد الضرار!!..وقيع الله حمودة شطة
وقيع الله حمودة شطة

نشر بتاريخ الخميس, 13 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



كتبت مقالاً بتاريخ الأحد 15 شوال 1433هـ ــ الموافق له الثاني من سبتمبر 2012 تحت عنوان «جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد» وهو مقال جاء تعقيباً على ما ظل يكتبه الأخ يوسف عبد المنان متهماً المنبر بأنه تجمُّع عنصري وأطلق عليه «منبر الخال» من جهة، وتعليقاً على ما دار بين الأخ يوسف والأخ بكري المدني الكاتب بصحيفة ألوان ــ العزيزة ــ من خلال الرسالة التي بعث بها الأول إلى الآخر، ونقلتُ تلك الرسالة وعلقتُ عليها، وملخصها أن الأخ يوسف عبدالمنان بجانب ما ذكرتُه عنه يرى ــ أيضاً ــ أن كُتّاب المنبر يستخدمون«عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية» وفي معرض ردي على الأخ يوسف طالبته بل تحديتُه أن يورد مثالاً لهذه العبارات، وطلبت منه أن يقبل مناظرتي حول فكر المنبر وأهدافه ومبادئه، وأن يعرض هو نقده ــ الذي اشترطتُ عليه فيه أن يكون نقداً علمياً وموضوعياً ــ وليس هراء و صراخًا أجوف كما يفعل يوسف،


وأن يقدّم أدلة وبراهين جلية. لكن الأهم من ردي هذا.. أن الأخ بكري المدني شريك الأخ يوسف في الاتحاد الذي أُعلن، وهدفه التصدي لمنبر السلام العادل، كما أَعلن ذلك الأخ بكري المدني نفسه، وكتب في أخيرة «ألوان» بتاريخ الأحد 8 شوال 1433هـ ــ الموافق 26 أغسطس 2012م العدد «4955» يقول «إن رسالتي الثانية للزميل يوسف وهو أخ عزيز خبرته في حل المهنة وترحالها ــ أقول فيها ــ اسمعها مني يا يوسف نحن في فريق واحد ولا يهمني في أي خانة أكون فلقد «جندت نفسي بنفسي للتصدي لمنبر السّلام العادل وعلينا معاً أن نصوِّب التنشين فليس أكثر أذى من النيران الصديقة ــ يا صديق ـ». هذه هي رسالة بكري ــ الودودة ــ لصديقه يوسف يطمئنه فيها حتى لا يفهم يوسف غير ذلك، فهم جميعاً فريق واحد، وصف واحد يتصدى لمنبر السلام العادل.. لكن المهم في جزء من الرسالة هذي اعتراف بكري المدني بأن أهل المنبر لا يستخدمون عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية ــ شهد شاهد من أهلها ــ وذلك حين اعترض على يوسف بقوله «حتى إنني وفي محاولات الصد التي أقوم بها مجتهداً مع يوسف لمنبر السلام العادل لا أستخدم ــ ولم أستخدم ــ عبارة «منبر الخال» التي أوردها الزميل يوسف وإنما أسميه باسمه الذي اختاره وأنقده النقد الذي أحسب وأرجو أن يكون صحيحاً، كما أن عبارات أوردها الأخ عبد المنان كالمتاجرة والمجتمعات السفلية والبذاءة واللغة السوقية ــ أسأله من أين أتى بها؟ وأين وجدها؟! ليس لأني لم أطالبه بكتابتها في وجه أهل المنبر بل لأنني لم أقرأ مثلها في كتاباتهم التي ردوا بها على يوسف فعن أي شيء وشخص يتحدث عبد المنان؟!



يبدو أننا لسنا بحاجة إلى التعلق بعد قول الأخ بكري المدني هذا وهو من داخل اتحاد يوسف يفند ويدحض مزاعم يوسف وتخرصاته الباطلة التي أذن فيها لوجدانه بالجموح دون عقله وصدقه وأمانة المهنة.. وبدأ لي أن الأخ بكري رغم خلافه معنا ــ حتى الآن ــ منصف وموضوعي ينشد الحوار النافع، ويسمي الأشياء باسمها كاختلافه مع الأخ يوسف حول استخدامه «منبر الخال» فهو يقول منبر السلام العادل.. واختلافه مع «يوسف حول زعم يوسف أن كُتّاب المنبر يستخدمون عبارات سفلى وبذئية ولغة سوقية.. واختلافه مع يوسف حول أسلوب الرد على المنبر.. ويقول «وفي محاولات الصد التي أقوم مجتهداً مع يوسف وآخرين لمنبر السلام العادل..» إ. هـ أعتقد هذه روح علمية وموضوعية.. لأننا كلنا يعتقد أن رأيه صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيره خطأ يحتمل الصواب، وقوله «أجتهد» يُظهر منهجاً علمياً تعارف عليه الناس، فالأمور الظنية والاجتهادية التي غاب عنها النص الدال على وجهها بقطع هي مسرح لنظر المجتهدين والاجتهاد ولكن للاجتهاد شروطه ولوازمه. لكن الأخ بكري المدني هو نفسه خالف هذه القاعدة ــ وكنا نأمل أن يسير عليها ــ وذلك حين كتب «بتاريخ الخميس 12 شوال 1433هـ، الموافق 30 أغسطس 2012م العدد «4959» بألوان.. يقول: «إن مواقف الباشمهندس الطيب مصطفى لا يسندها عقل ولا منطق ولا دين ولا أخلاق وهو متناقض في كل شيء ومختلف مع كل شخص يحمل رأياً آخر..».. ثم ذكر عددًا من الإخوان انتقد مواقفهم الطيب مصطفى وهم عادل الباز والطاهر ساتي وعبدالباقي الظافر ويوسف عبدالمنان..


ولو سكت الأخ بكري المدني عن هذا السطر لحسبنا أنه يقصد بنقده هذا الطيب وحده.. ولكن قال بعد ذلك: «أي رجل هو الباشمهندس الطيب مصطفى ومن هم الذين معه وهم معاً من الخطورة بمكان على بلدنا ومستقبله ما يستوجب التصدي لهم وتعريتهم واجباً مهنياً ووطنياً وأخلاقياً ودينياً وإلاّ ــ فصدقوني أنا ــ لا هو ــ لن نجد في غد وطنًا ندافع عنه فلسوف تمضي «أجزاؤه» بالفتن كما مضى الجنوب بخيره وجاء بشره».
هنا أبدأ بما انتهى عليه بكري المدني.. وأقول: إن الجنوب مضى بشره ولكن ضعف الإرادة والهزيمة النفسية وطمس البصيرة التي يعاني منها الأخ بكري وزملاؤه في الاتحاد وآخرون جعلتهم لم يتمكنوا أن يروا في الجنوب إلاّ بضعة ملايين من البترول وعشيرة نباتية من أشجار الباباي وهذه نزعة مادية موغلة في الإفلاس الفكري الذي لا يستصحب البُعد الحضاري والقِيمي والروحي، وإلاّ فليحدثني اتحاد بكري لماذا يغضّون الطرف عن خطورة مشروع السودان الجديد على هُوية أهل الشمال؟

ولماذا لا يشغلون أنفسهم بإستراتيجية الحركة الشعبية حين تقرر من خلال دستورها أن الهدف من مشروع السودان الجديد هو إنهاء النموذج الإسلامي والعربي وإقامة الدولة العلمانية التي تفصل الديّن عن الدولة، وحين تقرر أنها تريد إنهاء حكم الأقلية والجلابة واستبدال الثقافة الإفريقية بالثقافة العربية.. ولماذا لا ينتفضون لدينهم حين تطرح الحركة الشعبية مشروعاً يقوم على إقصاء دين الله تعالى من حياة الناس، ورفض تطبيق أحكام الشريعة وكتابة البسملة في صدر الدستور وهي آية في كتاب الله.. القرآن.. الآية «30» من سورة النمل «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم»؟ ولماذا يسكتون عن جرائم التطهير العرقي التي تمارسها الحركة الشعبية في تلودي والموريب وحجير الدوم وهي تحتل «كاونارو» وكاودا وسماحة وتعتدي على هجليج والعباسية تقلي وبحيرة الأبيض، وتحتفظ داخل حدودنا بفرقتين من الجيش الشعبي المليشيا الإرهابية.. أين غيرتكم على الوطن والدين والأخلاق يا بكري والظافر وساتي ومن لفَّ في محوركم الآثم.


وبعدها يُصدر بكري المدني أحكاماً قاسية تخالف المنطق والواقع ويؤكدها المبالغة في المغالاة والتطرف تبعاً لهواه.. انظر إليه يقول وهو يتهم الطيب مصطفى ومن معه واصفاً مواقفهم بأنه «لا يسندها عقل ولا منطق ولا دين ولا أخلاق» نحن كتبنا رافضين فكرة مشروع السودان الجديد، ورافضين الدعوة إلى الإباحية وفصل الدين عن الدولة ورافضين الاستهزاء بأحكام الشريعة والدين، ورفضنا تسجيل قطاع الشمال كحزب سياسي لأنه محتفظ بعبارة «تحرير السودان» بعد انفصال الجنوب ولأنه أساء إلى القرآن ورفض كتابة البسملة في صدر الدستور وهو الذي يموِّل ويدير الحرب الدائرة الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالوكالة عن أمريكا ودويلة جنوب السودان ولذلك نرفض ولا نزال نرفض الاعتراف به، دع عنك محاورته، لأنه عميل لدول أجنبية معادية، ونحن ندعو إلى بسط سلطان الدولة على كل أرض السودان ونرفض تقديم أي تنازلات تضر بالأمن القومي السوداني وتنال من كرامة الشعب والأمة، وهذارأي المنبر قبل أن يكون رأيي الشخصي، وندعو ونشحذ همة الأمة نحو الجهاد لحفظ هُوية البلاد.. نحن ندعو إلى ذلك واتحاد بكري المدني يرفض ذلك!! فأيُّنا إذن صاحب الأخلاق والدين والوطنية والمنطق.. الإجابة متروكة للأخ القارئ الكريم وعموم الشعب في بلادي المنتصرة بإذن الله رغم أنف اتحاد بكري المدني وأولاد أمريكا وعملاء السفارات الغربية.


بالرغم من أن الأخ بكري المدني لم يذكر لنا بعد أعضاء اتحاده الذي كوّنه للتصدي لمنبر السلام العادل، إلا أننا نعرف جيّداً من هم أعضاء هذا الاتحاد.. كما أنه لا يتعب القارئ الحصيف كثيراً لأجل معرفة أعضاء هذا الاتحاد «الضرار» وهو اتحاد ...
في مقالي الماضي «جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد» دعوت الأخ يوسف عبد المنان إلى مناظرتي حول نقده للمنبر بقولي «.. يوسف أدعوك إلى مناظرتي على الملأ وأن يحشر لها الناس والإعلام ضحى حول الذي تقول، وحول الذي تعتقده في منبر السّلام العادل..» والآن أجدِّد له هذه الدعوة.. لكن الأخ بكري المدني كتب نيابة عنه في عموده بعنوان «شطة.. وبقية التوابل» بتاريخ 4 سبتمبر 2012م يقول «أخيراً طلبني الأخ وقيع الله حمودة شطة للمناظرة حول الاختلاف وهو منهج راق أشكره عليه وأنا أقبل مناظرته من خلال محاورته صحفياً كقيادي في منبر السلام العادل، وأنا كصحفي ومراقب عام ورافض أيضاً ومعارض لأطروحات حزبه وليعد «شطة» نفسه جيّداً لهذا الحوار.. حول رؤى المنبر وأهدافه وتنظيمه».. أقول للأخ بكري أنا جاهز لك وللاخ يوسف ولأي أحد من أفراد اتحادكم «الضرار» الوطني ابن البلد الأصيل الذي يقول بعين حمراء لا لأمريكا.. أو جميعكم مجتمعين، أما الأخ يوسف عبد المنان فقد كتب في عموده «خارج النص» في أخيرة المجهر بتاريخ الأحد 9 سبتمبر 2012 العدد «143» تحت عنوان «لا تغضب عليهم» تعليقاً على أحداث «حجير الدوم كنانة» يقول: «والخرطوم لا تغضب، و«الطيب مصطفى» بكل حماسته لم يبكِ أحداث التطهير العرقي، وحمودة شطة لا يزال هنا قاعد وأبناء عمومته يتعرضون للتطهير العرقي.. ولو كان ما حدث في حجير الدوم من فعل الحكومة لذهبوا بها لمجلس الأمن، وصدرت القرارات، ولكن القبائل العربية «لا بواك» عليها!!»


أولاً أنا أشكر الأخ يوسف عبد المنان على مقاله الرائع هذا والذي واسى به أهلينا في حجير الدوم وكان موقفاً شجاعاً نحمده للأخ يوسف.. ثانياً أقول للأخ يوسف إن الطيب مصطفى من حسن حظه أنه في مقاليه السابقين ندد بالأحداث في «سماحة» و«الموريب» و«حجير الدوم» جراء الجرائم النكراء التي ارتكبتها الحركة الشعبية والجبهة الثورية في تلك المناطق.
وأعتقد من حسن حظي «أنا» أيضاً أني كتبت مقالاً تحت عنوان «حجير الدوم.. وبطولة الشهيدة عائشة الكنانية» في اليوم ذاته.. الذي كتب فيه الأخ يوسف عبدالمنان مقاله المذكور، الأمر الذي يجعلنا ننجو من رشاشات الأخ يوسف الناقدة لموقفينا من الحدث.
نواصل ــ إن شاء الله ــ

------------------

خلافات داخل الوطني بجامعة الإمام المهدي

كوستي: طارق علي

كشفت مصادر مطلعة لـ(الميدان) عن خلافات عاصفة وسط صفوف حزب المؤتمر الوطني بجامعة الإمام المهدي بولاية النيل الأبيض؛ وطالبت أمانات العاملين بالجامعة في بيان تلقت (الميدان) نسخة منه طالبت عضوية الحزب بالجامعة قفل باب التعاون مع مدير الجامعة البروفسور بشيرمحمد آدم في كافة القرارات الإدارية مثل العمل في لجان الامتحانات ورؤوساء الأقسام والعمادات، كما وجه البيان عضوية الحزب من شاغلي المواقع الإدارية بالجامعة بتقديم استقالاتهم فوراً لمدير الجامعة ومقاطعة التعيين لرئاسات الأقسام بالكليات والمراكز المختلفة بالجامعة، وعدم المشاركة في ترشيحات رؤساء الأقسام، وطالب البيان بإعفاء مدير الجامعة من منصبه، ووصفه بعدم الخبرة الادارية وضعف الفهم التنظيمي. وفي ذات السياق حذر عدد من الأساتذة من مطية اتخاذ قرار بإقالة مدير الجامعة، خاصة وأنه لم يتم فترته القانونية، المحددة بأربع سنوات، ووصفت أصحاب البيان بالعمل لأحداث شرخ داخل الأسرة الجامعية.

———————–

المؤتمر الشعبي يرفض التسوية مع النظام ويجدد المطالبة بإسقاطه
Monday, September 3rd, 2012
الخرطوم: أمل مبارك

جدد المؤتمر الشعبي موقفه تجاه نظام المؤتمر الوطني بدعوة الشعب إلي قيام الثورة الشعبية وإحداث التغيير وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في منبر أمانة الشباب بالمركز العام ٍللمؤتمر الشعبي أمس إن النظام يتلكأ في حل القضايا العالقة بين السودان وجنوب السودان لعدم وجود إرادة سياسية في إحداث تغيير ولا يوجد رشد في السياسات لأنها عملت علي خيانة كل الاتفاقات التي كانت تنذر بوجود أمل في سلام بين البلدين، وقال إن الواقع السياسي تتجدد فيه الأزمات بصورة منتظمة من سياسة تكميم الأفواه التي طالت اعداد كبيرة من القيادات السياسية والرقابة القبلية علي الصحف وكبت حرية التعبير والأزمة الاقتصادية التي تسببت في انتفاضة يونيو ويوليو والتي أكدت علي أن الشعب السوداني هو صاحب الإرادة الأولي في التغيير والتي أسفرت عن تصرفات هوجاء اعتقل فيها أكثر من 2000 معتقل ،


وقال إن القوي السياسية لا تزال تري المعالجة في إسقاط النظام لأسباب متعلقة بتدهور الاقتصاد السوداني بإنهاء المشاريع الزراعية وتدمير الصناعة التي تتعرض إلي نكبة مستمرة إضافة لوجود فساد بين أعضاء النظام من مسئولين ،كما بلغت منصرفات ألأجهزة الأمنية 70% من الميزانية وارتفعت أسعار السلع بصورة أساسية مما أدي إلي الفشل في إدارة البلاد وأدي أيضا إلي انفصال الجنوب وإحداث حروب في دارفور والنيل الأزرق وفي كردفان ،كما رفض الشعبي إقامة تسوية مع النظام وذلك لرفض كل القوي السياسية للتسوية ورغبتها في ذهابه بكامله .وقال أن المؤتمر الوطني يحاول خلق هالة دين تحت مسمي الشريعة الإسلامية متمثلة في الحركة الإسلامية ، وقال أن المؤتمر الشعبي هو أصل الحركة الإسلامية الأساسية وليست تلك التي يعنيها المؤتمر الوطني والتي يختلف معها الشعبي في الأصول فالتي يعنيها الوطني تصارع من أجل السلطة، والتي يعنيها الشعبي تعتبر من اجل الدين نفسه ،


وذكر أن إبراهيم احمد عمر طلب حل الحركة الإسلامية وإدماجها في المؤتمر الوطني وهو لا علاقة له بالحركة الإسلامية المتمثلة في الدين لأن الفساد والانفصال وغيرها من جرائم ارتكبت كلها باسم الدين علي يد مجموعة متسلطة من النظام ، ودعا إلي مقاطعة طلب الإندماج لأنها خصم علي الحركة الإسلامية ،كما قال أن الاتفاق الإطاري الذي وقعه الدكتور نافع علي نافع في أديس أبابا كان يمكن أن يعمل علي حل أزمة الحرب وإيقاف النزيف في أنحاء السودان المختلفة لولا بعض التيارات إلي تسببت في إجهاض الاتفاق الإطاري الذي عاد بعد قرار 2046 الذي هو نتاج لرحلة تقصي واسعة لأوضاع السودان والذي وافقت عليه الحكومة لتفادي القرارات الدولية المتعلقة بالقرار وذلك ما يسمي بسياسة التضليل، كما طالب بعمل مظلة سياسية وطنية تعني بها كل القوي السياسية لحماية مناطق السودان من الانفصال والقطع كما حدث في جنوب السودان ودعا كمال عمر الولايات المتحدة علي ألا تراهن علي نظام لا يمثل شعب السودان كما راهنت علي نظام مصر وتونس و فشل رهانها بانتصار إرادة

الشعبين وقال إن ماحدث من ثورات شعبية يعتبر (بروفة) للتغيير والدليل: (الذي حدث كبداية لملمة وترتيب أوضاع بعض الرموز للخروج خارج البلاد) ، وقال علي النظام أن يتحمل مسئولية ما يحدث إذا ما عمل علي إجبار القوي السياسية أن تحمل السلاح في مواجهته وذلك يحدث عبر مسألة القبليات والعنصريات التي تسبب في خلقها نظام المؤتمر الوطني ، وذكر أن السودان يفتقد المشروعية السياسية والدستورية والتي ستكون سبباً في إحداث مزيد من المشاكل في أماكن متفرقة من أجزاء السودان.




Post: #60
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-16-2012, 10:28 AM
Parent: #59

الإسلاميون .. محاكمة الإنقاذ !!


نشر بتاريخ الإثنين, 10 أيلول/سبتمبر 2012 13:00
أسامة عبد الماجد

هل آن أوان محاكمة الإنقاذ ؟ وهل جاء ميقات تحول أحاديث الهمس لجهر ؟ وهل يعتزم بعض قيادات المؤتمر الوطني وأبناء الحركة الإسلامية رفع راية التغيير داخل الحزب تتويجًا لختام تلك المحاكمة أو تجاوزًا لنتائجها؟ وأين الحركة الإسلامية وهل هي حاكمة أم محكومة أم ستحكم؟؟.. عشرات من الأسئلة تتقافز إلى الأذهان حال مطالعة الحوار الذي حوى إفادات ساخنة للقيادي البارز بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي والذي أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط ونشرته مؤخراً وضح من خلاله أن الرجل أجاب عن التساؤلات أعلاه وبات لاعبًا رئيساً في فريق إبداء الملاحظات على الحكم والإنقاذ وقد تشابهت مواقفه إن لم تكن تطابقت مع مذكرة الألف أخ ورؤية مجموعة «سائحون » ــ تضم شباب الإسلاميين المجاهدين ــ الذين شرعوا في الإشارة لأماكن الجرح في جسد الإنقاذ رغم أن أمين الإعلام بالوطني بروفيسور بدر الدين إبراهيم رد رداً قاسيًا على قطبي وعاب عليه تقييمه للأوضاع وكاد يعلن فصله من منظومة الحزب!!


الرابط بين الثلاثة «أصحاب المذكرة وسائحون وقطبي» هو مجاهرتهم وبشكل صريح عن الراهن وبُعده عن المشروع الحضاري ــ أو هكذا يعتقدون ــ الذي وضعته الحركة الإسلامية وتجسدت آليات تنفيذه في الإنقاذ.. تلك الثورة التي تجاوزت العقدين وخضعت الآن لمحاكمة من أبنائها أقرب ما تكون لإجراء عملية في الظلام !! فمجموعة سائحون اجتمعوا منتصف يوليو الماضي بالخرطوم في لقاء ضم أكثر من «500» مجاهد وكان اللافت في اللقاء اجتماع إسلاميي الشعبي مع الوطني رغم أن رئيس شورى الحركة الإسلامية إبراهيم أحمد عمر قال في مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً أن الشعبيين ليسوا حركة إسلامية وهو الأمر الذي لا تعيره المجموعات التي تحاكم في الإنقاذ الآن اهتمامًا بدليل أن لقاء «السائحون» حضره مجاهدو الشعبي على رأسهم الناجي عبد الله الذي قال: «إن لقاء المجاهدين لا ينبغي أن يكون للبكاء على الماضي من دون النظر لمستقبل الحركة الإسلامية، ونحن نريد من مجموعة «سائحون» أن تتقدم بمبادرة لحل المشكلات» ومما قاله قطبي في الحوار المذكور ردًا على سؤال عدم وجود بدائل في الحزب أكثر شبابًا وأقل إرهاقًا للقيادات الحالية أجاب بالقول: «لم يستطع النظام تقديم أطروحات تجدد حيويته، ومهما كانت قدرات الإنسان فخلال ثلاث وعشرين سنة ــ عمر الإنقاذ ــ يكون قد استهلك نفسه، سمعت أن الرئيس البشير قال إنه لن يترشح مرة أخرى، وهذا جيد في تقديري، وآمل أن تملك كل القيادات هذه النظرة، لكن الموضوع ليس أن تذهب فقط، بل ماذا تركت وراءك».


والتساؤل حول ماذا خلَّفت الإنقاذ وراءها تأتي الإجابة عنه من خلال حالة قد تكون عدم رضا ما أوجدت مذكرة الألف أخ وعدم التمييز بين وطني وشعبي من خلال اجتماع «سائحون» وتطابق أفكارها مع رأي مجموعات أخرى من بينها قطبي المهدي الذي من الممكن أن يفسِّر البعض جرأته لجهة تجاوزه في المناصب القيادية سواء في الحكومة أو الوطني مع أنه تقلد عددًا من المناصب الرفيعة في وقت سابق طوال مسيرته الإنقاذية.


حديث الجميع يصب في التغيير والذي يرى بعض الإسلاميين أنه قادم من داخل الحزب نفسه وليس المعارضة المغلوبة على أمرها بكل حال، لكن طالما تصاعدت دعاوى تغيير المنهج الذي تتبعه الإنقاذ فمن المؤكد أن المسألة قد تشمل الشخوص وهو أمر على صعيد الحركة الإسلامية قد تم حسمه إلى حد كبير من خلال الإعلان عن الالتزام بلائحة الحركة الإسلامية بعدم السماح لمنسوبيها بتبوء منصب لأكثر من دورتين بما فيه منصب الأمين العام الذي يتبوأه علي عثمان محمد طه وإن كانت اللائحة تسمح بانتقال الشخص لأمانة أخرى وهي ذات لعبة الشطرنج المتبعة في الحكومة حيث ظلت وجوه محدودة «تتقلب» بين المناصب وكان ذلك مدعاة كي يوجه بعض الإسلاميين السهام لصدور إخوانهم وكان ذلك واحدًا من إفرازاته مسألة المذكرات الداعية للتغيير قبل أن تدعو للإصلاح.
ومهما يكن من أمر ففيما يبدو أن محاكمة الإنقاذ قد بدأت وبالقطع سيكون الجميع في تلهف لسماع النطق بالحكم!!


الانتباهة

Post: #61
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-17-2012, 05:06 AM
Parent: #60

الكاروري: الترابي أصبح كالطفل وتغير سلوكه بعد الاعتداء عليه بكندا
الأحد, 16 سبتمبر 2012 09:31 hiba الخرطوم: منال عبد الله

دافع الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري بشدة عن النظرية التي تؤكد أن الدماغ مركز الذاكرة والإشارات لبقية أجزاء الجسم وذلك خلال مخاطبته مؤتمر علوم الوعي الأول حول فرضية (الوعي بين القلب والدماغ) الذي انعقد أمس بقاعة التنوير المعرفي بالخرطوم برعاية منظمة علوم الوعي والجهاز العصبي،


وفند الفرضية التي تؤكد أن القلب مصدر القرار وإرسال الإشارات إلى المخ ومن ثم بقية أجزاء الجسم والتي قدمتها البروفيسور آمنة محمد صالح الفكي في عدد من المؤتمرات العالمية ومنحت مؤخراً من قبل مركز دراسات علوم الوعي بجامعة اريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية براءة الملكية الفكرية على فرضيتها بأن القلب هو مصدر اتخاذ القرار ومنشأ النية والوعي لحدوث أي حركة إرادية، وأكد الكاروري استناداً على علم التشريح أن القلب محل ضخ الدم فقط والدماغ مركز الذاكرة،


واستشهد في ذلك وقال إنه عندما ذهب لعيادة دكتور حسن الترابي أمين حزب المؤتمر الشعبي بعد حادثة الاعتداء التي تعرض لها بـ(كندا) إنه أصبح كالطفل وتغير سلوكه قبل استشفائه، وتمسكت البروفيسور آمنة الفكي بما جاء في فرضيتها وساندها في ذلك عدد من المتحدثين من بينهم البروفيسور مالك بدري وعدد من العلماء بتخصصاتهم المختلفة

اخر لحظة


---------------------

منبر السلام العادل يستنكر الاستخدام المفرط للقوة في مسيرة نصرة الرسول الكريم
التفاصيل
نشر بتاريخ الأحد, 16 أيلول/سبتمبر 2012 13:00
استنكر حزب منبر السلام العادل الاستخدام المفرط للقوة من قِبل الشرطة في مسيرة نصرة خاتم المرسلين أمس الأول، مما أدى إلى استشهاد بعض المواطنين أمام السفارة الأمريكية وإصابة العشرات، وقال بيان للحزب إن قوات الشرطة المنوط بها تنظيم حركة المرور ومنع الحوادث ارتكبت أبشع أنواع الحوادث بل وتقتل ليس المجرمين إنما تقتل محبي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دفاعاً عن سفارة أمريكا. إلى ذلك رَفَضَ منبر السلام العادل أي وجود عسكري أمريكي في العاصمة أو أية بقعة في السودان، وأشاد برفض الحكومة طلب أمريكا أرسال كتيبة من المارينز لحماية سفارتها بالخرطوم، وطالب بالتحقيق الصارم والعاجل مع من ارتكب تلك الجريمة البشعة.

الانتباهة


------------------

مؤتمر الحركة الإسلامية واحتفال مؤسسة تأهيل الدعاة..صديق البادي

صديق البادى

نشر بتاريخ الأربعاء, 05 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



شهدت الأيام القليلة الفائتة حدثين مهمين أحدهما هو انعقاد مؤتمر صحفي يعتبر بمثابة تدشين للمؤتمر العام للحركة الإسلامية المزمع قيامه في النصف الثاني من شهر نوفمبر القادم، أي بعد حوالى شهرين ونصف، والحدث الثاني هو احتفال مؤسسة تأهيل وتدريب الدعاة بتخريج أكثر من خمسمائة من الدعاة بعد إكمالهم لدورة تدريبية مكثفة. وثمة علاقة بين الحدثين، إذ أن الجهة الأولى يطولها عتاب بأنها أهملت الجوانب التربوية والدعوية والاجتماعية، وصبت كل أو جل جهدها واهتماماتها بالمسائل السياسية والتعبوية والأمنية المتصلة بتأمين وتثبيت أركان السلطة الحاكمة،


أما الأمن القومي على مستوى الداخل والخارج فإن له أجهزة رسمية مختصة، وبالطبع فإن الفراغ في مجال التربية والدعوة لا بد أن تهب جهة لملئه، وكما هو معروف فإن الساحة فيها الصوفية بقواعدهم، وفيها السلفية الذين نشطوا نشاطاً ملحوظاً بحماس دافق في المساجد والمنابر العامة، مع انتشار الأشرطة التي تحوي محاضراتهم وندواتهم وهم يسعون لملء الفراغ، أما الحركة الإسلامية فإنها أخذت تربت على كتف هؤلاء وتسعى لترضيتهم وكسب ودهم، مع الربت أيضاً على كتف أولئك والسعي لترضيتهم وكسب ودهم. وبالطبع فإن هذا يمكن أن يكون مبرراً للحزب الذي يسعى للكسب السياسي بشتى السبل ويريد أن يكون «كشكولاً» أو وعاءً يستوعب الصوفية والسلفيين والرياضيين والفنانين.. إلخ، أما الحركة الإسلامية فالمفترض أن تكون لها مرتكزاتها الفكرية وتفاعلها الحركي مع ما يجري في الساحة على المستويين المحلي والدولي، لئلا تكون في حالة سيولة فكرية وعدم حراك دعوي وتربوي واجتماعي بصورة فاعلة ومؤثرة.


وهذه ليست مسؤولية القيادة وحدها وهي منشغلة بأعباء الدولة وتحدياتها المتداخلة المتشبعة، حيث أن المسؤولية تقع على الجميع، إذ أن على كل فرد واجب رسالي ينبغي أن يؤديه تطوعاً وبدافع ذاتي، والحركة تضم عدداً مقدراً من أصحاب المقدرات الفكرية، ولهم بصماتهم التي لا تخطئها العين، وتضم المسيرة رساليين ومبدئيين، وتضم كذلك الوصوليين والانتهازيين والشوفونيين الذين يدورون حول ذواتهم، ولا بد من النقد الذاتي لتقويم إعوجاج المسيرة لتستقيم الأمور. والمؤسف أن مكونات الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم وسلطاتها الحاكمة يبدو أن منافسات تدور بين بعض قياداتها حول ترتيب الأوضاع في المرحلة القادمة، ولا ندري هل يحدث تغيير شامل وسط كل القيادات التي قضت زمناً طويلاً في مواقعها أم هل تستمر الأوضاع كما هي عليه. ويحتفظ كل رمز قيادي كبير بكل سلطاته وصلاحياته أم تحدث عمليات احلال وابدال جزئية لا كلية يتبعها شد وجذب.


ولعل كل المراقبين شهدوا قبل عدة أشهر وقرأوا المذكرات التي قيل أن البعض رفعها للجهات العليا توطئة لتقديمها لبقية الأجهزة لمناقشتها من أجل الإصلاح، ووصفت إحدى تلك المذكرات بأنها ألفية، وقيل أن ألف عضو قد وقعوا عليها ثم خمد وهمد كل ذلك الحماس، ولا ندري هل كانت تلك مجرد زوبعة إعلامية وراءها قلة من القيادات، أم أنها تمثيلية اختلقها النظام. وفي نهاية المطاف كانت حصيلة تلك الزوبعة أن دورة الأمين العام للحركة الإسلامية ينبغي ألا تزيد على دورتين، أي أن عليه أن يترجل من موقعه في نهاية هذه الدورة، وقبل أيام عقد مؤتمر صحفي كان ينبغي أن يركز على توضيح كيفية انعقاد المؤتمر والأوراق التي ستقدم فيه والاستعدادات التي تسبق انعقاده، مع إرجاء مناقشة المقترحات التي قد تقدم لتعديل دستور الحركة ولوائحها الداخلية لتطرح في المؤتمر العام القادم، ولكن طغت إعلامياً قضية انتهاء دورة الأمين العام على ما عاداها من قضايا، وكأنها هي المحور الرئيس والقضية الرئيسة التي تغدو بقية الأجندة غيرها قضايا ثانوية هامشية،


ويخشى الكثيرون أن تضيع الفترة القادمة قبل انعقاد المؤتمر هدراً في صراعات وعمليات استقطاب صامتة، وإذا كان لا بد من التغيير فليكن في تغيير مناهج العمل وإيلاء العمل الدعوي والتربوي اهتماماً كبيراً في المرحلة القادمة، أما إذا رأى البعض أن تغيير الأشخاص هو المهم، فنأمل أن يتم بالتراضي اختيار شخصية وفاقية من أحد الزاهدين مثل المشير عبد الرحمن سوار الدهب أو الدكتور عبد الرحيم علي أو الشيخ أبو علي مجذوب أبو علي، وكل منهم زاهد وليست له أية تطلعات زعامية ولا يمكن أن يثير صراعاً وصداعاً وفلقة دماغ، وشخصية كل منهم تميل للعمل الدعوي التربوي الهادئ الهادف، ويمكن أن يتكامل هذا مع بقية الأدوار الأخرى التي يقوم بها آخرون، وكل ميسر لما خلق له. وقد ربطت آنفاً بين تبشير البعض بقيام المؤتمر العام للحركة الإسلامية وبين الاحتفال بتخريج أكثر من خمسمائة من الدعاة، وقد تزامن الحدثان في وقت واحد، وأثلج صدورنا أن مؤسسة الدعوة يرأسها الشيخ كمال حسن رزق وهو معلم وداعية إسلامي مجتهد وجرئ في قول كلمة الحق، وقد استطاع هو ومن معه وبهمة عالية وإمكانات مادية متواضعة تخريج أكثر من خمسمائة داعية. ويذكرنى الحديث عن الدعوة والدعاة بالرحلة التي قام بها الشهيد المشير الزبير محمد صالح وتنقل فيها بالطائرة بين مضارب العرب الرحل البقارة والأبالة في شمال وجنوب كردفان، والتقي المواطنين هناك في رجل الفولة وأمبادر، ونقلت أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية خطبه العفوية وكلماته البسيطة التي تنفذ بسهولة للعقل والقلب، وناشد الدعاة الحضور والعمل في تلك الأصقاع والتجول وسط الرحل ومخاطبتهم، مع التبسط في شرح العبادات ولكل مقام مقال،


وعلى النقيض من كلمات الشهيد الزبير البسيطة سمعت مرة أحد الولاة في تلك الأصقاع يخاطب الحشود التي أتت لاستقباله، وهوم بهم في حديث عن المشروع الحضاري بلغة عاصمية مترفعة، ولعل كلماته بالنسبة لبعضهم كانت كحديث الطير في الباقير، وكانوا ينتظرون منه كلمات مبسطة ككلمات الزبير يلمس فيها همومهم المتصلة بالخدمات والماء الذي يعانون شحه. وكان القاضي الشرعي والمبشر الإسلامي العظيم الراحل المقيم الشيخ محمد الأمين القرشي قد عمل في مجال الدعوة الإسلامية، وكان يتجول في جبال النوبة راجلاً أو على دابة إذا لم يجد عربة، وقدم عملاً فردياً ضخماً يفوق مجموع ما تقوم به كثير من المنظمات والمؤسسات، وعلى النقيض من هذا العمل الدعوي شهدت في أواخر تسعينيات القرن الماضي احتفالاً أُقيم في منطقة تقع جنوب مدينة الدمازين بالنيل الأزرق، وتحدث المحافظ وكان يفخر بأنه ذبح عدداً كبيراً من الخنازير وكسر الأصنام، وحسب أنه أحدث فتحاً إسلامياً كبيراً بمجرد قيامه بهذا العمل، وكان يريد نقل ما قام به على جناح السرعة للأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة، ولعله أراد أن يلم كبار المسؤولين بالدولة بما قام به، ورغم أن الصدفة هي التي قادتني لحضور ذلك الاحتفال وليست بيننا معرفة شخصية سابقة، إلا أنني رددت عليه شفاهةً وكتابةً بأن مثل هذه الطريقة في الدعوة ستضر بالدين والوطن،

إذ أن الوثنيين يمكن أن يستبدلوا أصنامهم وهي من الحجارة والأخشاب بأخرى، وأن بقية الخنازير الموجودة يمكن أن تتكاثر وتتناسل، وأن الدعوة تحتاج لعمل هادئ كما كان يفعل بعض الشيوخ في تلك المناطق، مثل بعض آل الصابونابي الذين عملوا وسط الوثنيين وأدخلوا الكثيرين منهم في الإسلام، ومثل الأستاذ الطيب الشبارقة وهو من خريجي الأزهر، وقد أمضى عدة سنوات في مجال التبشير بالدين الإسلامي والدعوة في تلك المناطق، وأن المنظمات الكنسية دورها ضعيف وليس لها وجود يذكر، ولكن مثل هذا العمل الدعائي الشوفوني سوف يجذب انتباهها لتأتي للعمل الكنسي بإمكاناتها المالية الضخمة وسط الوثنيين في تلك المناطق، وأن المنظمات المشبوهة المدعية أنها تعمل في مجال حفظ حقوق الإنسان ستثير حملة عالمية مغرضة، وتستغل تلك الصور وتكون النتائج عكسية.. وإني أشكره لأنه لم يكابر ولم يضق صدره، وقد أخذ مشكوراً برأيي، وكما قال شيخ العرب الرأي «هميلة» قد تجده عند راعي الضأن في الفلوات البعيدة.. مع فائق احترامي لكل رعاة الضأن وغيرهم من الرعاة.


ونتمنى للشيخ كمال وصحبه الأبرار ومؤسسته الدعوية التربوية النجاح والفلاح، آملين أن يقدم عملاً تربوياً هادفاً وهادئاً، مع الدعوة باللطف والإحسان وطيب الكلم، وتقديم القدوة الحسنة. ونأمل أن تجد هذه المؤسسة الفتية الدعم المادي الرسمي والشعبي، وكما قال الشيخ العبيد ود بدر «الدين يحتاج للعجين»، والكلمة الطيبة إذا تبعتها لقمة كسرة وجرعة ماء لمن يحتاج اليها، فإن مفعولها يكون أفضل وأسرع تأثيراً.



Post: #62
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-18-2012, 06:31 AM
Parent: #61

الكاروري يخترع العجلة..!!
09-18-2012 02:53 AM

الكاروري يخترع العجلة..!!

عبد الباقى الظافر

استمعت يوم الجمعة الماضي لخطبة عبر اذاعة البيت السوداني..توقعت ان استمع تحليلا رصينا عن تداعيات الفليم المسيء للاسلام..وجدت امام مسجد الشهيد يتهم الرئيس جورج بوش شخصيا بتدبير احداث سبتمبر التي حطمت برجى التجارة العالمية في نيويوريك صباح 11سبتمبر 2011..الامام أكد في خطبته ان الرئيس بوش اختار ان يقيم في مكان بعيد حتى يبعد الشبهة..ثم قدم الشيخ افادة مناقضة واكد ان نحو اربعة الف يهودي تم اخطارهم مسبقا بموعد الجريمة فتخلفوا عن الحضور لمكان عملهم في اليوم الموعود..لم يحدثنا الشيخ ان الاخطار قد تم وضعه في لوحة الاعلانات ام تم الهمس بالسر الذي كانت نتائجه مقتل ثلاثة الف من الانفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.

الشيخ عبدالجليل الكاروري الذي كثيرا ما استمع الى خطبه في مسجد الشهيد وغيره من المساجد كان ضيفا على حلقة علمية عنوانها (الوعي بين القلب والعقل)..المتحدثة الرئيسية في المنشط البروفسور امنة محمد صالح الفكي ..الدكتورة امنة الفكي المتخصصة في دراسات الوعي لديها نظرية حازت عبرها على الملكية الفكرية لهذا الاجتهاد من جامعة اريزونا الامريكية..نظرية السيدة امنة الفكي تتلخص في ان القلب يقوم بدور كبير في الحركة الارادية عبر ارسال تعليمات للمخ..نظرة الطبيب الفكي كان من المتوقع ان تثيرا جدلا بين الماديين الذين يحسبون ان المخ وحده مصدر القرار.

ساند دكتور امنة في رؤتها الدكتور مالك بدري استشاري علم النفس..فيما خالفها الشيخ الكاروري..شيخنا يرى ان الدماغ وحده هو مركز التحكم واجمل رأيه (القيادة في الرأس)..ثم قدم الكاروي المتخصص في الوثائق والمكتبات قياسا فاسدا عندما اوضح انه رأي الترابي يتصرف كالطفل عقب الاعتداء عليه في كندا.

بالطبع كان بامكان الشيخ الكاروري ان يقدم مثاله دون ان يسقطه على رمز في قامة الترابي..الترابي اختلفنا او اتفقنا معه يظل رمزا للاجتهاد المؤسس وقائدا للفكر التجديدي..وربما لولا جهد الشيخ في بناء الحركة الاسلامية وتمكينها لما سمع أحد خارج منطقة نوري بالولاية الشمالية بالشيخ عبدالجليل الكاروري..لقد بلغ الترابي شأوا حتى وضع بصمته على كل كوادر الحركة الاسلامية وبات داخل كل اخ مسلم ترابي صغير.

للاسف الشديد في ايامنا هذه اصبحت الاساءة للشيخ الجليل حسن الترابي تمنح صاحبها مكانا رفيعا في الحياة الدنيا..الحقيقة ان كثير من الخصوم حاولوا استثمار حادثة الاعتداء على الترابي في كندا..أحدهم عافاه الله اكد ان الشيخ الترابي قد نسي القرأن عقب ذاك الاعتداء..تاتي مثل هذه الدعاوي لتبرير نكران الجميل و المعاملة السيئة التي تلقاها الشيخ من تلاميذه المقربين في الحركة الاسلامىة.

بداية استغربت ان يشارك شيخ الكاروري في ندوة متخصصة يجب ان يالفها اهل التخصص..ولكن عندما تذكرت ان الشيخ الكاروري تحدث ذات يوم عن اختراع قام به وكان من محاسن الصدف عن دراجة هوائية وليس صاروخا عابرا وللقارات..عندما تذكرت عجلة الكاروري استغفرت الله ودعوت للشيخ الترابي بطول العمل المصحوب بجلائل الاعمال.

آخر لحظة

Post: #63
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-23-2012, 08:05 AM
Parent: #62

بد الرحيم علي: الحركة الإسلامية تسيطر على «80%» من قيادات الحكومة

نشر بتاريخ الأحد, 23 أيلول/سبتمبر 2012 08:46
الخرطوم: صلاح مختار

حذَّر القيادي بالحركة الإسلامية البروفسير عبد الرحيم علي من خطورة استغلال المجتمع الدولي لتباين وجهات النظر والخلافات داخل الحركة الإسلامية لتحقيق هدف إسقاط النظام بالسودان، وقال إن المجتمع الدولي الذي أوشك أن يكون السبب في إسقاط الدولة عبر التحالفات الحزبية والتظاهرات، يلتف الآن بشدة حول حوار الحركة الإسلامية ويريد أن ينفذ من خلاله، إلا أنه أكد أن الحوار الداخلي للحركة لا يجعلنا نتآمر عليها. ووصف تحرك المجتمع الدولي بالخطر العظيم مثله مثل تآمر الجبهة الثورية، الأمر الذي يحتاج من قيادات وقواعد الحركة إلى اليقظة والحكمة في إدارة الأمور. ودعا عبد الرحيم علي إلى الحفاظ على الكيان والمبادئ عند الخلاف في بعض الجزئيات، وأقرَّ بوجود تحديات تواجه الحركة الإسلامية منها إدارة الاختلافات الداخلية، ولكنه أكد أن ذلك لا يفتنها ولا يدع مجالاً للعدو الولوج إلى صفها، ودعا إلى تجديد القيادات، وقال إن الموجود منها على مستوى الدولة لن يستمر طويلاً ولا بد من الإحلال.
وشدد عبد الرحيم علي خلال مخاطبته مؤتمر قطاع الشباب بالحركة الإسلامية بالخرطوم أمس، على أهمية التمسك بالوضع الحالي والمحافظة عليه، وأهمية وجود قاعدة واسعة للحركة الإسلامية، وقال إن العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يجب أن تستمر، وأكد أن العلاقة بينهما معادلة دقيقة جداً. ورأى أن مشكلة الحركة الإسلامية في الدول الأخرى تتمثل في إيجاد الصيغة المناسبة للعلاقة السياسية بين الحزب والحركة.
وأكد أن السودان سبق تلك الدول في إيجاد صيغة للتفاعل بينهما، وقال: «لا يجب أن تظهر الحركة بوصفها كياناً يستحوذ على السلطة، وإنما يعمل داخل الوطني لتوجيه الدولة». وكشف عن سيطرة الحركة الإسلامية على الحكومة بنسبة «80%». وقال إن القيادات المدنية والسياسية من الحركة الآن يوجهون برنامج الحياة، وأقرَّ بضعف الجانب غير السياسي بالحركة الإسلامية.



----------------

انتقـادات عنيـفة مـن أنصـار السنـة لفتـاوى التـرابي
ا
نشر بتاريخ السبت, 22 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


أنصار السنة: الترابي يستند في آرائه إلى الفلاسفة والمعتزلة.. هاجم كلية علمية رفضت دخول طالبة منقبة

الخرطوم: الإنتباهة
انتقد الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان الشيخ الدكتور إسماعيل عثمان محمد الماحي تصريحات الترابي الأخيرة التي أساء فيها للمنهج السلفي، موضحًا أن السلف الصالح هم من فضَّلهم الله تعالى واختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وحمل أمانة هذا الدين، وقال إن هذه التصريحات تأتي في وقت اصطف فيه المسلمون بكل اتجاهاتهم لنصرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بعد إساءات اليهود والنصارى الحاقدين على الإسلام.
وأشار الشيخ إسماعيل في خطبة الجمعة بالمركز العام بالسجانة أمس أن الترابي في آخر انتخابات 1986م وجد السلفيين عندما تكتل الآخرون من علمانيين وغيرهم.


وقال إن هذا الموقف كان يمليه الشرع والوقوف مع شعار الشريعة ولا يعني الموافقة على أرائه موضحًا أن آراء الترابي ليست بجديدة وهو ليس بمجدد وإنما يستند في آرائه إلى سلف سابقين من الفلاسفة والمعتزلة، وعزا تلك التصريحات إلى العزلة التي يعيشها الترابي في الفترة الأخيرة.


من ناحية ثانية شنَّ الشيخ إسماعيل هجومًا عنيفًا على الكلية التي رفضت دخول الطالبة المنتقبة، وقال: كان الأولى بهذه الكلية أن تدعم الاحتشام وتشجع عليه، مثنياً على نهج الكليات التي تدعو إلى الاحتشام في اللبس والانضباط للبنين والبنات.
وقال: «لقد سمعنا بمنع الحجاب والنقاب في الدول التي تعادي الإسلام والمسلمين» مستغربا أن يحدث في بلادنا هذه، داعياً الحكومة والسلطات المعنية إلى التدخل وتأكيد قيم ومعاني الإسلام محذراً من الآثار السيئة التي نتجت عن التبرج والاختلاط.

Post: #64
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-24-2012, 05:59 AM
Parent: #63



أشواق الإسلاميين فى مفترق الطرق

الحركة الإسلامية فى مؤتمرها المفصلى.. نوفمبر 2012
محجوب عروة:

مقدمة:



أتابع بدقة واهتمام ما يحدث داخل الحركة الإسلامية السودانية بحكم انتمائى السابق لها ومتابعتى اللصيقة لمسيرتها خاصة عقب ثورة أكتوبر 1964 وبحكم أننى ككاتب ومحلل سياسى وصحفى يتعين عليه متابعتها باعتبارها من أهم القوى السياسية السودانية التى تركت بصمات واضحة فى السودان بل حوله، وقد نحتت الصخر وتجاوزت كثيرا من المطبات السياسية السودانية قد يختلف الناس حولها ايجابا أو سلبا و لكن لا يختلفون أنها كرست وضعية سياسية واجتماعية هامة لا يمكن تجاوزها سيما بعد انقلابها عام 1989، اضافة الى أن كثيرا من شباب الحركة الإسلامية اليوم خاصة الذين دخلوها (بعد التمكين) لم يواكبوا تطوراتها ومنعطفاتها الحادة.. كل ذلك يعطينى الحق بل الواجب فى المشاركة والمساهمة الموضوعية التى تقتضيها هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الحركة خاصة والبلاد عامة ذلك أننى بت على قناعة تامة أن الوضع السياسى القائم يحتاج للتغيير والإصلاح الحقيقى أكثر من الإزالة والسقوط الكامل الذى يريده منافسوه وليس بالطبع الاستمرار بشكله الحالى الذى يريده صقور نظام الإنقاذ، فالأوفق فى تقديرى يكمن فى حل وسط، وحجتى فى ذلك أن السقوط المفاجئ للنظام أو استمراره بشكله الحالى أمران مضران بالبلاد ومسيرة الحركة وأن الحل الأنسب هو فى التغيير والإصلاح الحقيقى والصادق لا الاستمرار الحالى أو الإقتلاع بالقوة المسلحة حيث جربنا نتائج ثورتين لم يحققا الاستقرار المطلوب ولا الكفاءة فى الحكم، كما سيؤدى استخدام السلاح الى عواقب وخيمة و المزيد من تشظى البلاد .. وعليه يجب ويتعين على الحركة الإسلامية التى جاءت بالإنقاذ ان تبادر فى عملية التغيير والإصلاح للحفاظ على الاستقرار وتوحد البلاد واقامة الحكم الرشيد بتحقيق العدل واقامة نظام مدنى ديمقراطى حقيقى وراشد لا الفوضى والفشل السابق منذ الاستقلال، فهى المسئول الأول عن حاضر ومستقبل البلاد بحكم مجيئها للسلطة عبر صندوق الذخيرة لا صندوق الاقتراع بعكس رصيفاتها فى دول الربيع العربى ولن يعفيها التملص مما يحدث.


مسيرة الحركة الإسلامية عبر مؤتمراتها المفصلية


ستعقد الحركة الإسلامية السودانية مؤتمرها العام فى شهر نوفمبر القادم بعد أن تأجل منذ أغسطس الماضى وغنى عن القول إن الحركة الإسلامية منذ قيامها فى السودان فى نهاية أربعينيات القرن العشرين قد شهدت عدة مؤتمرات مفصلية فى تاريخها غير المؤتمرات العادية أولها مؤتمر 1953 الذى أتخذت فيه الحركة منهجا جديدا فى التعاطى مع الواقع السوداني المخالف للمنهج الأخوانى المصرى أصل جذورها (أى سودنة الحركة) وان اخذت نفس الاسم - الإخوان المسلمون- وكان نتيجة ذلك خروج وانشقاق قيادات مؤثرة بل مؤسسة للحركة فى جامعة الخرطوم وغيرها كوّن بعضهم الحزب الإشتراكى الإسلامى (بابكر كرار وميرغنى النصرى وآخرون) واستقالة على طالب الله ولكن استمرت الحركة بوجهها الجديد حيث شاركت بفاعلية فى كل الأحداث السياسية السودانية عقب الاستقلال رافعة شعار الدستور الإسلامى الكامل كما شاركت بفاعلية فى ثورة أكتوبر 1964 وذلك عقب اجتماع مفصلى لممثلى شعب الإخوان فى العاصمة المثلثة فقط دون الأقاليم فى بداية الستينيات ( مؤتمر العيلفون) والذى دفع مستقبلا بقيادة جديدة ومنهج وشكل جديد قوامه الشورى والمؤسسية التى طرحها للمؤتمر شاب قادم فى اجازته من فرنسا هو الدكتور حسن الترابى والذى آلت اليه قيادة الحركة بدون منازع بعد ثورة أكتوبر أهله اليها أنه شارك بفاعلية فى اسقاط نظام نوفمبر، ثم تأسست بقرار من مكتب الإخوان التنفيذى جبهة الميثاق الإسلامى حيث صارت هى الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان وصار الترابى أمينها العام.( كان مرشد الإخوان الرشيد الطاهر مسجونا بسبب اشتراكه فى محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام عبود مما أدى مستقبلا عقب ثورة أكتوبر الى استقالته من الحركة بعد خلاف مشهود مع الترابى فقد كانت القيادة لا تتسع للإثنين).


ويبدو لى أن منهج الترابى الذى يقوم على العمل السياسى الواسع والانتشار بكل تعقيداته ومطباته فى الفترة بين ثورة أكتوبر وخريف 1969 قد أعاد للحركة فى مؤتمرها المفصلى الثالث فى صيف 1969 الحار خلافا جديدا وحادا وحارا أكثر مما مضى بين مدرسة الترابى السياسية ومدرسة تقول بالتربية على رأسها جعفر شيخ إدريس ومحمد صالح عمر وصادق عبد الله ومالك بدرى ومحمد سبال حيث أصبح تنظيم (الإخوان السودانى) مجرد تابع لجبهة الميثاق الإسلامى وليس موجها له كما يفترض حيث جمع الترابى اثناء المؤتمر بين قيادة تنظيم الإخوان والأمين لجبهة الميثاق مهددا بالاستقالة ،الأمر الذى كان السبب الرئيسى فى الخلاف فى مؤتمر 1969 الذى كاد يعصف بالحركة وواجهتها فكان فى انقلاب مايو رحمة بالحركة استعادت بسببه وحدتها وعنفوانها حين أصبح قادة الحركة الإسلامية المتنافسون صبيحة الإنقلاب بين معتقل ومتخفى ومشرد داخل وخارج السودان فعدوهم (الشيوعيون والناصريون) أصبح مشتركا يريد ازالتهم جميعا من الحياة السودانية وكان استشهاد د. محمد صالح عمر فى احداث الجزيرة أبا 1970 مؤشرا لذلك.


شاركت الحركة الإسلامية فى جميع المجاهدات ضد نظام مايو خاصة قيادتها لثورة شعبان 1973 التى كادت أن تعصف بنظام النميرى لقوتها لكن الحركة غيرت منهج المواجهة و آثرت المصالحة فالمشاركة مع نظام مايو عقب فشل العملية العسكرية القادمة من ليبيا عام 1976 ثم قررت المضى قدما لوحدها باستقلالية من الجبهة الوطنية من خلال مصالحة مع النميرى مكنتها من الانتشار والتكامل ووضع استراتيجية جديدة و خطة عشرية تكون نهايتها التمكن من السلطة وهو مافعلته بكفاءة عالية من خلال الانقلاب العسكرى 1989، ولو أنها صبرت على الديمقراطية كما يقول منتقدوها أو المراقبون أو بعض قياداتها مثل الطيب زين العابدين وآخرين لحصلت على أغلبية برلمانية فى انتخابات 1990 ومشروعية سياسية ولكن!!!


انشقاق جديد


كانت انتفاضة 1985 ايذانا بانشقاق جديد بين مدرستى السياسة والتربية فكّون الأستاذ الصادق عبد الله عبد الماجد ومناصروه الذين كانوا ضد المصالحة مع النميرى تنظيم الإخوان المسلمين تاركين لمدرسة الترابى أن تأخذ اسم الجبهة القومية الإسلامية والجمع بين المنصبين، والجدير بالذكر هنا أن من الأسباب الأخرى فى الخلاف بين الترابى والصادق هو العلاقة مع التنظيم الدولى للإخوان الذى أنشأه إخوان مصر حيث يرى الترابى الابتعاد عنه ويرى الصادق الارتباط به.. ولعله من الطرائف أن أعضاء الحركة الاسلامية بجناحيهم يعتبرون أنفسهم ( اخوان مسلمين) حتى اليوم!!!


هل يعيد التاريخ نفسه؟


والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل يعيد التاريخ نفسه فى مؤتمر الحركة الإسلامية القادم ولأسباب جديدة واختلاف فى المنهج مع تغيير الظروف بعد أن صارت الحركة دولة لمدة ربع قرن تقريبا ودخول جيل جديد أكثر عددا وعتادا له بصماته الواضحة ومجاهداته وتضحياته فى مسيرة الحركة عقب نظامها الجديد بنظام الإنقاذ أم ماذا؟ فالشاهد اليوم أن حركة الإسلاميين فى مفترق طرق رغم أشواقهم للتوحد والتفوق حيث ظهر الى السطح وبشكل علنى وصل لدرجة المواجهات المباشرة و على صفحات الفيس بوك والبيانات والمنشورات اتجاهان احدهما يقول إن النظام الحاكم لم يعد يمثل الحركة الإسلامية فى جوهرها ونقائها ومنهجها وسياساتها و يتجه الى استعادة وضعها كحاكم وموجه ويرى خطأ حلها وأنها كانت من ضحايا الإنقاذ ويرى ضرورة تسجيلها وضرورة التغيير الشامل للمنهج و القيادات الحالية ويقولون إنها تكلست واصطرعت قياداتها حول السلطة ( ضاربين بعرض الحائط تاريخها الناصع) و أنه لا بد من التجديد ، ويرى هذا الاتجاه أن النظام الذى جاءت به الحركة الإسلامية قد تسلل الى قياداته كثير من الشخصيات التى لم تكن يوما فى الحركة ولم تتربى فيها مما أدى الى انتشار النفاق والمصالح الشخصية بل انحرافات كثيرة وفساد واسع حتى لبعض عناصر الحركة نفسها بسبب ان السلطة مفسدة وتؤدى لفشل يضر بتوجه الحركة الأساسى حاضرا( ومستقبلا).



أما القيادات الحالية للحركة الإسلامية والتى تمسك بمفاصل السلطة فلها رأى آخر ظهر فى مشروع دستور الحركة الإسلامية واللائحة الخاصة بالحركة والتى استطاعت أن تجيزه فى اجتماع مجلس شورى الحركة الأخير و تريد تمريره فى مؤتمر نوفمبر والذى تكون بموجبه الحركة موجودة فعليا وواقعيا لا تسجيلا قانونيا حيث يكون حزب المؤتمر الوطنى هو ذراعها السياسى الحاكم وقياداته (الملتزمة) من رئيس الدولة والتنفيذيين (الملتزمين والمنتخبين) من القطاعات السياسية والتشريعية وبعض أهل السبق والأمين العام (المنتخب من مجلس الشورى وليس المؤتمر العام) هم القيادة العليا للحركة، أما بقية نشاطات الحركة الدعوية والثقافية والاجتماعية وغيرها فتعمل كهيئات ومؤسسات مستقلة فى داخل كيان الحركة العام.
لا شك أنَّ هذين المنهجين والاتجاهين مختلفان ومتباينان جدا فمن ياترى ستكون له الغلبة فى مؤتمر نوفمبر القادم لأهل السلطة أم (السائحون) كما يطلقون على أنفسهم؟


القضايا الأساسية


حقيقة الأمر يهمنى جدا ماهو المنهج والمسار الجديد للحركة أثناء النقاش فى مؤتمر نوفمبر وما سيتمخض عنه سيما وأن الحركة فى مفترق طرق بعد ستين عاما من التكوين و حكم ربع قرن وتداعيات ثورات الربيع العربى ووصول حركات اسلامية مماثلة للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة شهد بها العالم وتؤكد زعاماتها أنها مع نظام مدنى ديمقراطى دستورى ولا تؤمن بالسلطوية واحتكار السلطة، فقضية النظام الديمقراطى والثورة على الأنظمة السلطوية قد فرض نفسه على كل الحركات الإسلامية والسودان ليس بمعزل... وهنا ينشأ سؤال هل ستراعى الحركة بشقيها هذا الأمر وتعطيه أولوية أم ستستمر فى وضعيتها القديمة تتصارع حول القضايا الهامشية والسلطة و تتمنى على الله الأمانى وتغلق عيونها و تصم آذانها عن الحراك العربى الواسع الذى من المؤكد سيكون له أثره على الشرق الأوسط برمته و السودان ليس بعيدا عنه أو فى مأمن منه.


ثم هناك سؤال محورى ماذا سيحدث اذا انتصر أحد الاتجاهين فى المؤتمر اذ أننى أسمع أنه فى حالة رفض جناح الحكومة التغيير وانتصر على الجناح الآخر سواء عبر عملية تصويت غير شفافة أواستخدامه لأدوات السلطة لفرض منهجه كما حدث سابقا فإن مؤتمر نوفمبر لن ينجو من مصير المؤتمرات السابقة منذ القرن الماضى وسيُحدثُ انشقاقا جديدا كما تدل كل المؤشرات والنقاشات داخل حوش الحركة والبيانات المنشورة ،فالشاهد أن الحركة شهدت انشقاقا وابعادا لأبيها (الترابى) بواسطة تلاميذه دعك من هؤلاء الأقل حظوظا وكاريزما ... دعونا ننتظر ونرى فالليالى من الزمان حبالى يلدن كل أمر عجيب سيما وأن قضايا البلاد السياسية والإقتصادية والاجتماعية من التعقيد ما لا يسمح بإضاعة الوقت فى الصراعات والمناورات !!!

الصحافة
23/9/2012

Post: #65
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-25-2012, 10:20 AM
Parent: #64

يكضب الشينة!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الإثنين, 24 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


يُحمد لمفاوضينا في أديس أبابا أنهم لم يخيبوا ظننا فيهم فقد كانوا على الدوام منذ نيفاشا وبعدها وإلى يوم يُبعثون ثابتين على العهد أوفياء لسلوكهم المنبطح لم يغيِّروا ولم يبدِّلوا تلك الانبطاحة الشهيرة التي مردوا عليها، فهاهم بعد كل الصياح والعويل والرفض لخريطة أمبيكي عدونا اللدود الذي سلَّطه علينا أولياءُ نعمته الأمريكان.. ها هم يذعنون وينصاعون ذلك الانصياع الذي يجيدون وهاهم يقبلون بما ظلوا يرفضونه وها هو وزير الدفاع الذي ترك مهمته المتمثلة في البقاء والمرابطة في أرضه والدفاع عنها وتحرير ما احتله الأوباش منها ترك كل ذلك وطاب له المقام في أديس أبابا يفاوض بدلاً من أن يقاتل ويتنازل بدلاً من أن يصمد وينبطح بدلاً من أن يزأر... ها هو وزير الدفاع يعلن موافقتهم على خريطة أمبيكي التي ضمت الميل 41 إلى جنوب السودان!!
حتى يحفظ بعض ماء وجهه يقول وزير الدفاع: وافقنا على خريطة أمبيكي (لكن بترتيبات خاصة للمنطقة لأنها منطقة ذات خصوصية)!! لكن وفد جنوب السودان الذي ظل لا يتزحزح عن مواقفه قيد أنملة بل يكسب ويتمدَّد في أراضينا وفي انبطاحنا عاجل وزير دفاعنا بتصريح مضاد حيث أكد الناطق الرسمي باسم وفد الجنوب عاطف كير أن (وفد السودان وافق على الخريطة بدون شروط وكشف أن الاتفاق تم بين وزيري الدفاع في البلدين)!!


وفد الجنوب لم ينبس ببنت شفة حول تقسيم أبيي بينما وفدنا أو قُل الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني يصرِّح أن حزبهم يبحث في أمر تقسيم أبيي، وكأنَّ أبيي منطقة مسجَّلة لدى مسجل الأراضي باسم المؤتمر الوطني وليست أرضاً سودانية يقرر بشأنها الشعب السوداني وقبل ذلك أهلها المسيرية!! طبعاً البرلمان المفترض أنه يعبِّر عن الشعب الذي يُفترض أنه انتخبه مغيَّب تماماً وستسمعون وتقرأون وتشاهدون كيف توقَّع الاتفاقيات بمعزل عنه كما وُقِّعت أخطر اتفاقية في تاريخ السودان (تلك المسمّاة نيفاشا)!! أما الحريات الأربع التي وقعها أولاد نيفاشا في مارس الماضي فإن الأمر لا يعني البرلمان في شيء كما لا يعني الشعب أو مجلس الوزراء فقد سلمنا جميعاً أمرنا إلى حفنة المفاوضين من أولاد نيفاشا.. فواحرّ قلباه!!


أمبيكي الذي طبخ قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي قبل أن يدفع به إلى مجلس الأمن الذي تحكمه أمريكا عن طريق عدو السودان سوزان رايس مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن... أمبيكي لم ينسَ أن يدغدغ عواطف السُّذَّج حيث قدَّم مقترحه بشأن أبيي متضمِّناً (مقترحات لحفظ حقوق ومكتسبات أي طرف في حالة تبعية المنطقة لأيٍّ من البلدين) بعد إجراء الاستفتاء!!
إذن فإن أبيي حسب مقترح أمبيكي ستقسّم وإن وفد الحكومة لم يُبد اعتراضاً إنما قال ممثله في الخرطوم بدر الدين أحمد إبراهيم إنهم يدرسون المقترح بينما لم يُبد وفد الجنوب أية مرونة، ثم يأتي الحديث عن حفظ الحقوق بعد الاستفتاء!! أقسم بالله إن هذا الأمر واضح بالنسبة لي وضوح الشمس في رابعة النهار!! إنها نفس مؤامرة خبراء أبيي الذين وافقت الحكومة قديماً عليهم وسلمتهم ملف أبيي بالرغم من أنهم منحازون جميعهم ومتعاطفون مع الحركة الشعبية ويكفي أن رئيسهم كان هو السفير الأمريكي الأسبق بيترسون المعروف بعدائه للسودان!!.


أمبيكي دسّ عبارة (حقوق ومكتسبات أي طرف) حتى يخدع بها الحكومة وقبل ذلك يخدع بها قبيلة المسيرية بأنهم سيحتفظون بحق الرعي في الأراضي الجنوبية في حال آلت أبيي جراء الاستفتاء لدولة جنوب السودان!!
اسألوا أهل الذكر المغيبين عن قضية أهلهم.. اسألوا أهل المصلحة من زعماء المسيرية من أمثال أولاد بابو نمر (مهدي ومختار) أو غيرهم مثل عبد الرسول النور والدرديري... اسألوهم كم نسبة الرعاة الذين يرحلون بمواشيهم إلى أرض الجنوب؟! إنهم لا يتجاوزون الـ 5% فقط وحتى هؤلاء يتعرضون لخطر القتل والنهب من قبل قوات الجيش الشعبي ويشترط عليهم ألاّ يدخلوا بأسلحتهم!
هؤلاء المخادعون يظنون أن المسيرية وأن شعب السودان مجموعة من الدراويش يمكن أن يُخدعوا بهذا الكلام الساذج... لقد قالها عبد الرسول النور إنهم يريدون أن يجعلوا من بهائم المسيرية كفيلاً لهم!!
أيها الناس إن الحركة وجيشها الشعبي تطرد الرعاة الذين استوطنوا الجنوب لعشرات السنين كما حدث لرعاة سنار والنيل الأبيض الذين استقبلهم وأسرهم الوالي وأدلى المطرودون بتصريحات مؤلمة تحدثوا فيها عما تعرضوا له من قتل وتعذيب ونهب لممتلكاتهم ومواشيهم فهل تصدقون أنهم سيهشُّون في وجوه رعاة المسيرية؟!


ما من دولة عزيزة وحُرة ترضى بأن يُذَلَّ مواطنوها ويُتركوا تحت رحمة دولة أخرى معادية تشنُّ الحرب علينا ويعاني شعبُها من الجوع.. إن بضعة ملايين من الدولارات نصرفها على كماليات فارغة ومؤتمرات لا تسمن ولا تغني ولا تفيد.. إن بضعة ملايين من الدولارات كفيلة بإقامة مزارع للرحل تمنع عنا الابتزاز والتطاول وتُبقي مواطنينا من أبناء القبائل الحدودية معزَّزين مكرَّمين في أرضهم، فهلاّ كففنا عن الحديث عن السماح لرعاتنا بالتنقل والارتحال إلى أناس يبغضونهم ويُضمرون لهم الشر وهلاّ حدثنا هذا الأمبيكي بأننا لسنا في حاجة إلى مراعي الجنوب حتى لا يظن أو يظن باقان أنهم يتكرمون على مواطنينا بالرعي داخل أراضيهم ويحسبونها مكرمة يطلبون عنها تنازلاً آخر منا؟!
إن إقامة المزارع (ranches) لتوطين الرحل أمرٌ معمول به في كل الدول المتحضرة وما من دولة لا تولي أمر التنمية البشرية لمواطنيها اهتماماً تقصر في هذا الجانب فكيف إذا كان الأمر مرتبطاً بقضية سياسية كالتي نعاني منها اليوم مع جار السوء الحاكم في جنوب السودان؟!


إن توطين الرحل أمرٌ في غاية الأهمية فإزالة البداوة واجب أخلاقي ووطني ذلك أن حياة الرحل لا تُتيح توفُّر حياة الاستقرار والتحضُّر من تعليم وصحة وغير ذلك من الخدمات ويعاني أبناء الرحل من الأمية ومن مشكلات الفاقد التربوي حيث يقطعون تعليمهم خلال ترحالهم الدائم هذا علاوة على المشكلات الأخرى المرتبطة بحياة البداوة.
أرجو من قيادات أهلنا المسيرية أن يُولوا أمر توطين أهلهم اهتماماً أكبر فقد وجد باقان ودينق ألور ولوكا بيونق وغيرهم من الأعداء في ترحال المسيرية ثغرة ليطعنوا في انتمائهم لأبيي فهلاّ أقام المسيرية مشروعاً للتوطين بالتعاون مع الدولة ومنظمات المجتمع المدني ونكون نحن جزءاً منه إن شاء الله!!



--------------------

أحمد هرون.. الإقصاء ..

مدخل إلى الإقالة.


.وقيع الله حمودة شطة

وقيع الله مودة شطة

نشر بتاريخ الأحد, 23 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


في حواره بتاريخ الثلاثاء 17 شوال 1433هـ - الموافق 4/9/2012م مع الأخ عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير «الأهرام اليوم» قال الأخ أحمد هرون والي جنوب كردفان: «تعبت وأصابني الإرهاق لكن لن أستقيل»!!. يبدو الأخ الوالي مع شعوره بالتعب والإرهاق ــ الذي لا شك يلازمه القصور والتقصير، وعدم القدرة على مواصلة المشوار في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقة ــ إلاّ أنه يؤكد بلن التي تفيد الاستمرار أنه «لن يستقل».. وهذا شيء يُفسر في دائرة ضيقة لا تتعدى أمرين أولهما أن الأخ الوالي يود الاحتفاظ بكرسي الحكم في الولاية رغم نفاد فرص نجاحه وقدرته على الخروج بالولاية من أزمتها الأمنية والسياسية والتي الوالي هو نفسه جز ء منها، وسنشير إلى هذا بعد قليل، ثانيهما ربما الأخ الوالي يريد إرسال رسالة إلى الرأي العام المتلقي أنه ذو عزيمة ماضية وصبر جميل، وأنه سيواصل جهوده رغم التعب والإرهاق.. الأمر الذي يُظهر توجهاً جديداً خطيراً يريد الوالي السير في سبيله!!


جيّد جداً أن يكون مسؤولٌ ما في موقع ما تتوفر لديه العزيمة والصبر الطويل، لكن يبقى السؤال ملحاً.. هل بالصبر والعزيمة فقط تُقضى الحاجات؟ أم هناك أيضاً الأخذ بالأسباب وتوفير المناخ الملائم للحركة والعمل والإيمان بذلك؟ لا يختلف عاقلان أن المصالحة مع الآخر وتقبل الرأي المخالف والنقد الموضوعي.. وتهيئة النفس لقبول وجهة نظر الآخر والوفاء بالالتزامات والصدق فيما يقوله الإنسان أهم المحاور الأساسية في نجاح حل المشكلات وفتح آفاق الاستقرار. لكن الرؤية المفاهيمية عند الأخ الوالي كونه والياً منتخباً وهو نفسه رئيس الحزب الحاكم بالولاية بحكم منصبه والمسؤول الأول عن الملف الأمني، واستثنائية المعاملة التي تتوفر له في المركز من قبل رئيس الجمهورية أولاً، وآخرين ثانياً وهي ميزة لم تتوفر لمختوم ولا للواء باب الله بريمة رحمه الله، ومجذوب يوسف بابكر ــ رحمه الله ـ أيضاً ومولانا سومي زيدان، و لا لعمر سليمان ولا لمركزو أيضًا ــ وهؤلاء جميعاً تعاقبوا على حكم جنوب كردفان، وقابلتهم جميعاً وتحدثت إليهم ــ عدا ــ مولانا سومي.. هذه واحدة.. والثانية.. التعاطف الكبير الذي وجده الأخ أحمد هرون من قبل الشعب ولفيف كبير من الكتاب والإعلاميين ــ خاصة ــ الإسلاميين منهم في محنة الجنائية الدولية، ثم نصرة منقطعة النظير في المعركة الانتخابية في الولاية في مواجهة مرشح الحركة الشعبية، ثم الإسناد الإعلامي المتواصل لمواجهة الفوضى الأمنية التي شهدتها الولاية إبان حكومة الوحدة الوطنية التي جمعت طرفي نيفاشاً وما تلاها من أحداث جسام.. منها محاولة الانقلاب المحارب التي أقدمت عليها الحركة الشعبية بقيادة الحلو نائب الوالي وقتها، وما تبعها أيضاً من حالة تعبئة وغضب جماهيري ورسمي.. كل هذه العوامل وفرت سندًا ماديًا معنويًا كبيرًا كنا نعتقد أنه سيمثل خريطة طريق آمنة واضحة المعالم تنير السبل للأخ الوالي.. لكن للأسف يبدو أن هذه الوضعية نمّت في أحمد هرون الوالي شعوراً آخر انجرف به نحو الغرور وانتهى به إلى فرضية مؤداها أنه هو فقط الرجل الوحيد الحكيم الصُلب المجالد الصالح لهذه الثغرة المهمة، وأن أبناء الأمة والولاية خاصة خواء من هذه الصفات؟! هذا الشعور المتوهَّم هوى بمولانا أحمد هرون أن يمارس الإقصاء المتعمد لقيادات مقتدرة يخشى وجودها إلى جواره،


ولذا عمد إلى تقريب الضعفاء أو بالأحرى من يطبلون ولا ينتقدون.. ومن يتكسبون ولا يفيدون.. ومن يسكتون على أخطاء الوالي ولا يتكلمون.. بهذا بنى الوالي امبراطورية مُتوهَّمة، وصنع أبواقاً بكماء وببغاوات تُسبح بحمده داخل الجهاز التنفيذي والتشريعي، وطار مولانا بجناحين من شمع.. والآن الجناحان يذوبان من حر الكتمة الصايفة، التي تكشفُ كل عورة، وتُسقط أوراق التوت الذابلة، وتسطع شمس الحق على الأنفاق المظلمة التي غُطت فوهاتها بلحن القول. قد يعجب قارئ.. أو يسأل سائل.. أو يتهكم جاهل فيقول كيف يوجه الكاتب «شخصي» سهام نقده هذه وهو الذي كتب عشرات المقالات التي ناصرت أحمد هرون في فترة ما؟ أقول نعم كتبت ما يتجاوز عشرين مقالة في أحداث مختلفة في مواقف واضحة ساندت الأخ الوالي ــ لا يهمني هنا إن كان الوالي أو حاشيته المتزلفة قد قرأت ما كتبناه أولم تقرأ، الذي نقوله ونؤكده أننا كتبنا ما كتبناه وقتها لمواقف مبدئية ذات طابع أخلاقي وعقدي وفكري سياسي.. نعم كتبت مدافعاً عن الأخ الوالي وآخرين أمام غطرسة المحكمة الجنائية مقالات أبرزها كان تحت عنوان «المحكمة الجنائية الدولية البالون الذي تسرب هواؤه» أوضحت فيه أنها شرك سياسي أوروبي غير نزيه، وأنها تستهدف المسلمين وبعض الخارجين عن بيت الولاء.. وأوضحت أيضاً أنه لا يجوز شرعاً أن نسلم سودانياً ليحاكم هناك..


دع عنك أن يكون مسلماً يحرم علينا دمه وماله وعرضه.. أو أن نُسلِمه.. وهذا مبدأ لن نتحول عنه ما بقي في النفس رمق ــ إن شاء الله ــ وكتبتُ أيضاً ما يقارب عشرة مقالات تحت عنوان «جنوب كردفان هل يحكمها القتلة» وفتتُّ فيها عضد الحلو وأعوانه وتبعه من الأشرار في محاولة سباقهم في الانتخابات الأخيرة، لأننا كنا نعتقد ــ وهذا موقف سياسي ــ أن فوز الحركة الشعبية بقيادة الحلو بولاية جنوب كردفان يعني احتلال السودان وإقامة مشروع السودان الجديد ــ خاصة ــ بعد أن خشي المؤتمر الوطني من شعار «النجمة أو الهجمة» وسمح للحركة الشعبية بتزوير الانتخابات في النيل الأزرق وتنازل عن حقوقه التي منحه إياها الشعب هناك ــ وهو موقف سياسي متخاذل مارسه المؤتمر الوطني في النيل الأزرق، وهو الأمر ذاته الذي شجع الحركة على رفع الشعار ذاته «النجمة أو الهجمة» في انتخابات جنوب كردفان ..لا بل شارك وفد رفيع المستوى من دويلة جنوب السودان في حملة انتخابات جنوب كردفان. إذاً هذه الأسباب وغيرها جعلتنا نقف بقوة لدعم أحمد هرون.. بل ذهبنا أكثر من ذلك حين أجرينا اتصالات ولقاءات واجتماعات مكثفة مع الحركة الشعبية جناح تلفون كوكو ونسقنا مع قيادات بارزة منهم، بعد أن ذكرناهم بأن الحلو وعرمان وعقار كانوا وراء سجن تلفون كوكو والتحفظ عليه خوفاً من مواقفه التي أعلنها. وكتبت أيضاً منتقداً أصوات قيادات من جنوب كردفان برزت هنا في الخرطوم تطالب بإعفاء الوالي وكان تقديري أن الولاية تمر بمرحلة حرجة تتطلب الإجماع والاجتماع لا التفرق والتناجش، وكنا نأمل أن يستصحب الأخ الوالي كل هذه التقديرات، وأن يرسخ لنهج المشاورة والشورى وقبول النقد الهادف والنصح واحترام رأي المخالفين والإفادة من الشعور الموحد في الولاية الذي سئم الحرب ورفض عوامل الوصايا عليه، ومال إلى التنمية والاستقرار وأدرك بعمق مؤامرات الحركة الشعبية وسوء نياتها وشرها الفطري.


الأخ الوالي أدار حواراً سيئاً مع الحلو وقدم إليه دون اكتراث تنازلات كبيرة دون مقابل.. وذكرتُه مرة بهذه المواقف في اجتماع جمع بيننا وبعض الإخوة الإعلاميين فكان رده أن الحلو وعقار وباقان جاءوا من الغابة وأنهم لا يفهمون السياسية ولذا نحن ندرجهم!!
نقول هل كتمة 6/6/ الساعة ستة سنة 2011 كانت بمثابة الحوار الذي غلب شيخه؟! وأحمد هرون فشل أيضاً في تسوية الموقف عندما بعثه رئيس الجمهورية والمتمرد مالك عقار إلى جنوب كردفان في عهد الوالي عمر سليمان ونائبه دانيال كودي حيث لم يحقق شيئاً.
أحمد هرون مسؤول مسؤولية مباشرة عن الأحداث التي ضربت المنطقة الشرقية التي لم تعرف التمرد الشامل إلاّ في عهده لأسباب منها تجاهله لمعلومات أساسية كانت ترد إلى الولاية عن تحركات نحو المنطقة تعد لها الحركة الشعبية، فلم تعد خطة لمواجهتها حتى انفجر اللغم.. بعد انفجار اللغم جاء بمعتمدين ضعاف في رشاد والعباسية مما أدى إلى تفاقم الوضع إلى الأسوأ..



الأخ الوالي يتجاهل دور إعلاميي الولاية ولا يعير همومهم اهتمامً سواء أكانوا بالمركز أم الولاية ــ لذا الولاية من أفشل الولايات في التنسيق بين الحكومة ودور الإعلام، والأخ الوالي بالرغم من أنه يكثر من الحديث حول تعاون ومشاركة القوى السياسية والأحزاب بالولاية، إلاّ أنه يقع في تناقض عجيب حيث إنه لا يتعامل مع الإعلام في شؤون الولاية ــ رغم حاجتها ــ المهمة إلى الإعلام! إلاّ مع شخص واحد أو اثنين من الإعلاميين وهما من منسوبي المؤتمر الوطني، لكن الأهم والمقصود في هذه النقطة هو التعتيم على مسائل الولاية.. حيث الأخ الوالي لا يرغب .. بل لا يتحمل أضواء الإعلام إلاّ أن تكون له لا عليه.. وإذا كان رئيس وفد التفاوض مع قطاع الشمال الدكتور كمال عبيد يتحدث عن أهمية فك الارتباط بين قطاع الشمال وحكومة جنوب السودان سياسياً وأمنياً كشرط من شروط التفاوض مع قطاع الشمال، نرى الأخ الوالي يجمع لنا بين المتناقضات حيث يقول في مقال كتبه بجريدة الصحافة بتاريخ الخميس 26 شوال 1433هـ ـــ الموافق 13/9/2012م العدد «6868» يقول فيه «سنفاوض قطاع الشمال و سنحاربه في ذات الوقت إلى أن يرى أن قدرته على دفع تكاليف الحرب أكثرمن طاقة احتماله». وهذا نهج ظل الأخ الوالي غارق فيه على سبيل الأحلام لا حصافة سياسية.. ولذلك نحن أيضاً أبناء الولاية يهمنا أن يفك الوالي ارتباطه وتشبثه بجدوى حوار عرمان والحلو وعقار.. وعلى أحمد هرون أن يدرك أن الحلو من دارفور وليس من جنوب كردفان، وان عقار من الأنقسنا في النيل الأزرق وليس من جنوب كردفان، وأن باقان وربيكا وجيمس إيقا من دولة أجنبية معادية للسودان وجنوب كردفان.


إن دائرة منطقة الدلنج التي سقط فيها البشير في الانتخابات السابقة وسقط فيها أيضاً ابن المنطقة إبراهيم نايل إيدام في سباق المجلس الوطني تستدعي البحث، وبقاء فرقتين من الجيش الشعبي داخل جنوب كردفان ومناطق أخرى.. وبقاء مناطق كاودا و«جلود» و«كاونارو» وهيبان ومناطق أخرى في قبضة الحركة الشعبية، والآن التمرد يدمر مناطق كانت آمنة مثل الموريب وحجير الدوم والعباسية وقبل يومين قام منسوبو الحركة الشعبية باغتيال الشيخ عبد الرحمن ابراهيم محمد بمحلية رشاد منطقة ام بركة حي البان جديد بعد الهجوم عليه الساعة الواحدة ليلاً في بيته، ومناطق كثيرة غير آمنة اللهم إلاّ المدن وأطراف المدن نار مشتعلة، والتطمينات التي ترد من الولاية إلى المركز غير دقيقة!. في حوارها مع «الإنتباهة» بتاريخ 15/9/2012م قالت رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان القيادية بالمؤتمر الوطني الأستاذة عفاف تاور نطالب بإعفاء هارون لفشله في إنهاء المتمرد» اهـ.. أقول إن أسباب فشله تعود إلى شخصية الوالي الذي يريد أن يمن على الآخرين أنه حركة إسلامية وأنه واجه المخاطر وأنه.. وأنه.. في الوقت الذي ينسى فيه أن منتقديه أيضاً فيهم سلاح وجاهدوا وبذلوا! وهنا يذكرني موقفه هذا قول الشاعر:
جاء شقيق عارضاً رمحه.. ان بني عمك فيهم رماح


وعليه تبقى مواقف الوالي أحمد هرون الإقصائية التي تخشى كل من ينقد الأحوال في الولاية مدخلاً إلى إقالته شعبياً، وإن ظن الوالي أنه ابن القصر المدلل. وحتى لا يظنن الأخ الوالي أحمد هرون أن الحصار في دار الهاتف أو القتال في صحراء ليبيا أو السقوط من الطائرات صكوك غفران تشفع لأصحابها أن يمارسوا وصاية على الناس، وهي ليست موقعة بدر التي قيل لمن قاتل فيها افعلوا أهل بدر ما شئتم فقد غفرتُ لك.. لكن تظل جهود بشر معتبرة لأبطالها، وثوابها عند الله لمن خلصت نياتهم وليست محلاً للمباهاة والامتنان، وكأن من أدركها مبرأ من كل عيب لا ينقد، لأنه لا يخطئ ولا يغفل ولا ينبطح ويتثاقل إلى الأرض وينغمس في الشهوات بعد جهاد.. ومن جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله..

Post: #66
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-27-2012, 05:29 AM
Parent: #65

عراب الأمس الشيخ الترابي...وبريق الريا ل، الفاضل عباس

عراب الأمس الشيخ الترابي...وبريق الريا ل!

الفاضل عباس محمد علي 28 سبتمير 2012

تفيّأ الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي "الدوحة" القطرية بالأسبوعين المنصرمين، وخيّب ظن المعارضة السودانية بمواقفه المخاتلة والمهادنة والمتراجعة...وبعدم إغتنام الفرصة الإعلامية المبذولة أمامه لطرح الرؤي التى ظل يبشّر بها منذ خروجه من المعتقل قبل سنتين: رفضه القاطع لفتنة المال والسلطان التى ولغ فيها النظام، ودعوته الواضحة لرد الأمر للشعب...وذلك عبر إنتفاضة شعبية على غرار ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة أبريل 1985....حتى يذهب حكم الطاغوت إلي مزبلة التاريخ...وينشأ نظام ديمقراطي مدني تعددي فدرالي...يتساوى فيه السودانيون بغض النظر عن تبايناتهم الدينية والإثنية والمناطقية والجندرية....ويضمنون حقوقهم الطبيعية والأزلية....إلخ.


وكان الشيخ الترابي فى أسوأ حالاته عندما طالعنا بقناة الجزيرة (برنامج فى العمق 17 سبتمبر 2012) ... ولم يتقدم بأي نقد ذاتي أو موضوعي للتجربة الإسلامية فى السودان التى تولي دور عّرابها طوال العشر سنوات الأولي من عمرها...بل طعن فى قناة منتقديها مثل الأستاذ الحاج وراق...الذى حاول الالتفاف عليه برده لأصوله الشيوعية وباستخدام الورقة التى درج على استخدامها كافة تلامذته من أهل الوجوه الإعلامية المدافعة عن النظام، وهي مهاجمة الخصم هجوماً شخصياً ومحاولة تكفيره أو وصمه بالشيوعية أو البعثية...وهلم جراً...وتحاشي الموضوع الأساس مثار النقاش.....كما دافع عن ذلك النظام الذى كان يبطش بمخالفيه آنئذ ويعذبهم فى حجرات التوقيف ببيوت الأشباح... وكان يخوض حرباً جهادية ضد شعوب الجنوب (مما أدى لانفصاله فى نهاية المطاف)...وكان يسئ للعلاقات السودانية الخليجية بموقفه الداعم لصدام حسين عندما غزا الكويت...وقال بالتحديد فى معرض دفاعة عن تجربة الحكم الإخواني السوداني: "التجربة لم تفشل، ولكنها جاءت بعد 14 قرناً من تغييب النموذج الإسلامي."
لقد ظل كثير من المعارضين منذ ما يسمى بالمفاصلة عام 1999 يتشككون فى الدكتور الترابي ويزعمون أن المسالة كلها توزيع للأدوار وتمثيل فى تمثيل...وأنه ما انفك زعيماً لتنظيم الأخوان المسلمين السوداني...مدعوماً من جانب الحركة الإخوانية العالمية التى لم تصدر بياناً بإدانته فى أي يوم من الأيام، بل تنظر له بكثير من الإعجاب والتعاطف. ومسألة اعتقاله بين الفينة والأخرى، فى حقيقة الأمر، ما هي إلا استمرار لمسرحية ذهابه لسجن كوبر ....بينما ذهب البشير للقصر الجمهوري يوم انقلابهم على السلطة الشرعية فى 30 يونيو 1989 .... كما يصر المتشككون فى أمر الترابي....وبلا أدنى شك، تجئ مواقف وتصريحات الترابي الأخيرة بالدوحة داعمة ومغذية لهذه الشكوك،.... رغم أني شخصياً استبعد استمرار المسرحية إلى يومنا هذا... واعتقد أن المفاصلة قد حدثت بالفعل..بلا أدنى شك.


علي كل حال، إن الشيخ حسن شخصية مثيرة للجدل منذ قدومه من البعثة الدراسية بجامعة السوربون عام 1964، فقد كان إسلامياً ثورياً وتقدمياً فى بادئ أمره، وكان له دور ريادي فى ثورة 21 أكتوبر من نفس ذلك العام، مما جعل تنظيم الإخوان المسلمين يدفع به نحو كرسي الإمامة على الفور رغم حداثة سنه وتجربته...على حساب عمالقة الرعيل الأول مثل الرشيد الطاهر وصادق عبد الله عبد الماجد...ولقد أبدى الدكتور حسن فى تلك الأيام قدراً هائلاً من الإنفتاح على الآخرين والعمل الجبهوي والمرونة والتفهم للظروف الخاصة التى يتميز بها السودان عن غيره من الدول العربية والإسلامية، خاصة مصر مصدر الفكر الإخواني، من حيث تعدده الإثني والطائفي، ومن حيث الإرث الصوفي عميق الجذور فى تربته......فسعى ونجح فى إحالة التنظيم الحلقي الضيق للجماعة إلى جبهة عريضة ضمت العديد من الأحزاب الإسلامية الصغيرة والطرق الصوفية ذات الوزن الضئيل...وتحول إسم التنظيم إلى (الجبهة القومية الإسلامية). ومن باب الإنفتاح على القوى السياسية والدينية الأخرى بالبلاد...(و لا نقول من باب الطموح الشخصي والتمسح بالأسر العريقة من قبل شاب وافد من قرية بأعماق الريف إسمها ود الترابي)....فقد تزوج الدكتور حسن فى نفس تلك السنة (1964) من إبنة السيد الصديق المهدي زعيم طائفة الأنصار وراعى حزب الأمة..كما لقي الترابي قبولاً ليس فقط فى أوساط الإخوان، إنما على نطاق المثقفين السودانيين الذين قاموا بثورة أكتوبر...إذ فاز الترابي فى دوائر الخريجين بانتخابات 1965، واحداً من إثنين فقط من الإخوان، بينما ذهبت الأحد عشر كرسياً الباقية بهذه الدوائر الصفوية للحزب الشيوعي.
ولكن، ما أن دخل الترابي الجمعية التأسيسية، حتى ظهر علي حقيقته وتنكّر للروح الإنفتاحية والعمل الجبهوي:
أولاً، عمل من أول يوم على حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، وكان له ما أراد فى ذلك العام (1965)، بعد أن استقطب إلى جانبه الحزبين الطائفيين الآخرين – الأمة والإتحادي - ....وخرج النواب الشيوعيون من الجمعية، كأغرب سابقة من نوعها فى العالم، وكان ذلك أول إسفين فى التجربة الديمقراطية...وكان تمهيداً للإنقلاب العسكري اليساري القومي العربي الذى أطاح بها فى نهاية الأمر، فى 25 مايو 1969.



ثانياً، سعى منذ الوهلة الأولي نحو كتابة ما أسماه ب"الدستور الإسلامي"، أيضاً بتواطؤ الأحزاب التقليدية ذات الأغلبية فى الجمعية التأسيسية، ولما أجازت "لجنة الدستور"، التى كان حزب الترابي أحد محركيها الأساسيين، مسودة الدستور الإسلامي، خرج منها الأعضاء الجنوبيون...وعندما جاء الترابي للسلطة عام 1989 وفرض كثيرًا من جزئيات ذلك الدستور الذى يعبر عن تفسيره الآحادي للإسلام، أصبح السودان جحيماً لا يطاق بالنسبة للجنوبيين...فآثروا الإنفصال.
وبالطبع، لم يكتب لتلك الجمعية التأسيسية البقاء حتى تجيز الدستور الإسلامي الذى كان لجبهة الترابي فيه القدح المعلي، فقد أجهز عليها جعفر نميري وأصدقاؤه الشيوعيون والقوميون عام 1969. وخيم ليل طويل على تنظيم الإخوان المسلمين انتهى بمصالحة 1977 بين نظام النميري وفصيلين من أحزاب المعارضة: الأمة بقيادة الصادق المهدي والجبهة الإسلامية بقيادة صهره حسن الترابي. ومنذ تلك اللحظة حتى انتفاضة 1985 كان الإخوان المسلمون جزءاً لا يتجزأ من النظام المايوي الشمولي المستكبر الذى بلغ أقصى مراحل الفساد وسوء الإدارة خلال الثمانية سنوات الأخيرة من عمره، وكانت تلك فرصة تدريب بالنسبة لكوادر الإخوان المسلمين استفادوا منها كثيراً بعد أن تنسموا السلطة بمفردهم بعد إنقلابهم فى 30/6/1989 ، وفرصة للتعرف على والتعاون مع الكثيرين من الكوادر المايوية والأمنية التى استقطبوها عندما جاؤوا للحكم وما زالت تقدم خدماتها لهم حتى اليوم.



وفى أثناء الديمقراطية الثالثة 1985-1989 ، توجه الإخوان المسلمون مرة أخرى نحو العمل الجبهوي المنفتح (ظاهرياً)، وأسموا حزبهم هذه المرة (جبهة الإنقاذ الوطني)، وادعوا أنهم يقبلون اللعبة الديمقراطية ويحترمون قوانينها، بينما كانوا فى حقيقة الأمر يخططون للإنقضاض عليها، رغم الوضع المريح الذى كانوا يتمتعون به على نطاق الجهاز التشريعي (اكثر من 50 نائباً بالبرلمان)...ونطاق الإعلام (أكثر من صحيفتين واسعتي الإنتشار)....ونطاق الحياة الإقتصادية (هيمنة شبه كاملة على القطاع المصرفي عن طريق ما يسمي بالبنوك الإسلامية). ولأن المنطق البسيط ما كان ليقبل من الإخوان المسلمين أن ينقلبوا على النظام الديمقراطي وهم أكبر المستفيدين منه، فإنهم عندما اغترفوا هذه الجريمة حاولوا نكرانها ومارسوا كثيراً من التدليس والتلبيس والتمويه: (إذهب إلى القصر..وسأذهب لسجن كوبر!). وتألفت حكومتهم الأولى فى صبيحة الثلاثين من يونيو 1989 من الكوادر الوسطية غير المعروفة ومن أصدقائهم المايويين. ولكنهم كانوا منذ البداية ممسكين بقوة بملفات الأمن والجيش والمالية والدعاية والإعلام، ومنذ الوهلة الأولي شرعوا فى التخلص من العناصر الوطنية العاملة بجهاز الدولة وبالجامعات والمصارف...إلخ، فيما سمي ب"التطهير للصالح العام"... فى أكبر عملية تدمير للخدمة المدنية السودانية...كما شرعوا فى إرهاب من أسموهم أعداء الله، وهم كافة الخصوم السياسيين، عن طريق المحاكم الصورية والمشانق وبيوت الأشباح ومعسكرات التعذيب والمعتقلات على طول البلاد وعرضها. ولقد تم ذلك بكل أسف بعلم وتوجيهات الشيخ حسن ...وهي ممارسات لم يعتذر عنها حتى هذه اللحظة بدرجة كافية...حتى بعد أن تعرض هو نفسه لكافة أنواع التوقيف والإهانة والتعذيب علي أيدي تلاميذه الذين علمهم السحر. والأدهى وأمر أنه لا زال يدافع عن تلك التجربة كما دلت أحاديثه الأخيرة بالدوحة.



أنشأ الترابي حزبه الجديد (المؤتمر الشعبي) على إثر المفاصلة بينه وبين ما تبقى من تنظيم الإخوان المسلمين الذى كان قد غير إسمه ل(المؤتمر الوطني)؛ وانخرط المؤتمر الشعبي فى المعارضة للنظام، وأخذ يتعاون مع أحزاب المعارضة الأخرى، بما فيها خصمه اللدود الحزب الشيوعي...وتمت كافة أنواع الأنشطة التى شارك فيها الترابي شخصياً كالندوات والمؤتمرات...حتى قيام (قوى الإجماع الوطني) التى تتألف من الشيوعي والأمة والناصري والبعث والمؤتمر الشعبي...ولقد أنجزت قوى الإجماع التفافاً جيداً حول برامج ومخططات محددة، مثل ميثاق الفترة الإنتقالية ودستور المرحلة وترتيباتها، من حكومة مركزية وحكومات إقليمية ...الخ. وفيما بدا للجميع، فإن المؤتمر الشعبي والدكتور الترابي على توافق تام مع الطروحات التى تضمنتها تلك البرامج والمواثيق للفترة الإنتقالية، والتى تأتي على النقيض من الطرح الإسلاموي الراهن – الذى كان فيلسوفه من الأساس هو الشيخ حسن - ....ويبدو أن الشيخ حسن، كما كانت تدل تصريحاته داخل السودان، قد قلب ظهر المجن لفكرة الدولة الثيوقراطية التى ينفذها حزب الصفوة الإسلاموية المتأسي بأفكار سيد قطب، ليزيل جاهلية القرن العشرين من جذورها....ويعيد صياغة الإنسان وفق تلك الأفكار القطبية....الخ.



مهما يكن من أمر، فقد سارت عجلة المعارضة على هذا النسق التوافقي، وفى جوفها الدكتور الترابي ومؤتمره الشعبي...وأخذ الشعب السوداني يتطلع لهذه المعارضة المثقفة والمجربة علها تخلصه من حكم الإخوان المسلمين الذى تحول إلى ملك عضود وأنهك البلاد مادياً وجسدياً وكلفها خسارة فادحة بذهاب الجنوب....ولم تجد أحزاب المعارضة العلمانية المنضوية تحت قوى الإجماع ضرورة للتقصىّ حول مؤهلات المؤتمر الشعبي وما يحمل من كتابات لا ترى بالعين المجردة small print ...وما قد يكون لديه من هياكل عظمية معلقة بدواليبه skeletons in the closet ... فالسودانيون معروفون "بالطيبة" وبأنهم يلدغون من الجحر الواحد عدة مرات...ولهذا فإن مستقبل الثورة السودانية ربما سيكون مثل ماضيها ...ما هو إلا صخرة سيزيف...نحملها إلى أعلا الجبل...ثم تتدحرج إلى أسفله...ونحملها مرة أخرى إلى قمة الجبل...فنحن شعب يجيد إعادة إختراع العجلة دون أن نضيف لها او ننزع منها ترساً واحداً...بمعنى أننا مرة أخرى سنقع فى فخ المزايدة على الشعارات الإسلامية... وسنرهن أنفسنا مرة أخرى للترابى بنسخته الجديدة...المدعومة بزخم ما يسمي ب "الربيع العربي"....ومنظمة الإخوان المسلمين العالمية...وقناة الجزيرة.



إن تصريحات الدكتور الترابي فى الدوحة مزعجة للغاية..وأعتقد أن قوي الإجماع لديها ضيف غير مضمون العواقب a strange bed-fellow ومن الضروري التوصل لآلية تضمن لنا أن الموقعين علي الميثاق لن يتنصلوا عنه ويتخلصوا منا عند أقرب ملف...ومن الضروري عدم مضغ الكلمات الخاصة بالفصل بين الدين والدولة...وبالتعريف المحدد جداً للدولة المدنية التى يتكلم عنها الإخوان (مجاراةً) ويتكلم عنها باقى العلمانيين...لقد اعتدى فاروق أبوعيسي علي الترابي بالضرب عندما كانوا فى حنتوب قبل ستين عاماً...وأمسك بعنقه وكاد أن يفتك به...فأرجو ألا يضطر لموقف كهذا مرة أخرى...ليس لأن العظم قد وهن واشتعل الرأس شيباً...ولكن لأن الأفضل هو الإتفاق الواضح..إذ أن ما أوله اتفاق...آخره نور.......أعتقد أن الترابي مطالب بإدانة واضحة لكل ممارسات الإنقاذ السلبية فيما قبل المفاصلة...بالتفصيل الممل...ومطالب بصياغة خطاب واضح لا لبس فيه لنوعية الدولة المدنية التى سنستبدل بها النظام الإخوانجي الراهن الذى كان أصلاً من صنع الشيخ حسن.
والسلام

Post: #67
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 09-27-2012, 10:28 AM
Parent: #66

ماذا يجب على الحركة الإسلامية أن تفعل?!
سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الأربعاء, 26 أيلول/سبتمبر 2012 01:46
إن على الحركة الإسلامية أن تعيد هيكلة الدولة والدعوة!!


إن على الحركة الإسلامية أن تقول للمؤتمر الوطني: وقّفْ فأنت رافد من روافد الحركة الإسلامية.. وليست الحركة الإسلامية رافدًا من روافد المؤتمر!!
إن على الحركة الإسلامية أن تقف بشجاعة وأن تواجه عيبة نفسها قبل أن يواجهها بها التاريخ وقبل أن يواجهها بها الألداء والشامتون والمتربصون.
إن على الحركة الإسلامية أن تعترف.. إن كانت تعلم وأن تدرك إن لم تكن تدرك حتى الآن أن الترابي عندما جاء بفرية التوالي والمواطنة والمؤتمر الوطني قبل أن يكون حزباً.. إنما كان يتلاعب ويلعب بالحركة الإسلامية ذلك لأن فكرة التوالي والمواطنة والمؤتمر الوطني هي على اليقين ضد كل ما تمثله الحركة الإسلامية من عقائد وأفكار واجتهادات في مجالات السياسة والدعوة والشأن الاجتماعي ــ ويقيني أنه لا يزال يتضاحك ويعجب كيف انطلت الكذبة البلغاء على خيرة رجالات الدعوة والفكر السياسي في العالم في ذلك الوقت!!


إن على الحركة الإسلامية أن تصحو وتستيقظ من خدرها هذا وبلهِها وغفلتها..إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أن الديمقراطية لا علاقة لها بالفكر السياسي الإسلامي.. وعليها أن تدرك أن المواطنة ليست مرادفًا لمصطلح الذمة.. وعليها أن تعترف.. أو تدرك.. أن الحزب تكوين لا يقره الشرع ولم يشرِّع له الشارع شيئاً.. حتى لو كان وعاءً جامعاً يجمع أهل الأرض.. إذا كانت الحركة الإسلامية لم تدرك حتى الآن.. وحتى هذه الساعة أن هذه المصطلحات وهذه الأسماء والمسميات لم تأتِ ولم تُنحت ولم تُزيَّن إلا لتوهين الدين ونقض عراه عروة عروة.. وأنها ضرب من الدس والكيد أو هي ضرب من رقة الدين وضعف التدين.. إذا كانت الحركة الإسلامية لم تدرك هذا كله أو بعضه فإن الحركة الإسلامية لم تشبَّ عن الطوق حتى لحظتنا هذه .. وإنها لا تفرق حتى هذه اللحظة بين البدعة والسنة ولا تدرك مفهوم الولاء والبراء وأنه لا يكون ولاء ولا براء إلا في أمور الدين.


إن على الحركة الإسلامية أن تشب عن الطوق وأن تدرك وأن تنظر في عيبة نفسها.. وعليها أن تعلم أنها تضم بين صفوفها علمانيين يجعلون من الديموقراطية عقيدة وشريعة وديناً جديداً يقدَّم على دين القسط والبر والشورى.. إن على الحركة الإسلامية أن تدرك أنها بفعل غفلتها وإغضائها وسكتها الطويل على الإثم إنما جعلت السودان وتركته يؤكل من أعلاه إلى أسفله.. أما من أعلاه فتركته يؤكل ويهدم بواسطة الأممية الفاجرة الكذوب التي جاءت في دثار اسمه الشرعية الدولية أو الأمم المتحدة.. والمنظمات الطوعية والإغاثات والبرامج الداعرة. أما من أسفله فتركته نهبة للقبلية والعنصرية والجهوية.. التي لم تلد إلا تمرداً وحركات مسلحة وجماعات قطع طرق وكل ذلك نقض لعقيدة الولاء والبراء والقفز من فوقها لاتفاقيات الأمم المتحدة ومراسيمها. قوانينها.. بل وتهديداتها وإملاءاتها..


إن على الحركة الإسلامية أن تتذكر أو أن تتعلم إن لم تكن تعلم أن الاختيار للوظيفة العامة أي الولاية صغرى كانت أم كبرى.. فإنه لا يقوم إلا على المزايا والخصائص التي قدمها وقسمها الوحيان الكتاب والسنة.
وعلى الحركة الإسلامية أن تتذكر أن الولاية الكبرى لا تقوم إلا على البيعة.. ولا تقوم أبداً على شيء سواها.. فلا الانتخاب يُجدي ولا التعيين ينفع.. وعلى الحركة الإسلامية أن تعي أن ما دون الولاية الكبرى لا يكون إلا بالتعيين.. إذ أنه لا يصح أن تكون بالانتخاب ولا بالبيعة حتى لا يكون هناك شخصان منتخبان ومبايعان بيعة صحيحة.. حتى لا يدري أحدنا لمن بيعته ولمن ولاؤه!! وعلى الحركة الإسلامية أن تعيد قراءة فقه البيعة وفقه التولية وفقه العزل.. وأن ما لا تصح البيعة والولاية إلا به لا يكون فقده أو فقد بعضه نقضًا لازمًا وقدحًا يوجب العزل.. إن على الحركة الإسلامية أن تدرك وأن تصدق أن مؤتمر الشورى القادم هو آخر سهم في كنانتها.. وعليها أن تحسن التصويب والتسديد حتى لا تطيش رميتها وينفر صيدها ويفلت زمام أمرها من يدها..
إن على الحركة الإسلامية أن تملك زمام أمرها وأن تسعى إلى إعادة هيكلة الدولة والدعوة وإلى إعادة هيكلة النظام والتنظيم.. إن على الحركة الإسلامية أن تسعى جاهدة وجادة إلى نزع السلطة من يد الأفراد.. إن بعض إخواننا في السلطة أصبحوا دولة داخل الدولة.. وأصبح كل واحد يتصرف في دولته وفق ما يريد ووفق ما يشتهي حتى أصبحت الدولة مثل مخلوق مسخ له عدد من الأرجل والأقدام وكل رجل وكل قدم لها اتجاه غير الأخريات فهو يصارع نفسه ويجاذب بعضه بعضًا ولا يتحرك أنملة واحدة بإرادته الكاملة..
إن على الحركة الإسلامية اليوم أن تكون أو لا تكون..


إن على الحركة الإسلامية أن تدعو أهل السودان إلى أصل جامع من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إن على الحركة الإسلامية حماية الأمة والملة من برامج الأمم المتحدة واتفاقياتها وأموالها وناشطيها وناشطاتها والحركة الإسلامية لا بد أن تعلم أن هؤلاء الناشطين والناشطات إنما هم قوم يسترزقون من ولائهم الأممي ويتلقطون دولار الأمم المتحدة المتسخ والنتن والذي لم يُبذل ولم ينفق إلا لمحاربة دين الله وعقائد الأمة.. لقد ظللنا منذ قرابة نصف قرن من الزمان نتعامل مع المعونات الأممية والمعونات الأمريكية بغفلة وغباء شديدين حتى تبين أخيراً من إحدى وثائق البيت الأبيض أن اتفاقاً قد أُبرم منذ عهد الرئيس جراك فورد بين البيت الأبيض والمعونة الأمريكية والأمم المتحدة أن تنفق أموال المعونة في محاربة التوسع السكاني في مجموعة من دول العالم ونشر ثقافة تحديد النسل والكوندوم والإيدز وسيداو وهلم جراً.. ومن بين 13 دولة السودان ومصر!!


إن على الحركة الإسلامية أن تعلم أنها قد شبّت عن الطوق أياً كان ذلك الطوق.. وأنها قد بلغت الحلم وأن لا وصاية لأحد ولا لتنظيم عليها.. وعليها أن تضبط البيت وأهل البيت وأن تلمّ شعث أبنائها وأبناء علاتهم من الإسلاميين. إن الحركة الإسلامية بين أمرين لا ثالث لهما أن تبقى فتبقى الملة ويبقى السودان.. أو تضيع فتضيع الملة ويضيع السودان.. إن واجب الحركة الإسلامية هو أن تعيد السودان إلى أهله!!

Post: #68
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-01-2012, 05:51 AM
Parent: #67

اتفاق أديس أبابا بين الرفض والقبول!!
الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الأحد, 30 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


ما كان لمنبر السلام العادل وقد رَصّعَ اسمه بعبارة (السلام) الربانية أن يتنكر لذلك الهدف السامي الذي ظلَّ يدندن حوله طوال السنوات الماضية أو من يوم مولده وكم ظَلَمَهُ الشانئون خاصة في الحركة الشعبية لتحرير السودان وحلفائها من قوى الإجماع الوطني أو قوى جوبا ثم من غيرهم من اليساريين والعلمانيين حين رمَوه عن قوسٍ واحدة كما رمَوا قياداته متهمِين إياهم بأقذع الصفات حتى يردُّوهم عن هدفهم النبيل الذي اتّخذوا في سبيل التبشير به أسلوب الكتابة بالسكين عوضاً عن الكتابات الملساء التي ينام قارئها قبل أن يطوي صفحتها، فقد كنا على قناعة تامة أن الخطب جلل والمعركة مع الحركة الشعبية تتطلب أسلحة فتاكة وصبرًا وجلدًا وأن السودان يمر بمرحلة هي الأخطر في تاريخه الطويل مما يستدعي شحذ الهمة في سبيل التصدي لمطلوبات المواجهة.
أقول هذا بين يدي ما تكتبه هذه الأيام بعضُ الأقلام وهي تظنُّ أننا سنحيد عن خطِّنا اتقاءً لسيف المعز أو ابتغاءً لذهبه ولعل كثيرين افتقدوا رأينا خلال اليومين الماضيين ولا أظنُّ الأسباب تفوت على فطنة القارئ!!
أقول لمن دمغونا من أول لحظة عقب توقيع الاتفاق الأخير بين السودان وجنوب السودان وقالوا إننا سنعارض الاتفاق حتى ولو جاء مبرأً من كل عيب كما سمعتُ وقرأتُ من بعضهم أقول: إننا لسنا كذلك فلسنا والله منافقين نرفض السلام وهو جزء من اسم الحزب الذي ننتمي إليه وإنما سنؤيِّد ما يستحق أن يُؤيَّد ونتحفَّظ بل ونرفض ما يستحق أن يُرفض فلسنا قطيعاً من الشياه نُساق كالعميان بلا هدى ولا كتاب منير.


نقول ضربة لازب: إننا نؤيد معظم الاتفاقيات الموقَّعة خاصة تلك المتعلقة بالنفط والتجارة والديون والبنوك وما كنا نعترض على أي اتفاق حول النفط حتى ولو بسعر أدنى مما اتُّفق عليه بل لقد دهشنا من تأخر الحكومة وتباطئها في الاتفاق الذي اتَّخذت منه موقفاً متعنتاً ثم ما لبثت أن وافقت بعد أشهر من الجدل العقيم على السعر الذي اشترطته حكومة الجنوب بالرغم من أن الفرق بينه وبين سعر الوفد الحكومي كان هائلاً.
كذلك فإن من الإيجابيات التي تحققت جراء قيادة الرئيس البشير للتفاوض أن إبرام الاتفاق أظهر للعالم صورة مختلفة لما رسمته له محكمة الجنايات الدولية ومن ظلوا يؤازرونها ويدعمونها خاصة أمريكا وحلفاءها الأوربيين فقد أبدت أمريكا في شخص رئيسها أوباما والأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون اهتماماً بالاتفاق وعلّقا بنفسيهما عليه وذلك مما يُحرج تلك الدول التي لطالما اتخذت من البشير موقفاً عدائياً لدرجة أنها كانت تعمد إلى عزله داخل بلاده عن مقابلة موظفيها ومبعوثيها وأظن أن هذا مما يمكن أن تستخدمه الدبلوماسية السودانية في إعادة النظر في قرارات مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير كما أظن أن الدبلوماسية السودانية وآليات التفاوض السودانية يمكن أن تفيد كثيراً من الاتفاق خاصة وأن سجل السودان في تنفيذ الاتفاقيات سيكون بالقطع أفضل من سجل حكومة الجنوب التي أجزم بأنها ستخرق الاتفاق ربما قبل أن يجفّ الحبر الذي كُتب به.



سأعود لهذا الأمر مجدداً بإذن الله لكني الآن بصدد أمرين يستحقان أن نقف عندهما طويلاً وهما الملف الأمني واتفاقية الحريات الأربع وأبدأ بالأخيرة التي أشعر بالأسف أنها مُرِّرت ولم تُفلح كل أسلحة الدمار الشامل التي استخدمناها في سبيل إجهاضها وعلى كل حال أقولها بدون أدنى تردُّد إنه ما من سبب يدعونا لمراجعة موقفنا من تلك الاتفاقية المشؤومة التي لا أظن أن الشعب السوداني أجمع على شيء إجماعَه على رفضها.
إن مما أحزنني تلك الطريقة الملتوية التي تعامل بها الوفد الحكومي في تمرير هذه الاتفاقية فقد غيَّر اسم البند إلى قضايا (المواطنة) في محاولة بائسة لتخفيف الضغط عليها بعد أن جُرِّمت في الشارع السوداني كما عمد الوفد المفاوض إلى تمريرها وسط الاتفاقيات الأخرى حتى يوهم الجميع أنها جزء من كل لا يتجزأ فإما أن نقبل بالاتفاقيات دفعة واحدة أو نرفضها جملة واحدة وهو أسلوب مضلِّل ما كان ينبغي أن يُتّبع البتّة.. كذلك فقد عمد المفاوضون إلى حشر هذه الاتفاقية الخطيرة مع اتفاقية النفط وهذا أسلوب يستخدمه الصيادلة في صناعة الدواء وهم يخلطون السكر مع الدواء المُر حتى يستسيغه الأطفال ذلك أن الشعب السوداني وقد أرهقته الأزمة الاقتصادية بات يمنِّي نفسه بانفراج سريع ومنّ وسلوى تتنزّل عليه فور التوصل إلى اتفاق و(حلم الجيعان عيش) كما يقولون.


أقول للبرلمان إن هذه فرصتُك لكي تُثبت مرة واحدة منذ أن تم انتخابك أنك تعبِّر عن الشعب وتمثله وليت الأخ أحمد إبراهيم الطاهر ينظر إلى هذه القضية باعتبارها أمانة ومسؤولية أمام الله وتجاه هذا الشعب وليس تجاه حزبه المهيض الجناح الذي لا يُجمَع مؤتمروه إلا من أجل أن (يُنوَّروا) ولا يُستشار مكتبه القيادي أو مجلس شوراه بالرغم من أن الشورى مُلزمة حتى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو الموحَى إليه من ربِّه.
إن اتفاقية الحريات الأربع خط أحمر ولا ينبغي للشعب السوداني أن يسمح بتمريرها الا إذا رضي بأن يمد عنقه للذبح وهذه الاتفاقية جزء من الملف الأمني وسيكون لنا معها شأن أي شأن وسأواصل الخوض فيها إن شاء الله


----------

حنانيكم أيها السادة!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 29 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


أقولها الآن وبعد تأمُّل وتفكير عميق بالرغم من أني ومنبر السلام العادل لم نُجرِ دراسة وافية للاتفاق الذي أبرمته حكومتا السودان وجنوب السودان.. أشعر بأن إيجابيات ذلك الاتفاق أكبر من سلبياته التي هي في معظمها مرتبطة باتفاقات سابقة وليست وليدة الجولة الأخيرة.
لذلك أشعر الآن بالدهشة أن تعود الرقابة القبْلية على الصحف ولعل دهشتي من ذلك أكبر من حنقي على الاتفاق الأخير، وعندما علمتُ بفرض الرقابة أوحى لي ذلك بأن هناك كارثة ستُحيق بنا وأننا مُقبلون على اتفاق أسوأ بكثير مما شهدناه بالفعل.
نرجو من جهاز الأمن أن يرفع يده عن الصحف فوالله إنه لأمرٌ مؤسف أن يحدث ذلك الآن وقد ظننّا أننا بعد ثورات الربيع العربي قد تجاوزنا تلك المرحلة القاتمة من مسيرة الحكم الشمولي للإنقاذ.


ليت الإخوة في جهاز الأمن يعلمون أن تناولنا للاتفاق سيكون موضوعياً للغاية وسنلفت النظر إلى بعض نقاط الضعف التي ستُعين الحكومة فلسنا جزءًا من قوى الإجماع المعارضة التي تسعى بشتى الوسائل لإسقاط الحكومة ولذلك ترفَّقوا بنا فقد تعبنا من زياراتكم الليلية وأرجو أن تعلموا بأن حديثنا سينصب على الحريات الأربع وعلى الملف الأمني وما أدراك ما الملف الأمني فهلاّ أتحتم لنا الفرصة ورفعتم يدكم عن الصحافة وقلّلتم الحركة على مجلسها المغلوب على أمره وقبل ذلك على السودان الذي يحتل موقعاً لا يُحسد عليه في قائمة التضييق على التعبير والحريات الصحفية ثم ألا يكفي الحكومة أنها تمتلك الفضائيات والإذاعات والصحف والصحافيين الذين يسبِّحون بحمدها آناء الليل وأطراف النهار ولا يقصرون في الدفاع عنها حقاً وباطلاً؟ فلماذا تخشى من صحيفة وحيدة .



-----------

الترابي موديل 2012م والفيلم الأمريكي المسيء!!

االطيب مصطفى

ل
نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


عبَّر الشيخ الترابي عن عدم رضاه عن الأسلوب الذي استخدمه المسلمون في رفضهم للفيلم المسيء للإسلام واصفاً المحتجين بالسُّذَّج وقال إنه (خجل) من الاحتجاجات التي قام بها المسلمون في الخرطوم!! أجزم أن هذا ليس الترابي الذي غضب وقاد حل الحزب الشيوعي في سيتينات القرن الماضي لأن شيوعياً أعاد ترديد حديث الإفك حول أم المؤمنين عائشة.. إنه ليس الترابي الذي كان يرفض الجلوس مع الشيوعيين عملاً بفقه الولاء والبراء.. إنه الترابي موديل 2009م الذي يتحالف مع الحزب الشيوعي في قوى إجماع جوبا ويتوسط باقان ونقد في صورة جمعتهم في صحيفة (أجراس الحرية) التابعة للحركة الشعبية.. إنه الترابي موديل 2012م الذي يغضب ممّن غضب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم!!


على كل حال كنتُ أعلم أن كثيراً من قيادات المؤتمر الشعبي يضيقون ذرعاً من بعض تصريحات الترابي فها هو الأخ محمد الأمين خليفة يقف نفس موقف المنتصرين لرسولهم الكريم وليت الترابي سمع أحد شبابهم ممن كانوا وربما لا يزالون معه وأعني المجاهد الناجي عبد الله ذلك الرمح الملتهب الذي طالب بتعديل اقتراح الاحتجاج أمام السفارة الألمانية بعد صلاة الجمعة إلى الاحتجاج الفوري عقب تلك الندوة التي أُقيمت ونُظِّمت ليلاً من قِبل الهيئة الشعبية لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد اقترح الناجي التحرك بعد إعلان الندوة مباشرة وهدَّد وتوعَّد لكن من يُقنع الشيخ الثمانيني أن غضبه اليوم ينبغي أن يكون أكبر من غضبه وثورته يوم حل الحزب الشيوعي في ستينات القرن الماضي ومن يُقنعه أن الترابي الحالي يعتبر ترابي تلك الأيام العطِرات ساذجاً يرتكب ما يخجل ويستحي منه ترابي القرن الحادي والعشرين؟!
هل فكر الترابي في الخير العميم الذي نشأ عن غضبة المسلمين الذين حصدوا ثمار ما حسبوه في البداية شراً؟!
لستُ أدري ماذا يرى الترابي في الحراك الذي اجتاح أوروبا وأمريكا باتجاه ضبط السلوك المعادي للإسلام والذي جعل عدداً من المنظمات الحقوقية تتظاهر مؤازرة للمسلمين ورافضة الإساءة التي يقترفها السفهاء في حق رسول الإسلام؟! ماذا يرى في التفاعل الذي حدث في المجتمع الأمريكي الذي دهش من ثورة المسلمين جراء الإساءة إلى رسولهم؟!
الأمريكان والأوروبيون ماتت عندهم الغيرة على دينهم ولذلك أدهشهم تعلق المسلمين بنبيهم، وأثار اهتمامهم وتساؤلاتهم هذه الغضبة الكبرى التي جعلت الكثيرين منهم بدافع الفضول ينكبّون على الإسلام تنقيباً وبحثاً في سيرة رسول الإسلام لمعرفة السر الكامن وراء تلك الغضبة.


أمريكا كما تعلم أيها الشيخ لا تحترم إلا الأقوياء ومخطئ من يبرئها وأوروبا من جرم أولئك السفهاء من رعاياها الذين لا يحق لهم بالقانون أن ينبسوا ببنت شفة قدحاً أو تشكيكاً في المحرقة النازية أو هجوماً على اليهود فلماذا يحتقروننا دون غيرنا؟! ألا يكفي ما فعلوه بنا في السودان من تضييق وحصار وتآمر وانحياز للجنوب؟! ألا يكفي ما فعلوه بالمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغير ذلك من ديار الإسلام؟!
الغضبة التي حدثت الآن ليست الأولى لكنها الأقوى بسبب التحول الحضاري الذي يشهده العالم الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي.. ما كانت مصر تشتعل وما كانت ليبيا تغضب وما كانت تونس تزأر أيام الحكام العملاء أما اليوم فقد أخذت رياح الإسلام تهبُّ بعنف لتقتلع روح الانهزام في نفوس الشعوب المسلمة.


بغضّ النظر عن صحة أو خطأ ما حدث للسفير الأمريكي الذي يمثل أمريكا وسياساتها الظالمة فإن قوة فعل الثوار وهم يقتصُّون من أمريكا في شخص سفيرها أحدث أثره في نفوس الظالمين وإن كان ذلك السفير بريئاً فإن من استشهدوا أمام السفارة الأمريكية في الخرطوم والقاهرة وتونس أكثر براءة بل هم شهداء وربِّ الكعبة.


ذلك السفيه (منتج الفيلم) ما كان سيُخفي وجهه خوفًا وفَرَقًا لولا ردة الفعل القوية ولولا الدماء التي سالت داخل السفارة الأمريكية في بنغازي ولولا الزلزال الذي أصاب أمريكا جراء ما حدث لسفيرها.. لقد رأيناه يغطي وجهه كما رأينا الممثلة سيندي جارسيا التي شاركت في الفيلم المسيء للرسول الكريم ترفع دعوى قضائية على منتج الفيلم متهمة إياه بأنه احتال عليها وخدعها وعرَّض حياتها للخطر بل إن كاتب سيناريو الفيلم تعرَّض للمساءلة من قِبل السلطات الأمريكية مما يشي بأن الأمر بعد اليوم لن يكون كسابقه وأن أمريكا وأوروبا والسفهاء المنتجين لن يعودوا إلى تكرار فعلتهم الشنعاء. ستتوالى ردود الفعل الإيجابية وسيتواصل مدّ الدورة الحضارية وسيعلو الإسلام وستنهار أمريكا ولن تنطفئ الروح التي دبّت في جسد الأمة وعقلها لكن هل يا ترى ستعود الروح القديمة إلى الشيخ الترابي أم أنه سيواصل تراجعه؟ هل سيعيد النظر في أفعاله وأقواله ويعود إلى ما كان عليه مسهمًا في انبعاث الروح الجديدة أم سيكون عبئاً عليها صادّاً لها معطلاً حركتها؟!


------------------

سعد احمد سعد احد كتاب الانتباهة لا يعجبه الا رايه وهنا يهمز ويلمز فى اعضاء المؤتمر الوطنى الذين يختلف معهم فى رؤيته السياسية

اقرا ما قاله سعد
من خور المكابراب.. إلى الوزارة!!

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00


هل يستحق الشعب السوداني كل الذي يجري له الآن على يد حكومة الإنقاذ؟ هل يستحق الشعب السوداني أن يعامل على أنه كمٌّ مهمل لا يؤبه لرأيه ولا لمشاعره، دعك من الاستهانة بحقوقه وبشرفه وبعزته وكرامته وسمعته التي طبّقت الآفاق قبل مجيء الإنقاذ؟ هل يستحق الشعب السوداني أن يكون لعبة بيد الحركة الشعبية.. وبيد باقان وعرمان وسيلفا كير؟ هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ أن يهرع رئيسه ورمز عزته وشرفه إلى أديس أبابا للقاء سيلفا كير حيث يقول الخبر الذي نقل تفاصيل وأسباب ودواعي الاجتماع وتوقيته.. يقول: (وهو لقاء طالما تأجل واعترته موانع كثيرة وعجل به انتهاء الأمد الذي حدده مجلس الأمن الدولي للدولتين للفراغ من التفاوض بالتوصل لاتفاق شامل ونهائي بينهما وهو موعد وأجل قد انتهى أمس» انتهى الاقتباس. مجلس الأمن يحدد أجل التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي..


واللهِ إن هذا القرار بشكله هذا يستحق أن أخسر قيمة تذكرة طائرة من الخرطوم إلى نيويورك وأذهب إلى مجلس الأمن وأبحث عن شخص بعينه وعندما أعثر عليه أفعل به ما فعل حمزة بأبي جهل ثم أصيح به «فرد على ذلك أن استطعت» وأنا أعلم أنه ربما رد عليّ وربما ردت عليّ الأمم المتحدة والدنيا بأسرها.. ولكنني سأكون بهذا أسعد من عثمان بن مظعون رضي الله عنه عندما فقئت عينه في سبيل الله.. وسأكون أشهر من البوعزيزي مفجِّر الربيع العربي.. وأنا أعلم أن كل سوداني على ظهر الأرض سوف يمشي المطيطاء.. ويتحول السودانيون كلهم إلى ناطحات سحاب!!
هل يستحق الشعب السوداني الأبيُّ أن تكون ثروته وأمواله نهبة بين يدي المفسدين والمتعطلين.. وتكون دولة بين السفهاء باسم التجنيب وباسم الجبايات والرسوم والضرائب والعشور والقبانات التي لم ينزل بها كتاب ولا سنة؟
هل يستحق الشعب الأبي الذي شرّف الأمة المسلمة كلها عرباً وعجماً بملاحم الاستقلال وملاحم أكتوبر وملاحم الانتفاضة.. وملاحم اللاءات.. وملاحم الشريعة وحل الحزب الشيوعي.. وإقامة الحد في الزنادقة.. هل يستحق الشعب السوداني الذي شرّف الإنقاذ بوقفته في وجه المحكمة الجنائية.. ووقفته التلقائية والعفوية يوم استرداد هجليج.


هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ شيئاً من هذا؟ هل يستحق الشعب السوداني الأبيُّ بعد كل هذا أن يطعم الحرام من القرض الربوي الذي لم يستوفِ حتى الشروط التي وضعها المترخصون أنفسهم؟!
هل يستحق الشعب السوداني أن يطعم الربا وكل هذه الاختلاسات والتجنيب والمكوس والجبايات في المواقف والأسواق والطرقات وطرقات المرور السريع وبعد كل هذا الصرف البزخي على الدستوريين وأشباه الدستوريين؟.


هل يستحق الشعب السوداني بعد كل هذا العطاء وبعد كل هذا الصبر أن يقول وزير عائد لتوّه لنائب برلماني منتخب اختاره الشعب ليمثله وليدافع عنه وعن حقوقه وعن قيمه وأخلاقه وحرماته، هل يستحق الشعب أن يقول هذا الوزير للنائب أنت مهرج وقليل أدب؟ ثم يطلب منه مغادرة القاعة والقاعة تحت قبة البرلمان؟! ثم لا يحاسب الوزير ولا يقال له تلت الثلاثة كم؟ إنني أحذِّر الحكومة مما تحدثني به نفسي من الخروج في رحلة ترفيهية إلى خور المكابراب ومعي نفر صالح من آل شاع الدين آساد الحمى.. الجود بلغها السها وأقلها.. وبعد النحر والطبخ والعرضة نقوم بقراءة البيان الأول والأخير ثم نأتي ضمن وفد إلى القصر الجمهوري لنطالب بوزارة.. ولن تكون إلا وزارة الصحة خاصة وللعلم فقد كنت أول Medical ReP لأول شركة أدوية يابانية في السودان عام 1972م. وما دام الطبيب يمكن أن يكون وزير زراعة، وطبيب الأسنان يمكن أن يكون وزير خارجية.. والفاقد التربوي يمكن أن يكون على قمة أكبر هرم تقني في السودان.. فلماذا عاد للإنقاذ صوابها بمجرد ما انتقل الأمر إلى خور المكابراب؟! هل يستحق الشعب السوداني من الإنقاذ أن تفرض عليه الحريات الأربع؟ أو تفرض عليه ربع حرية؟ بعد أن ردد الجميع في الوفد المفاوض وفي القصر أن المفاوض لن يوقع على أي اتفاقيات لا يتوفر لها الإجماع الشعبي!! وأنتم تعلمون علم اليقين أن الإجماع الشعبي متوفر على رفض الحريات الأربع وأن الشعب السوداني كله اليوم من كان مع الانفصال أو كان ضده لا يحتمل أن يرى الجنوبيين يجوسون خلال الأسواق والحارات والأحياء ولا يستطيع أن يتحمل إدارة النظر إليهم إلا من باب ..«الصبر على لئيم»، ولا أظن أن المفاوض السوداني يفوت عليه أن الحريات الأربع في الجنوب لا يريدها أحد ولا يتحمّلها أحد ولا يستطيع أحد أن يجازف بكرامته وسلامته ليرهن كل ذلك لقوم لا أخلاق لهم لا يرقبون في أحد إلا ولا ذمة..


إن الذي لا يتطرّق إليه الشك أن المهنة الأولى الآن في الجنوب ومصدر الرزق الأساسي هو التمرُّد والتكسب والاسترزاق من معاداة السودان وأني والله لا أرى قولاً في الحريات الأربع أحسن من قول الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل:«أتَسْتَبْدِلُونَ الذَّي هُوَ أدْنى بالذي هوَ خَيْر» فمن أراد أن تُضرب عليه الذلة والمسكنة والبوار فليفرح بالحريات الأربع وليذهب ليمارس ذلك في الجنوب إن أهل السودان وشعب السودان لا يستحقون من الإنقاذ أن تعطى رخصة لبنات نيفاشا ليمارسن العُري والتبرُّج والسفور. كل ما أحلته دار الكفر يمارسنه علناً وجهارًا نهارًا في دار الإسلام حيث لا يستطيع محتسب أن يحتسب على واحدة منهن لأن ذلك يخالف اتفاقية الحريات الأربع التي هي في الحقيقة ليست اتفاقيات حريات أربع بل اتفاقية حريات بلا حدود.. حرية السرقة وقطع الطريق والنهب والسلب وحرية العري والتهتك وحرية شرب الخمر وصناعتها وترويجها.. وحرية تكوين العصابات والخطف والاغتصاب وحرية احتقار المندوكورو.. واحتقار القيم.. وحرية الحقد والغل والتآمر والتخابر وتخزين السلاح وحرية اختيار ساعة الصفر.
وليكن في علم الإنقاذ.. أن مقابل كل حرية تمنحها للجنوبيين بغير استحقاق وبغير مقابل فإن الشعب سوف يمارس في مواجهتها ألف حرية وحرية إن هذا الشعب ينطبق عليه قول الشاعر:
إنه.. يغضي حياءً
بل ويغضي حلماً.. وأدباً
ويقضي كرما وسماحة
لكنه أيضاً كما تعلم الإنقاذ.. يغضي من مهابته.. فإذا جاء الجنوبيون إلى السودان بمقتضى الحريات الأربع فليأتوا معهم تحوُّطاً بكل ما يحتاجون إليه من حاجيات الإنسان الضرورية.. ولكنني أطمئنهم أنهم لن يحتاجوا إلى شمس ولا إلى أكسجين.. ولا إلى ماء.. ولا إلى ليل. وليعلم الإخوة هنا وعرّابو التطبيع القهري أن يقابل كل حرية جنوبية هناك ألف حرية مضادة قانونية، والسوداني مسالم لا يبتدئ ولا يعتدي.. ولكنه يرد.. ويرد بالقانون.. وهناك رد بالقانون.. وهناك إضراب بالقانون.. وأهل حضارة الغرب يطلقون عليه Work -to-Rule وعندنا نحن قانون آخر اسمه :«يفتح الله ويستر الله!!».

----------------------

وعبر وقيع الله حمودة شطة وهو من كتاب الانتباهة غاضبا على اتفاق اديس اببا مثله مثل كتاب الصحيفة الاخرين بثورة غضب واتهامات للمؤتمر الوطنى واخوانه فى الحكومة قائلا


مفاوضات الخذلان.. المحاكمة على صفحات التاريخ..وقيع الله حمودة شطة

وقيع الله حمودة شطة

نشر بتاريخ الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00



لا ندري حتى الآن إلى أي طريق.. وإلى أي مستقبل يريد المؤتمر الوطني أن يقود البلاد والعباد إليه.. المؤتمر الوطني غابت لديه إستراتيجية الثوابت الوطنية التي لن يفرط فيها أي نظام حاكم أو أي حزب معارض في ركن من أركان الدنيا.إن حماية الأمن القومي وحفظ السيادة الوطنية من الاختراق والمحافظة على الوحدة الوطنية في إطار مقوماتها المتمثلة في العقيدة واللغة «هوية الشعب» وحماية ثغور الأمة والشعب «الأرض والحدود»، وبسط العدل وبناء نظام هرم العدالة الاجتماعية، وبسط حرية التعبير والتنظيم وإنجاز الدستور الدائم، وسن القوانين المفسرة له، التي تحفظ الحقوق وتحدد الواجبات، هذه وغيرها من أهم سمات النظام الصالح الراشد، الذي ينبغي أن يجد الدعم والسند الجماهيري. لقد ظل الحزب الحاكم يرمي بكل هذه الأولويات الوطنية في سلة مهملاته غير مكترث لمآلات الأمور ومستقبل البلاد الذي صار في كف عفريت.. هذا العفريت هو أمريكا وآلياتها وعملائها.. تارة الإيقاد.. ومرة الإتحاد الإفريقي وآليته رفيعة المستوى التي يقودها الماسوني الصهيوني الوغد ثامبو أمبيكي هذا الرجل العميل الذي يمثل مشروع «C.I.A» الجديد في المنطقة. حكومة المؤتمر الوطني فرطت في أبيي حتى تدولت قضيتها وذهبت إلى لاهاي. والآن المرحلة الثانية مرحلة التخلي عن جزء منها مشروع «تقسيم أبيي» حيث أكد المتحدث باسم المؤتمر الوطني «بدر الدين» أنهم يبحثون في معطيات هذا القرار..


حكومة المؤتمر الوطني لم تنجز مشروع الدستور الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية الذي ظلت تتشدق به منذ مجيء الثورة في 1989م، ولم يرَ الناس أحكام الإسلام تحكم حياتهم إلاّ في جزئيات متناهية في أثرها!! حكومة المؤتمر الوطني أقصت كل القوى السياسية وذهبت إلى نيفاشا وحدها فجاءت باتفاقية تعتبر من أسوأ الاتفاقيات الدولية والإقليمية، سلبت السودان أمنه والسيادة على أرضه، لأن الحركة الشعبية سندتها القوى الشريرة التي تتزعمها أمريكا، أما الطرف الحكومي فقد تجاهل المشورة ومشاركة جميع أبناء السودان في صناعة الحدث التاريخي الأهم. الآن بعد ربع قرن من حكم الإنقاذ «المؤتمر الوطني» ضرب الفقر والمرض والجهل النسيج الاجتماعي في السودان بينما فئة محدودة من سدنة النظام وأولياء نعمته يعيشون في رخاء العيش وهنائه، في صورة تستدعي نظام الطبقات في مجتمع يزعم أنه إسلامي وشعاره التكافل الاجتماعي!! إنها صورة تشوي الضمير الإنساني الحي. الحكومة اعتادت أن ترسل مفاوضين إلى جبهات الحوار والتفاوض دون أن تنتبه إلى قضية إستراتيجية وهي أن الذهاب إلى موائد التفاوض يقتضي بعث رجال من ذوي العزائم والبصائر والإرادات والعقول الذكية والنفوس الأبية والسيرة السليمة من «الخدش»، ذلك لأن الحوار والتفاوض علم ومهارة له فنونه ومناهجه ومرتكزاته وأوقاته. الحركة الشعبية تبعث إلى ميدان حربها الأول «المفاوضات» النسور والكواسر والجوارح، بينما دولتنا تبعث «...»


الحركة الشعبية يذهب مفاوضوها مذاكرين ومدونين الوقائع بينما يذهب من يمثلنا خالي الذهن وبعيداً عن كراسة المعلومات!!، والدليل هم ينجحون ونحن نرسب في المسابقات التفاوضية. سماحة والميل «14» ومناطق أخرى تذهب جنوباً لأن حكومتنا آمنت بنبوة أمبيكي الكذاب، وقرأت «سِفر التكوين» وهجرت القرآن. قال تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»الحكومة ترسل الرجل غير المناسب إلى قناة لا يستطيع أن يثقف عودها.. وزير الدفاع خير له أن يقود فيلقًا لتحرير كاودا.. وكاوناروا.. وهيبان.. وليس محله أن يقود وفداً سياسياً وأمنياً إلى أديس!! والمفاوضون الآخرون الذين يمثلوننا يحتاجون إلى حصة في رفع همة النفس وعلاج الانكسار النفسي.. إنهم بحاجة إلى قراءة ودراسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ المؤمن القوي أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف» وهم بحاجة أيضاً إلى قراءة ملحمة الكاتب العبقري مصطفى لطفي المنف######## «النفس العالية».



إن الفساد الإداري والمالي و... وغياب قيم الشورى وتناقض المواقف وتضارب التصريحات، وعدم التفريق بين حدود الحزب وصلاحيته في علاقته بالدولة، والخلود إلى الأرض والظلم الذي يمارسه كثير من منسوبيه في الخدمة العامة وقانون الأراضي.. كل هذه الزلازل تضرب المؤتمر الوطني من الداخل، وإذا كان هذا هو شأن الحزب الكبير الحاكم وهو عاجز عن علاج علله الداخلية، فكيف يطمح أهل السودان بعد هذا أن يحرس لهم البوابة الخارجية «رعاية مصالح الدولة السودانية»؟! الدولة اليوم فقدت سندًا كثيرًا من العلماء والدعاة لأنها أهملت مشروع الشريعة الإسلامية.. وفقدت سندًا كثيرًا من المجاهدين لأنها طعنت ظهر الشهداء بخنجر مسموم.. وفقدت سندًا كثيرًا من الشباب والطلاب لأنها لا تعترف بشاب أو طالب إلا أن يكون مؤتمراً وطنياً، وما يقوله بله يوسف وغيره عبارة عن ذر رماد في عيون السذج.. وفقدت سند الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل لأن أموال ديوان الزكاة تجاوزت بنود صرفها الأصناف الثمانية التي حددتها سورة التوبة.. وفقدت سند الزُّراع في الجزيرة والرهد والقضارف والمناقل والحامداب لأن السجون صارت مأواهم.. والمياه فارقت جداولهم.. وفقدت سند التجار لأن المحليات تجلد ظهورهم صباح مساء بسياط الجبايات.. وفقدت سند مرتادي المركبات العامة لأن مواقف المواصلات صارت معسكرات إجبارية لهم.. وفقدت سند الموظفين في الدولة والعمال لأن الاستقطاعات تتناسل على عظام أجورهم النخرة وهم مغلوبون على أمرهم «تشرب أو نكسر قرنك»!!


وإن يستمر الحال على هذه المخازي وسقوف الخذلان المثقبة سلط الله الطاغوت على الحكومة لينزعها من أيدي الغافلين ــ وما الظاغوت إلاّ ثامبو أمبيكي وأمريكا والمقاتلين من مفاوضي الحركة الشعبية ودويلة جنوب السودان بالرغم من أنهم على باطل، ومن كان على حق وقصّر في واجبه أتاح لكل طالب باطل أن يستأسد.. فويل للخوّارين من صفحات التاريخ


Post: #69
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-01-2012, 09:35 AM
Parent: #68



الجدوى العلمية للأسلمة والتأصيل الأحد, 17 يونيو 2012 11:58

التحديث الأخير ( الاثنين, 18 يونيو 2012 15:32 ) .
أ.د التيجاني عبد القادر يتحدث لمقدم البرنامج د. الجيلي علي البشير


أجرت قناة الشروق الفضائية وضمن برنامجها الأسبوعي مقاربات، سلسلة لقاءات فكرية مع أ.د التيجاني عبد القادر حامد، أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات، حول الأسلمة والتأصيل، والخطاب السياسي للحركات الإسلامية، وتجربة الحركة الإسلامية السودانية.

واستهل منتج ومقدم البرنامج د. الجيلي علي البشير، الحلقة الأولى من سلسلة حواراته مع المفكر التيجاني بتساؤلات حول المبادئ العامة والمنطلقات الفلسفية للأسلمة والمشتركات بينها والتأصيل, ثم الجدوى العلمية للأسلمة وكسبها ومحصولها الواقعي على الأرض.


سيرة ذاتية
البروفيسور: التيجاني عبد القادر حامد
ولد في منطقة أم دم ولاية شمال كردفان بالسودان العام 1951م
تخرج في جامعة الخرطوم كلية الآداب شعبة الفلسفة بدرجة الشرف
نال الماجستير في الفلسفة من جامعة الخرطوم العام 1984م
نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الخرطوم العام 1989م
متخصص في الفكر السياسي الإسلامي
عمل أستاذاً للفكر السياسي والدراسات الإسلامية في كل من جامعة الخرطوم والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وجامعة العلوم الإسلامية الاجتماعية بالولايات المتحدة.
عمل مديراً لإدارة التأصيل بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالسودان.
كان من أبرز القيادات الطلابية في فترة السبعينيات وكان رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ممثلاً للاتجاه الإسلامي، كما كان عضواً منتخباً في مجلس شورى الحركة الإسلامية لعدد من الدورات.
نشرت له العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات باللغة العربية والانجليزية من أشهرها:
أصول الفكر السياسي في القرآن المكي.
المفهوم القرآني والتنظيم المدني: دراسة في أصول النظام الاجتماعي.
الإسلام ومشكلة الفقر.
الإسلام والزنوجة.
نزاع الإسلاميين في السودان.
التفسير التأويلي وعلم السياسة: (دراسة في المفهوم القرآني والمتغير السياسي).
مقدمة في تأصيل المعرفة
يعمل الآن أستاذاً للفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة

مرحب دكتور التيجاني .. قضايا الأسلمة والتأصيل هي من القضايا التي وجدت حظها من الدراسة لكن دعنا نتساءل ما هو المغزى من دراسات الأسلمة والتأصيل؟!
قضية الأسلمة والتأصيل لابد لها من خلفية ولو مختصرة قبل أن نعود إلى ما ذكرته من النتائج والثمرات, لا شك أن قضية التأصيل والمعرفة هي قضية مربوطة بسؤال النهضة والتخلف, منذ قرنين من الزمان بدأ المراقبون والقادة والسياسيون يحسون بأن أحوال العالم العربي ومجتمعاتنا الإسلامية والعربية ليست على ما يرام وأننا تأخرنا كثيراً عن ما هو مثلنا من الأمم الأخرى خاصة الأمم الغربية, ولذلك ظل السؤال يتردد في جنبات العالم الإسلامي عن ما هي أسباب هذا التخلف وما هي الطرق التي يمكن أن تؤدي بنا إلى النهضة.

أ.د التيجاني: لابد من منظومة معرفية شاملة



لذلك جاءت مسألة إسلامية المعرفة أو سمها مسألة التأصيل في إطار محاولة الإجابة على طرق النهضة الشاملة للأمة الإسلامية والأمة العربية والنقطة الأساسية في هذا الاتجاه هي أن النهضة لا يمكن أن تكون إلا بالمعرفة ثم ترتب على ذلك أن هذه المعرفة لا يمكن أن تكون خليطاً من الأفكار أو قضايا مشتتة لكن لابد أن تكون هناك منظومة معرفية منهجية إذا أردنا أن نبدأ خطوات النهضة فأصبح السؤال كيف يمكن التوصل إلى استخراج أو إلى تكوين منظومة معرفية منهجية.


واحد من أسئلتنا المطروحة كيف يمكن تكوين هذه المنهجية.. لكن حتى يتم تكوين هذه المنهجية بصورة مرتبة ينبغي أن نتعامل مع مصطلح وهنالك إشكالية فيما يتعلق بالمصطح في قضية الأسلمة والتأصيل. من حيث المصطلح ما هو المصطلح الدقيق الذي ينبغي أن يستخدم في هذه المسألة؟.


في تقديري إن بداية الحركة هي محاولة تفكيك المصطلح نفسه, المأزق المعرفي الذي نوجد فيه الآن أننا نوجد "مصبوبين" في مصطلحات علمية ومعرفية لم نصنعها نحن, مصطلحات إما تكون من التراث أو من الحضارة الغربية فأول خطوة في حركة التأصيل والأسلمة هي تفكيك المصطلحات الجاهزة لمحاولة الشروع في عملية التفكير ولذلك إذا سميتها عملية تأصيل يقصد بها هذا، أي أنها تبتدع المفاهيم الأساسية التي تكون بمثابة اللبنات التي تؤسس عليها المنظومة العلمية الجديدة.


مقاطعة: قد يفهم التأصيل العودة للأصل وهذا قد يفهم عند بعض الناس العودة للطرق التقليدية في التعامل مع العلوم كذلك؟
ينبغي هنا أن نفرق ماذا يقصد بالأصل إذا قصدنا بالأصل القرآن الكريم أي الوحي قرآنا وسنة فهذا أمر لابد منه وهو مرتبط ارتباطاً عضوياً بقضية الأسلمة وقضية التأصيل. أما إذا كنت تقصد بالأصول تراث المسلمين في فهمهم لهذه النصوص فهذا ليس هو المقصود فهي ليست عودة فقط للتراث ليست هي تحصن بالتراث إنما هي عودة إلى أصول الوحي ثم من بعد ذلك النظر في التراث نفسه ثم النظر في التراث الغربي ثم النظر في التجربة الإنسانية عموماً.


التناصر بين الوحي والكون هل يمكن أن نسميه المنطلقات الفلسفية والفكرية لمشروع الأسلمة والتأصيل؟!
نحن نؤمن تماماً أن المعرفة لا يمكن أن تقوم على جناح واحد أو على قدم واحدة كأن تقوم على العقل مثلاً من دون الوحي وإنما هذه هي الإضافة الأساسية أن الوحي هو المصدر الأساسي من مصادر المعرفة وكذلك الكون مصدر منه مصادر المعرفة والجمع بين المصدرين ضرورة منهجية وضرورة معرفية.

"
القلب فيه جهاز أو هو نفسه جهاز يصلنا بعالم الغيب فيه قدرة اتصال بعالم الغيب وقدرة اتصال بعالم الشهادة
"
دكتور في كتاباتك عن قضايا التأصيل أشرت إلى أن هناك عناصر للمعرفة من بينها الوحي والتراث الإسلامي والكون لكن هناك إشارة للقلب المسلم فما هو موقع القلب المسلم من بين عناصر المعرفة؟
كثير من الدارسين يتكلمون عن العقل والعقلانية لكن عندما تنظر للقرآن تجد فيه حديث متكرر عن القلب, القلب هو مكان التفكر وهو مكان التذكر وهو مكان الإيمان والوعي الحقيقي والعقل هو وظيفة من وظائف القلب وليس العكس.

الإنسان يعقل بقلبه ويدرك بقلبه, القلب هو مستقر الكليات المعرفية وأيضاً القلب موصول بالروح وموصول بالعالم الغيبي.


أنا أذهب إلى القول كأنما القلب فيه جهاز أو هو نفسه جهاز يصلنا بعالم الغيب فيه قدرة اتصال بعالم الغيب وقدرة اتصال بعالم الشهادة.

يتصل بعالم الشهادة وبالكون وبالوجود من خلال الحواس ومن خلال التكوين المادي العادي ويتصل أيضاً بالعالم الغيبي بخاصية خص بها القلب لذلك نعتقد أن الجمع بينهم ضرورة لا شك في ذلك.


كيفية تمثيل هذه العناصر القرآن والكون والتراث الإنساني والقلب المسلم كيف يمكن أن تمثل لتؤشر إلى مشروع متكامل في قضايا التأصيل؟
نعود للنقطة الأولى وهي المنظومة المعرفية أو المنظومة العلمية المنهجية هي كلمة المنهج هي نقطة أساسية في هذا الأمر والعلم أيضاً, دعنا نعرف التعريف السائد بين علماء المسلمين للعلم هم يبدأون بفكرة الإدراك. إن العلم هو إدراك عن يقين وإدراك مطابق للواقع عن دليل. فالإنسان لا يكفي أنه يكون متصور لأن هناك فرق بين الإدراك والتصور ولا يكفي أن يكون متخيلاً، ينبغي أن يكون مدركاً وأن يكون الإدراك مطابق للواقع عن دليل, هذه فكرة المنهج الذي نتحدث عنه لا يكفي أن نتحدث عن ظنون أو افتراضات وما يترتب على هذا هو إدراك الحقيقة, حقيقة الواقع وحقيقة الوجود إذا أنت لم تتوفر لك هذه المنهجية الدقيقة والأدلة لا تستطيع أن تدرك الواقع كما هو وهذا هو الذي يربط مسألة إسلامية المعرفة بمسألة النهضة لأن أكبر مشكلة تواجهنا وأكبر عقبة في سبل النهضة أننا لا نستطيع قراءة الواقع بصورة صحيحة.

مرات كثيرة قد يكون الإنسان مخدوعاً يتوهم أن هذا هو الواقع أو يفترض افتراضات ليست حقيقة فميزة المنهجية المعرفية التي نتحدث عنها أنها تساعدنا مساعدة دقيقة في معرفة الواقع وقراءته ومعرفة الحقيقة وإذا عرفنا الحقيقة نستطيع أن نركب مشروع للنهضة وأن نفهم الفرق بين الكليات والجزئيات وبالتالي نستطيع صنع برامج ومشاريع ونستطيع أن ننشئ علوماً جديدة وفقاً لهذه المنظومة المعرفية وهذه واحدة من ثمرات المنظومة المعرفية التي نتحدث عنها.


كيف يمكن أن تحدث نهضة علمية عبر مشروع التأصيل في ظل صور ثابتة مثل الصورة اللفظية الشكلية التي تهتم بترصيع الكتب ببعض آيات القرآن الكريم وصورة أخرى صورة اعتذارية خجولة في مقابل النظريات العلمية الحديثة الموجودة كيف يمكن أن نؤسس لمشروع للتأصيل لديه جدوى علمية في ظل مثل هذه الصور الراسخة في الأذهان؟
المدخل في تقديرنا هو مفردات القرآن الكريم ومفاهيم القرآن الكريم, وليس مصطلحات المفكرين أو المتكلمين سواء كانوا في التراث الإسلامي أو الغربي, وليس الافتراضات الجاهزة أو الظنون، فالمفهوم هو البداية ونضرب مثالاً من الواقع العملي فإن الذين يعملون في مجال البناء يعرفون أن اللبنات أو الطوب لها قالب معين، فهذا القالب هو الذي يتحكم في شكل اللبنة ثم تشكل اللبنة في البناء أو الهندسة فالذي يتحكم في صناعة القالب في مجال المعمار يتحكم في الهندسة بصورة كبيرة.

نفس الشيء في المجال الفكري الفكر أيضاً له قوالب فالذي يصنع القالب الفكري هو الذي يتحكم في حركة الفكر نحن نريد أن نبدأ من هذه النقطة نريد أننا نعيد تفكيك القوالب الجاهزة ولن نستطيع أن نعيد تفكيك القوالب الجاهزة هذه إلا بالرجوع إلى المفاهيم القرآنية لأن القرآن يزودنا بمفاهيم ما قبل مرحلة المصطلح إذا نستطيع أن نساءل وننتقد المصطلح ونخرج عليه أو نعدله بمفهوم جديد هذا المفهوم الجديد الذي يفتح لنا مكان لنظرية جديدة أو افتراض جديد وهو ما يقربنا للكون لأن المفهوم القرآني مؤشر إلى الكون ومؤشر إلى النفس وإلى المستقبل وإلى الماضي.

نحن نبدأ بالمفهوم القرآني ونتبع هذه المؤشرات وهي التي تقودنا إلى الكون أو تقودنا إلى الخلفيات العلمية أو تقودنا إلى المآلات العلمية وقد نتبعها بنظريات أو تطبيق إلى غيره ولا نكتفي بالنظرية العلمية أو المقولات العلمية كما هي إنما نسائلها ونعيد ربطها بإحالاتها الأخلاقية وإحالاتها الفلسفية وكذا ولا نكتفي بالمقولات التراثية وإنما نحاكمها بالمفهوم القرآني ونعيد تركيبها بصورة جديدة.


الآن نحن نبحث عن مشروع للنهضة والتأصيل متى تم حالة الانفصال بالمعرفة في التاريخ الإسلامي وكيف تم ولماذا؟
الفصل في المعرفة يرجع إلى التاريخ الأوروبي بعد حدوث المشكلة بين المؤسسة الدينية والعلماء لأسباب معروفة لكن في بدايات الإسلام فكرة التوحيد كانت هي الغالبة فكرة أن الوحي والعقل والتجربة يتضافروا ويتحدوا في الوصول للحقيقة كانت هذه الصفة غالبة من صفات الحضارة الإسلامية لأنها حضارة توحيدية توحد بين أصول المعرفة.

د. الجيلي: كيف يمكن أن تحدث نهضة علمية تأصيلية؟



وبالعودة لسؤالك أصابنا الانفصال من جراء الاحتكاك بالثقافة الغربية سواء كان في أصولها الإغريقية أو في روافدها في مرحلة النهضة وما بعد النهضة لأنه حصل الفصل العلماني بين العلم والوحي أو بين الدين بصورة كاملة ثم بنيت العلوم الطبيعية ثم على إثرها العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية كلها بنيت على منظومة الفصل بين الدين والعلوم فصارت علوم علمانية شاملة.


ونحن في فترة الاستعمار وما بعد الاستعمار انتقل إلينا النموذج الغربي في مجال التعليم وأصبح نموذجاً له جاذبيته وأصبح وله قوته في مقابل النموذج الإسلامي التقليدي الذي توقف العمل به منذ قرون طويلة ولذلك انجذب كثير من المتعلمين لهذا النموذج الآحادي وأهمل النموذج الإسلامي.


تعبير الأسلمة نفسه قد يوحي بفرض نوع معين من النشاط المعرفي دون الآخر؟
كلمة فرض كلمة قوية.. أنت في مجال العلم والمعرفة لا تفرض وإنما تستكشف وتبلور وتقترح وتقدم تفاسير, فإذا قدمت تفسير أو افتراض يفسر الظاهرة الاجتماعية أو الاقتصادية بصورة مجدية أو بصورة معقولة والمجتمع العلمي قبل ذلك, فهذا حسن وإذا قدمت افتراضاً أو تفسيراً لم يقبل إما أن التجربة كذبته أو رفضه المجتمع العلمي فسوف يكون مصيره الإهمال أو النسيان فليس هناك مجال لفرض نظرية فقط بالرداء الإسلامي أعني أنها ليست مثل الآراء السياسية تفرض فرضاً إنما هذا عمل علمي يكذب بالتجربة والنقد ويعضد أيضاً بالتجربة والنقد فإذا قبل يكون إضافة وإذا رفض يرفض مثله مثل كل الافتراضات البائدة.


هل هناك حساسية في التعامل مع مصطلح أسلمة؟ يشير البعض أننا عندما نسمي بعض العلوم علوم إسلامية قد يعني ذلك أن العلوم الأخرى كافرة مثلاً؟
هنالك حساسيات في هذا المسألة الغربيون مثلاً كل عنوان به مسألة إسلام مشكلة بالنسبة إليهم وكثير من العقلاء في البلاد الإسلامية يرون أنه إن كانت هناك مندوحة أن نتفادى مثل هذه المعارك اللفظية فينبغي أن لا نتطلبها. لكن إذا أنت أصلاً تنتمي إلى الإسلام وتبحث في أصول الإسلام والقرآن الكريم فإذا لم استخدم كلمة إسلامية سأستخدم كلمة قرآنية وإذا كانت كلمة إسلامية تثير حساسية بعض الناس فإن كلمة قرآنية ستثير فيها الرعب أيضاً.


في تقديري يجب أن لا نستجيب بصورة مطلقة لمثل هذه الحساسيات لكن العبرة بالجدوى لا بالإسم, أي هل هناك جدوى علمية ومنهجية ؟ هل هناك شيء مفيد في تغيير واقعنا المتخلف الذي نعيش فيه؟ فإذا كانت هناك جدوى فلا مشاحة في الأسماء ولا المصطلحات وإن لم تكن هناك جدوى فليس من الحكمة أن نتدثر بالألفاظ والمصلطلحات أن يكون إدعاء كاذب أن ندعي أن لدينا نظرية إسلامية وفي الحقيقة أنه ليست هناك أي نظرية نأتي بغطاء الدين ونستر به وليس هذا هو المقصود، المقصود أن نقدم مجهود علمي حقيقي ليس أمراً سرياً إنما أمر إنساني ليس عمل حزبي ولا مذهبي إنما هو عمل معرفي مفتوح للمسلمين وغير المسلمين ليس هناك كهنوت ولا غموض ولا مصلحة خاصة في هذه الجوانب.


إذا لم يكن هناك كهنوت ديني يتسلط على رقاب الباحثين, فما هو الذي دفع المسلمين إلي تقطيع المعرفة إلي جذر وعلوم متقطعة؟
العلم طبعاً لا يأتي من فراغ.. العلم يأتي من علماء وفئات متعلمة والفئات المتعلمة تتكون تكوين علمي في محضن اجتماعي أو محضن سياسي فالعلم لا يكون منفصلاً من حركة الحياة الاجتماعية فعندما تنظر لتاريخ المسلمين السياسي والاجتماعي والاقتصادي تجد أنهم مروا بفترات جذر وتمدد وصراعات مذهبية في الداخل والخارج، هذه الصراعات السياسية والاجتماعية تؤثر علي المؤسسة التعليمية وعلي مناهج التعليم وتؤثر علي تكوين النخب المتعلمة.

ففي مرحلة من المراحل تجد اهتماماً شديداً بالعقل والعقلانية كما ظهر في الفترة العباسية تحت قيادة المعتزلة. فترة أخرى تجد هيمنة شديدة للنص ورفض متطرف للمذهبية العقلانية بهذه الصورة فيأتي التقطيع مثل التقطيع السياسي الذي أصابنا بتقطيع ومذهبية في المعرفة، فبعض الناس أصبحوا ينظرون بارتياب إلى مسألة العقل والعقلانيين وبعضهم من الجانب الآخر ينظر بارتياب إلى النصوص والنصوصيين فتقطعت فئات المتعلمين والعلماء وتناحرت وبالتالي فقدوا الوحدة وأصبح كل أصحاب فن يتعصبون لفنهم وفقدنا الوحدة العلمية والمنهجية كما فقدنا الوحدة السياسية.


البعض يشير إلى أن الموقف من الأسلمة يتأرجح إما بين الموقف التقليدي أو الموقف التغريبي الذي يشير للوقوع في أحضان الغرب تماماً أو الموقف النقدي التجديدي فما بين التقليد والتغريب والنقد أين يقع مشروع الأسلمة؟
مشروع الأسلمة في تقديرنا هو مشروع التوحيد ليس التقليد وليس التغريب وليس ما بين بين.

"
مشروع الأسلمة في تقديرنا هو مشروع التوحيد ليس التقليد وليس التغريب وليس ما بين بين
"
هو مشروع توحيدي يوحد مصادر المعرفة ويجمع شعاب المعرفة في نسق علمي منطقي منهجي حتى تصل إلى أهدافها.

وطبعاً عملية التوحيد هذه يرجى لها من الناحية العملية أن توحد بين النخبتين اللتين أشرت إليهما من العلماء والمفكرين.

نحن نعتقد أن هناك نخبة خيرة لكنها انقطعت في دراسة التراث لغة وتاريخاً وأدبرت عن كل ما هو غربي أو علماني وكذلك من الناحية الأخرى هنالك نخبة أخرى تكونت علمياً في التراث الغربي العلماني وأصبحت تتخندق فيه وتدافع عنه وتضع أطروحاتها وافتراضاتها العلمية كلها في إطار النموذج الغربي العلماني.


فالذي نريده في عملية الأسلمة والتأصيل أن نجمع بين هاتين النخبتين، نأخذ النخبة التي تعمل في الإطار العلماني ونقربها ونجذبها إلى المفاهيم القرآنية ونكشف لها أن هذا مصدر من مصادر المعرفة يغذي ما لديكم من معارف ويطورها ويقويها.


ثم من الناحية الأخرى أن نأخذ النخبة التراثية هذه ونقربها ما أمكن من العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تكونت في الإطار العلماني لعلنا نقنعهم أن هذه العلوم رغم ما فيها من خلفيات علمانية إلا أنها مصدر من مصادر معرفة الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ومعرفة تحليل النصوص ما لا يمكن الاستغناء عنه أو إسقاطه تماماً.

فإذا استطعنا أن نفعل هذا نستطيع أن نوحد بين فصيلين علميين مهمين في المجتمع ونكون قوينا فكرة توحيد المعرفة التي نتحدث عنها وليس هذا ببعيد.


هل هو أمر سهل خصوصاً أن هناك صراع بين المعسكر التقليدي ومعسكر الحداثة والتطور؟
بالنسبة لأصحاب النموذج الغربي والحداثي كنا نظن ونتوهم أن الالتقاء معهم صعب جداً نسبة للصورة السالبة عنهم لدينا, وهم أيضاً لديهم صورة سالبة عن كل ما هو ديني.

لكن من تجربة علمي لدي بعض الاتصالات والنقاشات مع بعض هؤلاء فإذا شعروا أنك لست مجرد آيديلوجي تريد فرض أيديلوجية أو لست غوغائياً فقط تهتف بالشعارات لكنك علمي واستدلالي يمكن أن يستمعوا إليك لذلك كنت أشير إليهم أن كثير من المفاهيم التي يتحدثون عنها توجد لها أصول في القرآن الكريم مثلاً نظرية العقد الاجتماعي لجون لوك، فأنا أرجع إلى القرآن وأقول نظرية التعاقد هذه اكتشفت في التراث الإسلامي وبنيت عليها مقولات لقرون قبل جون لوك لماذا نصر أن هذا المفهوم

حديث وماذا يضير الباحث في العلوم الاجتماعية أن يوسع مجال النظر وأن يوسع مصادر المعرفة وأن يضيف بعداً معرفياً جديداً هل هذا خصم على المعرفة أم إضافة لها؟
إذن إذا قدمت قضية إسلامية المعرفة بهذا المجال فسوف تقرب المسافات بين النموذج الغربي والنموذج العلمي، نحن لا نريد أن نفتعل معركة في غير معترك ولكن نريد أن نبتدئ حواراً وحركة علمية حقيقية ونحاول أن نستكشف هذه المواقع في الجانب الآخر أيضاً النخبة التراثية لابد أن تعدل في موقفها لأننا لا نلبس التراث كما هو لأن التراث أنتج في فترات تاريخية معينة لظروف اجتماعية وسياسية معينة فهو يطرأ عليه ما يطرأ على كل فعل بشري، وبالتالي فلابد أن يوضع في محك النقد والتحليل بأصول النقد العلمي نفسه المنطلق من المفاهيم القرآنية وبالتالي نوسع رحاب المعرفة ليست فقط للمسلمين ولكن مجالها إنساني عام.


هذه القضية قد تكون ميسورة وسهلة للذين لهم باع طويل فيما يتعلق بمجال البحث والمقاربات ولكن بالنسبة لباحث مسلم في بداية حياته العلمية يدرس التراث الغربي في كل العلوم وبالمقابل يعتقد في الدين الإسلامي وتربى التربية الإسلامية فيحدث فيه هذا الانفصام. كيف يعالج الباحث المسلم هذا التعارض الذي يمكن أن يواجهه؟
في تقديري لو تعمق الباحث المسلم في التراث الغربي سوف ينجو، لكن المشكلة أن الناس لا يتعمقون في دراسة التراث الغربي فنحن أحياناً نأخذ شكليات الفكر الغربي.

"
الفكر الغربي لديه قابلية وقدرة على انتقاد نفسه لأن حركة النقد العلمي في الغرب حركة متقدة
"
لأن الفكر الغربي لديه قابلية وقدرة على انتقاد نفسه لأن حركة النقد العلمي في الغرب حركة متقدة فلم يظهر مذهب في الغرب إلا ظهر نقيضه.

والغرب لم يصل المرحلة العلمية الحالية إلا عن طريق النقد لتراثه والتجاوز حتى في المجال العلمي المحض مثل نظريات الفيزياء نيوتن ومن سبقه ومن لحقه.

لولا هذه النزعة النقدية الحقيقية لم تحصل قفزات في العلم وكذلك في مجال الاجتماعيات والإنسانيات فهنالك مدارس نقدية قوية هي التي ساعدت في هذا التطور.

فإن الباحث المسلم إذا تعرض فعلاً لتراث الغرب بهذه الصورة وفهم مراميه وفهم مدارسه النقدية فإنه يعود مطمئناً إلى أن لدينا ما نساهم به مثلنا مثل الآخرين فليس كل ما في تراثنا سيئ وليس كل ما في تراث الغرب جيد وإنما في تراثهم السيئ والجيد وفي تراثنا أيضاً السيء والجيد فتتوحد المعارف الإنسانية بهذه الصورة.


الدكتور إسماعيل راجي الفاروقي يرى أن مطلوبات الأسلمة والتأصيل تقتضي أن يكون الباحث فيها على دراية وعلم تام بالتراث وأن يكون على دراية بمنتوج الغرب الحديث ثم يكون على درجة من القدرة في المزاوجة بين الإثنين ثم الخروج بمآلات لها علاقة بالتجربة الإسلامية.. هل هذا متاح؟ هل في مقدور الباحث العادي أن يعتكف على معرفة جيدة في التراث ثم إلمام بالنظريات الحديثة في الغرب ثم في قدرة في المزاوجة بين الإثنين؟
الباحث العادي الفرد لا يستطيع أن يفعل ذلك ولكن القضية ليست قضية باحث فرد مستند إلى حائط لكنها قضية أمة بأكملها. أمة لديها رغبة في النهضة وفي التقدم إذا وجدت هذه الرغبة وهذه الإرادة، وفي هذه الأمة يمكن أن يوجد هذا الباحث لأن الباحث يحتاج إلى سند وحاضنة اجتماعية وحاضنة ثقافية فكرية حتى يستطيع أن يقوم بعملية البحث.


ولكن هذا فيما يتعلق بالباحث العادي لكن هناك باحثون غير عاديين يستطيعون أن يفعلوا الأفعايل في هذه العملية وهم كثر ولم تتوقف الأمة الإسلامية عن أمثال هؤلاء وكمثال خذ الفاروقي نفسه لم يكن مسنوداً بمؤسسة وخرج من مجتمع وكان فرداً واستطاع أن يخرج بمثل هذه الدعوة الكبيرة وأمثاله موجودون في باكستان وأندونيسيا وفي بقاع كثيرة من العالم لكن ينقصهم التناصر والتوحد وينقصهم التلاقي فنحتاج إلى تكوين شبكات أو منظومات أو مجموعات من الباحثين المسلمين وأظن أن واحدة من ثمرات مجهودات الفاروقي هو المعهد العالمي وكان مقصود به تجميع هذه الخلايا البحثية والذهاب بها إلي غاياتها.


البعض يعتقد أن الاهتمام بتعريب العلوم جزء من قضايا التأصيل حتى إن بعض الجامعات اتجهت إلى التعريب كلية فهل قضايا التعريب بهذا الشكل تخدم فكرة التأصيل والأسلمة؟
اللغة العربية لا شك رافد ومصدر أساسي لفهم الوحي لأن الوحي أنزل بلسان عربي فالذي ينقطع عن اللغة العربية ينقطع عن الوحي نسبياً. لا أقول إنه لا يستطيع أن يفهم الوحي إلا باللغة العربية لكن من تمكن في اللغة العربية يمهد الطريق لفهم المصدر الأساسي من مصادر المعرفة، فعملية التعريب ليست فقط عملية مهنية ولا ميكانيكية وإنما هي عملية معرفية وحضارية وتسهم في مثل هذا المشروع.


ونحن في حديثنا عن إسلامية المعرفة والتأصيل نذهب لخطوة أبعد قليلاً نريد أن نقول إن القرآن الكريم نفسه له لغته الخاصة حتى الذين يحذقون اللغة العربية ليس بالضرورة أنهم يفهمون المفردة القرآنية. القرآن له قاموس خاص ومفردات خاصة لكن اللغة العربية تشير وتوصلنا إلى هذا.


صحيح أن اللغة العربية مهمة لأنها توصلنا إلى هذا المنبع الهام وإذا عرفنا أسرار اللغة العربية نستطيع أن نكتشف مفاتيح القرآن الكريم وذلك يعيننا في إيجاد المنظومة المعرفية التي نتحدث عنها.


لكن هناك حديث عن أن بعض العلوم التطبيقية والعلوم الحديثة بعض مصطلحاتها لا توجد لها مقابلات في اللغة العربية وإذا لجأنا إلى التعريب بهذا المعنى قد نقطع الطلاب أو الباحثين عن الثورة العالمية والتواصل والتقاء العلوم في نقاط مشتركة؟
التعريب لا يقصد به قطع الدارس في اللغة العربية. التعريب هو حذق اللغة العربية بالإضافة لحذق لغات أجنبية أخرى.

نحن لا نستطيع أن نستغني عن اللغات الأوروبية وغيرها من لغات العلم ولا ننكر أن لغة العلم الآن أصبحت هي ليست اللغة العربية ولكن نريد أن نقوي اللغة العربية إلى جانب اكتساب اللغات الأجنبية بقوة تكون مساوية لمعرفتنا باللغة العربية. لكن للأسف انقطعت الوسائل في مسألة التعريب فضعفت اللغة العربية وضعفت اللغات الأجنبية فلا أحسنت اللغة العربية ولم تحسن اللغات الأجنبية.

هناك دول كثيرة الآن تدرس أكثر من ثلاث لغات إذا ذهبت مثلاً إلى اليابان يطالبونك بدراسة لغتين أجنبيتين بالإضافة إلى لغتك الأم فأصبحت فكرة الانقطاع إلى لغة واحدة غير مقبولة. فأنا لا أعتقد أن فكرة التعريب يقصد بها الانقطاع عن اللغات الأخرى ولا ينبغي أن يكون هذا طبعاً إذا تحدثنا فقط عن الجانب المهني أما إذا تحدثنا عن الأعماق الحضارية والمعرفية الأخرى فألزم ما يلزمنا أن نلم بلغات العالم الأخرى إذا أمكن ذلك وليس ذلك بالمستحيل.


لك جهود في مشروع النهضة. وآخرون لهم إسهاماتهم في هذا المشروع هنالك حديث عن أن هذه المساهمات مساهمات فردية في أغلبية وهي لا تعدو أن تكون غيرة على الدين لأنه يعوزها المنهج الواضح الملامح, المتكامل الذي يمكن أن يقدم كنظرية متكاملة في مقابل النظريات الغربية التي تحكمها معايير علمية ومنهجية صارمة؟
نحن نفرق بين المنهج وبين النظرية. فالمنهج هو الخطوات العلمية الدقيقة التي تتبع للإيصال إلي جزء أو جانب من الحقيقة ولا ندعي أن المنهج الآن جاهز ولكنا نضع المعالم ونشير إلى الثمرات التي يمكن أن ترتب عليه ونحاول أن نجذب الباحثين ونقنعهم أن يشتركوا معنا في إنتاج واستكشاف هذا المنهج.

أ.د التيجاني: لابد أن نفرق بين المنهج وبين النظرية


استخدام المنهج هو الذي يقود إلى نقد التراث العلمي القديم ويقود إلى إثبات بعض الجوانب الضعيفة فيه وربما إلى بناء منظومة معرفية جديدة أو نظرية علمية جديدة وطبعاً هذه نواتج تحتاج إلى عمل ومجهود.

نعم هي مجهودات فردية في كثير من الأحيان لكنها ليست شعارات ولكنه عمل علمي قد يكون متواضعاً بعض الشيء لكنه عمل علمي يعرف ماذا يفعل.


في ظل المجهودات الفردية ظهرت تجربة المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن كيف تنظر إلى هذه التجربة في ظل تجربة للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة الأميركية وسط الفكر الغربي ما هي مساهمات هذه التجربة وكيف تنظر لها؟
التجربة جيدة في عمومها مثلها مثل كل التجارب البشرية ومما يحمد لها أنها استطاعت أن تستمر إلى فترة طويلة رغم كل الظروف المناوئة والظروف المضادة لها, نحن كثير من المشاريع عندنا في العالم الإسلامي لا يتجاوز عمرها سبع أو تسع سنوات فهي استطاعت بمناورات أن تصمد إلى فترة طويلة، ثانية هي حافظت على المشروع الذي بدأته في جوانبه المختلفة وحاولت بقدر الإمكان تقديم مساهمات علمية عملية.

وانحصر تقريباً عملها في الفترة الأخيرة في مسألة نشر الكتب العلمية والبحوث وإقامة المؤتمرات أي تحولت من مرحلة التبشير والدعاية للفكرة إلى مرحلة الإنجاز العملي وحاولت أنها تكون وتشكل مجموعات وفرق بحثية في أماكن مختلفة من العالم وترعى مثل هذا النشاط الذي هو الحاضنة التي نتحدث عنها.

حاولت أن تقوم بدور الحاضنة لتفريخ هذه المجهودات وتجميعها بقدر الإمكان فأصبحت هناك شبكة من العناصر الفعالة في المجالات العلمية المختلفة في كثير من الجامعات إذا ذهبت إلى آسيا أو أوروبا أو الولايات المتحدة تجد أنه فعلاً هناك عناصر مجتهدة ونشيطة تقوم ببعض المجهودات في العمل بتنسيق مع شبكة المعهد العالمي الإسلامي فأنا أعتقد أنها حققت نجاحاً مقدراً في هذا الأمر.


اغتيال الدكتور إسماعيل الفاروقي هل كان وراءه خطورة هذه التجربة في نقل الفكر الإسلامي في معقل الفكر الغربي؟
أنا لست متأكداً من حيثيات مقتل الشهيد الفاروقي لكن الذي ينظر في كتاباته وينظرفي الديناميكية والحيوية التي أعطاها لهذا المشروع وينظر في رؤيته الاستراتيجية التي صاحبت هذا المشروع لا يستبعد أن يكون قتل بسببه وهو شخص كرس حياته تماماً لهذا المشروع. والفاروقي كان فعالاً فهو لم يكن فقط مفكراً وإنما مفكر يصل الفكر بالعمل وكان منظماً وكان منظراً وقد أصيب مشروع الأسلمة في مقتل بمقتل الفاروقي رحمه الله ونسأل الله أن يجعل أعماله في ميزان حسناته.


للمقاربة فقط نحن الآن نتحدث عن أسلمة وتأصيل تستند على الوعي والكون ولكن هل منجزات الغرب التي تمت الآن وفقاً لهذه النهضة العلمية والمعرفية استندت على مشروع له علاقة بالدين؟
ليس شرطاً للإنسان حتى يكتشف الكون أن يستند على الدين, ومن رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن أتاح للناس الفرصة أن يعيشوا ويشعروا بشيء من السعادة على ما فيهم من كفر.

"
الاستناد على الدين ليس شرطاً للإنسان حتى يكتشف الكون, ومن رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن أتاح للناس الفرصة أن يعيشوا ويشعروا بشيء من السعادة على ما فيهم من كفر
"
ولكن لنتحدث بصورة موضوعية، الغربيون نفسهم رغم الكشوفات التي توصلوا إليها بمنهجهم هذا بدأوا يلاحظوا أن المنهج معاب وأن هنالك خلل في المنهج وهناك نقص في مصادر المعرفة.

وفي بعض المناهج الغربية نفسها وصلت لمرحلة العقم أي توقفت فحاولوا تطعيم المنهج بالنظر إلى حقول معرفية أخرى مثلاً الباحث في علم الاجتماع يكتشف أن علم الاجتماع نضب ليس هناك قضايا أخرى فيحاول أن يطعمه بالنظر في علم الآثار أو الفيزياء أي يقوم بعملية استلاف بالبحث عن مفاهيم جديدة حتى يطور منظومة علمية جديدة.

فنحن نقول له إذاً لماذا لا تجرب في مصدر آخر، لم تجربه في مصدر منظومة أخرى من المفاهيم الذي هو الوحي فقد يكون هذا هو العنصر المفقود في المنظومة، فإذا اعتراضنا على الغرب ليس أنه لا يمكن أن يصل لاكتشافات لكن اعتراضنا أن الإحالات الفلسفية والأخلاقية والغيبية مفقودة في هذا المنهج، فلو أضيفت لاكتملت المنظومة بصورة أحسن ونتوصل لاكتشافات أعمق مما توصل إليه فهذا رفد وليس رفض.


تجربة الأسلمة والتأصيل في السودان وأنت كنت مديراً لإدارة التأصيل المعرفي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهناك كانت مستشارية التأصيل في رئاسة الجمهورية، فكيف تنظر لتجربة الأسلمة والتأصيل في السودان فهل المشروع توقف بعد أن توقفت إدارة التأصيل في وزارة التعليم العالي والمستشارية؟
لا أدري فأنا كنت في إدارة التأصيل وكانت الإدارة صغيرة وفترتي كانت قصيرة والعمليات التي بدأنا بها كانت عمليات افتتاحية وتبشيرية بالمشروع، ثم من بعد ذلك خرجت عن إدارة التأصيل وخرجت عن السودان وانقطعت عن كل المجهودات التي كانت فلا أدري ماذا فعلت من بعدي إدارة التأصيل بكل أسف ولا يوجد اتصال بينا وبينهم طيلة الفترة الماضية فلا علم لي بهذه المجالات.


من خلال متابعتك لما يكتب عن الأسلمة والتأصيل في عدد من الدوريات والبحوث هل تشعر أن هنالك تقارب إلى حد ما لبروز هذا المشروع بشكل واقعي على الأرض كتجربة ماثلة يمكن الاستفادة منها قريباً في ظل عقم بعض العلوم الغربية من أن تخلق حالة من الانتفاح الجديد فيما يتعلق باكتشافات أخرى أو مناهج جديدة لطرح المعرفة بأوجه أخرى؟
لو أجبت بنعم لما كنت صادقاً معك أنا لا أستطيع أن أقول إنه فعلاً توفرت أدبيات علمية كافية نتيجة لهذا العمل فأنا لست راضياً ولكن هذا لا يمنع من القول إن هناك بعض المجهودات رائدة في بعض مجالات هذا العمل يمكن أن يبنى عليها ويمكن أن تطور


الحركة الإسلامية السودانية وتجربة الإنقاذ الاثنين, 25 يونيو 2012 12:34 التحديث الأخير ( الخميس, 28 يونيو 2012 13:51 ) .
أ.د التيجاني عبد القادر: المشروع الإسلامي السوداني يحتاج إلى إعادة صياغة
أجرت قناة "الشروق" الفضائية وضمن برنامجها الأسبوعي "مقاربات"، سلسلة لقاءات فكرية مع أ.د التيجاني عبدالقادر حامد، أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات، حول الأسلمة والتأصيل، والخطاب السياسي للحركات الإسلامية، وتجربة الحركة الإسلامية السودانية.

ويبتدر د. الجيلي علي البشير منتج ومقدّم البرنامج تقدمته للحلقة الرابعة قائلاً:
"أُتيح للحركة الإسلامية السودانية فرصة لم تُتح لغيرها من الحركات الإسلامية، فقد وصلت إلى سدة الحكم عبر حكومة الإنقاذ الوطني في يونيو 1989م... فهل نجحت الحركة الإسلامية بعدما وصلت إلى السلطان في تمثيل أيديولوجية الإسلام في السياسة والإدارة والاجتماع والاقتصاد؟


وهل استطاعت الحركة الإسلامية أن تُنزل شعاراتها الفكرية إلى برنامج عمل يومي، وهل قدمت فرصاً متساوية لمنطق العدل والمواطنة في الخدمات بعيداً عن أمراض خصومها؟


في هذا الجزء من مراجعة مشروع الحركة الإسلامية السودانية، نقف مع البروفيسور التيجاني عبدالقادر حامد على التطبيق والممارسة من خلال مشروع حكومة الإنقاذ الوطني".


هل كانت الحركة الإسلامية السودانية مهيأة لتجربة الحكم؟
كانت مهيأة نسبياً ولم تكن مهيأة بصورة كاملة، وأعتقد أن جزءاً من برنامجها على المستوى النظري لم يكتمل ولم ينضج، وجزءاً من الأطر البشرية والفنية لم تكن مكتملة بصورة كاملة.

ولكن هكذا تكون الأوضاع السياسية عموماً لا تتاح دائماً الفرصة لأي فريق أن يكتمل في أدواته ويكتمل في كل أطره ثم يستولي على السلطة.


المبررات التي ساقتها الحركة الإسلامية للقفز على السلطة عبر انقلاب هل يمكن أن تصمد بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر؟
لنكون دقيقين، هذه المبررات ساقتها قيادة الحركة الإسلامية التي كانت تشرف على هذه العمليات.

لأن قواعد الحركة الإسلامية لم يكن لها رأي في هذه المسألة وطبعاً بعض المبررات سقط الآن بدليل أن الذين كانوا يشرفون على العملية نفسها اعترفوا أن القرار نفسه كان خاطئاً وتابوا واستغفروا عن ذلك، فما أظن أن هناك دلالةً أبلغ من هذا.


ولكن بالنسبة للدارسين يستطيعون أن يتأملوا الظروف والخلفيات التي قامت فيها حركة الإنقاذ من ظروف داخلية وسياسية وعسكرية من الممكن أن يقال إن القيادة كانت في ظرف قدرت فيه تقدير سياسي معين.

ورجحت أن هذا هو الخيار الأنسب للسودان أو الخيار الأنسب للحركة الإسلامية واُتخذ القرار وفقاً لهذه المعطيات؛ طبعاً التجربة قد تكذب أو تصدق هذه الافتراضات.


في كتباتك أشرت إلى أن هناك تصورين مختلفين لمشروع الإنقاذ، لم يتم التعبير عنهما بصورة واضحة ولم تتح الفرصة للنقاش حولهما بصورة مستفيضة... نقف على هذين التصورين؟
أنا أظن -والله أعلم بالصواب- أن الأمين العام ومجموعة قليلة معه في القيادة كان عندهم تصور للانقلاب ولديهم تصور لما بعده.

العيب في الرؤية وليس الخطاب فحسب


لكن الجانب الآخر في المعادلة خاصة العناصر العسكرية التي شاركت في التنفيذ لم تكن لها تصورات مكتملة للعملية وما بعد العملية، لكن اكتملت تصوراتها وبدأت تتحسس وتكتشف مآلات هذا الحدث فيما بعد، وذلك هو الذي أدى إلى التوتر بين الفريقين.


الإنقاذ بدأت بخطاب مصادم مع القوى الأجنبية ومع القوى الداخلية والمعارضة داخل السودان، هذه المصادمة تنمُّ عن قلة خبرة بالعمل السياسي ومتغيِّرات السياسة العالمية أم أنه كان ضرورياً لإشعار الآخرين أن هذه الدولة لديها خطاب محدد تطرحه بهذه الصورة؟
الخطاب متصل بالرؤية وبالفكرة الأساسية، فإذا كان هناك عيب في الخطاب يمكن أن يرجع لعيب في الرؤية الابتدائية أصلاً، وأنا أظن أن الأمر كذلك.

"
الحدة في خطاب الإنقاذ أول الأمر، سببه حدوث خلط شديد جداً بين العدو الاستراتيجي في تصنيف الإنقاذ للقوى السياسية والأعداء الثانويين
"
الرؤية نفسها بها خلل، بمعنى أن الرؤية مهمتها أن تساعدنا في تحديد التناقضات الأساسية في المجتمع وتحديد الخصم الأساسي أو الخصم الثانوي حتى يستطيع السياسي أو التنفيذي أن يوجه خطاباً لكل فئة بالصورة التي تناسبها.

وأنا أعتقد أن واحدة من أسباب هذه الحدة في خطاب الإنقاذ أول الأمر، أنه حصل خلط شديد جداً بين العدو الاستراتيجي في تصنيف الإنقاذ للقوى السياسية والأعداء الثانويين.

العدو الاستراتيجي والنقيض الأساسي كان هو الحركة الشعبية المتمردة التي كانت تستولي على أجزاء من البلاد، فوضعها في هذه الحالة وضع منطقي وطبيعي.

لكن الفئات السياسية الأخرى ما كان ينبغي أن توضع في خانة العدو الاستراتيجي مثلها مثل الحركة الشعبية، وما كان ينبغي أن يوجه لها خطاب، هي خصم ولكن خصم ثانوي والخصومات الثانوية يمكن أن تسوى بخطاب أقل حدة.


وأنا افتكر، أن حدة الخطاب وقطعيته نتجت عن هذا الخلط، بمعنى أنه اعتبر الخصم الثانوي والعدو الاستراتيجي كلهم في سلة واحدة ووجه عليهم مدفعية واحدة، طبعاً هذه ترتبت عليها خسائر كبيرة.


هذا ما يتعلَّق بالخطاب الداخلي... ماذا عن الخطاب الخارجي؟
الحدة في الخطاب الخارجي أيضاً نتيجة لنفس الرؤية لأنها اعتبرت الخارج في خانة واحدة وكله يصب في صالح العدو الاستراتيجي بالتالي ألحق بالعدو الاستراتيجي فلم يميِّز بين قوى كان يمكن أن تكون أقل عدائية لو حيِّدت.

فالنظر للعالم بهذه الصورة لا ينمُّ عن رؤية فكرية ناضجة وإنما يدل على تعجُّل سياسي، وهذا التعجُّل هو الذي يقود إلى التعثرات في تقييم الآخرين والحكم عليهم وإطلاق الشعارات بصورة حادة.

وطبعاً هذا سرعان ما ينقلب إلى ضد لأنه بعد قليل تجبرك السياسة أن تتعامل وتعيد التصنيف للثانوي وتدخل في تناقضات سياسية لا أول لها ولا آخر.


الإجراءات التي أُتخذت في بداية الإنقاذ وسميت بإجراءات التمكين مثل الإحالة للصالح العام والتضييق على الخصوم وإقصاء الآخرين يبدو أنها لم تثر جدلاً أخلاقياً داخل أجهزة الحركة الإسلامية لأنه لم تظهر في ذلك الوقت اعتراضات بارزة عليها من قبل المكاتب المختلفة ومن قبل الأعضاء النافذين؟
كثير من هذه الممارسات لم تكن معروفة لعضوية الحركة الإسلامية وكثير من هذه الممارسات كانت تقوم بها أجهزة أمنية خاصة لا يستطيع المرء أن يطلع على أنشطتها لكن لا يخفى على أحد أن أول ما تكشفت هذه أثارت كثيراً من التساؤلات وكثيراً من الاعتراضات على مستويات متعددة.

لكن الظرف أيضاً كان ظرف تعبئة عامة فكثير من الناس ما كان يأبه لمثل هذه الأمور إذا نسبها للهدف العام، وهذا كان خطأ لا شك فيه.

كان ينبغي أن تكون هناك وقفة أشد قوةً في مثل هذه المخالفات، وفي وقتها لأنه لو وقفت عضوية الحركة وعناصرها المتنفذة والعالمة بهذه الأمور وقفة قوية لسدت الباب منذ البداية.


انفتاح السودان في ذلك الوقت عبر مشروع الإنقاذ على الحركات الإسلامية الأخرى وايواؤه لعدد كبير من الإسلاميين وتأسيس المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي داخل السودان، كل هذه خطوات البعض كان تقرأها في اتجاه الحركة نحو بسط مشروع إسلامي عالمي، ثم بعد ذلك تم التراجع عن جملة هذه الإجراءات... فهل التراجع كان ثمرة قراءة متأنية لأخطاء سياسية تمت في ذلك الوقت؟
الانفتاح متفق عليه أن الحركة الإسلامية السودانية قبل الدولة وبعد الدولة كانت تحاول أن تنفتح ما أمكن على الحركة الإسلامية والحركات التحررية حتى في العالم العربي والمحيط الأفريقي باعتبار أن هذا حزام طبيعي تستطيع أن تتناصر وتتقوى به.

الحركة الإسلامية، لماذا كان الانفتاح ثم التراتجع؟


لكن التنفيذ لهذه الأمور والتوقيت أيضاً ربما لم يكن موفقاً بالصورة المناسبة.

ولا تنس أيضاً أن الأجواء الدولية المعادية للسودان عموماً وللحركة الإسلامية ما كانت تسمح بمثل هذا النوع من التلاقي.

إضافة إلى ذلك في داخل الحركة الإسلامية كان هناك تنافر أيضاً بين الداعين للانفتاح على الحركات التحررية والتناصر بها وبين فريق آخر كان لا يرى أن هناك داعياً وأن المسألة ضررها أكثر من نفعها وتجلب من الغضب الإقليمي والدولي أكثر مما تقوي الحركة، فكان هناك تنافر واختلاف في هذه المسألة أدى إلى إحباط الفكرة.


جوبهت الإنقاذ في بداياتها بكم كثير من الأزمات؛ حصار اقتصادي، حرب أهلية، تضييق عالمي إلى حدٍّ ما، استطاعات الإنقاذ تجاوز هذه الأزمات... هل هذا دلالة على أنها كانت تنطوي على مشروع سياسي محدد تجاوزت به الأزمات أم أنها هي البركة كما يقول البعض؟
الفكرة الأساسية من الاستيلاء على الدولة كانت هي أن تتاح لك فرصة لتتصل بالشعب وتحرك في الشعب قوة حقيقية تفسح لها المجال وتتناصر بها.

فكانت الفكرة أن لا نتكئ -مثلاً- في الدفاع فقط بالدفاع النظامي أو القوة العسكرية النظامية، إنما يوسع مفهوم الدفاع ليتاح للشعب الفرصة للدفاع عن أرضه وكذلك في الاقتصاد والثقافة.

الفكرة هي أن الدولة تكون أداة لتقوية المجتمع الهدف كان هو خلق وإيجاد أطر اجتماعية قوية وفاعلة تستند عليها الدولة، لأن الدولة أصلاً في السودان بطبيعتها ضعيفة لأسباب موضوعية.

لذلك كان الهدف أن نعوِّض ضعف الدولة بتقوية المجتمع ليكون سنداً إذا أتت هجمة خارجية أو ضائقة اقتصادية.

فإذا كان لديك قاعدة اجتماعية قوية يمكنك أن تمتص ذلك، وأظن أن الإنقاذ في سنواتها الأولى نجحت في تحريك قطاعات كبيرة من الشعب وتجد تأييداً في قطاعات كبيرة وكان الأمل كبيراً في الإنقاذ أنها تستطيع تعبر بالسودان من حالة التخلف والفقر إلى حالة أخرى.

طبعاً هناك عوامل كثيرة لم تدع هذا المشروع أن يستمر.


في البدايات التعبئة الجهادية والدفع بالشباب والطلاب وقيادات الحركة إلى مناطق العمليات، في ذلك الوقت أدخلت ثقافة جديدة وسط كوادر الحركة الإسلامية... كيف تنظر إلى ثقافة التجييش هذه داخل مؤسسات الحركة وهل كانت لصالح الحركة أم ولَّدت إشكاليات أخرى؟
في تقديري أن مسألة الدفاع الشعبي وما يتصل به المفهوم الأساسي لم يكن فقط الناحية العسكرية.

"
الظروف الضاغطة على السودان حولت فكرة الدفاع الشعبي إلى دفاع عسكري، وهذه مشكلة ولدت مشكلات كثيرة داخل التنظيم
"
كان المقصود هو أن يشارك الشباب في مجهودات الدفاع بإمكانات ثقافية وإمكانات معرفية يعطي الدفاع الشعبي الوطني أبعاداً حضارية وثقافية كاملة.

لكن -وبكل أسف- وللظروف الضاغطة على السودان تحولت فكرة الدفاع الشعبي إلى دفاع عسكري، وهذه مشكلة ولدت مشكلات كثيرة داخل التنظيم.

فأصبح عناصر كثيرة في التنظيم فيها النزعة لحسم الأمور عن طريق القوة وعن طريق الفعل النظامي المباشر إلى آخره وقلت مساحات الحوار والتسامح مع الآخرين فتمت عسكرة التنظيم في تقديري بطريقة غير مقصودة لأنه كان المقصود توسعة الإطار العسكري ورفده بعناصر متعلمة وثقافية.

ولكن ما حدث عكس ذلك، طبعاً هذا لا يعني أنه لم تتحقق نجاحات لكن عسكرة التنظيم هذه ظاهرة التنظيم تحول إلى عبارات التنوير وعبارات الضبط والربط ومثلها هذا ما كان ينبغي ولا أعتقد أن هناك فائدة منه.


تعامل الإنقاذ الخارجي في ذلك الوقت، في بدايات الإنقاذ، ولَّد مشكلات مع عدد كبير من دول الجوار، فأصبحت هناك خصومة واضحة مع دول كانت في الأصل علاقات السودان معها جيدة... فهل هذا نتاج سياسة خارجية غير راشدة أم أنها نوع من الاستعداء على الإنقاذ لأنها تطرح مشروعاً إسلامياً واضح المعالم؟
هناك حقائق في السياسة الدولية منها أن هناك قوىً عالميةً كبرى علمياً وتكنولوجيا واقتصادياً، ولها هيمنة خاصة بعد سقوط المعسكر الشرقي، وأن هذه الدول الكبرى المهيمنة لها تحالفات إقليمية من خلالها تمرر هذه الهيمنة.

فأي مشروع معاكس لمشروع الهيمنة الغربية بهذه الصورة سيجد نفسه في مأزق.

فالسودان في البداية حتى ولو لم يطرح نفسه كمشروع معاكس إلا أنه قرئ بهذه الصورة وعلم من اتجاهاته الأولى أنه اتجاه معاكس، لذلك وجهت عليه كثير من المضايقات الدولية والإقليمية وكان هناك تخوف خاصة من الشعارات التي بدأ بها شعار الأسلمة والعسكرة وشعار التوسع الإقليمي وتصدير الثورة.

فهذه كلها شعارات كانت ضارة بالمشروع وألَّبت قوى أكثر من قدرة السودان وأكثر من قدرة الحركة الإسلامية.


هل كان بالإمكان لحكومة الإنقاذ في بداية طرحها أن تخفي وجهها، هل كان يمكن أن تكون هذه الشعارات في السر؟
أنا أعتقد أن المشكلة الأساسية ليست فقط في الشعارات أو في العداء الخارجي. مشكلة الإنقاذ الحقيقية أنها لم تستطع أن تستوعب الداخل نفسه وتتصالح مع الداخل السوداني بصورة سريعة وفعالة.

فخصوم الداخل الذين حولتهم الحركة إلى خصوم استراتيجيين هم الذين صاروا المعول الذي تستخدمه القوى الخارجية لضرب الإنقاذ.

فقوى الخارج لم تفعل شيئاً أكثر من أنها قدمت بعض التسهيلات وبعض الدعومات للقوى السياسية الداخلية التي خرجت من داخل السودان وجيّشت في الشرق وفي الغرب.

أنا افتكر أن هذه هي النقطة التي ينبغي أن يُسلط عليها الضوء.

المشكلة هي مشكلة داخلية، مشكلة السلم الداخلي ومشكلة المشاركة السياسية الداخلية والانفتاح على القوى السياسية الداخلية والتعامل معها بصدق ومحاولة جذبها للمشروع.

فإذا أنت فشلت في التعاون مع القوى الداخلية الوطنية التي يمكن أن تصنف أيضاً قوى إسلامية أيضاً إلى حدٍّ ما، فإذا فشلت في التعامل معها وحوَّلتها لأعداء أساسيين فلماذا تلوم الآخرين.

"
الإنقاذ بمثل ما طوت صفحة الأحزاب السياسية طوت صفحة الحركة الإسلامية نفسها التي صعدت بها للحكم
"

لم تبادر الإنقاذ أم أن خصوم الداخل أحجموا على المشاركة ورفضوا مبادرات الإنقاذ للتصالح؟
ينبغي أن نفرِّق بين قيادات الأحزاب وبين جماهير هذه الأحزاب، طبعاً طبيعي أن قيادات الأحزاب إذا أنت أزحتها من الحكم لن يعودوا إليك صاغرين.

ولكن هناك برامج اجتماعية كثيرة وبرامج ثقافية يمكن أن تستوعب فيها قواعد هذه الأحزاب وتفتح لها المنابر وتكون هي القاعدة العريضة التي تستند عليها الإنقاذ وكسب هذه القواعد أسهل كثيراً من كسب القيادات المحترفة التي كانت على رأسها، وهذا لم يتم بالصورة المطلوبة.

بالتالي السبب ليس أنها أحجمت لكن في تقديري أن الإنقاذ بمثل ما طوت صفحة الأحزاب السياسية طوت صفحة الحركة الإسلامية نفسها التي صعدت بها للحكم.

فصار التفاهم مع القواعد الحزبية عن طريق الأجهزة الأمنية والنظامية وليس عن طريق الوسائل السياسية لأنها جمدت الحركة الإسلامية بصورة كاملة وأبطلت فعالياتها وأصبحت الدولة وأجهزتها هي التي تقوم بالعملية السياسية.

وهذا فشل كبير جداً لا شك في ذلك ولم تترتب عليه النتائج الإيجابية المطلوبة.


هل كانت القبضة الأمنية مبررة وهل كان مطلوباً هيمنة القيادات الأمنية على مفاصل الدولة في بدايات الإنقاذ هل كان مطلوباً من أجل التمكين والدولة؟
إذا تكلمنا بوضوح وصراحة أكثر، الإنقاذ كانت إنقلاباً مزدوجاً، إنقلاباً خارجياً على الأحزاب والنظم السياسية والإطاحة بها بصورة كاملة، وإنقلابا داخليا على الحركة الإسلامية نفسها.

الإنقاذ لم تتصالح مع الداخل السوداني


فلما أزيحت الحركة الإسلامية أصبح هناك فراغ فمن يسد هذا الفراغ فجيء بالأجهزة الأمنية، ووضع تحت يدها الملف السياسي والملف العسكري والملف الاقتصادي وأصبحت كل الملفات العامة هي ملفات أمنية وانعدمت السياسة لأن السياسة نفسها تحولت لملف أمني.

السياسيون نفسهم تحولوا إلى أمنيين والاقتصاديين تحولوا إلى أمنيين وفي تقديري هذه أكبر عملية انحراف تحدث في الممارسة في داخل نظام الإنقاذ أن الحركة الإسلامية جمدت وأزيحت وأن المشروع كله تحول إلى مشروع عسكري أمني بمبررات كثيرة بمبررات الضغوط الدولية والتآمر الحزبي ومبررات لا نهاية لها.

ولكن في تقديري كلها مبررات قائمة على افتراضات وقراءات ممعنة في الخطأ وترتب عليها تطورات أخرى كانت نتيجتها فادحة على الحركة الإسلامية.

الزكام السياسي، كما أسميته في تجربة الحركة الإسلامية في الحكم، هل بدأ عندما بدد د. الترابي رصيده من التنظيم الحركي في مقابل البشير الذي يمتلك الشوكة العسكرية والذي احتفظ برصيده كاملاً؟
نعم، أنا أفتكر أن واحدة من النقاط التي لم يتحسب لها د. الترابي، وهو رجل دقيق الحسابات، هي مسألة حل التنظيم والاستغناء عن الحركة الإسلامية والاكتفاء بثقته في المجموعة العسكرية التي قادت معه الإنقلاب، وهو كان يظن أنه يستطيع أن يدحرجها خارج السلطة بصورة سهلة ويستكمل المشروع.

ولكن كان هذا تقديراً خاطئاً لأن الطرف الآخر كانت له أجندة وتصورات واستطاع أن يسحب بعض عناصر القوة من د. الترابي ويضعف قدراته وإمكاناته، ويوجد له قاعدة بديلة على المستوى القيادي وعلى مستويات وسطى ويستغني عن الترابي وعن الحركة الإسلامية.

"
الدولة أصبحت مرجعية نفسها، ليس هناك خطة استراتيجية ولا رؤية ولا أيديولوجية واضحة تسير عليها الدولة، فأصبحت الدولة تتحرك بردود الفعل وهذا قاد إلى ما قاد إليه من مشاكل
"

هل كان حل المجلس العسكري للإنقاذ وإحلال القيادة التنظيمية تدريجياً مكانه، صحيحاً؟
حسب الوثائق التي اطلعت عليها، صحيح هناك من الوثائق التي نشرت فيما بعد تشير إلى أنه كان هناك عهد واتفاق أن ينحل بعد فترة زمنية محددة المجلس العسكري وتتولى قيادة الحركة الإسلامية الإدارة بصورة كاملة.

لكن ما حدث أظن أنه اختلاف أيضاً في داخل القيادة في مجموعات كانت موالية لـ د. الترابي تحولت للجانب الآخر بالتالي د. الترابي فقد الأغلبية داخل القيادة.

وتم تثبيت القيادة العسكرية واستؤنف البرنامج بصورة على غير ما كان عليه الاتفاق ودخلنا في مرحلة جديدة ليست هي المرحلة الأولى التي على أساسها أنبرم الأمر وقام الانقلاب بالتالي بدأ الصراع من هذه النقطة.

وطبعاً ترتب على الصراع ما هو أسوأ منه لأن الإنقاذ تشكلت تدريجياً في أعقاب هذا الصراع، فتحولت من طبيعتها الأولى إلى شكل آخر.

القبضة الأمنية والقبضة السياسية ترتبت على هذا الصراع، طبعاً المرجعية التي كان يمثلها الأمين العام انزاحت وقلت فأصبحت حركة الدولة منفكة تماماً من المرجعية وأصبحت كأنما الدولة هي مرجعية نفسها ليس هناك خطة استراتيجية ولا رؤية ولا أيديولوجية واضحة تسير عليها الدولة.

فأصبحت الدولة تتحرك بردود الفعل وهذا قاد إلى ما قاد إليه من مشاكل.


هناك عوامل قد تكون ساعدت في زيادة حدِّة الصراع أو في الدفع بمعسكر معين إلى مراكز القوى، واحدة من هذه العوامل حادثة محاولة اغتيال د. الترابي في كندا، في العام ألف وتسعمائة اثنان وتسعين... إلى أي حدٍّ أثرت هذه الحادثة على المشهد وإلى بروز تيار أمني معيَّن يحرِّك الأمور ويسعى إلى إزاحة الأمين العام؟
طبعاً، محاولة إزاحة د. الترابي بدأت قبل زيارته إلى كندا وتصريحاته بأنه لا يخفي دوره في حركة الإنقاذ وأنه هو المحرك الفعلي للعمل السياسي والدبلوماسي وأن هذه القيادات هي واجهات تحرك من الداخل، وهذه كان الترابي لا يخفيها وأي مراقب للوضع كان يراها.


هل كان الوضع كذلك؟
نعم، كان الوضع هكذا، كان الترابي فعلاً يحرِّك الملفات بصورة كاملة لكن بالتشاور في بعض الأحيان وبالاتفاق.

فهي ترتيب لأدوار العسكريين الذين كانوا يقومون بدور الوزراء الذين جيء بهم في تلك الفترة، كانت لهم أدوار، لكن الرؤية الكاملة والبرنامج الأساسي كان في قبضة د. الترابي.

طبعاً هذا أحدث مضايقات، فعدد منهم حاول أن يخرج من هذا المأزق بشتى الطرق وعبروا عن ذلك باستقالة واحد منهم من مجلس قيادة الثورة.

ولما ذهب الترابي إلى كندا هو نفسه ذهب مغاضباً وكان يريد أن يثبت أن الإنقاذ لا تستطيع أن تستغني عنه بعلاقاته الدولية وبعلاقاته مع الحركات الإسلامية.

لكن طبعاً السياسة لا تأتي بالتوقعات فاستطاعت المجموعة المناوئة له أن تضيِّق عليه خاصة في ظروف المرض وما أصيب به فاستتب لها الأمر وقويت داخلياً فأصبح موقف الترابي يضعف تدريجياً إلى أن تمت إزاحته بصورة كاملة.


جاءت مذكرة العشرة، أيضاً، في ظل الصراع لتصحيح بعض الأوضاع... هل كان يمكن قراءة هذه المذكرة بأنها مذكرة طبيعية تأتي في سياق الإصلاح لو لم تكن هناك صراعات أصلاً محتدة داخل جسم الإنقاذ؟
نعم، كان يمكن أن تكون مذكرة إصلاحية لأنها اقترحت بعض التعديلات الهيكلية وبعض التعديلات الإدارية والاختصصات، لكنها لم تكن تخلو من الغرض السياسي وهو تحجيم الأمين العام والدعم الذي وجدته بصورة مباشرة من رئيس الدولة يدل على ذلك لولا ذلك كان يمكن أن يكون النقاش حولها هادئاً وموضوعياً.

د. الجيلي: تساؤل حول مآلات مذكرة العشرة


لكن، ما كان الفصل بين الإصلاحات الإدارية والأغراض السياسية ممكناً في ذلك الوقت، فبالتالي الترابي فسرها في هذا الإطار وهو محق في ذلك.


مآلات مذكرة العشرة... هل انتهى الحال بالذين كتبوا هذه المذكرة في نفس المشكلات التي كتبت من أجلها؟
نعم، إذا كانت المذكرة تعترض على الصلاحيات والمهام التي كان يتمتع بها الأمين العام، فالصلاحيات التي صار يتمتع بها من خلفه مضاعفة عشرة أضعاف.

وأنا كنت أتوقع من أصحاب المذكرة أن يكتبوا مذكرة أخرى ضد الصلاحيات والمركزية الشديدة التي وضعت في موقع رئيس الجمهورية على وجه الخصوص.

فالأمين العام ما كان لديه غير أمانة الحركة الإسلامية وشيء من بعض الأمانات في الأقاليم.

ولكن بعد مذكرة العشرة أصبحت الحركة الإسلامية ورئاسة المؤتمر الوطني ورئاسة القوات المسلحة ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة الدولة كلها أصبحت في يد قيادة واحدة.

فكيف يستقيم هذا وكيف أن أصحاب المذكرة العشرة ينامون وضميرهم مطمئن كأنه لم يحدث شيء.. هذا تناقض لم أستطع فهمه.


لحل المَشكل الاقتصادي طرحت الإنقاذ النظام الرأسمالي... هل أوقعها هذا في جدل أخلاقي كونها تتبنى المشروع الإسلامي، وفي نفس الوقت تطبق النظام الرأسمالي في الجوانب الاقتصادية المختلفة، وهل كان هذا مشروعاً جيداً لحل مشكلات الفقر الموجودة السودان؟
أنت قلت إنها تبنّت النظام الرأسمالي، أنا لست متأكداً من أي نظام اقتصادي تتبناه الإنقاذ.


نظام الخصخصة؟
نعم، الخصخصة يمكن أن تسير في هذا الاتجاه... لكن النظام الرأسمالي على علاته لديه فوائد وليس كله شراً، لكن النظام المطبق هذا أنا لا أستطيع وضعه في سياق معين.

لكنه فعلاً كما تفضلت أقرب إلى النظام الرأسمالي بمعنى أن قوى الإنتاج وفوائد الإنتاج كلها تذهب إلى شريحة صغيرة جداً والقطاع العام كله يكون مساحة للجبايات والضرائب.

وهذا بالتأكيد لو نَسبته للمنظومة الإسلامية والمذهب الإسلامي في الاقتصاد لا يستقيم بهذه الصورة، إطلاقاً وأنا أعتقد أن هذا واحد من نقاط الضعف الأساسية، لأنه ليس لدينا مفكرون اقتصاديون أصلاً.

نحن لدينا موظفون اقتصاديون كانوا يعملون في المؤسسات الدولية، ومديرو مصارف، لكن ليس لديهم، أصلاً، رؤية لاقتصاد إسلامي أصيل وتجربة محدودة في المصارف الإسلامية.

وكذا فيدار الاقتصاد بعقلية شركة ليس أكثر من ذلك ومقاطعات كل مقاطعة تدار بصورة منفصلة ليس هناك نظرة كلية تجمع قطاعات الاقتصاد وتوجه التنمية بصورة واضحة لا توجد نظرية في التنمية نفسها ولا حديث عن التنمية.

كل ما سألتهم عن التنمية تحدثوا عن الجسور التي أقيمت أشياء متفرقات، لكن رؤية واحدة تنضوي في إطارها كل الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والاستثمارية لا أراها.


تجربة الحروب الطويلة مع حركات التمرد والتحرر إلى أي شيء تشير هذه التجربة، إذ هنالك اتهام للإنقاذ بأنها من خلال حروبها مع هذه الحركات عمَّقت الجهوية والعرقية؟
طبعاً هذه الحروب لم تقم بصورة كاملة، حرب الجنوب الطويلة هذه استراتيجياتنا وتكتيكاتنا صندوق مقفول وحروبنا أيضاً مع الحركات الأخرى كلها صناديق مغلقة لم تقيَّم تقييماً حقيقياً، ولم تستخلص منها التجربة في تقديري بصورة كافية.

"
الحركة الإسلامية ضاعت، وضاع الشعب السوداني كله وضاعت مصالحه الحقيقية بسبب هذه الصراعات الرعناء التي لا معنى لها في تقديري
"
وطبعاً من ناحية أنها عمقت الجهوية فهي عمقت الجهوية وعمقت ما هو أسوأ من الجهوية طبعاً أنت عندما تقول الحروب فهي لا تتم في الخارج فقط وفي الجبهات العسكرية.

إنما الحروب تبدأ في العقول والتصورات، فيعني لو في شيء يحتاج للتساؤل هو من أين أتت هذه العقلية الحربية إلى داخل الحركة الإسلامية وكيف أزاحت عقلية السلام وعقلية الانفتاح ولماذا أصبحت قيادات الإنقاذ تنشط في اتجاه هذه الحروب.

وأنا أستطيع أن أؤكد أن هذه العقلية الحربية وهذه الحروب والإسراع فيها أيضاً شكلت وبدلت شكل النظام السياسي كله.

وتحول النظام إلى نظام أوتوقراطي لا يقبل الشورى والمصالحة ليس مع الحركات المتمردة بل مع العضوية الطائعة يعني عضويتك في الداخل أصبحت تطبق عليها نفس المنطق الحربي الذي تطبقه على الحركات المتمردة.

فالحروب انعكست سلباً على أبنية التنظيم الداخلية وعلى طريقة التعامل وعلى مستقبل الحركة الإسلامية بصورة كبيرة جداً وستنتهي بالإنقاذ إلى نقيض ما بدأت به، أي العدو الاستراتيجي يصبح صديقا استراتيجيا والصديق الاستراتيجي يصبح عدوا كذلك.


المفاصلة التي تمت في الرابع من رمضان وبرز منها مؤتمران، شعبي ووطني، ووصفتها أنت بأنها أخطر الانشقاقات في جسم الحركة الإسلامية ما زال عند البعض آمال بأنها مجرد مسرحية ويوماً ما ستعود المياه إلى مجاريها؟
أنا أعتقد أن هناك قوة في المؤتمر الوطني وعناصر في المؤتمر الشعبي مصممة على أن لا تتحد الحركة الإسلامية ومصممة على تصفية الحركة الإسلامية بصورتها القديمة كاملة لأني لا أستطيع أن أبرر هذه العداوات بصورة غير هذا.

وأنت تعلم أن هناك محاولات جرت سراً وجهراً من الداخل ومن الخارج وحاولنا نستقصي كيف أصبح هذا العداء متناقضاً بهذه الصورة.

فما وجدنا لها أسباب فكرية ظاهرة ولا خلاف أيديولوجي فهو خلاف بدأ في السلطة وانتهى في السلطة بعض القابضين في السلطة يتخندقون فيها يوماً بعد آخر.

وأيٌّ من ينازعهم في هذا الأمر مستعدون أن يضربوا عليه بيد من حديد والذين فقدوا السلطة أيضاً مجتهدون ليلاً ونهاراً على أنه لا بد أن يستعيدوا السلطة ويبذلوا في سيبل ذلك الغالي والرخيص.

وضاعت بالتالي الحركة الإسلامية وضاع الشعب السوداني كله وضاعت مصالحه الحقيقية بسبب هذه الصراعات الرعناء التي لا معنى لها في تقديري.


في نقدك لتجربة الحركة الإسلامية وما كتبته، يتساءل البعض عن تخلي البروفيسور التيجاني عن قناعاته الفكرية بالمشروع الإسلامي؟
أنا أعتقد أن المشروع الإسلامي يحتاج إلى إعادة صياغة وهناك جوانب أصلاً لم تكن متكتملة تحتاج أن تستكمل، وهناك جوانب أفسدتها الدولة ينبغي أن يعاد النظر فيها، واحد منها هي المسألة الاقتصادية.

"
الانحياز للنظام الرأسمالي في السودان ينبغي أن يوقف ويعدل لا يمكن أن تكون الحركة الإسلامية جزئية تضاف للنظام الرأسمالي
"
وأنا أفتكر حينما نعيد صياغة البرنامج الإسلامي مرة أخرى يجب أن تكون لدينا رؤية أكثر تحديداً وأكثر دقة للمعضل الاقتصادي.

ولقضية التنمية نقطة أخرى المشكلة الاجتماعية لا بد أن يكون المشروع مستنداً على قاعدة أو رؤية للتغيير الاجتماعي بصورة مختلفة من الصورة التي بدأنا بها -يعني المكون الاجتماعي- نحن لسنا فقط مجرد حركة سياسية محترفة إنما نحن حركة تغيير اجتماعي فلا بد من إضافة هذا المكون الاجتماعي المهم ورؤيتنا له.

طبعاً، إضافة إلى ذلك مسألة الدولة نفسها المشروع لا بد أن يحدد نظرية للدولة ماذا نريد أن نفعل بالدولة وما هي العلاقة بين الدولة والمجتمع.

الحزب نفسه، ما هو الحزب.. وما هو دوره إذا كان حركة إسلامية أو غيره.

القيادة نفسها كيف تكون هذه المكوِّنات الأساسية للبرنامج الإسلامي ينبغي أن يعاد فيها النظر ويحزف منها ما هو غير صالح وتضاف إليها نقاط أصبحت لازمة وأساسية.

والانحياز للنظام الرأسمالي هذا ينبغي أن يوقف ويعدل لا يمكن أن تكون الحركة الإسلامية جزئية تضاف للنظام الرأسمالي فلا بد أن يعدل هذا الأمر بصورة كاملة.

كان انبعاث الحركة الإسلامية في السودان في منتصف القرن الميلادي العشرين قدراً من الله لتجديد أمر الدين وظاهرة استفزتها غازية العقائد الأجنبية فكانت استجابة لتحدياتها وأمدتها روافد الصحوة الإسلامية العالمية فكانت تجاوباً مع دواعيها.

وإن مسيرة الحركة الإسلامية من بعد ومجاهداتها إنما تطورت انفعالاً بالواقع السوداني وفعلاً فيه، فمهما كانت تعبر عن معاني الدين الأزلية جاءت خصاصئها تحمل شيئاً من مادة التراب السواني وتطوراتها توازي أطوار التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي لبيئة الحياة العامة في السودان منذ انتصاف القرن الميلادي".


هذا التوصيف للدكتور حسن عبدالله الترابي أحد رموز الحركة الإسلامية السودانية البارزين لمسارب تكوين الحركة الإسلامية السودانية نضعه اليوم في مقاربات أمام الباحث والمفكر الأكاديمي وأحد رموز الحركة الإسلامية أيضاً البروفيسور التيجاني عبدالقادر حامد لنراجع معه في مقاربات فكر وتنظيم الحركة الإسلامية السودانية.

الصحوة الإسلامية العالمية هي التي دفعت بهذه التكوينات في مسار الحركة الإسلامية السودانية فكيف تنظر إلى تكوين الحركة الإسلامية في مساربها المختلفة؟
جدلية الخارج والداخلي في تكوين الحركة الإسلامية السودانية ودعنا نبدأ بالمحلي وأنا أتحدث من زاوية تجربتي الشخصية وانخراطي في الحركة الإسلامية وبدايات تسليكي في هذه الحر كة.

أنا أعتقد أنه قبل الدخول في الحركة الإسلامية نفسها كانت هناك مؤسسات سودانية محلية ساهمت في تسهيل انخراطنا في الحركة الإسلامية السودانية ومنها مؤسسة الأسرة ثم مؤسسة المدرسة ثم مؤسسة المسجد.

أنا وكثير من أبناء جيلي الذي انخرط في الحركة الإسلامية السودانية تخرجوا من أسر فيها تدين والتزام ديني فإذن التربية الأولى كان فيها عنصر الالتزام الديني والخلقي بصورة ظاهرة ثم من بعد ذلك المدرسة التي وسعت إطار النظر والمعرفة.

والمسجد أيضاً كان مؤسسة مهمة في تكويننا وهذه مؤسسات محلية سودانية ساهمت في تهيئة البيئة والمناخ الذي مهد للحركة الإسلامية أن تستقطبنا في ما بعد، ولولا هذا المكون المحلي ما أظن كنا سننتهي للحركة الإسلامية كما بها من تيار الصحوة من الخارج إلى غيره.


انتقلت بعد ذلك الحركة الإسلامية في تطورها من حركة صفوية محدودة وسط قطاع محدد من الطلاب والمثقفين إلى حركة جماهيرية بعد أكتوبر هل هذا كذلك؟ هل هي فعلاً انتقلت إلى حركة جماهيرية شعبية بعد أكتوبر أم أن هناك في التاريخ ما قبل وبعد أكتوبر؟
يمكن أن نقول إن أكتوبر حد فاصل في تطور الحركة الإسلامية السودانية وفي حركة السياسة السودانية القومية عموماً لأن أكتوبر كانت ثورة شعبية لافتة للنظر والتفكير وفيها تعبئة شعبية حتى الذين كانوا غافلين عن السياسة وعن الفكر انشغلوا بجو الثورة وانتبهوا.

أ.د التيجاني: ثورة أكتوبر كانت حداً فاصلاً في تطور الحركة الإسلامية السودانية



لذلك أكتوبر فتحت الآفاق وفتحت فرصاً من الحريات للعمل العام وفتحت فرصاً للتلاقي بين المتعلمين وبين الجمهور العريض وبين الإسلاميين واليساريين أيضاً في عمل جبهوي إلى آخره.


وهذا صحيح أتاح فرصة للحركة الإسلامية لأول مرة أن تتذوق طعم العمل الشعبي وتحدياته وتحاول أن تطور في هياكلها وبرامجها حتى تتواءم مع الزخم الشعبي الذي وفرته ثورة أكتوبر ولعلك تعلم أن الأخ الدكتور حسن الترابي هو نفسه نتاج لهذا المناخ وأول ظهوره السياسي كان بفعل ثورة أكتوبر.


انتشار الحركة وتمركزها وسط المثقفين والطلاب وأساتذة الجامعات هل حرمها من أن تنتشر وسط العامة وأن تقوم بأدوار اجتماعية وسط المجتمع؟
نعم طبيعي لأن الجانب الذي كان يستهوينا في الحركة الإسلامية هو الجانب الفكري كطلاب وكنا نعتقد أن التحدي الأساسي هو تحد فكري في مناهضة التيارات اليسارية آنذاك والتيار الشيوعي كان له غلبة شديدة وسط المثقفين لذلك كان الاشتغال بالقضية الفكرية والفلسفية كبير جداً وطاغياً على ما عداه من انشغالات.

لكننا كنا ندرك بصورة غير واضحة أن البرنامج الفكري له ذيول اجتماعية وذيول سياسية إلى آخره لكن لم نبلغ حد أن نستكمل البرنامج في بعده الجماهيري بصورة كاملة.


وفترة الطلب والشباب هي أقرب إلى المثالية وكنا نتعلق بالمثال الفكري والإسلامي وهذا كان شغلنا الشاغل وندخل في مجادلات مع التيارات السياسية الأخرى ونصوغ هذه الأشواق والمثل في شكل أشعار ومسرح وكتابات صحفية إلى آخره فنجرب هذه الأفكار في الإطار المدرسي المحدود وهذه المرحلة الأولى ولكن مرحلة التمدد الشعبي جاءت في لحظات لاحقة.


في بدايات تكوين الحركة الإسلامية نشأت في كنف جماعة الإخوان المسلمين ثم انفصلت عنهم هذا الانفصال هل كانت مؤشرات في مرونة وفقه ومنهج الحركة الإسلامية في وقت مبكر على الرغم من أنه ما زالت بعض الحركات منضمة إلى التنظيم العالمي للإخوان؟
المفارقة التي حدثت هي مفارقة تنظيمية وليست فكرية في المقام الأول ويجب أن نقر بأننا استفدنا من الأدبيات التي وفرها الأخوان المسلمون في مصر وسعت مدى الرؤية بالنسبة لنا في الحركة الإسلامية السودانية.


فلم يكن هناك إشكال فكري ولكنها إشكالات تنظيمية هل يكون التنظيم السوداني فرعاً من المصري أم تكون هناك خصوصية وهامش للحركة وبالتالي تكون العلاقة علاقة تنسيق وهذا هو المقترح السوداني أن تكون العلاقة علاقة تنسيق لاختلاف البيئات والطروف وليست علاقة مركزية مباشرة وبالتالي حصل الانفصال المعروف لهذه الأسباب.


أما هل كان هذا مفيداً للجانب السوداني أم مضراً فأعتقد أن فيه بعض الفوائد وفيه بعض الضرر.

الفائدة أن الاستقلال والحرية تتيح لك الفرصة للتجريب وللعكوف على البيئة المباشرة السودانية ودراستها أكثر من التعلق بالأفق العالمي وبالمثال وهذا ما جعل سودنة الفكر والبرنامج الإخواني بصورة مناسبة تتلائم مع البيئة وهذا كان لابد منه وضرورياً تحت تنظيم مركزي عالمي لا يتسنى في تقديرنا أن تتم هذه العمليات.

لكن الجانب السالب منه موجود أن من الصعب أن حركة إسلامية أياً كانت تستطيع أن تنهض بأعباء البناء الإسلامي والمقاومة الإسلامية بصورة منفردة وبصورة منعزلة، التنظيمات الأخرى تمثل عمقاً ورافداً ودعماً أساسياً لابد منه فكان ممكن يحصل نوع من التناصر وكان يمكن أن تستفيد الحركة الإسلامية أكثر فأنا لا أعتقد أن انفصال الحركة الإسلامية كان كله إيجابياً.


في مسيرة الحركة الإسلامية من جماعة الإخوان إلى جبهة الميثاق إلى الجبهة الإسلامية القومية إلى المؤتمر الوطني كيف تنظر إلى هذا التطور هل هو مظهر من مظاهر انشقاقات داخل الحركة أم أنه تطور طبيعي لابد منه لتستوعب الحركة الإسلامية في مسيرتها الجوانب الشعبية الكبيرة؟
الفكرة الأساسية للحركة الإسلامية أنك تقوم بتكوين عناصر إسلامية وتتوخى أنها تكون استوعبت الفكرة التي تدعو إليها بصورة جيدة ثم تنفتح بهذه العناصر الإسلامية على قطاعات أوسع حتى يكون لديها تأثير أوسع على المجتمع ثم دائرة بعد دائرة حتى تصل لكل المجتمع.


وطبعاً النتيجة المنطقية لهذا العمل إذا كنت تعمل في العمل العام أنك تبحث عن حلفاء يؤيدون الخط الفكري العام أو يتفقون معك في الرؤية السياسية العامة وليس بالضرورة يتفقون معك في الأطر التنظيمية التوسع عن طريق البحث عن حلفاء ومناصرين وغيره هو الذي اقتضى أن تغير الحركة الإسلامية في مواعينها التنظيمية وأدواتها حتى تتواءم مع القوى الاجتماعية الأخرى.


ففي فترة الأخوان المسلمين الأولى ما كان من الممكن أن تجد حلفاء يدخلون معك في التنظيم فوسعت الأطر وجاءت فكرة جبهة الميثاق الإسلامي حتى تضم كيانات أوسع وتكون إطاراً لتحالفات ثم وسعت مرة أخرى في فكرة الجبهة القومية الإسلامية.


فالفكرة من حيث المبدأ والنظر الاستراتجي سليمة لا إشكال فيها ولكن طبيعي أن كل تحول في كل مرحلة يؤدي إلى انقسامات داخلية إذا تحولنا من تنظيم الأخوان المسلمين إلى الميثاق الإسلامي فهذا يؤدي إلى انقسام، أي ما من تحالف خارجي إلا ويصاحبه انقسام داخلي وفي مراحل لاحقة حصلت هذه الانقسامات وهي نتيجة للتحالفات لأن بعض الناس يعتقدون أنه كلما وسعت الإطار ضعف المحتوى.

"
الحركة الإسلامية وضعت استراتيجية طويلة المدى واحد من أركانها أنه يمكن الدخول في تفاهم جزئي مؤقت مع نظام نميري لأن الظروف لا تسمح بغير ذلك
"

تجربة الحركة الإسلامية مع نظام نميري دخلتها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت اتفاقاً مع الجبهة الوطنية ثم خرجت الأحزاب الأخرى واستمرت الحركة الإسلامية مع نظام نميري، البعض يعتقد أن استمرارها نوع من التكتيك البراغماتي في عالم السياسة.. كيف ترى هذه التجربة؟
قبل تعامل الحركة الإسلامية مع نميري ينبغي أن ننظر لتعامل الحركة الإسلامية في داخل الجبهة الوطنية نفسها، الحركة الإسلامية بعد فشل الانقلابات المتكررة ضد نظام نميري وآخرها الانقلاب العسكري في عام ستة وسبعين وما حدث فيه من مواجهات وخذلان وفشل.

الحركة الإسلامية قيمت الوضع وانتهت إلى نتيجة أنها الأصوب لها أن تعمل في العمل السياسي بصورة مستقلة عن الأحزاب السياسية لأن هذا التحالف لم يكن ناجحاً بكل المقاييس بل كان ضاراً هذا قبل الدخول مع نميري في تحالف.


والتحالف مع نميري كان وفقاً لاستراتيجية وخطة وجزءاً من الاستراتيجية أن التعامل في داخل الجبهة الوطنية استنفد أغراضه فلذلك كان لابد أن نحدد خياراتنا بصورة مستقلة لذلك عندما دخلنا في تحالف كان ظاهره أن الجبهة الوطنية كلها دخلت في تحالف مع نميري لكن الجبهة الوطنية دخلت في تحالفات منفردة مع نظام نميري وكل كان له هدف، كانت هي تحالفات مستقلة وتقديرات حزبية مستقلة.


فالحركة الإسلامية وضعت استراتيجية طويلة المدى واحد من أركانها أنه يمكن الدخول في تفاهم جزئي مؤقت مع نظام نميري لأن الظروف لا تسمح بغير ذلك والحركة لم تكن في وضع يمكنها من اقتلاع النظام بصورة كاملة ولم يكن وارداً في ذلك الوقت أن نظام النميري سوف يطبق تشريعات إسلامية ولم يكن متوقعاً منه ولم يكن هدف الحركة الإسلامية حقيقة أن تطبق تشريعات إسلامية أو نظاماً إسلامياً من خلال نظام نميري.


ولذلك يرى بروفسير عبد الله علي إبراهيم ما كان للحركة الإسلامية أن تسير في خط الموافقة على تطبيق التشريعات الإسلامية في قوانين سبتمبر وكان الأفضل لها اتخاذ نفس الموقف الذي اتخذته القوى الأخرى ولأن ذلك لم يكن أصلاً مطروحاً في برنامج الحركة الاسلامية؟
هذا صحيح لم يكن مطروحاً ولكن الحركة الإسلامية حشرت في زاوية ضيقة في هذه المسألة وهي حاولت أن تعترض على بعض الأشياء ولكن لم يكن ميسوراً الاعتراض الكامل على مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية.

وإلا فسيبدو الأمر مضحكاً إذا أنت أصلاً تقوم على الشعار الإسلامي والمبادئ الإسلامية فكيف ترفض تطبيق الشريعة الإسلامية والبرنامج الإسلامي إذا أتى من غيرك فيتصور أنك إما تطبق الشريعة أنت وإذا طبقها غيرك أنت تقول لا فكان الوضع فيه مآزق من هذه الناحية.


فالحركة الإسلامية قبلت مسايرة النظام على مضض وعلى أمل أنه يمكن إصلاح البرنامج الذي دخل فيه الرئيس النميري على مهل ويمكن تلافي بعض القصور فيه لكن أفتكر ذلك كان تقديراً سياسياً غير صائب لم يكن في صالح الحركة ولم يكن في صالح المشروع الإسلامي نفسه.


لأن هذا التطبيق وما صاحبته من بعض المثالب انعكس سلباً على صورة النظام الإسلامي وأصبح منسوباً له وكلما تحدث الناس عن إمكانية برنامج إسلامي يقفز إلى الأذهان أن الإسلام هو قطع الأيادي وكذا وأصبحت نقطة غير جيدة في مسيرة الحركة الإسلامية.


إذا كان في ذلك الوقت ما يلي هذه التطبيقات من وزارات وغيرها محسوباً على الحركة الإسلامية بصورة عامة فمن الذي رتب لنميري هذه التشريعات بهذه الصورة التي أصبحت خصماً على البرنامج الإسلامي ككل؟
كان لنميري مستشاروه وأعوانه وهم أسماء معروفة في الحياة السياسية السودانية من غير الحركة الإسلامية ومن غير مسؤولي الحركة وقرارات التشريعات نميري كان يصدرها ولا تمر على الحركة الإسلامية من قريب أو بعيد.


بل في بعض الأحيان أمين الحركة الإسلامية مع أنه كان مستشاراً له إلا أنه كان يوصي مستشاريه الأخص أن لا تمرر التشريعات على الترابي وكان هناك احتكاكات داخلية.

لم تكن هناك شورى كاملة أو ثقة متكاملة وإنما جاءت على صيغة المباغتة للحركة وللشعب السوداني وعلى الطريقة العسكرية والمباغتة جزء من العمل العسكري.


بعد الديمقراطية الثالثة أصبحت الحركة الإسلامية في المعارضة صفوة من النواب داخل البرلمان أتوا عبر دوائر الخريجين، هذه التجربة إلى أي درجة ساهمت في تكوين قيادات للحركة الإسلامية؟
على المستوى الشعبي ساعدت لأنها أتاحت فرصة إعلامية وفرصة للتلاقي والتمثيل النيابي لا بأس بها ويمكن فرصة للتجربة السياسية بصورة معقولة.


لكن على المستوى التشريعي أو على مستوى إنضاج البرنامج الإسلامي نفسه ورفده بتجربة سياسية برلمانية ما كانت لها حصيلة.


لأنه في تقديري البرلمان نفسه كان الانشغال بالقضية السياسية والمماحكات السياسية والخلافات والأزمات السياسية فيه أكثر من العمل التشريعي الجاد لإخراج برامج حزبية أو قومية.


فهي كانت إهداراً للوقت بصورة كاملة ولم يكن لديها مردود كبير على الحركة الإسلامية.


دخلت الحركة الإسلامية القومية الانتخابات بمشروع أبرز ما فيه الحكم اللامركزي وقضية الجنوب هل ما تم طرحه في ذلك الوقت من برنامج الحركة الإسلامية هل كان هو فعلاً رؤية الحركة الإسلامية لمعالجة مشكلة الحكم أم أن ذلك كان برنامجاً للانتخابات فقط؟
مسألة اللامركزية قضية ثابتة عند الحركة الإسلامية منذ فترة سابقة وكانت الحركة تدرك أن السودان ليس من الحكمة أن يحكم بالصورة المركزية القابضة وكلما توزعت السلطات على الولايات والأقاليم كان ذلك أوسع بالنسبة للإدارة.


وبالنسبة للسودان وكذلك قضية الجنوب كانت ثابتة في برنامج الحركة الإسلامية منذ زمن بعيد مثل اللامركزية والاثنان مرتبطان ببعض والفكرة كانت أن يعطى الجنوبيون إدارة إقليمية أو حكماً ذاتياً أو فيدرالية واسعة فتقضي على هذه المشكلة بصورة معقولة في إطار السودان الموحد.


واحدة من الأشياء التي تحسب على الحركة الإسلامية وجود الدكتور حسن عبدالله الترابي على قيادة الحركة لفترة طويلة من الزمان وتشبه في ذلك بالأحزاب التقليدية الأخرى ويعتقد البعض أن وجود الترابي لهذه الفترة الطويلة سد الباب أمام تفريخ قيادات لديها القدرات إذا ما غاب الدكتور الترابي لأي سبب من الأسباب عن المشهد السياسي.. هل ترى أن ذلك صحيحاً؟
شأن الترابي في هذا شأن كل الآباء التأسيسيين للحركات الاجتماعية والسياسية فوجوده يكون ملازماً لوجود الحركة لفترة طويلة شيء طبيعي وهو أمر ملاحظ في كثير من الحركات.


لكن كثيراً من الدارسين للحركات الاجتماعية والسياسية يقولون إن الحركة لن تبلغ مرحلة النضج والرشد إلا بتنحي الآباء التأسيسيين لتتاح فرصة لأجيال أخرى تتعاقب في القيادة جيلاً بعد جيل وتجربة بعد تجربة فإذا طال أمد الجيل التأسيسي يضر بتطور الحركة الطبيعي أياً كانت الحركة.


وأنا لا أقول إن قلة ظهور قيادات بديلة السبب الأساسي فيه شخصية الترابي ولكن هناك عوامل أخرى ووجوده أيضاً من ضمن العوامل.


إذاً ما هو العامل الذي حجب ظهور قيادات أخرى؟
الظروف السياسية التي تعمل فيها الحركة الإسلامية أنت لا تستطيع أن تبرز قائداً مثل حسن الترابي بين عشية وضحاها، فالقيادة تحتاج لمواصفات معينة فإذا وجد قائد تنطبق فيه هذه المواصفات ويلبي متطلبات المرحلة فلن يكون تغييره من الحكمة في شيء خاصة إذا كانت الحركة تمر بظروف سياسية فيها قهر واضطهاد ومطاردة فأنت لا تغير الحصان الرابح في منتصف المعركة.

د. الجيلي: لماذا انحصرت القيادة في الترابي؟



فالترابي كان هو حصان الحركة الإسلامية الرابح لفترة طويلة عطاء فكرياً وقدرة تنظيمية فلم تكن هناك دواع سياسية أو منطقية ملحة لتغييره يضاف إلى ذلك أن الحركة الإسلامية كانت إلى حد ما حركة أنداد، أي إدارتها ووصفها القيادي متقاربان من بعض.


وكان هناك قدر من الشورى في تغيير القيادة وكانت هناك آجال محددة لتجديد الثقة في الأمين العام فترة بعد فترة. فكانت كل هذه الضوابط كافية لظهور بعض القيادات ولكن دون التفريط في القدرات القيادية التي توفرت للدكتور الترابي وهذا كان تقديراً معقولاً لكنه إذا تجاوز مداه يمكن أن ينقلب لشيء آخر.


الاتهام للحركة الإسلامية بأنها ضعيفة في ما يتعلق بمسائل البناء الفكري وأن مساهمة عضويتها بصورة عامة في ما يتعلق بالمساهمات الفكرية هي أيضاً مساهمات ضعيفة؟
الأمور نسبية.. ضعيفة نسبة إلى ماذا؟ فإذا نسبنا الحركة الإسلامية إلى أحزاب سودانية كانت أكبر منها وأسبق تأريخياً هناك أحزاب تأسست منذ القرن الماضي فلما تقارن كسبها الفكري وعطاءها بكسب الحركة الإسلامية وعطاءها تجد الحركة الإسلامية نسبيا متقدمة إن لم تكن مساوية لهذه الأحزاب.


أما إذا كان القصد ننسب الكسب الفكري للحركة الإسلامية بالحركة اليسارية على وجه الخصوص فالحركة اليسارية هي جزء من مدرسة فكرية امتدت قروناً في التاريخ الأوروبي وتجربة سياسية عميقة ومؤسسات كانت ترفدها وبالتالي كانت هناك كوادر فكرية وثقافية مدربة وكانت هناك عواصم تساعد في هذا المد وفي هذا التثقيف, الحركة الإسلامية كانت تتحرك وظهرها لا يستند إلى شيء.


ولا حتى التاريخ الإسلامي الطويل؟
التاريخ الإسلامي الطويل كان نفسه مشكلة.


فالحركة الإسلامية تريد أن تصلح التراث الإسلامي وتعدل فيه فكانت مجهودات بدون أن يكون فيها معينات حقيقية من مؤسسات لها قوة دفع كبيرة في هذا المجال، هذا ليس اعتذاراً ولكنه تفسير لهذه الظاهرة.


ولكن أنا لا أنكر أن ما كان يتوقع من عطاء فكري للحركة الإسلامية أكبر مما هو موجود وهذا عيب وقصور كبير ينبغي للحركة الإسلامية أن تتفاداه إذا كان للحركة الإسلامية وجود وأنا أعتقد أن مما يضعف عطاء الحركة الإسلامية هو ضعفها في المجال الفكري وليس في المجالات الأخرى.


كذلك يشير البعض إلى أن تركيز الحركة الإسلامية على قضايا التربية يرجع إلى سيطرة القيادات التقليدية بالحركة وأن هذا التركيز كان خصماً على جوانب أخرى كان يمكن أن تجد فيها الحركة حظاً وظهوراً أفضل؟
أصدقك القول أني كنت أذهب هذا المذهب وكنت أظن أن التركيز على الجانب التربوي أضاع جوانب أخرى لكن حينما تعيد النظر تقول يا ليت أن التركيز على الجانب التربوي كان أكثر من ذلك.


لأنني ألاحظ في الآونة الأخيرة أننا أوتينا من قبل النقص في هذا الجانب، فواحدة من المشكلات التي تنقص البرنامج الإسلامي ليس فقط المكون الفكري وإنما المكون الأخلاقي أيضاً.


فالتربية هي تربية على مثل وقيم أخلاقية وترسيخها في نفس الفرد والجماعات طبعاً قديماً كان الانتقاد أن المكون التربوي أخذ أكثر مما يستحق لكن حينما اتسعت الحركة الإسلامية اكتشفنا أن المشكلة هي مشكلة تربية وأخلاق لم تكتمل بصورة كافية.


طبعاً على خلاف كيف تتحق التربية فبعض الناس يرى أن التربية يمكن أن تتم وسط المعمعة أثناء العمل والعملية، لكن لو كان هناك تكوين تربوي وأخلاقي قوي يصاحب أيضاً في مرحلة العمل والانطلاق بمقومات تربوية أخرى.


هل كان للحركة الإسلامية السودانية رؤية واضحة في ما يتعلق بتعاطيها مع قضايا تكاد تكون ذات خصوصية في المجتمع السوداني مثل القضية الجهوية والعنصرية والقبلية؟
كان هناك أفكار مستبطنة في أذهان كثير من العاملين في الحركة الإسلامية تتعلق بمسألة العدالة الاجتماعية بمعنى أن كثيراً من القياديين والعاملين في الحركة يؤمنون أن القضية الأم التي جعلتنا ننضوي تحت الحركة الإسلامية هي مسألة العدالة الاجتماعية وما يتصل بها.

"
بعض قيادات الحركة الإسلامية غاب عنها البعد الاجتماعي في ما بعد فأصبحوا يتعاملون بالجوانب القانونية للدولة والتشريعات والجوانب السياسية
"
وأقصد بالعدالة الاجتماعية أن الشرائح الضعيفة في المجتمع والشرائح المهمشة ينبغي أن يفسح لها مجال في التعبير وفي قسمة الثروة والسلطة.


وكان هذه أفكار مضمرة لكن في تقديري لم يعبر عنها في أدبيات الحركة الإسلامية بصورة كافية وهذه مشكلة لأن الناس يحكمون عليك بالمكتوب والمنشور.

فالحركة لم تعبر عن البعد والعمق الاجتماعي لبرنامجها السياسي فظهر وجهها السياسي والقانوني لكن ضمر واختفى عمقها الاجتماعي أي القضية الاجتماعية بما فيها من التكوينات القبلية وغيرها لم تبرز في بياننا بصورة كافية.

وأنا أخشى أيضاً أن أقول إن هذا الضمور ترتب عليه أن بعض قيادات الحركة الإسلامية غاب عنها هذا البعد في ما بعد فأصبحوا يتعاملون بالجوانب القانونية للدولة والتشريعات والجوانب السياسية لكن غفلوا تماماً عن العمق والبعد الاجتماعي لمسألة السياسة السودانية وهذا مضر ومعيب جداً.


في ما يتعلق بقدرتها على التعبير هل كان للحركة القدرة على التعبير عن قضايا مثل الحريات وحقوق الإنسان وغيرها بمثل ما كانت تعبر عنه التيارات اليسارية مثلاً؟
كنا نعبر عن قضية الحرية والعدل والديمقراطية حينما كنا في المعارضة, سنوات طويلة كنا نتحدث عن الحريات والعدالة وطيلة فترة نميري كان هذا هو الشعار.

لكن بكل أسف في المراحل اللاحقة حينما تحولنا من المعارضة إلى مرحلة الحكم توارت هذه الشعارات وضعفت بعض الشيء وطغت قضايا أخرى وهذه واحدة من سلبيات الحركة الإسلامية ليس هناك اتساق بين مرحلة المعارضة ومرحلة الدولة.


قضية المرأة أيضاً هي من القضايا التي تشغل تجارب الحركات الإسلامية في الفكر والتنظير هل خطاب الحركة الإسلامية في ما يتعلق بقضية المرأة كان خطاباً يستند على معطيات ثابتة ومحددة أم أنه كان يأتي في ظل الصراع مع اليساريين؟
لا.. كان هناك نظر عميق في مسألة المرأة وكانت هناك قناعة عميقة أن يكون للمرأة دور داخل الحركة الإسلامية وداخل المجتمع ولفترة طويلة نحن طيلة عملنا في داخل الجامعات والطلاب كنا نولي اهتماماً شديداً لمسألة المرأة.


ليس فقط مضاهاة للحركة اليسارية صحيح أن الحركة اليسارية كان لها وجود أسبق وكانت منافساً في هذا المجال ولكنا أيضاً كان لنا قناعة أن المرأة المسلمة يجب أن تخرج من القوقعة وتكون لها مشاركة داخل الحركة.


وهناك نظرة في التراث والفكر الإسلامي ومحاولة تأصيل لهذا الجانب وصدرت بعض الإصدارات في هذا الجانب وكنا متقدمين نسبياً في هذه المسألة مقارنة برصفائنا في المحيط العربي والإسلامي.


تجربة البنوك الإسلامية يرى البعض أنها أدخلت الحركة في بعد استثماري ربحي تجاري في وقت كان يجب أن تهتم فيه الحركة بقضايا مثل الفقر في المجتمع؟
هما قضيتان.. ليس قضية معالجة الفقر فقط ولكن معالجة قضية الفقر في التنظيم الإسلامي نفسه.


فأنت حتى تحل مشكلة الفقر في المجتمع محتاج إلى تنظيم وإدارات ولابد أن يكون لديك تمويل لهذه العمليات فالاثنتان مرتبطتان ببعض.


فكانت معضلة الحركة الإسلامية هي كيفية تمويل النشاط الإسلامي نفسه وكما هو معلوم عضوية الحركة معظمها من الطبقات الفقيرة وأبناء الفقراء فكان الذي يضغط على التفكير كيفية إيجاد مؤسسات مالية أو مصارف تستطيع أن تغطي هذا الجانب من العمل وهو جانب مهم جداً.


فكرة المصارف الإسلامية لم تنشئها الحركة الإسلامية ولكن الحركة تبنتها وعدد كبير من عناصر الحركة استوعبوا في هذه المؤسسات.


وأنا لا أعتقد أن الحركة الإسلامية خططت لإدارة هذه المصارف بصورة كاملة لكن كانت تظن أنها يمكن أن تستفيد بصورة غير مباشرة من حركة البنوك الإسلامية وتستفيد بصورة مباشرة بإيضاح النموذج الإسلامي الاقتصادي نفسه أكثر من فوائد مادية أو فوائد وظيفية.


والدور الذي كان منوطاً بعناصر الحركة الإسلامية في المصارف الإسلامية هو تمتين واستكشاف النموذج الاقتصادي وتجربته لمرحلة الدولة لكن بكل أسف اتجهت الأنظار إلى مسألة التمويل والأموال والتخديم ونسي النموذج المصرفي.


لذلك في تقديري أن التجربة لم تنجح من الناحية النظرية في تمتين أركان النموذج الإسلامي نفسه ولم تنجح من الناحية العملية في أنها تقوي المجتمع السوداني.

فأصبحت كأنها مصارف أو مؤسسات ملحقة بالنظام الرأسمالي الإقليمي أو العالمي بصورة عادية فلم يتغير النظام ولم يكن له مردود كبير على تغيير واقع الشعب السوداني.


قضية الهامش والمركز كانت واضحة في أدبيات اليسار ولديهم رؤى في كيفية التعامل معها هل كانت هذه القضية كذلك واضحة لدى الحركة الإسلامية؟
طبعاً نحن عناصر الحركة الإسلامية نفسها أبناء الهامش وأبناء المهمشين, وإذا نظرت لعضوية الحركة الإسلامية الغالبة هي أتت من الهامش ولم تأت من المركز.

"
مسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الإسلامية
"
وكانت قضيتنا أن نصل للمركز حتى نعيد تشكيل الأحزاب السياسية ونعيد تشكيل الدولة السودانية حتى نحل قضية الهامش والمركز عن طريق إجراءات قانونية وكذا.

لكن الذي حدث أننا شيئاً فشيئاً تحولنا نحن للمركز ولم يتغير الهامش بالصورة المطلوبة.


وأنت ذكرت الحركة اليسارية, الحركة اليسارية اهتمامها بالهامش جاء متأخراً في فترة معينة من تاريخ السودان.

وإذا نظرت لأدبيات الحزب الشيوعي في الستينات لم يكن يطرح قضية الهامش ولكن في الفترة الأخيرة فترة نميري وما بعدها طرح مسألة الهامش بصورة قوية.


وطبعاً هذه قضية ما تزال مطروحة وأنا أعتقد أن الحركة الإسلامية ينبغي أن يتأكد لعضويتها وقيادتها أن هذه القضية هي قضية محورية وينبغي أن تكون محورية في برنامجنا ومشروعنا الإسلامي إذا كان تبقى شيء من هذا المشروع.


لأن مربط العمل الإسلامي يقوم حول مسألة العدالة الاجتماعية ومسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الإسلامية. طبعاً هناك فرق بين ما ينبغي وما هو كائن.


بروف التجاني لك مسيرة طويلة بالحركة الإسلامية وعاصرت تطورات مختلفة داخل الحركة هل كانت شعارات مثل الشورى والديمقراطية وتداول الأدوار يتم تطبيقها داخل الحركة بشكل يشير للنموذج الإسلامي الحقيقي؟
كانت هناك اجتهادات قبل مرحلة الدولة كنا نحاول قدر الإمكان أن نمارس قدراً كبيراً من الشورى لأن أصلاً التنظيم الإسلامي تنظيم طوعي وحر ونحن دخلنا في هذه الحركة الإسلامية بحر إرادتنا وبطوعنا.

وكلنا كنا زملاء وأنداداً فلا يوجد إنسان له فضل على الآخر ولا هناك بيت مؤسس والبيوت الأخرى تابعة له لا توجد علاقة تبعية وإنما كانت العلاقة علاقة ندية وزمالة.


وبالتالي طبيعي أن تكون العلاقات كلها قائمة على الشورى والمساواة وعلى المشاركة في تحديد ملامح البرنامج وأهدافه فهذا هو سر قوة الحركة الإسلامية في فتراتها الأولى.

ولكن طبعاً بدأ يضعف هذا في داخل الحركة الإسلامية وهو الذي ترتبت عليه المشاكل والانشقاقات.

أنا أعتقد أن معظم الانشقاقات التي حدثت تعود إلى أنه أصبحت تبرز تكتلات داخل الحركة الإسلامية ومراكز قوى وقيادات وشيء من هذا القبيل وتضعف الشورى فطبيعي أن تتحول الشورى إلى شعار وتتحول إلى شكل هذا ما يصيب كثيراً من التنظيمات.


في المسيرة الطويلة للحركة الإسلامية قبل الحكم تعرضت للكثير من التحديات السياسية والاجتماعية هل كانت مدركة لحجم التحيات والعقبات وهل كان لديها رؤية واضحة للتعامل معها؟
من الصعب في العمل السياسي أن يكون لديك مسودة لكل ما يأتي بالمستقبل هذا غير ممكن لا للحركة الإسلامية ولا غيرها لأن السياسة فيها تطورات ومفاجآت تقع عليك، فطبيعي أنك تستجيب لهذه الظروف.


ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك موجهات استراتيجية وخطوط مبدئية توجه العمل السياسي فإذا تحدثنا عن هذا نعم الحركة الإسلامية في معظم الأحيان كان لها موجهات سياسية وخطوط استراتيجية تخفت وتعلو في بعض الأحيان وتتغير.


لكن كان هناك خريطة خاصة بعد عام خمسة وسبعين الحركة الإسلامية أصبحت أكثر نضجاً ولها رؤى كثيرة.

لكن المشكلة أي رؤية وهل هذه الرؤية هي فعلاً الرؤية السديدة وهي المطلوبة وبنيت على قراءة واقعية وحقيقية للواقع واستشراف للمستقبل هذا موضع سؤال.

وقولنا أن هناك رؤية لا يعني أنها بالضرورة رؤية مكتملة وكافية وشافية.


علاقة الحركة الإسلامية بالحركات الإسلامية الأخرى كيف تنظر إليها وما الذي يميز الحركة الإسلامية السودانية عن بقية الحركات؟
الحركات الإسلامية الأخرى نشأت في ظروف مختلفة بعض الشيء وتعرضت لضغوط واضطهادات لم تتعرض لها الحركة الإسلامية في السودان.


نحن صحيح تعرضنا لمضايقات ولكن عندما نقارن مضايقاتنا تحت نظام نميري بالمضايقات التي تعرض لها الأخوان المسلمين في ظل النظم الأخرى نحمد الله على هذا.


هل هذا يرجع إلى خصوصية المجتمع السوداني؟
أعتقد ذلك يرجع إلى خصوصية المجتمع السوداني والثقافة السودانية المتسامحة لذلك نحن نشأنا أحراراً إلى فترة طويلة ولم نصب بعقد نفسية ولا أحقاد عميقة بداخل المجتمع، وهذا الانفتاح كان المرجو أن يبلغ مداه.


فالحركة السودانية حركة منفتحة تستطيع أن تنفتح على المجتمع السوداني بفئاته المختلفة ولا تحدث هذه التوترات الحادة التي حدثت أخيراً بعد التجربة.


كثير من الناس يستغربون أن الحركة السودانية المنفتحة التي أنجبها مجتمع سوداني متسامح منفتح كيف تحولت إلى هذه الصورة القاهرة بعض الشيء في بعض الظروف.


"يرى الدكتور جاسم سلطان الباحث والمفكر القطري أن مشكلة الحركات الإسلامية أنها اتخذت خطاباً أيدولوجيا استعلائياً وليس خطاباً يلتصق بالواقع.


"هذا الخطاب تلخصه عناوين مثل الخلافة الإسلامية, عزة الاسلام, الدين والدولة وهذا الخطاب أدى لعزل الحركات عن واقعها ومحيطها الذي تعيش فيه، فالإنسان البسيط لا ينشغل بالخلافة الإسلامية بقدر ما يهمه توفير الخبز أو الدواء.


فهل هذا عين ما يراه الدكتور التيجاني عبد القادر حامد المفكر والأكاديمي السوداني وهو يراجع معنا في مقاربات تجارب الحركات الإسلامية من حيث المنهج والفكر والتطور".


كيف تنظر لمناهج التغيير في الحركات الإسلامية؟
الحركات الإسلامية التي نتحدث عنها متعددة ومتنوعة من حيث الموقع الجغرافي والأوضاع الاجتماعية والخلفيات السياسية، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع بين هذه الحركات.

"
الحركات الإسلامية تحاول في غالبها خلق قواعد اقتصادية أو اجتماعية تحسباً لفترة تنفسح فيها الحريات وتكون فيها منافسة انتخابية
"
وأحد هذه القواسم المشتركة أنها كلها تؤمن بما يسمونه شمولية الإسلام بمعنى أن الإسلام نظام شامل للحياة ويؤمنوا بأهمية الدولة الإسلامية.

وكذلك أيضاً من القواسم المشتركة بين هذه الحركات أن معظم قياداتها من الطبقة الوسطى وتلقوا تعليمهم في المدارس والمؤسسات التعليمية الحديثة وإن كان أتباع هذه الحركات ليسوا بالضرورة كلهم من الطبقة الوسطى.

وما يمكن أن يسمى قاسم مشترك بين هذه الحركات أنها كلها تعرضت في فترة من تاريخها لشيء من الاضطهاد والمعاداة الشديدة من النظم السياسية المحلية ومن القوى المحلية.


هذه القواسم المشتركة بين الحركات أثرت على برامجها ورؤيتها.

وأنا أعتقد أن هناك قواسم مشتركة بين برامج الحركات أيضاً ومن هذه القواسم أن معظم هذه الحركات تبدأ بالشعار والتعبئة الشعبية على أساس هذا الشعار كما تفضلت وذكرت.


يرفعوا شعار الدستور الإسلامي أو الشريعة الإسلامية أو الخلافة وهذا شعار حبيب إلى نفوس الجماهير المسلمة وتبدأ تعبئة شعبية على هذا الأساس.


ثانياً شيء آخر مشترك إذا وجدت بعض هذه الحركات متسع من الحرية تقوم بإنشاء بعض المؤسسات الإسلامية سواء في مجال المصارف الإسلامية أو المدارس أو المستشفيات أو الجمعيات الخيرية والطوعية.

هذا هو المجال الذي يسمح به عادة في بعض الدول فهذه السمة ظاهرة.


شيء ثالث أن الحركات تحاول خلق قواعد اقتصادية أو اجتماعية تحسباً لفترة تنفسح فيها الحريات وتكون فيها منافسة انتخابية.

والشيء الرابع أن معظم أو كل هذه الحركات تعتبر الدولة آلة أساسية في إحداث التغيير الاجتماعي وكل هذه العمليات توجه نحو الاستيلاء على الدولة باعتبار أن ذلك سيمكنها من تنفيذ البرنامج الإسلامي.


الدولة في تجارب الحركات الإسلامية بين تجربة الخلافة الراشدة وبين الدولة الحديثة الفارق وأثره على تجربة الحركات الإسلامية وعلى تفكير الإسلاميين؟
بين الخلافة الراشدة والتاريخ الحديث حدثت تطورات سياسية وتاريخية هامة لكن فترة الخلافة الراشدة هي النموذج الذي جسد معظم القيم الإسلامية وبالتالي معظم الحركات الإسلامية تحاول أن تستهدي بفكرة الخلافة الراشدة، لكن إسقاط تجربة الخلافة الراشدة على الواقع المعاصر من الصعوبة بمكان.

أ.د التيجاني: الحديث عن الدولة في فكر الحركات الإسلامية ومناهجها أصبح حديث مضخم جداً



دائماً في الفكر السياسي الإسلامي تخلى الناس قليلا عن فكرة الخلافة نفسها لعوامل وظروف مختلفة, فالحديث ليس عن استعادة الخلافة في الوقت الراهن وإنما الحديث عن دولة من واقع التجزئة والانقسامات التي وقعت في العالم الإسلامي.


فالحديث عن الدولة في فكر الحركات الإسلامية ومناهجها أصبح حديث مضخم جداً وهم يعتبرون أن الدولة هي مربط الفرس وبداية التغيير وهذا فيه شيء من الغرابة لأن في الفكر الشيعي مفهوم أنهم يضخمون فكرة الإمامة لأنهم يعتبرون الإمامة والإمام ركن من أركان الدين نفسه.


لكن في الفكر السني الإمامة ما هي إلا مجرد باب من أبواب الفقه والدولة بالتالي هي وسيلة وأداة ليست بالضرورة هي الوسيلة الوحيدة.


لديك حديث أن الدولة الآن دولة إدارة وليست دولة إمامة ويعتقد البعض أن حديثك به شيء من العلمانية؟
أنا استهديت بالتراث السني ولو قلت إن الدولة غير ذلك لذهبت لموقف أن الدولة ركن من أركان الدين وأنا استبعدت أن تكون الدولة ركن من أركان الدين، الدولة إنما هي وسيلة من الوسائل واستهديت هذا من الفكر السني.


الدولة هي وسيلة وإدارة وهي منظومة مؤسسات سياسية وعسكرية واقتصادية إلى آخره والذي يقوم على الدولة هو أجير على الأمة وهذا ترتيب مهم لأن الدولة في الإسلام تحت الأمة.


فالترتيب هو الكتاب ثم الأمة ثم الدولة لا يجوز لنا أن نضع الدولة فوق الأمة وهذا يعني أن الذي يقوم على الدولة هو مستأجر أو هو نائب أو وكيل من قبل الأمة وهذا مهم لأنه يتيح لنا مجالاً لمفهوم تبادل السلطة ومفهوم المحاسبة ومفهوم الإقالة أما إذا قلنا بغير ذلك فستكون إشكالية.


البعض يفهم أن الحديث عن دولة إدارة يفهم منه كأنه تخلى عن فكرة دولة الخلافة الراشدة أو الدولة بمضامين إسلامية وكأنما هو تخلى عن الشعار الأساسي في فقه الحركات الإسلامية؟
نحن لا ينبغي أن نستخدم لفظ العلمانية كوسيلة للترهيب الفكري والتخويف. يجب أن نأخذ الأمور بصورة طبيعية فهناك حيز ومساحة في ترتيب شؤون الدنيا يشترك فيها العلماني والمسلم وأصحاب الديانات الأخرى.


لأن الدولة قائمة بترتيب شؤون الدنيا طبعاً نحن عندما نقول دولة إسلامية فالذي يقوم على ترتيبها يستهدي بالمبادئ والقيم الإسلامية لكن هذا لا يعني أن هناك شيء خاص في إدارة هذه الدولة أو هو يمتاز بخصائص معينة.


الإدارة هي الإدارة يديرها بنفس الطريقة التي يديرها بها العلمانيون والناس الآخرون هي ترتيب شؤون الدنيا ومعاش العباد والعدل بينهم وهذه أمور إدارية لا إشكال فيها.


الحركات الإسلامية بصورة عامة كيف تعاطت مع قضايا المجتمع مثل قضية القبلية والجهوية والعنصرية؟
الحركات الإسلامية تبدأ بمسألة التنظيم وطبعاً أول ما تبدأ تريد أن تبني تنظيم خاص لعضوية خاصة فهذا يشغلك عن الجمهور العريض لأن الحركات مبنية على رؤية هي أن الجمهور العريض كله لا يصلح.


إنما تختار عناصر من الجمهور العريض ثم تسلكها في تنظيم معين ثم تعرضها لعمليات تنشئة أو تربية لتكون هي العناصر المنتقاة الصالحة التي تقوم بعملية التغيير الاجتماعي فيما بعد.


هل هي فكرة سليمة؟
هذه الفكرة ليست سليمة بصورة مطلقة إنما هي وسيلة من الوسائل لكن الانقطاع فيها سوف يؤدي للانقطاع عن العمق الجماهيري لأنه قد ينشغل الناس بالتنظيم فترة طويلة وبمشاكله فينقطعوا به عن العودة إلى الجماهير.


فتصبح الحركات الإسلامية منشغلة بنفسها وهياكلها الداخلية وعضويتها وقد يتطور الأمر إلى أن تصبح هي نفسها قبيلة جديدة.


وهذه واحدة من المشاكل التي تواجه الكثير من الحركات أنها تتحول إلى حركة نخبوية وصفوية ومشغولة بهياكلها الداخلية وبكياناتها أكثر من انشغالها بالقضايا الأساسية التي تشغل الجماهير.


تعاني المجتمعات العربية والإسلامية من ثالوث الجهل والفقر والمرض وعندما تطرح الحركات الإسلامية نفسها كحركات للتغير ينبغي أن تهتم بهذا الثالوث هل هناك في فقه الحركات الإسلامية وأدبياتها ما يعالج مثل هذه القضايا بشكل واضح ومنهجي وعملي؟.
أنا أشرت إلى أن بعض الحركات الإسلامية لها اهتمامات اجتماعية تحاول أن تنزل أفكارها إلى برامج اجتماعية وتنشئ بعض المؤسسات ذات الطبيعة الاجتماعية التي توجه إلى خدمة الجماهير فيما يتعلق بمسائل التعليم والفقر.

"
بعض الحركات الإسلامية لها برامج اجتماعية ولكن هذا التوجه وهذه الخدمات ليست خدمات اجتماعية بريئة من الكسب السياسي
"
ولكن هذا التوجه وهذه الخدمات ليست خدمات اجتماعية بريئة من الكسب السياسي وهذا ما يقدح في هذا العمل.


أول ما تضع برنامج اجتماعي له غايات سياسية قريبة تبدأ عملية العزل والفرز وتنصرف من مواجهة المشاكل الحقيقية إلى التفكير في الكسب السياسي.

فالبرنامج لا يكون الغرض منه مكافحة المرض أو إحداث التنمية المحلية بصورة مباشرة إنما الغرض منه هو كسب قاعدة جماهيرية لمرحلة من المراحل كالانتخابات ومثلها.


لم تنجو من هذه التجربة في تقديري إلا حركات مثل حركة حزب الله في لبنان وإذا عملت مقارنة تجد هناك تميز بين برامج الحركة الإسلامية الاجتماعية والبرامج الاجتماعية التي يؤديها حزب الله.

الذي يقول إن برامجه الاجتماعية بيضاء أي بمعنى أنها ليست بغرض التوظيف أو الكسب السياسي وإنما هي برامج بغرض إحداث تنمية محلية حقيقية للذي معهم في الجماعة ولمن هو ليس معهم في الجماعة.

وطبعاً لأسباب خاصة حزب الله اختار أن ينفتح بهذه الصورة وافتكر أن هذا نجاح يذكر له لأنه طبعاً المواجهة الحقيقية للتنمية ولقضايا الفقر والجهل بصورة حقيقية وصادقة هو الذي يكسبك الجماهير على المدى البعيد وليس توظيف هذه المؤسسات لهدف سياسي قريب.

وهذا فرق بينهم وبين الحركات الإسلامية سواء عندنا في السودان أو حركة حماس في فلسطين أو حركات أخرى في باكستان تلاحظ أن عندها مؤسسات وخدمات لكن الهدف منها هدف قريب هو الكسب السياسي أكثر من مواجهة القضايا الأساسية.

لذلك ظلت القضايا الأساسية موجودة ومؤجلة رغم أن الحركات الإسلامية لها عقود من الزمان وإذا سألت أصحاب الحركات الإسلامية يقولوا إن هذه قضايا دولة ليست قضايا حركة ونحن مضطهدين ومطاردين وهذا ما نستطيعه.


وهذا صحيح جزئياً لكن الصحيح أيضاً أن الحركات الإسلامية تؤجل النظر في هذه القضايا إلى مرحلة الدولة أو مرحلة ما بعد الدولة التي قد لا يصلوا إليه أو إذا وصلوا إليها ليس بالضرورة أن تكون دولة متجهة لهذه القضايا لأن الدولة أحياناً تستولد قضايا أخرى.


في بعض الأحيان قد يكون السبب لعدم الاهتمام بهذا الثالوث قد يرجع إلى تكوين الحركات الإسلامية نفسها لأنها حركات صفوية ولذلك لم تكن في الغالب من غالبية الشعوب ولذلك القائمين على أمرها كانوا صفويين اتجهوا لمعالجة قضايا لا تهم المجتمعات الشعبية؟
إذا نظرت للحركات الاجتماعية في التاريخ الإنساني عموماً وحركات الإصلاح الذين قاموا بها كانوا صفويين معظمهم كانوا من الطبقة الوسطى أو الطبقة فوق الوسطى.


ليس بالضرورة أن يكون الإنسان من الطبقة المسحوقة حتى يشعر بآلامها ليس هناك من بأس أن تكون قيادات الحركات الإسلامية من هذه الطبقات لكن تحس بهذه المسائل وتحاول حلها، المشكلة ليست فقط التكوين الاجتماعي لكن يمكن التكوين العلمي والتكوين السياسي.

التكوين العلمي صحيح فيه هذه الناحية الصفوية وفيه تعلق بالمثال الذي ذكرناه خاصة الذين اتخرجوا في الدراسات الشرعية تعلقهم بالمثال وأشواقهم له أكثر من تعلقهم بالواقع ومعرفتهم بالمثل والأفكار أكثر من معرفتهم بالواقع.


ثانياً التكوين السياسي نفسه التكوين التنظيمي يؤطر الإنسان كثيراً ويشغله كثيراً بحيث لا يكون لديه متسع للتجاوب مع بعض القضايا الأخرى المحلية وحتى القضايا الإنسانية.


نزعة التسيس الزائدة في تجربة الحركات الإسلامية هل سببها المباشر هو احتكاكها مع تيارات أخرى دخلت معها في صراع أم أن هناك أسباب أخرى؟
جزء منها متصل بالرؤية العامة للحركات الإسلامية بمعنى أنهم يعتبرون أن الفريضة الناقصة أو الفريضة الغائبة في المنظومة كلها هي الجانب السياسي منذ سقوط الخلافة وسقوط الدولة الإسلامية والثغرة التي تحتاج إلى معالجة هي الثغرة السياسية لذلك وجهوا طاقات واهتمامات شديدة للجانب السياسي.

السبب الآخر هو أيضاً الضغوط السياسية والأمنية الهائلة التي تعيش فيها معظم الحركات الإسلامية فما تركت لهم خياراً غير الاشتغال بالسياسة فإذا أنت كنت محاصر أو معتقل من نظام سياسي قابض وقاهر فماذا تستطيع أن تفعل غير أنك تحول كل طاقتك الذهنية والنفسية لمقاومة هذا النظام.


بالتالي طغى الجانب السياسي وهذا ليس بالأمر الحميد هناك حركات سياسية أخرى كثيرة في العالم غير الإسلامي وتعرضت لضغوط سياسية وتعرضت لكذا لكن ذلك لم يمنعها من تكوين برنامج ذي قاعدة اجتماعية وذو أبعاد ثقافية فكرية هامة فهذه نقطة تحتاج فعلاً إلى تفسير.


نقطة أخيرة فيما يتعلق بقضايا الاجتماعية هناك ضعف بائن في تجارب الحركات الإسلامية في الاهتمام بالفقراء؟
ليس كلها، هناك بعض الحركات الإسلامية في فترة سابقة لديها إحساس بهذه المسألة وحاولت تقوم ببعض المعالجات.

وإذا نظرنا الآن إلى بعض الحركات التي استطاعت أن تحقق بعض النجاحات مثل الحركات الإسلامية في تركيا ظاهر أن هذه الحركات لديها إحساس بالمسألة الاجتماعية ومسألة الفقر والتنمية بصورة كبيرة.


وإذا نظرنا حتى للحركة الإسلامية في مصر لديها هذا وصحيح أنه ليس بنفس النسبة التي توليها للجوانب السياسية والجوانب الأخرى مسألة الفقر عموماً صحيح أنها لم تجد الاهتمام الذي تستحقه في برامج الحركات الإسلامية في تقديري.


الحركات الإسلامية أنتجت مشروعات للتجديد في مقابل تحديات الواقع فهل كانت هذه المشروعات علي قدر التحديات وهل أجابت على أسئلة الواقع مع التباين في مشروعات الحركة الإسلامية على مستوى العالم العربي والإسلامي؟
هذا سؤال جيد ولكنه صعب بعض الشيء لأنه لا نستطيع الحكم على تجارب كل الحركات الإسلامية بصيغة واحدة ونقول على العموم نعم استطاعت الكثير من الحركات الإسلامية أن تنتج برامج تستجيب فيها لبعض تحديات الواقع.


"
واحدة من أهم التحديات التي تواجه هذه الحركات أن هناك فجوة كبيرة بين المجتمع والقوى الاجتماعية المسلمة وبين الدولة الحديثة
" وطبعاً لمعرفة هذه البرامج وجدواها نحتاج لنظرة للتحديات نفسها التي تجابه هذه الحركات الإسلامية.


وفي تقديري أن واحدة من أهم التحديات التي تواجه هذه الحركات أن هناك فجوة كبيرة بين المجتمع والقوى الاجتماعية المسلمة وبين الدولة الحديثة.


وكان واحد من التحديات كيف يمكن إخراج هذه الجماهير المسلمة المهمشة لفترات طويلة، من هوامش الحياة وإدراجها في الحياة العامة حتى تشارك بصورة حقيقية في صناعة واقعية.


لأن قولنا أن هناك حركة إسلامية أو قيادة لا ينبغي بأي حال أن يلغي دور الجماهير.


وواحد من التحديات كيف نستطيع أن نخرج هذه الجماهير ونبني لها قدرات حتى تشارك مشاركة حقيقية في صناعة مستقبلها وفي تحقيق أهدافها.


والتحدي الآخر هو كيفية الوصول للسلطة أو الوصول للدولة وكيفية بلورة رؤية ونظرية للدولة نفسها ككيان.


طبعاً أنت لا يكفي أن تقول إنك تريد أن تستولي على الدولة ولكن يجب أن تجيب على أسئلة أخرى ما هي طبيعة الدولة ورؤيتك للدولة على افتراض أنك تمكنت من الاستيلاء على هذه الدولة.


ثانياً ماذا عسى أن تفعل هذه الدولة كمشروعات ما هو الدور المناط بهذه الدولة حتى تستطيع أن تكتمل المشروعات التي تتحدث عنها وفي تقديري هذا واحد من نقاط ضعف الحركات الإسلامية.


لم تكن مهيأة لتصورات كاملة عن مشروع الدولة في برامجها؟
صحيح لم تكن لديها نظرية متكاملة عن طبيعة الدولة وعن الوظيفة التي يمكن أن تؤديها والمشكلات التي يمكن أن تفرزها.

مقاربات: هل الحركات الإسلامية كانت مهيأة لمشروع الدولة؟



طبعاً هناك نظريات في تاريخ الفكر السياسي الحديث كثيرة عن الدولة وهناك نظريات غالبة في الفكر الغربي.


أنا أخشى أن أقول أن كثير من الحركات الإسلامية استندت على هذه الأفكار والنظريات الجاهزة في الدولة ثم اعتمدتها في برامجها الإسلامية.


لم تكن هناك اجتهادات خاصة للحركات الإسلامية في مقولة الدولة رغم بعض الاجتهادات هل هذا يعني أنه لم يكن لديها اجتهادات في نظرية الدولة؟
الاجتهادات في نظرية الدولة في تاريخنا الإسلامي توقفت منذ زمن طويل، لدينا نظريتين، نظرية الإمامة في التراث الشيعي، ونظرية الوكالة في التراث السني ونظرية الخلافة.


نظرية الإمامة الحركات التي تعمل في الإطار السني لا تهتدي بها نظرية الخلافة وأصبحت نظرية تاريخية وأثبتت قصوراً وفشلاً في كثير من الجوانب فلا يمكن أن يستهدى بها كثيراً، نظرية الوكالة هي نفس النظرية الليبرالية الغربية السائدة في العالم الغربي.


هناك نظرية أخرى مهمة جداً تسربت إلى فكر الحركات الإسلامية بطريقة لا شعورية في تقديري وهي النظرية الماركسية في الدولة وهذه نظرية على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة.


ومفادها أن ماركس لاحظ إلى مركزية الدولة في النظام الرأسمالي الغربي وأعتقد أنه لا يمكن إحداث تغيير اجتماعي حقيقي إلا بانتزاع هذه الدولة من القوى البرجوازية وتسليمها إلى القوى العاملة التي تقوم من بعد بتشكيل مستقبلها بصورة جديدة ثم تتلاشى الدولة.


وهذه النظرية عليها ملاحظات كثيرة حتى في التجربة الماركسية نفسها ولكنها بصورة ما تسربت إلى داخل فكر الحركات الإسلامية.


في كل فكر الحركات الإسلامية أم حركات بعينها؟
أعتقد أن الحركة الإسلامية في مصر والحركة الإسلامية في السودان وحركات أخرى فكرة مركزية الدولة هذه لها مكان في تفكيرهم وبالتالي ضرورة الاستحواذ على الدولة وهذا أمر في درجة عالية من الأهمية والخطورة.


لأنك أول ما تفكر أن شروط التغيير مربوطة بالاستيلاء على جهاز الدولة بالتالي كل العمليات الأخرى والمشاريع سوف تكون لاحقة إلى هذه الفكرة المحورية.


طبعاً أنا لا اعترض على الدولة من حيث هي والاستيلاء على الدولة لكن السؤال ماذا يحدث بعد الاستيلاء على الدولة.


حتى ولو لم يكن الاستيلاء بالطرق المشروعة؟ هل هناك في تجارب الحركات الإسلامية طريق مشروع للوصول إلى الدولة؟
طبعاً الطريق الذي يتحدث عنه دائماً يمر من خلال الجماهير لابد أن يكون هناك تفويض ورضا شعبي ويكون هناك مشروعية شعبية من خلالها يتم الاستيلاء على الدولة.


ثانياً بعد الاستيلاء على الدولة النظرية تفترض أن تعود السلطة إلى الجماهير نفسها ويكون الهدف من الدولة هو تقوية القدرات الجماهيرية وهذا يستقيم مع الفكر الإسلامي.


لأن النظرية الإسلامية ترى أن المجتمع أهم من الدولة وتقوية المجتمع أهم من تقوية مؤسسات الدولة وينبغي إذا وصلنا إلى الدولة تستخدم الدولة لتقوية قدرات المجتمع المختلفة حتى يستطيع أن يقوم بكل أعبائه في النهضة الحضارية.


تضخم مقولة الدولة في فكر الإسلاميين هل هو طبيعي أم هي حالة مرضية كما يقول البعض؟
لا نقول هي حالة مرضية لكن في بعض الأحيان حالة اضطرارية لأن العمل السياسي والعمل الاجتماعي يقود بعضه إلى بعض.


فأنت إذا دخلت في طريق محاولة الاستيلاء على الدولة وتعظيم المؤسسات فإن الدولة لها منطقها الداخلي ومقتضياتها السياسية.


فالدولة نفسها تجبرك على أن تفكر بطريقة الدولة وبطريقة المؤسسات.


فأنا أعتقد أن الدولة كما أن الإنسان أو السياسي يحاول أن يشكل الدولة، أيضاً تجد في كثير من الذين دخلوا في هذه التجربة شكلتهم الدولة بدلاً أن يقوموا بتشكيلها وعدلت رؤاهم بدل أن يقوموا في إعادة هيكلة الدولة.


وهذا هو مأزق كثير من الحركات الإسلامية التي وصلت إلى مرحلة الدولة وهو المأزق الذي ينتظر التي لم تصل لمرحلة الدولة.


قيم مثل قيم الحريات وحقوق الإنسان وتداول السلطة في تجارب الحركات التي لم تصل وفي تجارب الحركات التي أتيح لها أن تطبق مشروعها على أرض الواقع هل ترى هذه القيم بارزة في تجارب الإسلاميين؟
طبعاً قيمة تبادل السلطة وقيمة الحرية جربت في مرحلة ما قبل الدولة والنتائج لم تكن باهرة بأي حال من الأحوال لأن التنظيمات الإسلامية في داخلها تعثرت فيها فكرة تبادل السلطة.


وطبعاً أمير الجماعة أصبح مثل الخليفة العباسي لا يتخلى ولا يتحول من قيادة الحركة إلا بالموت الطبيعي أو الانقلابات والمؤامرات الداخلية وهذه تجربة غير مشجعة.


فإذا أنت لم تستطع أن تبسط الحرية والشورى وتبادل السلطة في داخل التنظيم الإسلامي فكيف يتسنى لك أن تفعل ذلك حين تتولى الدولة الكبرى وهذه واحدة من التحديات الحقيقية.


فالحركات الإسلامية مطالبة أن تثبت أن القيم الإسلامية قيمة العدل وقيمة الحرية والشفافية وتبادل السلطة هذه القيم الراقية مطالبة هذه الحركات أن تخرج لنا نماذج عملية واقعية في داخل التنظيمات الإسلامية نفسها ثم من بعد ذلك تتوطد ثقة الجماهير بها.


من أين تسرب هذا.. الاستمرار في فترة طويلة في قيادة تنظيمات إسلامية، محددة من أين تسرب إلي فكر الحركات الإسلامية هل من التيارات التقليدية التي تحتك بها هذه الحركات في دول معينة أم من أين؟
هناك خيط من التراث الإسلامي السابق في فكرة لا نقيل ولا نستقيل في أن الإنسان الذي ينال الثقة يستمر إلى أن يجد سبب يسحب منه الثقة.


وهناك خيط آخر من التراث الإسلامي أيضاً هو المحافظة والخوف من الفتن والنزاع فلا تنازع أهل الأمر في هذه الأمور.


وهناك خيط آخر من المجتمعات الإسلامية أنها في عمومها مجتمعات محافظة. وهناك جزء آخر عملي أن القيادة في ظروف ما قبل الدولة لها تكلفة ولها ثمن ولها تضحيات.


فالناس لا يتحمسون لها كثيراً فمن تصدى لها يترك لأن ليس لديها نواتج سعيدة بالتالي ليس هناك حماس شديد للتصدي والمنافسة للقيادة فترة ما قبل الدولة.


يمكن فترة ما بعد الدولة أمر مختلف لذلك يترك من يصير أميراً أو مسؤولاً للجماعة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.


وهذه الأسباب في تقديرنا التي أدت لعدم وجود تبادل للسلطة لأنه ليس هناك سلطة بصورة حقيقية يتنافس فيها الناس ولا شيء مغري بل بالعكس هناك تضحيات ومشاكل شديدة مما جعل الجماعة تركن إلى من يتحمل هذه الأعباء وهذه المسؤولية ولا ينافسوه.


بعض الحركات الإسلامية حاولت أن تصل إلى الحكم عن طريق الممارسات الواقعية التي يحكمها ظرف اليوم مثل تجربة الإسلاميين في الجزائر وفي فلسطين حاولت أن تصل للحكم عن طريق صناديق الاقتراع لكن تم وأد التجربتين، الحديث الآن عن مرونة في فكر الحركات الإسلامية في التعامل مع مفاهيم الديمقراطية وغيرها هل السبب ما تم لوأد في تجربتي حماس والجبهة الإسلامية في الجزائر أم أن هناك أسباب دفعت الحركات الإسلامية إلي أن يكون خطابها مرناً بعد الشيء؟
طبعاً الجزائر لها خصوصية لأن الجزائر هي الحديقة الخلفية لقوى أوروبية لا تريد للجزائر أي انعتاق بعيد عنها وكذلك فلسطين هي منطقة لصراع دولي معقد جداً.

"
الوصول للسلطة عن طريق القهر والإكراه سيبرز سلسلة أخرى من سلسلات القهر والهيمنة والإكراه
"
فبالتالي أي محاولة وجود حركة إسلامية أو حركة ديمقراطية حرة تكون مرتبطة بمصالح دولية وتعقيدات خارجية كثيرة بالتالي تحبط هذا عامل خارجي.


وهناك عامل آخر داخلي أنك عندما تتحدث عن الدولة لابد أن تتحدث عن القوى الاجتماعية المستفيدة من هذه الدولة.


في تقديري كثير من الحركات الإسلامية تنظر للدولة كأنها جهاز سلطوي قانوني فقط، وتنسى القوى الاجتماعية ذات المصالح القوية في قيام هذه الدولة وسقوطها.

فإذا أنت تريد أن تستولي على هذه الدولة لابد أن تحدث تفاهمات ما مع القوى الاجتماعية الحقيقية التي تسيطر على الاقتصاد وعلى التجارة وعلى عوامل الإنتاج، فالدولة فقط بنية فوقية.


لهذا فإذا كان هناك مرونة فهي ليست فقط على المستوى السياسي أو القانوني أو الشعار وإنما المرونة في التصالح والتحالفات والتراضي الذي يتم بين الحركات الإسلامية وبين القوى الاجتماعية الحقيقية المتنفذة.


فإذا استطاعت حركة حماس أن تحدث مثل هذا أو استطاعت حركة في الجزائر أن تحدث مثل هذا التصالح تستطيع أن تصل إلى الدولة.


والتخوف ليس فقط من القوى الخارجية لكن التخوف أيضاً من رأس المال القوى الرأسمالية البرجوازية الداخلية.


فإذا وجدت حركة إسلامية متزنة تستطيع أن تتحالف وتطمئن أصحاب المصالح بأنها حينما تصل إلى الدولة لن تضر بمصالحهم فسوف يمهد لها الطرق إلى الحكم.


لكن السؤال هل سوف تظل حركة إسلامية أم تتحول هي نفسها إلى عنصر من عناصر القوى الرأسمالية هذا تحدٍ كبير.


هل يفرق كثيراً أن تصل الحركة إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع أو عن طريق انقلاب عسكري؟
نعم أعتقد يفرق لأن الوصول للسلطة عن طريق القهر والإكراه سيبرز سلسلة أخرى من سلسلات القهر والهيمنة والإكراه.


حتى لو طرحت الحركة لاحقاً مشروعها الإسلامي؟
لن تستطيع أن تبرز مشروعها الإسلامي لأنها ستدخل نفسها في شبكة من المسائل الأمنية ومسائل التأمين وتحاول تسد فجوة عدم الثقة بينها وبين الذين لم يفوضوها وهذه تستهلك طاقات كثيرة.


زيادة على هذا أنا أعتقد أن الذي يستولي على السلطة بالقوة والقهر هو نفسه سايكلوجيا يتغير يصعب عليه أن يعود إلى مرحلة التراضي.


لكن إذا حدث ذلك وهي حالات قليلة فيكون هذا هو الأوفق لأننا لو استطعنا أن نجد مسوق لأي عمل إنقلابي في داخل الفكر الإسلامي فالمسوق هو النتائج التي تترتب عليه.


فإذا الإنسان استولى وأخذ الدولة بالغلبة وفعل بها إحساناً وعاد بها إلى أصحاب الشورى الحقيقيين فهذا قد يكفر عن ذلك.


لكن الذي نراه واقعاً أن الذي يستولى على الدولة عنوة وقهراً لن يعود بها بسهولة إلا أن تؤخذ منه عنوة ويدخلنا في سلسلة استخدام القوة والقهر داخل النظام السياسي بالتالي تحدث تمزقات كثيرة داخل المجتمع بسبب هذا.


هناك الآن تجربة للحكم الإسلامي في إيران مسنودة بالفكر الشيعي وهناك تجربة إسلامية في تركيا البعض يعتقد أنها مسنودة إلى حد على علمانية لها علاقة بالغرب هناك تجربة في السودان للحركة الإسلامية في الحكم أقرب إلى الإسلام السني هل تنظر إلى هذه الحركات إلى أنها تستفيد من تجارب بعض، هل بينهما خيط مشترك؟
أنا لست متأكداً ما إذا كان هناك فعلاً شيء من تنسيق أو تناغم بين هذه الحركات لكن الذي أراه أن كل هذه الحركات تسير على طريق التجربة والخطأ إلى حد كبير بما فيها الحركة في إيران.


رغم أن الإيرانيين في مجال التنظير وفي مجال الفلسفة أبعد باعاً لكن السياسة لا تستطيع أن تضبطها على ضوابط نظرية ففيها مجال كبير للتجربة والخطأ.


فأنا لا أرى أن هناك تنسيق كامل ولست متأكد ما إذا كانت هناك استفادة مشتركة بين هذه الحركات ويا ليت ذلك يتم.


هل ذلك ممكن ومتاح على رغم الاختلاف الفكري في هذه الحركات؟
يمكن أن يحدث ذلك لأن السياسة في عالمنا الحاضر لا تقوم على الانفراد ولا تقوم على الإقليمية الضيقة أو القطرية ولكن العالم كله يتسع ويسعى لإيجاد تحالفات وإيجاد نقاط مشتركة وتبادل منافع إلى آخره.

أ.د التيجاني: السياسة الإقليمية والدولية لا تسمح بالتنسيق بين الحركات الإسلامية الحاكمة



فالدول التي أشرت إليها يمكن أن تمتد بينها اتصالات وتقوم بينها أنواع من الاشتراك والتعاون إذا توفرت.


لكن لا تنسى أن السياسة الإقليمية والسياسة الدولية لا تسمح في كل الأحيان أن يتم تنسيق حقيقي ووثيق بين الحركات الإسلامية سواء كان في إيران والسودان أو في السودان وتركيا.


ما يسمى الآن بالربيع العربي هناك حديث أن الحركات الإسلامية كان لديها دور في حركة الجماهير في الوصول إلى هذه النتائج الآن هل هذا تم بوعي من هذه الحركات أم أنها اختطفت ظرفاً تاريخياً معيناً وقفزت على المشهد السياسي؟
لا أعتقد أن الحركات قفزت، لكن السبب الذي أوجد لها دور أنها كانت حركات مقهورة في داخل هذه النظم مثل ليبيا ومصر، تجد أن الحركات الإسلامية كانت في المعارضة وكانت في السجون وكانت على هامش الحياة.


والنظام الذي أطيح به كانت جل قوته مركزة على ضرب وتصفية هذه الحركات، ويركز ليلاً ونهاراً على أن هذه الحركات هي البعبع الذي ينبغي أن يزاح إلى آخره.


فالحركات استفادت جماهيرياً من هذا الزخم لا نستطيع أن نقول إنها صنعت الثورات بصورة كاملة لكن نستطيع أن نقول إنها شاركت في كثير من الأحيان مشاركة فعالة في إنجاح هذه الثورات.


هل سيترتب على ذلك دور لهذه الحركات في مستقبل الأيام؟ كيف تنظر إلى أدوارها الآن بعد اكتمال المشهد بوصول الحركات الإسلامية في بعضها إلى البرلمان في بعضها يرشح الآن نفسه للرئاسة؟
بالتأكيد هذه تدخل في إطار مأزق ما بعد الدولة وهو يمكن تلخيصه في ثلاث أو أربع نقاط أساسية.

"
الحركة الإسلامية إذا وصلت للدولة فإنهم مطالبين بالبرنامج التنموي الذي يستوعب البطالة ويحرك المصانع والمزارع ومن أين تحصل على التمويل اللازم
"
النقطة الأولى أن هذه الحركات إذا توصلت إلى مرحلة الدولة أو شاركت مشاركة فعالة فماذا يفعل أو ماذا يحدث في مجال النظام السابق كيف تتعامل مع ما يسمى بالفلول، ففي بعض الدول النظام السابق ليس مجرد شخصيات أو أفراد إنما هو نظام قائم كان مستمر لفترة طويلة.


وكيف تتعامل مع النظام الدبلوماسي والعسكري، كيفية تفكيك النظام البائد وإقامة نظام جديد، هذا تحدٍ لبناء دولة بصورة جديدة وقيم جديدة هذه مسألة في غاية الصعوبة الجماهير ستحكم عليك بنجاح وفشلك في هذا.


النقطة الثانية التنمية الاقتصادية ومسألة الفقر ما هو البرنامج العملي هذه الجماهير التي خرجت وثارت هي جماهير مطحونة بالفقر والتهميش والجهل هم يريدوا أن يكون هناك برنامج واضح يغير هذه الحالة، برنامج تنموي.


وإذا وصلت الحركة الإسلامية فإنهم مطالبين بالبرنامج التنموي الذي يستوعب البطالة ويحرك المصانع والمزارع ومن أين تحصل على التمويل اللازم.


النقطة الثالثة والخطيرة في تقديري هي العلاقات الدولية وخاصة فيما يتعلق بالقوى الغربية المهيمنة والتحالف الغربي الإسرائيلي.


طبعاً طالما هي حركات إسلامية فستطرح مباشرة مسألة فلسطين ومسألة إسرائيل فكيف تتعامل مع هذه القضية.


وهذا تحالف عسكري أمني تقني قوي جداً فهل تستجيب عن طريق التعبئة والجهاد أم تستجيب عن طريق الهدنة والتطبيع أم أن هناك طريقاً ثالثاً تستطيع أن تسلكه الحركات الإسلامية لمواجهة هذه القوى، فهذه تحديات في غاية الصعوبة.


بالإضافة إلى تحديات بناء الدولة الحديثة نفسها وكيف تكون علاقاتها مع المجتمع وماذا تفعل مع القوى الرأسمالية الموجودة هل تتحول لنظام رأسمالي وتعتمد تخصيص المؤسسات وتخصيص الدولة نفسها أم تصبح دولة قطاع عام تقوي ذراع الدولة.


طبعاً إذا ذهبنا في اتجاه النظام الرأسمالي فما هو الداعي للثورة أصلاً وأين يوجد الشعار الإسلامي وإذا قلنا بالرجوع إلى مسألة الحكومة المركزية القوية وتدعيم القطاع العام وبناء التعليم فمن أين تحصل على التمويل اللازم لهذه العمليات هذه معضلات كثيرة.


الغرب يتهم الحركات الإسلامية أنها في بعض الأحيان كانت محضن لتفريخ الإرهاب والعنف كيف تتعامل هذه الحركات مع هذه النظرة الغربية؟
أنا لا أعتقد أن التعامل مع هذه الاتهامات يكون بالإنكار والرفض فالآخر سيظل يتهمنا بالإرهاب وسيظل يتهم الحركات الإسلامية بالأصولية إلى آخره.


لكن الرد الحقيقي أن نطور نقداً داخلياً ذاتياً بصورة صحية ونعترف أنه فعلاً في داخل المجتمعات الإسلامية وفي داخل الفكر الإسلامي هناك خمائر تولد هذا النوع من التفكير المتطرف وهذا النوع من النزعة الاقصائية موجود في داخل تراثنا.


فلابد أن نطور قدرات نقدية تستطيع أن تقضي فعلاً على سمات التطرف والغلو في داخل المجتمعات نفسها لأن التطرف ليس خطراً على الغرب فحسب إنما هو خطر على المسلمين والمجتمعات الإسلامية.


وأنا ألاحظ أن الحركات الإسلامية حين يأتي الكلام عن التطرف والإرهاب تغض الطرف وهذا لا يفيد.


فينبغي أن يكون للحركات الإسلامية خط واضح فهناك أشياء ينبغي أن لا نقر بها تماماً سواء كانت ارتكبت جرائم ضد الغرب أم لم ترتكب.


فنحن لا نقبل التطرف والتفسير الشكلي والحرفي للدين والتحدث باسم الاسلام بهذه الصورة.






شبكة الشروق

Post: #70
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-02-2012, 08:56 AM
Parent: #69


بسم الله الرحمن الرحيم

المبادرة التصحيحية لمسار الحركة الإسلامية

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام علي من جاء بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره الكافرون .. وبعد،،

قال تعالي :- ( والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) صدق الله العظيم

قال الشهيد سيد قطب:

( عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! … أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ! … )

أعي يامن تدعي الإقتداء بأقطاب وأعلام الحركة الإسلامية وأديت قسم الولاء والطاعة لها ولقيمها ومبادئها.. فهل أصبحت تلك القيم والمبادئ أشواق وأضغاث أحلام؟؟!! .. أم بقول شاعرٍ قليلاً ما تفقهون؟ أم بقول كاهن قليلاً ماتذكرون؟؟ … مالكم كيف تحكمون ؟؟؟!!..

(إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دافعة – مجرد كلمات خاوية ، أوعلى الأكثر معانٍ ميتة ! والذي يمنحها الحياة هو حرارة الإيمان ، المشعة من قلب إنسان !

لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد ، لا في قلب مشع .

آمن أنت أولاً بفكرتك ، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار ! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية ، خالية من الروح والحياة !) …القائل الإمام الشهيد سيد قطب

فاليوم نضع مبادرة متجددة لصالح ( المشروع الإسلامي الكبير ) غِيرةً علي شعلة الإسلام .. لتظل متقدة في سموات السودان ونموذجاً للعالم أجمع ، نضع هذا المشروع مستلهمين قيمه من جيلٍ قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلاً ، وأهدافه من أولئك الذين مازالوا ممسكين بالسيوف ، فلم تعد لأغمادها وما يمموا هرباً ولم ينهاروا … فباعوا حياتهم رخيصة في سبيل دعوة لا يروعهم فيها فناء.. ومستنبطين مبادئها من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

نضع اليوم إجتهاداً آخر لمسيرة الحركة الإسلامية نتوق ونطمح في أن تعيد لهذه الأمة مجداً ورسالة وفكرة لا تنتهي .. نخرج اليوم وكلنا قوة وثباتاً فلا نريد إلاّ الإصلاح ماإستطعنا .. لنكمل ما بدأناه من مشروع إنقطعت وصاله بسلطة وجاه ونعيم .. وتلاهفته الأهواء والنزوات والقبيلة والعشيرة والمؤامرة، وخلت بعض من برامجنا لوسائل ربانية نقيس عليها مدي تدافعنا لتطبيق قيمنا الرسالية الراسخة..

أما تاريخنا القريب وفي ظل تطبيق المشروع الحضاري والذي بنينا مؤسساته علي تقوي من الله عز وجل ومن أجل أسلمة المجتمع فأصبح الشعب وقتها هو الذي يحمي تلك القيم والمبادئ وهو الذي يبني ويشمر عن سواعد الجد .. ولكن سرعان ما تلاشت تلك المؤسسات وما تبقي منها أضحي بعضها مكاناً للتوظيف وكسب العيش .. وفي الذاكرة التهليل والتكبير النابع من قلوب وحناجر آمنت بالقضية .. وفي الذاكرة إيثار ونماء وثورة علي المحسوبية والربا والرشوة وتطهير للمجتمع من الرذيلة والإنحلال والإنكفاء علي الذات وتتبع خطوات الغرب شبراً بشبر وجحراً بجحر.. وفي الذاكرة خوف الأخ من التكليف لا التلهف وجعل السلطة شرف يتمسك بها ولا يتركها إلا وهو ناقم وساخط .. وفي الذاكرة كثير من القيم التي مارسناها بياناً بعملٍ في مجتمعنا وصرنا أنموذجا يحتذي .. أما اليوم فحدث ولا حرج..

هوان وتراجع مخيف يضرب أوصال حركتنا الإسلامية الرسالية .. ولا منقذ لها .. غابت الأدبيات العامة وحل مكانها فراغ كبير وحزن وعويل .. لقد تبايعنا علي أركان عشرة …الفهم ، والإخلاص، والتضحية ، والطاعة ، والثبات ، والتجرد ، والأخوة ، والثقة .. فبدلنا فيها الكثير وذابت في أضابير الشغف واللهف للسلطة حيث غاب مبدأ الفهم وحل الجهل- وغاب الإخلاص وحل الإهمال – وغابت التضحية وحل حُبُ النفسِ والشهوة – وغابت الطاعة وحل التفلت والشغب والتكتل ونصرة القبيلة والجهة – وغاب الثبات وحل محله الخوف من المصير ومن إحلال بعض من الربا وتعطيل بعض حكم الله في كثير من أمور حياتنا العامة والخاصة – وغاب التجرد ونكران الذات – وغابت الأخوة وحلت محلها المؤامرات والدسائس – وغابت الثقة وحل محلها الشك وعدم الصدق .. نعم لقدغابت أركان بيعتنا العشرة بنسبة تكاد تطغي علي معالم دعوتنا .. أما وصايا الشهيد حسن البنا العشرة فقد راحت هباءً منثورا ، أولها ضياع صلواتنا الجماعية .. والتجهم في وجه بعضنا البعض … وعدم التعارف ، ولا ورد يومي ولا صيام تطوعي ولا جلسات إيمانية ولا جلسات فكرية ولا إنتاج فكري ثقافي متجدد لدعوتنا..فهل من ذكري نتذكر ونعي ونتوب ونرجع ( إن الله يحب التوابين ويحب المتتطهرين) …. ( فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم)

وحتي تعود الحركة الإسلامية إلي سابق عهدها نري الآتي وفق الملامح والرؤي الإجتهادية القويمة حيث نضع بعضاً منها في هذه المسودة والتي ماهي إلاّ فتح للمدارك والأبواب للإجتهاد الكبير الذي نطمح له حيث نجمل إجتهاداتنا الداعية للإصلاح في الآتي:-

1. تمثيل القدوة الحسنة للمجتمع بداية بالأسرة الصغيرة التي ننتمي لها ثم العائلة ثم الحي أو القرية ومن ثم القدوة الحسنة في الشأن العام بطهارة اليد واللسان والعفة والصدق التراحم والتكافل والتواصل الإجتماعي الحميم بين الناس..وكل مايلزم إظهار الأخ المسلم بحقيقة ربانية تمشي بينهم لا تتعالي أو تترفع عنهم وعن حاجياتهم الخاصة والعامة..

2. دعوة الناس بالحسني وإعمال مبدأ توحيد الأمة علي كلمة سواء أو إجراء إنتخابات يجمع عليها أهل السودان والجماعات والتنظيمات السياسية ذلك لإعادة بعضاً من بريق الحركة الإسلامية الذي غاب كثيراً ولتقدم أنموذجاً في الزهد في السلطة إذا كان من الممكن وضع الدستور الإسلامي المتفق عليه بجميع أهل السودان.

3. الدعوة لمؤتمر عام طارئ للحركة الإسلامية ومناقشة مسيرة الحركة الإسلامية خلال العقدين من الزمان ووضع المنهجية المتجددة لمسيرة الحركة الإسلامية في السودان ..مع وضع في الإعتبار التجارب السياسية لمصر وتركيا وماليزيا ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة)..

4. تبني قيام (المشروع الإسلامي الكبير) ووضع الأطروحات والبرامج المنفذة له وإشراك أهل القبلة في ذلك مع وضع وسائل ممكنة لإنفاذه

5. إحياء مؤسسات المجتمع السابقة التي رسخت قيم ومعاني إلتف من حولها الجمهور ونفذ من خلالها المشروع الحضاري.

6. الإهتمام بالقيم والمعاني التي فجرتها الحركة الإسلامية وتبني مبدأ التخطيط الإستراتيجي لكل المشاريع والبرامج لهذه الأمة.

7. الحركة الإسلامية كيان له صفته الإعتبارية الجامعة لأي واجهة حزبية كانت أو منظومة إجتماعية خرجت من رحمها ، تأتمر بإمرتها وتأخذ الموجهات العامة من مؤسساتها ، مع إعتراف مسبق بإستقلالية تلك المؤسسات في إدارتها العامة ومشاريعها الحياتية العامة مالم تتعارض ومبادئ (المشروع الإسلامي الكبير).

8. العضوية لها تزكيتها وتربيتها وتوثيقها وعنصر الكفاءة و الإلتزام الحركي هو المقياس لتولي الشأن العام ..

9. مراجعة الهياكل الحالية وتنقيتها وتفعيلها لحين البت النهائي في تبني المشروع المتجدد للحركة الإسلامية في ظل الجمهورية الثانية.

10. مازلنا نحن دولة تحكم في السودان لا بد لها من مراجعة الآتي وبأسرع فرصة ممكنة :-

1- القوانيين العامة والخاصة كل حسب تخصصه وإرجاع نظام المؤتمرات المتخصصة لوضع النماذج للجمهورية الثانية ، يحارب فيها الفاسدين ولو كانوا أُلي قُربَي ، ونضع فيها حداً للمحسوبية والرشوة وضبط الشارع العام وتطبيق الحدود الإسلامية الشرعية وإعمال مبدأ العدالة ومحاربة كل الظواهر السالبة في السياسة والإقتصاد والثقافة وإحياء مبدأ قوانين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

2- الدولة تبقي داعية للتوجه إلي الصراط المستقيم وهي أول من ( تصلي وتزكي وتصوم وتُفتي وتتفقه في الدين وتدعوا إلي الحق والفضيلة والخير والعدل )

3- بسط العدل والحرية والتوزيع العادل للسلطة والثروة بين كيانات السودان المتعددة ورتق النسيج الإجتماعي بين الأفراد والجماعات والنظر في نظام إدارة الدولة وتغيير كل المعالم السابقة والتي توارثناها عن المستعمر ومازالت تتحكم في مجتمعاتنا (كالقبيلة ) ، ونظام الحكم الفدرالي وتحرير الإقتصاد والتعيين بدواعي القبيلة والنفوذ لا علي مبدأ الكفاءة والقدرة .

4- محاربة الفساد إبتداءً من مراجعة أنفسنا فرداً فرداً ومؤسسةً مؤسسةً ورفع كشف حساب واضح المعالم لما كنا عليه قبل الثورة ولما صرنا عليه بعد الثورة والإستغفار والتوبة لما إقترفناه من جرم إن كان موجوداً وتدعيم ماكان صالحاً ليتواصل. (للتوبة شروط معلومة)

5- الفقر والحاجة ضربت في مجتمعاتنا وتفشت ظاهرة الطبقية المستترة وتفارقت المستويات المعيشية ، أما مؤسسات الدعم الإجتماعي لم تكن كما خطط لها فتغلغل فيها الحزب ووجهها في توجهات متعددة ليست نابعة من المصارف المعروفة قانوناً وتلاعب الكثيرون علي الفقه فيها فأصبحت المأموريات والسفريات وشراء العربات الدستورية ودعم المسئولين تأتي منها. بيد أن هنالك دعم عام يمنح لبعض الشرائح ولكنه لا يغطي أو يفي الحوجة الحرجة التي ضربت المجتمع من جراء بعض السياسات العامة.. ومبدأ التعويض عن المشروعات الكبري والحرب تتفاوت من مكان لمكان دون هادي أو قانون مما يشجع علي الغبن والإختقان.

6- لا سياسات عامة يتحكم فيها حفنة من الأشخاص ولكن شوري ومرجعية للقواعد وهي التي تحكم ، ونظام أساسي تضعه قواعد الحركة الإسلامية وتستفتي فيه.

7- الثقافة العامة والتراث ليس لعب ولهو وإنما قيم ومعانٍ تتنزل علي الناس دعوة للخير والحسني وتجسيد للنخوة العربية والحماسة الإفريقية التي ننتمي إليها.. ونفصل فيها بين ماهو حلال وجائز فنتبعه وفق الشرع الإسلامي وبين ماهو حرام ومنكر فنمنعه.

8- الدفاع عن العقيدة والوطن وإحياء سنة الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الوطن والأمة الإسلامية جمعاء والإستعداد للمعركة الكبري بين الحق والباطل بتفعيل الدفاع الشعبي وإنشاء جيش التحرير الإسلامي والكتائب الإستراتيجية لتكون رادعاً جديداً لكل المتربصين بالإسلام وقيمه.

9- إنشاء إعلام متخصص يروج لمبادئ الحركة الإسلامية مع تشجيع الحريات العامة في كل مجالات الإعلام وفتح المنابر الإعلامية للنقد البناء لا الهدم.

10- تخصيص برامج توجيهية متخصصة لتخاطب الأسرة الطفل والشباب والمرأة

وما نحن إلاّ ثلة تواثقت وآبت إلي ربها وقيمها ودعوتها ومرجعيتها الأساس في الحركة الإسلامية العالمية مع إفراد الخصوصية لحركة الإسلام في السودان ، وراقبنا ورصدنا مواطن الخلل عند حركتنا وكانت هذه المبادرة لتصحيح مسارنا من خلال (المشروع الإسلامي الكبير) وسننفذها نحن بمحض إرادتنا وننتصر للفكرة ونجتهد ما بلغنا في ذلك سبيلاً ، ونضعها بين إيدي مؤسساتنا التنظيمية دعوة للرجوع للحق والحراك والتدافع من أجل إحقاق الحق وزهق الباطل ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به ، واعفو عنا ، واغفر لنا وإرحمنا، أنت مولانا فأنصرنا علي القوم الكافرين) صدق الله العظيم

والله الموفق وهو الهادي الي سبيل الرشاد

التوقيع : هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل

معنونة إلي :-

1- أمين الحركة الإسلامية

2- أعضاء شوري الحركة الإسلامية

Post: #71
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-02-2012, 10:42 AM
Parent: #70

الخضر يصف (الإنتباهة) بـ (التخريبية) ويدعو مجلس الوزراء لردعها
االانتباهة

نشر بتاريخ الإثنين, 01 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


في تعدٍ سافر لحرية الصحافة، هاجم والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر صحيفة «الإنتباهة» ولم يسمها وأشار إليها بوضوح، أثناء مداولات مجلس الوزراء الذي ترأسه الرئيس عمر البشير حول اتفاق أديس أمس، وعلمت «الإنتباهة» أن الخضر وصف الصحيفة بأنها تخريبية، ودعا لردعها وإيقافها. وقال إن الصحيفة الأوسع انتشاراً وتوزيعاً هي الوحيدة من بين الصحف التي تتخذ خطاً سالباً في ما يتعلق بقضايا الجنوب

Post: #72
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-03-2012, 06:13 AM
Parent: #71

الإنتباهة» والطواغيت!!


نشر بتاريخ الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012 13:00



الطيب مصطفى


ونحن بين يدي حالة (تكسير الثلج) والبلطجة التي يمارسها بعض كتاب الغفلة أرجو أن تقرأوا هذا الخبر الذي أنقله بتصرف واختصار لنستقي منه العبرة والعظة:


فقد رفض حاكم ولاية شمال بحر الغزال الفريق بول ملونق اتفاق الميل 41 الذي تقرر أن يكون منطقة منزوعة السلاح وخالية من وجود جيش السودان وجيش دولة جنوب السودان وقاد الرجل جبهة لمناهضة الاتفاق من خلال مؤتمر صحفي (عديل) عُقد في عاصمة الجنوب جوبا وليس في واو عاصمة ولاية ذلك الحاكم وانعقد المؤتمر الصحفي بالتزامن مع وصول سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان إلى جوبا وحثّ بول ملونق شباب المنطقة على ما سمّاه (الدفاع عن مناطقهم بما يستطيعون)!!


هذه أيها السادة دولة حديثة لم يمضِ على ميلادها أكثر من عام تقريباً تبلغ من عافية الحريات والصدع بالرأي درجة أن يُعلن والي ولاية رفضه للاتفاق بل ويعقد مؤتمراً صحفياً في جوبا لمناهضته بينما دولتنا التي تجاوز عمرها أكثر من نصف قرن يُجرّم كلُّ من يقول (بِغِمْ) ضد الاتفاق وتُحشد (بصات الوالي) لتسوق الناس كالقطيع وبالمجان طبعاً إلى المطار ويتبارى كُتاب الغفلة في الهجوم على من يُبدون رأياً حتى ولو كان على استحياء ويكتب بعضُهم مهاجماً من لم يذهب إلى المطار مهلِّلاً ومكبِّراً وصادحاً بنشيد (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع)!! بل ينبري أحد الولاة في اجتماع مجلس الوزراء الاتحادي ويشنُّ هجوماً على «الإنتباهة» ويطالب بردعها وإيقافها ناسياً أنه بذلك السلوك أغلق الباب إلى الأبد أمام نفسه في التطلع إلى المنصب الأكبر أو حتى إلى منصبه الحالي فلسنا ممن يؤيِّد الطواغيت والفراعنة في عهد الربيع العربي!!


كل القنوات الفضائية والإذاعات والصحف وغير ذلك من الوسائط الإعلامية تُسخَّر للتسبيح بحمد الاتفاق كلِّه وكأنه قرآن يُتلى ويُضيَّق على صحيفة واحدة أبدت ملاحظات على بعض بنوده أو بروتوكولاته وتُراقَب وتُهاجَم من داخل مجلس الوزراء وكل هذا (كوم) لكن (الكوم) الأعجب والأغرب أن ينبري من يُفترض أنهم حماة حرية التعبير للهجوم على من يعارض أو ينبس ببنت شفة ضد الاتفاق ناسين أنهم يُضيِّقون على أنفسهم ويمثلون سبة في جبين مهنة لا تقوم ولا تنهض إلا بإتاحة حرية التعبير وليت هؤلاء وليت طواغيت السلطة يعلمون أن الله تعالى لم يُكرِه أحداً على دينه، أما هم فإنهم يُكرهوننا على أن نتبنّى اتفاقيات بعضها ـــ في رأينا ـــ يشكِّل خطراً على أمن البلاد القومي وعلى هُويتنا الحضارية بالرغم من أنهم ليسوا أصحاب حق في هذه الأرض أكثر منا!!


قارنوا بربِّكم بين الجماهير التي خرجت من تلقاء نفسها يوم تحرير هجليج مندفعة بروح وطنية عالية وشعور بالانتماء وبين الذين حُشدوا حشداً بدون أن يعلموا شيئاً عما سِيقوا من أجله... كم بربِّكم من هؤلاء علم بمضامين الاتفاقيات الموقَّعة وهم يمطّون شفاههم بالتقريظ أمام شاشات الفضائيات الحكومية والإذاعات ويدقّون طبول الأهازيج كما لو كانوا قد بلغوا الفردوس الأعلى؟!
قارنوا بين ما حدث في الخرطوم التي حُشدت بأعلامها وقضِّها وقضيضها وبين جوبا التي كانت مُسترخية بل إن بعض قياداتها كانت معترضة على الاتفاق. أليس من حقهم في جوبا أن يتساءلوا كما حدث بالفعل لماذا تلك (الهلولة) في الخرطوم؟! ألا يعطيهم ذلك إشارة خاطئة تجعلهم يتعنَّتون في الجولات القادمة؟ ثم أيهما أجدر بالاحترام: موقف جوبا وهي تطرح الأمر على الجمهور وتتيح أبواب الحريات وتفتحها على مصاريعها أم موقف الخرطوم وهي تكتم أنفاس المتحفِّظين حتى ولو جزئياً؟! أيهما أجدر بالاحترام موقف جوبا وهي ترجئ الضجَّة إلى حين تمرير الاتفاقيات من خلال البرلمان أم موقف الخرطوم وهي تحتفل بالاتفاقيات باعتبارها قد أُجيزت متجاهلة ومحتقرة البرلمان على أساس أنه لا حول له ولا قوة ولا يملك أن يعترض على شولة كما حدث منه عند تمريره كارثة نيفاشا وغيرها؟!
إنها تربية سيئة للجماهير خاصةً عند أدعياء المشروع الحضاري أن تُساق كالقطعان الضالّة وهل أنجت القطعان الرئيس مبارك حين اقتلعه ثوار الربيع العربي في مصر؟!


أقول للوالي «الخضر» تواضع قليلاً أيها الرجل فقد تواضع من هو خيرٌ منك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل على رأي أصحابه وهو المُوحَى إليه من ربه إذ تخلى عن رأيه وأخذ برأي السعدين «سعد بن معاذ وسعد بن عبادة» في غزوة الخندق «قصة ثمار المدينة» وفعلها كذلك في غزوة أُحد ونزل القرآن مرشداً له ومعلمًا «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» لم نطلب منك أن تفعل ما فعله النبي الكريم وتتبنى رأينا ولكننا نطلب منك ألا تحجر علينا وتسفِّه رأينا وتستخفّ به وتأمر بخنقنا فما أنت بأكثر حرصاً منا على هذه البلاد ولتعلم أن سعيكم لحمل الناس جميعاً على رأيكم على غرار ما فعل فرعون موسى حين قال «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ» فيه طغيان وإفساد بل تفسيق للمجتمع إذ يقول رب العزة سبحانه «فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ» ولست أدري هل تريدون أن تُلجئوا الناس إلى حمل السلاح للتعبير عن رأيهم بدلاً من الكتابة العاجزة؟ أم ماذا؟


كنت أريد أن أواصل الحديث عن الاتفاقيات لكن سلوك الوالي الذي كشف عن اتجاهه لتكميم الأفواه مما كنا نجهل نحن الذين آزرناه في الانتخابات خوفاً من البديل المتمثل في مرشح الحركة الشعبية (إدوارد لينو) وكذلك سلوك بعض كتاب الغفلة جعلني أتوقف قليلاً وأقول لهؤلاء إننا لم نحِد عن خطِّنا وما كنا نعارض بالباطل وقد أثبتت الأيام صحَّة مواقفنا منذ نيفاشا مروراً بتطبيقها على أرض الواقع وبسلوك الحركة خلال الفترة الانتقالية وحتى اليوم وبالحريات الأربع واتفاق نافع عقار ولنا رؤيتنا المعارضة حول الترتيبات الأمنية أما بقية الاتفاقيات مثل النفط والديون والتجارة وغير ذلك من الأمور التي لا تؤثر على الأمن القومي فلم يحدث أن اعترضنا عليها أو اعتبرناها خطاً أحمر لا ينبغي الاقتراب منه أو تجاوزه ولولا المنبر وانتباهته لساقنا المفاوضون إلى حتوفنا فمن غيرُنا كشف وبيَّن الحقائق؟.

----------------------


الترجمة (2)

اسحق فضل الله

نشر بتاريخ الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
قبل الكتابة:
أستاذ...
{ .. الحملة التي تريد تحطيم الأستاذ الطيب مصطفى تتهمه بأنه هو من استطاع صناعة الانفصال.. وأنه هو من جعل الناس والبرلمان يرفضون اتفاقية نافع.. وأنه هو من استطاع أن يرد اتفاقية إدريس عبد القادر
{.. والآن هو محطم اتفاقية أديس أبابا.
{ .. والحملة تقول إذن أن الطيب مصطفى هو من يقود السودان كله
{.. لهذا فهو ــ كما تقول الحملة ــ رجل ضعيف!!
{ والحملة هذه عقلها هو هذا!؟
(2)
{ وقبل الكتابة
: وأن تحكم /على شيء مثل اتفاقية أديس أبابا/ يعني أنك تعرف كيف هو الاقتصاد الآن والجيش.. والأمن.. والمجتمع.. والعلاقات الخارجية و... و...
{.. ويعني أنك تعرف كيف تجذب خيط الجيش دون أن تهتز شبكة الاقتصاد.. وأن تجذب خيط الأمن دون أن تهتز خيوط السياسة الخارجية والداخلية وأن.. وأن..
{.. ومن يقدم مواد المعرفة هذه ــ للدولة ــ هو أهل كل جهة.. أهل الجيش من هنا واهل الاقتصاد من هناك.. وأهل السياسة من هناك..
{.. بينما ــ من هؤلاء من يهمه جداً ألا تعرف الدولة حقيقة ما وراء ظهره.. والأمر مجرب كما يقول الناس والأحداث
{.. ولعل جهات لا تخطر بالبال هي ما يدير كل شيء الآن ــ بعيداً عن العيون.. ولا نستطيع أن نقول أكثر.
(3)
{ وللاتفاقيات مع الجنوب تاريخ..
{.. وأيام تنفيذ اتفاقية نيفاشا كانت مكاتب العمل تتلقى قوائم طويلة تحمل اسماء الجنوبيين الذين ــ حسب الاتفاقية ــ يرشَّحون لشغل 20% من الخدمة المدنية..
{.. والمكاتب تنظر ــ ورأسها يدور ــ فالأسماء ــ أسماء أعضاء الحركة الشعبية - كانت هي.. مصطفى وأحمد.. وسامية.. وعبد اللطيف..
{ وبعد عدة مئات من الأسماء تقع على اسم دينق.. أو مايكل
{ والعيون المذهولة حين تذهب إلى التفسير تكتشف أن المكتب ذاك - في شارع الجمهورية ــ الذي يسهر ليلاً طويلاً إنما كان يحشو وظائف الحركة الشعبية بأسماء الشيوعيين والبعثيين.
{.. لكن التربص ليس هو كل ما يربض في عروق الاتفاقية... كل اتفاقية...
(4)
{.. والحديث عن الحريات الأربعة كان يقول
: التملك ــ والتجارة نعم و.. الجنوبيون لما كانوا مواطنين هنا.. لماذا لم يتملكوا؟؟ ولا هم تاجروا؟؟
قال: حق التنقل والإقامة؟ قال: الإثيوبيون في شرق السودان وفي الخرطوم - ملايين ــ ماذا فعلوا؟؟
{ قال: أمبيكي قال هذا لكمال عبيد وكمال عبيد يقول
: نعم ــ لكن الإثيوبيين ليس بين مشروعاتهم استعمار السودان..
{ .. والحوار ــ كل حوار ــ تحته طبقات وطبقات.
قال: القاعدة إذن هي... العامة من الجنوبيين هم مجموعة تريد أن تعيش - وقيادة تسعى لاستخدام القاعدة هذه في مشروعها مشروع إبادة العنصر العربي المسلم ــ إن لم يكن الآن ففي قادم الزمان.
قال: الأمر يبدو مسالمًا الآن.. لكن جملة يقولها قرنق تجعل جرسًا أحمر يرن رنيناً خفيفاً
قرنق قال مرة:
: نحن ثلاثة ملايين.. والجنوبي ينجب عشرة أو خمسة عشر طفلاً في عشرين سنة، والعرب ثلاثون مليونًا وكل منهم ينجب طفلاً واحداً أو طفلين
- كم هي الأرقام بعد عشرين سنة؟؟؟
قرنق: الذي يحب النكتة يغمز ليقول لمحدثه
: نحن نحارب (بعضو) معين فينا!!
{ والضحك ينفجر ــ لكن ما يهبط بعد الضحك ــ مثل غبار الانفجار ــ هو .. حقيقة مخيفة!!
(5)
{.. والقاعدة هي
أشهر كتاب لأبيل آلير اسمه (التمادي في نقض العهود المواثيق) .. ومحتوى الكتاب هو
: أن الشمال لا ينجز عهداً
{ وباقان وغيره يقولون كل يوم إن الشمال لا ينجز عهده
{.. والفقرات التسع للاتفاقية ما تقوم عليه هو ــ العهود هذه
{.. وأخبار صغيرة لا يجمعها تحت العين شيء. هي ــ في حقيقة الأمر ــ جملة مفيدة واحدة.
{ أخبار مثل: اعتقال اللواء قاي أمس الأول وأسلحته - وهو من قادة معارضة الحركة ويقيم في الخرطوم ــ هي أخبار تنظر من فوق كتفها إلى جوبا - وتقول
: نحن نقوم بالتنفيذ ــ نفذوا أنتم
{ ولا أحد يعلم إن كانوا سوف يفعلون
{ وأخبار مثل
: البشير يأمر برفع الحظر عن نقل الغذاءات للجنوب
{ هي اخبار تقول - نحن ننفذ .. نفذوا
{ و...
{ وأول الرقصة تتداخل سيقانها لسبب بسيط
{ بعضه هو
: أن بنود الاتفاقية النهائية من يغيب عنها من أهل الشمال هم المختصون
: البترول ــ واتفاقية لا يشهدها وزير البترول ــ ولا فني واحد.
{ والتجارة مثلها..
{ ولجنة الحدود مثلها
{ ... و... و...
{ وكأن المقطع الأخير من المسرحية يحمل الإثارة كلها وهو يقول إن
: الضجيج الممتد الذي يسوقه المفاوض الجنوبي عن الحريات الأربع ــ رغم أنها لا تشكل شيئاً في حقيقة الأمر ــ إنما كان عملاً من أعمال صرف النظر عن هدف آخر حقيقي هو المقصود.
{ ... عوامل وعوامل بعضها فوق بعض
(6)
{ ما يصنع اتفاقية أديس أبابا إذن هو
: بعض لا نعرفه
{ .. وبعض لا نستطيع الإشارة إليه
{ وبعض فيه من (المكاسب) ما تفسده الإشارة إليه
{ وبعض فيه من الخسائر ما يضطر إليه المفاوض حتى لا يخسر ما هو أكثر
{ وبعض لا يتحدث عنه إلا أهل الاقتصاد من هنا.. وأهل الجيش من هنا..
{ وبعض لا نحدث عنه لأنه يحتاج من أهل الاختصاص إلى مائة يوم لمعرفة حقيقته.
{ بينما صحافة الخرطوم تطلق الأحكام عنه في نصف ساعة.


(7)
{ يبقى أن
{ أحد الملائكة يوقظ السيد محمد بشير في صحيفة الصحافة.. ويطلب منه أن يشتم الأستاذ الطيب مصطفى أمس.
{.. في الساعة ذاتها كان ملاك آخر يوقظ الأستاذ عادل الباز ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
{ في الساعة ذاتها كان ملاك يوقظ السيد محمد محمد عثمان في (المجهر) ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
{ وفي الساعة ذاتها كان ملاك يوقظ السيد حسن إسماعيل في السوداني ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
- في الساعة ذاتها كان ملاك يوقظ السيد والي الخرطوم ويطلب منه أن يشتم الطيب مصطفى.
- في الساعة ذاتها ــ في الساعة ذاتها.


{ مصادفة طبعاً!!
- ويسرنا ــ ونحن من المؤتمر الوطني ــ أن الأقلام التي يقرأ لها الناس لم تشترك في الأمر هذا



-----------------


باسم الحركة الإسلامية يأتمرون
ااحمد المصطفى ابراهيم
لنشر بتاريخ الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


ما يسمى بمؤتمر الحركة الاسلامية الذي سينعقد في نوفمبر القادم من دعا له؟ ولماذا؟ وكيف تجري الأمور الآن؟ المتباكون على ما آلت إليه الحركة الإسلامية والذين يحسبون أن المؤتمر الوطني سرقها جهارًا نهارًا وانحرف بها ووصل بها للحكم ورماها خلف ظهره وما عاد يطيق سماع هذا الاسم.. اسم المؤتمر الوطني، أو جبهة الميثاق الإسلامي أو الجبهة الإسلامية القومية كلها هروب من صرامة الحركة الإسلامية شديدة التركيز على التربية وهذه المسميات هي مسميات تخفيف الاسم المركز «الحركة الإسلامية» ليستطيع أن يمرر ما لا تقبله الحركة الإسلامية وبحجة هذه مرحلة ولكن الحركة باقية.


ولكن المؤتمر الوطني ذهب بعيداً في تخفيف المركز إلى أن اختفت كل معالم المحلول الأصلي وخصائصه وجمع المؤتمر الوطني النطيحة والمتردية بل أقعدهم في المقاعد الأمامية وشاح بوجهه عن الأصل ولسان حال عراب هذه المسميات أن أعضاء الحركة الإسلامية شيوخ لا يفقهون في تقلبات الدنيا الكثير ومكانهم المسجد فقط والسياسة تحتاج فهلوة ولا تعرف مصطلح الحلال والحرام بل البلوغ إلى الغايات.. وهديتهم مصحف ومسبحة.


وجد المتسلقون والنفعيون وطلاب الدنيا ضالتهم في المؤتمر الوطني وبلغ بهم في مرحلة من المراحل مرحلة اسمها الاستقطاب أي ضم كل من يريد دخول المؤتمر الوطني تفتح له الأبواب التي تضيق على القدامى «الفُكية» وبدون شروط وبدون تربية وكأنما المطلوب من المستقطب أن يقيم أخًا ليجلس مكانه حتى ينزوي هؤلاء المشايخ في مساجدهم وبيوتهم وقعدوا فراجة وقد فعلوا.
هذه الأيام تنعقد يوميًا مؤتمرات باسم الحركة الإسلامية وما إن تدقق في الوجوه إلا وترى المؤتمر الوطني أمامك دون أن تفرك عيناً مشككًا في اللوحات والعناوين.. هذه الوجوه المسيطرة باسم المؤتمر الوطني هي نفسها تريد أن تسيطر على مؤتمر الحركة الإسلامية.. والذي يحير ما المخرجات المنتظرة من هذا المؤتمر وهذه هي البدايات التي تدل على النهايات.
على الحركة الإسلامية أن تبحث لها عن اسم جديد وما أسهل الأسماء وأن تترك اعضاءها الذين انضموا للمؤتمر الوطني في مفاصلة تامة ويجمع الاسم الجديد كل من يرى في الإسلام حلاً وبفهم جديد.. وأسس جديدة.



قديمًا كان يقال: «كل أنصاري حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري» دعونا نجرب بهذا المنطق «كل مؤتمر وطني ليس حركة إسلامية، وكل عضو في الحركة الإسلامية ليس عضوًا في المؤتمر الوطني».
ليس سهلاً الترميم والمغالط يسأل المهندسين ولكن البناء الجديد هو الحل.. لا يقبل من تربى في الحركة الإسلامية ما وصل إليه حال المؤتمر الوطني الذي جمع أعدادًا مهولة إلى عضويته بلا تربية هذا إن لم نشطط ونقول إن التربية ليست من أولوياته هذا إن لم نقل ليست من أهدافه.
لا معنى لمؤتمر الحركة الإسلامية القادم وما هو إلا مضيعة وقت وجهد وإجهاز على ما بقي من الحركة الإسلامية وتركيز للمؤتمر الوطني ليدخل الحركة الإسلامية في عباءته للأبد.

Post: #73
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-04-2012, 06:57 AM
Parent: #72

حوار لا جدال.. مع والي الخرطوم

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الأربعاء, 03 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


بالرغم من أن الخبر الذي أوردته «الإنتباهة» في صدر صفحتها الأولى حول مطالبة الوالي بردع الصحيفة.. رغم أن الخبر ذكر أن الوالي لم يسمِّ الصحيفة.. إلا أنه أورد وصف السيد الوالي للصحيفة بأنها «الأوسع انتشاراً وتوزيعاً» فإن هذا وحده يعد شاهداً على أن السيد الوالي الأخ د. عبد الرحمن الخضر يريد بقوله ذاك «الإنتباهة».. وقال الخبر إن السيد الوالي «وصف الصحيفة بأنها تخريبية ودعا إلى ردعها وإيقافها» وقال إنها «الوحيدة من بين الصحف التي تنفذ خطاً سالباً فيما يتعلق بقضايا الجنوب» ونطلب من الأخ الوالي وقفة قصيرة عند قوله «الأوسع انتشاراً وتوزيعاً». وهي حقيقة.. لا ينتطح فيها عنزان..



ولن نفاخر بها ولكننا نذكِّر الأخ الوالي أن هذه الصحيفة الأوسع انتشاراً وتوزيعاً فإن كل كتابها ومحرريها وإدارتها من الإسلاميين.. بل فيهم أعداد ممن ينتمون إلى المؤتمر الوطني.. وإلى الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها الأخ الوالي.. وأن ليس بين هؤلاء جميعاً يساري واحد ولا علماني واحد.. ولا شخص متهم في وطنيته ولا نزكي على الله أحداً.. ولا نجاوز علمنا البشري المحدود.. ونضيف للأخ الوالي حفظه الله أن جلّ قرائها الذين يتلقفونها وينتظرونها بفارغ الصبر ويحرصون على مطالعتها هم من عضوية المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والإسلاميين عامة وعموم أهل السودان الذين يتطلعون إلى سودان تسود فيه شريعة الرحمن وتعنو فيه الجباه والوجوه للواحد الديان..


ونؤكد أن الفكر الذي تنشره وتبشر به «الإنتباهة» هو الفكر والمنهج الذي قامت عليه ونشأت الحركة الإسلامية الحاكمة اليوم.. وأن «الإنتباهة» ومن قبلها المنبر هم الوريث الحقيقي ويكاد يكون الوحيد لذلك الفكر.. بعد أن تخلت عنه الحركة الإسلامية الحاكمة.. وصمدت عليه وتمسكت به الحركة الإسلامية القاعدة مما باعد بينها وبين الصفوة الحاكمة، وجعل صحف الصفوة الحاكمة كلها مجتمعة لا توزع ثلث ما توزعه «الإنتباهة».. إن «الإنتباهة» ليست صحيفة إثارة.. ولا صحيفة فضائح ولا تمارس أي نوع من الخداع ولا أي نوع من السحر يساعد على انتشارها وتوزيعها.. ولكنها إنتباهة في زمن الغفلة.. إنها تنشر الحقيقة.. وتنشرها بشجاعة.. وبدون دغمسة ولا انبطاح.. وهي لا تستجلب القراء باستدرار عواطف أهل الهوى وأهل الأجندة.. كان حريًا بالأخ الوالي أن يقف عند هذه العبارة التي أوردها قبل أن يسترسل في اتهامه وتهجمه على «الإنتباهة» وأن يراجع صحيفة اتهامه التي تفتقر إلى الشواهد والأدلة.. هل حقًا قال الأخ الوالي إن «الإنتباهة» تخريبية؟ هل هي تخريبية لأنها تطالب بإقامة شريعة الرحمن كاملة غير منقوصة.. وبلا أدنى دغمسة.. وبلا أدنى انبطاح؟! هل هي تخريبية لأنها تتحدث عن الفساد الذين يزكم الأنوف وتتحدث عن الجبايات والمكوس والتجنيب وإقرار الربا كمصدر من مصادر التمويل للمشروعات الحكومية؟ هل هي تخريبية لأنها فضحت الاستعلاء الجنوبي في زمن الغفلة الإنقاذية والانبطاح الإنقاذي؟ هل هي تخريبية لأنها عرَّت نيفاشا ورفضت وفنَّدت مواقف المفاوضين التي لا تراعي مصلحة الوطن ولا حقائق التاريخ ولا الأحكام الشرعية المتعلقة بجوهر التفاوض؟ وهل جوهر التفاوض هو شيء غير الحفاظ على هُوية الأمة ودينها وإنسانها وأمجادها؟
هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تفضح حقيقة تدفق السلاح بواسطة الخلايا النائمة في العاصمة والأقاليم أو الخلايات النشطة في جنوب كردفان والنيل الأزرق؟
هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تحذِّر وتنبه الحكومة وكل أهل السودان إلى النوايا العدوانية التي تظهر من قيادات الحركة الشعبية في الجنوب وفي الحكومة هناك تجاه أهل السودان بحيث لا يحاولون مجرد محاولة إخفاءها أو إنكارها. هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تأمر بمعروف قد ظهر تركُه أو تنهى عن منكر قد ظهر فعلُه؟
هل «الإنتباهة» تخريبية لأنها تعبِّر بالكلمة الصادقة عن رؤية مختلفة عن رؤية المؤتمر الوطني؟


يقول الأخ الوالي إن «الإنتباهة» هي الوحيدة من بين الصحف التي تنفذ خطاً سالباً فيما يتعلق بقضايا الجنوب. إن الذي قدمناه آنفاً يدل دلالة واضحة على أن عبارة الأخ الوالي هذه ليس فيها مما يمكن أن يقبله الإنسان المنصف إلا كلمة «الوحيدة». فـ«الإنتباهة» من بين الصحف هي الوحيدة التي تنفذ خطاً إيجابياً تجاه قضايا الجنوب.
والتعبير الأفضل أن يقال تجاه علاقة السودان بالجنوب.. إن الوجود الجنوبي في السودان على أساس الحريات الأربع أو على أساس قطاع الشمال أو على أساس الفرقتين التاسعة والعاشرة في النيل الأزرق أو جنوب كردفان.. هذا الوجود مرفوض رفضاً باتاً من أهل السودان كافة مع إقرار الاستثناء الذي يُثبت القاعدة ولا ينفيها..
وليس أدل على ذلك من أن حاملة لواء هذا الرفض هي الصحيفة الوحيدة الأوسع انتشاراً في السودان وهي الصحيفة الوحيدة التي تنفذ خطاً إيجابياً تجاه القضايا العالقة بين السودان وحكومة جوبا.


أما المطالبة بالردع والإيقاف فأنا لا أستطيع إلا أن اعتبرها زلة لسان.. فالردع والإيقاف لا يكون إلا بالقانون أما الإجراءات الإيجازية.. وإشهار سيف المعز أمام المخالفين في الرأي فليس من شِيم أهل الفكر ولا أهل الدعوة.. ولا أهل الدولة.. وأعيذ الأخ الوالي من مثل هذه الزلاّت فإنها تُوقع صاحبها في أشد الحرج.. فها هو اتحاد عمال ولاية الخرطوم ولاية د. عبد الرحمن الخضر يعلن تحفظه على الحريات الأربع لأن الجنوبيين اختاروا الانفصال بأنفسهم.. فلماذا يريدون العودة إلى الشمال؟
عزيزي الأخ الوالي.. نحن في «الإنتباهة» نتكلم بمنطق لا يعرف الدغمسة ولا «اللولوة». نحن لا نعرف إلا الحق الأبلج.. إن الجنوبيين يأخذون منا ما يريدون.. ويعطوننا عوضاً عنه ما لا نريد.. الحريات الأربع للجنوبي في الشمال ليست بذات القيمة للحريات الأربع للشمالي في الجنوب!!
هذا على المستوى الفردي.. فقط.

أما على المستوى الأمني.. والاقتصادي.. والسياسي.. والاجتماعي.. والديني.. فالبون أوسع.. والشقة أبعد.. نحن في «الإنتباهة» نقول هذا.. ولكننا لا نخرب ولا نسيء لأحد.. ولا ندعو إلى شغب.. وعلى الأخ الوالي أن يقسم بالسوية.. ويعدل في القضية.. ونرجو أن يعمر الذي بيننا وبينه برحابة الصدر وتخيُّر المعاني وأن يتم التمازج في سيرته وسريرته بين الدولة والدعوة.
وليتأكد الأخ الوالي حفظه الله ورعاه أن الدعوة دولة.. وهي الدولة الباقية وما عداها فعرض زائل وعارية مسترجعة.


------------------

منبر السلام العادل.. الحرب الإعلامية واغتيال الشخصية

..ياسر حسن خضر


نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012

13:00
مرتكز أساسي من مرتكزات العمل الاعلامي الصادق هو الإخلاق، فإن سلبت هذه الصفة من الإعلام يصبح إعلاماً مشوهاً.. وبالتالي يمكن أن تثار حوله العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات المشروعة من حيث المصالح التي يخدمها ذلك الإعلام والجهة التي تديره، والتي بدورها لا ترتكز على مرجعية يمكن الوثوق بها.. والإعلامي المسلم مطلوب منه خدمة دينه وقضيته الكبرى في إطار عمله، فلا يستقيم أن إعلامياً مسلماً يهاجم الإسلام أو رموز الإسلام ويقول إنه مسلم!! إذن لمصلحة من تهاجم الإسلام؟؟ فأنا لا اعترف بنظرية الحياد الإعلامي لأني بوصفي مسلماً مطلوب مني دوماً الانتماء إلى هويتي وخدمة ديني.. والإعلامي «المسلم» لديه قضية يخدمها، وهذه القضية مرتبطة به وجدانياً.. فوجدان الإعلامي هو المعين الرئيس للإعلامي الصادق، في إخراج عمله إلى الوجود بصورة تجعله راضياً عن ذلك العمل أخلاقياً.. وإلا لكان ذلك العمل من أجل غرض آخر، وتسقط عنه في هذه الحالة صفة الأخلاق..

والإعلامي المسلم مطلوب منه أن يبين للناس الباطل أينما وجد وينهاهم عنه ويدلهم على الحق أينما كان، ويأمرهم به.. ومطلوب منه وهو يؤدي رسالته الإعلامية تلك أن ينضبط بالضابط الشرعي، فلا يعتمد الأساليب الإعلامية التي تقوم على الكذب والتضليل والخداع والتمويه والتشهير، وعليه التحري والتدقيق في الأمور كلها، وألا يأخذ بالشبهات في كل «الأمور»، وعليه أن يكون كيِّساً فطناً يتعامل مع الأحداث وفق ما تتطلبه الحالة. وأن يعتمد على الحقائق والوقائع الملموسة قدر الإمكان للوصول للحق. وأن يبتعد عن الأساليب الفاسدة التي تعتمد في مجملها على الكذب والخداع العقلي للمتلقي، ومن بعض تلك الأساليب الفاسدة.. أسلوب التهويل الإعلامي والترهيب والتخويف من شخص يحمل طرحاً وأفكاراًً صادقة مبنية على معطيات واضحة وضوح الشمس يعرفها الفرد العادي دون جهد.. وهذا الأسلوب قديم جداً،

وقد اتبع مع سيد الخلق جميعاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. وهنا نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد شنت عليه أول حرب إعلامية من قبل الإعلام «الشيطاني» الفاسد، إذ كان أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتربص له كل ما جلس عند وفد أو جماعة يحدثهم بأنه نبي مرسل، فإذا قام من عندهم أتاهم أبو لهب وقال لهم لا تصدقوه فإنه كذاب، وكذلك الوليد بن المغيرة قام هو ومشركو مكة بتشويه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم «ايام الموسم».. ستة عشر رجلاً بعثهم الوليد على طرق مكة يقولون لمن أتى مكة حاجاً..لا تغتروا بالخارج منا المدعي النبوة، وقد اختلفوا في الحديث عن القرآن فيما بينهم، فمنهم من قال إنه سحر، وقائل إنه أساطير الأولين، فقام الوليد بجمع قريش وقال لهم: اجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ويرد قولكم بعضه بعضاً.. فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل واقم لنا رأياً نقول به، قال: بل أنتم قولوا اسمع فقالوا: كاهن فقال: ما هو بكاهن، ولقد رأيت الكهان فما هو بزمزرة كاهن وسمعه، فقالوا: مجنون فقال.. ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو تخمه ولا تخالجه ولا وسوسته، فقالوا: شاعر، فقال: ما هو شاعر قد عرفنا الشعر برجزه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر قالوا: فنقول ساحراً قال لـهـم: إن اقرب القول فيه أن تقولوا هو ساحر، جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المر وأخيه،، وبين المرء وزوجـه، وبين المرء وعشيرته، فتفرقواعنه بذلك، فجعلوا يجلسون بسبل الناس حـيـن قـدموا الموسم، لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره.. وهكذا أدارت قريش حربها الخاسرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم «بأقذر» وسائلها وهي تعتمد على الكذب.. وتوحيد الخطاب الإعلامي لخدمة قضية معينة، ونلاحظ ذلك عندما قال لهم الوليد: «اجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ويرد قولكم بعضه بعضاً» ولأن قضيتهم تقوم على الكذب جعل الوليد الخطاب ينفي التهمة عنهم والصاق صفة الساحر بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.. ومازال هذا الأسلوب متبعاً حتى اليوم عند بعض الكتاب،


فإن من أساليب أهل الباطل في كل زمان تشويه سمعة أهل الحق والتشكيك في مقدراتهم وتضليل الناس وتخويفهم وترهيبهم من اتباعهم، والتقليل من شأنهم والحط من قدرهم، ووسيلتهم في ذلك «الغاية تبرر الوسيلة» و«الضرب تحت الحزام»، وللأسف أن بعض الكتاب أصبحوا يعتمدون على بعض مبادئ الإعلام الغربي وسياساته حين يتم استهداف شخص أو مجموعة، فإنهم «يهونون» من أمره، يلصقون به تهمة معينة ويغذونها كل يوم حتى ترسخ في ذهن المجتمع، ويقومون خلال ذلك بتمييع المصطلحات والأسماء حتى يصعب فهمها «كالإرهاب»، ومثال على ذلك ما يتعرض له منبر السلام العادل من حملة تشويه، فحين عجز أعداؤه عن محاربة طرحه القوي ومقارعته بالحجة، قاموا بوصفه بـ «العنصرية» وأصبحوا كل يوما يغذون تلك الصفة حتى أصبح بعض العوام من الناس «والحمد لله أنهم قلة» يقولون بقولهم دون أن يمتلكوا أدلة على قولهم ذلك.. وهذه نظرية إعلامية معروفة، وهي تعتمد على التكرار للجمل أو تحوير المعاني وتغيير التسميات في عملية اختراق وعي وشعور الشعوب واستهداف عقلها وجعلها سهلة الانقياد.. ومثال على ذلك ما حدث من خلال الحرب الإعلامية التي قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» ضد الفلسطينيين ابتداءً من تحويل كلمة شهداء إلى قتلى، وعمليات استشهادية إلى عمليات انتحارية، وكثير من الجمل والعبارات التي تم تغيير مدلولاتها ومعانيها إلى معنى آخر، وليس هنالك دليل أعمق من تركيبة جملة «إرهاب» وإلصاقها بالمسلمين. وكلما ذكر المسلم عند معظم أجهزة الإعلام الغربية الا وجاءت كلمة «إرهاب» مرادفة له


بعض الاعلاميين الذين يهاجمون المنبر ويشنون الحرب الاعلامية عليه يفعلون ذلك دون ادلة ودون ان يمتلكوا اسلحة النصر التي تساعدهم في القضاء على المنبر «وافكاره وأطروحاته» لأن الحرب الاعلامية ان كانت نزيهة او قذرة، تعتمد على عدة نقاط ضرورية تكتمل بها دائرة السيطرة على الخصم ومن ثم هزيمته.. وفي غياب تلك الوسائل وانعدامها في حالة «المنبر» اعتمد بعض الكتاب على وسائل رخيصة.. مثل الكذب في النتائج واستباق حدوثها ونجد ذلك عندما قال المنبر ان الانفصال واقع حتمي وسينفصل الجنوب الا ان اقلام الغفلة كانت تروج الى ان هنالك املاً قويًا في «وحدة في تنوع » «لا عاش من يفصلنا» وانفصل الجنوب وذهبت احلام الوحدة ادراج الريح وبقية تلك الاقلام في «غيها»..


الغريب أن تلك الأقلام تجعل اذنابها بين رجليها و«تهسهس» عندما تنكشف ظلالاتها لكنها سريعاً ما تعاود غفلتها. كانت الحملة في طورها الاول وحتى قبل انفصال الجنوب تدغدغ مشاعر الجمهور في محاولة للالتفاف على وعيه وذاكرته من خلال عبارات فارغة المحتوى مثل العنصريين والارهابيين والمتشددين، لكن الشعب السوداني الذكي اللماح انتبه لذلك وعلم من الغافل ومن المنتبه.. وكانت «الإنتباهة » هي ضمير الشعب السوداني وقرون استشعاره من الاخطار التي تحدق به وكثيراً جداً ما صدقت في تحليلاتها وتنبيهاتها، وهي تقدم ذلك دون ان تنتظر جزاءً ولاشكورا.. وجراء ذلك تمت مهاجمة «الإنتباهة» مهاجمة شرسة استُعملت فيها جميع اسلحة الظلال والكذب والنفاق، وحينما يئس ذلك الجمع من النيل من «الإنتباهة» اتجه للتشكيك في اصحاب «الإنتباهة»، «منبر السلام العادل»، والتربص بهم والكيد لهم لكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..

الصحيفة التي كانت تهاجم المنبريين وتخوض في اعراضهم دون حياء او دين وتحرض السلطة على إغلاق صحيفتهم اذا بها تجد نفسها هي من يتم اغلاقها «هذا الأمر لم يسعدنا ولم يحزنّا» واخرى تمت تصفيتها واخرى واخرى لأنهم خاضوا في اعراض الناس بصورة مقيتة وحقيرة، وهكذا ما تنطفئ نار تشعل لإحراق المنبر الا وتجد ان اعداء المنبر اوقدوا ناراً اخرى.. من هم اعداء المنبر؟؟ المثل يقول اذا عرفت اعداءك عرفتك.. هل هم الحركة الشعبية، الشيوعيون، العلمانيون، الجمهوريون، اليساريون «الشعبيون» انا لا اريد ان اقول ان الذين يخالفون المنبر كلهم ينتمون الى هذه الفئات، ونعلم ان هنالك مجموعة محترمة تختلف مع طرح المنبر، لكن هنالك فرقًا بين الاختلاف والنقاش والجدال وبين الحرب والشتم والسب..


وهكذا تحولت الحرب الى استهداف الأشخاص.. وسياسة استهداف رموز الجماعات والأحزاب الإسلامية في شخصها سياسة اتبعها العلمانيون والملحدون منذ قديم الزمان فعملية «الاغتيال الاعلامي» معروفة لدى اجهزة الاعلام التي تمتلكها المخابرات.. وهي تتم باستهداف شخص، ودراسته دراسة متكاملة ومحاولة استخدام اي نقطة ضعف «خصوصاً الأخلاقية» وحين تعجز تلك الاجهزة عن ايجاد نقطة ضعف تعمل على صناعة واحدة، تتفق مع تلك الشخصية وتركيبتها، بعد ان تقوم بإضفاء نوع من القداسة على الرموز المُستهدفة.. ليتم بعد ذلك توجيه اجهزة الاعلام، على العمل بنعومة لإظهار تلك النقطة والتحدث بصوت خفيت ثم التدرج في اثارة تلك القضية واخيراً ما يعرف «بالقنبلة الإعلامية »او «الهالة الاعلامية» ويتم ذلك الامر بشراء بعض الاقلام والعقول المعروضة في سوق «النخاسة الإعلامي» ليتم اظهار ذلك الامر على انه حدث طبيعي.. تم وفق ظروف طبيعية غير مصنوعة.. وحينما يسعى المُستهدف لإبداء وجهة نظره وابراء ذمته ممّا نسب اليه تقفل اذرع الإعلام تلك الباب في وجهه..


وتم ذلك الأمر مع المنبر في استهداف رموزه وقياداته.. وجه آخر للحرب وهو محاولة اختزال فكر المنبر، واهل المنبر، في شخص الطيب مصطفى، ويدل ذلك على عدم وعي ونقص في حجم المعلومات.. وكثيراً مايروج لذلك الأمر بعض الأشخاص الذين كتب عنهم الطيب مصطفى والذي هو رئيس منبر السلام العادل فيلتفون حول القضية التي كتب عنها بمهاجمة المنبر واهله، في عملية «فرار» واضحة مثل شمس الظهيرة فرارًا من ما كتبه الطيب مصطفى ومقارعته الحجة بالحجة.. والمنطق بالمنطق.. هؤلاء الكتاب يحتمون من قلم الباشمهندس، بجلباب الكذب على المنبر وهم من حيث لا يعلمون يكسبون كل يوم عدواً جديدًا.. كل منبري يُتهم بالعنصرية وكل منبري يُتهم بانه مثل القطيع يقوده شيخ الطيب هو عدوى لمن يكتب ذلك. ما ضر أولئك الكتاب لو انهم في ردهم طرحوا قضيتهم مثل ما يفعل الطيب مصطفى وتركوا القارئ يحكم..

اذا تمت مهاجمة الطيب مصطفى في شخصه ذلك امر آخر بينكم وبينه، ولكم رب يعلم من الكاذب ومن الصادق.. والطيب مصطفى عند اهل المنبر ليس صنمًا يُعبد او ينحنون لتقبيل يديه او يحملون له ما ينتعل.. الطيب مصطفى رجل له منهم السمع والطاعة ما اطاع الله فيهم.. واهل المنبر الذين اختاروا الطيب اميراً لهم اعلم به منكم. وهنالك شواهد كثيرة على ان الهجوم على الطيب مصطفى اخذ الطابع الشخصي.. اذكر لكم واقعة سمعتها وشاهدتها على احدى القنوات، خلال الأيام القليلة الماضية لقد استضافت احدى القنوات عبر برنامج يقرأ ويحلل الصحف اليومية، شخصًا يدعى «مين» لطفي أو لطيف، باعتباره محللاً سياسيًا وصحفيًا وعند استعراض «الإنتباهة» قرأت المذيعة خبرًا عن فيضان القاش وان المواطنين يقطنون على مجرى السيل.. الخ، أجاب الرجل محلل الخبر.. ان الطيب مصطفي يحب التهويل في الأمور وانه وانه !! هذا صحفي واعتقد انه كان صاحب صحيفة افلست ورئيس تحرير اخرى غابت عن السوق، من المفترض به ان يعلم ان الأخبار لها قسم والصحيفة لها اقسام تحريرية تعمل بطريقة هرمية حتى رئيس التحرير، وان الطيب مصطفى يقرأ الصحيفة مثله مثل غيره والشيء الوحيد الذي يعرفه «عاموده» وبعض المواضيع.. اذاً العداء واضح لشخص الطيب مصطفى. وأنا لا ادافع عن الطيب مصطفى بقدر ما انا ادافع عن الفكرة التي تجمعني بالطيب مصطفى.

Post: #74
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-07-2012, 05:47 AM
Parent: #73

دستور الحركة الاسلامية السودانية لعام 2012

دستور الحركة الإسلامية 1
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي:
{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللِّه وَلاَ يِنقضونَ الميثاق وَالَّذِينَ يصلُونَ مَا
أَمَرَ اللُّه بِهِ أَن يُوصلَ وَيَخشوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سوءَ الحِسابِ .
الرعد الآيات ) 20 - 21 (صدق الله العظيم


دستور الحركة الإ سلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
دستور الحركة الإسلامية السودانية
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله النبي الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى آل بيته وذريته وسلم تسليماً كثيراً.
______________________________________________________________________________________________________
الديباجة
نحن أعضاء المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية نؤكد مواصلة الحركة الإسلامية السودانية لسعيها في نشر الدعوة الإسلامية ورد الحاكمية لله تعالى في الدولة والمجتمع لتحقيق النهضة الشاملة للأمة على مبادئ الإسلام.
وقد كان من أهم أدوار الحركة الإسلامية تقديم الإسلام في كل مجالات الحياة، حقاً وهدى ومنفعةً. فنافحت الحركة الإ سلامية الأطروحات والفلسفات التي أرادت أن تُخرج الدين من ساحة السياسة والاقتصاد والعلوم الكونية والاجتماعية والإنسانية.
فكافحت بالإسلام العلمانية والماركسية واشتراكية هاربة من مضارب الدين وديمقراطية مستنكفة عن التسليم لرب العالمين . فكانت الحركة في دُور العلم بالحجة والمنطق وفي ساحة المجتمع بالعمل الطوعي الإنساني الإسلامي وفي ساحة الجهاد دفاعاً عن الدين
والوطن كما كان من أهم ما أنشأت الحركة هو بناؤها التنظيمي .. فبفضل الله وتوفيقه ثم بالنيات الصالحة لأعضاء الحركة وتخطيطهم المتجدد والمرن، تواصل بناء التنظيم مرحلة بعد مرحلة استفادةً من الأفكار الجديدة والخبرة المكتسبة من ساحة العمل، وبلغت الحركة الإسلامية مدىً بعيداً في تعدد وتنوع وانتشار مؤسساتها التنظيمية.
فالحركة التي بدأت بعدد قليل في وسط طلاب الجامعات والثانويات في أربعينيات القرن العشرين الميلادي، وبعض الشعب الجغرافية في أحياء العاصمة والمدن الأخرى تطورت لتكون حضوراً في جميع مؤسسات التعليم العالي والعام، وتعمل مع فئات المجتمع
وقطاعاته والفئات المهنية مشاركة في النقابات والاتحادات والمنظمات الأخرى. وتوسعت جغرافياً لتغطي كل أقاليم البلاد. فأنشأت في الولايات منظمات الطلاب والشباب و أولت
المرأة اهتماماً خاصاً ومكنتها من أداء دورها في كافة شعب الحياة.
و سياسياً نما تنظيمها من جماعة ضغط وتنظيم صفوي ليصبح كياناً جماهيرياً واسع الصف متنوع العضوية قومي التركيب وفي ذلك اتساق مع مكونات الوطن. ونضج العمل السياسي للحركة الإسلامية ليشكل حضوراً فاعلاً في مؤسسات الدولة لتمكين
الإسلام فيها.هذا التنوع النافع والانتشار الواسع لمؤسسات الحركة أسفر عن تحديات جديدة أمام الحركة، من أهمها تحدي وحدة هذه المؤسسات وتناسق أدوارها .. وقدرة التنظيم على التوفيق بين هذا الانتشار الواسع وضبط المؤسسات والقيادات في إطار الأهداف
والرسالة. لكل ذلك اتجهت الحركة لتطوير نظامها الأ ساس إلى دستورٍ يهتم بالإطار الكلي ويصوب إلى الغايات والمهام الكبرى ليترك لهذه المؤسسات المتنوعة مجالاً مرناً لوضع لوائحها ونظمها في هذا الإطار. وقد اتجهت وثيقة الدستور إلى جانب العناية بالكليات التي تضبط وجهة الحركة، إلى حسم موضوع وحدة القيادة.. فهذا الدستور جعل المؤسسات السياسية والتنفيذية والتنظيمية والاجتماعية للحركة مؤسسات مستقلة، مرجعياتها فيما تنشئ من نظم وقوانين ولوائح وآليات، ليعطيها مصداقية في العمل في محيطها العام من خارج عضوية الحركة.بهذا نعلن التزامنا التام بهذا الدستور ونتعهد باحترامه وحمايته والعمل وفق أحكامه.
___________________________________________________________________________________________________________________________
دستور الحركة الإسلامية السودانية لسنة 2012 م
مجلس الشورى :
عملاً ب أحكام المادة 20 ) 9( أجاز مجلس الشورى في دورة انعقاده رقم ) 8 (بتاريخ 20 جمادى الآخرة 1433 ه الموافق 11 مايو 2012 م دستور الحركةالإسلامية الآتي نصه:

الفصل الأول

ا سم الد ستور وبدء العمل به
-1 يسمى هذا الدستور « دستور الحركة الإسلامية السودانية لسنة 2012 م « ويُعمل به فور إجازته ب أغلبية الثلثين.
يعرض هذا الدستور على المؤتمر العام لاعتماده.
إلغاء وا ستثناء
-2 يُلغى من تاريخ العمل بهذا الدستور النظام الأساسي للحركة الإسلامية لسنة 2005، على أن تظل جميع اللوائح والقرارت التي صدرت و الإجراءات التي اُتخذت بموجبه سارية إلى أن تُلغى أو تُعدل وفقاً لأحكامه.
تفاسير
-3 في هذا الدستور مالم يقتض السياق معني آخر يكون للكلمات والعبارات الواردة أدناه المعاني التالية:
الحركة:
يقصد بها الحركة الإسلامية السودانية المعرّفة في المادة ) 4( من هذا الدستور .
الدستور:
يقصد به دستور الحركة.
المؤتمر العام:
يقصد به المؤتمر الذي يعقده أعضاء الحركة وفق الدستور واللائحة العامة المنظمة لعمل أجهزة الحركة على المستوى القومي، وهو أعلى سلطة تنظيمية في الحركة.
مجلس الشورى:
يقصد به مجلس الشورى القومي للحركة، كما يحدده الدستور واللائحة العامة المنظمة لعمل أجهزة الحركة.
6 القيادة العليا :
يقصد بها القيادة العليا التي يتم تشكيلها حسب المادة ) 22 ( من الدستور
رئيس المؤتمر:
يقصد به رئيس المؤتمر العام للحركة.
الأمين العام:
يقصد به الأمين العام للحركة المنتخب بواسطة مجلس الشورى.
الأمانة العامة:
يقصد بها الجهاز التنظيمي للحركة في المستوى القومي والذي
يباشر تنفيذ خطة الحركة.
اللائحة العامة:
يقصد بها اللائحة التنفيذية التي يجيزها مجلس الشوري لتكوين
وتنظيم عمل أجهزة الحركة القومية، والمفسرة لأحكام الدستور.
الكلية:
يقصد بها الحصة العددية من الجهة أو الفئةأو القطاع المهني أو الطوعي بقصد التمثيل النسبي في المؤتمرات حسب ما تحدده اللائحة العامة.
الفئات:
يقصد بها القطاعات التي تؤدي عمل الحركة التنظيمي في جهات المرأة،الطلاب، الشباب والعاملين بدول المهجر.
القطاعات المهنية والطوعية:
يقصد بها من يؤدون عمل الحركة في المجالات المهنية أو الطوعية في القطاع العام والخاص والأهلي.
القطاعات التنظيمية:
يقصد بها جميع القطاعات الفئوية والمهنية والطوعية.
لائحة الولايات:
يقصد بها اللائحة التي يقترحها الأمين العام وتجيزها الأمانة العامة
لتحديدأجهزة الحركة التنظيمية في المستوى الولائي والمستويات الأدنى وتحديد طريقة تكوينها واختصاصاتها.
7
الفصل الثاني
تعريف الحركة وخصائصها ورسالتها و أ سسها الفكرية وغاياتها
تعريف الحركة الإسلامية
-4 ) 1( الحركة الإسلامية السودانية جماعة إسلامية منتظمة في تنظيم عضوييقوم على ضوابط محددة، ويعمل في إطار تيار إسلامي عام في المجتمع يقترب منه ويتناصر معه في تحقيق مبادئ و أهداف قاصدةإلي نشر الإسلام وتمكينه وحمايته.
) 2( تعمل الحركة في المجال الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وكل مجالٍ للنشاط الإنساني، وتعمل مع كل شرائح المجتمع وقطاعاته، وتهتم بمؤسسات الدولة والمجتمع وفلاح الفرد في الدنيا والآخرة، وفي كل ذلك تعني بتربية وإعداد القيادات وتجديد الرؤى والأفكار والسياسات والمواقف المؤسسة على أصول الإسلام.
) 3( تعمل الحركة في جميع المجالات بمؤسسات تناسب كل مجال وتكون منفتحة على آخرين ما وافقوا على برامجها وسياساتها والعمل على تحقيق أهدافها الواردة في هذا الدستور .
) 4( تعتمد الحركة الدعوة بالحسنى، وإنشاء وبناء نماذج حية تعرف في سلوك أفرادها وخصائص المؤسسات والمنظمات التي تنشؤها هي أو بالاشتراك مع آخرين في أوجه الحياة كافة.
) 5( تحفظ الحركة لكل المؤسسات والمنظمات والأجهزة التي تنشؤها أو تشارك فيها استقلاليتها وكينونتها وفاعليتها في إطار المهام الموصوفة بالنظم واللوائح الخاصة بتلك المؤسسات والمنظمات والأجهزة .
) 6( قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص - المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم – هم القيادة العليا للحركة الإسلامية .
خصائص الحركة
-5 للحركة خصائص تميزها على النحو الآتي:-
) 1( ربانية: تدعو للإيمان بالله والاعتراف بفضله وبشكر نعمه والانتفاع بماسخره للإنسان في الأرض والسماوات وتدعو إلى تزكية النفوس بذكر الله و إعمار الوجدان بحب الله وتعظيمه وطاعته – وللمؤمنين أسوة حسنة في رسول الله.
) 2(شاملة: أهدافها شاملة شمول الدين الحنيف تسعى لإسلام الحياة كلها لله تعالى تحقيقاً لمعنى لاإله إلا الله. فالمجتمع بدولته وحكومته ومؤسساته الأخرى معينات للفرد ليسلم قلبه وجوارحه لله رب العالمين.
) 3(اجتهادية: تعتمد القرآن الكريم والسنة المطهرة ومنهج النبوة أصولاً لاجتهادها و لالتزامها الفكري ولجهادها العملي. وتحض على التفكر والتفقه والاستزادة من العلم والمعرفة بسنن الله الكونية والاجتماعية والنفسية وذلك لتحقيق الغاية من الخلق وهي العبودية لله رب العالمين وإعمارالأرض.
) 4( دعوية: تعلم الناس أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة وتهديهم إلى منهاج الدين الحق وترشدهم إلى مشكاة النبوة ومكارم الأخلاق. وتأخذهم برفق ويسر لى فهم أمور الدين والدنيا والتعامل معها عبر مدارج الالتزام والاختيار والعمل.
)5( إصلاحية: تهدف إلى دعوة الناس فرادى وجماعات إلى الاستقامة على أمر الله تعالى في شؤونهم الخاصة والعامة، محاسبةلأنفسهم ومراجعة لأعمالهم وأوبة لغفار الذنوب, وتأخذ بالإحسان منهجا وغايةً وتسعى لإقامة نموذج الإسلام في السودان عماراً وعدلاً ، وتنسق مع الجماعات الإسلامية والدعاة كافة لإحياء دور الأمة الإسلامية ورسالتها في العالمين.9
) 6( وسطية: تدعو لالتزام الحق في مواقع الهوى، تجنباً للغلو والتشدد والظلم والجور والإفراط ومجافاةً للتطفيف والتفريط وإعطاء الدنية في الدين
) 7( جهادية: تدعوإلى الحق وترشدإليه وتجادل الباطل وتدافعه وتجاهد لرفع الظلم ونصرة المستضعفين وحماية الدعوة من أي قهر
يحول بينها وبين الناس، أو اعتداء على بيضة الدين والشريعة
الإسلامية.
) 8( 􀀷شورية: تعتمد الشورى منهجاً ملزماً وتسعى لتطوير نظمها و إجراءاتها في الأمور كلها.
غايات الحركة
-6 تسعى الحركة لتحقيق الغايات الآتية:
) 1( تبليغ رسالة الله الخاتمة للناس كافة.
) 2( حث المسلمين على التمسك بالإسلام والعمل به والتفقه فيه وتزكية المجتمع بمبادئ وقيم الإسلام وأخلاقه وسلوكياته ليؤدي رسالته في الحياة.
) 3( العمل لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية واسترداد دورها الرسالي في العالم والتفاعل مع قضاياها ومدافعة الظلم والطغيان والاستكبار
ومناصرة المستضعفين.
) 4( تقديم النموذج الإسلامي لقيادة الإنسانية إلى عالم تسوده قيم الحق والعدل والخير.
) 5( التعاون مع القوى الإنسانية الساعية لتحقيق السلم وكرامة الإنسان.
وسائل الحركة
-7 ) 1( تسعى الحركة لتحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها باتخاذ الوسائل المشروعة كافة.
) 2(دون المساس بعمومية نص البند ) 1( تتخذ الحركة الوسائل الآتية :-
( أ( التفقه والعلم والمعرفة والسعي لتحقيق المقاصد الكلية للدين.
)ب( تأسيس وبناء الصف المسلم والجماعة ذات الإمرة والطاعة التي تؤدي واجب العبودية لله تعالى.
)ج( تقديم القدوة الحسنة في سلوك أفراد الحركة.
)د( البلاغ والدعوة بالتي هي أحسن بكل الوسائل المتاحة.
)ﻫ( النشر والإعلان والعرض لفكر الحركة وفنونها وأدبها.
)و(إقامة دُور العبادة ومؤسسات التوجيه والتربية والتكافل.
)ز(إنشاء المنظمات والهيئات والجمعيات والمؤسسات في شتى ضروب النشاط الإنساني المشروع.
)ح( تولي السلطة العامة بالوسائل المشروعة والسلمية.
)ط( التعاون وبناء العلاقات الثنائية والجماعية مع الأفراد والهيئات
والتنظيمات والجمعيات محلياً و إقليمياً ودولياً.
)ي( التواصل بالمجادلة والمناظرة والحوار.
11
الفصل الثالث
الحركة ونظام الحكم والنظام السياسي وإصلاح المجتمع
الحركة ونظام الحكم
يقوم نظام الحكم في فكر الحركة الإسلامية على إقامة دولة راشدة تلتزم الشورى،
وتأسيس مجتمع يتعاقد على بيعةٍ لولي الأمر ترعى الاعتبارات الآتية:
1 .1 إقامة الدين وبسط العدل والشورى ونشر الدعوة.
2 .2 إقامة دولة الإسلام التي تحمل الرسالة وتحكِّم الشريعة وتحفظ
الحقوق وتحمي المجتمع وتزكيه، والدفاع عنها.
3 .3 البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر في حدود طاعته لله ورسوله.
�4 .4 إعداد القوة لدفع الصائل ورد البغي والعدوان.
5 .5 المحافظة على الأمن وفرض النظام وتنفيذ حكم القانون.
6 .6 المحافظة على سيادة الدولة واستقلالها.
7 .7 تأكيد حرمة الأنفس والأعراض والأموال والدماء.
8 .8 ضمان الإرادة الحرة للمواطنين وحفظ كرامتهم وتحفيز طاقاتهم.
9 .9 السعي في تحقيق مصالح الناس وتوفير الخدمات الضرورية لهم.
1010 السعي الجاد في تحقيق التنمية الشاملة المتوازنة ومكافحة الفقروالبطالة.
1111 السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل ورعاية الفقراء و أصحاب الحاجات.
1212 اعتماد الكسب الحلال وطهارة اليد من المال العام ومحاربة الفسادوتحريم موارد الكسب الحرام.
1313 العمل على بناء علاقات خارجية متوازنة مع الدول والمؤسسات والهيئاتقائمة على قواعد الحق والعدل والسلم العالمي.
1414 احترام تعهداتها الدولية في حالات السلم والحرب ورعاية عهودها والتزاماتها.
الحركة والنظام السياسي
-9 يقوم النظام السياسي في فكر الحركة على مبدأ التعدد ويبنى على الدعائم الآتية:
) 1( الولاء لله والتضحية في سبيله، وتعزيز مقومات الانتماء للوطن والاستعداد للدفاع عنه.
) 2( السمع والطاعة لولي الأمر الذي تنتخبه الأمة طوعاً.
) 3( الحرية والشورى والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات العامة.
) 4( السعي لقومية التنظيمات السياسية بحيث تشمل كل من يرتضي أهدافها وغاياتها وبرامجها من كل المناطق والأعراق، وتنفتح علىقطاعات المجتمع وتنظيماته وفئاته .. وتكون للرجال والنساء سواء.
) 5( المؤسسية والتزام الحوار الشوري في الممارسة واتخاذ القرار.
) 6( التخطيط العلمي للنشاط السياسي، وإصلاح الدولة والمجتمع.
) 7( التفاعل مع القواعد الشعبية والقيام بواجبات التعبئة والتوعية
والتوجيه، الذي يؤهل المجتمع ليكون مجتمعاً قائداً.
) 8( تعمل الحركة في المجال السياسي من خلال حزب تنشؤه يكون منفتحاًعلى الآخرين ، يرعى برامجها وسياساتها ويعمل على تحقيقأهدافهاالواردة في هذا الدستور .
) 9( جواز الشراكة السياسية والتحالف والتنسيق مع الآخرين على
أساس المصالح العليا للوطن.
الحركة والإصلاح الاجتماعي
-10 تتوخي الحركة و ضع منهج للإصلاح الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم على الأصول الآتية :-
) 1( ترسيخ القيم ومكارم الأخلاق.
) 2( رعاية الأسرة والطفل وتعزيز مؤسسات النظام الاجتماعي.
) 3( تقويم مناهج التعليم بما يحقق نهضة الأمة وصلاح المجتمع وسلامته.
) 4( العناية بالصحة وترقية الذوق العام.
� )5( إعلاء قيم العمل والكسب والإتقان.
) 6( تقويةأواصر الإخاء والتراحم والتكافل من خلال المؤسسات
والجمعيات الطوعية.
) 7( تقوية النسيج الاجتماعي وتنزيهه من العصبيات القبلية والجهوية.
) 8( حفز المجتمع ليكون مبادراً وقائداً لحركة التغيير والإصلاح.
) 9( النهوض بالإعلام ليكون معبراً عن قيم المجتمع العليا وهادياً
للسلوك القويم.
الفصل الرابع
العضوية
شروط العضوية
-11 تكتسب عضوية الحركة باستيفاء الشروط الآتية :-
) 1( الاستقامة على فرائض الإسلام وحدوده.
) 2( الرغبة في الانضمام للحركة.
) 3( اعتماده بواسطة المستوى التنظيمي المعني حسب ما تحدده اللائحة العامة.
)4( أداء قسم الولاء للحركة المنصوص عليه في اللائحة العامة.
واجبات الأعضاء
-12 ) 1( واجبات أعضاء الحركة هي واجبات المسلم الملتزم بكل ما أوجبته الشريعة الإسلامية.
) 2( دون المساس بعمومية نص البند )
1( يكون من واجب العضو:-
( أ( تزكية نفسه بأداء الشعائر وأداء الفرائض والالتزام بالورد اليومي منالقرآن الكريم والأذكار المأثورة ، وأن يأمر أهله وذويه بذلك.
)ب( الاهتمام بالجماعة وصلة الرحم والتواصل مع الآخرين والحض على فضائل الأعمال.
)ج( تهيئة النفس وإعدادها للجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
)د( الطاعة في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية.
)ﻫ( الانتظام السياسي الفعال في الكيان الذي تحدده الحركةإطاراً لعملهاالسياسي.
)و( الالتزام بالتكليفات والواجبات التنظيمية والسعي للإحسان والأخذ
بالعزائم والقيام بالواجب واجتناب الشبهات في الشأن العام والخاص.
)ز(أداء الاشتراك المالي الراتب.
المحاسبة و فقدان العضوية
-13 يُحاسب أعضاء الحركة الذين لا يلتزمون بتحقيق غاياتها ومبادئهاأو يُخِلّون بواجبات العضوية أو بما كُلِّفوا من مهام .. وذلك بموجب الإجراءات التى تحددها لائحة المحاسبة.
-14 يكون فقدان عضوية الحركة حسب الإجراءات التي تحددها اللائحة العامة في الحالات الآتية:
) 1( الاستقالة .
) 2( الإقالة وفق الإجراءات التى تحددها لائحة المحاسبة فى حالة الإخلال
بشروط و واجبات العضوية المشار إليها في المادة ) 12,11 (.
) 3( فقدان أهلية التكليف الشرعي.
) 4( الوفاة.
الفصل الخامس
أجهزة الحركة الإسلامية التنظيمية في المستوى القومي
تكوين هيكل الحركة
-15 يتكون هيكل الحركة في المستوى القومي والولائي على النحو الآتي:
) 1( المؤتمر العام.
) 2( مجلس الشورى القومي.
) 3( القيادة العليا.
) 4( الأمانة العامة.
تكوين المؤتمر العام
-16 تتكون عضوية المؤتمر العام من عدد كلي تحدده اللائحة العامة كما يلي:-
)))1كليات من المؤتمرات الولائية بالتناسب مع عدد أعضاء الحركة بالولاية وذلك بنسب عادلة تحددها لائحة الولاية في إطار اللائحة العامة.
)))2كليات من القطاعات التنظيمية تحددها اللائحة العامة.
) 3( كليات من القطاعات التنظيمية الولائية تحددها لائحة الولاية في إطار اللائحة العامة.
) 4( نسبة تختص باختيارها لجنة استكمال تتكون من رئيس مجلس
الشورى والأمين العام ونوابهما.
) 5( تحدد اللائحة العامة نسب وطريقة الاستكمال.
مهام المؤتمر العام
-17 يكون للمؤتمر العام المهام التالية :-
) 1( انتخاب رئيسه ونائبه ومقرره.
) 2( انتخاب مجلس الشورى القومي لكل أجل حسب ما تحدده اللائحة العامة.17
)3( إجازة موجهات الخطة والسياسات العامة للحركة.
) 4( تقويم الأداء العام للحركة و أجهزتها التنظيمية في المركز والولايات .
)5( إجازة الدستور وتعديلاته.
) 6( مراقبة استقامة أجهزة الحركة على مبادئ الشريعة الإسلامية
وتنبيهها على ذلك.
أجل وانعقاد المؤتمر العام
-18 يكو أجل وانعقاد المؤتمر العام كما يلي :-
)1( أجل العضوية في المؤتمرأربعة أعوام.
) 2( ينعقد المؤتمر بصفة دورية كل عامين واستثناءً بدعوة طارئة من ثلث أعضائه أوبقرارمن مجلس الشورى القومي.
) 3( تحدد اللائحة العامة العدد الكلي للمؤتمر والنسب العادلة والنصاب القانوني لاجتماعاته.
تكوين مجلس الشورى
-19 ينتخب المؤتمر العام مجلس الشورى القومي لكل أجل جديد بعدد ونسب تمثيل عادلة تحددها اللائحة العامة.
مهام مجلس الشورى القومي
-20 تكون لمجلس الشورى القومي المهام التالية:
) 1( انتخاب رئيسه ونائبه ومقرره.
) 2( انتخاب الأمين العام.
) 3( اعتماد رؤساء اللجان المتخصصة الذين يرشحهم رئيس المجلس ويكوّنون مع رئيس المجلس ونائبه ومقرره هيئة المجلس وتحدد اللائحة العامة عدد وأسماء اللجان.
) 4( مباشرة صلاحيات المؤتمر العام للحركة أثناء غيابه.
18
) 5( مراقبة المشروعية الإسلامية لعمل أجهزة ومؤسسات الحركة في جميع مستوياتها.
)6( إجازة الخطة العامة للحركة وموازنتها وفق الموجهات العامة للمؤتمر العام.
) 7( التوجيه والرقابة والمتابعة الدائمة لأداء الشورى بأجهزة الحركة
التنظيمية في المركز والولايات.
) 8( رفع تقرير حول الأداء العام لأجهزة الحركة لكل دورة انعقاد
للمؤتمر العام.
) 9( إجازة تعديلات دستور الحركة ب أغلبية ثلثي أعضائه .. ويعمل بهاإلى حين عرضها على المؤتمر العام لاعتمادها.
)10( إجازة اللائحة العامة لأجهزة الحركة واللائحة الداخلية المنظمة لعمله وعمل هيئته، ولائحة القيادة العليا و اللائحة المنظمة لأعمال المؤتمر العام.
) 11 ( تكون قرارات المجلس ملزمة لكافة أعضاء الحركة و أجهزتها فيما دون المؤتمر العام.
أجل ودورات انعقاد مجلس الشورى
-21 يكون أجل مجلس الشورى ودورات انعقاده كما يلي :-
)1( أجل مجلس الشورى القومي أربعة أعوام.
) 2( ينعقد مجلس الشورى مرة كل أربعة أشهر وتجوز دعوته استثناءً بطلب من رئيسه أو ثلث أعضائه أو بطلب من الأمانة العامة.
) 3( يقوم رئيس المؤتمر العام بدعوة مجلس الشورى للانعقاد في جلسته الأولى.. ويتولى رئاستها لحين اختيار رئيس المجلس.
القيادة العليا
-22 تنشأ القيادة العليا للحركة الإسلامية من قيادات الحركة العليا في الصعيد لتنفيذي والسياسي والخاص المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم.
مهام القيادة العليا
-23 يكون للقيادة العليا المهام التالية:-
) 1( مراقبة استقامة أجهزة الحركة ومؤسساتها المستقلة على مبادئ الشريعةالإسلامية ، ووفقاً للإستراتيجيات والخطط المُجازة.
) 2( الربط وتكامل الأدوار بين جهزة الحركة ومؤسساتها المستقلة، ضماناً حسن تنفيذ السياسات وتحقيقاً لمبادئ وأهداف الحركة.
الأمانة العامة
-24 يمارس الأمين العام مهامه من خلا أمانة عامة تنظيمية يرأسها ويقتر أماناتها المتخصصة ومهامها وعضويتها حسب اللائحة العامة، ويقدمها لمجلس لشورى لاعتمادها، ودون الإخلال بما جاء في المادة ) )25 أدناه، تقوم الأمانة لعامة بالمهام التالية:
) 1( متابعة تنفيذ السياسات والخطط والبرامج المجازة من مجلس الشورى.
) 2( اقتراح اللائحة العامة للحركة المنظمة لأعمالها في المستوى القومي عرضها على مجلس الشورى لإجازتها.
اختصاصات الأمين العام
-25 يختص الأمين العام بما يلي :
) 1( اقتراح السياسات والخطط والبرامج ومتابعة تنفيذ ما يليه منها بعدإجازتها في مجلس الشورى.
) 2( رفع تقرير دوري حو أداء مؤسسات الحركة التنظيمية لمجلس الشورى.
) 3( تحديد نظم وعلاقات التنسيق بي أجهزة الحركة التنظيمية المختلفة ي المركز والمستويات كافة.
) 4( التوجيه النافذ، والرقابة الداخلية على أداء أجهزة ومؤسسات
الحركة في مستوى الأمانة العامة والمستويات الولائية كافة.
) 5( محاسبةأجهزة ومؤسسات الحركة التنفيذية في المستويات كافة.
) 6( اقتراح لائحة الأجهزة الولائية والمستويات الأدنى وعرضها على الأمانة لعامة لإجازتها.
الأجهزة التنظيمية الولائية والأجهزة الأدنى
-26 ) 1( تكون للحركة أجهزة تنظيمية ولائية وأجهزة على المستويات دون الولايةحسب اللائحة العامة.
الفصل السادس
تمويل الحركة ومصارفها ومراجعة أموالها
مصادر تمويل نشاط الحركة
-27 تمول الحركة نشاطها من الموارد التالية:
) 1( اشتراكات الأعضاء .
) 2( التبرعات والهبات والمعونات .
) 3( الأوقاف والوصايا .
) 4( عائد الاستثمارات التي تنشئها .
)5( أي موارد أخرى تقبلها الأمانة العامة.
مصارف أموال الحركة
-28 ) 1( تصرف أموال الحركة في تمويل نشاطها العام.
) 2( تحدد اللوائح المالية التي تصدرها الأمانة العامة كيفية حفظ أموال لحركة وكيفية صرفها .
مراجعة أموال الحركة
29 - ) 1( يعين الأمين العام مراجعاً قانونياً لمراجعة الأداء المالي لمؤسسات الحركة.
) 2( يرفع المراجع القانوني تقريره إلى الأمين العام بالكيفية وفي الزمان الذي حدده.
الفصل السابع
أحكام عامة وختامية
أحكام عامة
-30 ) 1( تعتمد الحركة نهج الشورى في مستوياتها كافة في إطار الدستور، واللوائح لمفصلة له.
) 2( تكون القرارات الصادرة من المستوى الأعلى في الحركة ملزمة للمستويات التنظيمية لأدنى.
) 3( يلتزم أعضاء الحركة بالعمل على تحقيق غاياتها ومبادئها والالتزام بدستورهاولوائحها.
) 4( يؤدي أعضاء الحركة قسماً للولاء تحدده اللائحة العامة.
) 5( يكون أجل دورة القيادات التنظيمية في مستويات الحركة كافة أربعةأعوام ويمكن أن تجدد لدورة ثانية فقط.
) 6( تجيز أجهزة الحركة القومية اللوائح التنظيمية التي نص عليها الدستوروأي لوائح أخرى تراها مناسبة لتنفيذه.
) 7( تجيز الأمانة العامة اللوائح الخاصة بمحاسبةأعضاء الحركة الإسلامية الذين يخالفون دستورها ولوائحها.
إجازة وتعديل الدستور واعتماده
-31 ) 1( يجيز المؤتمر العام دستور الحركة بالأغلبية العادية في اجتماع قانوني.
) 2( يعدل هذا الدستور باقتراح يوافق عليه ثلثا أعضاء مجلس الشورى ويجيزه المؤتمر العام .
) 3( يعتمد رئيس المؤتمر العام الدستور وأي تعديل يجرى عليه بشهادة موقعة منه بعدموافقة المؤتمر العام عليه.
حل الحركة الإ سلامية
-32 لا يجوز حل الحركة الإسلاميةإلا بموجب قرار يجيزه ما لا يقل عن 75 % من عضويةالمؤتمر العام في اجتماع قانوني لا يقل حضوره عن 80 % من عضوية المؤتمر العام.
**********************


أشهد أن مجلس الشوري قد أجاز في دورة انعقاده الثامنة ) 2008 - 2012م( بتاريخ 20من شهر جمادى الآخرة 1433 ﻫ الموافق 11 من شهر مايو 2012 م دستورالحركة الإسلامية السودانية .
،،، والله الموفق ،،،
د/إبراهيمأحمد عمر
رئيس مجلس الشورى القومي
أشهد أن المؤتمر العام للحركة قد أجاز في دورة انعقاده ............. بتاريخ............
من شهر ............. ﻫ الموافق ..........من شهر.......... 2012 م دستور الحركة
الإسلامية السودانية.
،،، والله الموفق ،،،
رئيس المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية
__

------------------

أحـــاديث الإفــك!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


لا يكتفي إدريس عبد القادر كبير المفاوضين من أولاد نيفاشا والذي قال إنه يؤيد منح الجنوبيين 40 حرية وليس أربع حريات فقط.. لا يكتفي الرجل بقراءة رسالة أُرسلت من الموبايل إلى أئمة المساجد تدعوهم إلى التصدي للحريات الأربع.. لا يكتفي بقراءتها أمام المجلس التشريعي لولاية الخرطوم وأمام عدد آخر من المجالس والاجتماعات وإنما يقرأها لمشاهدي قناة النيل الأزرق في برنامج (حتى تكتمل الصورة) معتبراً ذلك سلوكاً خاطئاً ومرفوضاً!!
يا سبحان الله.. إدريس تسخّر له جميع الفضائيات تقريباً والإذاعات والصحف والصحفيين ليُقنع الشعب السوداني والعالم وتُتاح لغيره من أولاد نيفاشا وبقية المفاوضين الموزعين بعناية على أجهزة الإعلام حيث يُحشد لهم الناس حشداً وبالأوامر لكنه يستنكر أن نستخدم الموبايل في إقناع الناس بوجهة نظرنا!!


إنه الكيل بمكيالين الذي يجعل البعض يظنون أنهم فوق البشر وأنه يجوز لهم ما لا يجوز مِعشار مِعشاره للآخرين بعد أن تفرعنوا وطغَوا وبغَوا واقتنعوا بأنهم العباقرة بل والملائكة بين حثالة من الناس.. إنه المرض الذي أصاب فرعون قديماً حينما قال لقومه «مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ».. إنه المرض المسمّى بجنون العظمة الذي أصاب القذافي قبل أن يلوذ في نهاية حياته بحفرة في قاع أحد المجاري بين الجرذان والهوام.
يجوز له ولصحبه أن يملأوا الدنيا بحجتهم الواهية ولا يجوز للآخرين أن يستخدموا الموبايل ولذلك بكل قلة حياء يقرأ الرسالة من على الموبايل ويتهكم بقوله إن هناك محاولات لإجهاض الاتفاق من خلال منابر الجمعة!!
القصة لم تنتهِ عند هذا الحد.. أرجو أن تقرأوا معي الخبر الذي أوردته جريدة (الصحافة) فقد جاء في الأنباء أن سيد الخطيب ــ أحد أولاد نيفاشا المخضرمين- قد خاطب (مجلس الدعوة للأئمة والدعاة وخطباء المساجد) حول اتفاق أديس أبابا وقال بعد أن هاجم الرافضين للحريات الأربع (ليست هناك شريعة دينية تمنع الجنوبيين من العيش في الشمال)!!
قبل أن أعلق على حديث سيد الخطيب أقول لإدريس أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟! أحرام علينا أن نستخدم الموبايل في مخاطبة الأئمة وحلال لكم أن يجمعوا أمامكم جمعاً لتخاطبوهم؟!
ألم أقل لكم إنه الكيل بمكيالين؟!


ثم أقول لسيد هذا وما الذي يحرم على أجناس الأرض جميعاً العيش في الشمال؟! ما هو الفرق بين الإثيوبيين والإريتريين والتشاديين وبين الجنوبيين؟! الجنوبيون قرروا أن يخرجوا من بلادنا وقد كان متاحاً لهم أن يتمتعوا بالمواطنة الكاملة وهذا ما لم يفعله مواطنو دول الجوار الأخرى ثم إنه لا توجد مشكلة بين الشعب السوداني والشعوب المجاورة الأخرى بينما توجد مشكلة سياسية بين الشمال والجنوب نشأت عن حرب متطاولة أفرزت غبائن ومشاعر سالبة ثم إنه لا يوجد مشروع استعماري لدى شعوب إريتريا وإثيوبيا وتشاد بينما هناك حركة تحكم الجنوب وتسعى لتحريرنا وتسمِّي نفسها (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وجيشُها يحتل أرضنا حتى اليوم.. لو قلتم: ما الذي يمنع المسلمين الجنوبيين وأية شريعة تلك التي تمنعهم لصفّقنا لكم ولكنكم لا تبالون بإسلام ولا بمسلمين.


لذلك كان على إدريس الذي يقول إنه يوافق على (40) حرية لشعب الجنوب أن يسأل نفسه من أعطاه ومن أعطى حزبه الحاكم الحق في أن يعطي الجنوبيين حرية واحدة ناهيك عن (40) حرية؟! متى يعلم هؤلاء أن السودان هذا ليس ملكاً لحكومتهم ولا لحزبهم وأنه قد آن الأوان لأن يغادروا السلطة غير مأسوفٍ عليهم فقد (بهدلتم) والله المشروع الذي زعمتم أنكم جئتم من أجله ومسختم هُوية هذه البلاد وتلاعبتم بها كما يتلاعب قط شرس بفأر مريض فماذا يعود علينا من عودتهم غير عودة التشاكس والتنافر والدماء والدموع والخمر والعري يا من نسيتُم نواهي دينَكم وموجبات هُويّتكم؟!



---------------------

استفتاء الإنقاذ.. ومباهلة أهل الباطل

سعد احمد سعد
نشر بتاريخ الخميس, 04 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


لقد قلت في مكان آخر إن الذي تفعله الإنقاذ في أمر الحريات الأربع يثير الكثير الجم من التساؤلات ويضع الكثير من علامات الاستفهام حتى يجعل الأطفال الرضع يتركون ما انشغلوا به من رضاعة ويرفعون حواجبهم استغرابًا..
إن الإنقاذ لا تفعل ذلك غفلة.. ولا جهلاً.. ولا فطنة ولا كياسة..
إن الإنقاذ تفعل ذلك لأمر ما..
إن الذين يعارضون الحريات الأربع من أهل العلم ليسوا أكثر علماً ولا فقها من كثير من قيادات الإنقاذ الفكرية.. أو الدستورية..
كما أن الذين يعارضون الحريات الأربع من دهاقنة الاقتصاد ليسوا أكثر معرفة بالاقتصاد من قيادات الإنقاذ الاقتصادية. والذين يعارضون الحريات الأربع من ناحية أضرارها الاجتماعية وآثارها السالبة على الأمن الاجتماعي والأخلاق والحياة الطبيعية لأهل السودان ليسوا بأكثر علماً بذلك ولا بأكثر تأثرًا وتضررًا من غيرهم من أهل الإنقاذ الذين يهلِّلون للحريات الأربع ولغيرها من مهدِّدات الأمن الاجتماعي والأمن القومي.. إن من واجبنا أن نحسن الظن بأهل الإنقاذ ما استطعنا إلى ذلك سبيلا..
إلا أننا في ذات الوقت من حقنا أن نسيء الظن بأهل الإنقاذ.. إذا دعت الحاجة إلى سوء الظن.. ومن سوء الظن المحمود قولهم «أن ترد الماء بماء أكيس» ولقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله «إن بعض الظن إثم»
ومقتضى قوله هذا «ليس كل الظن إثمًا».

فالظن بعضه إثم وبعضه الآخر حزم وكياسة وحيطة.. ربما استطاع الإنقاذيون.. أو قل بعض الإنقاذيين.. أن يدافعوا عن بقية بنود اتفاقية أديس هذه.. ولكن الذي لا مراء فيه أنهم لن يستطيعوا أن يدافعوا عن الحريات الأربع..
إن الانبطاح والدغمسة.. وهي آليات إنقاذية بحتة وماركات إنقاذية مسجلة.. ولو جُمع كل ما على أديم الأرض منها وكل ما في داخلها.. فليس بمستطيع تبرير حرية واحدة من الحريات الأربع.
لقد كان الوجود الجنوبي في السودان مهدداً للهُوية الإسلامية.. وكان حجر عثرة في وجه تطبيق القوانين الإسلامية.. وكان خميرة عكننة وبابًا للشر لم نصدق أن نيفاشا على ما بها من أخطاء وخطايا قد أغلقت باب الشر هذا إلى الأبد. ولكنه يطل علينا اليوم من جديد..
إن الإنقاذ لا تكسب شيئاً.. على حسب الظاهر.. من قبولها بالحريات الأربع.. وكذلك المواطن السوداني لا يقبل ولا يستفيد شيئاً من الحريات الأربع..
ولا يوجد شمالي تتوق نفسه إلى العيش في الجنوب كانوا قلة في السابق رغم توفر الأمن النسبي في ذلك الوقت.. وانعدموا الآن في ظل جنوب الحركة الشعبية لتحرير السودان.. وجنوب جون قرنق وباقان وسيلفا كير ولا أظنني أكون مغالياً أو مبالغاً إذا قلت إن مقابل كل ألف جنوبي يهرعون إلى الشمال لن يوجد أكثر من شمالي واحد يجرّ قدميه متثاقلاً نحو الجنوب..
إن الحريات الأربع منحة من حكومة الإنقاذ للجنوب بلا مقابل وبلا عوض..


مَن مِن الشماليين ذاك الذي يتوق إلى حرية التملك في الجنوب.. أو حرية الإقامة.. أو حرية التنقل أو حرية العمل..
أي تملك! وأي إقامة! وأي تنقل! وأي عمل!! إن الذين يظنون أن الحريات الأربع صفقة متكافئة بين الشمال والجنوب.. أو على الأصح بين السودان وبين الدولة التي لا اسم لها ولا هُوية.. فهؤلاء لا يخدعون إلا أنفسهم.. إن بعض الناس يقولون إن هذه الاتفاقية بمكوِّناتها المختلفة تمثل مخرجًا لحكومة الجنوب من الضائقة التي تعيشها وبعد الخروج من ضائقتها ستعود إلى سيرتها الأولى من بذل العداوة صرفة للسودان!!
أنا لا مانع عندي أن يكون كل ذلك صحيحاً.. حتى لو توقعت أن يكافئنا أهل الجنوب إساءة على إحساننا.. إلا أنني لا أقبل أن نساعد أهل الجنوب على إصلاح دنياهم بإفساد ديننا.. إن الحريات الأربع تعني أن الإنقاذ متنصلة من الشريعة؛ إذ كيف يتصور العقلاء أن تسمح دول الشريعة لأعداد غير منحصرة من أهل الجنوب.. من غير أهل الإسلام بأن يتمتعوا بكل تلك الحريات إلى الحد الذي يتيح لهم مكاثرة ومغالبة أهل البلد وأهل الدار.


إن الحريات الأربع نقض للانفصال في الشمال وتكريس للانفصال في الجنوب..
سيظل الجنوب للجنوبيين.. لأننا لا نريده ولا نتوق إليه.
أما الشمال فيكون لمن شاء من أهل الجنوب.. رغم أنف أهل الشمال.. وإذا رفض أهل الشمال التمتع بالحريات الأربع في الجنوب.. فهذا شأنهم، أليست هذه قسمة ضيزى؟!
نحن لا نُلقي القول على عواهنه ولا نجازف.. ولكننا نقول للإنقاذ إن أكثر من «90%» من أهل السودان لا يريدون ولا يرحِّبون بالحريات الأربع..
ولقد أوشكت أن أدعو أهل الحكم في الإنقاذ إلى إجراء استفتاء حول الحريات الأربع.. ولكنني تذكرتُ أمراً فأعرضتُ عن تلك الدعوة.. أتدرون لماذا؟
لسوف أشرح لكم السبب بطريقة غير مباشرة..
اختلف رجل من أهل التقوى والورع مع رجل من السفهاء.. واشتدَّ الخلاف بينهما.. وتدخل أناس.. وعرضوا عليهما أن يتباهلا.. وكلهم لا يشكُّون في أن الرجل الموصوف بالتقى والورع سيلقى النصر والتأييد من الله..
وفي بداية الأمر وافق الرجل التقي الورع ووافق السفيه المبتدع.. ولكن الرجل التقي الورع عاد ورفض المباهلة وترك حقه للسفيه.. فقيل له.. ما أعجب أمرك!! لم فعلت هذا؟


قال والله لقد خفت أن يقوم هذا السفيه أمام الملأ فيثني على الله بما هو أهله ويسبحه ويمجده وينزهه وينكسر أمامه.. فيرفع ذلك من مقت الله وغضبه عليه.. فلا تكون للمباهلة من الأثر ما يُرجى منها.. فآثرتُ ضياع حقي عوضًا عن ذلك!!
والاستفتاء الذي كنتُ سوف أقترحه هو عوض عن المباهلة.. وأنا أعلم نتائجه سلفًا رغم أني مستيقن أن «90%» من أهل السودان لا يريدون نصف حرية من تلك الحريات .. لا في الشمال ولا في الجنوب!!
هل سمعتم بما قاله مالك في الخمر؟
ولو سُئل مالك عن الحريات الأربع لقال فيها ما لم يقله في الخمر!!
قال مالك في الخمر إنها لا تحل للمضطر.. لا في الجوع ولا في العطش.. وذلك خلاف غيره من أهل الفقه ولكنه قال إنها تحل لمن في حلقه غصة.

يعني من خنقته لقمة في حلقه جاز له أن ينزلها بشيء من الخمر المحرم..
ولنفترض أن في حلق السودان اليوم غصة.. غصة اقتصادية.. أو أمنية.. أو إرهابية.. أو غصة شخصية وتريد الإنقاذ إزالة الغصة من حلق السودان.. وسُئل الإمام مالك .. هل يجوز إنزال الغصة بالحريات الأربع؟
إذن لقال الإمام مالك في الحريات الأربع ما لم يقله في الخمر!! إذن لقال: وهل تُزال الغصة بغصة أكبر منها؟!


------------------

إدريس عبد القادر.. على خطى عاد وثمود

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الجمعة, 05 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


كلما قلنا نداري أهل الإنقاذ بعض المداراة.. والمداراة هي بذل الدنيا من أجل الدين.. وكلما قلنا نلين لهم القول بعض اللين.. فهم أولى بذلك من فرعون وهامان.. وكلما قلنا نعمل فيهم بالتوجيه القرآنى: «وقولوا للناس حسناً» وذلك أنهم أقرب الناس إلينا.. كلما قلنا نفعل شيئاً من ذلك.. خرج علينا من بينهم أزرق عاد أو أحمر ثمود.. فسد علينا طرق المداراة.. واللين.. والقول الحسن.

من قبل قال أحدهم إذا كان الخيار بين الوحدة والشريعة يقصد وحدة الشمال والجنوب.. أما الشريعة فهي شريعة الجبار القهّار.. قال.. فلتذهب الشريعة!! هكذا ببساطة ووقاحة وقلة أدب ورقَّة دين.. بل أي رقة قل وعدم دين.. وكان عاقبته أنه ذهب.. ولا أحد يدري أين هو الآن.. وبالأمس خرج علينا إدريس عبد القادر بقول يضعه في رتبة واحدة مع أزرق عاد.
إدريس عبد القادر يقول منتشياً بفرحة النصر الكذوب الذي توهَّمه بعد التوقيع على اتفاقية أديس أبابا والتي ضمنت الحريات الأربع.. يقول أزرق عاد إن الذين يعارضون الحريات الأربع «يعيشون خارج التاريخ»
ويقول أيضاً.. إنه لا يأمل في أربع حريات مع الجنوب ولكنه يطمع في أربعين حرية!!
نشوان من خمر الغرور وحسبه
إن كان من خمر الهوى نشوانا
ووالله يا إدريس.. وأنت تعلم الذي بيني وبينك.. ما زادنا قولك هذا إلا بصيرة من الإنقاذ .. ومن قيادات الإنقاذ..ألا تعلم أن النشوة بالنصر والاغترار به ليس من شِيم المتقين.ألم تقرأ.. يا بُنيّ.. وأعيدها عليك يا إدريس.. ألم تقرأ يا بنيّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة فاتحاً منتصراً راكباً على بغلته حانياً رأسه إلى أسفل حتى تكاد لحيته تمس قربوس السرج!!
ألم تعلم أن التواضع لله في ساعات العز والقوة.. والشكر له هو من شيم عباده المتقين.
أفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لك أسوة حسنة.. أم في عاد وثمود؟!
لسان حالك يقول كما قالت عاد وثمود.. مَن أشدُّ منا قوة!!
وإذا كانت النشوة قد تملَّكتك إلى هذه الدرجة بالتوقيع على الحريات الأربع فاعلم أنها في أصل دين الله لا تعدو أن تكون معصيات أربع.. فهي تخالف أصل الاستخلاف والتمكين الذي وعد الله به عباده المتقين..
وهب أنها حريات أربع!!
فمن أين لك بأربعين حرية؟
أتبشرنا يا إدريس بأربعين معصية.. في دار الإسلام؟

أتُظهر كل هذا الفرح وهذه الشماتة في وجه أهلك وأهل دينك وتجعلهم سخرية ومضحكة وكل ذلك لأجل مكاسب دار الكفر التي حققتها على دار الإسلام بفضلك.. وبفضل رفقائك؟!
أم لعلك تريد أن تخوِّفنا وأن تُسكتنا لأنك فشلت في الوصول إلى نهايات المفاوضات والتوقيع على الحريات الأربع.. ثم كان الذي وقّع عليها الرئيس عمر البشير بنفسه.. تظنُّ أن ذلك يُحرجنا ويُسكتنا ويُفقدنا القدرة على النطق.. أما إنك لواهم يا إدريس، وأنت خارج التاريخ الإسلامي الناصع الباهر.. وخارج القِيم التي أخرجت الرجال والقامات والهامات التي سادت الدنيا وقادت العالم..
أتعلم لماذا وقّع الأخ الرئيس على هذه الحريات الأربع؟
أتعلم لماذا فعل عمر البشير كثيراً مما فعل مما لم يكن ليفعل؟
يجيبك على ذلك إمام من أئمة الهدى وراشد من الراشدين وخليفة من خلفاء المسلمين ــ هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه..
فقد جاءه رجل يسأله مستغربًا كيف استقام الأمر في عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر ثم التوى الأمر عليك بعدهما كل هذا الالتواء؟
أتدري بم أجابه إمام الهدى؟
قال لأنهما وُلِّيا على مثلي.. ووُلِّيت على مثلك!!
إن بطانة الرجل تهديه إلى الخير إذا كانت بطانة صالحة وتهديه إلى غير ذلك إذا كانت غير صالحة..
إن البطانة التي تبكي على أن الله خلص السودان وأهله من معاصي الجنوبيين التي ليست أربعاً ولا أربعين ولا أربعمائة بل هي بأعدادهم مضاعفة أضعافاً كثيرة.. إن مثل هذا لا يهدي مولاه إلى خير.. وإذا كان إدريس يظن أنه بقوله هذاــ الذي لا أجد له وصفاً مناسباً أصفه به ــ إنما يتشفّى في أهل المنبر أو أهل «الإنتباهة» فليعلم ــ وأنا على يقين أنه يعلم.. أن قوله هذا أساء إلى جميع أهل السودان الذين كرهوا الحريات الأربع.. وأن إدريس الآن أصبح مضغة في الأفواه.. وأن الذي أراده لأهل «الإنتباهة» وأهل المنبر إنما ارتدَّ عليه.. ومعه دعوات .. وأشياء.. وأشياء..
ولتعلم ولتتأكد ولتطمئن بأن الذي نقوله في الاتفاقية وبالذات في الحريات الأربع لن يثنينا عن قوله طمع ولا فزع ولن يردَّنا عن تكراره رغبٌ ولا رهب.

ومهما كان حالنا مع الإنقاذ.. ومهما كان حال الإنقاذ مع شرع الله فنحن نضع نصب أعيننا قول الخليفة الصالح عمر بن الخطاب في أمر الطاعة بين الحاكم والمحكوم..

«وأنه لن يبلغ ذو حق في حقه أن يُطاع في معصية الله» ولو لم نكن على قناعة ويقين أن الإقرار بالحريات الأربع يُدخل في دائرة إضاعة الدين وفي دائرة الإقرار بالمعصية والإعانة عليها والاستهانة بها إذًا لكنا عددنا الأمر من باب المصالح المرسلة وتابعنا فيه الإنقاذ وغير الإنقاذ.. ونختم فنقول لابننا إدريس.. إذا كنت تظن أن وصفنا لك بأزرق عاد أو أحمر ثمود.. من باب السبّ والشتم والإساءة فما ذلك إلا من قلة الفقه في الدين.. فإننا إنما فعلنا ذلك تفاؤلاً ولئن أصاب الإنقاذ شرٌّ ومكروه فبما كسبت أيدي بطانتها.. فافهم وكن في الأمر ذا بصر.. واتقِ دعوة المظلوم.. فلولا الذي بيني وبينك لقد أوشكت أن أدعو عليك..

Post: #75
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-08-2012, 06:11 AM
Parent: #74

الهجوم على الصحافة.. البحث عن طوق نجاة..وقيع الله حمودة شطة

وقيع الله حمودة شقة

الانتباهة
نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


الصِّحافة بكسر الصاد على وزن «فِعالة» تدل على الحرفة والمهنة في مجالات الكتابة والتدوين والتسجيل والتأريخ والتوثيق والتثقيف والإرشاد والتوجيه نحو القيم الفاضلة والفكر الهادف الراشد.. وهي حرفة لها تخصصاتها في مجالات التحرير الصحفي وصياغة الأخبار وفق نموذج علمي والتحقيقات والحوارات والإعلانات والدعاية وغيرها، والصحافة لها أهلها ومحبوها والمشتغلون بها متخصصون وهواة مثلها مثل مهن وحرف أخرى مثل الزِّراعة والتِّجارة والحِدادة والسِّباكة والحِياكة والنِّجارة والخِياطة والوِزارة... وكلها حرف تأتي على وزن «فِعالة» بكسر الفاء.. وفتحها ــ كما يفعل بعض العامة ــ في وزارة فيقولون «وَزارة» بفتح الواو من الأخطاء اللغوّية التي تفشت بسبب الانصراف ــ المؤسف ــ عن دراسة اللغة العربية والاهتمام بها في شُعَب النحو والصرف والبلاغة والدِّلالة والنقد والأدب والعَروض بفتح «العين» يضاف إلى ذلك قلة الاهتمام بمهارات الخطابة وعوامل التأثير على الجماهير مثل الجذب وشد الانتباه والقدرة على سحر السامع وحمله على المتابعة والاستماع المستمر دون ملل وسأم،

وهذا أيضاً صار علماً له شُعَبه ومراجعه وتخصصاته في دائرة الدراسات اللغوية البصرية والسمعية ودراسة لغة الجسد والإشارة والإيماء..
هذه القضايا كلها مجتمعة تفتح باباً واسعاً من التساؤل والاهتمام الإعلامي والاتصالي للبحث عن المعايير التي على ضوئها يتم اختيار قادة المجتمع في مجالات السياسية والإعلام والاقتصاد والاجتماع والدعوة والإرشاد والاتصال الجماهيري والتربية والتعليم ومجالات الحوار والمناظرة والمناقشة الفكرية والمثاقفة والنقد والمساجلات. لقد قدّم تلفزيون السودان بقصد أو بدون قصد خدمة إعلامية مهمة لجماعة المتلقين داخل السودان وخارجه، وذلك حين عمد خلال الأسبوع الماضي إلى نقل مداولات ومداخلات اجتماع مجلس الوزراء وهو يناقش الاتفاقيات التسع التي وُقِّعت مؤخراً بين بلادنا ودولة جنوب السودان.


التلفزيون السوداني بنقله فعاليات هذا الاجتماع على الهواء مباشرة كشف المستور ووضع «السمندة» على موضع الداء العضال الذي ظل الشعب السوداني يلدغ من جحره لسنين عديدة.. تجدني متفقاً مع الأخ يوسف عبدالمنان الذي كتب مقالاً بعنوان «خُطب مجلس» يقول الأخ يوسف في كلام موفق «لم نشاهد ونتابع برامج التلفزيون القومي بشغف مثلما تابعها الشعب الإثنين الماضي، وجلسة مجلس الوزراء يتم بثها كاملة للرأي العام، ليقف على مستوى الحوار والنقاش داخل أكبر مؤسسة تنفيذية في البلاد، فهل فاجأ التلفزيون السادة الوزراء ببث الجلسة،. أم أحاط الرئيس ووزراءه قبل بدء الجلسة التي كشفت عن ضعف الملكات الخطابية لبعض الوزراء، وتهافت آخرين على الاتفاقية مدحاً أذهب عنهم الوقار أمام الشعب؟!» أ هـ. أنا كغيري من أبناء السودان المهتمين بالشأن العام سياسياً وإعلامياً، شاهدت هذه الجلسة كاملة، وفعلاً خرجت بعدة علامات استفهام واستنكار واستهجان وامتعاض، حيث شاهدت كسعى وصماً وعمياً وخواءً فكرياً ولغوياً وثقافياً كبيراً يعاني منه بعض الوزراء الذين لم يجدوا إلاّ الصحافة والأقلام الصحفية التي يخشونها أن تكشف مثالبهم وإفلاسهم الفكري، لذا هبوا جميعاً نحو الهجوم عليها والمطالبة بإسكات هذا الصوت المزعج الذي يؤرق مضاجعهم، لأنهم يريدون أن يعملوا في الظلام بعيداً عن أضواء الإعلام إلاّ أن يكون لهم لا عليهم!.


بعض الوزراء تركوا الموضوع الأساسي من الجلسة وتباروا في مدح الرئيس وأعضاء الوفد المفاوض.. والقصة معلومة للحصيف إنهم ــ كما يقول العامة: «يكسرون الثلج» .. إن من كان عاجزاً في الحديث والخطابة أن يوصل رسالته بسهولة ويسر للمتلقي فهو ذو عقل خاوٍ وفكري مطوي لأن اللغة تؤثر في الفكر والأخلاق والدين تأثيراً بالغاً هكذا يؤكد علماء الفقه اللغوي والتفسير والحديث والبلاغة، ولذا قال نبينا ــ عليه الصلاة والسلام ــ كما في الصحيح «إن من البيان لسحراً» وقال أيضاً «إن من البيان لحكمة» وقال أيضاً «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش» وقال موسى نبي الله ــ عليه السلام ــ كما في القرآن «هو أفصح مني لساناً» يقصد أخاه هارون. وما بعث الله نبياً قط إلاّ وخصّه بالذكاء والفطنة والبيان والفصاحة والبلاغة.. وهي صفات يلزم أن تتوفر في القائد بالإضافة إلى الحكمة والعلم والرحمة والعدل وتقبُّل النصح وشهود صلاة الجماعة والولاء للدين وأهله لا للجهالات وأعداء الأمة.


الخضر، والي الخرطوم، الذي تعاني ولايته أزمة حادة هذه الأيام في المواصلات وغلاء معيشة وعطالة تركها وراء ظهره كأنه لا يراها وهجم على الصحافة وأهلها بل طالب بإسكات صوت صحيفة الكل يعلم بأثرها الإيجابي في التنوير والتوجيه لمسار القضايا العامة وليس التخريب كما زعم والي الخرطوم، ثم قدّم تعهداً أن ولايته تتبنى تطبيق الاتفاقية وهذا تصوُّر مبهم، لا يعدو أن يكون حشواً. والي جنوب كردفان أحمد هارون هو الآخر وجد منبراً هدية أراد أن يجعل منه طوق نجاة وقد ضاقت به ولايته ذرعاً وتعالت الأصوات بعزله من الولاية لفشله وعجزه وما يمارسه من استبداد وإقصاء للأقوياء خشية منهم، وتقريبه للضعاف والمطبِّلين.. وجد هذا المنبر ليطالب الرئيس باتخاذ إجراءات استثنائية في مواجهة الأقلام والصحف التي ترفض الاتفاقية، وزاد بقوله لأن ذخيرة كثيرة صبت على المفاوضين.. يقول هذا لأنه جزء من عملية التفاوض، حيث لا تنسى الذاكرة الحوار السيء والتنازلات التي قدمها باسم الولاية للحلو وهي هدية من لا يملك لمن لا يستحق.


أحمد هارون يهاجم الصحافة والإعلام ويطالب بإجراءات استثنائية ضده ليراعي مصلحته الشخصية حالياً وكان بالأمس يدعم صحيفة الأخبار. أحمد هارون لم يطالب بإجراءات استثنائية ضد الإعلام يوم أن كانت عيون أوكامبو تترصده وتتربّص به حين قام الإعلام يسهر للدفاع عنه وهو نائم ملء الجفون عن شواردها في مخبائه. وقام آخر يدعي إبراهيم أحمد إبراهيم ممثل حزب الأمة يطالب بمحاسبة من يمس الاتفاقية وقال نحن نحتاج للجنوبيين ووجودهم لا يمثل علينا خطراً.. هذا يعيش في جزيرة واق واق.. لكن الشعب يعرف خطورة هؤلاء القوم لو منحوا الحريات الأربع التي زادها إدريس عبد القادر إلى أربعين، لِم وقد صار السودان بشعبه وموارده وأرضه محمية محصنة ########ة لحزب إدريس محمد عبد القادر وعلى الشعب السوداني أن يرعى فيها «بقيده»..!! تصادر حريات الصحافة وآراء الآخرين والتضييق عليهم في قنوات الإعلام القومية وتحجب منابرهم الخاصة لأنهم لا يسبحون بحمد النظام، ولا يركبون مراكب طيشه وفساده.
الوالي الهادي بشرى كان بقامة رجل دولة حصافة وفصاحة وبيان فكر، أشاد بالإعلام وتحدث حديث القائد الواعي وهذا سر نجاحه في قياداة الولاية حتى الآن.. ومكان الرجل مجلس الوزراء عضواً وليس مراقباً.


عثمان يوسف كبر كان نجماً تدفقت قريحته بالحكمة والرزانة والوعي القومي أشاد بالإعلام وقال «أنا غير منزعج.. وهذه هي صفات رجل الدولة الذي يقبل الرأي الآخر وأن اختلف معه، ولا يدعو إلى مصادرته وقدم تحليلاً مفيداً عن مكاسب الاتفاقية حيث قال هذه الاتفاقية حرّكت مسيرة السلام وضبطت الحدود، وأفقدت الحركات فرصها، وصارت يتيمة لا عائل لها، وخاطبت قفة الملاح للمواطن وهي ليست محل استحياء من عدم ذكرها.. وقد صدق الرجل في هذا. ثم طالب أن تلخص الاتفاقية وتقدم للمواطن وهذه فكرة تبني الثقة المفقودة حيث ظلت مبادئ الشفافية والصراحة مبادئ مقبورة في أدبيات المؤتمر الوطني الحزب الحاكم!.
د. جلال يوسف الدقير هو الآخر أحسن الخطاب وأكد أن الدولة لا تدار بالعواطف واتفق مع كِبِر حول أهمية أن يعرف المواطن تفاصيل الاتفاقيات.
د. عيسى بشري أشار إلى قضية جيدة وهي أن الاتفاقية أخرجت السودان من عزلة دولية.. وهو محق لحد كبير، أما فيما يلي الحريات الأربع فهي مطالب أمريكا وجنوب السودان وشركاء الإيقاد والتجمع الشرير الذي يمهد لعلمانية السودان وإقصاء الدين من حياة الشعب ودون ذلك الدماء والأرواح.
إشراقة سيد محمود قالت إنها أسعد الناس لأن الاتفاقية خاطبت أهم شيء وهو فك الارتباط بين الحركة الشعبية وقطاع الشمال وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من أرض السودان.. بهذه العبارات جادت الوزيرة إشراقة بما عجز أن يجود به الرجال وأكدت أنها وطنية حرة لا تكبِّلها قيود ضيقة.
بدر الدين محمود، نائب محافظ البنك المركزي، أكد أن الاتفاقية أكسبت الجنيه السوداني قوة أمام العملات الأجنبية على ذمته.. دون أن نرى هذا الأثر حتى الآن.. بعد أن طالب أحمد هارون البنك المركزي أن يتعامل مع الخيال وليس الواقع بصورة مدهشة وغريبة أكدت أن الوالي أحمد هارون يعاني من أزمة أيضاً في فهم مطلوبات الاقتصاد.


الرئيس في تعقيبه ضرب صفحاً عن التعلق على بعض الأفكار بإسكات صوت الصحافة والأقلام والإعلام بصورة عامة لأن الرئيس يدرك أهمية الحرية في هذا الحقل الإستراتيجي وقد أشار إلى دور الإعلام عقب توقيع الاتفاقية في أديس في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة.
الرئيس أشاد أيضاً بالوفد المفاوض وإثيوبيا والآلية الإفريقية وبصبر الشعب السوداني وأشاد بوفد جنوب السودان بقيادة سلفا كير وأشاد بالقوات المسلحة، وخص بالذكر وزير مجلس الوزراء أحمد سعد ودور علاقاته القديمة التي ساعدت في تقدُّم المفاوضات.. وقال أيضاً هذه الاتفاقية منعت عودة السودان إلى الرقابة من قبل مجلس حقوق الإنسان .اهـ
على العموم نؤكدة مرة أخرى أننا مع السلام العادل الذي يحقق عزة الإسلام والمسلمين وسيادة السودان ويحفظ أمنه القومي ويحقق سيادة القانون ومكافحة الفساد ويطلق الحريات في إطار القانون، ويحقق العدل والتنمية وحسن الجوار مع الجيران.. ونرفض تكبيل الصحافة وتكميم الأفواه، ونؤكد مرة أخرى أن الحريات الأربع شرٌ مستطير


------------------

أحاديث الإفك «2 ــ 2»

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
قبل مقالاته الأخيرة تعليقاً على رفضنا للحريات الأربع كنتُ أكنُّ له كثيراً من الاحترام لكني أقولها الآن لعادل الباز: هذا فراق بيني وبينك أيها الرجل، فقد كنتُ أظنُّك تبحث عن الحقيقة حتى بعد أن تخلَّيتَ عن مرجعيتك القديمة التي أدرتَ لها ظهرك حتى صرتَ تضيق ذرعاً باستشهادنا بالقرآن الكريم وتعتبره ــ شأن الشيوعيين وبني علمان ــ استغلالاً للدين وكأن القرآن أُنزل ليكون تمائم وديكوراً يزين الدُّور لا منهاجاً لحكم الحياة والأحياء.
بلغ من نزق عادل الباز وتطاوله أن يصفنا بأقذع الصفات.. فنحن عنصريون ومن أعداء السلام بل إننا نهدِّد الأمن القومي.. تلك الصفة التي أبى أن يُطلقها على عرمان وعقار والحلو وباقان وهم يخرِّبون ويدمِّرون ويقتلون بل نحن في نظره لا يهمنا إن (مات الناس وتخرَّب الوطن لأننا نتربَّح من الحرب ونعتاش عليها) فهل بربكم من كلام رخيص و######## أبشع من ذلك؟! هذا الكلام في نظر عادل ليس عنفاً لفظياً أما كلامنا في حق الرويبضة عرمان وفي حق المنبطحين فهو العنف اللفظي، فنحن مُهدرٌ دمُنا ويجوز أن يقال في حقنا ما لا يجوز في الآخرين.. أما نحن فعلينا أن نلزم الصمت!! مما أسقط الرجل في نظري أنه استشهد بالفقرة 4/1 من اتفاقية الحريات الأربع وقال إنها حاكمة للفقرة 4/2 حيث قال إن المادة 4/1 تجعل قوانين البلدين تحكم ممارسة الحريات الأربع ومن عجب أن الرجل تغافل عن حقيقة أن الفقرة 4/2 هي التي تحكم الفقرة 4/1 بل تحكم الاتفاقية جميعها وتحرم فقدان المواطنين المتمتّعين بأيٍّ من الحريات من تلك الحرية أو الحريات ووالله يا عادل ما كنتُ أظنّ أنك ستضطر إلى الانتصار لرأيك حتى ولو بتزوير الحقيقة ولتعلم أني والله لستُ كذلك ولو كنتُ أعلم بصحة رأيك لما تطرقتُ إلى هذه القضية فلسنا بالكذّابين بل إننا نمقت الكذابين والأفّاكين ممَّن يضللون الناس ويزوِّرون التاريخ ويرفضون كلام الله العزيز..


أما قولك إننا نتخذ من اتفاقية الحريات الأربع منصة انطلاق لهدم الاتفاقيات فهو كذلك من قبيل الإفك الذي أصبح ديدناً لكتاباتك ولو كنا مقتنعين بأن جميع الاتفاقيات سيئة لما منعْتَنا أنتَ ولا غيرُك من الجهر برأينا فلسنا هيّابين وبودي لو نتباهل ونجعل لعنة الله على الكاذبين وأدعوك إلى ذلك متى ما عدتَ إلى أرض الوطن وسأكرِّر الدعوة عندما أعلم بعودتك وسأتصل بك لهذا الغرض إن شاء الله ولن أدعو عليك قبل ذلك فعندما أيدنا معظم الاتفاقيات لم نقبل ذلك إلا لأننا دعاة سلام وما صدعنا برأينا حول القضية المركزية (الانفصال) إلا لتحقيق السلام وما كنا ننافق حين سمَّينا حزبنا (منبر السلام العادل) الذي لن يضيره اتهامك إياه ووصفك له بأنه (منبر أعداء السلام) وليتك تتأمل لماذا تصدَّرت (الإنتباهة) الصحف جميعها بفارق كبير حتى بعد أن رفعت سعرها ولماذا توقَّفت صحيفتُك؟ ليتك تعلم أن صدق (الإنتباهة) في طرحها وقوة حجتها هي التي جعلتها تحوز على رضا القارئ ولن يضيرنا افتراء المفترين وليتك وصاحبك إدريس تُجرُون استطلاعاً للرأي لترَوا أين يقف الشعب؟!


كثيراً ما سألتُ عادل وأمثاله من كُتاب الغفلة لماذا لا يكترثون لمشروع السودان الجديد؟! لماذا لم يكتبوا يوماً محتجّين على اسم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) الذي تُصِرُّ عليه الحركة حتى بعد أن خرجت من بلادنا وحياتنا؟! لماذا لم يكتبوا عن تصريحات باقان المستهدِفة للشمال؟! لماذا لم يكتبوا عن السلاح الذي يُكتشف مِعشار ما يُهرَّب منه إلى الخرطوم؟! هل فهم هؤلاء لماذا نسمِّيهم كُتاب الغفلة؟! السبب الذي جعل عادلاً يتجاهل هذه الأسئلة هو الذي يجعل إدريس وصحبه وغيرهم من المسؤولين لا يفكرون في مآلات الحريات الأربع على أمن السودان القومي ولا في الخلايا النائمة والقنابل الموقوتة التي يمكن أن تُزرع من خلال تلك الاتفاقية المشؤومة في قلب الخرطوم ولذلك لا غرو أن يتمنى إدريس أربعين حرية للجنوبيين دون غيرهم من البشر!!


كتب عادل في إحدى مقالاته أنه تلقى عشرات التلفونات الشامتة على (الإنتباهة) بعد توقيع اتفاقية السلام ثم طفق يقدِّم النصح لـ «الإنتباهة» وكُتابها وليت الرجل قدم النصح لصحيفته حتى تحيا من جديد بعد أن ماتت وخرجت من السوق!!
يا سبحان الله!! يواصل عادل نفس اللغة والاتهامات بأننا غاضبون من التوصل إلى اتفاق ثم يتحدث عن الشتائم والإساءات والاتهامات (والتعابير المسيئة للقيادات) وكأنَّ ما يكتبه لا يسيء إلينا لأننا لسنا من القيادات!! وكتب منتقدًا عبارة (المتثاقلين) و(المنبطحين) طيب يا عادل لماذا لا تنتقد القرآن وهو يستخْدم كلمة (اثاقلتم إلى الأرض) في أمثالكم ممّن يُعطون بلا مقابل ويتنازلون عن الأرض والعِرض ويرضَون بالدنية في دينهم ودنياهم ويهرولون ويتكبكبون بعد أن تخلَّوا عن الجهاد بالرغم من أن أرضهم مُحتلة وكرامتهم مُهدرة؟!
ثم ألست مقتنعًا معي أن نيفاشا شهدت انبطاحًا هائلاً؟! ماذا نقول عن ذلك أنسكت عنه أيها المؤدب أمام القيادات المتطاول علينا نحن (الأقزام)؟! إننا بإزاء وطن يا عادل من حقنا على المسؤولين أن نحذرهم وننتقدهم وهذه ضريبة أنهم شخصيات عامة وقد استخدم القرآن الكريم ألفاظ (السفهاء) وقال مخاطبًا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (فلا تكوننَّ من الجاهلين) اذكر لي مرة واحدة أنني خوَّنتُ المفاوضين وقلتُ إنهم عملاء أو خَوَنَة مثلما فعلت وأنت تخوننا وتقول إننا لا ننطلق من مبدأ وإنما من سعي إلى كسب رخيص حتى ولو كان ثمنه اشتعال الحرب.. كثيرًا ما نُتهم ونُقوَّل ما لم نقل لكننا لا نُنكر أننا نستخدم الكتابة بالسكين فهي التي تجدي في حال وطن مأزوم تُحتل أرضه ويخرج عليه ويتمرد بعض أبنائه ويخرِّبون سمعته ويصيِّرونه أحاديث تلوكها ألسنة أطفال العالم ومنتدياته وفضائياته.


لست أدري والله هل نسيت يا عادل وهل نسي إدريس عبد القادر وهو يقول إن من يرفضون الحريات الأربع يعيشون خارج التاريخ وهل نسيت ما حدث عقب توقيع الحريات الأربع في مارس الماضي حين جاءهم باقان واستقبلوه كما يستقبل الفاتحون وتعشوا معه ورقصوا في قلب الخرطوم ولم يمضِ على ذلك يومان حتى دهمت جيوش باقان هجليج؟! نستطيع أن نقول الكثير إننا كنا دائماً على صواب لكن الغرض مرض أيها الرجل.

----------------------------

مع نائب الأمين العام للحركة الإسلامية عثمان حسن رزق:

نشر بتاريخ السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


> حوار: سناء الباقر> تصوير: متوكل البجاوي

حذر الأستاذ عثمان حسن رزق نائب الأمين العام للحركة الإسلامية من الحريات المطلقة بين السودان والدول الأخرى حتى ولو كانت مع مصر. وقال في الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» إنه لا بد من وضع قيود وشروط لهذه الحريات حتى لا تكون وبالاً على الدولة، وأضاف: ولا بد من أن يتأكد لنا أن القادم لن يتدخل في شؤون البلد الداخلية في إشارة منه لاتفاق الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب، ونوه بعدم ترك قضية أبيي و«14» ميل للجان التفاوض بل يجب عرض أي اتفاق بشأنهما للبرلمان وللشعب للاستفتاء حوله، كما تساءل عن سر وجود قوات أجنبية داخل الخرطوم بالمنشية وشارع عبيد ختم والسماح لهم ولمعداتهم بالدخول دون تفتيش أو جمارك.. وفيما يختص بالحركة الإسلامية ونيتها في إبعاد الأمين العام نفى رزق ذلك مؤكدًا أنه لا يمكن تسميته «إبعاد» بل هو النظام الأساس الذي يمنع أي شخص من تولي أي منصب قيادي لأكثر من دورتين تنظيميتين.. وأشار إلى المساوئ العديدة التي صاحبت قيام الإنقاذ على رأسها عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بالصورة المطلوبة وتنامي العصبيات والنزاعات المسلحة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما تطرق إلى استخراج النفط والطرق والجسور وزيادة عدد الجامعات كجزء من الإيجابيات:

> تم اتفاق بين الحكومة والجنوب حول الحريات الأربع «التنقل والتملك والعمل والإقامة».. كيف تنظر لهذا الاتفاق؟
< أنا ضد الحريات المطلقة ولو كانت مع الشقيقة مصر... الحريات لا بد أن تكون مقيدة بشروط وقيود كما تفعل الدول الأخرى مثل كندا وأستراليا وأمريكا ... إلخ. وذلك حتى لا تنقل لنا تلك الدول خبثها.
> وماهي تلك القيود في نظرك؟
< أولاً لابد من التحوط للوضع الصحي للقادم حتى لا يأتينا أصحاب الأمراض المعدية والخبيثة مثل الإيدز... ولا بد من التأكد من مؤهلات الشخص العلمية والعملية حتى نضمن أننا فى حاجة إليه وأنه لن يكون متسولاً أو يعمل في عمل هامشي «ستات الشاي» ولا بد من منع معتادي الإجرام من الدخول للوطن ولا بد من منع القاصرين والقاصرات من الدخول إلا وفق شروط معينة «مع محارم أو للتعليم مع الضوابط» ولا بد من أن يتأكد لنا أن القادم لن يتدخل في شؤوننا الداخلية ويمكن إبعاده إذا أخل بأي شرط من شروط الإقامة.. ولا بد من تحديد السن.
لأننا لا يمكن أن نتحمل تكاليف معاش الدول الأخرى... لا مانع من الإقامة المؤقتة للتعليم وللسياحة وللعلاج وفق الضوابط التي تشترطها الدولة.. ولذلك لا بد من تقييد الإقامة وقد رأينا ما فعلته بنا الإقامة غير المقيدة.. دخل إلينا كارلوس وأبو نضال وغيرهما.. ودخل القتلة والمجرمون والمتسولون.
> الوجود الأجنبي في السودان ومدى الضرر الذي يُحدثه بالبلاد؟
< أي وجود أجنبي في أي بقعة من السودان يضر بالسودان أكثر من فائدته وما زلنا نتساءل عن سبب وجود قوات أجنبية في الخرطوم «المنشية وعبيد ختم», كم العدد وما هي المهام؟ وعدد الأسلحة ونوعها.. ولماذا يُسمح لهم بالدخول والخروج دون تفتيش أو جمارك من المطار؟... أسئلة لم تتم الإجابة عنها بعد، أما قوات اليونميد فهي أُوجدت لدعم حركات التمرد ويكفي أنها تخلَّت عن مئات المتحركات والأسلحة والمؤن لصالح هذه الحركات ولم تطالبها بإرجاعها وعلى ذلك قس.
> منطقة 14 ميل المتنازَع عليها وقبلها أبيي والمناطق الأخرى والمنطقة منزوعة السلاح؟
< لا مجال للتفريط في أي شبر من أراضي السودان لأي جهة من الجهات ويجب ألّا يترك ذلك للجنة التفاوض وإنما يجب عرض أي اتفاق على البرلمان والشعب للاستفتاء.. وأما أبيي فلا حل لها إلا بمشاركة المسيرية في الاستفتاء أو وفق قسمة عادلة بين المسيرية والدينكا يرتضيها الطرفان, ويجب ألا يتم ذلك تحت أي وصايا دولية لأننا جرَّبنا الانحياز غير العادل للطرف الآخر.. وقد اعترضت سابقًا في مجلس الوزراء وقلت إن هؤلاء لا يريدون أبيي القرية وإنما يريدون المحافظة بأكملها لبترولها لكن لم يصدقوني وقالوا إنهم لا يمكن أن يطالبوا بمنطقة جنوب بحر العرب.. حتى دخلوا هجليج.. ولو أنهم تمسكوا بمشاكوس التي اعتبرت الحدود هي حدود 1956 لما حدث ما حدث، كذلك الاتفاقية أكدت أنه إما الاستفتاء وبمشاركة المسيرية أو تظل المنطقة تابعة للشمال.. أما القول بأن المسيرية رحل فالدينكا أنفسهم رحل وكانوا خارجها فلماذا يشارك الدينكا دون المسيرية؟ وإذا كانت القبائل غير العربية هي الحجة فالقبائل شمال أعالي النيل كلها قبائل عربية «سليم /نزى/ صيحا» وهي تسكن شمال أعالي النيل قبل دينكا نقوك بأبيي, لماذا لا تُضم هذه المناطق بنفس الحجة للشمال؟ كذلك هناك قبائل جنوبية في دول الجوار لماذا لا تضم تلك الأراضي للجنوب؟
> يقال إن أمريكا بدأت تتحرك بشرق السودان بعد الجنوب والغرب؟
< رغم أننى لم اقف على حقيقة الأمر حتى الآن.. إلا أن أمريكا لا يأتي منها خير أبدًا.
> أستاذ رزق.. نريد أن ندلف قليلاً لقضايا الحركة الإسلامية.. حيث إنه توجد أزمة داخل الحركة البعض يصفها بأنها أزمة وجود؟ماهى أبعاد تلك الأزمة؟
< كان هنالك تخوف من حل الحركة الإسلامية أو دمجها وأحدث ذلك أزمة تم تجاوزها برفض الحل أو الدمج والتأمين على بقاء الحركة وتفعيلها.
> الإنقاذ ومستقبل الحركة الإسلامية؟
< إذا قويت الحركة الإسلامية فستقوى الإنقاذ وينصلح حالها وإذا زالت الحركة فستزول معها الإنقاذ فيما أحسب.
> محاولات لإبعاد الأمين العام؟
< لا توجد أي محاولة لإبعاد الأمين العام.. كل ما في الأمر أن النظام الأساس السابق والدستور الحالي يمنعان أن يتولى أي شخص في الحركة أي منصب قيادي لأكثر من دورتين تنظيميتين.. ومن ثم فإن الأمين العام ونوابه وأمناء الأمانات وأمناء الولايات ورؤساء مجالس الشورى ومن في حكمهم من الذين أكملوا دورتين لن يجدَّد لهم . ولا يعني هذا إبعادهم ولكن يمكن لهم أن يغيروا مواقعهم لوظائف قيادية أخرى.
> أين الشباب داخل الحركة وهم المفترض أنهم قادة التغيير؟
< الحركة ليس لديها مشكلة مع الشباب.. فقد قامت الحركة على أكتاف الطلاب والشباب وكانوا شريان الحياة لها.. والآن الذين يقودون حركة التغيير داخل الحركة هم الشباب... ولا مستقبل لحركة أو حزب تجد الشباب في حماه مضاما.
> الحركة الإسلامية السودانية والحركات العالمية والعربية الأخرى .. نموذج مصر؟
< الحركات الإسلامية كأشجار الفاكهة ينمو كل نوع منها في المناخ المناسب لها ... نحن نتفق مع كل الحركات الإسلامية في الثوابت من الأهداف والمرجعيات ولكلٍّ الحق في اتباع الوسائل التي تؤدى إلى نفس الغاية.
> تقييمكم لتجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان؟
< لا يمكن اختزال تجربة الإنقاذ في سطور قلائل ولكن يمكن أن نقول إن التجربة لها إيجابياتها ولها سلبياتها.
> السلبيات؟
< من المظاهر السالبة عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بصورة صحيحة يرضاها الله ورسوله.. وكذلك انفصال الجنوب والنزاعات المسلحة وتنامي العصبيات العرقية والجهوية وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وغيرها مع أن بعض هذه السلبيات لا تتحملها الإنقاذ وحدها.
> الإيجابيات؟
< استخراج النفط والطرق والجسور والتصنيع الحربي وزيادة عدد الجامعات والمدارس والسدود إلخ.
> العلاقة بين الحركة الإسلامية السودانية وإخوان مصر؟
< مصر هي الأصل الملهم لكل الحركات الإسلامية الإخوانية في العالم والعلاقة كانت وما زالت جيدة وفي إطارها التنسيقي... ومعلوم أن الحركة الإسلامية السودانية تأسست بصورة رسمية في العام 1954 وفي هذا الوقت كانت الحركة في مصر في أشد ابتلاءاتها... نحن الآن نتطلع لتعاون أكثر مع مصر في شتى المجالات وكذلك مع تركيا وتونس وليبيا والمغرب وكل الدول التي أصبح لحركة الإسلام فيها شأن.
> وصف عبد الوهاب الأفندي وهو أحد أبنائها حاضر الحركة بالمضطرب ومستقبلها بالغامض؟
< عبد الوهاب كاتب مرموق وأخ قديم .. ولكني أقول إن هنالك حراكًا واسعًا وحقيقيًا في الحركة الإسلامية واستطعنا أن نقيم أكثر من عشرة آلاف مؤتمر أساس ومحلية وغيرها وقد شهدها آلاف من الإخوان وشهدت نقاشًا صادقًا وواضحًا ومثمرًا وشفافًا وحادًا في بعض الأحايين... والإخوان الآن يسعون لإعادة الحركة لسيرتها الأولى.. والاضطراب الذي يراه الأفندي الآن هو آلام المخاض التي تسبق الميلاد الجديد للحركة الواعدة، والحركة الآن فى مفترق طريق وبين يدي مؤتمر مفصلي وأمامها خياران لا ثالث لهما إما أن تكون كما يريدها أبناؤها وإما ان تتفرق أيدي سبأ وتذهب ريحها وظنُّنا أن الإخوان سيحافظون على حركتهم قوية موحدة وفاعلة.
> بعض قادة الحركة صرحوا بأنهم أصبحوا يستحون حتى من دعوة أولادهم وأقربائهم للانضمام للحركة؟
< الحركة لن ينصلح حالها إذا ابتعد عنها الإخوان الصادقون وكذلك الأبناء الصالحون، إذا أردنا لهذه الحركة الإصلاح والإحياء فلا بد من الإقبال عليها والمشاركة في بنائها.
> تعتبر الحركة مؤسسة من مؤسسات الدولة
< الحركة ليست من مؤسسات الدولة ولكنها هي التي قادت التغيير ولذلك الحركة هي الأصل الثابت وغيرها الفرع والمتحرك.
> هل من الممكن استغلال خلافات الحركة وضعفها لإسقاط النظام؟
< هذا صحيح ... والأعداء يعلمون أن إحداث الخلاف والشرخ في الحركة الإسلامية هو الذي سيقود إلى ذهاب ريح الإنقاذ لذا على الجميع الانتباه وتفويت الفرصة على الأعداء.
> تجديد قيادات الحركة؟
كل أصحاب المذكرات والشباب مع التغيير والتجديد في صف الحركة الإسلامية.
> رغم ما تحاولون القيام به من تغطية للخلافات داخل الحركة إلا أن الخلافات تكاد تطيح بها؟
< حينما تتباين الآراء في الحركة ويجهر كل أخ بما يؤمن به وإن كان مخالفًا للقيادة فإن هذا دليل صحة وعافية .. أما حين يفوز كل شيء بالإجماع السكوتي أو السكوت الإجماعي فاعلم أن الأمر ليس على ما يرام.. وحين تتلاقح الآراء وتتدافع يصل الناس إلى الرأي الصواب .. أما قاعدة ما أُريكم إلا ما أرى فلا تصلح إلا لفرعون؟
> أيهما يسيطر على الآخر الحركة على الحكومة أم العكس؟
< الحركة لا تسيطر لا على الحكومة ولا على الحزب وهي تحاول أن تجد بينهما متنفسًا وسبيلاً.
> الحركة في ظل الوضع العالمي الراهن؟
< الوضع العالمي الراهن يسير في صالح الإسلام وصالح الحركة الإسلامية العالمية.. فأنظمة الكفر والضلال والتبعية تتهاوى والحركات الإسلامية ينبت لها ريش ويكون لها شأن وتصعد إلى سدة الحكم في أكثر من دولة... والآن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بدأت تقبل بحكم هذه الحركات وما تسميه «الإسلام المعتدل».
> دور الحركة في تضييق شقة الخلاف بين الإسلاميين «الشعبي والوطني»؟
< الخلاف خلاف قيادات وليس خلاف قواعد، ومهما تطاول الخلاف فأنا على يقين من وحدة الصف الإسلامي، وإذا لم تجمعنا الحياة فستجمعنا المقابر.


الانتباهة

-----------------

الدكتور غازي صلاح الدين والاخفاق الفكري !ا
10-08-2012 03:39 AM

الدكتور غازي صلاح الدين والاخفاق الفكري !!!!

حسن وراق
-68

الاسلاميون وقضايا التحول الديموقراطي ذلك المؤتمر المنعقد في الدوحة عاصمة دولة قطر ، شاركت فيه القيادات الاسلامية من سياسيين وممارسين ومفكرين اسلامويين من جميع البلدان العربية بما فيها بلدان الربيع العربي . من السودان كانت مشاركة الدكتور حسن الترابي والدكتور غازي صلاح الدين والدكتور عبدالوهاب الافندي والدكتور الطيب زين العابدين وذلك باسهامات تم بثها عبر الجزيرة مباشر .

انتظر الجميع ورقة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية وابرز قيادات الانقاذ الحاكمة في مجال الجبهة الفكرية سيما والرجل قدم نفسه في جلسة التحول الديمقراطي باعتباره ممارس وصاحب تجربة تختلف عن جميع المتحدثين في تناول قضية الديمقراطية في فكر الاسلاميين السودانيين مروجا لنفسه بصورة جعلت الحضور أكثر تحفزا وانتباها لماسيقوله الرجل .
بدأ الرجل اي الدكتور غازي بمقدمة طويلة كمن يقصد تضييع الزمن الممنوح له في الخروج من الموضوع الفكري بمقدمة طويلة عن الفيزياء والذرة ليقرب الحضور الي الي حقيقة بدهية ، ان البحوث في مجال العلوم الطبيعية لم تحل مشكلة الوجود ولكنها قدمت خطوة للامام وقتها تذكرت قصة الطالب الذي لم يذاكر سياسة بسمارك الخارجية التي جاءته في سئوال الامتحان ليجيب عليه مسترسلا في سياسة بسمارك الداخلية كمقدمة لسياسته الخارجية التي لم يتطرق اليها.

اصيب الجميع بخيبة أمل من مشاركة الدكتور غازي صلاح الدين والذي يعتبر من اكثر قيادات الانقاذ الحاكمة اهتماما بقضايا الفكر والمنهجية والتي ختمها بطريقة الحنابلة (الجكة دي لله ) باعتبار ان كل مافيه مصلحة امر مقرون بالشرع مختصرا الطريق الي قضايا التحول الديمقراطي باشاعة العدل باعتباره امر لا يقبل الابتسار والتنقيص الذي قد يكون مقبولا بالنسبة للحريات التي تقبل النسبية وان العدل والحريات قيم لابد ان ترتبط بالشرع دون ان يبين الكيفية .

الحرية والعدل ابرز قيم الديمقراطية التي تفتقدهما تجربة الاسلاميين الحاكمين في السودان والتي يمثلهم فكريا الدكتور غازي صلاح الدين والذي هرب من الخوض في تفاصيل التجربة السودانية فيما يختص بقيم الديمقراطية وحسن فعل الدكتور غازي عندما (زاغ ) من الدفاع عن الحرية المعتدي عليها في كافة اشكالها والعدل الغائب في التجربة السودانية التي وطدت اركانها بتدمير نظام العدالة والعدل في السودان الذي كان يضرب به المثل في العالم العربي .

بينما الجميع في انتظار ان ينهي الدكتور غازي مقدمته فاذا به ينهي وبصورة سريعة جدا مشاركته (الفكرية ) وهو يستشعرالمثل القائل ( فاقد الشيئ لا يعطيه ) ولكن بعد ادخل نفسه في ورطة وسط جموع من المفكرين والمستنيرين يختلفون عن تلك الجموع (المحشودة في امانات المؤتمر )التي تعود عليها وهم جوقة مهرجين لا تجيد سوي التهليل والتكبير بعد ان تعلف حلاقيمهم بالمطايب في انتظار أن تعلف جيوبهم بالمعلوم النقدي . كان من الافضل للدكتور غازي علي المستوي الشخصي الاعتذار عن المشاركة في المنتدي الفكري عن الديمقراطية حتي ينج من تلك المشاركة (الفضيحة ) التي كشفت ان نظام الانقاذ (مقعد ) فكريا و جالس في الراكوبة وما كان في داع للفضائح خارج الحدود


-------------------

مؤتمر الحركة الاسلامية الخرطوم : ( ممارسات وحشية ) ومع ذلك ( تجربة يهتدي بها العالم اجمع ) !
October 7, 2012
( حريات )

بدأت الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم مؤتمرها الثامن امس السبت، بحضور النائب الأول للرئيس , علي عثمان محمد طه، الأمين العام للحركة الإسلامية، والحاج آدم، نائب الرئيس، ونافع علي نافع، مساعد الرئيس .

وفيما تحدث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر معتصم عبد الرحيم عن ممارسات وحشية وسط القواعد سبقت انعقاد المؤتمر , قال امين الحركة بالولاية عثمان الهادي انها قدمت تجربة في الممارسة والشوري ( يهتدي بها العالم اجمع ) !

وقال معتصم إن مؤتمر الولاية جاء بعد اكتمال البناء القاعدي على مستوى المحليات والأحياء، مما يؤكد أن الحركة الإسلامية حركة ولودة تتطلع إلى التجديد، واضاف أن الحركة بالخرطوم تضم سبعة آلاف مهني في عضويتها في تخصصات مختلفة، مما يؤكد أنها غنية بالتخصصات وأهل العلم والمعرفة والمهنة والحرفة.

وقال عثمان الهادي بأن نهج الحركة في إمعان المحاسبة سيتواصل لتمضي المسيرة ناصعة بيضاء، مشددا على ضرورة انتهاج مبدأ المحاسبة لكل أعضاء الحركة الاسلامية بما يتماشي مع أخلاق الشريعة الاسلامية، وأكد بان المحاسبة ليست لديها سقف محدد , داعياً المؤتمرين لتقديم توصيات تدفع بالمسيرة وتصوّب الإخفاقات .

وتحدث والي ولاية الخرطوم , عبدالرحمن الخضر، عن عظم كسب الحركة الإسلامية بالسودان وتجاربها التي تستحق الوقوف والدراسة لتكون نموذجاً يحتذى به في العالم .

و طالب عبد الرحمن الخضر بمراجعة وتقييم تجربة الحركة والنظر بتؤدة لقضاياها وخلافاتها ،وتابع هذه تجربتنا ولابد أن ننظر فى كسب المؤتمر الوطني الذي أيدته الحركة الاسلامية، وقال بان عهدنا مع أعضاء الحركة الاسلامية أن نبيض وجه الحركة وأن نكون القيادة الواعية لهم وأن تكون الرائد الذي لا يكذب أهله .

ودعا الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي , عصام أحمد البشير، بحسب ما اوردت ( سونا )، لضرورة التسامي فوق الجراح وإحكام البناء الداخلي وتوحيد الرؤى الفكرية تجاه القضايا الإسلامية عبر منهج الوسطية وتوحيد أهل القبلة ليكون الوطن لحمة وطنية صادقة.

وهاجم ممثل جماعة أنصار السنة الابتعاد عما اسماه تطبيق الشريعة الاسلامية خلال الفترة الماضية، واَضاف” لا نجد تطبيق للشريعة بل تطبيل”، وطالب بتحكيم شرع الله وكشف عن اختراق الحركة الاسلامية وأضاف ( الحركة الإسلامية أخترقت ولا أقول إحترقت ونحن لا نريد العلمانيين واليساريين ) . ودعا قيادة الحركة للتنازل عن الحكم وتابع “نحن جاهزين” .

وقال الحاج أدم يوسف بان السودان يعد البلد الوحيد الذي يحرم التعامل الربوي فى المصارف الاسلامية، مؤكدا مضيهم فى تطبيق الشريعة الاسلامية فى الاسواق بدلا عن قاعات المحاكم .



------------------

تقرير ( حريات ) عن ندوة الإسلاميين ونظام الحكم الديمقراطي , اكاديميون : برنامج الحركة الإسلامية في السودان فشل فشلاً شاملاً
October 7, 2012
(حريات)

أفتتح صباح أمس السبت 6/10 بفندق شيراتون الدوحة بقطر مؤتمر: الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي… تجارب واتجاهات, الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يتخذ الدوحة مقراً له.

ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه ثمانون أكاديميا من أنحاء العالم, على مدى ثلاثة أيام فرص الديمقراطية في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي. وقد خصص المؤتمر أولى جلساته الستة عشر لمناقشة تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان بأوراق بحثية قدمها كل من د. عبد الوهاب الأفندي, ود. الطيب زين العابدين, وشمس الدين ضوالبيت, ود. المحبوب عبد السلام وعقب عليها د. غازي صلاح الدين وحضر الجلسة د. حسن الترابي وعدد كبير من السودانيين المقيمين بقطر.

وقد عدد شمس الدين ضوالبيت في ورقته بعنوان: تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان: تطبيق الشريعة في فضاء متعدد, نماذج من عشر ظواهر إشكالية أفرزها تطبيق برنامج الحركة الإسلامية في السودان. فقال إن أحد هذه الظواهر هو أن برنامج الحركة الإسلامية عانى ولا زال يعاني غربة تاريخية مبدئية مع الإطار الحضاري المعاصر للسودانيين, فالشعب السوداني سبق شعوب المنطقة وثورات الربيع العربي بانتفاضتين تطلع بهما إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لكن تركيز برنامج الحركة الإسلامية كان في المقابل على تطبيق شريعة خالية من هذه القيم…كما أن بعضاً من عناصر ومكونات برنامج الحركة الإسلامية تعارض تعارضاً بنيوياً مع حقوق الإنسان. فبرنامج الحركة الإسلامية يعتمد لائحة عقوبات تعود لأكثر من 1400 عام مضت. ترتب على تطبيق هذه اللائحة والذهنية المرتبطة بها انتهاكات جسيمة ومتواصلة حتى هذه اللحظة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صدرت بها عشرات الإدانات لسجل حقوق الإنسان من الهيئات الدولية, ومنها أيضاً العنف الهيكلي الذي تضمنه البرنامج… والناتج من أن طبيعة برنامج الحركة الإسلامية هي طبيعة انصهارية آحادية يسعى بها لصهر كافة مكونات المجتمع السوداني المتعدد في قالب عربي إسلامي. بينما تتطلع هذه المكونات إلى التعبير عن ذاتها وعن فرادتها . فقاد هذان الإتجهان المتعارضان إلى احتكاكات متواصلة وإلى تفشي العنف في المجتمع السوداني بحيث أصبح هو السمة الأساسية والغالبة الآن. وقال إن هناك إتفاقاً يكاد يكون عاماً بين السودانيين على أن برنامج الحركة الإسلامية فشل فشلاً شاملاً, لا ينكر ذلك إلا مجموعة الأفراد الممسكين بالسلطة. بحيث أصبح السؤال ليس هو ما إذا كان برنامج الحركة الإسلامية قد فشل أم لا وإنما هو لماذا فشل برنامج الحركة الإسلامية حتى لا تتكرر الأخطاء, خاصة وأن ما تبقى من الحركة الإسلامية في السلطة يعد اصيغة أكثر تششداً من ذات الدواء الذي فشل. وفي إشارة لما نقل عن الأمين العام السابق للحركة الإسلامية السودانية من أنه قال إن السودانيين لم يكونوا جاهزين للتغيير وإنه اتضح أن السودان لا يعدو أن يكون “رقعة جغرافية لا ترقى لأن يكون وطن لا يجمع بين أهلها إلا لون بشرتهم” قال شمس الدين ضوالبيت إن السودان كان دولة واعدة عندما استلم الإسلاميون الحكم, فإن أصبح مجرد رقعة جغرافية لا يجمع بين أهلها إلا لونهم فإن ذلك نتيجة لربع قرن من برنامج الحركة الإسلامية وليس سابق له. وقال د. عبد الوهاب الأفندي رداً على د. غازي صلاح الدين الذي قال إن السودان ينتظره مستقبل مشرق, قال إن على الإسلاميين أن يعترفوا أن برنامجهم فشل فشلاً كارثياً في السودان, وليس مجرد الفشل العادي الذي يمكن تجاوزه. فقد ترتب عليه انفصال جزء من السودان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانهيار البناء الاجتماعي للسودانين. وقدم د. حسن الترابي مساء أمس السبت جلسة مصارحة بعنوان: تجربتي الإسلامية بين الفكر والسياسة, كما تُعقد مساء اليوم جلسة نقاشية يتحدث فيها غازي صلاح الدين ويعقب عليه شمس الدين ضوالبيت.

( وفي ما يلي ملخص لورقة شمس الدين ضوالبيت )

بسم الله الرحمن الرحيم

التحية

أود في البداية أن أحي المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على إتاحته هذه الفرصة للتداول حول الإسلاميين ومصائر الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي,

أحي المركز على وجه الخصوص على هذه الجلسة حول تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان.

التجربة لم تناقش

في الحقيقة لقد استوقفني أن الندوات والمؤتمرات التي شاركت فيها حول وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد ثورات الربيع العربي لم تناقش أو لم تعط الإهتمام الكافي لمناقشة تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان, على الرغم من أنها تجربة عملية من لحم ودم..

المسئولية الأخلاقية

وللأمانة لاعلم لي إذا كانت الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في بلدان الربيع قد درست الحالة السودانية في قنواتها الحزبية الخاصة أم لا,

في حالة أنها لم تفعل فإنني أرى أن المسئولية الأخلاقية لهذه الحركات تجاه شعوبها تتطلب منها أن تدرس الحالة السودانية لترى من خلالها الآثار التي تركها برنامج الحركة الإسلامية السودانية على أرض الواقع,

الزاد الفكري المشترك

لأن الزاد الفكري لهذه الحركات هو زاد مشترك مع الحركة الإسلامية السودانية. فجميعها قد نشأت – كما نعلم – على أفكار وكتابات حسن البنا وعبد القادر عودة وأبو الأعلى المودودي وسيد قطب ويوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وحسن الترابي.. وهذه هي مرجعيات برنامج الحركة الإسلامية الذي طبقته في السودان.

الحركة طبقت المنهج بجدية وصرامة

حددت الحركة الإسلامية السودانية أهداف برنامجها لحكم السودان على أنها سيادة الإسلام عقيدة وشريعة من خلال أسلمة الدولة والمجتمع

ولكن تركيز البرنامج جاء على أسلمة الدولة لأن المجتمع السوداني مسلم في غالبيته منذ قرون

وقد طبقت الحركة الإسلامية برنامج أسلمة الدولة والمجتمع بكل جدية وصرامة طوال السنوات الثلاث وعشرين الماضية

الآن بعد هذه الفترة الطويلة أصبح من المشروع أن نسأل أنفسنا ونسائل الحركة الإسلامية السودانية ماذا كانت النتائج على الأرض

يرصد هذا البحث الذي بين أيديكم عشر ظواهر إشكالية رئيسية أفرزها تطبيق برنامج الحركة الإسلامية في السودان (بالطبع لن يكفي الزمن لاستعراضها جميعاً ولكنني سأذكر بعضاً منها)..

من هذه الظواهر

عانى البرنامج ولا زال يعاني غربة تاريخية مبدئية بالمقارنة مع الإطار الحضاري المعاصر للسودانيين..

فالشعب السوداني سبق شعوب المنطقة وثورات الربيع العربي بانتفاضتين تطلع بهما إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة..

لكن تركيز برنامج الحركة الإسلامية كان في المقابل على تطبيق شريعة خالية من هذه القيم… هذه واحدة من الظواهر الإشكالية

ومنها أن

أطلق برنامج الحركة عملية استدعاء لقضايا وأولويات العهد الإسلامي الأول, لتكون هي ذاتها قضايا وأولويات المجتمع السوداني المعاصر..

أن بعضاً من عناصر ومكونات برنامج الحركة الإسلامية تتعارض تعارضاً بنيوياً مع حقوق الإنسان. فبرنامج الحركة الإسلامية يعتمد لائحة عقوبات تعود لأكثر من 1400 عام مضت..

ترتب على تطبيق هذه اللائحة والذهنية المرتبطة بها انتهاكات جسيمة ومتواصلة حتى هذه اللحظة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صدرت بها عشرات الإدانات لسجل حقوق الإنسان من الهيئات الدولية

أن عمليات التأصيل والأسلمة أطلقت ما يمكن تسميته بدينامية تسابق سلفي, لأنها حولت أداة الحوار الوطني والسياسي العام إلى الحجة الدينية بدلاً من المنطق المدني. فأصبحت الحجة الدينية هي حجة التنافس السياسي والحوار الوطني العام,

منها أيضاً العنف الهيكلي الذي تضمنه البرنامج… والناتج من أن طبيعة برنامج الحركة هي طبيعة انصهارية آحادية يسعى بها لصهر كافة مكونات المجتمع السوداني المتعدد في قالب عربي إسلامي. بينما تتطلع مكونات المجتمع السوداني المركب إلى التعبير عن الذات والفرادة . فقاد هذان الإتجهان المتعارضان إلى احتكاكات متواصلة وإلى تفشي العنف في المجتمع السوداني بحيث أصبح هو السمة الأساسية والغالبة الآن

وبالإجمال غابت قيم الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة غياباً بنيوياً في برنامج وممارسات الحركة الإسلامية طوال فترة حكمها التي قاربت ربع قرن الآن. ومعروف أن هذه القيم هي قيم ضرورية لإدارة التنوع الثقافي والديني والإثني في أي مجتمع.

علامات فشل

من الواضح أن هذه الظواهر الإشكالية هي جميعاً علامات فشل. والواقع أن هناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين السودانيين الآن أن مشروع الحركة الإسلامية قد فشل فشلاً شاملاً في السودان, لا ينكر ذلك إلا مجموعة الأفراد الممسكين بالسلطة, وهذا مفهوم لأن الاعتراف بالفشل بالنسبة لهؤلاء ستترتب عليه استحقاقات هم غير مستعدين لدفعها.

معايير الفشل

ولا ينطلق الحديث عن الفشل هنا من معايير المعارضين فحسب, وإنما من معايير الحركة الإسلامية نفسها.

فالحركة الإسلامية قالت في برنامجها الذي استولت به على السلطة في السودان إنها تهدف لسيادة الإسلام عقيدة وشريعة لأن ذلك هو السبيل الوحيد لـ(حفظ وحدة السودان من التمزق والانشطار وللنهوض به نحو التنمية والرفاهية), كما جاء في وثائقها التأسيسية.

لم يحفظ وحدة السودان من التمزق والإنشطار

والآن بعد انفصال الجنوب واشتعال الحروب في دارفور وجبال النوبة وشرق السودان والنيل الازرق, وارتفاع اصوات جديدة تطالب بحق تقرير المصير فلا يمكن الحديث عن (حفظ وحدة السودان من التمزق والانشطار).

فيما يتعلق بالاقتصاد صحيح أنه تحققت بعض الانجازات في مجال الكهرباء والطرق وطفرة في مجال الاتصالات وتوسع في التعليم الجامعي إلا أنه لا يمكن الحديث عن نهضة أو رفاهية لأنه في المقابل قد انهارت أهم القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية في البلاد مثل مشروع الجزيرة.

السؤال لم يعد ما إذا كان قد فشل…

لذلك فإن السؤال لم يعد الآن ما إذا كان مشروع الحركة الإسلامية في السودان قد فشل أم لا, وإنما صار السؤال هو لماذا فشل مشروع الحركة الإسلامية في السودان؟

هذا هو السؤال الأهم الآن.

إذا كان هدف المؤتمر: تعزيز فرص الديمقراطية

وفي اعتقادي أنه إذا كان هدف هذا المؤتمر هو تعزيز فرص الديمقراطية في السودان وفي المنطقة عامة بعد ثورات الربيع العربي, فإن أفضل وسيلة لذلك هي الإجابة العلمية على هذا السؤال. لماذا فشل برنامج الحركة الإسلامية في السودان؟

لماذا فشل مشروع الحركة الإسلامية في السودان؟

الإسلاميون يقدمون أسباباً مختلفة

بعض الإسلاميين السودانيين يقولون إن السبب في فشل البرنامج هو أنه جاء بانقلاب عسكري, وقد حدد ذلك مساره وهزم أهدافه حتى قبل أن يبدأ.

آخرون يقولون إن السبب في فشل البرنامج هو إنقسام الحركة وحرمان البرنامج بذلك من علم وخبرة آبائه المؤسسين

كذلك سمعنا مؤخراً من يقول إن السودان دولة ومجتمع لم يكن مؤهلاً لمثل هذا المشروع الطموح لأنه “رقعة جغرافية لا ترقى إلى وطن أكثر ما يجمع مكوناتها هو لون أهلها”

جميع هذه المقولات هي أقرب إلى أن تكون محاولات لتبرير فشل البرنامج أكثر منها أن تكون أسباباً صادرة عن دراسات جادة, لأنها لا تصمد عند الفحص والتدقيق.

الحديث عن الدولة

الحديث عن الدولة, مثلاً, يريد إلقاء اللوم على الشعب السوداني. لقد كانت الدولة السودانية دولة واعدة عندما استولى الإسلاميون على السلطة.

علماء الإناسة

علماء الإناسة يقولون إن الحكومات والسلطات المركزية نشأت أول ما نشأت في التاريخ الإنساني لإدارة منشآت الري.

وفي السودان يوجد أكبر مشروع مروي تحت إدارة واحدة على مستوى العالم. وكانت به آلاف الكيلومترات من خطوط السكك الحديدية هي ثالث خطوط حديدية أنشئت في القارة, وواحدة من أفضل أنظمة الخدمة المدنية في القارة, ونظام تعليمي لا بأس به..إلخ

إتفاق الميرغني قرنق

وعندما استولت الحركة الإسلامية على السلطة كان السودانيون في الشمال والجنوب قد توصلوا إلى إتفاق لوضع السلاح والجلوس للتفاوض حول إدارة التنوع في بلادهم, ولم يتضمن ذلك الإتفاق حتى مجرد إشارة للإنفصال أو لتقرير المصير

باختصار كان السودان واحداً من أفضل دول القارة جنوب الصحراء, ومعظم هذه الدول تجاوزت حروبها ووجدت طريقها إلى التنمية بل وإلى الديمقراطية.

إذا كان السودان قد تحول إلى رقعة جغرافية…. فإن ذلك تابع لبرنامج الحركة الإسلامية وليس سابق له

لا يصمد أيضاً السببان الأولان بخصوص الانقلاب وإبعاد القيادة التاريخية عند الفحص والتدقيق

الذين يقدمون الانقلاب أو إنقسام الحركة الإسلامية على أنها السبب في فشل المشروع يتجاهلون أمراً غاية في الأهمية: هو مؤسسية الحركة الإسلامية:

الحركة الإسلامية تنظيم مؤسسي من الطراز الأول

فمهما حدث لبرنامج الحركة الإسلامية السودانية إلا أن لا أحد يستطيع أن ينكر أنها تنظيم مؤسسي من الطراز الأول.

وكما قال أحد قادة الحركة بحق بدت الحركة الإسلامية عشية استيلائها على السلطة أفضل طرحاً وتنظيماً من الدولة السودانية ذاتها.

فهي أكبر تجمع للمثقفين والمتعلمين السودانيين, وحظيت بقيادة جيدة, وموارد مالية هائلة توفرت للتنظيم من الثروات النفطية في الخليج,

إذن فقد توفرت للمشروع كافة الإمكانات المطلوبة

افضل العقول السودانية تنظيم جيد بقيادة محنكة. موارد ضخمة من تحالفاته في الخليج, أجهزة وموارد الدولة السودانية, ودعم التنظيم الدولي للأحوان المسلمين

ومع ذلك فشل المشروع مما يدل على أن الخطأ ليس في قلة الإمكانات وإنما في المشروع نفسه

والحقيقة أن الخطأ هو في منهج المشروع

قام مشروع الحركة على إعادة الإنتاج

فالمنهج الذي تبنته الحركة الإسلامية لبناء الدولة والمجتمع يقوم على إعادة انتاج نظام الدولة والمجتمع في العهد الإسلامي الأول. ثم إنتظار النجاحات التي حققها ذلك البرنامج

وهذا مستحيل عقلاً وعلماً ومنطقاً, ومستحيل بالتجربة الإنسانية

لا يمكن أن تؤدي إعادة أنتاج برنامج مضت عليه 1400 عام إلي ذات النتائج

وتجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان قد أكدت ذلك بالبرهان العملي مرة أخرى.

السبب الذي تقدمه السلفية

السبب الذي تقدمه الحركة الإسلامية والحركات السلفية بصورة عامة لتبني هذا المنهج هو أنه المنهج الذي أقام به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون المجتمع الإسلامي الأول .. بكل النجاحات التي حققها..

إلا أن الدراسة المدققة لمنهج وفلسفة التشريع في ذلك العهد وهو المنهج الذي ظهرت خصائصه بصورة أوضح في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه تكشف أن هذا غير صحيح أيضاً,

الخليفة عمر رضي الله عنه عدل أو تجاوز أحكاماً قطعية الورود والدلالة عندما تغير الظرف التاريخي..

مما يدل على أنه لم يكن يعيد تطبيق الأحكام مهما كان الظرف, وإنما يعتمد منهجاً آخر

المنهج الذي كان يطبقه الخليفة عمر كما اتضح من طريقته في إدارة الدولة والمجتمع هو المنهج الذي جاءت به البعثة المحمدية وأقام به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون الدولة والمجتمع هو منهج “الكتاب والحكمة” وكما يحدثنا بذلك القرآن الكريم.

فبدءاً من الآية 129 من سورة البقرة التي يدعو فيها سيدنا ابراهيم لذريته (ربنا وأبعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم), وعبر عشر أيات أخريات تناولت مهام البعثة المحمدية والبعثات السماوية الأخرى يكرر القرآن الكريم أن منهج الكتاب والحكمة هو منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام

الكتاب هو ما يكتبه ويوجبه الله تعالى على من يبعث فيهم من رسول, والحكمة هي غاية ذلك الحكم ومقصده

وبالتالي فإن منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام يقوم على كتاب وحكمة.. على أحكام ومقاصد.. على وسائل وغايات.

ومع كل بعثة جديدة كان الكتاب أو الأحكام أو الوسائل تتغير لتحقق الغايات والمقاصد الثابتة, لاختلاف الزمان والمكان.. هذا هو منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام

وهو كما هو واضح منهج تاريخي علمي..

إذا استخدمنا منهج الكتاب والحكمة للتعرف على الأركان الخمسة للدولة والمجتمع في الإسلام إنطلاقاً من الحديث النبوي الشريف بني الإسلام على خمس نجد أن هذه الأركان هي الكرامة والقوة والعدل والعلم والسلام.. وهي كما ترون قيم إنسانية عامة

يترتب على ذلك أن أفضل وسيلة لتحقيق هذه القيم اليوم هي منظومة حقوق الإنسان كما طورتها التجربة الإنسانية الواعية وفصلتها العهود والمواثيق الدولية.

مضافاً إليها المحرمات الإسلامية, التي هي الإضافة الإسلامية للكرامة الإنسانية,

إذا أردنا عقد مقارنة تقريبية معاصرة لفعالية المنهجين في نظام الحكم والتنمية فهي المقارنة بين منهج حزب العدالة والتنمية في حكم تركيا ومنهج الحركة الإسلامية في حكم السودان..

حزب التنمية والعدالة يسعى لتحقيق الغايات الإسلامية الكبرى… بينما سعت الحركة الإسلامية لإعادة تطبيق الأحكام, ويمكننا مقارنة النتائج

هذا طبعاً مع الإقرار بأن حزب العدالة والتنمية لم يقل إنه يطبق منهج الكتاب والحكمة وإنما وجد عناصر من المنهج قائمة في نظام الحكم من فترة سابقة, ويأتي إسهامه في أنه تبناها واعترف بها وأعطاها هوية إسلامية

أود أن أختتم حديثي بنتيجتين رئيسيتين لتجربة الحركة اإسلامية في الحكم في السودان: أولاً أن اعتماد منهج إعادة الأنتاج كمنهج لبناء الدولة والمجتمع بتطبيق الشريعة أو جزء منها في أي مكان, سينتهي إلى ذات الظواهر الإشكالية التي رصدها البحث وإلى ذات الفشل الذي انتهت إليه تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان.

قد يكون هناك اختلاف في المقدار نسبة لخصوصيات كل مجتمع ولكن لن يكون هناك اختلاف في النوع.

اينما طبق المنهج السلفي سيكون المصير هو الفشل كما برهنت على ذلك تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان.

والثاني هو أن تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان توضح أن غرس الديمقراطية وتعزيز فرصها في السودان وفي بلدان الربيع العربي والمجتمعات العربية الإسلامية لن يكون إلا بعملية إصلاح ديني شاملة تعتمد بدلاً من منهج إعادة الإنتاج السلفي منهج الكتاب والحكمة كأساس لبناء الدولة والمجتمع .

والسلام عليكم

Post: #76
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-10-2012, 06:46 AM
Parent: #75

527176_10151186766622146_767256888_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com







حَذَارِ من الهَرْوَلَة!!

الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الثلاثاء, 09 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


ليت الحكومة والمؤتمر الوطني والمفاوضين ومعاونيهم من كُتاب الغفلة يعلمون أن الكبكبة والانبراشة ومسيرات التأييد واستعجال إجازة الاتفاقيات وغير ذلك من مظاهر الفرح المصنوع تقدِّم رسالة خاطئة إلى الطرف الآخر بأن السودان حقق على حسابه مكاسب كبرى وأن الجنوب انخدع وخرج من ذلك الاتفاق صفر اليدين.


ليتهم يعلمون أن المعارضة الكبيرة للاتفاقيات في الجنوب والتي بلغت درجة التظاهر والملاسنات الحادة بين القيادات الجنوبية تحتاج منا ولو تكتيكياً إلى وزنة تتيح قدراً من الململة وعدم الرضا بل والرفض في الشمال حتى ولو من باب التمثيل وعلى الذين يضيقون ذرعاً بمعارضتنا (الحقيقية) لبعض أوجه القصور في الاتفاق من أهل الحكم أن يعلموا أنهم يحتاجون إلى تغيير تلك الرسالة الخاطئة التي طبعوها في ذهن دولة الجنوب أنهم هم الكاسب الأكبر وأن الجنوب لم يجنِ غير الحصرم كما عليهم أن يسرِّحوا من سمّاهم الرزيقي بالجوقة الموسيقية من كُتاب الغفلة وأن يوفروا تلك الأموال إلى ما هو أجدى وأنفع.


أحد كتاب الغفلة ممن يعيشون في أزمة مالية خانقة تبرِّر اندفاعه غير المحدود وهو يخوض معركته ضدنا ظل يروِّج لمقولة أن اتفاقية الحريات الأربع تُتخذ منصة انطلاق لإجهاض الاتفاق جملة وتفصيلاً ونسي أكثر الصارخين وأعلاهم صوتاً وتأييداً بلا تحفُّظ لكل شولة وفاصلة في الاتفاقيات وكأنها قرآن منزل من رب العزة سبحانه.. نسي هذا المسكين أنه لا يحتاج إلى كل هذه (الاندعارة) مهما ارتفع ثمنها لأن الاتفاقيات أُودعت لدى البرلمان ولا يُخشى عليها من معارضتنا فهي في أيدٍ أمينة ولن تُعدّل فيها شولة تماماً كما حدث في اتفاقية نيفاشا وغيرها من الاتفاقيات فمتى كان برلماننا يهش أو ينش أو يعدل أو يقول رأياً مختلفاً عن السلطة التنفيذية؟!
إذن فإن اتفاقية الحريات الأربع ستمر بل إنها نُفِّذت قبل أن تُجاز من البرلمان من خلال اعتقال المعارضة الجنوبية وفتح الحدود ولا عزاء لمن طالبوا باستفتاء الشعب حولها فتلك مرحلة نرجو أن نبلغها بعد قرن أو قرنين من الزمان!! فقد استُفتي الشعب السويسري حول رأيه في إقامة جسر على بحيرة جنيف ولما رفض الشعب المولع بالحفاظ على البيئة (أُلغي المشروع)!
في نفس الوقت الذي كان فيه أكبر الثوار ضد حكومة الحركة الشعبية يتعرض منزله في الخرطوم للحصار وأنصاره للاعتقال بعد وابل من الرصاص كان عرمان يعلن من مدينة جوبا في مؤتمر صحفي أن الاتفاق فاشل لأنه لم يضع معالجة لقطاع الشمال وبالطبع لم يتعرض الرجل للمساءلة لأن حكومة الجنوب لا تضع بيضها كله في سلة واحدة ولا تحرق كل مراكبها أو ترمي كروتها في سلة المهملات.


دينق ألور وأولاد أبيي ــ وهم من أهم ركائز الحركة الشعبية ــ يعلنون عن رفضهم للاتفاق لأنه لم يحكم بتبعية المنطقة لجنوب السودان.. حاكم شمال بحر الغزال يعقد مؤتمراً صحفياً يعلن معارضته للاتفاق حول 14 ميل ويؤلب سكان ولايته ضده ويتظاهر الآلاف في أويل معترضين على الاتفاق.. كل المعترضين يُبدون مواقف متطرفة أكثر من حكومتهم ويعتبرونها (منبطحة).. كُتابهم جميعاً بقيادة نيال بول الذي لطالما كتبنا عنه عندما كان يرأس تحرير صحيفة (سيتزن) أيام وحدة الدماء والدموع.. نيال بول الذي قال فيما قال قديماً إنه يكره اللغة العربية لأنها لغة المستعمِر.. كتابهم بقيادة نيال بول يكتبون كما يشاءون ويحرِّضون ضد الشمال أما هنا في السودان فإن الأمر مختلف تماماً فكتاب الغفلة يطبلون وما من أحد من المسؤولين في الحزب أو الحكومة بمقدوره أن يقول (بِغِم)!!


باقان يعمل من وراء ستار لدعم عملائه في قطاع الشمال والجبهة الثورية وها هي كادوقلي تتعرض للقصف من الجيش الشعبي لحظة انطلاق المؤتمر الذي يُقيمه والي جنوب كردفان والذي يُفترض أنه بدأ صباح أمس!!


سيكون التحدي الأكبر أمام سلفا كير هو التغلب على قطاع الشمال والجبهة الثورية وأولاد قرنق ومن بينهم أولاد أبيي ويساندهم باقان ذلك الشيطان الرجيم الذي لن ينسى مشروعه الاستعماري حتى وإن بدا في زي حمامة السلام خلال توقيع الاتفاقيات الأخيرة ولذلك ننصح الحكومة والبرلمان ألا يستعجلا إنفاذ وإجازة الاتفاق ففتح الحدود واعتقال القائد جيمس قاي وإجازة الاتفاق من البرلمان كان ينبغي أن تتزامن مع خطوات مماثلة في الجنوب ذلك أن عرمان لا يزال يصول ويجول ويعقد المؤتمرات الصحفية ويُدلي بالتصريحات من داخل مدينة جوبا وكفانا ما جرَّته علينا الهرولة التي جعلتنا نسحب قواتنا المسلحة من الجنوب في وقت لم تنسحب فيه الفرقتان التاسعة والعاشرة من جنوب كردفان والنيل الأزرق الأمر الذي ندفع ثمنه اليوم احتلالاً لأرضنا وانتقاصاً لسيادتنا الوطنية.. كذلك فإن استعجال إجراء الاستفتاء قبل الحصول على المستحقات من أمريكا ومن جنوب السودان رفعاً للعقوبات وترسيماً للحدود وإخراجاً لقوات الجيش الشعبي وفكاً للارتباط بين دولة الجنوب وعملائها فيما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال كل ذلك كان خطأً فادحاً بل أخطاء تهدد أمننا القومي حتى الآن!!


على السفير مطرف الذي مُنح تفويضاً من الرئيس أن يقلل من درجة انبطاحه ويباشر عمله بشيء من الاتزان وعدم الانبهال عملاً بسياسة الخطوة خطوة.. أي خطوة من هنا وخطوة من هناك أو العكس بلا إفراط ولا تفريط.
أما البرلمان والحريات الأربع فما كُتب كافٍ تماماً لإقناعه بأخطارها الجمّة خاصة الفقرة 4/2 وما أدراك ما الفقرة 4/2؟!

-----------------

الانتباهة: حرية من ولفعل ماذا؟

مجدي الجزولي

اشتكى الطيب مصطفى، صاحب الانتباهة، مر الشكوى من حجب سلطات الأمن لكلمة له السبت الماضي أراد فيها ولا بد تجريح حزمة الاتفاقيات التي انتهى إليها التفاوض على قضايا ما بعد الانفصال بين جنوب السودان والسودان فكتب على موقع الصحيفة الالكتروني طلبا لجماعة الأمن أن يعفوه من القمع. من حجابه ذاك قال الطيب: “أشعر أن ايجابيات ذلك الاتفاق أكبر من سلبياته التي هي في معظمها مرتبطة باتفاقات سابقة وليست وليدة الجولة الأخيرة”، يقصد أن ابن اخته الرئيس، بطل الجولة الأخيرة، برئ مما ولغ فيه المفاوضون “المنبطحون” من مرؤوسيه. احتج الطيب على الرقابة القبلية وناشد الحكومة أن تعفيه من هذه الشدة متساءلا كيف تُضيِّق على صحيفة واحدة “أبدت ملاحظات على بعض بنوده أو بروتوكولاته” وهي التي تسيطر على غالب أجهزة الإعلام ويخضع لها الصحفيون. قارن صاحب الانتباهة بين خروج الجماهير العفوي يوم هجليج والحشد الذي رتب له والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر لاستقبال الرئيس العائد من أديس أبابا في المطار الجمعة. تركز هجوم الانتباهة على اتفاقيتين، الحريات الأربع والترتيبات الأمنية، الأولى لتهديدها الأمن القومي والثانية لتفريطها في الميل 14 وخلوها من الضمانات بشأن فك الارتباط بين جنوب السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال.

رفعت الانتباهة إذن مصاحف حرية التعبير على أسنة رماحها العنصرية فهي عند أصحابها ضحية للقهر الحكومي يتآمر لكبتها المسؤولون داخل مجلس الوزراء. الانتباهة وقد استجارت بالحرية تضع المرابطين عند مرشد الحقوق والحريات الليبرالي أمام اختبار الاتساق، فكيف يتسنى الدفاع عن حرية التعبير دون مدها لمثل الانتباهة وهي الصحيفة الأكثر توزيعا في البلاد. أي حجة ل “شبكة الصحفيين السودانيين” أو “صحفيون لحقوق الإنسان” أن تصمت عند انتهاك حق الانتباهة في التعبير وبيانات الإثنين تسجل كل انتهاك من هذا القبيل؟ الورطة هنا مثل تلك التي وقعت فيها منظمات حقوقية صدعت بتجاوزات المؤتمر الوطني الانتخابية عام 2010 في الشمال لكن استحت من أن تدين الحركة الشعبية في الجنوب وقد تكررت على يدها ذات التجاوزات وأخرى أنكى بحجة أن الحركة ما زالت في طور التحول من قوة مسلحة إلى حزب سياسي ولم تستقم بعد على الحكم بينما المؤتمر الوطني بالغ عاقل.

يسعفنا في هذا الشأن لينين الذي اشتهر عنه اختبار كل طلب للحرية بسؤال “الحرية، نعم، لكن لمن ولفعل ماذا؟” حرية الانتباهة، ودون أي تردد أو مواربة، تعني حرية انتهاك الحريات إذا جاز التعبير، ولا سبيل لتفادي المواجهة مع النزع الفاشي الذي تمثله جريدة الطيب مصطفى وجماعته أو تأجيله، بل إن نفوذها المتزايد انعكاس للانسحاب الموضوعي للقوى الديموقراطية من ميدان الصراع الفكري والسياسي في البلاد حتى أصبح الطيب “مثقف عمومي” تهتدي برأيه قطاعات معتبرة من الرأي العام

الميدان

---------------------------

الحركة الإسلامية بين فقه النوازل وانتظار المُخلّص ..!

الثلاثاء, 09 أكتوبر 2012 13:25

نهاركم سعيد - مكي المغربي

حضرت حديثا رائعا للشيخ علي عثمان ولكنه كان يطرح تساؤلات ولا يقدم إجابات .... تساؤلاته رائعة ولكنها تفضي بك لحالة من

(الهلهلة) هل؟ وهل؟ وهل؟ ومع بريق شيخ علي وذوقه وحسن خطابته ينسى الناس (واجب الوقت) ويلوذون بجناب الشيخ أمنا من الزلزال وإستحسانا لصوت العقل. بعضهم ينتظر د.غازي مخلصا ومنقذا ... ما هي إجابات غازي على المستجدات والنوازل؟! هل يشفع للدكتور غازي زهده ونقاؤه المالي لنؤجل سماع اجتهاداته وفحصها؟! هل نحتاج إلى رمز نظيف نتسلى به عن المفسدين وسمعتهم السيئة أم نحتاج لمفتٍ ومجتهد؟! غازي يميل للتعميم والتقعيد والتحليق الآمن فوق القضايا ... ولدى كل كتباته!
.. ما هو موقف الحركة الإسلامية من (حق التظاهر) تحديدا؟!... هل نبرر للحل البوليسي الأمني للحراك السلمي ونغلق الباب عن الاجتهادات بالضبة والمفتاح أم هنالك تصور جديد لـ (التظاهر الإسلامي) بغرض انتزاع الحقوق دون تحطيم عظام الدولة .. ما هو موقف الحركة الإسلامية من إنفجار الإنترنت وانتهاء صلاحية الرقابة أو غلاء تكلفتها السياسية؟! هل تعتقد الحركة الإسلامية أن تأصيل (الشوروقراطية) وأسلمة (الحملات الانتخابية) أمور باتت كافية أم أن الوصفة الكاملة للحريات العامة زادت وتطاولت وصارت بعض مشتملاتها خارج إجتهادات الحركة الإسلامية؟! وصارت الحركة أداة إعلامية قرينة للقمع وشريكة فيه بسبب جفاف إجتهاداتها وإخلاء الساحة المطلبية والتفريط في أدواتها؟ ...لاحظوا أنا لا اتحدث عن مقدرات الدولة في تخطي العقبات وتفريغ الاحتقانات... هذه مسكنات وبنج موضعي .. أنا اتحدث عن فقه الحركة الجديد إزاء واقع جديد يجعل من (الأدوات الأمنية) عكاكيز مختزنة في الدواليب لا تخرج إلا في توقيت محدود ثم تعود بسلام ... وبقية المشهد تجتهد فيه الدولة واجهزتها بالوسائل المدنية؟!
جل الناس بكل أسف يناقشون من هو الأمين العام الجديد ولا احد يناقش دور الحركة الجديد! لا أحد يفترع النقاش في (النوازل) والقضايا الصعبة المحرمة المخيفة وإذا حدث هذا فإنه يحدث بالمقلوب ... الحديث عن المؤامرات والأجندة الخفية للمعارضة في الحريات العامة والمخططات الأجنبية في (الانتفاضة العرقية) التي ستمتطي صهوة المظاهرات السلمية ... هذا الحديث ضروري ولكنه للأسف لا يصلح بديلا للاجتهاد الفكري ...!


البعض يهربون من هذه القضايا بالحديث عن دور تربوي وتعليمي جديد للحركة ... مهلا ... الحركة الإسلامية يا سادتي لم تتفوق على الصوفية في الأوراد والأذكار ... ولم تتفوق على السلفيين في معرفة السنة النبوية ومأثورات أهل العلم. لم تتفوق على الشعب السوداني أو حتى الأميين منه في الأخلاق ... لم يتعلم أحد في الحركة الإسلامية صلة الأرحام ولا بر الوالدين ولا تفقد الجيران والمشي في الجنائز والكرم والضيافة ... كل هذه الأمور تعلمها منسوبو الحركة في مدرسة الشعب السوداني وعلى يد أمهاتهم وحبوباتهم ..!


ما الذي تفوقت به الحركة الإسلامية السودانية إذا؟! ما الذي منحها هذه المكانة المتقدمة في العالم الإسلامي وليس السودان فحسب؟! ما الذي جعل النظام السوداني قادرا على الصمود بالرغم من كل الظروف ضده وكل القوى الكبرى حاولت إنهاكه والإجهاز عليه؟ هل تفوقت الحركة الإسلامية بالسلطة وقوتها وجبروتها؟! غير صحيح ... بل أن ما خسرته بالسلطة أكثر ... دائما ما تفلت من المؤامرات بإفلات جزء من السلطة من يدها وكلما تحالفت مع آخرين صارت أقوى وصار اعداء الامس يطبقون برنامج الحركة الإسلامية!
الحركة تفوقت بفقه النوازل ... وتطبيق الحلول البديلة وهذا هو فقرها الآن ... الحركة لا تحتاج لمخلص إسطوري ... تحتاج لفقهاء نوازل جدد ..!

السودانى

--------------



تحت الضوء
بعد أن ظهروا فى (غزوة السفارة) السلفية الجهادية
..
هل خرجت (القاعدة) إلى الشارع؟! الثلاثاء, 09 أكتوبر 2012 13:50 السودانى

بعد أن ظهروا فى (غزوة السفارة)
السلفية الجهادية.. هل خرجت (القاعدة) إلى الشارع؟!
تقرير: محمد عبد العزيز


رسائل السلفية الجهادية ذهبت لبريد السلطة وأنصار السنة والسرورية والصحافة
أبوالدرداء: السلطات عمدت لضمان عدم لجوئنا للعنف


الحافلة الصغيرة الحجم التي بدت ممتليئة عن آخرها في تظاهرات الغضب ضد السفارتين الألمانية والأمريكية بالخرطوم، أظهرت مجموعة من الشباب الملتحين يحملون رايات القاعدة السودان الشهيرة تحت لافتة (السلفية الجهادية)، لم يمض أكثر من أسبوع من تلك الحادثة حتى نظمت ذات المجموعة لقاءً جماهيرياً بأحد ميادين الخرطوم لدعم ونصرة النبي وتكريماً لشهداء الحادثة، أما باطن المناسبة فكان التدشين لخروج التيار للشارع، فاللقاء الذي شهده العشرات– وفقاً لما ظهر في مقاطع فيديو نشرت على موقع اليوتيوب- تحدث فيه عدد من قيادات التيار الذي سعى لتأكيد صلته بتنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن، وقد بدا ذلك في الرايات التي رفعها التنظيم، واللغة المستخدمة عبر المتحدثين والهتافات التى رددها الحضور.
قبل أن يصعد المتحدث الرئيسي للمجموعة ويقول يبدو أن المجتمع السوداني صدم في جمعة الغضب عندما رأى التيار السلفي فتساءل من هؤلاء؟، وأضاف وهو يرسم ابتسامة واثقة على وجهه ونقول لهم نحن الأبطال ويشهد لنا بذلك العراق والصومال وأفغانستان، بل والسودان سيشهد لنا أيضاً.
رسائل واتجاهات
ومضى المتحدث الذي عمد مصور مقطع الفيديو على حجب وجهه في معظم فترة حديثه للقول نحن أصحاب العمليات الاستشهادية لدينا عدة رسائل نود أن نبعثها لعدة جهات، أولها للنظام ونقول له:"بصريح العبارة نحن لا نداهن ولا نجامل ولا نقول بالنفاق والكذب نحن معك"، كما أننا لن نتنازل ونتراجع عن عقيدتنا ومنهجنا كما فعل الكثيرون سواء تم سجننا أو قطعنا أو حرقنا، وأضاف أيضاً أنهم لا يخافون إلا الله ولا يخشون الأجهزة الأمنية والمعتقلات. وأشار إلى أن عدم خوفهم تجسد في خروجهم للعلن براياتهم وأطفالهم ونسائهم ووصولهم للسفارة الأمريكية.
أما الرسالة الثانية – والحديث ما زال لذات المتحدث - فإن الشق الأول موجه لمن وصفهم بالمرجئة، ولم يكتفِ بذلك الوصف بل أشار إلى جموع التيار السلفي وعلى رأسه أنصار السنة وجمعية الكتاب والسنة والسرورية، وقال لهم:" مهما ثبطتم أو خذلتم فنحن نتزايد كل يوم، وهذا الجمع الكبير شباباً وشيباً ونساءً خرج من صلب أنصار السنة"، وأضاف "والجايات أكثر من الرايحات"، وزاد نتحدى كل من ينسب للعلم أن يناظرنا نهاراً جهاراً في عقيدتنا وسنحاججه بكتاب الله وسنة رسوله، وأشار المتحدث باسم التيار إلى أن هذه المجموعات لا تخاف إلا من السلفية الجهادية لذلك عمدت لتشويه صورتها عبر وصفها تارة بأنها مجموعة تكفيرية، وتارة أخرى بأنها إرهابية، أو تقول إنهم سروريين، ليس ذلك فحسب بل بلغت خشيتكم حد تحذير أبنائكم وطلابكم من الجلوس معنا. أما الشق الثاني للرسالة فهو موجه لمن انطبح وانتكس وارتكس –على حد تعبيره-، وتوجه لهذه المجموعة بسؤال مفاده لماذا لم تثبت على مبدئها؟، وقال لها مذكراً كنتم فيما سبق تقولون هؤلاء طواغيت –في إشارة للنظام-والآن انخرطتم معهم فى تنظيماتهم، وأصبحتم تدافعون عنهم.
أما الرسالة الثالثة فوجهها المتحدث للصحافة التى وصفها بأنها (خائنة وغدارة)، وبرر وصفه لها بذلك بسبب ما اعتبره من ترويج للكذب والبهتان عنهم وعملها على ترويج أن هذا التيار دخيل على المجتمع السوداني، وتساءل المتحدث عن من قال ذلك وأشار إلى أن الإمام المهدي الذي حرر السودان كان أكبر مكفر، بعد أن قال:"من لم يؤمن بمهديتي فهو كافر"، وأضاف في إشارة تهديدية ظاهرة إلى أن الصحافة لم تنصفهم وأشار إلى أن لديهم عشرات الشباب المتشوقين للجنة (ويمكنهم أن يسووا العجب)، بعد ذلك قال على الصحافة أن تكتب بخير وصدق وعدل وإلا سيأتي يوم سيندم فيه كل صحفي على أنه صحفي.
مطالب واضحة
ومضى المتحدث باسم المجموعة للإشارة إلى أن لديهم مطالب واضحة لا تتعلق بالسكر والرغيف ولكنها تتعلق بإطلاق سراح معتقليهم وعلى رأسهم المدانين بقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل "عبد الرؤوف وقصي"، وزاد أن معتقليهم يعملون على استقطاب المسجونين وأنهم نجحوا حتى الآن فى استقطاب 15 كتيبة.
ومضى المتحدث في حديثه وأشار إلى أن مطلبهم الثاني يتعلق بمنحهم حرية الدعوة في الشارع، وزاد أنهم يهدفون لإقامة دولة إسلامية في السودان ليست ذات طابع ديمقراطي أو ديكتاتوري، ولفت إلى أن هذه الدولة الإسلامية المرجوة لن تنبني على المواطنة وإنما على العقيدة الإسلامية، ونوه إلى أنهم سيقومون بهدم الكنائس والقباب والأضرحة والخمارات وبيوت الدعارة والسفارات، لافتاً إلى أنهم يهدفون إلى طرد الكفار من الأمريكان والألمان والبريطانيين، أما فيما يتعلق بالكفار السودانيين فيتوجب عليهم دفع الجزية، وفيما يتعلق بالنصارى فلهم خيار من ثلاثة الإسلام، الجزية بموجب الشروط العمرية حيث لن يرفع كتاب ولا صليب وسيحلق لهم ليميزوا عن المسلمين، -لم يذكرالشرط الثالث القتال-
ظهور سافر
ويقول الباحث في شأن الجماعات الإسلامية وليد الطيب إنه من الصعب القول أن هناك تنظيماً باسم القاعدة ولكن يمكن القول أن هناك عناصر تؤمن بفكر القاعدة ليس لها تنظيم مركزي ولكنها تعمل فى شكل خلايا تتلقى أفكارها وخططها عبر النت، وقد مثلت حادثة السفارة أول ظهور سافر وعلني بهذا الشكل، ومن الواضح أن هذا التيار قد تنامى وبدأ يتأثر بالأفكار الجهادية وبالأحداث العالمية. ويضيف أيضاً أنه وعقب أحداث السفارة الأمريكية ومقتل أحد منسوبيهم زاد غضبهم.
ويزيد الطيب أيضاً أن التيار الجهادي يطالب الحكومة الآن بإطلاق سراح المعتقلين (الأسرى على حد وصفهم) ويقول لا أعتقد أن العلاقة بينهم والحكومة جيدة، في الحكومة في المخيلة الشرعية لرموز هذا التيار متباعدة عن الدين وأن أجهزتها الرسمية مخالفة له أيضاً، وحتى الآن الحكومة تعمل على احتواء هذا التيار من خلال الاعتقالات التحفظية والاستعانة بالعلماء في المجادلة العلمية مع حاملي هذا الفكر، ويزيد لا استبعد أن تتخذ مواقف أكثر شدة إذا سعى هذا التيار إلى تنفيذ أعمال ضد المصالح الغربية في البلاد أو ضد الحكومة السودانية وأجهزتها.
من جهة أخرى يقول الخبير في شأن الجماعات الإسلامية طارق المغربي إن ما يسمى بالتيار السلفي الجهادي لا وجود ظاهر ومنظم له في السودان، وإن كل ما يحدث من ظواهر هو انفعالات شبابية محبطة من التجارب السلفية في السودان، المجموعة التي تحدثت عن أنها تيار سلفي جهادي لا تنتمي لأنصار السنة إنما تنتمي للمجموعة السرورية التي تخلت عن أنصار السنة أو مجموعة أبو عبدالله الصادق في منطقة اللاماب. ويزيد المغربي أن التيار السلفي الجهادي بمفهوم القاعدة أو مفاهميي لم يتبلور فى شكل تنظيم ولكن قد يكون في بداياته هم أقرب للتكفير والهجرة كمنهج، ولم يعد لهم قابلية للتمدد الأفقي والرأسي كأفراد ومنهج.
وينوه المغربي إلى أنه ومنذ الحادي عشر من سبتمبر ظهرت مجموعات متعاطفة مع القاعدة قامت إحداها باغتيال الأمريكي غرانفيل ولكنها في مجملها محدودة الأثر وبدائية التنظيم، وقد عمدت الحكومة لاعتقالهم ومحاورتهم فكرياً.
ويشير المغربي إلى أن هذه المجموعات بتوجيهها رسائل لجماعة أنصار السنة فإن ذلك بمثابة اعتراف ضمني بالجماعة باعتبارها أكبر المجموعات السلفية. ويشدد المغربي –المقرب من جماعة أنصار السنة- على أن ما يوصف بالتيار السلفي الجهادي لا علاقة له بالفكر السلفي وقد انحرف عن عقيدة السلف ووجد التعنيف من معظم علماء السلفية، ويختم المغربي حديثه بالقول أن هذه المجموعة ضعيفة التأثير وأن قدر لها الاستمرار فستعمل من خلال خلايا محدودة وبشكل منفرد.
في المقابل وبالتدقيق في مقاطع الفيديو يمكن القول أن هذه المجموعة أميل لكونها تياراً من كونها تنظيماً محكماً، وهذا التيار يصنف نفسه –على الأقل حالياً- فى خانة الدعوة بدلاً عن القتال، الأمر المهم أيضاً حسبما يرى الباحث وليد الطيب يتعلق بأن هذه المجموعة يبدو أنها متفقة على الجهاد ومختلفة في الهدف. ويضيف الطيب أن تلك المجموعة على سبيل المثال كفرت السلطات ولم تتحدث عن قتالها، ويزيد الطيب أيضاً أن السلفية الجهادية في السودان مشدودة للخارج أكثر من الداخل ويقول إن بعض المعلومات تشير لوجود سودانيين بمالي والصومال واليمن.
ويرى الباحث في الشؤون السياسية جمال الشريف أن بعض الظروف تضافرت وأدت لتقوية هذا التيار تمثلت في ترحيل دول الخليج لعدد من الشيوخ للسودان كعبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم بجانب وجود عناصر جهادية في السودان. ويضيف الشريف في دراسة بعنوان: (السلفية في السودان: انقسام بين التسليم والصدام) أنه وبازدياد وتيرة ######ونة الخطب التي يلقيها الشيوخ العائدون من دول الخليج، وبتوفر المهارات والقدرات العسكرية التي وفرها الأفغان العرب الذين وفدوا إلى السودان، أصبح نشاط التيار السلفي التكفيري في تصاعد. وزاد أيضاً ظهر تيار من السلفية سُمي اصطلاحًا بالسلفية الجهادية لأنها زاوجت بين الاتجاه السلفي في المعتقد والتوجه وبين المنهج الحركي التنظيمي المستمد من تنظيمات الإخوان المسلمين، وأصبح شعارهم (سلفية المنهج وعصرية المواجهة)، ونتيجة لذلك ظهرت على الساحة السودانية حالات من العنف الدموي بين السلفيين أنفسهم ثم امتد لاحقًا إلى اتجاهات أخرى.
ويرى عضو التيار السلفي صادق حسن المكني بـ(ابو الدرداء) أن التيار السلفي الجهادي الحالي عبارة عن مجموعات انشقت من أنصار السنة والسرورية وقد عملت بالفكر الجهادي ولكنهم في المقابل لم يرتبطوا بالقاعدة ولا بالعرب الأفغان، ويزيد أنهم لا يؤمنون بالدولة القطرية ولا بالمجتمع الدولي، وأنهم في أعقاب الربيع العربي سعوا للتوحد مع رصائفهم في المنطقة، ويشير أبوالدرداء إلى أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الانقلابات العسكرية وأنهم يهدفون لدعوة المجتمع للعودة للدين ومن ثم تكوين قرى ومجتمعات محلية إلى أن يصلوا لمرحلة الدولة.
وحول علاقتهم بالحكومة وما يتردد حول استغلال النظام لهم، يقول أبوالدرداء بعد أن يشدد على أنه يتحدث بصفته الشخصية أن السلطات اعتقلتهم ولم تستخدمهم وحاولت محاورتهم عبر علماء، ولما فشلت في تغيير قناعتهم – ويشير هنا إلى أنه كان أحد المعتقلين- عمدت لضمان عدم لجوئهم للعنف عبر إيجاد صيغة لضمان تعايشهم السلمي مع المجتمع.
ويشير أبو الدرداء إلى أنهم ينظرون للسلطة الحالية باعتبارها أفضل السيئين، بينما يحاولون عبر الحوار إقامة المنطق على مخالفينهم من التيارات السلفية، ويضيف أما فيما يتعلق بالقوى التقليدية كالأحزاب الطائفية والحركة الاسلامية فإنهم باتوا يعملون لسحب البساط من تحت قدميها باستقطاب عضويتها، أما عدوها الأول فهو الصهيونية وحلفاؤها بالداخل من القوى العلمانية.
وفيما يتعلق بتلقي المجموعة لدعم مالي من الخارج ينفي أبو الدرداء تلك الأحاديث، ويقول إنهم يكفرون دول الخليج لذلك لا يتلقون دعماً منها كما حال بقية التيارات السلفية باستثناء قلة من الأفراد.
ويرى مراقبون أن التيار الجهادي في السودان يفتقد لوجود سياسة عامة، وهذه الحالة أفقدت هذا التيار فرص النمو والامتداد وجعلته يفتقد وجود قيادة علمية مما ألجأ الشباب المنتمين للتيار الجهادي إلى الانترنت لاستلهام الأفكار، ويضيفون أن هؤلاء الشباب يعكفون بصفة خاصة على كتب أبو محمد المقدسي وهو أستاذ أبي مصعب الزرقاوي وكتب أبو بصير عبد المنعم حليمة ويستفيدون من كتابات شيخ الجهاد الأفغاني عبد الله عزام والمواد الصوتية للشيخ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. ويلفتون إلى أن المجموعة التي ظهرت مؤخراً لا تمتلك المؤهلات العلمية والمالية والتقنية للعب أدوار فاعلة وأن القوة السلفية القتالية الفاعلة تتمثل في المجموعة السرورية.
الصعود للسطح
يرى مراقبون أن تلك المجموعة استغلت الأحداث ولم يكونوا صانعيها، ويقول الباحث وليد الطيب يبدو لي أنهم شاركوا ضمن القوى الإسلامية الأخرى كالحركة الإسلامية السودانية والجماعات السلفية والطرق الصوفية، وربما كان انفعالهم بالأحداث أكبر لطبيعة الكراهية العميقة للغرب عموماً وللولايات المتحدة على وجه الخصوص ثم زاد الانفعال بمقتل/استشهاد أحد الشباب المنتمين للتيار السلفي في هذه الأحداث. وأضاف الطيب قد لوحظ أن هتافات هذا التيار في التظاهرة أمام السفارة الأمريكية كانت ضد الحكومة السودانية ومواقفها المتراخية في مسألة تطبيق الشريعة على حد وصفهم بقدر يقارب موقفهم من الولايات المتحدة الأمريكية إذا استثنينا جزئية الفيلم من التقييم العام. ويضيف الطيب أن المؤشرات العامة تقول إن التيار الجهادي في تزايد، وسيسعى في الفترة القادمة للتحول لتنظيم ولكن سيواجه بعدة صعوبات تتعلق بضعف خبرته التنظيمية، الأمر الثاني يتعلق بتوحيد الرؤية لهذا التنظيم للمجموعات مختلفة فهي مبدئياً متفقة على الجهاد ولكنها مختلفة في الهدف. ويؤكد الطيب على أن الواقع السوداني لا يعرف العنف المادي ولا الاغتيال السياسي وسيكون حاكماً لعمل السلفية الجهادية ولكنه لا يستبعد أن تحدث بعض التفلتات من قبل بعضهم، معتبراً أن رد فعلهم الأساسي مربوط بتعامل السلطة معهم.
شواهد سابقة
كانت أولى بدايات الصراع التكفيري في السودان قد حدثت في ولاية الجزيرة بمنطقة تسمى (كمبو 10) في نهاية العام 1993، وذلك عندما قام مجموعة من الشباب التابعين للشيخ محمد عبد الكريم والذين كانوا يعتقدون بتكفير الحكام، وتكفير التحاكم إلى الطاغوت، وتكفير استخراج الأوراق الثبوتية كالجواز والجنسية والبطاقة الشخصية واستخدام العملة الورقية، بالسير على الأقدام إلى (كمبو10) بولاية الجزيرة والتي تبعد 400 كيلو متر من الخرطوم، وذلك من أجل هجر الكفر والشرك. وعند وصولهم للكمبو، قام أحد الأهالي بالتبليغ عنهم؛ فجاءت قوة من الشرطة وطلبت منهم الاستسلام غير أنهم، وباعتقادهم أن طاعة الشرطة كفر، وقع الاشتباك بينهما، الأمر الذي أدى لمقتل أمير الجماعة وعدد من أتباعه إلى جانب أفراد من الشرطة السودانية. وفي صيف عام 1994، قامت خلية من السلفيين الجهاديين تحت قيادة عبد الرحمن الخليفي، وهو ليبي الجنسية وقادم من الجهاد من أفغانستان، وأحد الحراس الخاصين لأسامة بن لادن، بتنفيذ مذبحة ضد جماعة أنصار السنة في مدينة أم درمان بالخرطوم؛ إذ أقدم هؤلاء على إطلاق النار على جموع المصلين بالمسجد الرئيسي لجماعة أنصار السنة، فمات في الحادث 27 مصليًا وجُرح أكثر من ثلاثين. وفي العام 1997 وبعد مشادات كلامية، وقع اشتباك بين جماعة من التكفيريين وجماعة من أنصار السنة بأحد مساجد جماعة أنصار السنة بواد مدني عاصمة ولاية الجزيرة، الواقعة على بعد 198 كيلو مترًا جنوب الخرطوم، حيث قُتل في الاشتباك ثلاثة من جماعة أنصار السنة وجُرح آخرون. وفي عام 2000، وقعت مجزرة أخرى ضد جماعة أنصار السنة، وذلك عندما قام أحد شباب التكفيريين، ويُدعى عباس الباقر ومعه ثلاثة آخرين بإطلاق وابل من الرصاص على المصلين في صلاة التراويح حيث قُتِل 20 شخصًا وجُرح 50 آخرين. وكان عباس الباقر السوداني الجنسية من المجاهدين في أفغانستان، ثم هاجر إلى ليبيا ثم استقر بالسودان.
وفي أغسطس 2007 قالت أجهزة الأمن السودانية إنها كشفت مؤامرة لمهاجمة البعثات الدبلوماسية الفرنسية والبريطانية والأمريكية وبعثة الأمم المتحدة في الخرطوم. وقالت مصادر أجنبية: إن مجموعة اكتشفت في منزل بالخرطوم بعد أن انفجرت متفجرات بصورة عارضة .
وأثناء احتفالات رأس السنة عام 2008، اغتالت مجموعة من الشباب التكفيريين الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل وسائقه، وكان من بين المتهمين ابن أحد شيوخ جماعة أنصار السنة المحمدية والذي كان يعمل ضابطًا بالقوات المسلحة السودانية.
وفي أكتوبر 2008 هدد بيان "تم توزيعه في نطاق محدود" على شبكة الإنترنت من قبل تنظيم يحمل اسم "القاعدة في بلاد النيلين"، "باستهداف الأمريكيين في الأراضي السودانية" ، وهو ما حدا بالولايات المتحدة إلى تحذير رعاياها من السفر إلى السودان، والمقيمين فيه من التحرك وسط العاصمة وفي مناطق بعينها. وقالت رسالة على موقع السفارة الأمريكية على شبكة الإنترنت: إن جماعة "القاعدة في بلاد النيلين" تبنت في بيانها اغتيال مسؤول المعونة الأمريكي جون غرانفيل وسائقه .
وخلال لقائه سلفا كير في نيروبي، يونيو 2010، قال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن: إن قيام دولة فاشلة في جنوب السودان نتيجة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء على حق تقرير المصير، «قد يجعل من الإقليم جنة للإرهابيين»!.
وفى فبراير من العام 2012 كشف الرئيس البشير عن أن الحكومة نجحت فى تفكيك تنظيم ديني نشأ باسم “القاعدة في بلاد النيلين”، وأضاف في حديث تلفازي أن السلطات اكتشفت مجموعة تكفيرية من الشباب تمت تغذيتهم وتدريبهم في العراق والصومال ليكونوا نواة لتنظيم “القاعدة في بلاد النيلين”، مبيناً أن السلطات علمت أنهم بدأوا في تصنيع متفجرات وصواريخ باسم “الظواهري”، وأن الرئيس والنائب الأول علي عثمان ومدير جهاز الأمن الفريق أول صلاح قوش من الشخصيات المستهدفة من هذا التنظيم


السودانى

Post: #77
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-10-2012, 08:26 AM
Parent: #76

الافندي معلقا علي مداخلة الترابي : هوم في كل الانحاء ولم يطرح القضايا الرئيسية
October 9, 2012
( القدس العربي )

الترابي في الثمانين : سؤال الإرث الباقي
……………………….

د. عبدالوهاب الأفندي

………………..

في مطلع الأسبوع الجاري، التقيت الشيخ الترابي في الدوحة بعد انقطاع لقرابة عامين، في إطار مؤتمر نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول الحركات الإسلامية ونظام الحكم الديمقراطي. وكانت التجربة الإسلامية في الحكم في السودان من أهم محاور النقاش في هذا المؤتمر، وقد دعي الشيخ الترابي لتقديم محاضرة يقيم فيها هذه التجربة ويطرح عصارة رؤيته فيها. وكانت هناك إضافة إلى ذلك جلسة شاركت فيها لتقييم التجربة، إضافة إلى حوارات أخرى دارت حول ذات الموضوع.

أهمية التجربة السودانية تأتي من جانبين: فكرياً، حيث كان للحركة الإسلامية السودانية أفكار متطورة في دعم والتمسك بالديمقراطية من منظور إسلامي، وعملياً حيث أن الحركة الإسلامية شاركت في الحكم في نظام النميري بمبررات مختلفة، ثم انقلبت على الديمقراطية في عام 1989 وانتهجت ممارسات قمعية غير مسبوقة في تاريخ السودان. وكل هذه التجارب ذات أهمية كبيرة في السجال الدائر حالياً حول الديمقراطية في العالم العربي ودور الإسلاميين فيها. ذلك أن أحد أهم الأسئلة المطروحة في هذا الصدد تتعلق بالتزام الإسلاميين بالديمقراطية إذا وصلوا إلى السلطة، حيث عبر الخصوم عن تخوفهم من أن لا يتخلى الإسلاميون عن السلطة إذا وصلوا إليها، ويستشهدون في ذلك بإيران. وقد كان الإسلاميون يردون على ذلك بالإحالة إلى أفكارهم وإعلاناتهم بالالتزام بالديمقراطية. ولكن ما حدث في السودان، حيث كانت الحركة الأكثر تقدماً بين رصيفاتها في التأصيل للديمقراطية، ثم تم الانقلاب على كل ذلك، وضع كل هذه الحجج موضع تساؤل.

لكل هذا كان من الأهمية بمكان تفسير هذا التناقض الكبير بين الأقوال والأفعال في الحالة السودانية، من أجل إعادة الثقة بين القوى السياسية المتنافسة على الساحات السياسية العربية، وهي ثقة ضرورية لأي عملية ديمقراطية. وهناك بالطبع إشكالات إضافية بالنسبة للشيخ الترابي والحركة الإسلامية السودانية، تتمثل في إعادة كسب ثقة بقية القوى السياسية في المجتمع السوداني، وهي مهمة أكثر صعوبة.

وكنت قد قمت بدراسة متأنية لكتابات الشيخ الترابي في هذا المجال في إطار بحث الدكتوراه السالف ذكره، ثم تناولت آراءه بالنقاش في المقابلات التي جرت في إسلام أباد عام 1987. وفي نهاية ذلك العام، وصلت إلى الخرطوم حيث حضرت مؤتمر الجبهة القومية الإسلامية في يناير عام 1988، ثم أجريت مقابلات أخرى مع الشيخ الترابي، إحداها في السيارة في الطريق إلى مدينة ود مدني حاضرة محافظة الجزيرة. وفي تلك الرحلة راقبت أداء الشيخ الترابي وهو يخاطب الجماهير، ويطرح برامج الحزب ورؤيته لحل مشاكل البلاد، ويوجه انتقادات حادة للأحزاب المنافسة.

كان من أهم ما يميز آراء الشيخ الترابي ليس فقط تقبله للديمقراطية كوسيلة للحكم، بل إصراره على الديمقراطية كأداة للتشريع الإسلامي. فقد كان الشيخ يرفض هيمنة من يسمون أنفسهم العلماء على شؤون الفتوى وتفسير النصوص الدينية، بل يرى أن الأمة بكاملها هي المناط بها الاجتهاد أو على الأقل قبوله. ويستشهد على ذلك بأن أيا من المذاهب الإسلامية الكبرى لم تفرض من قبل الدولة، وإنما كان الناس يتبنونها اختياراً في إطار تعددية مذهبية طبعت كل بقاع العالم الإسلامي.

من هذا المنطلق، كان السؤال الأول الذي طرح نفسه بعد وقوع انقلاب يونيو عام 1989، خاصة بعد أن اتضح أن الحركة كانت تقف وراءه، يتعلق بآليات استعادة الديمقراطية ومنهجيتها والمدى الزمني لذلك. وقد دار نقاش متشعب في داخل أروقة الحركة حول مستقبل البلاد السياسي، وطرحت عدة آراء حول هذا الأمر. وكانت أول مطالب التيار المؤيد للديمقراطية هو استعادة مؤسسات الحركة التي كانت قد حلت بعد الانقلاب، وإدارة الحوار عبرها، إلا أن القيادة التي فرضت نفسها بعد الانقلاب، وعلى رأسها الشيخ الترابي، رفضت بعناد هذا الطلب، متعللة بضرروة إعادة بناء الحركة على نهج جديد وتوسيع عضويتها. فيما يتعلق بعودة الحياة السياسية، طرحت عدة آراء حول مدة الفترة الانتقالية، وحدود الحريات المتاحة خلالها ثم طبيعة النظام السياسي الذي يتلوها. مرة أخرى كان الرأي الغالب (وهو رأي الشيخ الترابي) هو حظر كل الأحزاب والصحف ومنظمات المجتمع المدني المستقلة خلال الفترة الانتقالية، ثم إقامة نظام جديد ‘لا حزبي’، يقوم على أساس تنظيم سياسي يسمى المؤتمر الوطني، يعتبر كل السودانيين أعضاء فيه، ويتخبون من خلالهم ممثلين محليين وإقليميين وقوميين، وبرلمان قومي.

أضيف إلى هذه الصيغة في عام 1991 تبني النظام الفدرالي وفي عام 1994 إعادة تقسيم ولايات السودان التسع لتصبح 25 ولاية. وفي عام 1996، نظمت انتخابات رئاسية وبرلمانية على أساس هذا النظام السياسي، وبعد توقيع اتفاقية الخرطوم مع بعض فصائل الحركة الشعبية عام 1997، تم التوافق على دستور عام 1998 الذي سمح بنشاط حزبي مقيد، وبعض الحريات، وعليه تم تحويل المؤتمر الوطني إلى حزب سياسي.

خلال هذه الفترة، تعرضت ممارسات النظام لانتقادات حادة، من منطلق عام، كون الممارسات التي شملت القمع والتعذيب والتضييق على الحريات كانت تخالف كل ما كان معهوداً في السودان، فضلاً عن قيم الدين والمواثيق الدولية، ومن منطلق خاص، كون هذه التوجهات القمعية كانت تخالف كل أطروحات الحركة في السابق. لكل هذا، كان من واجب الحركة أن تفسر هذا التناقض بين الأقوال والأفعال، لأنه كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما تفعلون، إضافة إلى مواجهة المسؤولية عن الممارسات التي وقعت.

من هنا كان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يتوقع، حين استضاف الشيخ الترابي خلال فعاليات المؤتمر الذي انعقد ابتداءً من يوم السبت 6 أكتوبر، في محاضرة بعنوان ‘تجربتي الإسلامية بين الفكر والسياسة: مصارحة’، أن يجيب على كل هذه الأسئلة بوضوح وصراحة. إلا أن الشيخ تحدث لقرابة ساعتين، وهوم في كل ميدان، بدءاً من الحديث عن أيام طفولته، ودراسته في أوروبا، ورحلاته المتعددة، وآرائه الفلسفية والفقهية، وتناول تاريخ السودان، وأحوال أوروبا والغرب، ووضع اللغة عند المسلمين والعرب، وصحة المسلمين الروحية. كل هذا والحشد يتململ وينتظر أن يدلف الشيخ إلى الموضوع، فلم يظفروا إلا بجمل تبرر الانقلاب بالإشارة إلى مذكرة الجيش التي طالبت كما رأى بابعاد الإسلاميين من الحكومة، وبالانقلاب على الديمقراطية في الجزائر (رغم أن انقلاب الجزائر وقع بعد انقلاب السودان بعامين). ثم أشار عابراً إلى بعض أخطاء وقعت، نسبها كلها إلى العسكر.

كان قد طلب مني مسبقاً أن أكون أول المعقبين على محاضرة الشيخ، وهو أمر ترددت في قبوله كثيراً، خاصة وأنني قد كنت قدمت مسبقاً ورقة ضافية فيها تحليل للتجربة السودانية، ولأنني كنت أخشى أن يحدث شيء من نوع ما حدث مما يضعني في حرج كبير. ولكن كان لا بد من مساهمة تعيد الأمور إلى نصابها، خاصة وأن طول المحاضرة قد قضى على كل الوقت الذي كان متاحاُ للأسئلة والنقاش. وعليه ركزت تعليقي على محور واحد، وهو سؤال: ما هي التركة والإرث اللذان يريد الشيخ تركهما في ختام حياته السياسية الحافلة؟ ذلك أن الميزان في كل الأمور هي أنها بخواتيمها، وفي مجال السياسة خاصة فإن السيئات يذهبن الحسنات. وقد يقضي المرء حياة حافلة بجلائل أعمال الخير، ثم تقع حادثة تبطل كل ما عمل وتجعله هباءً منثوراً.

بالنسبة للشيخ الترابي، فإنه لو اعتزل العمل السياسي عام 1965، لتذكره الناس باعتباره أحد أبرز مفجري ثورة أكتوبر 1964؛ ولو أنه اعتزل عام 1969، لتذكره الناس بإنجازات جزئية، منها المساهمة السياسية والفنية في لجنة صياغة الدستور ومؤتمر المائدة المستديرة، إضافة إلى الإشراف على تجربة جديدة في العمل السياسي الإسلامي تمثلت في جبهة الميثاق الإسلامي التي وحدت القطاعات التقليدية والحداثية، وبين السلفيين والصوفيين، وبين الريف والحضر. ويمكن أيضاً تذكره بإشارة سلبية، تتمثل في المساهمة في حل الحزب الشيوعي. و لو اعتزل الشيخ عام 1977، فكانت الأجيال اللاحقة ستذكره وحركته على خلفية نضال الحركة الشرس من أجل الديمقراطية، والشراكات التي أقامتها مع الأحزاب الأخرى في هذا المجال، والمساهمات الفكرية في مجال التأصيل للديمقراطية وقضية تحرير المرأة. أما لو جاء الاعتزال عام 1985، لانقلب الأمر، فكانت التركة هي المشاركة في حكم تسلطي كبت الحريات وتبنى تطبيقاً مشوهاً للشريعة الإسلامية، وأعاد تفجير الحرب في الجنوب، وبذر بذور الفتنة في دارفور بعد أن تجاهل المجاعة هناك مرتين (عام 1973 ثم 1984/1985) وجعل الإقليم ساحة حرب بالوكالة مع ليبيا عبر تشاد. أما لو اعتزل عام 1989، فإن تركته كانت ستكون إنشاء واحد من أقوى الأحزاب الإسلامية الديمقراطية في العالم العربي، والمشاركة في نظام ديمقراطي متطور، والمشاركة في الحكم عبره. وربما كان سيذكر أيضاً بالمساهمة في الاستقطاب بين الشمال والجنوب بعد أن أصبحت أطروحاته الخلافية في موضوع الشريعة الإسلامية عامل تأجيج للحرب الأهلية.

أما اليوم، فإن التركة التي سيخلفها الشيخ تتمحور حول تجربته في الحكم، وهي تجربة تميزت بقمع واسع للحريات، وتسلط كبير، وممارسات بيوت الأشباح، وتأجيج حرب الجنوب. وقد كان خطاب الشيخ الذي استمعنا إليه فرصة جديدة لبناء إرث آخر، وهو أمر لا يمكن إنجازه ما لم يتم مواجهة ما وقع من تضارب بين ومأساوي بين الفكر والممارسة، بدءاً من الإقرار بما وقع، والاعتراف بالمسؤولية عنه، واستقاء العبر منه. ولكن شيئاً من هذا لم يقع، حيث لم يتخفف الشيخ من شيء من التركة الثقيلة، بل زاد إليها بما وقع من تهرب من تبعاتها.

ستبقى هذه التجربة وتبعاتها هي ‘الفيل القابع في الغرفة’ كما يقول المثل الإنجليزي، ما لم يتم إخراجها عبر مواجهة فكرية وأخلاقية حاسمة، تعترف بما وقع، وتتحمل المسؤولية عنه، وتتقدم بطرح جديد يشير إلى تجاوز تلك الحقبة وضمان ألا تتكرر تجاوزاتها، وتحقق المصارحة ثم المصالحة بين الأطراف السياسية على أساس عقد سياسي جديد.

كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

القدس العربي

Post: #78
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-14-2012, 09:01 AM
Parent: #77

انقلبنا على الديمقراطية لادراكنا انه لا توجد طريقة ليصل الاسلام الى السلطان..

الترابي : يتحدث عن زيارة مرسي لأوغندا متجاوزا السودان.





10-14-2012 08:15 AM
طه حسين — عز الدين عبده

اختار المفكر الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، "الشرق" ليدشن من خلالها كتابه الجديد "السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع".

جرى تدشين الكتاب بمقر الشرق في احتفالية حضرها الدكتور محمد المسفر والدكتور حسن رشيد وابراهيم السنوسي مساعد الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني، وجمع من الحضور ومن أسرة تحرير الشرق، حيث جرى نقاش بين الترابي والحضور حول كتابه والأفكار التي جاء بها والظروف التي يمر بها السودان الآن.

في بداية اللقاء رحب الأستاذ جابر الحرمي رئيس التحرير بالمفكر الدكتور حسن الترابي شاكرا اختياره لـ الشرق لتدشين كتابه الجديد "السياسة والحكم".. وأثنى على الدكتور الترابي مؤكدا الاعتزاز به باعتباره من أعلام الفكر الإسلامي العربي، وقدم له الشكر والتقدير على حضوره إلى مقر الجريدة، قائلا: إننا نشكر له إن منحنا هذا الشرف للجريدة ولكل منتسبيها، بحضوره شخصيا وتشريفه لهذه المؤسسة الصحفية التي درجت على أن تستضيف المفكرين والسياسيين، ولكن هذه الندوة مختلفة بتميز الدكتور الترابي.. قائلا: إننا نسعد بتواجد هذه القامة الكبيرة بيننا لكي نتفاكر في عدد من القضايا ولنستمع ونتعلم من هذه القامة التي نتشرف بالجلوس بجوارها.. كما رحب بالحضور الذين قدمو الى الشرق لحضور هذه الأمسية الفكرية.

وأثنى الحرمي على اختيار الترابي الشرق لتدشين كتابه الجديد "السياسة والحكم" قائلا ان هذا الكتاب يعد ثمرة من ثمرات حياة الكاتب الدكتور حسن الترابي والذي من خلاله يخاطب جمهور المسلمين.

وقال ان الشرق تحمست للمبادرة بأن تكون النافذة التي يطل من خلالها الشيخ الترابي على القراء في دولة قطر وفي العالم العربي والاسلامي، ليتبينوا ويتفهموا بأنفسهم أصول هذا الدين الحنيف في السياسة والحكم ويقرأوا خلاصة تجارب وأفكار رتبها الشيخ بلغة سلسة وقدمها من خلال الكتاب الذي يقع في اربعة عشر فصلا دارت حول الدين والسلطان والمجتمع والأحزاب والقوى السياسية والحريات والتشريع والعدالة والقضاء والمحاسبة والدولة والأمة.

كما تحدث الدكتور حسن رشيد قائلا: إنني أرى نفسي في هذه الأمسية عاجزا عن تقديم قامة في قامة هذا المفكر الكبير الشيخ حسن الترابي، هذا العَلَم والانسان الذي قدم السودان لنا بطيبة أهله والسودان الذي عرفناه اصحاب الوجوه السمر وقلوب الياسمين، مضيفا انني عندما اتحدث عن الترابي فهل نتحدث عن فكره ام عن صموده ام عن دفاعه ام عن دوره الاساسي الفكري الانساني وليس عبر خريطة السودان ولا عن خريطة الوطن العربي، وقال اننا نسجل حضور قامة من القامات ليمنح هذا المكان هذا الزخم الكبير في امسية استثنائية تشهدها الشرق.

وجرى بين الترابي والحضور حوار شارك فيه الدكتور محمد المسفر والدكتور حسن رشيد، والفاضلة شيخة الجفيري عضو المجلس البلدي وعدد من المفكرين السودانيين الذين حرصوا على حضور الأمسية الفكرية التي أقيمت بمقر الشرق بحضور رئيس التحرير وأسرة التحرير.

تجارب وأسباب الكتاب

تحدث المفكر الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض في ندوة "الشرق"، حول كتابه الجديد "السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع"، وأفرد تفصيلاً لمعظم أبواب الكتاب خلال استعراض محتواه في الندوة التي عقدتها "الشرق" ليدشن كتابه من خلالها.

وتحدث الترابي عن الظروف التي ساقته ليؤلف هذا الكتاب، مشيراً إلى أنها نتاج تجارب عديدة جعلته قريباً من دوائر السلطة سواء كمعارض كان يعاقب كثيراً بالاعتقال والسجن أو كوزير عدل في حكومة الإنقاذ، أو كسياسي وحزبي له تجارب عديدة في ميدان السياسة والحزبية والعمل العام، أو حتى كمواطن يلتقي العوام من الناس، وتدور بينه وبينهم نقاشات عدة في كثير من أمور الحياة.

وبدأ الترابي بالحديث عن الظروف التي قادته لفكرة الكتاب، قائلا: اختلط عندي العلم بالعمل والتجربة بالنظر وعلم السلطان والمجتمع أحكامه وأخلاقه وابتلاءاته وفتنه، ونحن نعيش في بلد يتقلب كثيرا ويحاول أن يضع أسس البناء. سأقتني ظروف التعليم إلى بريطانيا التي تعول دائماً على الأعراف، وان كانت لديها بعض القوانين التي تحكمها، ملكية وحكومية، لكن البلاد الأخرى كأمريكا كانت لابد لها بعد ثورتها من تأسيس بناء جديد، لاتوجد لهم روح في تاريخهم بانتماء إلى أرض واحدة أو أصول وجذور واحدة، لذا أصبح الدستور هو مقدسهم الأول، لكن بريطانيا لها تاريخها ولها عرفها، حتى أحكامهم العادية كلها قضايا قديمة ومتقادمة وأحياناً تكون هي الحجة، وتحدث الترابي تفصيليا عن كتابه، وأبرز الموضوعات والأفكار التي تناولها به.

تفاعل كبير

وشهدت أمسية الشرق الفكرية مداخلات بين الحضور والدكتور حسن الترابي شارك فيها الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر والزملاء الكتاب وأسرة التحرير.

وفي مداخلة للدكتور محمد المسفر، طرح فيها على الدكتور حسن الترابي ثلاثة أسئلة مصحوبة بشيء من التعليق والتمهيد.

فقال في السؤال الأول: الأمر الذي يشغلنا جميعاً هو ما الذي يجري في عالمنا العربي والإسلامي في كل مكان، ماذا يجري في السودان؟ وما تفسيره لسفر الرئيس المصري إلى دولة أوغندا دون المرور على السودان من قبل وهل هناك خلل في العلاقات الدينية الإسلامية التنظيمية بين الإخوان المسلمين في مصر وبين الإسلاميين في السودان حتى تجعل مصر تشيح بوجهها عن السودان؟

وهنا قال الترابي: حتى رئيس الوزراء المصري حين أتى للسودان ذهب إلى الجنوب، والطائرات المصرية هي الأخرى وأيضاً الجامعات المصرية الأزهر وغيرها ذهبوا إلى الجنوب، لكنني أريد أن أرجع الأمر إلى "النيل" فهو بالنسبة لمصر والمصريين شريان حياة، وهم بلد ليس محظوظاً بغيث السماء أو بماء جوف الأرض.

كما أن النيل موارده في وسط إفريقيا لكن ليس هذا فقط هو السبب الذي منع تعريج مرسي على السودان وهو مسافر إلى أوغندا، علينا أن نعرف أن الرجل ثمرة ثورة وكان المصريون مبتلين ومعذبين وصابرين وأول مرة ينفتح عليهم بثورة ومن العسير عليه أن يتعامل هكذا مباشرة مع عسكري يحكم الناس بصورة يرفضونها.

الرئيس مرسي لا يريد أن تنقطع العلاقات بين مصر والسودان لأن علاقتهما قديمة فالنيل يصلهما ببعضهما البعض والحضارة الفرعونية تصلهما أيضاً والإسلام والمذاهب والصوفية وكل شيء بينهما موصول.

كما أن البشير زاره في مصر لكنه لم يستقبله كما يستقبل الزوار بل التقاه وسط جمع عادي ثم ترك له الوزراء وكان على العادة أن يقيم الرؤساء مؤتمرات للحديث عن العلاقات الثنائية لكن ذلك لم يحدث.

لكن لعله قال كيف أتحدث عن ثورة وأنا ثمرتها وفي الوقت ذاته التقي حاكم يريد شعبه أن يثور عليه.

فقاطعه الدكتور محمد المسفر سائلاً: إذن نفهم من هذا أن سلوك الثورة المصرية تحاول بذلك أن تتجاوز حكومة الإنقاذ لسبب أو لآخر؟

فقال الترابي: رفض حكومة الإنقاذ معناه أنك قطعت علاقة حكومة السودان وشعبها بمصر أصلاً، وهذا لا يريدونه للشعبين، ونحن حكامنا يحتكرون الأمرين، الصلح والمخاصمة، فستجدهم إذا تشاققا بينهما ستجد صحف كل منهما تسب الآخر.

لذا هو مضطر أن يترك العلاقات مفتوحة معنا من خلال رئيس وزرائه الذي كان وزير ري في السابق والأعمال مع الأعمال والتجارة مع التجارة والحقوق المكفولة للسكن والإقامة والملكية.

الصراع على السودان

وسئل الترابي حول الصراع على السودان وهل هو صراع على الكرسي وليس صراعا من اجل قوة السودان، ولا سيما ان هناك اتهامات للشيخ الترابي بأنه وراء كل ما يجري في دارفور وكثير من تلاميذه يقودون حركة التمرد في دارفور فما المخرج من هذه الازمة ومتى يمكن ان يستمع الترابي لصوت الوساطة، سواء من قطر او من الاتحاد الافريقي من اجل الخروج من المأزق السوداني والتهمة تقول ان أتباع حسن الترابي هم الذين يحرضون على ما يجري في دارفور فأجاب الترابي قائلا: ان كل القوى السياسية بعد ان افترقنا تتحدث عن الخلاف الاخير ولكن الامر كما يحدث خلاف بين الزوجين العاقلين فهما لا يفضحان نفسيهما ويكتمان، ولكن عندما تتأزم الامور وتتراكم وتحدث حادثة عرضية للغاية وان هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فالبعير لم تقسمه القشة ولكن تحمل أثقالاً وبلغت به الدرجة ذلك الحد وهذا ما حدث.

وقال الترابي إننا لم نختلف على الكراسي وكان بالامكان ان نقوم بانقلاب كما يفعل البعثيون مع الذين ساعدوهم وبعد شهر قتلوا بعضهم بعضا ونصبوا انفسهم قادة ولكن نحن لم تكن لدينا في ثورة الانقاذ اية خطة بأن يحكم العسكر ونحن نعرف ماذا فعل العسكر وفي تاريخ الاسلام هناك صفحات سوداء كثيرة بل وفي جميع العالم.

واضاف ان المشكلة ان الغرب رغم انه يؤمن بالديمقراطية لكن لديه قيمة اعلى من الديمقراطية وهي انها اذا كانت ستلد ارادة وطنية ضد مصالحه يقضي عليه فورا، لاسيما اذا كانت اسلامية فهم لديهم مع الاسلام ملفات من الحروب الصليبية والاستعمارية وقد فعلوها في الجزائر في الانتخابات الاولى والثانية وفعلوها في تركيا حتى سكتوا الآن تماما ونحن نرى الحزب الحاكم - حزب العدالة والتنمية - وكلنا يعلم انه اسلامي لكنه يقول انا علماني وفقط مسلم ويفعل الافاعيل بنية الاسلام لكنه لا يقول انها اسلامية، ويقول هذا لمصالحنا ولحقوق الانسان وفي تونس قالوا تغاضوا عن الشريعة في الدستور قالوا لابأس ولأنهم اذا كانت لديهم اغلبية من النواب سيفعلون ما يريدون من التشريع كتبت في الدستور ام لم تكتب والدستور لا يحكم مباشرة وانما يحكم بالتشريعات ونحن كانت لدينا خطة ان تكون الثورة مجهولة الهوية حتى تمكنت ولما ظهرت قام علينا الغرب قومة واحدة واول تجربة هي عرضة للهجوم ولم تكن لدينا تجارب. ولم نعرف فقه الاسلام السياسي من قبل فالصوفية تركوا الحكم بعيداً وليس عندنا تراث من الاسلام السياسي، واول تجربة اسلامية في السياسة وفي السودان وهو بلد خطر حيث يوجد 9 جيران تفاجأوا وتفاجأ الغرب معهم بهذا المشروع الاسلامي والذين رأوا ان النيل الجاري في افريقيا اذا جرى بالاسلام سوف تتضرر مصالحهم في الدول التسع التي تمتد معها حدود السودان ولذلك قام الغرب وقام معهم اخواننا العرب وبعضهم رأى ان هذا المثال اذا قام في بلد كالسودان وهو بلد ضعيف فسوف يقول المواطنون انه حتى في السودان يمنعون الخمر ويحرمون الربا ونحن لا نفعل وكانت لدينا الخلافة والعلماء فكان رد فعل الحكام العرب ان هذه العدوى يجب ان يتم القضاء عليها ولابد من محاصرتها فحوربت التجربة .

الأمر شورى

وقال الترابي إن الشورى هي اصول بنية الدولة الاسلامية، حيث وقع الرسول صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة وكان الامور شورى ولكن لا يعرفها العسكر فتمت معاملة الجنوب ودارفور معاملة سيئة للغاية وآثرنا يومها الا يظن ان دولة الاسلام اذا جاءت تمزق البلد وتصبح ضد الجنوب وضد الشرق وضد الغرب ففضلنا الابتعاد بالدين عن السياسة، خصوصا بعد ان جرت اعتقالات لا حد لها فقلنا لا يمكن ان نصبح مثل الكنيسة فكان من الخير لنا ان نخرج خاصة بعد ان اصبح اسمي واسم بن لادن من اشهر الاسماء وصنعوا لنا صورا ودعايات فقلنا من الافضل ان نكون في السجن على ان لا نسيء إلى الاسلام فخرجنا لهذا وتركنا الوزارات والولايات وفضلنا السجن. والنظام لا يقبل شورى ولا انتخابات ولا نصحا ولا صحفا والانتخابات مصطنعة، والنميري اجرى انتخابات وكسب 99،9 % فقلت له ان سيدنا داود اتى الله له بملائكة وظنهم خصوما فقال احدهم ان اخي له 99 نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب والرئيس الآن يأخذ 99 و9 من عشرة ويضن على المعارضة حتى ولو بواحد في المائة فأراد ان يسجنني وتركني وحاولت ان اعدل بين الناس وانا وزير للعدل وقلنا كلمة حق وتم طردنا وابعدنا من حزب المؤتمر الوطني وحل المجلس الوطني رغم ان حل البرلمان يقضي على شرعية الرئيس نفسه ولا يمكن ان يكون عمر البرلمان 4 سنوات فتصبح 4 اشهر ولكن خرج القضاء ليبرر له فعلته وفق المصلحة العليا التي اعتبروها فوق القانون وفوق كل شيء. وقد جاءتنا وساطات من قطر ومن الحركات الاسلامية وتكلموا معنا في السجن ليستفرد بالحكم وفي آخر انتخابات نجد ان كل الاحزاب لم تبلغ نسبة 2 % لكنه حقق 100 % في كل المناطق الا دارفور لم يستطع اعلانها لان فيها اضطرابات وقيل للجنوب خذوا الجنوب كله ونحن نأخذ الشمال كله فيتفق المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية وهذه هي الاسباب والمآلات ونحن نريد ان نرجع بناء الدولة الاسلامية فلو قامت دولة اسلامية تدعي انها اسلامية ولا تعرف عهدا ولا حرية للبشر ولا تعرف أمانة في المال العام ولا تعرف شورى بين الناس.

وسئل الشيخ الترابي عن اسباب تحالفه مع العسكر لطرح مشروعه الحضاري ممثلا في ثورة الانقاذ وكيف يقبل كمثقف ان يتحالف مع العسكر لتنفيذ مشروعه، واسباب عدم قيامه بعد ذلك وقد كان يملك زمام الامور بتصحيح مسار ثورة الانقاذ وعدم تركها للعسكر عندما قرروا اقصاءه عن طريقهم، وعما اذا كانت واتته الفرصة للانقلاب على العسكر ولماذا لم يفعل فأجاب بأنه كان جزءا من حركة فقال ان ما قمنا به هو نتيجة ادراكنا انه لا توجد طريقة ليصل الاسلام الى السلطان والغرب موجود في العالم وشعرنا انه لا توجد الا طريقة الانقلابات والديمقراطية في الغرب لم تأت كلها بالتطور الاصلاح حتى بريطانيا نفسها شهدت عملا عسكريا والثورة المشهورة هي الثورة الفرنسية والملوك لهم تاريخ واذا جاذبتهم الشعوب يرجعون خطوة ولكن الطغاة لا يعلمون الرجوع وإما مات قتيلا او هرب بطائرته او يلقى عليه القبض، وقال اننا كانت لدينا خطة وأقسموا عليها قبل ان يتولوا بألا تكون حكومة عسكرية ولا حكومة حزب الجبهة الاسلامية وان تكون حكومة لامركزية تنبسط ولا تتمكن قوة اجنبية من فرض اي حكم عليها فخشينا ان يجهض المشروع فاستترنا سنة وسجنا مع المسجونين وكلهم ظنوه انقلابا عسكريا فرحبوا به ومدوه بالمال وشمالا (مصر) قالوا له لابأس بذلك والبعثيون أمدوه بالسلاح لأنه كانت هناك دعوات الى الاسلام في البرلمان فطلبوا اسكات هذا الصوت ولم يكونوا يعلمون ما تحته حتى الغرب نفسه لم يكن يدري والناس تظن ان الغرب بكل شيء محيط ولكن الله فقط هو الذي بكل شيء محيط وبصير وهو الذي يصرف الكون.

وسئل الترابي عن استشرافه المستقبل وإمكانية قيام اتحاد إسلامي يضم المغرب العربي وأفريقيا العربية، فقال ان العالم الإسلامي يصعب تحقيق التكامل بينه أو إقامة خلافة إسلامية وقال إن الاتحاد المغربي بين دول المغرب العربي أمر صعب لأنهم أهل جبال والبلاء شديد ولكن لو أن كل واحد في ما يليه أقام خيرا لحدث التقارب بين المسلمين.

الشرق

-----------------



اتهمهم بقيادة مخطط لإلصاق تهم اعتناق الماسونية ببعض قياداته دون أدلة،
10-14-2012 08:07 AM
الخرطوم: بكري خضر:

شن المؤتمر الوطني هجوماً عنيفاً على الجماعات الإسلامية المتطرفة واتهمهم بقيادة مخطط لإلصاق تهم اعتناق الماسونية ببعض قياداته دون أدلة، محذراً إياها من حباكة المؤتمرات، قاطعاً بعدم وجود أي قيادي بالحزب يعتنق أو يتبع لجماعة الماسونية أو يقود خطاً متطرفاً، وجدد الدكتور ربيع عبدالعاطي عضو القطاع السياسي بالحزب في تصريح لـ(آخر لحظة) أمس تأكيده على أن التهم التي تقف وراءها الجماعات المتطرفة لا يسندها واقع ولا تعدو كونها أحاديث للاستهلاك المحلي.

آخر لحظة



----------------


خلافات عنيفة داخل مؤتمر الحركة الإسلامية بالنيـل الأزرق





10-14-2012 08:03 AM
الخرطوم: عمار محجوب:

نشبت خلافات عنيفة داخل هيئة شورى الحركة الإسلامية بولاية النيل الأزرق بسبب اختيار الأمين العام للحركة مما دفعها لحسم الأمر عن طريق التصويت، وكشفت مصادر مطلعة لـ(آخر لحظة) أمس أن الجلسة الختامية لمؤتمر الحركة الإسلامية بالولاية شهدت مشادات كلامية بين القيادات الذين انقسموا إلى مجموعتين الأولى أطلقت على نفسها «أبناء البلد» ودفعت برئيس تشريعي الولاية خضر الجاك مرشحاً لشغل المنصب، فيما دفعت الثانية «الأمري» بالأمين العام السابق محمد حسن قدر مالي الذي فاز بالمنصب بالانتخاب المباشر. وأضافت المصادر أن القيادات فشلوا في حل الخلافات بالتوافق ولجأوا للانتخاب لحسم الأمر، وأوضحت المصادر أن «قدر مالي» فاز بمنصب الأمين العام للحركة بعد حصوله على (89) صوتاً، حيث نال رئيس تشريعي الولاية (39) صوتاً، وأشارت إلى أن (6) من الأعضاء امتنعوا عن التصويت أبرزهم عبدالرحمن أبو مدين رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، وأضافت المصادر أن هذه الخلافات مؤشر قوي لعدم حدوث استقرار سياسي بالولاية في المرحلة القادمة، وأرجعت الخطوة للصراعات التي يعاني منها المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق.

آخر لحظة

----------------

الترابي : السلفييون لا يهاجمون السلطات الحاكمة وانما يهاجمون الصوفية والنساء وكيف يلبسن
October 13, 2012
( الشرق الاوسط )

قال الدكتور الترابي للصحافيين بعد عودته من العاصمه القطريه الدوحه مساء اول من امس عقب مشاركته في ندوه «الاسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي.. تجارب واتجاهات» انه لن يصنع قضيه من السلفيه، لان وراءها «هدفا».. هناك من يدفع «المال» من اجله.

واعتبر الترابي السلفيه «نفحات» لا تجد مكانا الاّ في المجتمعات المتخلفه، التي سرعان ما تتجاوزها، وانها لا تشكل تحديا جديا للمجتمعات.

وارجع الترابي بروز السلفيين بعد ثورات الربيع العربي، الي ان «الاسلاميين» فتحوا لهم الطريق، وقال: «ما يحدث الان ان الاسلاميين كسروا لهم الطغاه في بلدان الربيع العربي»، وانهم لا يعارضون الحكومات اصلا. وتساءل: «هل رايت انصار سنه يهاجمون السلطه، هم يهاجمون الصوفيه والنساء والبنات وكيف يلبسن». واضاف: «لم يتصد أنصار السنة لا للانجليز ولا للاستعمار، ولم يكن لهم دور في الكفاح من اجل الاستقلال ولا دخل لهم به».

وجدد الترابي وصف السلفيه بانها «مد تطرف من الاسلاميه»، وشبهه بالتطرف في الاشتراكيه والوطنيات التي ترفض الاجنبي والاسود، كما هو حادث في المانيا واسكندنافيا.

وقال الترابي ان مصر لن تتاثر كثيرا بالسلفيه لانها «ثقيله» وبها ثقافه واعتدال، وان اخوان مصر معتدلون يستطيعون تقديم التنازلات. واضاف: «هؤلاء اولاد قليلو العدد في تونس وفي ليبيا، زادهم هوس الاعلام الغربي وخوفه من الاسلام بروزا».

ورفض الترابي وجود «مرجعيه واحده» للاسلاميين. وقال: «نحن لا نريد بابا اسلاميا»، ونفي وجود حاجه لمرجعيه واحده للحركه الاسلاميه، وان المرجعيه لله وحده، وان الصحابه كانوا يراجعون النبي صلي الله عليه وسلم، سائلين: «هل هذا وحي، وهذا حدث اكثر من مره، فيغير رايه ويلتزم رايهم».

ورفض الترابي بشده الحديث الدائر حول مرجعيه الأزهر قائلا: «تكلم البعض عن مرجعيه الازهر في تطبيق الشريعه، فرفضها الناس، علي الازهر ان يقول رايه، فاذا كان رايا ذا اثر، سيؤثر علي الناس».

وحول عدم مشاركته في مؤتمر الحزب الاسلامي التركي، وربطها بانتقادات وجهها لتركيا في الندوه الاولي، نفي الترابي عقد مؤتمر لحركه إسلاميه هناك، ووجود حزب اسلامي في تركيا اصلا، قائلا: «في تركيا جيش ومحاكم، وتحتل صوره اتاتورك كل مكان، بما في ذلك رئاسه الحزب الحاكم نفسه».

وهاجم بشده من انتقدوا ورقته الي المنتدي بانها حاولت التبرير لمشاركته في الانقلاب العسكري، ووصفهم بانهم اكتفوا بنقد العشريه الاولي من الانقاذ، وان احدهم لم يجرؤ علي انتقاد الفتره الحاليه، واجابه سؤال: «هل يحكم السودان الان اسلاميون؟».

واوضح الترابي انه قدم النصح لاسلاميي الربيع العربي في ورقته ودعاهم لبناء تجربه جديده: «قلت لهم اتقوا العساكر والتسلط، وفتن السلطه والمال».

واضاف: «تكلمت عن الانقلاب العسكري، ولماذا اتينا به ثم اكتشفنا عيبه في الاخر لكونه عسكريا، واقررنا خطا الانقلاب، وانه كان من الاصح قيام ثوره، وان العسكر حنثوا بوعودهم حين تمكنوا من السلطه، في الشوري، وقضيه الجنوب، وقضية دارفور».

######ر من انتقادات كتاب اسلاميين بارزين بقوله: «هم لا يستطيعون انتقاد سنين الحكم الحاليه، ويكتفون بنقد الفتره التي كان الترابي مشاركا فيها».

واضاف ان الدكتور عبد الوهاب الافندي كان مستشارا اعلاميا في السفاره السودانيه بلندن، وكان الدكتور الطيب زين العابدين رئيسا لمجلس الشوري، في تلك الفتره التي يهاجمونه فيها وكانوا «اخوانا»، لكنهم لم يقدروا علي تناول قضايا حاضره، مثل انفصال الجنوب، وما يحدث في دارفور، والتي تحولت الي حرب وفضائح دوليه، وانهم لم يتحدثوا عن الفساد الشديد الموجود في البلاد، رغم الشعارات الاسلاميه التي يطرحها اهل الحكم.


-------------------------
لــــن يضـــروكــــم إلا أذى!!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 13 تشرين1/أكتوير 2012 13:00



ما كنتُ أحْسَب أيام كنتُ أُدير التلفزيون في أوائل التسعينات أن عادل الباز الذي كان حينها عضوًا في مجلس إدارة التلفزيون والذي كان قريباً مني سيكون بعد نحو عشرين عاماً من ذلك التاريخ من ألدّ خصومي وربما أكثر من يشنُّون الحملات الإعلامية علينا ويجرِّموننا لكنها الأيام والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدنَ كل عجيب فلكم رأينا في هذه الدنيا وفي هذا السودان من العجائب ما تشيب لهوله الولدان!!


الباز يبلغ فجورُه في الخصومة درجة أن يزعم بالباطل أني (أتطاول في البنيان في كافوري وأملك أراضي شاسعة في جنوب وشمال الخرطوم وشركات وبنوك وصحف ومطابع ومنبراً أهرف به بما أشاء)!!


حتى لو كنت كما زعم الباز والله لما حقَّ له أن يُعيِّرني بذلك لكن عادلاً لا يعلم أن المنزل الذي زارني فيه في كافوري في ذلك العشاء الذي أقامته (الإنتباهة) لوداع السفير القطري يملكه مغترب يُقيم في السعودية وما أنا إلا أحد مستأجِرى بعض مكوِّناته ولو سأل الأخ الرزيقي الذي كان برفقته في تلك الزيارة المشؤومة لعلم الحقيقة ثم على الباز أن يعلم أني وأولادي لا نملك قطع أراضٍ لا في شمال الخرطوم ولا في جنوبها بل إننا جميعاً نسكن في منازل مستأجَرة فيما عدا المنزل الذي بنيتُه في حلة كوكو أيام كنتُ مغترباً أعمل في وظيفة رفيعة وليس ــ كما زعم ــ في وظيفة علاقات عامة وليتك لو سألت عن الوظائف التي تقلدتُها في دولة الإمارات وعن سيرتي من مصادر موثوقة ممَّن عاصروني وليس رفاقك الشائنين ولستُ أدري أي بنوك وصحف ومطابع تلك التي أملكها أما (الإنتباهة) فقد أنشأها منبر السلام العادل من خلال الرجال الذين آمنوا بالفكرة وظلوا ينافحون عنها ولعلَّ شركة المنبر التي سُجِّلت بها تعبِّر عن هذه الحقيقة وبالتالي فإني لا أملك (الإنتباهة).


عادل الباز الذي عزا تقلُّدي بعض المناصب لقربي من رئيس الجمهورية بالرغم من أنه يعلم الحقيقة ولو سأل العاملين في المواقع التي عملتُ بها بما في ذلك سونا والتلفزيون والهيئة القومية للاتصالات لعلم رأيهم عن الفترة التي عملتُ فيها ومن أسفٍ فإن الرجل يعلم وقد خاض معي بعض معارك الإصلاح في قطاع الاتصالات ولكنها عين السخط التي لا تُبدي غير المساوئ ولو سُئل قبل حالة العداء التي طفت عليه لقال غير الذي يقول اليوم فهو يعلم أني خرجتُ مستقيلاً من آخر وظيفة مرموقة تقلدتُها في الحكومة التزاماً بمبادئ ظللتُ أؤمن بها وأعمل لها طوال حياتي.. تلك المبادئ هي التي كانت تدفعني لرد مبالغ نثريات وإعاشة السفريات الرسمية التي كنتُ أقوم بها إلى الخزانة العامة متى ما تمت الاستضافة أو زاد المبلغ عن فترة الرحلة وليسأل عن ذلك الأخ عبد الدافع الخطيب وأسامة عبد الوهاب بهيئة الاتصالات وعبد المعطي حسن مدير مكتب د. غازي صلاح الدين وكان من الممكن أن أحكي الكثير لولا الحياء وأجدني في غاية الأسف أن أذكر ذلك الآن فقد تناوشتني سهام كثيرة من متربصين ومن أناس كانوا أعزاء وأجدني مضطراً لذكر ذلك إذ أقتطع هذه المساحة من وقت القارئ ووقت هذا الوطن الجريح!!


الباز الذي أصبح في هذا الزمن العجيب من ألدّ خصومي يتهمني بأني أحلتُ الخلاف السياسي إلى خلاف واتهامات شخصية ومن عجبٍ فإن أمثال الباز للأسف يرَون القذى في عيون خصومهم ولا يرون الأشجار في عيونهم فالرجل يشكك حتى في نواياي ويقول عني وعمَّن سمّاهم بالمتطرفين الذين يعتبرُني زعيمَهم إنهم (يتربَّحون من الحروب ويعتاشون عليها فبقدر ما تحصد الحرب أرواح الناس تتضاعف أرباحُهم ثم يقول: (المتطرفون بالداخل لا يهمهم إن مات الناس أو تشردوا ولا يعنيهم إذا ما تخرَّب الوطن أو انصلح حالُه ما يهمُّهم أن تمضي أجندتهم الحربية إلى غاياتها أجندة فناء الوطن وناسه)!!


هذا من مقال واحد ويمكنني أن أستشهد بعشرات العبارات من أمثال (العنصرية) ودعاة الفتنة وغير ذلك كثير بل إن الرجل يتناول سيرتي ويحاول التقليل من شأني وكل ذلك لا يعتبره تحويلاً للمعركة إلى (شخصية) ويغضب لأني ذكرتُ عبارة أو فقرة واحدة قلتُ فيها حتى بدون أن أذكر اسمه إن (أحد كُتاب الغفلة ممن يعيشون أزمة مالية خانقة تبرِّر اندفاعه غير المحدود وهو يخوض معركته ضدنا ظلَّ يروِّج لمقولة إن الحريات الأربع تُتخذ منصة لذبح الاتفاق جملة وتفصيلاً ...)!!
تجاهل الرجل أني لم أذكره بالاسم وليت الباز سأل نفسه لماذا لم أورد اسمه وكم نسبة القراء الذين يعلمون من مجرد هذه الإشارة أن المقصود هو الباز؟!


أذلك أرفق أم أسلوب إيراد الاسم الذي عمد إليه مباشرة لكي يتجنى عليَّ بالحق والباطل؟! أذلك أرفق أم اتهامي بأني أتلذَّذ من موت الناس وخراب الوطن؟! أيهما أشنع قولي وأنا أتحدث عن ظاهرة التكسب من خلال المواقف السياسية التي يعلمها أكثر مني أم اتهامنا بالتكسب والتربُّح من إشعال الحروب؟! أيهما أشنع أن يُشبِّهني بدراكيولا أم وصفي له بأنه يعمل على حل مشكلته المالية؟!
إنه الكيل بمكيالين.. إنه تطفيف الميزان بل إنه الظلم الفادح!!


أحمد لعادل الباز أنه قال في صدر مقاله إنني صادق في مواقفي وعواطفي لكن ألا يحمل كلامه الذي أشرتُ إلى جزء يسير منه تناقضاً كبيراً؟! كيف يكون الرجل صادقاً وهو يتربّح بإشعال الحرائق وموت الناس وخراب الوطن؟!
لستُ مهرِّجاً كما تقول ولو كنتُ كذلك لما كان لمنبرنا وهو من أحدث الأحزاب نشأة ولا لصحيفتنا ذلك التأثير البالغ فقد والله كنا أكثر من لفت النظر إلى الأخطاء الكبرى التي ارتُكبت في حق هذا الوطن وكان المنبر و«الإنتباهة» ضمير هذا الشعب الذي منحهما من تأييده الكثير.. لو كنا نحتل أرض الجنوب لحق لك ولغيرك أن تقول إننا دعاة حرب لكن كيف تقول عنا ذلك يا عادل وأرضُنا محتلة ومتى يُستنفر الناسُ للجهاد والذود عن تراب الوطن إذا لم يُستنفروا عندما تُحتل الأرض؟! متى تُستفَزُّون يا عادل وكادوقلي تُضرب بالصواريخ؟! متى تُستفَزُّون والسلاح يُهرَّب كلَّ يوم الى الخرطوم إعداداً للحريق الكبير؟! متى متى متى؟!
ليتك ترجع للقرآن الكريم ــ مرجعيتك القديمة وتتمعَّن في آياته (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)، (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).
نسيتُ أن أعلِّق ــ يا عادل ــ على كلامك عن الفقر الذي توهمتَ أني عيَّرتُك ب

ه.. عجيبٌ والله أن تظن ذلك في من نشأ فقيراً ولا يزال يعاني أحيانًا من منقصات الفقر.. تقول ذلك في من تربّى وسكن وعاش ولا يزال بين الفقراء.. تقول ذلك في من يزعم أنه يحس بمعاناتهم أكثر من الناس.. تقول ذلك في من تربّى في مدرسة الإسلام وقرأ السيرة!!
نسيتُ أن أقول إن صاحبك الذي زعم أني قلت له (بخبث) إننا عيّنّا الرزيقي حتى ننفي اتهامنا برغبتنا في فصل دارفور.. من هو الخبيث بربِّكم؟! من هو سيء الخلق بربكم؟! أنا أم ذلك الرويبضة الذي حاول الإيقاع بيننا؟!
ما كتبته مراراً وقلته في ندوات لمن اتهمونا ذلك الاتهام إن من يفكرون في فصل دارفور لا يمكن أن يضعوا أحد أبنائها في الصحيفة المعبِّرة عن توجُّهاتهم..
أما الرزيقي الذي كان من مؤسسي المنبر فإن سيرته تحكي عن استحقاقه لذلك المنصب وأكثر ممَّن هم أدنى منه سيرةً ومؤهلات تقلَّبوا في وظائف الوزراء ويكفي أن صحيفة الرزيقي تحتل المركز الأول وبفارق كبير بينها وبين الصحيفة الثانية بالرغم من سعرها الأعلى ثم إن دارفور كانت ممثلة في الثلة الأولى التي أنشأت المنبر قبل ان تختار له هذا الاسم وكان من المؤسسين الزعيم المسيري الفريق مهدي بابو نمر والوالي السابق عبد الحميد موسى كاشا والزعيم حريكة عز الدين وآخرون لكن الغرض مرض كما يقولون.
رأيتُك في اجتماع د. الخضر والي الخرطوم مع الإعلام قبل أيام وكنتُ أظنُّ أنّك خارج السودان وهأنذا أنتظر المباهلة التي كتبتُ عنها.. وأرجو أن تختار الزمان والمكان وتُرسل لي إشارة على الموبايل أو في مقالك تحدِّد المكان والزمان حتى يحكم الله بيننا وهو خيرُ الحاكمين فإن أحجمتَ فلن ألاحقك بل سأعذرك.



--------------------

مــتـى يستيقظ النائمـــون؟!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأربعاء, 10 تشرين1/أكتوير 2012


رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا بعدم الشماتة بالأعداء فكيف بمن هم ليسوا أعداء وإنما إخوان في الدين وفي الوطن باعدت بيننا دروب السياسة ومنعرجاتها وجعلتنا نقسو عليهم أحياناً لكنها كقسوة الأب الحاني على ابنه العاق أو طفله المشاكس.
ما حدث في كادوقلي أمس الأول لم يكن مستغرباً إنما هو السلوك الطبيعي للحركة الشعبية التي لم تتغير ولن تتغير لأنها تصدر عن مشروع استعماري عدواني يعبِّر عن اسمها الذي تُصرُّ على أن تحتفظ به إمعاناً في استفزازنا ووالله العظيم ما وجدتُ أناساً ربما على امتداد التاريخ يُلدغون عشرات المرات ثم لا يتعظون غير ولاة أمورنا مثلهم مثل أولئك الذين رجمتهم سورة التوبة التي سُمِّيت بالفاضحة حين قالت فيهم: «أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ».. لكن من أسفٍ فإنهم يُفتنون في العام الواحد بل ويُلدغون مرات ومرات ولكن ما في فايدة!!


الوالي أحمد هارون.. أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة.. إي والله.. إذ تراه يتهجَّم علينا ويتهمنا ويسمِّينا بالمكارثيين الجدد ثم لا يتورَّع عن (تحريش) الرئيس علينا من داخل مجلس الوزراء ويطالبه باستخدام السلطات الاستثنائية لإيقافنا ويترك مهمته التي كان قد أوكلها إلى بعض كُتاب الغفلة وإلى بعض الانتهازيين المحظيين بأعطياته وبترتيب مؤتمراته نظير الأموال الطائلة بالرغم من أنهم أقرب إلى عرمان (رفيقهم في النضال من قديم ضد حكومة الجبهة!!) يترك مهمته المتمثلة في تحرير أرضه المحتلة ليشتمنا في صحافة الغفلة التي تتبارى في نشر مقالاته بل يترك مهمته كوالٍ للولاية الملتهبة ليزور أديس أبابا ولينثر ابتساماته وضحكاته تودُّداً إلى الرويبضة واستعطافًا له حتى يحنّ عليه لكن متى يفهم أحمد هارون ومتى يفهم غيرُه من هؤلاء القوم أن أمثال عرمان وباقان لا يتغيَّرون فمن يُعتبر الحقد الأعمى مركز التحكم في حياته لن يتزحزح عن قناعاته قبل أن يتزحزح جبل مرة من مكانه.. متى يفهمون أن مشروع السودان الجديد هو محور حياة هؤلاء الرفاق؟! متى يفهمون أن الشيطان لا يتغير وأن السيف أصدق أنباء من الكتب مع أمثال هؤلاء؟! فلا مقالات أحمد هارون المتهجِّمة علينا والمتودِّدة إلى قطاع الشمال بالتي تحرِّر الأرض وتحافظ على العِرض.. عِرض كبرة حسن سعيد وأخواتها اللائي قضينَ في الهجوم على كادوقلي رحمهنَّ الله.


كان وفاؤنا دائماً لمن يخلص لنا أن نطعنه من الخلف.. فعلناها لننال رضا أسياسي أفورقي وفعلناها لنسترضي فرعون ليبيا القذافي وفعلناها حين اعتقلنا جيمس قاي قبل أيام قليلة في نفس الوقت الذي كان فيه عرمان يعقد مؤتمراً صحفياً في جوبا يتحدى فيه وينتقد الاتفاقية على بُعد خطوات من مقر الرئيس سلفا كير وها هو يقصف كادوقلي بسلاح الجيش الشعبي الذي يقوده سلفا كير!!
تماماً كما حدث عندما ضحك جماعتنا مع باقان وتعشوا وتجشأوا ورقصوا على أنغام الكابلي بعد أن وقَّعوا اتفاقية الحريات الأربع في مارس الماضي وقبلوا دعوة باقان الماكرة للرئيس البشير ليزور جوبا.. تماماً كما حدث عقب ذلك العشاء الفاخر بيومين حين احتلت قوات باقان وسلفا كير هجليج ها هي قوات الجيش الشعبي تقصف كادوقلي عاصمة جنوب كردفان في نفس اللحظات التي كان أحمد هارون يعقد فيها مؤتمره لحشد قيادات الولاية خلف رأيه بالتفاوض مع قطاع الشمال!!


إمعاناً في الاستفزاز عمد الجيش الشعبي (لتحرير السودان) إلى تسمية قصف كادوقلي بعملية (الصيد الثمين) والتي كانوا يقصدون بها إثبات أنهم قادرون على (بهدلة) مؤتمر أحمد هارون خاصة إذا كان د. نافع من بين شهوده!!


بالله عليكم أفتوني وحدِّثوني عن سبب واحد لعقد هذا المؤتمر وكم صُرف من المليارات في تمويله؟! إنه مسجد ضرار وربِّ الكعبة وما كان ينبغي أن يُعقد إلا تحت إمرة وقرار كمال عبيد المكلَّف بقيادة التفاوض لكن أحمد هارون في دولة العجائب أبى إلا أن يتدخل فيما لا يعنيه.. هل فعلها الهادي بشرى في النيل الأزرق؟! بالطبع لا فطبيعة الرجلين مختلفة ولو كانت الأمور تسير كما ينبغي في دولة العجائب لقيل له اشتغل شغلك أو لطُرد من حكم الولاية لكنه بدلاً من أن ينشغل بأمن ولايته صار (ينطِّط) كل يوم في بلد بينما الجيش الشعبي على بعد كيلومترات قليلة وربما أمتار من مقره خاصة بعد أن ثبت أن عدداً من أفراده تسللوا إلى داخل المدينة!!
أخي الرئيس ما من سلام لا تحرسه قوة وظاهر للعيان أن عملية فك الارتباط بين الجيش الشعبي وعملائه فيما يسمى بقطاع الشمال لن تكون بالسهولة التي يتوقَّعها البعض وأقسم بالله وعليَّ الطلاق (لمن لا يقتنع إلا بالطلاق لأن القسم فيه كفارة) وأسأل الله أن يكون ذلك من اللغو الذي لا يُؤاخَذ عليه كما أفتى بعض العلماء الثقات ــ أقول عليَّ الطلاق إن باقان لن يتغير ولن يتخلى عن مشروعه لتحرير السودان فهلاّ أيقظنا الدفاع الشعبي وحرَّضنا الشباب على الجهاد أُسوة بما كان الرسول الخاتم يفعل استجابةً لأمر الله تعالى!! هلاّ فعلنا ما فعلناه قبل تحرير هلجيج وهلاّ سألنا أنفسنا لماذا عادت القوات المسلحة من هجليج ولم تستكمل مهمتها بتحرير كاودا!! وهلاّ أنزلنا جوقة المدلِّسين من كُتاب الغفلة من خشبة المسرح وقلنا لهم كتّر خيركم!! إننا لا ينبغي أن ننتظر قيام سلفا كير بفك الارتباط بعملائه إنما علينا أن نحرر أرضنا وندمر العملاء.
بيننا وبــين والـي الخرطــوم

سقطت معلومة مهمة من مقال الأمس وهي أنني عندما اطّلعت على ما قاله السيد والي الخرطوم من محضر اجتماع مجلس الوزراء تبيَّن لي أن الوالي لم يطالب بردع «الإنتباهة» أو إيقافها (وما آفة الأخبار إلا رواتها)!!


صحيح أنه تحدَّث حديثاً سالبًا عن الصحيفة عاتبتُه عليه خلال اللقاء الذي جمعني به لكنه لم يكن بتلك الحدَّة التي وردت في الخبر المنشور والعجيب أن بعض حضور اجتماع مجلس الوزراء الذي ورد فيه ذلك القول كان حديثُهم مسيئاً أكثر بل إن أحدهم طالب بإعمال السلطات الاستثنائية ضد الصحيفة فويلٌ لبلادنا من أمثال هذا الرجل إن تقلد في بلاد العجائب سلطة تُتيح له أن يتفرعن على الصحافة وعلى حرية التعبير!!


----------------

وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ)!! (1ـ 2)
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الخميس, 11 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


أن (يتوهَّط) السيد أحمد هارون ويزعم أنه يمتلك حق أن يحدِّد قواعد لعبة الحرب والسلام لأنه دفع فاتورتها بل أن يصف المختلفين معه بأنهم يَطْعَمُون من المائدة التي دفع فاتورتها فإنه من قبيل التطاول والغرور المفضي إلى الهلكة. وأزعم أن الرجل أعجب بالمثل الإنجليزي:Who foots the bill makes the rules وأحبَّ أن يحشرَه ويستخدمَه (عنوة) ويجعله عنواناً لمقاله بطريقة: (يا أيها الوالي بقم قد عزلناك فقم) محرجاً بذلك نفسه ومانحاً إياها سلطة وسطوة لا يستحقها... سلطة أن يحدِّد قواعد اللعبة أما الآخرون فلا يجوز لهم إلا الانصياع والنزول على رغبة الوالي الآمر الناهي الذي لا معقِّب لحكمه ولا رادّ لقضائه!!


لو تمعّن الوالي أحمد هارون وتمهَّل قليلاً خاصةً بعد اعتداء من يتودَّد إليهم على عاصمته لوجد أنه كان يرد على نفسه في مقاله الذي هاجمنا فيه وكان يدافع عمَّن سلقهم بألسنة حداد ووصفهم بالمكارثيين الجُدد لكن لماذا (يرصِّع) الوالي حديثه بأقوال بعض الحكماء الصينيين والخواجات ويعتبر حديثهم حجة علينا وينسى ــ رغم أننا نحب الحكمة أياً كان مصدرها ــ ينسى أن بين يدينا كتاب ربنا العزيز الحكيم، ثم لماذا ينتقي من أقوال أولئك الحكماء ما يصادف هواه بطريقة (لا تقربوا الصلاة) بدون أن يكمل الآية؟!

يقول أحمد هارون في مقاله إن (الحرب في الإسلام كانت حرباً عادلة تقوم على رد العدوان وإزالة الظلم عن المستضعَفين) ويضيف (وقُيِّد استثناء اختيارها بمكابح شرعية (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)... بالله عليكم هل هذه الآية حجة له أم عليه؟! هل جنحت الحركة وجيشُها الشعبي وعملاؤها الحلو وعرمان وعقار وهم يقصفون كادوقلي ويحتلون أرضنا ويهاجمون في كل يوم مدينة أو قرية ويشردون أهلها ويقتلون أبناءها ونساءها وأطفالها.. هل جنحوا للسلم وهم يتحرشون بنا ويُصرُّون على (تحريرنا) في أرضنا حتى بعد أن ذهبوا وخرجوا من حياتنا وانفصلوا بدولتهم؟! ألم يحتلوا هجليج؟! ألا يزالون يحتلون سماحة والميل 41 وكاودا وعدداً من محليات جنوب كردفان؟! ألم يستهدفوا تلودي والموريب عدة مرات؟! ألا توجد حشودهم قبالة حفرة النحاس وكفن دبي؟! ماذا عن الفرقتين التاسعة والعاشرة أليستا جزءاً من الجيش الشعبي؟! ألم يقل باقان قبل نحو شهر في جوبا إننا لن نتخلى عن قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق؟!


إني لأرجو من القارئ الكريم ــ وقد قرأ ما قاله أحمد هارون عن إزالة الظلم عن المستضعَفين ــ أن يتمعَّن في الآية: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) إن الحركة وجيشها الشعبي (لتحرير السودان) وعملاءها لم يجنحوا للسلم إنما جنحوا للحرب وحرام شرعاً أن يتقاعس بعضنا ويقعدون ويتثاقلون إلى الأرض وقرآن ربنا يدعونا إلى مواجهة المعتدين بل ويقول إن من بيننا (مبطئون) (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً) وتكون المشكلة أكبر والهزيمة أشنع عندما يأتي التخذيل من كبارنا وعندما يشن الكبار الحرب على من يستنفرون الأمة للجهاد ويعبئونها ضد المخذلين والمثبطين وأعجب والله أن نتخذ بعض أعوان الحركة ممن ينكرون شيوعيتهم من (المحللين السياسيين) في بعض الصحف.. أن نتخذهم مستشارين فهؤلاء نعرف تاريخهم وعلاقاتهم وأهدافهم فقد والله اخترقونا حتى النخاع ودخلوا البنتاغون!!
تماماً كما ظلوا يصفوننا بالعنصريين بدون أن يقدموا الدليل ظل بعض من تعوزهم الحجة يصفوننا بدعاة الحرب ورافضي التفاوض وأعجب والله أن يقولوا عنا ذلك وهم يعلمون أننا لسنا أقل منهم حرصاً على السلام لكننا كما ذكرنا مراراً نريده سلاماً عزيزاً دائماً لا سلاماً مخادعاً يتلاعبون خلاله بنا كما يتلاعب قط شرس بفأر مريض!!


حدِّثنا يا أحمد هارون عن يوم واحد رفضنا فيه التفاوض في نيفاشا... لم نكن نرفض مبدأ التفاوض لكننا رفضنا الانبطاح والتخاذل والتنازلات المجانية التي نعاني من ويلاتها وتداعياتها حتى اليوم... كنت أجلس مع د. غازي صلاح الدين وأتبادل معه الرأي عندما كان مُمسكاً بملف التفاوض قبل وبعد مشاكوس وإلى أن غادر بتلك الصورة العجيبة.. بل جلستُ مع الرئيس حول مسار التفاوض ولم أعترض البتة على مبدأ التفاوض أيام نيفاشا أما اليوم فإني ومنبر السلام العادل ونسبة كبيرة من شعب السودان نعترض على الكيفية التي يُدار بها ملف العلاقة مع الجنوب وأرضنا محتلة ونحن «نتكبكب» لاسترضاء دويلة من زجاج وهي وعملاؤها يتحرشون بنا ويعتدون علينا فماذا دهانا بربِّكم؟!


حدِّثني يا أحمد هارون وأنت تتحدث عن المؤسسية التي يُدار بها التفاوض وتقول عن اتفاق نيفاشا إنه ما كان لأولئك (الشجعان) أن يمهروه لولا شورى واسعة انعقدت بشأنه في كل أجهزة ومؤسسات الحزب والدولة حدِّثني أي شورى تلك التي أُديرت حول نيفاشا وأنت تعلم أنه لا مجلس الوزراء ولا البرلمان ولا غيرهما استُشير بل تعلم أن رئيس البرلمان قال إنه لا يجوز للبرلمان الذي عُرضت عليه الاتفاقية بعد توقيعها أن يغيِّر فيها (شولة)!! لا أريد أن أقول إنك كذبت يا أحمد لكني أقول إنك لا تعلم وكان ينبغي ألا تخوض فيما لا تعلم!!


اتفاق نافع عقار هل أُديرت حوله شورى واسعة يا أحمد هارون قبل أن يُبرم؟! إذن فلماذا أُلغي بعد ذلك من قِبل المكتب القيادي الذي لم يرَه كما لم يرَه البرلمان أو مجلس الوزراء أو الرئيس؟! العجيب أن بعض من يقودون التفاوض منذ نيفاشا ومشاكوس وحتى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بعد أن عقمت نساء السودان قادوا التمرد على الترابي وأصدروا مذكرة العشرة وشقوا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بحجة انعدام الشورى أما اليوم فإنهم يقهرون الشورى لأن الشورى تعني عندهم أن يصبحوا هم الآمر الناهي والمتحكِّم في مصير البلاد والعباد فأي أخلاق تحكم هؤلاء وأية مرجعية تلك التي تقود خطاهم وسلوكهم؟!
صدِّقني يا أحمد هارون إن التودد إلى عرمان وباقان والحلو وعقار لن يزيدنا إلا ذُلاً وأنه لا يوجد سلام لا تحرسه قوة وأن الحل يكمن في الرد على الاعتداء على عاصمتك وما من رد أبلغ من تحرير كاودا وطرد المحتلين فهلاّ غيَّرتَ نهجك الحالي قبل أن تدهمك خيول المغول الجُدُد؟

Post: #79
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-14-2012, 10:33 AM
Parent: #78

الطاهر ساتي يسيء إلى الأئمة والدعاة
سعد احمد سعد
نشر بتاريخ الأربعاء, 10 تشرين1/أكتوير 2012



الطاهر ساتي يعلمنا الكسل.. والتثاؤب.. ولا يستفز فينا شيئاً من الهِمّة ولا العزيمة.. الطاهر ساتي لا يكلفنا في الرد عليه إلا نصف انتباهة بل أقل من ربع انتباهة..
إن مَقَاتل الطاهر ساتي بادية للعيان البصير والأعمش فيها سواء.. وسقطاته لا تخفى على أي طفل يُحسن الوضوء..
أخي الطاهر ساتي.. بالله عليك اجتهد قليلاً.. وثابر شيئاً ما.. ودعنا مرة واحدة نحكّ رأسنا في قلق ونهرع إلى أمهات الفقه والعلوم لنعرض عليه عباراتك الذكية المحمّلة بالمعاني والإيماءات..
أما تستدل في مطلع مقالك بكلمات لبان كي مون مهما كانت مكانته في عالم الفكر والسياسة.. ولو كان أميناً للأمم المتحدة أو رئيساً لحكومة العالم.


لقد قال الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين «وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ »
قالوا «كل إناء بما فيه ينضح»، وأهلنا يقولون «اللسان مغرافة القلب» فمن حق بان كي مون أن يقول ما يعنُّ له وما يجده في متناوله.. ولكن بالله عليكم ألم يجد هذا الصحفي المجاور أفضل من كلمات بان كي مون.. لم يجد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يزين به مقاله فيدخل به مدخل صدق ويخرج به مخرج صدق.. على أن مخرجه كان أقبح من مدخله، إذ ختم مقاله بالتحريض ليس على المنبر وحده بل وحتى على أئمة المساجد الذين أشبعهم ذماً وسباً وزراية عندما قال بالنص: «بل المؤسف أن يرتضي بعض الأئمة لأنفسهم «دور البوق» بحيث يكتفي بتوجيهات منبر السلام العادل والقادمة عبر أثير الهواتف السيارة بلا تفكير فيها ولا تحديق في محتواها وبلا تمحيص لآثارها على أمن البلاد وسلامة شعبها».


ثم يبلغ الطاهر ساتي في الإسفاف وفي الاستهانة بأئمة المساجد والعلماء والدعاة أن شبّههم بخطباء السلاطين الذين يقرأون خطبًا جاهزة ومُعدَّة ويخطبون لسلاطين ماتوا قبل عشرات بل مئات السنين.. ونقول للطاهر ساتي بحمد الله ليس من أئمتنا وخطبائنا مثل هؤلاء وأنت أتعبتَ نفسك بإيراد هذا المثال الممجوج المهجور الذي لاكته الألسن طويلاً وملّته وسئمت منه الأسماع.. ولكنه جهد المقل.. وأقول لك يا الطاهر ساتي.. والله كتيرة منك!!


والطاهر ساتي ينعت منبر السلام العادل بمنبر الكراهية ويزعم الطاهر أن منبر السلام العادل ينشر ثقافة الكراهية برفضه للحريات الأربع وبجهده المقدَّر في تذكير أهل العلم وأهل الدعوة بدورهم في شرح الحريات الأربع وأخطارها على البنيات الأساسية للمجتمع السوداني كله وأنا أتحدى الطاهر ساتي ــ ولا أباهله ولا أباهل من هو دونه أو فوقه ــ ولكنني أتحداه إلى أخذ عينة عشوائية لألف مواطن سوداني وسؤالهم عن موقفهم من الحريات الأربع!!
إن الطاهر ساتي الذي لا يستطيع حتى هذه اللحظة أن يجد عنواناً أو اسماً لعموده فيسميه «إليكم» وهي تسمية بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. مثل هذا الصحفي المجاور لا أظن أنه يستطيع أن يناقش فقه الحريات الأربع ولا فقه السلام ولا فقه الحرب ولا فقه الولاء والبراء..


إن الطاهر ساتي للأسف الشديد صحفي بلا مضمون.. وبلا محتوى..


وإلا فبالله عليكم لو كان هذا الصحفي المجاور ذا مضمون وذا محتوى أما كان الأكرم له أن يورد ولو نصاً واحداً مما كان منبر السلام العادل يخاطب به أئمة المساجد.. أو مما كان منبر السلام العادل يروِّج له في ندواته وملصقاته وبياناته..
إن الطاهر لا يقوى على أن يورد نصاً واحداً لأن النص ذَكَر تحبه ذكران الأقلام والأفهام.. والبدعة خنثى تحبها ########ات الأقلام والأفهام.. وبهذا يكون الطاهر ساتي أكبر مروج لثقافة الكراهية والعنصرية وأكبر هادم لمفهوم حرية التعبير الذي يقوم على المسؤولية.. والطاهر يتهم المنبر بلا شاهد ولا دليل وهو عين عدم المسؤولية.
إن الحريات الأربع مسائل تتعلق بالهُوية والانتماء والمصير.. فلا تُمنح إلا لمن يحافط على الهُوية والانتماء والمصير.
إن دولة السودان دولة تقوم على الشريعة فكيف تمنح هذه الدولة الحريات الأربع لشخص من أتباع الوثنيات وعُباد الطوطمية والكجور؟


كيف يقال لهذا تعال إلى السودان وتمتع بأربع حريات ومارس طقوسك كما تشاء واعبد من شئت من الآلهة ومارس ما شئت من الدجل والشعوذة والخرافة؟
أيقال لمثل هذا تملّك كيف شئت وأقم قدر ما شئت وجُب وطُف في أرجاء السودان كما تشاء واختر من الأعمال ما شئت؟!
أليس هؤلاء هم الذين صوتوا قبل أقل من عامين في الاستفتاء بنسبة 97% على فصل الجنوب عن الشمال؟ إن الذين لا يفقهون هذا ولا يفرِّقون بين الموقفين لا أجد لهم وصفاً ولا أستطيع أن أُجري عليهم نعتاً لأن الوصف والنعت في هذه الحالة يختلطان ويتمازجان بالسباب.. وأخشى إن نعتهم أن يقولوا شتمتنا مع أن الوصف في كثير من الأحيان يكون ذماً وقدحاً ولكن دعت إليه الضرورة كقولك في علم المصطلح فلان ضعيف وفلان وضّاع وفلان متروك وفلان كذاب.
ومع كل هذا فنحن نحتسب عند الله ما كان يمكن أن نصف به من لا يعرفون العلاقة بين التصويت للانفصال ثم الدعوة إلى الحريات الأربع.
إن هناك كثيرين من غير المنبر يتصلون بأئمة المساجد ويتواصون على قول الحق والصدع به من داخل أكبر مؤسسة دعوية إصلاحية في المجتمع المسلم..


وربما هذا هو بالضبط الذي يخيف الطاهر ساتي من تحريك المنابر يوم الجمعة وعقب الصلوات.. والجمعة صنعت الثورات وصنعت الربيع العربي فلماذا لا تصنع الربيع السوداني.. ولماذا لا تكون خط الدفاع الأول عن العقيدة وعن الملة وعن الهُوية..
إن خطاب المنبر ليس سراً من الأسرار وليس طلسماً من الطلاسم وهو خطاب خالٍ من الدغمسة ومن الانبطاح وخالٍ من الكيد وخالٍ من الدس.. وخطاب المنبر لو علم الطاهر ساتي أو لم يعلم لا يُباع ولا يُشترى..


فخطاب المنبر ليس له ثمن أيها الصحفي المجاور الذي لا يُحسن ألف باء الصحافة.. ولا يحسن أن يختار اسماً لعموده.. بالمناسبة أنا أرشح عمود الأستاذ الهندي عز الدين في المجهر ليكون صاحب أفضل عنوان في الصحافة السودانية «شهادتي لله».

Post: #80
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-17-2012, 05:41 AM
Parent: #79



بوادر انشقاق واتهامات خطيرة علي خلفية مؤتمر الحركة الاسلامية
October 14, 2012
( حريات )

فيما تنبأت صحيفة ( الانتباهة ) صراحة بانشقاق وشيك في الحركة الاسلامية , علي خلفية مؤتمرها المزمع في نوفمبر , تبادلت تيارات الحركة الاتهامات بالتطرف من جانب , وبالماسونية وبالعمالة لامريكا من الجانب الاخر .

واوردت صحيفة ( الانتباهة ) امس 13 اكتوبر ( علمت (الإنتباهة) أن انشقاقاً وشيكاً سيضرب الحركة الإسلامية خلال أو قبل المؤتمر العام للحركة الإسلامية. وأبلغ مصدر مطلع الصحيفة أمس أن اجتماعاً عقد بمنزل والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي لم يكن حاضراً أمس، ضم عدداً من قيادات الحركة باسم مجلس تنسيق الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم من بينهم عثمان الهادي . وقرر الاجتماع اختيار صديق عويشة رئيساً لمجلس الشورى، وعبد القادر محمد زين أميناً للحركة بولاية الخرطوم. وأشار المصدر إلى أن عدداً من أعضاء شورى الحركة بالولاية أبلغوا رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام البروفيسور إبراهيم أحمد عمر بالخطوة ) .

واوردت الصحيفة ان ابراهيم احمد عمر رد عليهم (اتصل بي بعض أعضاء شورى الولاية المنتخبين وقالوا إن مجلس تنسيق الولاية دعا لانتخاب أخ معين لأمانة الحركة وأخ آخر لشورى الحركة، فإن كان ذلك حقاً، فإني أعلنه باطلاً ومخالفاً للشورى التي نسعى لترسيخها، ويعمل ضد وحدة الصف التي نعمل لها) .

وفي ذات السياق نشرت ( الانتباهة ) تقريرا دعائيا مشحونا بالغمز واللمز عن رجال امريكا في السودان ! .

وفي المقابل صرح القيادي في المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي لاخر لحظة بان ( جماعات متطرفة ) تقود مخططا لإلصاق تهم اعتناق الماسونية ببعض قياداته دون أدلة ، محذراً إياها من حباكة المؤامرات .

وسبق واشارت ( حريات ) الي ان خطبة علي عثمان في مؤتمر القطاع النسوي يوم الخميس تؤكد ازمة القيادة في الحركة الاسلامية . حيث اعلن علي عثمان عدم تجديد ترشيحه لمنصب الامين العام , وفي ذات الوقت ابدي مخاوفه بصورة غير مباشرة من سيطرة عمر البشير علي ( الدولة والحركة والحزب ) – المخاوف التي يشاركه فيها غالبية اعضاء الحركة الاسلامية كما تشير مذكراتهم المختلفة – مما يؤكد ازمة القيادة التي تواجهها الحركة الاسلامية , خصوصا في ظل ارتباطها بجهاز الدولة وامتيازاته , وهو جهاز تحتل مكان القلب فيه المنظومة العسكرية الامنية التي يسيطر عليها عمر البشير والذي تحول الي عبء علي الدولة والحركة والحزب , دون ان تكتشف حركته سبيلا لازاحته , فهي اذ صادرت التداول السلمي للسلطة في البلاد صادرت كذلك قدرتها نفسها علي تجديد قياداتها سلميا .

وتؤكد الاتهامات الخطيرة المتبادلة بين الطرفين بان الصراع مرشح للتفاقم والي الحسم بغير الوسائل السلمية .


--------------------

الترابي : السلفييون لا يهاجمون السلطات الحاكمة وانما يهاجمون الصوفية والنساء وكيف يلبسن
October 13, 2012
( الشرق الاوسط )

قال الدكتور الترابي للصحافيين بعد عودته من العاصمه القطريه الدوحه مساء اول من امس عقب مشاركته في ندوه «الاسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي.. تجارب واتجاهات» انه لن يصنع قضيه من السلفيه، لان وراءها «هدفا».. هناك من يدفع «المال» من اجله.

واعتبر الترابي السلفيه «نفحات» لا تجد مكانا الاّ في المجتمعات المتخلفه، التي سرعان ما تتجاوزها، وانها لا تشكل تحديا جديا للمجتمعات.

وارجع الترابي بروز السلفيين بعد ثورات الربيع العربي، الي ان «الاسلاميين» فتحوا لهم الطريق، وقال: «ما يحدث الان ان الاسلاميين كسروا لهم الطغاه في بلدان الربيع العربي»، وانهم لا يعارضون الحكومات اصلا. وتساءل: «هل رايت انصار سنه يهاجمون السلطه، هم يهاجمون الصوفيه والنساء والبنات وكيف يلبسن». واضاف: «لم يتصد أنصار السنة لا للانجليز ولا للاستعمار، ولم يكن لهم دور في الكفاح من اجل الاستقلال ولا دخل لهم به».

وجدد الترابي وصف السلفيه بانها «مد تطرف من الاسلاميه»، وشبهه بالتطرف في الاشتراكيه والوطنيات التي ترفض الاجنبي والاسود، كما هو حادث في المانيا واسكندنافيا.

وقال الترابي ان مصر لن تتاثر كثيرا بالسلفيه لانها «ثقيله» وبها ثقافه واعتدال، وان اخوان مصر معتدلون يستطيعون تقديم التنازلات. واضاف: «هؤلاء اولاد قليلو العدد في تونس وفي ليبيا، زادهم هوس الاعلام الغربي وخوفه من الاسلام بروزا».

ورفض الترابي وجود «مرجعيه واحده» للاسلاميين. وقال: «نحن لا نريد بابا اسلاميا»، ونفي وجود حاجه لمرجعيه واحده للحركه الاسلاميه، وان المرجعيه لله وحده، وان الصحابه كانوا يراجعون النبي صلي الله عليه وسلم، سائلين: «هل هذا وحي، وهذا حدث اكثر من مره، فيغير رايه ويلتزم رايهم».

ورفض الترابي بشده الحديث الدائر حول مرجعيه الأزهر قائلا: «تكلم البعض عن مرجعيه الازهر في تطبيق الشريعه، فرفضها الناس، علي الازهر ان يقول رايه، فاذا كان رايا ذا اثر، سيؤثر علي الناس».

وحول عدم مشاركته في مؤتمر الحزب الاسلامي التركي، وربطها بانتقادات وجهها لتركيا في الندوه الاولي، نفي الترابي عقد مؤتمر لحركه إسلاميه هناك، ووجود حزب اسلامي في تركيا اصلا، قائلا: «في تركيا جيش ومحاكم، وتحتل صوره اتاتورك كل مكان، بما في ذلك رئاسه الحزب الحاكم نفسه».

وهاجم بشده من انتقدوا ورقته الي المنتدي بانها حاولت التبرير لمشاركته في الانقلاب العسكري، ووصفهم بانهم اكتفوا بنقد العشريه الاولي من الانقاذ، وان احدهم لم يجرؤ علي انتقاد الفتره الحاليه، واجابه سؤال: «هل يحكم السودان الان اسلاميون؟».

واوضح الترابي انه قدم النصح لاسلاميي الربيع العربي في ورقته ودعاهم لبناء تجربه جديده: «قلت لهم اتقوا العساكر والتسلط، وفتن السلطه والمال».

واضاف: «تكلمت عن الانقلاب العسكري، ولماذا اتينا به ثم اكتشفنا عيبه في الاخر لكونه عسكريا، واقررنا خطا الانقلاب، وانه كان من الاصح قيام ثوره، وان العسكر حنثوا بوعودهم حين تمكنوا من السلطه، في الشوري، وقضيه الجنوب، وقضية دارفور».

######ر من انتقادات كتاب اسلاميين بارزين بقوله: «هم لا يستطيعون انتقاد سنين الحكم الحاليه، ويكتفون بنقد الفتره التي كان الترابي مشاركا فيها».

واضاف ان الدكتور عبد الوهاب الافندي كان مستشارا اعلاميا في السفاره السودانيه بلندن، وكان الدكتور الطيب زين العابدين رئيسا لمجلس الشوري، في تلك الفتره التي يهاجمونه فيها وكانوا «اخوانا»، لكنهم لم يقدروا علي تناول قضايا حاضره، مثل انفصال الجنوب، وما يحدث في دارفور، والتي تحولت الي حرب وفضائح دوليه، وانهم لم يتحدثوا عن الفساد الشديد الموجود في البلاد، رغم الشعارات الاسلاميه التي يطرحها اهل الحكم


----------------

الترابي: لو عاد الزمان لأطلقنا الحريات ….

ونستعد لمرحلة مابعد البشير
October 15, 2012
( الجزيرة )

الشيخ حسن الترابي مفكر إسلامي كبير، لعب أدوارا بارزة في السودان لعدة عقود شارك فيها في السلطة حينا وعارض السلطات واعتقل أحيانا أخرى، وله مؤلفات عدة في أمور الدين والسياسة.

الجزيرة نت التقته وحاورته عن ثورات الربيع العربي ومستجدات الوضع بالسودان وعن تجربته في الحكم.

كيف تُقيّم ثورات الربيع العربي حتى الآن؟

الترابي: لا شك أن أي مجتمع يرتفع فيه مستوى التعليم والوعي تصبح تطلعاته أوسع، ويسعى الناس فيه لنيل حرياتهم والتخلص من أي شيء يُضيّق عليهم ويكبتهم، وإذا خرج الناس على حاكمهم جملة فإنه يسقط فورا، أما إذا خرجوا أفواجا فإنه يقابلهم بالقوة ويصدهم، ومن ثم تتحول هذه الثورة السلمية ضد النظام إلى ثورة مسلحة كما حدث في بعض البلاد.

وفي مصر نجحت الثورة على الرغم من أن النظام الحاكم كان لديه تاريخ طويل من التسلط المطلق على الشعب المصري، وعندما قام الشعب قومة واحدة وانحازت إليه القوات المسلحة بعد ذلك نجحت الثورة، وهو شبيه بما حدث في تونس، وفي السودان من قبل.

وهناك شيء آخر، هو أننا حيناً من الزمن كنا نقدم القادة الوطنيين الذين كافحوا للاستقلال والقيام بثورات ضد الاستعمار وحكمونا فترة من الزمن، وبعد ذلك جاءتنا نفحة من الاشتراكية كُرهاً في الغرب وتوجهنا شرقا، وكانت الاشتراكية وقتها شيئا مطلوبا، فحتى إذا كان الشخص يحتكر المال وبعض الصناعات فإنه يعتبر نفسه اشتراكيا، وعلت الاشتراكية في معظم البلاد العربية ولكنها لم تحرك عموم الشعب، في هذا الوقت كان الدين مضيقا عليه، وانشغل الصوفيون بخلاواتهم والسلفيون ببعض صغائر الأمور، وانحسر الدين في الحياة العامة، وبعد أن أخذت الاشتراكية والقومية العربية دورها ومضت بدأ الدين ينبعث في نفوس الناس من جديد، ولا يكاد يكون هناك قوى الآن غير القوى الإسلامية.

ولما ظهرت القوى الإسلامية ووصلت للحكم لم يكن الغرب نفسه يتوقع ذلك، فعلى الرغم من أنه يدعو للديمقراطية فإنه لم يكن يرضى بديمقراطية تأتي له بإسلاميين، لكنهم في النهاية اضطروا للتعامل مع الأمر الواقع، وفلسفة التعامل مع الواقع إحدى فلسفات الغرب.

والأهم الآن لمن هم في السلطة أن يؤْثروا التدرج وليس التسرع، لأن الثورات قد تعود وتشتعل وتصبح دموية ومهلكة للناس، ومن الخير للحكام أنفسهم وللأمة كلها ألا تحدث صراعات طويلة. أما الأنظمة التي ما زالت قائمة فمن الأفضل لهم أن يعطوا الشعوب حقوقها شيئا فشيئا، وأن يتراجعوا ويصبحوا رموزا فقط، أو أن يذهبوا بسلام.

هل ترى أن السودان تأخر في الانضمام للربيع العربي أم أنه لن ينضم أصلا؟

الترابي: النظام السوداني سيسقط قريبا لكني أخشى على السودان من التمزق

الترابي: لا، فالسودان ثار في عام 1964 بسبب حادثة بسيطة كالتي حدثت في تونس مع البوعزيزي، على الرغم من أن النظام حينها لم يكن يضيق على الناس اقتصاديا بشكل كبير، لكن الشعب كان ملتهبا فثار وحدث إضراب عام وخرج الطلاب ومن ورائهم الجماهير وتهاوى النظام. وفي عام 1985 ثار الشعب مرة ثانية ضد نظام عسكري.

لكن النظام الحالي أخذ الدروس من الماضي وأعطى السيطرة لقوى الأمن، فالأمن الآن في السودان أشد مما كان في مصر مثلا، حتى إن بنية الدولة نفسها تكاد تتمزق، والحريات انكبتت وأصبح هناك تضييق على الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى أن الاقتصاد في الفترة الماضية كان يقوم على البترول بعد أن أُهملت الزراعة والصناعة والإنتاج الحيواني، والبترول لعنة لأنه مكسب سهل بعكس غيره من الموارد والمصادر الاقتصادية، وعندما انفصل الجنوب عانى السودان كثيرا في الجانب الاقتصادي، وحاولت الحكومة تعويض ذلك عبر فرض الضرائب والجمارك، وهذا يؤدي لتململ الناس.

لكننا الآن نكاد نجزم بأن النظام سيسقط بعد فترة ليست بالطويلة، لكننا نخشى على السودان، إذ إن المجتمع السوداني ليس قومية واحدة كمصر مثلا، لكن السودان مكّون من قوميات متعددة ونخشى إذا قامت ثورة أن تكون على أساس قومي. ونحن الآن نحاول التوافق أولا لأن الهدم سهل أما البناء بعد ذلك فصعب، لأن الشعب كله يأتي ليطالب بمطالبه، وكل من له مطلب فئوي يبحث عنه ويريد أن يُوفى له الآن، لذلك فنحن الآن نستعد لنقيم نظاما انتقاليا مستقرا مُتفقا عليه، ونعالج المشكلات الحادة، وبعد ذلك نضع دستورا جديدا.

كأنكم تُعدون إذن لمرحلة ما بعد النظام الحالي؟

الترابي: نعم، والأفضل دائما أن نُعد للمرحلة المقبلة.

هل تتوقع انفصالات جديدة في السودان بعد انفصال الجنوب؟

الترابي: نعم، فالطغيان لا يُوحّد، وهذا ما حدث في أوروبا، فعندما كان بها هتلر وستالين كثرت الحروب، أما مع قيام الديمقراطيات فقد أصبح هناك الاتحاد الأوروبي وتوحدت أوروبا، وإذا توفرت في السودان ديمقراطية وحرية فسيحافظ السودان على وحدته، بل إن الجنوب سيعود إلى السودان حينها.

كيف ترى وصول الإسلاميين للحكم في عدد من الدول العربية؟

الترابي: لأول مرة تدخل هذه الحركات الإسلامية لممارسة الحكم في هذه الدول، ولا شك في إخلاص هذه الحركات، وقد عانت كثيرا في الفترات الماضية، لكنها لم تجرب الحكم من قبل، ولا تزال رؤاها للحكم مجرد مبادئ فقط تحتاج لتفصيلات ومناهج ونظم، ولذلك فإن أول الطريق قد يكون عسيرا عليهم، فلا بد لمن كانت له تجربة سابقة أن يقدم تجاربه ونصائحه لهم.

ما أهم نصائحك لهم؟

الترابي: أخطر شيء أحذرهم منه هو فتنة السلطان، والناس يثقون ببعضهم البعض وهم بعيدون عنها، لكن المال العام عندما يصبح في قبضة ذوي السلطان فإن الفتنة تصيبهم عندما لا يراقبهم أحد، لذلك يمكن للمرء أن يمد يده، والسلطة مفسدة، فإذا تجادل اثنان من عامة الناس مع بعضهما لم يكن هناك حرج، أما إذا كان أحدهما في السلطة فإنه سيحاول أن يُسكت الطرف الآخر عن طريق القمع وكبت الحريات، والفتنة الكبرى حدثت بين الصحابة بسبب السلطة.

هل ترى أن الإسلاميين يثبتون في فتنة الضراء والسجون ويضعفون في فتنة السراء والسلطة؟

الترابي: في الضراء تـُمارس عليهم ضغوط، وقد ثبتوا على دينهم وصبروا وصابروا ورابطوا، أما العمل فأصعب من العلم، وكثير من الناس يُفـْرطون في التنظير والخيال والمبادئ، ولكن في الممارسة هناك أولويات وضغوط شعبية وعالمية، والاشتراكية نفسها بدأت وهي تبتغي العدالة للمظلومين لكن ذلك لم يتحقق عند التنفيذ، والديمقراطية كذلك أيضا.

كإسلاميين في السودان هل ترى أنكم وقعتم في فتنة السلطة؟

الترابي: نعم، فقد فسد كثير من الذين كنا نظنهم أمناء، وظهر فسادهم وكشفوا عوراتهم ولم يستتروا وبنوا العقارات، وثانيا عندما تمكنوا من السلطة قمعوا الحريات وأصبح من يدلي برأيه يعتقل، وبعد ذلك أصبح الإسلام شعارا، وأصبحوا يقولون ما لا يفعلون.

هل سيصل الإسلاميون للسلطة من جديد لو قامت ثورة في السودان الآن ؟

لو قامت ثورة الآن في السودان فليس هناك قوة أخرى غير الإسلاميين تصل للسلطة من جديد

الترابي: نعم، فليس هناك قوة أخرى، هناك قوى أخرى موجودة فقط في دنيا المثقفين والنخبة وهم مجرد أشخاص، فهؤلاء ناصريون، وهؤلاء بعثيون، وآخرون شيوعيون، وليس هناك قوة منظمة غير الإسلاميين، وهم موجودون كقوة، فهناك الإخوان والسلفيون والصوفيون، وعندما يأتون -وقد تبين لهم بحكم التجربة وتعلم الدروس أن الأمر ليس سهلا- فلن يستخدموا السلاح والقوة من أول يوم ضد الحريات، ولن يتركوا أحدا يبقى كثيرا في السلطة حتى لا تفسده.

كيف تُقيّم تجربتكم في الحكم كإسلاميين في السودان؟

الترابي: نجحت التجربة في عدة أشياء، منها نشر اللغة العربية في أماكن كثيرة من السودان وفي أفريقيا، وقامت بتعريب العلوم كلها في الهندسة والطب وغيرها، ونشرت التدين والأخلاق في أوساط الشعب، وحررت المرأة بشكل كبير.

وفيم فشلتم؟

الترابي: فشلنا في أننا لم نطلق الحريات من اليوم الأول، وما عملنا على توحيد الشعب، بالإضافة إلى احتكار السلطة حتى على مستوى القرى والمدن الصغيرة.

لو عاد بكم الزمان للحكم فماذا أنتم فاعلون؟

الترابي: نستفيد من التجربة بالطبع، ونتجنب خطايانا من القمع واحتكار السلطة واحتكار المال العام وعدم نشر الحرية، كما سنعطي الحق للناس أن يتكلموا ويتحاوروا وينتقدوا حتى ولو كانوا خصوما لنا، حتى يعلم الناس الحق من الباطل والصواب من الخطأ، كما قال الله تعالى “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”.


----------------



الشريعة أم الإنقاذ .. تخيروا

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الإثنين, 15 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


ما زالت الإنقاذ تقدم في أمر الشريعة رجلاً.. وتؤخِّر أخرى.. فلا هي قادرة على أن تعتمد على التي أخرت.. وقد ظلت تماطل في أمر الشريعة منذ ربع قرت من الزمان.. وأنا أقولها بالصوت العالي والجهير.. تماطل.. تماطل.. تماطل..
وإذا كان هذا الموقف غير المبرَّر وغير المقبول من شريعة الرحمن والذي ظلت الإنقاذ تتخذه عمرها كله إذا كان ذلك بسبب استحقاقات للمجتمع الدولي أو للمجتمع الأممي أو لأمريكا راعية الإرهاب في العالم فتلك استحقاقات ليس لنا فيها نحن معشر الشعب السوداني ناقة ولا جمل.
ولا يُقبل بأي حال من الأحوال أن تكون الشريعة ثمنًا لهذه الاستحقاقات أو أن تكون إطاحة الشريعة هي ثمن لسكوت المجتمع الدولي عند هذه الاستحاقاقات.


نحن نقول هذا الكلام بعد أن لم يبقَ لنا في قوس الصبر منزع.. وبعد أن أنفدنا كل ما عندنا من حسن الظن ومن جميل الصبر.. ومن طويل الأمل.. وأصبح صمتنا خصماً على آخرتنا.. بل وعلى دنيانا.
إن على الإنقاذ أن تفعل أحد أمرين لا ثالث لهما.. إما أن تطبق الشريعة غداً.. غداً صباحاً باكراً.. وبدون دغمسة.. وبدون .. مماطلة.. وبدون إبطاء.. وبدون لجان..
إما أن تفعل هذا .. وإما أن تترجل.. وتترك مقاعدها لرجال ليس عليهم استحقاقات للمجتمع الدولي من أي نوع.. إن مراجل أهل السودان اليوم تغلي وتفور.. بسبب موقف الإنقاذ غير المبرَّر وغير المقبول من الشريعة مراجل رجالات وشباب الحركة الإسلامية تغلي وتفور.. مراجل ورجالات كل شباب السودان وكل نساء السودان مراجل العلماء تغلي.. مراجل الدعاة تغلي.. مراجل الأئمة تغلي مراجل المصلين في المساجد تغلي..
كل من له ذرة من الدين أو قطرة من التديُّن فمرجله يغلي.
إن على الإنقاذ أن تحل هذه اللجنة المسماة لجنة الدستور فالدستور لا يحتاج إلى لجنة حوار.. بل ولا إلى لجنة صياغة إن كان الحرص على دستور الشريعة حقيقياً..


إن الدستور يحتاج إلى إعلان.. خاصة الدستور الإسلامي.. فقط إعلان من المذياع.. أو من التلفاز.. إنه لا يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء ولا إلى موافقة البرلمان.. ولا إلى موافقة المؤتمر الوطني.. ولا إلى موافقة الأحزاب.. ولا إلى موافقة الشعب.. مع أن الشعب هو أشد هؤلاء جميعاً حرصاً على الدستور وعلى الشريعة..
ما مجلس الوزراء.. وما البرلمان.. وما المؤتمر الوطني.. وما الأحزاب.. ما هؤلاء جميعاً حتى يُستفتوا في آية أو في كلمة من كتاب الله بعد أن قال تعالى «فلا وربك لا يؤمنون»؟ نعم فورب محمد صلى الله عليه وسلم لا يؤمنون ما داموا يحسون بالحرج في صدورهم أمام المجتمع الدولي من فكرة تطبيق الشريعة.


أين النشامى من شباب ورجالات السلفيين؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم من السلفية حظ حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!!
أين النشامى من أهل التصوف وأهل السلوك؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم من التصوف ولا من السلوك حظ حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!!
أين النشامى من شباب الحركة الإسلامية ومجاهديها؟ أين هم؟
لا والله ليس لكم حظ من الجهاد ولا من المجاهدة حتى تعذروا الله في أمر الشريعة!!
أين النشامى من علماء السودان ودعاته وفقهائه؟ أين هم؟ لا والله ليس لكم حظ في العلم ولا في الدعوة ولا في الفقه حتى تعذروا إلى الله في أمر الشريعة!!


هل هذا تحريض؟نعم هو والله تحريض.. ولو استطعت أن أحرض الأجنة في الأرحام.. والنطف في الاصلاب لفعلت ولماذا لا أفعل وقد سودت الإنقاذ وجه أهل السودان أمام إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..


كنا بالأمس السابقين الأولين.. وها هو الربيع العربي الذي هو حقيقة ربيع إسلامي يضعنا في ذيل القائمة وها هم الإخوة في تونس وفي الجزائر وفي المغرب وفي ليبيا وفي اليمن .. وفي مصر يا رعى الله مصر وحفظها.. وفي الشام رغم حمامات الدم فهي تسير بخطى حثيثة في طريق الربيع العربي الإسلامي.. ولسوف تلحق بالركب لا محالة بإذن الله.. ولسوف تتركنا نحن في سأسأة ووأوة وفافأة وتأتأة حتى يُخرج نشامى أهل السودان شمس الإنقاذ من مغربها.. يا أهل الإنقاذ.. خذوا حذركم.. واتقوا أخذ ربكم إن أخذه أليم شديد.. إن شريعة الرحمن لا تحتاج إلى إعداد.. وهي لا تحتاج إلى صياغة.. ولا هي محتاجة إلى إجازة.. إنها فقط تحتاج إلى إعلان.. وتحتاج إلى لسان صدق.. تحتاج إلى رجال من رجال الآخرة.. لا تكفي الواحد منهم إلا قادمًا منها أو مقبلاً عليها..
يا أهل الإنقاذ.. إنني أحرض أهل الإنقاذ على الإنقاذ قبل أن يحرض أعداء الإنقاذ أعداء الإسلام على الإنقاذ.
أنموذج من استهداف الإسلام
إن الندوة التي عُقدت في قاعة الشهيد الزبير بمجهود مشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الإرشاد والأوقاف هي دليل واضح وفعل فاضح يبين حقيقة ما تكنّه الإنقاذ للشريعة. ومتى كانت دولة الشريعة في حاجة إلى دولارات الأمم المتحدة وصندوقها القبيح الذي من سياساته تقليل نسبة النمو السكاني في دولة العلم الإسلامي وعلى رأسه السودان ومصر.. الندوة حول زواج القاصرات.. ومن الغرائب التي لا تدل إلا على الجهل أن إحدى الصحف خرجت علينا بعنوان على صفحة رئيسية يقول إن د. محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان يوافق على زواج القاصرات!!


الذي صاغ الخبر جاهل.. والذي قبله جاهل. والذي نشره جاهل.. وجهلول.. من فرح به وصفق له.
فأقول ابتداءً إنني لم التق بالأخ الدكتور محمد عثمان صالح ولكنني أؤكد يقينًا أنه لم يقل ذلك.. ولا يمكن أن يقول ذلك لأنه رجل عالم ورجل ثبت وهو يعلم أنه ليس في الإسلام قضية اسمها زواج القاصرات.. بل هي قضية في أدمغة وأفئدة عبدة الدولار عندنا وأعداء الإسلام عندهم..
والزواج منوط بالولي.. والولي هو الذي يقبل أو يرفض وهو الذي يحدد ما إذا كانت ابنته سوف تتحمل تبعات الزواج ووظائف الزواج أم لا!! الأمر لا علاقة له بقرار حكومي ولا أممي.. الأمر شريعة.. أما زواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم من السيدة عائشة والخوض فيه بغير علم فهو حري بأن يُلقي الخائضين في تنور حام من جهنم.. لسوف نعود بالتفصيل لهذه المسألة إن شاء الله.



--------------------

شبيحة الحركة الإسلامية

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الثلاثاء, 16 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


الحركة الإسلامية الأم الودود التي أنجبت رجالاً مثل علي طالب الله الذي يعرفه الجميع.. وأنجبت صادق مصطفى عطا الله.. الرباني الذي يعظك بمجرد النظر إليه قبل أن يتكلم.. وأنجبت مبارك قسم الله زائد الذي غسل نفسه وروحه من الدنيا قبل أن يغسله الغاسل.. وأنجبت غير هؤلاء الكثيرين الذين مضوا ومنهم بقية نسأل الله أن يمتِّعنا بهم طويلاً.. ومع ذلك فإن الحركة الإسلامية أنجبت معتمد أم بدة الذي جعل من نفسه قيمًا على الحركة الإسلامية وتدخل تدخلاً مباشرًا في مؤتمرها العام وجاء إلى المؤتمر وهو يحمل في كيسه أسماء الضباط الثلاثة الذين ينتخبهم المؤتمر وهو رئيس الشورى ونائبه والمقرر..


وذلك استعداداً لمؤتمر مجلس الشورى الذي سيقوم بدوره بانتخاب الأمين العام للحركة في المحلية، واستطاع المعتمد الهمام أن يمرر القائمة كما جاءت بعد شدّ وجذب واحتجاجات.. ولكن تدخلت العشائرية المعهودة.. واضطر المعارضون حفاظاً على الإطار الخارجي للصورة إلى قبول لائحة المعتمد كما جاءت، وكان المعتمد قد «اعتمد» في خاطره أميناً عاماً للمحلية ولكن بعد أن خرج من المؤتمر اكتشف سيادته أن الأمين العام لن يأتي أميناً عاماً لأنه استنفد فرصه من دورتين.. فما كان من زعيم شبيحة الحركة الإسلامية في أم بدة إلا أن جمع نفراً من عضوية الحركة الإسلامية من مجلس الولاية ومجلس المحلية والمجلس الوطني وبعض القيادات من المحلية في حدود «40» إلى «50» عضوًا وقام بذات الدور الذي قام به مجلس تنسيق الولاية..


وأقنع هذه المجموعة بأن تغير قرار المؤتمر العام وطبعًا ثارت ثائرة عدد كبير من الإخوة على هذا التجاوز للمؤتمر العام الذي تعتبر قراراته حاكمة على كل مستويات الحركة في المحلية، ولكن بالطبع تحركت العشائرية والأجاويد «وخلوها مستورة» و«باركوها» و«العنوا الشيطان».. ومثل ما حدث في مؤتمر المحلية العام.. حدث في مجلس شبيحة المعتمد والذي هو مجلس «عشوائي» ليس موجوداً في تنظيم أساس ولا في لائحة ولا في أي هيكل من الهياكل. وحتى الآن يبدو أن الأمور تسير كما يشتهي الأخ المعتمد.. وسوف يصل إلى مبتغاه ويلغي قرار المؤتمر العام ويرفع إلى مجلس الشورى مرشحاً آخر غير الذي كان يُضمره.. و قد وقع اختياره على رئيس مجلس الشورى الذي اختاره المؤتمر العام في المحلية رئيساً للشورى..


وعلى المؤتمر والمؤتمرين أن «يبلوا قراراتهم ويشربوا مويتها» ولا أدري من بعد كل هذا سيختار رئيسًا لمجلس الشورى بعد أن يتحول رئيس مجلس الشورى إلى أمين عام.. هل سيعودون مرة أخرى إلى المؤتمر العام مع أنه لا توجد مادة في النظام الأساس تخوِّل للمؤتمر العام اجتماعاً طارئاً أو فوق العادة. إذن سوف يلوون عنق النظام الأساس واللوائح ولسوف يختارون رئيس مجلس الشورى من خارج المؤتمر.. وأعتقد والله أعلم أن الأمور سوف تسير بذات الالتواء ولسوف يحقق الشبيحة ما يريدون، وبشار الحركة الإسلامية ليس بأفضل من بشار النصرية مع أننا حتى هذه اللحظة لا نعرف بالضبط من هو بشار الحركة الإسلامية على وجه التحديد.. لأن الذي يبدو للعيان أنه لا أحد يريد الحركة الإسلامية.. إلا في شكل خشبة يعتلونها.. ليظهروا أمام الدنيا بقامات مديدة وشعارات جوفاء..


ووعود براقة ولكنها كلها وعود خلب.. أما فيما يتعلق بالولاية فلعل الكل قد علموا أنه رغم الغضبة المضرية التي أبداها الأخ إبراهيم أحمد عمر ورغم عدم المؤسسية وروح الوصاية التي أبداها المجلس التنسيقي الذي لا محل له من الإعراب.. ورغم اعتراض الكثيرين على الممارسة.. ورغم تفاؤل أهل القلوب الطيبة بأن انكشاف الممارسة وفضحها سوف يؤدي إلى تصحيح الأوضاع.. إلا أن الذي حدث للأسف الشديد هو أن الشبيحة أفلحوا في تمرير الطبخة وجيء بالأخ عبد القادر محمد زين أميناً عاماً للحركة في الولاية.. والأخ عبد القادر لم نعلم عنه طيلة علاقتنا به ما يمنعه من أن يكون أميناً للحركة الإسلامية في الولاية.. وهو محل تقدير خاص ولا نعلم فيه قدحاً ولا ذماً. ولكنني لن أخجل من أن أقول له والله تمنيت منك لو أنك لم تقبل بهذا الاختيار ولا هذا التكليف وأنت تستحقه بلا دغمسة ولا شبيحة والآن الباب مفتوح على مصراعيه أمامك لتكون أشج الحركة الإسلامية.. فإن كنت فابدأ بأهلك من بني أمية.. وإياك إياك أن تأخذك في الحق لومة لائم..


ماذا يدور في الجريف غرب؟!


في الوقت الذي ينشغل فيه شبيحة الحركة الإسلامية بالدسائس والمؤامرات ومصادرة حرية الرأي والانغماس في تأمين المواقع.. وحماية المكتسبات.. وصناعة الأزلام والمحاسيب نجد أن السودان بطوله وعرضه يقع ضحية سهلة لشبكات الفواحش وعصابات الخنا والفجور وبائعات الهوى اللائي يظهرن في شكل بائعات شاي.. ولا أعمِّم ولا أقصد كل بائعات الشاي رغم أن المظهر العام يحتاج إلى وقفة. ولكنني أقصد النساء الوافدات خاصة من الشرق من الحبشة وإرتريا.. وقدوم هؤلاء أكثر ضرراً من قدوم الجنوبيين على أساس الحريات الأربع.. مع أن هناك قواسم مشتركة بين هؤلاء وهؤلاء يجعل قدوم الجميع إلى السودان بهذه الصراحة بمثابة تصريح من الدولة لهدم السودان وكل ما يمثله من قِيم وحضارة وأعراق وتقاليد وثقافة وهوية.. وإنسان.. وصدق إدريس عبد القادر أن الحريات الأربع ليست أربعاً فقط ولكنها أربعون أو أربعمائة أو أربعة آلاف أو بلا حد ولا عد.. فهناك حرية الزنا.. وحرية صناعة الخمر وحرية بيع الخمر.. وحرية السكر.. وحرية الزنا المختلط.. وحرية تجاوز قِيم الإسلام وتعاليمه وآدابه في التمدن والمساكنة والمواطنة والحدود بين الجنسين.. وهناك حرية أكبر وأخطر وهي حرية تصدير الإيدز للسودان هكذا مع سبق الإصرار والترصد ومع التدبير.. والتنفيذ.. والاعتراف الكامل بالحقيقة في مقام «الآن حصحص الحق».


وهاكم ما حدث في الجريف غرب الحارة الثانية:


مرضت بائعة شاي إثيوبية ولزمت السرير فتعاطف معها أهل الحي واللجنة الشعبية وتكفلوا بعلاجها.. ولكن يا للفاجعة تبين من الكشف أنها مريضة بالإيدز.. وتعلم أنها مريضة بالإيدز وقد نقلت المرض عن طريق الفاحشة إلى عدد من شباب الحي وتبين أنها قادمة من كينيا ومعها خمس نساء أخريات وتم القبض عليهنَّ وتبين أنهنّ حاملات للمرض أيضاً، وهرب بعضهنَّ واعترف البعض الآخر بالممارسة الجنسية رغم علمهنَّ بالإصابة.. وإحداهن تزوجت بسوداني ثم انتقلوا بعد اكتشاف الأمر إلى مكان آخر. وقامت اللجنة الشعبية بحملة مع السلطات وتبين من «30» امرة أن «3» منهنّ حاملات للمرض. ولا يزال هناك المئات من النساء الإثيوبيات الموجودات في الحارة اللائي لم يتم الكشف عليهنَّ.. وحسب الرواية التي وردت فإن أكثر من «150» غرفة في الحارة مؤجرة لإثيوبيات، والغرفة يحتلها ما بين «10» إلى «15» شخصاً مما يعني أن العدد ألفا إثيوبي وإثيوبية.. وإذا نظرنا إلى النسبة رغم تدنيها من الظاهر فنجد أن احتمال أن يكون بين هؤلاء أكثر من «200» أمرأة إثيوبية حاملة للمرض وعاملة على نشره وسط الشباب بقصد أو بغير قصد نسبة لضعف الوازع الديني والأخلاقي..
يا أهل الإنقاذ.. الكرسي أم الوطن..؟! الدين أم الدنيا؟ حسبي الله ونعم الوكيل

---------------------


حسن مكي : كل الحركات الإسلامية مخترقة والبوصلة الروحية للحركة الإسلامية تحتاج إلى مراجعات
October 16, 2012
( السوداني )

المشروع الروحي والاجتماعي يفتقد للقائد

………….

صوت الحركة الإسلامية أصبح خافتاً حتى في الجامعات

………….

لست عضواً في المؤتمر الوطني.. ولست نشطاً في الحركة الإسلامية
كل الحركات الإسلامية مخترقة
هنالك مأزومية في بروز أسماء جديدة في الإنقاذ
المشروع الاقتصادي هو أكبر إنجازات الإنقاذ وأكبر إخفاقاتها
مشروع الجزيرة توارى، والخطوط الجوية والبحرية تلاشت، والصناعة تدهورت وفرطنا في السكة الحديد
… والذي يجلس إلى البروف حسن مكي في منفاه الإداري والإكاديمي في جامعة أفريقيا العالمية يكتشف بسهولة أن الرجل أقرب البعيدين وأبعد القريبين.. ويكتشف أن عبارة (البعيد عن العين بعيد عن القلب) ليست حقيقية في كل الأوقات.. الرجل ماهر في نقد الإنقاذ على طريقته وصادق في التماس الأعذار لها دون أن ينتقص من مصداقيته شيئاً.. ومع هذا تظن ولو ظناً عابراً أن الرجل محبوس في مرحلة تاريخية معينة (ربما)… لا أخفي أنني حاولت أن أدفع البروف إلى مربع الإدانة المطلقة للإنقاذ ولكنه ظل يحفظ موقع قدميه جيداً فظل يطلق الأحكام عليها (مضبوطة بالشولة والسكون) في مهارة مدقق أكاديمي لا يترك القوس مفتوحاً والعبارات مسترسلة، طرقنا معه في هذا الحوار عدة محاور… قطع حوارنا لدقائق زيارة سفير إفريقي ووفده.. فهممت أن أسأل البروف تبعدون الجنوب وتقربون الأفارقة؟ ولكن شيطان السهو سرق هذا السؤال بعيداً فلم أندم على نسيانه!!..

* هل لازلت عضواً فاعلاً في المؤتمر الوطني؟

صمت طويلاً قبل أن يجيب بكلمة واحدة… (لااااا).

* ولا أظن لديك مهام مباشرة في تنظيم الحركة الإسلامية؟

لا لست مباشراً ولكني على اتصال بمكونات الحركة الإسلامية و…

* أقصد هنا الحركة الإسلامية الحاكمةه؟

نعم أنا أيضاً أقصد ذلك.. فأنا على اتصال بأمينها العام السيد علي عثمان وبأعضاء مكاتبها القيادية.

* إذن ومن خلال هذا نستطيع أن نسألك عن تقييمك الخاص لتجربة الإسلاميين في الحكم طيلة الـ 23 سنة الماضية؟

هنالك خمسة مجالات للتقييم، فهنالك المجال الروحي الفكري ولو قرأت مدونات الأستاذ عثمان حمد الله وهو والد الأستاذ فاروق حمد الله وهو مؤرخ عن الوضع الروحي في الخرطوم في الثلاثينات والأربعينات يقول إن الخرطوم بها بضع مساجد ويعددها بالاسم ولكن الآن الخرطوم بها خمسة آلاف مسجد فهذا يعني أن الزيادة بلغت خمسمائة ضعف مع ملاحظة أن عدد السكان لم ينمُ بهذا المعدل فسكان الخرطوم في الأربعينات كان عددهم في حدود ربع مليون واليوم في حدود 7 إلى 8 ملايين فمعدل النمو لم يتجاوز الـ30 ضعف والقاهرة في 68 أقامت احتفالاً ضخماً بمناسبة مرور ألف عام على إنشاء الجامع الأزهر وسميت جامعة الألف مئذنة.

* عفواً… ماذا تريد أن تقول؟

(لم يتوقف عند سؤالي وواصل): الآن الخرطوم فيها أكثر من خمسة آلاف مئذنة وهذا من الناحية الكمية ولكن هل هذه الزيادة تماشت معها زيادة في القدرات الروحية والعطاء والصعود الروحي؟ هذا مع بروز مؤسسات للدعوة ومؤسسات أكاديمية كالجامعة الإسلامية وجامعة القرآن الكريم وحتى جامعة أفريقيا؟ وأصبحت اللغة العربية والثقافة الإسلامية ضمن مطلوبات الجامعة الأساسية؟ يبدو لي أن البوصلة الروحية لا تزال محتاجة إلى مراجعات، فمثلاً نحن نلاحظ أن هنالك نمواً في خط الحركات السلفية ولكن هذا النمو أيضاً متفاوت فهي نفسها ليست شيئاً واحداً فبعضها متصالح مع المجتمع السوداني واستطاعت أن تستوعب طبيعة البيئة الصوفية في المجتمع السوداني وهنالك حركات سلفية مالت إلى التشدد وإسقاط رؤى موجودة في بعض الكتب على واقع سوداني لايفهم هذه الوقائع، مما أدى إلى أشياء محزنة مثل ماحدث في الجرافة وقتل المصلين في رمضان ومن الخليفي ومايحدث الآن من الحركات السلفية التي تدعو للمقاطعة الروحية مع المجتمع، إذن البوصلة واضح أنها تفتقد إلى القيادة الروحية الموجهة وواضح أنه حتى في الجامعات أصبح صوت الحركة الإسلامية خافتاً وأصبح يعلو فقط في تأييد الحكومة، وأصبح السلفيون هم الذين يقودون التزكية والصلوات بدلاً من الحركة الإسلامية، حتى على مستوى الخطاب المسجدي فهو لايزال مأزوماً…. إذن يمكن أن نقول في مسألة المشروع الروحي والاجتماعي فهنالك نمو كمي مع افتقاد للقائد على المستوى القاعدي، وأصبح هنالك مراكز روحية كبيرة للزريبة ولطابت الشيخ عبدالمحمود ولود العجوز، كل هذه مراكز روحية ريفية أصبحت قائدة في الخرطوم.

* عفواً دعنا في الحركة الإسلامية التي نعني.. وكأن الخطاب الروحي تردى في عهد الإسلاميين الحاكمين أكثر مماكانوا خارج السلطة!

(قال بحزم) لا أستطيع أن أقول إنه قد تردى، لكن أقول إنه بدون خريطة.. أصبح مفتوحاً وأصبحت هنالك مراكز روحية تقدم خدمات روحية أكثر من الحركة الإسلامية.

* الحركة الإسلامية صعدت إلى السلطة وتركت تقديم ذلك تماماً؟

لا.. لا أستطيع أن أقول إنها تركت تقديم ذلك تماماً ولكنها ماعادت في الصدارة أو في المقدمة.. وهذا لأنها ربما حاولت استيعاب كل هذه الحركات فالشيخ البرعي أصبح جزءاً من الحركة الإسلامية و..

* هل هذا الكلام دقيق يابروف؟

نعم الحركة الإسلامية حاولت استيعاب كل هؤلاء في أجهزتها حتى بعض الجماعات السلفية ولكن هذا ليس هو السؤال المهم فالسؤال المهم ماهو هذا الخطاب الروحي نفسه؟

* لايوجد؟

لا.. لا يوجد هذه كلمة كبيرة.. هو موجود ولكن… عندك مثلاً الشيخ الكاروري لايزال يقود العمل الدعوي في مسجد الشهيد وعندك عدد من قيادات الحركة الإسلامية لايزالون يقودون المساجد و…

* هل تعني خطبة الجمعة؟

نعم ولكن مشكلة هذا الخطاب أنه يريد أن يوازن بين خطابات متوازية و…

* إن كان هذا حكماً فالمظاهرات الأخيرة ضد السلطة خرجت من المساجد؟

ولهذا أنا أقصد أن المشروع الروحي الفكري، الخطاب الديني المسمى بالمشروع الحضاري يحاول أن يوفق بين المطلوبات الروحية العميقة ومطلوبات الخارج فخذ الظاهرة السلفية، هي ظاهرة عالمية كالطوارق في….

* بمناسبة الحركات السلفية وصفت بعضها بأنها مخترقة؟

ربما.. فكل الحركات الإسلامية الآن مخترقة ولكن مؤكد أن الحركات التي تلجأ للعنف وتقتل المصلين لابد أن ننظر لها نظراً عميقاً فيما تفعل؟

* كيف هذا يا بروف وهي وليدة للخطاب الديني الجهادي الذي أنتجته الحركة الإسلامية الحاكمة الآن؟

* صحيح.. أعود لك لمشكلة البوصلة الروحية التي تعمل الآن بمقدرتها الذاتية ودون قيادة فكلها تحتاج إلى قيادة وتحتاج إلى عمل وسط الشباب.. طبعاً شبابنا معظمه عاد من الخليج والخطاب الروحي هنالك محدد ومبوتق، وعندما جاءوا إلى الجامعات ملأوا الفراغ الموجود في الجامعات.

* وانسحبت الحركة الإسلامية من هذا الميدان تماماً؟

هي لم تنسحب تماماً.. انسحاب تمام “مافي”.. الدوائر دائماً ماتتقاطع فإذا اعتبرت الحركة الإسلامية هي اللون الأخضر والجماعات السلفية هي اللون الأبيض فتتقاطع في اللون الرمادي.. واللون الرمادي فيه عتمة يخليك تشوف الرؤية!

* حسناً دعنا ننتقل لمحور التقييم الآخر…

المشروع السياسي للحركة الإسلامية أيضا تأخر كثيراً فالآن في أثيوبيا أجيز الدستور الدائم في 94 وخلاص، مع أن الثورة الأثيوبية قامت بعد الإنقاذ ومع أن الوضع الإثني في أثيوبيا أكثر تعقيداً من السودان ولكن إلى الآن دستور 56 تتم إعادته بصياغات مختلفة، نحن في 2012 ولازلنا نخاطب قضية سنة 56 وهذا تأخر، خذ أيضاً الحكم الإقليمي الآن فالوالي ينتخبه الإقليم وكأنه ليس للرئيس صلاحيات عليه فبرزت مشكلة القضارف والنيل الأزرق ودارفور فنضطر نحكم بالطوارئ هذا أيضاً يحتاج إلى مراجعات، بعدين وضعية الحزب الحاكم هو حزب حاكم حزب مهيمن.. يقولون لك في لجنة الدستور الآن 34 حزباً وهذا كلام قد لا يحترم عقول الناس لأنه لاتزال الخريطة الحزبية القديمة موجودة، لا توجد في الخرطوم قوة جديدة فاعلة وحقيقية.. حركات دارفور المسلحة هي الفاعلة فقط ومؤثرة، الشيء الثاني لم تبرز قيادات سياسية جديدة، الإنقاذ إلى الآن لم تقدم وجوهاً سياسية جديدة، والوجوه الموجودة الآن هي التي تشكلت في عهد مايو للأسف حتى الوجوه الجديدة تغلب عليها عقلية الموظف أكثر من عقلية السياسي الذي لديه قدرة على إنتاج خطاب سياسي ولديه القدرة على القيادة.

* ولكن واضح سبب العلة في هذا أن الدولة براغماتية لا تحمل مشروعاً سياسياً محدداً وتقاد بإرادة محدودة فمن أين تبرز إرادة سياسية جديدة؟

لا (قالها ممدودة)، ليس لأنها ليس لها مشروع سياسي ولكن التحديات جعلتها تغفل عن صناعة عقول سياسية و….

* أراك تلتمس لها العذر، فهل تصنع العقول السياسية صناعة؟

لا العقول السياسية لا تصنع، العقل السياسي يأتي نتيجة معاناة، وربما قدر الإنقاذ أدى إلى استشهاد عدد كبير من الذين كان يمكن أن يكونوا قادة أمثال الشهيد علي عبدالفتاح مثلاً، لا أدري ولكن واضح أن هنالك مأزومية في بروز أسماء جديدة في الإنقاذ ففي دارفور برز مني وعبد الواحد و…

* هي برزت يادكتور ولكنها أبعدت أو ابتعدت مثل الطيب زين العابدين و…

(مقاطعاً)… لا طيب زين العابدين سابق حتى لعلي عثمان.

* مفهوم مفهوم… ماهو محور تقييمك الثالث؟

هو المشروع الاقتصادي، وأعتقد أنه أكبر إنجازات الإنقاذ وأكبر إخفاقاتها في آن واحد!! أكبر إنجازاتها في هذا التواصل الجغرافي عبر شريان الشمال الذي ربطنا بمصر وعبر شريان الشرق الذي ربطنا بالمتمة الأثيوبية وشريان الغرب، وشريان الجنوب الذي ربطنا بالرنك، ثم ثورة الهاتف السيار، ثورة التعليم العالي التي ضاعفت العدد 80 ضعفاً، وثورة السدود وحرث المياه والامداد الكهربائي.

* يابروف ماذكرته ليس محل اتفاق؟

ربما فأنا أقول إن هذه الإنجازات (رقدت) على إخفاقات منها مايحدث لمشروع الجزيرة الذي كان عملاقاً فتوارى، ومنها السكك الحديدية التي كانت أساس مشروع السودان الحديث.. لا أحد فرط في خطوط سككه الحديدية غيرنا حتى زامبيا حافظت عليها إلا نحن، الخطوط البحرية تلاشت، الخطوط الجوية تلاشت، الصناعة في السودان تدهورت هي تعمل الآن بـ(20 أو 25%) من طاقتها حتى الصناعات الكبيرة لولا أنها مقفولة على شخصيات معينة في مجال القمح لتدهورت أيضاً، لهذا تستطيع أنت أن تعطي الإنقاذ إنجاز بنسبة 60إلى 50% وهنالك إخفاقات بنسبة 40إلى 50% و…

* أراك جاملت الحكومة يابروف في هذه النسبة، فالزراعة انهارت تماماً والصناعة كذلك، وزير الزراعة يقول إن الدولة أصبحت تدعم الاقتصاد الاستهلاكي وليس الاقتصاد المنتج؟

طبعا انهيار نهائي ده مافي… النتاج الزراعي هذا العام مقدر له بخمسة ملايين طن وهذا غير مسبوق ربما إلا في نيجيريا لكن…..

* لا تعتقد أن إنجاز الحبوب هذا العام، هو إنجاز للرحمة الربانية المناخية، وليس ناتجاً عن تخطيط الدولة، وإذا أردنا معرفة التخطيط فلنقس بمساحة المحاصيل النقدية كالقطن الذي تقلصت مساحته هذا العام و…

صحيح صحيح ربما أتفق معك، أنا تحدثت عن الزراعة كمحور من محاور الإخفاق قبل قليل.



--------------------

تأكيدا لانباء الانشقاق الوشيك : تيار بالحركة الإسلامية يتجه إلى ترشيح مبكر لعلي عثمان
October 15, 2012
( النور أحمد النور – الحياة )

يتجه تيار في «الحركة الإسلامية» في السودان إلى اختيار زعيمها الحالي علي عثمان طه مرشحاً للرئاسة في الدورة المقبلة عقب نهاية فترة الرئيس عمر البشير بعد أقل من عامين. وأعلن طه أنه لن يترشح لدورة ثالثة في قيادة الإسلاميين في مؤتمر يعقد الشهر المقبل.

وعُلم أن دستور «الحركة الإسلامية» الجديد حوى نصاً بإنشاء «قيادة عليا» للتنسيق بين «الحركة الإسلامية» وحزب «المؤتمر الوطني» الحاكم والحكومة لمنع نشوب نزاع بين القيادات الإسلامية التي تدير الحكم منذ 23 عاماً.

ويُرجح أن يتولى البشير رئاسة القيادة الجديدة خوفاً من تكرار إنشاق الإسلاميين كما حدث بين البشير وزعيم الإسلاميين الروحي حسن الترابي. ويعتقد مراقبون بأن المجلس الجديد سيضعف من منصب الأمين العام للحركة.

ولا يشغل البشير موقعاً قيادياً في «الحركة الإسلامية»، لكنه يتمتع بعضوية مجلس شورى الحركة، ويعتبر قائداً لتحالف المؤسسة العسكرية مع الإسلاميين. وقالت مصادر مطلعة في أوساط الحركة لـ «الحياة» إن قطاعاً مؤثراً في «الحركة الإسلامية» يتبنى اقتراح ترشيح طه الذي يتولى منذ تنحي الترابي منصب نائب الرئيس في الحزب والقصر الرئاسي، إلى جانب قيادته الإسلاميين، في الانتخابات الرئاسية المقبلة واعتماد الترشيح من مؤتمر الإسلاميين الشهر المقبل ثم الحزب الحاكم العام المقبل.

وقطع طه خلال مخاطبته نساء «الحركة الإسلامية» التي أجهزت على السلطة في انقلاب حمل البشير إلى السلطة العام 1989، بأنه لن يترشح لدورة ثالثة عقب انتهاء ولايته الحالية الشهر المقبل. وقال: «نحن عازمون على التجديد لتتولى قيادة الحركة والحزب والدولة قيادات جديدة، وآن الأوان لنجلس على مقعد مجلس الشيوخ لتقديم النصح ولا خوف على الحركة طالما العضو فيها يقدم العطاء». وأضاف: «عازمون على الدفع بأجيال جديدة في الهياكل القيادية للحركة، ولا مجال لاحتكار المناصب في الجهازين السياسي والتنفيذي».

وذكر أن «هناك أناساً يتحدثون عن أن عقد الحركة الإسلامية سينفرط في حال تركها القادة الحاليون… سيتبدد ظنهم ولن ينفرط عقد الحركة»، مطالباً بـ «تجديد الشراكات مع القوى السياسية المتحالفة مع الحكومة ودعمها». وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر الثامن للحركة المقرر الشهر المقبل «سيراجع أسباب الضعف الذي اعترى الحركة الإسلامية وهو فرصة لمراجعة الذات والكسب الذي تحقق خلال الأعوام الثلاثة والعشرين الماضية من حكم الحركة».

ويعتقد إسلاميون بأن عدم ترشح طه لقيادة الإسلاميين بعد قضائه دورتين في المنصب من شأنه تخفيف حدة التذمر التي تتصاعد وسط شباب الحركة منذ مطلع العام الحالي، والتي أدت إلى تسليمهم قيادة الحركة والحزب مذكرة شملت انتقادات لأداء القيادات واتساع رقعة الفقر والفساد والمحسوبية وطالبت بإصلاحات جذرية.

ومن ضمن الإصلاحات التي يطالب بها الشباب فك الارتباط بين الحزب والدولة، وضمان عدم احتكار مؤسسات الدولة من قبل منسوبي الحزب الحاكم، وإعادة تعريف العلاقة بين «الحركة الإسلامية» وحزبها، وإطلاق الحريات العامة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والتوصل إلى تسوية سلمية مع الحركات المتمردة في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وتوعد البشير في وقت سابق الموقعين على المذكرة بالمحاسبة باعتبار أنهم «تكتلوا خارج القنوات التنظيمية». ووقعت خلافات تاريخية بين بعض قيادات الحركة أبرزها بين زعيمها السابق الترابي والبشير في نهاية التسعينات. وبعد إقصاء الأول سعى النظام الحاكم إلى تحجيم الدور السياسي للحركة. ومنذ ذلك الوقت بقيت من دون ترخيص رسمي يعطيها شرعية العمل سواء باعتبارها حزباً أو جمعية دعوية.

وانحاز طه إلى البشير في خلافه مع الترابي في نهاية العام 1999، وكان وقتها نائباً للترابي في «الحركة الإسلامية». وانتقد إسلاميون في الثمانينات الترابي لاختياره نائباً له متجاوزاً نخبة ممن يكبرونه سناً وخبرة في العمل السياسي من الإسلاميين.



------------------

بعد أن سبقتهم مذكرة (الألف أخ) و”قطبي المهدي”: متى يتحدث الصامتون في الوطني؟؟
October 15, 2012
( محمد محمد عثمان – المجهر )

لم يكن القيادي في حزب المؤتمر الوطني– الحاكم ورئيس جهاز الاستخبارات الأسبق الدكتور “قطبي المهدي” يتوقع قط أن تثير تصريحاته التي نشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) التي قال فيها إن (الإنقاذ دواء فقد صلاحيته) كل هذه الضجة والغبار الكثيف والجدل داخل أروقة الحزب وخارجه, ذلك لأنه فسّر تصريحاته خلال حوار نُشر بـ(المجهر) في وقت سابق بأن ما قاله هو مجرد آراء وأفكار تُقال وسط قيادات من الحزب، وإن الأمر ليس سراً ولا غريباً علي قيادات الإسلاميين. وقطبي ليس أول قيادي في الوطني يتحدث بشجاعة عن الأوضاع داخل حزبه, فقد سبقته إليه المذكرة التي رفعها عدد كبير من القيادات الوسيطة والشباب، التي عُرفت إعلامياً بمذكرة (الألف أخ) وهي المذكرة التي طالبت بإصلاحات عاجلة داخل المنظومة الحزبية وزيادة مواعين الشورى والديمقراطية واتخاذ القرارات، خاصة تلك التي تتعلق بمصالح البلاد. غير أن انتقادات “قطبي” جاءت وهو داخل الحزب– وإن لم يكن يتقلّد منصباً بعينه– وليس عندما فارقه أو فارق المنصب القيادي أو الحكومي كما درجت العادة. ومن أشهر من انتقدوا الحزب بعد خروجهم هو رئيس حزب العدالة “أمين بناني” الذي قال في تصريح شهير نصه: (المؤتمر الوطني حزب تديره مجموعة صغيرة ذات عقلية أمنية, وهي تحاول بهذه العقلية أن تحل مشاكل السودان.. وعلى الأخ الرئيس الفريق البشير أن ينفتح على الشعب السوداني بكل قطاعاته وإلا فإن السنوات المقبلة ستشهد مفاجآت كثيرة). ويُلاحظ أن هنالك قيادات أخرى نافذة فقدت الكثير من مناصبها وبريقها وسطوتها المعروفة عنها، ولكنها لاذت بالصمت الطويل وفضّلت أن تظل بعيدة في مناطق الظلال, وأن تراقب الأحداث عن بعد ولا تشارك في صناعتها. ومن هؤلاء نذكر رئيس جهاز المخابرات السابق, ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية, والرجل الذي يحمل مستودعاً ضخماً من أسرار الحزب والدولة الفريق “صلاح عبد الله قوش”, الذي ظلّ يعتذر للصحفيين والإعلاميين عن إجراء أي حوار أو التصريح فيما يختص بالقضايا العامة أو الحزبية, وظل يكتفي بالجلوس في مقعده في قبة البرلمان ويتابع الجلسات, ومن ثم يقضي جل وقته في متابعة أعماله التجارية والاستثمارية الخاصة. أما القيادي الآخر الذي ظل يلوذ بالصمت الطويل هو الدكتور “غازي صلاح الدين” الذي لديه الكثير ليقوله, خاصة أنه كان ممسكاً بملف السلام والتفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في العام 2003م قبل أن يتم نقل الملف إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية “علي عثمان محمد طه”، بعد أن أبدى “صلاح الدين” تحفظاً على كثير مما جاء في مسودة (مشاكوس) التي أسست فيما بعد لاتفاقية السلام الشامل الموقع في العام 2005م، والتي منحت جنوب السودان حق تقرير المصير لأول مرة بصورة صريحة ووضع آليات له. كما أن “العتباني” قد تسلّم ملف سلام دارفور بعد وفاة الراحل الدكتور “مجذوب الخليفة”, وحقق نجاحات ملحوظة فيه، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات السودانية التشادية التي عادت إلى طبيعتها خلال إشرافه على الملف بعد توتر دام لسنوات. ولكن المفاجئ أن الملف نُقل إلى الدكتور “أمين حسن عمر” دون إعطاء تفسيرات إو مبررات واضحة. وشخصياً حاولت أكثر من (4) مرات استنطاق “صلاح الدين” عن كثير من المسكوت عنه في هذه الملفات وغيرها من شؤون الحزب الذي يترأس كتلته في البرلمان, إلا أنه يعتذر كل مرة ويعلل اعتذاره، وآخرها خلال الشهر الماضي في البرلمان عندما قال لي باقتضاب: (سأتحدث حينما يحين الوقت المناسب). وعلى ذكر النائب الأول لرئيس الجمهورية يبدو هو أيضاً صامتاً عن قول أي شيء حول الاتفاقيات الأخيرة التي وقعتها الحكومة مع الجنوب بأديس أبابا, حيث لوحظ أنه لم يصرح بأي شيء حولها لحث الرأي العام على قبولها أو انتقاد الذين يحاولون تعطيلها منذ توقعيها قبل نحو أسبوعين, وكان معظم الصحافيين والمراقبين السياسيين يتوقعون منه أن يقول شيئاً عن الاتفاق خلال مخاطبته لمؤتمر شورى المرأة- الأسبوع الماضي- إلا أنه فاجأ الجميع بعدم ذكر أي نص حولها واكتفي بتأكيده بأنه سيتخلى عن مقعده كأمين عام للحركة الإسلامية. ويبدو صمت “طه” غريباً في هذا الملف إذا عرفنا أنه هو عرابه الأول ومهندسه الفعلي بالاشتراك مع مؤسس الحركة الشعبية الراحل الدكتور “جون قرنق”، حيث ظلا في غرف التفاوض المغلقة لفترة قاربت عاماً كاملاً. وليس هنالك تفسير محدد لصمت النائب الأول عن الحديث في المفاوضات مع جنوب السودان, إلا أن “طه” كان قد أطلق تصريحاً شهيراً ونادراً واعترف بقوله إن السودان ما كان يجب له منح الجنوب حق تقرير المصير الذي بسببه انقسمت البلاد إلى شطرين. ودعا دول العالم الأفريقية والآسيوية خلال مخاطبته منتدى السلام والتنمية نهاية العام الماضي إلى عدم تكرار تجربة السودان، واعتبرها نموذجاً يحتذى به، وقال: (نأمل أن تتوصل البلاد الأخرى التي تعيش تجارب مماثلة إلى حلول أفضل.. لأننا وبالرغم من قبولنا لمبدأ تقرير المصير إلا أننا نرى أنه لا ينبغي أن يكون الخيار الأول الذي تُبنى عليه العلاقات بين المجموعات في البلد الواحد، وإنما علينا أن نبحث عن البدائل الأخرى). ولا تنحصر ظاهرة الصمت عن الحديث داخل شؤون الحزب وخارجه في القيادات في المركز فقط, وإنما تشمل أيضاً قيادات نافذة في الولايات لديها الكثير من الكلام لتقوله, فمثلاً والي ولاية جنوب دارفور السابق “عبد الحميد موسى كاشا” الذي أُقيل من منصبه وعُيّن حاكماً لولاية جديدة أنشئت في شرق دارفور فرفض المنصب الجديد واستقال من منصبه القديم, فضّل أن يكون صامتاً مع أن هنالك العشرات من الدعوات الإعلامية والصحفية له ليتحدث، إلا أنه ظل على موقفه الرافض للحديث حول ما يدور داخل الحزب الوطني, كما أن والي ولاية القضارف “كرم الله عباس” الذي استقال من المنصب بعد الصداع العنيف الذي سببه للمركز بسبب مواقفه التصادمية, قد استعصم بالصمت بالرغم من مرور فترة طويلة جداً على الاستقالة. والسمة المشتركة للقيادات الصامتة هي أنها تقول إنه ليس هنالك شيء للحديث حوله أو أنهم يقولون إنهم ينتظرون الوقت المناسب للحديث. والأكثر من ذلك، فإن الناطق الرسمي باسم الحزب الدكتور “بدر الدين أحمد إبراهيم” لا يبدو أنه قادر على شفاء غليل الصحافيين خلال التصريحات الراتبة والمنتظمة التي يعقدها بشكل منتظم, ذلك أن معظم الصحافيين يفضلون أخذ التصريحات من نائب رئيس الحزب الدكتور “نافع علي نافع” أو أي من القيادات الأخرى حال توفرهم. وفي معظم الأحوال فإن تصريحات الناطق الرسمي للحزب تكون مجانبة للواقع أو ما هو معلوم بالضرورة, وليس أدل على ذلك من تعليقه على ظهور القيادي في الحزب الدكتور “ربيع عبد العاطي” في برنامج (الاتجاه المعاكس) الذي تبثه قناة الجزيرة بقوله إن “ربيع” ليس قيادياً بارزاً في الحزب وإن هذه الصفة لا تنطبق عليه. ولكن ما أن مرت فترة قصيرة حتى بات “عبد العاطي” قيادياً ويشارك في اجتماعات المكتب القيادي بانتظام ويصرًح للصحافيين أيضاً!

وفي هذا الصدد يقول القيادي في الحزب الدكتور “أمين حسن عمر” إنه أولاً- لا توجد أشياء سرية داخل حزب المؤتمر الوطني وكل شيء معروف وفي الهواء الطلق, وثانياً- فإن الحزب يعقد مؤتمراته كلها بانتظام، ويقوم الأعضاء سواء القيادات أو القواعد المصعدة بمناقشة كل شيء بالتفصيل دون حجر من أحد. وقال “أمين” خلال حديثه لـ(المجهر) إن ظاهرة الصمت يُسأل عنها الصامتون لو جاز هذا الأمر, ولكن الحزب يناقش كل شيء وهنالك آراء كثيرة وخلافات في وجهات النظر في عدد من القضايا المطروحة, وذهب “أمين” إلى أكثر من ذلك عندما أكد أن قضايا المذكرات ستناقش أيضاً خلال مؤتمر الحركة الإسلامية الذي هو جزء من الحزب بقوله: (نعم, كل الأمور الخلافية ستناقش ولكنها ستناقش باعتبارها قضايا وليس مذكرات، وهنالك نقاش موجود الآن وأصوات عالية واشتطاط. وأنا سعيد بذلك، بوجود مثل هذا الاختلاف, بل أنا قلق من كثرة التوافق وليس الانشقاقات. وأنا أرى أن الوفاق المفرط خطر على الحركة الإسلامية والحزب أكثر من الانشقاقات).

ومنذ أن جاءت الإنقاذ إلى الحكم في العام 1989م ظلّ رئيس الجمهورية “عمر البشير” رئيساً لحزب المؤتمر الوطني منذ ذلك الوقت وحتى الآن, كما ظلّ نواب الرئيس في الحزب في مناصبهم لفترة طويلة, وأعلن “البشير” زهده في السلطة وعدم ترشحه لرئاسة الحكومة أو الحزب بعد نهاية ولايته في العام 2015م. وطالب “قطبي” نواب الرئيس بالاستقالة بمن فيهم “طه” في حال استقال الرئيس.

ويضع المحلل السياسي وأستاذ الفكر السياسي الدكتور “عز الدين ميرغني” ثلاثة سيناريوهات يفسّر بها صمت هذه القيادات عن الكلام، وقال خلال حديثه لـ(المجهر) إن بعضها ما زال يطمع في العودة إلى الأضواء والمناصب وبالتالي لا يريد أن يحرق كل مراكبه حتى يستطيع العودة بها مرة أخرى. ويضيف “ميرغني” الذي يدرّس في عدد من الجامعات السودانية إن السبب الثاني في صمت القيادات هو خوفها من المحاسبة وردة الفعل من القيادات النافذة والممسكة بالسلطة، ويدلل على ذلك بقوله: (سمعنا أن الدكتور “قطبي المهدي” تعرّض للمساءلة في داخل الحزب بعد التصريحات التي نشرتها له الشرق الأوسط.. ومع اعتقادي أن “المهدي” من القيادات الشجاعة والجريئة إلا أنه لن يعود لتكرار التصريحات من على هذه الشاكلة). أما التفسير الثالث، حسب “ميرغني” فهو (بعض هذه القيادات لا يثق في الصحف السودانية ويرى أنها موجهة من بعض القيادات الأخرى داخل الحزب نفسه, وبالتالي يعتقد أن أية محاولة لطلب الحديث حول موضوع مسكوت عنه هو محاولة من هذه القيادات لجره إلى المصيدة التي أُعدت بعناية).

Post: #81
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-18-2012, 10:27 AM
Parent: #80

القيادي بالمؤتمر الشعبي الشيخ "إبراهيم السنوسي" لـ (المجهر)
"(الإنقاذ) انتهت وتعذّر رتقها .. ولا سبيل غير تغييرها سلمياً
04/10/2012 15:15:00

حوار - صديق موسى دلاي

"إبراهيم السنوسي"، بعد سنواته السبعين، له خطوة شابة وتعبير حي وبشاشة بطعم الدنيا إذا أتت الرياح بما يشتهي، وبعد كل جملة يقولها ثمة أخريات تحت الغصة لا سبيل لاستدراكها، فالرجل خبير برسم الطريق..
وفي الصالون الرومانسي، لا سيما في المساء، إذا أُضيئ النور الأصفر وبرزت المنضدة والمراجع والقصاصات التي يكتب فيها سنوات السجن وذكريات الحركة، مروراً بالتحديات التي تواجه السودان في مقبل السنوات.. في ذلك الصالون المعدّ أصلاً للاجتماعات الرفيعة، طلب تنويره بالمحاور لينظم أفكاره، وأطلقنا نكاتاً تمهيداً للصراحة والشفافية، وانقضت ساعتان من الانسجام في بؤر قضايا الناس والوطن والحزب والحركة.. وكانت نجوم العاشرة مساءً شاهدة على الحزم والجدية لتوضيح الصورة على الطبيعة، وفي الأثناء ذاتها تلقى "السنوسي" مكالمة وأكرم (المجهر) بالقصة.. إنه ابن "علي الحاج" جاء من ألمانيا ونال الجنسية، وكان أيام المفاصلة طفلاً صغيراً، جاء الآن ليتزوج.. والحوار متشعب فإلى تفاصيله المحكية:

{ حدثنا عن منفستو الحركة الإسلامية؟
- كلمة (منفستو) إنجليزية ولا علاقة لنا بها، ولدينا دستور الحركة مكتوب منذ عام 1954 ومصدره القرآن والسنة يدعو للإسلام بالحسنى.
{ ولكنكم ظللتم نخبة؟
- نحن حركة قامت طلابية وشبابية، لكننا نعمل في وسط المجتمع ولا ننسي أننا حركة عالمية، لأن النبي "صلى الله عليه وسلم" أُرسل للناس كافة، والحركة متحركة مع تغيرات المجتمع، تتطور وتتقدم.
{ كيف تتطور وتتقدم؟
- بتطور السودان، فالديمقراطية الأولى في 1954م لن تكون هي ذاتها، والحركة تتطور بما يقتضي تنوع الحلول، كمثال، قضية الجنوب لامتحان قدرة توفير الخيارات، هم مسيحيون ونحن غالبية مسلمة، وكان التحدي كيف نحكم بالشريعة مع وجود آخرين، وتفاهمنا على مساحة واسعة لحرية اعتقاد الأديان.
{ القضية واحدة.. نأخذ مثالاً الاقتصاد والحريات؟
- كل شيء ناقشناه بدقة، الحريات المتعددة والاقتصاد، وأن لا يكون هناك ربا، فالربا محرم في المسيحية أيضا لأنه استغلال.
{ نرجع لدستور الحركة الإسلامية؟
- الدستور مع اكتمال صور أخرى كالفيدرالية يبني ملخصات وافية لبناء وجهة نظر سياسية منسجمة، ونعدّ دستور 1998م نموذجياً وفيه الحقوق والواجبات، فالبرلمان لا يُحل بالمزاج، والطوارئ لا تُعلن إلا بموافقة البرلمان، وهذا الدستور وقّع عليه "البشير" رئيس الجمهورية.
{ كيف تحل التشابك بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والحكومة التنفيذية؟
- التشابك موجود فقط في ذهنك، وفي فهمنا أن الحركة الإسلامية في أحشاء المؤتمر الوطني بمبادئها طبعاً، والمؤتمر مُلزم بتنفيذ كل السياسات.
{ هذا معناه أن وظيفة الحركة الإسلامية رسم خطي الدولة؟
- وظيفة الدولة منحصرة في توجيه السياسات والإشراف على دولة تسير على قيم، وتعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
{ كل ذلك النشاط والحركة بدون جسم واضح؟
- نعم، غابت الحركة الإسلامية بوجودها العضوي.
{ أُعلن عن قيام مؤتمر للحركة ومنعت الدعوة للمؤتمر الشعبي؟
- لا أريد التحدث عن هذا الموضوع، وما يخصهم لا ينبغي أن يخصنا، فالتقديرات مختلفة تماماً.
{ هم يدعون أنهم الممثلون الشرعيون للحركة الإسلامية؟
- احسبهم ولن تجد منهم واحداً حضر المؤتمر العام الأول، التقوا في حنتوب وخور طقت، انظر فقط لـ "يس عمر الإمام" ظل في الحركة لأكثر من نصف قرن، (هؤلاء صغار)، ومن حضر ذلك المؤتمر تجده مهمّشاً لا حول له ولا قوة.
{ ما نعلمه غير ذلك.. قرار حل الحركة الإسلامية بواسطة "الترابي"؟
- لم تُحل الحركة الإسلامية في يوم من الأيام أصلاً لأنها كانت قائمة قبل الإنقاذ.
{ أيهما أقوى في تقديرك.. بناء صلب للحركة أم قرار حلها نهائياً؟
- هم يقصدون حركة فيها الحريات معدومة، والعمل النقابي معطل، ولا فرصة للتظاهر والاحتجاج، وكيف لحركة قائمة على الشورى أن تدوس أن تفعل ما فعلت في الانتخابات.
{ تحدث كما تشاء؟
- نعم، وهناك إباحة الربا وهو عندنا أعظم من جريمة الزنا، والناس يضيعون في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، والحرب مستمرة.
{ والأفراد كوادر الحركة الإسلامية؟
- الشقي منهم من تم اكتشافه، وهم لا يعلمون أن الناس يعرفون عنهم كل شيء، والحركة بقيمها وليس شعاراتها، والكل الآن مدجج بالحصانات، وفي الإسلام لا حصانة لأحد، والمثال البارز الرسول "صلى الله عليه وسلم" حينما طلب منه الأعرابي أن يأخذ حقه فقبله على ظهره.
{ كل تلك العيوب موجودة في الحركة التي ترتب لعقد مؤتمرها العام مطلع نوفمبر القادم؟
- نعم، وما يقال عن مؤتمر الحركة يتناقض مع مبادئ الحركة الإسلامية التي نعرف ونفهم ونحفظ، حيث سلوك الأفراد متشابه في الدولة وعند الأفراد في أنفسهم.
{ إذن ما المرامي الخفية وراء تضخيم الحدث والإصرار عليه؟
- باسمها يأخذون شرعية ويدغدغون مشاعر المسلمين أنهم ما زالوا على الجادة، وأن هناك حركة تحكم، والصحيح أن ما يحصل الإسلام منه بريء.
{ لماذا تحجر على الآخرين بناء مؤسساتهم المعبّرة عنهم؟
- ليس صحيحاً أنني أحجر، وهم بعيدون عن بنائها الأول فكيف يعرفون تاريخها، ولأنني كنت معاصراً كل مراحلها فقد كانت لها أجهزة منتخبة، ومن بينها مجلس الشورى، له اختصاصات محددة ومدة وأجل، وآخرها أكمل مدته وأنجز مهمته قبيل مجيء الإنقاذ.
{ وكيف كانت مهمته بعد مجيء الإنقاذ؟
- قرر ذلك المجلس أن يتأنى في المجلس القادم لينضم إليه آخرون.
{ من هؤلاء الآخرون؟
- كان المجلس يضم المدنيين، والمقصود بالآخرين الأجهزة الأمنية.
{ الأجهزة الأمنية؟!
- العسكر.
{ قلت إنك واحد من (ستة) أتوا بالإنقاذ.. من هم الخمسة الباقون؟
- "حسن الترابي"، "علي عثمان"، "يس عمر الإمام"، "عوض أحمد الجاز" و"علي الحاج".
{ إذن قلبك مليء بالأسرار.. حدثنا لو كان المجال يسمح؟
- كلهم أُنيطت بهم مهام في الإخراج، وحينما تموت الإنقاذ سنقول كل شيء.
{ ربما عملت ونفذت مع الأستاذ "علي عثمان" كثيراً من المهام الخطيرة.. هل تعرف الرجل جيداً؟
- كان بيني و"علي عثمان" علاقة عميقة جداً وحميمة مع أسرته، وبيننا تكليفات مشتركة قمنا بها في إطار التنظيم الواحد.
{ حدثنا عن عمل مشترك واحد؟
- عقب أحداث يوليو 76 وأنا محكوم عليّ بالإعدام، ومطلوب من قبل أجهزة أمن "النميري"، كان "علي عثمان" مسؤولاً عن تحركاتي، وهو الوحيد الذي كان يعلم بتحركاتي ومكان اختفائي.
{ (سبحان الله) تفرقت بكم السبل.. متى آخر مرة تقابلتما فيها؟
- لا أذكر.
{ إلى هذه الدرجة ضاقت المواعين؟
- هو (مؤتمر وطني) وأنا (مؤتمر شعبي).
{ المؤكد أن الحزب الآخر مطمئن أنك لن تفشي الأسرار الكبيرة؟
- ليس اطمئناناً، والإنقاذ أسرارها متعددة في صدور الرجال، وكل في موقفه وتكليفاته يمتلك نوعاً من المعلومات.
{ أين يوجد الصندوق الأسود للإنقاذ؟
- عند الأمين العام الدكتور "حسن عبد الله الترابي".
{ (تعال أقول ليك).. أنتم في المجتمع السوداني مجرد حركة نخبوية؟
- الحقيقة الحركة بدأت طلابية شبابية في كنف الشباب، ثم أخذت أبعاداً شعبية من بعد أكتوبر وتكوين جبهة الميثاق ثم الجبهة، ونلنا في آخر انتخابات (50) مقعداً في البرلمان.
{ (50) مقعداً أغلبها في المدن؟
- (مين قال ليك؟).. طفنا السودان قرية قرية، الجميع سمع بنا وفي عهد "النميري" عندنا (9) وزراء.
{ الشعبية لا تقاس بعدد الوزراء؟
- نحنا حركة شعبية وليست نخبوية، ولم تكن معزولة أو صفوية.
{ بعد مفاصلة رمضان 1999 تم توجيه كوادركم في المؤتمر الشعبي بالتغلغل في المجتمع ووسط الجماهير؟
- ليس التغلغل، بل لمزيد من التغلغل داخل المجتمع ومنظمات المجتمع المدني.
{ كيف تقدر مساحة الحرية السياسية لأي بلد؟
- إن كانت هناك حرية وديمقراطية فالمجتمع يصبح هو الذي يأتي بالسلطة، ولن يغتصبها عسكر.
{ ولكن الإنقاذ جاءت بالعسكر؟
- سنردد كلاماً كثيراً قلناه من قبل لتوضيح هذا الجانب، فالكل كان يخطط للقيام بانقلاب عسكري.
{ كيف تنظر لواقع الإدارة الأهلية على سبيل المثال؟
- موجودة، ولا أحد ينكر أن الطائفية موجودة في الساحة، بل في كل العالم العربي والأفريقي، والطائفية في السودان في طريقها إلى زوال، وقياداتها سبب تمزقها مما لا يبشر لها بمستقبل، لأن منهجها يقوم على الفرد الزعيم، يأمر ولا يؤمر ولا يشاور.
{ وما هو سبب زوال الطائفية وهي معمرة منذ مئات السنين؟
- انعدام الحرية والديمقراطية في الطائفية هو سبب فنائها، وعدم وجود برنامج يلبي حاجات المجتمع المعاصر، حاجات الشباب في الفن والرياضة والاقتصاد، والتعرف على الخارج وماذا يجري في العالم.
{ قلت إن قيادات الطائفية سبب تمزقها.. هل تقصد الإمام "الصادق" ومولانا "الميرغني"؟
- أنا لا أتكلم عن أشخاص

" { وقفنا في الحلقة السابقة عند محطة الطائفية.. ألم تظهر بعض علاماتها عندكم، فكثيراً ما نسمع شيخ "الترابي" شيخ "علي" وشيخ "السنوسي".. ما الفرق إذن؟
- ذكرت لك نحن حركة شبابية طلابية، كنا أنداداً ولم يكن بيننا ابن زعيم أو ابن صوفي، ومفهوم الشيخ في الحركة الإسلامية أساسه حافظ القرآن أو بحكم العمر (دا الأساس).
{ أحياناً الأداء يخون الفكرة؟
- ليس من تأصيل لوجود الشيخ، ونقول لصبي حافظ القرآن (يا شيخ)، فقط بفضل حفظ القرآن، وليس مكانة اجتماعية، كما نرفض الظاهرة بكل إنتاجاتها.
{ نذهب جنوباً.. هل كانت مذكرة التفاهم من أسباب تسريع نيفاشا؟
- كنا نهتم بالجنوب قبل الجميع، وفي دستورنا هناك فصل عن الجنوب.
{ معروف عن الإسلاميين التمدد باسم الدعوة في بلاد الغير.. هل كان الجنوب نافذة مناسبة؟
- نحن مع الوحدة، ونعتقد أننا وصلنا لتفاهمات بشأن تطبيق الشريعة في الشمال دون الجنوب والإبقاء على العاصمة قومية كما هي، وأعطينا فرصة كبيرة للوحدة بتحديد الفترة الانتقالية (11) عاماً وليس (6) أعوام، مع كل ذلك توجد حرية أديان واعتقاد.
{ كيف تبدو علاقتكم مع الجنوبيين حالياً؟
- بين الحوار المستمر والصداقة.
{ ومذكرة التفاهم؟
- حلت حزبنا، وكانت مهمة، لأنها مبنية على الثقة والطرح المعقول المتسامح.
{ الشاهد الواضح أن "قرنق" كان يحترم "الترابي"؟
- قال لهم: لن تطأ قدمي الخرطوم إذا لم تطلقوا سراح "الترابي"، وفك سراحه ليلاً وجاء "قرنق" إلى الخرطوم صباحاً.
{ ولكن قرنق يدعو ليل نهار للعلمانية البديل المناسب لإدارة تنوع السودان؟
- لا.. لا، ما نعرفه عنه إيمانه بالحريات السياسية والحرية الشخصية.
{ هذا ما تم التوصل إليه بالضبط في نيفاشا؟
- (نيفاشا دي نحن أبرياء منها).
{ هل تعتقد أنكم تملكون خياراً آخر على التفاوض أفضل من نيفاشا؟
- دائماً رصيدنا الطرح المعقول والاحترام الكامل، وليس بيننا من يقول (ولا حقنة)، بل لدينا تفاوض على أسس إسلامية مقبولة من الطرف الآخر مهما كان حجم الاختلاف.
{ كيف يبدو مستقبل حزب المؤتمر الشعبي؟
- مستقبل حزب في الساحة، له برامجه وأفكاره وعلاقاته الخارجية.
{ ويسعى لإسقاط النظام سلمياً؟
- بالمنطق السياسي، الأمر متروك للشعب.
{ تريد إسقاط الإنقاذ التي أتيت بها؟
- نريد إسقاط الإنقاذ التي صنعناها.
{ لماذا هذه القسوة على أخوة الأمس؟
- الإنقاذ انتهت وتعذّر رتقها ولا سبيل غير ذلك.
{ البعض يجد العذر لبعض الأخطاء؟
- مما رأى الناس من تطبيق للسياسات كالغلاء والانفصال والفساد، ويقولون إن كان ذلك النظام يمثل الإسلام فهم يرفضونه، ولا أحد ينكر هذه الكراهية للإسلاميين بسبب الأداء السياسي.
{ كيف تضع النقاط على الحروف في موضوع الفيلم المسيء للنبي "صلى الله عليه وسلم"؟
- الغرب منافق، يقف مع (الهلوكوست) ويحرم الكلام فيها بينما يبيح حرية التعبير في مقدساتنا.
{ هل العنف هو الرد المناسب؟
- السفير الأمريكي بريء ولا يجوز قتله، ولابد أن نحفظ لهم ممتلكاتهم وأرواحهم بمثل ما نريد لسفارتنا في الخارج، والرد المناسب هي مبدأ نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي قال لأهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء.
{ ما رأيك في الطلب الأمريكي بإرسال (مارينز) لحماية سفارتهم بالخرطوم كما طلبوا من ليبيا ومصر وتونس واليمن؟
- طبعا أنا لست من الموافقين على إرسال (مارينز) للحفاظ على سفرائهم في بلادنا، وإذا كان لا بد فليسمحوا لنا بإرسال قوات إلى بلادهم.
{ هذا إن كانت سفارتنا في موضع خطر؟
- المسألة ليست بالتناظر البسيط، وإذا فتح الباب لقوات (مارينز) من يضمن خروجها من البلاد وما زالت (اليوناميد) و(اليوناميس) موجودتين في بلادنا.
{ ما يحدث من احتجاجات ودماء أمريكية ربما يؤثر في النظرة الإيجابية للقوة الإسلامية الصاعدة تواً للحكم؟
- ليس دقيقاً أن تتأثر أمريكا بمقتل أحد رعاياها وأن تغير كل السياسات في المنطقة، والإدارة هناك تعلم رغبة الشعوب في الديمقراطية والحرية، وأدرك الغرب خطأ سياساتهم بمناصرة الطغاة لكبت حرية الشعوب.
{ هل ستظل حالة التفاؤل مع الولايات المتحدة الأمريكية باقية بالرغم من الأحداث الأخيرة خاصة في ليبيا؟
- الواقع يقبل وجود الإسلاميين، لأن الأصل عند الأمريكيين النفعية ويهمهم أمن إسرائيل في الأساس، وسيبتلعون الحركات الإسلامية إذا قبلت بعدم الاعتداء على إسرائيل.
{ تغيرت الأمور.. انظر لأحفادك ماذا يدرسون في الكليات؟
- الطب والتعليم التقني، وأيضاً الاهتمام بالأفكار موجود.
{ بذهاب "حسني مبارك" تغلق الكثير من الملفات الأمنية؟
- محاولة اغتيال مبارك لم تكن سياسة الحزب، والحركة خارج الموضوع، وهي جريمة يجب أن يُعاقب فاعلها.
{ ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟
- لا أعرف شيئاً ولا أتحدث عن شيء لا أعرفه.
{ إذا قُدر لك أن تختار واحداً من قيادات المؤتمر الوطني يقترب من دائرة الشعبي.. من ذلك الرجل؟
- أنا لا أتكلم عن المؤتمر الوطني، وقلت من قبل لا حوار ولا صلح معهم.
{ بمناسبة الصلح.. ثمة مبادرة مطروحة.. ما مصيرها؟
- لا أعرف.
{ المياه تتجدد إذا فُتحت المجاري؟
- المجاري مقفولة عندنا هنا في المؤتمر الشعبي.
{ تحدث عن "الترابي" كظاهرة إسلامية؟
- لا.. أنا لا أتحدث عن أشخاص.
{ هل ما يقال بعد حادثة صحيح؟
- حكيت القصة لـ"الظافر" ونشرها كاملة.
{ ولكن (المجهر السياسي) منبر آخر؟
- "الكاروري" هو من قال وأرد عليه بالأدلة.. في المستشفى طلب دكتور "الترابي" من شقيقه "دفع الله" أن يطلب من مدير المخابرات الكندي نقله لبلده السودان مباشرة، وقال للمسؤول الكندي إنها مسؤوليتكم، وبالفعل جُهزت طائرة في مطار هيثرو يقودها الكابتن "شيخ الدين"، وفي المطار تكلم معه السفير البريطاني بالسودان (45) دقيقة، وكان يؤكد أنها معجزة أن يتحدث هذا الشخص بذلك الوضوح بعد الاعتداء.
{ كنت أنت في الخرطوم تعدّ العدة لاستقباله بالمطار.. ماذا فعلتم من أجل تأمينه؟
- جهزنا عربات في الناحية الجنوبية للمطار وقام "نافع علي نافع" بتأجير منزل بأركويت وبدخول "الترابي" للمنزل قال (This not my house)، وأصرّ على الانتقال للمنشية، وهناك فتحت شيفرة اللغة العربية فعاد لحاله، وتحدث كما هو اليوم نعمة من الله وشكراً.
{ Network Solutions

Post: #82
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-21-2012, 06:56 AM
Parent: #81

561139_472481096118951_747563220_n5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




وإذا الموؤودة سئلت؟!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأربعاء, 17 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


لم أعرف أأضحك أم أبكي حين قرأتُ البيان الذي أصدره مجلس شورى الحركة الإسلامية فقد كشف البيان حالة التيه والضياع بل والموت السريري الذي تعاني منه الحركة الإسلامية، فبالرغم من أن الحركة لا تحكم كما سأبيِّن وكما اعترف نائب أمينها العام حسن عثمان رزق فإن البيان يقول في الفقرة الثالثة إنه ثمَّن ما تم من إنجاز خلال الدورة الماضية كما ثمَّن (الجهد الذي بذلته الحركة في تلك الفترة التي اتّسمت بتحدِّيات الانتخابات والاستفتاء والانفصال وما صاحب ذلك من متغيِّرات محلية وإقليمية كان أبرزها اتفاقية الدوحة لسلام دارفور ومهدِّدات السلام في هجليج وجنوب كردفان والنيل الأزرق محلياً ومن ثورات الربيع العربي وما نتج عنها من صعود للحركات الإسلامية للحكم في كلٍّ من القاهرة وتونس والمغرب وليبيا) ثم يقول في الفقرة الرابعة: (وثمَّن الاجتماع الجهود التي بذلتها بتوقيع اتفاقية التعاون بين السودان ودولة جنوب السودان)!!
بالله عليكم ما هي علاقة الحركة الإسلامية بتلك القضايا السياسية التي يزعم البيان أن للحركة دوراً فيها بالرغم من أنها أسلمت العمل السياسي كله للمؤتمر الوطني أو قل إن المؤتمر الوطني انقلب عليها وأبعدها تماماً عن الفعل السياسي؟!
العجب العجاب أن الحركة الإسلامية احتفت بصعود الحركات الإسلامية للحكم في دول الربيع العربي بالرغم من أنها تخلَّت عن الحكم في السودان بمحض إرادتها أو بفعل فاعل هو ابنها العاق (المؤتمر الوطني) فهل يا ترى كانت تعبِّر بذلك الاحتفاء عن الندامة والحسرة على تخلِّيها عن الحكم الذي صعدت إليه الحركات الإسلامية العربية أم أن ذلك يعبِّر عن رغبة في استرجاع الحكم وانتزاعه من ابنها العاق؟!


ثم يشيد البيان في الفقرة التاسعة بالشورى التي شهدتها الدورة الماضية... إنه اللعب على الذقون ويا ويل الإسلام عندما يتلاعب به من ينتسبون إليه.. عن أية شورى يتحدث البيان.. أهي تلك التي مورست عندما تم انتخاب الأمين العام الأستاذ علي عثمان أم تلك التي مورست قبل يومين في الشورى التي جاءت بعبد القادر محمد زين أميناً عاماً على الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم أم تلك التي كانت مُغيَّبة طوال مسيرة الإنقاذ والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية؟!
لعلَّ الرسالة التي تم تداولها بشكل واسع والتي أعلن بروف إبراهيم أحمد عمر عبرها عن رفضه للوصاية التي مورست من خلال التوجيه بانتخاب عبد القادر محمد زين تكشف حقيقة ما جرى فقد وصف بروف إبراهيم تلك الوصاية بأنها عمل (باطل ومعوِّق للشورى)!!


أعجب والله أن يقارن الناس بين حسن رزق بتاريخه الوضيء وبين عبد القادر محمد زين رغم احترامي له... وأعجب أن يجرؤ الأخير على مجرد التفكير في منافسة حسن رزق الذي لا يزال يحتل منصب الرجل الثاني (نائب علي عثمان) في الحركة الإسلامية ولكن من وصفهم القيادي التاريخي بروف زكريا بشير إمام بـ (الدوائر المعينة التي لا تريد للحركة الإسلامية أن تعود) لن يسمحوا بانتخاب أمثال حسن رزق إنما يريدون المسبِّحين بحمد قَتَلَة الحركة الإسلامية... اسمعوا بربِّكم لزكريا بشير إمام وهو يقول «الحركة السلامية بمجيء الإنقاذ أُضعفت بعد أن حُلَّت وهُمِّش رموزها الأساسيون تهميشاً كاملاً وأُحيلت إلى المعاش وهذا مستمر اليوم)!!


اسمعوا أو اقرأوا نائب الأمين العام حسن رزق الذي أُسقط من منصب أمين عام الخرطوم (بالإشارة الطائفية) ليُؤتَى برجل الإشارة مما يشي باستحالة عودة الحركة الإسلامية فقد قال الرجل القوي الذي دفع ثمن قوته إقصاء عن الجهاز التنفيذي ومن مراكز القرار داخل المؤتمر الوطني منذ وقت مبكر... قال عن القيادات الإسلامية إنهم «لا يحكمون بمرجعية الحركة الإسلامية بمعنى أن مجلس شورى الحركة لا يحاسبهم ولا يضع لهم الخطط لأن الحركة وُئدت منذ إنشاء الدولة فلا يجب أن تُحاكَم الحركة وقد حُلَّت وعادت الحركة مرة أخرى في العام (2000) ومنذ ذلك الوقت تحاول أن تجد لها موطئ قدم مع المؤتمر الوطني والحكومة ولا تجده»!! ثم قال: «وجود النائب الأول لا يعني وجودنا في الدولة لأن الحركة لا تحاسبه على عمله في الدولة ولا يأتمر من الحركة وإن كان أمينها»!! ثم قال «ولا تتطرق اجتماعات الأمانة لشأن الدولة» ثم يختم بقوله «لذا الإخوان يرغبون في أن يُطلق سراح الحركة من القبضة الحزبية والحكومية لتتحرك في حرية في كل مجالات الحياة»!!
هل فهمتم الآن لماذا أُقصي حسن عثمان رزق وأُتي بهذا الـ (Yes man)؟! هل علمتم ما يُراد بالحركة؟! هل علمتم بالمصير المظلم والسجن الكئيب الذي ينتظر الحركة والذي سيكون أسوأ من سجنها القديم؟! لا أبرئ الترابي فالرجل يتحمَّل الوزر الأول حين عمد إلى أول عملية اغتيال للحركة بعد مجيء الإنقاذ.


كاتب هذه السطور كان آخر عهده بالحركة الإسلامية قبل أن يستقيل أنه كان عضواً في المكتب التنفيذي لولاية الخرطوم وعندما كان خارج السودان كان آخر منصب يتقلده قبل أن يعود إلى السودان في يناير 1991 الأمين العام للحركة الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة لذلك فهو صاحب وجعة بل هو ثكلى على المآل الذي آلت إليه.
في عجالة أختم فأقول إن علاقة الحركة الإسلامية بالسلطة التي تؤول إليها بل إن الجدل بين نظريتي التذويب والاستقلالية سيستمر لكني أرى أنه لا مناص من أن تحكم الحركة بمرجعيتها لأنها هي الحفيظ على البوصلة ولا يجوز للطلقاء أن يُمسكوا بالبوصلة ليُحيلوا القبلة إلى اتجاه آخر.


لا تعجبني الثنائية أو الازدواجية التي تمنح الحزب الجانب السياسي وتترك الدعوة للحركة لأن في ذلك علمانية تتعارض مع توجُّه الحركة ومع الإسلام.
أميل إلى التجربة التونسية والتركية التي تجعل حزب النهضة هو الحركة الإسلامية وكذلك حزب العدالة والتنمية في تركيا أكثر مما أؤيد التجربة المصرية الجديدة التي اعتمدت الثنائية أُسوة بالسودان حينما أُنشئ حزب الحرية والعدالة بالرغم من أن رئيس جمهورية مصر عضو في الحركة الإسلامية التي يتزعمها المرشد العام وبالتالي فإن زعيم الحركة أعلى من رئيس الجمهورية الذي كان مجرد عضو في مكتب الإرشاد.
يكفي هواناً للحركة الإسلامية المُنشئة للإنقاذ وللمؤتمر الوطني أن يكون زعيمُها نائباً لرئيس الجمهورية بدلاً من أن يكون هو الرئيس ويكفي كذلك أن أجهزة الحركة لا سلطة لها بالرغم من البيان المضحك الذي أوردتُ طرفاً منه في صدر هذا المقال بينما تجد الغنوشي زعيم حركة النهضة (الحركة الإسلامية) هو الزعيم الذي تأتمر الدولة ممثلة برئيس الوزراء (عضو الحركة) بأمره.



----------------

هل يترجل المؤتمر الوطني من ظهر الرئيس؟!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 20 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


أوردت إحدى الصحف الصادرة حديثاً تصريحاً نسبته إليَّ ولن ألوم الصحيفة ولا الصحفي الذي ألتمس له العُذر إن بحث في ثنايا حديثي ووجد ما يدفعه إلى التقاط عبارة مثيرة تحتاج إليها الصحف ــ كل الصحف ــ لتسويق بضاعتها فقد أوردت الصحيفة في صفحتها الأولى الآتي:- (الطيب مصطفى ينصح البشير بالتنحي) هذا بخلاف المانشيت الذي أورد تصريحاً لي أقلّ حدة!!
سألتني الصحيفة في حوار ترددتُ كثيراً قبل أن أوافق عليه بعد أن استُعطفت بأن هذه تجربة لشباب يستحقون أن يُشجَّعوا سيَّما وأن أخا المحاور يعمل في (الإنتباهة) وكنتُ ولا أزال أرى ألّا يُضغط على البشير للترشُّح مرة أخرى في انتخابات رئاسة الجمهورية عملاً بمبدأ التداول السلمي للسلطة وتجديد الدماء خاصة بعد تجربة ثورات الربيع العربي وكنتُ ولا أزال أقول إن مبارك قدَّم لمصر أكثر بكثير مما قدَّمت الإنقاذ للسودان بالرغم من إخفاقاته وطغيانه وفساده وتقزيمه لمصر في المحافل الدولية ولو كان قد تنحَّى قبل سنة من اشتعال الثورة لخرج معزَّزاً مكرماً ولكن الصحيفة خرجت بمانشيت يقول على لساني: (اعتزال البشير في مجده يحافظ على نجوميته) ثم بعنوان آخر في الصفحة الأولى يقول: (الطيب مصطفى ينصح البشير بالتنحي عن الحكم)!!.


كان السؤال حول ترشُّح البشير مرة أخرى لرئاسة الجمهورية ولم يكن حول التنحي ولكن الصحيفة بغرض الإثارة جعلتني أطلب تنحِّي البشير ضربة لازب بما يوحي للقارئ أني أطلب التنحي بصورة فورية وليس عدم ترشيحه في الانتخابات القادمة عام (2015م)!!
بالطبع لم أقل ذلك وكيف أقول أو أدعو إلى ما يناقض ما ظللتُ وظل منبر السلام يدعو إليه بل كيف أدعو إلى إحداث فراغ دستوري أعلم يقيناً أن الأفاعي والشياطين سيتسللون من خلاله ليفتكوا بهذا الوطن العزيز؟!.
اتفاق مع دولة الجنوب وُقِّع ولا يزال تنفيذُه من جانب الطرف الآخر تحفُّه الكثير من المعوِّقات بل لا يزال الاتفاق حول أكثر الملفات تعقيداً ــ وأعني قضية أبيي ــ يراوح مكانه، بل إن قضية ما يُسمَّى بقطاع الشمال ووجوده في جنوب كردفان والنيل الأزرق وفكّ الارتباط بينه وبين قيادته في جوبا.. لا يزال ذلك في رحم الغيب فكيف لعاقل أن يطلب في وقت كهذا أن يتنحَّى الرئيس المُمسك بتلابيب كل هذه القضايا الشائكة؟!.


إن بقاء الرئيس خلال السنتين القادمتين أمرٌ ينبغي أن يكون محل إجماع كل القوى الوطنية حكومة أو معارضة سيما وأن الأحزاب المعارضة بما فيها الأكثر عداءً ــ وأعني المؤتمر الشعبي والشيوعي ــ قد وافقت على الاتفاق بأكثر مما وافقنا نحن المتحفِّظين أو الرافضين للحريات الأربع وبما أن وجود الرئيس على سدة الحكم هو الضامن الأكبر بل هو صمام الأمان لإنفاذ الاتفاق من جانب السودان وأن أي غياب فجائي للرئيس من خلال تنحِّيه أو غيابه بأي شكل من الأشكال سيشكِّل خطراً على إنفاذ الاتفاق ويُحدث فراغاً دستورياً هائلاً يمكن أن يُستغل من قِبل القوى المتربِّصة بالبلاد فإن على جميع القوى الوطنية أن تحرَص على استتباب الأمن والاستقرار خلال هذه المرحلة المفصلية في مسيرة السودان السياسية ولعلَّ ذلك ما جعلنا على الدوام حذِرين في شأن سفريات الرئيس الخارجية خاصة إلى جوبا وموقفنا من الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها عقب توقيع اتفاقية الحريات الأربع في مارس الماضي والتي أجهضها احتلال هجليج من قِبل الجيش الشعبي معلوم وموثق.


عندما تنتهي دورة الرئيس في (2015م) سيكون قد أمضى أكثر من ربع قرن من الزمان وسيرتكب المؤتمر الوطني خطأ فادحاً لا يختلف عن خطأ حزب مبارك في مصر إن هو أعاد ترشيح الرئيس وفرض عليه ما لا يرغب فيه وستُحسب عليه أنه عمل ضد مبدأ التداول السلمي للسلطة وضد الدستور الذي أجازه حول الحدّ الأعلى لبقاء الرئيس في الحكم.
إن الفترة المتبقية للرئيس كافية لتتويج فترة حكمه بإنجاز أهم التحديات المتمثلة في إقامة سلام وجوار سلس مع دولة جنوب السودان وتأمين حدود السودان وإنهاء التمردات التي تُمسك بخناق البلاد بما في ذلك تمرد ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وإحداث استقرار سياسي واقتصادي يهيئ الساحة لمرحلة جديدة من العمل السياسي القائم على التداول السلمي للسلطة والحكم الراشد بعيداً عن منطق القوة وإشهار السلاح للحصول على مكاسب سياسية.
إذا تمكَّن الرئيس من إنهاء فترة حكمه بهذه الكيفية فإنه سيحفظ لنفسه مكاناً في التاريخ أما إذا فرض النفعيون أجندتهم الشخصية فإنهم سيعرِّضون سيرة الرئيس ومسيرة السودان السياسية لأخطار جمّة والسعيد من اتّعظ بغيره وما أعظم من يعفُّ عن هوى النفس وشُحِّها وما أخطر النفس وأهواءها على مصائر الرجال!!


لا يحق لأحد كائناً من كان أن يزايد علينا في العلاقة مع الرئيس فبيننا مبادئ ودم ولحم ورحم وجوار وصداقة من عهد الطفولة المبكرة مما جعلنا نُخلص له إخلاصنا لأنفسنا أو أشد ولا داعي لتقديم كشف الحساب والبيِّنات فقد خُضنا من خندق منبر السلام العادل معركة انتخابات الرئاسة لصالحه وجُبنا ولايات السودان بدون أن يُسهم المؤتمر الوطني بقرش في ذلك ######َّرنا (الإنتباهة) لنصرته في مواجهة أعداء الهُوية والمبادئ وغير ذلك كثير أستحي أن أعدِّده.


أخشى على الرئيس من المؤتمر الوطني الذي شهد الجميع أنه كان عالة عليه بشهادة الخواجات فقد فاز المؤتمر الوطني بكارزما البشير بدليل انتخابات الإعادة التي تدنّت فيها أرقام مرشحي المؤتمر الوطني وليت حزب الحكومة يقتنع بأن (الكنكشة) والسيطرة على الحكم وعلى البرلمان تسير ضد تيار التاريخ وليته ينزل من ظهر البشير ويتركه يستريح بنهاية دورته الحالية.
رؤيتنا حول عدم ترشيح الرئيس استقيناها من منطلق المصلحة العامة أو الوطنية العُليا بعيداً عن رأي الأسرة والعائلة ذلك أنه ما من عشيرة إلا وتفخر وتعزّ وتتمنى أن يكون الرئيس من أبنائها لكن المبادئ تعلو على المصالح الأنانية والوطن يُقدَّم على الأفراد ومن مصلحة السودان أن يثوب إلى عافية التداول السلمي للسلطة وتداول الأفراد ومن مصلحة الرئيس بعد ربع قرن من الحكم أن يستريح مُعزَّزاً مُكرماً بعيداً عن السياسة ومنعرجاتها وتقلباتها ومفاجآتها في نهاية دورته الحالية



-------------------

المؤسسية الحقيقية

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الخميس, 18 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


لا أحسب أن التصريح الذي نُسب إلى الترابي يثير دهشة أحد من العقلاء.. ولا استغراب أحد من الأتقياء.. وإن كنت أتمنى أن يثير هذا التصريح حِنق أخي عبد الله حسن أحمد وأن يثير غضب أبي بكر عبد الرازق المحامي وأن يستفزّ الأخ إبراهيم السنوسي وسعادة العميد محمد الأمين خليفة.
فاعتراف الرجل بأن الشيوعيين أقرب إليهم لا يلزم أحداً ممن ذكرت إلا بعد طول صمت لأن الذي يعترف إنما يعترف على نفسه حتى في جريمة الزنا فإن الذي يعترف أنه زنا بفلانة أو أن فلانة اعترفت أنها زنت بفلان فإن اعتراف أحدهما لا يلزم الآخر ولا يُقام الحد إلا على من اعترف

.
ونحن نقول للترابي في هذه صدقت.. وإن كنّا لم نتعود منه الصدق.


وهو أيضاً يقول إن الحركات المسلحة إنما تدافع عن نفسها ويسميها الحركات المسلحة ولا يسميها حركات التمرد مع أن هناك اتهاماً قديماً منذ أيام الكتاب الأسود يشير إلى أن الرجل هو وحده دون غيره المسؤول عن تحريك تمرد دارفور. ودليلنا على أن الشيوعيين أقرب إليه من حبل الوريد وأقرب إليه هو من عبد الله حسن أحمد ومن المحامي المفوّه أبي بكر عبد الرازق ومن غيرهما من الإخوة ــ فك الله أسرهم جميعاً وردهم سالمين غانمين ــ دليلنا على ذلك تمسكه بالمدعو كمال عمر الذي لم نجد له سجلاً ولا تاريخاً في الحركة الإسلامية والدلائل تشير إلى أن له قدماً راسخاً في اليسار ومع ذلك فإن شيخ المؤتمر الشعبي يضرب بالمؤسسية عرض الحائط ويصرُّ على إعلاء شأن كمال عمر الناطق الرسمي باسم الترابي وبالرغم من أن منهج الجرح والتعديل ومؤسسية الانتخاب الحر قد أطاحت به ووضعته في تلك القائمة إلا أن شيخ المؤتمر الشعبي الشديد الوله باليسار واليساريين قرأ القائمة منكسة تصديقاً لقوله تعالى: «ثم نُكِّسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون». والذي يثيرني في هذه الخروقات ليس أنها خروقات للمؤسسية ذلك أنه لا توجد مؤسسية أصلاً في منهج هؤلاء القوم جميعاً. الشعبي والوطني والحركة الإسلامية والإنقاذ بقضها وقضيضها لأصدقائها وأنفسها ومواليها وحلفائها..

لأن المؤسسية التي خرقت هي مؤسسية وستمنستر وهي مؤسسية أفرغت كل القيم من محتواها وضربت بجميع القيم عرض الحائط وأعلت من شأن قيمة واحدة جعلت منها إلهاً ورباً ووثناً تعبده ولا تعبد غيره ولا تدين لسواه.. تلك القيمة هي قيمة الأغلبية.. والغريب المدهش أن الترابي منذ أيامه الأولى حين شرقت الحركة الإسلامية كلها وكادت تغص بالشباب الملتحي ذي الهندام القادم لتوه من فرنسا والذي يجيد العربية والإنجليزية والفرنسية وأشياء أخرى.. منذ ذلك الحين بدا الرجل مفتوناً بديمقراطية وستمنستر ملتزماً بها التزام العبّاد والزهاد.
ويبدو ــ والله أعلم ــ أن هذا الالتزام والاستسلام الكلي لهذا الفكر وهذا المنهج المخالف والمناطح لمنهج الإسلام وفكره هو الذي عجّل بانكشاف الرجل وانكشاف خوائه وعُريه التام من كل قيم التدين الحق وقيم الانقياد في المواطن التي لا يحمد فيها إلا الانكسار والإنقياد.


والحق يقال بدأت الحقائق تبين وتتضح منذ منتصف عام 96 وربما قبل ذلك بقليل.
إن التزام الرجل بالفكر الغربي شكلاً ومضموناً هو الذي أدى مع أسباب أخرى إلى المفاصلة بينه وبين الإنقاذ في عام 0002 وذلك عندما أصرّ على انتخاب الولاة في الأقاليم والولايات تماماً كما ينتخب رئيس الجمهورية. والٍ منتخب ورئيس جمهورية منتخب في نظام اتحادي لا يؤدي إلا إلى الوهي والوهن والتفرُّق والتشتُّت والتناحر والاختلاف وتعارض الاختصاصات والصلاحيات.
هذا المنهج الأخرق يجعل عمر بن الخطاب في المدينة مساوياً لسعيد بن عامر في حمص ولعمرو بن العاص في مصر ولأبي هريرة في البحرين .. وهكذا.. وكلهم منتخب وكلهم رئيس في جمهوريته رغم اختلاف المساحة والجمهور!!
ووقعت المفاصلة.. وحل المجلس الذي كان يرأسه الترابي وأصبح الولاة يعينون تعييناً وهم مسؤولون لدى أمير المؤمنين في الخرطوم.


وكان السودان سيسعد جداً بهذا النهج في الحكم حيث كان رئيس الجمهورية إماماً مبايعاً بيعة شاملة وكان مستوفياً للشروط التي ضربها الفقهاء لإمارة المتقلب أي الذي يستولي على السلطة بالقوة ما دام قد حفظ البيضة وبسط العدل وأقام الشرائع وحفظ الدين على أصوله المستقرة.
ولكن يبدو أن بذرة الشر التي أودعها الرجل جوف الحركة الإسلامية بدأت تؤتي أُكلها.. وبدأ الحواريون والتلاميذ حتى بعد تمردهم على شيخهم يسيرون على ذات المنهج ويعيدون الأمر إلى حاله الأولى حتى أن أكثرهم خشوعاً وتقوًى وورعاً كان يتغنى ويمتدح الديمقراطية بذات الخشوع والتقوى والورع.. وعاد الولاة ينتخبون تماماً مثل البشير.. ولم يعد سعيد بن عامر يخشى درة ابن الخطاب ولا أبو هريرة يخشى مصادرة أملاكه وعماراته وملياراته الستة!!
وتسلل المرض إلى المركز وإلى القلب.. ثم إلى الدماغ ثم توزّع في جميع أوصال الجسم الإنقاذي حتى لم يعد ثمة عضو بمنجاة منه.
وأودع المشروع الحضاري ثلاجة الشعارات والعواطف والعبارات الرنانة وبدأ مسلسل التخدير وانطلقت منهجة وستمنستر على هواها وعلى قاعدتها الذهبية.


أفعل ما شئت.. إياك إياك أن تنكشف.. وإذا انكشفت إياك إياك أن تعترف.. إن مؤسسة وستمنستر ما وضعت إلا لتخرق إن الدولة اليوم في السودان لا تقوم على الإسلام ولا في أي وجه من وجوه الحياة.. إلا وجها واحداً دون سواه بناءً على قوله صلى الله عليه وسلم «ما أقاموا فيكم الصلاة» وفي رواية أخرى «لا: ما صلوا» أي لا تخرجوا عليهم ما داموا يصلون ويدعونكم تصلون والشيء الوحيد الذي لم تتدخل فيه الإنقاذ حتى يومنا هذا هو الصلاة.. قالها أحد الإخوة بالأمس في معرض الاحتجاج للإنقاذ وفي سياق المدح.. ولو أن أحداً أراد ذمها لما وجد أكثر من هذا. إن الإنقاذ الآن مقبلة على مواجهة داخلية بين مكوناتها المختلفة وبين قياداتها المتصارعة.. والإنقاذ راحت تبحث عن المؤسسية في ديمقراطية وستمنستر وأقامت مؤتمراتها ومجالس شوراها على أنموذج وستمنستر.


فإذا بالفضائح تترى وتتلاحق ما بين المحليات والولايات وربنا يستر ألا تصل إلى المركز.. إن مؤسسية وستمنستر عند أهلها دين ولا دين لهم سواها وخرقها عندهم ردة إذا انكشفوا.
ومؤسسية وستمنستر عند أهل الإنقاذ والحركة الإسلامية خاصة الهادوية منهم عبارة عن معايش وارتزاق فخرقها لا يحمِّل ضميرهم أي عبء زائد.
إن الذي فيه الإنقاذ اليوم هو عين «التِّيه» ولن يخرجها منه إلا مؤسسية الشريعة.. ومؤسسية البيعة ومؤسسية التقوى.. ومؤسسية الورع.. ومؤسسية الخوف من الحساب.. بل مؤسسية الخوف من العرض.. هذه هي المؤسسية الحقيقية. وما عداها فهو مؤسسية الران ومؤسسية الشيطان

الانتباهة


--------------------

مدارات: نشر التديُّن والأخلاق : خير جليس والكلام الساكت !
Thursday, October 18th, 2012
فيصل الباقر

إعترف الدكتور حسن الترابى فى حوار صحفى مع ( الجزيرة نت ) أنّهم – أى الإسلامويين فى السودان – ( الإنقاذ ) إنّ أبرز الأخطاء التى وقعوا فيها أثناء مُشاركته فى الحُكم هى عدم إطلاق الحُريّات منذ اليوم الأوّل ، بالإضافة إلى إحتكار السُلطة حتّى على مُستوى القُرى والمُدن الصغيرة .ولكنّه عاد و زعم فى ذات الحوار أنّهم عملوا على نشر التديُّن والأخلاق فى أوساط الشعب . لنترك جانباً ( من تجنيب ) ذلك الإعتراف المجّانى ، الذى لا يُقدّم ولا يؤخّر كثيراً فى سياق الموضوع . وهو على كل حال بمثابة بيّنة الشريك .. ولننظر للزعم، الذى يمكن ردّه بكل بساطة على صاحبه ، لكونه مُجرّد زعم ، لا تسنده إحصائيّات موثّقة أو بيانات موثوق فيها، و يدحضه الواقع المُعاش، جُملة وتفصيلا . فمُعدّلات الفساد والإفساد فى الدولة والمُجتمع ،وفى القطاعين العام والخاص وكافّة الأجهزة والمؤسسات ،قد شهدت إرتفاعاً ملحوظاً ، لا تُخطئه عين . فقد صعد تيرمومتر الفساد فى عهد الصحابة الجُدد بصورة لم تشهد البلاد مثلها من قبل ..وبنظرة فاحصة فى تقارير المراجع العام السنويّة ، تتّضح أحجام وأنواع الجريمة ( المُنظّمة ) ضد المال العام ،وإزدياد وتائرها عاماً بعد عام .

. فالإختلاسات المهولة من الخزينة العامّة ( بيت مال المسلمين ) والرشاوى ( لعن الله الراشى والمُرتشى )،بما فى ذلك، رشاوى وفساد كبار رموز العصبة المُنقذة ، أضحت سلوكاً شائعاً ومقبولاً عند الجماعة ، بل يتم التنظير لذلك تحت شعار بورك فى من أفاد وإستفاد. وعلى الشيخ أن يُعيد البصر كرّتين فى قراءة تقارير المُراجع العام وأن يتذكّر المقولة الشعبيّة الراسخة المنسوبة لطائفة من التُجّار،حيث قالوا بالبلدى البسيط كدا ( الجماعة ) دخّلونا الجوامع ، وكسحوا السوق. وهى مقولة حكيمة وجامعة وغنيّة فى المعنى والمبنى ،و تعنى – من بين ما تعنى - أنّ قادة الإنقاذ ،حدّثوا الناس بدخول المساجد للتعبُّد ، ولكنّهم غزوا الأسواق ، وأحتكروا لأنفسهم التجارة والأموال والكسب ، بعد أن طردوا منها أهلها المعروفين. فهل من يفعل هذا الفعل يكون قد نشر التديُّن والأخلاق ؟!. نقول هذا ، ولا نشك – أبداً – فى أنّ الشيخ الترابى، قد قرأ من بين ما قرأ من كُتب كتاب ( التديُّن المنقوص ) لمؤلفه فهمى هويدى ، وغيره من كتب السابقين واللاحقين. ونشهد له بأنّه جالس الكتب وألّف العديد منها وهى خير جليس .

ولينظر الشيخ إلى جبال وأخاديد وغابات وحبال الكذب والنفاق ، وغيرهما من الأفعال والأقوال التى لا يمكن- بأى حال من الأحوال- ربطها بالتديُّن والإخلاق، منذ أن قذف الشيخ بمقولته الشهيرة والخطيرة والتى يمكن وصفها تأدُّباً بعبارة (المُكر ) ” إذهب للقصر،وسأذهب للسجن ” !. وليسمح لنا الدكتور الترابى ، أن نعيده – بكل صدق - إلى العديد من الوثائق والشهادات والحقائق والقصص والحكاوى الموثّقة التى حملها بين ” ضفّتيه “ كتاب ( الخندق ) الذى كتبه صديقنا وزميلنا العزيز فتحى الضو، علّه يجد فى هذا السفر ضالّته أو ( بعض ) ” غيض من فيض ” الإنقاذ فى نشر التديُّن والأخلاق فى أوساط الشعب .وسنظل نسأل – مع الشعب السودانى ” الفضل ” – ذات الأسئلة الصعبة و المشروعة، حول خفايا وأسرار وحقائق جرائم بيوت الأشباح والتعذيب وجرائم القتل الجماعى خارج القانون ( فى الشمال والجنوب ) وجرائم الفصل التعسّفى من الخدمة العامّة وجرائم تكوين المليشيات ودعمها وإستخدامها فى طول وعرض البلاد .


هذه الجرائم وبعضها ، كما يعلم الشيخ جرائم ،لا تسقط بالتقادم ، تنتظر التحقيق والمُسائلة والعدالة والإنصاف ومعاقبة الجُناة ومُحاسبتهم قضائيّاً،ومازال الطرفان أو المؤتمران(الوطنى ) و(الشعبى ) ” قبل المُفاصلة “ يتحمّلان مسئوليتهاالجنائيّة و” الأخلاقيّة ” و بالتساوى، ” حتّى إشعار آخر”. .ولا يمكن – بأى حال من الأحوال – قبول تبرئة طرف منها ، بمُجرّد نسبتها إلى الطرف الآخر بالكلام ” الساكت ”

Post: #83
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-23-2012, 06:43 AM
Parent: #82



الوطني" ينتقد قياداته المطالبة بإقالة هارون
الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2012 19:05


أعاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان على بعض قياداته في ولاية جنوب كردفان، مطالبتهم بإيجاد وضع سياسي جديد بالولاية يقوم على فرض حالة الطوارئ وإقالة الوالي المنتخب، أحمد هارون، وتعيين حاكم عسكري. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحزب، بدر الدين أحمد إبراهيم، أن مثل هذه التصريحات ليست في صالح الأوضاع بجنوب كردفان، مشيراً إلى أن الوالي منتخب ومفوض من الشعب بالولاية وأي آراء فردية لا تعبِّر عن الوضع السياسي هناك.


واعتبر إبراهيم في تصريحات صحفية، ما ورد بهذا الخصوص على لسان عدد من قيادات الحزب على مستوى المركز والولاية مجرد آراء فردية تحمل وجهة نظر أصحابها، ونوه إلى أن ما حوته لم يتم إقراره في ملتقى كادقلي التشاوري حول قضايا السلام الذي انعقد بحضور أكثر من ألف من القيادات من داخل الولاية وخارجها.


مجال مفتوح
أكّد المتحدّث الرسمي باسم المؤتمر الوطني، أن المؤسسية التي تحتكم إليها أجهزة الحزب لن تسمح بالأخذ بآراء فردية لإصدار قرارات سياسية، وأمن على أن المجال مفتوح أمام كل قياداته للإدلاء بآرائهم ومناقشتها في إطار هذه المؤسسات.


وقلل من وصف التصريحات بالحملة الموجهة ضد هارون وإن كانت كذلك فهي غير موفقة قياساً على انعقاد الملتقى.


من جهته، امتنع والي جنوب كردفان الذي كان قد قدّم تنويراً للقطاع السياسي في اجتماعه الذي رأسه نائب الرئيس، الحاج آدم يوسف، عن التعليق على التصريحات التى طالب بإقالته وإعلان حالة الطوارئ بالولاية واكتفى بالقول: "الحاكم مثل الشجرة، هناك من يجلسون تحت ظلها وهناك من يقذفونها بالحجارة لنيل ثمرها".

---------------

الشعبى: قيادات من الحزب الحاكم فى طريقها للمعارضة
الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2012


قال مسؤول فى حزب المؤتمر الشعبى المعارض ان حزبه موعود بانضمام قيادات من المؤتمر الوطنى الحاكم خلال الايام المقبلة وكشف عن ترتيبات قال انها تجرى مع قيادات وصفها بالنظيفة لاعلان الانسلاخ عن الحزب الحاكم. وابدى الامين السياسى للحزب المعارض كمال عمر عبد السلام ثقة فى ان النظام الحاكم سيسقط عبر ثورة شعبية مباغتة وقال فى المنبر الدوري لحزبه حول قضايا الراهن السياسي أمس بان ترتيبات حقيقية تجريها قوي الاجماع المعارض باتخاذها لتدابير احترازية تختلف عن اسلوب الاحتجاجات السابقة لاسقاط النظام، وردد بانها ستكون مفاجاة وبغتة عبر ثورة تعم كل البلاد".

وأنتقد عبد السلام بشدة المؤتمرات الحالية لتنظيم الحركة الاسلامية قائلا انها حركة المصالح مؤكدا نشوب خلافات حادة خلافات داخل الجلسات.

وأشار عمر الى أن قوي المعارضة متفقة على أسقاط النظام عبر ثورة شعبية، واردف " أتفقنا على مشروع الدستور الانتقالي وطرحناه على الحركات المسلحة" .

واسترسل قائلا " حسب تقديراتنا سيسقط النظام من الداخل قبل الخروج فى ثورة شعبية"، مشيرا الى عدم جدوي احياء اتفاق 28 يونيو الموقع بين مساعد الرئيس السودانى نافع على نافع ولائيس الحركة الشغبية قطاع الشمال مالك عقار .

وأضاف بانهم يرفضون أي اتفاق يعطي المؤتمر الوطني أوكسجينا للاستمرار فى السلطة.


-------------------


الحركة الإسلامية والتدافع ولاية شمال كردفان.. صراع السلطة أنموذج ..!!
السبت, 20 أكتوبر 2012 08:14

تقرير: عيسى جديد:

الحركة الإسلامية بعقد مؤتمراتها الشورية أحدثت حراكاً واسعاً وسط منتسبيها في كل قطاعاتها المختلفة وعلى امتداد ولايات السودان وهي تعد نفسها لمؤتمر عام يعتبر الثامن في تاريخها، غير أن الشاهد يرى بوضوح أن هناك الكثير من الاختلاف في وجهات النظر في كثير من قطاعاتها الولائية بدأت تظهر في العلن وتخرج هواءها الساخن ممثلة في الشباب وبعض الأفراد وعلى مستوى المحليات والولايات، البعض يعد هذه الظاهرة صحية في أدب الاختلاف والآخر يراها خطيرة وبذرة شقاق أخرى للحركة الإسلامية.

ولاية شمال كردفان إحدى الولايات التي شهدت صراعاً داخل الحركة الإسلامية وإن لم يكن صوته عالياً لكن همسات الخلاف بدت واضحة في انقسام مجموعة من أعضاء الحركة الإسلامية والحزب الحاكم المؤتمر الوطني في إطار الدفع بقيادات جديدة للحركة الإسلامية بالولاية، وكذلك هناك صراع قد لا يبدو ظاهراً في صورة مذكرات في طريقها للمركز بحسب مصادر أبلغت «آخر لحظة» وأن تلك المجموعات لها رأي في قيادة الحزب الحاكم بالولاية وإخفاقها في العمل التنفيذي والتشريعي، وزادت تلك المصادر بأن هنالك أيضاً من يحاول أن يشكك في انتماء الفريق أول محمد بشير سليمان للحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني رغم تاريخه الواضح عبر أدائه في المؤسسة العسكرية ودورها الرائد في أسلمة القوات المسلحة ورباطه في منطقة جيل أولياء العسكرية في بدايات الإنقاذ.

مراقبون يرون أن هذا الخلاف في حزب المؤتمر الوطني ليس في ولاية شمال كردفان فحسب، بل طرح أيضاً في ولاية جنوب دارفور وشمال دارفور وكذلك ولاية البحر الأحمر والقضارف في عملية تدافع نحو السلطة ونيل رضا المركز.

وتحدث إلينا أحد أعضاء الحركة الإسلامية بولاية شمال كردفان وعضو شورى الولاية والذي فضّل حجب اسمه قائلاً إن ما يحدث في الولاية من تدافع الحركة الإسلامية سبب تمترس الأمين السابق للحركة الإسلامية لدورتين متتاليتين، وخلال هاتين الدورتين لم يتحقق على أرض الواقع أي إنجاز له على مستوى هيكلة الحركة الإسلامية أو على مستوى الدعوة والتربية والإصلاح، وهذه هي الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها الحركة الإسلامية،

والآن نحن على مشارف الدورة الثالثة ما زال البعض يؤيده ويدفع به بينما الغالبية ترفض ذلك وتريد التغيير والتجديد وترى أنه لابد من قيادة شبابية جديدة لها دورها البارز في العمل الإسلامي والدعوي ولهذا هي رشحت الشاب نصرالدين الوسيلة نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية أم روابة وعضو المجلس الوطني في إحدى دوراته، وعضو المجلس التشريعي ورئيس لجنة الشؤون القانونية شمال كردفان في الدورة التي كان فيها، ويرى مصدرنا أن المجموعة التي تقف ضد مرشح الأغلبية الأستاذ نصر الدين الوسيلة قد أغرتها السلطة ونسيت الشورى وقرار الأغلبية، فهي تدفع بما لديها من سلطة لتوقف هذا الترشيح وتتهم حتى الذين لهم دور كبير في إثراء الحركة الإسلامية أمثال الفريق محمد بشير سليمان أحد أعمدة الحركة الإسلامية في القوات المسلحة بأنه ليس من الحركة الإسلامية في محاولة لخلط الأوراق وإيقاف التغيير والتجديد الذي يرغب فيه الجميع..

مشيراً إلى أن الحركة الإسلامية هدفها ليس الدنيا، بل الآخرة ولا تخضع للجهوية أو القبلية وأن ما بدر عن قلة من الذين يروجون لمثل هذه الأحاديث ويرفضون رأي الأغلبية لا يمثل كل الحركة الإسلامية بولاية شمال كردفان.. رغم اتباع سياسة الترغيب والترهيب للوقوف ضد ترشيح رأي الأغلبية والشورى، فهل تعي الحركة الإسلامية في ولاية شمال كردفان مآلات الاختلاف ولا تئد الشورى في أروقتها وهي تستعد لمرحلة جديدة على مستوى السودان!!


-----------------

إنهــا أزمــة أخــــلاق!!

hg'df lw'tn
\
نشر بتاريخ الأحد, 21 تشرين1/أكتوير 2012


بالطبع لم أستغرب إجازة البرلمان الاتفاقيات الموقَّعة مع دولة الجنوب بالإجماع (ما عدا صوتين معارضين) فهذه طبيعة الأنظمة الشمولية التي تكتسح الانتخابات بنسبة (99%) ورأينا مشهد نيفاشا يتكرر حين بصم البرلمان المغلوب على أمره بالإجماع على تلك الاتفاقية المشؤومة!!


كان الأولى بالبرلمان من أجل الحفاظ على شيء من ماء الوجه أن يحبك تمثيلية أفضل إخراجاً تجعل تمرير الاتفاقيات بنسبة الثلثين مثلاً وليس بالإجماع بما يجعل البرلمان ــ ولو بالتمثيل ــ معبِّراً عن الشعب الذي يُفترض أنه انتخبه فما أصدق من قال: لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي!!
بالله عليكم هل تُجاز مواد الدستور دفعة واحدة وفي جلسة واحدة وهل تُجاز القوانين أو الاتفاقيات دفعة واحدة أم تمرَّر كل واحدة على حدة بحيث تُقرأ وتُناقَش أبعادُها وتداعياتُها ويُتاح المجال للتداول حولها؟ تسع اتفاقيات يناقشها المفاوضون على مدى عدة أشهر ويُجيزها البرلمان في جلسة واحدة!! حتى الحريات الأربع التي أثارت جدلاً كثيفاً في الشارع أُدمجت من بين ركام الاتفاقيات التسع وقال رئيس البرلمان بكل قوة عين إن على البرلمان أن يتعامل معها كحزمة واحدة!!


لقد أعلنّا عن موافقتنا على الاتفاقيات جميعها ما عدا الحريات الأربع التي كانت لنا تحفظات حولها وكان من الممكن للبرلمان أن يضع على الأقل بعض الشروط والضوابط التي تضمن عدم استغلال تلك الاتفاقية للإضرار بأمن الوطن ولكن!! حتى المادة 4/2 التي كانت تحتاج إلى توضيح لم يتعرَّض لها أحد فيما عدا ملاحظة عابرة من أحد الأعضاء تحدثت عن الاتفاقية وما تنطوي عليه من أخطار.
كان الأكرم للبرلمان ولرئيسه كما قلت أن يمرر الاتفاقيات لكن مع بعض الشورى والتداول وأن يعرضها واحدة بعد الأخرى لأن التاريخ يسجل وليس من مصلحة البرلمان وليس من مصلحة رئيسه أن يُحكَم عليه بأنه كان أحد أعمدة الحكم الشمولي الذي يختزل كل السلطات في سلطة واحدة هي السلطة التنفيذية.
على كل حال نحن بعيدون كل البُعد عن قِيم الحكم الراشد التي تحكم العالم من حولنا وكأنَّ الإنقاذ تفجَّرت يوم أمس!!
إننا نتحدَّث عن مبادئ الحكم الرشيد الذي لا يمكن أن يقوم في دولة من الدول ما لم تلتزم بقِيم معينة هي التي ينبغي أن تسود ليس كشعارات تزين الدساتير أو الأنظمة الأساسية للأحزاب إنما ممارسات تحكم الممارسة.
الأخ علي كرتي الذي يتقلد الآن منصب وزير الخارجية طالب البرلمان (بحسم الأصوات التي تقف ضد الاتفاق مع جوبا).. هذا نص صحيفة (الصحافة) وليس (الإنتباهة)، وقال مشيراً إلى وفد التفاوض (أرسلناهم ومعهم سهام النقد المستمرة وأكد أن الدولة قصَّرت في توفير الحماية للوفد المفاوض..).
تخيلوا أن وزير الخارجية بهذا الكلام يرى أن الدولة كان ينبغي أن تمنع الكلام وتكمِّم الأفواه حتى لا نقول (بغم) في حق من مُنحوا الحق الإلهي في أن يقرِّروا مصيرنا باعتبار أن هذا الوطن مملوك بشهادة بحث لمجموعة معينة هي المخولة بأن تفعل فيه ما تشاء بعيداً عن النقد من المتطفلين والدخلاء والحشريين!!


علي كرتي هذا كان من قُواد مذكرة العشرة التي أقصت الترابي بحجة أنه لا يعمل بالشورى وأنه يحتكر السلطة والقرار.. كنتُ شاهداً على الاجتماع الذي انعقد في منزل كرتي بحضور الترابي لمناقشة أمر الشورى وكان الحضور حوالى عشرة يزيدون أو ينقصون.. ذلك الاجتماع سبق مذكرة العشرة التي لم أُشارك فيها.. أما اليوم فإن الرأي ينبغي أن يُقصَر على بعض أصحاب مذكرة العشرة الذين يُشارك بعضُهم في المفاوضات وشاركوا من قديم من أيام غازي وحتى اليوم وأبرموا اتفاقية نيفاشا ثم أبرموا اتفاقية نافع عقار بدون أن يُطلعوا عليه حتى الرئيس ناهيك عن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني أو المكتب السياسي ولا أتحدَّث عن مجلس الوزراء أو البرلمان!!


قال خبر (الصحافة): (وشنَّ كرتي هجوماً عنيفاً على الأصوات الرافضة للاتفاقيات)... إذن فإن مجرَّد الهجوم على الاتفاقيات التي هي في مقام القرآن عند بعض الطغاة ممنوع!! .. لا اعتراض لنا على أن يهاجمنا كرتي على رأينا أمام البرلمان وأمام عدسات الإعلام لكن اعتراضنا أن يطالب كرتي بإسكات أصواتنا بالرغم من أننا لم نرفع السلاح.. أما حَمَلَة السلاح فإنهم يُحترمون ويُتفاوض معهم ويُمنحون المناصب الوزارية بموجب الاتفاقيات!!
حسب كرتي أن الدولة كان ينبغي أن تحمي المفاوضين ممن يتعرض لهم.. ليس بالقانون وإنما بالحسم وبالرقابة القبلية التي لطالما أسكتت أصواتنا عبر «الإنتباهة» وعبر الندوات!! إنهم يقدِّمون الحُجة لحَمَلَة السلاح أن واصِلوا تمرَّدكم لأن الكلام ممنوع وما عليكم إن عدتم إلا الانصياع والصمت التام!!


هل نسيتم قرائي كيف قرأ كبير المفاوضين رسالة أرسلتُها عبر الموبايل إلى بعض الأصدقاء من العلماء والصحفيين.. قرأها في برنامج قناة النيل الأزرق (حتى تكتمل الصورة) مستنكراً أن أفعل ذلك؟! هو يخاطب الفضائيات الحكومية وغيرها والإذاعات والصحف والبرلمان والهيئات والمجموعات الحزبية وغيرها وصاحبه سيد الخطيب يُجمَع له العلماء والدعاة ليخاطبهم بينما يُنكر عليَّ استخدامي للموبايل ويُشهَّر بي وتُقرأ رسالتي أمام شاشة التلفزيون باعتبار أنني ارتكبتُ جُرماً!!
إنها نماذج من الفراعنة الذين يحكموننا ويقررون بشأننا ويتخذون أخطر القرارات في حقنا وحق هذا الجيل والأجيال القادمة بل وفي حق الوطن ويرفضون أن ننبس ببنت شَفَة وبالرغم من ذلك تجدهم يتحدَّثون عن الحريات والشورى التي تعني عندهم شيئاً واحداً هو (الطغيان) وتحقير الرأي الآخر بالرغم من أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المُوحَى إليه من ربه كان ينزل على رأي أصحابه!!

بماذا تفسِّرون ذلك؟! أما أنا فإني أقول إنها أزمة أخلاق وأسوأ ما فيها أنها تأتي من أناس يرفعونها شعارات يتكسَّبون بها ويحصلون على تفويض الشعب المخدوع وهم أبعد ما يكونون عن مُقتضى تلك الشعارات


-----------------

Post: #84
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 10-24-2012, 06:04 AM
Parent: #83



البروفيسور الطيب زين العابدين حول قضايا الساعة


نشر بتاريخ الإثنين, 22 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


> حوار: نفيسة محمد الحسن

قال المحلل السياسي بروفيسور الطيب زين العابدين إن الحركة الإسلامية ارتكبت خطيئة بانقلاب الإنقاذ الوطني يونيو «1989م» واعتبر أن الإسلاميين بدأوا الحكم بظلم الناس بدلاً من إقامة الإسلام!!

ألم يكن د. زين العابدين جزءًا من هذا؟؟.. ألم يكن رئيساً للشورى!!!

وبعد ذلك وحتى التسعينيات أي بعد انقلاب يونيو بعدد من السنوات.. ألم يكن جزءًا أصيلاً من الحركة الإسلامية؟؟

فلماذا انقلب على إخوة الأمس.. وما هي الأسرار والأسباب؟؟ فهذا ما سنعرفه في حوار البروفيسور زين العابدين مع (الإنتباهة) والذي تحدث لها عن الحركة الإسلامية وقال ما لم يقله مالك في الخمر!! د. الطيب زين العابدين تحدث في الحوار الذي أجريناه معه بمكتبه بـ(جامعة الخرطوم) عن أبرز ملامح الدستور القادم وأعلن لأول مرة تفاصيل جديدة وهامة عن اللقاء التفاكري حول الدستور الذي أجراه فخامة رئيس الجمهورية بالقوى السياسية بقصر الضيافة, وهذا نص الحوار..



> أخذت مؤتمرات الحركة الإسلامية زخماً في الساحة السياسية، فكيف تنظر إلى مراحل وتكوين الحركة ومآلاتها؟؟



< كانت الحركة الإسلامية واعدة عندما كانت تعمل باسم الجبهة الإسلامية القومية، حيث أخذت كل مقاعد الخريجين في الشمال التي كان عددها «21» مقعداً، وعندما استلم قيادتها دكتور حسن الترابي بعد ثورة أكتوبر أعطاها زخماً بالدور الذي لعبه في تلك الثورة، لذلك حاز على أعلى الأصوات في انتخابات الخريجين عام «1965م» بالرغم من أن الحركة الشيوعية كانت الأقوى وسط المتعلمين، حيث كسبت «11» مقعداً، والجبهة مقعدين، والاتحادي الديمقراطي مقعدين وعندما جاءت انتخابات «1986م» قفزت الحركة بـ«5» مقاعد في البرلمان إلى «53» مقعداً لأن الكادر الذي احتوته كان مؤهلاً وأكثر تنظيماً وسط الأحزاب بالرغم من أن حزب الأمة كان لديه مائة وواحد مقعد في برلمان «86 ـ 89» والاتحادي الديمقراطي «63» مقعدًا لكن الجبهة بعددها الـ«53» كانت الأقوى تنظيماً وكان زعيم المعارضة علي عثمان متميزاً في دوره، كانت واعدة في التنظيم والطرح المتقدم في الإسلام، مثلاً دور المرأة في الحياة والنظرة للآداب والفنون والديمقراطية والحريات، كل هذه الأطروحات كانت موجودة في وثائق الحركة الإسلامية، لكن الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها هي انقلاب «1989م».


> خطيئة.. كيف وماذا تقصد بذلك؟؟


< لأن الممسكين بالحكم هم العسكريون، والعسكريون عادة لا يكون لهم دور في الحركة لأنه من المفترض أن يُخفوا أنفسهم، بالتالي لم يكن لهم دور في الجانب الدعوي والفكري والتنظيمي عدا الخلايا السرية، وفي كل الحالات التي نعلمها يكون الهم الأول للانقلاب العسكري هو تأمين السلطة حيث يمكن منع المعارضة والتنظيمات وحل الأحزاب وتعطيل الدستور وحل النقابات وفصل غير المطمئنين لهم سواء في الخدمة المدنية أو الجيش أو القضاء، فالحركة بدلاً من إقامة الإسلام بدأت سلطتها بظلم الناس، لذلك في تقديري أن شعلتها انطفأت عندما قامت بالانقلاب العسكري ومن ثم قامت بكل ما يفعله الانقلاب، حيث أصبحت ليست لديهم مصداقية خاصة في الحديث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.


> ولكنك كنت في مقدمة صفوف الحركة الإسلامية رئيساً للشورى وهذا بعد الخطيئة كما أسميتها.. ما هو تعليقك؟؟


< المعلوم أنه بعد أشهر من استلام السلطة قاموا بحل مجلس الشورى الذي يمثل القيادة الحقيقية للحركة، وكان يتكون من «60» شخصاً كلهم مؤهلون وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة والتعليم والثقافة، كانت الحجة أن الإخوان المسلمين كُثر لماذا إصدار القرارات من حق مجلس الشورى فقط، فأصبح المجلس مفتوحًا لأن الأمين العام هو الذي كان يتخذ القرار ويقوم بتعيين من يريد ولم يكن له منصب رسمي إلا في المجلس الانتقالي المعين عام «1996م»، إذاً فالحركة جُمِّدت بصفتها الجماعية إلى يومنا هذا وهي غير مسجلة في أي اتحاد حكومي بالتالي ليس لديها شرعية قانونية وإذا وجدت حكومة عادلة وتحترم وتطبق القانون يجب أن لا يتركوا هذه الحركة تجتمع أبدًا.



> قيادات الحركة ذكرت أنها تعمل بكل الأنشطة مما لا يستوجب التسجيل كيف يتفق ذلك مع ما ذكرت؟؟



< جاءت بعض الصحف بخبر عدم ترشح علي عثمان أمينًا عامًا مرة أخرى، وتقلد هذا الموقع منذ «2004م» حتى الآن، أي «8» أعوام ما الذي قدمه في تلك الفترة؟.. وهل للحركة الآن نشاط؟؟... وما ذكره إبراهيم أحمد عمر أن الحركة لن تسجل لأنها تعمل في كل الأنشطة حديث غير صحيح إلا على مستوى الورق فقط.. لماذا لا تسجل وليس لها شخصية اعتبارية؟! بالتالي حتى لا تستطيع أن يكون لها نفوذ على المؤتمر الوطني الحزب الحاكم أو الدولة بالرغم من أنها جاءت بالدولة.


> بالرغم مما تطرحه من المؤكد أن الحركة هي من أتت بالحكم فكيف يتسق أن تقول الحركة إن الحكم غير عادل؟؟



< هذا حديث غير صحيح، لأن الحركة منذ أول عام جُمِّدت وأصبح وجودها غير قانوني، بالتالي يُفترض أن توضح الحركة للشعب أين ما كتب بدساتيرها ووثائقها لذلك أصبحت سمعة الحركة الإسلامية سالبة مقارنة بالحركات الإسلامية الأخرى، فالحركات الإسلامية التي بدأت تأتي للحكم بطرق ديمقراطية عندما يهاجمها العلمانيون والليبراليون يقولون لها أنتم تريدون أن تقوموا بما قامت به الحركة في السودان، إضافة إلى كل ذلك فالحركة موجودة «9» أعوام ولم تقم بعمل دستور إلا في «1998م» وهذا الدستور لم يوضع إلا لتقنين وضع الجنوبيين أثناء تلك الاتفاقية مع الجنوب التي سُمِّيت باتفاقية الخرطوم للسلام، يعني أُجبروا على هذا الدستور، هل هذا الدستور مثل جبل أُحد يُنقل (حجر... حجر).



> يا دكتور ربما أن ما حدث في السودان كان محفزاً للآخرين والآن الحركات الإسلامية تحكم دول الربيع العربي؟؟


< شهدت قبل أيام المؤتمر الذي عقده المركز العربي للأبحاث والدراسات بالدوحة وكان بعنوان الإسلاميين في الحكم الديمقراطي حضره قيادات الحركة الإسلامية في العالم العربي.. وحضر من السودان د. غازي صلاح الدين ود. الترابي اللذان اشتركا في الحكم منذ البداية لكنهما لم يستطيعا الدفاع عن الحركة الإسلامية السودانية في التحول الديمقراطي حيث كان موقفهما ضعيفًا للغاية، والتململ الذي بدأ من القواعد لعدم وجود العمل الدعوي والتربوي والفكري، إذاً وضع الحركة الإسلامية الآن شاذ.


> لكن أنت جزء من كل ذلك؟


< ذهبت إلى باكستان عام «1990م» ورجعت عام «1996م» وكنت وقتها قاطع الصلة بما يسمى بالحركة الإسلامية وكتبت الكثير من الانتقادات حولها.


> وفقاً لإفاداتك.. في تقديرك من هو الأصل في الحركة الإسلامية المؤتمر الوطني أم الشعبي؟؟


< أولاً أتساءل ما الذي يُبقي المؤتمر الشعبي الأصل؟؟ ربما لوجود الترابي فيه!!! في تقديري أن المؤتمرين الشعبي والوطني ليسا بحركة إسلامية، فالترابي هو من قام بحل الحركة الإسلامية وهؤلاء اثبتوا أنهم تلاميذه حافظوا على التراث الذي تركه لهم شيخهم في السابق عندما كانت حركة تقوم بواجهة سياسية وهو الحزب، ففي الستينيات قامت جبهة الميثاق الإسلامي وهي الحزب واحتفظت الحركة بشخصيتها الاعتبارية، وعندما جاءت بعد انتفاضة نميري عملت الجبهة الإسلامية القومية كحزب وحافظت على وجودها الآخر، وهذا ما قامت به حركات إسلامية أخرى في الأردن واليمن وغيرها.


> إذاً بكل هذه المعطيات لماذا مؤتمرات وانتخابات وحديث طويل حول الحركة؟؟


< بهذا المؤتمر تريد الحكومة تمرير الدستور الذي يعطي قيادة الحركة الإسلامية للحكومة، هم الآن (خجلانين) من القيادة العليا ولم يكتبوها في الدستور بل كُتبت في اللوائح.. سيعرضون وثيقتين، واحدة وثيقة دستور الحركة الإسلامية والثانية لائحة الحركة الإسلامية، فتكوين القيادة يتمثل في السلطة التنفيذية ممثلة بالرئيس ونوابه والمسؤول في التنظيم السياسي الذي هو المؤتمر الوطني ونوابه، وممثل البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر وربما نائبه، إذاً «8» شخصيات تأتي من الخارج (الحزب والحكومة ـ البرلمان) وتتمسك الحركة بـ«3» أشخاص وهم الأمين العام الذي سينتخب ونائبه ورئيس مجلس الشورى، هل هذا منطقي؟ لماذا لا تأتي قيادة الحركة الإسلامية من قواعدها حتى تسجل بصورة قانونية ومعلنة وتمارس نشاطها الدعوي والفكري وتترك السياسة للمؤتمر الوطني حتى يكون لها الحق في محاسبة الحكومة لا كما يحدث الآن.


> كيف تنظر إلى اتفاق أديس وبند الحريات الأربع؟؟


< بدأ الاتفاق منذ أكتوبر «2010م» إلى أن تم التوصل إلى الـ«9» اتفاقيات، بعض منها أُجيز منذ عام «2010م» وأخرى «2011م» و«2012م». لكن عملياً الذي أوقف الاتفاقيات هو الترتيبات الأمنية، أما الحريات الأربع فاتفقوا عليها في السابق، واتفقوا على أن لا تساعد دولة المتمردين ضد الدولة الأخرى وأن تفصل حكومة الجنوب بينها وبين الجيش الشعبي الذي يتبع لقطاع الشمال، إذاً الاتفاق ليس بجديد بل بدأ تنفيذه بوجود قواعد ومنطقة منزوعة السلاح ومراقبة، بالرغم من أن المنطقة المنزوعة السلاح يتحكم الجيش الشعبي على «40%» من حدودها.. وفي تقديري أن المشكلة ستكون في قضيتين (أبيي + الحدود).


> وماذا تقول عن الإعداد للدستور الدائم الذي يتم الإعداد له الآن؟؟


< لدينا «7» دساتير منذ «53 ـ 56 ـ 64 ـ 73 ـ 85 ـ 98 ـ 2005م»، وكلها انتهت لأنها إما انتقالي أو مؤقت أو جهة عسكرية، بالتالي يجب أن يكون باتفاق واسع جداً، ذهبت وشاركت في اللقاء التفاكري الذي دعا له الرئيس بقصر الضيافة وتقدمت بمقترح للرئيس الذي أمّن على حوار وطني، وتوجد الآن العديد من الجهات التي تعمل في الدستور مثل مركز الأيام للدستور ومنظمات المجتمع المدني والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الذي أقام ندوات في «14» ولاية لكن للأسف كل هذه الجهات لم تُدعَ إلى هذا اللقاء بما فيها ولاية الخرطوم التي أقامت العشرات من الورش واللقاءات في هذا الشأن.. من حضر هذا اللقاء هم المؤتمر الوطني ولم يتحدث والاتحادي الديمقراطي الأصل والاتحادي المسجل، تلخص مقترحي في تكوين لجنة للحوار الوطني حول الدستور ومهمتها جمع آراء المواطنين في كل السودان وحدث ذلك في نيجيريا وكينيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وملاوي، تم تكوين لجنة سياسية وتتكون من سياسيين وقانونيين ومهمتها كتابة الدستور بالاستفادة من المادة التي جمعتها اللجنة الأولى، وبعد الانتهاء من مسودة الدستور يتم إرجاعها للجنة الأولى لعمل حوار حولها في كل أنحاء السودان بعقد مؤتمرات وورش ثم إرجاعها مرة أخرى إلى لجنة كتابة الدستور وإرفاق آراء الشعب حولها ثم ترسل إلى البرلمان ليس البرلمان الحالي لأنه برلمان حزب واحد، بعدها تأتي مرحلة الاستفتاء.


> بالرغم من هذه الإيجابية التي ذكرتها إلا أن موقف المعارضة المعلن لا يتسق مع الفكرة؟؟


< المعارضة ليست ضد فكرة الحوار الوطني، لكن لديهم شروط بعض منها معقولة، أولها يجب أن يحل السلام في كل السودان ويصبح آمنًا لخلق بيئة حوار نقي، ثانياً: الحريات يجب أن تكون الأصل، حتى الطيب مصطفى يقول رأيه بوضوح وشفافية.. لا يريد حريات أربع.


----------------

كاتب الانتباهة سعد احمد سعد الذى اطلق عليه زميلنا الطاهر ساتى اسم الدمك اراد ان يرسل رسالة تطرف وتهديد غير مباشر الى زملائه فى المؤتمر الوطنى معايرا اياهم بانهم الابعد عن الشريعة التى يتخيلها هو من خلال اعتقاده وافكاره وارائه المتطرفة والتى تكشف ضيف افق بائن حول برامج قناة النيل الازرق التى اراد ان تكون له معبرا لايصال هذا الراى المتطرف

اقرا لسعد وكيف يغمز ويلمز فى جماعة المؤتمر الوطنى ...المدغمسين حسب رايه ..



متطرف واحد.. لوجه الله..

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الثلاثاء, 23 تشرين1/أكتوير 2012

منذ برهة غير وجيزة.. أصبحت أحس إحساساً عميقاً بأن السودان بلد بائس.. ومسكين.. ومغلوب على أمره وليس أدل على ذلك من أنك لو نقبت وفتشت وقلبت السودان كله أقصد السودان الجديد .. سودان الإسلام الجديد وليس سودان جون قرنق الجديد.. باطناً وظاهراً تبحث عن مواطن سوداني واحد متطرف.. فللأسف الشديد.. فأنت ستبوء بحسرة وتعود خالي الوفاض وليس معك متطرف.. ولا شبه متطرف.. ولا مشروع متطرف.


والدليل على عدم وجود تطرف ــ أي نوع من أنواع التطرف في السودان.. تطرف صادق أو تطرف كاذب.. الدليل هو وجود قناة النيل الأزرق حتى ليلة البارحة في السودان بكامل إسفافها وآثامها ######فها لقد اوشكت البارحة أن أكون ذلك السوداني الوحيد المتطرف.. والذي شجعني على التفكير في أن أكون متطرفاً استثنائياً قول العقاد إن الاستثناء يثبت القاعدة ولا ينفيها.. يعني لو تطرفت أنا وحدي فإن ذلك لا ينفي أن السودان بلد مسكين وبائس وخال من التطرف لأن تطرف شخص واحد.. هو استثناء أما القاعدة فتظل كما هي وكما قالوا لكل قاعدة شواذ أتدرون ما الذي دفعني إلى حافة التطرف؟!
لقد جلست في بص الوالي.. وهكذا يلقبونه ولمدة لا تقل عن ساعة كاملة والشاشة أمامي ومكبرات الصوت من فوقي وعن يميني وعن شمالي وقناة النيل الأزرق تمج أقبح ما في جوفها من الإسفاف ومن السقوط.. ومن التردي.. والنيل الأزرق أدمنت السقوط وأدمنت التردي وأدمنت الإسفاف..


أليس من الإسفاف والسقوط والتردي أن تعرض القناة «إياها» في برنامج يخلو من الصحة والعافية صدرًا عاريًا لامرأة لمدة قد لا تقل عن عشرين دقيقة؟ والذي عرضته القناة شين وقبح يأباه حتى الطبع الكافر الكز الكنود.
ومع ذلك فقد ظللت اتلظى وانا أستمع قهراً لأغانٍ وموسيقا وأصوات نسائية تنضح بالغنج والميوعة والتبذل.. ثم أصوات شبه رجالية لا تقل ميوعة ودلعًا من سابقتها.. وحتى الأموات شاركوا في مهرجان الإثم والفجور الذي قدمه بص «الوالي» ذلك المساء عبر نافذة الشر أو مثلث برمودة قناة النيل الأزرق..


والأنكى والأدهى والأمرّ أن القصة لم تنته عند حد الغناء والموسيقى.. بل انضاف إلى ذلك شيء من الرقص والتمايل والسكسكة الرجالية بل شبه الرجالية لأن الذين يؤدون تلك الحركات من المحال أن يكونوا 100% من أي شيء..
وهنا تحركت الأمارة.. وأخذت تراودني.. وتسول لي وتحسن وتحرض وتستعْدي.. وتقول لي: تحرك يا رجل.. تطرف ولو مرة واحدة في عمرك المديد.. افعل شيئاً.. شيئاً غريباً.. وجديداً.. ومباغتاً لا تدعها تمر.. إنها فرصة.. نفِّس عنك وعن غيرك وأنت تحمل جهازين واحد نوكيا وآخر سامسونغ.. الأول لا يقل عن نصف كيلو جرام والآخر حوالى ربع كيلو جرام. والأول التقيل معطل وبايظ.. فاستخدمه هو أن هؤلاء القوم لا يصيخون لنصح ولا يستمعون لناصح.
إن الأنكى من الأنكي والأدهى من الأدهى والأمر من الأمر أن البص ممتلئ حتى شدقيه بالشباب والشيب والنساء وليس فيهم واحد ينتبه إلى هذا الذي يجري!!
هب أن المتطرف جاهل.. هل يعقل ألا يكون بين حوالى ستين أو سبعين شخصًا أكثر من متطرف واحد.. لا.. لا .. بل أكثر من مشروع متطرف واحد؟!
ورغم كل هذا العرض السخي.. وهذا التحريض.. فإنني لم أكمل مشواري التطرفي.. ولم أستخدم موبايلي النوكيا ن 97.. ولعلي قد بخلت وضننت به..


أو ربما لأن الأمارة الأخرى قد قامت تدفع كيد الأمارة الأولى وتفند حججها وادعاءاتها..
قالت لي: اسمع يا رجل!! هل هذا هو أصل المسألة؟ هل أصل المسألة أن تقذف جهاز التلفاز بالموبايل وينكسر هذا ويحطم هذا وتثور ضجة وجلبة وصياح فمن قائل مجنون.. ومن قائل متطرف وإرهابي.. ومن قائل مخرف.. ومن مطالب بالشرطة ومن مطالب بالعفو.. ومواصلة الرحلة.. أما موضوع التطرف ذاته فلن يلتفت إليه أحد.
تعقل واثبت للعالم كله أنك أنت الشخص الوحيد العاقل والمتوازن وغير المتطرف.. وأن سائق البص والمشرف وجميع الركاب وقناة النيل الأزرق هؤلاء كلهم متطرفون.. وأكثر تطرفاً من هؤلاء الدولة التي سمحت بقناة النيل الأزرق .. ورضيت أن تكون بصات الوالي كباريهات ومراقص.. والتطرف الأخير هذا وهو تطرف الإنقاذ هو أخطر أنواع التطرف لأنه يقتل الوسطية في نفوس الناس والوسطية هي التدين.. فالدولة تقتل التدين.. وتقتل الفهم .. والمعرفة.. والعزة.. والهمة وتجعل الإنسان سائمة من السوائم.. يخرج منذ الصباح الباكر يبحث عن الغذاء.. لا يبحث عن شيء سواه ولا يهتم بشيء سواه.


إن هذا الذي تفعله الإنقاذ من نبذ الشريعة ونبذ التربية.. ونبذ الأصول.. ونبذ الأحكام الشرعية وعدم الالتفات إليها.. وعدم الاهتمام بالعلم والعلماء.. إن كل هذا الذي تفعله الإنقاذ هو قتل واغتيال للتدين.. وهو عين التطرف.. إن التطرف هو ألا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر.. والوسطية هي إقامة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس» «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».
«يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى». إن الإسلام يأبى التطرف ويرفضه ويمقته ويزدريه ولا يعده سبيلاً إلى الخير ولا إلى الأمن ولا منهجاً تقوم عليه الحياة.. ولا تقوم عليه العقائد..

إن الإنقاذ اليوم بمنهجها في الحكم إنما تجر البلاد إلى التطرف جراً..
إن الإنقاذ تعلم تمام العلم أن الحكم بغير ما أنزل الله تطرُّف.. ودعوة إلى التطرف.. والإنقاذ تعدنا المرة بعد المرة بالعودة إلى الوعي.. وتحكيم العقل وتحكيم الشرع.. وإقراره.. بلا دغمسة وبلا انبطاح.. إن الإنقاذ تعلم تمام العلم أن الخروج على الحاكم المسلم تطرف.. وحمل السلاح في وجهه تطرُّف.. وقد يؤدي بحامله إلى ما هو شر من التطرف.. وهو أن قانون الفعل ورد الفعل يعمل في الطبيعيات فقط.. يعني في المادة الصماء.

.
«كل فعل له رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه» هذه قاعدة تجريبية معملية.. إلا في الإنسانيات .. في السياسة.. والاجتماع.. وفي غيرها.. فرد الفعل قد يكون أضعاف أضعاف الفعل في القوة .. وفي كل الاتجاهات..
إن الذي تفعله الإنقاذ مع شريعة الرحمن هو أسوأ أنواع التطرف. ربع قرن من الدغمسة والانبطاح.. أليس افتراء على الله؟

-----------------

كمال عمر : الحركة الإسلامية حركة مصالح تتخذ من الدين شعاراً لها
October 23, 2012
(المجهر)

أفصح حزب المؤتمر الشعبي المعارض عن اتجاه لقيادات نافذة داخل غريمه المؤتمر الوطني للانضمام للشعبي خلال فترة وشيكة، وقال إن ترتيبات تجري مع تلك القيادات (النظيفة ونحن رتبنا معهم لكن طالبناهم بالتريث)، وكشف عن ترتيبات تجريها المعارضة باتخاذ تدابير احترازية تختلف عن ترتيبات الاحتجاجات السابقة لإسقاط النظام، وتوعد بعملية الإطاحة بالنظام عبر ثورة (مفاجئة ومباغتة تعم البلاد كافة)، لكنه عاد وقال: ” أتوقع أن يسقط النظام من داخله قبل الخروج فى انتفاضة شعبية “.

وصوب المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي “كمال عمر عبد السلام” انتقادات شديدة اللهجة للمؤتمرات التي تعقدها الحركة الإسلامية، وزعم بأن الحركة الإسلامية السودانية مجرد حركة مصالح تتخذ من الدين شعاراً لها، فضلاً عن الصرف البذخي على مؤتمراتها من أموال الشعب، وألمح إلى أن مؤتمرات الحركة الإسلامية تشهد حالياً صراعات مختلفة، وزاد: “المؤتمرات فجرت الصراعات داخل الحركة ونعلم كيف تتم عمليات التصعيد داخلها”.

وأعلن “عمر”، خلال حديثه فى المنبر الدوري لحزبه حول قضايا الراهن السياسي بدار الشعبي أمس الأول أعلن عن ترتيبات حقيقية تجريها قوى الإجماع الوطني باتخاذها لتدابير احترازية تختلف عن ترتيبات الاحتجاجات السابقة لإسقاط النظام، وقال إنهم في أمس الحاجة لأكتوبر وأبريل أخرى، مشدداً على أن ثورة أكتوبر مثلت نموذجاً حقيقياً للثورات.

ونفى “عمر” ما تردد عن انضمام قيادات بالشعبي للمؤتمر الوطني خلال مؤتمر الحركة الإسلامية القادم، ووصف تلك الأحاديث بالكوابيس التي يحلم بها المؤتمر الوطني، وزاد:” حلم الجيعان عيش”، مؤكداً أنهم أوصدوا أبواب الحوار كافة مع المؤتمر الوطني، وأشار “عمر” إلى أن قوى المعارضة متفقة على إسقاط النظام عبر ثورة شعبية، وتابع: “اتفقنا على مشروع الدستور الانتقالي وطرحناه للحركات المسلحة”، وأردف بالقول: (حسب تقديراتنا النظام سيتساقط من داخله قبل الخروج فى ثورة شعبية)، وأشار إلى عدم جدوى اتفاق (نافع ـ عقار) خلال الفترة الحالية، وأضاف: “إننا نرفض أي اتفاق يعطي المؤتمر الوطني أوكسجيناً للاستمرار في السلطة

Post: #85
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-10-2012, 08:37 PM
Parent: #84

قيادات بالحركة الإسلامية تدفع بـ "الطيب سيخة" مرشحاً للأمانة العامة



11-10-2012 07:28 AM

الخرطوم - طلال اسماعيل

تستعد قواعد الحركة الإسلامية السودانية لاختيار أمينها العام، بعد تعدد المرشحين وتنافسهم على المقعد ومواجهة التحديات السياسية والتنظيمية الخاصة بالحركة وسيطرتها على مفاصل الدولة، تزامناً مع إعلان مجموعة " السائحون" التي تضم المقاتلين في القوات الخاصة والمندرجين تحت راية " الدفاع الشعبي" لمبادرة الإصلاح والتغيير والتوحيد بعد الانقسام الذي أصاب أجهزتها التي جاءت بثورة الإنقاذ لتحكم السودان. والتأم اجتماع خاص بين قيادات مبادرة "السائحون" والنائب الأول للرئيس "علي عثمان محمد طه" مساء أمس (الخميس) ولم تكشف المصادر تفاصيل ما تمخض عنه الاجتماع الذي حضره مسئول الطلاب السابق في المؤتمر الشعبي وقائد المجاهدين "الناجي عبد الله" ــ وهو من أطلق في أول لقاء لـ"السائحون" الدعوة إلى تبني مبادرة خاصة بالمجاهدين .

وفى السياق تحصلت (المجهر) من مصادرها الخاصة على أسماء الأمناء المزمع ترشحيهم والدفع بهم إلى اجتماع هيئة الشورى يوم (الثلاثاء) المقبل بالخرطوم وسط خيارات تلوح بالتجديد للأمين العام الحالي "علي عثمان محمد طه" وتعديل الدستور في المؤتمر العام مع مقترح آخر بتشكيل مسمى " القيادة العليا للحركة الإسلامية " لترشيح الرئيس "عمر البشير" لتولي أمرها مع الاحتفاظ للأمين بمهامه التنظيمية حسماً لجدل علاقة الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني.

وقال مصدر نافذ بالتنظيم لـ (المجهر) إنه من المتوقع أن ينحصر الترشيح لمنصب الأمين العام بين "غازي صلاح الدين" و"الطيب إبراهيم محمد خير" المشهور باسم ( الطيب سيخة) و"كمال عبيد" و"حسن رزق"، وأشار إلى أن "الطيب" الذي يتولى مسؤولية القطاع السيادي والإداري بالحركة الإسلامية ويضم (القصر الجمهوري، مجلس الوزراء، المجلس الوطني، وزارة الخارجية، والهيئات ذات الصلة) قد فاجأ الحضور بالشعبية الكبيرة التي نالها في مؤتمر القطاع وحصوله على أكثر (600) صوت مقابل (69) صوتاً لـ الفريق "آدم حامد موسى" مما جعل بعض القيادات التشريعية والتنفيذية تدفع به للترشح لمنصب الأمين العام، خصوصاً بعد أن نقل عنه قوله:" نحن نسعى إلى إرجاع الحركة الإسلامية حركة قوية فاعلة تسوي في البلد العايزة تسويهو".
وكان "الطيب سيخة" قد حاول الانسحاب بعد أن سبقه "محمد أحمد الفضل" و"حسبو عبد الرحمن" ووكيل القصر الجمهوري "جبريل عبد اللطيف" بالانسحاب من الترشيح، لكن إرادة الحاضرين منعته من ذلك. وذكر أحد القائمين على أمر مبادرة "السائحون" في الصفحة الخاصة للمجموعة على "الإنترنت" :"كل جهود أخوانكم في المبادرة على وشك الوصول لأهدافها،لا تسألوني فأنا لست مخولاً بالتصريح ولكن كل الأمور ستتضح في اليومين القادمين وسيكون هناك حراك مكثف في كل الاتجاهات وذلك بعد جهود مضنية خلال الشهرين الماضيين)، وأضاف: "لكل من مل من طول الانتظار أو ظن أن المبادرة تم اغتيالها او تجييرها نقول لكم إن إخوتكم كانوا يعملون بصمت ويواجهون كل التحديات بأشكالها كافة وأن جهودهم أثمرت استجابة غير محدودة ومشاركة من الكل وفي كل الولايات من أجل إنجاح جهود الإصلاح، كل النقاط ستوضع فوق الحروف وكل التفاصيل ستظهر في غضون (72) ساعة من الآن إن شاء الله.

المجهر

Post: #86
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-19-2012, 09:30 AM
Parent: #85


الزبير أحمد الحسن أميناً للحركة الإسلامية
مهدي ابراهيم رئيساً لمجلس الشورى

الخرطوم :حمد الطاهر:

انتخب مجلس شورى الحركة الاسلامية فى جلسته مساء أمس ،الزبير احمد الحسن، اميناً عاماً له خلفاً لعلي عثمان محمد طه،كما انتخب مهدى ابراهيم رئيسا للمجلس وعبد الله سيد احمد ولطيفة حبيب نائبين له، وعبدالله محمد على الاردب مقررا للمجلس ،واستكمل مجلس الشورى في ذات الجلسة هياكله التنظيمية.
وقال رئيس المجلس مهدي ابراهيم في اول تصريحات له بعد انتخابه، ان الحسن فاز بالتزكية بعد انسحاب منافسه الدكتورغازي صلاح الدين،بروح وفاقية.

---------------
قال أن المعارضة بلا استثناء تسعى لدولة علمانية
نافع: لن نبيع الشريعة بكنوز الدنيا كلها

الخرطوم:الابيض:الصحافة: شدد نائب رئيس المؤتمر الوطني،الدكتور نافع علي نافع، على ان «الانقاذ» لم تأت لاستخراج بترول او ذهب او غيره من الموارد «انما جئنا لتطبيق الشريعة، ولن نبدلها لا بالدولار ولا بكنوز الدنيا كلها».
وقال نافع لدى مخاطبته جموعاً للطرق الصوفية بولاية شمال كردفان أمس،ان مصنع اليرموك للاسلحة لم يقم بموارد مالية اطلاقا «وانما قام على اكتاف شباب آمنوا بالشريعة والحفاظ عليها بكل ما نملك من قدرات»،وقال انه لو اجتمعت كل ائمة الكفر بالغرب واسرائيل ومن ورائها امريكا «لن ترهبنا وتردنا عن تطبيق الشريعة»


وقال نافع، إن قضية المعارضة مع الحكومة أنها لا تريد الشريعة، بل إقامة دولة علمانية، وتحدى منسوبي المعارضة بإجراء مناظرة علنية بذات الخصوص، وتعهد بتقديم كل المستندات المؤكدة لرفض المعارضة للشريعة. وأكد نافع، ، أن المعارضة السودانية غير متحدة في ما بينها، وقال إن جميع أحزاب المعارضة بلا استثناء تسعى لدولة علمانية ولادارج فصل الدين عن الدولة في الدستور الجديد، وأكد أن الدولة المدنية كل يفسرها حسب هواه.


وكشف نافع عن مطالبة الجبهة الثورية للمعارضة بإفادة واضحة حول علاقة الدين بالدولة وليس بالحديث غير المباشر.وأضاف: «نحن لا نطمح أن ترفع راية لا إله إلا الله في السودان فحسب، بل إقامة دولة يسترشد بها الضعفاء وتكون حافزاً لأهل الإسلام جميعاً إذا رغبوا في رغد العيش في الدنيا».وقال نافع: «إنه في جميع المنعطفات التي مرت بالسودان ظن شذاذ الآفاق منذ انفصال الجنوب أن التنمية التي حدثت نتيجة لاستخراج البترول ستنهار وستحل بالبلاد ضائقة اقتصادية ستكون المخرج من الإنقاذ، لكن الله منّ على البلاد بمعدن الذهب الذي يستخرجه المواطنون من أرجاء البلاد».
وأضاف: «لو ظنت إسرائيل وأمريكا أنه بإمكانهم إرهاب السودان في إشارة لقصف مصنع اليرموك، فهم واهمون».


--------------



الترابي في رسالة لمؤتمر الحركة الإسلامية يستمر في تبرير الإنقلاب ويتبرأ من نتائجه !
November 17, 2012
(حريات)

بسم الله الرحمن الرحيم

الـــحــــــركــــة الإســـلامـــيـــة

رسالة الدكتور الترابي الي اعضاء الحركات الاسلامية

الأخ الكريم –…………….

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فقد مضت سيرة الحركة في السودان لأكثر من ستين عاماً منظومة بأسماء شتى وعضوية أوسع لكن بمنهج إسلامي لكل الحياة الخاصة والعامة.

الاضطرار للتمكن في السلطة بغير الانتخابات بل عسكرياً:

• كلما اقتربنا قديماً من السلطة ،ائتلافاً مع النميري أو المهدي ،أمرت القوى الدولية أوالقوة العسكرية السودانية علناً بإبعادنا.

• وكانت الحركات الإسلامية في المغرب العربي وتركيا وآسيا لا تُفسح لها حرية الاقتراب من الحكم بالسياسة بل تُصد بالقوة,

• والديمقراطية في الغرب قامت غالباً بثورات على النظام القديم الذي ما رضى بمنافستها وكذلك هي في البلاد الأفريقية والعربية قامت السلطة الوطنية بانقلابات عسكرية متواترة ومعهودة..

• والثورات الشعبية في السودان تحدث فوضى من سعته وتباين شعوبه وانفتاح حدوده ولذلك حركت الحركة انقلاباً عسكرياً اخفت من ورائه لسنة ونصف صفة التغيير الإسلامي المنشود، ثم لم يظهر قادتها إلا بعد ست سنوات في القيادة السياسية للقوة الحاكمة.

تطور الاختلاف مع العسكر وتدهور الأمر:

الحرية للرأي العام والصحف والأحزاب ، وحرية الأفراد من الاعتقال حسبناها أصلاً في الإسلام السلطاني هدياً في القرآن وسنةً في المدينة.ولكن العسكر الذين ولّيناهم الأمر كرهوا ذلك بروحهم العسكرية.

• الشورى انتخاباً لمن يلي الأمر العام في المحليات أوالولايات أو القيادة العامة التشريعية والتنفيذية انتخاباً صادقاً حسبناها أصلاً في هدي حكم الإسلام. ولكن العسكر بنهجهم المسيطر كرهوه وفضلوا التعيين من رئيس الجمهورية القائد الأعلى . والقرار الصادر من الرئيس رأوه الألزم استغناءً عن الشورى والإجماع كما يهدي الإسلام.

• الأمانة في المال العام فرضُ ُ على من تولى الأمر العام ولو النبي (صلى الله عليه وسلم) كما جاء في القرآن،وعقاب جريرة ولاة الأمر وجنايتهم أبلغ من عقاب الجانين من عامة الناس ولكن حكام هذا النظام المتجبر ولغوا في الفساد حتى شُهروا من أفسد حكام الأرض.

• الوفاء بالعهود في الدستور العام والوفاقات السياسية مع الرعية والآخرين فرض ديني مكتوب على من في السلطان ولكن هؤلاء كرهوه ونقضوا العهود وخرجوا حتى على الدستور الذي أقسموا عليه.

• القبول للاجئ المستأمن المسلم وغيره والدفاع

عن قضايا المسلمين كان واجباً روعي لأول الأمر ولكن هؤلاء انقلبوا عليه وأسلموا اللاجئين الإسلاميين لمن قتلهم مباشرة وطردوا غالب الآخرين.

• كان تخطيط الحركة ونظامها عهداً مع العسكر والحكام قبل تولية السلطة وفي سير الحركة من بعد ولكن الرئيس وجنوده ومن والاه نقضوا كل ذلك واتخذوا القوة لحل المجلس النيابي بغير حق لهم في نصوص الدستور، وطردوا قيادات التنظيم وأماناته بالقوة خروجاً على ميثاق النظام الأساسي.

الخروج من بغي السلطان:

• لئلا يبدو النموذج الإسلامي في الحكم جبروتاً عسكرياً فاسداً خواناً للعهود بطرد اللاجئين المسلمين ويسكت عن القضايا الإسلامية…

• ولأنه لا مجال لمعالجة إجراءات ولاة السلطة والقوة لا بالقضاء المسيّر ولا بالجدال المكبوت…

• لذلك خرجت قيادات عليا من الحركة الإسلامية هي المعروفة في العالم من حصار المؤتمر الوطني (الحزب السياسي الحاكم) ليتمايز مثال الإسلام عن النظام…

وحاولت حركات إسلامية من خارج السودان المجيء للصلح والاستقامة بين من هم في السجن ومن هم في السلطان لكنها أخفقت، وظلت السجون و الاضطهادات السياسة متوالية على كل المعارضة خاصة الحركة الإسلامية الأصل وأشبعوا قياداتها سجناً وصحفها إيقافاً وتنظيمها ودعوتها كبتاً إلى اليوم.

الواقع الحاضر:

• كان البعض من أبناء الحركة قد آثروا التعاون مع العسكر ولو كانوا في جبروت وظلم وفساد وبغي وذلك بمبرر الحفاظ على الكسب ومحاولة إصلاحه ، وبأثر فتنة الترهيب والترغيب من السلطان.

• لكن اليوم إذ ظهرت الحركات الإسلامية في الحكم في بلاد عربية وأفريقية ورضى بها الغرب واقعاً لا كما حاصر الحركة الإسلامية في السودان لأنها سبقت وانعزلت…

وإذ تدهور أمر السلطة في السودان ، فانفصل الجنوب عن الشمال ، وما يزال يتمرد ويقاتل الغرب والشرق والجنوب الجديد، وإذ تطاول الكبت السياسي بالناس واستيأسوا من الانتخابات لأنها كانت كلها مزورة يفوز فيها الحكام بنسبة 99% ، وإذ تعسر المعاش بتضخم متضاعف لما أضحى البترول بغالبه من حظ دولة الجنوب المنفصل، وعُوّض بضرائب متتالية لتمويل الدولة وجيشها وأمنها ودعايتها ، وإذ فُضحت تقوى الحكام الأخلاقية فسوغوا لأنفسهم أكل الربا ولم يبالوا بتعطيل الحدود بعد أن عطّلوا الأحكام في الحرية والشورى

• والأمانة لذلك أخذ كثير من أبناء الحركة القدماء الذين لازموا السلطة،يتبرمون بالأمر لأنه لا يُلتزم بالدين ،ولأن وظائفه العليا تسترضى بها القبائل وعصبياتها الزائدة، ولأن مصير السودان يتهدده التمزق وطناً واحداً.

• لذلك أقام ولاة الأمر الحاكم مؤتمراً أسموه الحركة الإسلامية ليحتكروا تلك الصفة لأنفسهم وعزلوا أعلام الحركة المعهودين مكبوتين أو معتقلين،والسياسة والحكومة تظل محتكرة لحزب لهم هو المؤتمر الوطني ومعه سواد من عوام المنافقين والمستوزرين من قوى سياسية وآخرين يبتغون المنافع.

عظة التجربة:

• إننا نتبرأ من هذا المشروع المدّعى أنه للحركة الإسلامية بالسودان، وإننا لا نعرف لها علماً وهدى فكرياً ولا خلقاً ولا سياسة مما ينسب حقاً إلى الإسلام.

• وهم اليوم قد دعوكم ضيوفاً لمؤتمر لهم ونحن نقدّر أنكم مهمومون بما يليكم من شئون حركة الإسلام المتطورة في بلادكم، وأنكم تدركون أنه حين تُصاب حركة الإسلام الصادقة ودعوته ومثاله الحق هكذا سيظن كثيرون عُسر إيقاع حكم الإسلام في العصر

• الحاضر. وحيث تصاب الحركة عسى أن يبدّل الله خلفاً ينهض بالمشروع ، أما حين تُصاب دعوة المشروع ومثاله مع الحركة فمؤدى ذلك الصد عن الدين في الحياة عموماً وذلك ما أدى إليه نكوص هؤلاء صراحة عن هداية الدين،الأمر الذي يقتضيكم أن تتعرّفوا الحقائق والدقائق في تجربة أهل السودان الحاضرة للاعتبار بها في مسيرتكم القاصدة بإذن الله.

أخوكم : حسن الترابي

الخرطوم

التاريخ / 27 ذو الحجة 1433هـ

الموافق له/ 12/11/2012م


--------------

November 16, 2012
(الجزيرة نت-حريات)

قال الرئيس السوداني عمر البشير أمس الخميس إن تجربة حكم الإسلاميين في السودان جاءت لمقاومة التيارات العلمانية والشيوعية من خلال طرح البديل المرتكز على الشريعة الإسلامية.

واعتبر في كلمته أمام مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن بالسودان أن “فترة حكم الإسلاميين غيرت وجهة السودان من التبعية والارتهان لمبادئ النظام الغربي العلماني باستلهام مبادئ الإسلام ومقاصد شريعته السمحاء، وبناء نظام حكم أساسه الحريات وإقامة العدل وتحقيق الشورى بين السودانيين”.

ودعا الرئيس السوداني الجماعات الدينية في بلاده إلى تقوية نسيج المجتمع بالعمل على تحقيق قيم التدين “من غازيات الثقافة الغربية، ومحاولات الاختراق الهدام الذي يسعى لنشر العصبية والجهوية والقبلية وزرع الفتن في البلاد”.

ومن المقرر أن ينظر المؤتمر -الذي يأتي في ظل انقسام حول دور الحركة وعلاقتها بالدولة- في إجازة دستور الحركة الإسلامية الجديد، وانتخاب أمين عام لها يخلف أمينها الحالي علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية.

وسبقت انعقاد المؤتمر اتهامات متبادلة بين قيادات الحركة الإسلامية السودانية وحزب المؤتمر الوطني بتزوير الانتخابات القاعدية لهذا المؤتمر بغية “تجيير” منصب الأمين العام الجديد من قبل الحزب الحاكم لشخصية محددة.

ومع مقاطعة بعض قادة الحركة الإسلامية ممثلة في حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، فإن أعضاء بذات المؤتمر لا يستبعدون إمكانية ان يعمل المؤتمرون على ضمان مخرجاته لصالح الحزب الحاكم.

لكن حزب المؤتمر الشعبي الذي يقود المعارضة ضمن أحزاب إسلامية أخرى تجاوزها المؤتمر اتهم الحزب الحاكم باحتكار مسمى الحركة الإسلامية “بما يسمي بالكيان الخاص”.

وقال أمينه السياسي كمال عمر عبد السلام للجزيرة نت إن ما يجري يستخدم لتفريق كلمة المسلمين في البلاد “لأن كيان المؤتمر هو رافد من روافد الحزب الحاكم”.

واعتبر أن المؤتمرين يمثلون 10% من منتسبي الحركة الإسلامية “فهم من عوام المستوزرين وقوى سياسية أخرى يبتغون المناصب والمنافع”، مشيرا إلى أنه “باسم الحركة الإسلامية انفصل جنوب السودان، ومورس الكبت والقتل والحرق والتدمير باسمها كذلك”.

ومن جانبه أكد عضو المؤتمر محمود حسن أحمد أن وجود تباينات بين أعضاء الحركة الإسلامية حول القضايا المطروحة للتداول لا يعني وجود خلافات قطعية بينهم.

وأشار إلى أنه من الطبيعي أن تصدر المقررات “مطبوخة” لأنه تم الإعداد لها سلفًا في شكل توصيات من المؤتمرات القاعدية التي سبقت المؤتمر العام، ورغم ذلك توقع أن يشهد المؤتمر تجاذبا حول شخصية الأمين العام الجديد.

يذكر أن المؤتمر ينعقد بحضور عدة ضيوف أبرزهم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي والمرشد العام للإخوان المسلمين بمصر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وأمير الجماعة الإسلامية في باكستان النور حسن أمين.


د. نافع: من المصلحة تبرؤ الترابي من الحركة الإسلامية
االانتباهة
نشر بتاريخ الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


سخر د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر، من تبرؤ د. حسن الترابي من الحركة الإسلامية ووصفه لمؤتمرها العام بـ«الهرج والمرج»، وأنه بمثابة الاستنزاف لموارد الدولة الاقتصادية، كما رد بعنف على حديث الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بأن الحركة الإسلامية قد أزهقت كاهل الدولة بالحروب والانفصال.وقال نافع في تصريحات على هامش مؤتمر الحركة الإسلامية بقاعة الصداقة أمس:« إن الحركة الإسلامية لا يضيرها حديث الترابي في شيء»، وأضاف: «من مصلحة الحركة أن يتبرأ منها الترابي، وأن حديث المهدي بشأن الحركة ليس فيه جديد»، وتساءل: لا أدري ما هي الثمار التي نجنيها من حديثه؟.
وتابع: لأننا نعرف موقعه في الشارع السوداني. إلى ذلك وصف نافع حديث مدير شرطة دبي بدولة الإمارات المتحدة بأن مؤتمر الحركة الإسلامية في السودان يعتبر مهدداً لأمن دول الخليج بأنه رأي، وقال نافع: إن الذي يخشى الإسلام ليس له من وسيلة ليصحح بها أخطاءه لأنه مصحوب بأفكار مزعجة له شخصياً، وقال نافع:«لا أرى في المؤتمر مفسدة لعلاقاتنا مع دول الخليج ولا العالم العربي


-----------------

غازي صلاح الدين أم عسكري ؟ صراع السلطة والأولويات في مؤتمر الإسلاميين
November 18, 2012
(حريات)

إختتم مؤتمر الحركة الإسلامية جلساته أمس السبت بإنتخاب مجلس شوراه .

وأصد رئيس المؤتمر الطيب ابراهيم (سيخة) بياناً مساء الجمعة يطمئن الدول الخليجية بأن ( الحركة الإسلامية تحترم سيادة الدول ورغبات الشعوب) وانها تتجنب (الدخول في أي محاور أو برامج إستقطاب يمكن ان تؤثر في إستقرار المنطقة ) .

وكانت تقارير صحفية نشرت في كثير من المواقع والصحف أشارت إلى ان أحد أهداف المؤتمر تنسيق جهود حركات الأخوان المسلمين للسيطرة على السلطة في الكويت والإمارات العربية لتمويل دولهم الفقيرة في ما يسمى بدول الربيع العربي .

وإلى ذلك أشار رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الذي قال ان الأخوان يريدون (الخزائن) بعد ان تمتعوا لزمن بهبات الخليج .

وتقلق دول الخليج كذلك من التوغل الايراني في السودان ، خصوصاً بعد ما كشف عنه من صناعات تسلح ايرانية وزيارة البوارج الايرانية لبورتسودان باطلالها على البحر الأحمر الذي يشكل أحد شرايين عبور النفط وأمن دول الخليج.

ورغم الرسائل التطمينية لرئيس المؤتمر إلا ان الجلسة الختامية للمؤتمر أمس السبت سادتها روح إنقاذ التسعينات ، بهتافاتها عن نزعات التوسع الإمبراطوري .

وكانت مثل هذه الهتافات في التسعينات تعبيراً عن سياسات عملية قذفت بالسودان في (شيمة) الصراعات الدولية ولكنها إنتهت إلى الفشل والهزيمة وإلى تسليم (الأخوان) و(الملفات) لأجهزة الإستخبارات الامريكية .

ومنذ أواخر التسعينات ظلت شعارات مثل (امريكا قد دنا عذابها) ، اذا تم تردادها ، فمن باب سياسة (ركوب السرجين) أو كغطاء للسياسة العملية في (التعاون مع امريكا) .

وشكل قصف مصنع اليرموك للصناعات العسكرية 24 اكتوبر إعلاناً داوياً بفشل سياسة (النفاق) الإنقاذي ، حيث اشار القصف إلى ان اسرائيل والولايات المتحدة لم تعودا قانعتين بحدود (التعاون المزدوج) الذي يهرب الأسلحة إلى (حماس) ويبلغ عنها لضربها!!

هذا وأكد مصدر مطلع لـ(حريات) ان السلطات السعودية رفضت إستقبال عمر البشير رسمياً إبان زيارته الصحية الأخيرة للملكة ، وقال مسؤول سعودي ( تأتونا عندما تحاصركم الأزمات ، وعندما تنفرج عنكم تعملون ضدنا) .

وتشكل العلاقات الاقليمية والدولية أحد أسباب صراع مراكز القوى في الإنقاذ ، فبينما ترى مجموعة علي عثمان انه من الأفضل (إحناء الرأس للعاصفة) وتركيز سلطتها في الخرطوم بناء على علاقات تصالحية مع الاقليم والعالم ، ترى المجموعة الأخرى مدفوعة بأزمتها مع المحكمة الجنائية الدولية انها لن تستطيع المحافظة على سلطتها إلا بالتحالف والتنسيق مع الجماعات الأكثر تطرفاً والدول المارقة على الشرعية الدولية .

وفيما عكست بيانات مؤتمر الإسلاميين الرسمية إتجاهات مجموعة (إحناء الرأس) ، إلا ان الثقافة السياسية للتيار الاسلاموي تعضد المجموعة الداعية للمصادمة والمروق ، كما تعضد من الروحية التي قادت إلى هتافات الجلسة الختامية .

ومن جهة أخرى ، وفي سياق الصراعات حول الأولويات والسلطة ، رشحت تكهنات حول الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية ، فخلاف النزاع الرئيسي بين مجموعة علي عثمان ومجموعة عمر البشير ، تتراكب نزاعات داخل كل مجموعة ، ففي مجموعة علي عثمان من يرى التجديد له مرة أخرى ، بينما يرى آخرون إنتخاب غازي صلاح الدين في تحالف مع صلاح قوش ، ويرشح آخرون كل من ابراهيم أحمد عمر والزبير أحمد الحسن وأمين حسن عمر وكمال عبيد ، وفي الجانب الآخر ، ايقنت مجموعة عمر البشير بعدم قدرتها على ضمان فوز أحد مرشحيها ( اسامة عبد الله ، الفريق معاش آدم حامد موسى ، محمد بشير عبد الهادي) ، ولذا إختارت كما تؤكد مصادر (حريات) إشاعة الخلافات في المعسكر الآخر طمعاً في الوصول إلى تسوية تسمح بالإتفاق على مرشح توافقي من المؤسسة العسكرية (سواء الطيب ابراهيم (سيخة) أو غيره


---------------
الترابي : الغنوشي لم يطرح علينا المصالحة مع عمرالبشير
November 18, 2012
(السبيل)

نفى الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي أن يكون رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي طرح المصالحة مع الحزب الحاكم بالسودان.

وقال الترابي إنه التقى الغنوشي في الخرطوم الجمعة على هامش زيارة الأخير للسودان لحضور المؤتمر العام للحركة الإسلامية في السودان، والذي انتهى الجمعة.

وأوضح الزعيم الإسلامي السوداني أن الغنوشي لم يطرح عليه خلال لقائهما المصالحة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير الذي انشق عنه الترابي في العام 1999.

وكان الداعية الإسلامي المعروف يوسف القرضاوي فشل أكثر من مرة في الجمع بين الترابي والبشير الذي انحاز إليه في الصراع كثير من تلامذة الترابي أبرزهم نائبه علي عثمان الذي يشغل الآن منصب النائب الأول للبشير وكذلك الأمين العام للحركة الإسلامية.

واستطرد الترابي أنه ناقش مع الغنوشي ما يمكن أن تستفيد منه بلاده من التجربة السودانية لتفادي أخطائها والاستفادة من حسناتها ومنجزاتها باعتبار أن السودان كان سباقًا في وصول الإسلاميين للحكم على مستوى البلاد السنية.

واتهم الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي الحزب الحاكم بمنع القادة الإسلاميين بدول المنطقة الذين وصلوا الخرطوم للمشاركة في المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية من زيارته، وذلك عقب استقباله بمنزله للغنوشي.

ومن أبرز المشاركين في مؤتمر الحركة مرشد الإخوان المسلمين بمصر محمد بديع والغنوشي ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وأمير الجماعة الإسلامية بباكستان سيد منور والمراقب العام للإخوان المسلمين بليبيا بشير الكتبي.

ويعتبر الترابي المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية بالسودان ومهندس الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس عمر البشير إلى السلطة في العام 1989 قبل أن يختلف الرجلان في العام 1999 ويؤسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة اعتقل جهاز الأمن السوداني الترابي أكثر من مرة ولعدة أشهر تحت دعاوى مختلفة منها التخطيط لانقلاب عسكري.

واعتقل الرجل في العام 2009 بعد تأييده لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير حيث تتهمه المحكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور غربي البلاد حيث تحمل حركات مسلحة السلاح وتسعى لإسقاط البشير.

ويقول الترابي إن البشير يتحمل المسؤولية السياسية عن الجرائم المرتكبة بوصفه رئيس البلاد، وإن عليه المثول أمام المحكمة وهو ما يرفضه الأخير بحجة أن المحكمة مسيسة ولا ينعقد لها الاختصاص.

ويقول قادة حكوميون إن حركة العدل والمساواة – وهي أقوى الحركات المسلحة في دارفور – هي الجناح العسكري لحزب الترابي حيث اعتقل جهاز الأمن الأخير عقب غزو الحركة للعاصمة في العام 2008.

واعتقل العام الماضي أيضًا عقب تصريحه بأن السودان سيلحق ببلدان الربيع العربي


----------------

إنتخاب الطيب سيخة يشير لإنتصار مجموعة علي عثمان ويؤكد إفلاسهم الفكري والسياسي
November 17, 2012
(حريات)

صرح رئيس مؤتمر (الحركة الاسلامية )الطيب ابراهيم محمد خير ان المؤتمر حسم بالتصويت طريقة اختيار الامين العام للحركة بان تجرى بواسطة مجلس الشورى وليس من قبل المؤتمر العام .

وكشفت مصادر مطلعة لـ (حريات )عن انسحاب بعض المؤتمرين من جلسات المؤتمر عقب اجازة طريقة انتخاب الامين العام من مجلس الشورى التى اعتبروها تقييدا للاختيار الحر واللشورى .

وقال المنسحبون ان المؤتمر طبخ بشكل مسبق رغم الشكل الظاهرى لحرية ابداء الاراء .

واكد مرقبون ان القيادة المتنفذة فى الانقاذ ، رغم خلافاتها ، الا انها تتفق فى عدم ترك اختيار الامين العام لـ ( دهماء ) المؤتمرين فى المؤتمر العام ، الامر الذى يهدد باحتمال انتخاب شخصية تقلب الطاولة على القيادة المتنفذة ، وفى المقابل فان حصر الانتخاب فى (400) من اعضاء مجلس الشورى يعطى القيادة المتنفذة – من كلا الجناحين – فرصا اعلى فى التحكم فى النتيجة عبر وسائلها المعهودة فى ممارسة الضغوط والابتزاز والاغراءات .

واكدت مصادر (حريات) ان التيار الغالب فى المؤتمر يصب لصالح مجموعة علي عثمان وان إنتخاب الطيب ابراهيم لرئاسة المؤتمر كان بالونة الإختبار الأولى لقياس توازنات القوى .

ولكن المحلل السياسي لـ(حريات) قال انه رغما عن ان شواهد عديدة تؤكد ما ذهبت اليه هذه المصادر من غلبة مجموعة علي عثمان ، إلا ان الإسلاميين عموماً يعبدون القوة – قوة السلطة وقوة المال – وذلك ما أشارت اليه بصورة فجة خطب أمراء الحركات الإسلامية الضيوف بالمؤتمر ، فقد حيا غالبهم عمر البشير رئيس النظام ومظنة القوة في حين تجاهلوا علي عثمان نظيرهم في امارة الحركة السودانية ! كما تتجلى عبادة القوة خصوصاً في الحركة السودانية التي تحول غالب كادرها إلى موظفين والذين سبق وانحازوا إلى (مائدة الدولة) في مواجهة شيخهم الترابي . والدلالة الموحية في هذا السياق إنتخاب الطيب (سيخة) رئيساً للمؤتمر بخلفيته العسكرية وخلفية (السيخ) والمذابح في دارفور .

وأضاف بانه إذا استمر غالب المؤتمرين في الإنحياز لمجموعة علي عثمان فإن ذلك سيكون دلالة على إحساسهم بتوازنات القوى وليس على الإنحياز إلى ايه رؤية أو برامج ، وقال المحلل السياسي انه لا يستبعد إستمرار هذا الإنحياز رغم انه لا يرجحه ، حيث لا تزال المجموعة العسكرية الأمنية تمسك بمفاصل الدولة ، والتي هي بالأساس دولة ذات طبيعة عسكرية أمنية ، ولكن مع إنغلاق الأفق السياسي لهذه المجموعة بما يعني ان الذهاب خلفها يعادل الإنتحار ، فان هذا ربما يضيف إحتمالية ما لصراع مراكز القوى .

وقال المحلل السياسي ان الحركة الإسلامية رغم تباهيها بإنتشار عضويتها في القطاعات المختلفة ، عكس مؤتمرها إفلاساً فكرياً وسياسياً ، فلم تجرؤ على مقاربة نقدية لتجربتها التي انتهت إلى أفسد الأنظمة في تاريخ السودان الحديث وإلى إنكار الحقوق والحريات – والتي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية ، وإلى القتل بالهوية وحرق الأطفال وإغتصاب النساء والتعذيب ، وغيرها من الإنتهاكات الواسعة والجسيمة ، هذا فضلاً عن إنحطاط كافة أوجه الحياة ، إلى درجة دفع المواطنين إلى شرب المياه المختلطة بالبراز ، وتناول الأطعمة المسرطنة والأدوية الفاسدة ، إضافة إلى تفسخ القيم الأخلاقية ، حيث تنشر الصحف كل صباح تقريباً أخبار إغتصاب الأطفال بواسطة النظاميين !

وقال انه في السياق السوداني القائم الآن فان ترداد الإسلاميين المؤتمرين لشعارات الأخلاق والعدالة والحريات والنهضة وغيرها ، من فرط مفارقتها للواقع ، تصلح مشاهد في مسرحية كوميدية سوداء .

وأضاف ان أي حركة تذهل بمثل هذا الذهول عن رؤية الواقع لا يمكن أن يكون لها مقعد في المستقبل ، والحركة الإسلامية ما دامت غير قادرة بعقلها الخائف عن رؤية الواقع كما هو ، خوفاً من تحمل مسؤوليتها عن ما آلت اليه أوضاع البلاد ، ستظل مفلسة ونافلة ، كما ستظل تسد عجزها وفشلها بزعيق الشعارات والقمع ، ولكن كلاهما غير قادرين على (تغذية الرصيد) !



----------------------

: أخطاء الإسلاميين وتحديات الفلسطينيين)

د. عبدالوهاب الأفندي

(1) ينعقد في الخرطوم هذه الأيام مؤتمر ‘الحركة الإسلامية’، وهو إسم على غير مسمى، لأنه يقوم على اغتصاب مزدوج لسلطة الشعب باسم الإسلام ودعاته، ثم اغتصاب لحق الحديث باسم الإسلاميين تحت عصا السلطة. ومثل هذه الجريمة المركبة في حق الإسلام والشعب والأمة تستحق الإدانة الحاسمة، خاصة من قبل الإسلاميين، وبالأخص في هذه المرحلة التي تقدم الحركات الإسلامية نفسها لقيادة مسيرة الشرعية والديمقراطية في بلدان الربيع العربي.


(2)

ما حدث للأسف كان العكس، حيث تقاطر معظم قادة الحركات الإسلامية العربية على حضور هذا المؤتمر، فكانوا ممن يشهدون الزور ولا يعرضون عن اللغو. مثل هذا الموقف الملتبس أخلاقياً في الانحياز لمغتصبي السلطة، استغله ويستغله خصوم الإسلاميين لإلقاء الشبهات على ثبات موقفهم من الديمقراطية، وحق لهم. فقد كان حرياً بقيادات ناضلت طويلة من أجل الحرية أن تنأى بنفسها عن الظالمين، خاصة حين يتعدى إثمهم اغتصاب سلطة الشعب (وكفى به إثماً مبيناًً) إلى تزوير إرادة قواعد الحركة الإسلامية.

(3)

لم تكن حركة حماس بدعاً من هذا الخلل البين في الرؤية، والبعد عن الصواب في الحكم، حيث كان زعيمها خالد مشعل على رأس شهود الزور. ولم تكن هذه أول أخطاء حماس، التي بدأت بإلزام نفسها بما لا يلزم، واختارت قبل ذلك أن تحشر نفسها في جلباب أوسلو غير الطاهر، فترأست سلطة مهمتها خدمة إسرائيل وحراسة أمنها. ومع ذلك لم تلتزم بما ألزمت نفسها به، فانقلبت على هذه السلطة، فجعلت نفسها رهينة المحبسين: صيغة أوسلو ومعتقل غزة.

(4)

لا غرو إذن أن ظلت الحركات الإسلامية تعاني إشكالات أنها تعامل كأنها معارضة حتى وهي في الحكم، وتواجه أزمة صدقية وشرعية. ولا ينعكس هذا في موضع كما ينعكس في غزة، خاصة هذه الأيام التي تتعرض فيه لعدوان غاشم جديد. ففي أي مكان آخر في العالم، لو تعرض شعب لمعشار ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم فوق ظلم، من اغتصاب للأراضي، وحرمان من الحرية وحتى الرزق، ثم يصب فوق رأسه حمم القنابل والدمار والقتل، لهبت الإنسانية جمعاء تستنكر الجرم وتنصر المظلوم. فما بال الفلسطينيين يعاقبون لأنهم مظلومون، ثم يمتدح الجاني وتسب الضحية؟


(5)

قد يقال إن مرجع هذا هو لضعف العرب والمسلمين، وخيانة كثير منهم، ونفاق حكومات الغرب. وهذا صحيح إلى حد كبير، ولكنه ليس كل ما في الأمر. فهناك عجز فلسطيني واضح عن استغلال الوضع، وتجريد ذاتي للنفس من السلاح الأخلاقي. ويتجلى هذا في تشرب بعض القيادات الفلسطينية لخطاب العدو من جهة، وتبني بعضها لخطاب يقوم على الجعجعة الجوفاء من جهة أخرى. وفي الحالة الأولى يعطي القادة الانطباع بأن إسرائيل على حق والفلسطينيين على باطل، بينما في الحالة الثانية الانطباع أن الفلسطينيين هم المعتدون، وأن إسرائيل هي المظلومة المدافعة عن نفسها.

(6)

في هذا المناخ الغريب، تختال إسرائيل بلا رادع، ليس فقط على الصعيد العسكري، وإنما على الصعيد الإعلامي والأخلاقي. على سبيل المثال، يكرر المسؤولون الإسرائيليون وحلفاؤهم في الغرب أن إسرائيل ظلت تتعرض لعدوان مستمر من غزة بإطلاق الصواريخ، وأن أي دولة في العالم لا يمكن أن تصبر على استهداف مواطنيها بعدوان من هذا النوع. ولا شك أن أول رد على هذا الاستنكار بأنه لا توجد كذلك دولة أخرى في العالم تمارس ما تمارسه من إسرائيل من قهر للأبرياء، وتمييز ضد أهل البلاد الأصليين، وعقاب جماعي لشعب بكامله. بنفس القدر فإن الزعم بأن أهل غزة يبدأون إسرائيل بالعدوان باطل، لأن إطلاق الصواريخ لا يتم إلا رداً على عدوان إسرائيلي، وفي حالات استثنائية.

(7)

أن لنا رأياً في سياسة حماس الدفاعية ومواقفها السياسية، فكلتاهما ليس بمنزل كما قال الحباب بن المنذر للرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر. ولكن ليس هذا موضوعنا اليوم، وإنما موضع التأمل هو هذا ‘النجاح’ المذهل في تحول القيادات الفلسطينية، كما قلنا سابقاً، لأسوأ المحامين عن أعدل قضية، وإنه لإعجاز بكل المقاييس. ولكن الأمرين مترابطان. ذلك أن قوة غزة ليست في صواريخها، وإنما في عدالة قضيتها. وينبغي أن تراعي استراتيجيتها هذه الحقائق، وأن تستعيد تمتين تسلحها الأخلاقي، وأن تجرد العدو من هذا السلاح.

(8)

الدفاع عن غزة ليس مسؤولية حماس وحدها، ولا الفلسطينيين دون غيرهم. ولكن حكومة غزة والقيادات الفلسطينية الاخرى يجب أن تقود المعركة الأخلاقية في أضعف الإيمان. وهذا يعني أن يكون الخطاب الفلسطيني متقدماً وواعياً، وأن يتجنب نقيضي الإفراط والتفريط. فمن غير المعقول أن نسمع التهديد بإزالة إسرائيل من الوجود من حكومة تعتمد على دولة إسرائيل في إمدادات الوقود والطعام. ومن غير المعقول أن نسمع قيادات فلسطينية تعتذر لإسرائيل وهي رهن معتقل ‘السلطة’.

(9)

هناك إشكال مماثل عند الحركات الإسلامية التي تداعت إلى الخرطوم لتشيد بنظام دكتاتوري ‘إسلامي’، ثم تعود إلى بلادها لتطالب بالديمقراطية. وكان الأحرى بها أن تتعظ من سابق عهد الأحزاب اليسارية التي كانت تشيد بدكتاتوريات موسكو وبكين ثم تشكو قمع دولها.


---------------

الحركة الإسلامية: تدافع التحديات وفشل المشروع الفكرى
أحمد حسين أحمد:


الرؤية التجديدية للحركة الإسلامية التى برزت خلال الفترة الماضية وبشدة خلال هذه الفترة ومن ابرز قادتها وكذلك الطرق على قضية الاخلاق فى هذا الوقت بالذات ، امر محمود فى ظل التراجع والتوهان المخيف الذى ظل يكتنف حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتنا الدولية خاصة ان الحركة انتدبت نفسها لامر التكليف للتصدى للقضايا الفكرية وقضية الحكم وتزكية المجتمع كما جاء على لسان ابرز قادتها خلال الاسبوع الماضى(مقال د.غازى صلاح الدين بصحيفة السودانى بتاري13/11/2012)، كان المؤمل ان ترسم الحركة الاسلامية طيلة عقدين من الزمان رؤية فكرية واخلاقية مستمدة من فكرنا الاسلامى يوجه مسيرة الحكم نحو المقاصد والغايات السامية ، يهتدى بها اهل الحكم وهم يقودون ذراعها الممسك بالسلطان وهو المؤتمر الوطنى لينزل رحمة وخيرا للمجتمع ، لكن تاهت الرؤية وانحسر المد الفكرى مع اشواق السلطة ومنافعها التى ضلت وسط زحام من سوء التدبير فسدت معه الذمم وانعدم الوازع الاخلاقى وتعمقت جذوة الاقصاء واحتكرت السلطة والثروة فى قلة ممسكة بمقاليد الامور كان عصى عليها ان تتنازل عن السلطة وتفسح المجال للآخرين بمزيد من الحريات وقبول الآخر ، الحرية والعدالة من ارفع القيم الاسلامية والاخلاقية التى توافقت عليها كل المبادئ والقيم الدينية السمحة ، كان ملفتا خلال مؤتمرها الثامن ان تم الطرق بقوة على مسألة الحرية ومبادىء الحركة وتنزيل تلك القيم للناس رحمة ورأفة بهم فى خطاب امين الحركة الاسلامية ابان الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها الثامن الذى ينعقد هذه الايام ، يذهب فى ذات المعنى امير جماعة الاخوان المسلمين فى مصر الأستاذ محمد بديع ، الذى تباعد خطابه الفكرى كثيرا عن مسار الحركة الاسلامية السودانية وجاء مشبعا بقيم فكرية صادقة ورؤية واضحة المعالم لمنهج الحكم ورعاية امور العباد، كان تأثير ثورات الربيع العربى ذا دلالة بالغة فى الخطاب واكثر انفتاحا على المسارات الفكرية الاخرى فى العالم .


ان ازمة الحركة الاسلامية السودانية ليس تجديدا فى منهجها وخطها الفكرى ، بل ارتباط الحكم ومؤسساته بها وهى مسئولة تماما عن مسار الحكم والدولة طيلة دوراتها السابقه تمد الحزب بالسياسات والاستراتيجيات فى كل مناحى الحكم وعلاقاتها الخارجية ، كذلك هى مسئولة عن كل الاخطاء التى صاحبت مسيرة الحكم ، واى فشل فى تنفيذ رؤيتها الفكرية نتيجة لعجزها وعدم توافقها مع السلطة هى مساءلة عن ذلك ، وقبل بضعة اشهر خلال هذا العام اعترف رئيس القطاع الفكرى والثقافى والاجتماعى بالمؤتمر الوطنى رئيس مجلس شورى الحركة بفشله وأعضاء القطاع فى تقديم افكار للجهاز التنفيذى وهذا الفشل ليس لعامين منصرمين بل لاكثر من عقدين من الزمان ، ومرد ذلك فى تقديرى الى غياب كامل لإعمال الفكر فى مجمل الحياة خاصة تصريف شئون الدولة وقضايا الحكم و عجز كامل فى رعاية احوال المجتمع .


ان فك الارتباط بين الحركة الاسلامية والحكومة وقضية التجديد هو ذر الرماد على الاعين ، باعتبار ان ما تتعرض له الدولة من ازمات فى مناحى كثيرة سياسية واقتصادية وعلاقاتها الخارجية هو اكبر من قدرة الحركة وحزبها السياسى ولذلك كان حتميا ان يخضع كليهما - من خلال مؤتمر الحركة الاسلامية الثامن -لعملية انعاش وتغيير فى الحراك العام يعطى قوة دفع تمهد لفترة اطول بآمال اكبر ، فضلا عن ان كامل عضوية المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى هم اعضاء اساسيون فى الحركة الاسلامية وبالتالى فان غلبت السلطة على الرؤية الفكرية لايختلف اثنان حولها وهنا تضيع كل افكار ورؤى التجديد فى الحركة الاسلامية ، كما ان اشواق الحادبين على اصلاح وتجديد منهجها رغم تأثيرهم المحدود لا يغير فى علاقة الحركة بالحكومة بل قد يوجد تيار فكرى اقوى متوافق على رؤية تجديدية تكرس من حالة الانقسام داخل الجسم الواحد ويعمق من ازمات البلاد . ان السواد الاعظم من المجتمع السودانى لا يهمه من ياتى على رأس امانة الحركة ولا دستورها طالما ان ازمات البلاد تتعقد كل يوم ويخرج علينا ساسة كل همهم التكسب من السلطة وارضاء السلطان واهمال فى كل شئون الدولة حتى سياستنا الخارجية اضحت فى مهب الريح .


للأسف الشديد انه بعد عقدين من الزمان وجدت دولة تقود المجتمع وليس العكس الافتراض كان تأسيس نظام للحكم يقوم على فكر ورؤية توجه حركة المجتمع والدولة على نحو يحقق الغايات والأهداف السامية النابعة من عقيدتنا السمحة ، يقود هذا التوجه مجتمع مشبع بمبادىء الحرية والديمقراطية ، هو الذى يقوم بتوجيه مسار الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق غايات تحقق الخير العام لكل الناس وفق رؤى تعمق الاستقرار الاجتماعى والسياسى وتأمين البلاد من كل خطر وتحريك كل الامكانيات لرفاهية المجتمع بعدالة وانصاف ، يقوم على هذا التكليف من يضع المجتمع الثقة فيه وليس من ينتدب نفسه ليقوم بالتكليف وعند الفشل تزداد الرغبة بالإمساك بالسلطة والدفع بتجديد مرجعيتها لتأمين مسار جديد ، الامانة تقتضى انه عند الفشل يجب ان تتداعى كل المرجعيات فى المجتمع لتقويم مسيرة الحكم وإدارة الدولة على نحو يحفظ للبلاد عزتها وللإنسان كرامته وحريته.


الشاهد الآن ان البلاد تندفع مسرعة بلا فكر او منهج يوجه مسيرتها نحو الاصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى الذى يؤمن استقرارها وقوتها ويحقق اجماعاً قومياً يرتكز على المشاركة السياسية المستحقة وفق استحقاق يلتف حول قيم العدالة والمساواة والحرية . لقد انسدت منافذ التفكير وقيم الخير بفعل الاحتكار والتكالب على حقوق الغير والاستقواء بالسلطة على حساب القيم والمبادئ ، وما عادت مؤسسات الدولة تعمل بنظم ومبادئ المؤسسية وحرية القرار وروح المبادرة بل برؤية آحادية ، الانسداد السياسى الحالى تعطلت معه الرؤية الفكرية للحكم وتراجعت معه سيادة وعزة البلاد . افيقوا لتحقيق مشروع وطنى عريض تتكامل فيه كل المرجعيات لتنزيل قيم الخير والعدل والرفاه لكل الناس.

--------------

تأملات وإعترافات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 4 من 5
أسباب تراجع الفعالية التنظيمية للحركة الإسلامية (مدخل قيمي )
عثمان البشير الكباشي: الشكوي مستمرة من تراجع الفعالية التنظيمية للحركة الاسلامية التي كان مشهود لها بقدراتها الكبيرة في الفعل الاجتماعي والسياسي والدعوي ، ودائماً ما يكون منهج المعالجة القفز لمعالجات فنية واجرائية لمواجهة الضعف التنظيمي ، من شاكلة ( إعادة البناء التنظيمي ) أو ( اعادة الهيكلة ) وتكثيف الإجتماعات والمؤتمرات وتصنيف اللوائح ، والعودة من كل ذلك ببروق خلب لا تمطر فعلا ً ، ولا تحرك ساكناً ، آلاف المؤتمرات ، والحشود ، والتوصيات والتقارير ، والنتيجة العملية في الميدان متواضعة ، فأين العلة ، وكيف السبيل الي عافية في الجسد العليل .
يقيني إن المعالجات الإدارية والفنية المجردة لاتفضي الي نتيجة ، لأن دوافع الفعالية والحركة والتأثير في الجماعات الفكرية الرامية الي التغيير الاجتماعي والفكري ، تعتمد بالدرجة الأولي علي منظومة القيم والأبعاد المعنوية والثقافية ، قبل الإجراءات والشكليات ، ولذلك فإن هذه الوقفة تبحث في القيم والأفكار كمدخل لتحليل تراجع الفعالية التنظيمية ، فلن ينصلح شيئ ولوعقدت ألوف المؤتمرات ، والاجتماعات والمهرجانات ، دون غوص في العمق والمضمون
السؤال المفتاحي ما سر تراجع الفعالية التنظيمية للحركة الإسلامية الحاكمة في السودان؟؟ ، رغم تبدل الآستضعاف تمكيناً ، والخوف امناً والمطاردة والسجون سلطاناً، والفقر والعطالة والتشرد وظائف وأموال ووجاهات ، ولكن رغم كل ذلك يشتكي الجميع من فتور في الهمم ، ونجوي حزينة بين كل اثنين من أبناء الحركة تجمعهم جوامع الحياة في السودان ، ومفارقات بينة ومحيرة بين ضعف مخرجات ونتائج العمل حالياً رغم ما يتاح له من موارد وإمكانيات مادية وبشرية مقارنة بعهود الحركة قبل الوصول للسلطة ، فقد كان لكوادر الحركة قدرات عالية وبراعة و ذكاء وقبول ، وجرأة واقتحام ، وقدرة علي تحقيق نتائج باهرة في ظل موارد شحيحة وحصار أمني ومادي يحوله أهل العزائم الماضية والهمم العلية الي انتصارات ونجاحات جعلت الحركة الاسلامية في تقدم متصل حتي لحظة وصولها للحكم .
ان ظاهرة ضمور الفعالية التنظيمية تستحق أن تكون محل تأمل وعبرة ، لايغطي علي ذلك محاولات التخدير والقفز فوق الحقائق التي درج عليها بعض إخواننا الذين إستمرأوا تطمين النفس والقيادة بالحديث عن عدد المؤتمرات ، والمشاركين فيها والأرقام الفلكية حول العضوية والمناشط ، والولاء .
قلت في مقال سابق إن الحشود كبيرة والهتافات عالية ، والإبتسامات بيضاء ، والتقارير متفائلة ، ولكن العطاء في ميادين العمل وساحات التفاعل اليومي في المجتمع ، في المساجد والمراكز والجمعيات والأحياء والقري ، تكاد تكون معدومة ، فهل تحول معيار الفعالية لدي الحركة الي الحشود والمؤتمرات والهتافات في استقبال المسئولين ؟؟؟؟ هل وظيفة الحركة وحزبها الحشود والمؤتمرات ، حتي إقترح البعض تغيير إسم الحركة وحزبها الي ( حشد ) ليتطابق الإسم علي الوظيفة الغالبة ؟ ومن هنا يبرز السؤال ؟ اين بقية وظائف الحركة والحزب ، الفكر ، التزكية والدعوة ، التثقيف ، العمل الاجتماعي والتكافلي ، التوعية ، التخطيط ، التقويم والمراجعة ، الشباب والرياضة ، ؟؟؟ وبالجملة أين الحركة والحزب في المجتمع ؟؟؟ وأين هي من التخطيط والرقابة علي الدولة ؟
وماهي معايير القياس للفعالية التنظيمية ؟؟؟؟
(1) الشعبية والجماهيرية عبر الحشود ما ينبغي ان توهم الناس ، فيظنونها ولاء صادقاً ، معبراً عن اختيار حر ، ومستعداً للدفاع عن الحركة في أوقات الرخاء والشدة ، لقد رأينا الحشود والجماهير والعضوية المليونية ونتائج الإنتخابات الباهرة عند الأحزاب الحاكمة في مصر وتونس واليمن وليبيا والنميري ، ولكنها تبخرت لحظة الإختبار الحقيقي ، لأنها نشأت في مناخات إختبار ومنافسة غير متكافئة مع الأخر ، وكأنها ولاءات مؤقتة لضرورات ومصالح الناس مع السلطان ، وماأكثرها وما أخدعها خاصة في العالم الثالث حينما يجد الناس أمام فرص محدودة في الإختيار فيركبوا القطار المتاح الإجباري أوشبه الإجباري ليفارقونه في إقرب محطة ممكنة ، ليستبدلونه بخيارهم المفضل اذا أتيحت لحظة لبيئة ومناخ حر تعددي للإختيار ، وان لم تتاح لهم فرصة الخيار الحر ظلوا علي ولائهم المؤقت للممكن الحاضر المتاح ولكن دون القناعات الكافية، ويشقي بذلك الحزب الذي يري في عضوية كثرة عاجزة وجعجة دون طحين وحشد يغني فيه الجميع وكل يطرب علي ليلاه ، هو يبحث عن الولاء وهم يبحثون عن المصالح ، والجمع عامر ولكن القلوب شتي .
( 2 )كانت الحركة فعالة يوم أن كانت تقرأ علي عضويتها ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم من الله من شيئ ، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) وتعرف إن اهم معايير ومطلوبات الفعالية هي الصدق وولده الصبر ( إن يكن منكم عشرون صابرين يغلبوا مائتين ) ، كانت تستزيد من الكم وتنفتح علي الناس مرحلة بعد أخري تمزق جلبابها القديم الضيق لآخر أكثر سعة ، ولكن لاتنسي معطي الفاعلية ، وتحرص علي المناخ والبيئة والمنهاج الذي يولد الفعالية فماهي مكونات وعناصر هذا المناخ
لعل الحرية أهم دوافع ومحفزات الفعالية ، فالإنسان الحر ، يفكر بطلاقة لايقيده الخوف من رأي يخشي أن يحاسب أو يعاقب عليه ، ثم يتفاعل معه الآخرون بذات الحرية فينتج الرأي ناضجاً ، محكم ، جراء التفاعل والتناصح ، لا مجال فيه لمجاملات أو فردية أو فرض من جهة عليا يخشي ه غضبها ، أو يخافون عقوبتها أو حرمان ما عندها ، أما إذا أصبح الجهر بالرأي يكلف الإنسان منصبه وعلاقاته و مصالحه ، أو يألب عليه أهل الحظوة والجاه ، فالأوفق للكثيرين في هذه الحال أن يؤثروا السلامة ، ويسيرون علي جانب الحيطان ، ويلعبون علي المضمون ، ويبادرون لتأييد رأي الرئيس الأعلي الذي يفصل ويعين ويبقي ، وإن تعذر عليك ذلك فلا أقل من أن الصمت ، والنتيجة أن يسود رأي الفرد لا الجماعة فيحرم التوفيق والسداد والبركة ، ولعل هذا سر هذا الضعف والخمول والتواضع الذي لازم أداء حركة كان طابعها الذكاء والنضج ، أو قل تواضعاً وحقاً بركة الشوري في صناعة الرأي وتنفيذه .
(3) الرأي الذي يصدر عن الشوري الحرة ليس بالضرورة صائباً بدرجة مطلقة ، أو كاملاً ، وقد يكون خاطئاً ، أو ناقصاً ولكنه دائماً مدعاة للتنفيذ الفعال ، لأن الناس يتفانون ، ويبذلون غاية الجهد في تنزيله علي أرض الواقع بأفضل ما عندهم من طاقة روحية ومادية وجسدية ، لشعورهم بأنه نابع منهم ، وانه جزء منهم يعنيهم نجاحه ديناً وخلقا ً ، وحتي الذين كانوا يعارضونه في مرحلة المداولات يندفعون بذات حماس أصحابه للدفاع عنه وتبنيه ، كما كانت تقضي بذلك تقاليد العمل التنظيمي ، وميزة أخري تؤثر بها الشوري علي الفعالية التنظيمية ، وهي إن مرحلة التداول الحر الكثيف توفر حالة من التعرف علي جوانب المسألة موضوع الرأي ، وتتيح الفرصة لإدراك جوانبها المتعددة ، وهذا يساعد في التنفيذ بفعالية بأثر الإحاطة بالأمور وتفهمها ومعرفة معلومات كثيرة عنها توضحها مراحل الحوار والتداول والتشاور ، علي عكس القرارات الجاهزة التي لا يعرف عنها منفذوها شيئاً ، ببساطة لأنهم لم يشاركوا في صناعتها فيقل حماسهم لها وقت التنفيذ .
(4) للفعالية التنظيمية صلة بالإخلاص والتفاني وهذه معاني مرتبطة بالطاعة وللطاعة صلة بالثقة والثقة موصولة بالقدوة ، والإخوة والمحبة ملح وعنصر رابط لهذه القيم المترابطة مع بعضها ، كل قيمة تولد الأخري وتتأثر بها.
الإخلاص دافع مهم للفعالية التنظيمية ، وهذا يفسر كيف إن قلة قليلة ، وبإمكانيات متواضعة ، ومعوقات كثيرة تحقق النجاحات الباهرة بفضل إخلاصها لما تعمل ، والعكس موارد وكثرة وحكومة والنتائج متواضعة .
إن من أهم مظاهر تراجع الفعالية في واقع الحركة الإسلامية ضعف العمل الطوعي لدي العاملين فيها ، فبدلاً من إنتظار الثواب من الله لدي العاملين ، شاع في الناس إنتظار حوافز الدنيا المباشرة وغير المباشرة ، ولعل مرد ذلك ان العضو يري إن الآخرين ينالون غنائم الدنيا من سلطان ووظيفة وجاه ويطلب منه إحتساب الأجر في الآخرة في ظل أوضاع إقتصادية متباينة ، فتكاسل الهمم وتتداخل النوايا وتعظم المفارقات أحياناًً كثيرة ، فيضطرب الأداء ، ويصبح أمر الدنيا حاضراً لا الآخرة ، فيقل المردود بقلة البركة وضعف السعي والمجهود .
(5) التدافع والتنافس والتحدي عناصر حاسمة في الفعالية والإبداع والتدافع في ساحات المجتمع ضاع يوم أن ماتت المنافسة في الساحة الفكرية والسياسية بفعل إلغاء الأحزاب والقوي السياسية والفكرية المنافسة اول الأمر وإضعافها ومحاصرتها لاحقاً ، صحيح إن هدف إضعاف الأحزاب قد تحقق ولكن تحقق معه إضعاف الحركة الإسلامية نفسها بعد أن فقدت عنصر التنافس والتحدي ، ودخلت في سباق الحصان الواحد منذ نحو ربع قرن ، إنه بلا شك سباق ممل غير مشوق ولا جذاب وقاتل لإمكانيات وقدرات هذا الحصان الواحد التي لن تفرح بالفوز المضمون الخالي من المنافسة بسبب غياب أوتغييب الخصم ، لاسبيل لحيوية الا عبر سباق تعددي حقيقي ، يستفز الأنصار ويحي جذوة الحماس ، وصدق الله القائل : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً

Post: #87
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-20-2012, 06:10 AM
Parent: #86

بعد مؤتمر الحركة وتحالف لندن: شكل التغيير القادم في السودان
د. عبدالوهاب الأفندي
2012-11-19


شهدت الساحة السودانية خلال الأسبوع الماضي حدثين، كان بينهما (حرفياً ومعنوياً) بعد المشرقين، ولكنهما مترابطان من ناحية تأثيرهما المحتمل على مستقبل السودان السياسي.


في الواقعة الأولى، انعقد في الخرطوم المؤتمر الثامن لـ'الحركة الإسلامية السودانية'، وهي التنظيم الذي ينافس على وراثة حركة الإسلام الحديثة التي ظلت تتصدرها حركة الإخوان المسلمين وتجلياتها المختلفة (جبهة الميثاق الإسلامي، الجبهة القومية الإسلامية والاتجاه الإسلامي) والحركات المنشقة عنها، في منافسة مع حركات أخرى، من أبرزها التيارات السلفية. أما في الواقعة الأخرى فقد انعقد في لندن لقاء ضم أحزاب الأمة والمؤتمر الشعبي (أحد روافد الحركة الإسلامية) والحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال، انتهى إلى توافق حول تصعيد المواجهة مع النظام، وعلى ملامح التغيير المطلوب بعد إسقاطه.
ويثير كلا الحادثين أسئلة هامة تنبع من مفارقة حدوثهما في الأساس. هناك على سبيل المثال تساؤل مهم حول إشهار حكومة الإنقاذ الوطني المفاجئ لإسلامها، وهذا الاهتمام غير المسبوق بالحركة الإسلامية وانتخاباتها، في حين أن النظام كان قد تنكر في ماضيه قولاً وفعلاً للإسلام وحركته. ولعلها مصادفة ذات مغزى أن الشيخ الترابي ذكرنا في رسالة مفتوحة وجهها لقيادات الحركات الإسلامية الاجنبية التي حضرت مؤتمر الخرطوم بأن نظام الإنقاذ أخفى متعمداً هويته الإسلامية لعام ونصف على الأقل في بداية عهده. ولكن ما لم تذكره الرسالة هو أن النظام قام أيضاً بحل الحركة الإسلامية وإلغاء كل مؤسساتها، والاعتماد على الدولة فقط، قبل أن يعمد فيما بعد لإنشاء تنظيم سمي المؤتمر الوطني، تأكيداً لتجاوز وإلغاء الحركة الإسلامية لصالح كيان أوسع لا يقتصر على الإسلاميين، بل ولا حتى على المسلمين.


عندما وقع انشقاق عام 2000 لم يختر أي من طرفي الخلاف لجناحه تسمية إسلامية، وإنما احتفظ أولهما باسم المؤتمر الوطني بينما تسمى الآخر بالمؤتمر الشعبي. إلا أن جماعة النظام واجهوا إشكالية أن المؤتمر الشعبي أخذ يستخدم الخطاب الإسلامي ضدهم، مما خلق أزمة شرعية إسلامية في صفوف أنصار الحكم، فقبلوا تنازلاً إنشاء تنظيم سموه الحركة الإسلامية (وقد شبهته في مداخلات سابقة بالنوافذ الإسلامية في البنوك الربوية)، الغرض منه تهدئة خواطر من بقي متمسكاً بدينه من الأعضاء. وقد وليت قيادة هذا الكيان للبروفيسور عبدالرحيم علي، وهو أحد قيادات الحركة البارزين. وكان عبدالرحيم علي قد برز خلال فترة الانشقاق باعتباره شخصية وفاقية، وأصبح لفترة قصيرة أقوى شخصية في الحركة والنظام حين ولي رئاسة لجنة رأب الصدع التي أوكل إليها حسم الخلاف. ولكن علي أضاع تلك الفرصة التاريخية لانتزاع استقلال الحركة من النظام، وانحاز تماماً إلى الجانب المتغلب، مما أفقده ما كان له من سلطة أخلاقية، وأهله لأن يصبح زعيم الحركة المدجنة. وعندما انبعث شيء من الحياة في الحركة بنهاية ولاية عبد الرحيم علي في عام 2003، وتقدمت شخصية ذات وزن للأمانة العامة، بذل النظام كل جهد ممكن لإعادة الحركة لبيت الطاعة، ففرض نائب الرئيس على عثمان محمد طه لقيادتها.


اتضح منذ ذلك الوقت أن الحركة قصد منها أن تستخدم كأداة لخدمة أهداف النظام السياسي، ولم يكن مسموحاً لها بأي جرعة من الإسلام أوالاستقلالية إلا بما يخدم أغراض من بيدهم الأمر. ولكن ما حدث خلال العامين الماضيين هو أن 'ثورة إسلامية' حقيقية تفجرت في تزامن مع ثورات الربيع العربي بين العضوية الشبابية في الحركة الإسلامية. (ولعلها مفارقة ذات مغزى أن أحد أبناء بروفيسور عبدالرحيم كان بين من تولى قيادة هذه الانتفاضة الشبابية). وقد تمرد هؤلاء الشباب في نفس الوقت على ما اعتبروه انهياراً في المنظومة الأخلاقية للحزب والنظام من جهة، وعلى الرؤية التقليدية للحركة الإسلامية من جهة أخرى. فمن الناحية الأولى، انتقد الشباب الظلم والفساد والتفريط وتواضع الأداء الحكومي في كل المجالات. أما في الجانب الثاني فقد أعلنوا أنه لا خلاص للبلاد إلا بالديمقراطية الحقيقية، وأن الإسلام لا يمكن أن يزدهر في ظل الطغيان. ولهذا كان من مطالبهم فصل الحزب عن الدولة، واعتماد الشفافية الكاملة، والدعوة إلى انتخابات جديدة تتوفر فيها كل فرص النزاهة حتى يحدد الشعب بحرية من يحكمه.


عندما أدرك أركان النظام خطورة هذه الانتفاضة، قرروا القيام بحركة استباقية، فأعلنوا بعث الحركة الإسلامية من مرقدها، وانبروا يدعون قيادتها بعد أن كانوا بذلوا من قبل كل جهد لوأدها وتهميشها. وقد بذلت جهود جبارة خلال المؤتمرات التي عقدت حتى لا يصل إلى المؤتمر إلا من يحوز رضا النظام.
وقد بلغت التكتيكات المتبعة قدراً من التجاوز حداً دفع حتى برئيس اللجنة التحضيرية، البروفيسور ابراهيم أحمد عمر، للاحتجاج علناً ضد هذه المخالفات، رغم أن عمر من أهل الموالاة المتحمسين. وقد ظهرت نتيجة هذا الجهد حين بدأ رئيس المؤتمر المنتخب، اللواء الطيب ابراهيم محمد خير، ولايته بأن جثا على الركب بين يدي نائب الرئيس على عثمان، في إشارة لا تخطئها عين على أن هذه حركة ديدنها السجود والركوع في غير وقت الصلاة وإلى غير القبلة.


لم يكن اجتماع لندن بين ثلاثي الأمة والشعبي والحركة أقل مدعاة للعجب، لأن الثلاثي المكون له يتحمل بين أطرافه كامل المسؤولية عن الكوارث التي أصابت السودان خلال العقود الثلاثة الماضية. ولعل الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، الذي كان رئيساً لوزراء السودان في الفترة بين عامي 1986 و 1989، أقل الثلاثة إثماً. فقد كان الرجل وقتها واقعاً بين مطرقة الحركة الشعبية وسندان الحركة الإسلامية بقيادة زعماء المؤتمر الشعبي الحاليين، حيث رفض كلاهما الالتزام بالعملية الديمقراطية ونتائجها. أما الحركة الشعبية فإنها رفضت مجرد الاعتراف بالحكومة المنتخبة، وأصرت على استخدام الفيتو المسلح ضد نتائج الانتخابات، بينما رد الإسلاميون بتجييش الشارع وممارسة كافة الضغوط السياسية والإعلامية في الاتجاه المضاد.
ويحسب للمهدي أنه تمسك في ذلك الوقت وفي كل الفترات اللاحقة بمساعٍ وفاقية، وسعى للتواصل مع كل أطراف العملية السياسية في السودان. ولكن جهوده ظلت تواجه تشدد المتشددين وتنطع المتنطعين من الجانبين. وبالطبع لا يخول الصادق وحزبه اللوم، لأن فريقه في الحكم افتقد الكفاءة، وحشد في الوزارة من قعدت بهم الكفاءة ولم يكن لهم رصيد سوى النسب. ولكن الإثم الأكبر كان بالقطع على الأحزاب الأيديولوجية.


والسؤال المطروح الآن هو هل نجح المهدي في اجتماع لندن في انتزاع التزام من طرفي الصراع الآخرين بالبعد عن التنطع والإصرار على فيتو السلاح، والقبول بالعملية الديمقراطية حكماً؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن هذا يكون إنجازاً عظيماً، لأن هذه خطوة لا غنى عنها في طريق استعادة العافية السياسية للبلاد. فقد كانت إشكالية كل من الحركة الشعبية والحركة الإسلامية أنهما لم تقبلا بالسودان كما هو، ولم ترضيا عن الشعب السوداني وخياراته، بل كانا يطمحان إلى تغيير الشعب بالقوة. وهذه كانت في الماضي توجهات الحركات الثورية من يسارية وقومية، وكانت النتائج بدون استثناء كوارث عظيمة، ومجازر لا حصر لها، شهدتها نواحي العالم المنكوبة من سيبيريا إلى كمبوديا، مروراً بالعراق وليبيا واثيوبيا وكثير غيرها.
بالمقابل فإن نجاح الثورات الديمقراطية في العالم العربي وقبل ذلك في شرق أوروبا اعتمد على شرطين: أولهما التوافق على هوية قومية جامعة، والثانية القبول بالديمقراطية حكماً.


فالثوار في كل هذه البلدان كانوا يرفعون في الميادين راية واحدة، هي العلم الوطني، رمزاً لوحدة الهوية والإرادة، والاعتراف بحق الآخرين في الرأي المخالف. في نفس الوقت، فإن هؤلاء الثوار لم يكونوا حريصين على أن يتولوا السلطة بأنفسهم، بل كان كل همهم إسقاط الدكتاتورية، ورد الأمر إلى الشعب يختار من يشاء. وليس هذا ديدن الحركات ذات البرامج الانقلابية والتي تصر على الفيتو المسلح على إرادة الشعب.
أما الآن وقد استبان الصبح لذي عينين، ولم تعد اليوتوبيا الأيديولوجية تنطلي على أحد، فإنه قد وجب على الجميع أن يتخلوا عن فيتو السلاح وأوهام تخليص الناس رغماً عن إرادتهم. وهذا يستدعي توحد الإرادة السياسية من أجل تحول ديمقراطي كامل بغير أي شرط سوى التوافق على ضمان الحريات والحقوق للجميع.
ولعلها أيضاً مناسبة، بعد نجاح مسرحية مؤتمر الحركة الإسلامية المزعوم، أن تمد المعارضة يدها إلى شباب الحركة الإسلامية الثائرين، وتطالبهم بالانضمام إلى صفوف الثوار من أجل خلق حركة شعبية موحدة تسرع التخلص من النظام القائم، وتعيد الديمقراطية بأسرع وقت وأقل الخسائر.

' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

Post: #88
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-20-2012, 09:13 AM
Parent: #87

عـنـدمـا (يعك) علـي كــرتــي!!

الطيب مصطغى
نشر بتاريخ الإثنين, 19 تشرين2/نوفمبر 2012

مرة أخرى (يعك) وزير خارجيتنا علي كرتي ويرتجل، أكرِّر يرتجل، خطبة يشنُّ من خلالها بدون أن يقصد الحرب على بلاده ويستعدي عليها دولاً كان هو الأولى بأن يتودَّد إليها ويسترضيها حتى تكون نصيراً وسنداً لا عدواً مبيناً في زمن قلَّ فيه النصير وبتنا فيه معزولين محارَبين من شتى أنحاء العالم.

لو قيل لي إن كرتي قال ما قال لربما رفضتُ تصديق محدِّثي لكني سمعتُ الحديث كفاحًا من فم الرجل الذي كان يتحدث إلى وزراء الخارجية العرب عن الأموال العربية المُودَعة في خزائن أمريكا والغرب والتي تعود مرة أخرى لإسرائيل لتُستخدم في ضربنا وقصفنا والاعتداء علينا!!

ياسبحان الله!! ومن منا لا يعرف هذه الحقيقة ومَن مِن الوزراء العرب الذين كانوا يجلسون إلى جوار كرتي لا يُدرك ما صرَّح به وزيرُنا الهمام لكن مَن مِنهم قال ما قال ليُحْرج دولته ويجرَّ عليها غضب دول الخليج التي كانت حضوراً في ذلك الاجتماع من خلال وزرائها بل هل قال مندوب فلسطين المعتدى عليها والتي اجتمع الوزراء من أجل بحث العدوان عليها.. هل قال ما قاله كرتي؟!

أعجب أن يكون شيخ الدبلوماسية في بلادنا والذي ينبغي أن يكون هو أكثر من يزن كلماته بماء الذهب قبل أن يتفوَّه بها هو أكثر المخرمجين الذين يُلقُون الكلام على عواهنه ويفعلون ما لا يجرؤ حتى دون كيشوت على فعله وهو يحارب طواحين الهواء.. بل أعجب أن يشرِّق على كرتي ويغرِّب فهو في يوم حمامة أو نعامة تجفل من صفير الصافر وفي آخر صقر كاسر وأسد هصور يخوض المعارك مع الصديق قبل العدو!!
قبل أيام قليلة غضب كرتي بسبب رسو السفينتين الإيرانيتين على سواحل السودان باعتبار أن ذلك يُغضب العرب عامَّة ودول الخليج خاصَّة بل إنه احتجَّ بأن وزارة الخارجية اعتذرت قبل أشهر لإيران عن استقبال السفن لأن ذلك يُغضب المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى بينما تجد كرتي نفسه يشنُّ الهجوم على ذات الدول التي كان حريصاً على عدم إغضابها بالسماح برسو السفن الإيرانية ثم يتهكَّم الآن من كنزها أموالها في الدول المساندة لإسرائيل!!

كرتي يهاجم رئاسة الجمهورية نفسها من داخل البرلمان حين تحدثتْ عن (الحشرة الشعبية) ويقول إن تلك التصريحات تُحْرج السودان أمّا هو فمن حقِّه أن يقول ما يشاء وأن يفعل ما يشاء فالسودان وشعبُه ملكٌ خاص له بشهادة بحث يمكن لمن يُريد أن يغالط أن يسأل عنها لدى مسجل الأراضي!!
كرتي يهاجم وزارة الدفاع لأنها لا تنسِّق مع وزارة الخارجية وأن السياسة الخارجية تعاني من تغوُّل الآخرين على اختصاصاتها لكن وزارة الخارجية بل وزير الخارجية هو أكبر الخارجين على السياسة الخارجية للدولة وأكثر المتغوِّلين على سياسات بلاده الحريصة على علاقاتها مع جميع الدول.
إنني أكاد أجزم أن وزارة الخارجية لم تعانِ في عمرها الطويل كما تعاني هذه الأيام وكما عانت أيام كان مُمسكاً بخناقها وزير خارجية الحركة الشعبية دينق ألور الذي كان يشنُّ الحرب على السودان من داخل وزارة الخارجية!!


أيام اعتداء العراق على الكويت في بداية التسعينات.. وقفنا موقفاً دفعنا ثمنه ولا نزال وكانت الإنقاذ يومَها طفلاً يحبو ويحتاج الى النصير فإذا بها تضعف ويُصنَّف السودان من دول الضد ويدفع ثمناً باهظاً جرّاء ذلك التهوُّر الذي لا يتناسب مع وضعه ووضع ثورته الوليدة التي ما كانت مهيّأة لخوض غمار معارك قبل أن يشتد عودها ولكن كرتي يقف اليوم موقفاً شبيهاً بجليطتنا تلك!!


الآن ونحن في أضعف حالاتنا ونشكو من قلة النصير وانعدام الحلفاء إفريقياً وعربياً وعالمياً نستعدي دولاً تدعمنا على الأقل اقتصادياً من خلال صناديق التمويل التي أسهمت في مشروعاتنا الكبرى مثل مروي وتعلية خزان الروصيرص وغير ذلك من المشروعات علاوة على استضافتها ملايين السودانيين.
كرتي يعلم أن مثل كلامه هذا لا تأثير له حتى لو جاء من دولة كبرى في المنطقة بل حتى لو صدر قرار بسحب الأرصدة العربية من الجامعة العربية بأجمعها فإنه لن يجد من يستمع إليه فلماذا قال ما قال؟
هل تراها شهادة أمام التاريخ يريد أن يقولها ليتحدَّث الناس عن شجاعته الدونكيشوتية وبطولته حتى لو فتح قولُه أحد أبواب الجحيم على بلاده أم هو موقف جديد للسودان الذي من المنطقي بعد هذه التصريحات أن يمضي في خط المواجهة مع دول الخليج ويختار التحالف مع إيران ويمنحها قاعدة عسكرية (عديل) بعد أن هاجم وزيرُه الخليج وتدخَّل في أخص خصوصياته؟!


والله إنني لعلى يقين أن كرتي لم يستشر رئاسته قبل أن يقول كلمته هذه التي حدَّد فيها موقفاً (قطعه من رأسه) بدليل أنه ارتجل الكلمة ارتجالاً رغم خطورة ما ورد فيها من مضامين وأعجب لماذا لم يكتب الرجل كلمته أهي شطارة واستعراض لقدراته الخطابية أم هو تطاول وشعور بالعظمة وأنه (ما سائل في زول) وأنه يفعل ما يشاء في بلاد بلا وجيع؟!


رجلٌ يُحصي على الناس أنفاسَهم ويطلب أن يُترك أمر السياسة الخارجية لوزارة الخارجية لكنه لا يقدِّم ما يُقنع مَن يخاطبهم أو من ينتقدهم إنه جدير بالانتصاح بما ينصح به غيره!!
حتى القدرات الخطابية ومعرفته الجيدة باللغة العربية التي أعرفها عنه من قبل خذلته هذه المرة فكان متلجلجاً مرتبكاً يبدأ الجملة وتطيش منه ويكملها بما لا يتفق مع بدايتها!!


أقول إنه والله ما كان كرتي مناسباً لهذا الموقع ابتداء ولو كان مصطفى عثمان اليوم وزيراً للخارجية ما كان سيُحدث تلك الجليطة التي أحرج بها كرتي دولته واستعدى عليها من لا يجوز استعداؤهم وكذلك لو كان غازي وزيراً للخارجية لأعاد لها مجدَها الغابر ولربما قاد وزراء الخارجية العرب جميعهم كما كان يفعل المحجوب في الستينات من القرن الماضي وهو يزأر من داخل مبنى الأمم المتحدة متحدِّثاً باسمهم جميعاً لكن اختياراتنا للأسف تقوم على المجاملات والاستلطاف والـ Like والـ Dislike هذا إذا تغاضينا عن الموازنات الجهويَّة والقبليَّة التي توشك أن تُردِي بلادَنا وتجعلَها أثراً بعد عين.
إنها المجاملات والموازنات في بلاد صدق فيها قول الشاعر:
كل امرئ يحتل في السودان غير مكانه
المال عند بخيله والسيف عند ########ه
لا محاسبة ولا مساءلة بل تجديد مستمر لأن نساء السودان عقمن إلا من حفنة من العباقرة يديرون أمرها إلى الأبد!!


-----------------------

عود الإنقاذ.. وظلها.. عود أعوج وظل مستقيم

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الأربعاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2012

13:00
أهل الإنقاذ جميعاً يعلمون أن عودهم أعوج.. ويعترفون بذلك صراحة في بعض الأحيان.. ومن فلتات اللسان مرات أخرى.. ولكنهم يدّعون لهذا العود الأعوج ظلاً مستقيماً يتحدثون عن إنجازاتهم... وما انشأوه من الطرق والمجاري وأنهم جاءوا لتطبيق الشريعة .. ويحلفون بالطلاق والعتاق إنهم لن يتخلوا عنها مهما فعل بهم!!
ملحوظة الطلاق والعتاق هي أن تقول كل أمرأة عندي طالق وكل عبد عندي حر إن أنا فعلت كذا وكذا أو لم أفعل كذا وكذا.
والإنقاذ ليس لها ظل واحد بل لها ظلال كثيرة فلننظر في بعض ظلال الإنقاذ لنرى إن كانت مستقيمة أو عوجاء..
الشعبي.. والوطني
الشعبي وهو حزب الترابي الذي أسسه بعد المفاصلة مع الإنقاذ.. يقبل تحدي الوطني للمناظرة حول الشريعة.. ويصرح بعض قياداته بأنهم قد أقلعوا عن أسلوب الانقلابات العسكرية للوصول إلى السلطة.
وقطعاً هذه التوبة جاءت في هذا الوقت بالذات بسبب الإشاعات حول محاولة انقلابية أُجهضت قبل ساعة الصفر.. وربما كانت أصابع الاتهام تشير إلى جهات ما.
فإذا كان الشعبي قد أعلن التوبة بسبب هذه الإشاعات فإننا لا نجد أصدق من قول الشاعر لنصف به توبة الشعبي.
صلى وصام لأمر كان يقصده.. فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما
والشعبي ينعى على الوطني ما راج من الفساد في أروقة الحكم.. في كل مستوياتها.. ولسان حاله يقول إن قياداته لم تكن لتسمح بهذا الفساد لو كانت في السلطة..
ونقول للشعبيين ولناطقهم الرسمي لا نجد عبارة نصف بها هذه الدعوى إلا أنكم من الذين فارقتهم المعصية فظنوها توبة.
الشريعة وطهارة اليد. عودان مستقيمان.. وظلال أعوجان.. ظل الوطني في التطبيق وظل الشعبي في الادعاء..
لقد ظلت قيادات الشعبي جزءاً لا يتجزأ من السلطة.. ومن الوطني حتى بداية عام 2000 ولم نسمع أحداً حوكم في الفساد قط إلا عبارة «خلوها مستورة».. وأما إنجازهم في الشريعة فهو دستور «1998» العلماني الكامل العلمانية.
أقول لكم شيئاً يا ناس الشعبي «خلوها مستورة».


عود الإنقاذ وظله من التعليم
طالب في الأساس في الصف الثامن يتعرض للجلد بصورة قبيحة جداً.. وتوقع عليه الأستاذة عقوبة 50 جلدة لأنه تكلم في الفصل مع جاره وسأله عن معنى كلمة في اللغة الإنجليزية.. ويقول الخبر إن العقوبة أدت إلى كسر أصابع الطالب الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره.
أنا لا أورد هذا الخبر تحريضاً على المعلمة ولا أوافق على فتح بلاغ ضدها.. بل أعتقد أن المعلمة الجاهلة نفسها ضحية الإنقاذ..
وهي من الجيل الذي وقع عليه الغبن.. وهي تمثل بحق وحقيقة ظل الإنقاذ الأعوج.. والذي نتج عن عود يدعى الاستقامة.
أنا لا أصدق أن هذه الأستاذة هي استثناء من قاعدة.. بل إن الأستاذة هي القاعدة وإن الاستثناء موجود في مكان ما.. في مدرسة أساس أو مدرسة ثانوية.. أو معهد أو جامعة.. مع أن معظم أساتذة الجامعات لا يمثلون استثناء لقاعدة الظل الأعوج الإنقاذية.. لأنهم ليسوا من جيل الإنقاذ الذي تربّى على الدغمسة.. والانبطاح.. والعنتريات التي ما قتلت ذبابة.
إن حالة التعليم.. وهو أحد ظلال الإنقاذ. مزرية ومخجلة ومسيئة للغاية.. ولا يكاد الخلل يترك مجالاً من مجالات التعليم إلا وضرب فيه بطعنة.. الغلاء الفاحش حتى إن طالب الأساس أحياناً يدفع أكثر من مليونين في العام.. أنا كنت أدفع خمسة جنيهات في العام.


المعلم وهذه الأستاذة وهذه المدرسة مثال ناطق.. والمناهج.. وأتحدى الوزيرين القومي والولائي.. أن يأتيا بجميع الكتب التي تصرف للطلاب في جميع سنوات المراحل التعليمية.. ويخرجا لنا كتاباً وأحداً خالياً من الأخطاء.. حتى كتاب «الدين» والمؤسف جداً جداً أن الإنقاذ حولت المصحف إلى كتاب دين.. فكتبت القرآن منكسًا.. وهو أمر فوق أنه مخالف للأصل الذي اجتمعت عليه الأمة فهو أمر لم تدعُ إليه ضرورة ولا حاجة ولا يشكل إصلاحه عبئاً على أحد.

{ الإنقاذ.. لا تخاف من المعاصي.. ولا الذنوب
وإلا لكانت راجعت نفسها وراجعت أداءها واستغفرت في اليوم سبعين مرة بل سبعين مليون مرة إن دولة الشريعة هي دولة خالية من الشريعة.. فدولة الشريعة لا تقدم الأسوة ولا القدوة .. ودولة الشريعة لا تربي أحداً على الشريعة.. ودولة الشريعة لا تحاسب أحداً على مخالفة الشريعة.. بل إن دولة الشريعة تسمح للرافضة وهم أكبر أعداء الشريعة أن يسرحوا ويمرحوا في أرجاء السودان ينشرون كفرياتهم وهرطقاتهم وجنونهم بلا حسيب ولا رقيب.

وتصوروا أن لجنة الدستور تضم بين جنبيها فوق العلمانيين.. نصارى.. وقساوسة وأن أحدهم قبل أيام كتب يتساءل عن موقع المسيحيين من الدستور الإسلامي؟ وللإجابة أسأل طالباً في مرحلة الأساس التي أفسدتها الإنقاذ ورغم ذلك فإنه سيجيبك ببساطة وعفوية: هم أقلية لها حقوق وعليها واجبات..


والوضع الأمثل هو أن تسهر الأغلبية على الحقوق فلا تفرط فيها.. وأن تسهر الأقلية على الواجبات فلا تفرط فيها.. وما دون ذلك وما فوق ذلك فهو دعوة إلى الفتنة.

Post: #89
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-21-2012, 05:36 AM
Parent: #88

تيارات إسلامية ترفض طريقة اختيار الزبير


نشر بتاريخ الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


الوطني: الحركة الإسلامية ستظل عصيَّة على الاستهداف والتزييف

الخرطوم: صلاح مختار

أبدى بعض من المجموعات المنتسبة إلى الحركة الإسلامية السودانية يقدَّر عددها بـ «6» مجموعات عدم رضائها وتذمرها من طريقة اختيار الأمين العام للحركة، وعلمت «الإنتباهة» أن المجموعات المتذمرة كانت تشكو من طريقة الاختيار وغير راضية بما تم، فيما نفى المؤتمر الوطني وجود استقطاب أو محاور، وأكد أن ما جرى ليس خلافًا وإنما اختلاف في وجهات النظر. وحمَّل القيادي بالمؤتمر الوطني عضو الحركة الإسلامية اللواء الفاتح عابدون في تصريحات محدودة عضوية الحركة مسؤولية أمانة التكليف، وأكد أنَّ المجموعات التي تُقدَّر بست ليست راضية عمّا جرى في عملية اختيار الأمين العام، وأشار إلى أنه تحدَّث مع بعض المتذمِّرين ووجه إليهم رسالة بأن محور التحدي هو عضو الحركة الإسلامية، وقال: «لا غازي ولا أمين ولا الزبير ولا غيرهم مهم، ولكن المهم هو عضو الحركة الذي يحمل الفكر والمبادئ وصاحب الرأي والرسالة والملتزم»، ورأى أنه لا يمكن للعضو أن يقوم بدوره إلا بأن يعي دوره في إطار السياسة الموضوعة والفكرة التي تقوم عليها الحركة الإسلامية.
وقال عابدون: إذا كان رئيس الحركة ومفكرها خرج عن المسار وانسلخ منها وحلَّ الحركة فلن تتأثر عضويتها بل تستطيع إعادتها مرة أخرى دون قائدها السابق، مؤكدًا أن مسار الحركة لا يتوقف على شخصيات محدَّدة وإنما على عضويتها الواعية والملتزمة. وأكد عابدون أن من يقول إن الحكاية «باظت» نظرته قاصرة وحديثه عبارة عن توتُّر وغَبَش.
وفي السياق أكد المؤتمر الوطني التزامه بإنفاذ الموجِّهات التي تصدر عن مؤتمر الحركة الإسلامية، ووصف الحركة بأنها القلب النابض للوطني، وقال إنها ستظل عصيَّة على كل محاولات التزييف والاستهداف لافتًا إلى أنها ستظل ترفد الحزب بالقيادات والموجِّهات.
وقال رئيس القطاع الخارجي بالمؤتمر الوطني عضو الحركة الإسلامية بروفسير إبراهيم غندور لـ «الإنتباهة» إن أيَّ موجِّهات للسياسة الخارجية أو غيرها يخرج بها مؤتمر الحركة الإسلامية سيستفيد منها المؤتمر الوطني في عمل أماناته المختلفة باعتبارها صدرت عن مجموعة كبيرة جدًا تمثل خبرة في العمل السياسي ويمثلون المؤتمر العام للحركة الإسلامية الذي يمثل القلب النابض للمؤتمر الوطني.


----------------

عزاء للحركة الإسلامية!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


ما حدث في مجلس شورى الحركة الإسلامية وقبل ذلك في مؤتمرها العام أمرٌ جلل ولو كان في قاموسي الهزيل كلمة أكثر تعبيراً لاستخدمتها ولكن!!

الرجل الذي أشعل شرارة الثورة ضد الأمين العام السابق دكتور الترابي وقاد مذكرة العشرة ومنحها القوة والشرعية يواجه ذات مصير الأمين العام السابق ويُقصَى بذات الكيفية.. فما أشبه الليلة بالبارحة!!


كنت في دمشق عائداً من تونس في طريقي إلى الخرطوم عندما قابلني أحد الإخوة السوريين ليقول لي كلاماً مُبهماً ليس فيه غير السؤال عن (الانقلاب الناجح الذي قاده غازي صلاح الدين في السودان).. لم أفهم شيئاً فغازي ليس عسكرياً ليقود انقلاباً.. اعتبرتُه مجرد إشاعة وعندما عدتُ إلى الخرطوم كان أول خبر قبل أن أنتهي من السلام على أفراد أسرتي الحديث عن مذكرة العشرة.. ذهبتُ لغازي الذي كان وقتها وزيراً للثقافة والإعلام وكنتُ أدير التلفزيون، لأبدي اعتراضي على المذكرة وعلى الأسلوب المتَّبع في تمريرها.

ما ذكرتُ ذلك إلا لأقول إن المذكرة ما كانت في الغالب لتنجح لو لم يكن غازي من بين المشاركين فيها أو من بين من قادوها ولعلَّ الخبر الذي فجَّره لي الصديق السوري الذي كان اسمه ــ ويا للعجب ــ (غازي) خير دليل على أهمية وجود غازي في تلك المذكرة التي كانت بداية المفاصلة وبداية النهاية لوحدة الحركة الإسلامية وكل ما تبع ذلك من كوارث حاقت بالسودان والحركة الإسلامية والإنقاذ!!

في يوم الرابع من رمضان الذي كان المحطة الثانية في مسلسل الإجهاز على الحركة الإسلامية ورمزيتها جئتُ مسرعاً إلى بيت الرئيس بعد أن سمعتُ بخبر البيان الذي كان سيُلقيه... وجدتُ في الحوش كلاً من د. مصطفى عثمان إسماعيل وعلي محمد عثمان يس وكان يقف بعيداً عنهما كلٌّ من أحمد محمد علي (الفششوية) وسبدرات الذي كان في جدال شديد بصوت مرتفع مع الفششوية... حاول أحد إخوان الرئيس منعي من الدخول كما حدث لمصطفى وعلي يس لكني زجرتُه ودخلتُ لأجد مع الرئيس كلاً من د. غازي صلاح الدين وعبد الرحيم محمد حسين.. قلت لغازي بصوت مرتفع (والله يا غازي أنت بتلعب بالنار) الآن وقد حدث لغازي ما حدث وأصبح عدواً مبيناً بربِّكم ألم يلعب غازي فعلاً بالنار؟!


حدثت مشادّة بيني وبين عبد الرحيم محمد حسين ذهبتُ بعدها إلى منزل الترابي في محاولة لمنع الحريق... وجدتُ معه علي الحاج والمرحوم بإذن الله موسى حسين ضرار وكلاً من مصطفى عثمان وعلي يس اللذين سبقاني إلى هناك.. أخرجتُ الترابي وحدَّثتُه على انفراد بكلمات مقتضبة وبصوت عال: أيهما أفضل يا شيخ أن ترجع خمس خطوات أم أن ترجع خمسين خطوة إلى الوراء؟! قلت له دعنا نذهب الآن إلى بيت الرئيس لنطفئ الفتنة.. كان الترابي صامتاً يفكِّر... اتصلتُ بنائبي حسن فضل المولى لكي أقول له لا تُذع البيان فقال لي (لقد أُذيع في الإذاعة وانتهى الأمر)!!


في قاعة الصداقة انعقد مجلس شورى المؤتمر الوطني بغياب الأمين العام الترابي وأتباعه.. كان د. عبد الرحيم علي يرأس ذلك الاجتماع وكان غازي من أكثر الناشطين في تمرير قرار إقصاء الترابي من الأمانة العامة للمؤتمر الوطني وغير ذلك من القرارات التي أفضت في نفس اليوم إلى انشقاق المؤتمر الوطني حيث أُعلن في اليوم التالي مباشرة عن قيام المؤتمر الشعبي!!
في اجتماع قاعة الصداقة كان الناس جميعاً في حالة هياج.. رجلان فقط هما من طالبا بالتريُّث هما شخصي الضعيف وعبد الله خلف الله، والد الشهيد (الأمة) محمد عبد الله خلف الله... في بداية حديثي تلوتُ الآية: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).. ثم قلت دعونا نرجئ الأمر ونوقف هذا التعجل لعل رحمة من الله تتنزل علينا وتُنهي الخلاف ولكن المتعجِّلين مضوا إلى كتابة السطر الأخير من مسلسل المفاصلة.


ذهبتُ قبل ذلك مع أمين حسن عمر للترابي في المؤتمر الوطني قبل الانشقاق... وجدنا معه الأخ (الحبيب) يس عمر الإمام شفاه الله وعافاه.. (أرجوكم أيها الناس أن تزوروا أخاكم يس وأخص بالنداء من شغلتهم السلطة والثروة).. انتظرنا حتى خرج يس.. ثم قرأتُ على الترابي حديث أمِّنا السيدة عائشة.. حين قال لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لولا أن أهلك حديثو عهد بالجاهلية لهدمتُ الكعبة وأقمتُها على قواعد إبراهيم) أقسم بالله.. إنني عندما بدأتُ سرد الحديث أتمه الشيخ الترابي فقلت له إن الرسول الخاتم لم يُقم الكعبة على قواعد إبراهيم بالرغم من أنه الحق خوفاً من الفتنة فلماذا تُصرُّ على الفتنة بتمرير هذه التعديلات الدستورية الآن... لماذا عشر سنوات بعد قيام الإنقاذ وليس «51» سنة؟! هل هناك آية أو حديث حدَّد هذا التوقيت ولا مجال للنكوص عنه.. صمت الرجل ولم يُجب.. لقد كان ولا يزال عنيداً وما أفدح عاقبة العناد وما أغلى ثمنه!! وهل من آلية أفضل منه يستخدمها الشيطان لبذر الشقاق بين الناس؟! الغريب أن تعديلات الترابي أُجيزت فيما بعد كما أرادها ولكن بعد فوات الأوان!!

كثير من هذه الخواطر أذكرها لأول مرة لأني أشعر أن وقتها قد حان ونحن نشهد مسرحية الأمس!!
الزبير أحمد الحسن الذي تقلَّد منصب الأمين العام بدون رغبة منه رجل معروف بتديُّنه لكن هل كانت الحركة تحتاج إلى الأمين فقط أم إلى القوي الأمين؟! أما كان الأولى بالزبير أن يتنازل لمن هو أولى منه بالمنصب سيَّما وأن الرجل اعترف بذلك بعد تنصيبه أم أنه أُجبر فانصاع صاغراً؟!

لقد أتوا به حتى تظل الحركة الإسلامية تحت إبط الحكومة والمؤتمر الوطني فهو إنسان مجرَّب ولا يختلف كثيراً عن عبد القادر محمد زين الذي أُتي به لولاية الخرطوم!!.. مجرَّب بإذعانه وتسليمه لمراكز القوى حين كان وزيراً للمالية إذ فشل الرجل في إنفاذ شعار ولاية المالية على المال العام حتى بعد أن ألغى جميع قوانين الهيئات والمؤسسات ليُخضعها لقانون الهيئات واستمر تجنيب الإيرادات كما فشل في تصفية الشركات الحكومية وكان جزءاً من صفقة بيع سودانير لشركة عارف.. تلك الصفقة الخاسرة التي أفقدت السودان الكثير ولي مع الأخ الزبير قصة تُحكى في قطاع الاتصالات فقد استقلتُ بعد معركة مع مراكز القوى وثبت للناس أخيراً وبعد سنوات من الخسائر الفادحة والقرارات الخاطئة أن هناك من أجرم في حق الوطن الذي لا يزال يدفع الثمن في قطاع الاتصالات وكثير من القطاعات الأخرى!!

كنا نريد للحركة رغم ابتعادنا عنها بعد أن اكتشفنا عوارها قبل الآخرين.. كنا نريد لها رجلاً كغازي يحمل مشروعاً للإصلاح.. كنا نريده منقذاً يفرض بقوة الحركة على الدولة ذلك المشروع في مقابل مساندة الحركة للدولة وهي تواجه التمردات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور (ولسع).. كنا نريده أن يسند الدولة في مقابل مشروع الإصلاح كما ظلت الحركة عبر شبابها تفعل وهي تقدِّم المهج والأرواح.. في تلك الأيام العطِرات كان أوباش الجيش الشعبي عاجزين عن دخول مدن الجنوب الكبرى أما اليوم فقد بتنا عاجزين عن تحرير كاودا وأخواتها وأصبحت دويلة جنوب السودان تستأسد علينا وتحرض عملاءها لاحتلال وتحرير الخرطوم منا.. لذلك كنا نريد غازي ليعيد الدبابين لتأديب الحركة واقتلاعها من جوبا في مقابل أن تستعدل بوصلة الدولة وتنتهي الخرمجة والدغمسة ويعود المشروع الإسلامي الذي بذل أولئك الأطهار الدماء الزكية في سبيله وينتهي الفساد وتتحقق الحريات ويحدث فصل حقيقي بين السلطات وتسود مبادئ الحكم الراشد ولكن!!

فضلاً عن ذلك كنا نريد من يشرِّف الحركة الإسلامية حين تلتقي مع حركات الإسلام الأخرى ويقدِّم من المبادرات ما يدفع مسيرة العمل الإسلامي الأممي ويرسم من الإستراتيجيات ما يجعل تلك الحركات تنطلق لتحقيق غاياتها الكبرى في الطريق نحو سيادة الإسلام على العالم.
لستُ أدري والله حتى الآن.. لماذا شُنَّت الحرب على غازي ولستُ أدري والله كيف فات على من فعلوا بالشورى الأفاعيل وهي من ركائز المشروع الإسلامي.. كيف فات عليهم أن ما أحدثوه لن ينطلي على الصادقين من أبناء الحركة الإسلامية.. لستُ أدري غير سبب واحد هو أنهم وهم ينظرون تحت أقدامهم يريدون حركة (أنيسة في مرقدها هانئة في منامها، مستدفئة في خدرها، أشبع للرضيع وأدفأ للضجيع) كما عبَّر الصادق الرزيقي في عموده بالأمس.

---------------

تعليق

وفى نفس العدد من هذه الصحيفة وهى الانتباهى التى نشر فيها الطيب مصطفى مقاله هذا كتب سعد احمد سعد نقيضا لهذا المقال
اقرا ما قاله سعد



----------


تحية.. وتهنئة إلى الأخ الزبير أحمد الحسن

سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


نعم.. والله.. تحية من عند الله مباركة طيبة.. وسلام ودعاء ورجاء ثم تهنئة حارة صادقة لأنفسنا أولاً.. ثم للإخوة في الحركة الإسلامية ثانياً.. ثم ثالثاً لأهل السودان جميعاً.. ولقضية الإسلام.. ورابعاً وأخيراً تهنئة لك باختيارك هذا الاختيار المستحَق لهذا التكليف في هذا الوقت الحرج والدقيق من تاريخ السودان وتاريخ الحركة الإسلامية.. نقول لك هذا لما توسمناه وعرفناه فيك من استقامة التفكير.. واستقامة المنهج.. واستقامة الأداء..
نقول لك هذا في هذه السانحة التي لن تتكرر ونقول وعداً صادقاً ألا نعيد ولا نكرر شيئاً مما قلناه في الأسطر السابقة.. فقد قلدناك ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. ثم هي من بعد ذلك المناصحة والمؤازرة والمعاونة أما المناصحة فهي منا لك. طلبتها أم لم تطلبها قبلتها أم لم تقبلها.. وأما المؤازرة فهي مبذولة عند الحاجة وعند الضرورة خالصة لوجه الله لا نرجو من أحد عليها جزاءً ولا شكورًا. وأما المعاونة فهي واجبة على كل أحد طُلبت منه.. في الخير.. بالرأي .. وبالمال.. وبالنفس على قدر الطاقة وعلى قدر الوسع..
أخي الأمين العام..
لقد أورثك سلفك من الذين تسنموا هذا المنصب تركة مثقلة.. وعبئاً معقداً ولقد تمنيت والله أن أجد شيئاً غير هذا أبدأ به حديثي وخطابي.. شيئاً يسر البال وينجبر به الخاطر.. ولكن البر من اتقى وآتوا البيوت من أبوابها..


أخي الأمين العام.. إنك لم ترث من الحركة الإسلامية إلا اسمها.. وشظايا.. وبقايا متناثرة هنا وهناك.. فالحركة الآن كالزجاج المهشم المكسر «لا يُعاد له سبك» والحركة الإسلامية اليوم اسم بلا مسمى.. والحركة الإسلامية اليوم شكل بلا مضمون.. والحركة الإسلامية اليوم خلق وجسم بلا غاية ولا هدف إن المتضمن من الإسلام في الحركة الإسلامية.. محصور ومحشور ومحظور ومضيَّق عليه.. ومهجور. إن الفتق أخي الأمين العام أكبر مما نتصور.. وإن الرتق أخي الأمين العام أكبر وأعسر مما نظن ولا أدَّعي أنني سأحيط بكل اختلالات الحركة الإسلامية واعوجاجاتها في هذه الأسطر القليلة ولكنني سوف أجتزئ بالقليل منها عسى أن أعود إلى غيرها في ظرف آخر.. أول هذه الاختلالات أخي الأمين العام هو الخلل التربوي.. وهو أخطر هذه الاختلالات على الإطلاق ولا يتولد خلل أو فساد إلا من ثغرة الخلل التربوي.. أخي الأمين العام.. ما ظنك في قيادي من الصفوة يشرب الماء بشماله بلا عذر ولا ذريعة.. ويفعل ذلك في الملأ.. وفي أعظم مناسبة دعوية!! ماذا نرجو من هذا القيادي؟ وماذا يستطيع أن يقدم لأسرته ولأهله ولعشيرته.. ولأهل السودان ولأهل الإسلام؟ وهذا غيض من فيض.. ونذر من بحر..!! ويأتي بعده الخلل الفكري.. الذي يوشك أن يكون خللاً في المعتقد.. وأكبر مظاهر هذا الخلل هو فتح باب الاجتهاد على مصراعيه لكل من دب ودرج.. حتى لا يكاد قالب اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي من قوالب النظام الإنقاذي إلا وقد جاء مبنياً على اجتهاد غير منضبط من فرد أو جهة لا تتوفر فيه ولا فيها أشراط المجتهد.. حتى أوشكنا أن نتحول إلى حركة علمانية..


إن هذا الاجتهاد العشوائي وغير المنضبط لم يسلم منه ركن ولا زاوية ولا شرق ولا غرب.. وشقيت به السياسة أكثر من غيرها من مجالات العمل والعلم.. إن المطلوب منك أخي الأمين العام أن ترفع يدك عالية وتصيح بأعلى صوتك: وقِّف.. فإذا توقفوا.. والتفتوا ناحيتك فابدأ العمل بتؤدة وهدوء.. وإتقان.. وابدأ من الأساس.. وابدأ بنقلة نوعية. وإنك لن تستطيع أن تبدأ من الأساس إلا إذا نقلت البيئة السياسية والفكرية والنفسية نقلة نوعية.. يجب أن تسعى إلى إيجاد حالة ذهنية جديدة.. وهي الشرط الوحيد المتاح لإحداث النقلة النوعية المطلوبة.. والحالة الذهنية هذه توفر وتحسم أكثر من 60% أو 70% مما يحتاج إليه المجتهد أو متخذ القرار.. والباقي توفره الأدلة والشواهد.. والحالة الذهنية هذه لا تتوفر إلا إذا خطونا خطوة شجاعة وصادقة وناجزة في إقرار الشريعة الإسلامية مصدرًا حاكمًا واوحد للقوانين في السودان.. سل من بدا لك من الخلق في كل مشارق الأرض ومغاربها يدلُّونك على أن هذا هو الحل.. وهذه هي الطريقة الوحيدة للم الشمل ورأب الصدع.
الهوية هي الوسيلة الوحيدة.. ولا يوجد سواها..


أخي الأمين العام.. إنك لن تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا أفلحت في إعطاء الحركة الإسلامية حقها وحظها في حمل المسؤولية والتكليف.. إن الحركة الإسلامية سواء حكمت أو لم تحكم فإن مسؤولية كل ما يحدث من خير أو شر في السودان لا تقع إلا على عاتقها.. إن فكرة أن تحكم الحركة الإسلامية من خلال المؤتمر الوطني لا تدل إلا على أن الحركة الإسلامية الآن تخجل من الفكر والمنهج الذي تدعو إليه الناس.. إن الحركة الإسلامية تخجل وتحرج من أن تدعو الناس إلى الإسلام.. فتجعل لها دون ذلك وكيلا «وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا»
إن المؤتمر الوطني يجب أن يُخلي الساحة للحركة الإسلامية لتقدم الإسلام صرفًا لمن شاء..


إن أهل السودان دون أهل الأرض جميعًا لا يحتاجون إلى «Sugas.Coatea Islam» إلى إسلام مغلف بالسكريات لأنهم يعرفونه.. لقد كانت الطائفية تتخذ وكيلاً لأنها كانت تخجل من الطائفية.. الختمية اختاروا حزب الشعب الديمقراطي.. والأنصار اختاروا حزب الأمة.. بل إن الشيوعيين عندما جاءوا إلى الشرق الإسلامي تنكروا للشيوعية خجلاً منها واستبدلوها بالاشتراكية وكلها مساحيق ومحسنات وتغليفات .. والإسلام لا يحتاج إليها والحركة الإسلامية أخذت حظها من الدغمسة.. والآن يكفيها وعليها أن تشمخ وتسمق وتصدع بالإسلام.. وإنك أخي الأمين العام لن تستطيع بلوغ هذه الغاية إلا إذا استعنت بالله وتوكلت عليه وقربت أهل النصيحة الذين يبذلونها لا يرجون ثوابًا ولا يخشون عقاباً وإني أشهد الله قد اجتهدت لك في النصيحة وأخلصت فيها وإني لعلى يقين أن عامة أهل الحركة الإسلامية بل وأهل السودان كلهم هم على مثل ما أنا عليه. وأنت تعلم وأنا أعلم والكل يعلم أن للحركة الإسلامية كواليس ودهاليز وفيها ما فيها.. والكل يعلم أن الحركة الإسلامية ليست اليوم على قلب رجل واحد وإنها على أقل تقدير فرقتان.. فإذا تعاملت مع التكليف على أساس أنك مرشح وممثل فرقة دون فرقة فلا نجاح ولا فلاح.. لأن الفاتورة ستكون ثقيلة وباهظة والذي أعلمه فيك أنك لا تخشى في الحق لومة لائم.. فاجمع إليك شتات الحركة الإسلامية شبابها وشيوخها واعمل على تمكين الحركة الإسلامية وتمكين الإسلام.. ودعك من تمكين المرأة وإجلاسها على المنصات.. فهذا توهين للدين.. مكنوهًا من حسن التبعل وإحسان الأمومة.. فليس للمرأة قوامة على رجل لا زوج ولا أب ولا ابن ولا أخ والمرأة ليست من أهل الولايات.. أقولها وليرضَ من يرضى وليغضب من يغضب.. ومن كان له عليّ حجة من كتاب أو سنة فهلم بها..
أما الاجتهاد غير المنضبط الذي أوشك أن يحولنا إلى حركة علمانية فالحش أولى به.

Post: #90
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-25-2012, 05:45 AM
Parent: #89

تتطور الاحدالث فى السودان بسرعة الصاروخ وتوسع الخلاف بين الاخوان المسلمين فى السودان ووصل الى مراحله النهائية كنهاية لحقبة ماساوية مر بها الوطن منذ عام 1989 عقب انقلابهم على دولة القانون الذى استبدلوه بقانون الغاب وقالوا انه شريعة اسلامية ..
ومنذ وصولهم للحكم لم يتخذوا قرارا واحدا سليما يصب فى منفعة الوطن والمواطن وانما كانت كل قراراتهم التى اصدروها مدمرة للوطن والمواطن حتى انقسم الوطن الى دولتين ولم ينعم بالسلام وسرقت موارده ولا تزال الحروب فى كل اطرافه واصبح السودان مرتعا للارهابيين من كل حدب وصوب وانهارت المؤسسات الرسمية والمشاريع الرئيسية بالدولة مثل مشروع الجزيرة ومعه كل الزراعة اضافة للسكك الحديدية والنقل النهرى والخطوط البحرية والميناء اعقبه انهيار فى التجارة الداخلية والخارجية بسبب الاحتكار مما عزز من الافقار الذى ااتبعه انهيار المرافق الصحية واصبح السودان اكثر دول العالم اتساخا فانتشرت الامراض الخطيرة مثل الفشل الكلوى والحمى الصفراء التى تنتشر نتيجة للتردى البيئى وانتشار القاذورات والاوساخ فانهارت الدولة وسط كم هائل من الدعاية الاعلامية والكذب والتضليل الذى يحمى الفساد الذى اخذنا بفضله شهادات دولية من منظمات دولية تجعلنا من اول دول العالم فسادا ..
لو طبق الاخوان المسلمين منذ مجيئهم للسلطة فى السودان حديثا واحدا مهما للرسول صلى الله يقول ان النظافة من الايمان لاكفاهم ولجعل من الدولة على الاقل منظرا يماثلها بالدول ولوجدوا من يثنى عليهم على الاقل ولكن تركوا البلاد تنهار وهرولوا نحو اكتناز الاموال والجاه والسلطة وتركوا الوطن الذى يحكمونه للاقدار وهكذا الاقدار تخرج لهم من باطن التنظيم من يقول لا وهذه سنة الحياة اذ لا يمكن ان يكون كل الناس على هوى رجل واحد وفكر واحد ومتساوون فى السوء وعدم الاهتمام ..
والمحاولة التى اعلن عنها من خلال الاجهزة الاعلامية لا تعكس الا مستوى من الخلاف لن ينتهى فى الوقت القريب وانما يتوسع لان اسبابه موجودة اضافة للمستجدات الجديدة التى حدثت فى الشهور الاخيرة ووسعت من الخلاف بين الاخوان بعد ان تحدوا كل السودانيين بان من ينتظر الخلاف بينهم واهم وسوف ينتظر طويلا ..
الاحداث المستجدة فى الوطن والتى زادت من الخلاف كان اهمها مرض الرئيس الذى اشعل جذوة من يخلفه بين الاجنحة والاشخاص داخل التنظيم ..
حادثة ضرب اسرائيل لمصنع اليرموك كان لها اثرها المباشر فى الصراع بين الاجنحة التى صبت جام غضبها على وزارة الدفاع التى يتهمها البعض بالفساد ..
حكاية البوارج الايرانية وتاثيرها المباشر على علاقات السودان الخارجية خاصة مع دول الخليج وما اعقبه من احاديث سياسية خاصة حديث وزير الخارجية لاجهزة الاعلام والذى كشف فيه ان النظام يعيش فى جزر معزولة وان سلطة القرار سائبة ..
هروب المستثمرين من السودان لاحساسهم بعدم الامان لان الدولة فى نظامها وقوانينها طاردة لكل مستثمر انعكس ذلك على قيمة الجنيه السودانى الذى ينحدر الى الاسفل فى كل دقيقة لتوقف الانتاج نتيجة للاحتكار الاقتصادى الذى يمارسه الاخوان للعملات ومن ضمنها الكتلة النقدية التى يحتكرها اهل التنظيم ويستخدمونها فى شراء اللملات الصعبة وتهريبها للخارج وفى مقدمتها الدولار..

المؤتر الاخير للجماعة والذى مورست خلاله اساليب من الغش والخداع والتزوير حسب اقوال بعض الاعضاء الذين كانوا يريدون لهذا المؤتمر وجهة اخرى تمنوها وعملوا من اجلها ولكن التحايل وتلك الاساليب افشلت الجهود والامال فغضب من غضب وكاد ان ينفجر وكان اثر ذلك مباشرا كما راينا ..



اضافة للانهيار التام فى التجارة الداخلية نتيجة للجبايات المتعددة التى لا تذهب الى الخزينة العامة ولا تظهر فى الحسابات الختامية للدولةفارهقت الوطن والمواطن فازداد فقرا وعوزا ..

وهناك من الاسباب الكثير الذى يجعل من بعض اهل السلطة يتململ ويعلن تمرده ويجاهر برايه وهذا شىء طبيعى .

نتواصل

-------------

اعتقال صلاح قوش و12 عسكرياً على خلفية المحاولة التخريبية
الخرطوم: (smc)
22/11/2012

أعلن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 13 من ضباط الجيش وجهاز الأمن والمخابرات
وعناصر مدنية لضلوعهم في المحاولة التخريبية التي تم إحباطها فجر اليوم الخميس .
وأشار بلال في مؤتمر صحفي اليوم أن أبرز المعتقلين هم: مدير جهاز المخابرات السابق الفريق صلاح قوش، وقائد
الحرس الرئاسي الأسبق العميد محمد إبراهيم الشهير بـ"ود إبراهيم". موضحاً إن المتورطين كانوا وراء الشائعات
المنظمة وراء تردي الوضع الصحي للرئيس عمر البشير نافياً وجود تململ وسط الجيش، وقال إن الأوضاع الآن
في الخرطوم مستقرة.
ورفض بلال تسمية التحرُّك بأنه محاولة للإنقلاب على نظام الحكم ووصفه بأنه محاولة لإثارة الفوضى، كما تحاشى
توجيه أصابع الاتهام لأحزاب المعارضة غير أنه قال "إن الأحزاب تراودها الأحلام بسقوط النظام".، مشيراً إلى أن
ساعة الصفر لتنفيذ المحاولة التخريبية كانت ليل الخميس الماضي قبل أن يقرر المتورطون تأجيلها إلى فجر اليوم.
ولفت إلى أن التحقيقات جارية معهم وسيتم تقديمهم إلى محاكمات عادلة

---------------


الإنتباهة تكشف معلومات جديدة عن المحاولة التخريبية


نشر بتاريخ السبت, 24 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


مدير الأمن: عملت مع «قوش» لكن «الآن الأمر أمر وطن»..الزبير: قوش وود إبراهيم أولادي وعملت معهما كثيرًا..مدير الأمن وأمين الحركة الإسلامية يلتقيان مجموعة من المجاهدين

الخرطوم: أسامة عبد الماجد


تحصلت «الإنتباهة» على معلومات مهمة عن المحاولة التخريبية التي أحبطتها الأجهزة الأمنية فجر أمس الأول، واعتقلت «13» شخصية عسكرية ومدنية أبرزها الفريق أول صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، فيما علمت «الإنتباهة» أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن عقدا مساء أمس الأول لقاءً مفتوحًا مع المجاهدين بمقر المركز العام للدفاع الشعبي قدَّما من خلاله تنويرًا مطولاً عن المحاولة التخريبية، كشف من خلاله عطا اعترافات بعض المتهمين ضمنيًا بالقيام بالمحاولة، وقال عطا خلال القاء إن أحد المتهمين قال إن حزبًا معارضًا ــ سمَّاه عطا ــ كان في طريقه للاستيلاء على السلطة وإنه حاول التصدي إليهم واستلام السلطة قبلهم، وأكد عطا أن علاقة وثيقة تربطه بالفريق قوش وقد عملت معه الا أنه قال «الأمر الآن أمرُ وطن»، من ناحيته دعا الزبير الجميع للتماسك والعمل بذات الروح الإيمانية السارية بين الناس، وصوَّب المجاهدون حزمة من الأسئلة ردَّ عليها عطا والزبير برحابة صدر، وقال الزبير إن قوش وود إبراهيم أولادي.
وأشار إلى عمل تنظيمي كثير جمعه بهما. وأكدت المعلومات التي تحصلت عليها «الإنتباهة» أن إحباط المحاولة تم نتاج مجهود لغرفة مشتركة مكوَّنة من جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، وأشارت المعلومات إلى أن خطة المتهمين عمدت إلى التلكؤ في تحريك كتيبة إلى مناطق العمليات، لجهة الدفع بها صوب الخرطوم واحتلال مناطق إستراتيجية تساندها بعض الوحدات. وأبلغ مصدر مطلع «الإنتباهة» أن المجموعة التي تم القبض عليها هي حلقة أولى، مشيراً إلى مجموعات أخرى، وتوقع المصدر أن يكون هناك قادة أحزاب لديهم علم بالمخطط أو متورطون في العملية، وأكد أن المتهمين سيقدمون لمحاكمات عادلة عقب الانتهاء من التحقيقات. إلى ذلك هاتفت «الإنتباهة» قائد سلاح المدرعات الأسبق الفريق صديق فضل الذي نقلت عددٌ من المواقع الإسفيرية اسمه ضمن أصحاب المحاولة وهو لا علاقة له بها، وقال للصحيفة: «لبسونا طاقية ما حقتنا والبلد ما بتستاهل هزة أو أي محاولات للتشويش».

Post: #91
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-25-2012, 06:32 AM
Parent: #90

مأزق الإسلام السياسي … التجلي الأخير
November 22, 2012
خالد التيجاني النور
[email protected]


على الرغم من كل الإحباط والغضب الذي انتاب المنتقدين الذين استفظعوا وقائع ما جرى من تجاوزات خطيرة في المؤتمر الثامن ل”الحركة الإسلامية السودانية – نسخة المؤتمر الوطني الحاكم”, وبدد آخر أمل في الإصلاح وأطفأ آخر ضوء في النفق المظلم, فليس في الأمر ما يدعو للعجب, وليس هناك أمراً جديداً ولا ممارسة معيبة مستحدثة تستدعي كل هذا الاستغراب.
فما حدث ليس وليد المؤتمر الأخير, بل تسلسل موضوعي ونتيجة منطقية لمقدمات خيارات “الحركة الإسلامية السودانية” منذ أن قررت بكامل وعيها, وملء إراداتها بأغلبية مجلس شوراها وقيادتها, اعتبار السلطة في حد ذاتها هدفها الأساسي, بالطبع تحت غطاء شعار براق “إقامة الدولة الإسلامية”, ليس ذلك فحسب بل اعتبرت أن تلك الغاية تبرر وسيلة الوصول إلى السلطة بأية طريقة حتى لو كان في ذلك خيانة عهد الولاء للنظام الديمقراطي التي كانت جزءً أصيلاً ومؤثراً فيه, وأكثر من ذلك كانت مرشحة لإحراز المزيد من النجاح لو صبرت على “النظام الديمقراطي” وأسهمت في حمايته وليس الانقلاب عليه.
لا يأتي التذكير بإنقلاب “الإسلاميين” في 30 يونيو 1989, هنا من باب التبكيت على أحد, ولكن لأن تلك الفعلة فضلاً عن أنها قطعت الطريق أمام فرص تطوير واستدامة نظام ديمقراطي وحكم راشد للسودان بعد سنوات تيه الحكم العسكري في فترتي عبود ونميري, كما انها وضعت البلاد على طريق مستقبل مجهول, فقد كانت كذلك الضربة القاضية ل”الحركة الإسلامية” التي ارتضت بوعي أو بغير ذلك “عسكرة” مشروعها الفكري والسياسي حين تورطت في استخدام القوة للوثوب إلى السلطة بليل, لقد كانت تلك لحظة فارقة أحدثت تحولا استراتيجياً في مسار الحركة ومستقبلها.


لقد تغيرت قواعد اللعبة كلياً, لم يعد الثابت هو الفكرة ولا المشروع الإسلامي, بل اصبح المنتوج الجديد لعبة “السلطة” هي الثابت الوحيد, ولأن الوصول إليها تم بالقوة فلا سبيل للحفاظ عليها إلا بالقوة بكل عتوها وقهرها وجبروتها وانتهاكها للحقوق الإنسانية. إنها “لعنة الانقلاب”, على الذات قبل أن تكون على الآخرين, التي ظلت تطارد “الإسلاميين” وفرقتهم أيدي سبأ.
لقد دخل “الإسلاميون” منذ تلك اللحظة “نفق السلطة المطلقة” في طريق ذي إتجاه واحد, حيث أصبح ارتباطهم بالسلطة ارتباط وجود ومصير, والسلطة حتى في وجود كوابح نظام ديمقراطي مفسدة, فما بالك حين تكون سلطة مطلقة, لقد تعين على الإسلاميين منذ تلك اللحظة أن يصبحوا “ضحية استحقاقات الملك العضوض” صراعاً يرتد على النحور يقوده كبار القادة المتكالبين على السلطة.
من طرائف ما رافق فعاليات المؤتمر الأخير الجدل البيزنطي حول مشروعيته في تمثيل الحركة الإسلامية بين ممثلي –نسخة المؤتمر الوطني الحاكم- بزعامة البشير, وممثلي – نسخة المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الترابي., وفي الواقع فإن “الحركة الإسلامية” ذات المدلول التاريخي المعلوم, التي يديرون تشاكساً عبثياً حول مشروعية تمثيلها, لم يعد لها وجودا فعليا منذ الثلاثين من يونيو 1989, ليلة ذهاب “البشير إلى القصر رئيساً, والترابي إلى السجن حبيساً” حسب التصريح الشهير الدكتور الترابي, الذي كانت تنقصه جملة بالغة الأهمية, و”ذهاب الحركة الإسلامية إلى مثواها الأخير”.
لأن ما حدث هو أن التنظيم المدبر للإنقلاب كان هو أول ضحاياه حين نفذ حرفياً بإرادة وتدبير قيادته وغيبة وعي قاعدته قرار حله باتفاق القادة على طرفي الصراع اليوم, بدعوى الحاجة لحزب أكثر انفتاحاً يستوعب ضرورات الحكم, وفي الواقع لم يكن الأمر أكثر من تخلص من عبء الخضوع لمؤسسات تنظيم ترى نفسها صاحبة حق أصيل قد تضيق على القادة الانفراد بمجد السلطة الجديد, حيث ذهبوا يؤسسون تحالفات جديدة تضمن لهم الخلود في “ملك لا يبلى” على انقاض “الحركة الإسلامية” التي استخدمت أداة لغاية الوصول إلى الحكم, ثم جرى التخلص منها بعد استنفاذ غرضها.


بالطبع لا يعفى عامة “الإسلاميين” من المسؤولية أنهم استغفلوا من قبل قيادتهم, أو غاب عن وعيهم خطورة عواقب “عسكرة المشروع الغسلامي”, والإشتراك في تنفيذ الإنقلاب على سلطة شرعية منتخبة, ثم قبول أكثرهم بالتحول إلى مجرد موظفين في وزرات ودواوين الحكم يتسابقون على مكاسب السلطة ومغانمها, أو قبول البعض بأن يصبح بيادق تستخدم لقمع الآخرين من أجل الحفاظ على السلطة بأي ثمن وحتى ولو كان ذلك خصماً على القيم الأخلاقية للإسلام. لقد آثر العديد من الإسلاميين الانخراط في لعبة السلطة المطلقة بكل مفاسدها المطلقة, إلا نفر قليل حاولوا منذ وقت مبكر التنبيه إلى خطورة ما يجري وطالبوا باستعادة الحركة وإحياء مؤسساتها عسى أن توقف الانجرار نحو الهاوية, وكان نصيبهم القمع والتشريد والمفارقة أن ذلك تم بائتمار مشترك بين طرفي صراع اليوم الذين كانوا حلفاء الأمس.
لقد تحولت “الحركة الإسلامية” منذ ذلك التاريخ إلى إسم على غير مسمى, مجرد خيال مآتة يوجد رسماً ويغيب فعلاً, تحولت إلى مجرد “أداة” يستخدم اسمها و”ثقل سمعتها المعنوي” عند الضرورة في توازنات لعبة السلطة والصراعات الداخلية بين الحكام الجدد.
لقد كان للعسكريين الإنقاذيين منذ وقت مبكر فضل اكتشاف خواء جراب “الحركة الإسلامية” من أية برامج جاهزة وفعالة للحكم, وقد كانوا أسرفوا حسن الظن فيما قيل لهم أن الحركة جاهزة تماماً لإدارة دولاب الدولة, فإذا هم أمام قيادة خاوية الوفاض من برامج معلومة, منهجها التجريب في كل شئ على طريقة “تعلم الحلاقة على رؤوس اليتامى”, ولأن لممارسة السلطة, لا سيما المطلقة, منطقها وديناميتها فقد برز العسكريون حكاماً حقيقيون وهم يواجهون مشاكل إدارة الحكم مباشرة, وقد انفتحوا على اللعبة السياسية مما أكسبهم “شرعية مستقلة” عبر التعامل المباشر مع الجماهير, فضلاً عن مشروعية ودور المؤسسة العسكرية التي يقودونها مصطحبين معهم خبرة نظامين عسكريين سابقين في إدارة البلاد.


لقد تغيرت قواعد اللعبة مرة آخرى, وانقلب سحر “العسكريين” على ساحر “الإسلامييين”, وولدت الأمة ربتها, حين رفض العسكريون خلع بذاتهم العسكرية والعودة إلى الثكنات, لقد تعين بعد سنوات قلائل على قيادة الحركة المنقلبة على النظام الديمقراطي والمنقلبة كذلك على تنظيمها إدراك أن الوضع في ظل “الإنقلاب الإسلامي” لن يكون بدعا من الانقلابات العسكرية الأخرى التي بدأت عقيدية وانتهت عسكرية خالصة, سواء ما جرى من عبرتها في السودان أو في غيره من دول المنطقة, أن العسكريين هم من يكسبون قصب السبق في نهاية الأمر في أي انقلاب عسكري على حساب شركائهم المدنيين.
كان الظن الكاذب أن انقلاب الإنقاذ “الإسلامي” ليس تحالفاً تقليدياً بين مدنيين وعسكريين, بل نفذه أعضاء ملتزمون تنظيمياً من العسكريين إلى جانب المدنيين, وأن في ذلك ضمانة كافية للالتزام والوفاء بما قيل أنه عهد يعيد بموجبه العسكريون السلطة في أجل معدود إلى “الحركة الإسلامية” التي لم يعد لها وجود فعلي.
ولأن الشعارات التطهرية التي رفعها قادة “الحكم الإسلامي” من قبيل أن الأمر كله لله لا للسلطة ولا للجاه, لم تغادر الحلاقيم كشأن غيرها من شعارات التفوق الأخلاقي التي يغدقها الإسلاميون على أنفسهم بلا رصيد من ممارسة مصدقة لذلك وفي مفارقة واضحة بين المثال والواقع المعاش كما تبين من مسيرة ربع قرن من الحكم الانقاذي في مراحله المختلفة, فقد ظهر منذ وقت مبكر الصراع للسيطرة على مفاصل السلطة واحتكار القرار بين علية القوم.


كان الصراع خفياً بادئ الأمر, وجاءت حادثة الاعتداء على الترابي في كندا التي اهتبلها معاونوه وخلصائه الأقربون استعجالاً لوراثة دوره حياً لتبرز الصراع إلى العلن, حتى وإن تأجل تصفية الحسابات بين التيارات المتصارعة إلى حين, ولكن ذلك كافياً لإعادة بناء التحالفات داخل كابينة القيادة, لقد أدرك أصفياء الترابي من مساعديه المقربون أن السفينة الناجية في لجة صراع السلطة هي سفينة العسكريين فما لبثوا أن فارقوه بغير إحسان ميممين وجوهم وجهدهم شطر المؤسسة العسكرية مستظلين بظل قاعدة السلطة الحاسمة والنفوذ القوي الذي تتمتع به, ولكن ذلك لم يكن بغير ثمن فقد تعين عليهم منذ ذلك الوقت الإلتزام بقواعد اللعبة الجديدة أن المشير عمر البشير هو صاحب الشأن والقرار, وأن “الحركة الإسلامية” التي دبرت الإنقلاب لم تعد سوى أداة يستخدم اسمها عند الضرورة لأغراض تكريس الأمر الواقع الجديد, وبات جلياً أن ما عجز الدكتور الترابي بكل كارزميته وقيادته التاريخية من تحقيقه باستخلاص السلطة من العسكريين, فقد كان من المؤكد أن تلاميذه لن ينجحوا فيه.
لم تكن محاولة إحياء “الحركة الإسلامية” واستدعائها من “القبور”, والله تعالى وحده يبعث من في القبور, غداة انشقاق قادة الإنقاذ على أنفسهم في العام 1999, من قبل فريق السلطة المنتصر في النزاع سوى مسعى لقطع الطريق على الفريق الخاسر بزعامة الترابي لمنعه من استخدامها في حرمان النسخة الثانية من الإنقاذ من “المشروعية الإسلامية” الضرورية لكسب تعاطف جانب من القاعدة المنقسمة بين الفريقين.
ولم يتعد دورها منذ ذلك التاريخ دور “المحلل الشرعي” المؤكد لإسلامية النظام دون اية فاعلية تتخطى ذلك, وكان تفعيلها خطاً أحمر لأن ذلك ببساطة يزاحم “المشروعية العسكرية” الوحيدة للنظام وقد يصطدم بها إذا حاول البعض استغلالها لتعديل موازين القوة لصالحه. واخترع لها دوراً أقل شأنا مما تحظى به نظيرتيها في هيئة شؤون الأنصار أو الختمية, واصبحت ممنوعة من الاقتراب من السياسة المحتكرة ل”المؤتمر الوطني” الحاكم الخاضع هو الآخر لقيادة عسكرية. وكانت المفارقة المسكوت عنها أن قانون القوات المسلحة الذي يمنع منسوبيها من ممارسة السياسة كانت تغض الطرف عن قائدها المتزعم لحزب سياسي, ولم تحل تلك العقدة إلا شكلياً غداة الترشح للانتخابات الأخيرة قبل عامين.


لم يكن مقدراً للمؤتمر الأخير ل”الحركة الإسلامية” نسخة الجناح الحاكم, أن يجد كل هذا الزخم الإعلامي ولا تلك الأهمية التي علقها عليه البعض لولا أن موعد انعقاده الدوري تزامن مع جملة تطورات طارئة باتت تشكل تحدياً واختباراً لتوازنات السلطة داخل الفريق الحاكم, فقد كان من الممكن أن يمر خاملاً من الذكر وخالياً من الأهمية كما حدث للمؤتمرات الثلاثة الماضية, ولكن لأن هناك نذر تحولات وشيكة في بنية هرم السلطة وصراع مبكر على خلافة البشير سارت به الركبان, لا سيما أنه كرر أكثر من مرة عدم نيته الترشح لدورة قادمة, فضلاً عن محاولة التسيس التي رافقت الإعلان عن وعكته الصحية في الآونة الأخيرة, فقد أصبح المؤتمر مناسبة لسباق بين الشركاء لتشكيل قاعدة نفوذ جديدة بين يدي الصراع المحتدم في الكواليس بيين أركان الحكم على وراثة العهد.
لم يكن الأمر يتعلق بإعادة إحياء حقيقي ل”الحركة الإسلامية”, ولا صراع بين دعاة إصلاح وبين مسيطرين رافضين للتغيير يريدون الحفاظ على معادلات الوضع الراهن, كما ذهب إلى ذلك بعض الذين كان يحدوهم الأمل, على الرغم من كل الخيبات والسقطات, أن يروا رشداً يعود ومراجعة جذرية لكل الأسباب التي أدت بالسودان بعد ربع من “الحكم الإسلامي” أن يصبح مقطع الأوصال وموعود بالمزيد من التشرذم, محاصراً بالحروب والصراعات في أركانه الأربعة, واقعاً تحت وصاية دولية غير مسبوقة تعج أراضيه بالقوات الدولية, يعاني أكثر من نصف سكانه على الأقل حسب الإحصائيات الرسمية من الفقر والبؤس. لم يكن المؤتمر باي حال معنياً بأجندة وطنية تنقذ السودان مما “أوقعته فيه الإنقاذ”.


كان الظن أن بعض المذكرات الاحتجاجية الداعية ل”الإصلاح والتغيير” ستجد لمطالبها متنفساً في هذا المؤتمر, ولكن لأن أجندة الإصلاح المطلوب من قبل هذه التيارات الاحتجاحية ليست محددة ولا واضحة المعالم, أو أنها في أحسن الأحوال مطالب شكلية دافعها “النوستالجيا” لأيام مضت في تاريخ “الحركة الإسلامية” تدعو لإصلاح وتغيير سطحي يريد استبدال وجوه بوجوه, طابعه رجعي يريد إعادة إنتاج ما يسمى ب”مرجعية الحركة الإسلامية” وهي مرجعية لم يكن لها أي وجود منذ أن رضيت أن تذهب مختارة ل” تدفن حية”, ولم تجد طوال ربع قرن من يسأل عن هذه المؤودة وبأي ذنب قتلت.
ما يزيد من مأزق الإسلام السياسي في السودان أن دعاة “الإصلاح المفترض” يشخصون أزمتها العميقة وكأنها مشكلة تنظيمية أو إدارية, وأبعد ما يذهبون إليه إلقاء اللوم على هذا الشخص أو ذاك أو تلك المجموعة المتنفذة بأنها أصل الداء, والحل في تغييرها ليديرون صراعاً دون كيشوتية مع طواحين الهواء.


وانظر مثلاً إلى أهم جدل رافق المؤتمر الأخير, لم يكن حول الخيارات الفكرية ولا البدائل السياسية ولا المراجعات الجذرية لتجربة ربع قرن في السلطة أورثت البلاد أوضاعاً مأزومة أكثر تعقيداً مما وجدتها غداة استيلائها على الحكم. لقد كان جدلاً بيزنطياً حول دستور الحركة الجديد, وليته كان حول آفاق جديدة وآوبة تسهم في إنقاذ البلاد مما هي فيه, لم يكن هناك حواراً جاداً حول مضامين الدستور وقد جرى تمريره بلا صعوبة, على الرغم من انه يبدو وكأنه دستور لجمعية كشفية, أو لحركة لا تزال تتلمس طريقها في دروب السياسة, وليس لجماعة تربعت على عرش السلطة لربع قرن.
لكن تركز الجدل وتماسك المؤتمرون الحزز حول مسألة غاية في السطحية حول كيفية اختيار الأمين العام للحركة هل ينتخبه المؤتمر العام أو مجلس الشورى, ومسألة وجود قيادة عليا يهيمن عليها الفريق الحاكم, وكأن ذلك كان سيقود لتغيير ثوري وإصلاح جذري, وكل ذلك مجرد تحصيل حاصل والسؤال ما الذي سيفعله الأمين العام حتى لو انتخبه أفراد الشعب السوداني كافة, وليس أعضاء المؤتمر فقط, إذا كانت الحركة نفسها معطوبة لا قيمة لها, لم تجرؤ على إجراء أية مراجعات جذرية وجدية على مسيرتها الماضية, لا يعرف أعضاؤها إن كانت ميتة فتدفن أو حية لترجى.


لم يكن هناك تيار إصلاحي ولا آخر محافظ يتصارعان في المؤتمر حول رؤى أو أفكار أو سياسات جدية لتغيير مسار البلاد وإبعادها من حافة الهاوية, كان مجرد تنازع بين أفراد يتسابقون للحفاظ على السلطة أو الوصول إليها, كان الصراع حول السيطرة على قاعدة نفوذ في الصراع المحتدم على السلطة. بين من يريدون الإبقاء على المعادلة الراهنة, استمرار نفوذ قاعدة السلطة الوحيدة المستمدة من المؤسسة العسكرية, وهو ما يتطلب أن تبقى نسخة “الحركة الإسلامية” التي يريدونها مجرد جمعية خيرية مشغولة بالدعوات والعمل الصالح الذي لا وجود له, تاركة السياسة والنفوذ والسيطرة لحزب كسيح لا يعدو ان يكون هو الآخر مجرد مصلحة حكومية بائسة. ولتبقى الطبقة المسيطرة على الحاءات الثلاث, الحكومة والحزب والحركة, هي المتحكمة في كل شئ.
وكان الطرف الآخر في الصراع من يحاولون إحداث اختراق في هذا المعادلة والدخول في اللعبة باستبدال أشخاص بآخرين, وهم في الواقع ليسوا سوى أعضاء في هذه الطبقة ذاتها ولكنهم على الهامش يريدون النفاذ إلى مركزها.
لقد كان طبيعياً ومتوقعاً أن ينتصر في يوم الزينة هذا, الذي كان الغائب الوحيد عنه “عصا موسى”, من يملك السلطة, قوتها ونفوذها وذهبها وسيفها, لان تلك هي قواعد اللعبة التي أرساها “الإسلاميون” في السودان منذ وصولهم إلى السلطة ب”القوة”, استخدموها ضد خصومهم, وها هي ترتد على النحر يستخدمونها ضد بعضهم البعض.


لقد كان مخرجات المؤتمر الأخير, والاتهامات المتبادلة بالممارسات المتجاوزة التي رافقته, آخر تجليات مأزق “الإسلام السياسي” في نسخته السودانية, فليس متصوراً أن يأتي ملائكة ليطبقوا المشروع الذي ينادون به إذا كانت نخبتهم عاجزة عن تمثل القيم التي يدعون لها, ثم لا يرون باساً أن يحاولوا فرضها على غيرهم.
ببساطة لم يعد هناك من سبيل ما لإصلاح ما يسمى “الحركة الإسلامية” التي أثبتت أنها معطوبة إلى درجة لا يمكن إصلاحها. لقد وصلت التجربة إلى نهاية الطريق إلى صيرورتها الأخيرة, نهاية منطقية لمقدمة موضوعية لمأزق المفارقة بين المثال والواقع والعجز الكامل عن ردم الهوة السحيقة بينهما.
ليست المشكلة في الأشخاص, ولكن المعضلة الحقيقة تكمن في الفكرة والمنهج والتصورات, والتأويلات المدعاة للإسلام. ولا حل إلا بالخروج من صندوق تسييس الإسلام لصالح الأجندة والمطامح الشخصية للباحثين عن السلطة بأي ثمن بإدعاءات عريضة بإسم “الإسلام”



----------------------

النور احمد النور رئيس تحرير صحيفة الصحافة من الاخوان المسلمين ايضا مثل رفيقه خالد التجانى وكتب ايضا مقالا رائعا عن ما يسمى بالمحاولة التخريبية اترككم معه

اقرا

حروف ونقاط

روايات ومفارقات !!
ما أن استفاق الرأي العام عن بيان من السلطات حول إحباط «محاولة تخريبية» فجر الخميس الماضي، حتى عادت الى الأذهان لائحة طويلة من المحاولات المماثلة التي تحدثت عنها السلطات منذ التسعينات، كان المتهم الرئيسي فيها معارضون لنظام الحكم من المعارضة سواء مجموعة «أنا السودان» وفصائل التجمع المعارض بتفجير خط الأنابيب أو التخطيط لتفجير جسور،وحزب الأمة عند اعتقال عبد الرحمن نقد الله،ثم مبارك الفاضل وعلي حسنين في العام 2007م.
كما اتهمت السلطات مجموعات ذات توجهات متشددة وأجندات خارجية أطلقت عليها «تنظيم القاعدة في بلاد النيلين» بتخزين أسلحة في جنوب الخرطوم وشرق النيل لتنفيذ عمليات تستهدف مصالح غربية ورموزاً في الحكم.
أما الإسلاميون فقد اتهمت السلطات حزب المؤتمر الشعبي بتدبير محاولتين في مارس 2004 ، ثم في سبتمبر من العام ذاته، وعرضت كميات كبيرة من الأسلحة، وحكم على مجموعة من العناصر بالسجن بعضهم أكمل محكوميته وآخرون لا يزالون بسجن كوبر، أبرزهم يوسف «لبس».
ولكنها المرة الأولى التي تتهم فيه السلطة نخبة بارزة من أنصارها ، بل رموزاً من كوادرها الأمنية والعسكرية التي شاركت في تغيير يونيو 1989، وكانت مسؤولة عن تأمينه وحمايته.،مما شكل مفاجأة لكثيرين لم يستطيعوا استيعابها حتى الآن.
المسؤولون في الحكومة والحزب الحاكم الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام لم يقدموا رواية متماسكة حول «المحاولة التخريبية» ، بل أن بعض المعلومات الشحيحة التي طرحوها متضاربة،ومما زاد من حالة الغموض تهرب وزير الثقافة والإعلام والناطق باسم الحكومة أحمد بلال من الأجابة على أسئلة الصحفيين الذين دعاهم الى مؤتمر صحفي ،فألقى عليهم خطبة قصيرة ومعلومات غير وافية وغير «مشبعة».
البيان الأول الذي صدر عن المركز السوداني للخدمات الصحفية ، ذكر أن عناصر أمنية وعسكرية، وشخصيات مدنية معارضة تقف وراء «المحاولة التخريبية»،ثم اتضح أن المعارضة لا صلة لها بالحادث،وكل من أُوقفوا هم من «أهل الجلد والرأس» من كوادر السلطة وخلصائها.
وزير الإعلام قال ان المجموعة المتهمة حددت ساعة الصفر لتنفيذ مخططها في 15 نوفمبر الجاري ثم عدلوا الموعد الى الخميس الماضي،أي تم اعتقالهم قبل ساعات من ساعة الصفر،لكن عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم الدكتور قطبي المهدي قال ان المحاولة لم تنضج بعد ولم تتعد مرحلة الاتصالات،أي مرحلة أولية وبالتالي لم تصل مرحلة التنفيذ،فمن نصدق؟.
عضو القطاع السياسي فى حزب المؤتمر الوطنى ربيع عبدالعاطي قال ان الامر ليس محاولة انقلابية ولكن امتعاض بين القيادات العسكرية والأمنية علي خلفية ما جري في مؤتمر الحركة الاسلامية أخيرًا،وذكر أن «الرجل الذي حرر هجليج واحتفى به الشعب السوداني ضمن المعتقلين» ، ويقصد اللواء كمال عبد المعروف.،وهذا ما نفاه بشدة الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد.
أحمد بلال أكد أن المجموعة المعتقلة ظلت تخطط منذ فترة وأن ما كشفت عنه السلطات لم يكن وليد اللحظة،غير أن حديث ربيع عبد العاطي يحدد أن ما دفعهم هو ما جرى في مؤتمر الحركة الاسلامية الذي عقد قبل أسبوع..!!
الأجهزة الأمنية حسب وزير الإعلام رفعت ما تجمع لديها من معلومات حول «المحاولة التخريبية» إلى القيادة السياسية التي حددت طريقة التعامل معها،وأعتقد أن ما ذهبت إليه لم يكن مناسباً، فلديه تداعيات سالبة كان يمكن تجنبها.
فقد بعث تضخيم الحادث برسائل في اتجاهات مختلفة،قراءة محتوياتها تعكس أن البلاد غير مستقرة،وأن هناك صراعاً دخل أهل الحكم،وتآكل في النظام من كوادره المخلصة المدافعة عنه،الأمر الذي سيزيد المشهد السياسي قتامة ويعقد مناخ الاستثمار.
ثمة مفارقة في ما جرى فالفريق صلاح قوش،أبرز المتهمين في «المحاولة التخريبية» ، كان من أعلن إحباط محاولتين تخريبيتين في العام 2004،اتهم الدكتور الحاج آدم يوسف بتزعم إحداها، وقال ان المجموعة خططت لاغتيال رموز السلطة لدى خروجهم من مسجد الجيش عقب صلاة الجمعة، واليوم قوش متهم أيضاً بالتخطيط لاغتيال قيادات في الدولة،والحاج آدم يتوعد من بورتسودان ليل الخميس «سنواجه الخارجين عن القانون بالقانون».
تلك الايام نداولها بين الناس،والعدالة تقتضي استكمال التحقيق مع المعتقلين وتقديمهم الى محاكمة أو الإفراج عن كل من لم تثبت ضده أي بينات..،والعدل أساس الحكم


------------------------

الصحافة


صراع الإسلاميين .. العبرة بالخواتيم ..!!

الخرطوم: التقي محمد عثمان:

هل هم فعلا ثلاثة عشر مشاركا في ما اطلق عليه المحاولة التخريبية أم ان هؤلاء هم رأس جبل الجليد، أي هل نحن بازاء مفاصلة أخرى شبيهة بتلك التي وقعت في آخر رمضان من القرن الماضي أم اننا بصدد انقلاب على انقلاب لم تفتر محاولات ازاحته منذ أول رمضان مر عليه، أو بعبارة أخرى هل سنشهد نشوء حزب جديد يخرج من جلباب الحكومة وحركتها أم اننا سنشهد محاكم عسكرية احكامها فورية النفاذ.


اذا تتبعنا حيثيات ما جرى سنجد في مقدمته تلك المجموعات المنتسبة الى الحركة الإسلامية السودانية التي يقدَّر عددها بـ «6» مجموعات و اعلنت عن عدم رضائها وتذمرها من طريقة اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية من خلال المؤتمر العام للحركة، وسبق هذا الرفض حراك واسع مثله تيار عرف بـ «الإصلاحيين» انتقدوا ما اسموه بالتلاعب بانتخابات الحركة الإسلامية وعدم دعوة أنصار الحركة المعروفين للاجتماعات، مع رفضهم فرض تصعيد كوادر موالية لمؤتمر الحركة. وقد وصل الصراع قمته في انتخابات مؤتمر ولاية الخرطوم في شهر اكتوبر، حيث وقعت مواجهة بين التيار الذي صار وصفه «المحافظين» وأنصار الاصلاح دفعت برئيس مجلس الشورى ابراهيم أحمد عمر للتنديد بممارسات أنصار التيار الاول وخرقهم للوائح، كما طعن الاصلاحيون في نتيجة الانتخابات بسبب خروقات المحافظين.


واذا اقتربنا من هذه المجموعات سنجدهم يتكونون من المجاهدين والسائحين والدبابين وكما اورد موقع الجزيرة نت أمس فان المجاهدين هم مجموعة من الذين شاركوا في العمليات العسكرية في الجنوب أثناء الحرب الأهلية باسمهم المعروف وهو المجاهدون، أما الدبابون فهم مجموعة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات من الذين شاركوا في ذات الحرب في الجنوب، وبعضهم ذهب مع المؤتمر الشعبي وحل بهم ما حل بالمجاهدين الذين انشقوا بانشقاق المؤتمر الى وطني وشعبي، اما «السائحون» وهم مقاتلون سابقون ايضا ظلوا ومنذ ظهور مجموعتهم يتحدثون عن الفساد الذي انتشر في الدولة وكيفية معالجته وما اذا كانت الحكومة الحالية بأفرادها قادرة على تحقيق ذلك الهدف، وقد نجحوا في نشر عدد من المذكرات التي تطالب الرئيس البشير بالنظر الي توحيد الإسلاميين، وبتر المفسدين منهم و»اعادة الحركة الإسلامية لأهلها الحقيقيين». وفي المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية طالبوا بالحاق نحو 250 عضواً للمشاركة في المؤتمر، وهو ما رفضه قادة الحركة مما أدى الى كثير من المناوشات والاتهامات والحديث باقتضاب عن أزمة الحركة الإسلامية.

واذا ساقتك مطالعاتك على الشبكة العنكبوتية الى احدى صفحات السائحون بالفيس بوك ستجد مقتبسا من مصطفى محمود «من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس الى قلبه ابدا، وسوف يرى الدنيا اياما يداولها الله بين الناس» وستجد مثل هذا الكلام «هذه زمانك يامهازل فأمرحي زمن بائس يخون فيه الأمين ويؤتمن فيها الخائن مكاسب يحققها الرجال بدمائهم وأشلائهم يضيعها سياسيون يجهلون ابجديات ادارة الدولة، تري هل يبعيون القيم والمبادئ ام يتصرفون بجهل هل يعقل أن يُعتقل ود ابراهيم وأن يحكم البلد من لم يطلق طلقة في الجنوب أمثال نافع، أطلقوا سراح الشرفاء وليبقَ قوش لانه سلم الإسلاميين وخان عهد الشرفاء»، واذا كانت هذه المجموعات أو بعضا منها تساند ما عرفت بالمحاولة التخريبية فانها ترجح ان تكون المحصلة اصطفااف جديدا في خندق المعارضة قريبا من المؤتمر الشعبي.


الوجه الآخر للعملة ستجد فيه صورة الفريق صلاح عبد الله «قوش» والعميد محمد عبد الجليل «ود ابراهيم» وبقية رفاقهم وكما اوضحت الاسماء المعلنة وتلك المتداولة في الاوساط القريبة من المصادر فانهم كلهم من منسوبي الحركة الإسلامية الذين تدرجوا في دروبها ومنعرجاتها، وكما تذهب اغلب التحليلات لن يكون مصيرهم مثل الانقلابيين الآخرين وانما سيكونون اقرب الى مصير رفقائهم السابقين من المؤتمر الشعبي الذين قادوا ما عرف وقتها ايضا بالمحاولة التخريبية عام 2004م اذن شواهد التاريخ القريب التي تقول ان نائب رئيس الجمهورية الحالي الحاج آدم كان قائدا لما عرفت بالمحاولة التخريبية عقب المفاصلة وقد قرأ الناس وشاهدوا الاعلانات في الصفحات الاولى للصحف تطلب رأسه بوصفه قائد المجرمين. مما يجعل توقع ان يعود قوش أو ود ابراهيم نائبا للرئيس ولو نائبا رابعا امرا واردا بنسبة اكبر من احتمال المحاكم العسكرية فورية الاحكام والتنفيذ.



تبقى الاشارة المهمة هنا ان الصراع وبما هو عليه هو بين إسلاميين وبالتالي فان مخرجاته ستكون خصما عليهم في كل الاحوال كما تذهب اقل القراءات تشاؤما وان كان بعض اقطاب الحكومة حاولوا الزج بالمعارضة في غياهبه لتقليل اثاره المحتملة عليهم مثلما فعل نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم لدى مخاطبته مساء الاول من امس باستاد بورتسودان حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق حين قال ان المحاولة التخريبية ضد الدولة التي أحبطتها السلطات تعتبر رسالة للقوى السياسية المعارضة التي تخطط للتخريب، وقال «لا مجال لهم في أن يندسوا داخل القوات النظامية « فغير ان حال قوى المعارضة لا يخفى على احد اظهرتها الحادثة وهي تمارس هوايتها في الجلوس على مقاعد التحليل والتفسير التي احتلتها منذ مجئ انقلاب الانقاذ في عام 89 وربما كان سندها وعزاؤها هذه المرة في مقولة لزعيم الجمهوريين محمود محمد طه «ستكون نهايتهم فيما بينهم».


على كل فقد شغل الإسلاميون الحاكمون الناس هذه الايام بصراعاتهم باكثر مما فعلوا طوال سنوات حكمهم الطويل الذي ولد مأزوما وعاش في الأزمات، فما ان خرج الناس من مسرحية مؤتمر الحركة الإسلامية حتى دخلوا فيلم ما اطلق عليه المحاولة التخريبية. والآن وقد انجلت المعمعة بدأ يتضح ان المسرحية والفيلم ما هما الا حلقات من مسلسل استمر لما يقارب الربع قرن ينتظر الناس حلقته الاخيرة التي وعلى خلاف المسلسلات التركية تحمل الاحتمالين بالتساوي: اصلاح وانفتاح أو انغلاق وانتحار.


.

Post: #92
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-25-2012, 08:02 AM
Parent: #91


قطبى ، بلال و اخرين .... اخراج سيئ

محمد وداعة
[email protected]

مفاصلة اخرى و اخراج سيئ لمخاشنة لم تحدث ، حسب الافادات الحكومية و الحزبية فهناك مؤامرة ، الافادات متضاربة و متناقضة قال السيد احمد بلال وزير الاعلام و الناطق الرسمى باسم الحكومة فى مؤتمره الصحفى والذى اعلن من خلاله تفاصيل المؤامرة المزعومة ان السلطات قامت باعتقال عدد من المشتبه بهم و المتهمين ، تم اعتقال 13 ما بين مدنى و عسكرى ، و ان ساعة الصفر كان محددآ لها الخميس قبل الماضى و لكنها اجلت ليوم الخميس الماضى ( 23\11) ، حسب هذه الافادات فنحن امام عمل مكتمل تحددت له ساعة الصفر و الاهداف المطلوبة و العناصر المنفذة ، و يغيب عنا بالطبع الاسماء التى حددت لاغتيالها ، و القوات التى ستشارك فى هذه العملية ، و ماذا سيحدث بعد اتمام عملية الاغتيالات ، حسب الاسماء التى اعلنت فهذه العناصر هى من نخبة النظام و هى شخصيات محترفة لا يمكن ان تقوم بحملة اغتيالات و كفى ، و لا يمكن ان يكون هدفها تغيير النظام بالقوة العسكرية ، فهى على اليقين من ان الانقلاب فى حالة نجاحه فى الاطاحة بنظام الانقاذ لن يجد القبول من المعارضة و ما من شك فى انه ليس السبيل الى اصلاح حال الحزب الحاكم ، كما ان المراقب للاوضاع يجد صعوبة فى تصديق ان هذه المجموعة المتهمة تريد الاستيلاء على السلطة للاحتفاظ بها ، و كل الاطراف تعى نظرية ( البردعة و الحمار ) !،الا ان الامر يبدو مختلفآ لدى السيد قطبى المهدى القيادى بالمؤتمر الوطنى فقد اكد فى نفس اليوم بعد اجتماع المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى ان المحاولة كانت فى بداياتها و انها لم تتعد الاتصالات الاولية لمن دبروا لها و اكد ان المكتب القيادى اطمأن فى وجود الرئيس الى ان المحاولة محدودة ، من جانب آخر قال السيد قطبى ان المتهم الابرز فى المحاولة التخريبية صلاح قوش لا علاقة له بحزب المؤتمر الوطنى !

و ان الفريق صلاح قوش الذ تم اعتقاله فى اطار المحاولة قد تم ابعاده و لا علاقة له بالحزب ،من جهة اخرى رفع السيد رئيس المجلس الوطنى الحصانة عن العضو صلاح قوش نائب الدائرة (5) عقب طلب تقدمت به السلطات الامنية نسبة لضبطه متلبسا فى جريمة المحاولة الانقلابية ، و قال رئيس لجنة التشريع و العدل بالبرلمان الفاضل الحاج سليمان ان رئيس المجلس اتخذ قرارآ فوريا برفع الحصانة عن النائب صلاح قوش اعمالا لنص المادة92 من الدستورالانتقالى لسنة 2005 و المادة 27-1 من لائحة تنظيم اعمال المجلس الوطنى ، و ذلك بعدما دفعت السلطات بطلب اوضحت فيه ضبط عضو البرلمان متلبسا بجريمة محاولة الانقلاب الفاشلة التى تخالف القوانين الدولية و الوطنية ، و هى المرة الوحيدة التى تم الحديث فيها عن محاولة انقلابية من خلال طلب السلطات الامنية ، وحيث ان المادة 92 ـ (1) من الدستور تقرأ (لا يجوز، في غير حالات التلبس، اتخاذ أي إجراءات جنائية ضد عضو الهيئة التشريعية القومية, ولا يجوز اتخاذ أي تدابير ضبط بحقه أو بحق ممتلكاته دون إذنِ من رئيس المجلس المعني.) و هكذا نجد ان المجلس تعجل فى تصديق امر التلبس و لم يتحرى عنه و نفذ ما طلبته السلطات الامنية، كما ان رفع الحصانة عن العضو هو من صلاحيات المجلس الوطنى و ليس للرئيس ان ينوب عن المجلس وهو فى حالة انعقاد كما هو الحال الان ،

اضافة الى ان لائحة تنظيم اعمال المجلس الوطنى تنص فى المادة 26 - (2) يجوز للمجلس المعني, في حالة اتهام العضو أو الممثل بجريمة خطيرة،. يرفع الاستئذان بموجب المادة 92 (1) من الدستور باتخاذ أي إجراءات جنائية أو تدابير ضبط بحق أي عضو أو بحق ممتلكاته من وزير العدل إلى الرئيس مشفوعاً بصورة من أي شكوى أو بلاغ دعوى أو تحريات وفقاً للقانون. و نصت كذلك على ان رفع الحصانة يتم بتوصية من لجنة التشريع و العدل ، كما ورد فى نص المادة 26- (4) يجوز للمجلس فى حالة اتهام اى عضو بجريمة من الجرائم الخطيرة أن يقرر رفع الحصانة عن ذلك العضو بتوصية من لجنة التشريع والعدل . وعليه فان ما جرى للعضو البرلمانى صلاح قوش نائب الدائرة (5) مروى فيه تجاوز للدستور الانتقالى لسنة 2005 م و يتعارض مع لائحة تنظيم اعمال المجلس الوطنى ، ان ما يجرىمن احداث يمثل انسداد كامل و ازمة داخلية كبيرة للحزب الحاكم ، ومن الواضح ان الامور تطورت من مجرد خلاف فى الراى الى انعدام تام للثقة ، و من تبادل للاتهامات بالتهاون او تجاوز السلطات و السكوت على الفساد ، الى اتهام بالتخريب و الانقلاب و استخدام شتى الوسائل بعد ذلك لتصفية الحسابات و التخلص من الخصوم ، و اننا نطالب الحكومة ان تسارع الى اطلاع الراى العام على حقيقة ما جرى ، و ان تقدم المتهمين الى محكمة علنية او تطلق سراحهم دون ابطاء ،


لم افهم ما ذهبت اليه المعارضة بنفيها ان تكون ضالعة فى المحاولة التخريبية ، والتاكيد على ان طريقها لاسقاط النظام سيكون سلميآ ، و تكتمل الحيرة من تصرفات المعارضة بتصريحات السيد الامام الصادق المهدى و دعوته للرئيس البشير لتشكيل حكومة انتقالية يشترك فيها الجميع (باوزانهم السياسية و الاجتماعية) لوضع خطة عاجلة تنتشل الوطن من الحال الذى وصل اليه ،و كان السيد الامام الصادق المهدى قد دعا الاسبوع الماضى الى العصيان المدنى و ذلك بنزول الجماهير الى الساحات و الشوارع ، اضطراب و تناقض فى اداء الحكومة وحزبها الحاكم تجاه التعامل مع ما سمته المحاولة التخريبية ، اتهمت بعض الشخصيات الكبيرة و عدلت عن ذلك ، بعض قيادات الحزب الحاكم نفت عن نفسها التهمة دون ان يتهمها احد ، و ارتباك للمعارضة ازاء توصيف الحاصل و كيفية التعامل معه و فشل فى توظيفه لتشديد حملتها ضد النظام .


-----------------


مكالمة هاتفية و(20) رقم موبايل متسلسل تقود للمعتقلين


«صلاح قوش»




11-25-2012 08:22 AM
كشفت مصادر أمنية رفيعة أن المعتقلين تم توقيفهم بطريقة سلسة ودون أي مقاومة وأنه تتم معاملتهم بطريقة جيدة ووفرت لهم كل سبل الراحة. وأشارت المصادر إلى أن مكالمة بين شخصين من الموقوفين قادت للبقية بعد التوصل لنحو (20) شريحة هاتف سيار مسلسلة لإحدى شركات الاتصال كانت تتم بها الاتصالات بين المجموعة بعيداً عن الأرقام المعروفة للمتهمين.

وحسب ما كتبت " صحيفة السوداني " أن مصادر مقربة للأسرة أن ضابطا رفيعا من جهاز الأمن استأذن الفريق صلاح عبد الله أن يغادر معه للاستدعاء في القيادة مساء أمس الأول، وأشارت المصادر إلى أن أسرته لم تتصل به إلا أنها ستفعل خلال هذه الأيام، وكشفت أن ظهور معلومات جديدة سيمكن أسرته إما من اتخاذ إجراءات قانونية أو الانتظار، وأكدت أن "قوش" يعامل معاملة كريمة.
وعلمت (السوداني) بعدم اعتقال عناصر جديدة على ذمة المحاولة التخريبية التي اعلنتها السلطات الأمنية. وابلغت مصادر (السوداني) أن المعتلقين تم توقيفهم بطريقة سلسة ودون اي مقاومة، وأشارت إلى أن المعتقلين تم التحفظ عليهم في مكان ممتاز ووفرت لهم كل سبل الراحة، وأكدت عدم اعتقال عناصر جديدة ورهنت ذلك بالمعلومات التي ستسفر عنها التحقيقات الجارية الآن مع الموقوفين

-------------------

ائب أمانة التنظيم بالمؤتمر الوطني اللواء الفاتح عبدون : كل الحركة الإسلامية مؤتمر وطني


«الفاتح عبدون»




11-25-2012 08:11 AM

ما ان انتهى مؤتمر الحركة الإسلامية – المغضوب عليه من قبل البعض – حتى ظهرت محاولة انقلابية كما أعلن جهاز الأمن والمخابرات.. ربما هناك خيط رفيع بين نتائج المؤتمر والمحاولة الانقلابية، لكن حتى إن لم يكن هناك من رابط، لا أحد ينكر أن نتائج المؤتمر لم ترق لطموح البعض، وأصابت تململ البعض الآخر.. هناك تيارات مستاءة وأعضاء محبطون، كانت لـ(السوداني) وقفة مع شخصية قيادية لصيقة بهذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة التي انعقدت، اللواء الفاتح عبدون نائب أمانة التنظيم بالمؤتمر الوطني، وعضو أصيل في الحركة الإسلامية والشورى القومية، دافع عن نتائج ومخرجات المؤتمر الذي انتهى قبل بضعة أيام، ورأى أن الأعضاء اختاروا من ينوب عنهم في اتخاذ القرار وهو ما أوجب الالتزام والاحترام لما رأوه طالما كان يرضي الله سبحانه وتعالى.. اللواء معاش تلقى الأسئلة بكل ترحاب فإلى ما قال:
حوار: لينا يعقوب
تصوير: أحمد طلب
تم تذويب أعضاء المؤتمر الوطني في الحركة الإسلامية والعكس.. لماذا؟
يبدو أنه غير واضح دور المؤتمر الوطني ودور الجهاز التنفيذي والحركة الإسلامية.. جميعهم يستظلون بظل واحد وملتزمون بمبادئ وأهداف واستراتيجية واحدة، كل الموجودين في الإنقاذ هم حركة إسلامية، لذا لا يمكن أن تقولي أن المؤتمر الوطني تم تذويبه في الحركة الإسلامية أو العكس.
هل يعني ذلك أن كل الحركة الإسلامية هم مؤتمر وطني؟
كلهم مؤتمر وطني.. لكن في الأساس هم حركة إسلامية، اقتنعت الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني والوطني جاء في الجهاز التنفيذي، لا شيء اسمه تذويب لأنهم أصلا (ذايبين) في بعض، ويجمعهم الفكر الواحد الذي يقوم على مقومات هي عبادة الله والالتزام بكل ما قاله..
هل لهذا السبب الحركة الإسلامية غير مسجلة باعتبار أن الذي يمثلها المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم؟
لا أعتقد.. موضوع التسجيل أٌغفل.. الحركة الإسلامية بعد الإنقاذ حلت وجاءت راجعة، ثم انشغل المنتمون إليه بالمسائل الأخرى التنفيذية والسياسية.


الزبير أحمد الحسن.. نائب برلماني، أمين أمانة اقتصادية، رئيس مجلس إدارة شركة كنانة وقد تكون هناك مناصب أخرى.. ما الذي سيحدث في وضعه خاصة أنكم قلتم تريدون فصل العمل التنفيذي في الدولة عن عمل الحزب وأيضا الحركة الإسلامية، والذي يبدو أنه لم يحدث؟
أنا ممن يقولون هذا الكلام.. الحركة الإسلامية لتكون قريبة من قواعدها لابد أن تكون قيادتها متفرغة سواء كان في القطاع السياسي أو الاقتصادي أو التنظيمي وقطاعات التزكية، في تقديري الشخصي أن الأفضل فصل هذا العمل، لأن المعنيين ببناء الأمة هم من يعملون في الحركة، وكلما كان متفرغا كان أفضل، لكن إن دعت الضرورة أن تستفيد الحركة أو الحزب من شخص وهو في موقع قيادي لا أعتقد أن هناك ما يمنع.
الرجل قال أنه سمع ترشيحه للمنصب من قبل خاله.. لماذا ترشحون شخصا غير مستعد نفسيا للمنصب؟
من ارتضى أن يعمل في خدمة الناس لا يُسأل، نحن مؤدين قسم على السياسة، وفي مفهومنا السياسة هي تخطيط وتنظيم وإدارة شئون الناس، والسعي لقضاء حوائجها، هي عبادة ليست مناورات..
الزبير رجل مسالم وهادئ وملتزم، لكن البعض يقول أن منصب الأمين العام يحتاج لرجل أكثر قوة خاصة في مواجهة الصدامات؟
أنا أحترم الزبير وسريرته نظيفة وهو ما حبب الله وخلقه فيه.. كل من يتولى منصبا يستحيل أن يقوم به منفردا ما لم يعتمد على آخرين..
ألن يجعل مثل هذا الأمر الأمين العام ضعيفا وقراراته صورية، تنزل عليه من الجهات العليا؟
أبدا، حتى إن قلنا أننا نريد القائد الفلاني ليس شرطا أن يكون أعلى.. نحن نعين، وكل من يختار لمن يتولى المهام يجب أن يعينه أخوانه.. لا يوجد إنسان يكون كامل، قيادي تنفيذي وميداني ومفكر ليتولى هذا المنصب، لكنه يكون رمزا تحترمه الناس ولذلك يستفيد من كل القاعدة الكبيرة، وأين ما كان يريد إعانة فسيجد من يعينونه.. الابتلاءات لحامل الرسالة كثيرة، لذلك على الإنسان أن يقاتل وهو ماضي في مساره دون النظر للمهددات الداخلية.
هل يمكن نكران أن هناك تيارات أو قواعد وقيادات متململة جدا من نتائج هذا المؤتمر؟
أية مجموعة من مجموعات البشر إن تخلت عن مبادئها المتمسكة بها ونظرت إلى الدنيا ستحصل ململة، كلما زدت القرب إلى الله والتوبة إلى الله لا بد أن تلتزم بهذه المبادئ.. قال الله سبحانه وتعالى (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)
عفوا ولكن تململهم ليس في تأدية الطاعات والعبادات إلى الله سبحانه وتعالى إنما تململ من السياسات؟
الحركة الإسلامية فيها قريب المليون عضو.. تحديدا و(750) ألف عضو، وأولئك العدد اختار (4) آلاف .. أليس هذا خيار الخيار، والأربعة آلاف اختاروا (600) .. إذا كان الناس ماشين في الأمر كده واختاروا خيار الخيار فالسياسات التي يتخذونها يكون تقديرها صحيحا طالما التزموا بالمبادئ، والنقص حينها يكون في المتململ، لا أحد آخر.
ألم تأتك مجموعات تشتكي من هذا المؤتمر؟
أنا ضد التشرذم والتكتل لإسناد الرأي.. وضد التيارات والمجموعات ولا أحترمها.. أحترم من يقف على الحق.. الإنقاذ حينما قامت كان السودان مظلما ومفلسا ومحتلا، وبعدها قامت بانجازات، فإذا قطعت الكهرباء في مكان وغضب ناس وجاءوا وحرقوا المحطة، حينها يكون ذلك الشخص عديم الفكر وغير ملتزم.. أنا أعتقد أن العيب في ناس.
عفوا.. الحركة الإسلامية ديكتاتورية؟
إذا كانت الحركة الإسلامية غير ملتزمة بما قلته طبعا يكون أي أحد ديكتاتور، لكن إن كان العمل الذي عملته أبتغي به وجه الله، بالتأكيد لا أكون ديكتاتورا لأن لي مبررات.. الرسالة إلى حامل الرسالة عضو الحركة الإسلامية، حماية الفكر القومي والفكر يحمي العقيدة والتراث والتاريخ.. إن كان عضو الحركة يحمي كل هذه الأشياء ينبغي لا يخرج أحد أو يتململ أو يقول أن الديكتاتورية تمارس عليه لأنه أصل الحركة كلها وأقوى من أي رئيس لأنه يحمل في نفسه شعلة من المبادئ والأفكار التي تقود إلى عبادة الله، وهذه تأتي من خلال أدائه وفكره.
هناك حديث عن مؤامرة حيكت ضد غازي؟
المؤتمر قدم دستورا، كل الناس وافقوا على هذا الدستور، هناك أناس اختلفوا في الرأي حول انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام ولهم مبرراتهم وهناك من قال ينتخبوه من مجلس الشورى.. وجهة الخلاف الأخرى، قالوا أن الهيئة القيادية المكونة من قيادة الحركة الإسلامية والجهاز التنفيذي والجهاز السياسي (المؤتمر الوطني) هم مركز القيادة والسيطرة كما نسميهم نحن في الجيش.. ترفع لهم كل الأشياء ويضعوا الاستراتيجيات والسياسات وينزلوا السياسات في شكل خطط والخطط تنفذ في شكل برامج.. أنا لا أرى خلافا، الفئة الأولى والثانية صوتوا، في تقديري أي واحد ما صوت أو صوت وهو عضو في المؤتمر العام أو الشورى عليه الالتزام، ولا يوجد أي نوع من الديكتاتورية، فالشخص اختار خيار الخيار..أين الديكتاتورية؟ الناس تشاوروا وصوتوا، أين المؤامرة؟؟ غازي أنا تحدثت معه وقلت له وترجيته إن رشحوك لا تعترض لكنه تمسك برأيه
ألا تدل طريقة اختيار الأمين العام على عدم ديمقراطية أو تخوف، لأن تصويت 4آلاف ليس كتصويت 400؟
لالالا.. هناك مبررات، فمن يحاسب الأمين العام هو مجلس الشورى وليس المؤتمر العام الذي يجتمع كل أربع سنوات عكس الشورى التي تجتمع كل ثلاثة أشهر، هذا أقرب للمراجعة، والمحاسبة.. أما الآخرون يعتقدون أن على الجميع التصويت رغم أن لهم كليات أحضرت مرشحيهم.
إذاً ما هي قيمة أعضاء المؤتمر العام ومدى تأثيرهم؟
هم من مرروا الدستور وأجازوه.. كان يرفضوه، لكنهم أجازوه، والخلاف أصبح في نقطتين والمجموعة الكلية قامت بدورها بالكامل وناقشت الأوراق وقامت بالتعديلات والتوصيات، جاء الانتخاب حتى القيادة العليا مرروا إلى الانتخاب في الشورى.
الناس تنظر لغازي أنه مفكر خاصة أنه تحدث عن تحرير الحركة الإسلامية ..ولكنكم اخترتم الزبير؟
غازي حجب نفسه عن الترشيح، هل تعتقدي أنه إن ترشح ما كان ليفوز.. كان حيفوز
ربما يرى أنه لن يضمن أصوات أعضاء قيادة الشورى لكنه يضمنها بين القواعد؟
أبدا أبدا.. الزبير كان بيقنع في غازي، غازي لم يرشح نفسه لأنه يعتقد أن المادتين اللتين أجازهما مجلس الشورى غير صحيحتين، لا أعتقد أن هناك سببا آخر
البعض يقول أنهم حاولوا إبعاده لأنهم تخوفوا من أفكاره التحريرية؟
هذه أنا لا أعرفها!!
ألم تأت توجيهات أو مررت رسائل للتصويت؟
إذا كنت أجلس في اجتماع فيه 400 شخص وتم ترشيح 10 أفراد فلا مانع من أن أرشح جاري، هذه الأمور يحدث فيها جرح وتعديل، لكن في النهاية لا يصل الأمر لمرحلة الرسائل.. أنا لست عضوا في الشورى، لكن حينما جلست المنصة وطلبت الترشيح وزاد العدد عن 70 ثم قالت الشورى القومية رشحوا لنا 28 شخصا.. تساءلت وقلت لماذا يحدث هذا الأمر؟ بروفيسور فتحي من كان يجلس على يميني سألني لماذا لم ترشح قلت أني على قناعة أن الجميع يستحقون المجيئ لهذا المكان، طلبت منه أن يكتب نيابة عني وهو ما حدث.. هذه هي الروح التي نتعامل بها وعلى الجميع أن يكون لهم ثقة بمن حولهم.. موضوع التآمر والرسائل لا قيمة له..
هناك قيادات رفيعة تسقط في الترشيح، فتخرج من الباب لكنها تأتي بالشباك؟
هناك قائمة استكمال قومي.. هناك هيئة تأخذ من كل ولاية الإسلاميين والسياسيين ومن لديهم قدرات تفكيرية تختار خمسة أو عشرة من كل ولاية وترفع الأسماء إلى الخرطوم والخرطوم تضيف وترفعها للقائمة القومية..هناك ناس ماعايزين يدخلوا انتخابات لكن الحزب أو الحركة تحتاج إليهم فإنها تأتي بهم ليقوموا بعمل معين، هذه معمول بها..ولا يوجد بها غش.
عفواً ولكن ستين مقعدا استكماليا، أليس كبيرا جدا هذا الرقم؟
مع مرور الزمن والتجربة الديمقراطية يفترض أن تقل كل فترة، بصراحة لدينا شيء اسمه مجلس الشورى وهو المجلس الحاكم، المتابع والحاكم والمشرف لكل أداء، وهو من يملك الحق أن يوقفه رئيس المكتب التنفيذي، مجالس الشورى في السودان يمكن أن تجيب ناس ما عندهم علاقة وأن تجيب واحد ما عنده معرفة في الشغل، فالناس ابتكرت في فترة من الفترات الاستكمال أن توجد نسبة معينة لاستيعاب أفراد وأن يقوموا بتدريب بعض الناس
الاستكمال يتم من القيادات للمقربين منهم ؟
يتم على كل مستوى من المستويات لتسيير العمل.. لو جات من فوق توصية إنو يدخلوا فلان ما حيقبلوا..
حديثكم كان يتركز على فصل العمل في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي في الدولة لكن يبدو أن المؤتمر انتهى دون تحقق تلك النتائج؟
المؤتمر الوطني أجرى انتخابات، والدولة تختار شخصا وتكلفه .. الخيار أن تديري دولة أو ولاية لكل الناس فأنت مسئولة أمام الله سبحانه وتعالى.. يجوز في مرحلة أن نرشح عددا منهم وهناك أناس جاءوا قبل ذلك وفي ناس جاءوا بعد ذلك.. هذه موازنة يعملها الشخص المسئول.
ما هي نتائج حواركم مع الغاضبين من المؤتمر؟
فليأتوا إلينا أولا..
سمعنا أنهم وصلوكم؟
أنا شخصيا لم يصلني أحد.. كما أني أريد توضيح أمر، لقد تحدثت مع مجموعة من النيل الأزرق، لم يحتجوا، كانوا أفرادا متخوفين وهو ما أجبرني أن أتحدث مع بعض الصحفيين.. ولم أقل ما نشر في الصحف، لقد قلت لهم على الناس أن لا تنزعج فلنا تجارب مختلفة سابقة وعضو الحركة الإسلامية عادة ما يتجاوزها.. عضو الحركة الإسلامية رسالي حامل رسالة، وهو عمد حراسة الفكر القومي وهو يتمثل في العقيدة والوطنية والتراث وكيف يحافظ عليها ضد المهددات الداخلية والخارجية.. هذا واجب استراتيجي وليس تكتيكيا..
يقولون أنها سميت حركة لأن فيها تجديدا وفكرا جديدا.. لكن الحركة الإسلامية في السودان ترفض التجديد وتضطهد أي أصوات لها آراء مغايرة، فهل تعتقد أنكم ستظلون في نفس النقطة؟
(الإجابة بتصرف) الحركة الإسلامية قائمة على الشريعة الإسلامية، الحركة قادمة لتمكن من عبادة الله.. وليس المقصود صلاة وصيام فقط، إنما معاملات وتعامل، وكله موجه..

السوداني

-----------------

بيان من المؤتمر الوطني .. منبر الإصلاح : المساس بالمعتقلين سيكون ثمنه مكلفاً
November 24, 2012
(حريات)

بيان للناس

(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات “6″

أيها الشعب السوداني الكريم:

خرجت علينا الحكومة بما أسمته “المحاولة التخريبة” و”مخطط الإغتيالات” وذلك إثر توقيفها لنفر كريم من أبناء هذا الشعب المصابر، ومع تثميننا التام للجهود التي يقوم بها نفر كريم من الإخوة لوئد الفتنة علي رأسهم الأخ الزبير احمد الحسن، إلا أن الضرورة تقتضي أن نوضح الحقائق التالية:

أولاً القوات المسلحة السودانية ظلّت ومنذ فجر الاستقلال تتبوأ مكانة مرموقه في الشأن الوطني وحتى يومنا هذا، وهو استحقاق نالته عن ثقة لكونها مؤسسة وطنية أصيلة في صلب الوطن ولا ضمان لاستقرار وتأمين للبلاد بمعزل عنها، وكما هو معروف أن منتسبيها من أبناء هذا الشعب يمثلون كافة ألوان طيفه وتنوعه الجغرافي والإثني المتميز، وتشكّل فيها عبر كل الحقب الوطنية ميراث وطني عظيم، سرت بعض المفاهيم المغلوطة في الوسط السياسي السوداني أن الجيش شئ منعزل ولا يجب أن يتناول قضاياه إلا أهله. ولأنه يرتبط بمصير واحد مشترك مع الوطن في كل قضاياه يأخذ منسوبوه ويمنحون من الأفكار والرؤى ولا يعيشون في جزر معزولة عن قضايا وطنهم ومجتمعهم.

من هذا الباب فإن التربص والوقيعة بالشرفاء من أبنائه وأصحاب الرأي فيه يعتبر جناية وطنية كبرى خاصة إن كان يسندهم تاريخ وطني مشرف وروح بذل وعطاء منقطعة النظير استحقوا بها عن جدارة أرفع الأوسمة وأعلى آيات السمو والتقدير من الدولة، وأصبحوا مناط تعلق قلوب من عرفهم كما اكتسبوا ثقة وتقدير كل من تشرف بمعرفتهم أو عمل تحت قيادتهم على السواء في فترة التطوع للقتال أو في خدمة المجتمع من بعد. وأضحى هؤلاء الإخوة من بعد أعلاماً ومنارات يهتدي بها الناس في كل مكان بل وطبقت شهرة بعضهم على مستوى الإقليم والقارة الأفريقية في المهام التي قاموا بها مع المنظمات الإقليمية والدولية التي انتدبتهم لها الدولة وكلفتهم بها إنابة عن وطنهم وأمتهم فكانوا بها مثار احترام واعجاب نظرائهم وزملائهم من الدول الأخرى وشهدت بذلك وثائقهم وكتاباتهم التي نشروها. شباب بهذا الشرف الباذخ وهذه القامة السامقة كان أجدر بالدولة تكريمهم ومجازاتهم بغير طريقة سنمار هذه.

ثانياً: إذا كانت السلطات تمتلك أدلة قوية دامغة وحقيقية عليها اتباع الاجراءات التي ينص عليها القانون والتعامل مع هؤلاء الرجال بطريقة كريمة محترمة تتناسب وسجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني، وليعلموا أن المساس بأي منهم سيكون ثمنه مكلفاً. كما نرجو إضافة شئ آخر إلى بعض منهم وهو تهمة الاشتراك في تأمين انقلاب 30 يونيو 1989م، وربما لا يعرفها بعض الجالسين في كراسي الحكم اليوم لأنهم من مواليد ما بعد الفتح.

ثالثاً: يجب وقف الحملات الإعلامية المسعورة فوراً والتي يسمم بها البعض الأجواء لما تحمله من كذب فاضح وتضليل مغرض، إن ما بهذه الدعاية السوداء اساءة وتشهير وتجريح تصيب الحاكمين أولاً قبل أن تنال من أشخاص الرجال الموقوفين حالياً، ومن ذلك وصف الأشياء بأسمائها فلو ثبت الادعاء بأدلة واضحة ملموسة للإتهام فهذا يسمى في كل القواميس السياسية والقانونية “محاولة تغيير للسلطة” أو “انقلاب” وليس “مخطط تخريبي” ولا “اغتيالات”. و لعل من ألقى بهذا المصطلح يعرف أن الجماهير في الحزب وعلى امتداد الوطن كانت ستلتف حول هؤلاء الرجال وتطالب باطلاق سراحهم لما وصلت إليه البلاد من حالة متردية من الفوضى والفساد وغلاء المعيشة، لذلك عمدت الأجهزة الرسمية وبكل أسف للكذب بغرض بث حالة من الاشمئزاز والنفور وسط المواطنين وأيضاً بزجها لأسماء مدنية في ذلك، ولكن هذه الحيلة الساذجة لا تنطلي على أحد، لأن هؤلاء القادة لهم تاريخ مشهود وموثق في حسن التعامل حتي في أيام الحرب وسنين القتال وتحت ضغوطها فقد كانت تعليماتهم المشددة في كل موقع خدموا به تأمر مرؤسيهم بالإحسان إلى كل شئ بما في ذلك جرحى العدو وقتلاه ناهيك عن ممتلكات المواطنين من زرع وحيوان ومباني وأثاثات، وكل من رافق محمد ابراهيم وبقية العقد الفريد في متحركات القتال كافة يعرف هذه الحقيقة لذلك ليس بدعاً أن تجد داره عامرة ببعض الذين كانوا من أسرى العدو أثناء زياراتهم للخرطوم بعد انقضاء القتال وتوقف الحرب وذلك بسبب سالف إحسانه إليهم.

ومن عجائب الزمان أن نسمع من يتهمهم الآن زوراً وبهتاناً بأنهم يخططون لاغتيالات سياسية يضيع فيها الأبرياء أو يعملون على تخريب المنشآت وهم الذين قاتلوا معارك تأمين البترول في نيال ديو وربكونا وبانتيو، لسنوات طويلة تلك التي ينعم بها أصحاب الكراسي وأسرهم ثم يصفونهم اليوم بالمخربين!!

هذه الحقائق يعرفها عشرات الالاف من أبناء السودان في القوات المسلحة أو خارجها ممن شاركهم شرف القتال والدفاع عن الوطن في جبهات القتال المختلفة داخل وخارج الوطن.

رابعاً: ليس سراً يذاع أن هؤلاء الإخوة الأكارم كانوا ممن يبذل النصح الدائم والمستمر لأهل السلطان في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل المتاحة، ولكن للحقيقة من الواضح أن السقف الأخلاقي الذي شهدنا تزويره لإرادة الجماهير فيما تجلى في الأيام الماضية تجعلنا وبكل أسف نقر بأن المشروعية الأخلاقية والوطنية التي كانت تُزين جيد القيادة السياسية الحالية قد اهتزت بعد أن أصبحت حكراً لفئة محدودة من الناس ممن لا نعرف، فأصبحت تبحث عن كباش فداء لإلهاء الشعب عن كبواتها المتكررة، ولكنها للأسف وقعت في المحظور بالتربص بمناصريها الذين يفترض أنها كانت تدخرهم للشدائد.

عليه نرجو من عضوية الحزب وجماهيره خاصة الشباب ودعاة الاصلاح منهم التمسك بالصبر وضبط النفس أولاً والتحلي باليقظة والانتباه. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) الانفال (25)

عبد الغني احمد ادريس

مكتب إعلام منبر الاصلاح- المؤتمر الوطني



------------------

المحــــاولــــة الانقــلابيــة…كشفت حجم خلافات الإسلاميين
November 24, 2012
(تحليل: أحمد يوسف التاي..أسامة عبد الماجد)

المحاولات الانقلابية لتغيير نظام الحكم في السودان خلال الـ «23» عاماً الماضية والتي اصطلح عليها بـ«المحاولات التخريبية» على كثرتها وقوتها وكثرة عدد ضحاياها جراء ردة الفعل الحكومية إلا أنها لم تثر جدلاً، وتترك تساؤلات كما فعلت الأخيرة التي تسرّبت المعلومات الكافية بشأنها وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة قبل أن يعلنها رسمياً وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال في مؤتمره الصحافي أمس… ومن هنا يبرز السؤال الجوهري: لماذا أثارت هذه المحاولة التي برز فيها اسم مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق صلاح قوش، والعميدمحمد عبد الجليل «ود إبراهيم»، واللواء عادل الطيب «سلاح الإشارة» ،لماذا أثارت دون غيرها كل هذا الجدل، ولماذا حظيت بالاهتمام المتعاظم من وسائل الإعلام العالمية والمحلية، هذا فضلاً عن استحواذها على مساحة واسعة على مجالس السياسة والإعلام، وعامة الناس..وثمة أسئلة أخرى لا تقل أهمية يمكن طرحها في هذا المقام: هل ما حدث حقيقة، أم أنها عملية مفتعلة لتصفية بعض الحسابات الشائكة داخل البيت الإنقاذي؟ وهل صحيح أن للعملية بعدًا خارجياً كما ذكرت الحكومة رسمياً؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟.

للإجابة عن كل تلك الأسئلة يمكن الإشارة ولو عرضاً إلى بعض المعطيات التي يمكن أن تسهم بشكل واضح في الاقتراب من الإجابات الصحيحة، وذلك على النحو التالي:

قوش، الرجل الخطير

أولاً: هذه المحاولة الانقلابية والتي تسمى «التخريبية» ــ في عرف الإنقاذ ــ تختلف عن سابقاتها، حيث كانت الحكومة في كل المحاولات السابقة تتهم جهات معارضة للنظام ذات انتماءات لأحزاب معارضة، الأمر الذي اختلف هذه المرة حيث أشارت أصابع الاتهام بشكل جلي إلى أقوى عناصر الإنقاذ نفسها، والدليل هو اعتقال قوش وهو يعتبر من أخطر عناصر الإنقاذ التي مرت على جهاز المخابرات والأمن، وكذلك العميد محمد عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهو من أصلب عناصر الإنقاذ العسكرية، وكذا اللواء عادل الطيب « سلاح الإشارة»، وهناك آخرون أكثر خطورة لم تفصح عنهم الحكومة، ربما لأن ذكرهم لن يكون مفيدًا لها على الأقل في التوقيت الحالي.

نبوءة الترابي

ثانياً: ظهور تلك الشخصيات في المحاولة، واعتقالها له دلالات وأبعاد كثيرة مرتبطة بالإنقسام الداخلي وصراع مراكز القوى داخل المؤتمر الوطني، وهو أمر يؤكد بشكل قاطع نبوءة الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي الذي صرّح قبل أسبوعين بتوقعاته حدوث انقلاب عسكري من داخل الإسلاميين أنفسهم، حيث أشار إلى أنه لو حدث إنقلاب سيكون من الإسلاميين أنفسهم.. ولا شك أن تنبؤات الترابي لم تأتِ من فراغ إذ أن الأجواء الخلافية داخل صفوف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية باتت تنبئ بأكثر من ذلك حيث جعلت الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات.

خلافات عميقة

ثالثاً: إذا صح أن قوش وآخرين يرتبون لتغيير النظام القائم، فإن الأمر في مجمله يعكس دلالات خطيرة وهي أن حالة الانقسام داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أصبحت عميقة جدا إلى الدرجة التي لا ينفع معها الحوار وليس كما قال وزير الإعلام في مؤتمره الصحفي: « محاولة إسقاط النظام أحلام ليس لها سيقان، والتركيبة الحاكمة على أفضل ما يكون وأعلى انسجام، وما يجري لا يشكل تهديداً لسلامة البلاد وأمان المواطنين»… ووزير الإعلام يقول ذلك وكأن اعتقال «13» من المشتبه بهم من بعض ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات والمدنيين، وعلى رأسهم الفريق أول صلاح عبدالله »قوش« واللواء عادل الطيب والعميد محمد إبراهيم »ود إبراهيم« أمر طبيعي ..!!!.

اغتيالات سياسية

رابعاً: ثمة دلالات أخرى وهي أن ما حدث يشير إلى أن أجواء الصراع بين النخبة الحاكمة في البلاد إذا ما استمرت على ما هي عليه، فإنه لم يُستبعد حدوث إاغتيالات سياسية، وتصفيات لبعض الشخصيات في مقبل الأيام، طالما أن الخلاف بلغ ذروته ودفع البعض إلى التفكير في الانقلاب العسكري، ومعلوم أن مثل هذه المغامرات ليست نزهة أو طريقاً مفروشاً بالورود، إذ لابد من ضحايا محتملين، وهو أمر أيضاً تعززه بعض التنبؤات التي تشير إلى أن نهاية حكم الإسلاميين في السودان سيكون فيما بينهم.

خامساً: أما من حيث التوقيت فإن العملية اُختير لها توقيتاً حساساً للغاية، وهو التزامن مع مرض الرئيس البشير، والشائعات التي انطلقت في هذا الصدد، واستعداد وتسرع بعض الإسلاميين في اختيار خليفة للبشير، هذا فضلاً عن إسقاطات مؤتمر الحركة الإسلامية الذي كانت ربما نتائجه معروفة لدى المتهمين بالمحاولة ربما ربما…



الإسلاميون العسكر.. انقلاب أم تغيير «بعض» الوجوه؟!

قبل شروق الشمس بساعات قليلة من يوم أمس كان الفريق مهندس صلاح عبد الله «قوش» بمنزله بالخرطوم منهمكًا في القراءة وكان كل شيء من حوله فيه كثير من الروتين قبل أن تنقلب رأسًا على عقب.. حالة قوش رسمها لي صديق عزيز كان قد هاتفه بساعة أو يزيد قبل أن تأتي السلطات لتعتقله بتهمة المشاركة في محاولة انقلابية لا يزال يكتنفها الغموض، حيث لم تُفصح الحكومة عنها شيئًا إلا تفاصيل قليلة جدًا مثل عدد المتهمين فيها وهم نحو «13» رجلاً أبرزهم قوش والعميد محمد إبراهيم عبد الجليل ومصطفى نور الدائم واللواء عادل الطيب من سلاح النقل بينما تناقلت مواقع إسفيرية أسماء عدد من الضباط والمدنيين وجلُّهم لا علاقة لهم بالمحاولة ولم يتم التحفظ عليهم مثل قائد الفرقة «20» بابنوسة اللواء كمال عبد المعروف قائد معركة تحرير هجليج، ووالٍ سابق بإحدى ولايات دارفور هاتفته وهو غارق في الضحك عندما أبلغته بورود اسمه، وبالسخرية التي عُرفت عنه سفَّه الأمر.

المهم أن جميع من تم ذكرهم إن كان رسميًا أو من باب التخمينات هم من أبناء الإنقاذ وممَّن أبلوا بلاءً حسنًا في مشروعها بدءًا من قوش الذي أدار جهاز الأمن في مدة عصيبة ويمتلك كل مفاتيح السلطة، وما من شفرة إلا والرجل يعرف كيفية فكها، بجانب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم» الذي عمل ضابط أمن بالقصر الجمهوري « 2001 إلى 2004» وهو من الضباط البارزين المجاهدين إذ يلقَّب بأمير الدبَّابين، وأذكر في رمضان الماضي لبَّينا دعوة إفطار بمنزله بحي المزاد بالخرطوم بحري الذي توافد إليه المئات من المجاهدين وهو من رجال المؤسسة العسكرية الذين يعرفهم الجيش الشعبي من خلال عمليات صيف العبور بالجنوب وتلشي بجنوب كردفان وتربطه علائق وثيقة بقيادات المجاهدين الذين تبوأوا مناصب وزارية على رأسهم وزير الكهرباء أسامة عبد الله ووزير الدولة بالرياضة السابق منسق الدفاع الشعبي عبد القادر محمد زين، وعمل ود إبراهيم قنصلاً بسفارة السودان بكينيا «2004 ــ 2008» وعاد والتحق بالاستخبارات العسكرية ثم إلى الأكاديمية العسكرية «إدارة التدريب».. شارك في عملية تحرير هجليج ويتردد أن المجاهد الوزير عيسى بشرى الذي حضر إفطار المجاهدين الأخير بمنزل ود إبراهيم وكذلك غازي صلاح الدين تربطه علاقة وثيقة بالرجل، وقد طلب من الرئيس أن يرافقه إلى هجليج.. ويلتف المجاهدون خلف ود إبراهيم خاصة عندما يردِّد معهم قصيدته ذائعة الصيت التي عرفه بها عامة الناس «ليش ليش يا مجاهد» والتي تقول

كلاشنكوفك والجيم أفهم .. في الرأس تنشينك لالا ترحم

للقاء أعدائك لا تهاب الدانة لا تخشى لغم

أنصار ود إبراهيم

لكن من المهم التوقف عند محطة ود إبراهيم وليس قوش وذلك أن ثلاثة آخرين من الـ «13» مقربون جدًا منه، وقد تم القبض عليهم، وبحسب مصدر موثوق هم النقيب أمن علاء الدين محمد عبد الله من أبناء قوز المطرق بولاية نهر النيل كان بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات قبل أن يتم نقله قبل عام ونصف إلى وحدة صغيرة قرب مدينة عطبرة تسمى سيدون وهي مناطق القيادي البارز بالوطني قطبي المهدي، والثاني نقيب أمن بإدارة العمليات إبراهيم عبيد الله من أبناء جنوب كردفان، والاثنان من المجاهدين القدامى الأصفياء شاركوا في عدد من متحركات الجهاد قبل التحاقهم بالجهاز وعملوا تحت إمرة ود إبراهيم بمناطق الإستوائية ويحبونه لوجه الله حتى إن علاء الدين عند احتلال هجليج استأذن قائده ورافق ود إبراهيم الذي قاد محور العرب «المسيرية» والذي ساهم في تحرير هجليج والثالث هو العقيد فتح الرحيم عبد الله من أبناء الدفعة «38» بالقوات المسلحة أول قائد للقوات المشتركة السودانية التشادية من «2010» إلى «2012» وعلاقته بود إبراهيم بدأت عندما كانا سويًا في مناطق غرب النوير، فتح الرحيم من الضباط الأكفاء وهو شخصية قيادية معروفة في أوساط الجيش وفي الأصل هو ضابط مدرعات، وبمناسبة المدرعات تم القبض على ضابط منسوب إليها يُدعى رشاد وهو الآن متفرغ حيث يدرس بكلية القادة والأركان، ولعل وجود اثنين من سلاح المدرعات جعل مواقع إسفيرية تورد اسم قائدها الأسبق اللواء «م» صديق فضل ضمن أصحاب المحاولة، وهذا ليس بصحيح، وفضل من أميز ضباط الجيش وتربطه علاقة وثيقة بالرئيس البشير وهو من استلم سلاح المدرعات ليلة «30» يونيو، وتم لاحقًا المفاضلة بينه وبين الشهيد إبراهيم شمس الدين أيهما يتم الإعلان عنه ضمن مجلس قيادة الثورة، وتم الاتفاق على أن يتولى فضل سد ثغرة.. فأدى واجبه على أكمل وجه إلى أن تقاعد للمعاش مؤخرًا. وتم القبض أيضًا على مقدَّم بسلاح المدرعات يُدعى حسن.

صراع البيت الواحد

قوة قوش وود إبراهيم تجلَّت في السلطة والمال اللذين كانا بيد الأول والتفاف المجاهدين خلف الثاني، وكان طبيعيًا تردُّد اسميهما في عدد من التعديلات الوزارية في وقت سابق، ود إبراهيم للداخلية وكذلك قوش، وهذا يعني أن الشخصين ورغم انحدارهما من مؤسستين نظاميتين إلا أنهما حاضران في المسرح السياسي، ومؤكد هذا أمر طبيعي طالما كانا مؤثرين كلٌّ في مجاله، لكن ظلت هناك حالة من الحذر تسيطر على البعض حال ذكر الرجلين سيما وأن إبراهيم كاد يعود للقصر مرة أخرى لربما مديرًا لمكتب الرئيس.

اللافت أن المجموعة المتهمة من الإسلاميين ما يعني أن الصراع هو صراع البيت الواحد، وبالتالي هنا تتكسر الحواجز بين المؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ أن المتعارف عليه عدم مشاركة الأمنيين جنبًا إلى جنب مع العسكريين في المحاولات الانقلابية أو على الأقل ساعة الصفر التي تستهدف القيادة العامة بواسطة مدرعات.. لكن ثمة أمرًا لا بد من الإشارة إليه وهو الحديث عن تحفظات لـ«السائحون» و«المجاهدون» وكثير من الإسلاميين في المؤسسات النظامية على أداء شخصيات عسكرية ومدنية متنفِّذة في الحكومة، ولذلك لو نجحت المحاولة كان بائنًا أن التغيير لن يطول البشير أو على الأقل أن الرئيس سيكون في مأمن رغم أن أي محاولة تغيير تبدأ برأس الدولة، وسبب ذلك أن كل المذكرات المعلنة والخفية المطالبة بالإصلاح والتغيير لم تمس البشير، وهذا يعني أن مشكلة أولئك مع من هم دونه، المهم أن المثل الشعبي «أبو القدح بعرف مكان بعضي أخو» كان حاضرًا قبل الأجهزة الأمنية، مع أن الترابي قال ذات مرة: البديل للحكم سيكون إسلاميًا


-----------------


تصاعد الحملات بين التيارات الإسلامية المتصارعة وأسرة قوش تنفي مشاركته في الانقلاب المزعوم
November 24, 2012
(أحمد يونس- الشرق الاوسط)

زادت حدة الصراع بين الإسلاميين الحاكمين في السودان، عقب المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلنت عنها الخرطوم الخميس، وتحولت إلى ما يشبه الحرب بين التيارات المتصارعة داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وفي المقابل، بدأت تتكشف أسماء معتقلين إضافيين، وتنظيمات داخل الصف الإسلامي، تشكك في مزاعم الحكومة حول المحاولة الانقلابية.

وكشفت صحيفة سودانية مقربة من حكومة الرئيس البشير عن أسماء ضباط آخرين ألقت السلطات القبض عليهم على خلفية المحاولة، وقالت الصحيفة المملوكة لـ«خال» الرئيس البشير الطيب مصطفى، إن السلطات ألقت القبض على ضباط على علاقة بقائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهم النقيب بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات علاء الدين محمد عبد الله، والنقيب بإدارة العمليات بذات الجهاز إبراهيم عبيد الله، وقائد القوات المشتركة السودانية التشادية العقيد فتح الرحيم عبد الله، إضافة إلى المقدمين بسلاح المدرعات رشاد، وحسن.

وفي ذات الوقت، نفت مصادر في أسرة مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش، أن يكون قد شارك في أي محاولة انقلابية أو دبرها، وأنه كان خارج البلاد طوال العشرين يوما الأخيرة يزاول أعماله التجارية في العاصمة الإماراتية دبي، وعاد قبل 3 أيام فقط من اعتقاله.

وشن أئمة موالون للحكومة في خطب الجمعة حملة عنيفة على مدبري المحاولة الانقلابية، وقال القيادي الإسلامي وإمام مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، في خطبة نقلها التلفزيون الرسمي المحاولة إن المحاولة عمل تخريبي وحرب ضد الإسلام، ووصف الخارجين عن الحكومة بأنهم «إما يهود أو كفار أو جاحدون بكتاب الله».

واتسعت هوة الشقاق بين مجموعات الإسلاميين الحاكمين عقب إعلان المحاولة، وتردد أن قيادات بارزة في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، وردت أسماؤهم في التحقيقات مع المجموعة المتهمة بتنفيذ المحاولة، جرى التحقيق معها، بينما نفى متحدث باسم «مبادرة سائحون» أسامة عيدروس، وهي مجموعة مكونة من شباب ومجاهدين سابقين تطالب بتغييرات جذرية في الحكم وتوجه انتقادات لرموزه، أن تكون الاعتقالات قد طالت أفراد المجموعة.

وشككت مذكرة موقعة باسم «المؤتمر الوطني – منبر الإصلاح» حصلت «الشرق الأوسط» عليها، في المحاولة التخريبية ومخطط الاغتيالات، ووصفته بـ«الفتنة».

ونددت بما أطلقت عليه «التربص والوقيعة بالشرفاء وأصحاب الرأي» من أبناء الجيش، واعتبرته «جناية وطنية كبرى»، وقالت إنهم يستحقون أرفع الأوسمة، وإن الدولة على العكس «جازتهم» على «طريقة سنمار».

ودعت المذكرة إلى اتباع الإجراءات التي ينص عليها القانون، والتعامل مع المعتقلين بطريقة كريمة حال وجود أدلة قوية ضدهم، وإلى احترام ما سمته «سجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني»، وهددت من المساس بهم، وقالت: «سيكون ثمنه مكلفا».

وطالبت بوقف ما سمته «الحملات الإعلامية المسعورة»، ضدهم، التي يستخدمها البعض لتسميم الأجواء، ووصفتها بأنها «كذب فاضح وتضليل مغرض ودعاية سوداء»، تصيب الحاكمين قبل أن تنال من «الموقوفين حاليا».

ونادت بتسمية الأشياء بأسمائها، لأن الاتهام لو صدق فهو في كل القواميس يسمى «محاولة تغيير للسلطة» أو «انقلابا»، وليس «مخططا تخريبيا» أو «اغتيالات»، ######رت المذكرة من اتهامهم بالتخطيط لاغتيالات سياسية أو تخريب المنشآت، ووصفهم بالمخربين.

وأوضحت أن المعتقلين معروفون بإسداء النصح لأهل السلطات في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل، ولأن القيادة السياسية اهتزت بعد أن أصبحت حكرا لفئة محدودة من الناس، فطفقت تبحث عن كباش فداء، لإلهاء الشعب عن كبواتها، بيد أنها وقعت في المحظور وتربصت بمناصريها الذين تدخرهم للشدائد.

ودعت المذكرة الموقعة عضوية الحزب وجماهيره وشبابه ودعاة الإصلاح للتمسك بالصبر وضبط النفس، والتحلي باليقظة والانتباه.

وقال مؤلف كاتب «الإسلاميون أزمة رؤيا وقيادة» عبد الغني أحمد إدريس (تحمل المذكرة توقيعه) لـ«الشرق الأوسط» إن المجموعة اختارت لنفسها اسما جديدا لتفرق بينها وبين شباب المؤتمر الوطني، وهي مجموعة شبابية داخل المؤتمر الوطني، وليس خارجه، وظلت على الدوام تطالب بالتغيير والديمقراطية، وإنها كانت وراء مذكرة «الألف أخ»، وترفض التغيير الجزئي وتدعو لتغيير المجموعة الحاكمة التي أثبت فشلا ذريعا.

وقالت مبادرة «سائحون» في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» إنها ظلت تدعو للحوار، وتراقب ما يجري عن كثب في الساحة من مستجدات، وترى أن المخرج من الاحتقان والواقع الذي وصفته بـ«المأزوم»، لا يمكن أن يكون إلّا بالحوار.

ودعت المبادرة في بيانها إلى الاستجابة لدعوات الإصلاح، ورفض التخندق حول الرؤى الأحادية، وقالت إنها تبذل قصارى جهدها مع الآخرين للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.

وبينما كانت لهجة البيان تصالحية، فإن الحوار الدائر في صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أكثر سخونة، ويتبادل أعضاء المجموعة مداخلات من قبيل: «لن يجدوا عناصر الحركة الإسلامية الصلبة، عندما يحتاجونهم في المواقف الصعبة، وسيندمون.. لماذا ننتظر حتى يأتي الموقف الصلب المنشود، ألا يمكننا أن نصنعه..؟ أم أن الوهن وصل بنا لدرجة أننا لا نقوى على رد حقوقنا، ولا بد من فعل يوازي المرحلة».

وبعثت مجموعة أخرى بذات الاسم «سائحون» رسالة أطلقت عليها: «رسالة من القلب إلى السيد رئيس الجمهورية»، دعت فيها الرئيس إلى إطلاق سراح المعتقلين.

وقالت الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» عليها: «نرجو أن يقوم الرئيس بإطلاق سراح إخواننا وقادتنا «ود إبراهيم» ورفاقه من أبطال القوات المسلحة وبقية إخواننا المجاهدين صمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها، وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب».

وحملت الرسالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين مسؤولية وتبعات ما حدث وما قد يترتب عليه، وأوضحت أن عهده شهد انتكاسات كثيرة بدأت بقصف بورسودان، وصولا إلى قصف مصنع اليرموك، واحتلال هجليج وكاودا، وأنه فشل في حسم الحركة الشعبية قطاع الشمال بجنوب كردفان.

واتهمت المذكرة وزير الدفاع بأنه أحال قائد الاستخبارات وبعض القادة إلى التقاعد، لأنهم قدموا له النصح والمشورة، وافتعل مشكلة مع قائد المدرعات اللواء صديق فضل. ودعت المذكرة الرئيس للحفاظ على من سمتهم بـ«إخوتك وصمام أمان الثورة»، وقال موقعو المذكرة إنهم ينتظرون القرارات التي سيتخذها الرئيس الذي يكنون له الحب والاحترام، وإن وزير الدفاع لم يترك لهم سوى «هذا الحل»، دون أن يحددوا ما هو «هذا الحل».

Post: #93
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-26-2012, 09:00 AM
Parent: #92

الوطني: المحاولة الانقلابية لن تشق صف الإنقاذ


نشر بتاريخ الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


الوطني: قضية الإصلاح ستتم مناقشتها في الأطر المعلومة

الخرطوم: صلاح مختار
قلل المؤتمر الوطني من حجم المحاولة الانقلابية التي تم إحباطها أخيراً، ووصفها بأنها صغيرة ومحدودة ولن يتأثر بها صف الحزب، وقال إن من يراهنون على انقسام الصف وخاصة صف رجال الإنقاذ واهمون، ولفت إلى أن الإنقاذ شهدت أكبر انقسام عام 1999م، ولكنها خرجت منه أكثر قوةً وعزيمةً وإرادةً، واستطاعت تحقيق نجاحات كثيرة، ولم تضعف عزيمتها أو تلن شوكتها وقوتها. وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني بالخرطوم د. محمد المهدي مندور خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً سمي «كرنفال العزة» في موقع مجمع اليرموك أمس، قال إن الذي تم عبارة عن محاولة انقلابية صغيرة لن توهن الصف ولن تكون سبباً في إضعافه، وأكد أن ذلك سيزيدهم قوةً للمضي قُدماً في قضية الإصلاح ووضع كثير من التدابير. وقال إن قضية الإصلاح ستتم مناقشتها فى الإطر المعلومة، واضاف إن كل المراقبين والمهتمين شهدوا التغيير والإصلاح الذي تم فى مؤتمر الحركة الإسلامية، وإنهم سيشهدون أيضاً تغييراً وإصلاحاً فى انعقاد مؤتمر المؤتمر الوطني فى أكتوبر المقبل. وكشف أن المؤتمر العام للحزب الذي سينعقد في أواخر العام القادم سيشهد تغييراً كبيراً، مؤكداً أن الحركة الإسلامية ستظل مناصرة وقوية وستتجاوز كل العقبات. وعلمت «الإنتباهة» ان الحكومة ستصدر اليوم بياناً تكشف من خلاله معلومات جديدة عن المحاولة الانقلابية.

--------------




حصاد الهشيم السياسي ...!

الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012 11:01
الفزع الأكبر لدى كل الإسلاميين والإنقاذيين الحادبين على بلدهم وتوجهاتهم، أن تتوالى تداعيات خلافاتهم وانقساماتهم، وينسدَّ الأفق أمامهم، وتعجز الحكمة من أن تعصمهم من المواجهات والصدامات التي لا تحمد عقباها، خاصة أن المشهد والمسمع أمامنا ينذر بخطر داهم وماحق، لا مانع له إلا لطف الله.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً، فبعد الإعلان عن ما يسمى بالمؤامرة التخريبية التي يقودها ضباط وقيادات عسكرية وأمنية إسلامية من قلب الصف ومن أحشاء الحركة والتنظيم، بدأت حقائق عديدة تظهر للعيان وتتلمسها القلوب والأيدي، يجب أن ينتبه لها الناس ويقرأوا ما وراءها وما تحت خطوطها قراءة عميقة وتتلخّص هذه الحقائق وتتمحور في ما يلي :ــــ
أولاً: خرجت الحركة الإسلامية من مؤتمرها الثامن يخيِّم عليها شبح الانقسام، وهو تشظٍ جديد يضاف للافتراق والمفاصلة السابقة التي لا شك أضعفت الإنقاذ وفتت في عضدها، وإذا حدث انقسام وشقاق جديد لا قدر الله، سيكون هناك انشطار ذو تأثير بالغ على مسار الدولة والحزب والحركة نفسها، وسيصحبه سجال وجدال ونزال سياسي خشن للغاية حول المشروعية السياسية والفكرية والأخلاقية للسلطة القائمة وحزبها وحركتها، ويندلق هذا التطوُّر الحارق في حال حدوثه على الساحة السياسية كلها، لن تكون الأوضاع فيه كما كانت، ولا يوجد سيناريو مُطمئِن على الإطلاق، فحالة الاستقطاب الحادة سينتج منها انفجار بعض الاحتقانات المتقيِّحة، ولن تكون القوى السياسية والاجتماعية بعيدة عن مواجهة بعضها بكل الوسائل لانفراط العقد وضرب الفوضى بأطنابها في الساحة الوطنية، وهذه كلفة عالية جداً، على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وقبلها على البلاد نفسها التي ستكون في مهب الريح وعلى كف عفريت الخلاف.. وخطورة هذا الخلاف المحتمل أنه سيكون آخر حلقة من سلسلة الانقسامات التي حدثت للإسلاميين خلال فترة الإنقاذ.
ثانياً: بعد الإعلان عن المخطط التخريبي أو الانقلابي، الذي أُعتقل على إثره صلاح قوش وود إبراهيم ومجموعة من الضباط الإسلاميين يكون قد ترافق الانقسام السياسي بالانقسام العسكري في التنظيم والحركة والإنقاذ وأذرعها العسكرية، وربما ينتقل هذا المعطى الجديد بمفاصلاته وخلافاته إلى الأجهزة العسكرية نفسها، إن لم يكن اليوم فغداً.. وهذا واقع مخيف لا يمكن تحمُّل كلفته العالية أيضاً، ولا تحتمل ظروف البلاد فواتيره الباهظة.
نحن نعلم أنه لا يوجد من يسمع صياح المنذرين ونداءات الصارخين بإشفاق، لا أحد يعير الاهتمام لصافرات الإنذار وقرع أجراس التنبيه، لقد صُمّت الآذان، والقلوب كأنها على أقفالها وقد ران عليها من أن تستجيب، فهل يسمع الصم الدعاء، لقد سُدّت كل منافذ النصيحة المخلصة والصادقة، وبلغ بالناس الزهد فيها، بالانطواء على أنفسهم والدعاء لهذه البلاد أن يجنبِّها الله الفتن ما ظهر منها وما بطن.. لكن الحال الذي نعيشه اليوم ما بين الشقاق السياسي الذي بانت طلائعه ونذره، وما يحدث في الدائرة العسكرية والأمنية يجعل الأيدي على القلوب، ويقدح في تماسك الأوضاع وقوتها وصمودها.
لابد من مبادرة سياسية جديدة توحد الصف الوطني كله، ولا تبدأ قبل أن يتوحد الصف الإسلامي ويتجاوز مراراته وفتنه، لقد ملّ الشعب السوداني هذه المأساة والملهاة التي تجري أمامه كل يوم من صراع سلطوي لا قيمة له ولا يمثل أي حيثية أخلاقية قامت عليها التجربة الإسلامية، فالممارسة السياسية وعمليات تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام، وأكل الإخوة لحوم بعضهم بعضاً، ستضرُّ بالبلاد كثيراً ولن نجني منها سوى الشوك والخراب وسيكون الحصاد في النهاية حصاد الهشيم.



----------------



المحاولة التخريبية . . تطورات تترى . . !!

تقرير: علوية مختار :

(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) بهذه الآية اختتم بيان ممهور باسم القيادي الإسلامي الشاب وصهر المرشح المنسحب لمنصب الامين العام للحركة الإسلامية د غازي صلاح الدين، عبد الغني أحمد ادريس ، صادر عن «مكتب اعلام منبر الاصلاح . المؤتمر الوطني « كأول بيان يتحدث عن كيان اصلاح داخل الحزب الحاكم .


وطالب البيان بوقف الحملات الاعلامية التي وصفها «بالمسعورة» ، باعتبار انها «دعاية سوداء تحمل إساءة وتشهيراً وتجريحاً تصيب الحاكمين أولاً قبل أن تنال من أشخاص الرجال الموقوفين حالياً» .
القضية برمتها تفتح التساؤلات وتثير الشكوك حول حقيقة ماتم ان كان حقا محاولة تخريبية اكتملت فصولها أم قاطع لشكوك في ان تقوم المجموعة الموقوفة بالتفكير في المحاولة الانقلابية باعتبارها الاقوى والاعلى صوتا ورفضا لسياسات الحكومة، ويزيد الاستفهامات تضارب التصريحات داخل قيادات المؤتمر الوطني والحكومة، فبينما سارع وزير الاعلام للتصريح عبر مؤتمر صحفي رسمي بصفته ناطقا رسميا للحكومة باحباط محاولة تخريبية حددت لها ساعة الصفر مما يعني اكتمال حلقاتها، كان في ذات الوقت القيادي في المؤتمر الوطني ومدير الامن السابق قطبي المهدي يصرح بالبرلمان بأن انها لم تصل مرحلة المحاولة، ويؤكد أن المجموعة لم تكن تستهدف شخصا بعينه ولا جهات بعينها ليبرئهم من محاولات الاغتيالات أو استهداف الشخصيات القيادية في الدولة .
ويقول المحلل السياسي والاكاديمي بروفسير الطيب زين العابدين لـ»الصحافة» ، ان الحدث يدلل على تآكل النظام الحاكم من داخل القلب الذي يعتمد عليه خاصة وأن التحرك نفذ من قبل عسكريين إسلاميين بجانب أن مؤتمر الحركة الإسلامية الاخير أظهر تمردا واضحا لمجموعة الاصلاحيين.


واوضح ان الاسماء التي اعلن عن مشاركتها في المحاولة معروفة بانتمائها للتيار الإسلامي ما يؤكد ان القاعدة الصلبة للحكومة بدأت تتآكل، ويضيف ان محاولة الحكومة اسكات الاصوات الاصلاحية واسقاط رموز الحركة في المؤتمر الاخير ولجوءها لاعضاء الولايات لتغريهم وتهددهم للوقوف مع خطها لخلق ارضية لذلك التحرك لاسيما وأنه جاء بعد انقضاء المؤتمر واستجلاء المواقف، ويؤكد زين العابدين أن اكتمال تحديد ساعة الصفر يعني أن العدد كافٍ لتنفيذ الانقلاب. ويوضح «دائما في العمليات الانقلابية ، فان المخططين يقسمون أنفسهم لخلايا صغيرة قد لاتكون لديها معرفة ببعضها البعض «.


البيان الذي صدر عقب الاعلان عن المحاولة الانقلابية اتهم كل من مدير جهاز الامن السابق الفريق اول صلاح قوش والعميد بالاستخبارات العسكرية السابق محمد ابراهيم عبد الجليل ود ابراهيم واللواء عادل الطيب ، كشف عن حالة انقسام واضح داخل المنظومة الحاكمة لاسيما وان المحاولة تنم عن حالة تململ تجلت في اقصى درجاتها وتنظيم الإسلاميين. وطالت التسريبات عددا من الاسماء منذ اعلان المحاولة لتشمل اسماء لقيادات إسلامية كانت لها اراء واضحة في مؤتمر الحركة الإسلامية الاخير من بينها محمد عبدالله جار النبي وهو من كبار الإسلاميين وارتبط اسمه باستخراج البترول الذي سارع ذويه وقبيلته المسيرية لنفي عملية اعتقاله والتحذير من محاولات الزج باسمه ضمن القائمة المتهمة بالمحاولة التخريبية، وفي ذلك يقول القيادي بقبيلة المسيرية وأحد اقربائه محمد عبدالله ود ابوك ان هناك جهات تحاول الزج باسم جار النبي للنيل منه لاسيما وأنه رشح خلال مؤتمر الحركة الإسلامية د. غازي صلاح الدين لمنصب الامين العام للحركة ، ويعتقد ان الاخير كان يقود تيارا للاصلاح داخل الحركة ويسعى لفصل السلطة عن الحركة، واعتبر عبدالله المحاولة لتصفية الحسابات.


ويرى مراقبون أن العملية كلها لاتعدو ان تكون محاولة لقطع الطريق أمام تحركات لم تتبلور بعد من قبل الإسلاميين المتذمرين من مؤتمر الحركة الإسلامية لاسيما بعد أن فشلت محاولات الاصلاح التي تبنوها وانتصر التيار السلطوي وسقوط رموز دعاة الاصلاح بجانب محاولة الحكومة لايجاد ذريعة لاتخاذ مواقف للسيطرة على الشارع واسكات الاصوات خاصة وأن الموازنة الجديدة للدولة لم يتبق لها سوى ايام قليلة ليكشف عن تفاصيلها أمام البرلمان والتي يتوقع أن تحمل مزيدا من الاجراءات المتعلقة بزيادة الضرائب ورفع الدعم ربما الكامل عن المحروقات بجانب السلع الاستراتيجية، خاصة وأن اتفاقيات التعاون التي وقعت مع دولة الجنوب لم تر النور ومعرضة للانهيار في اي لحظة في ظل عودة التوترات على حدود البلدين.


وايضا هناك تخوفات من ان تقود الاعتقالات لرموز الحركة الإسلامية العسكرية لاسيما «ودابراهيم « المعروف بقيادة الدبابين لنقل الصراع من داخل الغرف الى العلن وأن تتطور العملية للعنف وتنفيذ اغتيالات وسط الإسلاميين قد تقود لفوضى ربما داخل العاصمة الخرطوم. وهذا ربما يترجمه التحرك السريع لبعض رموز الحكم والحركة الإسلامية سيما للامين العام الجديد للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن لعقد سلسلة لقاءات مع مجموعة من المجاهدين نقلت التقارير الصحافية انهم تعدو الالف شخص لتشرح لهم حيثيات ماتم من احداث في اطار السيطرة عليهم ، وربما جاء التحرك بعد المذكرة التي رفعها المجاهدون لرئيس الجمهورية مطالبين بجملة اصلاحات .

( --------------------

يبدو ان اضطراب الخطاب الاعلامى والسياسى للمؤتمر الوطنى احرج اعلام الحكومة وكتابها وهذا ما عبر عنه ضياء الدين بلال
اقرا



التخريبية.. (المقدم ما موصل)!!

الأحد, 25 نوفمبر 2012 15:04

- ضياء الدين بلال تقييم المستخدمين:

عزا بروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم الناطق الرسمي باسم (المؤتمر الوطني) تضارب المعلومات وعدم دقتها بشأن (المحاولة التخريبية) لحديث أشخاص من خارج جهة الاختصاص !
ولكن لم يقل بدر الدين إن بعض هؤلاء قيادات في الحزب، يحملون صفات اعتبارية، لا اعرف لماذا يعجز حزب مثل المؤتمر الوطني في ضبط عضويته القيادية والتي اصبح بعضها لا يفرق بين التنوير والتشويش!
الخطوة كان من الأولى أن تتخذ قبل مرور المياه تحت الجسر وتشكل الانطباعات الأولية، خطوة توحيد مصادر المعلومات حول ما سميت بالمحاولة التخريبية!
فقد كان واضحا أن تعدد الألسن والروايات و التوصيفات، والانتقال من وصفها بتخريبية إلى انقلابية، قد أضعف التفاعل الشعبي معها .
فالحديث كان عن ضبطها في طور الترتيبات الأولية ومرة عن ضبطها قبل ساعات من ساعة الصفر وفي مرة ثالثة عن ضبطها في مرحلة الاتصالات!
كل ذلك أحدث تشويشا مؤثرا على الرواية الرسمية. لا ادري بأي صفة تحدث دكتور مندور المهدي عن المحاولة باعتبارها انقلابا وقدم معلومات تناقض المعلومات الرسمية التي وصفتها بالتخريبية!
وخلال أكثر من 48 ساعة ظل الدكتور ربيع عبد العاطي يشكل حضورا دائماً في الشاشات الفضائية يتكرم على المشاهدين بمعلومات غير متماسكة البناء المنطقي والتعبيري!
في مرة يأتي بها من رأسه وفي اخرى من كراسه المدرسي، غير المصحح من الجهات ذات الاختصاص!
لا مانع أن يتحدث دكتور ربيع في كل شيء باسم حزبه ولكن كما قال الصديق حسين ملاسي (على الحزب أن يختار بين أن يمنع ربيع التحدث باسم الحزب أو أن يغذي كراسه بالمعلومات الصحيحة )!!
مع كامل الاحترام لوزير الإعلام دكتور أحمد بلال، كان من الأوفق أن يتم التعريف الاولي بالمحاولة من قبل أجهزة الاختصاص، الجيش أو جهاز الأمن والمخابرات،لأن هذه الجهات - من المفترض- أن تكون ذات إحاطة بالمعلومات والتفاصيل.
على جهات الاختصاص ألا تحصر نفسها في تنوير القطاعات التنظيمية المغلقة ، في حدث لا يمثل شأنا حزبيا محضا ولا مشكلة أسرية خاصة حتى تكون المعلومات المتعلقة بها حكراً على مجموعة محددة.
اذا كانت المحاولة (تخريبية)، فالمنشآت المستهدفة ليست ملكا لحزب أو جماعة، واذا هي انقلابية فخرق الدستور وتجاوز القانون شأن عام، الا اذا كانت المنشآت العامة قد تمت خصخصتها لمصلحة الحزب أو الكيان والشعب السوداني قد تم اختزاله فيهما !!
الغريب والمدهش أن ما يقال في تلك التنويرات الخاصة يجد طريقه للنشر في الصحف ويصعد في مانشيتاتها، وتتناقله الأسافير، وتجده مُزاداً عليه في مجالس المدينة كماً من الشائعات!!
مع ثورة المعلومات والاتصالات انتفت خصوصية الكلمة. وكما قلنا سابقا (الكلمة) لم تعد قابلة للاحتجاز والحصر في نطاق جغرافي محدد، ولا في مجموعة مستهدفة منتقاة، فهي ملك للجميع وقتما خرجت للوجود !! خاصة في كيان تراجعت فيه ثقافة الولاء التنظيمي وضوابط العمل السري!
لا زال أمام الحكومة فرصة أن تعيد تقديم حقيقة ما حدث لمحكمة الرأي العام، لإزالة التشويش، عبر طرح التفاصيل الدقيقة مع شواهد وحيثيات تبرر خطوة الاعتقال وتترك الإدانة والإثبات للمحاكم، على أن يكتفي وزير الإعلام- مشكورا- في مؤتمره الصحفي اليوم بتقديم أهل الشأن فقط (المقدم ما موصل

--------------


د. مصطفى عثمان.. جرد حساب لمؤتمر الإسلاميين:


نشر بتاريخ الأربعاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


> أجرى الحوار: أسامة عبد الماجد > تصوير: محمد الفاتح

لا يزال المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية محل نقاش في أوساط الإسلاميين يرتقي لمرتبة الجدل إن لم يكن الصراع المحتمَل خاصة بعد ما جرى بشأن تعديل الدستور وطريقة انتخاب الأمين العام للحركة.. «الإنتباهة» زارت القيادي بالحركة الإسلامية وعضو اللجنة العُليا د. مصطفى عثمان إسماعيل بمنزله عصر أمس الأول وقامت معه بجرد حساب للمؤتمر وتقليب ملفاته.. وكان الرجل صريحًا فوق المعدل من خلال إفاداته التالية:

> كيف تقرأ مخرجات مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن؟
< التوصيات استصحبت التطورات الداخلية للحركة الإسلامية وكذلك أخذت في الاعتبار صعود الإسلاميين للحكم في دول الربيع العربي ومشاركتهم الفاعلة في المؤتمر وأخذت التوصيات ثلاثة اتجاهات تتكامل مع بعضها الأول مرتبط بالحركة نفسها وأهمية تجديد خطابها وتجديد بنائها وإعادة النظر في هياكلها وإلى أي مدى تفيض ارتباطها الوثيق بالدولة والحزب وتركزت التوصيات حول بناء الحركة الإسلامية في طور جديد والجزئية الأخرى من التوصيات تعلقت بالسودان حيث تم استعراض انفصال الجنوب وانعكاساته وتأثيراته على الحركة الإسلامية والدعوة، كما نوقش موضوع دستور السودان باعتباره قضية مطروحة في الساحة، ما هي المؤشرات الأساسية التي تريدها الحركة الإسلامية.. كذلك جزء من البناء الداخلي الذي نوقش هو دستور الحركة نفسه.. الوجبة الثالثة من التوصيات جاءت متعلقة بتطورات الأوضاع في دول الربيع العربي وصعود الإسلاميين للحكم، وقد تشرفت بتقديم الورقة الخاصة بهذا الجانب بعنوان صعود الإسلاميين إلى الحكم وتأثيرات ذلك على الحركة الإسلامية في السودان.. هذه الورقة شكَّلت أساسًا لرؤيتنا كيف نتعامل مع الإخوة الذين صعدوا إلى الحكم وكيف تكون أُطر التعامل والتعاون معهم وكيف يمكن أن يستفيدوا من التجربة السودانية بسلبياتها كي يتجنبوها وبإيجابياتها كي يأخذوا بها كيف يمكن أن نفتح قنوات التعاون بعضنا مع بعض.
> هل كانت الحركة أمينة في نقاشها لعلاقاتها مع الحركات النظيرة بعد أن أبحرت السفينة المصرية بعيدًا عقب الثورة ولا تبدو المسافة قريبة من إسلاميي ليبيا!!
< الثورات لم تصل بعد إلى المحطة النهائية التي يمكن أن نقول إن الإسلاميين يحكمون الآن، فهم إما أنهم يحكمون بالمشاركة كما في دول مثل المغرب وتونس أو مازالت تواجههم الدولة العميقة في مصر نسبة للتراكيب التي وُرثت من نظام مبارك أو في ليبيا من عدم استقرار كما اليمن وسوريا أيضًا فإذن نحن من حيث المبدأ دعونا نقر أن الجماهير حينما أُتيحت لها الفرصة أن تعبِّر عن رأيها واتجاهاتها بحرية اختارت الإسلاميين المعتدلين كي يقودوا. وكنا أول المرحِّبين بهذه التيارات وعندما طلبت منا تجربتنا قدمناها لها منقودة باعتبارها تجربة اجتمعنا حولها وناقشنا ما الذي فعلته في إطار الحكم والاقتصاد وفي إطار العلاقات الخارجية وإنشاء مؤسسات المجتمع المدني وبطلب منها قلنا لها نحن أخفقنا في هذا فتجنبيه وتقدمنا في هذا فابني عليه ثم الدليل أن القطار لم يفتنا حتى الآن لا توجد حركة إسلامية عقدت مؤتمرها وشهدت حضورًا من الحركات الإسلامية من حيث العدد ومن حيث التمثيل مثل الذي حدث في السودان، ولعله إذا أخذنا فقط من الأسماء المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر لأول مرة منذ عشرات السنين يحضر مؤتمرًا لواحدة من الحركات الإسلامية وإن حضور راشد الغنوشي زعيم الإسلاميين في تونس والمراقب العام للإخوان بليبيا وسوريا وزعيم حركة الإصلاح اليمن وموريتانيا والمغرب وباكستان وغيرهم يدحض ما يقال عن أن الحركات تجاوزت الحركة الإسلامية السودانية.. بل العكس ما من أحد إلا واعترف بالدعم الذي قدمته له الحركة في السودان سواء أكان كشخص مثل ما ذكر الغنوشي وكنت أنا وزير خارجية عندما مُنح الجواز الدبلوماسي أو الحركة الإسلامية في مصر أو ليبيا التي تحدثت عن الدعم العسكري للثوار.. تجربة الحركة الإسلامية الذي يقول إنها منعزلة عن أخواتها في العالم تجانبه الحقيقة تمامًا.
> هل أجاب المؤتمر عن السؤال المتكرر الحركة حاكمة أم محكومة؟
< تعريف هذا المضمون مهم جدًا.. الحركة تحكم بشيئين بشخوصها وببرنامجها، لو أخذت تركيا مثلاً فالحركة الإسلامية تحكم بشخوصها قيادات إسلامية موجودة مثل عبد الله غول وأردوغان وغيرهما، لكن البرنامج لم تُتح له الفرصة حتي نستطيع أن نقول إن ما يحدث في تركيا برنامج إسلامي.. نأخذ السودان، إذا أخذنا الشخوص في الحكم سواء رئيس الدولة أو نائبيه أو مجموعة من الوزراء ينتمون للحركة الإسلامية والبرنامج القائم هو برنامج الحركة القائم على تأسيس مجتمع إسلامي وبالتالي الحركة حاكمة، وهذا لا يمنع أن تُنتقد التجربة ويُنتقد التطبيق.
> إذا كانت الحركة حاكمة فلماذا تخوفت قياداتها من خيار انتخاب الأمين العام عبر المؤتمر العام وليس الشورى؟
< كان هناك تياران تيار يقوده الأمين العام السابق الأستاذ علي عثمان الذي يميل إلى اتجاه إجازة الدستور لإجازته بواسطة الشورى وبالتالي قانونيًا يمكن جدًا أن يعتمده كما هو المؤتمر العام وتيار آخر يقوده د. غازي ومدعوم من جانب د. سعاد الفاتح وآخرين رأى مناقشة الدستور والتفاصيل التي فيه. على الصعيد الشخصي تابعت الدستور منذ كان مسودة كما تناولته في عدد من مؤتمرات المحليات والولايات، ولذلك قلت في الجلسة المغلقة إن الجميع مُجمع على الدستور في نقطتين الأولى مسألة انتخاب الأمين العام والثانية الهيئة العليا تلغى أو تُحذف، ولذلك اقترحتُ مناقشة النقطتين أو إجراء التصويت بشأنهما، ثم بعد ذلك نجيز الدستور، والحمد لله قُبل المقترح، ولولا ذلك ما كنت سأدري ماذا كان سيحدث.. وسبق اختيار الأمين العام عبر المؤتمر كما حدث مع الأستاذ علي عثمان وأمين عام أسبق عبر الشورى..
> كثيرون رأوا أن هذا التعديل يحجِّم الأمين العام!!
< بالعكس .. الأمين العام سواء أتى عبر الشورى أو المؤتمر لدية كل الصلاحيات وكون يأتي المرشح من الشورى أو المؤتمر فهذا عندي سيان، ولذلك لم أصوت لهذا أو ذاك رغم أني صاحب الاقتراح ومجلس الشورى عديدة أربعمائة ليس قليل.
> لكن أبرز من ترشحوا للأمانة وهو د. غازي اعتذر بسبب النقطتين مثار الخلاف؟
< هذه تُعتبر وجهة نظر، ولو لم نقبل بالشورى ليس هناك عاصم نقبل به.. الحركة الإسلامية حركة شورية، والشورى هي الحكم بيننا، وطالما قالت الشورى كلمتها خلاص، وأعتقد أن غازي اقتنع بذلك، وأنا قريب منه وأعرفه جيدًا.
> دار همس أن قيادات متنفذة سعت لإبعاد غازي وأنصاره ومارسوا عليهم تضييقًا!!
< منذ بداية الحراك لعقد المؤتمر العام كان هناك تياران، كلٌّ يعمل لمجموعته ولم أكن أرى في ذلك غضاضة، تيار يقوده د. غازي ومعه حسن عبد الله سيد أحمد وآخرون، وتيار آخر على رأسه علي عثمان، والأمانة السابقة الأخوان إبراهيم أحمد عمر وعبد الرحيم علي وآخرون، وليس صحيحًا أن تيار غازي حوصر لأن الرجل الثاني في الحركة وهو الأخ رزق يقف معه وبقوة، وهذا لم يدحض في أنه نائب الأمين العام حتى اللحظة الأخيرة، وهو الذي أجرى انتخابات الأمين العام ورئيس مجلس الشورى من داخل الشورى، ولكن نريد منها أن تقبل بالشورى.
غازي ومجموعته كانوا يديرون معركتهم حتى آخر لحظة
> يحظى الزبير الحسن باحترام داخل الحركة ولكن ألا ترى أنه يفتقر للكاريزما مثل الترابي؟
< انتهى زمن الأمين العام ذي الكاريزما وذي الجاذبية بالنسبة لقواعد وجماهير الحركة الإسلامية، وهذا لم يعد موجودًا في كل الحركات الإسلامية الموجودة في العالم.. في مصر كان الإمام البنا ومن بعده لم يعد هناك الشخص الكاريزمي الذي يملأ مكانه.
> وفي السودان؟
< كان د. الترابي ثم علي عثمان والآن ما عاد هناك شخص كاريزمي يمكن أن نقول إنه يمكن أن يملأ هذا المكان، ربما بعد الغنوشي في تونس لا تجد شخصية جاذبة مثله.
> ما المطلوب حتى تتجاوز الحركة هذا المطب؟
< المطلوب أن تكون القيادة جماعية، ولكي تكون كذلك لا بد أن تمثل تيارات الحركة الإسلامية بلا استثناء.
> ما مدى صحة ما يتردد بشأن تيار يقوده نافع يسعى لتذويب الحركة في الحزب؟
< هذا اتهام بالنسبة له، وإذا كان د. نافع بهذه السطوة ظهر في الشاشات داخل المؤتمر مساندًا لعبد الرحيم علي ولم يفز عبد الرحيم، لكن دعني أقول إن التيار الناقم ــ تيار غازي ــ كانت له ثلاثة مطالب: تغيير الوجوه، وتجديد الأداء، ثانيًا الحركة ذُوِّبت في الحكومة ويجب أن تستقل، ثالثًا التفريغ الكامل للأمين العام لأن وجوده في الحكومة يصعِّب الوصول إليها.. الآن تم تغيير الوجوه.. الزبير ومهدي والطيب إبراهيم لم يكونوا ضمن الطاقم القديم، ولا علاقة لهم بالدولة.. الزبير كان وزيرًا وانتهت فترته، مهدي أصلاً منذ زمن ترك الحكومة، وكذلك الطيب إبراهيم، ولذلك ستكون بيوتهم مفتوحة للجميع. وبالمناسبة الزبير صغير في السن وهو خريج الثمانينيات شارك في العمل الطلابي والاقتصادي والسياسي فهو بهذا أقرب لتيار الشباب، وبالمناسبة هو أصغر مني، وإذا الطيب قال ماشي علي الستين الزبير أصغر منه.. وما هو عيب هؤلاء؟ هم من أميز القيادات، وأحسب أن النهج الذي انتهجة الطيب وقد أتى بعبد الرحيم والنهج الذي انتهجة مهدي وقد أتى بعبد الله وهو من تيار غازي نتمنى ذات النهج أن ينهجه الزبير والفرصة متاحة أمام غازي
> ما تعليقك على إقرارالزبير بأن غازي أفضل منه!!
< لو جاء غازي وجلس حتى نهاية الشورى وترشح كنت سأصوت له بالرغم من أنى ذهبت للقطاع القومي «الاستكمال» لأجل ترشيح الزبير، وأول ما فتح باب الترشيح رشحته لثقتي فيه كما ثقتي في غازي.
غازي قرأ مساحة مجلس الشورى ووجد نفسه لو ترشح مع الزبير ضؤلت فرصته بالتالي رضي بهذه النتيجة وانسحب، وهذا تقدير حكيم وأحد مواصفات القيادة الراشدة قراءة الساحة قراءة صحيحة.
> هل تعتبر اعتذار غازي انسحاباً؟
< لو بقي غازي حتى انتخاب الأمين العام كان سيُرشح، ولم لم يرشحه آخرون لرشحته أنا، ولكن في تقديري ما كان سيفوز لأن التيار الغالب مع الزبير وغازي لذكائه رأى أنه لو بقي وترشح ما كان سيفوز وقرر عدم الحضور
> ولماذا جزمت بخسارته؟
< لا يفوز لأن الناس ضد أفكاره، ولكن المسألة باتت استقطابًا، فالأفضل أن يأتي غازي عبر وفاق.
> هل تملك معلومات بعدم فوز غازي!
< حضرت الشورى ورأيت الفارق الكبير بين مهدي مرشح تيار والذي فاز وعبد الله سيد أحمد مرشح تيار آخر وخسر، ولو حدث العكس غازي كان سيترشح ويفوز.
> هل دخلتم الشورى بأسماء معينة لمنصب الأمين؟
< تباينت مع الناس حول رؤية أن أفضل اثنين غازي والزبير، أحدهما أمين عام والآخر للشورى، وحدث لي ظرف لم يمكني من ترويج فكرتي، والمجموعة التي شاورتها وافقت على ذلك، قلنا لهم تعالوا نستقرئ الناس لو غازي مقبول كأمين عام يأتي أو العكس.. لكن واضح أن كل مجموعة اشتغلت براها
> أين الرئيس البشير من هذه المعادلة؟
< كان بعيدًا ربما واحد من الأسباب أنه جاء متأخرًا من رحلة علاجه وفضل عدم التدخل وترك الحرية كاملة للجميع.
> سبق لك تسمية عدد من «البروفات» الزبير بشير وإبراهيم أحمد عمر وعبد الرحيم علي بجانب غازي والزبير للأمانة.. ما هي رؤيتك لتلك الترشيحات؟
< أرسل لي الزبير بشير نائب الوالي و«حلف طلاق» ألا يترشح وكان غازي بعده في ترتيبي الخاص ولكن لو فاضلنا بينهما كنت سأصوت للزبير
> هل ما حدث في المؤتمر السادس من تنافس شرس بين علي عثمان وغازي ذو صلة بما تم في المؤتمر الأخير؟
< لم أحضر المؤتمر السادس، ولا أعرف حتى مكان انعقاده لكن ما تم في المؤتمر الحالي يعبِّر عن مشاعر التيار الناقم المطالب الآن بالانخراط مع إخوانه
> وحال لم ينخرط؟
< لا أعتقده تيارًا انفصاليًا، فمواقف حسن رزق ليست جديدة، وعبد الله سيد أحمد هو الآن نائب رئيس الشورى، أما غازي فسأتحدث إليه.
> هل أنت موفد من تيار طه أم لعلاقتك الشخصية به؟
< علاقتي به منذ الجامعة ومعرفتي به أنه مُطّلع وله رؤية وإستراتيجية وأي مكان يذهب له يضيف له، وفي أي موقف اختلف غازي مع الآخرين كنت أقف معه.
> دعوت الزبير يأتي بتيار غازي وآخرين.. هل باتت الحركة الإسلامية تتعامل بفقة الموازنات مثل المؤتمر الوطني؟
< ليست ترضية تيارات جميهم إخوان.
> هل لقاء الغنوشي والترابي له علاقة بما دار بشأن تبنيه مبادرة لرأب الصدع؟
< دعونا الأخ الترابي للمؤتمر بصفته مفكرًا إسلاميًا وقيادات من حزبه، وكذلك الصادق المهدي كإمام للأنصار، والميرغني كمرشد للختمية، وحتى الناقدين للحركة مثل الطيب زين العابدين وُجِّهت لهم الدعوات.
قيادات من الشعبي زارت الغنوشي في مقر إقامته وقام هو بزيارة الترابي لكن لم يطرح أي مبادرة ربما لم يجد وقتًا.
> هل صحيح أن تعديلات ستطول الطاقم الحكومي وهل يتوقع الناس عودة غازي ومجموعته؟
< ليس هناك تعديلات أو تغييرات ستتم، وغازي أعقل من أن يقود تيارًا انفصاليًا، صحيح سيجهر بآرائه تلك، وفي تقديري أنه سيجد مزيدًا من الداعمين لأفكارة، هناك فرصة واسعة له.
> كتب صهر د. غازي كتابًا أثار جدلاً وسط الإسلاميين هل له علاقة بما صاحب المؤتمر من أحداث؟
< بدءًا أنا لا أعرف عبد الغني ولم يسبق لي أن التقيته، وكل سمعي عنه أنه زوج كريمة د. غازي، والبعض يتحدث عن كتابه ويقول إن وراءه غازي، لكن غازي أذكى وأنضج من أن يكون وراءه، ثانيًا عبد الغني ذهب للندن تحت غطاء إعلامي، وللأسف أصبح يخدم أكثر من جهة داخلية، جماعتنا وجهة خارجية، تمنى من ربنا سبحانه وتعالى أن يحفظه، وأراد أن يقول أي واحد غلطان ماعدا غازي.
> وكذلك ماعدا صلاح قوش!!
< هذه هي المشكلة في العلاقة أنها بدأت هكذا، بدأت أمنية معه، ذهب في غطاء إعلامي ولكن بخدمة أمنية، وهذه الخدمة الأمنية كما علمت ما عادت فقط للسودان وأصبحت متاحة للآخرين، وهذه هي الخطورة، وهو أراد من الكتاب أن يقول غازي كويس والبقية «بطالين»، الكتاب مليء بالأكاذيب فمثلاً في الحلقة قال أنا مصطفى قابلت كلنتون وكان يغسل في يديه وذكر أنني كتبت ذلك في كتابي، اذهب اقرأ كتابي.. كتبتُ نحن في قاعة «جالسين وكلنتون يتوسط القاعة وذهبت له» أما رواية عبد الغني فهي مختلَقة من رأسه، وكتابي موجود «النظام العالمي الجديد قانون القوة أو قوة القانون»، للأسف «ما أظن ناس كثير اكترثوا له»، أراد أن يخدم غازي لكن أضر به، فالكتاب فيه معلومات مضرة.
> ما جرى في المؤتمر له علاقة بمسألة خلافة البشير؟
< الحركة سيكون لها دور في خلافة البشير، لكن لم نناقش هذا الملف في المؤتمر.

Post: #94
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-26-2012, 11:24 AM
Parent: #93


حَـنَانَيْكُــمْ بالمجـاهـديـن
الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012

المحاولة التخريبية أو الانقلابية لا فرق فلا مجال عندي للتشكيك في أن تفلُّتاً ما قد حدث إذ لا يُمكن ولا يجوز أن نفكر في غير ذلك فالأوضاع السياسية الحالية والمتأزِّمة بما يجري في ساحات القتال الملتهبة وأجواء صراع مؤتمر الحركة الإسلامية وغير ذلك لا تُتيح افتعال أزمة داخل صف الإنقاذ بل داخل أهم ركيزة ينبغي أن يُوفَّر كلُّ مُرتخصٍ وغالٍ في سبيل إبقائها على ولائها بعيداً عن أجواء الصراع ذلك أنها القاعدة الأكثر صلابة والأكثر استعدادًا لتقديم نفسها رخيصة في سبيل الحفاظ على الدولة من أن تنهار والتي لولاها لما بقيت الإنقاذ عُشر عمرها الحالي ولكن!!


رجال من الذهب الخالص بل أغلى، حفروا أسماءهم في سجل التاريخ جهاداً وبذلاً بل أزعمُ، ولا أزكِّيهم، أنَّهم كُتبوا في لوحة المجد عند مليكٍ مقتدر بعد أن قدَّموا ما لم يُقدِّم بعضُ القاعدين ممَّن يتناولونهم بالشنآن هذه الأيام قطرةً من بحر عطائهم.. كيف نتعامل مع هؤلاء البدريين ممن خاضوا معارك الفداء من لدُن صيف العبور قبل نحو عشرين عاماً حتى تحرير هجليج قبل أشهر قليلة؟! ما ترجَّلوا عن أفراسهم وما أرخوا أعِنَّتَها وما لانت لهم قناة ولولا زمان تحكُم فيه البغاث لما سمحوا لباقان وسلفا كير بأن يُمرمطوا كرامة هذا الشعب ويهدروا عزّة هذا الوطن في مفاوضات عبثية فقدنا بين فنادقها المخمليَّة الأرض وأتَحنا للأوباش أن يُمطروا مدنَنا العزيزة في أرضِ السودان بصواريخ الكاتيوشا ويُقتلوا الحرائر من النساء والأطفال بعد أن كانوا عاجزين عن شمّ رائحة جوبا وواو وملكال عندما كانوا يصولون ويجولون في أحراش الجنوب ويتبخترون كما كان يفعل أبودجانة في غزوة أُحد وما أدراك ما أُحد؟!


فلنسأل أنفسنا لماذا جنح هؤلاء؟! لماذا خرجوا على الانضباط العسكري الصارم وهم من أعمدته؟! لو كانوا من طراز (ناكل عيش) لقالوا: (وأنا مالي)، لكنهم كانوا وما يزالون من أهل المشروع الذي فداه رفاقٌ لهم ترتع أرواحُهم اليوم في رياض الجنة إن شاء الله.. لم يظنوا في يوم من الأيام أن هناك من هو أحقُّ منهم بذلك المشروع وما هان عليهم أن يفعلوا فعلتهم التي يعلمون بل يُوقنون أنها إن صحَّ ما قيل عنهم، تمرُّدٌ يعاقِبُ عليه القانون.. لكن يبدو أنَّهم استياسُوا وظنُّوا أن سبل الإصلاح ضاقت بهم ولم يجدوا غير ما فعلوا وسيلة.


لا أبرِّر فعلتهم.. كلا والله فكيف تفكِّر في حمل السلاح وأنت تجرِّم من حملوا السلاح في دارفور وغيرها للخروج على سلطان الدولة؟! هل هو تهوُّر؟! نعم.. في الغالب هو تهوُّر مذموم لا يجوز فمَن بيدهم الأمور عندهم تقديراتهم التي لا يجوز الخروج عليها بالسلاح مهما كانت الأسباب وذلك نظراً للظرف الخطير والأزمة التي يعاني منها السودان والتحدِّيات التي تُمسك بخَنَاقه.
هل كلُّهم جزء من مخطَّط واحد؟! ما الذي جمعهم بصلاح قوش؟! أكاد أجزم أن منطلقاتهم ليست واحدة ولا أظن أن فتح الرحيم وقوش وود إبراهيم يمكن أن ينخرطوا في قيادة واحدة فالأمر مُحيِّر بحقّ!!
أرجعُ للسؤال: كيف نتعامل مع هؤلاء؟!
أولاً: يجب أن نستمع إليهم ويجب أن يعرف الرئيس البشير شخصياً حقيقة أمرهم كفاحاً.. لو كنتُ مكان القائد لجلستُ مع المعتقلين من أبطال هجليج وصيف العبور ومع رفاق السلاح من المجاهدين.. من منا لا تعتملُ نفسُهُ بكثير من الغضب مما ننفثه زفراتٍ حرّى من صدرٍ مأزوم وقلبٍ موجوع؟!


من منّا راضٍ عمّا يحدث؟! ألم يكتب الناس بالأمس القريب عن العمارات الشاهقة بينما مصنع اليرموك يُضرب ونحتجّ بقلة المال المُهدر في النافلة بينما تُقتل الفريضة؟!
وزير النقل في مصر الثورة يستقيل لأن قطاراً صدم بصاً ومات بعضُ الأبرياء أمّا هنا فالاستقالة محرَّمة في شريعة البعض!!
هذا أول ما ينبغي أن يتم التعامل معه ولا أزيد!!
أما غير ذلك فقد حكى لي أحد الصادقين ممَّن حضروا لقاء الشيخ الزبير أحمد الحسن والفريق محمد عطا بالمجاهدين أنهم خرجوا من ذلك (التنوير) مندهشين فزعين مما قيل في حق رفيق السلاح والجهاد ود إبراهيم والصنديد فتح الرحيم، ثم قال لي إن كنا في دولة المشروع الإسلامي فأين فقه التعامل مع حاطب بن أبي بلتعة وأهل بدر: (ما يُدرك يا عمر لعلَّ الله اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)؟!


عندما زار عاهل الأردن الملك حسين مغاضبه ليث شبيلات في سجنه وأخذه في سيارة إلى منزله أحدث ذلك تحوُّلاً كبيراً في نفس الرجل تجاه مليكِهِ وكذلك فعلها عبقريُّ القلوب الإمام المحدث حسن البنا عندما طلب من تلاميذه ألا يُوغروا صدر سيد قطب حين كتب في شبابه يُدافع عن العُري لأنه كان يرى في صاحب الظلال ما لا يراه الغافلون وكذلك فعلها الرجل مع عدوٍّ لدود حيث أكرم أسرته وتعهدها بالرعاية بينما كان ربُّ الأسرة المعادي في السجن فأسَرَ ذلك الصنيعُ ذلك الرجل وحوَّله من عدوّ إلى مهادن معجب بشخصية البنا وإن كان مخالفاً للفكرة!!


كلُّهم قدَّم الكثير بمَن فيهم قوش وكلُّهم يستحقُّ أن يُحسب له ما قدَّم فلولا أن يونس النبيَّ كان من المسبِّحين لَلَبِث في بطن الحوت إلى يوم يُبعثون فحنانيكم بهؤلاء الرجال وحنانيكم بمحبِّيهم من المجاهدين الذين أخشى أن نفقدَ أسيافَهم إنْ نحن تجاهلنا غضبَهم مما لحق بإخوانهم فقد والله رأيتُ تذمُّراً من قياداتهم وكفانا ما ألحقه الانقسام السابق فهلاّ انتصر تيار رتق الفتق على تيار التشاحُن والتباغُض وهلاّ أغمدنا سيفًا كان مُشهَراً في وجه الأعداء قبل أن يتحوَّل إلى صدر السودان كما حدث لسيف مناصري المؤتمر الشعبي في دارفور!!


-----------------



كشف عن رفع الحصانة عن «قوش» قبل يوم من اعتقاله
الأمين: (المحاولة التخريبية) حقيقية وليست وهمية

البرلمان : علوية مختار:حمد الطاهر:


كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان ،محمد الحسن الامين، عن تفاصيل جديدة حول رفع الحصانة البرلمانية عن العضو صلاح عبد الله قوش، المتهم في المحاولة التخريبية الاخيرة، مؤكداً أن البرلمان رفع الحصانة قبل يوم من اعتقاله ،بينما قال رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان الفاضل حاج سليمان إن المحاولة التخريبية كانت تهدف الي الاستيلاء على السلطة عن طريق إنقلاب عسكري بحسب الأجهزة الأمنية والعسكرية.


وذكر الامين في تصريحات صحافية،ان لجنته تقدمت بطلب لرفع الحصانة عن قوش لرئيس البرلمان احمد ابراهيم الطاهر، وطرحت عبره الحيثيات ،واشار الى ان الاجراء تم قبل يوم من إعتقاله بعد موافقة الطاهر عليه.
واكد الامين ان المحاولة حقيقية وليست وهمية ،» غير أن نجاحها كان غير وارد في هذا الوقت «، مشيراً الى ان المتهمين ارتكبوا خطأً لانه من الاستحالة نجاح هذه المحاولة،وقال ان المعارضة «ليست ببعيدة عن المحاولة»، وأكد ان قوش لازال عضوا في المؤتمر الوطني ،مبيناً ان الحزب سيقرر لاحقا بشأن عضويته.


الي ذلك، رهن الامين، تصفية الشركات الحكومية التابعة للقوات المسلحة بشكل كامل بزيادة ميزانية الدفاع، واشار لاستمرار خصخصة الشركات التابعة للجيش، ورأى ان خطة بناء القوات المسلحة تحتاج لمال .
وبرر لجوء البرلمان لاخفاء اعلان الجرائم والحسابات الختامية المتعلقة بالمصارف لحساسيتها ،وقال ان «المشكلة اقتصادية وتقتضي السرية « .
من ناحيته، قال رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان، الفاضل حاج سليمان إن المحاولة التخريبية كانت تهدف الي الاستيلاء على السلطة عن طريق إنقلاب عسكري بحسب الأجهزة الأمنية والعسكرية ،واشار الى انها تخالف كافة المواثيق الاقليمية والدولية ،وذكر أن الاتحاد الافريقي لا يعترف بأي نظام يأتي عن طريق القوة او الانقلابات العسكرية ،واكد انها لم تجد أي تعامل وتعاطف لا من الداخل ولا الخارج، واعتبر ماتم محاولة لاعادة البلاد للخلف، وقال ان الخطوة غير مقبولة وغير لائقة بدولة تجاوزت كثيرا من الاشكالات ومقبلة على إعداد الدستور وإجراء الانتخابات،» وشدد على رفض البرلمان لتلك الخطوة ،واعتبر مشاركة قوش في الانقلاب تصرفا فرديا .


وأكد الفاضل دراية الاجهزة الامنية بالحصانة «ولم يحدث ان خرقتها « واعتبر حالة التلبس في قضية قوش تقديرها متروك للاجهزة الامنية ،واضاف «قوش وجد في حالة تلبس بالاعداد لجريمة مخالفة للدستور والقانون وهذه مسألة متروكة للقانون ولا نتدخل فيها «، وشدد «حالة التلبس ليس فيها حصانة وتتخذ فيها اجراءات وترفع تلقائيا وتخطر الجهة التي يتبع لها لاحقا، وقال انه اذا خرج براءة سيعود عضوا بالبرلمان بشكل طبيعي».
غازي ينفي استجوابه واستقالته
وفي السياق ذاته، نفي المؤتمر الوطني، الحديث عن استقالة ،الدكتورغازي صلاح الدين من عضوية الحزب والحركة الإسلامية، واعتبر أن ذلك محض إشاعة، الغرض منها الاصطياد في الماء العكر،وقطع بأن غازي ملتزم بعضويته داخل الحزب، مشيراً الى ان الناس تعيش هذه الأيام حالة من تضارب المعلومات.
كما نفي العتباني في تصريحات صحفية امس تقديمه لاستقالته من الحزب، وقال «لم اقدم استقالتي ولم يتم استدعائي من قبل الاجهزة الامنية ،فيما يخص التحقيق حول المحاولة الانقلابية».


وأكد أمين الإعلام بالوطني ،الدكتور بدرالدين ابراهيم في تصريحات صحفية أمس، ان المطالبة بالإصلاح مكفولة ويجب أن تتم داخل أجهزة الحزب ومدارسه المختلفة، وامن على الإجراءات والتحقيقات الجارية مع المتهمين في المحاولة التخريبية الأخيرة، وعلى مسؤولية الدولة في ضبط الأمن،وقال ان القطاع السياسي اكد في اجتماعه الدوري ان السبيل الوحيد للوصول الى السلطة هو الانتخابات، وان أية محاولات خارج هذا الإطار هي اغتصاب لارادة الشعب. ودعا بدرالدين، أجهزة الإعلام الى تمليك المعلومات للمواطن اولا بأول قطعا للشائعات التي تتكاثر وتنتشر بغياب المعلومة الحقيقية، على حد تعبيره، منوها الى ان المشكلة الوحيدة التي تواجه الحزب هي ان الذي يقدم رأيه يتمسك بضرورة الاستجابة له ولا يفرق بين قضية ان يطرح رأيه وتتم مناقشته وقضية ان يلتزم برأي الشوري وقرارات الحزب.
«الشعبي» يشكك في حقيقة المحاولة التخريبية:


بينما شكك حزب المؤتمر الشعبي في حقيقة المحاولة التخريبية التي اعلنت الحكومة احباطها الخميس الماضي ،ووصفها بالمفبركة لتصفية حسابات داخلية داخل المؤتمر الوطني، وأعلن أنه ضد الإعتقالات لا سيما اعتقال مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله (قوش)، ورجح أن يطلق سراحهم قريباً.
وقال القيادي في المؤتمر الشعبي، أبوبكر عبد الرازق ،خلال حديثه في المنبر الدوري لحزبه أمس، إن المؤتمر الوطني ادعى على المؤتمر الشعبي ثلاث محاولات انقلابية ولم يثبت أي واحدة منها،


مشيراً الى ان حزبه تضرر كثيراً من مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ،لكنه أكد في ذات الوقت وقوفهم ضد اعتقاله في اطار الايمان بالحرية والديمقراطية ،وجدد موقف حزبه بالعمل على اسقاط النظام بالوسائل السلمية والثورة الشعبية .
من ناحيته، قال القيادي في المؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، إن الحكومة نفضت يدها عن اتفاق التعاون مع دولة الجنوب وظلت تتحدث بأكثر من لسان، وابدى تخوفات من مآلات الحرب على جنوب كردفان عبر سياسات الحكومة الخرقاء التى قال انها ستزيد البلاد سوءًا ،وكذب ما اثير حول امكانية انضمامه للمؤتمر الوطني ،موضحاً ان انضمامه للمؤتمر الوطني لن يحل مشاكل البلاد».

( ---------------------

Post: #95
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-27-2012, 06:23 AM
Parent: #94

526804_381554858596889_221963516_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com








.


تهمة الانقلاب لابعاد ضباط معارضين لعبد الرحيم



الضباط المعارضين لعبد الرحيم
November 26, 2012
(الاناضول)

وصف المعز عبد الله، القيادي الإصلاحي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، اتهام السلطات لمجموعة من الضباط الإسلاميين بعمل محاولة انقلابية على نظام الرئيس عمر البشير بـ “مسرحية سيئة الإخراج”، هدفها إبعاد الضباط المتميزين أصحاب القبول من صفوف الجيش.

ويستند المعز عبد الله، وهو محامي وقيادي كذلك في الحركة الإسلامية المقربة من النظام، في ذلك على شهادة البشير أمام أحد “المجاهدين”- وهي صفة تطلق على المتطوعين المدنيين الذين قاتلوا في صفوف الجيش خلال الحرب الأهلية مع الجنوب- بأن العميد محمد إبراهيم عبد الجليل، الشهير بـ”ود إبراهيم” ساهم قبل عام ونصف في إحباط مساعي انقلابية لمدير المخابرات السابق، الفريق صلاح قوش، المعتقل حاليا مع إبراهيم بتهمة تدبير المحاولة الانقلابية الأخيرة.

وفي حوار مع مراسل وكالة “الأناضول” للأنباء بالخرطوم، قال المعز عبد الله إن التيار الإصلاحي بالحزب الحاكم و”المجاهدين” يطالبون بمعالجة الدواعي التي دفعت بمجموعة من الضباط الإسلاميين لمحاولة الانقلاب على السلطة، إذا صح هذا الاتهام الذي تم توجيهه لهم الخميس الماضي.

وأضاف: “هناك حاجة لإصلاح في الأوضاع السياسية والمؤسسة العسكرية والأوضاع المعيشية للشعب السوداني الصابر”.

وأشار عبد الله إلى أن “المجاهدين” قدموا في وقت سابق من هذا العام مذكرة للحكومة تطالب بإقالة وزير الدفاع وإصلاح المؤسسة العسكرية.

ونبَّه إلى أن هناك مساعي من سياسيين وعسكريين و”المجاهدين” لإطلاق سراح المعتقلين ورد الاعتبار لهم؛ حيث أن هناك شخصيات في المكتب القيادي بالحزب الحاكم “غير راضية عن ما حدث من اعتقال لهذه النخبة المتميزة من الضباط” .

والمعز عبد الله محام شاب، يحمل درجة الماجستير في القانون من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ومن قيادات مجموعة “المجاهدين”.

وإلى نص الحوار:* ثارت مؤخرا قضية الإصلاح في الحركة الإسلامية السودانية فهل لما سمي بالمحاولة الانقلابية الأخيرة صلة بذلك؟حسب أحاديث لمسؤولين رسميين فإن الحكومة تعتقد أن الحراك الإصلاحي والمجموعات الداعية للإصلاح في الحركة الإسلامية هي من هيأ الجو لهذه ” المحاولة الإنقلابية”، وأن الإصلاحيين حال نجاح هذا الانقلاب سيوفرون غطاءً ومشروعية سياسية له، وهذه قراءة الرسميين لهذه العلاقة المفترضة بين ما حدث هنا وهناك مؤخرا.


والعسكريون بطبيعة عملهم ليست لهم صلة بالعمل السياسي المباشر، ولكن لا يمنع ذلك من أن يكون لهم اهتمامات فكرية وثقافية تتصل بالشأن العام. وأقول هذه ليست بمحاولة انقلابية بل هي مسرحية سيئة الإخراج.

* وما هدف هذه “المسرحية” إن صحت؟هدفها إبعاد عدد من الضباط المتميزين الذين لهم قبول وسط القوات المسلحة، وإرسال رسالة تحذير لكل العناصر المتململة داخل القوات المسلحة والتيارات السياسية، إلى جانب احتمال رغبة النظام في إشغال التيار الإسلامي عن مخرجات مؤتمر الحركة الإسلامية المخيبة لآمال الإسلاميين.

* هل هناك علاقة عضوية بين تيارات الإصلاح والموقوفين على خلفية الاتهام بالمشاركة في عملية انقلابية؟الناشطون في الإصلاح داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم الآن هم “المجاهدون”، وهؤلاء على مرَّ السنين كانت لهم علاقات جيدة ومباشرة بهذه المجموعة، وهي علاقة حتمتها الظروف منذ أيام القتال في الميدان وفي أيام السلم، وهي علاقات ذات طابع شخصي، فمثلا الأخ خالد مصطفى، هو مجاهد وله صلات جيدة وقديمة بالعميد ود إبراهيم، اعتقل مع هذه المجموعة.

* وهل للعميد “ود إبراهيم” المعتقل حاليا على ذمة هذه القضية دور في العمل السياسي؟”ود إبراهيم” ليس له نشاط سياسي، ولكن بيته مفتوح لكافة السودانيين بمختلف شرائحهم، سواء كانوا سياسيين أو مدنيين أو عسكريين، وللرجل جاذبية اجتماعية، ويخلق علاقات اجتماعية بالناس في المناطق التي يعمل فيها دائما، والآن له صلات وثيقة بقبيلة المسيرية – سكان منطقة أبيي الغنية بالنفط- بعد أن نشأت هذه العلاقات بينه وبينهم في فترة خدمته العسكرية في مناطقهم.

* وما صلة رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش الذي تم اعتقاله مع المجموعة المتهمة بمحاولة الانقلاب بـ”ود إبراهيم”؟ليس هناك صلة بين العميد “ود إبراهيم” والفريق صلاح عبد الله قوش، بل يشهد المجاهد إسحاق أحمد فضل – وهو صحفي سوداني معروف – بأن رئيس الجمهورية أخبره في وقت سابق أن العميد ود إبراهيم أسهم في إحباط مساعي انقلابية سابقة لصلاح قوش .

* ما هي التهم الرسمية الموجهة لهذه المجموعة الآن؟ تتهم السلطات العميد “ود إبراهيم” والمجموعة المعتقلة معه بالتخطيط لمحاولة انقلابية، ويتهم مدير جهاز الأمن الوطني الفريق محمد عطا العميد “ود إبراهيم” والعقيد فتح الرحيم سليمان بأن لهم اتصالات مع جهات خارجية ومع جهات أخرى داخلية معادية للدولة، وذكر تحديدا حركة العدل والمساواة، حركة مسلحة معارضة من دارفور، وجبهة الثورية، وهي تحالف عسكري يقاتل الحكومة مكون من جماعات مسلحة من جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور.

كما تتهم المخابرات العميد “ود إبراهيم” باللجوء للمشعوذين والاستعانة بالتمائم و الشعوذة والدجل من أجل إنجاح الانقلاب.ولا أحد من الشعب السوداني يستطيع قبول هذا الاتهام للعميد “ود إبراهيم” الذي يشهد تأريخه العسكري بأنه كان مقاتلا ضد حركة العدل والمساواة، ومدافعا عن البلاد، والجميع يعرف عنه صدق عقيدته واستقامته الدينية.

* هل هناك اتجاه لتسوية القضية وإقفال الملف؟ربما يحدث ذلك قريبا، لأن هناك مساعي من سياسيين وعسكريين ومن المجاهدين من أجل اطلاق سراح المعتقلين ورد الاعتبار لهم وقفل الملف، وخاصة أن هناك شخصيات في المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم غير راضية عن ما حدث من اعتقال لهذه النخبة المتميزة من الضباط .

* ذكرت بعض الجهات الإعلامية أن هناك خلافا بين وزير الدفاع، عبد الرحيم محمد حسين، والعميد “ود إبراهيم”، فهل هذا صحيح؟بعيدا عن رأي العميد “ود إبراهيم” فإن المجاهدين لهم رأي واضح في وزير الدفاع، وخاصة بعد سقوط منطقة هجليج النفطية في يد حكومة الجنوب بكل سهولة ويسر، وبعد مشاركتهم في تحرير هجليج قدم المجاهدون مذكرة للحكومة قالوا فيها إن أزمة المؤسسة العسكرية تتمثل في هذا الوزير، وطالبوا برحيله.

* هل معنى كلامك أن مطالبكم الآن تتجاوز إطلاق سراح المعتقلين، وتشمل إصلاح المؤسسة العسكرية؟

نعم بجانب هاتين القضيتين، فإن المجاهدين والتيارات الإصلاحية يتحدثون بأنه إذا قبلنا الاتهام لمجموعة من إخواننا الضباط بالسعي للانقلاب على السلطة التي دافعوا عنها سنوات طويلة وحموها بالنفس فما هي الدواعي التي دفعت بهم لسلوك هذا السبيل، وما هي مألات الأوضاع إذا لم تعالج هذه الدواعي.

والغريب أن مدير المخابرات نفسه يقر بأن هناك قضايا في البلاد تحتاج لإصلاح، ولكنه يعتبر في المقابل أن هذه المجموعة سعت للخروج على الدولة و للفتنة، ولكن الذي يهمنا هو إقراره بأن هناك حاجة للإصلاح.

* في رأيك ما أبرز الملفات التي تحتاج لإصلاح؟هناك حاجة لإصلاح الأوضاع السياسية والمؤسسة العسكرية ومعالجة الأوضاع المعيشية للشعب السوداني الصابر، وإصلاح مؤسسات الدولة بعامة؛ لأنه بإصلاح المؤسسات والقوانين سينتهي الفساد.


--------------------

المؤتمر الشعبى :
الانقلاب المزعوم تصفية حسابات داخلية لترهيب الاصوات المعارضة
November 26, 2012
(حريات)

شكك حزب المؤتمر الشعبي في حقيقة المحاولة التخريبية التي اعلنت الحكومة احباطها الخميس الماضي ،ووصفها بالمفبركة لتصفية حسابات داخلية داخل المؤتمر الوطني لترهيب بعض الأصوات المعارضة.

وقال أمين الأمانة القانونية في المؤتمر الشعبي، الاستاذ أبوبكر عبد الرازق ،خلال حديثه في المنبر الدوري لحزبه أمس، إن المؤتمر الوطني ادعى على المؤتمر الشعبي ثلاث محاولات انقلابية ولم تثبت أي واحدة منها.

واضاف (رغم علمنا أنّ قوش أسوأ ضابط مر على الأمن السوداني إلّا أننا ضد اعتقاله دون أدلة) قال ان حزبه تضرر كثيراً من مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق ،لكنه أكد في ذات الوقت وقوفهم ضد الاعتقال في اطار الايمان بالحرية والديمقراطية ،وجدد موقف حزبه بالعمل على اسقاط النظام بالوسائل السلمية والثورة الشعبية .

وقال القيادي في المؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، ان ما أطلقته السلطات الحكومية لا يعدو عن كونه هروبا للوراء بعد المشاكل والصراعات التي أعقبت مؤتمر الحركة الإسلامية وبروز كيانات داخل المؤتمر تطالب بإصلاحات جذرية في بنية الحكم، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الأمنية سئمت هذه المرة من اتهام حزبه في هذه المحاولة ما جعل اتهامه غير موضوعي، لافتاً إلى أنّ ما حدث اتجاه داخل المؤتمر الوطني لتصفية حسابات داخلية عقب التمدّد الرأسمالي لمدير الأمن السابق صلاح قوش أبرز معتقلي المحاولة.

ونفى الناجي عبدالله صلة حزبه بمصطفى رمضان الذي زعم جهاز الأمن والمخابرات السوداني إنه المنسق بين زعيم حزب المؤتمر الشعبي وحركة العدل والمساواة والجبهة الثورية ومنفذي المحاولة التخريبية

----------------





قيادي بالمؤتمر الشعبي في مرافعة ساخنة «2-1»
الثلاثاء, 20 نوفمبر 2012 09:21 الاخبار - حوارات
حوار : فاطمة أحمدون:

المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية الذي شهدته الأيام الماضية شغل الرأي العام كثيراً، وذلك لأن هذا المؤتمر أتى في ظروف سياسية وفي ظل وصول الإسلاميين في أكبر الدول العربية للسلطة إبان ثورات الربيع العربي وفي ظل استهداف إسرائيل، فإن هذا المؤتمر الذي حضره الإسلاميون من دول الربيع العربي اعتبره الكثيرون رسالة لإسرائيل شديدة اللهجة إلا أن الإخوان في المؤتمر الشعبي كانت لهم مواقف معارضة وناقدة وتصريحات ساخنة، في هذا الحوار القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق المحامي قدم مرافعة قوية في هذا الحوار كأقدم قيادات الحركة الإسلامية..

كيف ترى اختيار الزبير أحمد حسن لمنصب الأمين العام بواسطة مجلس شورى وليس المؤتمر العام؟


- الزبير أحمد حسن تم اختياره ليكون أميناً عاماً بلا صلاحيات وهناك قيادة تعلوه هي رئيس الجمهورية وهي القيادة العليا بحكم المنصب، كما أن صفة العلوية التي كان يتمتع بها المنصب التي تورثه الاحترام والوقار والقدسية هي أن يتم اختياره من قبل المؤتمر العام، الآن النظام الأساسي لهذه الحركة الإسلامية أنزله إلى دونية الاختيار من مجلس الشورى، فأصبح أقل وأذل قدراً، وفي واقع الصلاحيات هو مجرد سكرتارية لرئيس الجمهورية وليس له من أمر القيادة شيئ بالتالي أصبح منصباً غير ذي بال.

بحكم أن الزبير كان أخاً لكم في الحركة الإسلامية، فما هو انطباعك عن شخصية الأمين العام الجديد؟

- ما أعلمه عن الزبير أنه رجل متدين في شخصه، مستقيم يحفظ شيئاً من الفقه الموروث ولا أرى فيه بأساً سوى عجزه في اتخاذ القرار التاريخي الصحيح لمغادرة المؤتمر الوطني وهذه الحركة التي لا تمثل وعاءً مماثلاً لما يحمل من قيم، فهذا الكيان هو للتربية والدعوة فقط كما قال مؤسسوه والمؤتمر الوطني للحكم والسياسة وهذه الحركة ذيل تابع للمؤتمر الوطني لا إرادة لها ولا قوة، بل تأتمر بأمره والأخ الزبير بما يحمل من هذه الصفات الكريمة يمثل خير لافتة مضيئة لواقع مظلم.

الترابي حلّ الحركة الإسلامية من قبل والآن يصرح «بأن هؤلاء ليسوا» حركة إسلامية، إلى أي شيء يستند الترابي في هذا الحديث؟

- لم يتم حل الحركة الإسلامية وهذه «فرية» كبرى استخدمها البعض وما حدث هو انتقال من الجبهة الإسلامية إلى الحركة الإسلامية ولذلك لم يكن ذلك حلاً بقدر ما كان انتقالاً من مرحلة إلى مرحلة مثل انتقال جبهة الدستور إلى الميثاق الإسلامي سنة 1965م ثم إلى الاتجاده الإسلامي سنة 1969م ثم إلى الجبهة القومية سنة 1985م وإلى المؤتمر الوطني 1992م وأخيراً إلى المؤتمر الشعبي سنة 2000م، لم يكن الأمر حلاً ولكنه كان انتقالاً مرحلياً.

لكن الاجتماع الذي عقد بمنزل أحد شيوخكم بالصبابي قدم فيها شيخ حسن المصاحف لشيوخ الحركة ومع الشكر، فكيف تفسر ذلك؟

- هذه القصة ليست صحيحة ومحض كذب وافتراء وإن ما حدث هو أنه في ذلك الاجتماع قرر أن تكون مقاعد الحركة 60% للقادمين و40% للقدامى، حيث تقرر انتقال الجبهة الإسلامية للحركة فهذه مرحلة انتقال تشبه تلك المراحل التي ذكرتها، وكان هذا الانتقال جديداً بمعادلات تنظيمية جديدة، هذا ما حدث لكن تقديم المصاحف والشكر فهذا افتراء وقد كنت شاهداً على ذلك بحكم موقعي في أمانة الحركة بمحافظة أم درمان حتى ذلك الوقت ولم تشهد الحركة الإسلامية فراغاً في الهياكل التنظيمية والانتظام الحركي منذ 1944م.

لماذا هذا التغيير في اسم التنظيم إلى أن وصل إلى حركة إسلامية؟

- في كل مرحلة كنا نؤسس الحركة باسم جديد حسب مقتضيات السياسة ريثما نفتح الطريق أمام قادمين جدد قد يكون الاسم القديم حاجزاً بينهم وبين الانتماء للفكرة، لذلك نضطر لتغيير الاسم والهياكل والرؤى وحتى ينشرح صدر من كان يقف بينه والحركة حجاب.

لكن ما الذي قصده الترابي برأيك من تقديم المصاحف لأولئك الشيوخ إن لم يكن «شكراً»؟

- الواقعة نفسها غير صحيحة ولكن هذه الافتراءات في مرحلة المفاصلة أراد وا بها أن يتحدثوا عن حركة إسلامية محلولة وأرادوا أن يحمّلوا الوزر التاريخي لحل الحركة الإسلامية لشيخ حسن الترابي وأن يخادعوا الإخوان ليكونوا حركة جديدة باسم الكيان الخاص ثم بعد ذلك يسمونها الحركة الإسلامية، هذا جزء من أدوات الصراع مع المؤتمر الوطني من الذين انتموا للمؤتمر الوطني وخانوا الحركة الإسلامية وبرنامجها الانتقالي للحريات بادعاء كاذب أن الترابي حل الحركة الإسلامية وانشأ حركة جديدة باسم الحركة الإسلامية لاستقطاب الإخوان لحزب المؤتمر الوطني.

ماذا يقصد الترابي بقوله «هؤلاء ليسوا بحركة إسلامية»؟

- هؤلاء كانوا أبناءه لكنهم مثل ابن نوح «عَملٌ غير صالح» أو «عَمِلَ غير صالح» بالروايتين، فهؤلاء انحرفوا عن مسار الاستقامة وحللوا الربا وقتل النفس المسلمة، هؤلاء قتلوا الحريات وأقاموا الاستبداد وقتلوا الشورى وأقاموا الاستفراد وقتلوا العدالة وأقاموا الظلم ونكصوا بالعهد وغدروا، فهؤلاء تغيرت قلوبهم وعقولهم فمن بعد أن كانت سياساتهم تنتج سياسات إسلامية، أصبحت تنتج سياسات لا علاقة لها بالدين، بالتالي هم في التاريخ كانوا إخواناً لنا وهم الآن حادوا عن الطريق ولذلك فالعبرة ليست بالتاريخ بالاستقامة على الطريق ولكن بمن «صدق وليس من سبق»، وهذا ما قصده د. الترابي، فالذين يخوضون في المفاسد الكبرى التي تصادر أصول التأسيس الإسلامي لا يمكن أن يكونوا حركة إسلامية، يمكن أن نسميهم «مؤتمر وطني» أو شيئاً آخر ونحن نتحدث عن الوجهة وليس الأشخاص وهم الآن يبحثون عن لافتات يخدعون بها الرأي العام الإسلامي العالمي والمحلي، إنهم ما زالوا وفيين للفكرة وما زالوا على وصل بها، وهذا المؤتمر العام الذي عقدوه باسم الحركة الإسلامية هو جزء من أدوات المخادعة، إنهم لا زالوا على وصل بالقضية الإسلامية والفكر الإسلامي، فالإسلام ليس شعاراً ولكنه شعيرة في واقع التنفيذ، لذلك عندما نقول حركة إسلامية نتحدث عن أناس يشكلون فاعلية وإنجازاً في مسرح التاريخ كما يمثلون امتثالاً وتطبيقاً للإسلام، إذا غابت هذه المعاني على مر التاريخ لا يمكن أن نسميهم حركة إسلامية، لذلك فإن شيخ حسن استند في ذلك إلى أن فعلها التاريخي لا يعبر عن اتجاه إسلامي، وخير «بينة» ودليل لأهل المؤتمر الشعبي هي نقض العهد والميثاق لقوله تعالى: «بنقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه...».

ماذا تقصد بـ«نقض الميثاق» كأنك تتحدث عن الإطاحة بشيخهم عن السلطة؟

- أبداً نحن لا نتحدث عن أشخاص، شيخ حسن «شخص» يمكن أن يموت ويمكن أن ينحرف ولن نتحدث عنه حديثاً شخصياً إلا بعد مغادرته للدنيا، لسنا مولعين بعالم الأشخاص بقدرما أننا مولعون بالأفكار، والترابي ما زال على الاستقامة فإن غادر هذه الاستقامة سنغادره وهو وفي بأفكاره وما زال وفياً لكتاب الإيمان.

عارضتم دعوة قيادات إسلامية عربية لمؤتمر الحركة الإسلامية، أنتم كنتم تفعلون ذلك عندما كنتم في السلطة، ما الفرق؟

- كنا نوجه هذه الدعوات لأننا وفيون للمعاني التي يؤمنون بها، جمعتنا بهم في إطار من التثبت المتطور عبر العمل الإسلامي العالمي، إن كان هناك انتقاد هو شيء من اللوم لحضورهم هذه المؤتمرات، لأن بعضهم يعلم أن المؤتمر الوطني ليس على الاستقامة وأن هذه الحكومة لم تعد وفية لقضية الإسلام في إطار التنزيل وأن هذه الحكومة لم تعد تتعامل مع الإسلاميين في العالم كما كانت تتعامل من قبل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال لي في وجود عدد من الإخوة «قالوا لنا الأمريكان ما دايرنكم اطلعوا- طلعنا»، بل أحدهم سأله شيخ يس في وجودي بصنعاء: هل ستدير معركة جديدة في الخرطوم، قالوا لنا أخرجوا خرجنا ومنهم من ركب معي في طائرة واحدة مغادراً للسودان ثم أنه من الذي أغلق مركز الأقصى لحركة حماس بالسودان، اسألوا المؤتمر الوطني واسألوه أيضاً عن من سلم الإخوة الليبيين للعقيد القذافي فقتلهم في الصحراء، من سلم المعلومات للأمريكان واحتلت من خلالها أفغانستان وأخذ بعض الإخوان إلى غونتانامو، أهل المؤتمر الوطني سيفيدونكم من الذي سلم «كارلوس» الذي أتى مسلماً للسودان، فهؤلاء الإسلاميون يعلمون ولديهم معلومات كافية جداً عن سوءات المؤتمر الوطني فما كان عليهم أن يأتوا ويشاركوا في المؤتمر العام للحركة الإسلامية، وما كان ينبغي لهم أن يحضروا هذا المؤتمر الذي هو لافتة للتغبيش والتلبس على الوعي الإسلامي العالمي والمحلي، وهنالك من لم تكن لديهم معلومات كافية عن هؤلاء بعد المفاصلة ولم يستفتونا فنفتهم وهم في النهاية أحرار في حضور هذه المؤتمرات وفقاً لتقديراتهم السياسية لكننا استطعنا أن نقابل بعضهم ووزعنا عليهم الورقة التي كتبها الترابي من الحوار.


وزعتم مطبوعة بها رسالة من الترابي للقيادات الإسلامية في المؤتمر الأخير.. ما هي ردة الفعل لهذه القيادات؟ ولماذا وزعت على البعض دون الكل؟



- قابلت بعضهم ووزعنا عليهم الورقة التي أعدها د. الترابي وبعضهم زارنا وقالوا لنا إن الورقة التي وصلتنا قمنا بتصويرها إلى عدة نسخ وتبادلناها جميعنا نحن الإسلاميين العرب الحاضرين المؤتمر، وقالوا لنا نصاً «اطمئنوا فإن قلوبنا معكم» مع «المؤتمر الشعبي» ونحن نعلم تماماً أن قلوبهم معنا.

يبدو أن هذه التفاصيل وهذا الحوار دار عندما زار الغنوشي الترابي؟

- لا- أنا- استطعت أن اقابل بعضهم رغم الحراسة الأمنية المشددة، ورغم أنني طردت بشخصي من فندق «هيلتون كورال»، حتى لا أقابل بعضهم الآخر، ولكننا استطعنا بطرقنا الخاصة أن نقابلهم ونسلمهم ورقة د. الترابي لأنها معركة بيننا، والمؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية.

ما هو محتوى الرسالة التي بعثكم بها الترابي للإسلاميين العرب؟

- الذي دار.. والذين يدعون وصلاً للإسلام هؤلاء لا علاقة لهم بالقضية الإسلامية، وقد تركوها وباعوها.

من هم القيادات الإسلامية العربية التي تسلمت هذه الورقة؟

- راشد الغنوشي، المرشد العام، الفصائل الفلسطينية، بعض المصريين.

من الذي رد عليكم بالقول «قلوبنا معكم»؟

- حدثتك أن أحد هؤلاء حدثني مباشرة بأن هذه الورقة قد وصلتهم جميعاً وينتمي إلى دولة الجزائر، وقابلت بنفسي بشير الكابتن من ليبيا وأمينه السياسي للحركة، واستطعنا الوصول اليهم.

كيف استطعتم الوصول وأنتم تدعون أن الحكومة وضعت أمامكم متاريس أمنية تحول دون ذلك؟

- استطعنا أن نتجاوز هذه المتاريس ونصل إليهم داخل فندق هيلتون وخارجه بخبرتنا التاريخية، وقال لي ضابط الأمن الموجود «أحرجتني» بمقابلة آخرين رغم منعنا.. ولكن قدر الله أن نقابل الحركة الإسلامية في ليبيا وموريتانيا والسنغال وغيرهم.

هناك من يرى أن مسمى «الحركة الإسلامية» هو مجرد تسمية أخرى وصفها الترابي لحزب «الجبهة الإسلامية» وأن الترابي هو من ابتدع هذا الاسم؟

- قبل الجبهة الإسلامية- اصطلاحياً- لم يكن هناك اسم مشترك باسم «الحركة الإسلامية»، كانت تخرج بعض الأدبيات باسم «الحركة الإسلامية» وقبلها كان الدستور الإسلامي والميثاق الإسلامي وعندما نشأت كانت تسمى «التحرير الإسلامي» اطلق عليها الناس عندما خرجنا تأييداً ومناصرة ضد اعدام الإخوان من عبد الناصر سنة 1954م في مصر، وهم أربعة إخوان يوسف هواش، وفرغلي، والشهيد عبد القادر عودة، وأيضاً عندما خرجنا ضد اعدام سيد قطب سنة 1965م كان خروجنا يقول إن قتلت الحركة في مصر فستقوم في السودان.

أطلق علينا الرأي العام اسم «الإخوان المسلمين» لكن الإخوان المسلمين اسم لم نلحقه بالحركة ولكنه اسم ألحقه بنا الرأي العام.

أولاً هؤلاء اطلقوا عليها في بداية الأمر اسم «الكيان الخاص»، وهم يعلمون في الضفة الأخرى في المؤتمر الوطني، وقالوا الكيان الخاص للتربية والتنشئة والمؤتمر الوطني للحكم والسياسة، ولم يرد اسم «اسلام» في تسميتهم في 2005م اصروا على تحويلها من اسم «الكيان الخاص» إلى الحركة الإسلامية، وصوتوا لذلك برغم «أنف» موقف المتنفذين في الحكومة وعندما أرادوا أن يختاروا غازي صلاح الدين أميناً عاماً للحركة الإسلامية، لم يكن هناك شيء من الصلاحيات وهو شخصية ذات قدرة وإرادة ولديه شيء من الاستقلالية يمكن أن يمثل قدراً من الازدواجية مع رئاسة الجمهورية، وبين هذه الحركة والمؤتمر الوطني، فقدموا علي عثمان أميناً للحركة الإسلامية بديلاً للأمين المقترح عبد الجليل الكاروري، لأن المقابلة بين عبد الجليل وغازي كبيرة البون، وأن المؤتمر كان يختار غازي ورغم كل الأوضاع فاز غازي، ولكن أُعلن علي عثمان الذي ظل أميناً للحركة وظلت الحركة الاسلامية بلا فاعلية ومنذ «2005م» لم نسمع لهذه الحركة بفاعلية إلا بعد نجاح ثورات الربيع العربي في أكبر الدول العربية، وقبول الأمريكان واقعاً بالتيار الإسلامي في مصر وتونس والمغرب، وأيقن هؤلاء في السودان أن الأمريكان- وهذه سياسة الأمريكان القائمة على المصلحة- ولذلك الأمريكان الآن تصالحوا مع الظاهرة الإسلامية واقعاً لا مناص منه وهؤلاء أرادوا أن يستفيدوا من الرضاء الأمريكاني على الآخرين، فرفعوا شعاراً إسلامياً ورفعوا هذه «اللافتة» في هذا المؤتمر- «اللافتة»- واستطاعوا أن يستقطبوا الرموز الإسلامية في البلدان العربية لحضور مؤتمر هذه الحركة الإسلامية المدعاة، ولكن من بعد هذا الاختيار سيكون هذا المؤتمر كأنه لم يكن، وهذا بارز من خلال الأمين العام الذي «اختاروه» بلا صلاحيات.. فالمؤتمر الوطني يملك زمام الأمر مثل «فرعون»، هذه هي «الفرعنة» التي تتحدث عن«أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون».

ü إلى أي شيء تستند في أقوالك بإن الأمين العام الجديد بلا صلاحيات وماذا تعني «بالفرعنة»؟

- أولاً الأمر لم يكن فقط بانتخابه من مجلس شورى بدلاً عن المؤتمر العام، لكن هو مجرد سكرتارية لرئيس الجمهورية الذي يرأس الحركة الإسلامية، وهذه حركة محكومة بالمؤتمر الوطني وهؤلاء «كلهم» ليس لهم «قيمة» لذلك لا يمثلون الحركة الإسلامية.

إذن كيف تفسر خروج إخوان لكم من المؤتمر الشعبي وانضمامهم للوطني ولم يحدث العكس؟

- المؤتمر الشعبي عضويته أكبر من العضوية التي انتمت له في المفاصلة، بل العضوية التي انتمت لنا وقت المفاصلة أكبر من التي انتمت للحركة الإسلامية، وهناك عضوية كبيرة جداً على الرصيف، الحركة الإسلامية تاريخياً أغلب قياداتها من المؤتمر الشعبي، عبد الله حسن أحمد من الذين أسسوا الحركة الإسلامية ينتمي للمؤتمر الشعبي، وأمينها السابق، والوحيد الذي أعقب حسن الترابي لأمانة الحركة الإسلامية، وكذلك عثمان عبد الوهاب الذي أسس العمل الإداري في الحركة الإسلامية، هو الآن في المؤتمر الشعبي، أول من أسس للعمل المالي في البنوك الإسلامية هو خليفة الشيخ، وحسن ساتي أول خبير اقتصادي بالحركة الإسلامية هو الآن بالمؤتمر الشعبي.. يس عمر الإمام أول متفرغ في تاريخ الحركة الإسلامية وأكثر من يحفظ عضوية الحركة الإسلامية عن ظهر قلب شفاهة هو مؤتمر شعبي.. حسن الترابي الذي جعل للحركة الإسلامية «قيمة» في العالم والذي وضع هياكلها في 1965م... ماذا تركنا للمؤتمر الوطني؟! من رموز الحركة الإسلامية مبارك قسم الله، وعبد الإله سليمان عوض الذي أسس المنظمة الافريقية للإغاثة موجودان بالمؤتمر الشعبي الى أن توفيا كل الذين أسسوا المواقع المفصلية في تاريخ الحركة الإسلامية وهؤلاء الذين ترينهم الآن لم يكونوا مهمين في الحركة الاسلامية.

تقولون إنهم ليسوا «ذي بال» ويقول تاريخكم معهم أنهم كانوا الأقرب للترابي بفكرهم وإنهم وصلوا لمناصب قيادية في الحركة بترشيح من شيخكم الترابي؟

- هؤلاء الذين قدمناهم وزراء بعد الإنقاذ واختارهم الترابي بصفتهم كانوا شباباً وليسوا مفكرين، وليسوا من أهل الإطلاع بل هؤلاء يأخذون الحكمة من «أفواه الرجال» ولا يقرأون كتاباً ولديهم موهبة في القدرة على الحفظ والخطابة.

تصريحات الترابي الموجهة للقيادات الإسلامية في بلاد الربيع العربي، كلها تطلب منهم عدم الاقتداء بالإنقاذ لأن ذلك يعني فقدانهم لتأييد الجماهير فهل من توضيح؟

- د. الترابي يحذرهم من مآلات الانقلابات التي تؤول من الحرية والشورى والديمقراطية إلى الاستفراد من الطهارة، والحِل إلى الفساد من الوفاء بالأمانات إلى الخيانة والغدر، ومن سلطة الجماهير إلى سلطة الفرد، ولذلك الديكتاتورية هي قانون تاريخي لصيق ولازم من لوازم الانقلابات العسكرية ولأن كل المشاريع الفكرية التي أتت بذلك الانقلاب «سحقت» الحركة المذهبية التي أتت بانقلاب، لكننا كنا نظن أننا الأذكى فوضعنا كل «البيض الفكري في سلة المدنيين» وحجبنا كل المعلومات عن العسكر الذين لم يكن لهم أي دور في عملية الإنقلاب، فقط لكل واحد دوره الشخصي.. الانقلاب تم بأموال الحركة الإسلامية وبآليات وأفراد الحركة الإسلامية، الذين كانوا يتجاوزون الـ«200» فرد، وكانوا يرتدون اللباس العسكري في ليلة التنفيذ.

لماذا إذن استعنتم بالعسكر؟

- العسكر كانوا واجهة للتغيير، وكانوا إخواناً لنا وأقسموا أن تكون هذه التجربة لمدة ثلاث سنوات، نضع فيها شكل الدولة والنظام الرئاسي البرلماني، ونبسط فيها السلطة والثروة عبر النظام الفدرالي، وبعدالسنوات الثلاث، نقيم انتخابات يأتي الشعب فيها بمن أتى بالشيوعي أو الصادق المهدي، أو الميرغني أياً كان.. لكن بعد اكتمال السنوات الثلاث بدأ التململ على الحركة الإسلامية، وظل الصراع بيننا ورفضوا خلع البدلة العسكرية، واستمر هذا الصراع إلى أن طرحنا قانون الحريات على هيئة الشورى، وسقط لمرتين، فرفضناه مرة أخرى وفاز.. وللأمانة والتاريخ علي عثمان كان مع الحريات، وسمعت بأذني الشهيد الزبير- عندما ذهبنا إلى «الوضاءة»- يقول علي عثمان «خذلنا» واثنان من الموجودين في المؤتمر الشعبي هما يس عمر الإمام وإبراهيم السنوسي كانا قد رفضا ذلك، ولكن عادا وقبلا بعد أن أصبح أمراً نافذاً، وتنكر اولئك.. أما العسكريون عن بكرة أبيهم وقفوا ضد الشورى، لذلك فإن القضية كانت قضية الحريات، ونحن نحذر الإسلاميين في الدول العربية من «الولوق» لما «ولقنا» فيه لأن المدنيين «سيخونونهم» كما خانونا في السودان، لو لم يخنا إخواننا المدنيين لم يكن العسكر سيخوننا، لأنهم لم يكونوا يعلمون حتى من هم إخوانهم الذين معهم في مجلس قيادة الثورة، ولم يكونوا يعرفون أنهم إخوان لبعضهم البعض.. لذلك نحذر الإخوان من أيلولة التجربة إلى الاستفراد والفساد، وهذه أسوأ تجربة مذهبية ناهيك عن أنها إسلامية، وأن الوفاء بالعهد والميثاق هي أصول دينية ينص عليها الإسلام.

نحن نخشى على الحركات الإسلامية، ونحن أصحاب فكرة عالمية خالدة ونحن امتداد لهم وهم امتداد لنا، أن يخوضوا تجربة مثل التجربة غير الرشيدة التي خضناها، لذلك نحن نادمون على الانقلاب العسكري وعلى 89، ونحن الآن نؤمن بالديمقراطية ونكفر بالانقلابات العسكرية، و نحرص على إخواننا في العالم العربي الاسلامي أن لا يردوا موارد الهلاك، وأن يردوا موارد «الخلاص» بل نحن نوجه النصح لإخواننا السابقين بأن المؤتمر الوطني ليس حركة إسلامية بل هو مؤسسة علمانية.


-------------------

Post: #96
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-27-2012, 11:28 AM
Parent: #95

غازي ينفي استقالته من المؤتمر الوطني


نشر بتاريخ الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


البرلمان: (قوش) سيمارس نشاطه في المجلس الوطني حال براءته.
.قال إن شائعة استقالة غازي اصطياد في الماء العكر..ا
لوطني : الترابي ليست له علاقة بالحركة الإسلامية حتى ينصب غازي أميناً عاماً.
.البرلمان يكشف عن تفاصيل جديدة حول المحاولة الانقلابية

الخرطوم: معتز - صلاح - سيف الدين
نفى القيادي بالمؤتمر الوطني، ور


ئيس الكتلة البرلمانية لنواب الوطني، د. غازي صلاح الدين، استقالته من المؤتمر الوطني، وأبلغ غازي «الإنتباهة» أنه لم يستقل من الوطني، رداً على شائعة سرت في أوساط عدد من السياسيين والمواقع الأسفيرية بتقديم غازي لاستقالته، وهو ما نفاه. فيما وصف المؤتمر الوطني شائعة استقالة د. غازي بالاصطياد في الماء العكر، وأشار إلى أنه في حالة الاضطراب التي يعيشها الرأي العام تصدر كثير من المعلومات المغلوطة. في وقت كشف فيه البرلمان عن تفاصيل جديدة بشأن المحاولة التخريبية الأخيرة التي أحبطتها السلطات الأمنية، وأبان أن طلب رفع الحصانة عن مدير جهاز الأمن السابق الفريق أول صلاح عبد الله قوش، قد تم قبل يوم من إلقاء القبض عليه، عبر طلب من لجنة متابعة من جهاز الأمن والجيش دفعت به لرئيس البرلمان، في الأثناء، وفيما يتوقع أن تنظر قيادة الوطني خلال أيام في عضوية قوش في الوطني، قطع رئيس لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان الفاضل حاج سليمان، أن قوش سيمارس مهامه بالبرلمان بصورة طبيعية إذا ثبتت براءته. وقال رئيس لجنة الأمن وعضو المكتب القيادي للوطني محمد الحسن الأمين للصحافيين بالبرلمان أمس إن الانقلاب الذي تم إحباطه الخميس الماضي أمر حقيقي، إلا أنه أكد استحالة نجاحه،

وأشار إلى أن عقوبة مرتكبي الانقلاب ستخضع لتقديرات المحكمة وفق الحيثيات التي ستقدم، وأوضح أن المعارضة ليست بعيدة عن الانقلاب، إلا أنه أشار إلى أن التحقيقات هي التي ستثبت مشاركتها من عدمها. ودعا الوطني من يطالبون بالإصلاح في الحزب إلى أن يتم ذلك داخل أجهزة الوطني ومؤسساته، وقال إن المطالبة بالإصلاح متاحة لكل الناس، ويمكن أن يطرحوا رؤاهم داخل الأجهزة التنظيمية، في وقت استمع فيه القطاع السياسي للحزب الذي انعقد برئاسة نائب الرئيس د. الحاج آدم أمس إلى تنوير حول الوضع السياسي، وأشاد بدور الأجهزة الأمنية في استقرار الوضع الأمني، كما وقف على الإجراءات الخاصة والتحقيقات الجارية مع المتهمين في المحاولة التخريبية الأخيرة. ######ر أمين الإعلام بالوطني البروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم من حديث الأمين العام للمؤتمرالشعبي عن تنصيب غازي أميناً عاماً للحركة الإسلامية السودانية، وقال: «الترابي ليست له علاقة بالحركة الإسلامية حتى ينصب غازي أميناً عاماً». وأكد أن الحركة الإسلامية أمينها العام هو الزبير أحمد الحسن. وأكد بدر الدين أن من مسؤولية الدولة ضبط الأمن، ولفت إلى أن السبيل الوحيد للوصول إلى الحكم صناديق الانتخابات، وحذَّر من أية محاولات خارج هذا الإطار.وقال إن ذلك يعد تناقضاً مع إرادة الشعب الذي ارتضى الديمقراطية سبيلاً للوصول إلى الحكم. ودعا الأفراد والمجموعات التي تدعو إلى الإصلاح إلى طرح أفكارها ورؤاها داخل مؤسسات الحزب، وأكد أن التشاور والمناصحة متاحان في كل الأطر.
في المقابل أكد حزب المؤتمر الشعبي عدم تورُّط أي من قياداته في المحاولة التخريبية الأخيرة، ووصف مدير الأمن السابق وأحد المتهمين في المحاولة التخريبية الفريق أول، صلاح قوش، بالأسوأ تاريخاً، إلا أنه طالب بتقديمه لمحاكمة عادلة. ورفض الشعبي في مؤتمر صحفي بداره بضاحية الرياض أمس، توجيه أي اتهامات لأيٍّ من منسوبيه، وأشار إلى أن إستراتيجيته واضحة في التعامل مع الحكومة وتستند إلى التعبئة العامة لإسقاط النظام بالطرق السلمية، وقال القيادي البارز بالحزب، الناجي عبدالله، إن حديث الحكومة عن محاولة تخريبية بمثابة «هروب إلى الوراء» لعدم توفر ما سماها بالأسباب الموضوعية للقبض على المتهمين في المحاولة.

وأضاف: أن الهدف هو تغطية لإخفاقات داخلية قال إنها تواجه النظام من بينها الإشكالات التي أفرزها المؤتمر العام للحركة الإسلامية والانتقادات المستمرة لأداء عدد من المسؤولين بالدولة، وفي الوقت الذي استبعد فيه إدانة مدير الأمن السابق وأحد المتهمين في المحاولة التخريبية الفريق أول، صلاح قوش، كشف الناجي أن قوش تم نقله إلى منطقة جبيت العسكرية بشرق البلاد، ونفى اعتقال أي من كوادر الحزب ضمن المتهمين في تلك المحاولة، واستعرض القيادي بالحزب أبو بكر عبد الرازق ما سماها بمراحل ومحاولات استهداف حزبه ووصفها بالفاشلة، وفيما اعتبر أن الدخول المسلح إلى الخرطوم عبر السلاح خيار غير مأمون، قال عبد الرازق: «نحن قادرون على أن نقض مضاجع الحكومة عبر الوسائل السلمية» وأشار إلى أن «قوش» يعد أسوأ ضبّاط الأمن في تاريخ البلاد من جانب الحريات، إلا أنه طالب بعدالة التحقيق معه وإحالة القضية إلى دائرة الاختصاص.


----------------

حصاد الهشيم السياسي ...!

نشر بتاريخ الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012



الصادق الزيقى


الفزع الأكبر لدى كل الإسلاميين والإنقاذيين الحادبين على بلدهم وتوجهاتهم، أن تتوالى تداعيات خلافاتهم وانقساماتهم، وينسدَّ الأفق أمامهم، وتعجز الحكمة من أن تعصمهم من المواجهات والصدامات التي لا تحمد عقباها، خاصة أن المشهد والمسمع أمامنا ينذر بخطر داهم وماحق، لا مانع له إلا لطف الله.


وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً، فبعد الإعلان عن ما يسمى بالمؤامرة التخريبية التي يقودها ضباط وقيادات عسكرية وأمنية إسلامية من قلب الصف ومن أحشاء الحركة والتنظيم، بدأت حقائق عديدة تظهر للعيان وتتلمسها القلوب والأيدي، يجب أن ينتبه لها الناس ويقرأوا ما وراءها وما تحت خطوطها قراءة عميقة وتتلخّص هذه الحقائق وتتمحور في ما يلي :ــــ
أولاً: خرجت الحركة الإسلامية من مؤتمرها الثامن يخيِّم عليها شبح الانقسام، وهو تشظٍ جديد يضاف للافتراق والمفاصلة السابقة التي لا شك أضعفت الإنقاذ وفتت في عضدها،


وإذا حدث انقسام وشقاق جديد لا قدر الله، سيكون هناك انشطار ذو تأثير بالغ على مسار الدولة والحزب والحركة نفسها، وسيصحبه سجال وجدال ونزال سياسي خشن للغاية حول المشروعية السياسية والفكرية والأخلاقية للسلطة القائمة وحزبها وحركتها، ويندلق هذا التطوُّر الحارق في حال حدوثه على الساحة السياسية كلها، لن تكون الأوضاع فيه كما كانت، ولا يوجد سيناريو مُطمئِن على الإطلاق، فحالة الاستقطاب الحادة سينتج منها انفجار بعض الاحتقانات المتقيِّحة، ولن تكون القوى السياسية والاجتماعية بعيدة عن مواجهة بعضها بكل الوسائل لانفراط العقد وضرب الفوضى بأطنابها في الساحة الوطنية، وهذه كلفة عالية جداً، على الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وقبلها على البلاد نفسها التي ستكون في مهب الريح وعلى كف عفريت الخلاف.. وخطورة هذا الخلاف المحتمل أنه سيكون آخر حلقة من سلسلة الانقسامات التي حدثت للإسلاميين خلال فترة الإنقاذ.


ثانياً: بعد الإعلان عن المخطط التخريبي أو الانقلابي، الذي أُعتقل على إثره صلاح قوش وود إبراهيم ومجموعة من الضباط الإسلاميين يكون قد ترافق الانقسام السياسي بالانقسام العسكري في التنظيم والحركة والإنقاذ وأذرعها العسكرية، وربما ينتقل هذا المعطى الجديد بمفاصلاته وخلافاته إلى الأجهزة العسكرية نفسها، إن لم يكن اليوم فغداً.. وهذا واقع مخيف لا يمكن تحمُّل كلفته العالية أيضاً، ولا تحتمل ظروف البلاد فواتيره الباهظة.


نحن نعلم أنه لا يوجد من يسمع صياح المنذرين ونداءات الصارخين بإشفاق، لا أحد يعير الاهتمام لصافرات الإنذار وقرع أجراس التنبيه، لقد صُمّت الآذان، والقلوب كأنها على أقفالها وقد ران عليها من أن تستجيب، فهل يسمع الصم الدعاء، لقد سُدّت كل منافذ النصيحة المخلصة والصادقة، وبلغ بالناس الزهد فيها، بالانطواء على أنفسهم والدعاء لهذه البلاد أن يجنبِّها الله الفتن ما ظهر منها وما بطن.. لكن الحال الذي نعيشه اليوم ما بين الشقاق السياسي الذي بانت طلائعه ونذره، وما يحدث في الدائرة العسكرية والأمنية يجعل الأيدي على القلوب، ويقدح في تماسك الأوضاع وقوتها وصمودها.


لابد من مبادرة سياسية جديدة توحد الصف الوطني كله، ولا تبدأ قبل أن يتوحد الصف الإسلامي ويتجاوز مراراته وفتنه، لقد ملّ الشعب السوداني هذه المأساة والملهاة التي تجري أمامه كل يوم من صراع سلطوي لا قيمة له ولا يمثل أي حيثية أخلاقية قامت عليها التجربة الإسلامية، فالممارسة السياسية وعمليات تصفية الحسابات والضرب تحت الحزام، وأكل الإخوة لحوم بعضهم بعضاً، ستضرُّ بالبلاد كثيراً ولن نجني منها سوى الشوك والخراب وسيكون الحصاد في النهاية حصاد الهشيم


--------------

قراءة سريعة في ملف التخريبية


موسى يعقوب:


كان المصدر الأمني حكيماً ودقيقاً عندما وصف ما دله عليه نشاطه بأنه عملية (تخريبية)، ذلك أن (التخريب) حمال أوجه وله جملة أشكال وألوان لن يفتي فيها أخيراً إلا (القانون)، والقانون عملية لها ترتيباتها وبنياتها.
والتخريب أو ما هو أدق منه كالتمرد والمحاولة الانقلابية يتوقع من (أقرب الأقربين) كما الحال مع غيرهم، حيث إن كل المحاولات الفاشلة أو الناجحة في هذا الصعيد كانت تحدث ممن ليسوا بعيدين عن الحاكمين كالسيدين شنان ومحي الدين أحمد عبد الله في الحقبة النوفمبرية، وقد كانوا جزءاً منها كما هو حال هاشم العطا وحمد الله وبابكر النور وقد كانوا جميعاً ممن قادوا انقلاب 25 مايو 1969 وكانوا اعضاءاً في مجلس قيادة الثورة يومئذٍ.

وغير هؤلاء من يشار إليهم أيضاً.
تأسيساً عليه، فإن البعد أو القرب لا سيما إذا ما كان مدعوماً (بغبائن) وحساسيات وخلافات واختلافات تجاوزت حدها فإن الدخول في مثل هذا (المشروع) بأرباحه وخسائره المتوقعة يكون أمراً وارداً. والحركة الاسلامية ونظام الانقاذ الوطني ليسا بمنأى عن ذلك رغم أن الخلق الديني يحول إلى حد كبير بين شهوات النفس ومغانمها كما هو مطلوب ومتوقع، إلا أنه ومع ذلك شهدت الحركة الاسلامية وحزبها الحاكم في آخر تسعينيات القرن الماضي انقساماً أو حركة (تخريبية) سياسية وتنظيمية أحدثت خللاً و(ربكة) مايزال أثرهما قائماً ومشهوداً، وقد تكون العملية التخريبية التي أعلن عنها اخيراً وقد شملت عسكريين ومدنيين أعلن عن بعضهم هي الجديد في الموضوع برمته، وان كان الانقسام السياسي من قبل قد كانت له (أذرع) عسكرية أو صار على صلة بجماعات متمردة. فمن تلك الأسماء التي أعلنت من كان له وضعه الخاص والمميز في السابق كمدير لجهاز الأمن والمعلومات ثم مستشاراً للسيد رئيس الجمهورية، إلا أنه فارق ذلك كله بقرارات رئاسية جراء الخروج عن المألوف والراتب في مثل تلك المواقع مما حسبه البعض تدخلاً في شؤون الآخرين وتضخيماً للذات. وهو ما صدقه الواقع بعد ذلك وقد دخل الرجل البرلمان (المجلس الوطني) ومارس نشاطه التجاري والاجتماعي الحر، وكله غير ممنوع بطبيعة الحال ويجيزه الدستور ولكن تبقى للمراقب قراءته للوقائع ومتابعتها.


وإلى جانب ذلك، يظل للزمن والظرف اللذين أعلن فيهما عن العملية (التخريبية) دورهما في هذه القراءة.. فقد جاءت بعد مؤتمر عام للحركة الإسلامية هو (المؤتمر العام الثامن) وكان فرصة للتباين في وجهات النظر واعادة الهيكلة والنظم، بل وما رشح من خلافات حسبها البعض فرصة طيبة ونادرة لاستثمار ذلك كله في عملية (تضع النقط على الحروف) كما يقولون، وتحقق بالتخريب ما لم يتحقق بالحوار والتصويت والممارسة الديمقراطية.
وكيفما انتهى الحال في هذه العملية التخريبية التي يجري التحري والاستبيان بشأنها، إلا انها (منشط) تكرر وتطور تاريخياً كما أوردنا باديء الأمر، وله في هذا العهد رغم غرابته ما يشير إليه ويخصه بالذكر.

Post: #97
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-28-2012, 07:44 AM
Parent: #96


إعادة انتخابات الأمين العام للحركة الإسلامية بالخرطوم


الخرطوم: عبدالباسط إدريس


قررت اللجنة المكلفة بالنظر في الطعون الموجه لمؤتمرات الحركة الإسلامية قبول طعن ولاية الخرطوم ووجهت بإعادة انتخاب مجلس شورى الولاية والأمين العام بجانب إعادة انتخابات مجلس الشورى ورئيسه وأمين محلية الخرطوم.
وعلمت( السوداني) أن اللجنة التي يرأسها بروفسور إبراهيم عمر وجهت كذلك بإعادة انتخابات الأمين العام للحركة بولاية شمال دارفور عقب الاستقالة التي تقدم بها الوالي عثمان محمد يوسف كبر.
وكان عبدالقادر محمد زين قد فاز بمنصب الأمين العام للحركة بولاية الخرطوم بعد تنافس محموم مع حسن عثمان رزق وحصل الأول على (90) صوتاً فيما حصل حسن رزق على (73) صوتاً.
وشكك رزق في نتيجة الانتخابات وتقدم بطعن لرئيس اللجنة بروفسور إبراهيم أحمد عمر، واتهم شخصيات حكومية بالتدخل في عملية الاقتراع للحيلولة دون فوزه بمنصب الأمين العام

--------------------


وزير الدفاع : أطلعنا البشير على تطورات المحاولة الانقلابية وصورة من الاعترافات للمشاركين في المحاولة



البشير يجتمع بعبد الرحيم ومحمد عطا
11-28-2012 07:26 AM

لندن: مصطفى سري الرياض: فتح الرحمن يوسف

قال وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحافية إنه أطلع الرئيس السوداني عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى لقائه أمس بهيئة الأركان المشتركة للقيادة العامة للقوات المسلحة على نتائج التحريات وصورة من الاعترافات للمشاركين في المحاولة التخريبية الأخيرة. وأضاف أن البشير استمع إلى تنوير حول المحاولة التخريبية التي أحبطت الخميس الماضي واتهم فيها (13) من ضباط في الجيش وجهاز الأمن أبرزهم الفريق صلاح عبد الله قوش رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق.

وقال حسين إن البشير استمع إلى تنوير من هيئة القيادة المشتركة عن الأوضاع الأمنية بالبلاد خاصة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مشيرا إلى أن البشير اطلع على أوضاع القوات المسلحة ووحداتها المختلفة، مؤكدا جاهزية القوات المسلحة لحماية أمن واستقرار البلاد، وقال «إنها ستظل عصية على أي اختلاف وستكون في صف الوطن والمواطن».

-----------------

لا إصلاح مع الأشباح ...

عزيزي عبد الغني ..!

الثلاثاء, 27 نوفمبر 2012

نهاركم سعيد - مكي المغربي


3

كان هذا عنوان مقالي تعليقا على مذكرة (الألف أخ) التي لم يعلن ولا أخ واحد أنه كتبها أونشرها ثم تعددت نسخها وظهرت لها روايات مريضة. عندها حمدت الله كثيرا أنني أعلنت موقفي ومطالبي الإصلاحية في (فبراير 2011 ) وتحملت مسئوليتها ثم بدأت في كتابة سلسلة (سيدي الرئيس ... أصلح ولا ترحل) في صحيفة السوداني حتى زادت على العشرين حلقة ودافعت فيها عن (حق التظاهر) للشعب السوداني والأحزاب وقرعت الحكومة وما زلت أقرعها واحملها المسئولية كاملة لأن حزبها السياسي هو المنوط به إيجاد المعادلة السياسية القانونية التي تكفل ممارسة هذا الحق الذي لن يستقر أي نظام يراهن على كبته وقمعه. هذا غير مطالب أخرى تتعلق بالبرلمان والولايات وغير ذلك.
وهنالك أيضا (مذكرة لندن) التي صدرت من أمانة المؤتمر الوطني للمغتربين في المملكة المتحدة (وأنت تسكن معهم يا عبد الغني ... هل شاركت فيها؟!) وقد دعت علانية وقبل عام من الزمان إلى حكومة قومية وإنتخابات مبكرة ... ونشرتها في مدونتي جنبا إلى جنب مع مذكرتي مع أنني أراها أقرب للتغيير من الإصلاح ... الجدير بالذكر أن أمين المؤتمر هناك هو (د. صديق حسن أحمد البشير) ..!
حقيقة تزعجني المزايدة بالإصلاح وإساءة توظيفه أو (فهمه) من الأساس، أكثر من الجمود أو الفساد نفسه. ولذلك بالرغم من حبي وتقديري للشاب المجاهد الذكي العاقل عبد الغني إدريس إلا أنني أراه اخطأ بالحديث عن أنه مسئول الإعلام في منبر الإصلاح المؤتمر الوطني. أنا أرحب بظهور هكذا منبر إذا ولد ولادة طبيعية (وضبحوا ليهو خروف سماية) وأعلن قادته عنه بصراحة ووضوح لا أن (يخرج) عبد الغني من عاصمة الضباب فجأة وبدون مقدمات بوصفه مسئول الإعلام ليوحي للناس أن هنالك مسئول ثقافة ومسئول شئون عضوية ومسئول مرأة وطلاب والخ. وقبل كل ذلك (من هو رئيس للمنبر؟!). هل حقيقة يوجد هذا الأمر من الأساس؟! ومتى تأسس وتحت أي سقف وفوق أي أرض إجتمع أعضاؤه؟! وإذا كنا نكره (اللوبيات) و (الشلليات) التي تجتمع سرا وتتآمر وتدخل على المسئولين بأبوابهم الخلفية وإنتماءاتهم الجهوية والعشائرية و(تحفر) لفلان و(تقص) لعلان، إذا انتقدناها وكرهناها لهذه المسالك الإنتهازية الملتوية فكيف يكون الإصلاح شبيها لها ومطابقا لها؟.


عبد الغني رجل رائع وهو صهر الدكتور غازي صلاح الدين ولكنني أعتقد أن عبد الغني لم يعتمد على هذه القرابة في حياته ولا أظن أنها نفعته لأن د. غازي لا يقدم أهله فوق رقاب الناس ولذلك التف الناس حوله. د. غازي (عديله) مبارك الفاضل ... ولديه إمتدادات مع حزب الأمة وكذلك الترابي وعلى عثمان وآخرين ولكن هذا لم يمنع الإنقاذ يوما ما من إعتقال الصادق المهدي وإجلاسه على كرسي من ثلاثة أرجل في التحقيق ... هذا غير الإذلال والضغوط النفسية القاسية والتي انتهت به للهروب برا إلى أسمرا في عملية تهتدون بقيادة العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي (مساعد رئيس الجمهورية) حاليا.
هذا السرد ضروري لتفكيك القضايا من بعضها وضروري لتركيز النقد على عبد الغني فيما أراه خطأ دون ان أشارك الموسوسين الذين يريدون ربط كل شيء يفعله عبد الغني بالدكتور غازي.


ما أريده من كل من يريد الإصلاح ... انا يقول أنا فلان بن فلان لست راضيا عن هذه الحكومة في كذا وكذا وكذا ومطالبي هي كذا وكذا وكذا ... ولو كان معه أشخاص أو قيادات فلتسفر عن وجهها ولتتحمل المسئولية الاخلاقية كاملة تحت ضوء الشمس. لكن ممارسة بعض الوزراء والمستوزرين الإصلاح على طريقة تحريض الشباب وتحريكهم بالريموت كنترول .... أخير لينا منها الحالة دي.



----------------




المحاولة الانقلابية.. هل هي نبوءة الترابي؟


نشر بتاريخ الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00
تقرير: هنادي عبد اللطيف

قبل نحو أسبوعين من الآن تنبأ زعيم المؤتمر الشعبي د.الترابي وتوقّع حدوث انقلاب عسكري من داخل الإسلاميين أنفسهم، ولربما حدث أو كاد يحدث ما توقعه الترابي والخميس الفائت تعلن السلطات الأمنية عن محاولة وصفتها بالتخريبية قالت إنها أخمدتها، ولعل هذا يؤكد أن الترابي ليس ببعيد عن ما يحدث داخل الإسلاميين من خلافات سواءً كانت ظاهرة أو غير واضحة المعالم، ومؤخرًا كان الترابي قد صرّح بأنه يرى أن البديل المقبل للإنقاذ سيكون إسلامياً، تلك التصريحات طرحت أسئلة عديدة حول الأسباب التي جعلت زعيم الشعبي يقول ما قال، وما الذي دفع الترابي إلى أن يصرِّح بذلك؟وهل يقصد أن الشعبي أو الحركة الإسلامية ربما سيكون ضمن هذا البديل؟ أم أنه لا يخرج من الاثنين معاً؟


البعض يرى أن البديل الذي تحدث عنه الترابي لايخرج من ثلاثة تيارات أو أحزاب، وهو المؤتمر الوطني أو الشعبي إضافة إلى الحركة الإسلامية على الرغم من الخلاف الذي يدور بين الأطراف الثلاث. ويرى المحلل السياسي د.عبد الملك النعيم في حديثه لـ«الإنتباهة» أن الترابي استصحب الظروف الخارجية والداخلية معاً خلال هذا تصريحه، وقال إن الظروف الخارجية سوى بثورات الربيع العربي السالامي الذي انتشر في المنطقة وهو التيار الغالب، أما الداخلي فإنه استصحب في المقام الأول ضعف القوى المعارضة غير المرتبة وليست منظمة بالشكل الذي يجعلها بديلاً لحكومة الإنقاذ الحالية، فقوة الإسلاميين التي امتدت لأكثر من«23» عاماً والحديث للنعيم الذي يضيف أن الترابي مستصحب خبرة المؤتمر الوطني كذراع سياسي للحركة الإسلامية وأصبح له قوة ووجود فعلي وقواعد يمتلكها وحديثه عن البديل الإسلامي يذهب به إلى أنه لم يكن عن طريق انقلاب عسكري وإنما بديل عن طريق صناديق الاقتراع.


وبالرجوع إلى الوراء وعندما حدثت المفاصلة الشهيرة أصبح كل طرف يحاول أن يثبت أنه يمثل الحركة الإسلامية وأن يتحدث إنابة عن الحركة. وعندما انتهت المفاصلة ووصلت إلى ماوصلت إليه ذهبت آراء لاتهام الحكومة بالجمع بين الدولة والحزب وتتحدث باعتبار أنها تمثل الحركة الإسلامية الكاملة بمختلف تياراتها وكان «الوطني» قد مرّ بمراحل مختلفة عقب المفاصلة كان منها ــ بحسب إسلاميين ــ تسييس الحركة الإسلامية وبدأت مجموعات داخل «الوطني» تنقل للترابي ما يدور داخل «الوطني» وما يصرِّح به الترابي ليست تنبوءات أكثر من أنها معلومات أتت إليه من بعض الإسلاميين التابعين للمؤتمر الوطني، والذين اختلفوا في الرؤى حول العديد من القضايا، كذلك هناك اختلاف أن بعض الفئات بالمؤتمر الوطني ترى ضرورة فصل الحركة الإسلامية والدولة، فبعض الآراء تذهب إلى أن «الوطني» لا يفصل بين الحركة والسلطة واختلفت الرؤى والمفاهيم وأدت إلى تراشقات بالكلام، وذهب البعض أن المؤتمر الوطني ذوّب الحركة داخل «الوطني». لكن فكرة وجود بديل للإنقاذ لا تروق لكثيرين من قيادات «الوطني» وأن معظمهم لايرون أي بديل للإنقاذ معتبرين أن البديل إسلامي، فحتماً هو لا يخرج من الإنقاذ وذلك كما ذهب الخبير الإعلامي وعضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي أن كل الإنقاذيين إسلاميون وأشار إلى أن الإنقاذ لن يأتي بعدها بديل سوى الإسلامي الإنقاذ. وأشار ربيع خلال مهاتفته «الإنتباهة» أن حديث الترابي يمكن أن يفسر كيفما شاء لكن نحن نقول أن لا بديل للإنقاذ إلا الإنقاذ.


آراء معارضة برزت، وعلى ضوء هذه الخلافات والتراشقات التي أتت إلى الترابي من داخل المؤتمر الوطني وما أحدثته من خلل جعلت تصريحات الترابي تذهب تارة إلى تحليلات من خلال معلومات بما يدور داخل المؤتمرالوطني من خلافات خاصة التي حدثت داخل الحركة الإسلامية، فالكثير من قادة الشعبي يرون أن المجموعات التي تولت إدارة الحركة الإسلامية لا تصلح حتى للم الشمل، حديث الترابي يفسر أن المؤتمر الوطني مهيمن على السلطة هيمنة كاملة، بمعنى أنه لا مقدرة لمعارضة أن تستولي على الحكم، بمعنى أنه إذا حدث انقلاب فإنه سيحدث من داخل الإسلاميين وداخل المؤتمر الوطني، فإذا حدث أي انقلاب لن يتخطى الإسلاميين أنفسهم وذلك وضح خلال المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أكدت أن هناك خلافات عميقة داخل الحركة والوطني وحتى الجيش مما يؤكد أن تلك الخلافات ربما ستقود للبديل الذي يتحدث عنه الترابي، الأمر الذي يؤكد أنه إذا حدث أي تغيير او انقلاب داخل الحكومة فهو لن يكون بعيدًا منها وقد لا تختلف كثيرًا في العديد من القضايا خاصة وهي متفقة تماماً كتيارات إسلامية سواءً من الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني، لكنها تختلف وتتقاطع في عدة قضايا مما يؤكد أن ما يذهب إليه الترابي أن الخلافات التي تحدث داخل الوطني والحركة الإسلامية ستخرج مجموعات جديدة لا تختلف في توجهها الإسلامي وإن كانت تختلف في الكثير من الآراء.
الانتباهة

---------------

لغز المحاولة الانقلابية يشغل السودانيين
November 27, 2012
(عماد عبد الهادي- الجزيرة)

ما يزال الشارع السوداني يطرح تساؤلاته عن المحاولة التخريبية أو الانقلابية وما إذا كانت جزءا من تذمر عبر عنه الرافضون لحالها أو سيرا في الاتجاه المضاد كما ترى الحكومة؟

ويبدو أن بروز تيار الإصلاح الذي نادي بإطلاق سراح المقبوضين على خلفية تلك المحاولة التي أعلن عن إفشالها الخميس الماضي كلاعب أساسي بجانب تيارات أخرى داخل الحركة الإسلامية سيزيد من حجم المغالطات والتفسيرات في آن واحد.

وبرغم تقليل الحكومة من حجم المشكلة إلا أن ما جرى من تحركات للم شمل من بقي على عهد الحركة الإسلامية -مناصرا لقيادتها الحالية- يبين حجم ما تعانيه الحركة ومن يحكمون باسمها.

وترى الحكومة -التي تؤكد أنها الحاكم باسم الحركة الإسلامية- أن الإصلاح مكانه مؤسسات الحزب دون غيرها من مواقع. وتشير إلى أن ما حدث كان صغيرا لا أثر له.

واعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم أن ما جرى من محاولة انقلابية أمر صغير “لمجموعة صغيرة” مشيرا إلى أنه “لن يكون مضعفا لصف الحركة الإسلامية أو الحكومة”.

وقال محمد مندور المهدي للجزيرة نت “إن الحكومة ستنظر إلى قضية الإصلاح بكثير من التمعن والتقدير لأننا نعلم أنها إرادة بدأت ترتاد كثيرا من المواقع، وسنناقش هذا الأمر في أطره المعلومة لأن الرغبة في الإصلاح موجودة في كل الأزمان”.

لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري أشار إلى “عدم تعامل القيادة الحاكمة مع الإصلاح بل رفضته بطريقة دبلوماسية”. وقال للجزيرة نت “إن المجموعات المنادية بالإصلاح لم تجد من يوافقها الرأي لأن القادة يشيرون إلى أنهم جاؤوا عبر الديمقراطية وليس هناك من إصلاح أكثر قيمة من ذلك”.


وأكد “فشل الاعتقاد بإمكانية عودة حيوية الحركة الإسلامية وبالتالي معالجة المشكلات التي اعترتها منذ توليها السلطة في العام 1989″ مشيرا إلى وجود “ربما مجموعة أخرى تنتظر ما ستسفر عنه خطوات الإصلاح التي قد تأتي بعدما استشعرت الحكومة خطأ تجاوزها لقاعدة الحركة في سنواتها الماضية”.

ولم يستبعد الساعوري أن تعود أزمة الحكومة “وبالتالي الحركة الإسلامية خاصة” وإن “اجتماع ممثلي الحكومة بمجاهدي الدفاع الشعبي عقب المحاولة التخريبية لم يفصح عن مخرجاته بعد”.

وقال إن التيار الإصلاحي “سيظل رافضا لما يجري” مشيرا إلى عدم وضوح الرؤية حول المستقبل الذي ينتظر الحركة الإسلامية والحكومة على السواء.

أما الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية محمد خليفة الصديق فيرى أن المؤشرات الأخيرة “تؤكد أن الحركة الإسلامية السودانية لم تستشعر المياه التي تجري من تحتها”.

وقال للجزيرة نت “إن الوضع الراهن كان يستدعي أن تدفع الحركة بفلذة أكبادها في مجال الفكر ليقدموا الإصلاحيين لمقاليد الحكم قبل التقليديين” مشيرا إلى أن السيطرة السلطوية لم تترك مجالا للحركة للتحرك إلى الأمام.

وتوقع ظهور مجموعة جديدة “تمثل جسما جديدا داخل الحركة الإسلامية وموازيا للمجموعة الحاكمة حاليا” معتبرا أن ظهور المجموعة الإصلاحية يكشف أن الحركة لم تجب عن الأسئلة في الامتحان الأخير.

كما استبعد حدوث إصلاحات حقيقية “طالما مست الأزمة عظم الحركة وكافة أطرافها الحية” مشيرا إلي عمق الأزمة “التي أفرزت مجموعات منادية بالإصلاح


----------------


مدير شرطة دبى ضاحي خلفان :
مؤتمر الخرطوم لام إخوان الكويت لفشلهم في تهيئة الانقلاب على الحكم
November 26, 2012
(السياسة الكويتية )

أكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ان “على تنظيم الاخوان المسلمين ان يدرك ان ليس باستطاعته الاستفراد بالكويت او الامارات او اي دولة خليجية لان دول مجلس التعاون كالبنيان المرصوص وليست صيدا سهلا بل ستكون مقبرة لمخططاتهم ونهايتهم في رمال صحرائها التي تغوص فيها الاقدام حتى النهاية”.

وكشف خلفان في لقاء مع “السياسة” قدم فيه قراءته لما يطلق عليه “الفسيخ العربي” وتداعياته على الدول العربية عموما والخليج خصوصا, ان “التنظيم العالمي للجماعة خرج في مؤتمر الخرطوم بلوم شديد لاخوان الكويت محملا اياهم مسؤولية عدم تهيئة الاجواء بشكل جيد لقلب نظام الحكم فيها واوصى بشحن العالم في الداخل والخارج ومؤيديه خصوصا لاستخدام الاعلام في تشويه صورة الحكومة الكويتية الى الحد الذي يجعل الشارع مهيئا وقادراً على تغيير النظام”.

واذ اعتبر قائد شرطة دبي ان “اخوان الكويت فقدوا البوصلة وضلوا الطريق وكشفوا اقنعتهم”, أكد ان تحركاتهم الاخيرة كشفت انهم ليسوا طلاب حوار ومشاركة بل طلاب كراس وطلاب سلطة لان السلطة والدستور الكويتي أمنا منذ العام 1961 برلمانا قويا ومساحات واسعة من الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية غير المسبوقة في العالم العربي والتي تباهى بها طويلا جميع الكويتيين ومنهم من يدعي زورا اليوم السعي لتحقيق الاصلاح والديمقراطية والمشاركة”, معتبرا ان “الحكومة الكويتية كشفت اقنعة وكذب ومؤامرات هؤلاء وافشلت مخططات بعض المعارضين الكويتيين الذي كانوا اول من هب للدفاع عن المتهمين بافتعال المشاكل في الامارات”.

وفي مواجهة خطر توسع نفوذ الاخوان في مصر وبعض الدول العربية, شدد خلفان على ان “دول الخليج كحكام ودوائر امنية متفقون ومتجانسون ومتوحدون في الهدف والرؤية والمصير وهذا الكلام لا يخص دولة خليجية بعينها بل كل دول مجلس التعاون والكل يجب ان يفهم ان الكويت ليست وحدها وان الامارات ليست وحدها وان السعودية ليست وحدها وان دول الخليج ومهما كلف الامر ستبقى جبهة واحدة قوية وعتيدة وستقف في وجه كل من يحاول الاخلال بامنها”.

اضاف ان “قادة دول الخليج اتخذوا قرارا بالتلاحم والتعاون والتوافق وهم يعملون بتنسيق تام ومتواصل ويتخذون كل التدابير التي تكفل استقرار بلدانهم وعدم وصول “الفسيخ” اليها”, مبينا ان “توقيع الاتفاقية الامنية دليل اضافي على ان امن دول الخليج يعلو ولا يعلى عليه وان الجهات المعنية ستقلب الطاولة على من يحاول قلب الانظمة الخليجية المحصنة من ربيعهم”, ومعتبرا ان “رفض بعض النواب الكويتيين للاتفاقية يعني انهم يريدون لدول الخليج الا تتفق على شيء بل يريدون الاستفراد بدول الخليج دولة دولة”.

وعن “الربيع العربي”, رأى الفريق خلفان ان “الفسيخ العربي مؤامرة غربية تريد الولايات المتحدة الأميركية من خلالها ليس تحقيق الديمقراطية بل تجزئة المجزأ في الدول العربية بحيث ان الدول الكبرى المحيطة باسرائيل والتي تشكل قنابل بشرية موقوتة للكيان الاسرائيلي تنقسم وتتجزأ وتكون اسرائيل في امان الى ابد الابدين”, محذرا من ان “ضغط الحكومة الاخوانية في مصر على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وتدميرها للانفاق التي كانت تعمل في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك حقق الاهداف الاسرائيلية وحمى تل ابيب من المناوشات”.

واستشهد على مقولة وجود مؤامرة اخوانية – اميركية أمنت وصول الاخوان الى الحكم بتصريحات قادة الاخوان في مصر الذين قالوا ان “اميركا فرضت علينا شروطا قاسية مقابل الوصول الى الحكم”, داعيا “الاخوان ان كانوا رجالا وطلاب حرية وعدالة الى اعلان فحوى اتفاقيتهم مع اميركا”, ومعتبرا ان “وصول الاخوان الى الحكم في مصر وضعهم تحت المطرقة وسيكشفهم امام الرأي العام وبالتالي فان مشروعهم سينتهي خلال خمس سنوات”.

وعلى خط مواز, حذر قائد شرطة دبي من ان “ايران تخلق مشكلات لدولنا في الكويت والبحرين والسعودية وتحرض البعض على الاخلال بأمن هذه الدول فلا يجوز لطهران ان تلعب بأمن الخليج واذا عوملت بالمثل سيكون الوضع صعباً عليها لذلك فان المطلوب منها الاحترام المتبادل واذا كانت تعتقد أنها بحجمها تستطيع ان تفرض شيئاً من الهيمنة فهذا فكر خاطئ وسبق للشاه ان فرض نفسه كشرطي الخليج ولكنه انتهى”.

ولوح بالرد على افتعال ايران للمشاكل والتدخل في الشؤون الخليجية بالعمل “وفق مبدأ المعاملة بالمثل كما تعامل الدول بعضها اذ ستقوم دول مجلس التعاون بالاعتراف بدولة عربستان وافتتاح مكاتب واعتماد سفراء لها ورفع علمها واستقبال زعمائها باعتبارها دولة تطمح الى الاستقلال”, لافتا الى ان “الجزر الاماراتية المحتلة لن تبقى ايرانية الى الابد


-----------------


رقصني يا جدع..!!

عبد الباقي الظافر
[email protected]

بعد حادثة الاعتداء الغاشم على مصنع اليرموك حاولت بعض الاقلام السودانية استثمار الحدث لتصفية حسابات قديمة مع حزب الشيخ الترابي..اريق مداد كثيف ان العدو استفاد من معلومات وردت في صحيفة راي الشعب المعارضة..كانت تلك اشارة لمقال غير موفق ورد في الصحيفة عن تعاون سوداني ايراني في مجال تصنيع السلاح..قادة المؤتمر الشعبي دافعوا عن انفسهم واكدوا ان تلك المعلومات تم نقلها من مصدرها الاصلي وكان صحيفة انجليزية شهيرة.. الا ان الغالب الاعم ان المخابرات الاسرائيلية قرات بتمعن وربما استغراب ذلك المقال..وربما وضعت على هامشه عبارة وشهد شاهد من اهلها.
ربما كان ذلك مقال غير موفق ورد في صحيفة معارضة..يوم الجمعة الماضية بعد ان تبادل الشيخ حسن رزق امامة المصلين في مسجد الخرطوم الكبير مع شقيقه كمال رزق..وقف حسن رزق والي نهر النيل الاسبق ونائب امين الحركة الاسلامية السابق على المنبر..حسن رزق كما جاء في الزميلة المجهر دعى لتهريب السلاح الى قطاع غزة..رزق اكد في خطبته تلك ان السودان بعد انهيار الطغاة في الربيع العربي اصبح في قلب المعركة مع اسرائيل..لم يكتفي رزق بالدعوة بل ارسل رسالة خطيرة ان اهل السودان موجودون في غزة بمالهم وسلاحهم ودمائهم.
لأن الناس على دين ابائهم كان المهدنس محمد صلاح الدين رئيس اتحاد الطلاب يجاري الشيخ رزق في دعوته لجرنا لحرب غزة..المهندس الطالب وجه ندائه مباشرة للحكومة السودانية ان ترسل السلاح لقطاع غزة..ذات الدعوة حملها تلميحا وزير الدولة السابق بوزارة الكهرباء..المهندس الصادق محمد علي في خطابه بالدفاع الشعبي بمناسبة الاحتفال بيوم عاشوراء اذ اكد ان السودان حاضرا في غزة.
تحليل النصوص يجلب على بلادنا كارثة اخرى تضاف الى رصيدنا من الكوارث..نقف قليلا عن حديث شيخ الحركة الاسلامية فيما نعتبر حديث الاخوين الاخرين ضربا من الحماسة وقلة الخبرة وانعدام الكياسة..كيف يكون السودان موجودا بماله في غزة وشعبنا في اطراف السودان يعبش نقصا في الانفس والثمرات..هل لنا فائض في السلاح والعدو يغشانا في العام مرة ومرتين لا نعلم ان كانت الغارة بصاروخ ام بطائرة..أين سلاحنا بعض دول الجوار في الشمال والجنوب والشرق تقتطع من ارضنا..و هل تبقي شيء من دمائنا لنصدره لاخوتنا في فلسطين.
عند صلح الحديبية كان مشركي مكة يصرون على حذف عبارة محمد رسول الله..الرسول الاعظم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يرسي ادب الواقعية ويطلب حذف العبارة..حينما اشتد قصف غزة لم يفعل الرئيس المصري محمد مرسى سوى تخفيض التمثيل الدبلوماسي ..تلك عادة كان يكررها الرئيس السابق حسني مبارك.
بعض قادة الانقاذ يصيبهم دوار (المايك)..عندما يقتربون من مكبر الصوت يقولون ما لايقال..اما اذا صحب الأمر طبل وعرض ورقص فأنهم يقدمون للعدو مايريد على طبق من ذهب.
استغرب و امين اعلام الحزب الحاكم يرد على تارير اسرائلية نافيا امداد حماس بالسلاح .. اخي بدرالدين ابراهيم تحدث مع اخوتك داخل البيت اولا ليكفوا عن الحديث غير المباح في عالم اصبح مثل القرية .
مع هؤلاء الاصدقاء لاتحتاج الانقاذ لاعداء ابدا.

Post: #98
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-28-2012, 11:08 AM
Parent: #97

الشعبي» يرحب بانضمام تيار الإصلاح بـ«الوطني» لصفوفه

الخرطوم: التقي محمد عثمان:

اعلن حزب المؤتمر الشعبي، ترحيبه بانضمام تيار الاصلاح بالمؤتمر الوطني الى صفوفه، وقال ان ابوابه مفتوحة لاستقبالهم ان اراد وا الالتحاق بالحزب.
وقال نائب الامين العام للحزب بولاية الخرطوم، الناجي عبد الله،لـ(الصحافة) ان الاصلاحيين بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية اقرب اليهم، واشار الى انهم وان كانوا لم يختاروا الموقف الصحيح قبل ثلاثة عشر عاما، الا انهم يعتبرون افضل من غيرهم، مشددا على ان الحزب سينزلهم منازلهم التي يستحقون اذا صدقوا في عطائهم وبذلهم في المؤتمر الشعبي؛ (لأن تقديم القيادات في الحزب يكون لمن صدق وليس لمن سبق

----------------
الهندى عز الدين كشف عن انتمائه الصريح لجناح نافع ليدفع باعلام الحكومة الى مزيد من الاحتقان

اقرا راى عز الدين لتعرف مدى عمق الخلاف بين الانقاذيين ..



| شهادتي لله |
مواجهة (الاحتقان) .. ليس في العمر بقيّة
26/11/2012 15:33:00

الهندى عزالدين


{ لديَّ قناعة راسخة، ظللت أعبّر عنها خلال العامين الأخيرين كتابة وشفاهة، مفادها أن أي (تغيير) سيطال (تركيبة) النظام الحاكم - الآن - في السودان، سيكون من داخل (المؤتمر الوطني) و(الحركة الإسلامية)، ولن يكون للمعارضة (المدنية) أو (المسلحة) دورٌ ذو قيمة في أي محاولات حقيقية باتجاه التغيير.
{ لم يعد في جسم المعارضة (الحزبية) - لأسباب خاصة بها وأخرى متفرقة - طاقة كافية لقيادة (ثورة) مدنية كاسحة في مواجهة نظام جذوره ضاربة وساقه طويلة، وفروعه مديدة، ومتشابكة هنا وهناك.
{ وليس بمقدور الحركات المسلحة أو ما يسمى بـ (الجبهة الثورية) أن تسقط هذا النظام من "الخرطوم" أو عبر خطة إسقاط المدن باتجاه العاصمة، فمن شأن ذلك أن يعبئ شعب (الوسط) و(الشمال) و(الشرق) باتجاه عكسي مساند للحكم، مجدد لدمائه، ممدد لعمره، كما حدث في (هبة هلجيج) الشعبية التلقائية.


{ ترهَّل (المؤتمر الوطني) وتكلس، مع تطاول (شجرته)، وانتشار فروعها وتشابكها بين القبائل والجهات، و(المصالح) و(المجموعات). هل تصدقون أن للمؤتمر الوطني (فرع) في "بيروت" يرأسه (عازف) بإحدى الفرق الموسيقية من شباب المهجر!! ما معنى أن يكون للمؤتمر الوطني مكتب في "بيروت"، وآخر في "القاهرة"، وثالث في "لندن"، بينما مكاتبه في أحياء "الخرطوم" غير فاعلة، وغير منتجة؟!!
{ ذات الشيء حدث ويحدث في (الحركة الإسلامية) التي تمخض جبلها فولد الأخ الكريم "الزبير أحمد الحسن" أميناً عاماً (بالتعليمات)!!
{ ومما يؤكد أن مكاتب (الحركة) غير فاعلة، وأن (قيادتها) في "الخرطوم" غير ملتصقة بمكاتبها و(قواعدها)، سقوط عدد كبير من (كبار) قيادات الدولة والحركة الإسلامية في انتخابات (التصعيد) من (المؤتمر الوطني) إلى (مجلس الشورى)، فحصل أحدهم على (صوت واحد)، وآخر على (صوتين) أو (ثلاثة)، في وقت حصل فيه "عبد الله سيد أحمد" و"صلاح كرار"، وهما شخصان غير نافذين، ولا ضمن (الهياكل) القيادية للحركة، على (25) صوتاً وأكثر، ليصعدا إلى الشورى بالانتخابات!!
{ فقط البروفيسور "ابراهيم أحمد عمر" هو الذي تعوّد أن يصعد محمولاً على أكتاف قواعده في "أم درمان" العزيزة.. الوفية والأصيلة.
{ إذن .. هناك مشكلة ما.. كان ينبغي أن يتم استغلال المؤتمر العام للحركة الإسلامية - عبر (الممارسة) لا (التنظير) - في تلمُّس الحلول لها.


{ لقد دعونا كثيراً من هذا المنبر إلى ضرورة (الإصلاح) و(التجديد)، ولكن لا حياة لمن تنادي، فما زالت هناك (رغبة) عارمة ومتزايدة بدواخل البعض في (البقاء) لأطول فترة ممكنة، متشبثين بالمواقع، ملتصقين بالكراسي!!
{ لستُ من أنصار "غازي صلاح الدين"، بل إنني مؤمن ومقتنع تماماً بأن د. "غازي" ليس (إصلاحياً) ولا يحزنون، وأن أمثال الدكتور "عبد الله سيد أحمد" وبعض الشباب والطلاب تلفتوا يمنة ويسرى، وفي ظل حالة (التكلس) و(تكرار الوجوه) وغياب الكثيرين عن المشهد، لم يجدوا أمامهم أحداً غير "غازي" بشخصيته (الناقدة) باستمرار (في المجالس الخاصة) لكل شيء، وكل سلوك يصدر عن هذا التنظيم الحاكم!!


{ في رأيي، وحسب مراقبتي ومتابعتي وبمعرفتي التي أزعم أنها (عميقة) بأغلب رموز الحكم في السودان، أستطيع أن أزعم أن "غازي صلاح الدين" يحمل في داخله شخصية (ديكتاتور) أكبر بمراحل من ذلك الديكتاتور الذي يمكن أن يكون متشكلاً داخل الرئيس المشير "عمر البشير" الحاكم منذ أكثر من (23) عاماً.
{ أمّا الفريق "صلاح قوش" فهو (عرّاب) سياسة الانغلاق والكبت والشموليّة و(الرقابة) والاعتقالات التعسفيّة لأشهر متطاولة، فكيف يصبح بين ليلة وضحاها (عرّاب) الانفتاح والإصلاح والتغيير؟!!


{ "صلاح قوش" فشل في كل الملفات التي كلف بها، بل فشل في إدارة جهاز الأمن - نفسه - رغم أن بعض المتوهمين ما زالوا مقتنعين بأنه (أقوى) و(أذكى) ضابط مخابرات مرّ على تاريخ السودان!! وكيف يكون ذلك، و"خليل ابراهيم" يدخل أم درمان نهاراً جهاراً عند الثالثة بعد الظهر، وتقدل (تاتشاراته) في شارع العرضة وجوار (حوش الخليفة) بأم درمان، بعد أن قطعت أكثر من (ألف) كيلومتر قادمة من أقاصي غرب دارفور، متجاوزة حدودنا مع تشاد، ثم توغلت لتمكث في شمال كردفان.. وسيادة الفريق يسأل (عمدة) إحدى القبائل الرعوية عن مكان قوات "خليل" فيأتي صوت (العمدة) عبر الهاتف قوياً: (علي الطلاق.. الجماعة ديل عندكم في الخرطوم الساعة تلاتة!!) وفي هذاالتوقيت بالضبط كنت أعبر بسيارتي صينية الزعيم "الأزهري" بأم درمان باتجاه بحري، وكانت تهرول أمامي باتجاه كرري (دبابة) من المجنزرات تحاول اللحاق بمعركة (المواجهة) الغريبة والعجيبة في قلب العاصمة الوطنية "أم درمان"!! كيف تسنى لهم - كقيادات عسكرية وأمنية - أن يبقوا في مواقعهم ساعة واحدة بعد ذلك (اليوم) - العاشر من مايو عام 2008م - لست أدري!! ولا أحد يدري حتى الآن!!


{ وفشل "قوش" في ملف علاقات التعاون (بالمجان) مع أمريكا.. وقدم لها أكثر مما طلبت، وكان المقابل (صفراً) كبيراً.. وما زال (الصفر) يتضخم تجديداً (سنوياً) للعقوبات وتجميداً لاسم السودان في قائمة الإرهاب!!
{ وفشل "قوش" في ملف العلاقات مع "تشاد" و"ليبيا"، وضحكت علينا مخابرات "القذافي" كثيراً جداً.. وموّلت (كل) حركات التمرد (الدارفورية).. وكان "قوش" يعلم.. وكان "القذافي" يسخر من السودان والسودانيين!!
{ وضحك علينا قادة الجيش "التشادي" الذين دعموا قبل سنوات حركة (العدل والمساواة) بكل ما طلبته من سلاح وإمداد، وعندما واجه "قوش" الرئيس "دبي" بالمعلومات.. كان رد الرئيس: (أقنع "دوسة" القدّامك دا) !! و"دوسة" هو ابن عم الرئيس ووزير الدفاع، والرواية ليست من صنع خيالي بل حكاها الفريق "قوش" بنفسه في تنوير مشهود حضره جميع رؤساء تحرير الصحف السياسية بالقيادة العامة، ويومها هدّد "قوش" الصحفيين بكشف (عملاء) السفارات بين صفوفهم، ونادى على مسؤول الصحافة بالجهاز وقتها: (يا فلان الكشف وينو؟!)، ولم يكن هناك (كشف) ولا يحزنون.. كان هناك صحفيون يساريون تعاونوا مع (منظمات) غربية تحت ستار (دعم الديمقراطية)، ولم يكن بحوزته قائمة بعملاء سفارات ولا قنصليات.


{ كان "صلاح قوش" ينتهج سياسة الإرهاب والتخويف مع جميع القطاعات السياسية (المعارضة) و(الحاكمة) والإعلامية والمجتمعية، ولم يكن ضابطاً (مخابراتياً) عظيماً.. وإلاّ ما تعرضت البلاد لنكبات عديدة في عهده، وكانت آخر أخطائه في رئاسة اللجنة السياسية الأمنية المشتركة مع الحركة الشعبية قبيل انفصال (الجنوب)، وفيها وافق على ضم منطقة (14) ميل لقائمة المناطق المتنازع عليها مع الجنوب؟!
{ هؤلاء ليسوا (إصلاحيين)، ولا ينبغي أن يكونوا، لكنهم (ناقمون) وغاضبون، وفي رأيي أن أمر (الانقلاب) لم ينضج بعد في تفكيرهم وبرنامجهم.
{ كما أنها لا يمكن أن تكون محاولة (تخريبية)، لأن هؤلاء يعتبرون أنفسهم (أصحاب الجلد والرأس) في (الإنقاذ)، فماذا سيخربون؟! كباري؟ محطات الكهرباء والمياه؟ هذه صنائع تشبه حركات التمرد، ولا تشبه قيادات من قلب المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية.
{ التوصيف لم يكن موفقاً ولا دقيقاً.
{ ما الحل إذن؟!
{ كان الأقوم والأسلم، أن تترك (القيادة) إجراءات الشورى وعمليات الانتخاب في مؤتمر الحركة الإسلامية تجري دون أي (إشارات) أو (تدخلات).


{ وقد كان شرفاً وفخراً عظيماً للحركة الإسلامية أن تبدأ مؤتمرها العام بممارسة شفافة وديمقراطية مفتوحة في عملية انتخاب رئيس المؤتمر، التي فاز فيها اللواء دكتور "الطيب ابراهيم محمد خير"، خارج إطار كل التوقعات والحسابات.
{ رصدت الكاميرات الدكتور "نافع علي نافع" وهو يرفع يده عالياً مصوتاً للبروفيسور "عبد الرحيم علي" ضد "الطيب سيخة"، ليفوز دكتور "الطيب" ويسقط "البروف" مرشح القيادة!!
{ كان مشهداً عظيماً لممارسة الديمقراطية في السودان، وكان يمكن أن تسوّق له (الحركة الإسلامية) لسنوات.. فالمسؤول في الحزب بعد الرئيس، يصوت لأحدهم.. فيسقط!!
{ لكنهم - وكعادتهم - لا يصبرون على الديمقراطية وممارسة الشورى، فتوتروا وتهيجوا وشمّروا عن (سواعد المحاصرة) وقفلوا الطريق، وجاءوا بالشيخ "الزبير أحمد الحسن".. و"الزبير" ليس مجدداً، ولا مفكراً.. ولا زعيماً ..!! هو رجل (متدين تقليدي).. ومقبول للقيادة.. فقط!!


{ كان الأفضل سياسياً أن يخلوا بين (القواعد) والممارسة، فليأتوا بـ "غازي"، أو "محمد عبد الله جار النبي" أو "عبد الله سيد أحمد" أو "زيد" أو "عبيد"، ليس مهماً.. فماذا سيحدث لو جاء أحد هؤلاء أميناً عاماً..؟!
{ لن يحدث شيء.. أسوأ مما سيحدث بفعل (الاحتقان) الداخلي الماثل الآن.
{ يجب أن تقتنع كل (القيادة) بأنه ليس في العمر بقية.. وأن أمراض (السكر) و(الضغط) و(القلب) و(الشرايين) وغيرها قد هدّت أجساد معظم القيادات والوزراء والولاة، وأن (التغيير) هو سنة الحياة، فمن الأفضل أن يرتفعوا على (التكتيكات) المؤقتة والصغيرة، ويتجهوا ناحية (الانفتاح) أكثر وأكثر.. لأن (المحاولات) لن تتوقف إذا كانت (كل) الطرق (مسدودة) أمام (التغيير) السلس والناعم.
{ حفظ الله البلاد والعباد.

Post: #99
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 11-29-2012, 04:29 AM
Parent: #98

قيادات بالتنظيم الدولي للحركة الإسلامية تطالب الترابي بالتنحي

نشر بتاريخ الأربعاء, 28 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00
الخرطوم: صلاح مختار

علمت «الإنتباهة» أن التنظيم الدولي للحركة الإسلامية الذي زار السودان في الفترة الماضية مشاركًا في مؤتمر الحركة الإسلامية قد أبلغ الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. الترابي بالتنحي وترك الساحة، وأكدت المصادر أن أحدهم زار الترابي وأبلغه بترك العمل والتتنحي، في وقت أكملت فيه الحركة الإسلامية السودانية عملية التسليم والتسلم من الأمين السابق وكلف الأمين العام الجديد الزبير محمد الحسن الأمناء السابقين بالاستمرار في أداء مهامهم إلى حين تشكيل الأمانة الجديدة.


وفي ذات السياق نفى أمين التنظيم بالحركة الإسلامية مهندس حامد صديق علمه بحل مجلس شورى الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم وأقر بوجود لجنة للنظر في الطعن المقدَّم في انتخابات الشورى بولاية الخرطوم قُدِّم لرئيس اللجنة التحضيرية إبراهيم أحمد عمر.

إلى ذلك علمت «الإنتباهة» أن اجتماعًا عُقد أمس بشارع «53» بالخرطوم لقيادات لا علاقة لها بترتيبات الشورى ولا أمانة الحركة الإسلامية من بينهم عثمان الهادي ومعتصم عبد الرحيم، مع رؤساء الشورى وأمناء المحليات أبلغوهم خلال الاجتماع بتوجيهات صادرة عن جهات عُليا بالولاية لإعادة انتخاب عبد القادر محمد زين، ووصفت المصادر السلوك بغير الشرعي ودمغته بالفاسد، وقالت إنه التفاف على قرار إبعاد عبد القادر من الأمانة العامة.



-----------------

الحركة الإسلامية في طريق الإصلاح

الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الأربعاء, 28 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


كنت أعلم أن بروف إبراهيم أحمد عمر رئيس لجنة طعون مؤتمرات الحركة الإسلامية لن يخون الأمانة فهو رجل لا أظن أن أحداً من العالمين يشك في نزاهته ذلك أنه من (البدريين) الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدِّلوا حين بدَّل الناس ولم يتغيَّروا حين تغيَّر الناس ولم تُلهِهم الدنيا وزينتُها ولا أزكِّيه على الله.


أقول هذا بين يدي قرار لجنة الطعون التي نظرت في شكوى الأستاذ حسن عثمان رزق التي شكَّك فيها في نتائج الانتخابات التي أتت بالأخ عبد القادر محمد زين أميناً عاماً على الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم واتهم رزق شخصيات حكومية بالتدخل في عملية الاقتراع للحيلولة دون فوزه بمنصب الأمين العام!! ويُحمد للجنة الطعون أنها أبطلت انتخابات الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم وقرَّرت إعادة الانتخابات بما في ذلك انتخاب الأمين العام.


الخرطوم هي السودان ومن يحكم الخرطوم يشارك بفاعلية في حكم السودان جميعه وإذا كنا نريد دوراً جديداً للحركة الإسلامية نصحِّح به المسيرة ونستعدل البوصلة فما من منصب يلي منصب الأمين العام للحركة الإسلامية أكبر من منصب أمين الخرطوم التي إن صلُحت صلُح معظم السودان فالخرطوم هي الولاية الكبرى سكاناً وهي التي تحتضن الحكومة المركزية بما فيها رئيس بل رئاسة الجمهورية وهي وجه السودان وعاصمته وكفى، لذلك شعرتُ بألم وحُنق شديد حين تقدَّم الأخ عبد القادر رغم احترامي له لمنافسة أستاذه حسن رزق فالبون شاسع وكان الأولى بعبد القادر أن يُعمل مبدأ الإيثار في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان حتى ولو كان الأمر به خصاصة أما أن يتشبث بالمنصب وينافس من هو أولى منه بمراحل فهذا ما استهجنتُه ولا أجد تصديقاً للحديث الشريف (فتنافسوها كما تنافسوها) أكثر تعبيراً عن موقف عبد القادر في مواجهته شيخه حسن رزق!!


أقول هذا الآن لتذكير الأخ عبد القادر بأن يستدرك ما فاته بالأمس ويعلن الانسحاب هذه المرة فوالله العظيم إن الأمر يستحق منه هذه الخصلة التي تشبهه فذلك أجدى وأنفع خاصة في هذه الأيام التي تحتاج إلى رتق الفتق بعد الأحداث التي شهدتها الخرطوم مؤخراً بما في ذلك انتخاب الأمين العام وانعقاد المؤتمر العام ثم ما سُمِّي بالمحاولة الانقلابية.
ثمة أمر آخر وهو أن حسن رزق من تيار الإصلاح الذي كان يقوده د. غازي صلاح الدين فالأوفق أن يعمل الأخ الزبير أحمد الحسن على استرضاء ذلك التيار وإزالة الاحتقان من خلال الضغط على عبد القادر ليتنازل لحسن رزق فذلك مما يقوِّي وحدة الصف ويُعيد اللحمة إلى ما كانت عليه في تلك الأيام العطِرات قبل أن يضرب شيطان الخلاف جسد الحركة الإسلامية ويلبسها شيعاً ويذيق بعضها بأس بعض.


أخي الزبير.. أتابع خطواتكم في سبيل تنقية الأجواء وتوحيد أهل القبلة واسترضاء المغاضبين من تداعيات المؤتمر العام.. ليتك تلتفت إلى إزالة أي آثار سالبة لتداعيات (المحاولة الانقلابية) بإعمال فقه التعامل مع من شهد بدراً والذين غُفر لهم كل ما اقترفوا بعدها ثم عُِفي عن خطاياهم ولم يُعاقَبوا وهل كان ما ارتكبه حاطب إلا ما يمكن تسميته في عالم اليوم بالخيانة العظمى حيث وشى بخطة الرسول صلى الله عليه وسلم لقريش لكن أمره كُشف قبل أن يصل الخبر إلى غايته؟!
تذكَّر يا الزبير أن كثيراً ممن حملوا السلاح (عديل) في سودان العجائب كوفئوا بدخول القصر بل إن الهالك قرنق مُنح والأوباش من أتباعه من الهدايا والمزايا والمكافآت والمناصب ما لا نزال نتجرَّع سمه الزعاف وغيره كثيرون ولا يزال الحبل على الجرار فبربِّكم ألا يستحق من بذلوا وجاهدوا أن تُغفر خطاياهم؟! أليسوا بشراً يخطئون ويصيبون ويتوبون وهل ما وقع من خطأ يعدل قطرة من بحر صوابهم؟!
ليتك أخي الزبير تعرض منصب نائب الأمين العام على د. غازي صلاح الدين.. أعلم أنك زرته وأنك لا تمانع وسيُجرم في حق نفسه ومبادئه إن رفض.


ثم ليتك تزور الترابي في داره.. تخيَّل أثر صنيعك هذا إن أقدمت عليه.. ولماذا لا تُقدم؟! إنك الآن في مقام رفيع يجب أن يجعلك حراً في تصرفاتك فليس فوقك أحد في السودان إلا الله سبحانه وتعالى إذ لم تعد وزيراً أو عضو برلمان أو مرؤوساً لأحد في الحزب الحاكم بل أعلى كما أن الترابي لا يُقارَن بقرنق وبالرويبضة وبباقان وسلفا كير وغيرهم ممن كان وفد التفاوض الذي كنت جزءاً منه يضاحكهم ويتودَّد إليهم.. لقاؤك بالترابي يمكن أن يُزيل الكثير من نزغ الشيطان الذي يُشعل الحرب بين أهل القبلة ويمكن أن يُطفئ بعضاً من لهيب دارفور

Post: #100
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-04-2012, 05:51 AM
Parent: #99

متهماً المعارضة بـ(التخريبية ) ،
نافع يتمسح بالشريعة وكأنه فى بداية التسعينيات
December 3, 2012
(حريات)

اتهم نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الأحد أحزاب المعارضة بالتورط فيما يسمى بالمحاولة التخريبية ، قائلاً إنها دبرتها بمساعدة عدد من الإسلاميين الذين لديهم أطماع شخصية.

واضاف نافع في لقاء جماهيري بقرية الكريدة في ولاية النيل الأبيض”إنها تتلقى الأوامر من الغرب والعلمانيين وتناصر الحركات المسلحة لإسقاط النظام”.

وقال نافع بحسب ما اوردت الشروق ( ان الإنقاذ لن تحيد عن الشريعة أبداً لأنها برنامجها الأول وهي البرنامج الاقتصادي والسياسي والعلاقات الخارجية والعبودية المطلقة لله رب العالمين).

ونافع الغارق فى الفساد والمعزول فى اضابيره الامنية والحزبية يعتقد بان التمسح بالشريعة لازال يحافظ على قدرته على (نقاب ) الاستبداد والفساد ، كما اوائل عهد الانقاذ ، رغم انه لم يعد ذى قيمة حتى فى اوساط الاسلاميين انفسهم ، والذين لم يتوصلوا الى فساد النظام وحسب ، انما صاروا موقنين بعدم قدرته على الاصلاح .

وكمثال ، كتب الدكتور عبدالوهاب الافندى فى مقاله الاخير بالقدس العربى ( …ان ما يعلنه هؤلاء من مبادرات “إصلاحية” ما هو في الواقع إلا محاولات تخريبية حقيقية، تسعى إلى سرقة جلباب الإصلاح لتجنب المصير الأسوأ. وكان يمكن أن نشبه هذا الميل المفاجيء للإصلاح ومرونة المواقف بإيمان فرعون ساعة الغرق، سوى أن فرعون كان صادفاً في إيمانه بعد فوات الأوان، بينما مبادرات هؤلاء “الإصلاحية” ينقصها الصدق للأسف.

مهما يكن فإننا نعتقد أن الفئة الحاكمة قد استنفدت كل فرصها لتدارك أخطائها، وكان أخرها مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي كان يمكن لها فيه أن تعقد صفقة مع الإصلاحيين تطيل عمرها قليلاً، ولكنها اختارت المكر والغدر، وعاملت الحركة الإسلامية بأسوأ من معاملة مبارك وبن علي، لأنها قمعتها بالسطو والسرقة، وحولتها إلى غطاء للكذب والفساد، وهو مصير أسوأ من الحظر. ولعل سؤالاً يطرح نفسه حول دعاوى الإصلاح من قبل النظام عن هوية المسؤول عن الفساد والخلل الذي يحتاج إلى الإصلاح، وهل يمكن أن يكون المفسد هو نفسه المصلح، علماً بأن الله لا يصلح عمل المفسدين؟…) .


----------------

الايكونومست) ترجح عدم انتقال (سلس ) للسلطة لعلى عثمان
December 2, 2012
(حريات)
ذكرت (الايكونومست) أمس 1 ديسمبر ان المحاولة الإنقلابية 22 نوفمبر توضح ان النظام السوداني في حالة حرب مع نفسه .
وأوردت ان أكثر ما يدهش في المحاولة الإنقلابية انها لم تفاجئ أحداً ! حيث إنتشرت شائعات المؤامرات منذ إنفصال الجنوب .
وأضافت (الايكونومست) ان عمر البشير الذي حكم لـ(23) عاماً ممسكاً بتحالف العسكريين والإسلاميين والقوميين ورجال الأعمال ، بدأ يفقد سيطرته ، على خلفية إنفصال الجنوب ، وخسارة غالبية حقوق النفط ، وفقدان (95)% من إيرادات العملة الصعبة ، وبلوغ نسبة التضخم (45)% ، وخلاف آثار الأزمة الإقتصادية على المواطنين ، فقد أدت إلى فقدان عمر البشير بعضا من قدرته على تقديم الرشاوى السياسية والحفاظ على (نظام الوصاية) .
وأوردت (الايكونومست) أن مرض عمر البشير – إستأصل الأطباء سرطاناً محتملاً من حنجرة الرجل البالغ 68 عاماً – أشعل مرضه النزاع بين الورثة المحتملين.
وإستنتجت (الايكونومست) انه في ظل ضعف المعارضة ، فسواء تقاعد عمر البشير أو توفى أو تمت تنحيته ، فان البديل غالباً ما سيكون مرتدياً بزة عسكرية.
ومن جهة اخرى ، وفي صلة بوراثة عمر البشير ، أدان نائبه الأول علي عثمان محمد طه ، ولأول مرة ، في خطابه أمس بالرميلة ، ما سمي بالمحاولة الإنقلابية ، وقال (ان الذين خانوا البيعة لم يعد لهم مكان بيننا وسيعاملون بحزم وفقا للقانون).

ويشير تأخر تصريحات علي عثمان إلى إنتظاره نتائج التحقيقات وإذا ما كانت تشير اليه ام لا ، كما يشير من الجهة الاخرى إلى ما سبق وأشارت إليه (حريات) من رغبته في إسترضاء المجموعة النافذة حالياً من العسكريين الامنيين ، التي كثيراً ما قدم أوراق إعتماده لها بمثل هذه التصريحات ، على أمل إنتقال السلطة له بصورة (سلسة ).
وقال الصوارمي خالد سعد في برنامج (الواجهة) التلفزيوني ، بحسب ما أوردت (سونا) : (ن العمل الامني والاستخباري كان دقيقا وان ساعة الصفر كانت واضحة للاجهزة الاستخبارية وان القبض عليهم قبل بدء التنفيد كان إكراما لهم). وقال العقيد الصوارمي ان التحقيقات مع المعتقلين قادت إلى أسماء وشخصيات جديدة يتم التعامل معهم في ذات الاطار .

ورغم ان (الشخصيات الجديدة ) التى اشارت اليها تحقيقات (المحاولة الانقلابية ) لم تقد الى على عثمان اوغازى صلاح الدين ، كما رددت تسريبات سابقة ، الاان استنتاج (ايكونومست ) عن ان الوريث فى نظام ذى طبيعة عسكرية امنية لابد وان يكون عسكريا ، يظل صحيحا .
وسبق وأشار المحلل السياسى لـ (حريات) الى ان مايريده على عثمان من (انتقال سلس ) مستحيل ، فالنظام فى طور انحطاطه المتأخر آلت السلطة الفعلية فيه الى مجموعة ضيقة من العسكريين الامنيين (اسامة عبد الله ، بكرى حسن صالح ، عبد الرحيم محمد حسين ،طه عثمان – مدير مكتب البشير – ، عبد الله البشير – شقيقه – ونافع ) وهذه المجموعة لن تسلم على عثمان السلطة بصورة (سلسة) !
واضاف المحلل السياسى قائلا انه ماعادت القدرات ولا الشعارات سبيلا الى الترقى فى سلطة الانقاذ ، واذ تحولت الانقاذ الى (عش دبابير ) صارت المواصفة الرئيسية (الدبابير ) – الرتب العسكرية . وعلى عثمان اما ان يتحالف مع دبابير اخرى او يدخل الكلية الحربية من جديد ! وهذه عاقبة القصاص من حركة باعت نفسها للشيطان


----------------

كاميرا مراقبة كانت مزروعة فى منزل قوش
December 1, 2012
(مصطفى سري – الشرق الاوسط)

عبرت أسرة ومحامي رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله قوش عن قلقها لصحته، حيث تم نقله إلى مستشفى «الأمل» التابع لجهاز الأمن بعد تعرضه لأزمة قلبية أول من أمس، في وقت قامت فيه الأجهزة الأمنية بعملية تفتيش دقيقة استمرت من ليلة أول من أمس حتى صباح أمس.

وقال عبد العظيم عبد الله شقيق صلاح قوش لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوش تم نقله مساء الأربعاء إلى مستشفى (الأمل) التابع إلى جهاز الأمن، وإن زوجته وبناته استطعن مقابلته لأول مرة منذ اعتقاله قبل ثمانية أيام»، وأضاف أن الوضع الطبيعي أن يتم وضع قوش في مستشفى القلب، لأنه أصلا يعاني من مرض القلب ويتلقى علاجا مستمرا، وقال إن مستشفى جهاز الأمن يفتقر للخدمات المتعلقة بمرضى القلب، نافيا تعرضه إلى تعذيب، مرجحا أن يكون شقيقه قد أفرط في التدخين وحدثت له مضاعفات، وقال: «هو يدخن بصورة كبيرة ويستخدم أدوية قد تكون غير متوفرة له»، مشيرا إلى أن إحدى بنات قوش كانت مضربة عن الطعام طوال الأيام الثمانية التي قضاها في المعتقل، وعبر عن قلق أسرته من احتمال تدهور صحة قوش في ظروف اعتقاله.

ويعتبر قوش أحد أبرز المتهمين بتدبير محاولة انقلابية قالت السلطات السودانية إنها تخريبية وقامت بإحباطها، الخميس الماضي، إلى جانب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل (ود إبراهيم)، وقيادات أخرى من الجيش والأمن.

من جانبه، قال عمر حميدة طه مقرر هيئة الدفاع عن قوش لـ«الشرق الأوسط» إن هيئته قدمت مذكرة إلى جهاز الأمن تطلب إطلاق سراحه، أو تعقد معه لقاء بالحق القانوني والدستوري له، وأضاف أن السلطات الأمنية لم ترد على الطلب، وأن الهيئة قدمت طلب استعجال، وقال: «بالأمس تم تفتيش منزل قوش بطريقة دقيقة، وتم حمل أجهزة حاسوبه وكاميرا مراقبة كانت موجودة في المنزل إلى جانب وثائق وأوراق تخصه»، مشيرا إلى أن التفتيش استمر منذ الـ11، أول من أمس، وحتى الخامسة من صباح أمس، وقال إن أمر التفتيش صادر من نيابة أمن الدولة، وتابع: «هذه أول مرة نعرف الجهة التي تعتقل صلاح قوش ولم يتم فتح بلاغ ضده، وإنما تحرٍّ مبدئي، بحسب التصريح الذي حمله رئيس التفتيش، وهو برتبة لواء»، مشددا على أن هيئته ستواصل ملاحقة الأجهزة المختصة، وستتقدم بمذكرة الأحد المقبل إلى مفوضية حقوق الإنسان، وقال إن هناك خطوات أخرى سيتم الإعلان عنها في حينها، وأضاف أن قوش لم يتم القبض عليه متلبسا فوق ظهر دبابة، وأن القبض يناقض الدستور، وأنه مستهدف في شخصه.

وقال حميدة الذي يشغل مستشارا لأعمال قوش التجارية إن الاعتقال يخالف الدستور وحقوق الإنسان والشريعة الإسلامية، وأضاف: «لقد قدم صلاح قوش كثيرا لهذا النظام، وما يتم فعله ضده ينافي الأخلاق والدين»، وقال: «قوش سبق أن اعتقل شقيقه عبد العظيم، وهو ينتمي للحزب الشيوعي أكثر من مرة في بورتسودان، إيمانا منه بفكر النظام»، مشيرا إلى أن أي من زملائه في النظام لم يزوروا أسرة قوش، ما عدا القيادي في المؤتمر الوطني مندور المهدي، وأضاف: «رغم أن قوش كان يحرس هذه الحكومة ويدافع عنها»، وقال إن سكان منطقة مروي في شمال السودان التي يمثلها قوش في البرلمان ومن مختلف الأعراق والطوائف تقدموا بمذكرة إلى البشير تطالب بإطلاق سراحه.

وكانت السلطات الأمنية منعت هيئة الدفاع عن معتقلي المحاولة الانقلابية أمس من عقد مؤتمر صحافي، كما لم ترد السلطات على طلب الهيئة بالسماح لمندوبين عنها بزيارة المتهمين


---------------

فيما طالب ثلاثون من نوابه باطلاق سراح معتقلى الانقلاب المزعوم ، المؤتمر الوطنى يرفض
December 1, 2012
(حريات)

أعلن المؤتمر الوطني رفضه للمبادرات الداعية لإطلاق سراح المعتقلين فيما سمي بالمحاولة التخريبية.

وقال مسؤول الإعلام بالمؤتمر الوطني بدر الدين محمد إبراهيم (أي تدخل الآن غير وارد)، مشيراً إلى إمكانية إطلاق تلك المبادرات عقب إغلاق ملف التحقيق وتحديد حجم الإدانات.

وكانت مجموعة من ثلاثين عضوا بالمجلس الوطنى اعلنت عزمها الترتيب لعقد لقاء عاجل مع المشير عمر البشير لمناشدته بإصدار عفو عام عن المعتقلين .

وقال الناطق باسم المجموعة المبادرة، النائب احمد الطيب الفنقلو، إن المجموعة اجتمعت أمس بالمجلس ،وقررت (أن تلتقى بالرئيس البشير عبر الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة المحاولة التخريبية الاخيرة، استناداً على تاريخهم وعطائهم للبلاد ومراعاة للظروف التي تمر بها البلاد حاليا وللمحافظة على وحدتها ،… و سبق وان أعفى الرئيس عمن هم أشد منهم عداوة وضراوة للحكومة).

ومن جهة اخرى قطع ربيع عبد العاطي في تصريح لـ(آخر لحظة) بعدم وجود (أي اختراق أمريكي للحركة الإسلامية بالسودان، واصفاً أي أحاديث تدور في ذلك الاتجاه بأنها مجرد افتراضات تقودها بعض الجهات لشق الصف وتوسيع رقعة الخلاف الداخلي وضرب الحكومة).



-----------------

تراجع حظوظ علي عثمان .. قيادي إسلامي يرهن خلافة البشير بثقة الجيش
November 30, 2012
(أفريقيا اليوم -حريات)

كشف قيادي بارز في (الحركة الإسلامية السودانية ) جوهر الصراع حول خلافة البشير و تفضيل خيار ” شخصية تحظى بالدعم العسكري لمنصب رئيس البلاد، مما يبعد فرص علي عثمان محمد طه، وأكد القيادي الإسلامي المعروف عبد الرحيم علي ” أن اختيار الزبير أحمد حسن لأمانة الحركة تم باعتباره ( رجل غير صدامي حتى لا تتكر تجربة الصراع بين الترابي والبشير ، فيما استبعد علي حصول إية مصالحة بين المؤتمرين الوطني والشعبي نسبة لتصلب الترابي في مواقفه .

ورغم محاولته التهرب من المواجهة، والأجوبة الصريحة إلا أن رئيس مجلس الشوري الأسبق للحركة الإسلامية والقيادي المعروف عبد الرحيم علي في حوار أجراه معه موقع ” أفريقيا اليوم ” كشف جوهر الصراع داخل “الحركة الإسلامية” و” المؤتمر الوطني ” وأكد أن اختيار الزبير أحمد حسن لمنصب الأمين العام جاء لأنه رجل غير مصادم، وقال (بعض الناس يروا أن الأمين العام يجب أن يكون خصما للحكومة، إذا فعلنا هذا نعود إلى سيناريو الدكتور الترابي وتحدث المفاصلة بتدخل الأمين العام ومعه عدد من الاسلاميين ليقولوا هذا موقفنا) .

وأضاف ( .أعتقد أن التأثيير على الحكومة ممكن وواجب، ولكن مواجهة الحكومة في خصومة مفتوحة ستؤدي إلى نتيجة الانقسام، لو كان هناك شخص يستطيع تغيير الرئيس فكان الترابي فهو المؤسس للحركة وليس مجرد قيادي بها، وهو لم يستطع هذا، وأي اتجاه لاقامة نزاع سيكون مخطئ، ولكني مع ذلك أؤيد الإصلاح داخل الدولة والحركة، وأعتقد أنها ممكنة وأنها مع مرور الزمن ستكون، والزبير رجل قوي ولكنه لم يحضر بنية الصدام وأظن أن هذا هو التوجه السليم)، وحول من يقود الدولة، أو خليفة البشير قال علي ( إن الذي يقود الدولة يجب أن يكون له تأييد وثقة من الجيش ولكني أفضل قيادة مدنية ولكن بشرطأن تحظى بثقة الجيش، بدون ذلك ستجد القيادة الجديدة نفسها محاطة بصراع داخلي وخارجي، وستكون تحت ضغوط هائلة)، وفسر مراقبون ذلك بأنه تمهيد لإبعاد علي عثمان محمد طه من خلافة البشير، والتمهيد لخلافته من داخل الجيش ، وسوف ينحصر الأمر بين عدد من الشخصيات أبرزها بكري حسن صالح، عبد الرحيم محمد حسين، عبد الله حسن البشير ” شقيق البشير” ، كما وردت أسماء ذات صلة بالعمل الأمني مثل نافع علي نافع، وأسامة عبد الله وهو ” عديل البشير أيضا”.!!.

يذكر أن علي الذي أدعى عدم التصويت كان من المؤيدين لإبعاد غازي صلاح الدين من منصب الأمين العام اعتقاداً في وقوف عدد من شباب (الحركة الإسلامية )خلفه، وهو ما لا يتوفر في شخصية الزبير أحمد حسن، وهو شخص ضعيف ومنقاد، وهو ما يؤكده عبد الرحيم علي ” بدبلوماسية ” بوصفه ” غير مصادم”، واستبعد علي ، وهو كان يقود مبادرة لرأب الصدع بين الترابي والبشير خلال المفاصلة بين “المؤتمرين الوطني والشعبي “ امكانية تحقيق مصالحة وقال ( هناك أصدقاء مقربيين للترابي مثل الشيخ الغنوشي ولو أنهم وجدوا أي بصيص أمل في هذا الإتجاه ما تردد للتدخل في إزالة الخلاف، وأظن الترابي أخبرهم بأنه لا يريد).



-------------------

الأهرام العربي : المخابرات الامريكية عقدت ورشة سرية للإعداد لهذا الانقلاب منذ نوفمبر الماضي
November 30, 2012
(الاهرام)

تنشر مجلة “الأهرام العربي” في عددها الجديد الصادر السبت، في تقرير موسع لها من مراسلها بالخرطوم، أن رجال الـ”سى آى إيه” الأمريكيين وضعوا سيناريو نهاية

حسن البشير فى حكم السودان من الداخل، بعدما فشلت كل محاولات المعارضة والأحزاب التقليدية الكبرى فى إزاحة حكم حزب المؤتمر عن السودان.

وذكر التقرير أن القرار كان تجنيد ثلاثة من كبار ضباط المخابرات والأمن والجيش ينتمون إلى حزب المؤتمر الحاكم، ومقربين من الرئيس، فأحدهم كان رئيس جهاز المخابرات الوطنى، والثانى كان الحارس الظل الأمين للبشير، والثالث جزءاً لا يتجزءاً من إصلاحيى حزب المؤتمر،

ووضعت ساعة الصفر الخميس 22 نوفمبر الجارى، وقبل التنفيذ بساعات ألقت السلطات الأمنية فى الخرطوم القبض على الثلاثى الكبير فى ضربة استباقية، وأعلنت أنها أحبطت محاولة تخريبية فى البلاد، ولم تفضل الإعلان عنها بوصفها أكبر انقلاب يواجه الرئيس البشير حتى قبل انقلاب د. حسن الترابى عراب جبهة الإنقاذ والأب الروحى للبشير قبل الافتراق الكبير ووضع الترابى فى السجن فترات طويلة.

“الأهرام العربى” حصلت على الأسرار والخفايا التى كانت ستغير وجه السودان والقرن الإفريقى للأبد، فبعد إعلان د. أحمد بلال، وزير الإعلام السودانى، والمتحدث الرسمى باسم الحكومة السودانية عن أسماء زعماء الانقلاب فى مؤتمر صحفى عالمى حتى راجت الشائعات حول الصراع على السلطة فى السودان، ودور الولايات المتحدة فى الانقلاب من داخل حزب المؤتمر على جماعة البشير.

وزير الإعلام أوضح أن المعتقلين هم الفريق صلاح عبد الله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى السابق، واللواء عادل الطيب، والعميد ود. إبراهيم، والأخير كان ظل البشير كحارس شخصى حتى غرف النوم، المفاجأة أن وزير الإعلام ألمح إلى دور خارجى فى العملية، وأنها كانت عملية مرصودة من قبل أجهزة الأمن منذ فترة طويلة، وحصلت “الأهرام العربى” على معلومات دقيقة عن دور المخابرات الأمريكية فى صناعة الانقلاب منذ عام 2007 ، وعلاقتها بصلاح قوش، رجل الأعمال الحالى،

والقائد الذى ينتظر وراثة البشير فى حكم السودان من داخل حزب المؤتمر، وهى معلومات أكدها الصادق المهدى، زعيم حزب الأمة، ود. حسن الترابى، الرمز السودانى الكبير، والخبير السياسى محمد أبو يوسف، وأخيرًا تصريحات جينداى فرايزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية، التى اعتبرت أن قوش رجل أمريكا الذى درب كل رجال المخابرات السودانية فى العاصمة واشنطن فى دورات مكافحة الإرهاب، واللافت للنظر أن واشنطن عقدت ورشة سرية فى أحد مراكزها للإعداد لهذا الانقلاب منذ نوفمبر العام الماضى

Post: #101
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-04-2012, 07:38 AM
Parent: #100

علي عثمان طه : ضابط علاقات عامة في حملة نافع للرئاسة


صديق محمد عثمان:
02/12/2012


مرة أخرى انبرى السيد علي عثمان محمد طه خطيبا خارج سياق التسلسل الطبيعي والمنطقي للأحداث، قبل أقل من أسبوعين وقف السيد علي عثمان هتيفا أمام مؤتمر الكيان الخاص بالخرطوم، متوعدا بنظام عالمي جديد وبنهاية هيمنة مجلس الامن والدول العظمي، يومها تذكرت نكتة السيد الصادق المهدي في مؤتمر الإسلام وعلوم المنهجية الذي إنعقد في ثمامنينات القرن الماضي بالخرطوم، ففي الجلسة التي قدم فيها السيد الصادق المهدي ورقة وكان يرأسها الدكتور محمد عابد الجابري، ظل أحد منسوبي التيار الإسلامي يقاطع خطاب السيد الصادق المهدي بالهتاف : ( شريعة .. شريعة .. ولا نموت، الإسلام قبل القوت)، فلم يجد السيد الصادق بدا من الإلتفات إلى رئيس الجلسة مخاطبا: (هذا بعض ما نعاني سيدي الرئيس).



الأسبوع الماضي أعلنت الأجهزة الامنية في الخرطوم الكشف عن محاولة تخريبية كان يعد لها مجموعة من الضباط الإسلاميين بالتنسيق مع مدير المخابرات السابق الفريق صلاح عبدالله (قوش)، وسرعان ما تداولت الخرطوم شائعات عن تفاصيل المؤامرة التخريبية، وتسريبات عن قوائم الأسماء التي سيطالها الإعتقال. مجالس الخرطوم التي لا تعرف الأسرار تناقلت أن الأجهزة الامنية قدمت للمتهم صلاح قوش أوراقا لصفقات تجارية بمبالغ تبلغ مئات الملايين من الدولارات تمت بينه وبين وزير مقرب جدا من السيد علي عثمان، وقالت أخبار المجالس أن السيناريو الذي تتبعه الاجهزة الامنية، يقول بأن الوزير المعني هو صلة الوصل بين قوش ومجموعة الضابط الإسلاميين الذين كانت تربطهم به صلات حزبية قديمة، وأن فوائد الصفقات المذكورة كانت ستذهب لتمويل التحرك العسكري، المجالس أيضا تناقلت أن الوزير المعني أوحى إلى أحد أفراد أسرته بضرورة ترتيب أمور أسرية وأخرى مكتبية تحسبا لأي طارئ.


أما أقوى الشائعات التي انطلقت فكانت تستهدف السيد على عثمان طه نفسه تارة بالإعتقال وتارة بالإستدعاء للتحقيق، وقد سألني أحد الاخوان بشأن مغزى شائعة إعتقال السيد علي عثمان طه، والجهة التي أطلقتها؟ فأشرت إلى أن المغزى يعتمد على الجهة التي أطلقت الشائعة نفسها، فالإحتمال الأول والطبيعي أن الامن هو من أطلق الشائعة بغرض التمهيد وإستقراء رد الفعل داخل أروقة النظام ولدى الرأي العام، ولكن ثمة إحتمال أنه ومع تسرب المعلومات الأولية بشأن سيناريو جماعة الامن، أحس السيد علي عثمان بان خير وسيلة لحماية نفسه هي بإطلاق الشائعة التي ستخدم هدف إحداث إرتباك لدى عناصر الامن التي ستفاجأ بإنكشاف تفاصيل السيناريو الذي رسمته للأحداث، وما يعتضد هذا الإحتمال هو إنخراط علي عثمان المفاجئ في تأييد خطة العناصر الامنية التي أطلقت الرصاص على قدمي النظام فاردته جاثيا على ركبتيه ثم شرعت تعبئ سلاحها تمهيدا لإطلاق رصاصة الرحمة بين عينيه.


فظهور علي عثمان المفاجئ بمظهر أقوى المؤيدين وحماسته وهو القانون في إدانة المتهمين من خلال حديثه عن الخيانة للعهد وللشهداء، إنما هو إمعان من السيد علي عثمان في محاولة تغييب الأثر على جماعة الامن وقطع الطريق عليهم من المضي قدما في خطتهم التي تستهدف الوصول إليه شخصيا.
ولكن ما هي خطة الامن من سيناريو الإنقلاب المزعوم والتي جعلت المحامي علي عثمان يخرج عن سياق خلفيته القانونية ويرتدي قميص ذي "كولا" بيضاء وربطة عنق مطبوع عليها صورة مرشح الامن للرئاسة وتحتها شعار الحملة الإنتخابية، ( الفايت الحد بنساويهو)، والذي هو ترجمة سودانية بتصرف لخطبة الحجاج بن يوسف الثقفي المشهورة ( إني أرى روؤسا قد اينعت وحان قطافها وإني لصاحبها)، وبذلك يعلن عن نفسه ضابطا للعلاقات العامة في حملة الدكتور نافع علي نافع لخلافة البشير؟.
لم يخفي الدكتور نافع علي نافع منذ أول يوم تولى فيه قيادة جهاز الامن والمخابرات قناعته بان الامن هو الجهة التي ينبغي أن يناط بها حكم السودان، وكان يستدل بأن وكالة الإستخبارات المركزية الامريكية هي التي تحكم أمريكا، وأن أي شخص لا ترضى عنه تلك الوكالة لن يدخل البيض الأبيض مهما صوت له المصوتون، وقد عمل نافع بجد ومثابرة من أجل إنفاذ قناعته هذه، فكان أول ما فعله هو الهجمة الشرسة على أجهزة الامن والمعلومات الخاصة بالحركة الإسلامية من خلال إفارغها من الكوادر المؤهلة، ثم من خلال ضربها ضربات قاضية تطور بعضها لمواجهة بالسلاح في ليالي الخرطوم والإنقاذ يومها لم تتعد السنة الثالثة من عمرها.


أفكار الدكتور نافع وجدت طريقها إلى عقول عدد من كبار ضباط الامن الذين طالهم سيف التطهير خلال التعديلات الطارئة التي جرت على جهاز الامن بعد محاولة إغتيال الرئيس المصري السابق في أديس ابا في العام 1995وخروج الدكتور نافع وعدد من هولاء الضباط بما فيهم صلاح قوش نفسه من قيادة الجهاز إلى مواقع أخرى، فنافع يدعي أن محاولة الإغتيال برمتها لم تتم بمبادرة من الجهاز، وإنما تمت بتكليف من السيد علي عثمان، ولكن هذا الأخير لم ينبري للدفاع عنهم حين إنكشاف ظهرهم، بل صعد نجمه الشخصي وافلت نجومهم، لذلك فقد جعل نافع شغله الشاغل التقليل من شأن علي عثمان والعمل الدوؤب على السيطرة على مفاصل الحزب والسلطة وهو مطمئن إلى سيطرته على جهاز الامن حتى بعد خروجه من هناك.
نافع لم ينتبه إلى أن عودة قوش إلى جهاز الامن وتوحيده للامن الداخلي والخارجي تحت امرته لم تكن ضمن خطته، وانما جاءت نتيجة لمثابرة حثيثة لصلاح قوش الذي إكتشف هو الآخر أن عليه تأمين موقعه في قيادة الامن وألا يكتفي بأن يكون رجل العمليات والمهام القذرة، غير أن نافع ومجموعته داخل الامن إستطاعوا توجيه ضربة خاطفة لقوش الذي أعماه الغرور المهني عن رؤية مواطن الخلل في عرش إمبراطوريته التي تضخمت كما تضخمت ذاته وتورمت حتى حجبت عنه الرؤية.



بخروج قوش من الامن دانت السيطرة للموالين للدكتور نافع الذين ظل يستخدمهم في ضبط وتسيير ايقاع الحزب الذي امسك بتلابيبه، ومن هناك صعد عدد من منسوبي الامن إلى الوزارة قفزا بالزانة فوق روؤس الكوادر المدنية للحزب، وهكذا بينما ظل الرئيس البشير يقطع الوعود لشباب الحزب المتململ والمنتظر لفرصته في تسنم قيادة السلطة، خاصة بعد خروج جماعة المؤتمر الشعبي وتوفر الفرص لإحلال عناصر جديدة وتصعيد قيادات طلابية وشبابية من داخل الحزب، ولكن نافع كان شديد المراس وواضح في إصراره على إمضاء إرادته هو، فحتى التعديل الوزاري المحدود الذي صعد عدد من شباب وشابات الحزب إلى دست الوزارات كان لنافع نصيب الأسد فيه من خلال تصعيد وافدين تجاوزا لمجموعات الشباب والطلاب، وما أن دانت السيطرة التامة لنافع على مقاليد الامور ذهب هولاء الوافدين من مناصبهم، وتم أبدالهم بعناصر مباشرة من حوش الامن، فذهب حاج ماجد سوار، وعفاف احمد عبدالرحمن وسناء حمد، وصعد محمد مختار حسن حسين وتدرج كمال عبداللطيف درجات، وقفز فيصل حماد متجاوزا رقاب العديدين من الذين كانوا يشرئبون إلى المنصب الوزاري.



ظل نافع مطمئن إلى أن خطته تسير وفقا لأجالها المضروبة وفي ظل وجود الرئيس البشير الذي لا يجتهد في قراءة التفاصيل ولا مراجعة أهداف الخطط ومراحلها، بإختصار رئيس صوري، خاصة في ظل وضعه المنعزل تماما خارجيا ومحاذرة علي عثمان من غضب الرئيس وإحجامه عن التحرك في هذه المساحة الواسعة من الفراغ المريع الذي أحدثه قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة البشير.
غير أنه ومنذ يوليو العام 2011 حدث تطورين مهمين كان لهما أثر كبير في إرباك خطط الدكتور نافع، الأول هو تحالف الأضطداد داخل المؤتمر الوطني ضده، ففي إطار ترتيبات تمهيد الطريق لإكتمال دولة الامن الموعودة، تفتقت عقلية الجماعة الامنية بقيادة الدكتور نافع عن ضرورة التعجيل بمعالجة الأوضاع الملتهبة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وهكذا أقدم نافع على خطوة مفاجئة بتوقيعه اتفاقا مع الحركة الشعبية قطاع الشمال في أديس أبابا، وتقول المصادر أن نافع قبيل ذهابه إلى أديس أبابا أطلع الرئيس البشير على خطوته واقنعه بجدواها، ولكن الذي لم يحسب نافع حسابه هو أن ينضم عبدالرحيم محمد حسين إلى مجموعة علي عثمان في إجتماع المكتب القيادي الذي ناقش الإتفاق ورفضه بالأغلبية، حينها أدرك الدكتور نافع هشاشة موقفه وأن جيوب المقاومة لخطته لا تزال تمتلك أسنانا يمكنها أن تسبب له الأذى.



أما التطور الثاني فهو مرض الرئيس البشير وإستغلال جماعة علي عثمان الحدث لإفشاء الحديث عن خلافة الرئيس، فحسب ترتيب الأوضاع الحالي ووفقا للدستور فانه في حال ذهاب البشير فينبغي أن يتولى رئيس المجلس الوطني إدارة البلاد إلى حين إنتخاب رئيس جديد في غضون ستين يوما، ومعلوم أن فرص السيد علي عثمان في نيل ثقة المؤتمر الوطني للترشح لا تزال أقوى من حظوظ الدكتور نافع.
لكل ما تقدم فقد كان لزاما على الدكتور نافع وجماعته دفع عجلة خطتهم إلى مرحلة متقدمة، وإرباك تكتيكات الخصم المتمثل في جماعة السيد علي عثمان، ووفقا لقراءة نافع فان علي عثمان سيعتمد على زخم تأثيره في أوساط بقايا الحركة الإسلامية داخل النظام، وهذا يفسر الهدف من خطبته العصماء في مؤتمر الكيان الخاص الأخير، فالرجل انتهت فرصته لتولي منصب الامين العام الرمزي، وكان من الطبيعي ألا يعلو صوته فوق صوت الامين العام الجديد المنتخب، ولكن علي عثمان قصد بخطبته الهتافية تلك الإشارة إلى أنه ربما يكون قد تنازل عن المنصب الرمزي، ولكنه لم يتنازل عن أدواته في التأثير والقيادة وإستثارة العاطفة، بإختصار أراد القول بانه هو الزعيم وأن منصب الامين العام لم يكن يضيف اليه شيئا وأن ذهابه عنه لن ينقصه من حقه الطبيعي شئ.



من جهة ثانية فان تقارير مجموعة نافع تشير إلى أنه ومنذ عودة الدكتور عوض الجاز إلى وزارة الطاقة، وعلى الرغم من الخروج المهين لصلاح قوش من مستشارية الامن، إلا أن الدكتور عوض الجاز سهل حصول صلاح قوش لتعاقدات ضخمة لمد وزارة الطاقة بالمواد البترولية، وأن صلاح قوش إستخدم أموالا خارجية لتمويل الصفقات، ولضخامة المبالغ فقد رجحت مصادر الامن أن الاموال ليست لصلاح قوش وحده بل تعتقد جماعة الامن أن الدكتور عوض الجاز والسيد علي عثمان سمحا للسيد صلاح قوش باستخدام أموالهما المودعة خارج البلاد مع أمواله هو لتمويل الصفقات والحصول على أرباح بغرض تقوية موقفه المالي وتمكينه من التحرك المضاد ضد جماعة الامن التي تآمرت عليه وأخرجته من مناصبه الرسمية.
بقى لجماعة الدكتور نافع جبهة تكاد تكون مغلقة ومبهمة عليهم ليس لهم فيها أي تأثير ولا يملكون لها مفاتيح تمكنهم من النفاذ إليها، ألا وهي جبهة الجيش، فعلى الرغم مما أصاب الجيش من خراب كبير من خلال الحروب المتطاولة وإنفصال الجنوب وفقدان الجيش لأعداد كبيره من جنوده وضباطه، وتطورات حرب دارفور التي أودت هي الأخرى باعداد كبيرة من الجنود والضباط الذين تمت إحالتهم للمعاش بسبب الشك في ولائهم لعقيدة الحرب المعلنة على أهاليهم، وعلى الرغم من فقدان الجيش لمؤسساته الإقتصادية وإعتاماده بالكامل على ميزانية الدولة، فعلي الرغم من ذلك يبقى الجيش قوة بشرية منظمة يسهل تحريكها وتعبيئتها إذا تقدمتها القيادات المؤثرة.



لكل ما تقدم فقد بات واضحا لجماعة الامن أنها بحاجة إلى دفع خططها مراحل متقدمة بحيث تقفل الطريق على خيارات جماعة السيد علي عثمان في ظروف ذهاب الرئيس البشير الوشيك، وهكذا جمعت هذه الجماعة أوراقا كثيرة مبعثرة تجمعت لديها وأدلة تحصلت عليها خلال عملها الدؤوب ضد المعسكر الآخر، أما ضباط الجيش فلم يكن عسيرا الإيقاع بهم من خلال وثائق فطيرة لا ترقى إلى درجة الشك دع عنك الإدانة، فبعض الأوراق المقدمة كأدلة ضد بعض هولاء الضباط تذاكر سفر للعلاج دفعت من خارج ميزانية القوات المسلحة، ومكالمات هاتفية بين بعضهم وبين شخصيات معروفة بانتقادها للأوضاع، وشباب من المجاهدين السابقين.
وقد كاد سيناريو جماعة الدكتور نافع أن يتهاوى خاصة في غياب ناطق رسمي باسم السيناريو ملم بتفاصيله ومتحمس للدفاع عنه امام وسائل الإعلام، فمنذ اليوم الأول ظهر التضارب جليا في تصريحات المسؤلين الرسمين الذي إختارت المجموعة الإعلان عن السيناريو من خلالهم، فوزير الإعلام الذي أعلن نبأ المحاولة الإنقلابية في مؤتمر صحفي، لم يستطع تحديد أكثر من ثلاثة أسماء من المتهمين، أما مستشار الوزير نفسه فقد قطع باعتقال اللواء كمال عبدالمعروف ضمن المعتقلين، هذا بينما تحدث الدكتور قطبي المهدي عن أن الأمر لا يعدو أن يكون أحاديث ومكالمات بين الأشخاص ولم يتطور إلى أفعال.



لقد حرص السيد علي عثمان على إحاطة نفسه بهالة من الغموض والسرية، وقد كان يسره أن يعرف عنه انه شديد المراس في طلب الثأر ممن يسئ إليه مهما تطاول الزمان، هذه المواصفات المستحقة والتي نالها السيد علي عثمان بالسعي الدوؤب إليها، ستجعل من الصعب على جماعة الامن الركون لمسحة الحماس التي رسمها على وجهه وهو يتقدم صفوف المدافعين عن سيناريو المحاولة الإنقلابية المزعومة، خاصة وأن السيد علي عثمان مضى شوطا أبعد مما هو متوقع أو مطلوب ( ملكي أكثر من الملك) أو زود العيار، لذلك فالراجح أن طلبه لملء وظيفة ضابط علاقات عامة لحملة الرئيس نافع علي نافع سيتم رفضه، على كلٍ مرحبا بالسيد علي عثمان في صفوف معارضة سلطة الامن وبيوت الأشباح، هذا طبعا بعد أن يقضي -ولأول مرة في تاريخه السياسي المتطاول- بضعة أشهر بجوار الأخ المصابر يوسف محمد صالح لبس الذي لبث في سجن كوبر بضع سنين.

Post: #102
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-04-2012, 09:37 AM
Parent: #101

المؤتمر الثامن للحركة الاسللامية : تحرير الخلاف
December 2, 2012

غازي صلاح الدين العتباني

انتهى المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية وقد أوسعه المراقبون بالتغطية والشرح والتحليل، بينما توقفت عن أن أقول فيه أي قول، توقياً لما قد تحدثه أية كلمة لا توضع موضعها الصحيح أو تفهم بدلالتها المرجوة من إرباك لرأي عام هو أصلا مرتبك بسبب حوادث متعاقبة ألمت بالساحة العامة، فكما قال أبوبكر رضي الله عنه “البلاء موكل بالمنطق”. لكنني أيضاً خشيت أن تندرس العبر التي تفتقت من انعقاد المؤتمر وتفوتنا حكمتها في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لاستخراج العبر من كسبنا وأعمالنا، فرأيت أن أدنى ما أفعله هو تحرير الخلاف من وجهة نظري، متحرياً في مسعاي العدل للآخرين ولنفسي. وأدعو الله أن يهديني لأحسن القول والعمل وأن يكتب لعملي وقولي حسن العاقبة.


الدرس الأول الذي تعلمناه في الحركة الإسلامية كان في التوحيد. أن الله واحد لا شريك له، وأنه لا ضار ولا نافع، ولا معطي ولا مانع، ولا واهب ولا ممسك إلا هو. لا رب يرزق ولا إله يُعبد وتخضع له المخلوقات إلا هو – سبحانه. وقد استفدنا من ذلك الدرس ألا نعبد الأغيار الزائلين، وألا نهاب الرجال، وأن نقول آراءنا بضمير حر وبأعين لاتطرف.
كم أطربتنا كلمات ربعي بن عامر التحريرية أمام رستم قائد الفرس: “لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.”
وقد أعجبنا أن نجادل أهل الملل بالآية: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر.” ونتحداهم أن يبرزوا لنا نصاً مثيلاً يكرّم الإنسان ويعلي شأنه ويحفظ حرماته.


كنا نشدد على حرية ضمير الفرد كما ضمنها رب العباد الذي ترك لبني آدم أن يختاروا بين الكفر والإيمان “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وجعل حسابهم على الله يوم يلقونه. ما كنا نرى أجمع ولا أمنع من هذه الآية في تأسيس مبدأ الحرية على قاعدة متينة.
وقد باهينا خصومنا بأقوى نصّ في إثبات العدل منهجاً للحكم: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.” أي العدل للناس جميعا، لا للمسلمين وحدهم، فضلاً عن أن يكون عدلا تختص به جماعة أو قبيلة أو بطانة خاصة.
لقد آمنّا أن أقوى ما في الإسلام هي طاقاته التحريرية؛ دين يحرر الفرد من هواه وشهواته، وعبوديته للمادة ولمتاع الأرض، وغريزة العدوان. ودين يحرر الجماعات والأمم من الذل والظلم والحيف والفساد. وأشد ما جذب الناس إلى دعوة الحركة الإسلامية هو تبنيها لتلك المفاهيم في سياق معاصر، فالناس يرغبون في أن يتدينوا وأن يعيشوا عصرهم دون تناقض.
كانت تلك –وما تزال- صفوة المفاهيم والمثل التي حركت الشباب والشيوخ إلى أن يضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل دعوتهم إلى الله من خلال مسيرة الحركة الإسلامية في الأعوام الستين الماضية. والتداعي إلى إحياء تلك المثل العظيمة شكل خلفية المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية: إيمان قوي بالمثال، وإحساس مسيطر باستدراك ما أفلت من وعد، وأمل غلاب بأن يكون المؤتمر انطلاقة لصحوة جديدة.


غلب على المؤتمر جدل قانوني تركز في مادتين من الدستور. كان جدلاً يمثل في حقيقته اختلافاً بين منهجين في النظر إلى دور الحركة الإسلامية. المنهج الأول كان يرى أن المؤتمر الوطني يغني عن الحركة، وأن قيام الحركة سيخلق إزدواجية مربكة، وأن المرجعيتين (الحركة والمؤتمر) ستتشاكسان وسينعكس تشاكسهما على الدولة. واستشهد أصحاب هذا الرأي بحالات موثقة –خاصة في الولايات- استخدم فيها منسوبو الحركة مواقعهم للمنافسة والمناقرة مع أجهزة المؤتمر الوطني وحكومات الولايات. كان بعض أصحاب هذا الرأي يؤصلونه في نظرية “وحدة القيادة” التي التمسوا لها أصلاً شرعياً. وقد عبر ذلك الرأي عن نفسه في وقت من الأوقات عبر مطالبته بتذويب الحركة في الحزب والحكومة تذويباً كاملاً.


أصحاب المنهج الآخر رأوا أن وجود الحركة حق أصيل ومؤسس في عقد إنشاء الجماعة، وأنه لا يحق لأي فرد أو ثلة أن يخرقوا ذلك العقد بإجراء مفرد من ناحيتهم. كانوا يتفقون مع أصحاب الرأي الأول في ضرورة ألا تتشاكس المرجعيات وألا يتخذ العمل من داخل الحركة وسيلة لمكاسب دنيوية تحصل من خلال التنازع مع السلطة. رأى أصحاب هذا المنهج أن الحركة ليست حزباً سياسيا وإنما هي حاضنة ومثابة يأوي إليها أبناؤها ليجددوا فكرهم وإيمانهم وليجدوا فيها القدوة الحسنة ويجدوا لديها القوة الأخلاقية التي تذكرهم بالمثل والقيم التي اجتمعوا عليها. آمن أصحاب هذا المنهج أن بعض أدواء السياسة والمجتمع، مثل استشراء القبلية والجهوية، لا يداوي منها إلا الانتماء إلى فكر تسنده قوة الوحي. جادل أصحاب هذا الرأي بأن بقاء الحركة هو الضامن من انحراف السلطة التي تواليها عن نموذجها الأخلاقي.


احتج أصحاب هذا الرأي بأنه لكي تتأهل الحركة لأداء أدوارها ينبغي أن تستقل عن الحكومة وتأثيراتها المختلفة بوسائل السلطة المتعددة وعبر التمويل وما يحمله معه من سلطة أمر وزجر، وقبض وبسط. الاستقلال من السلطة وليس العداء لها، كما فهم بعض الناس. الاستقلال الذي يجعل الحركة تحدد هي وحدها أجندتها وأولوياتها وهمومها ووسائلها في العمل. الاستقلال الذي يحميها من أن تصبح امتدادا للسلطة تنشط في مواسم التنويرات للعضوية عند الملمات وتهمل وظائفها بقية العام. الاستقلال الوظيفي والمالي الذي يحمي الحركة من أن تغريها الأموال العامة فتمد يدها إلى ما لا تستحقه بقانون أو دستور. الاستقلال والقوة اللذان يؤهلان الحركة لأن تحمل مشروعاً، وتفصح عن رؤية، وتقدم إجابات لمشكلات عصرها، وتطلق مبادرات تتصدى للتحديات التي يواجهها مجتمعها. بعبارة أخرى الاستقلال الذي يعينها على أن تؤدي رسالتها بأن تصبح مرجعية أخلاقية نموذجية تعبر عن قيم الإسلام في الحكم والحياة العامة. وبالجهة الأخرى –وهذا مهم للغاية- الاستقلال الذي يحمي الدولة وأجهزتها القومية الخادمة لمصالح المواطنين جميعاً من أن تعدها الحركة محض امتداد تنظيمي لها.


هذه الرؤية، رؤية الإسلام الباسط للعدل، المحرر للإنسان، وحركته الحرة المستقلة التي لا تتبع للدولة ،لكنها أيضاً لا تشاكسها أو تعاديها ما انضبطت بضوابط الإسلام، هي التي ملكت قلوب المشاركين في المؤتمر وأيقظت وعيهم منذ وقت مبكر ابتداءً من المؤتمرات القاعدية إلى مؤتمرات الولايات. وكل تلك المؤتمرات حسمت الجدل المذكور لمصلحة بقاء الحركة، لكن بمواصفات جديدة تناسب المرحلة التاريخية وتضع في اعتبارها التحولات الكبرى التي جرت في السودان والعالم من حوله. وبقي بعد ذلك إعداد دستور يعبر عن هذه الرؤية ويجسدها واقعا وممارسة.
كلف بهذه المهمة إخوة كرام تقدموا بمشروع دستور لمؤتمرات الولايات وللمؤتمر العام. وقد برز من خلال الجدل حول الدستور الخلاف الذي أشرنا إليه آنفا الذي انصب بصورة أساسية نحو مادتين نالتا معظم الوقت في النقاش، ومادة ثالثة نالت، على أهميتها، حظاً أقل من النقاش، وذلك على النحو التالي:


أولاً، المادة التي تناولت طريقة انتخاب الأمين العام. نصّ الدستور المقترح على أن انتخاب الأمين العام يجري من مجلس الشورى بدلا من المؤتمر العام، علماً بأن انتخاب الأمين من المؤتمر العام ظل تقليداً سارياً متفقاً عليه طيلة الأعوام الستين الماضية حتى انتخابات 2008. قيل في تبرير هذا المقترح إن مجلس الشورى هو المكان الأنسب “للجرح والتعديل.” لكن الواقع هو أنه عند انعقاد مجلس الشورى أجريت الانتخابات دون أي جرح أو تعديل. أثارت هذه المسألة تساؤلات عميقة حول النية الحقيقية من التعديل، وعدّه بعضهم وسيلة للانتقاص من تفويض الأمين العام، بل ذهب بعضهم إلى أن السبب يكمن في حقيقة أن قرارات مجلس الشورى والانتخابات فيه أكثر قابلية للتحكم فيها مما إذا أجريت في المؤتمر العام. ولم يشرح أحد لماذا أضربت الحركة في الأعوام الستين الماضية عن اتباع حكمة الانتخاب من مجلس الشورى وعدلت عنها إلى الانتخاب من المؤتمر العام. أو لماذا وعدنا بانتخابات أفضل من خلال الجرح والتعديل في مجلس الشورى، ثم ألغي الجرح والتعديل عند التطبيق الفعلي.
كانت الحجة الأخرى التي سيقت في معرض تفضيل الانتخاب من مجلس الشورى هي أن المؤتمر العام أكثر عرضة “للهرج والمرج”، بما يعني أنه أقل رشداً من مجلس الشورى الذي، كما وعدنا، سيحيي سنة الإسلام في الجرح والتعديل، هذا رغم أن الدستور قد أثبت في نصّه أن المؤتمر العام هو السلطة العليا للحركة، ويفترض أن صاحب السلطة الأعلى هو الأولى باتخاذ القرارات المصيرية في شأن الحركة. المنطق المستخرج من هذه الحجة يستوجب أن يلغى المؤتمر العام من الدستور أو أن يجعل في درجة أدنى من مجلس الشورى في الترتيب.


المادة الخلافية الثانية تناولت فقرة جديدة وغريبة للغاية. تلك هي المادة التي نصّت على تكوين “قيادة عليا للحركة” من الأمين العام وعدد من القيادات التنفيذية، على اعترافنا بفضلهم كأفراد، إلا أنهم لم ينتخبوا من قواعد الحركة بل انتخبوا من كليات أخرى ليست من جسم الحركة. على سبيل المثال سيكون من بين هؤلاء بالضرورة السيد رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس المجلس الوطني. وكما هو واضح فإنه بهذا الترتيب اندرجت أجهزة الدولة وقياداتها في جسم الحركة وقيادتها دون أن تنتخب من مؤسسات الحركة وعبر نظمها. وبذلك تكون الحركة قد التحمت بالحكومة بأشد مما حدث في أي وقت مضى. وفي ظل هذا الوضع الذي أصبح فيه الأمين محاطاً بثلة من الرجال الذين يفوقونه قوة ونفوذاً، لن يستطيع الأمين أن يتبنى أية مبادرة دون إذن من القيادة العليا التي أصبحت الآن مستوىً تنظيمياً يقيّد الأمين العام يحول بينه ومجلس شوراه. المشكلة الرئيسية في هذا المقترح تكمن في الخلط بين وظائف الحركة المستقلة والدولة والاعتقاد الخاطئ بحتمية الصدام بين الحركة والحكومة إذا لم يحكم دمجهما، وهو اعتقاد ليست له أسباب موضوعية تبرره.


من ناحية أخرى فإن فكرة القيادة العليا تثير أسئلة قانونية وأخلاقية شائكة، خاصة وأنه قد أعلن رسمياً الآن أن رئيس الجمهورية قد أصبح رئيساً للقيادة العليا للحركة الإسلامية. المشكلة تكمن في أن الحركة الإسلامية غير مسجلة قانونياً حتى الآن. وقد جرى جدل مطول داخل الحركة حول هذه المسألة في وقت سابق وكان الاتجاه الذي يرى ضرورة تسجيلها قانوناً هو الاتجاه الغالب. الآن، بحسب هذه المادة، فإن رئيس الجمهورية، وهو الحارس الأول للدستور وللقانون ورمز وحدة البلاد الذي انتخبه الشعب السوداني وأعطاه بيعته، سيصبح رئيسا لجماعة غير مسجلة قانوناً. وهذا يعني، نظرياً على الأقل، أن الباب مفتوح لجماعات أخرى كي تنشئ حركات فكرية وثقافية، إسلامية وغير إسلامية، غير مسجلة قانوناً وتدعوا السيد رئيس الجمهورية ليكون رئيساً لقيادتها العاليا. وسيكون غير مبرر إطلاقاً أن يرفض الرئيس طلبها إلا إذا أردنا أن نضعف واجبه الأخلاقي الذي يجعله حكماً عدلاً وقائداً محايداً لمواطنيه. ولا يستطيع المرء أن يحيط بالتعقيدات التي تتسبب فيها هذه المادة. على سبيل المثال كيف تكتسب الحركة، غير المسجلة قانوناً، شخصية اعتباريه؟ وهل يمكن لها دون هذه الشخصية الاعتبارية أن تقاضي، وتتعاقد، وتفاوض، وتتفق، وتفتح حسابات عامة في البنوك خاضعة للمساءلة والمراجعة القانونية؟ إني لأعجب، كيف خفيت هذه المسائل على قيادات الحركة ومن بينهم قانونيون كبار! إن هذه المادة لا شك تنشئ وضعاً قانونيا لا نظير له في أي بلد في العالم. وبمقابل هذا المثال نجد المثالين المصري والتركي حيث تخلى الرئيس المصري محمد مرسي، والرئيس التركي عبد الله قل عن انتماءاتهما الحزبية والتنظيمية لأول انتخاب كل منهما لرئاسة الجمهورية.


ثالثاً، المادة الثالثة تتعلق بالنص على أن من اختصاصات الحركة أن تنشئ حزباً سياسياً وفق القانون. وهذه المادة أيضاً تثير مشكلات قانونية وأخلاقية مشتجرة. أولا لأن قانون الأحزاب ليس فيه نص على أن الأحزاب تنشأ بإرادات أحزاب أو جماعات أو تنظيمات أخرى، حتى ولو كانت تلك الأحزاب والجماعات والتنظيمات مسجلة قانوناً. قانون الأحزاب ينصّ على أن الأحزاب تنشأ بإرادة المؤسسين دون وسيط أو وكيل أو كفيل. أي أن أصحاب الحزب المسئولين عنه قانوناً هم مؤسسوه. والمؤتمر الوطني حزب قد تأسس منذ أكثر من عشر سنوات فما المعنى لأن يدرج في دستور الحركة ما يتضمن الإشارة إليه وإن لم يذكر نصاً. كان يكفي أن يقال إن الحركة ستمنح ولاءها للحزب الذي يخدم أهدافها، وتبقى مسألة تحديد ذلك الحزب، الذي لا يشك أحد في أنه المؤتمر الوطني، مسألة تفاهم أهلي بينهما. وعندئذ، واحتراماً لحقوق الثمانين بالمائة من أعضاء المؤتمر الوطني، الذين هم ليسوا أعضاءً في الحركة الإسلامية وربما لا يرغبون في أن يكونوا أعضاءً فيها، يجب على الحركة الإسلامية أن تتقدم هي بمبادرتها وعرضها للتأييد للمؤتمر الوطني ثم يوافق هو عليها. أما أن يعلم هؤلاء الثمانون بالمائة من أعضاء المؤتمر الوطني أن حزبهم قد أنشئ في الحقيقة بإرادة جماعة لا ينتمون هم إليها، وأن رئيسهم، رئيس المؤتمر الوطني، هو في ذات الوقت رئيس بحكم منصبه لتلك الجماعة التي أنشأتهم، فإن هذا مما يضعف ثقة أعضاء المؤتمر الوطني بحزبهم ويضعف مشروعية المؤتمر الوطني نفسه في الساحة العامّة.


كل هذه الاعتراضات قائمة في حالة ما إذا كانت الجماعة مسجلة قانوناً، أما أن تكون كل هذه الاعتراضات الشائكة قائمة ومصوبة نحو جماعة لا يراها القانون ولا يعترف بها، فإن المشكلة تصبح أعقد.
عندما خاطبت الحاضرين من منصة المؤتمر العام لم استفض في نقد تلك المواد لأنني رأيت الأولوية هي لأن أقول كلمات توحد الصف وتلأم الجراح. كنت أحاول أن أدعو الجميع لأن يتطلعوا إلى حركة مستقلة حرة واثقة بنفسها ترفع رأسها عاليا لتفخر مع نظيراتها من الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي. ولقد استشهدت بعبارة السلف: “رأيي صواب يحتمل الخطأ” وأنني مستعد لأن أسلم للرأي الآخر إذا صدر من ضمير يقظ ودون تأثيرات جانبية ترغّب وترهّب.


برغم ذلك تواترت شهادات قوية، من الجمع الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب، بأن بعض الأجهزة التنظيمية تدخلت للتأثير على نتائج التصويت للقرارات والأشخاص، وأنها مررت توجيهات من قيادتها العليا بالتصويت للدستور جملة دون تعديل، وبالتصويت لأشخاص بعينهم دون آخرين. وقبل انعقاد هذا المؤتمر العام ثبت من أخبار متواترة، أكدتها رسالة مشهورة من رئيس اللجنة التحضيرية، أن لجان تنسيق تجتمع على مستوى الولايات فما دونها لتتبنى باسم القيادة قرارات ومرشحين بعينهم يصوت لهم الأعضاء. وقد عزز تلك المخاوف من تدخل الأجهزة التنظيمية في اختيارات الأعضاء أن حكمين فعليين بتجميد نتائج الانتخابات قد صدرا في شأن ولايتين جرت فيهما تلك الممارسات.
هذه المخالفات تستوجب الوقوف عندها والتصدي لها لأنها تشير إلى خلل جوهري في المفاهيم المؤسسة والممارسات، وتوضح مدى ما اعترى الحركة من علل وأزمات بسبب غيابها –أو تغييبها- المتطاول. إنها علل وممارسات نزعت الروح من عبارات ربعي بن عامر الرنانة ومن وعود الإسلام التحريرية وجعلتها محض صدىً يأتي من خارج المكان والزمان. إن الوشيجة الأقوى التي تربط أية جماعة تناصرت على دعوة هي الثقة. وشيوع الثقة في الجماعة مرهون بإقامة العدل فيها وتكافؤ الفرص وانتفاء التمييز بين أعضائها. هذه هي القيم التي تجمع، فإذا انتفت انتفى الإجماع وحل التفرق والشتات. لقد قلت في مناسبات سابقة إن الوظيفة الأساسية للحركة الإسلامية هي أنها سلطة ومرجعية أخلاقية، فإذا فقدت هذه الوظيفة فقدت مبررات وجودها، والله –سبحانه- قادر على أن يستخلف لدعوته آخرين.


لقد استفسرني كثيرون عن سبب إعلاني عدم الرغبة في الترشح لمنصب الأمين العام في اجتماع مجلس الشورى رغم أن معظم أعضاء المؤتمر كانوا يؤيدون ذلك الترشيح، ووعدتهم بأن أجيبهم في الوقت المناسب. وهذه لحظة مناسبة لأوضح أنني عزفت عن الترشح لسببين. الأول هو لأن إثبات صيغة القيادة العليا التي شرحت اعتراضاتي عليها هي في نظري مخالفة واضحة لدستور البلاد وقوانينها، كما أن الأمين العام في ظل تلك الصيغة لن يملك سلطة حقيقية تمكنه من أن يقود مبادرات الإصلاح؛ لأنه لن يتحرك إلا بهموم السلطة وأدواتها. والسبب الثاني هو أن مناخ الشحن والتعبئة داخل اجتماع مجلس الشورى الذي أحدثته الأجهزة التنظيمية المذكورة بقبضتها وتوجيهاتها، لم يطمئن إلى إمكانية إجراء انتخابات عادلة ونزيهة تعبر تعبيراً حقيقياً عن ضمير الحركة وإرادتها.


إن الحركة الإسلامية الموالية للمؤتمر الوطني تمر الآن بمنعطف حرج في مسيرتها الخاصة يواقت منعطفاً مماثلاً في مسيرة السودان كله. لقد تقسمت الحركة الإسلامية التي نشأت قبل أكثر من ستين عاماً إلى جماعات، من بينها حركة الإخوان المسلمون، والمؤتمر الشعبي، والحركة الإسلامية السودانية، وبعض الجماعات السلفية. وتقع على الحركة الإسلامية السودانية بصورة خاصة، بسبب امتلاكها مقاليد السلطة، قيادة جهود التوفيق بين هذه المجموعات في سياق سعيها لتوحيد الساحة السودانية الوطنية العامة. لكنها كي ما تؤدي هذه المهمة بنجاح عليها أن تسترد مشروعيتها وعافيتها بأن تشيع الثقة والعدالة داخل صفها أولاً، وأن ترمم مصداقيتها التي اهتزت بشدة بسبب ما جرى في المؤتمر. وإن نصيحتي للقائمين عليها، بل مطالبتي لهم هي:
أولا: التحقيق في الاتهامات التي وجهت لأجهزتها بخرق عهود الحيدة والعدل بين أعضائها مما أوردنا طرفاً منه أعلاه. ويجب أن تتولى ذلك التحقيق لجنة يقوم على اختيارها إجماع. إن إثبات أن تلك الخروقات قد حدثت أو أنها لم تحدث سيكون له وقع مصيري على مستقبل الحركة وكفايتها ونظرة أعضائها إليها.


ثانياً: إجراء دراسة قانونية مدققة عاجلة تتناول ما أوردته من مخالفات قانونية ودستورية في شأن المادتين الثانية والثالثة المذكورتين أعلاه في الدستور الذي أجازه المؤتمر العام بإجراءات إيجازية، وذلك حتى لا نضع السيد رئيس الجمهورية في موضع مخالفات دستورية وقانونية


برغم أنني خصصت هذا البيان للحديث عما جرى في المؤتمر العام للحركة الإسلامية، إلا أنني أؤكد أن القضية التي ينبغي أن توحد السودانيين الآن هي الأزمات والفتن التي تحيط بالبلاد، وهو ما يدعوا المؤتمر الوطني والحكومة أكثر من أي وقت مضى لقيادة الإصلاح وتوحيد الصفوف، الشئ الذي لن يتاح لهما بغير تأكيد مصداقيتهما السياسية والأخلاقية. إنني أؤكد إلتزامي الشخصي بالعمل إيجابا لما فيه مصلحة البلاد. وسواء أوضحت آرائي من منصة حزبية، أو منطلقاً من علاقاتي في الساحة العامة، فإنني سأكون أجهر تعبيراً وأوضح بياناً عن رؤاي في الإصلاح السياسي، والوحدة الوطنية، والحكم الراشد.


----------------

بين (التخريب) الإصلاحي و (الإصلاح) التخريبي في الخرطوم

عبد الوهاب الافندى
December 2, 2012

[email protected]
(1)

عقب الإعلان الأسبوع الماضي في الخرطوم عما سمي بالعملية “التخريبية”، قامت الأجهزة الأمنية بنصب كمين في منزل المتهم الرئيسي العميد محمد ابراهيم عبدالجليل (ود ابراهيم) في الخرطوم بحري، حيث تم اعتقال كل زواره من العسكريين وإحالتهم للتحقيق. وفوق كون هذه العملية القبيحة عدوان غير مسبوق على مقومات الخلق السوداني الأصيل في التضامن الاجتماعي، فإنها تمثل غباءً لا نستغربه من أجهزة الأمن. ذلك أنه لو كان هناك عسكريون ضالعون في محاولة ود ابراهيم الانقلابية، فإنهم لن يكونوا من الغباء بحيث يعرضون أنفسهم للكشف بزيارة منزله بعد ساعات من اعتقاله.

(2)

في رد فعل عفوي على هذا الحضيض الأخلاقي الجديد الذي انحدر إليه قادة النظام، قام ثلاثة من الضباط الشباب بالتوجه إلى منزل ود ابراهيم وهم بكامل زيهم العسكري، ووقفوا أمام المنزل حيث أدوا التحية العسكرية قبل الدخول إلى المنزل للسلام على أسرة زميلهم المعتقل. وكما كان متوقعاً، ومنتظراً من قبلهم، سرعان ما وصلت سيارات عسكرية لاعتقال الضباط الثلاثة واقتيادهم إلى التحقيق.

(3)

هذه العملية الاحتجاجية الرمزية كانت تذكيراً لأصحاب الذاكرة الضعيفة بأن أعظم الانتفاضات في تاريخ السودان الحديث لم تكن انتفاضة أكتوبر عام 1964 التي أطاحت بالحكم العسكري خلال أسبوع واحد، ولا انتفاضة مارس-أبريل 1985، التي أدت المهمة نفسها خلال أسبوعين، بل كانت كانت ثورة 1924 ضد الاستعمار البريطاني وتأييداً للوحدة مع مصر، والتي قاد شقيها المدني والعسكري ضباط عاملون وسابقون. وقد استوحى الشباب حركتهم الرمزية من تلك الانتفاضة العظيمة، التي نفذ فيها ضباط شباب عملية احتجاجية بأداء التحية أمام منزل قائد الثورة المعتقل، والتعرض للاعتقال.

(4)

التطابق الرمزي المتعمد تذكير أيضاً بعدم صحة الوهم المتداول الذي يتهم الجيش السوداني بأنه أصبح الذراع العسكري لحزب المؤتمر الوطني (وهو على كل حال حزب وهمي بدوره). فإذا كانت القوات التي أنشأها الاستعمار ودربها تحولت إلى مستودع الشعور الوطني وقادت الثورة ضد الاستعمار، فإنه ليس مستغرباً أن تظل القوات المسلحة السودانية مستودع الشرف والكرامة حتى في ظل نظام دكتاتوري بذل جهده لتدجينها. فغالبية الضباط الشرفاء يرون أن واجبهم هو حراسة كرامة الوطن والمواطن، وليس حراسة الفساد والفاسدين والمفسدين.

(5)

الضباط الثلاثة لم يكونوا بالقطع على صلة سابقة بود ابراهيم ومجموعته، وحركتهم الاحتجاجية مؤشر على أن هناك انتفاضة كبرى تتشكل في كل قطاعات القوات المسلحة، وأن اعتقال عشر ضباط، حتى مائة ضابط، لن يحل هذه المشكلة، كما لم تحسم إجراءات مبارك انتفاضة التحرير، بل سيفجر الأزمة.

(6)

بمجرد إعلان الحكومة عن المحاولة “التخريبية”، تسابقت قيادات النظام للإعلان عن سلسلة من المبادرات والوعود “الإصلاحية”، بنيما جدد نائب الرئيس علي عثمان الدعوة لأحزاب المعارضة للانضمام إلى لجنة إعداد الدستور، وقام الرئيس بإجراء اتصال هاتفي برئيس حكومة الجنوب يعرض فيه التعاون لتنفيذ اتفاق أديس أبابا. وقد ثني وزير الدفاع باتصال مماثل بوزير دفاع الجنوب يعرض التعاون، بينما انخرط مساعد رئيس الجمهورية في لقاءات مكثفة مع المبعوث الأمريكي أبدى فيها “مرونة” غير معهودة. وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فلن نستغرب إذا سمعنا بإجراء الرئيس اتصالاً هاتفياً مع مورينو-أوكامبو يعرض فيه تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية كما فعل صديقه سيف القذافي، ولعلها تكون خطوة استباقية موفقة.

(7)

لعله من المستغرب أن يكون الرد على محاولة “تخريبية” كل هذا التمسح بالإصلاح وإظهار الاعتدال والمرونة. ولعل هذا يؤكد اقتناع أركان النظام بأن المحاولة هي في الواقع جهد إصلاحي مقدر، بينما يؤكد لنا أن ما يعلنه هؤلاء من مبادرات “إصلاحية” ما هو في الواقع إلا محاولات تخريبية حقيقية، تسعى إلى سرقة جلباب الإصلاح لتجنب المصير الأسوأ. وكان يمكن أن نشبه هذا الميل المفاجيء للإصلاح ومرونة المواقف بإيمان فرعون ساعة الغرق، سوى أن فرعون كان صادفاً في إيمانه بعد فوات الأوان، بينما مبادرات هؤلاء “الإصلاحية” ينقصها الصدق للأسف.

(8)

مهما يكن فإننا نعتقد أن الفئة الحاكمة قد استنفدت كل فرصها لتدارك أخطائها، وكان أخرها مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي كان يمكن لها فيه أن تعقد صفقة مع الإصلاحيين تطيل عمرها قليلاً، ولكنها اختارت المكر والغدر، وعاملت الحركة الإسلامية بأسوأ من معاملة مبارك وبن علي، لأنها قمعتها بالسطو والسرقة، وحولتها إلى غطاء للكذب والفساد، وهو مصير أسوأ الحظر. ولعل سؤالاً يطرح نفسه حول دعاوى الإصلاح من قبل النظام عن هوية المسؤول عن الفساد والخلل الذي يحتاج إلى الإصلاح، وهل يمكن أن يكون المفسد هو نفسه المصلح، علماً بأن الله لا يصلح عمل المفسدين؟

(9)

الخيار الوحيد المتاح للرئيس الآن قبل أن تقع الواقعة وتتفجر الأمور هو اتخاذ خطوات حاسمة وحقيقية لضمان النقل السلمي للسلطة، بداية من تعيين قائد جديد للجيش يحوز رضا المؤسسة العسكرية، وتحييد الجيش سياسياً، وتعيين قائد جديد لجهاز الأمن وإلزام الجهاز بواجباته الدستورية، أي ألا تكون له أي سلطة اعتقال، مع تطهير الجهاز من المتهمين بالتجاوزات ومحاكمتهم، وتحييده سياسياً وإطلاق الحريات السياسية والمدنية بغير قيد أو شرط. وعليه كذلك إقالة نوابه والحكومة الحالية والبرلمانات الولائية والمركزية، وتكليف شخصية قومية برئاسة حكومة كاملة الصلاحيات من أهل الكفاءة والنزاهة تقوم بالإشراف على صياغة دستور جديد بالتشاور مع كل القوى السياسية والمدنية في البلاد، ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة تمهد لوضع مستقر في البلاد. بخلاف ذلك، فإن مفاوضاته ودفوعاته القادمة ستكون في لاهاي، هذا إذا كان محظوظاً.

Post: #103
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-05-2012, 09:28 AM
Parent: #102






بيان من هيئة شؤون الأنصار بخصوص اتهام الامام الصادق المهدي بالضلوع في المحاولة الإنقلابية
الإثنين, 03 كانون1/ديسمبر 2012 18:33
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بيان للناس

قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [النور:11] صدق الله العظيم
أوردت صحيفة الوطن في عددها(4272)بتاريخ 19محرم 1434ه الموافق 3ديسمبر2012م خبراً تحت العنوان العريض "الصادق المهدي مشاركٌ في الانقلاب وقوش اتصل به". وجاء في تفاصيل الخبر بأن مصدراً عليماً كشف عن أن هناك تنسيقاً بين السيد الصادق المهدي ومجموعة المحاولة التخريبية"المزعومة" وأن الفريق أول صلاح قوش قد أخطر المهدي بهذا التحرك، وقال المصدر إن وجود السيد الصادق المهدي في لندن"مرتب له" أن يكون غطاءً خارجياً لنجاح الانقلاب والاتصال بالدول الكبرى والتنسيق مع الجبهة الثورية لمرحلة ما بعد الانقاذ..انتهى
ازاء هذا الخبر نقول الآتي:

أولا: لقد مرَدَ تيارٌ داخل هذا النظام منذ قيام الانقلاب على استهداف كيان الأنصار وقيادته، وسلط أجهزته الأمنية والاعلامية لترويج الأخبار المضللة عنه، ######ر موارد الدولة المالية للقضاء على هذا الكيان! الذي حرر هذا الوطن وأقام أول دولة إسلامية في السودان جسّدت تطلّعات أهل القبلة ونذكر من مظاهر استهدافه الآتي:
1- احتلال مسجد قبة المهدي بجيش جرار وآليات عسكرية في صبيحة يوم الانقلاب يوم30يونيو1989م ومصادرة المكتبة العامة الملحقة بالمسجد، ثم الخروج منه بعدسنة إلاقليلاً، ثم مصادرته نهائيًّا في عام 1992م وحتى يومنا هذا.
2- اعتقال السيد الصادق المهدي وإشاعة أنّه وُجد متَخفّيّاً في مظهر لا يليق! تشويهاً لصورته ومحاولة اضعاف معنويات أحبابه، ومعاملته السيئة في المعتقلات ومحاولة الاغتيال الصوري التي مورست معه.
3- وضعه في الاقامة الجبرية ومتابعته في كل تحركاته؛ إلى أن فاجأهم بالهجرة في تهتدون؛ التي كشفتْ ضعف الأساليب الشمولية، وقدرة شباب الأنصار على صنع المعجزات.


4- استهداف الدّعاة والأئمة التابعين لهيئة شؤون الأنصار، وجعلهم نزلاء دائمين في المعتقلات، وتقديمهم لمحاكمات إيجازية؛ لا لشيء إلا لأنّهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؛بل وحاكموهم في يوم العيد على الخطبة.
5- اتهام الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبدالمحمود أبّو والأمير نقدالله بأنهما وراء التفجيرات التي تعرضت لها مواقع في الخرطوم وتم اعتقالهما لفترة تجاوزت الثلاثة أشهر وحوكما إعلاميا دون أن يتم التحري معهما ولم يسألهما أحد!
6- تسليط المتطرفين والتكفيريين على الإمام فأصدروا بيانات تكفيرية بحقه عدة مرات منها على سبيل المثال: تكفيره على خطبة الجمعة التي ألقاها في نايجيريا2001 وعلى بيان المهدي الميرغي قرنق في القاهرة 2003وعلى كتابه الجدلية وعلى خطبته حول الثقافة الجنسية2009م وعلى آرائه عن المرأة 2011م..الخ


7- استقطاب بعض ضُعفاء النفوس وفاقدي البصيرة من المنسوبين على الكيان للاساءة للامام الصادق المهدي وتجريحه بِقَصْد اهتزاز صورته أمام جماهيره؛ فارتد كيدهم في نحرهم وسقطوا كما سقط ابن سلول وأتباعه.
ثانيا:الإمام يقود كياناً حقّقَ للسودان التّحرير والتّعريف والتّوحيد والتّشريع وصارع الاستعمارفكرياً وعسكرياً؛ في ميادين المعركة وشهد الأعداء بأنّهم واجهوا رجالاً كانوا أشجع من مشى على وجه الأرض، وأقام الكيان الدولة الإسلامية الأولى في السودان التي كان دستورها الكتاب والسنة وأحيت جميع مؤسسات الدولة الإسلامية مثل بيت المال، وديوان المظالم، وشيخ الاسلام، وقاضي الاسلام، وسك العملة،ومجلس كبار العلماء، وكانت لها سياستها الخارجية المتميزة المستقلة، وظلّ الكيان يراجع مسيرته ويستفيد من تجاربه، فأصبح لديه منهج منشور عن فقه الدولة وشرعية السلطة فيها، ونَصَّ بوضوح على حُرمة الانقلابات العسكرية مهما كانت المبررات،

وظل الامام الصادق قائد الكيان يُبَشِّر بهذا الفكر في كافة المنابر والمحافل: المحلية، والاقليمية، والدولية فلن ينطلي هذا الاتهام الجائرعلى عاقل؛ بأنه يُمكن أن يُشارك في عملٍ يُصادم قناعاته، ويتناقض مع مبادئه، ويخالف نهجه؛ الذي تربى عليه، وظل وفيّاً له حتى في أحلك الظُّروف، والنظام يعلم أنّ الجبهة الإسلامية القومية؛ أوفدت المرحوم أحمد سليمان للإمام الصادق عندما كان رئيساً للوزراء؛ ليتحدّث معه عن التّنسيق لانقلاب يقطع الطريق أمام المغامرين؟ ويعرفون تماما موقف الإمام من الانقلابات ورده على أحمد سليمان، وإذا كان الإمام يُفَكِّر في أي عمل كهذا؛ فإنّ الأوْلى أن يقوم به أنصاره وأحبابه لاالتنسيق مع الذين كانوا على قمّة الأجهزة التي عملت على تدمير كيانه وتشويه سمعته.


ثالثا:لقد استمرأ التيّار الحاقد على كيان الأنصار داخل النظام الترويج لهذه الأفكار لإدراكه خطورة نهج الإمام السلمي على نظامهم! فالنظم الشمولية لا تسقط بالعنف لأنها تُسخر كل موارد الدولة لمواجهته، ولكنها تسقط بالمنهج الذي ينشر الوعي وسط الجماهير ويبصرها بحقوقها ويقنعها بأنّ الموت والحياة بيد الله، وأن الدكتاتورية أضعف من المظاهر الخداعة. إنّ الوعي بالحقوق والاقتناع بها، وادراك نقاط ضعف الشمولية؛ هو الذي يُحدث التّغْيير الآمن،هذا النهج يُخيف الشُّموليين ويُقلق مَضاجعهم، ولذلك يُطلقون مثل هذه الاتهامات لتصفية الحسابات في داخلهم ومع خصومهم! والصحيفة التي نشرت هذا الخبر نحن نعلم علاقتها بهذا التيار الرافض للتحول الديمقراطي، والرافض لاشراك الآخرين في الهم الوطني.


رابعا: لقد تراجع الأداء الاعلامي في ظل هذا النظام؛ مثله مثل غيره من المرافق الحيوية في المجتمع، وأصبح موبوءً بالإثارة ونشر الفتنة والأكاذيب، وتناول الظواهر الاجتماعية السالبة؛ بأسلوب يرسخها ولا يعالجها، وسوف ندرس الوسائل القانونية لرد الاعتبار، وسنتشاور مع كافة الجهات المعنية لدراسة ظاهرة الاعلام السالب وكيفية معالجته؛ عن طريق تنظيم الورش والمنتديات وسنِّ القوانين التي تحمي المجتمع من آثاره الضارة.
خامسا:المحاولة المزعومة محاطة بالتعتيم والسّريّة مما فتح الباب لنشر الاشاعات والأكاذيب والاتهامات؛ التي من شأنها أن تُحدث بلبلة في المجتمع، وتفتح المجال للفوضى، والجهات المعنية نفسها تصريحاتها متضاربة ففي الوقت الذي أوردت فيه الصحيفة هذا الخبر الكاذب؛ نجد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ينفي عدم وجود أية معلومة عن تنسيق بين العسكريين والمدنيين"نشر في صحيفة الشرق الأوسط" وبينما يصرح بعض قادة النظام بأن أصحاب المحاولة من اعضاء الحركة الإسلامية الناقمين على مخرجات المؤتمر الثامن؛ نجد تصريحات أخرى تنفي صلتهم بالحركة الإسلامية! في ظل هذا التعتيم والتضارب وبمالنا من تجارب مع هذا النظام؛ فإننا نشك في وجود محاولة أصلاً، ونظنها محاولات لتصفية الخصومات، واجراءاتٍ استباقية قطعاً للطريق أمام الغاضبين من شباب الحركة الإسلامية. إنّه شكٌّ مشروعٌ حتى تظهر الحقيقة.


سادسا: نعتقد أن هذا الخبر سرّبَته جهات لديها مصلحة في تسميم الأجواء، وجَرِّ بلادنا لمعارك داخلية تنفيذاً لأجندة مضرة بالوطن وبشعبه؛ بدليل أن هنالك تصريحاتٍ بدأت منذ سفر الإمام لبريطانيا من مسئولين في الدولة تُمَهِّد لهذا الاتهام حتى قبل الاعلان عن كشف المحاولة المزعومة، وهنالك انزعاج واضح من المبادرة التي يقودها الإمام لاحتواء الموقف المصري؛ صرح بها بعض منسوبي النظام.إننا نؤكد أنّ الإمام هوإمام الأنصار وأنّه يُعبّر عن أفكارهم ويحرس مبادئهم وأن المساس به؛ مساس بكيان لا يقبل الضّيم ولا يسكت عن الظلم "وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون".


سابعا:إننا لا نتعامل مع هذا الخبر تعاملاً عادياً ونعتبره مُقدمة لشيئ ما! وعليه فإننا نوجّه أجهزة هيئة شؤون الأنصار أن تكون على أُهبة الاستعداد لكل طارئ، ونناشد أنصار الله في كل أنحاء السودان أن يَتحلّوا بأعلى درجة من الحذر والاحتياط، وأن يكونوا مستعدين للدفاع عن قيادتهم وكيانهم ومبادئهم. ونعلن أنه ستكون صلاة الجمعة 24محرم الموافق 7ديسمبرصلاة حاشدة في مسجد الامام عبدالرحمن المهدي بودنوباوي؛ فلنحرص على الحضور اظهاراً لتضامننا مع إمامنا وتأكيداً لولائنا لوطننا، وغيظاً لأعدائنا.
قال تعالى:" وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"

هيئة شؤون الأنصار للدعوة والارشاد – المركزالعام البقعة19محرم 1434ه


-----------------

صراعات "الإسلاميين" •• الوطن خارج الحسابات ..

بقلم: خالد التيجاني النور
الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012 18:54

[email protected]


ليست القضية إن كانت ما أعلنت عنه السلطات فجر الخميس الماضي، "محاولة تخريبية" مكتملة الأركان حسب الوصف الرسمي للحدث، أم مجرد "جنين تدبير إنقلابي" في أطواره الأولى أو خطوة "تحفظ احترازي" اقتضاها التحسب لمكنونات الهواجس والظنون من قبيل "إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه" بعد الذي جرى أخيراً في مؤتمر "الإسلاميين الحاكمين"، نحو ما أوحت به للمعلقين التصريحات المتناقضة للمسؤولين في الحكومة وحزبها وبرلمانها الذين لا يعرف لهم أحداً عدداً ولا صفة حتى قيادتهم العاجزة عن كبح جماحهم بعدما أعياها التَّبَرُّم من هذا السلوك السياسي الشاذ المنفلت العِيار الدالِّ على حجم الفوضى والتخبط والتفكك الذي أصاب أوصال السلطة الحاكمة.
والسؤال الذي يبقى بلا إجابة لماذا كل هذه "الفرقعة" الإعلامية في إعلان الحدث على نحو درامي لم تفلح معه لاحقاً محاولات التخفيف الرسمية من حجمه، وذلك السيل من الشائعات والبلبلة في تحديد شخصيات المتهمين بالتَّحرُّك تورَّط فيها متحدِّثون بإيعاز من جهات رسمية؟.


ليس مهماً التوصيف الفني لواقعة توقيف "عسكريين وأمنيين"، ولكن كم بدا لي غريباً الاجتهاد المحموم الذي يبذله المتحدثون باسم الحكومة من كل حدب وصوب للتأكيد بأن "الحادثة" حقيقية لا مِرَاءَ في ذلك، وبدت السلطات مغضبة من أولئك الذين يحاولون التشكيك فيها ووصمها بأنها مؤامرة مدعاة أو تمثيلية سيئة الإخراج ومحاولة لتصفية الحسابات الداخلية بين التيارات المتصارعة داخل "الطبقة الحاكمة" لتهيئة المسرح لحسم معركة خِلافة الرئيس المفتوحة منذ أمدٍ ليس قليل.
حسن سنأخذ، لغرض تحليل وقائع ما جرى وقراءة تبعاته وتداعياته المستقبلية، بالرواية الرسمية بأن "المحاولة التخريبية" حقيقة كاملة الدسم مكتملة الأركان أجهضت بين يدي ساعة الصفر حين أوشكت، مع أن ذلك يثير تساؤلاً حول إصرار الرواية الرسمية على تأكيد أن المعتقلين ثلاثة عشر عنصراً فقط وأن لا امتدادات للمجموعة داخل المؤسسة العسكرية أو الأجهزة الأمنية، فكيف يتسنَّى لهذا العدد الضئيل مهما بلغت كفاءته في تنفيذ مخطط واسع، الذي أكدت السلطات أن له اتصالات أجنبية وشركاء من المعارضة السياسية، وكذلك المسلحة؟. اللهم إلا إذا أرادت السلطات الاكتفاء بتوقيف الرؤوس المعلومة حتى لا يبدو الفتق في الجسم العسكري "الإنقاذي" أكبر على جهود الرتق مستقبلاً.


ما هو مهم حقاً في كل ما جرى خلال الأيام الفائتة هو الدلالة السياسية للحدث، وليست الوقائع الفنية لمجرياته، أو من فعل ماذا، التي يجتهد المتحدثون الرسميون في رصدها وتتبعها ومحاولة إقناع الرأي العام المتشكِّك بصدقية الرواية الحكومية. ما بدا غريباً في كلِّ هذا المشهد المثير حقاً الاجتهاد الحثيث للسلطات لـ"تجريم" الموقوفين وتأكيد ثبوت "الجريمة" حتى قبل الوقوف بين قضاء نزيه، يتضح ذلك مما تسرب من اللقاء المفترض- أنه سريّ- الذي جمع مسؤولين كبار مع حشد من مقاتلي "الدفاع الشعبي" بقصد تهدئة خواطرهم بعد الصدمة الكبيرة التي أحدثها اعتقال "رموز" عسكرية ذات مكانة رفيعة وسمعة عالية وسط "المجاهدين".


ما جرى "ليلة الخميس" حدث زلزالي له توابعه بكل تأكيد، فالمتهمون بـ"المحاولة التخريبية" ليسوا من سابلة "المعارضة" المدنية أو المسلحة، الذين لا يتوقع أحد أن يثير اعتقالهم أو اتهامهم الاستغراب باعتبار أن ذلك قد يكون طبيعياً أو متوقعاً أن يأتيَّ من خصومٍ تقليديِّين للنظام لا يخفون هدفَهم تغيير النظام سلمياً، أو عسكرياً نحو ما تصرح به علانية بعض أطراف المعارضة المسلحة، المتهمون هذه المرة نجوم معروفة في أوساط النظام من "نخبة العسكريين" أصحاب الولاء الصارم، من الدائرة الداخلية الضيقة في قاعدة سلطته ومَكْمَن نفوذه الحقيقي.
ولذلك كان مجرد الإعلان عن اتهامهم واعتقالهم مفاجأة تامَّة غير متوقَّعة ومصدر صدمة غير مسبوقة للجميع، للمعارضين قبل أنصار النظام، وللمراقبين أكثر من غلاة مؤيديه. لم يكن حتى أكثر الناس تشاوماً حيال مستقبل السلطة الراهنة يتوقع أن تتطوَّر الأمورُ في داخله بين أجنحته المتصارعة بهذه السرعة، حتى قبل أنْ يجفَّ المدادُ الذي سكب حول تداعيات مخرجات مؤتمر "الحركة الإسلامية الحاكمة".


كان السؤال البدهي الذي يتوقع أي شخص أن تنشغل به "الطبقة الحاكمة" وأن يصبح شغلها الشاغل، ليس كيف حدث الذي حدث، ولكن لماذا حدث أصلاً، ومِنْ مَنْ؟ من هذه النخبة العسكرية الشديدة الولاء للنظام التي طالما أقالت عثراته، وطالما كانت مستعدة لدفع الأرواح من أجل بقاء النظام؟ كيف لهذه "النخبة" التي كانت حتى قبل أشهر قليلة مضت الطليعة التي تصدت لاسترداد كرامة السلطة الحاكمة بعد السقوط الشنيع في "هجليج"، تتحوَّل في غضون فترة وجيزة إلى قوة ساعية إلى إسقاط النظام؟ الشعار والهدف الذي يسعى إليه ألدّ خصومهم؟.
كان هذا التطور البالغ الخطورة مناسبة لأن تتعلم "الطبقة الحاكمة" شيئاً، ولكن من قال إن آل بوربون الجدد مستعدون لأن ينسوا شيئاً أو يتعلموا شيئاً، لقد طفق المتحدثون الكثر باسم السلطة يحاولون بتصريحات هيسترية التقليل من شأن هذا الحدث الخطير على النظام قبل أن يكون كارثياً على البلاد، ويحاولون عبثاً التأكيد على عدم تأثيره على وحدة حزبهم وهم يعلمون قبل غيرهم أنها أضحت شيئاً من الماضي، وأن تياراته المتصارعة والمتسابقة على وراثة الحكم أكثر من أن تُعَدَّ حتى قبل أن تزيدَ وقائعُ مؤتمرِ "الحركة الإسلامية الحاكمة" فواجعَ البعضِ، وأتت واقعة "المحاولة التَّخريبية" المتهم بها خواص أهل البيت لتزيد الطينَ بِلةً.


وسعى البعض بسطحية للمقارنة بين انشقاق "التُّرابي- البشير"، وقدرة "الطبقة الحاكمة على تجاوزه، وبين الواقعة الأخيرة زاعماً أن ستمر مر السحاب، ونسوا أن الزمان غير الزمان وأن الجسد المُثْخَنَ بالجراح لا يقوى على الصمود أمام التنازعِ الزاحفِ على الروح، لقد كان ذلك صراعاً فوقياً بين الكبار يحتمل الحسم دون أضرار بالغة، أما الصراع هذه المرة فهو في سويداء القلب، كان ذلك انقساماً سياسياً، أمَّا هذه المرة فيحمل بذرةَ انقسامٍ عسكريٍّ في صلب القوة الدافعة، والله وحده يعلم إلى أين ينتهي، خاصة وأنه ليس محصوراً في القاعدة بل هو انعكاسٌ لتشرذمٍ وشروخٍ عميقةٍ بين القادة المتنافسين.
بيد أن أخطر ما أَسْفَرَ عنه الصِّراع الجديد أنه نَزَعَ آخرَ "ورقة التوت" عن المشروعية الدينية التي يتستَّر بها المشروع السياسي لـ"الطبقة الحاكمة"، والأمر هنا لا يتعلق بالزعم أن المعتقلين من العسكريين بكل رمزيتهم الطاغية عند جماعاتٍ من "المجاهدين" همُ المانحونَ حصرياً لـ"المشروعيةِ الجهاديةِ" للسلطة الحاكمة، ولكن بصعوبة استخدام "الكرت الديني" في مواجهة "المجاهدين الإنقلابيين" أو اتهامهم بأنهم يريدون إسقاط النظام لأنهم ضد "الدولة الإسلامية" أو ضد "تطبيق أحكام الشريعة"، نحو التُّهم التي يوجهها قادة الحكم عادة في مواجهة المعارضين.


فالصراع هنا في الملعب ذاته باسم "الإسلام" فمن يستطيع الزعم أنه يحتكر راية الدين دون غيره، ومن هنا تظهر إشكالية المأزق الحالي أمام السلطة الحاكمة، فضلاً عن أن ذلك يثير سؤالاً محورياً في ظل هذا الانشقاق الجديد في جسم دعاة "المشروع الإسلامي" المنقسم على نفسه أصلاً وبين أطرافه المتخاصمة ما صنع الحداد، فإذا كان هذا المشروع عاجزاً عن المحافظة حتى على وحدة المنادين به، وغير قادر على استيعاب خلافات المقتنعين به عقدياً وفكرياً، فكيف يكون مشروعاً صالحاً لإدارة بلدٍ بكل تنوع مكوناته المتعدِّدة سياسياً وعرقياً، وثقافياً، ودينياً؟. ولذلك فإن تبعات "المحاولة التخريبية" هي أكبر من مجرد تحرك عسكري لانتزاع السلطة، حتى وإن لم تنجح، فقد أفلحت في ما هو أخطر من ذلك كشف غطاء "المشروعية الإسلامية" للنظام ليس من قبل خصومه، ولكن من قبل أخلص خلصائه ومن نخبة كانت محل مكانة وتقدير حتى وقت قريب، ولا سبيل للتَّقوُّلِ عليها.
وثمة دلالة أخرى بالغة الأهميَّة على أن هذا "التَّحرُّك" المجهض، التي تصر السلطات على تأكيد حدوثه، ينعي آخر محاولات الإصلاح التي حاولت أطرافٌ كثيرةٌ في أوساط الحزب الحاكم حثَّ قادتِه على إجرائها على مدار العامين الأخيرين على الأقل منذ انْدِلاعِ ثورات الربيع العربي، ودعوات الإصلاح هذه المتعدِّدة وإن كانت غير واضحة المعالم، أو مقتصرة على إدخال تحسينات محدودة على الوضع القائم، ولم تكن لها أية نِيَّة أو عزم لتغييره، لم تجد أدنى استجابة لها، بل تهديد بقمعها، أو عرقلتها بعدما خرج المؤتمر الأخير خالي الوفاض من أيِّ ملمحٍ للإصلاح، بل تكريس للوضع المأزوم كان سبباً في تقدير الكثيرين لتوقع أن تجد دعوات الإصلاح سبلاً أخرى للتعبير عن نفسها بما في ذلك وسيلة "الإنقلاب".


ثم ماذا بعد، إلى متى يظل السودان مُرْتَهَناً لصراعات الإسلاميين، ولماذا يتعين على السودانيين أن يبقوا متفرجين عبثاً في انتظار أن يتفق "الإسلاميون"، ولماذا تحتكر أجندة الوطن لصالح أجندة المتصارعين على السلطة، بالطبع جزء من هذا يعود إلى بؤس حال المعارضة التي تنتظر أن يَتَبَرَّعَ لها بالتغيير أحدٌ من داخل كواليس السلطة القائمة.
لقد كان في واقعة "المحاولة التَّخريبِيَّة" صدمة كافية، وفرصة لعبرة لا تعوَّض عسى أن تفيق الطبقة الحاكمة من غفوتها الطويلة على "سحر السلطة"، ولكن للأسف ثبت مرة أخرى ألاَّ أحد هناك مستعد لأن يعي عواقبَ هذا الدرس القاسي، لقد حصل هذا النظام على ما لم يحصل عليه غيره من فرصٍ لا حدودَ لها لإصلاحِ نفسهِ من عثراته الكثيرة، وإعطاء فرصةٍ جديدة لإصلاح حال البلاد والعباد. ولكن يظهر في كل مرة براعة عجيبة في تبديد كل سانحة لتغيير سلمي.


وأعجب ردود الفعل تلك التي خرج بها القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني التي يرفض فيها التغيير بـ"انقلاب عسكري"، ويزعم أن صندوق الانتخابات هو السبيل الوحيد للتغيير، وكأنه جاء إلى السلطة ولبث فيها ربع قرن محمولاً على أعناق الجماهير. لم يكن الحزب يحتاج لوضع نفسه موضع سخرية وهو وليد انقلاب عسكري، إذ ما الذي يجعل انقلاب 1989 حلالا، وأي انقلاب بعده حراماً، والغريب أن يُقال ذلك في مواجهة بعض أطراف ذلك الانقلاب متهمين بتدبير التحرك الأخير.


إن كان هذا موقف جديد أدرك معه الحزب الحاكم مساوئ الانقلابات العسكرية وأنه يريد تجنيب البلاد شرورها، فالأفضل أن يعظ نفسه أولاً إن كان يريد التوبة حقاً، وللتوبة شروط هو الإقرار بالذنب، ثم الإقلاع عنه، وأهم شروطه رد الحقوق إلى أهلها، أما إلقاء القول على عواهنه دون أي استعداد لتحمل مسؤولية ما ينهي عنه غيره، فلا يعدو أن يكون نوعاً من اللغو والهذر. ثم من قال إن من يريد تنفيذ انقلاب يأخذ الإذن ممن يريد الإنقلاب عليه حتى يلقي الحزب الحاكم هذه الموعظة بدلاً من أن ينصرف إلى مواجهة الحقيقة واستحقاقات الأحندة الوطنية.
في لقائه مع الجالية السودانية بالرياض عقب العملية الجراحية التي أجريت له، قال الرئيس عمر البشير، واسأل الله له شفاءً لا يغادر سقماً، إن المُكوثَ الطويلَ في الحكم أنتج مظالمَ وضيَّع حقوقاً على مواطنين رفعوا أكف الضراعة شكوى لله مما لقوه، ودعا البشير أن يكون مرضه كفارة لذلك. لقد كان ذلك اعترافاً نادراً من الرئيس في لحظة صدق لا شكَّ أنها أعقبت وقفة مع الذات في حالة صفاء إنسانية بعيداً عن كل بهرج السلطة.


لقد كان ذلك التقييم لحقبة الإنقاذ أبلغ من كل ما يدبِّجه المتمسحون بالسلطة وهم يحاولون عبثاً تنزيهها من أخطاء وخطايا وجرائم كارثية ارتكبت في حق الوطن والمواطن. ولا أحد يستطيع الزعم أن هناك مثلبة أكثر فظاعة من الظلم الذي حرمه المولى عزَّ وجلَّ على نفسه، وحذَّر من اقترافه، فكيف يقدم بعدها أحد على الظلم باسم الله. ويدرك الرئيس البشير بالطبع أن كفارة ما أقرَّ به من وقوع ظلم هو ردُّ الحقوق إلى أهلها، فالمرض لا يقع لذنب اقترفه المرء.
وأول حق يعاد هو أن يرد للشعب السوداني أمانته فيقرر بإراداته الحرة من يحكمه، وان تنتهي الوصاية عليه. وهو أمر لا يمكن أن يحدث في ظل طرح المؤتمر الوطني الآن للقوى السياسية لمشاركته كتابة الدستور ثم انتظار انتخابات العام 2015، وأحوال البلاد الراهنة لن تنتظر حتى ذلك الوقت.
والمعارضون مُحِقُّون في عدم ثقتهم في دعوة الحزب الحاكم، إذ كيف يثقون به وهم يرون الطبقة الحاكمة ترفض بشدَّة التنازل عن احتكارها المطلق للسلطة حتى لمن هم شركاء أصيلون في الحزب الحاكم أو في حركته الإسلامية، ويرفضون أيَّةَ دعوة للإصلاح مهما كانت محدودة حتى اضطروا البعض للبحث عن وسائل أخرى للتغيير. فهل يعقل بعد هذا أن يتوقع المعارضون أن تسمح لهم الطبقة الحاكمة بتبادل سلمي للسلطة تحرم منها حتى أصحاب حق مثلهم؟.


لم تعد أزمات السودان المتطاولة والمتفاقمة تملك ترف حدوث مغامرات غير محسوبة العواقب، وآن الأوان أن تكف الطبقة الحاكمة عن عنادها والإصرار على أن تصم الآذان عن مطالب التغيير التي باتت تسمع من به صمم، لقد فات الأوان حتى على دعوات الإصلاح الخجولة، لم يعد ممكناً أن تحتكر السلطة القائمة تحديد قواعد اللعبة لتضمن السيطرة عليها باسم كتابة الدستور، الحل السلمي الوحيد الممكن الذي يقي البلاد شرور المزيد من التشرذم والوقوع في براثن الفوضى والمزيد من الحروب الاهلية أن يجلس كل الشركاء في الوطن على مائدة واحدة بلا وصاية من أحد للتواثق على عقد اجتماعي وسياسي جديد يقيم نظاماً ديمقراطياً حقيقياً تمهّد له فترة انتقالية مُتَّفق عليها. ذلك أو الطوفان.

عن صحيفة "إيلاف" السودانية
الاربعاء 28 نوفمبر


---------------------

ناشد الرئيس إنقاذ السودان ويدعو قطر لدعم المعارضة
12-05-2012 07:27 AM
الخرطوم – طلال إسماعيل

دعا الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي "كمال عمر"، في المنبر الإعلامي لأمانة الشباب بالحزب (الاثنين)، دعا الحكومة القطرية إلى دعم مشروع المعارضة السودانية في إسقاط النظام وتغييره، وأعلن عن مواجهة الأحزاب لأي انقلاب عسكري قادم من داخل المؤتمر الوطني بالاعتصامات والمظاهرات.


وقال "كمال"، الذي كان يتحدث حول الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد، إن وثيقة الدوحة لسلام دارفور في غرفة الإنعاش وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ودعا قطر إلى رفع يدها عما سمَّاه بالاتفاق (العبثي) ودعم المعارضة لتغيير الحكومة التي تعيش في أضعف حالاتها وتتصارع مكوناتها الداخلية بانقلاب بعضها على بعض، وأضاف "كمال": (قد نسمع بانقلاب من داخل السلطة باعتبار الفرضيات السياسية ونحن سنواجهه، وبيان "غازي صلاح الدين" تعبير واضح عن حالة الانقسام داخل المؤتمر الوطني، و"غازي" شاهد إثبات على التزوير داخل مؤتمر الحركة الإسلامية بعد أن صاروا يلتفون حول فكرة فاسدة الشورى فيها غير ملزمة)، وكشف "كمال عمر" عن مجموعة كبيرة من قيادات وكوادر المؤتمر الوطني تستعد لتأسيس حزب جديد، وقال إن هنالك عدداً كبيراً من قيادات الوطني تريد الانضمام للمؤتمر الشعبي، ولكنه أشار إلى توجيهها بالعمل داخل الحزب الحاكم، وأضاف: (في الوقت المناسب نرحب بانضمامها للحزب).


ودافع "كمال عمر" عن الاتهامات التي طالت حزب الأمة القومي وما تردد عن مشاركة رئيس حزبه الإمام "الصادق المهدي" في المحاولة التخريبية التي اتهمت الحكومة الفريق أمن "صلاح عبد الله قوش" بتدبيرها، وقال "كمال عمر": (الأمة القومي مشارك معنا في تحالف قوى الإجماع وملتزم بخط الثورة الشعبية السلمية وهو حزب يدعو للديمقراطية والتحول الديمقراطي)، وجدد رفض الأحزاب المشاركة في انتخابات الوالي بولايتي الشمالية والقضارف. وناشد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي رئيس الجمهورية "عمر البشير" إنقاذ السودان من خلال تشكيل حكومة انتقالية.

المجهر

-----------------

الشرطة تتدخل : المحاولة الأخيرة انقلابية وليست تخريبية





12-05-2012 07:20 AM
في أول تصريحات رسمية بشأن ما تردد عن محاولات تخريبية في الخرطوم، وصفت السودان تلك المحاولات الأخيرة والتي اعتقل فيها عدد من الضباط بأنها كانت في الأصل محاولة انقلابية وليست تخريبية.

وأكد مدير عام قوات الشرطة السودانية الفريق أول هاشم عثمان الحسين أمس ان المحاولة الاخيرة التي اعتقل فيها عدد من الضباط كانت في الاصل محاولة انقلابية وليست تخريبية. وقال الحسين في تصريحات صحافية ان هدف المحاولة الانقلابية هو نفاذ الخطط الامنية المتعلقة بهذا الشأن.

ويعد هذا التصريح هو اول تصريح رسمي بشأن المحاولة التي وصفها وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان بـ«تخريبية» غداة اعتقال 13 شخصاً معظمهم من العسكريين وأبرزهم مدير جهاز الامن السابق قوش ومدير الاستخبارات العسكرية بالقصر الجمهوري السابق العميد محمد إبراهيم واللواء عادل الطيب.

اعتقال مشتبهين

وتواصل السلطات السودانية اعتقال مزيد من المشتبهين بالضلوع في المحاولة التي تم احباطها فجر 22 نوفمبر الماضي.

في غضون ذلك، توسعت دائرة الاعتقالات وسط أعضاء الحزب الحاكم في السودان على خلفية المحاولة الانقلابية. وفي الوقت الذي كشف فيه الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن التحقيقات قادت إلى أسماء وشخصيات جديدة متورطة في المحاولة ألقى الامن السوداني القبض على معتمد محلية كوستي جنوب البلاد العقيد الركن عبدالمولى موسى.


-----------------

بين فقدان البوصلة وانهيار الإرادة السياسية!!
الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الثلاثاء, 04 كانون1/ديسمبر 2012 1

3:00
لستُ أدري والله.. هل فقدنا البوصلة أم أنه انهيار في الإرادة والقرار السياسي وتسليم بأن الخرْق أكبر من أن يُرتق، حال المريض المُشرف على الهلاك وقد سلَّمه المستشفى والأطباء إلى أهله انتظاراً للموت؟!


رُفع الدعم عن الوقود واشتعلت الأسعار وانخفض الجنيه وبلغ التضخُّم أرقاماً فلكية.. أكثر من أربعين في المائة والحبل على الجرار والليالي من الزمان حبالى.. ضُمَّت فاتورة المياه إلى فاتورة الكهرباء عن طريق الدفع المقدَّم ربما لأول مرة في التاريخ في بلاد يجري فيها النيل ولا أستبعدُ ضم فاتورة الهواء إلى فاتورة الكهرباء والمياه (دفع مقدم)!!
عندما رُفع الدعم عن الوقود وهاج الناسُ وماجوا قالت الحكومة ووزير ماليتها إن حزمة إجراءات تقشفية ستطول الإنفاق الحكومي وإن الحكومة ستغدو رشيقة وسيُكبح جماح التجنيب الذي كانت إيراداتُه كافية لإنقاذ الموازنة حتى بدون رفع الدعم عن الوقود ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح فقد تزايد الصرف الحكومي على مستوى المركز والولايات وما تكتبُه الصحف تشيب لهوله الولدان، وهل أكثر من قصَّة وزير بولاية الخرطوم يقودُ وفداً من (62) عضواً إلى البرازيل في رحلة تُكلِّف مليار جنيه (بالقديم) حسبما قالت الصحف، وورشة عمل حول محكمة الجنايات الدولية تُقام في أديس أبابا ويشارك فيها وفدٌ ضخم حتى بعد أن غادر أوكامبو مسرح تلك المحكمة إلى غير رجعة؟!


تقرير المراجع العام الطاهر عبد القيوم إلى البرلمان كان كافياً لمنح السلطة التشريعية دوراً رقابياً حقيقياً فقد بلغ حجمُ الاعتداء على المال العام مبلغاً عجيباً لم يبلغْه في تاريخ السودان ولكن مَنْ يراقب مَنْ ففاقد الشيء لا يُعطيه ومن رضي لنفسه الهوان لا تملك أن تُعيد إليه العزَّة (فالحال من بعضه) وإذا كانت الحركة الإسلامية غدت تُساق كالقطيع فكيف بما يُفترض أنه برلمانها، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
يجتمع وزير المالية بالقيادات الإعلامية ليبشِّرهم بمزيد من رفع الدعم عن الوقود في الموازنة القادمة بل ويتحدَّث عن أنه لا مجال للمزيد من تخفيض الإنفاق الحكومي بالرغم من فشل الحكومة ووزارة المالية في مكافحة التجنيب وبالرغم من عجزها عن التخلص من المئات من شركات النهب (المصلَّح) أو قُل الشركات الحكومية وكبْح جماح الجبايات التي تفرضُها الولايات والمحليات على المواطنين!!
إنه العجز الكامل عن الفعل.. حتى أبو قناية الذي بشَّرونا بأنه سيُشهر سيفَه على الفساد وسيتعامل مع تقارير المراجع العام وما يُنشر في الصحف صَمَتَ صَمْتَ القبور ويبدو أنَّه كان مجرَّد سلاح وهْمي استخدمته الحكومة إلى حين في إطار أساليب شراء الوقت التي ما عاد أحد يصدِّقها.


-----------------

الانقلابية: أجر الله العظيم!!.

.عصـام الحسين

نشر بتاريخ الإثنين, 03 كانون1/ديسمبر 2012

أجدُني تتنازعُني المسالك ـ ولا أدري ـ أيهم أطبع عليه حافراً تلو آخر ... هل أُيمم وجهي تلقاء الجُرح والتعديل، أُعمل في نخاعه «الكي»؟ أم ألتفت لنار «الفتنة» طفقاً عليها بالتراب؟ وأنا بين المسلكين أتقلب، إذ يقذف الله الواحد الأحد السكينة في قلبي... ويهدني إلى سبيل الرشاد!!


وقبل ذلك، قلت ـ والحديث كان داخلياً بحتاً بغية الخروج من الظلمات إلى النور: هكذا نحن البشر، وقد جُبلنا على الخطأ، وإن كنا ملائكة ـ لا يعصون الله ما أمرهم ـ لأبدلنا الله بآخرين يتقلبون بين المعصية والتوبة، ومازالوا على ذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولما كانت التوبة تجُب ما قبلها، قلت: من تاب وأصلح فأجره على الله.
ثم هأنذا، أضع أُصبعي الإبهام في موضع الألم، وأجد أن الصلح لغةً: مصدر صالح يصلح صلحاً، وينشق منه أيضاً: أصلح يصلح إصلاحاً، وأجد أن الصلاح ـ ضد الفساد ـ كما أجد أن الصلح شرعاً: هو معاهدة يتوصل بها إلى إصلاح بين متخاصمين.
ولم يكن هذا ـ بالنسبة لي ـ كافياً، أو قل ما كنت قد بلغت بعد سبيل الرشاد، لذلك توجهت صوب القرآن، وقرأت منه قول الله تعالى: «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» «النساء: 114».


بيد أنني، وحين يُكلل بحثي بدلالات الإصلاح بوجوهها العديدة ـ ومنها وجه العموم «أو إصلاح بين الناس»، ووجه الشمول، فهو شامل للإصلاح في الأموال والدماء، والأعراض والأديان، وفي كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين الناس ـ أجد أنه لا عتاب على من أراد «الإصلاح» ابتغاء مرضاة الله.
وعوداً على بدء فلم يكن الجرح والتعديل المصاحب لـ «مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير» غير إصلاح، ولم تكن «المحاولة الانقلابية» التي تم إخماد نارها طفقاً عليها بالتراب غير إصلاح.. وهكذا يقذف الله الواحد الأحد السكينة في قلبي ويهدني إلى سبيل الرشاد!!


لكن وإزاء ما انتهيت إليه من نتائج، كان لا بد أن يقفز سؤال: أين يقع الإصلاح المصاحب لمؤتمر الحركة الإسلامية من «ابتغاء مرضاة الله»؟ وأين يقع الإصلاح المصاحب للمحاولة الانقلابية الفاشلة كذلك من «ابتغاء مرضاة الله»؟
معلوم أن الذين علا صوتهم خلال مؤتمر الحركة الإسلامية لترجيح اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية من المؤتمر العام، كانوا يمثلون تيار الإصلاح.. ولما كانت الغلبة لمن كانت حجتهم أن اختيار الأمين العام من الشورى يُعلي المؤسسة الشورية فوق الفرد، كان لزاماً على من يمثلون تيار الإصلاح أن يخفضوا أجنحتهم عند رأي الأغلبية، دون أن يسلبهم ذلك حق الجهر بالقول على سبيل الإصلاح، إن كانوا يبتغون مرضاة الله.. إن كانوا!!


أما المحاولة الانقلابية التي تم إحباطها ـ وقد رفعت الإصلاح شعاراً لجلب التأييد والدعم ـ دون أن تتحسب للتصدع في البنيان الداخلي، فلم أجد لأصحابها صلة وصل يبلغون عبرها أجر الله العظيم، وما علموا أنه لا حدَّ لمبلغ ما سمى الله عظيماً.. ذلك لأنهم لم يراعوا عهداً ولم ينصاعوا لإمام، ولم ينشدوا إصلاحاً في الأموال والدماء والأعراض والأديان، أو في كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين الناس، ولم يتناجوا في أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.. سامحهم الله.


وزير المالية الذي يُحسن التعبير عن نفسه فشل في إقناع الناس بحجته وهل أدلَّ على ذلك من حديثه عن أن القطاع الدستوري لا يساوي الصرف عليه كلفة رد واحد على اعتداء أمني وكأنه يُريد أن يقول إنه لا داعي للحديث عن تقليل الصرف الحكومي فبالله عليكم تأمَّلوا في هذا المنطق!!
إذن فإن وزير المالية غيَّر من إستراتيجية التعامل مع المال العام وألغى كل الشعارات السابقة حول الإنفاق الحكومي فلتتمدَّد الحكومة إلى مائتي وزير بدلاً من المائة وليُطلق سفر المسؤولين وليُمنح كل منهم ثلاث سيارات ولتستمر وزارة الدفاع في إقامة الأبراج بدلاً من توفير السلاح للمقاتلين وليستمر التجنيب ولتتكاثر الشركات الحكومية إلخ.. إلخ.. إلخ!!
ذلك كله كان شأن التخبُّط في إدارة الدولة والتي فقدت إرادة التغيير والإصلاح جراء فقدان البوصلة والوجهة!!

Post: #104
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-06-2012, 07:34 AM
Parent: #103

الطيب مصطفى
الانتباهة

5/12/2012



الأستاذ علي عثمان محمد طه وصف شباب المحاولة الانقلابية بكلمة (أولادنا)... ما ألطفها من عبارة وما أرقَّها تلك التي غمر بها الرجل أولئك المجاهدين الذين بذلوا في سبيل المبادئ التي آمنوا بها ولا يزالون الكثير وما كان ينبغي لأمثالهم ــ لولا قلةُ الصبر ــ أن يكونوا حيث هم الآن في غياهب السجون لكنها الليالي من الزمان ما انفكّت تفْجَأ الناس وتفْجعُهم بكل ما هو عجيب وغريب!!


أخي علي عثمان.. أقسم بالله العظيم إن شباباً صادقين، ولا أزكِّيهم، من الذين جاهدوا بل وقادوا العمليات الأخيرة في تحرير هجليج قابلوني ليقولوا بعد أن أدانوا ما اقترفه الانقلابيون إن الفرق بينهم وبين إخوانهم الذين تضمهم سجون المؤامرة الأخيرة إنهم أكثر صبراً على ما فجَّر غضب أولئك السجناء... أما من حيث تحفُّظاتهم واعتراضاتهم على ما قاد أولئك الشباب للاشتراك في تلك المؤامرة فإنهم لا يختلفون البتة ففي صدرهم الكثير من الغضب المكتوم.


لقد ضاقت صدور الانقلابيين وانسدَّت الطرق أمامهم واستيأسوا من الإصلاح وبدلاً من أن (يقطِّعوا ذلك في مصارينهم) خوفاً من الفتنة عمدوا إلى ذلك الطريق حال كل مغامر تقوده قناعاته إلى اختيار ركوب الصعب فإما تحقيق كل ما يريد أو يفقد كل شيء.
لو كان ما اقترفوا من جرم ــ هذا بافتراض صحة ما قيل عنهم ــ أقول لو كان جزاء صنيعهم في مسيرة السودان السياسية واحداً لا يتغير لسكتنا وتركنا الأمر للقضاء لكن ما رأيناه من عجائب في التعامل مع سوابق مماثلة تماماً لِما أقدم عليه هؤلاء الشباب تُغري بالتماس المعاملة بالمثل سيَّما وأن في شرعنا الحنيف ما يحضُّ على العفو خاصة عمَّن أبلَوا وقدَّمُوا وبذلُوا ولن نملّ ترديد قصة حاطب بن أبي بلتعة الذي شفع له عن جرمه بلاؤه أو شهودُه معركة بدر.


ما دفعني لكتابة هذه السطور تلك الوقفة الاحتجاجية من والدة الشهيد علي عبد الفتاح أمام القيادة العامة صباح أمس وأعجب من أمة لا تكرم والدة أحد عظماء التاريخ وتستجيب لها!!
إن مجلس وزرائنا بل وقصرنا الجمهوري يعجُّ بمن فعلوا أكثر مما فعل أولئك الشباب فهلاّ عفونا عنهم حتى بدون أن ننصبهم وزراء!!
قبل ذلك هل نستطيع أن نستمع إليهم كفاحاً؟! لا أظن أن تنوير وزير الدفاع لرئيس الجمهورية أو غيره كافٍ لكشف كل الحقيقة فما سمعته من الشاب من غير الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية جدير بإسماعه إلى الرئيس مباشرة فسماع طرف واحد من طرفين يحملان وجهات نظر مختلفة ومتباينة لا يحقِّق العدل بين المتخاصمين كما أن رجالاً في وزن ود إبراهيم وفتح الرحيم يستحقون أن يُستمع إليهم بدون وسيط.


أخي الأستاذ علي عثمان.. لو قامت تلك المحاولة الانقلابية من علمانيين لَما أعرناها اهتماماً أما أن يُقدم عليها من وصفتهم بأنهم أولادكم فإن الأمرَ يستحقُّ التأمُّل والتفكير العميق ويعني فيما يعني أن هؤلاء وصلوا إلى نفس القناعة التي وصل إليها من قاموا بانقلاب الإنقاذ فهل أجرم الإنقاذيون حين مزقوا الدستور وأطاحوا الصادق المهدي أم أن كل انقلاب ناجح يسمى ثورة وأي انقلاب فاشل يُسمى تمردًا؟!



-----------------

تأملات في سياقات مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير.

.د. هاجر سليمان طه


نشر بتاريخ الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


لن أكون قد زيفت الحقيقة إن قلت إن الإحباط والخيبة كانا حصاد الكثيرين ممن جاؤوا بشوق كبير لرؤية تغيير ما يحدثه المؤتمر العام الأخير للحركة الإسلامية، لا سيما وأنّ ما اعتمل في نفوس المؤتمرين وبدا واضحًا للعيان جعل آمال النفوس تتشبَّث بقدرة المؤتمر المشحون المتوتر على خلق التغيير ولكن، لقد تمعّنت لأيام في السياقات التي أدت لأن يخرج المؤتمر بغير المخرجات المتوقعة، فمثلاً في موضوع انتخاب الأمين العام هل يكون من مجلس الشورى أو من المؤتمر العام فإن الملاحظ أن الحضور عامتهم كانوا منحازين لإسقاط بند في الدستور أقر أن يكون الانتخاب من الشورى، ولكن في النهاية فقد صوّت المؤتمر لصالح هذه الفقرة في الدستور، فلِمَ حدث هذا؟؟ ما هي المؤثرات التي عدّلت رأي الجمهور وجعلته يمرر هذه الفقرة كما أراد لها واضعو هذا الدستور ومساندوه؟؟.


في ظنّي أن هناك عاملين أثرا عن قصد أو بغيره في اتجاهات المؤتمرين، أولهما ما واجه به الأمين العام السابق ونائب الرئيس السيد علي عثمان محمد طه حشد المؤتمر حينما تحدَّث بلهجة نضحت بالمرارة قائلاً إنه يحس في أحاديث المؤتمرين تخوينًا واتهامات للنوايا لإخوتهم في سدة الحكم، وحذَّر أشد التحذير من هذا الاتجاه بلغة توشك أن تكون تهديدية!! (ليس للأشخاص بل تخويفا من «تأثير ذلك على مسيرة الحركة» أو كما قال).


في تقديري أنّ النائب الأول بحديثه ذاك وضع المؤتمرين في زاوية الدفاع عن أنفسهم، وحشرهم في قمقم الشعور بالذنب مما تبدى في نتيجة التصويت على الدستور في بنديه اللذين طرحا للنقاش.
لقد أدهشني أن يمر حديث الأمين العام السابق دون تعليق يذكر، إذ ابتلعه المؤتمرون بغرابة، ربما لهيبة الأمين العام في النفوس، أو لأنهم بهتوا لهجومه المفاجئ فعيوا عن التعبير، ولم يعلّق عليه سوى السيد كمال رزق الذي لم تمنحه المنصة الوقت الكافي ليعبِّر عن رأيه فلم يتمكَّن من سوى أن يقول للسيد علي عثمان: إن الأمر ليس تخوينًا أو اتهامًا للنوايا بل احتجاج على الممارسة.. (أو كما قال).


أما المؤثر الثاني فقد تبدى في مشهد مناقشة الدستور في بند انتخاب الأمين العام، ونبّأ المشهد بأن الغلبة ستكون للمتنفذين الذين ساندوا الانتخاب من مجلس الشورى، فقد منح د. الطيب إبراهيم محمد خير رئيس المؤتمر جل فرص النقاش لأهل هذا الرأي من النافذين، نافع علي نافع، سامية أحمد محمد، عثمان الهادي، مصطفى عثمان، عبد الرحمن الخضر، وغيرهم، ذلك بالرغم من أنه أعلن في البداية أنه سيمنح ثلاث فرص لكل فريق، وبينما أخذ هؤلاء فرصتهم كاملة بلا مقاطعة من المنصة؛ لاحقت أصحاب الرأي الآخر المقاطعة والتصميت، فلم يكمل السيد كمال رزق كلامه وقوطع مرارًا، وأما المهندس كمال زمقان فلم يكفه الوقت الذي منح له لسوى أن يقول للمنصة: «تمنحون الفرص لمن ظللنا نسمعهم لأربع سنوات مضت، امنحوا الفرصة لهؤلاء الذين لم يسمع صوتهم أحد!» ولم يقل حرفًا واحدًا في حيثيات مساندته لرأيه في انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام؛ لأنه قوطع كذلك وأنهيت فرصته، وأما غازي صلاح الدين الذي قابله المؤتمرون بالتهليل والتكبير فاكتفى بتوجيه المؤتمرين للتصويت بمسؤولية وليس بالانصياع لأي توجيهات قد تأتي من البعض، وظهر تبرم المؤتمرين من استحواذ الإخوة في الحكومة على فرص النقاش في ذلك الموقف، حينما قال رئيس المؤتمر د. الطيب سيخة محاولاً تهدئة اللغط الذي ارتفع في القاعة بعد توالي الفرص لأعضاء الحكومة؛ إذ قال: «سأمنح الفرصة الأخيرة لشخص ما إن يطل عليكم ستقابلونه بالتهليل والتكبير»، واشرأبت الأعناق لترى من الرجل فإذا به يقدم والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، فلم يهلل ولم يكبر له أحد من الناس! والسيد الخضر شخص واسع المقبولية ولو اختلف الظرف لقوبل بالتهليل والتكبير، ولكن المشهد عكس الإحباط من أن تكون الفرصة الأخيرة هي لأعضاء الحكومة كذلك.


وهكذا فلم يسمع المؤتمرون لحيثيات تساند انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام سوى من السيدين صلاح الدين كرار وحسن رزق، بينما ساند الرأي الآخر أكثر من ستة متحدثين أسهبوا وأطالوا، فماذا يتوقع أن تكون النتيجة إذا استصحبنا تأثيرات حديث النائب الأول المذكور آنفًا؟! وحالما فاز مقترح انتخاب الأمين العام من الشورى، قلت في نفسي وأنا أرى غابة الأيدي المرتفعة: إذن وداعًا لـ «غازي صلاح الدين أمينًا عامًا للحركة الإسلامية!» المهم، انقضى المؤتمر العام بخيره وشره، وتمنينا لو سار بغير الأساليب القديمة، ولكن لعل الخير فيما اختاره الله، لعل السيد الزبير أحمد حسن يكون كأبي بكر الصديق، إذ لم يصدق الناس أنه على لينه المعروف يقف ذلك الموقف القوي من أهل الردة، حتى عجب عمر لذلك، فلعل الرجل يخلف ظن من نعتوه بالمهادن والمنصاع لمراكز القرار، ويأخذ الكتاب بقوة، مستعينًا بتيار قوي سيسانده بإخلاص إن هو حمل أشواقهم لاستعادة دور الحركة وفاعليتها.


--------------------

لا، لتعدد الألسن وتضارب التصريحات

..صديق البادي

نشر بتاريخ السبت, 01 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


قال الشاعر:
إذا كثر الطعامُ فخبروني فإن القلب يفسده الطعام
إذا كثر المنامُ فنبهوني فإن العمرَ ينقصه المنام
إذا كثر الكلامُ فسكتوني فإن الدينَ يهدمه الكلام
إذا كثر المشيبُ فحركوني فإن الشيبَ يتبعه الحِمام


إن الحديث المفيد هو المرجو والمطلوب، أما الثرثرة بلا فائدة فهي غير مجدية «ولكل مقام مقال» وفي أيلول الأسود عام 1970م انعقد مؤتمر قمة عربي بالقاهرة كان عاجلاً وطارئاً لإنقاذ الوضع المأساوي الدموي في عمان عاصمة الأردن بين منظمة فتح والفلسطينيين المقيمين بالأردن من جهة وبين السلطات الأردنية الحاكمة من جهة أخرى وأُزهقت أرواح كثيرة، وسالت دماء غزيرة وقد وقع اختيار الملوك والرؤساء العرب على الرئيس نميري ليذهب في تلك الظروف الحرجة إلى عمان على رأس وفد لتهدئة الأوضاع وإقناع الملك الحسين وياسر عرفات بالحضور مع الوفد في طائرة واحدة إلى القاهرة للاجتماع بالملوك والرؤساء لوضع حد لتلك الفتنة، ونجح النميري في مهمته وعندما هبطت الطائرة المقلة لهم في مطار القاهرة كان في انتظارهم عدد ضخم من الصحفيين والمذيعين والإعلاميين الممثلين لوسائط الاإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة مع وجود عدد كبير من مندوبي وكالات الأنباء العالمية لأن ذلك الحدث كان محط أنظار واهتمام العالم، وأدلى النميري لهم جميعاً بتصريح واحد مختصر ولكن محتواه كان كافياً ووافياً «ماقل ودل» وعندما أتيحت فرصة الحديث لعضو الوفد ورئيس وزراء تونس وقتذاك الباهي الأدغم اعتذر بلطف وذكر أن ما أدلى به السيد رئيس الوفد يكفي ولا مزيد فيه لمستزيد، ولو كان سيادته شوفونياً لاهتبل تلك السانحة وسرح ومرح متباهياً بمجازفتهم بأرواحهم ودخولهم في عمان وسط زخّات الرصاص والمدفعية الثقيلة ونجاحهم رغم تلك التعقيدات.


وهناك مواقف حساسة تقتضي وزن الكلمات بميزان الذهب. وفي الحدث الأخيرالذي وصف مرة بأنه محاولة انقلابية ووصف تارة أخرى بأنه محاولة تخريبية كان المهم في المقام الأول هو إعلان الخبر من الجهة الرسمية المتمثلة في الناطق الرسمي باسم الحكومة والناطق الرسمي باسم القوات المسلحة مع ضرورة التنسيق بينهما ليتطابق تماماً محتوى ما يدليان به وبكل تأكيد أن مثل هذه الأحداث الحساسة تقتضي نشراً وطياً وسراً وجهراً، وهذه مسألة تقديرية للمختصين، وبعد إعلان الخبر رسمياً تأتي بعد ذلك مرحلة التعليقات والتحليلات والاجتهادات، ولكن الملاحظ أن التصريحات المتضاربة قد كثرت وفي طيِّها يسعى البعض للإدانة حتى قبل أن تنتهي مرحلة التحريات ويسعى آخرون لملاطفة ومداهمة من وردت أسماؤهم في التهمة ويمسك البعض بالعصا من منتصفها لإرضاء هؤلاء وأولئك وفي ظل هذه «الهرجلة» يُطلُّ سؤال عن موقف الرأي العام من هذا الحدث وهذا شأن من اختصاص الخبراء والمراكز المختصة برصد اتجاهات الرأي العام ولكني كإنسان عادي من غمار المواطنين أُحسُّ وأنا أعيش في قلب الشارع وقد أكون مصيباً أو مخطئاً بأن الشارع لم يدن المحاولة ولم يؤيدها وقابلها بحياد سالب.


وفي تقدير الكثيرين أن هناك اعوجاجاً في المسيرة وقد بحّت أصواتهم بمناداتهم بتقويم الاعوجاج دون جدوى ولا يزال هناك أمل في إجراء إصلاحات بنيوية، والمؤسف أن البعض يختصرون العمليات الإصلاحية في أنفسهم مقدمين الذاتي على الموضوعي رغم أنهم كانوا شركاء في كل ما جرى والمقصود تغيير السياسات قبل الأشخاص مع ضرورة تجديد الدماء وتغيير الوجوه دورياً في كل المواقع، ومن جانب آخر لم تجد ما تسمى بالمحاولة الانقلابية أي تأييد لأن مَن وردت أسماؤهم كانوا جزءاً أصيلاً وفاعلاً في النظام الحاكم وقدموا كل ماعندهم واستنفزوا كل طاقاتهم والتاريخ سيقيِّم ما قدموه في المرحلة السابقة سلباً أو إيجاباً وليس هناك جديد يرجى منهم تقديمه.



وهناك ملاحظة ينبغي الوقوف عندها وهي أن عدداً من القيادات الإنقاذية في مختلف المستويات القيادية على المستوى الاتحادي او الوسيط أو القاعدي اشتركوا في النظام وتمتعوا بامتيازاته وتمرّغ بعضهم في نعيمه أو كانت لهم سلطة وسطوة فيه، ولكنهم فور فقدانهم لمواقعهم أو مراكزهم فإنهم يديرون له ظهر المجن ويسفر بعضهم عن وجه عدائي آخر، وبعضهم يجهر بذلك وبعضهم يهمس أملاً في استعادة أوضاعهم السابقة، وهناك مرارات مترسبة لدى البعض يصعب، بل، تستحيل إزالتها وعلى سبيل المثال: ما زال البعض في محطة المفاصلة التي حدثت في عام 1999م ولم يبرحوها قيد أنملة ولايزال جرحهم نازفاً يغذي فيهم الروح الانتقامية ومن الصعوبة أن يتجاوزوا تلك المحطة وتبعاً لذلك فإن شهادتهم مجروحة في الذي كان يجري في الثلاثة عشر عاماً الأخيرة،

وهناك ظاهره غريبة تتمثل في إصابة البعض بالغبن فور فقدانهم لمناصبهم بل إن بعض الأفراد يعتلي الواحد منهم عدة مواقع وإذا فقد أي واحد منها فإنه يتبرَّم ويسخط والبعض إذا فقد موقعاً رفيعاً يكون شغله الشاغل هو استعداء الآخرين وتحريضهم وحثهم على كتابة المذكرات المضادة ورفعها للمركز وتعكير المياه في ولاياتهم ومحلياتهم ويحدث هذا أيضاً على المستوى الاتحادي وهناك عدد من الولايات يضيع السياسيون من أبنائها وقتهم ووقت المواطنين «كسور وبواقي» في صراعات ومنافسات حول المحاصصات الجهوية والقبلية في توزيع المناصب مع إهمال تام للقضايا الحيوية المتعلقة بالإنتاج والتنمية والخدمات.
وأن كل متهم برئ حتى تثبت إدانته وحسناً فعلت الأجهزة الأمنية المختصة بمعاملتها الطيبة للمقبوض عليهم كما صرح عدد من ذويهم وبالطبع إن تلك الأجهزة تعمل في صمت وبمهنية تامة ولو ترك الآخرون تصريحاتهم العشوائية وتركوا الأجهزه تعمل لتأخذ العدالة مجراها بعد ذلك لكان ذلك أفضل. ولا، لتعدُّد الألسن وتضارب التصريحات


---------------------

للمرة الثانية.. «عبد القادر محمد زين» أميناً عاماً للحركة الإسلامية بالـخرطوم
17 ساعات 35 دقائق منذ



حسن عثمان رزق
الخرطوم – صلاح مضوى

فاز "عبد القادر محمد زين" مجدداً بمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم في انتخابات الإعادة. وجرت عملية الاقتراع إلى وقت متأخر من ليل أمس (الثلاثاء)، فيما انتخب د. "جابر إدريس عويشة" رئيساً لمجلس الشورى و "محمد الأمين التلب" و«عائشة الغبشاوي» نائبين له و"سيد أحمد أبو كساوي" مقرراً.
وحصل عبد القادر على نسبة 87% من الأصوات مقابل 13% لمنافسه "حسن عثمان رزق".
وكانت لجنة استئنافات مركزية برئاسة البروفيسور «ابراهيم أحمد عمر» قد نظرت في شكاوى تطعن في سلامة الإجراءات التي تم بها انتخاب هياكل الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم، خاصة موقع الأمين العام فانتهت إلى قرار إعادة الانتخابات.
يذكر أن «حسن رزق» صرح للصحف بأن تدخلات من مسؤولين بالدولة حالت دون فوزه بمقعد الأمين العام في الجولة الأولى


-----------------

Post: #105
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-09-2012, 05:55 AM
Parent: #104




إسحق فضل الله :

حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.

إسحق فضل الله : حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.





12-08-2012 01:06 PM

اطول شهر في تاريخ الانقاذ (2)

... واصبع يغطي اسم ( قوش) من قائمة قادة الانقلاب يجعل العيون تنظر الي صف طويل من القادة العسكريين الاسلاميين .. فقط .. معتقلين ينتظرون الاحكام
وهذا .. وشئ مثل اجهاش العطاس في الانف يجعل مدير الجهاز يجتمع في اليوم التالي بقادة المجاهدين برئاسة الدفاع الشعبي
وهناك ما يجعله يقسم بالله بان ود ابراهيم اعترف بتدبيره للانقلاب هو شعور غامض بان جهة ما تقود
ود ابراهيم والدولة والسودان الي هاوية.. تشعر الاقدام باقترابها وتجهل العيون مكانها
ومدير الجهاز وهو يصطحب دكتور الزبير امين الحركة الاسلاميه الي اللقاء هذا كان يشير بقوة الي ان احجار الريبة بين الدولة والاسلاميين تبلغ درجة تحتاج الي رجل في حجم الزبير لابعادها
وفي اللقاء ينفجر الحديث عن ان الناس منذ ايام هجليج يحدثون عن ان قادة هجليج الاربعه سوف يبعدون
والصحف في اليوم التالي تحمل تصريح الناطق الرسمي عن ان اللواء عبد الروؤف احد قادة هجليج لا صلة له بالمؤامره
وان اللؤاء مصطفي (احد قادة هجليج) اعتقل لكذا
وكذا
لكن الشعور بان جهة غريبه تقود الدولة الي الهاوية شعور يستمر
....................
....................
وفي قاعة الصداقة في الايام ذاتها قادة الاسلاميين -= اربعة الالف = الذين جاءوا يحملون شعورا قويا لاعادة الحركة الاسلامية الي حقيقتها ينفجرون بالتكبير وهم يرون الطيب ابراهيم يخرج فجأة من غيبة سنوات ويصعد المنصة بكل تاريخة المصادم ويقود المؤتمر ... منتخبا
والشعور هذا ينفجر ومهدي ابراهيم بحنجرتة الضخمة وتاريخه القوي يصعد المنصة ليقود الحوار
والقاعة كلها تتجه بعيونها الي دكتور غازي بكل تاريحة المصادم ليصبح امينا للحركة
لكن اليوم التالي ياتي و امين الحركة الاسلاميه هو الزبير محمد الحسن ... الاسلامي الليبرالي الهادي !!!
ودكتور غازي يقول انه رفض الترشيح لان الدستور المصنوع يجرد امين الحركة من كل شئ
ويصنع لجنة غريبه تقوم بين مجلس الشوري وبين الامين العام وهي كل شئ
الجهة الغريبه اذا تختطف الحركة الاسلاميه وتجعلها مع الدولة ومع المجاهدين ومع السودان في شبكة واحدة تحملها الي الهاويه
(3)
وجملة صغيرة يقولها مدير الجهاز في لقاء المجاهدين تصبح مثل لدغة الثعبان سريعة .. قصيرة .. وقاتلة
قال : حتي ضربة اليرموك كانت جزءا من الانقلاب ودعما خارجيا له
والاصابع التي تشير الي قوش ترتفع قليلا الي السماء لتشير الي طائرات اسرائيل وتتساءل عما اذا كانت قوة قوش تبلغ ادارة طائرات اسرائيل ... والاصابع تشير الي تاريخ الرجل داخل وخارج جهاز الامن .. تاريخا نعود اليه .. تبحث عن اجابة علي سؤالها
لكن الاصابع هذه تعجز عن العودة بعدها للاشارة الي ود ابراهيم مشتركا في مؤامرة اسرائيليه .. وعشرين من كبار القادة الاسلاميين معهم !!!
لكن ودابراهيم يعترف .. حقا بالانقلاب !!!
والتفسيير لكل الفوضي هذه يأتي من خلف الطبول التي تهدر الان تدعو للمحاكمة وما بعدها
(4)
ونحدث العام الاسبق عن انقلاب قوش
وقوش يحصل علي عفو ويدخل البرلمان
ومثير ان السيد قوش ايام الانقلاب الاخير كانت سفنه تدخل الميناء تحمل النفط الذي يستورده الرجل للدوله بعطاء نظيف
والسيد الرئيس لما كان يسأل الفريق قوش ايام انقلابه السابق عن فرقة عسكرية كان يعدها يومئذ سرا وعما يريده منها . يقول هذا انه كان يعدها ( في مقابل الفرقه العسكريه للحركة الشعبيه التي كانت تقيم قريبا من الخرطوم)
والرئيس يساله عن ميكروفونات معينة في اماكن معينة
لكن قوش بعد التحقيق يبعد .. ويبقي ... ولا طبول تضرب ولا محاكمة لكن الطبول تضرب الان بقوة
تضرب لان ركام الاحداث كله ليس اكثر من غطاء يجعل الدولة تقوم بانقلاب ضد نفسها
الطبول تضرب الان عن المحاكمات حتي ترغم الدوله علي اقامة المحاكمات هذه ... التي هي = وبطبيعتها العسكريه = تنتهي الي احكام عنيفة دائما
عندها الدوله ان هي نفذت احكامها هذه انصدع في الدولة صدع لا يلتئم ابدا
وان هي لم تنفذ احكامها انصدعت ثقة الناس في كل ما تقوله الدولة
(5)
و ( اعترافات ) للمتهمين تحملها الصحف كل يوم والاعترافات تصبح ( عبوات يحشوها الناس بكل ما يتهمون به الدولة ).. فيها كل ما قاله المعترفون وما لم يقولوا
وجملة واحده من كلمتين يقولها بيكاسو لوزير دفاع اسانيا عام 1938 تبقي حتي اليوم
(الجيرنكا ) مدينة دمرتها طائرات الدولة يومئذ علي رأس الثوار هناك
وبيكاسو يخلد القصف هذا في اروع لوحة في التاريخ
ووزير الدفاع يقف يوما امام اللوحة ويلتفت ويسأل بيكاسو ..
انت صنعت هذا ؟
قال بيكاسو : لا ... بل انت !!!!
(6)
وحتي لا يذهب السودان الي الهاوية تبقي الضرورة الان هي
ايقاف الحديث الابله عن المحاولة الانقلابيه واسكات الطبول
اسكات الطبول حتي لا تصبح مصنع عبوات لالف اشاعة مدمره تنسب صدقا وكذبا الي ابواب قاعة المحاكمة
وختي لا يقوم المتهون بالفعل باستخدام اسلوب بيكاسو علي كل سؤال تطلقه الدولة ٍ

.... ونحكي.


--------------------

عصام البشير يدعو الى تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية





وصف مصر بأنها " قبلة السودان "
12-08-2012 09:55 AM

الخرطوم: أنس الحداد

دعا د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، خطيب مجمع النور الإسلامي بكافوري، الحكومة لضرورة تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية. وطالب د. عصام في خطبة الجمعة أمس السلطات بسَن قانون يحفظ الفكر من التشتت والاندماج في المجتمعات التي تدعو لنشر العلمانية، وانتقد الأحداث التي قامت بها مجموعة الدندر المتطرفة، وأكّد الحاجة إلى الحوار والنضج الفكري، وقال: (نحن بحاجة إلى الأمن الفكري)، وقال إنه لا ينبغي أن تخرج هذه الفئة عن مجتمع الإسلام والمسلمين وأوامر الحاكم، وطالب المسؤولين بالكف عن التصريحات التي تؤثر في مجرى العدالة وسير التحقيقات، وأشار إلى أن البلاد تحتاج (للمصافحة وليس المناطحة)، وحذّر من أن تسود العلمانية في أوساط المجتمع.

وفي سياق مختلف، انتقد د. عصام الشغب الذي يجري في مصر هذه الأيام بشأن الدستور، ودعا الحكومة لضرورة جمع كل القوى السياسية في مصر من قبل الرئيس المصري للحوار والوصول إلى حل يرضي كل الأطراف، وربط استقرار السودان باستقرار الأوضاع في مصر، ووصف مصر بأنها (قبلة السودان)، واتهم د. عصام جهات لم يسمها بالسعي لأن تكون مصر غير مُستقرة بعد أن فاز الإسلاميون برئاسة البلاد.

الرأي العام


-----------------

بـــلاد العجـائب!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012

13:00
خبران شعرتُ بالأسى والحزن عندما قرأتُهما.. أوَّلهما يقولُ بعنوان عريض في عدد من الصحف (الجيش يُحبط مخطّطًا للجبهة الثورية لضرب الفاشر ويقتل عدداً من المتمردين) ويكشف الخبر أن مواجهات وقعت مع الجبهة الثورية اسفرت عن مقتل وإصابة اثنين من المتمردين!!


أعجب من أن يُحتفى بهذا الخبر ويُعتبر انتصاراً!! أعجب والله أن يبلغ بنا الضعف أن تُهدَّد عواصم ولاياتنا فبعد كادوقلي التي ظلت قوات الجيش الشعبي وعملاؤها من قطاع الشمال يُمطرونها بالكاتيوشا والهاون ها هم يتجرأون على الفاشر التي ظننّا أنها آمنة بل ظننَّا أن كل ولايات شمال دارفور محصَّنة من اعتداءات هؤلاء المارقين.
بالله عليكم من الكاسب من هذا الخبر: قطاع الشمال والجبهة الثورية أم القوات المسلحة السودانية؟!


مقتل اثنين فقط أما بقية المعتدين فقد نجوا ليعودوا ويهاجمونا من جديد!!
أعود للسؤال: من الكاسب من الخبر الذي أفرح بعضَنا لدرجة أن يخرج تصريحٌ رسمي من القوات المسلحة بشمال دارفور تُعلن فيه عن (الانتصار)؟!.. بالله عليكم كيف يستقبل العالم هذا الخبر المبثوث في قنواتنا الفضائية بل وفي القنوات العالمية؟! كيف يستقبل المستثمرون في الخليج وفي الصين مثلاً خبراً كهذا يقول إن إحدى عواصمنا الكبرى تعاني من انفراط الأمن؟! كيف نُقنع المستثمرين بتمويل مشروعاتنا الكبرى بما في ذلك طريق الإنقاذ الغربي!!.


إن استهداف العواصم مقصود في ذاته وشتان شتان بين الاعتداء على عاصمة ولاية أو مدينة كبرى والاعتداء على منطقة طرفية فهم يهدفون إلى توجيه رسالة إلى العالم الخارجي أنَّ بلادنا غير مستقرَّة كما يسعَون إلى الضغط على الحكومة لتذعن لإرادتهم وتستجيب لطلباتهم وشروطهم.


الخبر الثاني والذي أزعجني بحق ما قرأتُه من احتجاج الحركة التي يقودُها التجاني السيسي رئيسُ السلطة الانتقالية بدارفور ونُشر في (الصحافة) أن الحركة زعمت أن القوة التي هاجمتها القوات المسلحة السودانية تابعة لهم!!
عجيبٌ والله أمرُ بلاد العجائب.. لم أفهم والله ولم أدرِ أن الدوحة سارت على درب اتفاقية نيفاشا وسُمح بقيام جيش أو جيوش أخرى بجانب القوات المسلحة السودانية في نفس الدولة ربما لأول مرة في تاريخ العالم!!أسأل الله أن يكون ما صدر عن حركة التحرير والعدالة مجرد خبر كاذب وإلا فإن بلادنا والله العظيم في خطرٍ عظيم إذ كيف يجوز أن نرتكب نفس الخطأ الذي دفعنا ثمنَه ولا نزال في جنوب كردفان والنيل الأزرق.


على كلٍّ أشهد بأن سلوك التجاني السيسي منذ أن التحق بركب الحكومة كان ولا يزال سلوكاً منضبطاً للغاية ولا مقارنة بينه وبين مناوي الذي كان يعقد اجتماعات قوى الإجماع الوطني داخل مكتبه في القصر الجمهوري ويكفي أحداث حي المهندسين التي لعلع فيها الرصاص بين قواته والشرطة ولكن خبر اشتباك قوات السيسي بالقوات المسلحة أدهشني ولا أزال أبحث عن توضيح ينفي أنهم لا يزالون يحتفظون بقواتهم التي لم نرَها تتصدَّى للمتمردين من الحركات الأخرى الرافضة لاتفاق الدوحة.


متى بربِّكم نتمكَّن من تأمين مدننا الكبرى ومتى نعتبرُ أيَّ اعتداء على عواصم الولايات خطاً أحمر لا يجوز بأي حال أن تسمح قواتُنا المسلحة به ومتى يسائلُ برلمانُنا وزارة الدفاع عن أيِّ إخفاق في حماية المدن والعواصم ويعتبر ذلك من الكبائر التي ينبغي أن يُحاسَب المقصِّرون المتسبِّبون فيه حساباً عسيراً؟!



----------------

«الفكي» والتراجع عن الكتاب الأسود.

.خالد حسن كسلا

ا
نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


٭ قبل عدة سنوات صدر ما يُعرف بالكتاب الأسود يتحدَّث عن أن أبناء الشمال من مقرن الخرطوم إلى مقرن عطبرة إلى مُنحنى النيل قد ظلوا يحكمون البلاد بعد الاستقلال في عام 1956م، ومن أصدروا هذا الكتاب الأسود لم يوحوا فيه بأنهم مستوعبون للظروف التي أحيطت بحكم البلاد طيلة هذه الفترة.. ولم يكن التناول في هذا الصدد موضوعياً إذ أن أول رئيس وطني بعد الاستقلال وهو الزعيم العظيم إسماعيل الأزهري من أبناء الأبيض بغرب البلاد وإن كان أبناء عمومته في منحنى النيل وأشهرهم أبطال روايات الطيب صالح الذين عاشوا هناك مثل ود الرواسي والزين وسعيد عشا البايتات وجبر الدار وغيرهم.. وقد حكم الأزهري السودان بصفته زعيم حزب فاز في الانتخابات، أما العسكريون مثل نميري والبشير فقد حكموا البلاد بصفتهم قادة انقلابات حالفها النجاح، فلم يكن هناك قانون أو دستور أو عُرف أو عادات وتقاليد تحدد من وكيف يكون رئيس السودان، بل هناك ظروف موضوعية. وقد حكم البريطانيون الصليبيون الشعب السوداني المسلم، وقد حكم اليهودي سلاطين رودلف إقليم دارفور بعد إعادته ــ وليس ضمه كما يقال ــ إلى السودان عام 1916م فوق دماء الشهيد السلطان علي دينار طيب الله ثراه، والبريطانيون قد انتزعوا السلطة من حاكم السودان القادم من غرب البلاد سيد الشهداء السودانيين الخليفة عبد الله التعايشي.


أما حركة العدل والمساواة التي يُنسب إليها «الكتاب الأسود» فقد اشترطت للمشاركة في المحاولة الانقلابية الأخيرة شرطًا غريباً يدل على أنها غير جادة أو أنها ترى استحالة نجاح العملية حسب معطيات تكون قد استوعبتها وقد أُشير في «الاعترافات» أن هذا الشرط مع شروط أخرى تمت الموافقة عليه.. والسؤال هو هل تراجعت حركة العدل والمساواة عن مضامين الكتاب الأسود حينما وافقت بشروطها على المشاركة في الانقلاب الذي كان بقيادة شخصية من جهة تقع بين «المقرنين»؟!.


دعونا من التعليق على «دجاجة الفكي».. والدجل والشعوذة لنجاح الانقلاب فقد ماتت الدجاجة ورأى «الفكي» نفسه في المنام أن الانقلاب فاشل. نعم الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء هو الله وليس الفكي الدجال المشعوذ الذي قد يواجه بلاغاً في شرطة أمن المجتمع إضافة إلى المحاكمة مع الانقلابيين باعتباره متستر على جريمة تقويض النظام وهي مخالفة للقانون الجنائي.
أود أن أشير إلى ذاك «الكتاب الأسود» الذي يكرِّس للفتنة بين أبناء الوطن الواحد ما دام أن حركة العدل والمساواة الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي لم تمانع في المشاركة في المحاولة الانقلابية بقيادة العميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم».. ثم إذا كانت حركة العدل والمساواة ترفض الجلوس للتفاوض للمشاركة في إحلال السلام والأمن في دارفور وإعادة الإعمار والعمران الجديد والتنمية والخدمات لأنها تراهن على تغيير النظام هل تقبل بأن يكون قائد النظام الجديد من غير أعضائها في قيادتها؟!.

إذا قبلت تكون قد تراجعت عن الكتاب الأسود، وفهمت أن تاريخ السودان السياسي بعد الاستقلال وحاضره حكمته ظروف موضوعية أهمها وجود عاصمة البلاد في موقعها هذا وسط تركيبة قبائلية ومجتمعية معينة. ولو افترضنا أن عاصمة البلاد هي الجنينة أو جوبا «قبل الانفصال» هل كان سيكون تأريخ السودان كما هو الأن؟!. إذن الحركة المتمردة تتذرع وتتتحايل بأشياء كعمل منهجي للاستقطاب. وقبل الانفصال ورغم تمرد الجنوب لم نسمع بأن ضابطاً جنوبياً قاد انقلاباً، لكن لو كانت العاصمة جوبا بالفعل ويمكن أن ينجح الانقلاب. إذن فلا بد أن تمزق حركة خليل الكتاب الأسود تمزيقاً وتؤسس حزباً سياسياً يقوده جبريل ويكون جنودها أعضاءه وغيرهم


------------------

بعد دحر الانقلاب.. ومؤتمر الحركة الإسلامية:

مأزق التغيير الوزاري والإصلاح السياسي في الإنقاذ
17

{ عندما تغمض قيادة المؤتمر الوطني أعينها عن الإصلاح، وتتجاهل دعوات التجديد التي تصدر في غالبها عن مشفقين لا متربصين، وتغلق أبواب الأمل في غد أفضل، وتراوح سياسات الحكومة ما بين إقبال على السلام وإدبار من دفع استحقاقاته، تتمدد مساحات الإحباط و(يصبح) قيادي في قامة وثقل د. "غازي صلاح الدين" كاتباً في الصحف (معلقاً) على الأحداث بدلاً عن ممارسة دوره كصانع لها، وينقلب الذي أؤتمن على سد ثغرات الأمن وحراسة بوابة الإنقاذ (متآمراً) عليها. وقد كشفت الأحداث الأخيرة عن أن الخطر على الإنقاذ من الإنقاذ نفسها، والتآمر لا جنس له ولا قبيلة ولا حزب.. بعد أن تكشفت حقيقة المحاولة الانقلابية التي ظنها الكثيرون محض هراء واتهامات باطلة في حق نجوم مضيئة في ليل الإنقاذ، لكن ما كشفته الأيام الأخيرة أثبت صحة المحاولة الانقلابية، كأول محاولة انقلابية يقودها رجال من داخل البيت.


ودعاوى الإصلاح والتجديد التي تحدث عنها القادة والرموز في الانتخابات الماضية وما قبل انقسام الجنوب، كانت شعارات أكثر منها التزامات واجبة التنفيذ، وتم إفراغ دعاوى التجديد من مضامينها بإبقاء المؤتمر الوطني على وجوده في الجهاز التنفيذي وظل في كرسي الوزارة لمدة بلغت (23) عاماً.. (هرمت) الكراسي وتآكلت المباني، ولم تتزحزح تلك القيادات عن مقاعدها الوثيرة، وحينما تنطلق دعوات التغيير والإصلاح من القطاعات الشبابية، (يملك) شيوخ الإنقاذ قدرة فائقة على تجميل وجوههم وإعادة طلاء بشرتها (الناعمة)، ويجعلون من أنفسهم وذواتهم الفانية ثوابت وطنية لا تتغير ولا تتبدل، حتى ضعف أداء الدولة وتبدت علامات الشيخوخة والوهن.. ونظرة واحدة إلى صورة مجلس الوزراء التي تبث أسبوعياً (تكفي) المراقب (المدقق) في مشهد الشيوخ الذين يغالبون ويقاومون بصمات الزمن في الوجوه، والشعر الأبيض، الذي تغطيه أحياناً العمائم البيضاء وأحياناً (الأصباغ) الكيماوية.


وحده الرئيس "البشير" كان صادقاً في رغبته بالتنحي عن السلطة وعدم الترشح مرة أخرى، وأضاف "البشير" عبارات صادقة حينما كان يتحدث للجالية السودانية في المملكة العربية السعودية التي التقاها حينما خرج من المستشفى، قال: (المرض يكفر ذنوب الحكم).. ذلك على الصعيد الشخصي، حينما يشعر الرئيس بوخز الضمير، ولكن متى يشعر تنظيم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بذات شعور الرئيس الصادق ويقبل على إصلاح ما أفسدته سنوات الحكم المطلق دون رقابة أجهزة تشريعية فاعلة وصحافة حقيقية تستقصي بالأدلة عن الإخفاقات، ولا تلعب دور (البوق) للحكومة أو المعارضة الكسيحة التي تسعى لاستغلال الأقلام واستنفار الصحف لتناضل نيابة عنها وتحارب الحكومة لصالحها؟!


{ أجهضت الحكومة في نسختها قبل الأخيرة (اتفاقية نيفاشا) بنفسها، حينما أبعدت فريق نيفاشا بسبب (تكتيكات) لعبة السلطة الداخلية وتوازنات القوى.. وجاءت بمن لا يؤمن باتفاقية السلام وارتضاها كأمر واقع، وأذعن لها خوفاً ورهبة من صناعها، وأسندت لهؤلاء مهمة تنفيذ الاتفاقية فأوردوها المهالك و(شيعوها)، ومعها ذهب ثلث جغرافية الوطن، وحقبة نيفاشا التي يلعنها من استفادوا من ريعها وشربوا نخبها وأكلوا طيباتها، هي ما أثمرت رخاء اقتصادياً ورفاهية للشعب عاشها طوال سنوات ما بعد 2005م حتى انفصال الجنوب، الذي لم تبد (هوان) البلاد وبؤس التفكير حينما خرجت على الشعب مسيرة هزيلة تشبه مسيرة الردع التي أخرجت قبيل الانتفاضة بقليل فكشفت عن خوار وضعف نظام مايو.. أطلق على مسيرة ما بعد الانفصال (تحية العلم) أنفق عليها المليارات من المال العام، ######ر منها الأقربون للإنقاذ قبل البعيدين.. وفاز المشير "البشير" في انتخابات شهدت تنافساً مع بعض المرشحين من هامش المعارضة الضعيف، وكان حرياً بالمؤتمر الوطني احترام الانتخابات التي لم تحترمها القوى السياسية ولا المجتمع الدولي،

ولكن الرغبة في السيطرة على الأوضاع والهيمنة والقبضة الحديدية على أنفاس السلطة، دفعت المؤتمر الوطني لإلغاء نتائج الانتخابات التنفيذية (عملياً) بإعفاء ولاة منتخبين من الشعب، وعين مكانهم آخرين من صفه ولم يطرف له جفن، ولم يكلف المؤتمر الوطني نفسه عناء تبرير أسباب (انقلابه) على انتخاباته حتى لعضويته الملتزمة، وحصد ثمرة أخطائه أحداثاً مرة في نيالا حينما أزهقت أرواح بريئة و(خربت) ممتلكات عامة.. ومن حسن حظ المؤتمر الوطني، ومن سوء تدبيره، أن الذين تظاهروا في نيالا كانوا يطالبون بوالٍ (مؤتمر وطني) انتخبوه بحر إرادتهم، والذين (قمعوا) التظاهرات هم مؤتمر وطني، وما نيالا إلا مثال لأخطاء في الممارسة وغياب لمنهج الحكم الرشيد، وعين المؤتمر الوطني ولاة للقضارف وزالنجي والجنينة بديلين لولاة منتخبين، ووضع على رئاسة بعض المجالس التشريعية رؤساء لم ينتخبهم الشعب، وخسروا المعركة الانتخابية إمعاناً في ازدراء التجربة التي خاضها الحزب بمحض اختياراته وبكامل وعيه السياسي.


{ الإصلاح إداري أم منهجي؟؟


بعض القيادات يحرّفون معنى الإصلاح السياسي، بمجرد تنقلات سياسية واستبدال وجوه بأخرى، وإعفاء موظفين وتعيين آخرين، وهؤلاء يجهضون مشروع الإصلاح ويفرغونه من محتواه حينما يصبح الإصلاح مجرد عملية إدارية محدودة الأهداف بلا برنامج واضح وخطط إستراتيجية تتآكل الأنظمة من داخلها وتبدأ في (حفر) مقبرتها بيدها..


والإصلاح ليس شعارات ولا تنقلات مثل كشف الضباط الإداريين، ولا عمليات تجميل لهياكل الحكم وتغيير وتبديل أسماء الوزارات ودمجها ثم إعادة توزيعها حسبما تقتضي الظروف، وقد (ركبت) الحكومة سرج الإصلاح الاقتصادي بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية بكلاكلها على البلاد، وبدلاً عن انتهاج سياسات اقتصادية تحرر الاقتصاد من قيود اقتصاد الدولة لاقتصاد السوق والإقبال على تفكيك الأزمات السياسية بوقف الحرب المهلكة في دارفور والحيلولة دون نشوبها في مناطق أخرى، أخذت الحكومة على عاتقها خفض عدد وزراء الدولة في وزارة الصحة من ثلاثة إلى وزير دولة واحد، وإلغاء وزارة التعاون الدولي وتقسيم أصولها وتوزيع موظفيها ما بين المالية والخارجية، وتقليص عدد لجان البرلمان من عشرين لجنة إلى ثماني لجان، وما إلى ذلك من الأكليشيهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأدبرت الحكومة عن الإصلاح الحقيقي المتمثل في إلغاء تجنيب المال العام الذي جعل إيرادات شركات الكهرباء البالغة مليارات الدولارات في العام خارج سيطرة الدولة، وتذهب كل عائدات مشروع كهرباء سد مروي الذي تم تشييده بعائدات البترول والضرائب التي فرضت على مزارعي البلح في تنقاسي، وضريبة القطعان على أبقار الحوازمة في تخوم كردفان، وما تبقى من عائدات قطن الجزيرة والضرائب على المغتربين، ولا تملك وزارة المالية على شركات الكهرباء سلطة ولا يجرؤ وزير في الدولة على الجهر برأي حولها وإلا وجد نفسه خارج المنظومة الحاكمة..

وضحك وزير المالية ساخراً من نفسه أو من حكومته حينما روى للصحافيين قصة رجل الشرطة الذي (استوقفه) بشارع الغابة وقيد له مخالفة بالحديث أثناء السير، والشرطي فرض غرامة على وزير المالية وحرر له أورنيك غير مشروع، ولا تذهب الأموال التي تُجنى من المواطنين بغير أورنيك (15) لخزينة الدولة التي تنشر شرطة المرور في المنحنيات، ويبدو مظهر الدولة مثيراً للشفقة والرثاء وهي تتربص بمواطنيها في الطرقات العامة وتتخفى بين الأشجار لتفرض الغرامات على المواطنين.. والإصلاح الحقيقي في إطلاق يد البرلمان لمراقبة الجهاز التنفيذي، وتحرر النواب من قبضة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني، مع أن (98%) من نواب البرلمان هم مؤتمر وطني.. والإصلاح يبدأ أولاً بالنظرة الفكرية للمؤتمر الوطني في المستقبل، والبدائل السياسية والمراجعة الشاملة لتجربة تقارب الآن ربع القرن من الزمان، وتقليص عدد الوزراء وإلغاء بعض الوظائف وإعفاء ما يسمى بالخبراء الوطنيين، وهي وظائف غامضة بلا تعريف محدد يتم وهبها لمن تحبه الحكومة أو من تخشى شره (فتبقى) عليه قريباً منها، يصرف ملايين الجنيهات دون أداء أي عمل، بينما الجندي الذي يقاتل في الميدان يذود عن الدولة لتبقى، وعن الحكومة لتبسط سيطرتها يُطرد فلذات أكباده من المدارس بسبب الرسوم ولا ينال مرتباً يوازي جهده.. وأخيراً جهر السيد الفريق "مهدي بابو نمر" بكلمة حق بالبرلمان حينما طالب بمضاعفة مرتبات جنود القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن، ليس الجنود فحسب، بل كل منسوبي هذه الأجهزة من الضباط وضباط الصف والجنود أوضاعهم المعيشية تستدعي تحسيناً شاملاً!!


{ النسخة القادمة


قبل دحر المحاولة الانقلابية الأخيرة ترددت معلومات عن اتجاه داخل الحزب الحاكم بمراجعة جزئية لهياكل الحكومة بإعفاء بعض الوزراء، وتعيين آخرين مكانهم.. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن سد شواغر في جسد الحكومة، بتعيين وزير للإرشاد والأوقاف، ووزير دولة بالشباب والرياضة لخلو هذين المقعدين منذ استشهاد الوزيرين "غازي الصادق" و"محجوب عبد الرحيم كجو" في عيد الفطر الماضي، وترددت معلومات عن تغييرات في وزارة الخارجية والتجارة الخارجية والمالية أحياناً، ثم جاءت المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أضحت بعدها المراجعة والتغيير والتبديل فرض عين على الحكومة، لا لسد الشواغر فحسب، بل لدفق الأمل في النفوس الحائرة، وترميم صفوف التيار الإسلامي الذي أصابته التطورات الأخيرة من جهة الحركة الإسلامية ومخرجات مؤتمرها الأخير والمحاولة الانقلابية بشروخ عميقة، حتى تبدى الغضب الشديد على رجل عرف بسعة الصدر والكتمان، فتحدث "علي عثمان محمد طه" بلهجة القاضي والقانوني في احتفالية لولاية الخرطوم..


والمحاولة الانقلابية بذرت الشكوك وعدم الثقة في صف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فأخذ البعض يهمس بمشاركة (فلان) و(علان)، لكن الأجهزة الأمنية أثبتت مرة أخرى كفاءتها في إدارة الأزمة بحنكة وعقل سياسي وقدر كبير من التريث، حتى لا يؤخذ الناس بالشبهات خاصة وجميع المتهمين في المحاولة هم أولاد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، حتى الاتصالات بالمعارضة اتجهت نحو حركة العدل والمساواة ذات المرجعية الإسلامية.. والمحاولة الانقلابية وتبعاتها تتمخض عنها الآن حكومة جديدة تلوح بوادرها في الأفق.. فما هي واجبات الحكومة الجديدة ومشروعها الجديد؟؟ صحيح أن الرئيس "عمر البشير" قد أعلن رغبته في التنحي، ولكن لا ينبغي له أن يترك الحكومة تشيخ وتهرم وتجف أطرافها بداء السكري، وتفقد حاسة السمع والبصر فتمشي مكبة على وجهها.. حتى تسقط.. الحكومة القادمة ينبغي لها أن تنهض بأعباء تسوية النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بإيقاف الحرب حتى لا تسقط هي نفسها، وأن تتجه إلى تأسيس علاقات مع دول غربية تجدها عند المحن، وقد أثبتت تجربة العلاقة مع الصين فشلها.. فالصين التي فتح السودان لها أبواب الاستثمار في أفريقيا تخلت عنه لمجرد أن عائدات البترول تناقصت، وأوقفت الصين قرضها ذا الثلاثة مليارات دولار ولم تلعب أي دور لصالح السودان في مجلس الأمن، وباتت مراجعة العلاقات العربية بمثابة فرض عين.. والعرب تخلوا عن السودان في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخيرة بما في ذلك دول الربيع العربي، التي بلغ السلطة فيها إسلاميون.. وداخلياً مواجهة الحكومة القادمة بمصاعب كبيرة في تجاوز الأزمة الاقتصادية، ثم النهوض باستحقاقات صياغة دستور متفق عليه من قبل كل القوى السياسية، وأي دستور تتم (حياكته) بإجماع القوى الحاكمة وحدها ويُطرح للشعب عبر استفتاء صوري لن تُكتب له الديمومة والاستمرار، وقد شارفت تجارب السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم، الـ(60) عاماً، والبلاد تُحكم بدساتير مؤقتة.


{ الإنقاذ في نسختها الرابعة المنتظر ولادتها في مقبل الأيام، قد تحمل بعض سمات النسخ الماضية، ويقودها بعض الشيوخ، لكن لا ينبغي للقيادة السياسية أن تتجاهل كل الإخفاقات وتغمض أعينها عن الإصلاح، وتحاول إعادة طلاء الوجوه القديمة وتقديمهم للشعب باعتبارهم ثوابت، وسيوفاً تحارب في كل الأزمان، ورجالاً صالحين يخافون الله، أقوياء في أنفسهم أشداء على غيرهم.. وتجديد دماء الحزب والدولة، إذا لم يتقدمه تجديد للأفكار والرؤى والبرامج والسياسات يصبح مجرد طلاء لمبنى قديم بدهانات زاهية الألوان.. والطريق نحو التجديد شاق وصعب ويواجه بمتاريس، وكل من يتصدى للإصلاح سيواجه بالتخوين، ويوغر (المخبرون) صدور القادة والقيادات في مواجهته، كما يفعل البعض تجاه د. "غازي صلاح الدين" الذي لولا جهده وتدبيره لما أفلح أصحاب مذكرة العشرة في إبعاد "الترابي" من المؤتمر الوطني والزج به في غياهب الحبس سجيناً.. وإطلاق يد "البشير" رئيساً!!

المجهر

Post: #106
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-09-2012, 05:56 AM
Parent: #104




إسحق فضل الله :

حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.

إسحق فضل الله : حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.





12-08-2012 01:06 PM

اطول شهر في تاريخ الانقاذ (2)

... واصبع يغطي اسم ( قوش) من قائمة قادة الانقلاب يجعل العيون تنظر الي صف طويل من القادة العسكريين الاسلاميين .. فقط .. معتقلين ينتظرون الاحكام
وهذا .. وشئ مثل اجهاش العطاس في الانف يجعل مدير الجهاز يجتمع في اليوم التالي بقادة المجاهدين برئاسة الدفاع الشعبي
وهناك ما يجعله يقسم بالله بان ود ابراهيم اعترف بتدبيره للانقلاب هو شعور غامض بان جهة ما تقود
ود ابراهيم والدولة والسودان الي هاوية.. تشعر الاقدام باقترابها وتجهل العيون مكانها
ومدير الجهاز وهو يصطحب دكتور الزبير امين الحركة الاسلاميه الي اللقاء هذا كان يشير بقوة الي ان احجار الريبة بين الدولة والاسلاميين تبلغ درجة تحتاج الي رجل في حجم الزبير لابعادها
وفي اللقاء ينفجر الحديث عن ان الناس منذ ايام هجليج يحدثون عن ان قادة هجليج الاربعه سوف يبعدون
والصحف في اليوم التالي تحمل تصريح الناطق الرسمي عن ان اللواء عبد الروؤف احد قادة هجليج لا صلة له بالمؤامره
وان اللؤاء مصطفي (احد قادة هجليج) اعتقل لكذا
وكذا
لكن الشعور بان جهة غريبه تقود الدولة الي الهاوية شعور يستمر
....................
....................
وفي قاعة الصداقة في الايام ذاتها قادة الاسلاميين -= اربعة الالف = الذين جاءوا يحملون شعورا قويا لاعادة الحركة الاسلامية الي حقيقتها ينفجرون بالتكبير وهم يرون الطيب ابراهيم يخرج فجأة من غيبة سنوات ويصعد المنصة بكل تاريخة المصادم ويقود المؤتمر ... منتخبا
والشعور هذا ينفجر ومهدي ابراهيم بحنجرتة الضخمة وتاريخه القوي يصعد المنصة ليقود الحوار
والقاعة كلها تتجه بعيونها الي دكتور غازي بكل تاريحة المصادم ليصبح امينا للحركة
لكن اليوم التالي ياتي و امين الحركة الاسلاميه هو الزبير محمد الحسن ... الاسلامي الليبرالي الهادي !!!
ودكتور غازي يقول انه رفض الترشيح لان الدستور المصنوع يجرد امين الحركة من كل شئ
ويصنع لجنة غريبه تقوم بين مجلس الشوري وبين الامين العام وهي كل شئ
الجهة الغريبه اذا تختطف الحركة الاسلاميه وتجعلها مع الدولة ومع المجاهدين ومع السودان في شبكة واحدة تحملها الي الهاويه
(3)
وجملة صغيرة يقولها مدير الجهاز في لقاء المجاهدين تصبح مثل لدغة الثعبان سريعة .. قصيرة .. وقاتلة
قال : حتي ضربة اليرموك كانت جزءا من الانقلاب ودعما خارجيا له
والاصابع التي تشير الي قوش ترتفع قليلا الي السماء لتشير الي طائرات اسرائيل وتتساءل عما اذا كانت قوة قوش تبلغ ادارة طائرات اسرائيل ... والاصابع تشير الي تاريخ الرجل داخل وخارج جهاز الامن .. تاريخا نعود اليه .. تبحث عن اجابة علي سؤالها
لكن الاصابع هذه تعجز عن العودة بعدها للاشارة الي ود ابراهيم مشتركا في مؤامرة اسرائيليه .. وعشرين من كبار القادة الاسلاميين معهم !!!
لكن ودابراهيم يعترف .. حقا بالانقلاب !!!
والتفسيير لكل الفوضي هذه يأتي من خلف الطبول التي تهدر الان تدعو للمحاكمة وما بعدها
(4)
ونحدث العام الاسبق عن انقلاب قوش
وقوش يحصل علي عفو ويدخل البرلمان
ومثير ان السيد قوش ايام الانقلاب الاخير كانت سفنه تدخل الميناء تحمل النفط الذي يستورده الرجل للدوله بعطاء نظيف
والسيد الرئيس لما كان يسأل الفريق قوش ايام انقلابه السابق عن فرقة عسكرية كان يعدها يومئذ سرا وعما يريده منها . يقول هذا انه كان يعدها ( في مقابل الفرقه العسكريه للحركة الشعبيه التي كانت تقيم قريبا من الخرطوم)
والرئيس يساله عن ميكروفونات معينة في اماكن معينة
لكن قوش بعد التحقيق يبعد .. ويبقي ... ولا طبول تضرب ولا محاكمة لكن الطبول تضرب الان بقوة
تضرب لان ركام الاحداث كله ليس اكثر من غطاء يجعل الدولة تقوم بانقلاب ضد نفسها
الطبول تضرب الان عن المحاكمات حتي ترغم الدوله علي اقامة المحاكمات هذه ... التي هي = وبطبيعتها العسكريه = تنتهي الي احكام عنيفة دائما
عندها الدوله ان هي نفذت احكامها هذه انصدع في الدولة صدع لا يلتئم ابدا
وان هي لم تنفذ احكامها انصدعت ثقة الناس في كل ما تقوله الدولة
(5)
و ( اعترافات ) للمتهمين تحملها الصحف كل يوم والاعترافات تصبح ( عبوات يحشوها الناس بكل ما يتهمون به الدولة ).. فيها كل ما قاله المعترفون وما لم يقولوا
وجملة واحده من كلمتين يقولها بيكاسو لوزير دفاع اسانيا عام 1938 تبقي حتي اليوم
(الجيرنكا ) مدينة دمرتها طائرات الدولة يومئذ علي رأس الثوار هناك
وبيكاسو يخلد القصف هذا في اروع لوحة في التاريخ
ووزير الدفاع يقف يوما امام اللوحة ويلتفت ويسأل بيكاسو ..
انت صنعت هذا ؟
قال بيكاسو : لا ... بل انت !!!!
(6)
وحتي لا يذهب السودان الي الهاوية تبقي الضرورة الان هي
ايقاف الحديث الابله عن المحاولة الانقلابيه واسكات الطبول
اسكات الطبول حتي لا تصبح مصنع عبوات لالف اشاعة مدمره تنسب صدقا وكذبا الي ابواب قاعة المحاكمة
وختي لا يقوم المتهون بالفعل باستخدام اسلوب بيكاسو علي كل سؤال تطلقه الدولة ٍ

.... ونحكي.


--------------------

عصام البشير يدعو الى تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية





وصف مصر بأنها " قبلة السودان "
12-08-2012 09:55 AM

الخرطوم: أنس الحداد

دعا د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، خطيب مجمع النور الإسلامي بكافوري، الحكومة لضرورة تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية. وطالب د. عصام في خطبة الجمعة أمس السلطات بسَن قانون يحفظ الفكر من التشتت والاندماج في المجتمعات التي تدعو لنشر العلمانية، وانتقد الأحداث التي قامت بها مجموعة الدندر المتطرفة، وأكّد الحاجة إلى الحوار والنضج الفكري، وقال: (نحن بحاجة إلى الأمن الفكري)، وقال إنه لا ينبغي أن تخرج هذه الفئة عن مجتمع الإسلام والمسلمين وأوامر الحاكم، وطالب المسؤولين بالكف عن التصريحات التي تؤثر في مجرى العدالة وسير التحقيقات، وأشار إلى أن البلاد تحتاج (للمصافحة وليس المناطحة)، وحذّر من أن تسود العلمانية في أوساط المجتمع.

وفي سياق مختلف، انتقد د. عصام الشغب الذي يجري في مصر هذه الأيام بشأن الدستور، ودعا الحكومة لضرورة جمع كل القوى السياسية في مصر من قبل الرئيس المصري للحوار والوصول إلى حل يرضي كل الأطراف، وربط استقرار السودان باستقرار الأوضاع في مصر، ووصف مصر بأنها (قبلة السودان)، واتهم د. عصام جهات لم يسمها بالسعي لأن تكون مصر غير مُستقرة بعد أن فاز الإسلاميون برئاسة البلاد.

الرأي العام


-----------------

بـــلاد العجـائب!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012

13:00
خبران شعرتُ بالأسى والحزن عندما قرأتُهما.. أوَّلهما يقولُ بعنوان عريض في عدد من الصحف (الجيش يُحبط مخطّطًا للجبهة الثورية لضرب الفاشر ويقتل عدداً من المتمردين) ويكشف الخبر أن مواجهات وقعت مع الجبهة الثورية اسفرت عن مقتل وإصابة اثنين من المتمردين!!


أعجب من أن يُحتفى بهذا الخبر ويُعتبر انتصاراً!! أعجب والله أن يبلغ بنا الضعف أن تُهدَّد عواصم ولاياتنا فبعد كادوقلي التي ظلت قوات الجيش الشعبي وعملاؤها من قطاع الشمال يُمطرونها بالكاتيوشا والهاون ها هم يتجرأون على الفاشر التي ظننّا أنها آمنة بل ظننَّا أن كل ولايات شمال دارفور محصَّنة من اعتداءات هؤلاء المارقين.
بالله عليكم من الكاسب من هذا الخبر: قطاع الشمال والجبهة الثورية أم القوات المسلحة السودانية؟!


مقتل اثنين فقط أما بقية المعتدين فقد نجوا ليعودوا ويهاجمونا من جديد!!
أعود للسؤال: من الكاسب من الخبر الذي أفرح بعضَنا لدرجة أن يخرج تصريحٌ رسمي من القوات المسلحة بشمال دارفور تُعلن فيه عن (الانتصار)؟!.. بالله عليكم كيف يستقبل العالم هذا الخبر المبثوث في قنواتنا الفضائية بل وفي القنوات العالمية؟! كيف يستقبل المستثمرون في الخليج وفي الصين مثلاً خبراً كهذا يقول إن إحدى عواصمنا الكبرى تعاني من انفراط الأمن؟! كيف نُقنع المستثمرين بتمويل مشروعاتنا الكبرى بما في ذلك طريق الإنقاذ الغربي!!.


إن استهداف العواصم مقصود في ذاته وشتان شتان بين الاعتداء على عاصمة ولاية أو مدينة كبرى والاعتداء على منطقة طرفية فهم يهدفون إلى توجيه رسالة إلى العالم الخارجي أنَّ بلادنا غير مستقرَّة كما يسعَون إلى الضغط على الحكومة لتذعن لإرادتهم وتستجيب لطلباتهم وشروطهم.


الخبر الثاني والذي أزعجني بحق ما قرأتُه من احتجاج الحركة التي يقودُها التجاني السيسي رئيسُ السلطة الانتقالية بدارفور ونُشر في (الصحافة) أن الحركة زعمت أن القوة التي هاجمتها القوات المسلحة السودانية تابعة لهم!!
عجيبٌ والله أمرُ بلاد العجائب.. لم أفهم والله ولم أدرِ أن الدوحة سارت على درب اتفاقية نيفاشا وسُمح بقيام جيش أو جيوش أخرى بجانب القوات المسلحة السودانية في نفس الدولة ربما لأول مرة في تاريخ العالم!!أسأل الله أن يكون ما صدر عن حركة التحرير والعدالة مجرد خبر كاذب وإلا فإن بلادنا والله العظيم في خطرٍ عظيم إذ كيف يجوز أن نرتكب نفس الخطأ الذي دفعنا ثمنَه ولا نزال في جنوب كردفان والنيل الأزرق.


على كلٍّ أشهد بأن سلوك التجاني السيسي منذ أن التحق بركب الحكومة كان ولا يزال سلوكاً منضبطاً للغاية ولا مقارنة بينه وبين مناوي الذي كان يعقد اجتماعات قوى الإجماع الوطني داخل مكتبه في القصر الجمهوري ويكفي أحداث حي المهندسين التي لعلع فيها الرصاص بين قواته والشرطة ولكن خبر اشتباك قوات السيسي بالقوات المسلحة أدهشني ولا أزال أبحث عن توضيح ينفي أنهم لا يزالون يحتفظون بقواتهم التي لم نرَها تتصدَّى للمتمردين من الحركات الأخرى الرافضة لاتفاق الدوحة.


متى بربِّكم نتمكَّن من تأمين مدننا الكبرى ومتى نعتبرُ أيَّ اعتداء على عواصم الولايات خطاً أحمر لا يجوز بأي حال أن تسمح قواتُنا المسلحة به ومتى يسائلُ برلمانُنا وزارة الدفاع عن أيِّ إخفاق في حماية المدن والعواصم ويعتبر ذلك من الكبائر التي ينبغي أن يُحاسَب المقصِّرون المتسبِّبون فيه حساباً عسيراً؟!



----------------

«الفكي» والتراجع عن الكتاب الأسود.

.خالد حسن كسلا

ا
نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


٭ قبل عدة سنوات صدر ما يُعرف بالكتاب الأسود يتحدَّث عن أن أبناء الشمال من مقرن الخرطوم إلى مقرن عطبرة إلى مُنحنى النيل قد ظلوا يحكمون البلاد بعد الاستقلال في عام 1956م، ومن أصدروا هذا الكتاب الأسود لم يوحوا فيه بأنهم مستوعبون للظروف التي أحيطت بحكم البلاد طيلة هذه الفترة.. ولم يكن التناول في هذا الصدد موضوعياً إذ أن أول رئيس وطني بعد الاستقلال وهو الزعيم العظيم إسماعيل الأزهري من أبناء الأبيض بغرب البلاد وإن كان أبناء عمومته في منحنى النيل وأشهرهم أبطال روايات الطيب صالح الذين عاشوا هناك مثل ود الرواسي والزين وسعيد عشا البايتات وجبر الدار وغيرهم.. وقد حكم الأزهري السودان بصفته زعيم حزب فاز في الانتخابات، أما العسكريون مثل نميري والبشير فقد حكموا البلاد بصفتهم قادة انقلابات حالفها النجاح، فلم يكن هناك قانون أو دستور أو عُرف أو عادات وتقاليد تحدد من وكيف يكون رئيس السودان، بل هناك ظروف موضوعية. وقد حكم البريطانيون الصليبيون الشعب السوداني المسلم، وقد حكم اليهودي سلاطين رودلف إقليم دارفور بعد إعادته ــ وليس ضمه كما يقال ــ إلى السودان عام 1916م فوق دماء الشهيد السلطان علي دينار طيب الله ثراه، والبريطانيون قد انتزعوا السلطة من حاكم السودان القادم من غرب البلاد سيد الشهداء السودانيين الخليفة عبد الله التعايشي.


أما حركة العدل والمساواة التي يُنسب إليها «الكتاب الأسود» فقد اشترطت للمشاركة في المحاولة الانقلابية الأخيرة شرطًا غريباً يدل على أنها غير جادة أو أنها ترى استحالة نجاح العملية حسب معطيات تكون قد استوعبتها وقد أُشير في «الاعترافات» أن هذا الشرط مع شروط أخرى تمت الموافقة عليه.. والسؤال هو هل تراجعت حركة العدل والمساواة عن مضامين الكتاب الأسود حينما وافقت بشروطها على المشاركة في الانقلاب الذي كان بقيادة شخصية من جهة تقع بين «المقرنين»؟!.


دعونا من التعليق على «دجاجة الفكي».. والدجل والشعوذة لنجاح الانقلاب فقد ماتت الدجاجة ورأى «الفكي» نفسه في المنام أن الانقلاب فاشل. نعم الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء هو الله وليس الفكي الدجال المشعوذ الذي قد يواجه بلاغاً في شرطة أمن المجتمع إضافة إلى المحاكمة مع الانقلابيين باعتباره متستر على جريمة تقويض النظام وهي مخالفة للقانون الجنائي.
أود أن أشير إلى ذاك «الكتاب الأسود» الذي يكرِّس للفتنة بين أبناء الوطن الواحد ما دام أن حركة العدل والمساواة الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي لم تمانع في المشاركة في المحاولة الانقلابية بقيادة العميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم».. ثم إذا كانت حركة العدل والمساواة ترفض الجلوس للتفاوض للمشاركة في إحلال السلام والأمن في دارفور وإعادة الإعمار والعمران الجديد والتنمية والخدمات لأنها تراهن على تغيير النظام هل تقبل بأن يكون قائد النظام الجديد من غير أعضائها في قيادتها؟!.

إذا قبلت تكون قد تراجعت عن الكتاب الأسود، وفهمت أن تاريخ السودان السياسي بعد الاستقلال وحاضره حكمته ظروف موضوعية أهمها وجود عاصمة البلاد في موقعها هذا وسط تركيبة قبائلية ومجتمعية معينة. ولو افترضنا أن عاصمة البلاد هي الجنينة أو جوبا «قبل الانفصال» هل كان سيكون تأريخ السودان كما هو الأن؟!. إذن الحركة المتمردة تتذرع وتتتحايل بأشياء كعمل منهجي للاستقطاب. وقبل الانفصال ورغم تمرد الجنوب لم نسمع بأن ضابطاً جنوبياً قاد انقلاباً، لكن لو كانت العاصمة جوبا بالفعل ويمكن أن ينجح الانقلاب. إذن فلا بد أن تمزق حركة خليل الكتاب الأسود تمزيقاً وتؤسس حزباً سياسياً يقوده جبريل ويكون جنودها أعضاءه وغيرهم


------------------

بعد دحر الانقلاب.. ومؤتمر الحركة الإسلامية:

مأزق التغيير الوزاري والإصلاح السياسي في الإنقاذ
17

{ عندما تغمض قيادة المؤتمر الوطني أعينها عن الإصلاح، وتتجاهل دعوات التجديد التي تصدر في غالبها عن مشفقين لا متربصين، وتغلق أبواب الأمل في غد أفضل، وتراوح سياسات الحكومة ما بين إقبال على السلام وإدبار من دفع استحقاقاته، تتمدد مساحات الإحباط و(يصبح) قيادي في قامة وثقل د. "غازي صلاح الدين" كاتباً في الصحف (معلقاً) على الأحداث بدلاً عن ممارسة دوره كصانع لها، وينقلب الذي أؤتمن على سد ثغرات الأمن وحراسة بوابة الإنقاذ (متآمراً) عليها. وقد كشفت الأحداث الأخيرة عن أن الخطر على الإنقاذ من الإنقاذ نفسها، والتآمر لا جنس له ولا قبيلة ولا حزب.. بعد أن تكشفت حقيقة المحاولة الانقلابية التي ظنها الكثيرون محض هراء واتهامات باطلة في حق نجوم مضيئة في ليل الإنقاذ، لكن ما كشفته الأيام الأخيرة أثبت صحة المحاولة الانقلابية، كأول محاولة انقلابية يقودها رجال من داخل البيت.


ودعاوى الإصلاح والتجديد التي تحدث عنها القادة والرموز في الانتخابات الماضية وما قبل انقسام الجنوب، كانت شعارات أكثر منها التزامات واجبة التنفيذ، وتم إفراغ دعاوى التجديد من مضامينها بإبقاء المؤتمر الوطني على وجوده في الجهاز التنفيذي وظل في كرسي الوزارة لمدة بلغت (23) عاماً.. (هرمت) الكراسي وتآكلت المباني، ولم تتزحزح تلك القيادات عن مقاعدها الوثيرة، وحينما تنطلق دعوات التغيير والإصلاح من القطاعات الشبابية، (يملك) شيوخ الإنقاذ قدرة فائقة على تجميل وجوههم وإعادة طلاء بشرتها (الناعمة)، ويجعلون من أنفسهم وذواتهم الفانية ثوابت وطنية لا تتغير ولا تتبدل، حتى ضعف أداء الدولة وتبدت علامات الشيخوخة والوهن.. ونظرة واحدة إلى صورة مجلس الوزراء التي تبث أسبوعياً (تكفي) المراقب (المدقق) في مشهد الشيوخ الذين يغالبون ويقاومون بصمات الزمن في الوجوه، والشعر الأبيض، الذي تغطيه أحياناً العمائم البيضاء وأحياناً (الأصباغ) الكيماوية.


وحده الرئيس "البشير" كان صادقاً في رغبته بالتنحي عن السلطة وعدم الترشح مرة أخرى، وأضاف "البشير" عبارات صادقة حينما كان يتحدث للجالية السودانية في المملكة العربية السعودية التي التقاها حينما خرج من المستشفى، قال: (المرض يكفر ذنوب الحكم).. ذلك على الصعيد الشخصي، حينما يشعر الرئيس بوخز الضمير، ولكن متى يشعر تنظيم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بذات شعور الرئيس الصادق ويقبل على إصلاح ما أفسدته سنوات الحكم المطلق دون رقابة أجهزة تشريعية فاعلة وصحافة حقيقية تستقصي بالأدلة عن الإخفاقات، ولا تلعب دور (البوق) للحكومة أو المعارضة الكسيحة التي تسعى لاستغلال الأقلام واستنفار الصحف لتناضل نيابة عنها وتحارب الحكومة لصالحها؟!


{ أجهضت الحكومة في نسختها قبل الأخيرة (اتفاقية نيفاشا) بنفسها، حينما أبعدت فريق نيفاشا بسبب (تكتيكات) لعبة السلطة الداخلية وتوازنات القوى.. وجاءت بمن لا يؤمن باتفاقية السلام وارتضاها كأمر واقع، وأذعن لها خوفاً ورهبة من صناعها، وأسندت لهؤلاء مهمة تنفيذ الاتفاقية فأوردوها المهالك و(شيعوها)، ومعها ذهب ثلث جغرافية الوطن، وحقبة نيفاشا التي يلعنها من استفادوا من ريعها وشربوا نخبها وأكلوا طيباتها، هي ما أثمرت رخاء اقتصادياً ورفاهية للشعب عاشها طوال سنوات ما بعد 2005م حتى انفصال الجنوب، الذي لم تبد (هوان) البلاد وبؤس التفكير حينما خرجت على الشعب مسيرة هزيلة تشبه مسيرة الردع التي أخرجت قبيل الانتفاضة بقليل فكشفت عن خوار وضعف نظام مايو.. أطلق على مسيرة ما بعد الانفصال (تحية العلم) أنفق عليها المليارات من المال العام، ######ر منها الأقربون للإنقاذ قبل البعيدين.. وفاز المشير "البشير" في انتخابات شهدت تنافساً مع بعض المرشحين من هامش المعارضة الضعيف، وكان حرياً بالمؤتمر الوطني احترام الانتخابات التي لم تحترمها القوى السياسية ولا المجتمع الدولي،

ولكن الرغبة في السيطرة على الأوضاع والهيمنة والقبضة الحديدية على أنفاس السلطة، دفعت المؤتمر الوطني لإلغاء نتائج الانتخابات التنفيذية (عملياً) بإعفاء ولاة منتخبين من الشعب، وعين مكانهم آخرين من صفه ولم يطرف له جفن، ولم يكلف المؤتمر الوطني نفسه عناء تبرير أسباب (انقلابه) على انتخاباته حتى لعضويته الملتزمة، وحصد ثمرة أخطائه أحداثاً مرة في نيالا حينما أزهقت أرواح بريئة و(خربت) ممتلكات عامة.. ومن حسن حظ المؤتمر الوطني، ومن سوء تدبيره، أن الذين تظاهروا في نيالا كانوا يطالبون بوالٍ (مؤتمر وطني) انتخبوه بحر إرادتهم، والذين (قمعوا) التظاهرات هم مؤتمر وطني، وما نيالا إلا مثال لأخطاء في الممارسة وغياب لمنهج الحكم الرشيد، وعين المؤتمر الوطني ولاة للقضارف وزالنجي والجنينة بديلين لولاة منتخبين، ووضع على رئاسة بعض المجالس التشريعية رؤساء لم ينتخبهم الشعب، وخسروا المعركة الانتخابية إمعاناً في ازدراء التجربة التي خاضها الحزب بمحض اختياراته وبكامل وعيه السياسي.


{ الإصلاح إداري أم منهجي؟؟


بعض القيادات يحرّفون معنى الإصلاح السياسي، بمجرد تنقلات سياسية واستبدال وجوه بأخرى، وإعفاء موظفين وتعيين آخرين، وهؤلاء يجهضون مشروع الإصلاح ويفرغونه من محتواه حينما يصبح الإصلاح مجرد عملية إدارية محدودة الأهداف بلا برنامج واضح وخطط إستراتيجية تتآكل الأنظمة من داخلها وتبدأ في (حفر) مقبرتها بيدها..


والإصلاح ليس شعارات ولا تنقلات مثل كشف الضباط الإداريين، ولا عمليات تجميل لهياكل الحكم وتغيير وتبديل أسماء الوزارات ودمجها ثم إعادة توزيعها حسبما تقتضي الظروف، وقد (ركبت) الحكومة سرج الإصلاح الاقتصادي بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية بكلاكلها على البلاد، وبدلاً عن انتهاج سياسات اقتصادية تحرر الاقتصاد من قيود اقتصاد الدولة لاقتصاد السوق والإقبال على تفكيك الأزمات السياسية بوقف الحرب المهلكة في دارفور والحيلولة دون نشوبها في مناطق أخرى، أخذت الحكومة على عاتقها خفض عدد وزراء الدولة في وزارة الصحة من ثلاثة إلى وزير دولة واحد، وإلغاء وزارة التعاون الدولي وتقسيم أصولها وتوزيع موظفيها ما بين المالية والخارجية، وتقليص عدد لجان البرلمان من عشرين لجنة إلى ثماني لجان، وما إلى ذلك من الأكليشيهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأدبرت الحكومة عن الإصلاح الحقيقي المتمثل في إلغاء تجنيب المال العام الذي جعل إيرادات شركات الكهرباء البالغة مليارات الدولارات في العام خارج سيطرة الدولة، وتذهب كل عائدات مشروع كهرباء سد مروي الذي تم تشييده بعائدات البترول والضرائب التي فرضت على مزارعي البلح في تنقاسي، وضريبة القطعان على أبقار الحوازمة في تخوم كردفان، وما تبقى من عائدات قطن الجزيرة والضرائب على المغتربين، ولا تملك وزارة المالية على شركات الكهرباء سلطة ولا يجرؤ وزير في الدولة على الجهر برأي حولها وإلا وجد نفسه خارج المنظومة الحاكمة..

وضحك وزير المالية ساخراً من نفسه أو من حكومته حينما روى للصحافيين قصة رجل الشرطة الذي (استوقفه) بشارع الغابة وقيد له مخالفة بالحديث أثناء السير، والشرطي فرض غرامة على وزير المالية وحرر له أورنيك غير مشروع، ولا تذهب الأموال التي تُجنى من المواطنين بغير أورنيك (15) لخزينة الدولة التي تنشر شرطة المرور في المنحنيات، ويبدو مظهر الدولة مثيراً للشفقة والرثاء وهي تتربص بمواطنيها في الطرقات العامة وتتخفى بين الأشجار لتفرض الغرامات على المواطنين.. والإصلاح الحقيقي في إطلاق يد البرلمان لمراقبة الجهاز التنفيذي، وتحرر النواب من قبضة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني، مع أن (98%) من نواب البرلمان هم مؤتمر وطني.. والإصلاح يبدأ أولاً بالنظرة الفكرية للمؤتمر الوطني في المستقبل، والبدائل السياسية والمراجعة الشاملة لتجربة تقارب الآن ربع القرن من الزمان، وتقليص عدد الوزراء وإلغاء بعض الوظائف وإعفاء ما يسمى بالخبراء الوطنيين، وهي وظائف غامضة بلا تعريف محدد يتم وهبها لمن تحبه الحكومة أو من تخشى شره (فتبقى) عليه قريباً منها، يصرف ملايين الجنيهات دون أداء أي عمل، بينما الجندي الذي يقاتل في الميدان يذود عن الدولة لتبقى، وعن الحكومة لتبسط سيطرتها يُطرد فلذات أكباده من المدارس بسبب الرسوم ولا ينال مرتباً يوازي جهده.. وأخيراً جهر السيد الفريق "مهدي بابو نمر" بكلمة حق بالبرلمان حينما طالب بمضاعفة مرتبات جنود القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن، ليس الجنود فحسب، بل كل منسوبي هذه الأجهزة من الضباط وضباط الصف والجنود أوضاعهم المعيشية تستدعي تحسيناً شاملاً!!


{ النسخة القادمة


قبل دحر المحاولة الانقلابية الأخيرة ترددت معلومات عن اتجاه داخل الحزب الحاكم بمراجعة جزئية لهياكل الحكومة بإعفاء بعض الوزراء، وتعيين آخرين مكانهم.. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن سد شواغر في جسد الحكومة، بتعيين وزير للإرشاد والأوقاف، ووزير دولة بالشباب والرياضة لخلو هذين المقعدين منذ استشهاد الوزيرين "غازي الصادق" و"محجوب عبد الرحيم كجو" في عيد الفطر الماضي، وترددت معلومات عن تغييرات في وزارة الخارجية والتجارة الخارجية والمالية أحياناً، ثم جاءت المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أضحت بعدها المراجعة والتغيير والتبديل فرض عين على الحكومة، لا لسد الشواغر فحسب، بل لدفق الأمل في النفوس الحائرة، وترميم صفوف التيار الإسلامي الذي أصابته التطورات الأخيرة من جهة الحركة الإسلامية ومخرجات مؤتمرها الأخير والمحاولة الانقلابية بشروخ عميقة، حتى تبدى الغضب الشديد على رجل عرف بسعة الصدر والكتمان، فتحدث "علي عثمان محمد طه" بلهجة القاضي والقانوني في احتفالية لولاية الخرطوم..


والمحاولة الانقلابية بذرت الشكوك وعدم الثقة في صف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فأخذ البعض يهمس بمشاركة (فلان) و(علان)، لكن الأجهزة الأمنية أثبتت مرة أخرى كفاءتها في إدارة الأزمة بحنكة وعقل سياسي وقدر كبير من التريث، حتى لا يؤخذ الناس بالشبهات خاصة وجميع المتهمين في المحاولة هم أولاد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، حتى الاتصالات بالمعارضة اتجهت نحو حركة العدل والمساواة ذات المرجعية الإسلامية.. والمحاولة الانقلابية وتبعاتها تتمخض عنها الآن حكومة جديدة تلوح بوادرها في الأفق.. فما هي واجبات الحكومة الجديدة ومشروعها الجديد؟؟ صحيح أن الرئيس "عمر البشير" قد أعلن رغبته في التنحي، ولكن لا ينبغي له أن يترك الحكومة تشيخ وتهرم وتجف أطرافها بداء السكري، وتفقد حاسة السمع والبصر فتمشي مكبة على وجهها.. حتى تسقط.. الحكومة القادمة ينبغي لها أن تنهض بأعباء تسوية النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بإيقاف الحرب حتى لا تسقط هي نفسها، وأن تتجه إلى تأسيس علاقات مع دول غربية تجدها عند المحن، وقد أثبتت تجربة العلاقة مع الصين فشلها.. فالصين التي فتح السودان لها أبواب الاستثمار في أفريقيا تخلت عنه لمجرد أن عائدات البترول تناقصت، وأوقفت الصين قرضها ذا الثلاثة مليارات دولار ولم تلعب أي دور لصالح السودان في مجلس الأمن، وباتت مراجعة العلاقات العربية بمثابة فرض عين.. والعرب تخلوا عن السودان في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخيرة بما في ذلك دول الربيع العربي، التي بلغ السلطة فيها إسلاميون.. وداخلياً مواجهة الحكومة القادمة بمصاعب كبيرة في تجاوز الأزمة الاقتصادية، ثم النهوض باستحقاقات صياغة دستور متفق عليه من قبل كل القوى السياسية، وأي دستور تتم (حياكته) بإجماع القوى الحاكمة وحدها ويُطرح للشعب عبر استفتاء صوري لن تُكتب له الديمومة والاستمرار، وقد شارفت تجارب السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم، الـ(60) عاماً، والبلاد تُحكم بدساتير مؤقتة.


{ الإنقاذ في نسختها الرابعة المنتظر ولادتها في مقبل الأيام، قد تحمل بعض سمات النسخ الماضية، ويقودها بعض الشيوخ، لكن لا ينبغي للقيادة السياسية أن تتجاهل كل الإخفاقات وتغمض أعينها عن الإصلاح، وتحاول إعادة طلاء الوجوه القديمة وتقديمهم للشعب باعتبارهم ثوابت، وسيوفاً تحارب في كل الأزمان، ورجالاً صالحين يخافون الله، أقوياء في أنفسهم أشداء على غيرهم.. وتجديد دماء الحزب والدولة، إذا لم يتقدمه تجديد للأفكار والرؤى والبرامج والسياسات يصبح مجرد طلاء لمبنى قديم بدهانات زاهية الألوان.. والطريق نحو التجديد شاق وصعب ويواجه بمتاريس، وكل من يتصدى للإصلاح سيواجه بالتخوين، ويوغر (المخبرون) صدور القادة والقيادات في مواجهته، كما يفعل البعض تجاه د. "غازي صلاح الدين" الذي لولا جهده وتدبيره لما أفلح أصحاب مذكرة العشرة في إبعاد "الترابي" من المؤتمر الوطني والزج به في غياهب الحبس سجيناً.. وإطلاق يد "البشير" رئيساً!!

المجهر

Post: #107
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-10-2012, 05:53 AM
Parent: #106

78921.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






منبر الاصلاح بالمؤتمر الوطنى : سنثأربأيدينا من الذين عذبوا المعتقلين
December 9, 2012
(مصطفى سري- الشرق الاوسط)


اعتبرت هيئة الدفاع عن المتهمين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في السودان نشر إفادات واعترافات بعض المتهمين في الأجهزة الإعلامية انتهاكا صارخا للقانون، ووصفته بالمحاكمة السياسية عبر الإعلام والتشهير، فيما اتهم منبر الإصلاح، داخل المؤتمر الوطني الحاكم، جهات داخل الحزب بتعذيب المعتقلين من ضباط القوات المسلحة، ووعد المنبر بأنه سيثأر لهم ويرد بقوة على مرتكبي التعذيب ونشر معلومات يملكها إذا لم يتم وقف الانتهاكات بحق المقبوض عليهم.

وقال الطيب العباسي، عضو هيئة الدفاع، لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادات من الحكومة السودانية قامت بجمع عدد من الصحافيين وأطلعتهم على ما تقول إنها اعترافات لعدد من الضباط المقبوض عليهم بسبب المحاولة الانقلابية. وأضاف أن الاعترافات أخذت تحت ضغوط ولم يتم عرضهم أمام أي قاض، وما تم هو عمل سياسي يعكس الصراع داخل أجنحة الحزب الحاكم. وقال إن الاعترافات لم تصدر من جهة قانونية، وأن التشهير ينتهك حقوقهم القانونية والدستورية. وأضاف «المقبوض عليهم لم يمثلوا أمام أي قاض أو جهة عدلية، وهم في قبضة جهاز الأمن»، مشيرا إلى أن هيئة الدفاع وأسر المقبوض عليهم لم يستطيعوا مقابلتهم.

وقال إن هيئته قامت بكتابة مذكرة للمفوضية القومية لحقوق الإنسان حول هذه الانتهاكات. وتابع «ما حدث هو أن هناك معلومات تريد مجموعات نافذة في المؤتمر الوطني تسويقها». وقال «هذا لا يعتبر اعترافا لأنه خارج السلطات القضائية». من جهته، قال عبد الغني أحمد إدريس، المتحدث الرسمي باسم منبر الإصلاح داخل المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية تصوير الضباط المقبوض عليهم باسم المحاولة الانقلابية تعرضوا لعمليات تعذيب وضغوط نفسية. وأضاف «هذه خروقات للقانون والدستور، حيث لم يتم عرضهم للقضاء، وهذه عملية تشهير لإرهابهم». وقال إن القضية تحولت إلى سياسية وليست قانونية، وتم إخراجها من مسارها العدلي. وأضاف «نملك أدلة ومعلومات عن الذين ارتكبوا التعذيب وسنحاسبهم إذا لم تحاسبهم الحكومة». وتابع «نحن نعرفهم وسنأخذ حقنا بأيدينا إذا لم تمتثل الحكومة للقانون، والدكتور نافع علي نافع مساعد البشير، ومحمد عطا مدير جهاز الأمن، قاما بعرض ما وصفاه بالاعترافات، فهم ليسا من السلطة القضائية».



---------------------

الحاج آدم : (الإنقلاب) كان محاولة لإغتيال عمر البشير
December 6, 2012
(وكالات – حريات)

قال الحاج آدم نائب عمر البشير ان الحركة الإنقلابية الأخيرة كانت محاولة لاغتيال عمر البشير .

وأضاف في مقابلة مع وسائل الاعلام الاجنبية أمس الاربعاء ان كبار الضباط الذين ألقى القبض عليهم للتخطيط لانقلاب ضد عمر البشير سيقدمون لـ(محاكمة عادلة).

ونفى النائب الثاني لعمر البشير الأنباء عن تدهور صحة رئيسه وقال انه بصحة جيدة ، وخضع لجراحة مرتين منذ اغسطس في قطر والسعودية. وأضاف ان عمر البشير وقت المقابلة يعمل في مكتبه بالطابق العلوي بالقصر.

وقلل عمر البشير من الحديث والظهور علنا في الشهور الماضية ولم يحضر مؤتمرا عربيا كبيرا عن التعدين في الخرطوم الاسبوع الماضي .

وقال الحاج آدم في المقابلة ان حكومته لن تسمح بتدفق صادرات النفط من جنوب السودان عبر أراضيه قبل ان تقطع جوبا العلاقات مع الجبهة الثورية وتطرد قادتها .

واعرب عن امله في ان تكشف الايام القليلة القادمة بعض الخطوات الايجابية. لكنه استدرك قائلا انه ما لم يتم تسوية الامن فلن ينفذ شيء فيما يتعلق بالنفط. وقال ان السودان ينتظر خطوات ملموسة وايجابية.

واضاف انه لا يجب دعم (المتمردين) بأي وسيلة سواء الدعم العسكري او السياسي وانما يجب طردهم. واستبعد اجراء محادثات مع الحركة الشعبية – شمال .

وكان كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان باقان اموم قال الاحد الماضي ان الصادرات يمكن ان تستأنف خلال اسبوعين او ثلاثة مما احيا الامال في ان المسائل المعلقة ستحل في محادثات في الخرطوم هذا الاسبوع.


------------------

تأملات في سياقات مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير..

د. هاجر سليمان طه


نشر بتاريخ الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


لن أكون قد زيفت الحقيقة إن قلت إن الإحباط والخيبة كانا حصاد الكثيرين ممن جاؤوا بشوق كبير لرؤية تغيير ما يحدثه المؤتمر العام الأخير للحركة الإسلامية، لا سيما وأنّ ما اعتمل في نفوس المؤتمرين وبدا واضحًا للعيان جعل آمال النفوس تتشبَّث بقدرة المؤتمر المشحون المتوتر على خلق التغيير ولكن، لقد تمعّنت لأيام في السياقات التي أدت لأن يخرج المؤتمر بغير المخرجات المتوقعة، فمثلاً في موضوع انتخاب الأمين العام هل يكون من مجلس الشورى أو من المؤتمر العام فإن الملاحظ أن الحضور عامتهم كانوا منحازين لإسقاط بند في الدستور أقر أن يكون الانتخاب من الشورى، ولكن في النهاية فقد صوّت المؤتمر لصالح هذه الفقرة في الدستور، فلِمَ حدث هذا؟؟ ما هي المؤثرات التي عدّلت رأي الجمهور وجعلته يمرر هذه الفقرة كما أراد لها واضعو هذا الدستور ومساندوه؟؟.


في ظنّي أن هناك عاملين أثرا عن قصد أو بغيره في اتجاهات المؤتمرين، أولهما ما واجه به الأمين العام السابق ونائب الرئيس السيد علي عثمان محمد طه حشد المؤتمر حينما تحدَّث بلهجة نضحت بالمرارة قائلاً إنه يحس في أحاديث المؤتمرين تخوينًا واتهامات للنوايا لإخوتهم في سدة الحكم، وحذَّر أشد التحذير من هذا الاتجاه بلغة توشك أن تكون تهديدية!! (ليس للأشخاص بل تخويفا من «تأثير ذلك على مسيرة الحركة» أو كما قال).
في تقديري أنّ النائب الأول بحديثه ذاك وضع المؤتمرين في زاوية الدفاع عن أنفسهم، وحشرهم في قمقم الشعور بالذنب مما تبدى في نتيجة التصويت على الدستور في بنديه اللذين طرحا للنقاش.
لقد أدهشني أن يمر حديث الأمين العام السابق دون تعليق يذكر، إذ ابتلعه المؤتمرون بغرابة، ربما لهيبة الأمين العام في النفوس، أو لأنهم بهتوا لهجومه المفاجئ فعيوا عن التعبير، ولم يعلّق عليه سوى السيد كمال رزق الذي لم تمنحه المنصة الوقت الكافي ليعبِّر عن رأيه فلم يتمكَّن من سوى أن يقول للسيد علي عثمان: إن الأمر ليس تخوينًا أو اتهامًا للنوايا بل احتجاج على الممارسة.. (أو كما قال).


أما المؤثر الثاني فقد تبدى في مشهد مناقشة الدستور في بند انتخاب الأمين العام، ونبّأ المشهد بأن الغلبة ستكون للمتنفذين الذين ساندوا الانتخاب من مجلس الشورى، فقد منح د. الطيب إبراهيم محمد خير رئيس المؤتمر جل فرص النقاش لأهل هذا الرأي من النافذين، نافع علي نافع، سامية أحمد محمد، عثمان الهادي، مصطفى عثمان، عبد الرحمن الخضر، وغيرهم، ذلك بالرغم من أنه أعلن في البداية أنه سيمنح ثلاث فرص لكل فريق، وبينما أخذ هؤلاء فرصتهم كاملة بلا مقاطعة من المنصة؛ لاحقت أصحاب الرأي الآخر المقاطعة والتصميت، فلم يكمل السيد كمال رزق كلامه وقوطع مرارًا، وأما المهندس كمال زمقان فلم يكفه الوقت الذي منح له لسوى أن يقول للمنصة: «تمنحون الفرص لمن ظللنا نسمعهم لأربع سنوات مضت، امنحوا الفرصة لهؤلاء الذين لم يسمع صوتهم أحد!» ولم يقل حرفًا واحدًا في حيثيات مساندته لرأيه في انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام؛ لأنه قوطع كذلك وأنهيت فرصته، وأما غازي صلاح الدين الذي قابله المؤتمرون بالتهليل والتكبير فاكتفى بتوجيه المؤتمرين للتصويت بمسؤولية وليس بالانصياع لأي توجيهات قد تأتي من البعض، وظهر تبرم المؤتمرين من استحواذ الإخوة في الحكومة على فرص النقاش في ذلك الموقف، حينما قال رئيس المؤتمر د. الطيب سيخة محاولاً تهدئة اللغط الذي ارتفع في القاعة بعد توالي الفرص لأعضاء الحكومة؛ إذ قال: «سأمنح الفرصة الأخيرة لشخص ما إن يطل عليكم ستقابلونه بالتهليل والتكبير»، واشرأبت الأعناق لترى من الرجل فإذا به يقدم والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، فلم يهلل ولم يكبر له أحد من الناس! والسيد الخضر شخص واسع المقبولية ولو اختلف الظرف لقوبل بالتهليل والتكبير، ولكن المشهد عكس الإحباط من أن تكون الفرصة الأخيرة هي لأعضاء الحكومة كذلك.


وهكذا فلم يسمع المؤتمرون لحيثيات تساند انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام سوى من السيدين صلاح الدين كرار وحسن رزق، بينما ساند الرأي الآخر أكثر من ستة متحدثين أسهبوا وأطالوا، فماذا يتوقع أن تكون النتيجة إذا استصحبنا تأثيرات حديث النائب الأول المذكور آنفًا؟! وحالما فاز مقترح انتخاب الأمين العام من الشورى، قلت في نفسي وأنا أرى غابة الأيدي المرتفعة: إذن وداعًا لـ «غازي صلاح الدين أمينًا عامًا للحركة الإسلامية!» المهم، انقضى المؤتمر العام بخيره وشره، وتمنينا لو سار بغير الأساليب القديمة، ولكن لعل الخير فيما اختاره الله، لعل السيد الزبير أحمد حسن يكون كأبي بكر الصديق، إذ لم يصدق الناس أنه على لينه المعروف يقف ذلك الموقف القوي من أهل الردة، حتى عجب عمر لذلك، فلعل الرجل يخلف ظن من نعتوه بالمهادن والمنصاع لمراكز القرار، ويأخذ الكتاب بقوة، مستعينًا بتيار قوي سيسانده بإخلاص إن هو حمل أشواقهم لاستعادة دور الحركة وفاعليتها.


--------------------

Post: #108
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-13-2012, 07:50 AM
Parent: #107





المؤتمر الوطني يعزل فرح عقار

الخرطوم- الصحافة :

قرر حزب المؤتمر الوطني عزل عضو الحزب ووزير الدولة للإعلام الأسبق الدكتور فرح عقار لمخالفته النظام الأساسي للحزب وتبنيه مواقف المعارضة.
وكان عقار وهو مرشح المؤتمر الوطني في الانتخابات الأخيرة لمنصب والي النيل الأزرق في مواجهة بن عمه فرح عقار،طرح مؤخراً مبادرة لمعالجة الأوضاع في الولاية تدعو الى استمرار قوات «الحركة الشعبية ? قطاع الشمال» فترة انتقالية.

12/12/2012

-------------

كرم الله : سأزور الترابي فهو شيخي وشيخنا جميعاً

. .أكد كرم الله عباس والي ولاية القضارف أن تواصله مع الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي سيتصل، وأنه لن يذعن لأي توجيهات من المركز بقطع مثل هذه الصلات مع الأحزاب المسجلة قانوناً، وقال كرم الله: (الترابي

شيخي وشيخنا جميعاً وسأزوره قريباً) وكشف كرم الله أن صلاته مع الترابي لم تنقطع وسبق أن قاد مبادرة للصلح بين الرئيس البشير والشيخ حسن الترابي.
يناير 2012م


---------------

غازى والشفيع

عادل ابراهيم حمد
الراى العام

.تقرر أن يكون اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية من مجلس الشورى لا من المؤتمر العام و أن يكون التصويت سرياً , و لا غبار على القرار و لا على الإجراء , لكنه يؤكد على أن الحركة الإسلامية شأنها شأن كل التنظيمات السياسية ترتب أمورها بما لا يربك مسارها و أنها قد تضطر إلى خلق تكتلات و لوبيهات و (طبخ) بعض الأمور في مطبخ خارج الأطر المعلنة . و لا يعيب كل ذلك الحركة الإسلامية في شئ , فقط يراد منها أن تقر بذلك , و ألا توهم الكثيرين بأن التقدم للمناصب يتم بتجرد كامل من أعضاء لا يشبهون البشر , حيث يرفض الجميع هذه الأمانة التي هي يوم القيامة خزي و ندامة , و لذلك يصعب اختيار قائد من بين الزاهدين فيها , و أن الحركة تفلح أخيراً في تقديم أمين عام يتقدم للمنصب و هو يبكي من ثقل الأمانة التي ألقيت على عاتقه .

و يبدو من كثرة الترتيبات و التحوطات حدوث مفارقة بين الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني , حيث تريد الحركة أن تظهر بمظهر المتجاوزة للممسكين بمقاليد الحكم الآن , بينما يرى أركان المؤتمر الوطني أن الحزب قد تجاوز الحركة بكثير . و قد قالها الرئيس بصراحة في معرض تعليقه على مذكرة الألف أخ .
درس آخر من تجربة الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني يستفاد من ترشيح د. غازي صلاح الدين لأمانة الحزب من قبل , ثم احتمالات قوية لترشيحه لأمانة الحركة . لقد رشح د. غازي للحزب بعد ترشيح للسيد الشفيع محمد أحمد الذي صحبت ترشيحه هتافات و تظاهرة داخل المؤتمر . و فاز غازي في عملية انتخابية ما زالت تدور حولها الأقاويل . و عندما تقدم د. غازي لمخاطبة المؤتمر الأخير قوبل بهتاف لم ينفع الشفيع من قبل . احتاج غازي اليوم لما حرم منه الشفيع بالأمس اي الشفافية التي هي أحد أهم أركان الديمقراطية . و يفيد هذا الدرس غازي و أمثاله بأن المبدئية تريح صاحبها فلا يحتاج لتدبير ثم يضطر إلى نقيضه . و يرجى ان يكون الدرس الذي تستوعبه الحركة من كل هذه التجارب أن الديمقراطية الكاملة هي الطريق الأوحد لممارسة سياسية راشدة

الترابى والتناقض

إنعقد مؤتمر الحركة الإسلامية و للدكتور حسن الترابى حزب إسلامى لا يمت لهذه الحركة بصلة .. ليس من دليل أبلغ من هذا على أن اللافتة الإسلامية لا تعنى توجهاً محدداً , و أن الإختلاف حول تصورات الحكم يمكن ان يحدث بين الإسلاميين أنفسهم . ,, فها هو الترابى نفسه (خارج) إطار الحركة دون أن يستطيع أى من مخالفيه ان يطعن فى توجهه الإسلامى , بعد أن إستمرأوا إستخدام العاطفة الدينية فى دمغ مخالفيهم فى الرأى بمعاداة شرع الله و الدعوة لحكم الجاهلية .


لم يقف الترابى عند الخروج التنظيمى على الحركة التى إرتبط إسمه تاريخياً بها , بل أعلن فى رسالة لضيوف المؤتمر تبرؤه من هذه الحركة . لكن دلالات تبرؤ الترابى لا تقف عند إثبات إمكانية تعدد الواجهات الإسلامية و إمكانية الإختلافات الجوهرية بينها , بل تتعدى ذلك إلى أمر يتعلق بالترابى .
تبرؤ الترابى لم يخرج عن دأب ظل يتبعه منذ إبعاده عن مركز إتخاذ القرار , و هو الإيحاء بان التجربة قد فشلت بعد المفاصلة . هذه رؤية فيها ظلال كثيفة من الشخصنة حين يوحى الترابى بأن الحركة لم يشبها ما يعيبه عليها الآن إلا بعد إقصائه .

هذه مغالطة تاريخية لأحداث ما زال معاصروها أحياء . و إفتقد الترابي شجاعة المفكر حين لاذ تاه بتهويمات نظرية علها تنسى الآخرين حقيقة أنه قد نال فرصة عملية للتطبيق , فوقع فى أفظع مما يعيبه الآن على الحركة و نظامها . يقول فى رسالته لضيوف المؤتمر ( و إننا لا نعرف لها ــ أى الحركة الإسلامية ــ علماً و هدى فكرياً و لا سياسة مما ينسب حقاً للإسلام) ثم يقول (أما حين تصاب دعوة المشروع و مثاله مع الحركة فمؤدى ذلك الصد عن الدين فى الحياة عموماً و ذلك ما أدى إليه نكوص هؤلاء صراحة عن هداية الدين) ينتقى الترابى ما إختلف عليه مع أهل الإنقاذ حول طريقة إختيار الولاة و غيرها من إجراءات غير جوهرية , و كأنها الشأن السياسى الوحيد الذى تتم به الهداية , و يتجاهل إنتهاكات خطيرة من تشريد و تعذيب و قتل تورطت فيها الحركة و نظامها لما كان الترابى الآمر الناهى , و يتجنب الترابى حامى حمى الحريات اليوم الإشارة إلى تخطيطه للإنقلاب و وأد النظام الديمقراطى رغم أنها مسألة جوهرية لا بد ان يقدم فيها الترابى رؤية شجاعة , لكن تحاشيه الدخول للمنطقة الشائكة يبرهن على إحساسه بضعف موقفه السياسى منها .

تحاكم تجربة الحركة الإسلامية فى عهد الترابى بواقع عاشه الناس , اما قوله أنه كان ينوى السير بالنظام على طريق الديمقراطية بعد مرحلة القهر المؤقتة , فهذا فى طى النوايا و الغيب , بجانب ــ وهذا هو الأهم ــ أن الموقف من الحريات و كرامة الإنسان مبدئى , لا يتجزأ و لا يتمرحل .

Post: #109
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-15-2012, 07:27 AM
Parent: #108

مقال إسحاق احمد فضل الله الذي اتهم فيه حكومته بفتح البلاد للجواسيس
من إسرائيل؟؟.. تفضل.. تفضل


نشر بتاريخ الأربعاء, 31 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
>.. طائرات.. وطائرات..
>.. وصباح الخميس لما كانت أدخنة اليرموك تتلوّى كانت طائرة أردنية تهبط مطار الخرطوم تحمل مئات السودانيين..
.. قادمين من إسرائيل..
>.. وطائرة أمير قطر = وسماء غزة تديره اسرائيل = تهبط في غزة
>.. وطائرة تهبط في كاودا..
> و.. المئات ممن يهاجرون إلى إسرائيل = عداءً للسودان = تكمل إسرائيل تدريبهم
> ومكاتب في عمان تصنع لهم جوازات سفر سودانية..
> وجوازات السفر تحمل أختام كندا .. والأردن و..
> ومطار الخرطوم يدخلهم .. ولا أحد يسأل
> قبلها بشهر وشهور سيل الأسلحة يتدفق إلى الخرطوم
> وخندق = في حقيقة الأمر = حول الخرطوم يجعل دخول أي عربة عملاً (كان) مستحيلاً .. ما لم تدخل من بوابات معينة
> الأسلحة إذن تدخل عبر البوابات هذه
> لتلتقي بالعائدين من إسرائيل .. هؤلاء .. وغيرهم
>.. وطائرات إسرائيل تدخل من الشرق وتقصف
> ومثقف سوداني يسأل إثيوبياً قال
: رادار إثيوبيا .. هل التقط الطائرات هذه؟ ولماذا لم تخبرونا
قال هذا في مكر
: لا.. لكن من يملك أضخم شبكة رادار في الشرق هو .. السعودية.. هل أخبروكم؟!
> وطائرة أمير قطر تهبط مطار غزة نهار الأربعاء ذاتها.. واسرائيل تدير وجهها بعيداً فطائرة الأمير تحمل الملايين لتشييد غزة
> والملايين هذه تنتظرها جيوب المقاولين الإسرائيليين
> وطعام معدة غزة يمر عبر أضراس اسرائيل
(2)
> والحديث عن الرادار والسلامة الجوية يقود إلى أن من يدير السلامة الجوية في السودان.. كان أجنبياً.. من كندا
>.. يهاجر بعد الانفصال إلى الجنوب
> ومن يحل محله الآن .. أجنبي.. إثيوبي
>.. ورجل فوق ظهر جمل عام 3991 كان هو من يكشف للدولة وجود (مطارات وأجهزة ومعسكر كامل على ساحل البحر الأحمر يقوم برسم كل شيء جواً وبحراً وبراً).
> وما يكشفه رجلٌ على ظهر جمل تعجز رادارات فلان عن كشفه الآن
(3)
> و... شيء.. يحدث.. وعلى مستوى رفيع
> لا تكشفه الرادارات
>.. والشيء هذا يتسارع إيقاعه العام هذا
> .. وأول العام هذا مؤتمر (G 21) يشهده خمسة من رؤساء إفريقيا وكلهم بصحة جيدة
> .. بعدها رئيس بنين يموت (بمرض غامض.. عاجل).
> بعدها بشهر رئيس غانا يموت (بمرض غامض .. عاجل).
> بعدها بشهرين رئيس إثيوبيا يموت (بمرض غامض عاجل).
> بعدها... والآخران ينتظران
> والحكومات الجديدة .. بكاملها = تصلي شطر إسرائيل
(4)
>.. في العام ذاته التدخل الإسرائيلي في السودان يتسارع..
>.. وأفورقي لعله يقترب من هناك
> وأفورقي = السياسي القديم = لعله يدهشه أن يصبح (دمية) يظن دينق ألور أنه يعرضها للبيع
> .. ودينق ألور يعرض على أفورقي الآن مشروع صلح بينه وبين إثيوبيا .. ثم حلفاً ضد الخرطوم
> وأفورقي يدهشه أن (ألور/ سفير قرنق في إثيوبيا لسنوات طويلة) يجهل أن العداء القديم بين الجهتين عداء له جذور.
> (وأفورقي يظل يتهم زيناوي بأنه قد سلبه إثيوبيا = بعد أن كان المخطط هو أن يقود أفورقي المنطقة الشرقية بكاملها وبقيادة قبيلة واحدة).
>.. وأفورقي لا ينسى أن الحزب الحاكم في إثيوبيا كان يستغل حاجة أفورقي للتنفس ويجعله ينغمس في الصومال
> عندها ما يحصل عليه أفورقي هو إدانة وحصار من الأمم المتحدة
> .. وأفورقي يجد أن الحكومة الإثيوبية تجتمع بكامل أهلها الشهر هذا في الخرطوم.. لنوع من التكامل البعيد
> وأن أقصى ما يشتهيه قائد مخابرات إثيوبيا هو أن يذهب أفورقي لمعاداة السودان
> عندها يغلق السودان حلقوم أفورقي.. وتنفرد إثيوبيا بالخرطوم
>.. ويذهب أفورقي.. في مخطط تبديل رؤساء إفريقيا الذي تطلقه اسرائيل هذا العام
> وأفورقي الذي يعجب بسنغافورة باعتبارها (جزيرة مسيحية مزدهرة وسط بحر من المسلمين) معجب بالأدب العربي.
>.. وبحكايات السندباد
> ومن حكايات السندباد فوق الجزر أنه يهبط من سفينة يوماً مع أصحابه فوق جزيرة صغيرة.. ويشعلون النار للطبخ
> وفي الحال الجزيرة تغوص
> اكتشفوا أنها كانت حوتاً نائماً .. أيقظه حر النار
> .. وجزيرة أفورقي لعلها تغوص إن أشعلت النار
(4)
> يبقى أن السودان يتجه = بحسابات كثيرة = لقيادة المنطقة..
> .. وإن القيادة هذه ممنوعة
>.. وأن المنع هذا سهل جداً.. وأن مطار الخرطوم يستقبل العائدين من إسرائيل.. لهذا
> وأن مداخل الخرطوم تستقبل عربات السلاح.. لهذا
> .. وأن السودان هو البلد الوحيد في الأرض الذي = في تاريخه كله لم يعتقل جاسوساً واحداً!
> وأن فلانًا يبقى وزيراً لهذا.


-----------------

الشيخ إبراهيم السنوسي لـ «الإنتباهة»:


التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 13 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


> أجرته: آمال الفحل> تصوير: متوكل البجاوي

كشف الشيخ إبراهيم السنوسي عن معلومات تُنشر لأول مرة حول ضرب مصنع اليرموك بواسطة الطيران الإسرائيلي، وقال نحن أصحاب فكرة بناء المجمع وقد شيدناه بأموال الشعب السوداني ولا علاقة له بإيران مشيراً الى أن الذين سعدوا بضرب المصنع خونة وعملاء، مشيراً الى جملة من قضايا الراهن السياسي في حواره مع (الانتباهة) فإلى مضابط الحوار:

> أولاً كيف ترى الراهن السياسي؟


< الراهن يتعلق بكثير من القضايا الداخلية والخارجية ومن طرف الحكومة الناس يتحدثون عن علاقات الجنوب مع الشمال وعدم الوصول إلى اتفاقيات وعدم الاستقرار في جنوب كردفان والنيل الأزرق والاعتداءات واغتيال للمسؤولين، كذلك ما تزال قضية أبيي عالقة، هذا قليل من الموقف الداخلي، وتوجد كذلك قضايا كثيرة تتعلق بالمواطنين، مثلاً الوضع الاقتصادي متدهور جداً، وكذلك الوضع الخارجي، فعلاقات السودان مع كينيا مثلاً متوترة، وهناك التناقض والغموض في العلاقة مع إيران والعالم العربي، عموماً السودان موقفه في بعض المناطق متناقض مثلاً: السودان تربطه علاقة مع سوريا وهذا يتناقض مع الشعب السوري الذي يريد إسقاط النظام.. والعلاقة مع الاتحاد الأوربي علاقة قطيعة، وتتأثر العلاقات مع الدول الغربية وفي قمتها أمريكا التي لم تغير سياستها تجاه السودان.. الوضع الآن ليس في صالح النظام، وهو بهذه الصورة أن الشعب ليس راضيًا عن الحكومة وأدائها ويريد إسقاطها فهو مرتبك جداً.. مثلاً المعارضة تريد إسقاط النظام وهي متفرقة.. السياسة في السودان تقوم من جانب الحكومة على أنها تسعى لتبقى.

> في تقديرك ما هو المخرج من الأزمة الحالية؟


< المخرج هو أن يختار الشعب السوداني من يريد ويأتي بالرموز غير الفاسدين ويأتي بالسياسات الصحيحة.
> لكن إذا أُسقط النظام هل هذا سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمن؟
< المتوقع ذلك، لأن نظام عبود سقط وجاءت ديمقراطية ليختار الناس من يمثلهم، ومن في الحكم الآن جاءوا بانتخابات مزوّرة والآن حدثت تغييرات كبيرة جداً في تونس ومصر مثلاً.


> أنتم في الشعبي جزء من تعقيدات المشهد السياسي بم ترد على ذلك؟


< هذا ليس اتهاماً حقيقياً، نحن جزء من الشعب السوداني وجزء من العملية السياسية، إذ أنه في العالم دائماً توجد حكومة ومعارضة، وبقاؤنا في المعارضة ليس تهمة، ومن حقنا أن يكون لنا رأي مخالف وأن تكون لنا سياسات، وهذا معناه أننا عندما كنا في الجبهة الإسلامية وكنا في المعارضة وكنا حكومة ظل وأحزابًا، أما الحكومة الآن فتفعل ما تريد وتقمع المعارضة، فنحن ليس لدينا جديد ولا نستطيع أن نقيم ندوة، فالمعارضات دائماً هي الرأي والآخر للحكومة.


> من أي الزوايا قرأ الشيخ السنوسي الغارة الإسرائيلية على اليرموك؟


< اولا لماذا لا تتحدث جهات الاختصاص والقيادات العليا ويخرجون من خلال مؤتمر صحفي من وزير الإعلام الذي لا يعرف شيئاًَ عن هذا الموضوع فهو طبيب بيطري وليس له علاقة بالعمل العسكري، فهم صمتوا جميعاً ولم يردوا لتأتي بعد ذلك الكارثة، وإذا حدث ذلك في مكان آخر لاستقالوا جميعاً، وإذا لم يستقيلوا لأُقيلوا جميعاً، ولكن الآن عندنا في السودان يُدفع الناس ويرتقوا بالأخطاء، وعندنا كل أحد في السودان يرتقي غير مكانه.. «المال عند بخيله والسيف عن جبانه»، ويخرج علينا من يقول أربع طائرات وآخرون يقولون صواريخ، وكذلك من يقول لا أثر ولا تدخل لأي عامل خارجي، أما صحيفة آخر لحظة فتخرج وتقول إن «الشعبي» كان وراء هذا، فالناطق الرسمي والناطق العسكري لم يقولوا ذلك، بل بعض الصحف أوردت هذا الخبر تحت مصدر لم يذكر اسمه. ثانياً وزير الدفاع قال إن السودان يمتلك من وسائل القوة ما يجعله يفعل كذا وكذا.. وقال: نحن كنا الدولة الثالثة ولكن نريد أن نكون الدولة الأولى، ونسي كثيرًا من التصريحات.. ويكون كلام وزير الدفاع لإسرائيل أن تهاجم السودان، ويكون كلام رأي الشعب الذي قيل قبل سنتين وحكم عليها وتكون هي السبب وراء ذلك، ومارأيت سبب ربط لذلك، فأين وزارة الدفاع والداخلية وسلاح الطيران وسلاح المدفعية ولم تكن هذه الأولى فقد كانت هنالك حادثتان في بورتسودان من قبل لماذا لم تكن عظة والحديث عن أننا لم ندن الهجوم الإسرائيلي على اليرموك كذب.


> لكن رد فعلكم جاء متأخراً كأن لكم تحفظات على الإدانة؟


< هذا ليس صحيحاً، فأنا تحدثت لقناة الجزيرة في اليوم الثاني مباشرة قبل أن يتحدث أي شخص ثاني يوم في العيد صبيحة الاعتداء واوردت في هذا الحديث أن مجمع اليرموك هدم صرحًا من أغلى صروح السودان، صرح شيد بأموال الشعب السوداني وأموال المسلمين الذين جاءوا في أول الأمر لنصرة الإنقاذ وجاء بناء على حديث منا إليهم وجاء فكرة بناء المجمع ونحن اصحاب فكرتها، وعندما قامت استطاعت القوات المسلحة أن تقف على رجليها، ونحن هذا الصرح سبب في انشائه وقيامه، وبعقيدة الإسلام نريد أن يكون الإسلام قوياً فكيف يأتي شخص ويقول إن الشعبي من وراء ذلك؟!! هذا فقط إما نفاق وكذب وإما يريدون ان يكون المؤتمر الشعبي شماعة كلما حدث شيء يقولون من ورائه المؤتمر الشعبي، وأنا أقول إن الرئيس عمر البشير هو الذي يعرف كل ما قلته، ومن باب الصدق فيجب أن ينفي هذه التهمة عنا ويعرف نحن لسنا من النوع الذي يكون من ورائه، وقلت أي شخص يسعد بضرب مجمع اليرموك فهو خائن وعميل.. كيف يمكن أن يقول هذا؟ هؤلاء يريدون أن تحدث فتنة بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ولتشويه سمعة المؤتمر الشعبي ولكن غضبي للقائمين بالسلطة كيف لم يحتاطوا لصرح مثل هذا، فإذا الدولة لم تستطع أن تحمي منشآتها ورموزها ورئيسها فلتذهب.. هنالك وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والمحزن أن يظهر والي الخرطوم ويقول إن هذا تماسّ كهربائي وإنه من منطلق والي الخرطوم يتحدث ويختفي وزير الدفاع، فإذا كانت الحكومة على علاقة بالشعب لخرج الشعب مسانداً ولا يترك الحديث لوزير الإعلام فحادثة اليرموك حادثة لا ينبغي ان تمر كهذا.


> هل صحيح أن السودان يشكل خطراً على إسرائيل؟


< طبعاً نحن نشكل خطراً على نشأتها وتاريخها، وقالت اليهود يد الله مغلولة وقولهم على الله سبحانه وتعالى كفر وعداؤهم لرسولنا عداء علينا فعدوان من القرآن وعداوات من التاريخ بيننا وبين إسرائيل وعداوة ثابتة بأنها نشأت الآن وتحتل القدس وتحتل فلسطين وهي واحدة من قبل المسلمين نحن في عداء مستمر حتى يزول الاحتلال.. ولسنا نحن في السودان فقط بل كل المسلمين في العالم.. ثانياً هنالك من قاتل في بداية الإنقاذ في فلسطين ففي بداية الإنقاذ نحن قمنا بمصالحة بين فتح وحماس وهذا لا يذكره الناس لجمعهم ضد إسرائيل.


> هل هذا ما يفسر عداءها للسودان؟


إسرائيل تفهم تماماً ذلك، والغريب ألا يكون لنا مع إسرائيل عداوة، والغريب أن لا تعتدي علينا إسرائيل خاصة من تلك المنطلقات التي ذكرناها وعداؤنا لإسرائيل لا ينقطع أصلاً فإسرائيل تفهم كل هذا وإذا السودان يريد أن يبني نفسه قوةً فسوف تكون قوة إضافة ضدها في المستقبل لذلك هي تضرب أي قوة قائمة أو نابتة فنحن جزء من الأمة العربية والإسلامية. فالقضية المحورية هي للأمة المسلمة وقبلتنا هي القدس حتى لو لم تكن لنا قوة وسلاحاً فعداؤنا الفكري يكفي لإسرائيل وإسرائيل دولة معتدية ومن واجبنا وواجب كل مسلم وعربي في المقدمة أن يسعى لإزاحة الاحتلال الإسرائيلي من موقع عقائدي.


> كثير من المؤشرات تعكس وجود عملاء وجواسيس ولم نسمع يوماً محاكمة جاسوس أو عميل؟


< إذا كان الحديث عن الموساد فهذا أمر سري لا تعرفه كل الأجهزة، ولكن أنا لا أدري هل هي لها القدرة على اكتشافهم أم لا.. لأن الناطق الرسمي قال هنالك اختراق للقوات المسلحة، لكن نحن لا نعرف هذا الاختراق مِن مَن؟ فإذا كان هنالك اختراق ماذا فعلتم بهم؟ وإذا كان هنالك اختراق ما هي الاحتياطات التي فعلتموها لعدم الاختراق، فاكتشاف الموساد أمر عسير لكن الأسهل محاسبة المسؤولين الذين قصروا في حماية هذا الصرح ولم نسمع يوماً عن محاسبة أو تحقيق مع شخص أخطأ وتم حسابه على ذلك ولم نسمع يوماً بمحاسبة مسؤولين بل يُرقّون.. الأخطاء عندنا تأتي بالترقية ويحدث ذلك حتى في الأخطاء العسكرية وليس لي أمل في كشف الجواسيس ومحاكمتهم لأني أراها شيئاً بعيداً.. وما حصل سياسياً تقع مسؤوليته على رئيس الجمهورية بصفته رئيسًا للجمهورية والقائد الأعلى عسكرياً، وتمنيت لو خرج الرئيس في تلك اللحظة من الصمت ولو خروجاً استثنائياً لما أصابه من علة ليقول للشعب كلاماً يطمئنه ليصدقه على الأحداث ويبين له الأخطاء ويصدقه في المعلومات وبعد ذلك يتحدث عن إجراءات حتى يستطيع الشعب السوداني أن يطمئن أن لا يتكرر.. فإذا تكررت غارات مثل هذه على الأقل تقابلها اعتراضات وصد.


> تصريحات المسؤولين لا يوجد فيها تنسيق أم هي فطيرة بلا معلومات؟


< جاءت تصريحات وزير الخارجية حول مجيء السفن إلى الموانئ السودانية وتحدث أنه لا يعلم عنها شيئاً، وأنا بمعرفتي لكرتي هو شخص شجاع وجريء لأن مثل هذا الكلام لا يأتي من وزير خارجية أي بلد وهذا يدل على عدم التنسيق معه أو إشراكه في القرار، ثانياً بعد حديث مثل هذا ماذا يفعل الوزير؟ هل يبقى أم يستقيل؟ ثالثاً نحن مع تسليح السودان من أي جهة لإنقاذ بلدنا ليكون قوياً، ومن هنا لا اعتراض إذا جاءتنا أسلحة من أي جهة.


> كيف تنظر إلى علاقتنا مع الدول العربية؟


< السودان قبل كل شيء دولة عربية دينها الإسلام ولغتها العربية.. وتجاوز الدول العربية وكثير من أواصر القربى بيننا وبين مواطني الشعوب العربية لذلك لا مكان ولا حديث عن ضرورة العلاقة مع دول العالم العربي فهم شقائق في رحم الإسلام وناطقون جميعاً بلغة القرآن مع الجوار الذي أوصى به القرآن وسوف تبقى العلاقة مع العالم العربي مهما اختلفنا علاقة قوية وشعبية، أما إذا كانت هنالك توترات في الخليج حول الجزر التي احتلتها إيران فنحن مع دول الخليج في المطالبة بحقها والسعي لاستردادها أو لتسوية الأمر حولها بطرق تفاوضية سلمية منعاً للحروب التي إذا قامت سوف تكون وبالاً على المنطقة كلها وسوف تفتح الباب أمام التدخل الأوروبي والأمريكي الذي لا يستفيد منه إلا إسرائيل حيث يتم تدمير القوى العربية ليمهد ذلك لبقاء إسرائيل واحتلالها فلسطين.

Post: #110
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-16-2012, 07:01 AM
Parent: #109

د. عبد الحي: قضايا المواطن في وادٍ والبرلمان في وادٍ آخر
. .الخرطوم: أنس الحداد:

شَنّ د. عبد الحي يوسف خطيب مسجد خاتم المرسلين، هجوماً عنيفاً على المجلس الوطني بسبب مطالبته بسَن قانون لقضية العنف ضد المرأة، وأشار إلى أن المجلس مشغول بالبحث في قضايا أخرى ليست من قضايا الناس، وقال إن هدف المجلس من ذلك أن يظهر للناس أن الحياة حرب بين الرجل والمرأة

واتهم نواب المجلس بأنهم يريدون أن يتحاكموا للطاغوت. وانتقد د. عبد الحي في خطبة الجمعة أمس، القضايا التي يتداولها المجلس في جلساته اليومية، واعتبر أنه لا علاقة لها بقضايا المواطن الذي من أجله انتخب النواب للتعبير عن القضايا التي يحتاجون لمعالجتها عن طريق المسؤولين في الدولة، وقال: (المجلس في وادٍ وقضايا المواطنين في وادٍ آخر)، وحذّر المجلس من سَن مثل هذا القانون الذي اعتبره مخالفاً للشرع والهدف منه إثارة الفتنة في المجتمع كما يحدث في المجالس الوطنية الغربية، وطالب المجلس بالاستفادة من جلساته في مُناقشة القضايا الحَيّة التي تهم المواطن وترك المسائل التي ليست للمواطن مصلحة مهمة فيها، وأشار د. عبد الحي إلى أن البلاد تمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، واتهم جهات - لم يسمها - بالتآمر على البلاد مع جهات أخرى ضد مصلحة البلاد ومواطنيها من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.


------------------

تفاصيل مواجهة عاصفة بين (محمود) و(أميرة) تحت قبة البرلمان
. .رقية الزاكي:

أبرز ملامح جلسة أمس التي ابتدر فيها نواب البرلمان التداول حول مشروع موازنة العام المالي 2013م في مرحلة العرض الثاني (السمات العامة) كانت في الرد الخشن - كما وصفه نواب - الذي

صوّبه علي محمود وزير المالية على الوزيرة اميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي إلا أن الواقعة وهي تصور رغبة المسؤولين كل في موقفه تحقيق مكاسب من الميزانية حيث يقف على جانب آخر البروفيسور ابراهيم غندور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان يبحث في الموازنة عن موطئ قدم لزيادة رواتب العمال ويشن هجوماً آخر على وزير المالية في مؤتمر صحفي عقب الجلسة بالبرلمان.
زيادة الرواتب ورسوم العربات استحوذت على حيز مقدر من الجلسة، إلا أن رد المالية على الوزيرة اميرة عكس تحفز المالية للرد على اي انتقادات.
الوزير في حديثه أمس الأول لـ (الرأي العام) توقع ان يدخل البرلمان يده في الموازنة، وذكر انه امر (لن يغضبه) غير انه على ما يبدو بدا مسنوداً على واقع الموازنة التي لن تخول للنواب فرض تدخل يذكر وهو امر يدلل عليه حديث مصدر برلماني مطلع لـ (الرأي العام) بأن واقع الموازنة لن يسمح بزيادة الرواتب.
رُفعت الجلسة
قبل الخوض في تفاصيل جلسة الأمس تجدر الاشارة الى ان الجلسة التي اعقبت جلسة الهيئة التشريعية القومية التي شهدت ايداع قانون المخصصات وقسمة الموارد رُفعت قبل البدء بنحو (10) دقائق بسبب عدم توزيع التقرير للنواب، وحينما بدأ رئيس لجنة التنسيق والصياغة د. عمر علي في تلاوة تقريره ارتفعت همهمات النواب وارتفع صوت البعض بالاحتجاج لعدم تمليكهم التقرير مما اضطر مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان رفع الجلسة الى ربع ساعة، إلا أن الخطأ يرجعه نواب لترتيبات الأمانة العامة.
مواجهة
عرفت نفسها على نحو - اميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي - الا أنها تحدثت كما ذكر وزير المالية في رده عليها بلسان نائب برلماني حيث صوّبت انتقادات للمالية. وقالت اميرة ان وزير المالية لم ينفذ قرار مجلس الوزراء برفع الحد الادنى للمعاش وان الوزير لم يدرج في الموازنة منحة الـ (150) المتبقية لشرائح الضعفاء. وقالت: كنا نأمل ان تدخل الـ (150) اسرة في الدعم المباشر، إلا أن الموازنة خلت تماما من هذا الامر وخلت حتى من الـ (100) اسرة المحددة في السابق.
وتابعت اميرة: المبالغ التي رُصدت للتأمين الصحي في الموازنة ستغطي الإدخال الذي تمّ في السابق فقط ولم تدخل المالية في الموازنة اي مبالغ لإدخال جديد في التأمين ولا حتى لأسرة واحدة قبل ان تتحدث اميرة عن مشكلات في الادوية وتطالب بمعاملتها كالقمح والبترول. وطالبت بزيادة رأس مال مصرف الادخار. وعادت الفاضل وصوّبت انتقادات للموازنة لعدم حملها أي مبالغ للمعاقين.
محمود يرد
محمود قال في الرد على الوزيرة اميرة (ما عارف أرد عليه أم أتركه) قبل أن يضيف حتى نزيد الحد الأدنى للمعاش لابد من الحديث عن اموال صناديق المعاشات في الجهاز الاستثماري للصناديق والتجنيب الذي تتحدثون عنه وعائد هذه الاستثمارات لا يأتي للمالية وبالقانون. وطالب محمود البرلمان بتعديل القانون حتى يتيح للمالية استجلاب هذه الاموال. وقال ان الجهاز الاستثماري لصناديق الضمان يشتري الأراضي مما تسبب في ارتفاع اسعار الأراضي في الخرطوم. وتابع: حينما تحدثنا عن هذا الامر تقدم رئيس الجهاز باستقالته. وصوب محمود انتقادات للصندوق وتساءل: كيف لا يسهم في رفع الحد الادنى للمعاش، وشدد بقوله (الجهاز هو الذي يسهم في رفع المعاشات) الأمر الذي صَفّقَ له النواب، وقال محمود: (الأخت) اميرة قالت هذا الحديث في مجلس الوزراء، وقلت من البدعة ان ندفع مبالغ نقدية بدون نظام وبدون قانون. ونوه إلى أن آلية الزكاة هي التي تُوزِّع أموالاً نقدية. وأردف محمود: (الأخت) وزيرة وتتكلّم كأنها عضو في المجلس الوطني.
أميرة تُلوِّح بيدها
ظلت الوزيرة اميرة طيلة حديث وزير المالية تُلوِّح بأصبع يدها يمنة ويسرة والنواب يصفقون لحديث الوزير في إشارة واضحة لتأييده وخرجت اميرة غاضبة واتجهت قبل المغادرة الى رئيس البرلمان تتحدث معه على ما يبدو في ذات الأمر ومرّت في طريقها للطاهر في المنصة وهو يهم بمغادرة القاعة بوزير المالية. واحتد الاثنان في جدل غاضب على ما يبدو.
خارج القاعة


أحاط النواب خارج القاعة بالوزير محمود وقالوا له انه رد على الوزيرة (بقسوة)، الا انه قال: (ليست لديّ مشكلة) معها. لكن هذا الامر طرحته اكثر من مرة ورفعت تقريرا. وأردف هل لديكم فكرة عن التقرير الذي رفعته؟ وقال لا يمكن ان ندفع اموالا هكذا وتتحدث الوزيرة عن منح اموال للعمدة الفلاني وعن زغاريد النساء.
مخرج
وجد مشروع قانون ضريبة الرسم الاتحادي على تراخيص العربات لسنة 2012م الذي استحوذ على مداولات النواب خلال الايام الماضية معالجة سريعة تمثلت في الخلاص الى سحب القانون من قبل وزير المالية والاستعاضة عنه بقانون آخر أودعه في ذات الجلسة. وقال الطاهر إنه اطلع على اعتراضات النواب على القانون على نحو ان الترخيص سلطة ولائية وليست مشتركة أو مركزية الامر الذي يجعل وضع الضريبة مخالفاً للدستور. وأضاف: تفاكرت مع وزير المالية في هذا الامر. وقال الطاهر ان الرسم يقدر بـ (260) مليون جنيه وهو مبلغ مقدر في الموازنة لذلك تم الاتفاق على ان يفرض المبلغ في غير الترخيص، وان لا تربط بالترخيص وان تكون الضريبة بقانون الامر الذي يحتاج الى تعديل القانون ووضع قانون بديل حتى لا يتناقض مع الدستور وحتى لا يلجأ شخص للاعتراض لدى المحكمة الدستورية ويبطل القانون بالدستورية. وأردف الطاهر هذا هو المخرج ودور البرلمان مُراعاة النصوص الدستورية وبالفعل سحب محمود القانون وأودع بدلاً عنه على الفور قانون الضريبة القومية على المركبات.
اعتراض على رئيس البرلمان
إلا أن العضوة عواطف الجعلي عن دوائر نهر النيل اعترضت على هذه المعالجة وعلى حديث رئيس البرلمان، وقالت: من الطبيعي ان تسقط تقديرات الموازنة المعتمدة على رسوم العربات. وأضافت: لم نتحدث عن فرض رسوم على فئات مقتدرة وتحدتنا فقط عن معالجات اخرى يمكن ان تكون عن طريق تخفيض الصرف وليس بالضرورة عن طريق إضافة ضريبة جديدة. واعتبرت الحديث عن الإتيان بقانون مكيف قانونياً كأنه تسليم جدل بالإجازة. وقالت: يمكن ان نرفض القانون البديل بموجب حيثيات اخرى ليس مخالفته للدستور. واعتبرت الإشارة لإجازته مخالفة للوائح البرلمان.
موازنة (عبور) و(انطلاق )
من المصطلحات او المسميات التي أطلقت على موازنة 2013م (العبور ) و(الانطلاق) لذلك كانت هذه المسميات شأنا إيجابيا في شأن الموازنة ،حيث استند نواب في إشادتهم بالموازنة في انها موازنة للعبور بالاقتصاد السوداني وهي معقولة طبقا لذلك وهي موازنة انطلاق لايجب ان تعيق بأي اجراءات تضر بها وتحول بينها والانطلاق.
الأولوية للاقتصاديين
اللافت ان رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر في توزيعه للفرص للحديث حول الموازنة مال ناحية الاقتصاديين، من وزراء سابقين واقتصاديين كالشيخ المك ود. بابكر محمد التوم وتحدث كل هولاء حديث العارف بالاقتصاد وبواطن أموره وخفاياه
غياب الوزراء
غياب لافت للوزراء عن جلسة الموازنة باستثناء حضور عدد قليل من بينهم د. فيصل ابراهيم وزير الثروة الحيوانية وأميرة الفاضل وتابيتا بطرس، الأمر الذي لفت اليه العضو عن حزب الأمة الفدرالي عمر سليمان الذي قال إن البيان كأنه بيان لوزارة المالية وليس للموازنة العامة للدولة، وقال حتى الذين حضروا من الوزراء يبدو انهم ممن فاتتهم مناقشة الموازنة في مجلس الوزاء في اشارة لحديث أميرة الفاضل عن جوانب متعلقة بوزارتها، سليمان اعترض كذلك على تعديل بعض التوصيات وقال (إن اللجنة ترى) التي وردت في بعض التوصيات ليست كما رأته اللجنة بالاتفاق.
ملامح من أحاديث النواب
الشيخ المك عضو البرلمان وكيل وزارة المالية السابق رمى في حديثه بعبارة ربما عرضته للانتقاد كنائب برلماني ممثلا للشعب حيث قال (زيادة الأجور أمر خطير ) وهو يقف الى جانب الموازنة والسلبيات التي ستواجهها حال زادت أجور العاملين في الدولة، الا أنه عاد وتحدث عن اقراره بتدني مستوى المعيشة للعاملين في الدولة واقترح إضافة برنامج للمعاش المبكر.
وقال المك إن تقديرات الموازنة واقعية، واقترح استهداف معدل نمو أكبر وزيادة مقدرات البنوك وتوفير الموارد للقطاع الخاص وحمد المك لوزير المالية انه لم يعتمد على موارد النفط، لكنه اشترط ان تأتي موارده حال تم الاتفاق مع الجنوب عبر البرلمان وقال لايجب ان تترك للمالية كاحتياطي تتصرف فيه ووصف المك عجز الموازنة الحالي بأنه (معدل سلامة) طبقا للمؤشرات العالمية غير انه حذر من تمويله بالدين المحلي
الحبر الطمع وتعدد الزوجات
بعضهم صمت والبعض الآخر (ضحك) والبعض همهم حينما تحدث البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم عن جشع البعض وطمعهم وألحق الحديث عن تعدد الزوجات بالطمع قائلا ( الطمع طغى والعنده عمارة عايز اثنين والعنده مليار عايز اثنين والعنده مره عايز مرتين وتلاتة واربعة كان لقى)
قبل ان يتحدث الحبر في شئون أخرى يرى انها تعيق مسيرة الدولة والاقتصاد وقال هناك تشبث بالمواقع رغم تقادم السنين وصوب انتقادات لسياسة التحرير وكونها سببا في فوضى الاسواق وقال إن السوق ليس له ضابط ولابد من تدخل الدولة وسن قوانين حاسمة لمنع الاحتكار وطالب الحبر بإعمال مبدأ من أين لك هذا وعدم الإغفال عن شبهات الفساد التي أضحت واضحة وتحدث عن تفشي الفوارق الطبقية واختفاء الطبقة الوسطى
بابكر محمد توم يحذر
الخبير الاقتصادي وعضو البرلمان بابكر محمد توم حذر من تزايد الإنفاق بنحو 13 % تحدث عن ضرورة التخفيض لضبط المال العام وقال إن البرلمان يجب ان يكون على علم بالأرقام المحددة للاستدانة من الدين الداخلي وحذر من تأثيرات سالبة لهذا الدين على القطاع الخاص ونوه التوم لضرورة الاهتمام بالمخزون الاستراتيجي واقترح تكوين مجلس أعلى له .
وزير المالية رد على التوم في أمر القطاع الخاص وقال إن الحديث عن ان القطاع الخاص لايجد تمويلا أمرا غير صحيح ، لافتا الى ان 12% من صكوك التمويل التي تبلغ 3 مليارات لأغراض التمويل الأصغر لم تستغل ورد الوزير كذلك على الحديث عن العجز بقوله ان نسبة العجز قليلة
استخفاف
قال العضو احمد عمر ان تحويلات المغتربين تناقش باستخفاف ولابد من دراسة هذا الأمر ونوه لإجراء دراسة كذلك على الفوراق في الأجور وإعادة النظر في هيكلة وزارة الكهرباء وانتقد تعدد الشركات الخاصة بها
التجنيب
شكل الحديث عن التجنيب حضورا طاغيا وسط النواب ،وعاب النواب على المالية انها لم تتحدث عن اجراءات عملية لمكافحة التجنيب وكذلك انتقادات لعدم تخفيض الانفاق الحكومي ومطالبة رئاسة الجمهورية بالتقرير بشأن الانفاق وخصصات الدستوريين واعتبرنواب ان وزير المالية نفسه نقل نفس تحديات المراجع العام عن التجنيب الا ان الوزير رد باستعداده تمليك البرلمان تفاصيل ماقامت به وزارته حيال ملاحظات المراجع العام، وقال من حق المراجع فتح بلاغات ، وأشار لتكوين لجنة من قبل النائب الأول لرئيس الجمهورية لمراجعة الجهات المجنبية .
ابتسامة كمال
الوزير كمال عبد اللطيف وزير المعادن كان حضورا في جلسة الامس وارتسمت على ملامحه ابتسامة عريضة والنواب يوجهون له الحديث بالاشادة وإنقاذ (ذهبه) للموازنة ،الا ان نوابا حذروا من ان يصيب الناس (مرض الذهب) مثل(مرض البترول) الذي أدخلهم في مأزق بذهابه الجنوب.


....----------------

بالوثائق: أبشع جرائم التعذيب في حراسات الضبط القانوني


نشر بتاريخ السبت, 15 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
خاص: الإنتباهة

شهدت إحدى حراسات الضبط القانوني أبشع جريمة تعذيب لشاب يدعى سراج الدين عبد الحفيظ الذي شاءت الأقدار أن يزجُّ به في إحدى الحراسات العسكرية والمعنية بالضبط القانوني، فتعرّض إلى نقاش مع عدد سجانيه الذين يعملون بالقوات المسلحة، فكان سراج الدين هو ضحيتهم إذ رفض مناقشتهم وكان يحتد أحياناً معهم ما دعا المتهم الأول إلى ضرب السجين بمعاونه ثلاثة آخرين ثم تعذيبه إلى أن فارق الحياة، بطريقة بشعة تتطلب تدخلاً قانونياً وقضاءً رادعاً في مواجهتهم. وتعود تفاصيل القضية بحسب الوثائق أن المرحوم سراج الدين السجين في قضية يقضي فترة العقاب بالسجن فتعرّض له المتهم الأول نظامي وحارسا للسجن بالضرب داخل غرفة التحقيق فجاءه المتهمان الثالث والرابع وساعداه في الضرب الذي كان مبرحاً، إلا أن مقاومة المجني عليه سراج الدين كانت قوية فتدخل المتهم الثاني وشارك في الضرب وأخذ كل واحد من المتهمين الأربعة يضرب ويجرح ويعذب السجين من اتجاه إلى أن سقط أرضاً، وأعيد إلى مكان الحبس بواسطة أفراد الخدمة الذين قالوا إن حالته كانت سيئة وحرجة إلى درجة أنه لا يستطيع أن يسير على قدميه، حتى توفى وأخذ إلى المشرحة وأثبتت التقارير الطبية أن الوفاة كانت بسبب ما حدث له من ضرب وتعذيب نتج عن نزيف داخل الدماغ وكسر في الجمجمة أحدثته لها ضرب بالآلات الحادة، كما أثبتت وجود حريق من الدرجة الثانية على الظهر. تمت إحالة المتهمين للمحكمة العسكرية التي أمرت بإعدامهم رمياً بالرصاص وسارت المحاكمة إلى أن وصلت للمحكمة الدستورية التي بعد الاطلاع أفادت أن الأسباب التي قامت عليها الإدانة كافية وفوق مرحلة الشك المعقول والسببية بين النتيجة والفعل متوفرة، فالمحكمة الدستورية مختصة بحماية الدستور وصون الحريات العامة والحقوق الأساسية.
إجراءات قضائية
بعد أن أثبت الشهود والأدلة ارتكاب المتهمين الأربعة قتل سراج الدين عمدًا اتخذت ضدهم إجراءات قانونية سلكت مجرى عدلياً طبيعياً لإنصاف حق المجني عليه، وقُدِّم المتهمون للمحكمة التي وجهت لهم الاتهام تحت المادة «1/72» من قانون قوات الشعب المسلحة لسنة 1986م مقروءة مع المادة «130» من القانون الجنائي وتأييد العقوبة الصادرة من المحكمة بإعدامهم رمياً بالرصاص مع الطرد من الخدمة على أن يظل حق العفو أو الصلح قائماً.
وتقدم محامي المتهمين المحكوم عليهم بالطعن للمحكمة الدستورية وأفادوا بأن محاكمة المتهمين تمت أمام محكمة عسكرية غير مختصة ومن غير قانونيين مخالفة للمادة 211«1» من الدستور التي تعطي الطاعنين الحق في محاكمة عادلة بالإضافة إلى حرمان المتهمين من الحياة والسلامة الشخصية وتم التحري معهم بواسطة الاستخبارات العسكرية بدلاً من القضاء العسكري مما عرضهم لضغوط نفسية وجسدية أقعدتهم عن التركيز والإدلاء بإفاداتهم بصورة سليمة. وطالب الدفاع المحكمة بشطب الاتهام في مواجهة المتهمين لعدم كفاية الأدلة ووجود شبهات. ومن جانب المحكمة رفضت الطلب فيما تعلق بالإدانة وأفادت أن الإدانة تمت بموجب قانون القوات المسلحة وبواسطة محكمة عسكرية مختصة لأن المدانين ارتكبوا الجريمة أثناء خدمتهم العسكرية وليس خارج نطاقها لينعقد الاختصاص للمحاكم الجنائية بالإضافة إلى أن الإدانة أصبحت نهائية من قبل المحكمة الاستئنافية، أما ما يختص بالعقوبة وبحسب إفادة المحكمة الدستورية جاء :يرى الفقهاء والقضاء أنها تخضع لموافقة أولياء الدم وما تضمنه حكم المحكمة العسكرية وإرجاع الأوراق لمحكمتها العسكرية، وأشارت المحكمة إلى أن الإجراء الصائب والصحيح استخراج الإعلام الشرعي لمعرفة أولياء الدم ومخاطبتهم بشأن العقوبة وذلك حسب القانون ومقتضى العدالة، كما اطمأنت المحكمة الدستورية إلى سلامة إجراءات المحكمة العسكرية وقراراها وقالت إن الجريمة تعد من أبشع جرائم التعذيب بحراسات معنية بالضبط القانوني.

رئيس الجمهورية يؤيد

بعد سماع المحكمة الدستورية لكل المعلومات والبيانات التي أثبتت ارتكاب المتهمين لجريمة القتل العمد في حق المجني عليه سراج الدين قضت بإدانتهم والحكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص مع الطرد من خدمة القوات المسلحة وتم التصديق على الحكم من قبل وزير الدفاع الوطني عبد الرحيم محمد حسين وصدر قرار جمهوري من المشير عمر البشير احتوى على: أنه بعد الاطلاع على المادة «58/1/م » من دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005م وعلى توصية من وزير الدفاع وعملاً بأحكام المادة «153» من قواعد إجراءات قانون القوات الشعب المسلحة لسنة 1405هجرية أصدر قرار تزييد عقوبة الإعدام الصادرة من المحاكم العسكرية المختلفة في حق المتهمين «ح ع/ ك ع ع/ ب م إ/ أ ع ع/ خ ا ي» وطالب أولياء الدم بواسطة محامي الاتهام بالاستعجال في تنفيذ العقوبة.

أولياء الدم يرون مماطلة من دفاع المتهمين بتقديم طعون في حكم تم تأييده من رئيس الجمهورية معتبرين التأخير ضياعاً لوقت التنفيذ، وقال: تم تحديد التنفيذ أكثر من ست مرات آخر بتاريخ 28/11/2012م بعدها رجع مرة أخرى للمحكمة العليا التي وعدت بتحديد يوم التنفيذ خلال الشهر الجاري

Post: #111
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-16-2012, 06:43 PM
Parent: #110



أقر بوجود أزمة اقتصادية ودعا إلى مراجعة السياسات الاقتصادية الأخيرة


نافع: سنتخذ من الإجراءات ما يكفي لضبط وتجويد تصريحات المسؤولين



الخرطوم:الصحافة

جدد نائب رئيس المؤتمر الوطني، مساعد رئيس الجمهورية، الدكتور نافع علي نافع، التأكيد على ان ما سمي بالمحاولة التخريبية « المتهم فيها رئيس جهاز الامن السابق افريق صلاح عبد الله قوش ،وآخرون،هي محاولة انقلابية» كاملة الاركان «ببيانها وساعة الصفر» المحددة للتحرك،واقر بوجود ازمة اقتصادية،ورأى ان الحل في مراجعة السياسات الاقتصادية الاخيرة وتبني توصيات المؤتمر الاقتصادي الاخير.

وكشف نافع في حديث للتلفزيون القومي امس،عن احباط محاولة انقلابية سابقة لمحاولة «قوش»،موضحاً ان جل الاسماء فيها هم ايضاً من المشاركين في المحاولة الاخيرة،وقال ان المحاولة الاولى لم تصل مرحلة التنفيذ، وانكشف امرهم ،بعد اتصالهم بقيادات في الشرطة،وذكر ان الحكومة قررت في وقتها الاكتفاء بتقديم النصح للمشاركين فيها،مؤكداً انها « حسمت على راس المتحرك»،كما ان جزءا من الاسماء لم يتم التأكد من مشاركتهم «ولم نرد التحقيق معهم لمجرد الشبهات».
وأكد نافع وجود اعترافات للكثير من الضالعين في المحاولة الاخيرة،موضحاً ان التحريات لاتزال تجري معهم.
ونفى نافع وجود كثير من المجاهدين رهن الاعتقال على خلفية المحاولة،لكنه اشار الى ان هناك اشواقا كثيرة للاصلاح والتغيير من الداخل،وكشف عن لقاءات اجراها مع مجموعة من «السائحون» ولقاءات اخرى مرتقبة مع مجموعات اخرى،مؤكداً وجود تفاعل وحراكك لتجاوز المسألة عبر الحوار.


كما نفى نائب رئيس المؤتمر الوطني وجود «تململ» في اوساط الحزب،متهماً المعارضة بتضخيم الامر لتهيئة المناخ لشل حركة الدولة بعد ان فشلت «ويئست من تغيير النظام عبر الكثير من السيناريوهات».
بيد ان نافع اقر بوجود «تفلت» كثير ونشر غسيل من قبل بعض القيادات في الحزب والحكومة،ورأى ان ذلك يجب الا يحدث،ودعا القيادات في الحزب والحكومة الى ترك الحديث عن القضايا للجهات المختصة،مؤكداً ان حزبه سيتخذ من الاجراءات ما يكفي لضبط وتجويد التصريحات.


وشدد نافع على انه ليس من حق الحزب او الحركة الاسلامية التدخل في عمل الجهاز التنفيذي او عمل الحكومة،موضحاً ان الحزب والحركة مناط بهما وضع السياسات العامة للحكومة،لكنه اشار الى ان الجهات الثلاث»الحركة والحكومة والحزب» معنية بالمشروع الحضاري وكيفية انفاذه ونشره في البلاد،ورأى انه لايوجد اي مبرر للخروج عن مؤتمر الحركة الاسلامية الاخير،واعتبر ذلك خروجاً عن الاجماع الذي شهده المؤتمر،»لانهم جميعاً شاركوا في النقاشات التي تمت بشفافية، نافياً وجود اية بوادر انشقاق داخل الحركة الاسلامية،الا انه عاد مستدركاً بالقول»اما اذا ضاقت ببعضهم الآفاق واراد الخروج فلن يخرج معهم الا شخص او شخصان».


واعترف نافع بوجود غلاء في المعيشة،عزا جزء منه للازمة المالية العالمية،كما اكد وجود اسباب داخلية من بينها الصرف على الاغراض السياسية،والحصار المفروض على السودان من قبل المؤسسات الاقتصادية الدولية،لكنه شدد على ان كل ذلك ليس مبرراً للغلاء الطاحن،ورأى ان ذلك مؤشر لمراجعة السياسات الاقتصادية الاخيرة ،مقراً بأنها لم تؤتِ الثمار المرجوة منها،ورأى ان المؤتمر الاقتصادي الاخير الذي رعته وزارة المالية يمكن ان يكون مخرجاً «اذا اعطي حقه بالكامل»،ودعا المعارضة الى عقد مؤتمر مماثل، لتقديم رؤية علمية حول الوضع الاقتصادي الحالي،والحوار حول نتائجه.

/16/12/2012

------------------------

غازى صلاح الدين : أفراد القوات المسلحة جزء من المجتمع والانقلابات تحارب بإشاعة العدل والشورى لا بلغة الوعيد والتنكيل

December 16, 2012

(صباح موسى – أفريقيا اليوم)

دكتور غازي صلاح الدين شخصية تتسم بالدقه الشديدة في أرائه وأفكاره وكافة تفاصيل حياته اليومية، القريبون منه يدركون تماما حساسية التعامل معه، فيمكنك أن تكون قريبا منه أو أبعد مايكون، ويفصلك عن الاثنين فهمك لمدلول ما يخرج منه من كلمات، والتعامل مع هذا المدلول بحذر شديد، ومن هنا كان الخلاف بين الدكتور غازي وكثير من الصحفيين، فهو في كثير من الأحيان يقصد معان مختلفة عمن يتلقاها، ويرجع ذلك لأنه يملك أسلوب يصعب على البعض فهمه، لإتقانه الشديد للغة العربية، وادراكه الكبير لما تحويه من معان، مما يعطي انطباع لدى بعض الناس بأنه متردد في آرائه، وهذا مايغضبه ويجعله مقل في أحاديثه. دكتور غازي دخل عالم السياسة متحديا بأن يمارسها بأخلاق ومبادئ، ونسى أن التعريف المباشر للسياسة أنها لعبة قذرة، وأنه لن يستطيع مجابهة هذا العالم دون أن يتسخ جلبابه الأبيض، ويبدو أنه بات مقتنعا أن لكل منهما طريق مواز للآخر، وأنهما لن يلتقيا أبدا.

المؤتمر العام للحركة الإسلامية وما أفرزه من تداعيات مهمة على الساحة بالبلاد، كان دكتور غازي طرفا مهما فيها، فالمؤتمر انتهى وخلف تصورا بأن الحركة منقسمة على نفسها في توقيت دقيق يمر به السودان، كما ترك المؤتمر تساؤلات عدة حول اعتذار دكتور غازي عن الترشيح لمنصب الأمين العام للحركة، رغم التأييد الواضح الذي حظي به داخل أروقة المؤتمر، وهذا ما فسر على أنه خرج غاضبا وربما لن يعود إلى التنظيم مرة أخرى رغم إلتفاف مجموعة لا يستهان بها من شباب الحركة حوله، انتهى المؤتمر وإنتظر الجميع رد فعل الدكتور، فهل هي مفاصلة جديدة في الحركة الإسلامية؟ أم أنها مجرد خلاف داخل البيت الواحد؟ وبعد أيام يبدو أن دكتور غازي رتب فيها أفكاره، فهو ليس من أصحاب التعامل برد الفعل، وخرج على الرأي العام بورقة تمثل وثيقة تاريخية شرح فيها بوضوح ماحدث بالمؤتمر، وفسر اعتراضاته حتى لا يترك مجالا لأي لغط، كان صريحا فيها تناول رأيه بطريقة مباشرة وإنتهى فيها إلى ضرورة الإصلاح الذي يسعى إليه في مرحلة لا تحتمل سوى تصحيح أخطاء، ربما يصعب تصحيحها فيما بعد. ذهبنا إلى الدكتور للوقوف معه على المؤتمر وتداعياته والورقة التي خرج بها على الناس لمزيد من التوضيح، ورغم صعوبة الأمر، وبعد محاولات فشلت في كثير منها، فهو يرى أنه وضع كل ما يريد في الورقة، ولكن مع الاصرار وافق شريطة أن يكون التركيز أكبر على مستقبل السودان ككل بعيدا عن أي اثارة أومهاترة تزيد البلد احتقانا. وفيما يلي افاداته لـ ” أفريقيا اليوم”

بعد هذه الورقة التي خرجت بها على الناس هل نعتبرها خروجا عن التنظيم بأكمله أم نعتبرها نوع من الشفافية وأنها مجرد إصلاح دون خروج؟

الانتماء إلى الحركة الإسلامية هو انتماء لتراثها وفكرها وأخلاقها وليس محصوراً في الانتماء إلى جماعة منها بعينها. ما قلته هو أن البعض قد تسبب في أخطاء فنية وأخلاقية جسيمة في المؤتمر العام وفي اعتقادي أن مصداقية الحركة الإسلامية الموالية للمؤتمر الوطني مرتبط بقدرتها على توجيه نفسها وتصحيح تلك الأخطاء.

هل توقعت ردود فعل عنيفة على الورقة؟

لو أنها أحدثت الهزة المرجوة فهذا شيء حسن

تطرقت لدستور الحركة وانتقدت عدم تسجيلها والبعض يرى أن هناك كيانات مماثلة بالمجتمع كأنصار السنة غير مسجلة وأن الدستور السوداني لا يوجد به نص لاستيعاب كيان كالحركة الاسلامية؟

هذا سوء فهم على أحسن الفروض، فهيئة شئون الأنصار، وهيئة الختمية، وأنصار السنة كلها جمعيات دينية دعوية مسجلة وفق القانون. وما دمنا بصدد المقارنة فليتنا كنا بتواضع هؤلاء الذين لم يزجوا برأس الدولة في قيادة جماعاتهم رغم أنها تعمل وفق القانون. فخلافاً لما أورد بعضهم، لا المغفور له السيد أحمد الميرغني كان رئيساً للطائفة الختمية، ولا السيد الصادق المهدي كان إماماً للأنصار عندما توليا منصبي رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء. أما القول بأنه لا يوجد نص قانوني يسند قيام جماعة شبيهة تحكم البلاد فهو اعتراف صريح بأنها قائمة خارج أسوار القانون. لا بأس إن كان هذا مسموحاً به للجميع لكنني لا أتصور أن يسمح للحزب الشيوعي أن ينشئ جماعة شبيهة مقرها السودان بذات الاختصاصات والأهداف والسلطات. عندما تكون جماعة ما في موقع الحكم فهذا يفرض عليها التزاماً أشد بنصوص القانون.

ماهو إعتراضك بالتحديد على وجود هيئة قيادية رغم أنهم قالوا أن ترتيبها في الهيكل سيكون بعد مجلس الشورى وأنها ستكون مجرد جسم تنسيقي بين الكيانات الثلاث الحكومة والحزب والحركة؟

الهيئة القيادية مكونة من أشخاص غير منتخبين من مؤسسات الحركة ويكفي هذا وحده في الاعتراض عليها، لكن الاعتراض الأهم هو أنها تقضي على استقلالية الحركة وأمينها العام، وهو ما لا أفهم الحكمة منه إذا كنا نريد حركة قوية مستقلة ومؤازرة للدولة لكنها تعمل في مجالاتها الطبيعية بعيدة عن أي تحكم أو توجيه.

تحدث دكتور عبد الرحيم عن عن أهمية وجود أمين عام معارض للحكومة ولكن ليس صداميا حتى لا تتكرر تجربة الترابي مرة أخرى ماتعليقك على ذلك؟

أشك في أن يكون الأخ عبد الرحيم دعا إلى وجود أمين عام معارض للحكومة. أشدد على ضرورة مراجعة نص حديثه. أنا لا أرى الحكمة من إقحام التجربة المرتبطة بشيخ الترابي هنا وافتراض أن يكون الأمين والحركة معارضين أو مصادمين للدولة بالضرورة. لماذا لا نفكر في حركة متحررة من كل هذا الإرث؟ لماذا لا تعرّف الحركة بذاتها وأهدافها وليس منسوبة إلى موقعها من الحكومة، أو بتاريخ صراعاتها، أو بما يتصوره البعض عنها. هذا النمط من التفكير مقتضاه ألا تقوم حركة إلا وهي في قبضة الحكومة، تقوم مع الحكومة إذا قامت وتقع إذا وقعت.

هناك أقاويل عن أن المؤتمر العام الأول للحركة تم التوجيه فيه لصالحك على حساب الشفيع محمد أحمد وأيضا تم التوجيه لصالح علي عثمان ضدك في مؤتمر آخر فلماذا لم تتحدث وقتها؟

هذا الكلام قيل ولم يثبته أحد ولم يطلب أحد التحقيق فيه، وإذا ثبت فإنه خطأ لا يبنى عليه. الحل هو أنه إذا قام ادعاء كهذا أن يحقق فيه كما طلبت في ورقتي. الأجهزة التنظيمية يجب أن تكون محايدة لا تميز بين أعضائها وإلا انهارت الثقة وتحكم الغبن في أفعال الأفراد.

هناك من يأخذ على دكتور غازي أنه دائم الإنتقاد وهو بعيد عن المناصب وأنه عندما يكون مسئولا يكون حديثه مختلفا بماذ ترد على مثل هذا الحديث؟

هذا كلام غريب لا يقوله إلا من لم يتابع سيرتي. لحسن الحظ أنني أدون آرائي من خلال مقالات ومقابلات مقروءة ومنشورة. مقالاتي الآن موجودة على الإنترنت فليراجعها من شاء أن يتتبع مواقفي وطريقة تفكيري خلال البضع وعشرين عاماً الماضية. كذلك أنا لم أتوقف أبدا من إبداء الاستعداد للتخلي عن مناصبي مقابل مواقفي، كما حدث فعلا أكثر من مرة.

ماهي رؤيتك لكيان الحركة هل تريدها حاكمة أم محكومة في الدولة؟

أنا أعترض على هذا السؤال لأنه سؤال يعبر عن طبيعة التفكير الذي قاد إلى الأزمة، كأن صدام الحركة والدولة لازمة منطقية. لكن إذا أصريتي فيمكنني أن إجيبك بأننا نريدها حركة حاكمة على عضويتها وفق عهد التأسيس الذي قامت عليه، وفي ذات الوقت حركة محكومة بدستور البلاد وقوانينها.

إلى أين نذهب الآن؟ ما هي الأولويات، هل هي الحركة أم البلد كله؟

الأولوية هي البلد كله بلا منازع. مشكلات الحركة يجب ألا تأخذ أولوية على أولويات السودان، ولولا أنك أثرت معي هذه الموضوعات لما تطرقت أنا إليها من نفسي. في ضوء مجمل التطورات التي شهدناها في الأسابيع الماضية لم تكن قضية الإصلاح السياسي أشد إلحاحاً، مما هي الآن.

وكيف ترى الإصلاح؟

سأبين رؤاي حول الإصلاح في الفترة القادمة. لدي تخوف من أن يتبنى أحد قضية الإصلاح ليصادرها أو لأن يختزلها في إجراءات تزيح شخصاً أو تثبت آخراً.

ننتقل إلى ملف الجنوب هل أنت مع أنه لابد من تنفيذ الملف الأمني أولا قبل ضخ البترول رغم أن البلاد تعيش أزمة إقتصادية صعبة؟

كلا الخيارين صعب وهذه هي العبرة التي ينبغي أن نستقيها من “نيفاشا”: ليست كل اتفاقية سلام هي اتفاقية سلام حقيقة وهذا هو الموضع الصعب الذي وضعتنا فيه تلك الاتفاقية.

أبيي والحلول المطروحة حولها ورؤيتك في كيفية الخروج لحل يرضي الجميع؟

أنا بعيد من ملف التفاوض ولا أستطيع أن أعلق إلا تعليقات عامة. ربما تمثل حل مشكلة أبيي في صورته النهائية في خيار ذكي يطرح لاستفتاء مرحلي يجيزه المسيرية قبل أن تتبناه الحكومة.

هل توافق على أن المحاولة الإنقلابية التي حدثت كجزء من الإصلاح داخل المنظومة أم أن أنك ترفض الإخراج بهذا الشكل؟

لا توجد علاقة سببية مباشرة، لكن أفراد القوات المسلحة هم جزء من المجتمع ويتأثرون بما يحدث فيه. أنا أرجو أن تحل هذه المشكلة بالحكمة، فالانقلابات تحارب بإشاعة العدل والشورى لا بلغة الوعيد والتنكيل.

قال الصادق المهدي في تصريح صحفي أمس بالخرطوم أنه التقى الدكتور «غازي صلاح الدين» في «لويزانا» بالولايات المتحدة الأمريكية في العام 1998 وطلب منه المشاركة في السلطة بغرض توسيع قاعدة الحكومة لو حبيت تعلق على هذا الحديث؟

كلامه صحيح في جوهره، هو فقط اشتبه عليه مكان اللقاء لأنني لم أسافر إلى لويزيانا أبدا. التقينا مرة في بروكسل في مؤتمر عالمي، ومرة في سويسرا، كما التقينا في منزله عدة مرات. وهو لديه عادة حسنة في استشارة بعض من يثق فيهم من الإسلاميين عندما يعزم على اتخاذ قرار متعلق بالحكومة. وفي أكثر من مرة دعاني إلى منزله بجانب الأخوة عبد الرحيم علي، وعثمان خالد، وأحمد عبد الرحمن، والطيب زين العابدين، والفاتح عابدون ليستشيرنا في دعوة المؤتمر الوطني للحوار معه. وفي كل تلك اللقاءات شجعته على المشاركة لأن ذلك هو رأيي وهو الموقف المعتمد من قبل المؤتمر الوطني في ذات الوقت.

ما رأيك في كتاب عبد الغني إدريس الإسلاميون في السودان… أزمة الرؤيا والقيادة وبماذا ترد على من يقول بأنك أنت وراء هذا العمل باعتبار أن مؤلفه عبد الغني هو زوج ابنتك؟

أنا لا أعمل بهذه الطريقة وإن كنت متأكداً من أن البعض يرجو من صميم قلبه أن أكون وراء الكتاب حتى يتعكر المزاج العام. أنا لم أعلم بالكتاب إلا من طرف ثالث أخبرني الخبر بعد أن ذهب الكتاب إلى المطبعة. لن أعلق على الكتاب إلا بقولي لو كنت صاحبه لكتبته بصورة مختلفة جداً. عبد الغني شخص مستقل لا يعمل وفق توجيهاتي، لكنني عندما أتأمل في الأمر أحزن عندما أتذكر أنه لأول ذهابه إلى إنجلترا ساهم بناشطيته المعروفة في إخراج أكبر تظاهرة سودانية في لندن تناصر البشير وتندد بأوكامبو، والآن هو شخص ناقد. ما فعله هو وما يفعله قطاع من المجاهدين يستدعي الدراسة والمراجعات الجدية أكثر مما يستدعي النقد والإدانة

سؤال أخير رؤيتك لما يحدث في مصر من استقطاب حاد ونفور بعض التيارات من الإسلاميين والانقسام الملفت حول الدستور وقرارات مرسي الأخيرة؟ وهل لديك نصائح معينة لمن يتولون الأمور في مصر الآن؟

أكاد أرى رأي العين بأن هناك قوى تدفع بمصر في اتجاه الفوضى من أجل تبرير الانقلاب العسكري، ولو حدث هذا فستكون نهاية حلم الربيع العربي – يا حسرة .

Post: #112
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-16-2012, 07:26 PM
Parent: #111

إذا تشاجر وزيران ظهر الفشل


قولوا حسناً

محجوب عروة

قرأنا واستمعنا الأسبوع الماضى لتراشقات واتهامات بل دعوة للاستقالة من وزير فى نفس الحكومة لزميل له واتهام من مسئول كبير فى قامة رئيس اتحاد العمال لوزير المالية وموازنته بالقول إنها غير حقيقية خاصة فيما اوفى السجال حول زيادة المرتبات فى ظل هذا التضخم الذى وصل الى 46%، وأن المرتب الحالى لم يعد يناسب هذا التضخم اذ انحدر الى 9%، فقط من أجر 2007.
من جانب آخر تبادل وزيرا المالية والرعاية الاجتماعية الاتهامات والتراشقات أمام أعضاء البرلمان لدرجة لم نعرف منهما الوضع الحقيقى وهما اللذان يعرف القاصى والدانى أنهما عضوان فى مجلس الوزراء يفترض أنهما ناقشا الموازنة وأجازانها.. هذه الوضعية تفترض أمرين اما أن الموازنة قد تم تغييرها بعد اجازتها من مجلس الوزراء أو أن أرقام الموازنة لا توضع أصلا على الأسس المهنية والاقتصادية والسياسية المعروفة عالميا. والغريب أن يوجه السيد وزير المالية الاتهام لصندوق الضمان الاجتماعى التابع لوزارة الرعاية الاجتماعية بتجنيب الأموال من الخزينة العامة وهو الذى اعترف قبل فترة ان وزارته تمارس التجنيب. والأسوأ من ذلك يعلم الجميع أن وزارة المالية لم ولن ولا تستطيع مجابهة جهات حكومية معروفة والزامها بالخضوع لولاية وزارة المالية على المال العام بل يقال إن الأموال التى تجنبها تلك الجهات أكبر من حجم الميزانية العامة!! نحتاج لتوضيح بكل شفافية من السيد وزير المالية عن الحقيقة فيما يتعلق بالمرتبات وزيادتها وقضية التجنيب ولماذا يحاسب وزارة الرعاية الاجتماعية وحدها دون الجهات الأخرى وكأنه يطعن فى ظل الفيل!!

يحتاج الشعب أن يعلم حقيقة الوضع الاقتصادى ومستقبله فلم تعد التطمينات والشعارات والتصريحات كافية ومقنعة فى ظل أوضاع اقتصادية متقلبة وصلت لدرجة الكساد التضخمى الذى أصبح مثار حديث الجميع..لا زلت مقتنعا وأكرر أنه من المستحيل حل الأزمة الاقتصادية باجراءات وسياسات مالية ونقدية فقط وانما بحلول سياسية شاملة وسياسات اقتصادية متكاملة.


ان الوضع الاقتصادى لم يعد يحتمل المماحكات والاتهامات والتجارب، انه يحتاج الى سياسات كلية شاملة سياسية اقتصادية ودستورية، يحتاج الى عملية جراحية كاملة وليست مهدئات، يجب أن نواجه الحقائق بصدق وشفافية وتجرد وتقديم مصالح الوطن على مصالح ذواتنا وكياناتنا الضيقة والا ستكون النتائج مأساوية قريبا على الكل وليس على جهات بعينها.. هذه هى الحقيقة العارية دون رتوش أو المجاملات التى لم تعد تصلح.. اعادة التوازن والاستقرار الاقتصادى وكبح التضخم ومحاربة الفقر والبطالة والعطالة والتوسع فى الاستثمارات والنهضة الزراعية والصناعية لا تتم بالأمانى والمؤتمرات والخطابات والوعود.. انها تحتاج لعمل يقوم على قدم الجد وساق الاجتهاد.. على التخطيط السليم والدفع بموارد البلاد نحو الأولويات الصحيحة والقطاعات المنتجة والحلول السياسية الحكيمة الشاملة وليست المجزأة... ترى هل تجاوزت الحقيقة فى شئ؟ بالله عليكم دعوا الشجار وتبادل الاتهامات والتفتوا الى ما هو أهم..ولكم أيها الوزراء والمسئولون فى قول شاعرنا محمد سعيد العباسى قولا حسنا :
كففت عن غرب التصابى والتفت الى حلمى ولم أكن فى هذا بمغبون
وصرت لا أرتضى الا العلا أبدا
ما قد لقيت من التبريح يكفينى

Post: #113
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-17-2012, 11:12 AM
Parent: #112

بالغـت يــا وزيـر المالـية!!


نشر بتاريخ الأحد, 16 كانون1/ديسمبر 2012 13:00

الطيب مصطفى


يُعتبر الخطاب السياسي أو قل تصريحات المسؤولين في الدولة من العلل المزمنة ذات التأثير الهائل على مسيرتنا السياسية والاقتصادية فقد أعيت هذه العلة الطبيب المداوي وعجزت الدولة تماماً عن التصدي لها بعد أن عجز المسؤولون عن إدراك مغزى الحكمة السائرة والتي يحفظُها الناس ــ كل الناس ــ: (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) وقبل ذلك الحديث الشريف: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
أقول هذا بين يدي حديث نُسب إلى وزير المالية علي محمود الذي رغم تصريحاته الغريبة أحياناً أكنُّ له احتراماً ولا أتّهمه لكن ذلك لا يمنعني من نقد بعض العبارات التي يتفوَّه بها (ويعك) من حين لآخر ويصب بها الزيت على النار ويُحدث بها زلزالاً من التداعيات السالبة.
من ذلك مثلاً القول المنسوب إليه من بعض الصحف: (من المستحيل إنهاء التجنيب) بل إن الرجل حاول أن يتفلسف ويُلبس حديثه هذا ثوب الحكمة حين قال: (القوانين وضعها البشر وتتم مخالفتها كما أن هناك قوانين ربانية تجد من يخالفها فلا يمكن أن نسأل وزير الإرشاد عمَّن لا يصلّون رغم أن المساجد متوفرة وبها مكيفات)!!
يا سبحان الله!! صحيح أن الناس يعصون الله فيما أمر به ولكن هل هذا يسوِّغ لك أن تعطي مبرِّراً لمن يخرجون على القانون وأن تخفِّف من جرمهم وكأنك تمنحهم إذناً لكي يُجرموا؟!


إذن فإن الوزير يرفع عصا القانون عن مخالفيه ولا يُجوِّز للشرطة أن تقبض على اللصوص بل من حق الشرطة أن تتقاعس عن مطاردة الجريمة بحجة أن الخروج على القانون حتى لو كان ربانياً أمر عادي ولا حرج على المخالف!!
واجبُك أيها الوزير أن تُعمل القانون وتُحاسب من يخرج عليه أما أن ترفع عن نفسك المسؤولية وتعلن ذلك على رؤوس الأشهاد فهو الجريمة بعينها.


سمعنا عن وزراء أعلنوا عن عجزهم عن محاربة التجنيب وعزوا ذلك لضعفهم لأن هناك مراكز قوى أقوى من أن تطولها القوانين وظلوا يجأرون بالشكوى وعندما يتجاوزون حدودهم ويصارعون الأفيال يُطردون أو يُضطرون إلى الاستقالة مثلما حدث معي شخصياً لكن أن يستسلموا كما فعل علي محمود بل ويمنحوا الخروج على القانون شرعية فهذه كثيرة وربِّ الكعبة!!.
من أعجب ما قال الوزير الهمام إن وزير الإرشاد ليس مسؤولاً عن الذين لا يصلون رغم كثرة المساجد المكيَّفة!!
والله إني لمندهش أن يصدر هذا التخريف عن علي محمود المعروف برجاحة العقل و«الشطارة» منذ أن كان طالبًا في جامعة الخرطوم!! نعم وزير الإرشاد ليس مسؤولاً عن تاركي الصلاة في المساجد المكيَّفة لأن من يحاسبهم على الصلاة ليس وزير الإرشاد إنما الله فارض الصلاة لكنه مسؤول عن الحفاظ على مال الأوقاف ويجب أن يتخذ التدابير التي تحفظ ذلك المال تماماً كما أن وزير المالية والاقتصاد الوطني مسؤول عن الحفاظ على المال العام الذي مُنح الولاية عليه بالقانون وينبغي له أن يُعمل القانون على من يتلاعب في المال العام بما في ذلك تجنيب المال وإخراجه عن مواعين وزارة المالية.
هذا القول من وزير المالية يذكِّرني بعبارة شبيهة وردت على لسان النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه خفَّف بها من جريمة التعدي على المال العام من خلال تجنيبه وعلَّقنا على ذلك في حينه منتقدين.



يبدو أن مشكلة التجنيب باتت أكبر من أن تُعالَج وأستشفُّ من حديث النائب الأول ثم من حديث الوزير المسؤول عن مكافحة التجنيب أن الدولة دخلت في طور ومرحلة جديدة من مراحل التعامل مع قضية التجنيب هي مرحلة (شرعنة) التجنيب بما يعني التخلي عن أهم شعار ظل يحكم وزارة المالية منذ أن أُنشئت وهو شعار (ولاية المالية على المال العام) وبالتالي فإن الوزير يقول لكم أيها المسؤولون في الدولة ويا ولاة السودان (يلْلا برطعوا وهيصوا فلا حرج عليكم بعد اليوم افعلوا ما تشاءون وليحترق أورنيك «15» وليذهب إلى الجحيم فوزير المالية ليس مسؤولاً عمّا تفعلون كما أن وزير الإرشاد ليس مسؤولاً عن الناس صلوا أم لم يصلوا ولن يحاسبكم على ما تفعلون من تجنيب للمال العام كما لن يسأل شركات (النهب المصلح) الحكومية عما تكتنز من أموال خارج موازنة الدولة كما أن وزير الإرشاد لن يحاسب الناس على عدم صلاتهم)!!.
إذن هي جبّانة وهايصة وفقاً لمنطق وزير المالية باستدلاله العجيب الذي يُشبه قول القائل إن الرئيس البشير ليس مسؤولاً عن حرب أمريكا على العراق وأفغانستان لأنه ليس أوباما!!
على كل حال فإنه لا أحد سيسأل وزير المالية عن تصريحه هذا وهل سُئل غيره عمّا قالوا أو ما اقترفوا من بلاوى سواء على المسار السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي؟!
كان الله في عون بلادنا فقد اتسع الخرق على الراتق!!

Post: #114
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-20-2012, 04:51 PM
Parent: #113




أكــــثر مـــن حـــدث وأقـــــل مـــن مـــوضــوع!!

التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 20 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
برلمان «الصفقات»

الصادق الرزيقى


تحول البرلمان نهار أول من أمس الثلاثاء، لسوق «ملجة» وفصل دراسي لتلاميذ مدرسة المشاغبين، ولم يجد رئيسه مولانا أحمد إبراهيم الطاهر بداً من أن يضرب بمطرقته على الطاولة طلباً للهدوء والانضباط، وتارة الصياح بأعلى صوته وهو رجل وقور لا يجيد الصياح منادياً «خليكم منضبطين».. «إنضبطوا يا جماعة إنتوا في جلسة».. لكن المشهد كان أكبر من هذا كله!!
البرلمان الذي هو رقيب على الحكومة ويمثل إرادة الشعب، يسقط حتى توصياته التي أعدتها لجنة الصياغة التي كونها لمراجعة مشروع الموازنة والتعديل في الضريبة التي فرضت على المركبات العامة والسيارات!!


وبقدرة قادر تحول النواب من رقباء على الحكومة لمجرد مصفقين لها مطبلين لسياساتها، وارتضوا بموقع الذيل في السير خلف الحكومة، لو دخلت جحر ضب لدخلوا وراءها، حتى لو امتلأ الذيل بـ «الحسكنيت»، كما قال والي جنوب دارفور قبل أيام.. متهماً بعض مواطني ولايته بالاشتراك في المحاولة الانقلابية!!
لوحة سيريالية، أو مشهد في مسرح اللامعقول، حدث في البرلمان، حيث اختلطت أصوات النواب ببعضها البعض، وتهارجوا وتصايحوا، وفي لجة التناقضات ضاعت الحقيقة، وتلطخت صورة الشعب الذي يمثلونه، فتواطأوا مع الحكومة ووزارة ماليتها ضده، ففرضوا على الشعب المسكين رسوماً على السيارات وخالفوا الدستور نفسه الذي لا يعطي وزارة المالية الحق في فرض رسوم على ترخيص السيارات ولا فرض رسوم أخرى عليها خلافاً لرسوم الجمارك أو رسوم الترخيص السنوية، وهي شأن ولائي لا علاقة بالمالية به، وعندما تراجعت المالية عن ذلك وجاءت بالشباك، تناصر النواب مع الجهاز التنفيذي، امسكوا الشعب من رجليه ويديه وطرحوه أرضاً لتعمل فيه المالية سكينها الحاد في رقبته وتمتص دمه من جديد وهي لا ترتوي أبداً!! وصفق النواب بشدة بعد إجازة القانون كما هو وكما طلبته وزارة المالية!! في سابقة لا مثيل لها في برلمانات الدنيا!!


ثم تبادل النواب مع بعضهم البعض الاتهامات، ووصف بعضهم ما جرى بأنه يوم حزين هزم فيه البرلمان نفسه، وأنهم أعطوا المالية أكثر مما تستحق، وبعضهم اتهم رئيس البرلمان بإرباك النواب لتمرير الضريبة دون استثناء.. وبعضهم طالب النواب بمراجعة وطنيتهم وذمتهم وقسمهم المغلظ أمام الله والشعب ..
ألا يتعلم البرلمان الكبير من المجالس التشريعية الولائية والمجلس التشريعي بولاية الخرطوم على مقربة منهم.. كيف هي مناقشاتهم في تقرير اللجنة الاقتصادية ورسوم المحليات؟!
إذا كان ذلك كله حقيقة.. فعلى الدنيا السلام!!

-------------------------------

لم اطلع على مبادرة " السائحون " لا نقبل بأي عمل تقوده فئة خارج اطار المؤسسات.





لا سبيل امام القوى المعارضة لحكم البلاد خارج اطار الانتخابات.
12-20-2012 03:13 AM
( سونا ) - قطع الدكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب ان لا سبيل امام القوى المعارضة لحكم البلاد خارج اطار الانتخابات.

وقال انه من حق هذه القوى ان تتوحد ونرحب بها اذا ارادت دخول معركة السياسة معنا والتقينا عند الناخبين وهذا من حقها ولتفعل ولكن غير الانتخابات ليس لها سبيل.

واكد فى تعليق على مبادرة مجموعة السائحون ان اى عمل يتم خارج اطار المؤسسات لن يؤتى اى ثمار وقال ( اى عمل تقوده فئة او مجموعة سينتهى بان يدخلوا المؤسسات ويعملوا من خلالها او خرجوا ولن يصلوا لاى نتائج ) مشيرا الى انه لم يطلع على تفاصيل ماطرح من مبادرة من قبل هذه المجموعة .

وعزا سيادته فى تصريحات صحفية عقب اجتماع المكتب القيادى للحزب الذى راسه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطنى عزا اقدام القوى المعارضة على التوقيع لما اسمته بالبديل الدستورى عزا ذلك لما وصفه ليقين هذه القوى واعتقادها بانها لن تاتى من خلال الانتخابات ابدا .

وقال لذلك هى تتحدث عن انها تريد ان تحكم من غير الانتخابات ولن تحقق ذلك كذلك مشيرا الى ان المعارضة لم تتفق فى بديلها الدستورى على اى شى وحتى الذى اتفقت عليه مختلفة حوله ، موضحا فى هذا الصدد ان اتفاقها على ثلاث سنوات للفترة الانتقالية لم يكن يمثل هدفا للاحزاب الصغيرة التى ليس لها قواعد مثل احزاب اليسار مستشهدا بان الحزب الشيوعى كان يهدف الى فترة طويله تمكنه منم اعادة الترتيب والبناء لانفسهم فيما تطمح الاحزاب التى تفتكر ان لديها قاعدة حزبية كالامة والشعبي لفترة قصيرة ( سنة واحدة ) وبعدها تجرى الانتخابات.

وقال ان هؤلاء لم يتفقوا كذلك على كيفية ادارة الفترة الانتقالية ولديهم خلافات جذرية فى ذلك . وكشف نافع فى هذا الصدد عن عزمه عقد مؤتمر صحفى يخصصه للحديث عن البديل الديموقراطى ما اتفق عليه ومالم يتفق عليه .

واوضح نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب ان اجتماع المكتب القيادى قرر بعد استعراضه لتقرير القطاع الاقتصادى حول اداء الجهاز التنفيذى ممثلا فى وزارة المالية وغيرها من المؤسسات قرر تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الجمهورية رئيس القطاع السياسي الدكتور الحاج ادم لوضع مقترحات للمعالجات والدفع ببرنامج الاصلاح الاقتصادى .

واستمع المكتب القيادى لتقرير من رئيس قطاع العلاقات الخارجية البروفسير ابراهيم غندور شمل عرضا لمناشط الحزب وزياراته الخارجية وما استقبله من وفود وثمن المكتب جهود القطاع . واكد نافع على تطور علاقات السودان والحزب الخارجية على مستوى الدولة والحزب على نطاق قارات اسيا وافريقيا وامركيا اللاتينيه مشيرا للجهود الجارية لانشاء مجلس الاحزاب الافريقية بقيادة السودان .
---

Post: #115
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-21-2012, 10:43 AM
Parent: #114


طه: المتآمرون والواهمون بسقوط النظام كاذبون


الخميس, 20 كانون1/ديسمبر 2012 21:34



أعلن النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه يوم الخميس اكتمال كافة الترتيبات لقيام ولاية غرب كردفان خلال احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال تحقيقاً لرغبة أهل المنطقة، وقال إن من أسماهم بالمتآمرين والواهمين بسقوط النظام كاذبون. وقال طه خلال مخاطبته الاحتفال الجماهيري بتدشين حقل النجمة لإنتاج النفط بولاية جنوب كردفان إن المسيرة التنموية ماضية بالبلاد رغم التحديات.


ووجه رسالة لمن أسماهم بالمتآمرين والواهمين بسقوط النظام الذين يطلقون الشائعات ويصدقونها بانهيار النظام الاقتصادي، قائلاً "كذبتم".


وأضاف "ستولون الدبر" واصفاً المهندسين والشباب والخبرات التي تعمل في مجال النفط بأنهم كتائب من أجل التنمية وصناعة المستقبل.


وقال طه إن قصة الإرادة والتصميم لن تنكسر وسنتجاوز التحديات لبناء مستقبل السودان.


Post: #116
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-23-2012, 07:01 AM
Parent: #115


طرحوا مبادرة للإصلاح
السائحون...الخروج من المخابئ

تقرير - آدم محمد أحمد:


كان مجرد الإعلان عن عقد مؤتمر صحفي يعني أن المواقف والأفكار أصبحت جاهزة للخروج إلى العلن، فشباب «قروب السائحون» على الفيس بوك، كانوا حتى وقت قريب، عبارة عن «ونسة» تتناقلها مجالس الإسلاميين وقليل من المهتمين بشئونهم، معلومات شحيحة يتم تداولها بين المقربين من الصحفيين، ولقاءات هنا وهناك يعقدها هؤلاء «السائحون» مع بعض القيادات المقربة، عندما كانت الفكرة عندهم لم تبلغ رشدها لتتحلى بشاعة المواجهة والمجاهرة، في واقع مترع بالمشكلات والخلافات طفح بعضها وظل البعض راكناً في القاع في انتظار ساعة»الصفر»، وفي صباح الأربعاء الماضي كانت قاعة مركز التنوير المعرفي وهو مركز متمكن على الأقل من حيث المباني، وكائن في الركن الجنوبي الشرقي للساحة الخضراء، كانت القاعة الفسيحة التي خبرت لقاءاتهم لأكثر من مرة على موعد مع لقاء صحفي تم الترتيب له على مضض،حيث تداعى نفر من شباب تلك المجموعة، للحديث عن ذاتهم عبر إعلان مبادرة للإصلاح، اكتفت المجموعة بالإعلان عن قيام مؤتمرها الصحفي في موقع التواصل الاجتماعي»الفيس بووك»، الخوف من منع قيام المؤتمر عبر عنه الصحفيون من خلال تعليقاتهم في «الفيس»، شئ من القلق كان واضحاً بين أفراد المجموعة، الحضور الصحفي كان ضعيفا سوى ثلاثة صحفي وربما كان ذلك بسبب أن التوقيت تزامن مع فعاليات أخرى صحفية كانت في ذات اليوم.


داخل القاعة جلس الشباب وأمامهم شاشة عرض «بروجكتر» كتبوا فيها عبارة اللقاء الصحفي الأول «نداء الإصلاح والنهضة»، ظهرت اللافتة في البداية بلا اسم الله، لكن يبدو انه لم يكن أمرا مقصودا مما كان الموضوع مثار نقاش وفكاهة بينهم، ضحك بعضهم وقال «ياجماعة عايزين يقولوا علينا علمانيين» ثم علق احدهم مخاطبا المسئول عن تجهيز اللافتة قائلا»ياخي لو ما عايز تكتبها عشان الله اكتبها عشان الناس» كل ذلك كان على سبيل الدعابة، فخطوة إشهار تلك المجموعة لأفكارها وشخوصها بصورة علنية في ظل ظروف تحمل قدرا من التململ والحراك الأمني، بحسب مراقبين يبدو أمرا له ما بعده وخلفه، فالبعض قال بان هؤلاء ليس وحدهم وهناك نافذون يدفعونهم، للخروج بغية محاصرة ما ظل هامسا لكون أن الأمر عندما يدور في الخفاء يشكل مصدر قلق وإزعاج للكثيرين، وكانت المجموعة ظهرت بلا شخصيات عندما أخرجت بيانا أوضحت فيه رأيها عن المحاولة «التخريبية» قبل ان تعدل الى «الانقلابية»، دعت فيه الرئيس البشير إلى إطلاق من سمتهم «إخواننا وقادتنا من أبطال القوات المسلحة, وصمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب الذين كانت لهم صولات وجولات في ميادين القتال مدافعين عن مبادئهم وعن ثورتنا الفتية من أجل إرساء دعائم المجد لسوداننا الحبيب ولم تشغلهم مفاتن الدنيا أو السلطة»، إطلاق ذاك البيان في ذاك التوقيت أثار همس المجالس بأن هؤلاء هم من قاد الانقلاب وحتى هذه اللحظة يتساءل البعض عن علاقة هؤلاء بالمحاولة.


الهدف من الظهور العلني حسبما قال بعض قيادات المجموعة هو قطع دابر الشائعات، ووضع حد للتكهنات وإيقاف نسج الخيال الذي يحاول عبره البعض رسم صورة خيالية غير مكتملة الأركان لهؤلاء الشباب في مخيلته ، حيث قال احد قيادات المجموعة وهو يتحدث عن أهمية الإعلام بالنسبة لهم في الفترة المقبلة «بعض الناس ينظرون إلينا كطالبان» في إشارة إلى طالبان باكستان التي ذاع صيتها بالتشدد وكبت الناس بحجة تطبيق الدين، ولكن من هم هؤلاء «السائحون»؟ يقول دفع الله الحسين وهو احد قيادات المجموعة «ان (السائحون) هم المجاهدون من شباب الحركة الإسلامية بشقيها «الشعبي والوطني» الذين حافظوا على تواصلهم بعد المفاصلة الشهيرة، وظلت علاقاتهم مع بعض وتربطهم الكثير من العلائق حيث وصلت الفكرة ذروتها بعد الهجوم على «هجليج» بالإضافة إلى الثورات العربية التي سبقت ذلك، وشكلت صفحة «سائحون» على الفيس بوك بوصلة التواصل، وتطورت عبرها الفكرة، على أساس ان الناس تحتاج إلى إصلاح»، وبحسب دفع الله أن المبادرة التي تم طرحها هي امتداد لأصوات الإصلاح التي ظهرت في جسمي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والتي عبرت عنها المذكرات التصحيحية.


تجاوزت تلك المجموعة محطة «الفيس بووك» والتقت في أول نشاط لها في أغسطس من العام الماضي في قاعة شركة النيل بحسب دفع الله الذي قال ان اللقاء ضم حوالي 600 مجاهد تفاكروا حول الهم الوطني، ومنه تكونت لجنة كان من مهامها الوصول إلى بقية المجاهدين في أصقاع السودان المختلفة وإدارة حوار معهم حول ضرورة مراجعة المسيرة، وتركز الطرح حول ان الناس غير راضين عن الحكومة ووضع البلاد الحالي، أعقب ذلك لقاء تم في الخرطوم حضره حوالي 5 ألف مجاهد وتلتها لقاءات فكرية ونوعية محدودة عبر إدارة حوارات مع مثقفين إسلاميين وغير إسلاميين على رأسهم د.حسن عبدالله الترابي ود.غازي والزبيرأحمد الحسن وشيخ جاويش مرشد الأخوان، وفقا لدفع الله أن جملة الحوارات التي عقدها هؤلاء كانت 20 حوارا شارك فيها أكثر من 750 من الأخوان، منتوج هذه الحوارات تم عبره صياغة مبادرة حملت اسم «نداء الإصلاح والنهضة» ويقول دفع الله ان هذا النداء يوجه الى الكل حكومة ومعارضة والشعب.


كانت التساؤلات التي طرحت للمجموعة حول ماهية المبادرة ومحاورها وما الذي يميزها عن ما طرح من قبل وما زال يطرح من قوى سياسية مختلفة؟، هذا اذا أخذنا في الاعتبار ان المجاهدين معروف عنهم الفعل وليس الكلام، وفوق كل ذلك لمن توجه هذه المبادرة؟، يقول «أمير المبادرة» هشام بابكر ان المبادرة ستوجه إلى القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بكل طوائفه والكيانات والقبائل، وأضاف»لكن تتفاوت الأدوار فهناك جهات لديها أدوات أكثر من غيرهم بالتالي القدر الذي يخصهم من الخطاب ربما يكون اكبر» فيما يقول د.محمد مجذوب من لجنة الفكر ان المبادرة معنية بفكرة أساسية تتعلق بالإصلاح بمختلف أنواعه ويدور موضوعها حول ضرورة معالجة قضايا البلد بشئ من الوضوح ،


ويضيف»المبادرة بدأت بفكرة جمع صفوف الإسلاميين بشقيهم «وطني وشعبيين» لكون ان خلافاتهم سبب الكثير من المشكلات التي أصبحت أزمة يعاني منها الوطن، مشيرا إلى أن المجموعة حددت سنتين لنقاشها ثم تليها مرحلة أخرى حددت بخمس سنوات للنهضة والتطبيق العملي، ويشير مجذوب إلى ان المبادرة اشتملت على عدد من المحاور من بينها المحور السياسي الذي يتناول الإصلاح السياسي وهذا يعني بطبيعة الحال توضيح العلاقة ما بين الدولة والمجتمع، وأضاف» ظلت هذه العلاقة متذبذبة وغير محددة على وجه معين وذلك من واقع ما هي علاقة الدولة بالمجتمع وأيهما يتقدم على الآخر» وينطلق المحور الثقافي بحسب مجذوب، من سؤال التنوع الذي دائما ما تتم الإجابة عليه بإجابات مخالفة لطبيعته سواء أن كانت عسكرية او أمنية مما أدى إلى تفاقم المشكل الثقافي وادخل البلاد في دوامة صراع، ويأتي المحور الاجتماعي على أساس انه أصبح واضحاً في أن السودان أصابه ما أصابه من التفكك العرقي والقبلي وانخفضت درجة الولاءات وأصبحت أكثر خصوصية تنتهي عند العشيرة ويكاد يغيب الولاء العام وهذا يشكل خطراً على مستقبل البلاد، وبحسب مجذوب طرحت في المبادرة مجموعة من الأفكار للبحث عن قواسم مشتركة من الناحية الثقافية وضرورة الرهان عليها من جهة أنها تشكل مكوناً بشكل عام ولكنه ليس مكوناً موحداً، وأضاف»في تقديرنا الخاص ان هذا يتعلق بالإسلام بوصفه العالم المشترك بين كل المجتمعات» ثم يأتي الإصلاح الاقتصادي على ضرورة ان ترتبط التنمية بالعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى الإصلاح القانوني والإداري فضلا عن إصلاح أوضاع الحركة الإسلامية بحكم ان هذا التيار لا يزال فاعلاً في الحياة السياسية.


غير ان المؤتمر الوطني وهو الحزب المعني بالدرجة الأولى بهذه المبادرة اكتفى نائبه لشئون الحزب د.نافع على نافع في تعليق على المبادرة بقوله « ان اى عمل يتم خارج إطار المؤسسات لن يؤتى اى ثمار وأضاف في تصريح صحفي بالمركز العام «اى عمل تقوده فئة او مجموعة سينتهي بان يدخلوا المؤسسات ويعملوا من خلالها او يخرجوا ولن يصلوا لاى نتائج ) مشيرا الى انه لم يطلع على تفاصيل ما طرح من مبادرة من قبل هذه المجموعة، فيما يقول بابكر محمد يوسف احد قيادات المجموعة «نحن رؤيتنا مختلفة وهذا ما يميزنا، ويضيف «عندما بدأت المبادرة توجهت الى قواعد المجاهدين والإسلاميين وقواعد الشعب السوداني مما ينبئ بان هذه المبادرة مختلفة، وهي تشمل كل أنحاء السودان وتشعر بعمق الأزمة في كل أرجائه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.



------------------

مبادرة لمجموعة (السائحون) يستغرق نقاشها عامين !!
December 22, 2012
(آدم محمد أحمد – الصحافة)

أعلنت مجموعة (السائحون) من (المجاهدين) عن طرح مبادرة جديدة للإصلاح أسمتها (نداء الإصلاح والنهضة) ،لمخاطبة كل مكونات المجتمع السوداني وأحزابه السياسية المعارضة للحكومة والمشاركة فيها، بغية إحداث إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية في السودان، وأشارت الى ان المبادرة يتم (إعلانها بصورة رسمية عبر لقاء جامع لكل المجاهدين في التاسع والعشرين من الشهر الجاري)، وكشفت عن اتصالات تجريها لعقد لقاءات خلال الايام المقبلة مع كل من نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب ،الدكتورنافع على نافع، ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي وزعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني، واستبعدت المجموعة لقاء الرئيس عمر البشير في الوقت الراهن، ونفت أي اتجاه لتكوين حزب سياسي، معتبرة ان تكوين الحزب يعقد الأزمة أكثر مما هي عليه الآن.

وقال احد اعضاء المجموعة، دفع الله الحسين، في مؤتمر صحفي عقد بمركز التنوير المعرفي امس ان المبادرة جاءت نتيجة للقاءات كثيرة تمت بين شباب الحركة الإسلامية (المجاهدين) بشقيها (الشعبي والوطني)، كان أولها في شهر أغسطس من العام الماضي، بقاعة شركة النيل شارك فيه اكثر من 600 (مجاهد)، منوها الى ان المجموعة عقدت حوالي 20 حوارا شارك فيها اكثر من 750 مجاهدا بالإضافة الى عقد جلسات فكرية مع عدد من المفكرين على رأسهم ،الدكتور حسن الترابي ،والدكتور غازي صلاح الدين وأمين عام الحركة الاسلامية ،الزبير احمد الحسن، وشيخ جاويش مرشد الاخوان.

كما قال د.محمد مجذوب، من لجنة الفكر بالمجموعة ان المبادرة تطرح ويتم النقاش فيها لفترة سنتين ثم تليها مرحلة اخري حددت بخمس سنوات للنهضة والتطبيق العملي، مشيرا الى ان المبادرة معنية بفكرة أساسية تتعلق بالإصلاح بمختلف أنواعه، وتدور حول ضرورة معالجة قضايا البلد والأزمة التي أصبحت ماثلة بشئ من الوضوح والشفافية.

في السياق ذاته، قال هشام بابكر، أمير المبادرة ان اللجنة التحضيرية ارسلت نصوصا من المبادرة الى الولايات لدراستها وابداء الملاحظات حولها قبل طرحها بشكلها النهائي، وقطع هشام بأن المبادرة لا تهدف الى تخلي الناس عن ولاءاتهم وانتماءاتهم الحزبية، وانما يجب ان يكون الولاء الأعظم للإسلام والوطن ونبذ العصبية الضيقة


Post: #117
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-24-2012, 08:00 AM
Parent: #116

8896.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





نافع: لسنا «دراويش» حتى تستغل المعارضة الخدمات للتظاهر


نشر بتاريخ الأحد, 23 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
الخرطوم: صلاح مختار


شنَّ نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب د. نافع علي نافع هجومًا عنيفًا على القوى المعارضة والغرب، وقال إن الحكومة ليس لديها تحدٍ خارجي، وأكد أن «الخواجات سيفهم انكسر ورأس الخيط راح ليهم»، وأكد أن المعارضة تعوِّل على «اختلاف ناس المؤتمر الوطني وأن يتنازعوا بينهم ويغلبهم العمل»، مشيرًا إلى أن الدول الغربية مشغولة بنفسها وتراهن على التردي والانهيار الاقتصادي، وقال إن المعارضة كانت تعوِّل على المحاولة الانقلابية.مشيرًا إلى أن حزب الأمة والشعبي والشيوعي ودولة الجنوب كانوا على علم بالمحاولة.

وحذَّر عضوية الحزب من الانسياق وراء التظاهرات بسبب الخدمات، وقال إن مخطَّط المعارضة استغلال الخدمات للخروج للشارع والاحتماء وراء جماهير الوطني أثناء الخروج في تظاهرات يقودها «زعيط ومعيط» ليقطعوا فيها الطرق، وقال: لصالح من ذلك؟ «لفاروق أبوعيسى أم الريح السنهوري؟» حسب قوله، وأكد أنه إذا حدث ذلك «نكون نحن دراويش»، وطالب بعزل عضوية الشيوعي والشعبي في لجان الأحياء وإبعادهم، وقال: «إن الجماعة ديل تعويلهم على التغيير أن يحدث من داخل الوطني»، وقال: أي خروج بسبب الخدمات هو عمل محرَّم، وقال: ليس هناك فضل لشخص في الحزب وإنما الفضل للحزب والتنظيم،


وقال: «أي فتنة يدخل فيها زول أو ينقلب يُحاسَب كائنًا من كان»، وأضاف: أي شخص أخطأ يُحاسَب. وحرَّض عضوية الحزب على أن «يوروا المعارضة العين الحمراء»، وقال نافع لدى مخاطبته لقاءً تنظيميًا لعضوية الحزب بالخرطوم إن الغرب ليس مستعدًا لإضافة مشكلات العالم الثالث لمشكلاته، وأكد أن الوطني ساهم بشكل كبير فيما يجري للغرب، وقال إن إضعاف وتضعضُع سياسات الغرب كان بسبب تمرد السودان ولاستقلال قراره ولتحرير اقتصاده، ونوَّه بأن ذلك سيكون حافزًا لتمرد بقية دول العالم، وقال: «ناوين نزيد تمردنا ونُمرِّد دول العالم وإفريقيا والعرب»، واعتبر أن ذلك له انعكاس مباشر على الغربيين الذين أكدوا ضعف الحركات المسلحة وقالوا: «عملكم ما جايب فائدة وما عندنا قروش ندفع ليكم وامشوا اتوحّدوا واصبحوا حاجة واحدة يمكن تقضوا ليكم شوية غرض». وأكَّد نافع أن البديل الديمقراطي الذي تطرحه المعارضة هو تكليف رسمي من الأمريكان والغربيين لحكم السودان، وأكَّد أن المعارضة فشلت في ذلك وهم مختلفون، وقال إنها لم تتفق على عمل ورقة انتقالية حول البديل الديمقراطي.


--------------------

السودان.. الصراع بين مؤسسات الحكم


«منى عبد الفتاح»




12-23-2012 01:59 AM
منى عبد الفتاح

أزمة الجيش
أتون الصراع
مذكرات الإصلاح

لم تفكّ الرسالة التي بعثت بها مجموعة الإصلاحيين إلى الرئيس السوداني عمر البشير طلاسم المحاولة الانقلابية الأخيرة التي حدثت يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، فقد اتهمت الحكومة السودانية كلاً من القائد السابق لجهاز الأمن الوطني والمخابرات الفريق صلاح قوش ومجموعة من الضباط -على رأسهم العميد محمد إبراهيم عبد الجليل- بالتخطيط لعمل تخريبي، وكلاهما ينتميان إلى الحركة الإسلامية.

ولكن المحاولة التي لم تنجح عسكرياً نجحت سياسياً بأن لفتت نظر الشارع السوداني إلى مؤسسة الجيش التي تكنّ لها فائق الإحترام والتي لازمها سوء الحظ مرتين، مرة بموالاة الحركة الإسلامية في انقلاب الإنقاذ 1989 الذي ما زالت تتحمل وزره إلى اليوم، وأخرى بإعادة الكرة في المحاولة الانقلابية الأخيرة.

وخلال الفترة بين المحاولتين كان الجيش بمثابة صمام أمان بالنسبة للوطن والمواطنين، ولكن قوميته الآخذة في التلاشي وأسراره التي تبدت للعلن، جعلت من كينونته مثار جدل ونهباً للصراعات مع المؤسسات الأخرى الحارسة لأسوار السلطة.

أزمة الجيش
ولد الجيش السوداني كمؤسسة دولة، من رحم التاريخ الذي شكّل استقلال السودان وشقّ لنفسه طريقاً عبر مخاض ونضال وطني عسير. ووفقاً لهذه التركيبة المبدئية، فقد ضم بين جنباته نماذج من جميع مكونات الشعب السوداني كانت تتم وفق شروط ومعايير أخلاقية ووطنية. قاتل الجيش السوداني من أجل وحدة الوطن، وبعد أن تم انفصال الجنوب وجد أنّ واجبه تحوّل إلى مهمة أصعب، وهي الحفاظ على وجود الوطن نفسه. لم يكن الجيش حامياً لحمى الوطن فحسب، وإنما كان ملاذاً آمناً وحصناً منيعاً ضد التصدّع والانكسار.

لا يستطيع أحد أن يجزم بأن الجيش تم استخدامه لإدارة صراع الحكم، ولكن مما يبدو أنه تم توظيف ظرفه، خاصة بعد الإخفاقات الكبيرة التي لازمته في الفترة الأخيرة. ورغم الحقيقة الناصعة بتبني المؤسسة العسكرية لمشروع الإنقاذ ومنافحتها عنه، فإنه لا أحد يحتمل أن تُدمغ هذه المؤسسة بالمواصلة في موالاة أي نظام سياسي حتى لو كان النظام الحاكم.

لم يعد هذان التصوران ضبابييْن، فخلال عقد التسعينيات بدأت تصيب مؤسسة الدولة شروخ الانقسام، وبعد انفصال الجنوب انقسمت فعلاً على المستويين السياسي والعسكري، ويتضح ذلك من أنّ الحكومة حزباً ومؤسسة عسكرية كانت من قبل موحدة ضد عدو واحد، أما الآن فقد انقلبت تواجه ذات الدولة المتشظية في أركانها الأربعة.

استمدت عناصر المحاولة الانقلابية قوتها من ضعف النظام، فالصراع الجاري الآن بين مؤسسة الجيش وجهاز الأمن الوطني خاصة بعد دمج جهاز المخابرات فيه، بدأ يدق ناقوس الخطر على مؤسسة الحكم، ويتجاوز الصراع الأفقي إلى مستوىً آخر رأسي بدأ بمحاولة الانقلاب.

وقد تحولت ما كان يُظن أنها قوة إلى ضعف، فلم يجئ ضعف مؤسسة الجيش فجأة، وإنما بدأت تتآكل من الداخل في مواجهة جملة من التحديات تمثلت في الصراعات الداخلية مع جهاز الأمن والتي كان أبرزها ما أثير حول هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان في مايو/أيار 2008، من وجود خلاف بين الجيش وجهاز الأمن الوطني، تصدى بعدها الأخير مع قوات الشرطة لإدارة المعركة بعد استبعاد الجيش.

ومنذ ذلك الحين وصلت إلى الشعب السوداني رسالة علنية بثتها وسائل الإعلام باستعراض قوات الأمن لإمكانياتها وكيفية صدها للهجوم، ومفادها موازاة قوات جهاز الأمن للقوات المسلحة كتفاً بكتف وسلاحاً بسلاح، ليدخل الساحة لاعبون جدد أكثر شراسة.

أما التحدي الأطول في هذه المنظومة فهو مشكلة جنوب السودان التي أخذت تنخر في تكوين الجيش السوداني وتمتحن صلابته طيلة أكثر من نصف قرن، إلى أن تحقق انفصال الجنوب في يناير/كانون الثاني 2011.

وقد ترك الانفصال ثغرة أمنية وإستراتيجية تم من خلالها احتلال مدينة هجليج التي تقع جنوب السودان الجديد والمعروفة بإنتاج النفط، وذلك في أبريل/نيسان 2012، إلى أن تم انسحاب جيش جنوب السودان في نفس الشهر بناءً على نداءات مجلس الأمن. وكذلك تحول الاقتتال إلى جنوب السودان الجديد في ولايتي النيل الأزرق وجنوبي كردفان، ثم مواجهة الحركات المسلحة في إقليم دارفور واتحادها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما يسمى بالجبهة الثورية. وكذلك تزايد المطالبات بحل قضية شرق السودان، ثم التحديات الخارجية التي تمثلت في القصف الإسرائيلي لمدينة بورتسودان شرق البلاد في أبريل/نيسان 2011، ثم تكرار القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك الحربي جنوبي الخرطوم في أكتوبر/تشرين الأول 2012.

أتون الصراع
لم يزرع السودان نظاماً ديمقراطياً حقيقياً من قبل حتى يحصد الآن ثورة شعبية أخرى تحاكي ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964 وثورة أبريل/نيسان 1985 اللتين جاءتا في ظروف خدمت نجاحهما، وإنما يحصد اليوم صراع السلطة الحاكمة مع أحزاب المعارضة والإثنيات القبلية المتجذرة في تكوينه من جهة.

ومن جهة أخرى يتجرّع نتاج الصراع العسكري الذي بقيت فيه القوات المسلحة لاعباً أساسياً مع جهاز الأمن الوطني الذي سعى بدوره إلى تحجيم نفوذ القوات المسلحة سواءً بالتصريحات أو المبادرات أو الأفعال، مدعوماً بطموحاته اللامحدودة في لعب دور خاص وعميق.

إن أزمة الدولة السودانية لا تقتصر على غياب الديمقراطية وحدها، وإنما تتمثل أيضاً في تفشي الفساد السياسي والإداري والمالي والاقتصادي الذي أدى إلى الانهيار الاجتماعي. ولن يتم التوصل إلى حل إلا في إطار تصور شامل لحل كل المشاكل التي قادت إلى هذه الأزمة، وأولها أزمة الجيش الذي تتجسد فيه رمزية كرامة الوطن وعزته.

إن الصراع القائم بين المؤسستين العسكريتين الجيش والأمن الآن متعدد الجوانب، وأطرافه تضرب في مصالح فئوية وشخصية بعيدة عن الهم العام، لذا رأت هاتان المؤسستان أن تحلّ لنفسيهما ما حرمتاه على غيرهما وهو الدخول إلى عالم السياسة من أوسع أبوابها، وكانت النتيجة أن فقدنا الاثنتين وأصبحت الحصيلة كالتالي: جيشٌ وأمنٌ مُسيّسان، وسياسيون مسلحون بتحالف أحزابهم مع الحركات المسلحة.

ورغم اطمئنان الحكومة العلني إلى أنه يصعب قيام انقلاب عسكري من داخل مؤسسة الجيش مرة أخرى باعتبار أن 23 عاماً كافية لتجنيد رتب عسكرية تدين بالولاء والطاعة للنظام الحاكم وحمايته، حسب ما رشح من بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فإن الزج بجهاز الأمن وتسريع المواجهة بينه وبين الجيش والتي لم تكن واضحة في البداية، خدم بشكل مباشر غرض النظام وكشف سرّ توجسه من محاولات تغييره.

إن إستراتيجية الصراع هنا ليست معنية بتوجيه القوة نحو الخصم بقدر ما هي استغلال لنقاط ضعفه. وبما أن المؤسستين العسكريتين لم تكونا في مصاف الأعداء فإن ما حدث ويحدث الآن هو صراعات شركاء على قدر كبير من المنافسة والاختلاف.
لم تكن الحكومة السودانية واضحة وصريحة بشأن الإعلان عن محاولة الانقلاب، فقد كان من الصعب عليها أن ترى مؤسستها العسكرية شريكة للمعارضة في هدف تغيير النظام لما تعانيه هذه المعارضة السياسية من تفكك واتصال بالعمل المسلح. وهكذا يواجه الحكومة تشابك دورها بين أن تكون في منتصف الطريق بين أزمة الدولة وأزمة المؤسسة العسكرية مما يهز من توازن هذه المؤسسات، وبين استعادة سيطرتها على هذه المؤسسات الحيوية وهو ما لا يُعتبر ملائماً في الوقت الحالي.

وهذه المحاولة الانقلابية للإطاحة بنظام الحكم في السودان هي الثالثة من نوعها، فقد تمت من قِبل إسلاميين وشركاء في حكومة الإنقاذ. فهذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "السائحين" تتكون من "تجمع مجاهدي الحركة الإسلامية". أما المحاولتان السابقتان فقد تمتا بعد المفاصلة الرمضانية بين الإسلاميين عام 1999 إثر مذكرة العشرة التي أدت إلى انشقاق د.حسن الترابي وتكوين حزب المؤتمر الشعبي.

أما عن فرضية علاقة الجيش والمجموعة التي تبنت الدفاع عن محاولة الانقلاب ببعض الأحزاب السياسية المعارضة خاصة حزب المؤتمر الشعبي، فإن هذه العلاقة تُعتبر خصماً على مؤسسية الجيش. فغير الخروج عن حالة الحياد بانتماء الجيش إلى الأمة السودانية وفقاً لدوره القومي، هنالك الضعف البائن في أداء أحزاب المعارضة وسوء إدارتها التي من المتوقع أن تنعكس على انضباط الجيش وفاعليته وكفاءته المهنية.

مذكرات الإصلاح
ارتضت مجموعة الإصلاحيين أو السائحين أن تحمل وزر 23 عاماً هي عمر الإنقاذ بالإنابة، فقد نددت بالفساد تارة، وطالبت بإقامة نظام ديمقراطي تارة أخرى. وحيث إن هذه المطالب شعبية في المقام الأول نادت بها جميع أحزاب المعارضة، فقد تم فهم الصيغة كمؤامرة جديدة تُحاك في دهاليز حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أو كإعادة إنتاج مسرحية سيئة الإخراج، كما تم الترويج لذلك إزاء العجز عن فهم أسرار وطبيعة المحاولة الانقلابية. ولكن معطيات الحدث لا تشي بأنها مناورة ضمنية بقدر ما تعكس خيبة أمل الإصلاحيين في حكومتهم التي جاؤوا بها بعد انقلاب عسكري في يونيو/حزيران 1989.

تتمثل بوادر الحل المقترح في ما ختمت به مذكرة السائحين مخاطبتها للرئيس عمر البشير، بأن يخرج بقرارات تحل الأزمة، مرفِقة اعتذاراً ضمنياً بلجوئها إلى هذا الحل الذي دفعهم إليه وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين. فقد بينوا صراحة أن عهد وزير الدفاع الحالي شهد انتكاسات عديدة مثل قصف بورتسودان ومصنع اليرموك واحتلال كاودا وهجليج. كما انتقدوا إحالة رئيس جهاز الأمن صلاح قوش وبعض قادة الاستخبارات إلى التقاعد بسبب تقديمهم النصح والمشورة للوزير.

إن قوة الرسالة الموجهة إلى مؤسسة الحكم لم تدرس إستراتيجيتها بنفس الطريقة التي حسمت بها أمر وجهتها، مما جعلها مباشرة وأكثر جرأة بالنسبة للشعب السوداني وللمراقبين. ونعتُ المحاولة بالجريئة هو لأنها من نفس الصنف الذي جرّبه الشعب على مدى 23 عاماً.

أما أسباب هذه الجرأة فهي أولاً- أن مجموعة السائحين رأت أن الحكومة في مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير منتصف الشهر الماضي، تحاور نفسها مما استيأست معه أي بوادر للإصلاح. وثانياً- العزلة التي ألمت بأطراف الحكومة وأبنائها الذين أخلصوا لها في سنوات النظام الأولى، وأخذت تنتظر رداً للجميل يتشكل ولو في سياسات إصلاحية نادت بها عبر مذكرات تكرر إرسالها دونما مجيب.

ورغم تاريخ كفاءة مؤسسة الجيش في مجال المعارك فإن تغلغلها في جهاز الدولة وسياسة تعريتها من ملامحها التي عُرفت بها، ساهم في أن تصبح هي والمعارضة في الهمّ سواء، ألا وهو انتزاع السلطة ممن تراه مؤسسة الجيش حزباً حليفاً هو المؤتمر الوطني الحاكم، وتراه المعارضة مؤسسة عسكرية هي أساس حكم الإنقاذ.

هذا هو الجيش السوداني الحاضر الغائب الذي أريد أن يُقدّمَ قرباناً يذكي نار الصراعات بين مؤسسات الدولة العسكرية، وأصبح فيما بعد ينتظر من يتحدث باسمه مثلما فعلت مجموعة "السائحين".

وباستعارة مقولة الجنرال الفرنسي شارل ديغول الشهيرة "الجيش الفرنسي ملك لفرنسا، وليست فرنسا ملكا للجيش الفرنسي"، يمكننا في ظل انتظار أن تأخذ الحكومة السودانية قراراتها السياسية بدلاً من تمريرها إلى حلبة "حرب الظلال" بين مؤسساتها العسكرية، أن نقول أيضاً "الجيش السوداني ملكٌ للسودان، وليس السودان ملكا للجيش السوداني".

المصدر:الجزيرة

-------------

غندور: جهات تسعى لوضعنا في مواجهة مع الدولة


«إبراهيم غندور»




12-24-2012 07:06 AM
الخرطوم: ابتهاج متوكل


تبادل وزير المالية علي محمود ورئيس اتحاد العمال إبراهيم غندور الاتهامات بشأن زيادة الحد الأدنى للأجور ففي الوقت الذي أقسم فيه الأخير بسعي وزارة المالية لوضع اتحاد العمال في مواجهة مع الدولة نفى وزير المالية ذلك.
وكان قد أعلن غندور أمس، عن توصلهم لاتفاق مع المالية بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى (425) جنيهاً، ولكن سرعان مانفي وزير المالية الأمر.


وقال وزير المالية لبرنامج (في الواجهة) الذي بثه تليفزيون النيل الأزرق ليل أمس، إنهم لم يتفقوا مع اتحاد العمال على زيادة الأجور بالأرقام، لكنا وافقنا على مبدأ الزيادة، وهذا الأمر أصدر فيه رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل لجنة لمناقشته وقلنا إننا ملتزمون بتوصياتها. وأضاف "كيف نلغي لجنة رئيس الجمهورية باتفاق بيننا واتحاد العمال"، وقال إن الموازنة أجيزت الأربعاء الماضي فكيف نأتي مساء السبت لنقول إن هنالك زيادة في الميزانية، لافتاً إلى أن الزيادة لاتعرض على رئيس الجمهورية ونائبه الأول وإنما على مجلس الوزراء .


من جهته كشف غندور عن تسليم الاتحاد لوزارة المالية رؤية مكتوبة لرفع الحد الأدنى للأجور إلى 425 جنيهاً بجانب منحتي الرئيس، وقال نحن نحاول أن نصل مع الوزارة لاتفاق لكن جهات بالوزارة تحاول وضع العاملين أمام الأمر الواقع.
واتهم وزير المالية بمحاولة إدخالهم في مواجهة مع الدولة وهذا ما ظللنا نبتعد عنه قدر الإمكان وتابع "اتفاقنا واضح بأننا لن نستطيع انتظار لجنة رئيس الجمهورية لتكمل كل عملها لأن ذلك سيأخذ شهوراً وأن العمال لن ينتظروا". وقال إن صبر العاملين نفذ لأن للصبر حدود مع وزارة المالية التي قال إن بمقدورها تنفيذ الاتفاق من بنود كثيرة ومعلومة بجانب أنها تستطيع توفير ذلك من أموال التجني

السوداني

Post: #118
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-25-2012, 08:29 PM
Parent: #117


محجوب عروة الصحفي المثير للجدل في حوار كشف الحقائق و جرد الحساب


محجوب عروة


بدون فخر أنا الأب الثاني للصحافة السودانية ... هنالك مسئول دستوري رفيع دفعتي بجامعة الخرطوم يلاحقني ..
12-25-2012 07:50 PM


× تسلط علي وراق وعادل الباز وخالد التجاني وصالح وعبد الرحمن اسحق لعمل الشراكة الزكية في الصحافة وأقنعوني بذلك (طبعاً أنا زول مغبي ساكت) وصدقت لعمل الشراكة (الغبية)

× أجبرت على بيع الرأي العام.. والسوداني بعتها بثمن بخس


× جمال الوالي كان واجهة فقط في إخراجي من السوداني


× شخصية صديقة للرئيس وصديقة لي كان الوسيط في صفقة بيع السوداني


الحقد وأنني شخص غير مطيع وأقول رأيي الشخصي وأقول آراء مختلفة عنهم لهذا يلاحقونني


× الصحافة الآن في أسوأ مرحلة في تاريخ السودان


× هذه قصة جريدة الصحافة وصلاح إدريس وطه علي البشير


× بريطانيا عرضت عليَّ اللجوء السياسي .. واستغربوا لرفضي


حاوره : أسامة عوض الله

الصحفي و الناشر الكبير محجوب عروة شخصية مثيرة للجدل .. مرت بالرجل فترات تقلب كثيرة و كبيرة في حياته.
و يقول عن نفسه أنه إذا كان أحمد يوسف هاشم هو أب الصحافة السودانية الأول فإنه (أي محجوب عروة) هو (الأب الثاني للصحافة السودانية).
و يستند الرجل في ذلك على أنه عمل معه قرابة (150) المائة و خمسين صحافياً أو يزيد في مختلف فترات مسيرته الصحفية التي أنشأ خلالها عدداً من الصحف أبرزها (السوداني) .. و (السوداني الدولية) .. و (الصباحية) .. و مجلة (الدستور).
كما أعاد إعادة إصدار عدد من الصحف أبرزها (الرأي العام) .. و (الصحافة).


لكل هذا و أكثر أحاوره في صفحة (رئيس التحرير) و هي صفحة متخصصة في الحوارات مع رؤساء التحرير الحاليين و السابقين و القيادات الصحافية و كبار الصحافيين السودانيين .. صفحة من ضمن ملف (اليوم الثامن) .. و اليوم الثامن هو (ملف سياسي أسبوعي يعنى بقضايا و تداعيات السياسة السودانية و الدولية) بصحيفة (المشهد الآن) السودانية اليومية التي أتولى فيها الإدارة السياسية و يتولى رئاسة تحريرها الصحفي الأستاذ جمال عنقرة.
أعود و أقول ، لكل هذا و أكثر أحاور محجوب عروة اليوم في صفحة رئيس التحرير ، و هوز اليوم رئيساً لتحرير صحيفة (الأسواق) و هي صحيفة أسبوعية اقتصادية يقول عنها إنها تمثل بالنسبة له (استراحة محارب) يلتقط أنفاسه فيها ، و يستجمع قواه و قواته لمواصلة السير و المسير.

مع محجوب عروة أترككم في حوار كشف الحقائق و جرد الحساب.


× في مستهل هذا الحوار معك أستاذ عروة كيف تقرأ لواقع الصحافة والصحفيين في السودان؟


- الصحافة الآن في أسوأ مرحلة في تاريخ السودان لأن الصحافة الآن لم تعد مجرد مهنة ولم تعد عملاً فنياً، إنما عمل صناعي متكامل. بمعنى عملية استثمارية كبرى، وحتى في العالم إذا لم يوجد دعم مالي واقتصادي مستوى الصحافة يكون منظماً جداً، وبالتالي تكلفة الصحافة الآن عالية جداً في ظل أوضاع اقتصادية متردية بمعنى لا يوجد إعلان والقوة الشرائية ضعيفة، وتكاليف الصحافة أصبحت تزداد مع ارتفاع سعر الدولار، فأصبح الوضع الاقتصادي مزرياً جداً، وبالتالي أصبحت المسألة محتاجة إعادة كاملة فأنا لست متشائماً ولكن أرى أن الأوضاع سيئة جداً، حاضرها ومستقبلها في كف عفريت، والعفريت هو الحكومة،لأن العفريت هنا قابض على كل شيء قابض على السياسة والرقابة ولا توجد ديمقراطية وبالتالي أصبح الوضع صعبً جداً، فهذا العفريت إذا لم يحدث له تعديل أو استطاع أن يساهم، ولا أرى أنه سوف يساهم كثيراً لأن الميزانية عاجزة إذن فحاضر ومستقبل الصحافة السودانية مظلم جداً، وهذا يعود إلى تضخم الاقتصاد والعطالة وضعف الصادرات والصناعات، والصرف على الدفاع والأمن وبالتالي أصبح الوضع خطيراً جداً، ونجد أن الناشرين لا يتعاملون مع بعض فكل ناشر يعمل لوحده استغلاله المعلن، وفي العالم كله الإعلان هو الذي يأتي بتكلفة الصحيفة والبيع لا يغطي أكثر من (40%) من التكاليف والإعلان أصبح ضعيفاً وأًصبح المعلن هو المسيطر على الإعلان في ظل تنافس الناشرين واللجوء إلى زيادة سعر الصحيفة من جنيه إلى جنيه ونصف والمواطن طبعاً لا يجد ثمن الأكل والعلاج وبالتالي الصحيفة أصبحت ترف، فلا بد من إعادة صياغة القضية كلها.. فمجال الصحافة منذ 1985م بعد الانتفاضة وقبلها كان الاتحاد الاشتراكي مسيطراً على كل شيء فكان يدعم الصحافة والأيام، فكان سعرها رخيصاً (10) قروش و(25) قرشاً و(50) قرشاً، فالمواطن كان يستطيع شراء الصحيفة والآن هنالك انفجار في الصحف السياسية والرياضية والاجتماعية ولا يوجد اختلاف بين الصحف، فكلها متشابهة والفرق فقط في الكتاب.


× الصحافة الآن أصبحت صحافة الكُتاب؟


هذا صحيح لسبب بسيط لأن الأخبار التي تأتي بها لا يسمح بنشرها، فهل الصحافة السودانية تستطيع أن تنشر كل شيء؟ كما في مصر هنالك حرية وصراحة، ولكن إذا كانت الصحافة كلها مثل بعض فلا قيمة لها وهذا يجعل القارئ يبحث عن الكاتب الجيد والخبر الجيد غير موجود ولذلك أصبح الرأي أهم من الخبر..


× من الذي أسس صحافة الرأي هذه... هل هي الحكومة بممارستها أم ماذا؟

- الصراع السياسي.. وأصبح الرأي هو الأهم.


× رغم اختلاف الناس حولك فأنت صاحب مدرسة في الصحافة السودانية وهذه المدرسة خرجت العديد من الصحفيين، ومن أبرز مدرستك هذه إعادة إصدار الصحافة والرأي العام؟



- دون فخر فإذا كان أحمد يوسف هاشم هو أبو الصحف الأول فأنا أبو الصحف الثاني وهذا شرف لي.
قبل الانتفاضة في عام 1980م أصدرت صحيفة اسمها واحة المغتربين تطبع في لبنان وتوزع في السعودية، 1985 السوداني، والسوداني الدولية 1993م والرأي العام اشتريتها واشترك معي العتباني وإدريس حسن، وأثناء الرأي دعاني المرحوم عبد الرحمن مختار لإخراج الصحافة، وكنت شريكاً أساسياً في الرأي العام وجاءني المرحوم حسن عز الدين وطه علي البشير والدسوقي طلبوا مني طباعة (نجوم الرياضة) في مطبعتي وأصبحت أطالبهم بمتأخرات وطلبوا مني أن أكون شريكاً لهم وأجبروني على ذلك، وفي اجتماع مجلس الإدارة قالوا لكي ندعم نجوم الرياضة نخرج صحيفة سياسية كذراع ثانٍ وكلفوني بهذه المهمة، ونسيت الأمر فاتصل علي المرحوم عبد الرحمن مختار وطلب مني مقابلته في المنزل، فقال لي قدرت رجعت الرأي العام والصحافة فتذكرت الموضوع والصحافة شركة مساهمة عامة قبل القرار عام 2003م، فقلت له عندي ليك فرصة مؤسسة جاهزة تبيع الصحافة وتعتبر شريكاً قال لي لا مانع وكلفوني بالمفاوضات عام 2001م، قلت له نريد شراء الصحافة وأدخل معنا شريكاً، فرحب بذلك وقلت له سوف أعطيك (20) مليون فقال لي هذا مبلغ بسيط وقد جاءني فلان وفلان وأعطوني (100) مليون فقلت له سوف أعطيك (60) مليون فقبل بذلك فقلت له هذا شيك بـ(30) مليون وعند التسجيل تستلم المتبقي، فجئت لناسي فقالوا المبلغ كبير وقدرت على إقناعهم وبعد دفعنا المتبقي وسجلها لي ودخل معي شريكاً على أن نكتب اسمه كمؤسس وقال يجب أن تعطي جامعة الخرطوم (15%) والكُلى (15%) وهو (85) وقبلنا بذلك.. وبعد ذلك أتى صلاح إدريس بعد طرده من الرأي الآخر وطلب منصب رئيس التحرير لكمال حسن بخيت فقبلنا بذلك، ودفع لنا مبلغ (200) مليون كاش وعمل معنا بإخلاص.. والشاهد أنني أنا الذي أعدت الصحافة والسوداني والرأي العام والدستور.


× لكن بعد ذلك صلاح ادريس خرج من الصحافة ..؟؟


حدث خلاف بين طه وصلاح إدريس انحزت لطه علي البشير وأخرجنا صلاح إدريس.
× إذن أنت كنت شريكاً؟


- نعم وما زلت.
× الرأي العام .. ما قصة بيعك لها ..؟؟


ما بعتها بل أجبرت على بيع الرأي العام لضغوط كثيرة كما أجبرت على بيع السوداني.
× كم أخذت من الرأي العام؟

- مليار و(700) مليون عام 2002م

× والسوداني؟

السوداني خليها ساي بيعة بخسة.. وقيمتها الفعلية (5) مليارات جنيه.


× نريدك أن تكشف لنا الظروف والملابسات التي صاحبت بيعك للسوداني وهل أنت كنت مثقلاً بالديون واضطررت للبيع وكذلك السوداني الدولية؟


- السوداني الدولية كانت جريئة وناقدة لم يحتملوها.


× هل أسباب إغلاق السوداني الدولية من جهة ، و السوداني الآن متشابهة؟


- كما قلت السوداني كانت جريئة وناقدة تتحدث عن الحريات والفساد وما إلى ذلك فلم يتحملوها فقرروا إغلاقها.. ففي 1994م و2005م صدقوا بها وأوقفت في نفس العام؟

× لماذا؟
- لأسباب سياسية.
× كيف كان إخراجها؟
- التصديق كان مدته (3) شهور وكان التصديق يوم 21/10/2005م وأنا صدرت يوم 18/10/2005م أدعو أنني لم أصدر يوم 18/10 وفعلاً كما يقول المثل (الما دايرك يحمر ليك في الضلمة) وهذه حيلة القصد إيقاف الصحيفة.
× أوقفت سنة ..؟؟

نعم أوقفت سنة كاملة.
× في هذه السنة أنت كنت متعاقداً مع الصحفيين .. فهل كنت تصرف لهم مرتبات؟
- لا أوقفتهم وبعد ذلك أعدت تعيينهم مرة أخرى في 2006م ودخل معي عثمان ميرغني وغيره..
× ألم تغتني من الاعلانات في صحفك هذه ..؟؟
لا توجد إعلانات ولا اشتراكات وضرائب 900 مليون جنيه في سنة واحدة والحرب استمرت وفي 2010م الخسارة كثرت والديون أيضاً.
× الفترات الزمنية التي شغلت و أصدرت فيها الرأي العام و السوداني الدولية ..؟؟
- الرأي العام من 197-2002م والسوداني الدولية 1994-2006م ورجعت حتى 2010م ولضغوط مالية أجبرت على بيعها.
× بكم بعتها؟
- القصد ما قروش.
× علاقتك بجمال الوالي؟
لا علاقة لي به.
× ألم يكن يريد منك قروشاً؟
- لا.. علاقتي معاه من بعيد لبعيد.
× إذن من الذي أتى به للسوداني ..؟؟
- الحكومة قالت ليه أشتري وهنا أسرار كثيرة.
× أتقصد أن جمال الوالي كان واجهة فقط ..؟؟
- نعم كان واجهة فقط.
× هل إلتقى بك جمال الوالي في هذه المفاوضات؟
لا.. و(دي اللعبة هنا) فكانت هنالك شخصية في الوسط.
× يمكن أن تخبرنا بهذه الشخصية ..؟؟
- معليش أعفيني
× أهي شخصية تنفيذية؟
- معليش أعفيني.. ما في الحكومة
× رجل أعمال؟
- ما تستدرجني بالله.. شخصية صديقة للرئيس وصديقة لي أنا.
× هذا الصديق المشترك ألم يحاول أن يقيلك من هذه العثرة؟
- لا.
× كنت مديوناً بكم؟
- قرابة الـ(5) مليارات.
× أنت شاطر صحفياً وتجارياً وفي العلاقات العامة و مع ذلك تسقط في ديون بهذه الضخامة ..؟؟
- دي دايرة شطارة ما كلها بلطجة في بلطجة.
× هذه الديون كانت نتيجة ماذا؟
- مطبعة و ورق و تسيير.
× هل كنت تستدين من المصارف؟
- نعم من بنك تنمية الصادرات فقط.. عجزت عن تسديدها ودفعت الثلث ورفضوا تمويلي لضغوط على البنك.
× المديونية كانت كم؟
(3) مليارات ودفعت منها (1) مليار.
× إذن الديون كانت في الأول بسيطة؟
- يا أخي (الماديرنو بضغطوه).
× قبل دخول الحكومة عبر واجهة جمال الوالي ألم تحاول الاستعانة برجال أعمال وطنيين ، أقصد سودانيين يعني ..؟؟
- حاولت لكن فشلت مع التخوف من الدخول في الصحف في ظروف سياسية غير مواتية وأوضاع اقتصادية سيئة.. ويمكن مصادرة الصحف في أي لحظة.
× بيعك للرأي العام وبيعك للسوداني.. أوجه التشابه والاختلاف؟
- الفكرة أصلاً سياسية.. رأت الحكومة إبعادي من الرأي العام في 2002م، استغلوا شيئاً معيناً وكانت لعبة وكذبة.. قالوا ما دفعنا جمارك ورق الطباعة وهذا كذب والورق كان معفي وحجزوا الورق بإبعاذ من وزير والوزير نفسه بإيعاذ من جهة عليا أن محجوب عروة لازم يخرج من الصحيفة، وقدمنا شكوى ضد الجمارك للنائب العام وكبسنا القضية ورغم ذلك رفضوا فك الورق لأن هنالك خطة إذا لم يخرج محجوب عروة من الرأي العام لا يفك الورق، فقلت للعتباني أنا مقصود بهذه القصة وأفضل أخرج أنا.
× إذن أنت ضحيت؟
- نعم.. أعطوني مبلغاً من المال لكي أبيع أسهمي والمطبعة والأرض.
× هذا المبلغ كم قدره؟
- مليار و(200) مليون.
× هذا مبلغ في تلك الفترة كان يمكن أن يؤسس لك أكثر من صحيفة سياسية؟
- أنا قررت أخرج خارج السودان وأحضر الدكتوراه في لندن وقمت بتحويل فلوسي وعايز أغادر.
× إذن ما حدث؟
- تسلط علي وراق وعادل الباز وخالد التجاني وصالح وعبد الرحمن اسحق لعمل الشراكة الزكية في الصحافة وأقنعوني بذلك (طبعاً أنا زول مغبي ساكت) وصدقت لعمل الشراكة (الغبية).
× نستطيع أن نقول بأن الشراكة الزكية كانت شراك لك؟
- لا.. أنا الذي كونتها.
× لكن لم تكن ظاهراً في الواجهة هل كنت تقصد ذلك؟
- نعم لكن عرفوني وهنالك مسؤول في الدولة قال ليهم محجوب لا يتولى أي منصب في الصحيفة.
× هذا المسئول هو نفس المسئول الذي أخرجك من الرأي العام والسوداني؟
- بإيعاز منه.
× هل هذا المسئول دستوري ..؟؟
نعم دستوري.
× دستوري رفيع أم عادي؟
- رفيع.
× هل هنالك تراكمات بينك و هذا الدستوري الرفيع ..؟؟
- ولا حاجة.
× إذن ما السبب الذي يجعله يعاديك أو يلاحقك بهذه الطريقة ..؟؟
- الحقد وأنني شخص غير مطيع وأقول رأيي الشخصي وأقول آراء مختلفة عنهم.
× هذا الأمر منذ زمن الجبهة بين الحركة الإسلامية والاتحاديين وحزب الأمة ابان معارضة نميري ..؟؟
- لا .. بعد الإنقاذ طبعاً.
× هذا الدستوري الرفيع إسلامي طبعاً وأنت كذلك إسلامي؟
- نعم طبعاً.
× ألم تحاول مع هذا الدستوري الرفيع الوصول لقواسم مشتركة ..؟؟
أنا (ما فاضي ليهو).
× ماذا يريد منك هذا الدستوري الرفيع ..؟؟
- عداء فقط.
× هل الخلاف سببه المال ..؟؟
- لا في الفكر.
× هو من أبناء جيلكم .. من الناحية العمرية ..؟؟
- نعم.
× التقيت به في الجامعة .. أي درستما سوياً في جامعة الخرطوم ..؟؟
- نعم.
× هل كان هنالك تنافس بينكما أيام الجامعة ..؟؟
- لا .. ولا توجد أي رواسب قديمة.. فقط السلطة غيرته.
× كيف يصنفونك هم ..؟؟
- (زول ما بسمع الكلام) ..وهم يريدون شخصاً مطيعاً.
× هنالك أشخاص مثلك صحفيين وإٍسلاميين يقول المراقبون أنهم مظلومون و لم يقيموا التقييم الذي يستحقونه في وسط الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني مثل الأستاذ عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي ..كيف ترى ذلك ..؟؟
- الكرنكي له علاقات.
× يمكن أن تكون مصنفاً عندهم من الشعبيين ..؟؟
- لا العكس.. هم يعرف أني غير شعبي.
× يمكن أن يكون السبب لعلاقاتك الخارجية المتميزة ..؟؟
- لا .. وفي سنة 1994م السفير البريطاني عرض لي حق اللجوء السياسي فرفضت.. فكان عندي قضية ضد مجلة عربية في لندن وكسبت القضية وأخذت فيها تعويضاً حوالي (60) ألف استرليني ولم استلمها لأن الشخص نفسه توفي وكنت ذاهباً إلى لندن وقال لي السفير البريطاني أنت ذاهب إلى عمل أم للجوء، فقلت له لعمل ولم يصدق وعرض عليَّ اللجوء السياسي ورفضت لأنني لا أؤمن به.
× يمكن أن تكون هذه الملابسات التي جرت فيما بعد لإغلاق صحفك ..؟؟
- لا .. لا علاقة لها بذلك.
× عندما بعت السوداني أو انتزعت منك كيف كان إحساسك ..؟؟
- مرارة وعدم الوفاء والظلم.
× هل أحسست أن هنالك أناساً غدروا بك ..؟؟
- أكيد نعم.
× للحوار بقية.
• أسامة عوض الله ــ مدير الإدارة السياسية بصحيفة (المشهد الان) السودانية
• مراسل مجلة (الأهرام العربي) المصرية بالخرطوم
[email protected]

-------------------

المجاهد أبو بكر محمد حول مبادرة «السائحون»

التفاصيل نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


> حوار: ندى محمد أحمد> تصوير: محمد الفاتح

بدا لافتاً في الفترة الأخيرة نشاط «السائحون» الذي أطل على المشهد العام دونما سابق إنذار، وأخذت الصحف تنقل أنباء لقاءاتهم على مستوى المركز والولايات، وامتازت صفحتهم على الفيس بوك باحتدام الجدل حول الأحداث الراهنة، وفي مقدمتها المحاولة الانقلابية. في ظل هذه الأجواء أعلن السائحون عن مبادرة سيطلقون سراحها أواخر الشهر الجاري. إذاً من هم السائحون؟ وما الغاية من مبادرتهم ؟ وما الدافع إليها؟ وما موقف الحزب الحاكم منها؟ هذه الأسئلة وغيرها تتضح الإجابة عنها في هذا الحوار الذي أجرته الصحيفة مع عضو لجنة المبادرة أبو بكر محمد يوسف.. فإلي التفاصيل:

> بداية مهندس أبو بكر من هم السائحون الذين أطلوا على المشهد العام منذ أشهر؟
< هم ثلة من خيرة شباب الحركة الإسلامية، اشتهروا بتعدد نفراتهم الجهادية وبحثهم عن الشهادة. وهم جماعة كانت لاتهدأ حينما كانت البلاد فى خطر، فكانوا ما أن يعودوا من متحرك أو نفرة إلا وشدوا رحالهم لنفرة أخرى، ولذلك أطلقنا على المبادرة اسم «السائحون» فأطلقنا الجزء وأردنا الكل، لأننا حينها كنا نقصد كل المجاهدين، بدءاً من مجاهدي يوليو 76 وحتى مجاهدي تحرير هجليج.
> الغاية من هذا الحراك؟
< أهدافنا الأولى اجتماعية بغرض التلاقي والتعارف، لذا تنادينا في أول لقاء لنا في قاعة النيل، وقبلها كانت هناك لقاءات في منازل الشهداء، ومنها انطلق التساؤل هل الوفاء الحقيقي للشهداء الاجتماع في منازلهم وذكر مآثرهم، أم الوقفة الجادة حيال الراية التي استشهد لأجلها. فالوفاء يقتضي النظر للمسيرة القاصدة التي قدم من أجلها الحركة الإسلامية الآلاف من الشهداء.
> وهل سقطت الراية؟
< هناك انحراف كبير جداً في المسار، على مستوى الدولة والحركة الإسلامية. ورأينا أن أي أخ مسلم صالح وصادق في المؤتمر الوطني، لا محالة غير راض عما يحدث مثلما أي أخ في المؤتمر الشعبي على يقين تام أن ما يحدث في حزبه لا يلبي الأشواق. ومثلهم إخوة الرصيف ولذلك التقينا في مربع عدم الرضا، لننطلق للوثبة الثانية.
> لكن الشعبي يدعو لإسقاط النظام. فكيف تتسق توجهاتكم مع مجاهديه؟
< اتفقنا جميعنا على خلع جلباب الحزب تماماً وارتداء جلباب المجاهدين فقط.
> هل يعني ذلك تبرؤكم من أحزابكم؟
< لم نتخل عن أحزابنا، وبعض رموز المبادرة وقادتها ملتزمون تماماً بمؤسساتهم التنظيمية سواء في الشعبي أو الوطني، لذا نحن نتدثر بجلباب الانتماء للمجاهدين أو السائحون.
> وهل الحركة ومشروعها في خطر الآن؟
< أعتقد أن ذلك والبلاد تمر بأزمة حقيقية لا تحتاج لدرس عصر ولا لزرقاء يمامة، منها إشكالات فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهنالك أزمة اقتصادية لا ينكرها أحد، فضلاً عن المشكل السياسي، التى قادتنا إلى كل هذا الاختناق، وكل ذلك دافع أصيل لهذا الحراك.. فانعدام مبدأ المحاسبة أدى لاستشراء الفساد حتى أصبح حديث المدينة ودواوينها، لذا فإن المجاهدين الذين تنادوا بالأمس من أجل إقامة دولة فاضلة تسودها قيم العدل والحرية والمساواة، هم ذاتهم تدافعوا وتنادوا لهذا الإصلاح. فالنداء هو ذات النداء والنية هى ذات النية.
> ما هو فحوى مبادرتكم؟
< إطارها العام الإصلاح، على كل المستويات، وتمت مناقشة ذلك باستفاضة، وهناك من يرى أن أزمة البلاد هي أزمة ثقافية وأزمة تنوع وقضية اجتماعية. فرؤيتنا الكلية للإصلاح بأن نتواضع لإيجاد الحلول، حتى رؤيتنا تشمل تغيير أحزاب البلاد وممارستها السياسية، وذلك على مستوى الدولة والمجتمع. أما التفاصيل فهي موجودة في مسودة المبادرة التي ستعلن في 29 من الشهر الجاري.
> هل مبادرتكم هي خريطة الطريق؟
< نعم. وحدث ذلك بعد حراك فكري محموم وعمل متواصل ليل نهار، وتم حصر العمل داخل الحركة تمهيداً لتنفتح على كل أطياف العمل السياسي في البلاد، لذا أبدلنا اسم مبادرة السائحون إلى نداء الإصلاح والنهضة.
> وما هي الوسائل التي تحتكم إليها المبادرة؟
< نعتمد على قاعدة الحركة الإسلامية، لأنها نتاج لتداعي من قواعد المجاهدين، ليكونوا ما يشبه التيار العريض، الذي تتوفر له إرادة الإصلاح، عبر برامج ونداءات للمجتمع السوداني ليناقش قضاياه، وستتوسع لاحقاً.
> هل استأذنتم الوطني بشأن المبادرة؟
< لسنا بحاجة لأخذ إذن من أحد، لأننا أصلاء في الحركة الإسلامية، فكل مضى للجهاد بنداء ذاتي، وعلى ذات النهج تنادينا اليوم.
> ولكن مساعد الرئيس د. نافع تنبأ للمبادرة بالفشل كونها خارج المؤسسات؟
< تقصينا من حديث د. نافع وهو أخرج عن سياقه، ووجدناه يدعو المجاهدين للعمل من داخل المؤسسات، وكانت تلك رؤية الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد خلال لقائنا خلال حوارنا المتصل معه، حيث طرحنا عليه مبادرتنا وأمن على أهمية الإصلاح.
> ولكن هذا يشير إلى أنكم تعملون خارج المؤسسات؟
< ضيق مواعين الشورى والإصلاح، قادت الناس للعمل خارج المؤسسات. والمجاهدون موجودون داخل المؤسسات ويعملون لإصلاحها، لذلك كانت مذكرة «الألف أخ» التي قدمت لقيادات الوطني، ولكن عندما يتداعى الآن كل أطياف الحركة حتى من خارج الوطني، مؤكداً أن السياق لا يقبل إدراجهم في إطار مؤسسات الحزب.
> ما هي رؤيتكم للإصلاح السياسي على وجه التحديد؟
< نفضل أن تخرج تفاصيل المبادرة لدى الإعلان عنها في اليومين القادمين.
> هل ترون أن الأزمة السياسية تكمن في تكلس القيادات في مواقعها لأكثر من عقدين من الزمان؟
< هذا أحد مظاهر الأزمة وليست الأزمة.
> إذن ما هي الأزمة؟
< الأزمة أعمق من ذلك بكثير، لذلك خاطبناها في تفاصيل إعلان نداء الإصلاح والنهضة، الذي يمتاز بعدم هيمنة المركز عليها، حيث لم تنطلق منه وخرجت للولايات والهامش ليبصموا عليها.
> هل يمكننا القول إن كل المجاهدين في البلاد يقفون وراء المبادرة؟
< حتي الآن هناك أكثر من خمسة آلاف مجاهد شارك في اللقاءات. ولا تزال هناك لقاءات قادمة.
> هل أصحاب مذكرة «الألف أخ» في هذا الحراك؟
< هناك عدد كبير جداً منهم شركاء فاعلون ونشطاء في المبادرة.
> هل صغتم معهم مذكرتهم التي قدموها للحزب؟
< لا يمكن القول كنا معهم أو كانوا معنا. ولكن في النهاية الهم والقضية واحدة.
> هل واثقون أن خطواتكم ستفضي للنتائج التي تسعون إليها؟
< الوقود والزاد الحقيقي لحراكنا دماء الشهداء وعهدنا معهم بإذن الله سنصل للنهايات المرجوة، وليس شرط أن نصل اليوم أو غداً. والإنسان ليس مكلفاً بجني الثمار، كما هو مكلف بإخلاص النوايا الصادقة وتجويد السعي. أما النهايات وقطف الثمار فهي موكولة لله تعالي.
> ألا تخشون على مبادرتكم من مصير مذكرة الألف أخ التي خفت ضؤوها؟
< المذكرة شكلت قوة دفع إضافي لنداء الإصلاح والنهضة، وهذا الجهد ليس الأول ولا الأخير، وقد سبقته جهود كثيرة، وقدمت الكثير من المذكرات من أستاذة جامعيين ومن البرلمان وغيرهم، وذلك كله نداء يتكامل من أجل خلق إرادة إصلاح. وبالتأكيد سيكون لذلك مردود إيجابي.
> هل مبادرتكم جزء ثانٍ لمذكرة الألف أخ؟
< حراك «السائحون» امتداد لكل نداءات الإصلاح ووحدة الإسلاميين، ولكل نداءات الصادقين الذين يبحثون عن حلول.
> على ذكر التوحيد، هل تشتمل مبادرتكم توحيد الوطني والشعبي؟
< قطعاً أحد أشواقنا وحدة الحركة الإسلامية، لأنها صمام أمان للبلد، ولا نقصد بالوحدة أن تتم على أساس الرموز بجلوس الترابي للبشير أو العكس، إنما بمفهوم أعمق وأشمل على نحو ما كان يرجوه أي اخ مسلم صادق حمل الكلاش مجاهداً، سعياً لحركة إسلامية مبنية على أسس ومؤسسات وحرية وشورى تدفع وتبني دولة العدالة والنزاهة للجميع دون إقصاء لأحد.
> هل ترون أن مغادرة القيادات في المؤتمرين ستؤدي لتوحيدهما؟
< المسألة أعمق من الشخوص.
> ولكن المفاصلة تمت على يدي تلك الشخصيات؟
< القيادات في الحزبين جزء كبير من الأزمة، ولكن الحصيف عندما يبحث عن حل، يدرك أهمية تمرحل الحلول، حتى أن النداء الرباني للإصلاح بواسطة الرسل كان ممرحلاً، ونحن لا ندعو لذهاب تلك القيادات التي تسببت في هذه الأزمة.
ونجد أن تكلس القيادات هي علة ومرض سوداني يحتاج لتشخيص ومعالجة، الآن التكلس هذا موجود في أحزاب أقصى اليمين واليسار، وكذلك في الشعبي والأمة القومي والاتحادي.
> هل تعني بالحوار أن يتم داخل الوطني أم بينه والمعارضة؟
< حالياً كل قنوات الحوار مغلقة، فيما بين الجميع، كل الأحزاب تعاني من نفس الأزمة لأنها متخندقة في مواقفها ولا توجد نظرة مستقبلية لإيجاد حلول لمشاكل الوطن.
> المعارضة طرحت عرضاً لدعاة الإصلاح في الوطني للانضمام إليها. هل تفعلون؟
< المعارضة جزء من الأزمة التي نسعي لحلها، فأحزابها لا تقل قبحاً مما يحدث الآن، لذلك نحن ندعو لأسس نرجو أن تتواضع عليها كل الأطراف السياسية سواء الحكومة أو المعارضة.
> ما هي مخرجات لقائكم بالترابي؟
< لم نلتقه بعد، ولدينا سلسلة حوارات ممتدة تشمل كل الأطياف السياسية، وقد التقينا بجزء كبير جداً من قيادات الوطني، منهم غازي صلاح الدين وكمال عبد اللطيف وقطبي المهدي.
> بم خرجتم من هذه اللقاءات؟
< جزء كبير من هذه القيادات اتفقوا معنا بأن البلد أحوج ما تكون للتواضع على الإصلاح، وإن كانوا هم ينادون للعمل من داخل المؤسسات، عموماً هناك اتفاق حول وجود أزمة حقيقية تحتاج لانتباهة تشمل الوطني، ومن هم خارج أسواره.
> هل لمستم أن نشاطكم مرضي عنه أم مغضوب عليه من قبل قيادات الحزب؟
< حتى الآن لم نجد أي اعتراض أو رفض مباشر على حراكنا.
> إذاً، هناك رفض غير مباشر.
< نحن نسعى لفتح كل القنوات مع كل الناس. والمبادرة منفتحة على جميع قيادات البلاد، بما فيهم السيد الرئيس والمهدي والميرغني.
> لم أرجأتم لقاءكم بالسيد الرئيس في الوقت الراهن؟
< نحن الآن أشبه ما نكون في فترة انتقالية تنتهي بإعلان المبادرة، ليبدأ بعدها العمل الحقيقي، لكن قطعاً نسعى لمقابلة السيد الرئيس في وقت ما.
> هل من جهات بالحزب أوالحكومة تعمل لعرقلة نشاطكم؟
< لم تواجهنا معارضة واضحة، ولكن هناك بعض المتاريس، إجمالاً هناك تباين في بعض الولايات وجدنا الأرض ممهدة أمامنا، وفي أخرى كالبحر الأحمر سدت أمامنا الطرق، حتى أننا أجرينا اجتماعنا تحت كوبري الخرطوم الشهير ببورتسودان، ورغم التباين جلسنا في حوار مع قادة الأجهزة الأمنية صرحوا بأنهم ليسوا ضد المبادرة وإن كانت لديهم بعض المخاوف، بالتأكيد فإن حراكنا يدعو للحفاظ على الأجهزة القائمة والمؤسسات لكن مع التجويد والإصلاح الحقيقي.
> كيف تنظرون للمحاولة الانقلابية؟
< المسألة في يد القضاء لا يجوز التحدث عنها، ولكن نحن ضد الانقلاب أي كان وضد التغيير بالقوة، فنحن نرى أن إحدى أزماتنا الحالية هي الانقلاب على انتخابات 1986 وإن اختلفنا حولها.
> هل لديكم مجاهدون قيد الاعتقال في الانقلابية أو غيرها؟
< ليس بين المجاهدين أو «السائحون» من هو قيد الاعتقال.
> ذكر د. نافع أخيراً أنه بصدد لقاء المجاهدين. هل حدث هذا؟
< كان من المفترض أن يتم الترتيب للقاء اليوم«السبت 22 ديسمبر» وغالباً ما يتم ذلك خلال اليومين القادمين. واللقاء بمبادرة منه.
> لو سدت الأبواب في وجوهكم هل من الوارد تشكيل حزب جديد.
< لكل حادث حديث. ونحن نمضي في خط سير ممنهج وكل العقبات التي ظهرت لنا أوجدنا لها الحلول في حينها.

Post: #119
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-27-2012, 07:44 PM
Parent: #118


تجميد أرصدة وعمل شركات قوش وأسرته ، وشقيقه يعتبر ما حدث (تصفية حسابات)

December 27, 2012

(حريات)

كشفت أسرة مدير جهاز أمن ومخابرات عمر البشير السابق صلاح عبد الله قوش والمعتقل منذ الشهر الماضي أن السلطات جمدت أرصدة مصرفية، لشركات مملوكة له دون أن تحدد جملة المبالغ والممتلكات المجمدة أو المحجوزة .

وقال عبد العظيم قوش- شقيق مدير المخابرات السابق- إن البنك المركزي عمم خطاب حظر على مصارف بها أرصدة شركات مملوكة لشقيقه بجانب حسابه الشخصي، وطلب من المصارف تزويده بكشف حساب لأرصدة زوجته وابنه وأربعة من إخوته.

وأوضح، أن المصارف سلمتهم نسخة من خطاب البنك المركزي، وأنهم بصدد مراجعته، لأن جهاز الأمن نفى صلته بالخطوة.

وأشار، إلى أن نائب مدير جهاز الأمن صلاح الطيب، أخبره أن (تحقيقًا يجري مع شقيقه حول نشاط بعض الشركات المملوكة لجهاز الأمن والمخابرات إبان توليه إدارته).

واتهم عبد العظيم شخصيات حكومية بتلفيق الاتهامات لشقيقه وتعطيل نشاطه الاقتصادي، قائلًا ( الكل يعرف أن قوش لا علاقة له بضباط الجيش المعتقلين، وأنه لم يدبر أي انقلاب، وهناك شخصيات نافذة تريد أن تصفي حسابات قديمة معه).

وتتهم الأسرة نافع علي نافع بقيادة تحركات مستمرة لإقصاء قوش منذ ان كان رئيسا لجهاز الأمن ، وهو أمر طبيعي في سياق تنافس مهندسي بيوت الأشباح فيما بينهم في السيطرة على امبراطورية جهاز الأمن والتي تحكم البلاد وتسيطر على كل الأمور.

يذكر أن جهاز الأمن الوطني والمخابرات عشرات الشركات التي أنشأها صلاح قوش، وتعمل الشركات في مجال الأمن والمياه والطباعة والاستيراد والتصدير، والبناء والمقاولات والنفط .

ووصف مراقبون جهاز الأمن والمخابرات بأنه عبارةعن (امبراطورية داخل الدولة ) وتجد هذه الامبراطورية حصانة بالسلاح والأسرار ويحظر الاقتراب منها، وقد شكا المراجع العام كثيراً من عدم تمكنه في الحصول على حسابات الشركات التابعة لجهاز الأمن .




-------------------


كشف عن تحريات بشأن صلة 27 حسابا مصرفيا بالمحاولة الإنقلابية


محمود :البنك المركزي تسلم أمس قرضا كبيراً




الخرطوم :الصحافة: أعلن نائب محافظ بنك السودان المركزي بدر الدين محمود أن البلاد حصلت على قروض كبيرة بلغت ملياري دولار من مصادر متعددة خلال المرحلة الماضية آخرها تسلمه البنك المركزي أمس رفض الإفصاح عن حجم مبلغه،وكشف أن السلطات تتحرى حول حسابات مصرفية لـ 27 من رجال الأعمال والشركات والمنظمات في شأن صلتها بالمحاولة الانقلابية الأخيرة.
وقال محمود في برنامج (حتى تكتمل الصورة) بقناة النيل الأزرق ليل أمس إن البنك المركزي جمد أرصدة 42 من التجار المضاربين في العملة،وسيصل العدد الى 76.
واكد أن البنك المركزي ضخ نحو خمسة مليارات دولار في الفترة السابقة لمواجهة الإلتزامات وخصوصاً استيراد القمح والمشتقات النفطية،موضحاً أن القمح يكلف البلاد نحو 2.5 مليار دولار سنوياً.
وذكر أن البنك المركزي سيبدأ خلال أيام في ضخ النقد الأجنبي ضمن حزمة من الخطوات لتحقيق استقرار في سعر الصرف،وتحجيم السيولة،مبيناً أن ضخ النقد الأجنبي سيكون بأسلوب جديد لمواجهة احتياجات حقيقية للمستوردين،وليس عبر الصرافات التي باتت لديها موارد خاصة.
وكشف أن السلطات تتحرى حول حسابات مصرفية لـ 27 من رجال الأعمال والشركات والمنظمات في شأن صلتها بالمحاولة الانقلابية الأخيرة،موضحاً أن السلطات تسعى إلى التحقق من علاقة الحسابات بتمويل المحاولة،لافتاً إلى أن الفريق صلاح عبد الله (قوش) المتهم في المحاولة كانت له أنشطة تجارية واستثمارية خلال الفترة الماضية،ونفى أن تكون الحسابات المعنية قد تم تجميد أرصدة اصحابها.



-------------------


رسائل «غازي» المتناقضة ..!!


الاثنين, 03 ديسمبر 2012 09:10 أعمدة الكتاب - تراسيم

- عبد الباقى الظافر

لم تغضب السيدة وصال المهدي وقت المفاصلة من رجل مثلما فعلت مع الدكتور غازي صلاح الدين.. لم تكتفِ حفيدة الإمام المهدي وزوجة الشيخ الترابي بأن تودع خيبة أملها مضابط التاريخ بل سعت لأن تصل رؤيتها لدكتور غازي الذي فارق الشيخ بغير إحسان عبر مذكرة العشرة التي كان واحداً من مصمميها.. رغم حدة الخصومة واتساع خيبة الأمل سعى غازي لفتح مسارب مع شيخ الحركة الإسلامية.. الترابي استجاب لمبادرة التلميذ السابق وجرت بين الرجلين مساجلات حملتها رسائل تستحق إعادة النشر والتاريخ يستدير استدارة كاملة.

الدكتور غازي صلاح الدين بداية يستحق إشادة.. إنه ظل يفكر بصوت مسموع وأحياناً صاخب.. محاولة الاقتراب من عالم أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة الخرطوم يجب أن تعود إلى ارتكازه في دار الهاتف عام 1976.. في تلك التجربة حاول الشاب غازي أن يزيل منكراً بقوة السلاح المستنصر بقوى أجنبية.. وفد غازي مع جموع من الأنصار والإخوان المسلمين للانقلاب على حكم مايو.. الجنرال نميري كغيره من الحكام أطلق على الأحداث اسماً يروقه واستخرج شهادة بحث للمناسبة بأحداث «المرتزقة».

من المواقف التي تستحق السرد وتصلح كمقدمة لتحليل رؤى غازي صلاح الدين استقالته المشهودة من منصب مستشارية السلام خلال مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية.. جرب غازي أن يجلس في دكة البدلاء لبعض الوقت.. وكذلك حاول النزال والمقاومة في انتخابات الحركة الإسلامية في عام 2004خسر غازي تلك الجولة ببساطة لأنه كان خارج مفاصل السلطة وضمن قائمة المغضوب عليهم.

خرج غازي صلاح الدين في صحف الأمس برؤية نقدية لمؤتمر الحركة الإسلامية.. إمعان النظر في مقال غازي يجد فيه بعض التناقضات.. الدكتور غازي يبرر رفضه الترشح لمنصب الأمين العام لأن فكرة القيادة العليا أفرغت المنصب من صلاحياته وانتخاب الأمين العام من مجلس الشورى يضعف من إرادة شاغل المنصب.. المشكلة أن غازي لم يبذل جهداً كبيراً في توضيح وجهة نظره إبان انعقاد المؤتمر العام حينما أتيحت له الفرصة وسط ترحاب من الحضور.. في المقابل صب مؤيدو الفكرة كثير منطق أفلح في النهاية لأن يمضي الأمر إلى نهايته المعلومة والمتوقعة.. غازي برر ضعف مدافعته بأنه خشى يومئذ أن يفرق بين الإسلاميين.

التناقض الآخر أن رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحزب الحاكم استنكر على رئيس الجمهورية أن يترأس الهيئة التنسيقية للحركة الإسلامية.. منطق غازي أن الحركة الإسلامية كيان غير قانوني ولايملك شخصية

اعتبارية.. هنا يبرز السؤال كيف سعى الدكتورغازي صلاح الدين غير مرة في تزعم ذلك الكيان غير القانوني.

إلا أن التناقض الأكبر جاء عندما تحدث غازي عن قوى خفية تمارس نفوذاً في تغيير إرادة مؤسسات الحركة الإسلامية.. لو أعاد الدكتور غازي البصر كرتين وتذكر انتخابات أول أمانة عامة للمؤتمر الوطني لتردد كثيراً عن الحديث عن فكرة«السوبر تنظيم».. غازي صلاح الدين صرع أخاه الشفيع أحمد محمد في تلك الانتخابات لأن تلك الأجهزة كانت تستلطف غازي وتهواه.

مجمل القول إن غازي يستحق الاستحسان لأنه بدأ يعبر بوضوح عن تيار جديد في الحزب الحاكم.

Post: #120
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-31-2012, 08:16 AM
Parent: #119

الإنتباهة) تنشر تفاصيل هيكل الحركة الإسلامية وأسماء الأمناء الجدد

نشر بتاريخ الأحد, 30 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
الخرطوم: أسامة عبد الماجد - صلاح مختار


أجرت الحركة الإسلامية تغييراً شاملاً، قُوبل بارتياح بالغ في أماناتها البالغة «21» عدا «4» أمانات - القطاع الفئوي «المرأة، الطلاب، الشباب والعاملون بالخارج»، والتزمت بالقرار القاضي بإنهاء أجل الأمناء لكل من أكمل دورتين، وكانت المفاجأة تنحي د. عوض الجاز عن الترتيب الداخلي وإسناده إلى الفريق أول بكري حسن صالح الذي سُمي أيضاً نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية، بجانب ثلاثة نواب آخرين هم: حامد صديق، ورجاء حسن خليفة، والوزير حسبو محمد عبد الرحمن. وتم استحداث أربع أمانات هي: الحسبة والمراقبة وأُسندت لعوض الجاز، فيما سُمي الوزير السابق الصادق محمد علي لأمانة القيادات، والوزير عبد الوهاب عثمان للمال، والرابعة أمانة شؤون العضوية. وجاء كمال عبيد لأمانة الخارجية خلفاً لأبي بكر الصديق، وسناء حمد للإعلام خلفاً لعبد الرحمن الفادني، والبروفيسور أحمد مجذوب للشؤون الاجتماعية خلفاً لمحمد حاج ماجد، والمهندس عماد حسين للدعوة خلفاً لإبراهيم الكاروري الذي انتقل لأمانة التزكية، وعبد الله يوسف لأمانة الاتصال التنظيمي خلفاً لحامد صديق، وسُمي البروفيسور علي عبد الله النعيم أميناً للتعليم.وكامل مصطفى للتخطيط والتدريب، والرشيد فقيري للتنسيق بديلاً عن كمال عبد اللطيف، وعوض الله موسى للعاملين والمهنيين بديلاً للدكتور فرح مصطفى، وعبد الله الفكي للمنظمات بديلاً لعمار باشري، فيما تم الإبقاء على أمناء أمانات القطاع الفئوي وهم ذات الأمناء بالمؤتمر الوطني «إنتصار أبو ناجمة للمرأة، عبد المنعم السني للشباب، وجمال محمود للطلاب» بجانب أمانة العاملين بالخارج حسين حمدي.


وكانت جلسات الشورى القومي التي أُختتمت أمس ضمت «30» عضواً للمجلس في إطار الاستكمال، منهم «6» من مجموعة «السائحون» وهم: محمد أحمد حاج ماجد، الصادق محمد علي، دفع الله الحسين، أسامة عبد الله «موظف بسوداتل»، محمد عثمان عبد الباقي، وغيث فضل، ومن المستكملين «ليلى أحمد، الصافي جعفر، هاشم هجو، سناء حمد، محمد المصطفى، محمد أحمد الفضل، هاشم أبو بكر الجعلي، د. زهير عبد الرحمن بلة». وتم تكوين لجان الشورى من محمد عبد الله النقرابي للجنة الشباب، ولجنة التنظيم حليمة حسب الله، ولجنة الخدمات عبد الله سيد أحمد، والدعوة بروفيسور محمد عثمان صالح، والمرأة مها أحمد عبد الله، ولجنتين أخريين. وتم اعتماد الأمناء السابقين، أمناء خبرة بلا أعباء.
وأوصى مجلس الشورى في ختام أعماله بضرورة تعزيز دور الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة وإنفاذ توجيهات المؤتمر العام وضرورة التراضي على نبذ الجهويَّة والقبليَّة التي تفشَّت حسب البيان الختامي والدعوة إلى إحياء وظائف الحركة والوقوف مع المؤتمر الوطني في إعادة عملية بناء الحزب الذي سيبدأ في مارس المقبل، وشدَّد المجلس على أهمية جمع الصف واستجماع القوة والانفتاح على العالم العربي والجوار الإفريقي، وأصدر البيان الختامي توجيهات مشدَّدة بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي من شأنها سد الثغرات في الجهاز التنفيذي والسياسي.


وأكَّد الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن في مؤتمر صحفي أمس أنهم أمام تحدي إعادة بناء الحركة الإسلامية وإنفاذ مطلوبات قواعد الحركة وزيادة الفاعلية والنشاط وتفعيل العمل الدعوي والتربوي لعضوية الحركة وتحسين أساليب وتنظيم العمل المباشر وغير المباشر، وشدَّد على أهمية تحسين الواقع الاجتماعي والدعوي الداخلي والخارجي. ودعا الزبير إلى علاقات خارجية تقوم على التنسيق والتعاون إقليميًا ودوليًا ووضع خطة للتواصل مع دول الجوار وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الغرب وأمريكا.
وأكَّد أن الدعوة إلى توحيد الصف الإسلامي تشمل حتى المؤتمر الشعبي، بيد أنه قال: لا تشمله وحده فحسب وإنما كل الجماعات السلفية والمسلمة بالسودان، وأضاف: إذا أمكن أن تتوحد في جبهة واحدة او مجموعة واحدة ليس هناك مانع أما إذا لم تتمكن فيمكن التنسيق في عملية الاستقرار والتعايش.


---------------------

بـين نافـع والخضــر والانتخـابـات الـقادمـة!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


تعرضتُ لما أدلى به د. نافع علي نافع خلال لقاء تنظيمي في المركز العام للمؤتمر الوطني حول تعويل باقان أموم على إسقاط نظام الخرطوم من خلال المحاولة الانقلابية التي كُشف عنها مؤخّراً أو غيرها من الوسائل التي تشارك فيها الحركة الشعبية وعملاؤها في قطاع الشمال والجبهة الثورية السودانية التي تضم الحركات الدارفورية المسلحة والخلايا النائمة التي تنتظر لحظة الصفر في الخرطوم، وقلت إن تصريح نافع هذا ينبغي أن يكون دافعاً لأن يعيد ومؤتمره الوطني النظر في كيفية التعامل مع الحركة الشعبية بما يجعلهم يرسمون إستراتيجية أخرى تقوم على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لإقامة جوار آمن وسلس بين الدولتين الجارتين... بدون ذلك سيظل السودان مُستنزَفاً وستظل التمردات تنهش استقراره وسيظل الاضطراب السياسي يفتّ في عضده وسيظل أذناب الأفعى السامّة يخربون ويدمِّرون ويقتلون ويعطِّلون المسيرة ما لم يُحطَّم الرأس الآثم الخاطئ في وكر الشر (جوبا) المدعوم من قِبل أمريكا وصويحباتها.


على أن ما لفت نظري خلال ذلك اللقاء الحديث الطيب الذي أدلى به والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي يشغل كذلك منصب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، فقد أوضح الرجل حسب صحيفة (الرأي العام).. أوضح: (أنهم يعملون لهدف حكم السودان بما يُرضي رب العباد قبل العباد) وزاد بقوله: (نريد أن نعمل عملاً يشرِّفنا أمام رب العالمين) وأكَّد أن المؤتمر الوطني يرتب للتداول السلمي للسلطة مضيفاً: (أي راجل عندو رغبة يحكم البلد دي يجي ينازلنا في صناديق الاقتراع)!!


لن أعلِّق على الجزء الأول من حديث الخضر حول العمل بما يُرضي الله ونسأل الله أن يجزي الخضر على هذه النية الطيبة، أما الفعل الذي نراه في الدولة... أما العمل فإننا نسأل الله أن يغفر لهم فشتان بين القول والفعل وشتان بين الشريعة والدغمسة وشتان بين المثال والواقع وشتان شتان بين العدل والظلم!!
ما أُريد أن أعلِّق عليه الآن هو حديث الخضر عن تحدِّيه لمن يُريد منازلتهم في صناديق الاقتراع.
أسألك بالله يا الخضر وقد تحدثتَ عن إرضاء رب العباد أن تُجيبَني كيف ننازلك والساحة مفتوحة لك وحدك والإعلام محجوز لك وحدك تخاطب من خلاله الجماهير ونحن لا يُتاح لنا مجرد الحديث في قاعة مغلقة ناهيك عن الميادين العامّة؟!
هل يعلم الخضر أننا حتى قبل ستة أشهر كنا نستطيع أن نُقيم الندوات في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات وفي غيرها بدون إذن من السلطات وأننا محرومون من ذلك الآن إلا بإذن مستحيل في الغالب إلا بعد أن ينتهي الموعد المحدَّد للنشاط السياسي؟


هل يعلم الخضر أن ذلك ليس مقصوراً على الخرطوم وإنما في كل ولايات السودان؟! فليُجبني الخضر هل يطلب إذناً من أحد عندما يخاطب هو أو مؤتمره الوطني الناس في الساحات العامّة أو عندما يقيمون نشاطاً سياسياً، وهل يعترض طلبَه أحدٌ إن هو أو غيره من قيادات الوطني استأذن لإقامة نشاط ما؟! كيف يعترضه أحد وهو الذي يمنح الإذن؟
فليُجِبني الخضر... هل التلفزيون القومي مملوك للسودان أم للمؤتمر الوطني بل هل تلفزيون ولاية الخرطوم وإذاعتها مملوكان للحكومة وللمؤتمر الوطني أم لشعب الخرطوم والسودان من بعد؟!


ثمة سؤال آخر.. هل العدل القيمة الأولى التي أمر الله بها يا من تسعَون إلى إرضاء الله تعالى... هل العدل يُقام أو يقوم بين حزبكم والأحزاب الأخرى المضيَّق عليها... كم يملك حزبُكم من مال ودُور وممتلكات وكم تملك الأحزاب التي دعوتموها للمنازلة في صناديق الاقتراع؟! هل كنتم ترضَون هذه المعاملة من الحكومة عندما كنتم في المعارضة؟!
خلال الاجتماعات التي تُعقد في القصر الجمهوري للجنة السياسية للدستور والتي تلتئم إحدى جلساتها صباح هذا اليوم تطرَّق عددٌ من الأعضاء لأهمية تهيئة المناخ من أجل إعداد الدستور، سيَّما وأن من مهام اللجنة إقناع الأحزاب والتنظيمات المقاطِعة للهيئة القومية لإعداد الدستور بالمشاركة والانخراط في عضويتها ولعلَّ من أهم المطلوبات لتهيئة المناخ بسط الحريات وإتاحة الفرصة للنشاط السياسي ولكن!!


بعد عام ونصف تقريباً ستُجرى الانتخابات التي دعا الخضر الرجال والأحزاب إلى الدخول إلى حلبتها لكن كيف تدعو المكتوف إلى السباحة وكيف ترميه في اليمّ وتحذِّره من الابتلال وكيف تقنع العالم عندما تعلن نتيجة الانتخابات أنك لم تزوِّرها من خلال التضييق على منافسيك أو أنك لم تخُضها وحدك في ظل حرمان الآخرين من الوسائل؟!


لا أدعو الخضر إلى عقد المقارنة بين الحريات المتاحة في دول الربيع العربي التي لا تخضع صحافتها للرقابة القبلية أو صحافيوها لكسر الأقلام والمنع من الكتابة بل إن إصدار الصحف والقنوات والإذاعات يتم بمجرد الإخطار للعلم فقط وليس للموافقة لكني أدعوه إلى العدل وإلى إنفاذ ما نصَّ عليه الدستور من حقوق إذ يتعذَّر علينا أن نصدِّق أن الحكومة جادة في استصدار دستور جديد وهي تخرج على الدستور الحالي بحظرها الحقوق الدستورية للأفراد والأحزاب والتنظيمات السياسية.


أعلم أن السودان يعاني من تمردات مسلحة لكني أرفض أن تُتخذ الظروف السياسية مشجباً تُعلق عليه قرارات مصادرة الحريات ويُضيَّق به على الناس كما أرفض أن تُستخدم آليات الطوارئ بالرغم من إنكار الدولة أنها مُطبَّقة.
يجب أن تتمتع الدولة بشيء من المصداقية التي هي جزء لا يتجزأ من المشروع الإسلامي الذي تزعم الدولة أنه يمثل المرجعية الحاكمة لها وذلك من خلال إطلاق الحريات للأحزاب الوطنية التي لم تُعلن أنها تسعى لتقويض النظام الدستوري ولإسقاط النظام أو قل لكل حزب يلتزم بالتداول السلمي للسلطة، وأعجب كيف يا نافع ويا الخضر تعرفون الأوزان الحقيقية للأحزاب السياسية بدون أن تتيحوا لها العمل السياسي الحُر وكيف تأمنون على أنفسكم من ثورات الربيع العربي وأنتم تتجاهلون حقيقة أنكم تمارسون قمع مبارك أو نميري الذي لم يُنجِه من الثورة لأنه لم يكن يعتمد على وزن حقيقي حتى وهو يعلن عن فوزه بنسبة 99% من أصوات الناخبين؟


----------------

والي الخرطوم وليلة رأس السنة

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الجمعة, 28 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


يُحمد لشعبة الشقق المفروشة بولاية الخرطوم أنها وضعت خطة مُحكمة لضبط تلك الشقق خلال عطلة رأس السنة لمحاربة ظواهر الانفلات الأخلاقي التي تصاحب تلك الاحتفالات، ولستُ أدري هل بالإمكان تغيير تاريخ عطلة الاستقلال ليوم آخر بعد أن رأينا كيف سطت احتفالات رأس السنة على تلك المناسبة التاريخية العظيمة وأحالتها إلى ليلة يرتع فيها الشيطان.
ليت ولاية الخرطوم وبقية الولايات تبتدع وسائل أخرى للإحاطة بالآثار السالبة لليلة رأس السنة التي تكشف درجة تأثُّرنا بنمط الحياة الغربية وتتبُّعنا لسنن من كان قبلنا شبراً بشبر وذراعاً بذراع كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متحدِّثًا عمّا ستؤول إليه أمته في لحظات ضعفها وانكسارها وانهزامها أمام الغزو الثقافي الغربي الذي أحاط بنا من كل مكان.


أقول هذا بين يدي الأخبار المزعجة التي صدرت عن أمن المجتمع حول ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين بعد تسعة أشهر من ليلة رأس السنة مما يشي بأن الشيطان يعربد وينشط ويُفسد في أبناء وبنات الأمة في تلك الليلة المجنونة التي يختلط فيها الحابل بالنابل ويغيب فيها العقل لدى كثيرٍ من شبابنا وهم يُطلقون العنان لشهواتهم.
إنني لجدّ حزين أن نقرأ من حين لآخر في صحافتنا عن أطفال حديثي الولادة تنهشهم الكلاب الضالة في مكبّات القمامة بعد أن تخلَّصت منهم أمهاتُهم خوفاً من الفضيحة التي لم يضعنَ لها حسابًا في لحظة اللذَّة المحرَّمة.
إن على والي الخرطوم مسؤولية أخلاقية أن يزع بسلطانه كثيراً من مظاهر التفلُّت الأخلاقي التي أراها تتكاثر بشدَّة كما أن على رئيس الجمهورية أن يعلم أن الرسول الكريم لم يُبعث الا ليتمِّم مكارم الأخلاق الأمر الذي يقتضي انتهاج سياسات تُعلي من شأن الأخلاق في شأن الإعلام التلفزيوني خاصَّة وفي شأن التعليم العالي، كما أن على علماء الأمة أن ينهضوا بدورهم الرسالي في تنبيه المصلين من خلال خُطب الجمعة إلى الأخطار المحدقة بمجتمعنا المسلم الذي يتعرَّض لهجمة شرسة من الداخل والخارج.


إن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تسود حياتنا من خلال الموعظة الحسنة والتربية الصالحة وليعلم أهل الإعلام أنهم مسؤولون أمام الله القائل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ...)
(رسائل ومناصحة مكلوم)
{ الحمد لله الذي أنزل كتابه هدىً للمتقين، ونوَّر بهدايته قلوب العارفين، وأقام على الصراط المستقيم أقدام السالكين، وأصلّي وأسلِّم على قائد الغُر المحجَّلين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
الوالد الكريم المجاهد المهندس/ الطيب مصطفى حفظه الله ورعاه:
كما ذكر الأخ الأديب الأستاذ/ حسين خوجلي أن النصيحة المُرة قاسية وغالباً لا تُقال ولكن لا بد مما ليس منه بُدّ، عسى أن يعبِّر هذا المقال عن أشواقي والكثيرين من أعضاء الحركة الإسلاميَّة بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم الفكرية ويتمثل حالنا في قول الحسن بن زيد:
منالُ الثريا دون ما أنا طالبُ فلا لوم إن عاصت عليَّ المطالبُ
لقيتُ من الأيام كلَّ عجيبةٍ فلم أرَ شيئاً أبدعتْه التجاربُ
وكلُّ خليلٍ أرْتجيه ممازقٌ وكلُّ صديقٍ أصطفيه مواربُ
وإيَّاك سُمَّ الأصدقاء إذا سَرَى فأكثرُ خلاَّن الزمان عقاربُ
ولا تغترِرْ ممَّن صفا لك عهدُه فكم غصَّ بالماء المصفّق شاربُ
نلومُ على الغدر الزمانَ ضلالةً وقد سَنَّه أصحابُنا والحبائبُ


وكما يقولون (الما بِشْكي مرضه للطبيب، وما بْشاور بأمره الحبيب لا شك أن أموره ستخيب)، (وأنا بأخي ولست نفسي).
الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية:-
تشعَّبت بنا الأودية، ووعرت الطرق، واختلط الحابل بالنابل، والغثّ بالسمين، وإن الكلمات لتعجز عن وصف ما يجيش في الصدر من حزن، وما في القلب من رضا وتسليم لأقدار الله، فلا يعرف الجرحَ إلا من به ألمُ.
فما بين إقبال ليل واستدارته تحوَّل الحالُ واحتفَّت بنا النُّذر
قال الإمام علي كرمّ الله وجهه: «اتباع الهوى يصدُّ عن الحق وطول الأمل يُنسي الآخرة» سادتي: اضطرمت النار في خافقي، وضقتُ ذرعاً وأنا أستمع إلى السيد وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان يكشف عن المحاولة المسمّاة «التخريبية» وأصبحت «الانقلابية» والتي قام بها نفرٌ من إخوان لنا كرام وأدلى كلُّ فردٍ من شعبنا الأبيّ الصابر الصادق بدلوه فيها أولاً أكتب مؤكداً لما كتبته سابقاً بصحيفة قواتنا المسلحة الباسلة وبهذه الصحيفة الصادعة بالحق «بحرمة الخروج على الحاكم شرعاً ومعتقداً إلا أن يُرى منه كفر بواح لنا من الله فيه برهان»، هذا مع رفضنا الباتّ والقاطع لكل خروج على الحاكم «من كل كائن، أياً كان»، وذلك لما يترتب على ذلك من المفاسد للبلاد والعباد، كما أوصى بذلك أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم التابعين بعدم الخروج على الحجاج بن يوسف وهو من هو «الحجاج».


الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية/ الإخوة قادة وأعضاء المؤتمر الوطني:
يجب أن نعترف بأننا قد انحرفنا عن الجادّة إلا من رحم ربي، وأصبح الدين فينا غريباً، وأصبح المصلحون بيننا من أشد الناس غربة، إذا أصبحت أحوالنا وحشية في المعاملات وترديًا في السلوك، بل صار (بعضٌ منا) كحاوية القمامة ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته).
كما للخير أهل يُعرفون بهديهم
إذا اجتمعت عند الخطوبِ المجامعُ
فللشرّ أهلٌ يُعرَفون بشكلهم
تُشير إليهم بالفجورِ الأصابعُ
إن ما تتعرَّض له بلادُنا من عدوان واستهداف خارجي، وتمرُّد وتشرذم داخلي يحتِّم علينا كحركة إسلامية توحيد جبهتنا الداخلية بعدما غُلب على الظن باليقين، ورُفعت الشبهة بالجلاء، واستُخلص النور من الظلام فها هي رسائل أبعثها:
الرسالة الأولى للأخ السيد رئيس الجمهورية صادقاً أحمد الله إليك وسائلُه أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل وأن يُديم عليك نعمة العافية وموفور الصحة والإيمان، فلئن عفوتَ أخي المجاهد، وهي الحبيبة لأنفسنا كما يقول الأخ العزيز جعفر بانقا من السيد الرئيس، فلئن عفوتَ من قبل من استباح الحرمات، وسفك دماء الأبرياء وروَّع الآمنين فهؤلاء النفر الكرام أولى بعفوك من غيرهم مع استنكارنا القاطع لما قاموا به، ونقول عنهم (لكل جواد كبوة) و(العترة تصلح المسير) ونحسبهم من البدريين في سفينة الإنقاذ فأنتم أدرى بهم منا كما أهل مكة أدرى بشعابها فأصدر توجيهاتك الكريمة بقرار العفو عنهم، ولا تلتفت للأصوات المنادية لتفريق صف الحركة الإسلامية أيدي سبأ، وتمزيق البلاد، وضياع العباد فالحال الآن أصبح لا يسرُّ ولعلَّ هذا القرار أخي حسين خوجلي الذي تتوقعه وكتبتَ متوقعاً صدوره.


أما الرسالة الثانية فهي إلى الإخوة الأعزاء قادة وأعضاء كلٍّ من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني:
لا بــد مــــــن مراجعـــــة المسيرة بشفافــــــية عالية كما ذكر الأخ د. غازي صلاح الدين (أيها الإسلاميون بين يدي مؤتمركم حرِّروا أنفسكم تتحرَّر جماعتكم، فإن لم تفعلوا ذلك بأنفسكم فلن يقوم به أحد من أجلكم، قال المسيح (عليه السلام) لأصحابه يوماً: (أنتم ملح الأرض، فإن فسد الملح فبماذا يملح).
وكما ذكر سعادة الأخ الفريق ركن يوسف عثمان إسحق: (إن على المؤتمر الوطني وهو يواجه كحزب دولة، أشرس مما واجهته الإنقاذ في فجرها، عليه أن يُنيخ الجمل ليس ليبيعه بما حمل، ولكن ليسقيه متطلبات التخزين في السنام تزوُّداً لسفر طويل، إن الطريق وعر، والعقبة كؤود ولا سبيل لعبورها إلا بما عبرت به الإنقاذ في بواكيرها وهو (صدق التوجه إلى الله وحسن الظن به مجدداً وله شروطه المعلومة ثم حسن الظن بالناس واستيعابهم بكل مواعين الاستيعاب المتاحة وأولها الشفافية).
الرسالة الثالثة للإخوة المعنيين بالنواحي الأمنية:
لا بد من بسط قواتنا المسلحة مع النظامية الأخرى والمجاهدين النفوذ على كل شبرٍ من أرض بلادنا الحبيبة حتى تقع الهيبة، وتخبو الغائرة، ويغمر العُجب، وتزول الظنة، ويشتفي الصدر، وينتفي الاعتذار فشكراً أخي العزيز فارس القلم والبندقية إسحق أحمد فضل الله (فالمواجهة الآن لا تصلح إلا بأسلوب إسلامي لا يساوم).
أما الرسالة الأخيرة فإليك أيها الشعب الأبي الصابر: علينا بالرجوع إلى الله والتمسك بالمنهج القويم لنخرج من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن أخلاق الرذيلة إلى أخلاق الفضيلة، لتتغير الأحوال وتعلو الهامات، وتسمو الآمال، ويصبح الذليل عزيزاً، والمنفِّر مبشراً، والفظّ الغليظ ليناً، وإعادة تربيتنا لأنفسنا وأهلنا وأبنائنا وفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين صاروا مضرباً للأمثال.


وختاماً يا بلادي الدهر إليك باسم، والنصر عليك قادم، نصراً يصبح به الإسلام عزيز الجانب/ فسيح الرّحاب، منصور الأعوان والأحزاب، وعهدنا معك يا بلادي ألّا نشتري بك ثمناً، ولا نتبع فيك هوىً، ولا نخاف فيك أحداً، وسنقاتل بذات الإرادة التي واجهت الموت دون سواتر وحواجز في كل مراحل الجهاد، وسنبني الوطن الذي نحلم به كيداً للأعداء وانتصاراً للحق، والتحيَّة والتقدير لكل المناضلين من أجهزتنا الأمنية المتعددة وللمجاهدين.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، وحفظ ولاة أمرنا وسدَّد خطاهم، وردَّ الخارجين عن النهج إلى الصراط المستقيم آمين.
بقلم: ياسر أحمد محمد خير (الخزين)

Post: #121
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 12-31-2012, 08:19 AM
Parent: #119

الإنتباهة) تنشر تفاصيل هيكل الحركة الإسلامية وأسماء الأمناء الجدد

نشر بتاريخ الأحد, 30 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
الخرطوم: أسامة عبد الماجد - صلاح مختار


أجرت الحركة الإسلامية تغييراً شاملاً، قُوبل بارتياح بالغ في أماناتها البالغة «21» عدا «4» أمانات - القطاع الفئوي «المرأة، الطلاب، الشباب والعاملون بالخارج»، والتزمت بالقرار القاضي بإنهاء أجل الأمناء لكل من أكمل دورتين، وكانت المفاجأة تنحي د. عوض الجاز عن الترتيب الداخلي وإسناده إلى الفريق أول بكري حسن صالح الذي سُمي أيضاً نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية، بجانب ثلاثة نواب آخرين هم: حامد صديق، ورجاء حسن خليفة، والوزير حسبو محمد عبد الرحمن. وتم استحداث أربع أمانات هي: الحسبة والمراقبة وأُسندت لعوض الجاز، فيما سُمي الوزير السابق الصادق محمد علي لأمانة القيادات، والوزير عبد الوهاب عثمان للمال، والرابعة أمانة شؤون العضوية. وجاء كمال عبيد لأمانة الخارجية خلفاً لأبي بكر الصديق، وسناء حمد للإعلام خلفاً لعبد الرحمن الفادني، والبروفيسور أحمد مجذوب للشؤون الاجتماعية خلفاً لمحمد حاج ماجد، والمهندس عماد حسين للدعوة خلفاً لإبراهيم الكاروري الذي انتقل لأمانة التزكية، وعبد الله يوسف لأمانة الاتصال التنظيمي خلفاً لحامد صديق، وسُمي البروفيسور علي عبد الله النعيم أميناً للتعليم.وكامل مصطفى للتخطيط والتدريب، والرشيد فقيري للتنسيق بديلاً عن كمال عبد اللطيف، وعوض الله موسى للعاملين والمهنيين بديلاً للدكتور فرح مصطفى، وعبد الله الفكي للمنظمات بديلاً لعمار باشري، فيما تم الإبقاء على أمناء أمانات القطاع الفئوي وهم ذات الأمناء بالمؤتمر الوطني «إنتصار أبو ناجمة للمرأة، عبد المنعم السني للشباب، وجمال محمود للطلاب» بجانب أمانة العاملين بالخارج حسين حمدي.


وكانت جلسات الشورى القومي التي أُختتمت أمس ضمت «30» عضواً للمجلس في إطار الاستكمال، منهم «6» من مجموعة «السائحون» وهم: محمد أحمد حاج ماجد، الصادق محمد علي، دفع الله الحسين، أسامة عبد الله «موظف بسوداتل»، محمد عثمان عبد الباقي، وغيث فضل، ومن المستكملين «ليلى أحمد، الصافي جعفر، هاشم هجو، سناء حمد، محمد المصطفى، محمد أحمد الفضل، هاشم أبو بكر الجعلي، د. زهير عبد الرحمن بلة». وتم تكوين لجان الشورى من محمد عبد الله النقرابي للجنة الشباب، ولجنة التنظيم حليمة حسب الله، ولجنة الخدمات عبد الله سيد أحمد، والدعوة بروفيسور محمد عثمان صالح، والمرأة مها أحمد عبد الله، ولجنتين أخريين. وتم اعتماد الأمناء السابقين، أمناء خبرة بلا أعباء.
وأوصى مجلس الشورى في ختام أعماله بضرورة تعزيز دور الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة وإنفاذ توجيهات المؤتمر العام وضرورة التراضي على نبذ الجهويَّة والقبليَّة التي تفشَّت حسب البيان الختامي والدعوة إلى إحياء وظائف الحركة والوقوف مع المؤتمر الوطني في إعادة عملية بناء الحزب الذي سيبدأ في مارس المقبل، وشدَّد المجلس على أهمية جمع الصف واستجماع القوة والانفتاح على العالم العربي والجوار الإفريقي، وأصدر البيان الختامي توجيهات مشدَّدة بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي من شأنها سد الثغرات في الجهاز التنفيذي والسياسي.


وأكَّد الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن في مؤتمر صحفي أمس أنهم أمام تحدي إعادة بناء الحركة الإسلامية وإنفاذ مطلوبات قواعد الحركة وزيادة الفاعلية والنشاط وتفعيل العمل الدعوي والتربوي لعضوية الحركة وتحسين أساليب وتنظيم العمل المباشر وغير المباشر، وشدَّد على أهمية تحسين الواقع الاجتماعي والدعوي الداخلي والخارجي. ودعا الزبير إلى علاقات خارجية تقوم على التنسيق والتعاون إقليميًا ودوليًا ووضع خطة للتواصل مع دول الجوار وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الغرب وأمريكا.
وأكَّد أن الدعوة إلى توحيد الصف الإسلامي تشمل حتى المؤتمر الشعبي، بيد أنه قال: لا تشمله وحده فحسب وإنما كل الجماعات السلفية والمسلمة بالسودان، وأضاف: إذا أمكن أن تتوحد في جبهة واحدة او مجموعة واحدة ليس هناك مانع أما إذا لم تتمكن فيمكن التنسيق في عملية الاستقرار والتعايش.


---------------------

بـين نافـع والخضــر والانتخـابـات الـقادمـة!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


تعرضتُ لما أدلى به د. نافع علي نافع خلال لقاء تنظيمي في المركز العام للمؤتمر الوطني حول تعويل باقان أموم على إسقاط نظام الخرطوم من خلال المحاولة الانقلابية التي كُشف عنها مؤخّراً أو غيرها من الوسائل التي تشارك فيها الحركة الشعبية وعملاؤها في قطاع الشمال والجبهة الثورية السودانية التي تضم الحركات الدارفورية المسلحة والخلايا النائمة التي تنتظر لحظة الصفر في الخرطوم، وقلت إن تصريح نافع هذا ينبغي أن يكون دافعاً لأن يعيد ومؤتمره الوطني النظر في كيفية التعامل مع الحركة الشعبية بما يجعلهم يرسمون إستراتيجية أخرى تقوم على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لإقامة جوار آمن وسلس بين الدولتين الجارتين... بدون ذلك سيظل السودان مُستنزَفاً وستظل التمردات تنهش استقراره وسيظل الاضطراب السياسي يفتّ في عضده وسيظل أذناب الأفعى السامّة يخربون ويدمِّرون ويقتلون ويعطِّلون المسيرة ما لم يُحطَّم الرأس الآثم الخاطئ في وكر الشر (جوبا) المدعوم من قِبل أمريكا وصويحباتها.


على أن ما لفت نظري خلال ذلك اللقاء الحديث الطيب الذي أدلى به والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي يشغل كذلك منصب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، فقد أوضح الرجل حسب صحيفة (الرأي العام).. أوضح: (أنهم يعملون لهدف حكم السودان بما يُرضي رب العباد قبل العباد) وزاد بقوله: (نريد أن نعمل عملاً يشرِّفنا أمام رب العالمين) وأكَّد أن المؤتمر الوطني يرتب للتداول السلمي للسلطة مضيفاً: (أي راجل عندو رغبة يحكم البلد دي يجي ينازلنا في صناديق الاقتراع)!!


لن أعلِّق على الجزء الأول من حديث الخضر حول العمل بما يُرضي الله ونسأل الله أن يجزي الخضر على هذه النية الطيبة، أما الفعل الذي نراه في الدولة... أما العمل فإننا نسأل الله أن يغفر لهم فشتان بين القول والفعل وشتان بين الشريعة والدغمسة وشتان بين المثال والواقع وشتان شتان بين العدل والظلم!!
ما أُريد أن أعلِّق عليه الآن هو حديث الخضر عن تحدِّيه لمن يُريد منازلتهم في صناديق الاقتراع.
أسألك بالله يا الخضر وقد تحدثتَ عن إرضاء رب العباد أن تُجيبَني كيف ننازلك والساحة مفتوحة لك وحدك والإعلام محجوز لك وحدك تخاطب من خلاله الجماهير ونحن لا يُتاح لنا مجرد الحديث في قاعة مغلقة ناهيك عن الميادين العامّة؟!
هل يعلم الخضر أننا حتى قبل ستة أشهر كنا نستطيع أن نُقيم الندوات في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات وفي غيرها بدون إذن من السلطات وأننا محرومون من ذلك الآن إلا بإذن مستحيل في الغالب إلا بعد أن ينتهي الموعد المحدَّد للنشاط السياسي؟


هل يعلم الخضر أن ذلك ليس مقصوراً على الخرطوم وإنما في كل ولايات السودان؟! فليُجبني الخضر هل يطلب إذناً من أحد عندما يخاطب هو أو مؤتمره الوطني الناس في الساحات العامّة أو عندما يقيمون نشاطاً سياسياً، وهل يعترض طلبَه أحدٌ إن هو أو غيره من قيادات الوطني استأذن لإقامة نشاط ما؟! كيف يعترضه أحد وهو الذي يمنح الإذن؟
فليُجِبني الخضر... هل التلفزيون القومي مملوك للسودان أم للمؤتمر الوطني بل هل تلفزيون ولاية الخرطوم وإذاعتها مملوكان للحكومة وللمؤتمر الوطني أم لشعب الخرطوم والسودان من بعد؟!


ثمة سؤال آخر.. هل العدل القيمة الأولى التي أمر الله بها يا من تسعَون إلى إرضاء الله تعالى... هل العدل يُقام أو يقوم بين حزبكم والأحزاب الأخرى المضيَّق عليها... كم يملك حزبُكم من مال ودُور وممتلكات وكم تملك الأحزاب التي دعوتموها للمنازلة في صناديق الاقتراع؟! هل كنتم ترضَون هذه المعاملة من الحكومة عندما كنتم في المعارضة؟!
خلال الاجتماعات التي تُعقد في القصر الجمهوري للجنة السياسية للدستور والتي تلتئم إحدى جلساتها صباح هذا اليوم تطرَّق عددٌ من الأعضاء لأهمية تهيئة المناخ من أجل إعداد الدستور، سيَّما وأن من مهام اللجنة إقناع الأحزاب والتنظيمات المقاطِعة للهيئة القومية لإعداد الدستور بالمشاركة والانخراط في عضويتها ولعلَّ من أهم المطلوبات لتهيئة المناخ بسط الحريات وإتاحة الفرصة للنشاط السياسي ولكن!!


بعد عام ونصف تقريباً ستُجرى الانتخابات التي دعا الخضر الرجال والأحزاب إلى الدخول إلى حلبتها لكن كيف تدعو المكتوف إلى السباحة وكيف ترميه في اليمّ وتحذِّره من الابتلال وكيف تقنع العالم عندما تعلن نتيجة الانتخابات أنك لم تزوِّرها من خلال التضييق على منافسيك أو أنك لم تخُضها وحدك في ظل حرمان الآخرين من الوسائل؟!


لا أدعو الخضر إلى عقد المقارنة بين الحريات المتاحة في دول الربيع العربي التي لا تخضع صحافتها للرقابة القبلية أو صحافيوها لكسر الأقلام والمنع من الكتابة بل إن إصدار الصحف والقنوات والإذاعات يتم بمجرد الإخطار للعلم فقط وليس للموافقة لكني أدعوه إلى العدل وإلى إنفاذ ما نصَّ عليه الدستور من حقوق إذ يتعذَّر علينا أن نصدِّق أن الحكومة جادة في استصدار دستور جديد وهي تخرج على الدستور الحالي بحظرها الحقوق الدستورية للأفراد والأحزاب والتنظيمات السياسية.


أعلم أن السودان يعاني من تمردات مسلحة لكني أرفض أن تُتخذ الظروف السياسية مشجباً تُعلق عليه قرارات مصادرة الحريات ويُضيَّق به على الناس كما أرفض أن تُستخدم آليات الطوارئ بالرغم من إنكار الدولة أنها مُطبَّقة.
يجب أن تتمتع الدولة بشيء من المصداقية التي هي جزء لا يتجزأ من المشروع الإسلامي الذي تزعم الدولة أنه يمثل المرجعية الحاكمة لها وذلك من خلال إطلاق الحريات للأحزاب الوطنية التي لم تُعلن أنها تسعى لتقويض النظام الدستوري ولإسقاط النظام أو قل لكل حزب يلتزم بالتداول السلمي للسلطة، وأعجب كيف يا نافع ويا الخضر تعرفون الأوزان الحقيقية للأحزاب السياسية بدون أن تتيحوا لها العمل السياسي الحُر وكيف تأمنون على أنفسكم من ثورات الربيع العربي وأنتم تتجاهلون حقيقة أنكم تمارسون قمع مبارك أو نميري الذي لم يُنجِه من الثورة لأنه لم يكن يعتمد على وزن حقيقي حتى وهو يعلن عن فوزه بنسبة 99% من أصوات الناخبين؟


----------------

والي الخرطوم وليلة رأس السنة

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الجمعة, 28 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


يُحمد لشعبة الشقق المفروشة بولاية الخرطوم أنها وضعت خطة مُحكمة لضبط تلك الشقق خلال عطلة رأس السنة لمحاربة ظواهر الانفلات الأخلاقي التي تصاحب تلك الاحتفالات، ولستُ أدري هل بالإمكان تغيير تاريخ عطلة الاستقلال ليوم آخر بعد أن رأينا كيف سطت احتفالات رأس السنة على تلك المناسبة التاريخية العظيمة وأحالتها إلى ليلة يرتع فيها الشيطان.
ليت ولاية الخرطوم وبقية الولايات تبتدع وسائل أخرى للإحاطة بالآثار السالبة لليلة رأس السنة التي تكشف درجة تأثُّرنا بنمط الحياة الغربية وتتبُّعنا لسنن من كان قبلنا شبراً بشبر وذراعاً بذراع كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متحدِّثًا عمّا ستؤول إليه أمته في لحظات ضعفها وانكسارها وانهزامها أمام الغزو الثقافي الغربي الذي أحاط بنا من كل مكان.


أقول هذا بين يدي الأخبار المزعجة التي صدرت عن أمن المجتمع حول ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين بعد تسعة أشهر من ليلة رأس السنة مما يشي بأن الشيطان يعربد وينشط ويُفسد في أبناء وبنات الأمة في تلك الليلة المجنونة التي يختلط فيها الحابل بالنابل ويغيب فيها العقل لدى كثيرٍ من شبابنا وهم يُطلقون العنان لشهواتهم.
إنني لجدّ حزين أن نقرأ من حين لآخر في صحافتنا عن أطفال حديثي الولادة تنهشهم الكلاب الضالة في مكبّات القمامة بعد أن تخلَّصت منهم أمهاتُهم خوفاً من الفضيحة التي لم يضعنَ لها حسابًا في لحظة اللذَّة المحرَّمة.
إن على والي الخرطوم مسؤولية أخلاقية أن يزع بسلطانه كثيراً من مظاهر التفلُّت الأخلاقي التي أراها تتكاثر بشدَّة كما أن على رئيس الجمهورية أن يعلم أن الرسول الكريم لم يُبعث الا ليتمِّم مكارم الأخلاق الأمر الذي يقتضي انتهاج سياسات تُعلي من شأن الأخلاق في شأن الإعلام التلفزيوني خاصَّة وفي شأن التعليم العالي، كما أن على علماء الأمة أن ينهضوا بدورهم الرسالي في تنبيه المصلين من خلال خُطب الجمعة إلى الأخطار المحدقة بمجتمعنا المسلم الذي يتعرَّض لهجمة شرسة من الداخل والخارج.


إن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تسود حياتنا من خلال الموعظة الحسنة والتربية الصالحة وليعلم أهل الإعلام أنهم مسؤولون أمام الله القائل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ...)
(رسائل ومناصحة مكلوم)
{ الحمد لله الذي أنزل كتابه هدىً للمتقين، ونوَّر بهدايته قلوب العارفين، وأقام على الصراط المستقيم أقدام السالكين، وأصلّي وأسلِّم على قائد الغُر المحجَّلين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
الوالد الكريم المجاهد المهندس/ الطيب مصطفى حفظه الله ورعاه:
كما ذكر الأخ الأديب الأستاذ/ حسين خوجلي أن النصيحة المُرة قاسية وغالباً لا تُقال ولكن لا بد مما ليس منه بُدّ، عسى أن يعبِّر هذا المقال عن أشواقي والكثيرين من أعضاء الحركة الإسلاميَّة بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم الفكرية ويتمثل حالنا في قول الحسن بن زيد:
منالُ الثريا دون ما أنا طالبُ فلا لوم إن عاصت عليَّ المطالبُ
لقيتُ من الأيام كلَّ عجيبةٍ فلم أرَ شيئاً أبدعتْه التجاربُ
وكلُّ خليلٍ أرْتجيه ممازقٌ وكلُّ صديقٍ أصطفيه مواربُ
وإيَّاك سُمَّ الأصدقاء إذا سَرَى فأكثرُ خلاَّن الزمان عقاربُ
ولا تغترِرْ ممَّن صفا لك عهدُه فكم غصَّ بالماء المصفّق شاربُ
نلومُ على الغدر الزمانَ ضلالةً وقد سَنَّه أصحابُنا والحبائبُ


وكما يقولون (الما بِشْكي مرضه للطبيب، وما بْشاور بأمره الحبيب لا شك أن أموره ستخيب)، (وأنا بأخي ولست نفسي).
الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية:-
تشعَّبت بنا الأودية، ووعرت الطرق، واختلط الحابل بالنابل، والغثّ بالسمين، وإن الكلمات لتعجز عن وصف ما يجيش في الصدر من حزن، وما في القلب من رضا وتسليم لأقدار الله، فلا يعرف الجرحَ إلا من به ألمُ.
فما بين إقبال ليل واستدارته تحوَّل الحالُ واحتفَّت بنا النُّذر
قال الإمام علي كرمّ الله وجهه: «اتباع الهوى يصدُّ عن الحق وطول الأمل يُنسي الآخرة» سادتي: اضطرمت النار في خافقي، وضقتُ ذرعاً وأنا أستمع إلى السيد وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان يكشف عن المحاولة المسمّاة «التخريبية» وأصبحت «الانقلابية» والتي قام بها نفرٌ من إخوان لنا كرام وأدلى كلُّ فردٍ من شعبنا الأبيّ الصابر الصادق بدلوه فيها أولاً أكتب مؤكداً لما كتبته سابقاً بصحيفة قواتنا المسلحة الباسلة وبهذه الصحيفة الصادعة بالحق «بحرمة الخروج على الحاكم شرعاً ومعتقداً إلا أن يُرى منه كفر بواح لنا من الله فيه برهان»، هذا مع رفضنا الباتّ والقاطع لكل خروج على الحاكم «من كل كائن، أياً كان»، وذلك لما يترتب على ذلك من المفاسد للبلاد والعباد، كما أوصى بذلك أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم التابعين بعدم الخروج على الحجاج بن يوسف وهو من هو «الحجاج».


الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية/ الإخوة قادة وأعضاء المؤتمر الوطني:
يجب أن نعترف بأننا قد انحرفنا عن الجادّة إلا من رحم ربي، وأصبح الدين فينا غريباً، وأصبح المصلحون بيننا من أشد الناس غربة، إذا أصبحت أحوالنا وحشية في المعاملات وترديًا في السلوك، بل صار (بعضٌ منا) كحاوية القمامة ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته).
كما للخير أهل يُعرفون بهديهم
إذا اجتمعت عند الخطوبِ المجامعُ
فللشرّ أهلٌ يُعرَفون بشكلهم
تُشير إليهم بالفجورِ الأصابعُ
إن ما تتعرَّض له بلادُنا من عدوان واستهداف خارجي، وتمرُّد وتشرذم داخلي يحتِّم علينا كحركة إسلامية توحيد جبهتنا الداخلية بعدما غُلب على الظن باليقين، ورُفعت الشبهة بالجلاء، واستُخلص النور من الظلام فها هي رسائل أبعثها:
الرسالة الأولى للأخ السيد رئيس الجمهورية صادقاً أحمد الله إليك وسائلُه أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل وأن يُديم عليك نعمة العافية وموفور الصحة والإيمان، فلئن عفوتَ أخي المجاهد، وهي الحبيبة لأنفسنا كما يقول الأخ العزيز جعفر بانقا من السيد الرئيس، فلئن عفوتَ من قبل من استباح الحرمات، وسفك دماء الأبرياء وروَّع الآمنين فهؤلاء النفر الكرام أولى بعفوك من غيرهم مع استنكارنا القاطع لما قاموا به، ونقول عنهم (لكل جواد كبوة) و(العترة تصلح المسير) ونحسبهم من البدريين في سفينة الإنقاذ فأنتم أدرى بهم منا كما أهل مكة أدرى بشعابها فأصدر توجيهاتك الكريمة بقرار العفو عنهم، ولا تلتفت للأصوات المنادية لتفريق صف الحركة الإسلامية أيدي سبأ، وتمزيق البلاد، وضياع العباد فالحال الآن أصبح لا يسرُّ ولعلَّ هذا القرار أخي حسين خوجلي الذي تتوقعه وكتبتَ متوقعاً صدوره.


أما الرسالة الثانية فهي إلى الإخوة الأعزاء قادة وأعضاء كلٍّ من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني:
لا بــد مــــــن مراجعـــــة المسيرة بشفافــــــية عالية كما ذكر الأخ د. غازي صلاح الدين (أيها الإسلاميون بين يدي مؤتمركم حرِّروا أنفسكم تتحرَّر جماعتكم، فإن لم تفعلوا ذلك بأنفسكم فلن يقوم به أحد من أجلكم، قال المسيح (عليه السلام) لأصحابه يوماً: (أنتم ملح الأرض، فإن فسد الملح فبماذا يملح).
وكما ذكر سعادة الأخ الفريق ركن يوسف عثمان إسحق: (إن على المؤتمر الوطني وهو يواجه كحزب دولة، أشرس مما واجهته الإنقاذ في فجرها، عليه أن يُنيخ الجمل ليس ليبيعه بما حمل، ولكن ليسقيه متطلبات التخزين في السنام تزوُّداً لسفر طويل، إن الطريق وعر، والعقبة كؤود ولا سبيل لعبورها إلا بما عبرت به الإنقاذ في بواكيرها وهو (صدق التوجه إلى الله وحسن الظن به مجدداً وله شروطه المعلومة ثم حسن الظن بالناس واستيعابهم بكل مواعين الاستيعاب المتاحة وأولها الشفافية).
الرسالة الثالثة للإخوة المعنيين بالنواحي الأمنية:
لا بد من بسط قواتنا المسلحة مع النظامية الأخرى والمجاهدين النفوذ على كل شبرٍ من أرض بلادنا الحبيبة حتى تقع الهيبة، وتخبو الغائرة، ويغمر العُجب، وتزول الظنة، ويشتفي الصدر، وينتفي الاعتذار فشكراً أخي العزيز فارس القلم والبندقية إسحق أحمد فضل الله (فالمواجهة الآن لا تصلح إلا بأسلوب إسلامي لا يساوم).
أما الرسالة الأخيرة فإليك أيها الشعب الأبي الصابر: علينا بالرجوع إلى الله والتمسك بالمنهج القويم لنخرج من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن أخلاق الرذيلة إلى أخلاق الفضيلة، لتتغير الأحوال وتعلو الهامات، وتسمو الآمال، ويصبح الذليل عزيزاً، والمنفِّر مبشراً، والفظّ الغليظ ليناً، وإعادة تربيتنا لأنفسنا وأهلنا وأبنائنا وفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين صاروا مضرباً للأمثال.


وختاماً يا بلادي الدهر إليك باسم، والنصر عليك قادم، نصراً يصبح به الإسلام عزيز الجانب/ فسيح الرّحاب، منصور الأعوان والأحزاب، وعهدنا معك يا بلادي ألّا نشتري بك ثمناً، ولا نتبع فيك هوىً، ولا نخاف فيك أحداً، وسنقاتل بذات الإرادة التي واجهت الموت دون سواتر وحواجز في كل مراحل الجهاد، وسنبني الوطن الذي نحلم به كيداً للأعداء وانتصاراً للحق، والتحيَّة والتقدير لكل المناضلين من أجهزتنا الأمنية المتعددة وللمجاهدين.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، وحفظ ولاة أمرنا وسدَّد خطاهم، وردَّ الخارجين عن النهج إلى الصراط المستقيم آمين.
بقلم: ياسر أحمد محمد خير (الخزين)

Post: #122
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-02-2013, 08:33 AM
Parent: #121

تناول الطيب مصطفى جانبا مهما من فساد السلطة ملمحا الى ما يعنى الكثير المثير عن ما اطلق عليهم مافيا النهب المصلح ..
هذا الذى يكتبه يكشف الكثير والمثير ويشير الى صراع بائن بين مجموعتين مجموعة تتحدث بالصوت العالى ومجموعة صامتة تدارى فى احوالها وهى متهمة من الاولى

اقرا ما كتبه الطيب هنا



وزيــــر المالــيــة!!

الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الإثنين, 31 كانون1/ديسمبر 2012

13:00
تقرير المراجع العام أحبطني وأقنعني بأننا نعاني من حالة تردٍ وتراجُع بدلاً من أن نتقدَّم إلى الأمام فقد تزايد تجنيب الإيرادات بنسبة «149»% هذا العام عن العام السابق حيث بلغت الإيرادات المجنَّبة «497» مليون جنيه أي «497» مليار جنيه بالقديم، هذا علاوة على ملايين أخرى من الدولارات فهل بربِّكم نحن في عافية أم نعاني من مرض عُضال؟!
في وقت يحذِّر فيه المراجع العام من التحصيل والصرف خارج الموازنة ويتوجَّع من خطورة ظاهرة التجنيب ويُطالب بتفعيل العقوبات المُضمَّنة بالقانون والتي تقضي بالسجن والغرامة يستهين وزيرُ المالية، الرجل المنوط به حراسة المال العام، بالأمر ويعتبر التجنيب أمراً عادياً ومن طبيعة الأشياء ويقول مقولته التي فقعت مرارتي والتي أصبحت مثلاً وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها (أن هناك قوانين ربانية تجد من يخالفها فلا يمكن ان نسأل وزير الإرشاد عمَّن لا يُصلون رغم أن المساجد متوفِّرة وبها مكيفات)!!


ما أعدتُ هذه المقولة المدمِّرة إلا لأعكس حالة التضارب والتناقض بين قيادات الدولة فعندما يقلل مدير شرطة المرور من خطورة الإهمال في قيادة السيارات تتزايد الحوادث وعندما يستهين مدير الشرطة الجنائية بالسرقات يكثر النهب ويتزايد اللصوص ويملأ القتلى الطرقات وتُصبح البلاد غابة لكن المراجع العام ذكَّر وزير المالية وحارس المال العام المنوط به الفتك بالمخالفين الخارجين على القانون بأن المجنِّبين مهما كانت درجتهم أو مناصبهم ذكَّره بأن هؤلاء يرتكبون جرماً أكبر من اللصوص ويُلحقون بالاقتصاد أضراراً أفدح مما يُلحقه حرامي صغير نهب أو سرق مبلغاً ضئيلاً ربما ألجأته الحاجة إلى سرقته ولذلك جاء القانون ليردع هؤلاء لا ليطبطب على أك########م ويقول لهم إن ما يفعلونه شيء عادي (من طبيعة الأشياء)!!
هل فهمتُم الآن لماذا تزايد التجنيب بنسبة «149»% في عهد الوزير علي محمود؟! السبب هو أن علي محمود لا يولي الأمر اهتماماً بل يجد له المبرِّرات ويعتبر نفسه، رغم القانون الذي في يده، يعتبر نفسه غير مسؤول مثله مثل وزير الإرشاد الذي (لا يسأل الناس صلوا أم لم يصلوا رغم وجود المساجد المكيّفة) بالرغم من أن الصلاة يسأل عنها اللهُ ربُّ العالمين الذي فرضها على رسوله وعلى المؤمنين من فوق سبع سماوات ولم يفرضها وزير الإرشاد والأوقاف!!


لماذا أعود لهذا الحديث الآن وقد علَّقت عليه في وقت سابق؟! السبب لأن العام الجديد يبدأ غداً وإذا لم يُغيِّر الوزير نظرته لقضية التجنيب ويعلم أنه المسؤول عن مكافحته فإن تقرير المراجع العام في نهاية العام الجديد سيفجعُنا برقم فلكي آخر يحكي عن تصاعُد التجنيب ربما بنسبة «500»% وربما لا نجد مالاً أصلاً فقد تُجنَّب كل إيرادات الدولة خارج الموازنة ولذلك على الوزير أن يُعلن من الآن الحرب على التجنيب ويعتذر عن مقولته تلك العجيبة حتى يُلغي أثرَها السالب أو يستقيل ويعلن أنه عاجز عن مكافحة التجنيب وعن إعمال القانون في محاربة لصوص التجنيب!!
أعلم والله أن مهمَّة الوزير صعبة وقد أعيت كل وزراء المالية السابقين بمن فيهم البلدوزران عبد الوهاب عثمان وعبد الرحيم حمدي لكن هؤلاء لم يستسلموا كما استسلم هو ولم يبلغ التجنيب في عهدهما ما بلغه في عهد علي محمود الذي بات (ينْجُر) لنفسه مبرِّرات يدافع بها عن نفسه ويبرئ بها المجنِّبين!!
بالرغم من استسلام الوزير في مكافحة التجنيب فإني مندهش والله من قدرته الفائقة على خوض غمار المعارك مع اتحاد العمال ومع الوزيرة أميرة ومع غيرها ممَّن سمعنا بمواقفه الحادّة في مواجهتهم.. مندهش أنه يخوض المعارك مع من لا يستحقون ويعجز عن خوض المعركة الحقيقية مع من يمنحُه القانون سلطة أن يُشهر سيفَه في وجوههم تمامًا كمن يشتغل بالنوافل ويترك الفرائض ويخلط بين الأولويات ويطعن الظل بدلاً من الفيل!!


أخي علي محمود.. والله العظيم إنه لأمرٌ غريب أن تستميت في رفع الدعم عن الوقود حتى قبل أن تستأذن البرلمان وتستعدي عليك الشعب ــ كل الشعب ــ ثم تخوض معركة اتحاد العمال بالرغم من أنهم لم يطلبوا أكثر من سد الرمق ثم تتراجع وتنكسر في محاربة التجنيب الذي لو انخفض إلى النصف فقط وعاد إلى ما كان عليه لما احتجتَ إلى خوض تلك المعارك في غير معترك!!
أخي علي محمود تقرير المراجع العام تحدَّث عن سبع وحدات حكومية (تلهف) المال العام خارج مواعين وزارة المالية.. اذهب إلى الرئيس وقل له أن يأمر هؤلاء (الأقوياء) بالالتزام بالقانون وإلا (فإني أتقدم باستقالتي إليك اليوم)، حدِّثْه لإطلاق يدك في محاربة شركات (النهب المصلَّح).. قف موقفًا أخلاقيًا فعله آخرون وبذلك تُصلح شأن التعامل مع المال العام ويرضى عنك اللهُ ويرضى عنك الشعبُ وتُعمل القانون بدلاً من هذه الدغمسة وهذه الوظيفة ال########ة التي لو دامت لغيرك لما وصلت إليك!!
رسالة من مجاهد مكلوم

الرسالة التالية زفرها بقلبٍ موجوع أحد المجاهدين فعبَّر بها عن نفسه وعن كثيرين من أمثاله.
عام مضى ومضى معه أرتال من الشهداء الأبرار: محمد بخيت، فاولينو، معنويات، الجعفري، عمر محجوب، كنور، كماج، أدروب، وآخرون لحقوا بأربكان والدولب وهشام وهيكل، والشقيقين دهب وسفيان وعلي عبد الفتاح ومعز عبادي والمرجي وشوراني وعيدروس والزبير ومختار وماجد وأبو فاطمة.. أين مشروعهم يا تُرى وقد مضوا بعد أن تركوه خلفهم وأوصونا به قبل أن يغادروا؟ هل استوصينا به أم تخطّفه الطلقاء وقعدوا ينتظرون جيوش المغول الجُدد؟ لهفي عليهم لهفي عليهم!!

-----------------

صــنـدوق دعــم الوحــدة وشبيحــة المــال الـعـام!!

نشر بتاريخ الثلاثاء, 01 كانون2/يناير 2013 13:00


الطيب مصطفى

ضحكت ملء شدقَيَّ حين قرأتُ عن قيام ما يُسمَّى بصندوق دعم الوحدة بتقديم مشروع جديد يهدف إلى استمراره في ممارسة دوره القديم في إهدار أموال الدولة!!
هل تذكرون ما كان يقومُ به بعض شبيحة نهب المال العام من خلال ذلك الصندوق أيام فِرية الوحدة الجاذبة تلك البلطجة التي نُهبت بها أموال الشعب السوداني المتضوِّر جوعاً إلى الخدمات الأساسية من تعليم وصحة بل إلى الطعام والشراب؟
هل تذكرون كيف قام بعضُهم بتقديم تصوُّر مجنون قيل إنه يهدف إلى إحضار مليون طفل ليُصلّوا من أجل الوحدة وبالفعل قام أحدُهم باستئجار بضعة بصات وأحضر أطفالاً اصطفّوا ليصلُّوا من أجل الوحدة ولا أحد حتى الآن يعلم كم لهف ذلك الرجل أو أولئك الشبيحة الذين جاءوا بتلك الفكرة التي أبدعت ريشة الكاريكاتيرست فايز حين أبرزتها في صورة أطفال بعضُهم يتجه نحو القبلة وآخرون نحو الغرب ومنهم من يحمل بزازات ويلبسون البامبرز وكتب تعليقاً (أطفال الوحدة الجاذبة)!! هل تذكرون ما صُرف في تلك الدورة المدرسية من أموال بلغت عشرات المليارات في مدينة واو وقبل أن تُقام الدورة طرد باقان تلاميذ السودان؟!


كنا نظنُّ أن تلك الميزانيات المفتوحة التي أهدرت أموال الشعب السوداني وكانت حسرة على أولئك الذين أنفقوها سِيَّما حين تبخَّر حلمهم السراب وصوَّت أبناء الجنوب رغم المليارات التي خسرناها من حُر أموال الشمال وشعبه المغلوب على أمره.. صوَّتوا للانفصال حتى أولئك الذين مكثوا عقوداً من الزمان بين ظهراني شعب السودان الشمالي.. كنا نظن أن تلك الميزانية ستكون الأخيرة وأننا سنُهيل التراب على ذلك الصندوق لكن شبيحة المال العام أبَوْا إلا أن يُبقوا عليه حتى بعد أن خرج الجنوب من حياتنا وحتى بعد أن انتهت الوحدة إلى غير رجعة فاستمات هؤلاء في الدفاع عنه وذلك هو دَأَب أصحاب المصالح لا يمكن أن يشبعوا ولا يمكن أن يوصدوا باباً للارتزاق حتى وإن تحطَّمت الدار التي أُقيم عليها!!


قال الخبر الذي نشرته صحيفة (السوداني) إن صندوق دعم الوحدة وضع اختصاصات تُشبه اختصاصات وزارة التعاون الدولي التي تم إلغاؤها وقدَّمها إلى رئاسة الجمهورية بغرض تضمينها في المرسوم «30» الذي يحمل ذات مرسوم صندوق دعم الوحدة لكن باسم (وكالة السودان للتنمية) وتشمل الاختصاصات المساهمة في تمويل مشروعات التنمية في دول الجوار لتحقيق أهداف السياسة الخارجية لدرء النزاعات والتعاون مع مؤسسات التمويل الإنمائية الدولية والإقليمية بهدف استقطاب الدعم والتمويل لتحقيق الأهداف والحصول على القروض من المؤسسات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى تقديم القروض والمنح والكفالات للولايات الأقل نمواً!!


العجيب أن جماعة الصندوق وضعوا لافتة على مبناه الكائن بحي قاردن سيتي باسم (وكالة السودان للتنمية) بدلاً من مُسمَّى (صندوق دعم الوحدة)!! على كل حال يُحمد لهم أنهم خجلوا من هذا الاسم بعد أن لم يعُد للوحدة وجود يُدعم وبدلاً من أن يحلّوه إلى الأبد باعتبار أن دوره انتهى استنسخوا له اسماً وأهدافاً جديدة حتى يستمر، لكن وزارة المالية كانت لهم بالمرصاد ولم تفت عليها اللعبة بحجَّة أن تلك الاختصاصات من صميم عملها ويا هذه الدنيا يا ما فيك من عجائب!!


-----------------

فى مقاله الاخير ابدى الصادق الرزيقى رئيس تحرير الانتباهة وهو اخوانجى ملتزم ضيقه من عنصرية الحركة الاسلامية وابدى ملاحظات هامة تجدونها فى هذا المقال



ملاحظات لقيادة الحركة الإسلامية
الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الإثنين, 31 كانون1/ديسمبر 2012


13:00
لو تأمل الأمين العام للحركة الإسلامية الأخ الكريم الزبير أحمد الحسن، قائمة الأمانة العامة للحركة الإسلامية التي أجازها له مجلس الشورى يوم السبت أول من أمس وأعاد الكرة مرتين، لوجد أن الحركة بتاريخها وتجليات وجودها الزماني والمكاني، هي غير الحركة التي انتمى لها كثير من أبناء السودان وصفوة متعلميه ومتدينيه من كل أصقاع وبقاع السودان المختلفة!!
فمن غير المعقول ألا تعبِّر الحركة وهي تتحدث في بيانها الختامي أمس عن نبذ العرقيات والجهويات، عن كامل التنوع الجغرافي للسودان بشكل جيد وفعَّال، يضمن لها رضاء الجميع ويهدئ من ثائرة الانتقادات التي طالت الحركة اليوم وبدأت توصمها بما ليس فيها.
لو تأمل الأمين العام للحركة قائمة الأمناء الذين قدمهم واختارهم للعمل معه في الدورة الممتدة حتى عام 2016م، لوجد أنها خالية من أي «أخ مسلم» من أبناء النوبة أو من مكونات سكانية عديدة في السودان لها سبق في الدعوة الإسلامية وباع وسنام!!
ولوجد أن التوازنات التي أعملت في الاختيار أخطأت، مثل مولانا سومي زيدان الرجل التقي الورع من أبناء النوبة الذي عمل والياً من قبل في جنوب كردفان وقاضياً وفقيهاً، وهناك غيره من كردفان الكبرى التي غابت بالكامل عن قائمة الأمناء الجدد.
وكذلك تجاهلت القائمة الكثير أهل الصدق والسبق المنحدرين من مناطق كثيرة في السودان، وحصرت الأمانة في شخوص بعينها ظلت تتبادل هذه المواقع لسنوات طويلة دون أن يطولها تغيير، ولا يعبِّر أكثرها عن قيمة مضافة في حفظ التوازن السياسي والاجتماعي كما هو سائد الآن!!
صحيح هناك تغيير قد حدث بالفعل في بعض المواقع في الأمانة العامة، لكنه ليس التغيير المنشود، ولن يكون له أثر، فالتغيير الذي تم كان مطلوباً لذاته، وليس تلبيةً ونزولاً لرؤية جامعة تعيد للحركة دورها ونضارة وجهها واتساعها للناس جميعاً.
وللأسف هذا التغافل عن حقائق عديدة وعدم إعمال النظر بدقة وقراءة الواقع من كل زاوياه واتجاهاته، يجعل التفكير الجهوي والمناطقي حاضراً بقوة شئنا أم أبينا!! وماثلاً أمام الجميع صلداً لا يتزحزح، ومن حق أي فرد لم يجد نفسه على سطح هذه المرآة اللامعة، أن يتساءل عن وجوده ومكانه وموقعه وتمثيله!!
فكيف يمكن للحركة أن تنداح دعوتها وتتجذَّر أكثر وأعمق في النيل الأزرق وجنوب كردفان وبطاح دارفور في دار زغاوة ومناطق الفور ودار أندوكة، وتندلق في هضاب وقمم وسفوح البحر الأحمر وسهوب القضارف ودوكة وباسندة وقلع النحل والقلابات والجبلين والدندر كركوج والأضيَّة وسودري وقليصة ولقاوة والتبون ومكجر ووداي صالح ومزبد وكارياري وأبو جبيهة وتلودي وطروجي وسلارا، وقد تجاوزت الحركة الإسلامية رموز هذه المناطق وأبعدتهم عن دائرة الفعل التنظيمي وموطن القرار.
إن مثل هذا التفكير للأسف، صار هو المعيار الذي يتحدث به الناس في كل مكان، ويجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال هرباً منه، وهناك تكالب على المواقع وسعي لها وتصارع حولها، كما أن هناك استئثاراً بها نستبشع الحديث عنه، فلماذا لم تتلمس قيادة الحركة الإسلامية الجديدة هذه الحقائق وتصحح الأخطاء التي أجهضت الكثير من أعمال الحركة الإسلامية ونشاطاتها في الأمس القريب؟!
ولذلك فنظرة سريعة تكفي للحكم على طبيعة الاختيار وما وراءه، ولا شك على الإطلاق في النوايا، لكن ما حدث إعوجاج لا بد من تقويمه وتعديله، وإلا فقدنا كل هذه المناطق وأهلها، وتعسر علينا إصلاح العطب ورتق الفتق ودمل الجراح.
إن أكثر ما ميز الحركة الإسلامية عبر ستين عاماً من عمرها وتزيد، أنها كانت حركة اعتصام وبلاغ ودعوة وإخاء واصطفاف قومي، لا تفرق بين أحد من أبنائها في كل مكان، وكانت قياداتها تمثل الطيف الجغرافي والسكاني من مناطق السودان المختلفة، في الوقت الذي لم يكن فيه أحد ينتبه لهذه التصنيفات الضيقة، أما الآن وطالما أن هذه المعايير والموازنات قد صنعتها تجربة الإنقاذ التي هي من بنات أفكار الحركة الإسلامية، فعلى قيادة الحركة الإسلامية التعامل مع هذا الواقع والنظر في مطلوباته، وإلا سيبحث الناس غداً عن غيرها، وسيكون الولاء دونها، ولا يضيرهم في ذلك شيء، لا مغنم يفوت ولا أمل يموت!!
ألا هل بلغت اللهم فاشهد!!




Post: #123
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-03-2013, 07:37 AM
Parent: #122



تربية الجهل والتعالي الأجوف في المؤتمر الشعبي «
.د. محمد وقيع الله


نشر بتاريخ الأربعاء, 19 كانون1/ديسمبر 2012 13:00



لا يزال الأستاذ إبراهيم سليمان، يتاجر من حيث يعيش في لندن من دون ورع، بقضايا الهامش السوداني ويتكسب بها في دوائر العالم الغربي المريب.
وتجارة الأستاذ إبراهيم سليمان استغلالية رخيصة مهووسة.


وآية ذلك أن الهامش الذي يتاجر به لم تكن له علاقة من أي نوع ظاهر أو خفي بموضوع مقاله السمج الذي كتبه في نقد كتاباتي. ولا أدري لم زج بموضوع الهامش السوداني فيه، وجعله منه عنواناً فرعياً له، اللهم إلا أن يكون إدمان المتاجرة بهذه القضايا المربحة في الغرب، وهو الإدمان المستولي على بعض الحرافيش من أمثاله من مثقفي المركز الأدعياء، هو الذي جره، من حيث لا يدري، إلى جلب هذه اللازمة البغيضة إلى عنوان مقاله من دون أن يبدو له أثر في لبه أو ثناياه. ولم يتمكن هذا الكويتب الدعي المدعو الأستاذ إبراهيم سليمان من الدفاع عمن هاجمته في مقالاتي التي يرد عليها، وهو المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان المدعو الأستاذ بارود صندل رجب. واكتفى باستلال عبارات صغيرة من مقالاتي الأربعة في الهجوم على ذلك الشخص المفتري، وأسس عليها جل ترهاته التي سنستوفيها بالرد تباعاً.


استهل الكويتب المزعوم مقاله، بالزعم أن القوم جميعاً «من هم هؤلاء القوم؟!» يمقتونني، وأنه لا يوجد منهم من يتصدى للدفْع عني. وأقول له رداً على ذلك، إن قضية الحب لا يهمني من أمرها شئ، لأنه لا تأسى على الحب إلا النساء، كما قال الرجل الذي خاطب سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه. وأما قول الكويتب إنه لا يرى أحداً يتطوع ليناصرني، ويدفع عني، فذلك قول حق. وتفسيره يسير على من له عقل يسير. ذلك أني لم أكن في حاجة إلى بشر يدفع عني أو ينصرني. وما رآنى أحد ممن عسى أن يتفقوا معي في رأي، في موقف ضعف أو عجز أو حاجة إلى نصرتهم في يوم.
فقد استغنيت بحمد الله تعالى عن نصرة الأغيار، بعد أن ملكني الله تعالى لساناً صارماً لا عيب فيه، وبحراً لا تكدره الدِّلاء .. كما قال مفتخراً سيدنا حسَّان، عليه الرضوان، وهو يهجو أولياء الشيطان! والحمد لله تعالى أن لم يجعلني من الضعف بحيث استنصر بأحد إلاَّه عز وجل في علاه. والحمد لله تعالى أن لم يجعلني من شيعة الكتاب الماركسيين اليساريين الحداثيين التنويريين التبريريين، ولا من زمرة اليمينيين الرجعيين الفاسدين، الذين يستنصر بعضهم بعضاً، ويستذري بعضهم ببعض، فيما يسمونه بالحملات التضامنية، فلا تكاد تمس أحدهم بنقد عابر، إلا تطاولت عليك من قِبلهم أنفار صغار، من حشد كتائبهم الخائرة البائرة الخاسرة، حيث يختبيء كل فرد خلف الآخر، ويلوذ به، ويجره إلى الخلف، ليعطب منه الظلف، ويعرضه لمزيد من الخسف.



ولأني كنت أعرف من قديم الزمان شيم هؤلاء الكتاب الضالين وخُلتهم، وأعلم نمط سلوكهم الذي يستهدف إرهاب من يختلف معهم في الرأي، فقد آذنتهم منذ نشر مقالي الذي استهدف صعق المفتري المجترئ الدكتور عبد الوهاب الأفندي، الذي دفعت به دوائر حزب المؤتمر الشعبي بلندن، ووكلته جماعات المعارضة المغتربة بعبء التصدي لي وإرهابي أدبياً بأني لن أستكين لإرهابهم، وأني سأبقى في انتظار ما يتقولونه ويختلقونه من إفك، وأني لن أتوانى في الرد عليهم وإخراسهم، وأني سألقاهم أقوى لقاء، سألقاهم وظهري مستند إلى الحائط، ويداي نظيفتان لم تتلوثا بعطايا ولا هدايا حزب أو شركة أو سفارة أو نظام. وأني سألقاهم وأُنفِذ إلى أسماعهم وقلوبهم كل ما في كنانتي من حديد سهام الكلام.
وهذا وعد قطعته قديماً على نفسي، ولن أخلفه، بإذن الله تعالى، ولذلك ترى سياط الجلد جاهزة بين يدي لأبري بها ظهور المفترين المتقولين علي قول الزور، من أتباع سَنن عبد الوهاب الأفندي والخاطِئين الخطَّائين على نهجه المشين.
وأحد هؤلاء وأحدثهم ومن أشدهم جهلاً وسفهاً هذا الذي يريد أن يستدرك علينا في جهدنا الدراسي الذي بذلناه في التتلمذ على كتب العقاد، الذي حسبت قبل سنوات قلائل في لحظة فراغٍ ضجِر، ما قرأته منها فأحصيت على أصابع يديَّ أكثر من سبعين كتاباً، بعضها قرأته مثنى وثلاث ورباع. وذلك دون ما قد أكون ذهلت عن استحضاره في تلك اللحظة الضجِرة. وبهذا أكون قرأت أكثر من نصف الكتب التي سطرها إمام الفكر العقاد.



ثم برز إلينا سفيه آخر الزمان هذا، المدعو إبراهيم سليمان، الذي يبدو أنه لم يطلع مما يتعلق بشأن العقاد إلا على كتاب أنيس منصور ذي الطابع الصحفي «في صالون العقاد كانت لنا أيام»، وقام على إثر ذلك باتهامنا بعدم فهم فكر العقاد وقلة تذوق شعره، وهو ما تاحَ له أن يفهمه ويتذوقه رغم أنه لم يقرأ فيما يبدو ً من كتب العقاد. وهذه الدعوى الرعناء لا تستغرب إذا نظرنا إلى مصدرها الأصيل. فالكويتب قد دل على نفسه واحداً من الغوغاء الذين تربوا على أدب حزب المؤتمر الشعبي، ومن دهماء رجرجته، الذين نبتلى كل حين بجهلهم الفاضح، وتبجحهم الجامح، وخصامهم الفجور. وطريقة النقد التي يحبذها هذا الكويتب الخابط المتخبط من أفراد جوقة الجهل والتخبط الأعمى والضلالة العشواء، أن يلتقط مشاهد ومقاطع وصفية جزئية مبتسرة، من كتاب كتبه بعد وفاة العقاد بأكثر من عَقد من الزمان كاتب من الدرجة التاسعة، هو أنيس منصور، كما وصفه نزار قباني في سياق خصام قديم معه، ويستخدم تلك المشاهد المقتطعة في إدانة علَم الفكر الشامخ ورجل المواقف المبدئية الراسخة عباس محمود العقاد. هذا وكأن عظماء الرجال يمكن أن يحاكموا بمواقفهم الاستثنائية العارضة، ثم يدانوا ويؤاخذوا بنمط الأخطاء التي لا يخلو ولا يسلم منها الآدميون. قال كويتب طائفة المؤتمر الشعبي، وهو يسم العقاد العظيم بالإثم العظيم: أورد أنيس منصور ... «لقد تغيرت أشياء كثيرة في صالون الأستاذ .. بل وجدت شيئاً عجيباً.. أن سيدة قدمت للأستاذ سيجارة.


أشعلتها ثم أعطتها له.. أي وضعت السيجارة في فمها وأشعلتها وعليها بقايا أحمر الشفاه، ولم يتردد الأستاذ لحظة في أن يضعها بين شفتيه شاكراً». ويضيف:«دخلت لأول مرة آنسة اعتنقت الفلسفة الهندية الصالون، وهاجمت العقاد بعنف ولما فرغت قال لها: «أنت تزوجت ولم تكوني سعيدة في هذا الزواج»، وكانت مفاجأة واضطربت الزميلة ولم يشأ الأستاذ أن يتركها تمتص هذه المفاجأة ولكنه بسرعة قال: «لاحظت ذلك في يدك اليسرى. فما يزال أثر الخاتم غائراً في أصبعك.. كما أن بعض الترهل عند خصرك كما أرى من قميصك.. ربما حملت وأجهضت...»، منذ متى أئمة الهدى يكيّفون خصور الآنسات، وكيف يكون مثل هذا التعليق سلوك الدعاة لو لا توهان د. وقيع الله». فهذا الكويتب التائه ذو الموازين المزدوجة المطففة، الذي لا يرى في سلوك زعماء حزب المؤتمر الشعبي الضالعين في خيانة الإسلام والوطن والحركة الإسلامية انحرافاً، والذي لا يرى الأخشاب المتلبدة التي تقذي عيون قادة حزب المؤتمر الشعبي، رأى بدقة فائقة قشة صغيرة علقت بعين العقاد العظيم، وذلك فقط لأنه دخن سيجارة تلقاها من يد امرأة! وكأنما قال منطق هذا الكويتب الأثيم إن دم السودانيين الوفير الذي سفكته «شبيحة» حزب المؤتمر الشعبي، من عصابات العدل والمساواة، في دار فور، وأم درمان، دم لا قيمة له، ولا حرمة في سفكه، وإنما تتجلى الحرمة، كل الحرمة، في دخان سيجارة ينفثه صدر العقاد! وأما المثال الثاني الذي استشهد به كويتب الشعبي الغبي فلا أدري أي شيئ فهم هو منه، وقد كان مثلاً نصبه الأستاذ أنيس منصور للدلالة على قوة ملاحظة العقاد، واقتداره على تحليل نفسيات المنحرفين من أتباع المذاهب الضالة.



فهذه المتخلفة المتحذلقة التي هجرت ديانتها، وجاءت تتهادى إلى دار العقاد لتبشر بمبادئ الفلسفة الهندية، استطاع إمام الفكر العظيم أن يسبر غور شخصيتها، ليهتدي إلى سر انحرافها، وسبب تبديلها لدينها، وقام بتنبيهها بلطف إلى أنها انحرفت عن دينها القويم وتردت في مهاوي الديانة الهندوسية، لا لسبب عقلي وجيه، وإنما لسبب عاطفي يتصل بأمر إجهاضها لطفلها وطلاقها من زوجها! وهذا ما أبان عنه أنيس منصور جلياً حين استعرض القصة في كتابه، ونبه إليه نظر القراء. لكن لم يفهم هذا القارئ الغبي، الذي يبدو أنه يقرأ بعين السخط وحدها، من القصة إلا أن الأستاذ العقاد كان يحدق ملياً في خصور الآنسات. والغريب أن الأستاذ أنيس منصور ذكر في كتابه، وفي السياق ذاته، أن العقاد لم يحدق في خصر السيدة «وهي سيدة وليست آنسة كما زعمت يا قارئ حزب المؤتمر الشعبي الغبي وكويتبه صفيق الذهن!». وقال إن العقاد لم يكن ينظر إلى السيدة، وهي تهرف بأقوالها، وإنما رمقها بنظرة واحدة، خاطفة، اختطف به من أعماقها السر الدفين!


ابتُلينا بأشخاص ضيقي الأفق والحظيرة، «ما زالوا» بحظيرة المؤتمر الشعبي أو خرجوا عنها لا يفقهون ما يقرأون ولا ما يكتبون.
وإلا فانظر إلى هذا الذي تخرج من مدرسة المؤتمر الشعبي كيف فهم ما قرأ مما كتبت عنه.
قلت في مطلع مقالي السابق: «لا يزال الأستاذ إبراهيم سليمان يتاجر، من حيث يعيش في لندن، من دون ورع، بقضايا الهامش السوداني، ويتكسب بها في دوائر العالم الغربي المريب».
فذكر أني استخدمت اللغة العربية استخدامًا مَعيبًا، فقد كان الأوْلى - في زعمه - أن أستخدم عبارة (ما بال) بدلاً من عبارة «لا يزال».


الدغمسة اللغوية


وهذا نص كلامه المدغمس: «وما درى فضيلته أن «لا يزال» في اللغة تفيد الإثبات والاستمرارية، ولو أنه استعاض عنها بعبارة «ما بال» لتحقق له ما أراد من الاستغراب والاندهاش، إن كان هذا قصده».
ولا أدري من الذي قال له إني أردت الاستغراب والاندهاش حتى يقترح، بل يحتم عليّ، أن أستخدم العبارة التي جاء بها؟!
والحق أقول إني ما أردت أن أعبر عن شعور بالغرابة ولا الدهش، من حاله، فحاله وحال الفصيل الذي يعمل معه، من حيث استمرائهم التجارة بقضايا السودان في الغرب لا يغرب عليّ ولا يدهشني.
وإنما استخدمت عبارة «لا يزال» لأؤكد أن صاحبنا قد استطاب تلك التجارة البغيضة التي يستمد منها رزقه في ديار الغرب، واحترفها احترافًا شبه نهائي.


وقد قصدت أن اقول إن صاحبنا هذا «لا يزال» يتاجر بقضايا الهامش، لأن العنوان الفرعي لمقاله، الذي رددت عليه، هو «صوت من الهامش». فدل على أنه «لا يزال» يلوك عبارة الهامش، ليتسول ويتعيش بها في عاصمة الضباب وعواصم الغرب الأخرى التي يغشاها وتنعم عليه بالرعاية والرِّفد.
ولم أقصد أن أقول عبارته التي اقترحها «ما بال» التي تفيد التساؤل والتعجب، فشأنه ليس أوضح من أن يسأل عنه أو يتعجب منه، وإن كنت محل شجب واستنكار من كل من له شعور وطني حي.
منحدر العوام
ثم انظر إلى هذا الذي أراد أن يصحح ألفاظنا كيف زلَّ وانكبَّ وانحطَّ إلى مستوى العوام بعد فقرتين فقط مما قال.
فقد قال: «الرجل يعتبرني مسترزق «يقصد مسترزقًا!» بقضايا الهامش، ويصنفني مؤتمر شعبي «يقصد من أتباع أو أعضاء المؤتمر الشعبي!»، وعضو «يقصد عضوا بـ!» حركة JEM
ويضعني ضمن جوقة د. الأفندي ومثقف مركزي «يقصد مثقفًا مركزيًا!» دون ان ترف «يقصد يرف!» له جفن».


وللقارئ الكريم أن يُحصي كم خطأ تردى فيه هذا الكويتب المتهجم على مهنة الكتابة في هذه الفقرة الوجيزة!
وإذا لم يكن ثمة أدنى عجب من متاجرة هذا الشخص بقضايا الهامش في دول الغرب، فالعجب كل العجب أن يدّعي أن له معرفة بلغة العرب، تخوله إشهار قلم أحمر يصحح به عباراتي التي لا غبار عليها.
فهذه جرأة ######ة نادرة المثال، نرجو من حزب المؤتمر الشعبي أن يجنبنا ويجنب الناس إياها، فينشئ مدرسة أولية، يعلم فيها طابور الكتبة الذي «لا يزال» ينتمي إليه، أو الفصائل التي خرجت عنه، لتنضم إلى الحركات العنصرية الإرهابية، مبادئ النحو، وأساليب التعبير العربي. وعند ذلك فقط يمكنهم أن يلاحقوا أخطاءنا وأخطاء الآخرين في النحو والإنشاء.


حذلقة من الهامش


وإذا تخرجوا من هذه المدرسة بسلام، فيحق لهم حينئذ أن يسخروا من الدرجة التي تُدعى بالدكتوراه، والتي لا نعتد بها في قليل لا كثير، ونستطيع أن نتنازل عنها لمن يعجبون بها، ويستكثرونها علينا، من أمثال الأستاذ إبراهيم سليمان، الذي كتب في هذا المعنى، فقال: «لم أستغرب هذه الحذلقة اللغوية من د. وقيع الله، بقدر استغرابي كيف «كيف هذه لا داعي لها وبدونا يستقيم المعنى!» لشيخ وباحث مثله نال درجة الدكتوراه «أصلي بلاده» ويدّعي أنه تتلمذ على مؤلفات عبقري الأدب العربي الأستاذ العقاد المعروف بالصرامة والتدقيق المعرفي! وإحتار «يقصد أحتار!» كيف «كيف أيضًا لا داعي لها هنا!» لمثله ألا يقيم وزنًا للبحث والتمحيص فيما يورد من مزاعم!! حقيقة «المفروض أن يقول إن» هذا «الحرف» يعزز رأينا فيما يكتب من خم واحتطاب ليلي لا يأبه «لعله يقصد لا يؤبه والا فاستخدام كلمة يابه هنا ركيك!» كثيرًا لمحتواه».


فنحن لم نتحذلق لغويًا، وإنما فعلنا بكلامك أبسط ما يمكن أن يفعل، وهو ما يفترض أن يقوم مدرس المدرسة الأولية، حين يصحح موضوعات تلاميذه الضعاف في الإملاء والإنشاء، فيملأ كراساتهم باللون الأحمر، ثم يشفع تصحيحه بعبارة: أعد! والحذلقة معناها ادعاء الرجل علمًا ليس عنده، أو لتشدقه بقشور العلم بحسبانها من لبابه، من مثل معرفتك بفكر العقاد عن طريق كتابات الصحفي المرجف أنيس منصور.
ولهذا تلقفت عنه شائعات عدت تسألني عنها قائلا: «أرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح للقارئ الكريم كيف «كلمة كيف لغو لا داعي له هنا!» ولماذا انتحرت ابنة العقاد بدرية؟ ومتى تزوج «يقصد تزوجت!» والدته «يقصد والدتها» السيدة فوزية؟ ومن الذي شهد عقد زواجه منها «يقصد بها!»؟».
فأنت شخص سفيه تحب أن تصغي إلى الشبهات الكواذب، وتصدقها وكأنها حقائق راسخات، ثم تتحداني أن أنفيها!
فأي منطق هذا؟!
إنما البينة على من ادعى، سواء أكنت أنت، الذي يدعي، أم شيخك الأشد سفاهة منك وغيًا، أنيس منصور، ولذا فعليكما أن تأتيا أنتما بالدليل.
ومبلغ علم الجميع أن هذه السيدة المزعومة لم تشهر دعوى صلة زواج لها بالعقاد، وإلا لورثت حقوق نشر كتبه جميعًا بلا نزاع.
وهذا يكفي، وأن عدتم عدنا.

Post: #124
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-06-2013, 05:17 AM
Parent: #123



الترابي لـ ' أفريقيا اليوم': ليس لنا علاقة بالإنقلاب الأخير والتغيير لن يأتي إلا بإقناع الناس (1-2)
المجموعة: الحوارات
تم إنشاءه بتاريخ السبت, 05 كانون2/يناير 2013 03:01
الزيارات: 5 الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى



عندما إلتقيت الشيخ حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي السوداني قبل أكثر من شهر كان حواري معه على غير ميعاد مسبق، ولذلك لم يكن شاملا، وركزت في حديثي معه على الأحداث في مصر، فكان هناك انقسام شديد وقتها حول مسودة الدستور قبل أن يجيزه الشعب، والأمر كان يحتاج لمراقب من خارج مصر ليدلي برأيه في الموضوع، ولاشك أن الشيخ الترابي شخصية ثرية، وأي حديث عنه يؤخذ في الإعتبار من كافة التيارات دينينة كانت أم ليبرالية في مصر، ولم يسعنا الوقت للحديث عن الأوضاع داخل السودان، ولذلك حاولت أن ألتقي بالشيخ مرة أحرى حتى أقف معه على الظروف التي يمر بها السودان الآن، وتفسيره لما يحدث من إنقلاب وأحوال إقتصادية وسياسية، واتسع وقت الشيخ لي هذه المرة رغم أني أخذت كثيرا من زمنه بما أحدث خللا في برنامجه، ولكن الترابي بصدر رحب تحدث معي باسهاب وحرية عن أمور كثيرة. وفيما يلي إفاداته لنا.







في البداية شيخ حسن ماتعليقك على حديث الصادق المهدي بأنه سيتنحي وسيدرب كوادر جديدة لخلافته؟



هو قال ذلك من قبل، قال لو لم يتغير النظام هاستقيل، وتحدثت معه أن هذا تاريخ دخول الأنصار الخرطوم في القرن التاسع عشر أي القرن قبل الذي فات، الشعب ايه عرفوا بهذا التاريخ، قولت له انت قول قبل إستفتاء الجنوب مثلا لو الوحدة ما تحققت، سأتنحى، أو إذا الإنتخاباتماغيرت البلد وهكذا، يعني قول في مناسبة وطنية يعرفها الناس، الناس لا تعرف التاريخ حتى الطلاب الذين يدرسون بالجامعة.







وأنت ما رأيك في فكرة التنحي هذه وتولي المسئولية لأجيال جديدة؟



بصوت عال... لا توجد حريات، ولو كانت موجودةكان هيكون هناك عدد كبير من الأجيالالتي تحت قيادتنا معروفين للناس، يعني لو سألتي أي حزب يكون فيه 20 معروفينحتى قوميا للناس، وبعدين القيادات لم تكن دائما فرد لأنه عيب خطير جدا، فهناك منظم ومفكر أكثر منه ، لابد من مجموعة من القيادات تعمل في فريق واحد، انا لا أعرف إلا الله واحد، فلابد أن تظهر المجموعة، أبوحنيفة كان عنده مجلس كامل لكن اشتهر باسمه فقط، لوكانت هناك حريات لظهر عدد من الناس في كل حزب، زمان كنت بقول لهم (مافي واحد بعد الستين يبقى وزير في السودان)، فالشعب كلههنا مثلث كل واحد عنده أولاد وأحفاد، فلابد أن يتركوا الأجيال ولا تكون مفاصلة بين قدامى الشيوخ والشباب، بمعنى ألا يقول الشيوخ عن الشباب أنهم شفع، ولا يقول الشباب عن الشيوخ أنهم خرفوا، فنعمل جميعا في فريق من لدية العلم ومن لديه الحكمة والنشاط كله مع بعضه وهكذا، حتى نستفيد، كلنا فوق الثمانين، الصادق المهدي قبلنا بثلاث سنوات، والميرغني في نفس المنطقة ونقدتوفاه كان أيضا، هناك كبت للحريات فهذه هي المشكلة حتى نحن القيادات كوبتنا ولا يوجد مجال نعرض فيه شخصيات، زمان كنا نتحدث ونكتب الآن خلاص،لا يوجد تجدد ولا تطور هناك تبدل فقط، كله بيهلل ويصفق لشخص واحد مرات يكون شيوعيمختل عقليا ومرات يكون بليد، لا توجد حضارة تتطور بشخص، الله خلق الناس أحرارا، لابد من إطلاق الحريات فهذا مبدأ اساسي، ويكون هناك حرية للتعبيراللسان يرد على اللسان طالما لاتوجد جريمة محددة أثبتت خلاص، نجعل الآرء تتصارع وكذلك التجارة والفن الكل يتنافس في حرية.







وكيف قرأت المحاولة الإنقلابية الأخيرة؟



كلهم الآن فكرا وواقعا جربوا الإنقلابات، والإنقلابات إنقلبت عليهم وأذتهم أذى بالغ فكرهوها، التفكيرتطور الآن، التغيير ليس بإنقلاب لكن بإقناع الناس والسودان قارة كبيرة يجب أن نترك فيه الولايات المختلفة تحكم نفسها بنفسها في نظام لا مركزي.







هناك تلميحات بأنكم وحزب الأمة كنتم تعلمون هذا الانقلاب وشاركتم فيه بطريقة أو بأخرى؟



هذا إنقلاب من داخل النظام،إتهموا أحزاب أخرى ولكن لم يتهمونا كثيرا، حتى السياسين الكبار لم يتهمونا، فهذا إنقلاب من داخلهم،لم يدخولنا فليس لنا أي علاقة بهذا الانقلاب، هو مدير أمنهم الذي له علاقات دولية وتجارة هائلة وعدد كبيركان يتعاونوا معه تجاريا، والآخر من الذين قاتلوا في الجنوب، وكان من حراس القصر، فهو إنقلاب من داخلهم وليس لنا علاقة به، الإتحاد السوفيتي لم ينهار من الخارج ولا من الشعب الروسي بل من داخله







في تقديرك لماذا صوبوا اتهامهم للصادق المهدي بهذه الحدة؟



في الفترة الأخيرة هناك مجموعة في النظام تكره الصادق المهدي.







كيف ذلك والمعارضة ترى أن الصادق أقربهم للنظام؟



هو قريب للنظام سياسيا، لكن تحتفي نفوسهم أن أعرفهم لا يحبوه، النظام يجد في الإنقلابات فرصة يقبضفيها السياسين حتى يثبت نفسه ويهدئ البلد، والنظام دائما يحب تقسيمنا في المعارضة حتى لا نتفق عليه، فالعدو دائما يحب تقسيم العدو الآخر، واتفقنا ألا نعطيه هذه الفرصة، فكان بداخلنا ناس بيكرهوا الشيوعين، الأن الشيوعين أقرب الناس إلينا، أقرب الناسإ لينا، وقولنا في المعارضة نتفق على دستور انتقالي، لأن لا يوجد هناك نظام والنزعة للفوضى أكتر الآن ولا يمكن نمزع بلدنا،







هذا معناه أنك ستشارك في الدستور القادم؟



أي دستور؟







الدستور الذي تدعو له الحكومة الآن ليكون دستور دائم للبلاد؟



هذا دستورهم هم وليس دستور السودان، لن أشاركهم في الدستور ولنأشاركهم في الانتخابات إذا بيزوروها كيف سنشارك معهم.







شيخ حسن كيف ترى حال النظام الآن؟



النظام لديه مشاكل كثيرة، والبشير يقول لهم أنا كنت مؤتمر وطني ولكن ليس لي شأنبمنظمتكم الاسلامية القديمة هذه، وقال لهم أيضا لا تأتوا برئيس قوي للحركة الإسلامية، لو كنت بوافق على رئيس قوي وبرضى به كنت رضيت مع الترابي، وهاتوا ناس ماعندهم اي سلطة، لا تأتوا بحركة تضع السياسات وحدد العلاقات وأنا أكون منفذ لهم، النظام الآن وضعه أسوأ من قبل سنة، أولا لأن الأزمة الإقتصادية احتدت بالناس، زمان لم تكن كذلك، والغلاء إرتفع، هناك تضخم كبير جدا وصل الى 50%، والكل بيسعر على هواه، والدولار في زيادة مستمرة، والتجار وقفوا، اشتدت المشاكل، فاذا قامت ثورة ستكون ثورة جياع وهي أخطر من غضبة السياسين على الحريات.







د. نافع دائما مطمئن للشارع ويسخر من المعارضة باستمرار بأنها لن تستطيع تحريك الناس. بماذا ترد؟



نافع لأنه ليس سياسيا يتحدث بهذه الطريقة، إنت نظامكم في مصر كان عارف ماذاسيحدث له؟ فالكل كان مضمون لديه الجيش والأمن، كلهم لا يروا أنفسهم إلى أن يقعوا، والتاريخ كله هكذا، والقذافي قال الجرذان ماذا حدث له؟، فهم يقولون مثل هذا الكلام والآن ولاية جنوب كردفان مليئة بالحرب ولم يستطيع النظام ايقاف هذا الأمر، والجيش تأثر، فالظباط والعساكر لم يعرفوا دوافع هذه الحرب، في دارفور أيضا مشاكلهم حادة جدا، والذين أتوا بهم واستنفروا بهم وهم عرب رحل بهم الوحشية وليسوا جنود هم من أفريقيا، دخلوا نيالا ودخلوا المحكمة وهجموا على بنك ودخلوا جوه المحكمة وأخذوا ناسهم وخرجوا، وفي الجنينة ضربوا قوات الأمم المتحدة والعساكر استسلموا، فهم أكثر من العساكر، دارفور في حالة سيئة،ولكنهم لا يروا لذلك قيمة، زمان تساءلت لماذا تكثروامن الرتبفي الجيش، لماذا هناك ملازم اولو ملازم تاني، لماذا لا يوجد رائد أول ورائد تاني؟ وليه بهذا العدد، ولماذا عشرين رتبة لماذا لمتكن خمسة، طبعا العسكري لا يعرف أي شئ سوى العسكرية، وقولت لهم وسعوا البرنامج للعساكرحتى يتعاملوا كبشر عاديين، نخرجه سنة خارج الجيش ونلغي موضوع ملكي وعسكري، كانوا بينتهوا من كل الأسرى، وكان فيه 600 أسير أيام قرنق سلموهم للشمال، ولم يوجد لدينا ولا أسير، في المغرب العربي هم ناس تربوا في الجبال ويحبوا الجيش، أما المصريين يكرهوا الجيش لأن غالبية العساكر من المزارعينو في مصر التجنيد إجباري، ولغوه في معظم العالم، في اسرائيل الوضع مختلف كل طالب له كود وعندما يذيعوا في الإذاعة عن كوده يخرج مباشرة على الميدان وهناك يجد كل أدواتهجاهزة، اما في مصرالجيش طول الوقتمما يكلف البلد كثير في الصرف، ويحرم البلد من كوادر كثيرة ممكن تنتج في أشياء كثيرة، الاسرائيلين جيشهم يصل تعداده مليون لكن بيجمع باتصال وبنداء في الاذاعة فالجهاد واجب هناك، لابدأن ينخرط الجنود في الحياة، ولو حدثت أزمة يمكن أن يتكون الجيش بسرعة، فيجب أن ينتج هذا العدد الهائل، مع الحفاظ على تدريبهم كل فترة، عموما العساكر لدينا بيفكروا باتجاه واحد، وصعب تغيرهم.







في تقديرك ماذا سيفعل النظام بالانقلابيين؟



هم عادة يحاكموا بسرعة،ومحاكمتهم كلها إعدام، ولكن هناك ضغوط من الشايقية والجعلييين ووساطات تقوللهم أن قوش من زمان كان يتحدث معكم عن الأوضاع، الجيش تعبان وأحاديث عن عبد الرحيم محمد حسين، الحملة أغلبها عن ظلمات الجيش، الضباط لم يعجبهم سياسة التسليح، والسلاح به عيوب وشكاوي كثيرة جدا، من المعروف أن الجيش دائما يدافع عن بلده وليسداخلالبلد الأمن ممكن لكن الجيش لا، فغريبة علي الجيش مايحدث الجيش ينظرللحدود والعدو الخارجي، فهم لديهم مشكلة ماذا يفعلون بالإنقلابيين,نحن لم نكن نقدر إنقلاب من الداخل، أمريكا كانت تكتب كتب عن علم الكريملين، ولا يوجدأحد كان يتوقع أن ينهار الاتحاد السوفيتي من داخله، الإنقلاب دائما يكونضد الحاكم، أما من داخلههذا غريب جدا، فموضوعهم صعب، البلد كلها متدهورة، والجنوب لا يثق فيهم، وعلاقتهم بالجنوب سيئة جدا، وعندما أتى رئيس وزراء أثيوبيا للخرطوم قال لهم إذا مانفذتوا الإتفاق سنحول الموضوع للأمم المتحدة، وذهب ودبلوماسيا كأنه أتي لتفاوض، والرئيس تعبان، وهناك مجموعة من داخل النظام عملوا أنفسهم مجاهدين وسائحون.







مارأيك في المجاهدين داخل المؤتمر الوطني هل سيستطيعون التغيير من الداخل؟



هم ليسوا عساكر هم جامعيون وبهم كل من إشترك في الجهاد وحقيقة لم يشتركوا أصلا، وسموا أنفسهم النهضة والإصلاح، وكتبوا كلام كثير، طلبوا المشاروه معنا، وقلنا لهم أنت تشتكونمن حاجات عامة، وأهدافكم ليست محددة، والسودان هذا لابد أن يتوازن مركزيا بطريقة فيها موازانات وفي عيوب، وقلنا لهم الموضوع ليس كلام تكتبوه وتنتهوا، لابد من وسائل ماذا ستفعلون؟ ثورة هتعملوا إنقلاب أم مظاهرات ماذا تريدون؟، كتبتمجموعة قليلة منهم ورقةفجميعهم لا يكتبون، وقدموا لنا الورقة،هم يريدون النظام كما هو، وقالوا نوحد الحركة الإسلامية وكثير من الحركة يريد ذلك، هم لا يعلموا كثير عن تاريخ المشكلة، عندهم ناس من عندنا وناس من عندهم، وناس من بره،لكنهم حديثي عهد بالسياسية، الجنود عموما هكذا.







هناك دعوات من شباب المعارضة والحركات بأنهم يمكن أن يتوحدوا مع هذه المجموعة طالما هدفهم واحد إزالة النظام هل ممكن أن يندمج حزبك معهم؟



لايمكن أن أندمج معهم، أنا مربوط بقوة سياسية ولا يمكن أن أدخل انتخابات مع هذا النظام وهذا النظام لابد أن يرحل.







ولماذا لا تريد أن تتوحد مع الحركة الاسلامية وهي كيان غير سياسي؟



كيف ذلك وأنا لا أعترف بشئ اسمه اسلامي وشيوعي أو سوداني ومصري، غالبية التيارات في العالم العربي إسلامية صحيح لديهم دوافع مخصة، ولكنهم لاينزلون القيم الاسلامية إلى برامج ويدرجوها ولايوجد عندهم أي خبرة سياسية، ولا يعرفوا الرياضة والفنون، بدائيون أنا ليس عندي مشكلة مع أحد، ولكن ليس ببساطة هكذا نتوحد مع الحركة الاسلامية.







هل قرأت ورقة دكتور غازي عن مخرجات المؤتمر العام للحركة الاسلامية؟



رد عليه ناس من عندهم، خال الرئيس قال قبل ذلكعمل مذكرة العشرة وقال نجيب الرئيس ونعمله رئيس الحركة الاسلامية ونشيل الترابي بره،.... أنا في هذا اليوم عملنا إجتماع لم نكن نريد مناقشة التنظيمات، فطلعت لهم مذكرة وكنا في يوم جمعه، والرئيس كان يلبس عسكريا، والحرس وزع هذه المذكرة، فأجازوا أجندة، الرئيس،وقال الرئيس ولا البند الأول ولا الثاني قال فيه ناس عندهم مذكرة يقوموا يقلوها، فتحدث أحدهم وتحدث آخر، ولم أتحدث حتى لا يقول أحد أني أدافع عن موقعي، قولنا نقوم نصلي الجمعة، حتى الآن لايوجد حاجة اسمها رئيس الجمهورية يكون رئيساللحركة تتنتخب واحد منهم، ففي المؤتمر نزلوها لمجلس الشورى وهنا أتوابناس مساكين السودان كله يعرفهم، وهناك ناس غضبوا من الفساد وكانوا يريدوا أن يقدموا غازي، وغازي وهو أكثرهم فهما شعر أن الموضوع هذا لن يسير ولن يكون هناك تغيير ولن يفوز، وهو يعلم أن هناك أشياء أخرى تحكم كالقبليات ولا يستطيع أن يصارع الرئيس، وغازي ليس طبيباحتى يفتح عيادة، هو في أستاذ في الكيمياء الحيوية فماذا سيعمل؟، فهو انسحب من بدري، والرئيس قال لو كنت أرى أن الحركة الإسلامية تحكمني من الخلف كنت قعدت مع الترابي، الآن عملوه رئيس الهيئة القيادية للحركة، فأصبح رئيس لكل شئ، وهذا عمل لهم زلزلة لحزبهم، والإنقلاب من جواهم والضربة الإسرائيلية، زمان كان مبارك يقول لوزير خارجيتنا (قتال القتلة علي عثمان ده كان عاوز يقتلني وكنت بقول الترابي) وكان مبارك يرفضأن يلتقي علي عثمان إلى أن صالحهم الغربيين لكن بشرط أن يوقع على نيفاشا، وبعدها قابله عشر دقائق، حتى رئيس مصر الجديد لم يعطي البشير أهمية عندما زار مصر آخر مرة فأين يذهب هو محاصر.







وماذا تقول في علاقة أمريكا بالخرطوم الآن؟



الأمريكان لأنهم بلد ديمقراطي به لوبيات المؤسسات كلها عندها رأي، كانوا يظنوا أن هذا النظام يمكن أن يبقى، فليس معروفاعندما يذهب من سيأتي بعده، فالنظام مرر لهم نيفاشا وكل مايضغطوهم بيمضوا، هم الآن يريدون أن يمشي السودان هادئا دون فوضى حتى لا يكون هم للعالم يصرفوا فيه الكثير ولديهم مشاكل اقتصادية، واصبح عندهم شعور إنه لابد أن يمشي البشير لكن بشرط يأتيشخص يثقوا من أنه يحافظ على البلد دون عنف أو قتال، فالشاهد أنهم يريدوا بلد هادئ، طبعا لا يهمنا العالم لكنه عامل، ولابد أن تحدث الموازنات داخلية وخارجية،أرى أنالبلد مخلخلة، وأنا همي أن يروح هذا النظام، وأقنعنا كل القوى السياسية أنه لا دستور مدني ولا اسلامي، وبعدين مستقبلا يكون هناك انتخابات مجلس تأسيسي،وكل شخص يطرح أطروحته، والذييأتي به الناس لدورة ما نرضى به في ديمقراطية عادلة.







ماهي أجندتك في المرحلة المقبلة؟



الأتراك دعوني قبل أيام لحوار فكري اعتذرت لهم، وقولت لهم لم أستطيع أن أقدر أحوال بلدي وماذا سيحدث بها، وأريد أن تروق مصر لي قبل أن أزورها، وهي بدأت تهدأ قليلا، الدستور أصبح واقعا وممكن يتعدل، الشعب هو الذي يأتي بهذا أو ذاك، وفي رأيي مصر لم تفلس، والدستور عالج حاجات كثيرة في حقوق أساسية عملها عدالة في المعاشات والأجور وغيرها، أما التفاصيل يجب أن يتركوها للسياسات، أدعو المصريين أن يستفيدوا من مساحة الحرية التي أتيحت لهم بعد الثورة.







ما رأيك في دعوة عصام العريان بعودة اليهود لمصر ولأوطانهم؟



اليهود هذا وطنهم الحقيقي واتأذوا أذى شديد في البلاد الأخرى، زمان جمال عبد الناصر طردهم بره، أفكاري ورأيي أن الأرض خلقت للناس جميعا،والمفروض تخف كل أحكام تأشيرات الدخول وتخف موضوع الجنسية بدرجة، وأي ناس لم يجدوا في بلدهم الفرصة يذهبوا لبلدان أخرى وينتجوا، فأنا أوافق على ذلك.







حتى لو كانوا اليهود ياشيخ حسن؟



أنا لا يهمني يهودي هندي روسي أي جنسيات، زمان كنت أريدأن نأتيبصينين ونزوجهم عندنا حتى نطلع خلطة، الصينيون فيه فوائد لانهم بيعملوا جيدا، يعملوا في مجموعات، يشتغلوا كتلة واحدة ولا تستطيع أن تميزهم ورواتبهم متقاربة وليسوا مستعمرين، أما نحن في السودانلا نجتمعإلا في الافراح والمآتم، ولا نجتمع في أي شئ آخر، حتى الأحزاب مشققين، ولذلك نحن في حاجة لمن يعلمنا، ولكني وجدت الصينين بيشتغلوا في كل شئ فلم يعجبني هذا الأمر، فأنا لا أريد أن يحتكرني أحد نريد مصريين وجنسيات مختلفة.


---------------------

اكتمال التحري مع متهمي الانقلابية وتسليم الملف لوزير الدفاع


نشر بتاريخ السبت, 05 كانون2/يناير 2013 13:00


الخرطوم: أسامة عبد الماجد


اكتملت التحقيقات والتحريات التي أجرتها السلطات مع المتهمين بالضلوع في المحاولة الانقلابية الأخيرة. وبحسب مصدر موثوق أن ملفاً كاملاً شمل التحري مع المتهمين، تم تسليمه لوزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، بعد قيام فريق من كبار الضباط من ذوي الكفاءة والخبرة بعمليات التحري مع المتهمين. وكان التحقيق مع أحد المتهمين، وهو قائد القوات الخاصة بالقوات المسلحة اللواء الشيخ عثمان الشيخ، لم يستغرق وقتاً طويلاً، لأن الشيخ أكد أنه تنبأ للانقلابيين بعسر مهمتهم، لكنه عاد وقال إنه أعطاهم «كلمة رجال ولم يتراجع عن عهده



----------------

لسودان: تصاعد الحملات بين التيارات الإسلامية المتصارعة.. واعتقالات جديدة
الأخبار
السبت, 24 نوفمبر 2012 04:43
زادت حدة الصراع بين الإسلاميين الحاكمين في السودان، عقب المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلنت عنها الخرطوم الخميس، وتحولت إلى ما يشبه الحرب بين التيارات المتصارعة داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وفي المقابل، بدأت تتكشف أسماء معتقلين إضافيين، وتنظيمات داخل الصف الإسلامي، تشكك في مزاعم الحكومة حول المحاولة الانقلابية.

وكشفت صحيفة سودانية مقربة من حكومة الرئيس البشير عن أسماء ضباط آخرين ألقت السلطات القبض عليهم على خلفية المحاولة، وقالت الصحيفة المملوكة لـ«خال» الرئيس البشير الطيب مصطفى، إن السلطات ألقت القبض على ضباط على علاقة بقائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهم النقيب بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات علاء الدين محمد عبد الله، والنقيب بإدارة العمليات بذات الجهاز إبراهيم عبيد الله، وقائد القوات المشتركة السودانية التشادية العقيد فتح الرحيم عبد الله، إضافة إلى المقدمين بسلاح المدرعات رشاد، وحسن.

وفي ذات الوقت، نفت مصادر في أسرة مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش، أن يكون قد شارك في أي محاولة انقلابية أو دبرها، وأنه كان خارج البلاد طوال العشرين يوما الأخيرة يزاول أعماله التجارية في العاصمة الإماراتية دبي، وعاد قبل 3 أيام فقط من اعتقاله.

وشن أئمة موالون للحكومة في خطب الجمعة حملة عنيفة على مدبري المحاولة الانقلابية، وقال القيادي الإسلامي وإمام مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، في خطبة نقلها التلفزيون الرسمي المحاولة إن المحاولة عمل تخريبي وحرب ضد الإسلام، ووصف الخارجين عن الحكومة بأنهم «إما يهود أو كفار أو جاحدون بكتاب الله».

واتسعت هوة الشقاق بين مجموعات الإسلاميين الحاكمين عقب إعلان المحاولة، وتردد أن قيادات بارزة في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، وردت أسماؤهم في التحقيقات مع المجموعة المتهمة بتنفيذ المحاولة، جرى التحقيق معها، بينما نفى متحدث باسم «مبادرة سائحون» أسامة عيدروس، وهي مجموعة مكونة من شباب ومجاهدين سابقين تطالب بتغييرات جذرية في الحكم وتوجه انتقادات لرموزه، أن تكون الاعتقالات قد طالت أفراد المجموعة.

وشككت مذكرة موقعة باسم «المؤتمر الوطني - منبر الإصلاح» حصلت «الشرق الأوسط» عليها، في المحاولة التخريبية ومخطط الاغتيالات، ووصفته بـ«الفتنة».

ونددت بما أطلقت عليه «التربص والوقيعة بالشرفاء وأصحاب الرأي» من أبناء الجيش، واعتبرته «جناية وطنية كبرى»، وقالت إنهم يستحقون أرفع الأوسمة، وإن الدولة على العكس «جازتهم» على «طريقة سنمار».

ودعت المذكرة إلى اتباع الإجراءات التي ينص عليها القانون، والتعامل مع المعتقلين بطريقة كريمة حال وجود أدلة قوية ضدهم، وإلى احترام ما سمته «سجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني»، وهددت من المساس بهم، وقالت: «سيكون ثمنه مكلفا».

وطالبت بوقف ما سمته «الحملات الإعلامية المسعورة»، ضدهم، التي يستخدمها البعض لتسميم الأجواء، ووصفتها بأنها «كذب فاضح وتضليل مغرض ودعاية سوداء»، تصيب الحاكمين قبل أن تنال من «الموقوفين حاليا».

ونادت بتسمية الأشياء بأسمائها، لأن الاتهام لو صدق فهو في كل القواميس يسمى «محاولة تغيير للسلطة» أو «انقلابا»، وليس «مخططا تخريبيا» أو «اغتيالات»، ######رت المذكرة من اتهامهم بالتخطيط لاغتيالات سياسية أو تخريب المنشآت، ووصفهم بالمخربين.

وأوضحت أن المعتقلين معروفون بإسداء النصح لأهل السلطات في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل، ولأن القيادة السياسية اهتزت بعد أن أصبحت حكرا لفئة محدودة من الناس، فطفقت تبحث عن كباش فداء، لإلهاء الشعب عن كبواتها، بيد أنها وقعت في المحظور وتربصت بمناصريها الذين تدخرهم للشدائد.

ودعت المذكرة الموقعة عضوية الحزب وجماهيره وشبابه ودعاة الإصلاح للتمسك بالصبر وضبط النفس، والتحلي باليقظة والانتباه.

وقال مؤلف كاتب «الإسلاميون أزمة رؤيا وقيادة» عبد الغني أحمد إدريس (تحمل المذكرة توقيعه) لـ«الشرق الأوسط» إن المجموعة اختارت لنفسها اسما جديدا لتفرق بينها وبين شباب المؤتمر الوطني، وهي مجموعة شبابية داخل المؤتمر الوطني، وليس خارجه، وظلت على الدوام تطالب بالتغيير والديمقراطية، وإنها كانت وراء مذكرة «الألف أخ»، وترفض التغيير الجزئي وتدعو لتغيير المجموعة الحاكمة التي أثبت فشلا ذريعا.

وقالت مبادرة «سائحون» في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» إنها ظلت تدعو للحوار، وتراقب ما يجري عن كثب في الساحة من مستجدات، وترى أن المخرج من الاحتقان والواقع الذي وصفته بـ«المأزوم»، لا يمكن أن يكون إلّا بالحوار.

ودعت المبادرة في بيانها إلى الاستجابة لدعوات الإصلاح، ورفض التخندق حول الرؤى الأحادية، وقالت إنها تبذل قصارى جهدها مع الآخرين للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.

وبينما كانت لهجة البيان تصالحية، فإن الحوار الدائر في صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أكثر سخونة، ويتبادل أعضاء المجموعة مداخلات من قبيل: «لن يجدوا عناصر الحركة الإسلامية الصلبة، عندما يحتاجونهم في المواقف الصعبة، وسيندمون.. لماذا ننتظر حتى يأتي الموقف الصلب المنشود، ألا يمكننا أن نصنعه..؟ أم أن الوهن وصل بنا لدرجة أننا لا نقوى على رد حقوقنا، ولا بد من فعل يوازي المرحلة».

وبعثت مجموعة أخرى بذات الاسم «سائحون» رسالة أطلقت عليها: «رسالة من القلب إلى السيد رئيس الجمهورية»، دعت فيها الرئيس إلى إطلاق سراح المعتقلين.

وقالت الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» عليها: «نرجو أن يقوم الرئيس بإطلاق سراح إخواننا وقادتنا «ود إبراهيم» ورفاقه من أبطال القوات المسلحة وبقية إخواننا المجاهدين صمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها، وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب».

وحملت الرسالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين مسؤولية وتبعات ما حدث وما قد يترتب عليه، وأوضحت أن عهده شهد انتكاسات كثيرة بدأت بقصف بورسودان، وصولا إلى قصف مصنع اليرموك، واحتلال هجليج وكاودا، وأنه فشل في حسم الحركة الشعبية قطاع الشمال بجنوب كردفان.

واتهمت المذكرة وزير الدفاع بأنه أحال قائد الاستخبارات وبعض القادة إلى التقاعد، لأنهم قدموا له النصح والمشورة، وافتعل مشكلة مع قائد المدرعات اللواء صديق فضل. ودعت المذكرة الرئيس للحفاظ على من سمتهم بـ«إخوتك وصمام أمان الثورة»، وقال موقعو المذكرة إنهم ينتظرون القرارات التي سيتخذها الرئيس الذي يكنون له الحب والاحترام، وإن وزير الدفاع لم يترك لهم سوى «هذا الحل»، دون أن يحددوا ما هو «هذا الحل».

المصدر: الشرق الاوسط




-----------------


المجاهد أبو بكر محمد حول مبادرة «السائحون»


نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


> حوار: ندى محمد أحمد> تصوير: محمد الفاتح

بدا لافتاً في الفترة الأخيرة نشاط «السائحون» الذي أطل على المشهد العام دونما سابق إنذار، وأخذت الصحف تنقل أنباء لقاءاتهم على مستوى المركز والولايات، وامتازت صفحتهم على الفيس بوك باحتدام الجدل حول الأحداث الراهنة، وفي مقدمتها المحاولة الانقلابية. في ظل هذه الأجواء أعلن السائحون عن مبادرة سيطلقون سراحها أواخر الشهر الجاري. إذاً من هم السائحون؟ وما الغاية من مبادرتهم ؟ وما الدافع إليها؟ وما موقف الحزب الحاكم منها؟ هذه الأسئلة وغيرها تتضح الإجابة عنها في هذا الحوار الذي أجرته الصحيفة مع عضو لجنة المبادرة أبو بكر محمد يوسف.. فإلي التفاصيل:

> بداية مهندس أبو بكر من هم السائحون الذين أطلوا على المشهد العام منذ أشهر؟
< هم ثلة من خيرة شباب الحركة الإسلامية، اشتهروا بتعدد نفراتهم الجهادية وبحثهم عن الشهادة. وهم جماعة كانت لاتهدأ حينما كانت البلاد فى خطر، فكانوا ما أن يعودوا من متحرك أو نفرة إلا وشدوا رحالهم لنفرة أخرى، ولذلك أطلقنا على المبادرة اسم «السائحون» فأطلقنا الجزء وأردنا الكل، لأننا حينها كنا نقصد كل المجاهدين، بدءاً من مجاهدي يوليو 76 وحتى مجاهدي تحرير هجليج.
> الغاية من هذا الحراك؟
< أهدافنا الأولى اجتماعية بغرض التلاقي والتعارف، لذا تنادينا في أول لقاء لنا في قاعة النيل، وقبلها كانت هناك لقاءات في منازل الشهداء، ومنها انطلق التساؤل هل الوفاء الحقيقي للشهداء الاجتماع في منازلهم وذكر مآثرهم، أم الوقفة الجادة حيال الراية التي استشهد لأجلها. فالوفاء يقتضي النظر للمسيرة القاصدة التي قدم من أجلها الحركة الإسلامية الآلاف من الشهداء.
> وهل سقطت الراية؟
< هناك انحراف كبير جداً في المسار، على مستوى الدولة والحركة الإسلامية. ورأينا أن أي أخ مسلم صالح وصادق في المؤتمر الوطني، لا محالة غير راض عما يحدث مثلما أي أخ في المؤتمر الشعبي على يقين تام أن ما يحدث في حزبه لا يلبي الأشواق. ومثلهم إخوة الرصيف ولذلك التقينا في مربع عدم الرضا، لننطلق للوثبة الثانية.
> لكن الشعبي يدعو لإسقاط النظام. فكيف تتسق توجهاتكم مع مجاهديه؟
< اتفقنا جميعنا على خلع جلباب الحزب تماماً وارتداء جلباب المجاهدين فقط.
> هل يعني ذلك تبرؤكم من أحزابكم؟
< لم نتخل عن أحزابنا، وبعض رموز المبادرة وقادتها ملتزمون تماماً بمؤسساتهم التنظيمية سواء في الشعبي أو الوطني، لذا نحن نتدثر بجلباب الانتماء للمجاهدين أو السائحون.
> وهل الحركة ومشروعها في خطر الآن؟
< أعتقد أن ذلك والبلاد تمر بأزمة حقيقية لا تحتاج لدرس عصر ولا لزرقاء يمامة، منها إشكالات فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهنالك أزمة اقتصادية لا ينكرها أحد، فضلاً عن المشكل السياسي، التى قادتنا إلى كل هذا الاختناق، وكل ذلك دافع أصيل لهذا الحراك.. فانعدام مبدأ المحاسبة أدى لاستشراء الفساد حتى أصبح حديث المدينة ودواوينها، لذا فإن المجاهدين الذين تنادوا بالأمس من أجل إقامة دولة فاضلة تسودها قيم العدل والحرية والمساواة، هم ذاتهم تدافعوا وتنادوا لهذا الإصلاح. فالنداء هو ذات النداء والنية هى ذات النية.
> ما هو فحوى مبادرتكم؟
< إطارها العام الإصلاح، على كل المستويات، وتمت مناقشة ذلك باستفاضة، وهناك من يرى أن أزمة البلاد هي أزمة ثقافية وأزمة تنوع وقضية اجتماعية. فرؤيتنا الكلية للإصلاح بأن نتواضع لإيجاد الحلول، حتى رؤيتنا تشمل تغيير أحزاب البلاد وممارستها السياسية، وذلك على مستوى الدولة والمجتمع. أما التفاصيل فهي موجودة في مسودة المبادرة التي ستعلن في 29 من الشهر الجاري.
> هل مبادرتكم هي خريطة الطريق؟
< نعم. وحدث ذلك بعد حراك فكري محموم وعمل متواصل ليل نهار، وتم حصر العمل داخل الحركة تمهيداً لتنفتح على كل أطياف العمل السياسي في البلاد، لذا أبدلنا اسم مبادرة السائحون إلى نداء الإصلاح والنهضة.
> وما هي الوسائل التي تحتكم إليها المبادرة؟
< نعتمد على قاعدة الحركة الإسلامية، لأنها نتاج لتداعي من قواعد المجاهدين، ليكونوا ما يشبه التيار العريض، الذي تتوفر له إرادة الإصلاح، عبر برامج ونداءات للمجتمع السوداني ليناقش قضاياه، وستتوسع لاحقاً.
> هل استأذنتم الوطني بشأن المبادرة؟
< لسنا بحاجة لأخذ إذن من أحد، لأننا أصلاء في الحركة الإسلامية، فكل مضى للجهاد بنداء ذاتي، وعلى ذات النهج تنادينا اليوم.
> ولكن مساعد الرئيس د. نافع تنبأ للمبادرة بالفشل كونها خارج المؤسسات؟
< تقصينا من حديث د. نافع وهو أخرج عن سياقه، ووجدناه يدعو المجاهدين للعمل من داخل المؤسسات، وكانت تلك رؤية الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد خلال لقائنا خلال حوارنا المتصل معه، حيث طرحنا عليه مبادرتنا وأمن على أهمية الإصلاح.
> ولكن هذا يشير إلى أنكم تعملون خارج المؤسسات؟
< ضيق مواعين الشورى والإصلاح، قادت الناس للعمل خارج المؤسسات. والمجاهدون موجودون داخل المؤسسات ويعملون لإصلاحها، لذلك كانت مذكرة «الألف أخ» التي قدمت لقيادات الوطني، ولكن عندما يتداعى الآن كل أطياف الحركة حتى من خارج الوطني، مؤكداً أن السياق لا يقبل إدراجهم في إطار مؤسسات الحزب.
> ما هي رؤيتكم للإصلاح السياسي على وجه التحديد؟
< نفضل أن تخرج تفاصيل المبادرة لدى الإعلان عنها في اليومين القادمين.
> هل ترون أن الأزمة السياسية تكمن في تكلس القيادات في مواقعها لأكثر من عقدين من الزمان؟
< هذا أحد مظاهر الأزمة وليست الأزمة.
> إذن ما هي الأزمة؟
< الأزمة أعمق من ذلك بكثير، لذلك خاطبناها في تفاصيل إعلان نداء الإصلاح والنهضة، الذي يمتاز بعدم هيمنة المركز عليها، حيث لم تنطلق منه وخرجت للولايات والهامش ليبصموا عليها.
> هل يمكننا القول إن كل المجاهدين في البلاد يقفون وراء المبادرة؟
< حتي الآن هناك أكثر من خمسة آلاف مجاهد شارك في اللقاءات. ولا تزال هناك لقاءات قادمة.
> هل أصحاب مذكرة «الألف أخ» في هذا الحراك؟
< هناك عدد كبير جداً منهم شركاء فاعلون ونشطاء في المبادرة.
> هل صغتم معهم مذكرتهم التي قدموها للحزب؟
< لا يمكن القول كنا معهم أو كانوا معنا. ولكن في النهاية الهم والقضية واحدة.
> هل واثقون أن خطواتكم ستفضي للنتائج التي تسعون إليها؟
< الوقود والزاد الحقيقي لحراكنا دماء الشهداء وعهدنا معهم بإذن الله سنصل للنهايات المرجوة، وليس شرط أن نصل اليوم أو غداً. والإنسان ليس مكلفاً بجني الثمار، كما هو مكلف بإخلاص النوايا الصادقة وتجويد السعي. أما النهايات وقطف الثمار فهي موكولة لله تعالي.
> ألا تخشون على مبادرتكم من مصير مذكرة الألف أخ التي خفت ضؤوها؟
< المذكرة شكلت قوة دفع إضافي لنداء الإصلاح والنهضة، وهذا الجهد ليس الأول ولا الأخير، وقد سبقته جهود كثيرة، وقدمت الكثير من المذكرات من أستاذة جامعيين ومن البرلمان وغيرهم، وذلك كله نداء يتكامل من أجل خلق إرادة إصلاح. وبالتأكيد سيكون لذلك مردود إيجابي.
> هل مبادرتكم جزء ثانٍ لمذكرة الألف أخ؟
< حراك «السائحون» امتداد لكل نداءات الإصلاح ووحدة الإسلاميين، ولكل نداءات الصادقين الذين يبحثون عن حلول.
> على ذكر التوحيد، هل تشتمل مبادرتكم توحيد الوطني والشعبي؟
< قطعاً أحد أشواقنا وحدة الحركة الإسلامية، لأنها صمام أمان للبلد، ولا نقصد بالوحدة أن تتم على أساس الرموز بجلوس الترابي للبشير أو العكس، إنما بمفهوم أعمق وأشمل على نحو ما كان يرجوه أي اخ مسلم صادق حمل الكلاش مجاهداً، سعياً لحركة إسلامية مبنية على أسس ومؤسسات وحرية وشورى تدفع وتبني دولة العدالة والنزاهة للجميع دون إقصاء لأحد.
> هل ترون أن مغادرة القيادات في المؤتمرين ستؤدي لتوحيدهما؟
< المسألة أعمق من الشخوص.
> ولكن المفاصلة تمت على يدي تلك الشخصيات؟
< القيادات في الحزبين جزء كبير من الأزمة، ولكن الحصيف عندما يبحث عن حل، يدرك أهمية تمرحل الحلول، حتى أن النداء الرباني للإصلاح بواسطة الرسل كان ممرحلاً، ونحن لا ندعو لذهاب تلك القيادات التي تسببت في هذه الأزمة.
ونجد أن تكلس القيادات هي علة ومرض سوداني يحتاج لتشخيص ومعالجة، الآن التكلس هذا موجود في أحزاب أقصى اليمين واليسار، وكذلك في الشعبي والأمة القومي والاتحادي.
> هل تعني بالحوار أن يتم داخل الوطني أم بينه والمعارضة؟
< حالياً كل قنوات الحوار مغلقة، فيما بين الجميع، كل الأحزاب تعاني من نفس الأزمة لأنها متخندقة في مواقفها ولا توجد نظرة مستقبلية لإيجاد حلول لمشاكل الوطن.
> المعارضة طرحت عرضاً لدعاة الإصلاح في الوطني للانضمام إليها. هل تفعلون؟
< المعارضة جزء من الأزمة التي نسعي لحلها، فأحزابها لا تقل قبحاً مما يحدث الآن، لذلك نحن ندعو لأسس نرجو أن تتواضع عليها كل الأطراف السياسية سواء الحكومة أو المعارضة.
> ما هي مخرجات لقائكم بالترابي؟
< لم نلتقه بعد، ولدينا سلسلة حوارات ممتدة تشمل كل الأطياف السياسية، وقد التقينا بجزء كبير جداً من قيادات الوطني، منهم غازي صلاح الدين وكمال عبد اللطيف وقطبي المهدي.
> بم خرجتم من هذه اللقاءات؟
< جزء كبير من هذه القيادات اتفقوا معنا بأن البلد أحوج ما تكون للتواضع على الإصلاح، وإن كانوا هم ينادون للعمل من داخل المؤسسات، عموماً هناك اتفاق حول وجود أزمة حقيقية تحتاج لانتباهة تشمل الوطني، ومن هم خارج أسواره.
> هل لمستم أن نشاطكم مرضي عنه أم مغضوب عليه من قبل قيادات الحزب؟
< حتى الآن لم نجد أي اعتراض أو رفض مباشر على حراكنا.
> إذاً، هناك رفض غير مباشر.
< نحن نسعى لفتح كل القنوات مع كل الناس. والمبادرة منفتحة على جميع قيادات البلاد، بما فيهم السيد الرئيس والمهدي والميرغني.
> لم أرجأتم لقاءكم بالسيد الرئيس في الوقت الراهن؟
< نحن الآن أشبه ما نكون في فترة انتقالية تنتهي بإعلان المبادرة، ليبدأ بعدها العمل الحقيقي، لكن قطعاً نسعى لمقابلة السيد الرئيس في وقت ما.
> هل من جهات بالحزب أوالحكومة تعمل لعرقلة نشاطكم؟
< لم تواجهنا معارضة واضحة، ولكن هناك بعض المتاريس، إجمالاً هناك تباين في بعض الولايات وجدنا الأرض ممهدة أمامنا، وفي أخرى كالبحر الأحمر سدت أمامنا الطرق، حتى أننا أجرينا اجتماعنا تحت كوبري الخرطوم الشهير ببورتسودان، ورغم التباين جلسنا في حوار مع قادة الأجهزة الأمنية صرحوا بأنهم ليسوا ضد المبادرة وإن كانت لديهم بعض المخاوف، بالتأكيد فإن حراكنا يدعو للحفاظ على الأجهزة القائمة والمؤسسات لكن مع التجويد والإصلاح الحقيقي.
> كيف تنظرون للمحاولة الانقلابية؟
< المسألة في يد القضاء لا يجوز التحدث عنها، ولكن نحن ضد الانقلاب أي كان وضد التغيير بالقوة، فنحن نرى أن إحدى أزماتنا الحالية هي الانقلاب على انتخابات 1986 وإن اختلفنا حولها.
> هل لديكم مجاهدون قيد الاعتقال في الانقلابية أو غيرها؟
< ليس بين المجاهدين أو «السائحون» من هو قيد الاعتقال.
> ذكر د. نافع أخيراً أنه بصدد لقاء المجاهدين. هل حدث هذا؟
< كان من المفترض أن يتم الترتيب للقاء اليوم«السبت 22 ديسمبر» وغالباً ما يتم ذلك خلال اليومين القادمين. واللقاء بمبادرة منه.
> لو سدت الأبواب في وجوهكم هل من الوارد تشكيل حزب جديد.
< لكل حادث حديث. ونحن نمضي في خط سير ممنهج وكل العقبات التي ظهرت لنا أوجدنا لها الحلول في حينها

Post: #125
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-13-2013, 05:06 AM
Parent: #124


الصحفى خالد التجانى من الاخوان المسلمين ظل يكتب بصدق عن الحال الذى وصل اليه السودان وينصح اهل حزبه واهل الوطن على ايجاد مخرج للوطن وهنا يكتب بوضوح عن الحال الذى وصل اليه السودان فى ظل حكم الاخوان المسلمين الذىن غابت عنهم الرؤية وفقدوا البصر والبصيرة كما يقول نافع
اقرال المقال


من يغير قواعد اللعبة في السودان؟
January 12, 2013
خالد التيجاني النور
[email protected]

يواجه السودان, في مستهل عام جديد أضاف سنة آخرى على سنوات استقلاله السبع وخمسين, وضعاً مأزقياً خطيراً غير مسبوق على الصعد كافة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً توشك أن تغرق ما تبقى من البلاد بعد تقسيمها المشؤوم في لجة فوضى, الله وحده يعلم أين يصل مداها. في ظل انسداد أفق أمام أية محاولات جدية للبحث عن مخرج آمن من التدهور المتسارع نحو الهاوية.
لا يتعلق الأمر هنا بجدل بائس حول الصراع على سلطة لا معنى لها في وطن يكابد من أجل الحفاظ على البقاء في ظل مخاطر يبصرها حتى كفيف البصر دعك عن أعمى البصيرة, ويسمع خطوها الصاخب حتى من به صمم. مسألة السودان اليوم أكبر بكثير من مجرد صراع بين معارضة تريد إسقاط النظام وصولاً إلى السلطة, أو حكم يتشبث بسلطته بأي ثمن ولو كان ثمن ذلك ذهاب ريح ما تبقى من الوطن.


مأزق السودان الحقيقي اليوم هذا الإنزلاق الخطير المتسارع نحو جحيم الفوضى واللادولة في ظل حالة إنكار مستدامة عند ذوي الشأن, ومن عجب ونذرها تترى أمام العيون المفتوحة على آخرها ولكنها لا تبصر, نظرة عابرة على ما حملته مانشيتات الصحف الصادرة في الخرطوم في الأيام الفائتة من أحداث عنف دموي وقتل, وصراعات قبلية, ووقائع فساد وإفساد مؤسسي واسع, وانفلات أمني تحمل في أحشائها كل إرهاصات تفكك الدولة السودانية التي تقترب بسرعة عجيبة من نيل لقب الدولة الفاشلة, لم لا, وذوي الشأن ينظرون ويتعاملون مع ما يجري تحت أبصارهم وكأنه يحدث في جزر الواق واق وليس الدولة التي يتولون حكمها.
يموت المئات من المواطنين “سمبلة” ليس في صراعات شخصية بأسلحة تقليدية, ولا حتى في صراعات بين- قبلية, بل تطورت الأمور إلى اسوأ بين أفخاذ في بطن القبيلة الواحدة بأحداث أنواع الاسلحة داخل المدن نحو ما جرى للأسف في مدينة الفولة, العاصمة المرشحة لولاية غرب كردفان العائدة. ويموت العشرات في تنافس على تعدين الذهب في دارفور التي كأنها لم تشبع بعد من أن تقتات على القتل وقد أهلكت الحرب الأهلية في عشر سنوات مئات الآلاف, وشردت الملايين من النازحين.


ثم أنظر في الصحف تنشر إعلانات للقبائل تعبر فيها عن مواقف سياسية تشكو ظلامات الحكم وتطالب بحقوقها وترفض تدابير الإدارة الحكومية لمناطقها, وقد غابت الأطر السياسية المعبرة عن المصالح العامة, لترتد البلاد إلى القبلية وقد أضحت الملاذ الاخير للحفاظ على الحقوق في وطن يتفتت, وهكذا عشرات من القصص لو أخذت تتتبعها لما وسعتها مئات الصفحات, تقود كلها إلى نتيجة واحدة أننا أمام حالة بلد لم تعد مشكلتها تناقص أوتادها, بعد التقسيم وفصل الجنوب وخسارة رهان مصيري قامر في بحث مزعوم عن سلام لم يتحقق أبداً لأنه أصحاب القرار قدموا الإجابة الخاطئة على السؤال الصحيح, فعلاج الأزمة الوطنية الشاملة لم يكن أبداً ممكناً بتقطيع أوصال البلاد جرياً وراء وهم سلام لن يتحقق, بل بعلاج جذور المرض وأسبابه الحقيقية لا الانشغال بعوارضه البائنة, كان العلاج الناجع تأسيس حكم ديمقراطي مؤسسي راشد, وليس بعقد صفقات عابرة تحت الطاولة.


ما يثير الاستغراب حقاً, والريبة أيضاً, أن كل تلك الحوادث المأساوية المنذرة وما سبقها من أحداث أشد فظاعة, التي سارت بذكرها الركبان, لم تثر حفيظة النخبة الحاكمة وهي ترى سلطتها تتآكل ليس من الأطراف فحسب, بل وصلت تفتتها إلى القلب, ومع ذلك فهي لا تبدي ادنى قدر مما تستحقه من اهتمام بشأنها, أو تبدو غير منزعجة لتبعاتها, لا لسبب غير أنها تحسب ذلك خطراً بعيداً غير ماثل لا يتهدد سلطتها مباشرة وفوراً, وقد تعودت على التعايش مع الأزمات وأن تقتات عليها, بل وأحيانها تفتعلها في محاولة هروب إلى الإمام لا نهاية لها, ولسان حالها الدائم اليوم خمر وغد, لا يأتي أبداً, أمر مستعصمة بتكتيك ممارستها السياسية المعتمدة “شراء الوقت” وأن مرور الزمن كفيل بحل الأزمات أو التطبع معها. وهي لعبة قد تنفع لإضافة سنوات لعمر الحكم ولكنها بالتأكيد ستزيد جبالاً من الأعباء الكارثية على حاضر ومستقبل بلد تتعقد مشاكله المعقدة أصلاً بفعل اللامبالة وانعدام المسؤولية وفقدان الحس السليم والضمير الوطني الحي.
ولك أن تقارن بين تغافل السلطة عن كل هذه الأحداث المأساوية المؤسفة التي يدفع ثمنها الأبرياء والمساكين من المواطنين من دمائهم وأرواحهم, وبين تلك الغضبة المضرية التي انتابت أركان الحكم لمجرد أن تسامعوا بنبأ تحالف المعارضة الجديد الذي وسع مظلته مدنياً وعسكرياً وأطلق وثيقة بديل للحكم الحالي تحت اسم وثيقة “الفجر الجديد”, لقد بدت ردة فعل الطبقة الحاكمة عنيفاً كمن أخذ على حين غرة بهذه الخطوة, لقد جاء رد الفعل سريعاً وتصعيدياً بعد أيام قليلة فقط من دعوة الرئيس البشير نفسه في خطاب الاستقلال الأسبوع الفائت لهذه القوى عينها للحوار حول دستور جديد للبلاد, مما يطرح تساؤلات حول جدية الدعوة للحوار نفسها ضمن أمور أخرى مع هذه المسارعة إلى نسف الدعوة من أساسها والعودة إلى لغة المواجه والحسم العسكري.


وبعيداً عن اللغو السياسي الذي يمارسه بعض الذين يعتبرون التحالف الجديد عدوا لله والإسلام, فلسنا أمام حرب دينية بالتأكيد, ولا يتعلق الأمر هنا بصراع على مبادئ دينية ولا يحزنون, يتعلق الأمر ببساطة بصراع على السلطة, وما أثار ردة الفعل العنيفة هذه صراحة ما تضمنه موقف الحلفاء الجدد الداعي إلى إسقاط النظام, سلماً أو حرباً, مع أن ذلك على أية حال ليس موقفاً جديداً لخصوم النظام, ولكنه يدل على مؤشر الحساسية الفائقة لدى الطبقة الضيقة الحاكمة ضد فكرة فقدان للسلطة تحت أي ظرف, لا سلماً بصندوق انتخابات, ولا حربا باستخدام السلاح. ومن يتابع تصريحات قادة الحكم المتواترة يدرك مدى سيطرة هذه الفكرة الجوهرية على مخيلاتهم, فكرة الخلود في دست الحكم, تحت ذرائع شتى, وبالطبع مع استحالة تحقق ذلك في حكم العقل ولكن يبقى ذلك وهماً إنسانياً معروفاً قاد لأول خطيئة بشرية حين عصى أدم ربه فغوى تحت تأثير وعد شيطاني حين دله بغرور وزوجه إلى “شجرة الخلد وملك لا يبلى”.


فإنهاء أجل السلطة الحاكمة في أية دولة, أو إسقاطها, هي المهمة الوحيدة أمام أية معارضة في هذه الدنيا وإلا لما كان هناك من داع لوجودها أصلاً, ولكن تبقى السلطة الحاكمة, أو النظام السياسي السائد, هو من يملك القرار في تحديد سيناريو انقضاء عهد الحكم وبأية وسيلة, ولذلك نشهد تداولا سلمياً للسلطة وتغييراً راتباً في الحكم في المجتمعات ذات التقاليد الديمقراطية المستقرة, ولذلك أيضاً نشهد وسائل عنيفة للتغيير في المجتمعات التي تتحكم فيها الديكتاتوريات والحكومات المتسلطة, سواء بالثورات الشعبية أو الانقلابات العسكرية أو الاغتيالات أو غيرها من وسائل استخدام القوة للتغيير.



إذن المتحكم في تحديد ورسم قواعد لعبة السلطة, واسلوب تداولها سلماً أو حرباً, هو من في الحكم فعلاً وليس الذي يطلبه, وبدلاً عن رد الفعل الانفعالي فإن “الطبقة الإنقاذية الحاكمة” عليها أن تنظر لقواعد لعبة السلطة التي أرستها وظلت تمارسها على مدار ربع القرن الماضي, قبل أن تلوم خصومها إن أرادوا اتخاذ النهج ذاته الذي أرسته سبيلاً للوصول إلى الحكم, ف”الإسلاميون” لم يصبروا ولم يتحملوا عبء نظام ديمقراطي كانوا طرفاً فاعلاً ومؤثراً فيه وآثروا استعجالاً القفز على قواعد لعبة التبادل السلمي للسلطة وانقضوا عليها بالقوة بدعوى أن آخرين كادوا يسبقون إليها, وقد كانوا بوسعهم ما دام استطاعوا الاستيلاء عليها أن يسهموا في حمايتها, ولكنهم فشلو في اختبار إغواء السلطة, كان ذلك الركن الأول في قواعد اللعبة التي أرسوها أن القوة هي مصدر السلطة, وأن الشرعية للبندقية, غير ان الركن الثاني الأكثر خطورة إرساء مفهوم أعمق تأثيراً في صناعة مأزق السودان اليوم أن السلطة الجديدة لا تأبه ولا تستمتع ولا تفاوض إلا من ينازعها ملكها بالقوة, وعند آخر مدى تصله بندقية المعارض, وأبعد تهديد يمثله للسلطة, يكمن حجم نصيبه في السلطة والثروة التي تحتكرها, والتي لا يتنازل من جزء منها إلا بقدر إدراكه لحجم ثقلها في موازين القوة.


ولذلك شهد المسرح السياسي السوداني في العقدين ونيف الماضيين ما لا يحصى من المفاوضات مع جماعات المعارضة المسلحة المتمردة من أركان البلاد الأربعة, وكانت عاصمة البلاد الخرطوم الوحيدة التي خرجت من المولد بلا حمص وقد دارت جولات التفاوض في العواصم البعيدة والقريبة, وامتلأ القصر الرئاسي بالمتمردين الحاكمين, والحكام المتمردين, وأصبح المؤهل الوحيد المعتمد للدخول إلى نعيم السلطة واقتسام مغانمها ومكاسبها مقدار ما تملك من قوة نيران, لا وزن ما تملك من إسهام وطني بناء مهما كنت تملك من قدرات أو كفاءة.
ولذلك لا يصدق أحد, ولا ينبغي له, اتهامات الخيانة المجانية التي يرميها متحدثو حزب المؤتمر الوطني الحاكم في وجه الخصوم متى ما حزبهم أمرهم ورأوا منهم تحالفاً مهددا لسلطتهم يستخدم اللعبة ذاتها. فكم مرة تفاوضوا مع هؤلاء الخونة المزعومون وتبادلوا معهم التحيات الطيبة ووقعوا معهم الاتفاقيات وفتحوا لهم أوسع الأبواب ليشاركوهم في قصور الحكم, وما أدرى الشعب المسكين أن يرى خونة اليوم عند أهل الحكم, إن اشتد عودهم غداً في اسرة متجاورين في جنة السلطة وحدائق القصر.


إن كان من يستحق اللوم في رؤية البلاد تنزلق إلى هذه الهاوية, اعتماد القوة وسيلة معتمدة لحسم الصراع على السلطة, فهي هذه السلطة القائمة التي ظلت تشجع على مدار العقدين الماضيين, على حمل السلاح تمرداً باعتباره الوسيلة الأسرع طريقاً والأكثر مضاءً لنيل نصيب من كيكة السلطة, لأنها فقط من أجل بقائها في الحكم ظلت تشد الرحال إلى كل حامل سلاح تخطب وده, لم يأبه حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقادته لأغلبية الشعب السوداني وصفوته الوطنية المستنيرة وهو يطالب ويدعو للإصلاح بالحسنى وللتبادل السلمي للسلطة, ولم تسمع لمئات الآلاف من ضحايا المعذبين من هذه الصراعات العبثة من أجل السلطة ولا لأنات الملايين الذين يدفعون ثمنها, ولكن لم يسمع صوتهم أحد لأنهم لم يملكوا دبابات أو بنادق تقض مضجع الحكام, لقد أصابت الحكم حالة مستعصية من إدمان التفاوض حتى نهض إلى حمل السلاح وطلب الحكم من ليست له قضية أصلاً سوى الوصول باسرع ما يتيسر إلى مغانم السلطة وبريقها.


وليس للطبقة الحاكمة أن تطالب أحداً أو تحاسب أحداً باللجوء إلى طريق العنف المهلك للأمة, قبل ان تحاسب نفسها وتسائلها وتتحمل المسؤولية عن سوء صنيعها الذي قاد البلاد إلى هذا المصير البائس, بإصرارها على المكابرة وإغلاق باب الأمل في وجه أي تغيير أو إصلاح, ولو جزئي, حتى أنها اتهمت فلذات أكبادها وحماتها الحقيقيين بتدبير انقلاب عليها, ألم يكن في ذلك, إن صح ما اتهمت به أولياءها الخلص, عبرة كافية لتترك المكابرة ولتدرك أن فقدان الأمل في أدنى إصلاح وسد الطريق امام أقل تغيير دفع هؤلاء الذين لا يستطيع عاقل من بني بجدتهم يدرك حجم فداءهم من أجل بقاء هذا النظام أن ينكرها عليهم, ومع ذلك باتوا يرون القوة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لتغيير واقع معطوب لا يمكن إصلاحه.



لا يحتاج المرء لتذكير أصحاب الشأن من خطورة استمرار حالة الإنكار هذه, ودوننا من العبر الحاضرة من جيراننا العرب الأقربين والأبعدين ما يغني عن زيارة كتب التاريخ, وحالة الدولة السودانية, او بالأحرى ما تبقى منها, المتآكلة والمتفتتة هي الأخرى لا تملك ترف تكرار سيناريوهات التغيير بالقوة التي لا تزال توابعها الزلزالية تهز بلداناً أكثر تماسكاً ورسوخاً, كما لا نملك ترف الوقت انتظاراً لتجريب سيناريوهات المناورات القصيرة النظر وتكتيكات شراء الوقت لإطالة عمر النظام, كما أن السودان قد اصابه الإعياء تماماً ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من الحروب الدونكشوتية باسم الدين في مواجهة كفار لا وجود لهم إلا في مخيلة الحالمين بالخلود المستحيل في السلطة.


تملك السلطة إن أرادت تحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية أن تجعل خروج السودان من هذا المأزق المأساوي غير المسبوق ممكناً, وتعرف جيداً ما هو السبيل إلى ذلك, الإحتكام إلى قواعد لعبة جديدة للسلطة نظيفة بلا تلاعب, فالسودان ليس ملكاً للسلطة الحاكمة ولا للمعارضين الذين ينازعونها, السودان ملكاً لشعبه, أعيدوا الأمانة إلى أهلها ليختار الشعب بكامل حريته نظامه السياسي, لا يتذاكى عليه أحد بديمقراطية “مضروبة” ولا يتسلط عليه أحد بأية دعوة ولا يتحايل على ذلك بأية ذريعة, “ولات ساعة مندم”.


-----------------


منع وفد حزب الترابي من دخول عطبرة
January 12, 2013
(احمد يونس- الشرق الاوسط)

اتهم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حكومة الرئيس السوداني عمر البشير بأنها تدفع الأوضاع في البلاد باتجاه «النموذج السوري»، وباتجاه الحرب الأهلية، بمنع للقوى المعارضة من ممارسة نشاطها السياسي السلمي. وقال القيادي في الحزب كمال عمر إن أجهزة الأمن منعته والوفد المرافق له من دخول مدينة عطبرة شمال البلاد للمشاركة في ندوة سياسية تنظمها قوى المعارضة في المدينة ذات التاريخ العريق في معارضة النظم الديكتاتورية.

وأضاف عمر أن قوة من الأمن كمنت له خارج المدينة، وأمرته بالعودة إلى الخرطوم، بعد أن احتجزته لثلاث ساعات، ثم رافقته عربة تابعة لأمن ولاية نهر النيل حتى حدود ولاية الخرطوم، ثم عادت أدراجها بعد أن تأكدت من عودته. واعتبر عمر حرمان حزبه من المشاركة في الندوة السياسية تراجعا خطيرا عن الحقوق المكفولة دستوريا وقانونيا، ودفعا للقوى المعارضة لانتهاج أسلوب العمل السري في معارضة النظام، ودفعا للمعارضة لتتبنى خيارات أخرى.

وتعتبر حكومة الرئيس البشير حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي أحد أشرس معارضيها. ويشارك في الندوة التي منع ممثل حزب المؤتمر الشعبي من المشاركة فيها عدد من ممثلي القوى السياسية المعارضة، بما في ذلك ممثل الحزب الشيوعي السوداني. وتعد مدينة عطبرة – قرابة 300 كيلومترا شمال الخرطوم – من المدن التي ينشط فيها حزب المؤتمر الشعبي المنشق عن المؤتمر الوطني الحاكم.

وكانت مدينة عطبرة معقلا تاريخيا لليسار السوداني خصوصا الحزب الشيوعي بحكم تمركز أعداد كبيرة من عمال السكة الحديد فيها، بيد أن حكومة الرئيس البشير تواجه اتهامات بتخريب المدينة وتهميشها بتفتيت هيئة سكك حديد السودان باعتبارها معقلا تقليديا للمعارضة اليسارية ضدها.



-----------------------

Post: #126
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-13-2013, 05:38 AM
Parent: #125

يمثل مقال الافندى الاخير بما فيه من معلومات احد الركائز المهمة فىكشف اسباب فشل جماعة الاخوان فى السلطة ونسبة لاهمية ما اورده من معلومات انزله للقارىء ليكون احد الوثائق الهامة التى تبرز لنا من داخل اهل التنظيم

اقرا مقال الافندى بتمعن



في الشأن السوداني: إذا كنت آخر من يعلم فلتكن آخر من يتكلم ..

بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
الأربعاء, 09 كانون2/يناير 2013 06:47

كما كررنا مراراً، فإن من الأفضل للأخ الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية السوداني أن يعتصم بالصمت ما أمكن، لأن تصديه للحديث والخطابة يضر به وبالنظام أكثر مما ينفعهما. فالرجل قد يكون ممن يحسن التآمر والعمل وراء الكواليس وطعن إخوانه في الظهر، ولكنه ليس من رجال السياسة أو الخطابة. إلا أن المصيبة كما لاحظ بعض قدامى الفلاسفة هي أن الاعتداد بالرأي الخاطئ مصيبة معظم البشر، حيث يكثر الحسد في كل شيء، إلا في فضل العقل. فكل إنسان، مهما قل شأنه، لا يرى لغيره فضلاً عليه في العقل، ويكون راضياً بنصيبه منه، ويرى أن رأيه هو الأصوب.


خلال الأسبوعين الماضيين، عاد الدكتور نافع إلى الحديث، بل أسرف فيه، فشرق وغرب، وهاجم المعارضة متهماً إياها بالولاء للخارج والسعي لانقلابات مسلحة، ثم دعاها للحوار وتحداها للنزال الانتخابي. وثنى بمهاجمة من وصفهم بالانقلابيين تارة ومدبري العملية التخريبية تارة، وهم من قلب الحركة الإسلامية والجيش، واصفاً إياهم بأنهم أدوات في يد المعارضة، التي هي بدورها أداة للغرب، وأن ما كان يحركهم هو الأطماع الشخصية (التي هو براء منها بالطبع). وأكد نافع أن معظم قيادات المعارضة، إضافة إلى مخابرات عديد من الدول الأجنبية، كانت على علم بالانقلاب وضالعة فيه.


تذكرت وأنا أتابع هذه المساهمات المتفردة للأخ نافع لقاءً جمعني في خريف عام 1995 بقيادي اثيوبي ناقشنا فيه العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة التي فجرتها محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا، حيث استوضحني المسؤول عن حقيقة إقالة نافع عن قيادة جهاز الأمن، فأكدت له أن ذلك صحيح بحسب علمي. عندها تساءل قائلاً: فبأي صفة إذن خاطب اجتماع الحركة الإسلامية في الخرطوم يوم الأربعاء الماضي؟


لم تكن عندي إجابة على ذلك السؤال، وعندما وجهته لمسؤول سوداني في وقت لاحق ذلك المساء، لم ينف المعلومة، ولكنه تساءل بدوره: ألا تكفي إقالته من جهاز الأمن حتى يتتبعوا تحركاته؟
هذه الواقعة كشفت عن ثلاث إشكالات مثلها نافع للنظام. فمن جهة، ظلت ممارسات جهاز الأمن اللاأخلاقية والغبية معاً تشكل عبئاً ثقيلاً، كما ظهر من مغامرة اغتيال مبارك التي كان أدنى قدر من التفكير يظهر خطلها، حتى لو نفذت بذكاء، وهو ما لم يحدث. وبسبب هذا المنهج، فإن الجهاز تحول من أداة لحماية النظام إلى أكبر خطر عليه. وكما ذكرت في كتاب "الثورة والإصلاح السياسي" الذي كان قد صدر قبيل ذلك اللقاء مع القيادي الاثيوبي، فإن الحكومة بأكملها تحولت إلى جهاز علاقات عامة، و "درعاً بشرياً" لأجهزة الأمن، تقضي معظم وقتها في الدفاع عن أخطائها وسقطاتها.


الإشكال الثاني تمثل، علاوة على الغباء وسوء الأداء، في أن جهاز الأمن كان مخترقاً بحيث أن اجتماعات الحركة الإسلامية المزعومة وأدق أسرار النظام كانت تصل إلى الخارج أولاً بأول. وقد استغربت وقتها لأن أي من المسؤولين الذين نقلت إليهم شكوى الاثيوبيين لم يستغرب تسرب معلومات بهذه الدقة والحساسية، ولم يطالب بالتحقيق، أو على أقل تقدير محاسبة الجهات الأمنية المنوط بها حفظ هذه الأسرار.


ثالثاً، وهذا بيت القصيد، فإن نافع عندما أقيل من رئاسة جهاز الأمن، عاد من النافذة بعد أن خرج من الباب، وأنشأ بمباركة المسؤولين ما سمي بالوحدة التنظيمية داخل جهاز الأمن أصبح هو رئيسها، وبالتالي أصبح يعطي التعليمات لقيادات الأمن باسم التنظيم. أما من كان يتمرد عليه، كما فعل خلفه قطبي المهدي، وفي وقت لاحق صلاح قوش، فإنه كان يحاصر ثم يقصى. المفارقة هي أن التنظيم المذكور لا وجود له، كما هو معلوم، لأن الجبهة الإسلامية كانت قد حلت بعد الانقلاب. ولكن الوحدات التنظيمية في الوزارات والمؤسسات كانت أداة يستخدمها من بيدهم السلطة، أي الشيخ حسن الترابي ونائبه علي عثمان ومساعديهما، لتسيير الأمور من وراء ظهر المسؤولين الاسميين. وقد انتشرت هذه الوحدات المزعومة في كل المؤسسات، وتحولت إلى مراكز قوى وبؤر صراع، خاصة في الوزارات التي كان على رأسها إسلاميون متنفذون. وقد تحولت هذه الوحدات في كثير من الأحيان إلى أدوات لتصفية الحسابات الشخصية، والوشاية والنميمة وللصراع على السلطة والمكاسب. ولأن الأجهزة الأمنية كانت، كما أوضحنا أيضاً في الكتاب المذكور، كانت هي الجهة الوحيدة المنظمة القادرة على الحركة، فقد تقمصت هي هيئة التنظيم، وكانت أكثر من استغل "الوحدات" المذكورة واتخذتها أداة تمكنت عبرها من تقويض المؤسسية في كل نواحي الدولة.


لو كان هناك عقلاء في النظام لكان من الواجب، حتى من منطلق مصلحة النظام لا غير، أن يقصى نافع وغيره من قيادات الأجهزة الأمنية، خاصة بعد أن تكاثرت الكوارث التي تسببوا فيها للنظام، بدءاً من الانتهاكات الصارخة والمتعددة لحقوق الإنسان التي شوهت صورة النظام، مروراً بالتسبب في تفجر النزاعات المسلحة ثم الفشل في حسمها واحتوائها. بل كان يجب أن يعاقبوا مرتين، مرة على جرائمهم ومرة أخرى على تهديد أمن النظام. ولكن الذي حدث هو العكس، لأن هذه المجموعة الامنية اختطفت النظام في الواقع، وأصبح معظم الوزراء والمتنفذين في الدولة هم ضباط أمن سابقين يدينون بالولاء لنافع قبل غيره. وكما حدث في سوريا من اختطاف للدولة والحزب من قبل عائلة الأسد وخلصاء طائفته، فإن "الطائفة الأمنية" في السودان اختطفت الدولة والحزب والنظام، وأصبحت تتخذ من الدولة درعاً تتحصن به من المساءلة، وبقرة حلوباً تستأثر بخيراتها، ودابة تحملها تبعات أخطائها وتقصيرها.


وبالعودة إلى تصريحات نافع الأخيرة، فإن هذه التصريحات، لو صدقناها، تمثل إدانة جديدة للمسؤول الأمني والسياسي الأول في النظام. فبحسب نافع، فإن الانقلابيين قد اتصلوا بكل أحزاب المعارضة السودانية، وكل مخابرات العالم، وأبلغوهم بخطتهم الانقلابية وساعة الصفر والبرنامج السياسي للانقلاب. ورغم كل هذه الاتصالات، ورغم علم كل قوى المعارضة بساعة الصفر كما يقول نافع، فإن أجهزة الأمن التي يشرف عليها، والحزب الذي يقوده، كانت مثل الزوج، آخر من يعلم. فأي أجهزة أمن هذه التي يجتمع أفراد كثر من داخلها ومن داخل الجيش، ويأتمرون ويتشاورون لأشهر، إن لم يكن لأعوام، ويتبادلون المذكرات، ويتصلون بكل من هب ودب داخل البلد وخارجه، دون أن يكون لأجهزة الأمن التي تستهلك نصف ميزانية الدولة، أدنى علم بما يخطط داخل أروقتها وفي مكاتب ضباطها؟!


أليس أضعف الإيمان في هذه الحالة أن يستقيل نافع وكبار قيادات الحزب والدولة والأمن (ولولا الإيمان لقلنا أن ينتحروا، ولكن ليطلبوا الشهادة العاجلة في ساحات المعارك الكثيرة التي أشعلوها وأرسلوا إليها أبناء غيرهم، بينما أرسلوا أبناءهم إلى المدارس الخاصة والجامعات الأجنبية وصرفوا ببذخ مشين وفاحش على حفلات زواجهم في بلد لا يجد فيه أساتذة الجامعات وضباط الجيش والأطباء، فضلاً عن جيوش الشباب العاطلين، قوت يومهم)؟ متى يتحمل هؤلاء القوم المسؤولية عن أي شيء؟ أيوم القيامة، وقد اقتربت الساعة واقترب للناس حسابهم؟


إن كان نافع وبطانته الأمنية دائماً آخر من يعلم، فليرحمنا ويرحم نفسه، ويكون دائماً آخر من يتكلم. ولكن الإشكالية ليست في نافع، ولكن في بقية أركان الدولة المختطفة. فعندما يرتكب بعض منسوبي الأمن أو غيرهم جريمة، مثل كبيرة قتل وإغراق طلاب جامعة الجزيرة الشهر الماضي، تكون الدولة بالخيار، إما أن تتحرى عن القتلة وتحاسبهم، فتصبح دولة بحق، وإما أن تتستر عليهم، فتصبح شريكاً في الجريمة، وبالتالي تتحول جريمة الأفراد إلى جريمة نظام. وحتى الآن، ظلت الدولة والنظام ككل تميل إلى الخيار الثاني، وتفضل أن تصبح جزءاً من عصابة.
ولا يحتاج المرء لانتظار نتيجة التحقيق لكي يدرك أن دولة نافع قد اختارت أن تتحول إلى عصابة. فلو كانت الدولة وأنصارها أبرياء من الجريمة، لعلت أصواتهم بالاستنكار. فمن عجب أن بعض المنظمات القريبة من الدولة عقدت مؤتمرات في سويسرا دعماً لضحايا العنف في ميانمار، وسير آخرون الوفود إلى غزة نصرة لمظلوميها. ولكن عندما يقع ضحايا في مدينة لا تبعد عن الخرطوم سوى مائة وخمسين كيلومتراً، لا نسمع الاستنكار أو تجييش قوافل الدعم، بل الإنكار والتقليل من حجم المصيبة. وهكذا يكاد المريب يقول خذوني، وكما قال تعالي: ولتعرفنهم في لحن القول. فلو كانوا حقاً أبرياء لكانوا على الأقل صدموا بما وقع من جرائم.



النظام هذه الأيام يصرح على لسان نافع والرئيس ونائبيه بأنه يريد الحوار مع المعارضة حول دستور جديد، في نفس الوقت الذي يتهم فيه نافع ونائب الرئيس المعارضين بأنهم عملاء للمخابرات الأجنبية، وتقوم أجهزة الأمن بإغلاق الصحف ومراكز الدراسات وتمنع منظمات المجتمع المدني من تسليم مذكرة لمفوضية حقوق الإنسان التي أنشأتها الحكومة لهذا الغرض. وهذا يطرح تساؤلات مهمة حول جدية دعوة الحوار حول دستور جديد في الوقت الذي لا تحترم الحكومة الدستور الحالي الذي لم تستشر المعارضة عند إقراره.
إن علامة جدية الحكومة في الإصلاح تظهر إذا ما تمت إقالة نافع وبقية أقطاب القمع والفساد، وعلى رأسهم أسامة عبدالله وكمال عبداللطيف، وتقديمهم للمحاكمة ومساءلتهم عن مصدر ثرواتهم المتضخمة. عندها فقط نشعر بأن التغيير قد بدأ. أما بخلاف ذلك، فإن الإقالة والمحاكمة لهؤلاء وغيرهم آتية، ولكنهم لن يعانوا من الوحدة في سجن كوبر وقاعات المحاكمة.

Post: #127
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-21-2013, 05:38 AM
Parent: #126




شقيقة عمر البشير:غازي صلاح الدين رئيس السودان القادم..والبشير لم يتزوج الثالثة




منوعات - تقارير خاصة

وصفت شقيقة الرئيس عمر البشير زواج اخيها البشير من زوجة ثالثة بانه اشاعة وان الرئيس شهد عقد قران لصديقه في البشاقرة وفي اثناء المباركات

قال لهم ان شاء الله تبقى صداقة وقرابة ومن هنا جاءت اشاعة الزوجة الثالثة مبينة ان البشير سمع كل الاقاويل التي تدور حول زواجه الثالث مستغرباً الامر ـ

واختارت اسرة الرئيس غازي صلاح الدين خليفة للبشير وقالت : نحن كاسرة لا نريد ترشيح البشير والحد لله حواء والدة , والبشير ونائبه علي عثمان قاموا بدور كبير ومفروض يرتاحوا, ونريد ان يتعب غازي شوية ـ

واكدت زينب البشير ان الرئيس يتمتع بصحة جيدة وانها تلتقي به يومياً اثناء جلوسه مع والدته بعد صلاة الصبح وعقب صلاة المغرب , وقالت ان الكثير من النساء يسألن عن صحة البشير لانه يحب الامهات لذلك كل الامهات تحبه



-----------------

متى نُنهي حالة الهزيمة النفسية؟!


الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الخميس, 17 كانون2/يناير 2013 13:00



كتبتُ بالأمس عن علاقة ميثاق الفجر الجديد بمشروع السودان الجديد مبيناً العلاقة بينهما منذ أن دشَّن الهالك قرنق ذلك المشروع العنصري الاستعماري الاستئصالي الذي رأينا (مناظره) في عمليات التطهير العرقي التي أُجريت على أبناء الشمال في تمرد توريت ومدن الجنوب الأخرى عام 1955م مروراً بأحداث الأحد الدامي عام 1964م ثم بأحداث الإثنين الأسود في أغسطس 2005م في الخرطوم وبقدر ما يزعجني ويؤلمني جرأة واستفزاز الحركة الشعبية في كشف إستراتيجيتها التي تكفي عبارة (تحرير السودان) لكشف مراميها وأبعادها كما يكفي أن دستور الحركة الشعبية الذي أضعه أمامي في هذه اللحظة والذي كُتب على غلافه الخارجي وفي أعلى الصفحة عبارة (السودان الجديد) The New Sudan ثم جاء عَلَم شعار الحركة الشعبية في أوسط الصفحة ثم العبارات التالية في أدنى الصفحة (رؤية، برنامج، ودستور الحركة الشعبية لتحرير السودان)... أقول:- بقدر ما يزعجني ويؤلمني تلك الجرأة وذلك الاستفزاز من جانب الحركة الشعبية ويفقع مرارتي تغافُل قبيلة النعام عن إدراك حقيقة أن الحركة الشعبية لن تتخلى عن إستراتيجية (تحرير السودان) أو (مشروع السودان الجديد) قبل أن يدخل الجمل في سم الخياط وقبل أن يصبح المستحيل ممكناً ولذلك لا غرو أن نشهد كل مآسي وكوارث الاتفاقيات التي أُبرمت منذ نيفاشا والتي أحالت انتصاراتنا في ميادين القتال في تلك الأيام العطِرات حين كان الجيش الشعبي لا يحلم مجرد حلم بأن يقترب من جوبا ومدن الجنوب الكبرى.. أحالتها إلى هزائم ساحقة ماحقة أدخلت الجيش الشعبي عبر مائدة التفاوض إلى الخرطوم وأبقته حتى بعد الانفصال في جنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق وجعلته يتحرش بنا عبر عملائه في دارفور ونمنحه بمحض إرادتنا سلطة وثروة أكبر في أرضنا في أبيي التي نقدِّم بها اعترافاً بأن الجنوب أحق بها منا!!


حدِّثونا عن يوم واحد تحدَّث فيه مفاوضونا من أولاد نيفاشا عن مشروع السودان الجديد أو عن اهتمامهم بمخطَّطات الحركة الشعبية لاحتلال أرضنا.. حدِّثونا عن تعليق لمطرف صديق أو سيد الخطيب أو إدريس عبدالقادر على حديث باقان لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية عقب تصويت الجنوبيين لانفصال الجنوب (أن الحركة الشعبية ستعمل بعد الانفصال على إقامة مشروع السودان الجديد وأن المشروع ليس مرهوناً بالوحدة)!! حدِّثونا عن السبب الذي يجعل سفيرنا في جوبا يتبنّى وجهة نظر باقان أموم حول اتفاقية نافع عقار ويرفض قرار حكومته ورئيسه.. حدِّثونا عن سبب يجعل سيد الخطيب يدافع عن اتفاقية نافع عقار عبر الفضائيات بعد أن ركلها الرئيس والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني والحكومة السودانية بل حدِّثونا عن سبب استبقاء هؤلاء الخارجين على قرار دولتهم مفاوضين دائمين لا يتغيَّرون ولا يتبدَّلون حتى لو تغيَّرت السماوات والأرض وهل يحدث ذلك في أية دولة في العالم غير سوداننا هذا المسكين؟! هل فهمتم لماذا هنّا وسهُل الهوان علينا؟!
السودان الجديد ظل هو الشغل الشاغل للحركة الشعبية لم يشغلها عنه شاغل آخر وظل التعبير عنه يتكرر في كل ما تفعله الحركة الشعبية وهي تمسك بخطام التجمع الوطني الديمقراطي وتحمله على التوقيع على ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995م الذي جعل الميرغني والصادق المهدي يوقِّعان على مطلوبات قرنق العلمانية العنصرية ثم تسوقه قوى الإجماع الوطني بعد نيفاشا خلال الفترة الانتقالية ثم قوى الإجماع بعد الانفصال التي رأينا جانباً من باطلها في فجر كمبالا الأخير.
كما ذكرنا فإن الفجر الجديد استنساخ آخر لمشروع السودان الجديد بل هو استنساخ لوثيقة الجبهة الثورية السودانية المعنونة بوثيقة (إعادة هيكلة السودان) وليس إعادة هيكلة الحكومة السودانية وهو كما تعلمون ذات الهدف الذي ظلت الحركة الشعبية تلهث من أجل إقامته في السودان.
هل فهمتم قرائي الكرام لماذا يخادعوننا بل هل فهمتم ما أوردته مجلة الإيكونوميست البريطانية ذات المصداقية العالية وهي تؤكد ما ظللنا نلوكه صباح مساء بأن سلفا كير عاجز عن فك ارتباطه بقطاع الشمال نظراً لأنه لا يستطيع فرض رأيه على جنرالات الجيش الشعبي المساندين لقطاع الشمال.
أُحيلكم لاجتماع رومبيك في نهاية نوفمبر 2004 قبل شهر واحد من توقيع اتفاقية نيفاشا في حين عجز قرنق عن تمرير رؤيته على جنرالات الجيش الشعبي ومحضر الاجتماع لا يزال موجوداً معي حين قال كلٌّ من سلفا كير وجستن ياك لقرنق أمام قادة الجيش الشعبي إنك لا تعفو ولا تنسى... You do'nt forgive and you do'nt forget .
انحنى قرنق للعاصفة و(لبد) إلى حين واستمر الخلاف الذي أدى إلى مصرع قرنق والذي كان سلفا كير المتهم الأول بالضلوع فيه.


-----------------

المؤتمر الشعبي وعودة الوعي!!

التفاصيل
نشر بتاريخ الثلاثاء, 15 كانون2/يناير 2013 13:00


كان موقف المؤتمر الشعبي هو الأعظم من بين مواقف كل القوى السياسيَّة التي شاركت في اجتماع كمبالا ولم أسعد منذ صدور (ميثاق الفجر الجديد) كما سعدتُ وأنا أقرأ النقد الموضوعي لتلك الوثيقة والصادر عن المؤتمر الشعبي عقب اجتماع الأمانة العامة الذي حضره د. الترابي.


موقف المؤتمر الشعبي يُعتبر بكل المقاييس انقلاباً كاملاً على قوى الإجماع الوطني سِيَّما وأنه خرج على الموقف السابق الذي تبنّاه الشعبي حول علمانيَّة الدولة والذي ظلَّ الأمين السياسي كمال عمر يعبِّر عنه ويؤكِّد من خلاله على موافقة الشعبي على دستور انتقالي علماني يحكم الفترة الانتقاليَّة وقد سبَّب ذلك الموقف الذي لطالما جهر به كمال عمر كثيراً من الحرج لحزبه وأحدث ململة كبيرة في قواعده بل بين قيادته وفي الحقيقة فقد سبق موقف الشعبي الرسمي الأخير التصريحات الناريَّة التي جهر بها الأخ ابراهيم السنوسي نائب الأمين العام والقيادي الإسلامي المخضرم والذي كان قد هدَّد بأن الشعبي سينسحب من تحالف المعارضة المسمَّى بقوى الإجماع الوطني إن لم تنسلخ وتتبرّأ من وثيقة (ميثاق الفجر الجديد) المُوقَّعة في كمبالا مع ما يُسمَّى بالجبهة الثوريَّة السودانيَّة وحذَّر قيادات المعارضة من المضي قدماً في تنفيذ الوثيقة باعتبارها مسعى لفصل الدين عن الدولة واستبداله بنظام علماني.


العجيب والمفرح أكثر أن طارق محجوب ممثل المؤتمر الشعبي في اجتماع كمبالا أكَّد أنَّه لم يوقِّع أصلاً على تلك الوثيقة إنما وقَّع على محضر حضور الاجتماع بل إن الرجل قال إنه ليس مُفوَّضاً أصلاً بالتوقيع.
لقد كانت بحق مفاجأة مُفرحة أنَّ (المزروع) كمال عمر صمت تماماً ولم يهرف كما كان يفعل ويؤلِّب الشعب السوداني على المؤتمر الشعبي بل يؤلِّب قاعدة الشعبي على حزبه إنما تحدَّث القيادي بالشعبي أبو بكر عبد الرازق الذي صبَّ حِمَماً من النقد على الوثيقة معلناً عن (الرفض الكامل) لها باعتبارها ستؤدي إلى تمزيق البلاد وتقسيمها إلى دويلات مضيفاً أنها تحدثت عن استخدام العمل السلمي والثوري المسلح في آن واحد بما يتناقض مع موقف قوى الإجماع الوطني التي تبنَّت العمل السياسي السلمي والثورة الشعبيّة أداة للتغيير كما أن (نتائج العمل المسلَّح لتغيير النظام غير مأمونة العواقب وقد تؤدي إلى صوملة السودان وظهور أمراء حرب في السودان).


أبو بكر عبد الرازق تحدَّث بعد اجتماع الأمانة العامة عن خطورة الحديث عن حلّ القوات المسلَّحة وإنشاء جيش جديد من الجبهة الثوريَّة والقوات النظاميَّة وكذلك عمَّا ورد في الوثيقة عن حل جهاز الأمن والمخابرات وبناء جهاز بديل وكذلك عن إعادة النظر في الصيغ الإسلامية في البنوك مما يُفضي إلى دولة علمانيَّة وسلق كل ذلك بألسنة حداد تُذكِّر بالمؤتمر الشعبي القديم قبل أن يتحوَّل إلى كائن آخر تقودُه مراراتُه بأكثر مما تقودُه مرجعيَّتُه الفكريَّة.


كما ذكرتُ فإنَّ أهمَّ ما ورد في بيان الشعبي أنَّه يُعيد إلى الأذهان حديث نائب الأمين العام إبراهيم السنوسي الذي هدَّد بالانسحاب من قُوى الإجماع الوطني إذا لم تتبرَّأ من وثيقة الفجر الجديد وهذا لعمري موقف قوي يصيب تجمُّع الحزب الشيوعي في مقتل ويبشِّر بتصحيح وضعه وهيكله القيادي ومرجعيَّته الفكريَّة.
معلوم أن القيادي الشيوعي صديق يوسف ابتُعث إلى كمبالا ممثلاً لقوى الإجماع الوطني ووقَّع على الوثيقة بالنيابة عن قوى الإجماع الوطني حسبما ورد في بيان الحزب الشيوعي السوداني وبالتالي فإن قوى الإجماع المُسيطَر عليها من الحزب الشيوعي الذي يسيِّرها بدليل أنها لم تجد غير ذلك الشيوعي ليمثلها تبنَّت تلك الوثيقة وفرضتها على أعضائها مصادرة بذلك آراءهم ومواقفهم الفردية.


الكرة الآن في مرمى السيد الصادق المهدي وحزب الأمة القومي الذي لطالما اعترض على هيكلية (قوى الإجماع الوطني) باعتبارها لا تعبِّر عن الأوزان الحقيقية للمشاركين فيها تماماً كما اعترض من قبل على (التجمُّع الوطني الديمقراطي) مما اضطره إلى الانسحاب منه قبل توقيع نيفاشا بسنوات.


السيد الصادق المهدي يتململ من وضعية حزبه العريق داخل هيكل قوى الإجماع الوطني لكنه في ذات الوقت يخشى من وضع البيض كله في سلة المعسكر الأقرب إلى الحكومة مما يُفقده هامش المناورة والضغط عليها بالرغم من أنَّ وزنه يُفترض أن يجعله الأقوى عند التفاوض مع قوى الإجماع الوطني حول دوره في ذلك التجمُّع.
في ذات الوقت فإن موقف السيد الصادق لا يختلف كثيراً عن موقف الشعبي خاصة فيما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة في وثيقة الفجر الجديد وإحلال قوات الجبهة الثورية محل القوات النظامية الحاليَّة وتقديم خيار تمزيق البلاد من خلال إقرار الوحدة الطوعيَّة للأقاليم في بند قيام المؤتمر الدستوري بما يجعل خيار التمزيق هو الأصل كما ورد في النقد الذي قدَّمه أبو بكر عبد الرازق تعبيراً عن موقف المؤتمر الشعبي.. وكل ذلك يُضعف من القوى العلمانيَّة اليساريَّة الصفوية التي يديرُها الحزب الشيوعي بخبرته الطويلة في تكبير (كومه) من خلال حشد المنظمات والأحزاب الصغيرة على غرار ما فعل في (جبهة الهيئات) عقب ثورة أكتوبر التي سرقها إلى حين.


ذلك يدعونا إلى أن ينتفض الحزبان الكبيران داخل قوى الإجماع الوطني بحيث يصحِّحان مسيرتها ويخرجانها من توجُّهها العلماني وإلا فلتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليها كما توعَّدها الشيخ إبراهيم السنوسي

Post: #128
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-22-2013, 11:14 AM
Parent: #127

تعذيب صلاح قوش لاسترجاع ملفات مفقودة عن قضايا فساد مالى وأخلاقى
January 21, 2013
(حريات)

أبلغ مصدر من (منبر الإصلاح ) بالمؤتمر الوطني (حريات) عن تدهور صحة صلاح عبدالله (قوش) المعتقل منذ 22نوفمبر2012 ، وقال انه يعانى من إرتفاع في ضغط العين اليمنى قد يؤدى الى فقدانه بصره ، خاصة وانه لا يرى بعينه اليسرى .

واضاف المصدر الذى فضل حجب اسمه ان صلاح قوش أعيد مرة اخرى لمستشفى الزيتونة بشارع السيد عبد الرحمن ، بعد نقله منه على عجل بأوامر من جهاز الأمن الى مستشفى الأمل قبل اكمال علاجه من عملية جراحية فى القلب .

وقال انه تعرض لتحقيقات مكثفة من الإستخبارات العسكرية وبعض أجهزة المؤتمر الوطني الأمنية الخاصة إستعملت فيها وسائل ترهيب وصلت حد التعذيب والتهديد بالتصفية .

وأضاف المصدر ان (التحقيقات مع قوش لم تتعرض من بعيد أو قريب للإنقلاب المزعوم ، وانحصرت في مسألتين رئيسيتين : إختفاء ملفات هامة من جهاز الأمن بعد عزله – اسطوانات مضغوطه واشرطة فيديو – تحوي قضايا فساد تخص المشير عمر البشير وأسرته وقضايا أخلاقية تخص عدداً كبيراً من قيادات المؤتمر الوطني يتردد داخل المؤتمر الوطني ان صلاح قوش يحتفظ بها خارج البلاد ومساومته في إستردادها مقابل الإفراج عنه ، والمسألة الثانية الأموال الهائلة التى قيل انه يمتلكها في الخارج ومحاولة إسترجاعها).

واضاف ان الفيديو الذي عرض على بعض الاعلاميين من الموالين للمؤتمر الوطني بعد محاولة الإنقلاب المزعومة لم تكن فيه أي تحقيقات مع قوش كما تردد في وسائل الإعلام الحكومية ، ولم يخرج الفيديو المصور عن حديث (الدجاجة وفكي القضارف ..).

وكان بكرى حسن صالح قال فى حفل زواج ابنة محمد الامين خليفة على رؤوس الاشهاد ، ضاحكاً ومفاخراً ، ان صلاح قوش (تم ضربه فى المعتقل) لأنه (قلَ أدبه ) ! ولا يتعظ بكرى من تجربة قوش نفسها !

وكان صلاح عبد الله الشهير بـ (قوش) مديراً لجهاز الأمن حتى عزله في أغسطس 2009 وشهد عهده إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في البلاد خاصة ضد المعتقلين السياسيين ، شملت قتل وإختفاء المئات وتعذيب الآلاف ، كما شهد حالات موثقة عن فقدان كثير من المعتقلين للسمع والبصر والأطراف جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في أقبية جهاز الأمن ، هذا بخلاف الفظائع التي قام بها جهاز الأمن في دارفور ومناطق الهامش الأخرى ( القتل ، حرق القرى، الإغتصاب ، التعذيب ،والتهجير القسري ).



-------------------

المؤتمر الشعبى : لا حوار مـع المؤتمر الوطني الذى أصبح خطراً على البلاد وأمنها وإستقرارها
January 21, 2013
(آخر لحظة)

قطع المؤتمر الشعبي بأنه لا يوجد أي حوار على أي مستوى من المستويات بين قياداته وقيادات المؤتمر الوطني ، واصفاً ما يثار بهذا الشأن بالعبث والأماني والهلوسة بجانب أنه مخطط مكشوف المقاصد يسعى من خلاله الحزب الحاكم لإحداث ربكة وبلبلة وسط تحالف أحزاب المعارضة التي فرغت من ترتيبات جادة لإسقاطه ، مشيراً الى أن ذلك لن يتحقق .

وقال الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام ، أن هيئة قيادة الشعبي قررت في السادس والعشرين من ديسمبر من العام 2010 أنه لا حوار مع الوطني ومنذ ذلك التاريخ أغلق كل الأبواب أمام أي حوار من اي نوع مع الوطني ، مجدداً تمسك حزبه بإسقاط النظام وقال ان الشعبي هو الأكثر تشدداً فى ذلك لانه يرى أن الوطني أصبح خطراً على البلاد وأمنها وإستقرارها وعلى المشروع الإسلامي نفسه ، وقال إن الحزب الحاكم بات في أضعف حالاته ويسعى للإستقواء بالشعبي عبر البحث عن الحوار معه ، وزاد لكن نقول لهم هيهات .

Post: #129
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-24-2013, 12:43 PM
Parent: #128

and#65279;
مساعد الأمين العام لـى الشعبي» يتحدث من المانيا حول أخطر الملفات الراهنة «2-1»
الأربعاء, 23 يناير 2013 06:55 الاخبار - حوارات
حاورته: أميمة عبد الوهاب:

هاجم مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج محمد والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون وقال إنه جاء للولاية لينفذ ذات المهام التي أبعد بسببها عن دارفور ونجح في أن يحول كردفان لدارفور أخرى. وقال إن النظام القائم الآن أشد خطورة على السودان من كل القوى السياسية التقليدية والحديثة.. واعتبر الحاج أن الحديث حول الدستور نكسة سخيفة، وأضاف أن المشير سوار الذهب سيقلل من شأنه ورصيده السياسي بموقفه هذا، مستبعداً عقد قمة بين الرئيس البشير وسلفاكير قاطعاً بعدم إمكانية أي توصل لاتفاق بين الجانبين موضحاً الأسباب بالداخل، وقال إن الطرفين يجلسان للتفاوض لأن مجلس الأمن يريد لقاءات شكلية وتشريفية وأخذ صور، وقال أيضاً إنه لو كان بيديه أموال لمول عملية تفجير مطار الفاشر 2003 لكن ليس لديه قروش... فإلى مضابط الحوار ..



نبدأ بآخر وأسخن القضايا د.علي الحاج، رؤيتك لوثيقة الفجر الجديد ونقاط الخلاف حولها بين المعارضة والجبهة الثورية والجدل الذي أثير حولها ومواقف المعارضة التصحيحية؟


- يجب النظر للجانب الإيجابي في الملتقى ولا وقت للاشياء السالبة، الإيجابي هو اجتماع القوى السياسية وليس الأجنبية، و هذا هو الأهم لقاء القوى السياسية والقوى الحاملة للسلاح على صعيد واحد أمر إيجابي، وطبيعي ان يكون هناك خلاف، الحكومة نفسها لديها خلافات وكل حزب لديه خلافاته، والاختلافات سمة من سمات التغيير والديمقراطية ولا نركز على الخلافات كثيراً، لقاؤنا في حد ذاته شيء مهم، هذا أولاً، أما ثانياً إجماعهم على إسقاط النظام وهذه أهم نقطة إيجابية، والنقطة الثالثة هي التوافق على الحريات لأنه لا توجد حريات وإذا كانت هناك حريات لكان الاجتماع تم في الخرطوم لذا لابد من إسقاطه حتى يأتوا بالحريات، أما اتفاقهم على وقف إطلاق النار إذا سقط النظام في كل جبهات القتال جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وتعهد حملة السلاح بذلك، وهم حملوا السلاح لأن الحكومة لا تستجيب إلا لمن يحمل السلاح في وجهها، وهم كانوا في الأصل حلفاء لها سواء في الحركة الشعبية أو مجموعة مني أركو مناوي، والسلاح الذي يستخدمونه مرخص من الحكومة ولابد من إيضاح ذلك وأنهم لم يأتوا من فراغ، والحركة الشعبية لتحرير السودان وقطاع الشمال كلها نتاج نيفاشا وكل هذه خلقتها الحكومة والآن أصبحت تخشاها.. أما فيما يختص بردة فعل المعارضة هذا شيء طبيعي لأن الوثيقة ليست نهائية وهي عبارة عن مسودة وترك لقوى المعارضة في الداخل حق التغيير في الوثيقة كما تشاء لذا وجود خلافات طبيعي.. وأنا ذاتي مختلف مع الوثيقة في بعض البنود، ولكن من يقرر من هم بالداخل، كون أنهم أخضعوها للمراجعة فهذه نقطة إيجابية حتى يقولوا كلمتهم.. والمطلوب من القوى السياسية بالداخل أن تقول كلمتها في كل النقاط وتحسم الأمر، وعليها أن توقع على ما تراه يناسبها ويوافقها من الوثيقة ولا تجعل الخلافات مثاراً للنقاش والجدل وتترك القضية جنباً وحسم الامر لأنه اصبح كله بيدها وهذا ما عليهم الارتقاء له وهو الاتفاق والتوقيع على ما يرونه.

رأيك في موقف الحكومة من الملتقى والوثيقة والموقعين؟

- الحكومة مفزوعة ومتوترة أيضاً لأنها كانت لا تعطي المعارضة الداخلية اعتباراً، وأفزعها اتصالها بالقوى الحاملة للسلاح وبدأ الأمر يصبح في الجد، وفزعها هذا إيجابي علها تفكر في الخروج من الأزمات التي وضعت فيها نفسها، والوثيقة كتبت بأيدي تشبه أهل السودان وليست وثيقة أكاديمية أو علمية. وعلى الحكومة أن تنتبه وتعطي هذه الوثيقة اعتباراً وعليها أن تعطي اعتباراً أكبر للمجتمعين في كمبالا.

وإذا منحتهم الحكومة ذلك الاعتبار الذي تحدثت عنه ماذا يعني لها ذلك؟

- هي فزعت فزعاً شديداً وعليها الخروج من صمتها، وأنا لن أضع لها مقترحات ولكن على حد ما سمعته من تصريحات مسؤوليها من تهديد ووعيد واعتقالات.. وكل هذه التصريحات لن تخرج البلاد من مشكلات.

لماذا لم تذهب إلى كمبالا وتحضر الملتقى؟

- هناك ظروف خاصة ولا احتاج أن أذهب لأن هناك ممثلاً للحزب ذهب يتشاور وبعلم قيادة الحزب.

رأيك في الجدل حول الدستور؟

- الكلام عن الدستور نكتة سخيفة ومضيعة للوقت لأنه أولاً الدستور ليس لديه أية قيمة في السودان ولدى النظام القائم فيه، ودستور 1998 رغم أنه أجري عليه استفتاء ووقع عليه الرئيس إلا أنه ألغاه وجاء بدستور آخر بعد نيفاشا 2005 وهو دستور انتقالي والآن لا يوجد دستور تعمل به البلاد وهذا هو الدستور الانتقالي شطبوا منه بعض الأشياء فقط.. المشكلة في السودان ليست دستورية ولا قانونية وإنما سياسية، وسوار الذهب بموقفه هذا يقلل من شأن نفسه ويسحب من رصيده وهو لديه رصيد لا بأس به ولديه سمعة سياسية ومواقف جيدة وهذا يقلل من الثقة فيه.. عملية الدستور هذه ليست مترسخة في العالم العربي.

لماذا تصر الحكومة عليه رغم رفض الأحزاب وضعه في هذه المرحلة؟

- حتى تشغل الناس عن القضايا الأساسية، واعتقد أن الحكومة لديها دستور جاهز وسوف تخرجه للناس.

المحاولة الانقلابية الأخيرة كيف تراها؟

- هي نتاج وإفرازات لما يجري داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وفي كل الحالات يجب أن يُقدم المعتقلون إلى محاكمات عادلة والمتهم بريء حتى تثبت إدانته حتى لو كان صلاح قوش بغض النظر عن تاريخه ومواقفه معنا نطالب له بمحاكمة عادلة يكون له فيها حق الدفاع عن نفسه لأن العدالة لا تتجزأ وعندئذ ستعرف الحاصل شنو.

تأخر إسقاط النظام هل لضعف المعارضة أم لقوة المؤتمر الوطني؟

- هذا نظام باطش وقاهر ومتسلط على كل الأصعدة ولا يمنح المعارضة أكسجين لتتنفس وهي كسبت ذلك الأكسجين عبر كمبالا، لذا رأت خطورة في تحاورها وتلاقيها مع حملة السلاح، رغم انه ليس لها سلطان على من يحملون السلاح او على المعارضة.

الحركات الشبابية هي الأخرى فشلت في إحداث التغيير الذي تنادي به، هل ذلك لعدم جديتها ونضجها أم يقع عليها ما يقع على المعارضة؟

- المسألة معقدة وموقف الشباب أشبه بموقف المعارضة، ولكن أبشرك الثورة السلمية آتية لا محالة وإن كنت لا استطيع أن أحدد موعداً، ومهما تأخرت ستنضج والتأخير لذلك فيه خير لها ينضجها وتتضح أهدافها التي تمثلت في بدائلها في اجتماع كمبالا.. وإذا قامت ثورة سلمية شعبية على الناس أن لا يتخوفوا أن تكون هناك زعزعة لأننا لا نريد إنهاء النظام عبر العمل العسكري لذا كان علينا أن نضمن عدم إشهار الحركات المسلحة السلاح في وجهها إذا سقط النظام لذلا وضعنا البديل المتفق عليه بيننا وبينهم وهذه نقطة مهمة لأنها تؤطر لسقوط النظام عبر العمل السلمي الذي أؤمن به أنا شخصياً كثيراً، وبالتالي ستكون الحركات جزءاً من العملية الانتقالية وهي ملتزمة بوقف إطلاق النار حينها.

بعد كل هذه التعقيدات التي ذكرتها ما هي السيناريوهات المحتملة للتغيير؟

- اعترف بصعوبة السؤال لأنه يقف في ظل بعض الأصوات التي تسمعها من الحكومة.. ولازالت نبرة التهديد والوعيد هي السائدة وهذا تصرف شاذ ربما يقود للدموية التي ستبدأها الحكومة لأنها هي التي بيدها السلاح والثورة في ليبيا وسوريا بدأت سلمية ولكن الحكومة استخدمت السلاح.

تؤمنون بالتغيير عبر العمل السلمي في كل أحاديثكم، ولكن إذا حدثت دماء في منتصف الطريق ألا تغيرون مبدأكم وتستخدمون السلاح كما حدث في كثير من ثورات التغيير في دول الربيع؟

- اعتقد أن تجربتنا في السودان إذا حدث تحرك سلمي سينحاز الجيش في أغلب الحالات للشعب قياساً بالتجارب السابقة في أكتوبر وأبريل.

والضمانات بعدم استخدام الحركات السلاح في ذلك الوضع سيما إذا لم تكن هناك خيارات ولم يحدث ما تؤملون به؟

- القرار ليس بيدي ولكنه بيد المعارضة بكافة أشكالها، ولكني ضد أي استخدام للسلاح لأن العمل المدني مهما كان به من خسائر سيأتي بنتائج إيجابية في نهاية الأمر.

بشهادات المراقبين والإسلاميين أنفسهم، إسلاميو السودان قدموا أسوأ نموذج للإسلاميين في العالم، كيف التصحيح وإعادة بناء الثقة؟

- لا يمكن الحديث عن تصحيح وإعادة بناء ثقة ما لم يزل هذا النظام والموجودون فيه، وكنا نعذر الموجودين في كمبالا لتخوفهم من الإسلاميين ونظرهم للتجربة الإسلامية الماثلة بمنظار قاتم.

هل هناك تقصير من الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي بعدم تحركها لجمع وحدة صف إسلاميي السودان؟ و إذا عرضت عليكم وساطة منهم هل ستقبلونها؟

- هؤلاء غير مؤهلين بأن يقودوا وساطة بيننا لأنهم غير محايدين وللأسف كل الحركات الإسلامية في الدول العربية لم تقدم شيئاً للسودان ووقفت مع النظام، وأكبر خطأ ارتكبته عند حضورها لما يسمى مؤتمر الحركة الإسلامية لم يفتح الله لها بكلمة عما يجري في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وأدانت نفسها إدانة تاريخية لأنها وقعت مع نظام قهري وقمعي وتسلطي وحضرت مؤتمراً له ولم تنطق بكلمة واحدة وهذا تناقض منها.

ولكن ربما ليس لها علم بتفاصيل ما يجري من شأن داخلي وربما تعلم ولا تريد التدخل؟

- أنا أعطيتك فرصة حتى تصل إلى هدفك لما لا تفعل هي كذلك؟ لما لا تلاحق النظام وتسأله عن أخطائه ومشاكل السودان مطروحة على الشبكة العنكبوتية ولا يحتاجون لمن يبصرهم بها.

... نواصل
:

Post: #130
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-25-2013, 12:57 PM
Parent: #129

حنــــــــــجرة "المشير " ..


بقلم: سارة عيسى


الجمعة, 25 كانون2/يناير 2013 08:00


اللهم أكفني شر أصدقائي ، وأنا كفيل بأعدائي ، أو حتى أنت يا بروتس ، وقصة حواري السيد المسيح وخيانتهم له ، هذه الأمثلة تذهب وتشيع بين الناس عندما يتنكر لك الأصدقاء ويبادلون إحسانك بالكفر والجحود ، كان الفريق صلاح عبد الله قوش هو اليد التي حمت عرش المشير في ليلة العاشر من مايو في عام 2008 عندما تصدت لقوات حركة والمساواة ، رصاصات الجنرال قوش كانت هي التي اغتالت الصديق الراحل الجمالي جلال الدين ، وبعد نهاية المعركة خطب المشير المتواري في ساعة الخطر أن عين الجنرال قوش هي التي ترى الأعداء ويده هي التي تبطش بهم كان في الأمر استزادة لقوش ومكانته في التصدي لأكبر خطر داهم الإنقاذ في قصورها ، وزاد على ذلك الصحفي ضياء الدين بلال بالقول أن عيون قوش ترى ما وراء البحار وتستدرك غيابت جب المخابرات الدولية ، فاليوم تحول الجنرال قوش من اشهر سجان إلى اشهر سجين ، وعينه التي رأت الكثير من الدماء عليها الآن أن تذرف الدموع وتسأل الرحمة والغفران .


هذا جزاء سمنار أو لعنة أبو مسلم الخراساني الذي تنكر له بني العباس و" سلقوه " كما فعل الإخوان بدستور مصر .لم يكن إنقلاب الجنرال قوش سوى رواية غير متراصة الصفوف ، ولكنه كان معركة القصد منها التخلص من عدو محتمل يهدد عرش الرئيس المريض ، لكن ما فتح هذا الباب على مصراعيه وأخرج هذا الجني من قمقمه هو العلة المباغتة التي ألمت بالمشير البشير ، مرض سرطان الحنجرة ، وعندي إضافة صغيرة وأنا استغرب ونحن في السودان لماذا نصف الفنان في السودان بأنه صاحب حنجرة ذهبية بينما يُعتبر اللسان هو المعني بصوت الإنسان ؟؟ ، وهو المصنف رقم واحد في قائمة جوارح الإنسان المضرة ، لذلك ولج الناس جهنم بسبب حصائد ألسنتهم ، لكن وجدت الحنجرة شهرتها بسبب الأمراض التي تلم بها والتي يُعد السرطان من أخطرها ، عاش اللسان عصياً على الأمراض وصار هو المهدد للناس بالنار وجهنم في يوم القيامة ، مات الممثل الإيطالي الشهير انتوني كوين نتيجة لمضاعفات سرطان الحنجرة ، وكاد الممثل الشهير مايكل دوغلاس يلاقي نفس المصير لكنه تدارك المرض بالعلاج ، أما المشير البشير فقد كان لصوته وللسانه الحظوظ في الخطابة السودانية ، فهو يستخدم لغة تجد فيها كل الاشواك السامة ، فهو يراوح بين مفردات القتل وقطع الأعناق وسحل الأسرى والإجهاز على الجرحى.


ولا أعتقد أن المشير البشير كان متسامحاً مع خصومه في كافة مراحل حياته ، فالأمر يتعدى الجنرال خالد الزين والكدرو واللواء عوض السيد بلول الذين قتلهم البشير في شهر رمضان من عام 90 ، فهاهو الجنرال قوش الذي حمى عرش المشير الآن يقبع حبيس السجون ، في عام 1999 جرى لقاء غير مسبوق بين الدكتور خليل إبراهيم والجنرال الحبيس صلاح قوش ، كان الحوار بين القضبان حيث كان الدكتور خليل إبراهيم مقبوضاً عليه بسبب تداعيات الخلاف بين البشير والترابي ، وقتها ، كان الجنرال قوش في قمة عنفوانه الأمني وكان الهدف الجديد هو محاربة أبناء غرب السودان ، عندها طلب الدكتور خليل إبراهيم من صلاح قوش بأن لا يطلق سراحه لأنه سوف يتمرد وينشق على النظام ، كان هذا أشبه بالتنبيه الذي بعثته المخابرات الأمريكية للرئيس كلنتون في عام 96 بضرورة إعتراض طائرة اسامة بن لادن المتوجة من الخرطوم إلى قندهار ،


استهان صلاح قوش بتهديدات الدكتور خليل إبراهيم وقد كلفه هذا الخطأ الكثير في عام 2008 ، لذلك لم يكن إختيار صلاح قوش لمنازلة حركة والمساواة في أمدرمان عفوياً ، فقد كان الأمر أشبه باختيار عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف عندما زعم الأخير بأنه رأي نفسه في المنام يذبح سيدنا عبد الله بن الزبير ، كان الجنرال قوش بمثابة " المختار " الذي حمي الشمال من وثبة الغرابة ، لذلك خاطب المشير رهطه بأنه أطلق يد المخابرات لتفعل ما تشاء حيث قال لا فرق بين الطالب أو متمرد طالما وُصفوا بأنهم من الحركة العدل والمساواة ، وتلذذ إعلام الإنقاذ ببث مشاهد القتل والدماء حتى تكون عبرة لمن يعتبر
حتى لا يسبقنا الحديث أو الفكرة أن أزمة الرئيس البشير الصحية بدأت بهمس وعارض صحي مستتر وغياب ملحوظ له في الخطابة ، وجولات خارجية تحدث دون أن يعلن عنها ، عدم الشفافية حول صحة المشير البشير هي التي دفعت رجال الصف الثاني في الإنقاذ بضرورة التفكير في بديل جديد ، فكل من الجنرالين الهرمين عبد الرحيم حسين وبكري حسن صالح لا يصلحان لوراثة العرش ، فهما يعتبران قادة بلا جنود وينقصهما السند الإقليمي ، الشخص الذي يوصف بالصندوق الأسود أو جاك إدغار هوفر السوداني كان هو الجنرال قوش و الذي يملك تسجيلات عن الجميع وله سند إقليمي وحظوة متينة لدى المخابرات الأمريكية ، فكان لا بد من التخلص منه لحين انتصار المشير على عارضه الصحي المؤقت.


أما موقف القطريين من هذه الأزمة الصحية فقد كان غامضاً ومنكفئاً ، وكل أمر يربطونه بالسياسة ويعتبرون وجود الرئيس البشير في السلطة مهدداً للربيع الإخواني الذي يدعمونه الآن ، وقد رأوا في هذا المرض انقلابا أبيض يضع حداً لمسيرة رئيس تخللتها الحروب وحركات التمر ، لذلك زعموا أن حنجرة المشير قد تلفت وتحتاج لإزالة وهذا سوف يكلفه فقدان صوته الجهوري ، ولا يستطيع المشير البشير وهو في هذا العمر أن يتواصل مع شعبه عن طريق كمبيوتر لوحي أو عن طريق خطابات يقرأها له وزير الإعلام ، أقترح القطريون على المشير بضرورة التعالج في أمريكا بحكم أن المستشفيات هناك تتعامل مع هذه الحالة بسهولة ويسر ، هذا الإقتراح فيه نوع من الخبث والدهاء ،وهم أكثر من غيرهم يعلمون أنها رحلة مثل التي قام بها امروء القيس لبلاد فارس ، فالبشير لن يذهب لأمريكا حتى ولو أقتعلوا حنجرته بكامل حبالها الصوتية ، والمرض وتحمل تكلفة فقدان الصوت أيسر من المكوث وراء القضبان في سجن أوروبي يجتاحه برد قارس وشتاء طويل .


لم يستشر المشير البشير أطباء رويال كير الذي تصفه حكومته بأنها زرعت فيه أكسير الحياة ، قصة توطين العلاج في الداخل كانت أسطورة اشبه بمشروع حفر ترعتي الرهد وكنانة ، يُوصف مستشفى رويال كير بأنه مشروع (Service Catering) ، حيث يُقدم الطعام والمأوى والحراسة الأمنية مع تحمل النفقات الفندقية ولكن تجربة هذا المستشفى مع الفنان محمود عبد العزيز أثبتت أنه لا يختلف عن مستشفى الشعب إلا في الطعام والنفقات ، أختار المشير البشير وهو مهموم بالعلاج إحدى المستشفيات العسكرية في العاصمة السعودية الرياض ، قابلت السعودية الإساءة بالإحسان وعالجت حنجرة الرئيس الذي طالما شتم ملوكها في وسائل الإعلام ، ووفرت عليه ثمن تذكرة مخاطر السفر إلى بلاد العم سام ، والمشير البشير وهو في بهو المستشفى العسكري بالرياض كانت السفن الإيرانية ترسو في ميناء البحر الأحمر . فالرجال كما قال المتنبئ :
جوعان يأكل من زادي ويطعمني ...لكي يُقال عظيم القدر محمود
العلة التي أصابت المشير البشير كشفت عن حقائق هامه ، من بينها وجود أزمة قيادة في حزب المؤتمر الوطني ، ومن بينها عدم توفر خليفة للرئيس البشير ، والأهم من كل ذلك أن الحزب تعامل مع مرض الرئيس بهستريا وتشنج كما تعامل مع مذكرة أوكامبو ، ومرض الرئيس أو موته أصبحتا لحسة كوع على الرغم من اليقين أن الموت والمرض ملازمتان للإنسان ، وكلنا نعلم أن الله إذا أحب عبداً أبتلاه ...إذا لماذا نجزع إذا مرض المشير ؟؟؟
سارة عيسي
sara issa [[email protected]]

-------------------

" الى شيوخنا أصحاب الفضيلة مؤسسى فرع الاخوان المسلمون بالسودان "
01-23-2013 06:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


الموضوع : " الى شيوخنا أصحاب الفضيلة مؤسسى فرع الاخوان المسلمون بالسودان "

مقدمه المواطن / عوض سيداحمد عوض
[email protected]

أحييكم بتحية الاسلام , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,
بصفتى مواطن سودانى مسلم , ... آرى أن هناك أمورا خطيرة قد استجدت خلال العقدين المنصرمين من حكم " الانقاذ " , ... انعكس أثرها السلبى على البلاد والعباد ,..... اسمحوا لى بمناقشتها معكم , ..... وفيما يلى عرض موجز لها :
أولا : قيام الانقاذ :
كما تعلمون ان استلام السلطة قهرا وبوقوة السلاح , أمر يتعارض تماما مع المبادىء و الأسس التى وضعها مؤسس الجماعة الشهيد حسن البنا , ومع ذلك فان الامة خضعت لها , ... لأنها خضعتنا بالاسلام , واستبشر الجميع خيرا , ..... ولكن كما تعلمون , ما أن تمكنت , ووضعت يدها على مقاليد السلطة , حتى أسفرت عن وجهها الحقيقى , ..... وثبت للناس كل الناس , ... أنها لا تعدو كونها امتداد حقيقى لكل الشموليات السابقة لها القائمة أصلا ومؤسسة على الظلم والجور والقهر , وتغويض كامل لكل قيم " العدالة " وحكم القانون : ( سماوى أو أرضى ) ..... الأمر الذى وقف الناس عنده كما تعلمون : " حيارى " ......... " من أين جاء هولاء " ....... كيف يحدث هذا فى دولة ترفع رأية الاسلام , ..... وتتكلم باسم الرسالة الخاتمة التى جاءت أصلا لانقاذ البشرية كلها وتخليصها تماما من مثل هذه الانتهاكات المخالفة والمجافية والمغوضة تماما لكل أسس العدالة , .......... العدالة التى جاء بها الاسلام , وتنزلت , ورآها الناس كل الناس فى دولة المدينة, .......... وهذا بعينه ما دفع الكثيرين غيرى للبحث والمتابعة , ....... وأقول صادقا أنه لم يكن رائدى فى ذلك , الاّ الاخلاص , والاحتساب لله فى التوجه والبحث عن الحقيقة ولا شىء غير الحقيقة ,..... وقد تبلور ذلك فى اعداد جملة من الرسائل وفى مناسبات مختلفة ,... بدأتها بالرسالة الأولى وكانت موجهة الى أحد أقربائى ( من منتسبى النظام )....... وكنت وقتها خارج البلاد , ..... وعند رجوعى النهائى واصلت مخاطبة المسئؤلين بصورة مباشرة وكنت أحرص على ايصالها لهم فى حالة تعذر النشر , وأعتقد أنه وصلكم بعضا منها أو كلها , والله أعلم , ..... وفيما يلى بيانها :
(1) رسالة معنونة الى أحد أقربائى بالتنظيم نشرت مؤخرا ضمن الحلقة (1) من الرسالة الموجهة لمنتسبى الحركة الاسلامية السودانية ( بموقع سودنائل صفحة " منبر الرأى " )
(2) رسالة معنونة لكل من رئيس مجمع الفقه الاسلامى والامين العام لهيئة علماء السودان تحت عنوان : " الماسونية العالمية " .
(3) رسالة معنونةالى البروف / أحمد على الامام مساعد رئيس الجمهورية للتأصيل ورئيس مجمع الفقه الاسلامى تحت عنوان : " البعد الدينى لقضية دارفور " .
(4) رسالة معنونة للسيد رئيس الجمهورية
(5) رسالة تحت عنوان : " أعرف عدوك "
(6) رسالة معنونة لأصحاب الفضيلة العلماء .
(7) رسالة معنونة الى منظمة الدفاع عن رئيس الجمهورية تحت عنوان : " جبر الضرر هو الأهم "
ملاحظة : ( الرسائل أعلاه من ( 2-7)منشورة بالموقع أعلاه فى (1) تحت العنوان الموضح أمام كل , ... ما عدا (4) تحت عنوان " الفساد " و(6) تحت عنوان " الأسئلة الصعبة " )

ثانيا : " الوقوف على الحقيقة بصورة مبكرة ولكن !!! "
لم تكن أخبار المواجهة التى تمت فى اجتماع " العيلفون " ( ديسمبر 1969 ) معلومة للناس لأنها كانت سرية وقد علمت بها بعد صدور الرسالة تحت عنوان : " الماسونية العالمية " ... فى (2) أعلاه , واطلاع بعضكم عليها , وحينها علمت بما حدث , .... فكان ذلك مفاجئة لى وقفت عندها طويلا , ......... ما هذا الذى أسمع ؟؟؟ ...... ياله من أمر غريب وعجيب !!!!! ...... أنتم وقفتم على الحقيقة منذ ذلك التاريخ المبكر , ( أى بعد اعتلائه عرش تنظيمكم بخمس أعوام فقط ).......... تم بعد ذلك تتركوه !!!!!! ....... وأنتم تدركون تماما وتعلمون حقيقة هولاء الذين أشرتم اليهم : ماذا يريدون , وما هى مراميهم وأبعاد خطتهم التى رسموها ويراد لها أن تحقق ؟؟؟؟؟ ......... وهنا دخلت فى دوامة طويلة , ....... ان هذا الاكتشاف المبكر قد يكون منّة من الله سبحانه وتعالى خصاكم بها لينظر ماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟
* وقفة لا بد منها :
الاخوة الاعزاء , ... لا شك انكم عندما قررتم هذه المواجهة كنتم تعلمون من عؤلاءالذين تعنونهم , ...... تعلمون أنهم بعينهم الذين أخبرنا الوحى المنزل على سيد البشرية , ..... سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,..... أخبرنا انهم " الامة " المنحرفة , الذين نكلوا عن العهد وحمل الأمانة , ونقضوا المواثيق , ...... وأنهم هم قتلة الأنبياء ,... والمزيفون لما أكرمهم الله به من وحى ( التوراة )......... عملوا على تزييفه وتحريفه وتأويله لخدمة أغراضهم الدنيئة وأحلامهم المريضة ,....... لا عن جهل بحقيقته , ... بل عن تعمد وسبق اصرار ,......... ومن هنا وقع عليهم غضب من الله ومن الناس أجمعين , فكان أن وصموا : " بالأمة الغضبية "
* تعلمون أيضا ان ذلك قد ملأ نفوسهم وأحالهم الى كتلة من الكراهية والحقد الدفين على الجنس البشرى بأكمله , ..... وكان نتيجة ذلك أن وضعوا خطة واستراتيجية بعيدة المدى , تنطوى على بنود أو قائمة محددة ,..... يراد تحقيقها على مراحل زمنية طويلة , .... بغرض الوصول للهدف البعيد , ..... والحلم الكبير , ....... وهو حسب تصورهم : " حكم العالم كله بملك واحد من صلب داوود "......... وظلت هذه الخطة تنتقل وتتوارث جيلا عن جيل دون كلل أو ملل , وبتكتم وسرية تامين , .......... ومع ذلك وكما تعلمون , فقد قيض الله سبحانه وتعالى عملية اكتشافها فى مراحل مختلفة من تاريخهم الطويل , ...... وكان آخرها وأهمها مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل عام 1897 , ..... والتى قيض لها أن تقع فى يد العالم الروسى ( نيلوس ) .... ليخضعها لدراسة جادة وعميقة , استغرقت حوالى أربع سنوات , .... وقف بعدها على تفاصيل الخطة كاملة , .... وتابع مسارها خطوة وراء خطوة منذ بدايتها وحتى تأريخ نشرها عارية للعالم أجمع ,( 1902) ..... ومنه وقفنا على حقيقة ما يجرى ويدبر للبشرية كلها فى الخفاء ,...... ذكر ان بنود الخطة قد تمت تقطيتها بالكامل , ما عدا بندا واحدا لم يكتمل تحقيقه بعد , ... وهو البند المتعلق بالأديان السماوية والذى ينص على : " مسح الأديان من على ظهر الأرض أو جعلها غير فاعلة " ...... وعلمنا أن جزءا من هذا البند ( الدين المسيحى ) تم تحقيقه فى ما يسمى العالم الغربى ما عدا الجزء الشرقى منه ( روسيا القيصرية ) ..... وقد تنبأ حسب موجهات الخطة , أن الخطوة التالية والأخيرة لهم فيما يتعلق بهذا الدين ( المسيحى ) ... هو روسيا , ..... وتنبأ بقيام ثورة لتحقيق ذلك , ..... وقامت فعلا فى عام 1917 " لينين ", ...... ثم حدد مسار الخطة بعد ذلك , وقال انها متجهة الى : " القسطنطينية " .... أي ( الخلافة الاسلامية ) ........ وكان انقلاب : " أتاتورك " ...... وتنحية خليفة المسلمين عام 1923 , ............ كل ذلك تم ونفذ عن طريق تجنيد زعامات مزيفة ,..... كما تعلمون , ... أمثال : " لينين وأتاتورك " .
* اذن فليس غريبا أن يعمدوا علي تجنيد واحدا من بنى جلدتنا لمواصلة المشوار , ..... والقيام بمهمة تعبيد الأرض وتمهيدها للأفعى الصهيونية لتعمل عملها الموكول لها فى أرضنا الحبيبة , ...... ويتحقق لهم بالتالى شعارهم المنحوت فى صدورهم , والمزين به جدران كنيسهم : " من النيل الى الفرات " ............ فهذا أمر ثابت بالضرورة , ..... بل الغريب الاّ يحدث , ...... والأكثر غرابة , ... أن يقيض الله لكم هذا الكشف فى وقت مبكر , وتقفون على الحقيقة كاملة , وترون بام أعينكم العمل المضنى , والسعى الجاد فى تحقيق وتنفيذ ما هو مخطط ومرسوم سلفا , .... ومع ذلك تقفوا مكتوفى الأيدى , .... مكسورى الجناح , ....... لماذا ؟؟؟؟؟؟؟
* تابعتم ما كان " يبث " فى الغرف المغلقة : " تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة " ..... لشباب تنظيمكم العريق من نهج جديد , مخالف , ومغائر تماما لنهج الدعوة والتربية الاسلامية السليمة , ....... بل علمتم أن فيه هدم وتقويض للاسس المستندة عليها تعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة ,....... ويواكب ذلك انحراف كامل عن الصراط المستقيم , وعدول عن جادة طريق الأمة المحمدية – ( اذن ماذا يفهم من تعاليم توحى لهم وتغرس فى أذهانهم , ....... وهم فى هذه السن المبكرة , مع حالة الانجذاب العاطفى لصاحب المدرسة : " ان الصحابة غير عدول , وأن لا عصمة لرسول البشرية صلى الله عليه وسلم , وأنه يجب اعادة النظر فى الأحاديث واخضاع قبولها أوعدمه للعقل , .......... .........الخ ... ألا يفهم من ذلك أن هناك أتجاه لغرس دين بديل ؟؟؟؟؟؟ ) .......... تابعتم ذلك كله , وحصلتم على تفاصيل دقيقة وفى غاية الأهمية والخطورة , ........ وتم تجميعها كمشروع كتاب , .... فبدلا من ارسال هذه المعلومات القيمة لرئاسة التنظيم الأم , للوقوف على حقيقة ما يجرى فى السر هنا أولا , ...ثم الاضطلاع بواجبكم الدينى فى عملية اصداره ونشره وتوزيعه لكافة فروع الجماعة , ..... وبالتالى لكافة المنظمات والهيئات الاسلامية فى العالم أجمع ,........... فبدلا عن ذلك تركتم أمر اصداره لأحد الاخوان منكم , وقد اضطلع بذلك وهو يعلم مدى عمق المخاطر المترتبة على هذا العمل , وصدر الكتاب فعلا تحت عنوان : " الصارم المسلول فى الرد على الترابى شاتم الرسول . " ...... صدر فى مستهل ثمانيات القرن المنصرم تقريبا .
(هذا مع علمكم التام للحقيقة الثابتة والمعروفة سلفا وهى " ما الجدوى من صدور كتاب ينشر فى ظل نظام هم عمدته وأصحاب الكلمة فيه : " فترة المصالحة والهيمنة الكاملة لنظام نميرى " . )


ثالثا : بيان للناس


أعنى بذلك البيان الذى قام باصداره تحت هذا العنوان وباسمه : المرحوم الدكتور / محمود برات ( فى أكتوبر 1982 )..... اطلعت على البيان الخطير بعد سنوات وأنا بالخارج , وعند رجوعى سألت وعلمت تفاصيل الحدث وردة فعله ,........... وخطورة البيان تكمن فى أنه كشف فيه أن الأب الروحى للجماعة آنذاك : ( مؤسس المدرسة الجديدة) ..... اعترف له أنه : " لايؤمن بالبعث " !!!!!....... هذا هو موضوع البيان : ( كان هذا أثناء تواجدهما معا فى مؤتمر بمكة المكرمة,.. وذكر أنه سجل له زيارة فى محل اقامته وزوجته , .... ودار بينها نقاش , اعترف له فيه أنه : " لا يؤمن بحياة بعد الموت "
* من المؤكد أن المرحوم قد جاء وأبلقكم بتفاصيل ما حدث , ......... فبدلا من التحرك السريع والجاد فى الاتجاه نحو تبنى هذه القضية الخطيرة والاضطلاع بدوركم وواجبكم الدينى والوطنى لوضع حد نهائى لهذه المهازل , واتخاذ كل السبل والوسائل لايقافه عند حدّه , ولانقاذ هولاء المغرر بهم والخاضعون والمخدوعين به , من تلاميذه , ............ تركتموه يواصل كالعادة !!!!!.............. ثم ماذا ؟؟؟..... قام الدكتور وهو من كبار قادتكم ومن خيرة الدعاة عندكم , ........ قام بتحمل أداء واجب نشره , ... وتم نشره باسمه دون ذكر للجماعة ليواجه مصيره هو أيضا !!!!!!! ............ ثم بعد ذلك تابعتم ردّت الفعل بالنسبة للتلاميذ عندما هرعوا للأب الروحى لهم مستفسرين , ......... وتابعتم ووقفتم على الطريقة التى تخلص بها من الموقف كله حيالهم , ....... وهو يعرف ذلك مسبقا ,......... ولكن هناك تساؤل لا بد من طرحه : ماهو الدافع الرئيسى الذى جعله يقدم على هذه الخطوة بما فيها من مغامرة خطيرة , ........... ويعترف لمن ؟؟؟؟؟؟ ........ لشخص يعرف تماما مكانته , ومقامه عندكم , وتقديركم له , ........ يعرف ذلك كلّه , ........ اذن ماذا كان هدفه ؟؟؟؟؟ ......... يبدو , ..... والله أعلم , .... أن المعنى بها هو أنتم أيها الرعيل الأول والمؤسسون للجماعة بالسودان , ...... ....انّها : ( بالونة اختبار ).... لكم , ..... ليرى كيف تتعاملون مع هذا الموقف الخطير , ....... فصدق ظنّه فيكم ( للأسف ) ...... ولم تخزلوه , ........ وهذا ربما يكون هو المطلوب من العملية كلها , ....... وقد حققتم له نجاحا باهرا , .... يضم للنجاحات السابقة له , مما يجعله يطمئن تماما ( يرقد قفى ) .... من جانبكم .


رابعا : " هل تأييد من يجهل الحقيقة كمن يعلمها ؟؟؟ "


عنما قامت الانقاذ كنت بالخارج كما سبق أشرت , وبعد سنوات من رجوعى , اطلعت على كتاب أصدره كاتب سودانى ( صحفى ) عبارة عن مجموعة حوارات أجراها مع مفكرين سودانيين كان من ضمنهم فضيلة مولانا البروف/ جعفر شيخ ادريس , ...... وفى اجابته على سؤال فيما معناه : " هل تؤيد الانقاذ وما السبب ؟؟؟ ...... كانت الاجابة : " نعم ..... أأيّدها لأنها رفعت رأية الاسلام . " !!!!!!!!! ........ ما هذا يا أصحاب الفضيلة ؟؟؟ ...... هذا الكلام لو صدر عن أحد عامة الناس وأنا منهم , ..... قد يكون لا غضاضة فيه , ........ ولكن كونه يصدر من عالم كبير يقف على الحقيقة كاملة , وله مواقف فى ذلك منذ مواجهة العيلفون عام 1969 أى قبل عقدين كاملين من قيام الانقاذ, ........ ألا يحق لنا أن نسأل سؤالا مباشرا :
* ألم تكن تعرف أهداف ومرامى هذه المدرسة الجديدة , ..... وعلى علم تام بما كانت تبثه لهولاء الشباب الغض من تعاليم وموجهات كى ينشئوا عليها , وتتشرب بها عقولهم , ...... لكى تصبح فى النهاية عقيدة راسخة لا تتزعزع , ....وتعرف أن الهدف من ذلك كله هو اعدادهم ليكونوا قادة ومسئولى الدولة المنشودة , ...... وتعلم أن ذلك قد تم فعلا وجرت عملية احالة لكبار القادة فى الحزب : ( الجبهة الاسلامية القومية )...... للمعاش المبكر , ولم تتح لهم فرصة المشاركة فى ادارة الدولة الناشئة ( الانقاذ )
( روى هذه الواقعة باسلوبه الجميل الراقى الدكتور / الطيب زين العابدين بالملحق الاسبوعى لصحيفة البيان الاماراتية على ما أذكر , .... قال : دعانا الأب الروحى للانقاذ بالاسم ووجه خطابه لنا بعد أن كال لنا المدح والأشادة قال فيما معناه : " الأن نحن فى مرحلة جديدة كنا حزبا والآن نحن دولة يجب أن يؤكل أمر ادارتها للشباب : ( وقد بين سيادته من هم هولاء الشباب بين قوسين قال هم : " من على عثمان وانت نازل " ....... ثم فى نهاية المراسم سلم لكل منا هديته وكانت عبارة عن : " مصحف ومصلاية " . ) !!!!!!!
* ماذا يعنى هذا , ....واضح أنه يعنى أنّ دولة : " الانقاذ " قامت لتدار بهولاء الذين اضطلع هو باعدادهم وتنشأتهم لهذه المهمة , ووفقا لتعاليم وموجهات المدرسة الجديدة , ....... ان هولاء التلاميذ هم الذين تباهى بهم وقال فيهم منتشيا : " ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة "............ كل ذلك تدركه وعلى علم تام به يا صاحب الفضيلة , .... ومالنا نذهب بعيدا , .... ألا يكفى فى ذلك كله أعترافه هو نفسه وقبل قيام الانقاذ بعدة سنوات : " أنه لا يؤمن بالبعث بعد الموت " .......... ألا يكفى ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟ ............... ثم بعد ذلك كله يأتى ويقول مثل قولته هذه ؟؟؟؟؟؟....... أسألكم بالله ماذا يعنى هذا ؟؟؟


خامسا : " المفاصلة " :


بعد هذا ننتقل لعملية المفاصلة والتى حدثت فى صفوف الحزب الحاكم , وتم بموجبها ابعاد الأب الروحى لهم وتجريده من سلطاته , مما أدى الى انشقاق الحزب وتحول الى حزبين يتبع أولهما ( للقصر ) , .... والثانى للمنشية ( مقر الأب الروحى لهم )......... هذا ما حدث , ..... وكان المأمول أن تنتهذوا هذه الفرصة الثمينة والغالية ,.... وتسرعوا على الفور وبجدية كاملة والتوجه باخلاص شديد نحو عملية انقاذ وتبصير لهولاء التلاميذ , ..... والعمل على انتشالهم من الوحل الذين هم غارقون فيه تماما , ......... فبدلا عن ذلك رأيناكم سارعتم بالوقوع معهم ومشاركتهم فيه !!!!!!!!!!
* والسؤال الذى يفرض نفسه : " ما هو السند الشرعى الذى استندتم عليه فى الاندفاع والمشاركة بهذه الطريقة , .... وأنتم تعلمون . ؟؟؟؟؟؟؟؟
* تعلمون بأنّ هذه المفاصلة لم تكن بسبب المراجعة واعادة النظر فى تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة التى خضعوا لها طوال سنى شبابهم , ...... بل تعلمون أنهم الأكثر التزاما وتمسكا بها من أي وقت آخر ,..... وقد ظهر ذلك لكم جليا طوال الفترة التالية للمفاصلة وحتى تأريخه .
* تعلمون تماما أن كل ما أغترفته الانقاذ طوال سنى عمرها من ظلم وجور أصاب البلاد والعباد هو بعينه يمثل صورة طبق الأصل لممارسات زعامات الشموليات السابق ذكرها , وليس هناك علاقة من بعيد أو قريب لتعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ....... بل مخالفة ومجافية تماما لها .
* عملية التشريد من الخدمة العامة : هل عمليات التشريد من الخدمة العامة ( عسكرية ومدنية ) التى تم بموجبها طرد وتشريد أكثر من ستين ألف ضحية من خيرة رجال الدولة وأكثرهم خبرة وكفاءة , ........ تم ذلك بصورة تعسفية ممعنة فى سوءها وقبحها , .... دون أى جريرة يرتكبوها , وبعيدا عن العدالة وحكم القانون , ...... بعيدا عن أي تشريع سماوى أو أرضى .
(فهل هذا له علاقة بديننا الحنيف والرسالة الخاتمة . ؟؟؟؟؟؟؟ )

* عملية التعذيب فى بيوت الأشباح : هل ما تم فى بيوت الشباح : ( يهجمون على المواطن فى الثلث الأخير من الليل ويأخذونه عنوة من بين أهله وزويه , دون أى جريمة يرتكبها أو ذنب ,, .... وبدون أي تهمة صغيرة أوكبيرة توجه له ,......... والى أين ؟؟؟؟؟ ........ الى أقبية سرية تحت الأرض , وبعيدا تماما عن السجون الرسمية للدولة , ...... ثم , ... ثم ماذا ؟؟؟؟؟ ....... ثم يمارسون معهم أعمالا يعف اللسان عن ذكرها , ....... بواسطة من ؟؟؟؟؟ ....... بواسطة خريجى هذه المدرسة , وبموجب تعاليمها وموجهاتها , ....... كل ذلك عايشتموه , وتعلمونه علم اليقين , ........ وتعلمون أنه مطابق تماما ومنقول حرفيا من كل ممارسات هذه الشموليات السابق ذكرها, وتعلمون أن الهدف الرئيسى والأساسى وراء ذلك كله هو : " الحط من قيمة الانسان الذى كرمهه الله , ...... وتحويله لحالة أحط وأدنى من الحيوان . "................. مورس ذلك بعينه فى كل الحقب : ( لينين – أتاتورك – عبد الناصر .......... الخ القائمة )
( أسألكم بالله ما علاقة ديننا الحنيف بهذا ؟؟؟؟.... ..... أليست هذه الممارسات هى بعينها تمثل جزء صميم للحالة التى تردت اليها البشرية حينا من الدهر ,........ وجاء الاسلام , ممثلا فى الرسالة الخاتمة , ... لانتشالها وانقاذها مماهى غارقة فيه , ....... واعادتها الى رشدها ؟؟؟؟؟ . )
* ما هو الدافع وراء عمليتى التشريد وبيوت الأشباح :
يمكن اجمال السبب الرئيسى لارتكاب مثل هذه الممارسات الاّانسانية فى الآتى :
* عملية التشريد : من المبادى الهدامة التى اعتمدتها موجهات المدرسة الجديدة هو : " مبدأ التمكين "..... والذى يعنى فيما يعنى : " تحويل مقدرة الأمة من مال وممتلكات الى الحزب الحاكم وكوادره , بحيث تصبح الدولة كلها كأنّها ضيعة تابعة للحزب يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رقيب . "
* تعلمون أن دولة السودان كانت دولة نظامية , تحكمها قوانين وتشريعات صارمة , وتحتكم الى قضاء مستقل , وتتمتع بجهاز خدمة عامة عالى الكفاءة والخبرة , ....... فهذه كلها كانت عقبة كأداء , ...... وكان لا بدّ من ازاحتها كى يصبح مبدأ التمكين فى حيّز التطبيق , وتم لهم ذلك .
* بيوت الأشباح :
* تعلمون أن عملية التعذيب تعد بالنسبة لهذه الشموليات ضرورة من ضروريات تمكين السلطة وهى تطبيق لمبدأ آخر مقرر عندهم هو مبدأ : " الارهاب لأجل الارهاب " .......... أما لماذا اختاروا له هذه الأماكن البعيدة عن السجون الرسمية للدولة , ........ يرجع السبب أيضا لاستحالة ممارسة مثل هذه الاعمال الاّانسانية والممعنة فى سوءها وقبحها , فى سجون تحكمها قوانين وضوابط صارمة , ..... وتحت ادارة قيادات عالية الكفاءة والخبرة , ....... لذا لجئوا لمثل هذه البيوت سيئة السمعة , ...... ريثما تتاح لهم الفرصة بالسيطرة الكاملة على سلطة هذه السجون , .... وتم لهم ذلك .
( نعم تم لهم ذلك حيث وصلوا بذلك للهدف النهائى والغاية المبتقاة من تطبيق هذين المبدأين وهو : " عملية تلاشى سلطان الدولة القائمة ( دولة الوطن ) لتحل محلها قوة تنفيذية جديدة تفعل ما تشاء وتحكم بما تريد , ...ولا سلطان عليها من أحد وهذا هو المطلوب " !!!!!!!!!! . )
* تعلمون أن هناك متابعات ودراسات جادة لحكم وممارسات الشموليات السابقة : ( لينين / أتاتورك).... خلصت الى أن تطبيق هذين المبدأيين يعد بمثابة : ( الشر كله ) .......... فهما من ضمن الفعاليات المفضية لغايات : " الخطة بعيدة المدى المنوه ةعنها أعلاه " ..... والتى تبدأ أولا باستخدام كل العمليات والوسائل المفضية الى : " افقار " ... الأمة وجعلها فى حالة معاناة وضيق هائل فى المعيشة , .... بهدف تحليل النسيج الاجتماعى لها , ..... ومن ثم , ...تجريدها تماما من كل موروثاتها من الأخلاق والقيم الانسانية الفاضلة ,..... ليتحول الفرد فيها ويصبح فى النهاية , ..... انسان مجرّد أو فاقد لأعز ما خصه الله سبحانه وتعالى به , ..... وهو : " الكرامة " ........... وهنا تكمن حقيقة البعد النهائى للخطة حسب تصورهم , ...... فهم لا يريدون أن يتعايشوا فى دولتهم المنشودة , .... مع انسان حقيقى , ......بل مع صورة انسان خلقه الله لخدمتهم فقط أو لخدمة ( أبناء الله ) , .....وذلك حسب تصورهم واعتقادهم الضال المضل ,...... وذلك بعد تحريفهم للوحى الالهى المنزل على سيدنا موسى عليه السلام والمضمن فى كتابهم التلمود .
" تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا "
( اقرأ ان شئت : (1) فيما يتصل بتعاليم وموجهات التلمود : لكل من : الكاتب الاسراييلى ( د . شكاك ) والكاتب الأمريكى ( د. مايكل أ . هوفمان ). (2) فيما يتصل بالخطة أعلاه , مقررات مؤتمر بال 1987 : ( ترجمت عام 1902 للروسية , ومنها للانجليزية بواسطة الكاتب والصحفى البريطانى " مارسدن " فى عشرينات القرن المنصرم , ...... ومنه الى العربية بواسطة الكاتب والأديب المرحوم / محمد خليفة التونسى بمقدمة للاستاذ الكبير المرحوم العقاد , ..... صدرت طبعته الألى فى مستهل خمسينات القرن المنصرم أيضا , ... ثم بعد ذلك توالت البحوث والدراسات فى هذا المجال من مفكرين وعلماء من كل أنحاء البسيطة ,..... نذكر منهم على سبيل المثال : (1) الكونت / شيريب سبريدوفيتش وكتابه ( الحكومة الخفية ) (2) الباحث الأمريكى الكابتن/ وليم غاى كار . (3) وأخيرا وليس آخرا : " الفيلسوف الفرنسى والعالم العلامة الكبير / " جارودى " )
* وكلكم تعلمون أن عظمة الاسلام وهو الرسالة الخاتمة , ..... تكمن أصلا فى أنها جاءت لانقاذ البشرية كلها من مثل هذه الهوة السحيقة والتى تردت اليها مرة أخرى , وغرقت تماما فى وحلها وظلامها , .......... جاء الاسلام لبسط العدالة المطلقة بين البشر جميعا , .... مؤمنهم وغير المؤمن منهم , ..... وتحقيق المساواة الكاملة بين الناس كل الناس , لا فضل لعربى على عجمى , ... ولا أبيض على أسود , ..... كلهم لآدم , .. وآدم من تراب , ....... قامت الدولة الاسلامية كنموزج حق , ليؤكد : " أن العدل هو أساس الحكم " ........ وأن الدولة ملك للجميع يعيشون فيها تحت مبدأ المواطنة , وفى ظل حرية العقيدة , يكتنفهم جميعا شعور عظيم بالالفة والمحبة , والمساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات , لم تر لها البشرية مثيلا من قبل , ........ ونعلم أن البشرية وبعد معاناة طويلة وحروب مدمرة , ...... توصلت بفطرتها لمبادىء تم تقنينها والعمل بها , ..... تتمثل فيها الكثير الكثير من مبادىء الرسالة الخاتمة .
* والسؤال الأساسى والملح كيف تأتى ( الانقاذ ) بعد ذلك كله , .... وفى نهاية القرن العشرون الذى أصبح العالم كله كأنه فى قرية واحدة , ..... وترفع رأية الاسلام باعتبارها ممثلة للرسالة الخاتمة , .... فبدلا من انزالها فى سموها وعلوها كما تنزلت منذ البداية , ..... ونباهى بها العالم بأن مخالفتها تعرض للمساءلة أمام ربّ العزة , وليس أمام قانون وضعه البشر , ..... لأنّ سموها مستمد من ميزان : " العدل الالهى " ....... فبدلا عن ذلك يفاجأ الناس أنّها انصرفت الى تطبيق أفكار ومبادىء سبق وعرف من تطبيقها أنها مضمحلة, قاتلة , مدمرة , ..... أقل ما يقال عنها انّها ترجع بالبشرية الى عهود ما قبل الاسلام ,....... الى الجاهلية الجهلاء , ....... ماذا يعنى هذا , ألا يعنى أننا بهذا العمل , ..... ودون أن ندرى , نقدم أكبر اساءة للاسلام بعرضه بهذه الصورة المغائرة والمجافية تماما لحقيقته , ....... ومن ثم نقدم أعظم وأجل خدمة : " لأعداء الحق والدين " .......ليسيئوا لديننا والرسالة الخاتمة , باعتبارنا دولة ترفع رأية الاسلام , .....وتمثل الرسالة الخاتمة .!!!!!!!!!! ....... وهناك حقيقة هامة لا بدّ من الوقوف عندها , ... وهى أنه بالرغم من الخلافات التى حدثت بينكم وبين الأب الروحى للانقاذ والمسميات المختلفة التى واكبت مسيرتها , .... فانّها حسب المفهوم العام تمثل فصيل من فصائل تنظيمكم : ( التنظيم العالمى لجماعة الاخوان المسلمون ) ....... هذا أمر لا يختلف فيه اثنان , ومن ثم فان كل انعكاساتها السلبية تحسب على التنظيم , .....ثم على الدين الاسلامى كرسالة خاتمة ,........ فهذه حقيقة لا مجال لاستبعادها أو انكا رها .

• هذا كما تعلمون غيض من فيض من جملة ما أصاب البلاد والعباد : " مشكلة الجنوب " وتحويلها من قضية سياسية ومطالب عادلة لمواطنين وقع عليهم ظلم ومعترف به من الجميع , .........وكانوا على بعد خطوات من الحل الجزرى والنهائى لها , .... اتفاقية : ( الميرغنى / قرنق ) ....... ........ ففجأة تقوم الانقاذ وتحولها الى : " حرب دينية " ........ ويتضح أن الغرض الأساسى والهدف النهائى من هذا التوجه – ( عرف المغرر بهم أم لم يعرفوا ) – هو عملية : " تدويلها أولا , ثم خلق المناخ لاستدعاء التدخل الأجنبى " ......... وتحقق الهدف , ..... ورأيتم بام أعينكم " التداعيات " ... التى تلت ذلك والمنتهية بأخطرها وأبشعها وهو كما تعلمون : " تدفق القوات الأجنية وانتشارها فى كل مكان " ...... ومن ثم , تحولنا بمقتضاه من دولة كاملة الاستقلال الى دولة : " تحت الوصاية " ....... وياليتنا كنا اتعظنا مما جرى , ..... ورجعنا الى رشدنا , ......... ولكن ما تلى ذلك كان أبشع , ....... انها مصيبة أهلنا فى دارفور الحبيبة والطريقة التى تعاملت بها " الانقاذ " أيضا مع التمرد , ... وهى نقل حرفى وتكرار واعادة لما تم فى تمرد الجنوب ,..... ومن ثم خلقنا القابلية , وتأكيد وتوطيد لعملية : " الاستدعاء الأجبى "............أى قوات الأمم المتحدة , وجاءت هذه المرة وفقا : " للبند السابع ".......وتعلمون ما هو البند السابع , .... جاووا , ..... وهم الآن قابعون يجوبون البلاد طولها وعرضها , ... ولهم مطارهم الخاص بهم , ............. لا شك أنكم تدركون تماما ماهى ( الغاية )....... والنتيجة الحتمية وراء هذا العمل كله ؟؟؟؟ , .... وما هى أهداف ومرامى الخطة بعيدة المدى ؟؟؟؟؟؟؟ .......... هل هناك شك فى أنها تهدف فى النهاية الى : " تفتيت السودان القارة وتحويله الى دويلات تتصارع مع بعضها الصراع الأبدى ".........هذا ما يرمى اليه ويطمح فيه : " أعداء الحق والدين " : ( والآن نرى وبصورة واضحة أن بوادر هذا التفتيت قد تحققت , وأن جزء عزيز قد انسلخ من وطننا الحبيب , هذه ثمثل قمة السوء , وتقدح بصورة واضحة فى عملية فهمنا لحقيقة ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة )
ملاحظة : ( من المؤسف والمؤلم حقا أن نجد نفرغير قليل من الاسلاميين قد انبهروا وأعلنوا للعالم كله فرحتهم بهذا الحدث , وعبروا عنه بالتهليل , والتكبير, وذبح الذبائح , ودبجوا المقالات المعبرة عن ذلك , وظلت تتواصل حتى تاريخه , وهم لا يدرون أنهم بعملهم هذا لا يعدو كونهم دعاة العنصرية البغيضة التى جاءت الرسالة الخاتمة لازالتها من على وجه الأرض , واننى اذ أقول ذلك أرجو منكم جميعا أن ترجعوا بذاكرتكم وتعيدوا النظر فى المثال الحى لدولة المدينة , والتى كانت تضم فى أحشائها التركيبة السكانية بتقسيماتها المعروفة منذ بدء الخليقة : ( ملاحدة لا يعترفون بالاه البتة , مشركون يؤمنون بخالق الكون ولكن يجعلون معه شركاء , كتابيون هم أتباع كلا من نبى الله موسى ونبى الله عيسى عليهما السلام ....... الخ التركيبة . )..... قامت الدولة فى ظل هذه التركيبة , ووضع لها (دستور ) لم تر البشرية له مثيل فى تاريخها الطويل , كفل لهولاء الرعاة جميعا كافة الحقوق والواجبات , وحقق لهم كلما يصبو اليه الانسان على ظهر هذه البسيطة من اطمئنان , وسعادة دائمة , تستظل بقيم : الحرية والمساواة , والعدالة المطلقة , كى يعيش كل مواطن فى ظل هذه الدولة كفرد موفور العزة , رافع الرأس , يعيش كانسان كرمه الله ) ...... هذا هو الاسلام الحقيقى يا أخوانى , وأى أدعاء غير ذلك , لا يعدو كونه انتكاسة وضلال فى ضلال !!!!!!!
( نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ السودان وأهله , .... وأن يعيدنا جميعا الى رشدنا , .... وأن يقينا شر أعدائنا , ...... ونسأله تعالى أن يرد كيدهم فى نحورهم )

سادسا : قضية هامة أخرى :
هناك قضية هامة , .... بل تعد : " أم القضايا " .....فى هذا الموضوع المطروح برمته ,...... لا شك انكم تعلمو ن أن هناك حقيقة هامة ومفصلية فى هذا الأمر لا بدّ من الوقوف عندها وهى :
* أن كل هذه الممارسات الممعنة فى سوءها وقبحها والتى مررنا على اليسير اليسير منها, ....... لا يشعرون عند ممارستهم لها,...... أو يجول بخاطرهم قط ,....... أن هناك ذنبا أو مخالفة لشرع الله قد ارتكبت , ....... بل أن كل هذه الممارسات تعد فى نظرهم : " عبادة يتقرب بها الى الله ".......... يحدثنا فى ذلك الدكتور / الطيب زين العابدين يقول : " وكان أن سمعنا العجب العجاب كان هناك من ( يتعبد الله ) سبحانه وتعالى: بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وعملية تزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم الإسلامي." " ""
* فماذا نستشف من ذلك ؟؟؟ ..... الا ترون اننا أمام : " دين بديل " ..... أمام عقائد وموجهات الفرق الضالة بعينها ,...... والتى تعتقد , أنها وحدها هى : " مبعوثة العناية الالهة " ..... ولها مطلق الحق فى أن تهدر دم أى مخالف لها , ....وهى بعينها التى أخبرنا ألحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : " يحقر أحدكم صلاته بجنب صلاتهم"........ بعد أن وصفهم صلى عليه وسلم بأنهم: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "... .............. اذن وضحت تماما معالم تعاليم وموجهات ( المدرسة الجديدة ) ....... انها تنهل من ذات النبع القديم , لهذه الفرق , ....... وهذه الموجهات تعتمد بالاضافة الى ما ذكر أعلاه , .... كل الموبقات المحرمة فى الاسلام والتى تعتبر من أكبر الكبائر , مثل : ( الكذب ونقض العهود , والفتنة والوقيعة بين الناس ,...... ويمتد ذلك الى كل الممارسات المفضية الى الحط من قيمة وكرامة الانسان : بسلبه وتجريده ومصادرة أمواله وممتلكاته , ..... ويصل الى حدّ قتل النفس التى حرمها الله , الاّ بالحق ......... الخ الموبقات )....... كل ذلك يمارس بدم بارد . ودون أى احساس أو شعور بظلم أو ارتكاب معصية , بل يعتقدون أنهم يؤدون واجبا دينيا , ...... وشعارهم الذى يجمعهم فى هذه الممارسات كلها – (الشموليات/الفرق الضالة/المدرسة الجديدة ) - والموجه لهم فى كل ذلك هو فى حقيقته : مبدأ ميكافيلى ( الغاية تبرر الوسيلة ) ........... ولكن بعد أن يحوروه ويعطوه الاسم أو الشعار المناسب مثل : " فقه الضرورة " ....... بالنسبة لرافعى رأية الاسلام , ....... ليأخذ صبغة اسلامية .
* ومن المؤسف والمحزن حقا, كما تعلمون أن تعاليم وموجهات هذه المدرسة لا تزال راسخة ومتمكنة من العقول لم تتزعزع , ...بدليل ان هناك أحداث جسيمة حدثت أثناء المسيرة تستدعى , ... بل تستوجب الوقوف عندّها لمراجعة النفس ولتبيان وجه " الحق " ....... الاّ أنّ شيئا من ذلك لم يحدث , ...... نشير هنا الى ثلاث منها :
الحدث الأول : عملية المفاصلة وقد اتضح كما تعلمون أنها كانت مجرد صراع على السلطة لا غير , ........ بل شكك البعض بأنّها لا تعدوكونها تمثيلية الغرض منها افساح المجال لهذه التعاليم كى تشق طريقها وتحقق أهدافها المرسومة لها .
الحدث الثانى : اعلان السيد رئيس الجمهورية / عمر البشير للعالم كله وفى لقاء جماهيرى , متهما الأب الروحى له , وقائد هذه المدرسة ,..... بأنّه : " ماسونى "...... فهل يوجد على ظهر هذه البسيطة من لا يدرك خطورة هذا الاتهام ومع ذلك لم يتغير أي شىء .!!!!!!!
الحدث الثالث : البيان الذى أصدره مجمع الفقه الاسلامى والخاص بالفتاوى الشاذة للأب الروحى لهم أيضا , ..... والتى حلل فيها الحرام وحرم الحلال , ..... تم عرضها ووزنها بميزان الشرع وصدر حكم الشرع فيه ببيان علمه الناس كل الناس , .... وبالرغم ان هذه الفتوى جاءت متأخرة ,الاّ انها مهمة , ... وتكمن أهميتها فى أنّها صدرت من المرجعية الدينية للانقاذ , ..... وهناك تساؤل مهم ظل قائما حتى تأريخه وهو : " بما أن هذه الفتوى صدرت فى حق منشىء هذه المدرسة الجديدة والتى ترجع اليها كل ممارسات الانقاذ منذ قيامها ووفقا لتعاليمها وموجهاتها ,.... فلماذا لم يواصل المجمع عمله والاضطلاع بواجبه الدينى والوطنى أيضا نحو اخضاع هذه التعاليم والموجهات لميزان الشرع لتبيان وجه الحق فيها , .......... أليست هذه الموجهات والتعاليم المعتمدة والممارسة ومطبقّة حرفيا حتى تأريخه , ... تعد وليدة للطاعة العمياء لما بثه فى عقولهم هذا الذى يحلل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله فكيف تستمر طاعته هكذا وأنتم تعلمون أن هذه بمثابة عبادة له من دون الله , ... ألا يكفى ذلك وأنتم تعلمون أنه يدخل فى منطوق الآية : (( وأتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . )) ........ وجاء شرحها من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ....... ولكنّهم أحلوا لكم الحرام وحرموا عليكم الحلال , فأطعتموهم , ... فتلك عبادتكم ايّاهم . " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( فهل هناك فتنة وبلية تصيب الانسان أكبر وأشدّ ضررا وخسرانا من هذا )
* اذن كما ترون ان هذه التعاليم والموجهات , ... لا تزال راسخة لم تتزحزح , ...... حتى عمليات : " الفساد "..... الكبيرة والتى تمارس علنا دون مواربة ويراها الناس كل الناس , فى شكل اقتناء الفلل الفاخرة , والبنايات الضخمة , وانشاء الشركات الكبيرة متعددة الا غراض ........... الخ ........ والناتجة عن : " نهب المال العام "......... كما مشار اليه أعلاه , ........ كل ذلك يدخل فى حكم الاباحة , .... لا " بل عبادة " ....... ويخبرنا الصحفى القدير وعضو الانقاذ : " الطاهر ساتى "...... بما يعد بمثابة : (( شهد شاهد من أهلها )) ( صدق الله العظيم ) ...... أحد طرق نهب المال العام , ..... يقول فى ذلك : " أن الفساد كل الفساد هو: " الحزب الحاكم ولا شئ غيره " وتساءل قائلا: " هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟....... يقول في ذلك: " أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: " ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. " * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,... فهو: " دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . " ويواصل قائلا: " حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد... ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟. * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : ... له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب ... وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!! * حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار: " مخيفا ومرعبا "...... وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة : سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!! * الحزب يسمو عاليا كلما : رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه... حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! ...

) بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد 4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006 )

( بهذه الطريقة وغيرها , ..... كما تعلمون يا أصحاب الفضيلة , ..... بدأ ت عملية نهب المال العام تحت مبدأ " التمكين " منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه وباعتباره عبادة يتغرب بها الى الله . )
* أسألكم بالله هل يوجد فى العالم كله , " فتنة "..... أعظم وأبشع شرا من هذه الفتنة ؟؟؟؟؟؟؟

* هذه هى القضية يا أصحاب الفضيلة , ..... انها مسئوليتكم أنتم فى المقام الأول , ...... نرفعها اليكم , ونحملكم المسئولية كاملة أمام ربّ العزة ,..... للعمل بجدّية , ... وباخلاص وتجرد كاملين , .... وصدق النية فى التوجه , .... للاضطلاع بواجبكم الدينى والوطنى نحو درء ومعالجة هذه : " الفتنة " ..... بتعريف وجلاء وجه الحق , ... ولا شىء غير الحق , ... بهدف اعطاء الفرصة الثمينة والغالية بعودة من وقع فى هذه الفتنة للرجوع للحق والى طريق الصراط المستقيم ,...... وذلك عن طريق , اخضاع تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة للمراجعة والتقييم وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف ,....... وبيننا جميعا : " راعى ورعية " : " كتاب الله وسنة نيه صلى الله عليه وسلم "............. فالنمتثل ونخضع لهما جميعا,....... فالرجوع للحق فضيله , ......فهو كما تعلمون السبيل والطريق الوحيد المفضى والموصل . " للخلاص " ..... والولوج لباب التوبة , .... ونسال الله أن يحقق على أيديكم النجاح والفوز بالتوبة , ..... ويعقب ذلك تنفيذ كافة مستلزماتها :
(1) التوجيه والتعريف بموجبات التوبة النصوحة من عمليات ردّ المظالم , ورجوع كافة الحقوق المقتصبة الى أهلها , ..... وجبر كامل لكل الأضرار وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف .
(2) الجرائم المرتكبة : يجب أن تخضع كل الجرائم المرتكبة لحكم الشريعة , وفى ظل تحقيق قضائى عادل , واجراءات تكفل محاكمات عادلة ووفقا لأحكام الشريعة الاسلامية , .......لأن هذا هو الطريق الوحيد المفضى الى تحقيق ثلاث أهداف عظيمة وجليلة هى :
الهدف الأول : يفضى هذا العمل كما تعلمون الى خلاص هولاء الذين فتنوا فى دينهم , .... وفرصة عظيمة ونادرة : " للتطهير "...... ورجاء حسن العاقبة .
الهدف الثانى : قفل ووضع حد نهائى , .... وسدّ كامل لكل الزرائع , ومبررات التدخل الأجنبى : " من جيوش , ... ومحكمة جنائية , .... وغيره " .
الهدف الثالث : وبهذا العمل فقط , نستطيع أن نثبت للعالم أجمع , ...... أننا أمّة قادرة على تحمل مسئوليتها الكاملة , ...... وأنها تملك بجانب تراثها وتاريخها العظيم الطاعن فى القدم , .......... انّها تملك بجانب ذلك : " عقيدة "..... مستمدة من الوحى ألالهى , ......... مستمدة من تعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , ..... التى تعلو وتسمو على كل الأنظمة التى توصل اليها الانسان مؤخرا , ..... والمعبرة حقيقة عن فطرته السليمة ,..... تسموا عليها , لأن مخالفتها تعد مخالفة للربّ : " الخالق ".... وليس لقانون وضعه البشر . ....... يطبق على البعض , ويتجاوز عن آخرين , !!!!!!!!!

وفى الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم

" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتّباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . "

مقدمه المواطن / عوض سيداحمد عوض
[email protected]


Post: #131
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-25-2013, 02:16 PM
Parent: #130

صحيفة المجهر من صحف نظام حكم المؤتمر الوطنى وضمن الة الدفاع الدعائية عنه بالحق او بغيره تحاول ان تلعب لعبة صحفية مع الاخرين لتجد لها مصداقية لدى القارىء اجرت حوارا مع الطيب زين العابدين وهو من الرجال القلائل فى الحركة الاسلامية الذين يتخذون موقفا واضحا صد الخطا والشمولية وممارسات الاخوان المسلمين فى السلطة وعرف بقول الحق فى كل كلمة ينظقها عن الواقع الحالى حاولت الصحيفة استنطاقه فحاصرها بالحقائق المحرجة لامثالها ..ماذا قال الطيب اقرا هن
ا

البروفيسور "الطيب زين العابدين" في حديث الساعة لـ (المجهر)
22/01/2013 16:36:00


أجراه - صديق موسى دلاي

قدم البروف "الطيب زين العابدين" شروطاً منهجية لإجراء الحوار، مثل أن يكتب ذات السؤال التي سئل له حتى تأتي الإجابة في سياقها من أجل إكمال صورة الحقيقة، كما أصر على تحديد الأسئلة وضرورة تسلسلها.. و(بشكل ما) يمثل الدكتور "الطيب زين العابدين" الحركة الإسلامية بفهم الأساتذة الجامعيين، وعليه يجب أن تكون بلا أخطاء كبيرة وقريبة من الفهم المدرسي للمجتمعات، لذلك بدا البروف "زين العابدين" قاسياً في حكمه على النظام الحالي، وقال: الحركة التي نعرفها لا تتألق من خلال الحكم العسكري، والحكم العسكري غير مستعد أن يتخلى عن مزاجه وطريقته من روح الحركة ومنهجها إلا في حدود.
واعترف بأنهم في مركز (الأيام) يكتبون مسودة للدستور من أجل التوعية والتنوير بأهميته، وأن هذا المركز بصراحة مدعوم من دولة ألمانيا الاتحادية، وأكد أن الحكومة تتعجل في إصدار قرارات غير مهمة وتكلفها الكثير، واتخذ من إغلاق مركز (الخاتم عدلان) ومركز (الدراسات السودانية) مثلاً على أنها مراكز لا تصنع باروداً وينبغي مجادلتها بدل إغلاقها، مما يثير ردود فعل أقوى من تأثيرها وهي تعمل.

{ كيف تنظر لمؤتمر الحركة الإسلامية الثامن بعد أن انفض سامره؟
- أظن أن أكبر مفاجأة في المؤتمر الثامن هي كشفه عن حراك في قواعد الحركة الإسلامية فيه قدر من التمرد على قيادات الحركة والحكومة، وظهر هذا جلياً في انتخاب "الطيب سيخة" الذي رشحه الشباب مقابل بروف "عبد الرحيم علي" الذي رشحه المتنفذون في الحكومة، وكان فوز مرشح الشباب ساحقاً.
{ والدستور.. أليس ثمة مفاجأة أن يكون كما هو؟
- هناك مادتان غير مقبولتين بالنسبة لقواعد الحركة الإسلامية، الأولى أن الأمين العام ينتخب من مجلس الشورى بدلاً عن المؤتمر العام، والاحتجاج الثاني قائم على تكوين قيادات عليا متكونة من قيادات الحكومة لتجلس على قيادة الحركة الإسلامية، والاعتراض عليها سببه أن قيادات تأتي من خارج الحركة الإسلامية (يأتوا ناس ويصيروا في قيادة الحركة وهم لا علاقة لهم بالحركة).
{ بصراحة.. ما الذي حدث عشية انعقاد مؤتمر الحركة الثامن؟
- الحكومة عملت بقوة وسط أعضاء الولايات.. طافوا بهم وتحدثوا معهم حتى الفجر وغيروا اتجاهاتهم للتصويت مع خط الحكومة، وهكذا أجيز الدستور كما هو، وتم انتخاب الأمين العام من الشورى وانسحب مرشح الشباب الدكتور "غازي صلاح الدين".
{ أين المفاجأة في كل هذه التفاصيل؟
- المفاجأة أن هناك تياراً تعرض للحكومة، ودخل في مواجهة علنية معها، والحكومة أصرت أن تنتصر لرأيها دون محاولة التوصل إلى تسوية، مما كشف عن عمق الانشقاق، لأنه مكون من قوى المجاهدين، (الأولاد الذين حرروا هجليج)، معهم قيادات.. هؤلاء كانوا مصدومين من إصرار الحكومة على موقفها ضد المجاهدين.
{ هل تقصد بالحكومة الدولة؟
- أقصد (الحاءات) الثلاث.. الحكومة والحزب والحركة.
{ ألم يكن حصول قيادات رفيعة على صوت وصوتين مفاجأة داوية؟
- كانت محدودة وبدون مغزى إذا علم السبب، فكل من يرشح يتجنبهم لأنهم سيأتون من خلال الاستكمال (وبرضو في ناس زهجانيين منهم).
{ كنت عضواً مهم في الحركة الإسلامية.. لماذا لا تقول هذه الحقائق أمام تلك القيادات؟
- فارقت الحركة الإسلامية من زمان، وأنا الآن لست عضواً فيها، لأن طبيعة الحكم العسكري لا تسمح إطلاقاً بقيام نظام حكم إسلامي (وما ممكن نظام عسكري يعمل نظام إسلامي).
{ كنت مؤسساً فيها وعضواً في مجلس شوراها وأنت طالب.. ما الذي تغير كلياً داخل الحركة الإسلامية؟
- (ما قايلهم بيوصلوا للدرجة دي.. أنا شفت بعيوني كل شي).. لقد صارت الحركة الإسلامية أسوأ من الأحزاب.
{ حدثنا ببساطة عن فكرة الاستكمال في شورى الحركة الإسلامية؟
- للأمانة هي فكرة الدكتور "الترابي"، وغالباً ما ينتخب المؤتمر العام الأعضاء الظاهرين ويتجاهل العمال والزراع والمرأة والطلبة والمغتربين، ولم تكن الموازنة الجهوية موجودة.
{ لماذا يتجاهل مؤتمر الحركة هذه القوى الحية في المجتمع؟
- لأنها في الأساس حركة مثقفين.
{ في رأيك، هل ما حدث في مؤتمر الحركة الثامن من مداولات له علاقة بالمحاولة الانقلابية؟
- المحاولة الانقلابية حدثت بعد أيام قليلة من قيام المؤتمر، ولا تكفي تلك الأيام للتخطيط، وقد اتضح أن الانقلاب كان معداً بدقة لاستلام السلطة. وتفسيري أن تيارين داخل الحركة يعارضان السلطة، الأول يؤمن بالتغيير العسكري وهو الذي قام بالمحاولة، والثاني مؤمن بالمعارضة للإصلاح من داخل أجهزة الحركة، وفشل الأخير في جميع محاولات الإصلاح، ما جعل أصحاب التغيير العسكري يحركون خطتهم للتنفيذ.
{ في تقديرك.. ما هو نوع الصلة بين التيارات لتغيير الأوضاع داخل الحركة؟
- أظنها صلة لها علاقة بالتداخل (هم يعرفوا بعض كويس). وما أعلمه جزء تحليل و(شوية معلومات).. (وأقدر أقول كان في تداخل واتصال بينهم)، وكان عدد المجاهدين في المحاولة الانقلابية مقدراً.
{ هل تستطيع أن تعطي أسماء؟
- (ما بقدر أدي أسماء)، لكن القوى الحقيقية في محاولة التغيير هم المجاهدون، وهم وحدة متماسكة، لأنهم قاتلوا مع بعضهم. والعلاقة بينهم تلغي كل الحواجز.
{ ألم يتصل بك هؤلاء المجاهدون لاية استشارة؟
- نحن الجيل الأول وهم الجيل الرابع، وتبدو المسافة بعيدة من هؤلاء المجاهدين، ولكننا نلتقي بهم ونتحدث معهم ووجدت فيهم حماساً.
{ برأيك.. ما هو السبب الذي جعل الحركة الإسلامية تقدم (20) ألف شهيد تقريباً ثم تعجز عن محاكمة الفاسدين؟
- (مافي تناقض بين من يجاهد ويفسد.. دا كلام ما صاح).. فالمجاهد يجاهد ولكنه قد يكون ضعيفاً أمام المال والمرأة والسلطة.. هذه طبيعة البشر والإنسان ولا غرابة.
{ كيف تنظر لعملية الجبهة الثورية ووثيقة (الفجر الجديد)؟
- أظن أن (الفجر الجديد) كان يمثل رأي الجبهة الثورية أكثر ما يمثل الأحزاب السياسية، والذين وقعوا نيابة عن الأحزاب ارتكبوا خطأ، وانتهز المؤتمر الوطني والحكومة الفرصة للانتقام من المعارضة.
{ لماذا برأيك سحبت معظم الأحزاب تأييدها للوثيقة؟
- خوفاً من السلطة، ومارست الحكومة نوعاً من الانتهازية للملمة القاعدة الإسلامية المحتجة عليهم وبعد أيام سنسمع بدعوة الحكومة لذات الأحزاب للحوار حول الدستور.
{ قلت إنك لا تنتمي للحركة الإسلامية فلماذا تدافع عنها أحياناً؟
- (الحركة الإسلامية شكيتا على الله).. أنا ملتزم بالخط القيمي للإسلام ولن أدافع عن الفساد في مثل هذا المناخ، وكنا في العمق حينما كان الشيوعيون (يغالطونا حول الله في والله مافي)، ولكنهم في عهدنا صاروا يفتتحون ندواتهم بالقرآن الكريم، وفيهم من يصلي ويذهب لـ (البكيات)، وإذا صادف المغرب مع الجماعة يصلي.
{ هل تفعلون شيئاً حول الدستور؟
- مهما تم نفي دعوة الحكومة، فإن دعوة الرئيس في لقاء ببيت الضيافة يوم 9 سبتمبر 2012م دعا فيها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحملة السلاح للمشاركة في إعداد الدستور.. هذا شيء لا يمكن أن يُنكر.
{ إعداد الدستور يعني مساحة واسعة للحريات كأول خطوة، ولكن تداعيات التوقيع على وثيقة (الفجر الجديد) تدل على مخاطر أخرى؟
- كان كلام الأستاذ "علي عثمان" واضحاً، يرحبون حتى بمن يدعون لدستور علماني، فأين وضع الأحزاب حالياً في تصريحاتهم؟!
{ أنت حضرت اللقاء مع الرئيس بشأن الإعداد للدستور.. ماذا سمعت وماذا رأيت؟
- شكروا الرئيس، ونسوا قضية الدستور تماماً.
{ هل أنتم الآن في مركز (الأيام) تكتبون دستوراً؟
- نحن نبصّر بأهمية الدستور، وكيفية إعداده والتوعية بأهميته.
{ مدعومين من وين؟
- من شركة ألمانية موزعة في (40) مركزاً حول العالم، مدعومة من الحزب الاشتراكي الألماني، وهو معروف في كل الدنيا، وتموله الحكومة الألمانية.
{ لماذا لم تم إغلاق المركز مثل المراكز الأخرى؟
- أمشي أسال الحكومة.. (إنت عاوز برضو تضيق الحريات!!).
{ إنت مؤتمر وطني؟
- عمري ما دخلت الدار دي إلا عشان أقابل زول لشأن خاص، وافتكر قراري

By:SudaBest Network Solutions

Post: #132
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 01-30-2013, 10:59 AM
Parent: #131

الوطني: متبرعون من الشعبي يأتون بالمعلومات عن حزبهم

نشر بتاريخ الأربعاء, 30 كانون2/يناير 2013 09:07
الخرطوم: صلاح مختار

نفى المؤتمر الوطني بشدة اتهامات المؤتمر الشعبي له بالتجسُّس على اللقاءات التي يُجريها الحزب، وقال: الذين تبرّعوا بإيصال المعلومات هم عضويَّة الشعبي، ودعا تلك العضويَّة إلى الانتقال من مرحلة إيصال المعلومة إلى الانسلاخ من الشعبي والانضمام إلى الوطني. وقال رئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني مهندس حامد صديق في تصريحات أمس إن الذين تبرّعوا بالمعلومات هم عضويّة المؤتمر الشعبي وشكر تلك العضوية على تلك المعلومات، وأشار إلى أن عضوية الوطني معروفون لدى الشعبي ولن يستطيع أحد أن ينقل أي معلومات مشيرًا إلى أن المتبرعين من الشعبي هم الذين يأتون بالمعلومات. وفي سياق منفصل أكد صديق أن الوطني يشهد انعطافًا نحو الحزب، وقال إن تكالب المعتدين على البلاد وتقديم تنازلات للأعداء جعلت المواطن أمام خيار واضح بين ما هو وطني وغير وطني.

الانتباهة


-----------------

القيادي ونائب الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي » في حوار مآلات الفجر الجديد

« الأربعاء, 16 يناير 2013 07:32 الاخبار - حوارات
حوار / حالي يحيي:

لعلها الصراحة وحدها كانت وراء المواقف الواضحة التي بنى عليها حزب المؤتمر الشعبي رأيه حول بنود ميثاق الفجر الجديد.. حيث أكد الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي بالحزب اعتراضه على قضايا أساسية لا يمكن التوافق عليها، مثل قضية علمانية الدولة.. والمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وغيرها.. إلا أنه طالب بضرورة الإطلاع على الميثاق جيداً قبل إصدار الحكم.. وبحسب السنوسي هناك بنود متفق عليها، إنطلاقاً من مبدأ الحوار مع الآخر إن كان معارضاً سلمياً أو مسلحاً، وفصل السنوسي الكثير مما هو مختلف ومتفق في الميثاق الذي اعتبرته الحكومة خروجاً غير عادي عن ما هو مألوف للمعارضة، المزيد من حديث الشيخ السنوسي في نص هذا الحوار.

هل هناك لبس في موقفكم من ميثاق الفجر الجديد؟


أولاً تحالف المعارضة هو أحد مكونات إجماع القوى السياسية في السودان، ونحن أحد مكوناته ونعمل في إطاره، ومنذ أن شاركنا فيه كان هناك تباين في الأفكار، ولأننا كنا على حوار مستمر زالت تلك الخلافات.. وما يسير عليه التحالف فيه الكثير من الاتفاق، وبعض القضايا تم تأجيلها لحين سقوط النظام، وما ورد في ميثاق الفجر الجديد، وبعض مواده المختلف عليها، إذا أصروا عليها قطعاً ودون أي شك لسنا معهم، خاصة فيما يتعلق ببند أساسيات الحكم على رأسها إسلامية الدولة أو علمانيتها.. هذا هو الخلاف.. وقلت إذا كان هناك نص يقر بعلمانية الدولة قطعاً نحن لن ننسحب فقط، كلمة انسحاب لا تعبر، وإنما لن نوافق أصلاً ولن نلتزم بالميثاق.. لا مساومة في قضية الشريعة الإسلامية، لا مع من هم في الخارج أو من هم في الداخل- أي النظام القائم- أرجو أن يكون هذا الأمر واضحاً، نحن حركة إسلامية تأسست على مصدر القرآن والسنة منذ الخمسينيات، وظل هذا موقفنا كل تلك العقود حتى مجئ ثورة الإنقاذ، التي لم نفارقها إلا لأننا اختلفنا معها على المبادئ، وخانوها هم قبل أن تخونها جهة أخرى، كان هناك ميثاق ودستور نقضوه بعد أن أجيز في البرلمان- أعني دستور عام 1998م- أليس هذا مخالفاً لما تواثقنا عليه!! إذن ما الذي يمنعنا من التحاور والتفاكر مع جهات تعارض الحكومة، أليس الحكومة تحاورهم لماذا نحن نُمنع من هذا الحق؟!!.

أليس موافقتكم على الميثاق نوعاً من التكتيك لأن ما تظنونه عكس ذلك أي عدم موافقتكم على الميثاق؟

هذه الصفات لا تنطبق علينا وهي صفات المنافق.. يقول شيئاً ويبطن شيئاً آخر، نحن نعارض علناً ما نعارضه، ونوافق علناً ما نوافقه عليه، لذلك هناك بنود في هذا الميثاق نعترض عليها، وهناك بنود أخرى نتفق معها، وليس هذا تكتيكاً، يمكن أن تكون هناك خلافات فكرية ونقاش سياسي.

أليس الذي وقَّع عنكم كان مفوضاً من الحزب أم في الأمر لبس..؟

أولاً كان لدينا ممثل هناك وهو الأخ طارق محجوب، وعادة في مثل هذه الأنشطة إذا طرأت قضايا خلافية يتصل الشخص ويرجع للحزب في أمر البت في المسألة حتى إن ذهب هذا الشخص بموافقة الحزب.. في مثل وجود بنود يختلف عليها كان عليه الرجوع إلينا للموافقة عليها أو الرفض، وهو لم يفعل ذلك، لذا أنا لم استيقن أن الأخ طارق محجوب وقَّع أم أن المشاركة حُسبت توقيعاً بالنسبة لي، لا أقول أتبرأ إلا أنه ربما كان هناك اجتهاد فردي كان أن يعود للجماعة، وإذا لم يفعل من حق الجماعة أن تنقض ما اتفق عليه، هذا شيء طبيعي.. الشورى مطلوبة.. القرارات تصدر بالأغلبية أو بالإجماع وليس بفرد واحد.. ما كان ينبغي أن تحدث قضية ميثاق الفجر الجديد ضجة بهذا الحجم، وإذا كان الأخ قد وقع من حق الجماعة أن ترفض، حتى إن كان قد اخطأ من حقنا أن نصحح..

الحكومة توعدت بمنع الممارسة السياسية لكل من ساير ووقَّع ميثاق الفجر الجديد.. نحن لا نخاف أحداً ولو كنا نخاف لما عارضنا ودخلنا السجون، لسنا ممن يخاف من حديث الوعيد.. قراراتنا نتخذها بما نراه وليس رغبة أو رهبة من النظام، قلنا رأينا في الداخل والخارج دون مواربة وفي ذلك لا أرى هناك أمراً غير عادي.

ما هي البنود التي تتفقون فيها وتختلفون عليها؟

ليس من الغرابة أن نذهب لأي منبر لنقول رأينا إذا كان منبراً خاصاً بالجبهة الثورية، لابد من تسجيل الحضور وعرض الرأي، البعض يذهب للمحافل الدولية الإقليمية، نحن محصورون، وليس هناك إعلام يخدم الجميع أو يعكس الآراء ضد النظام بل تُحجب.. نحن لا يرخص لنا أن نقيم ندوة في الميادين المفتوحة بل فقط في دارالحزب، ميزة هذا اللقاء أننا اجتمعنا بقوة سياسية لم يكن بيننا وبينها حوار من المنظمات والأفراد، اللقاء مع حاملي السلاح ما الغرابة في ذلك، هم سودانيون يرفعون السلاح وهناك مواجهات معهم.. من حقنا أن نتصل بهم.. بل الغريب أن الحكومة تتصل بهم ويحجرون علينا ذلك.. وتلتقي بهم الحكومة في الدوحة..

لا غرابة في الاتصال بالجهات الخارجة، الدافع الآخر هو لأننا نلتقي في معارضتنا للنظام، ونختلف في وسائل المعارضة، نحن نعارض سلمياً وهم يعارضون بعنف، إذا سقط النظام نريد أن نتفق على ما بعد اسقاطه.. وهذا ما تفعله أية دولة في العالم.. تجتمع في لقاءات مختلفة والبحث عن كيفية إدارة البلد بعد زوال الحكم.. وتنويرهم بأشياء كثيرة هم لا يعرفونها، هذا أمر طبيعي ولن نقطعه.. للاتفاق حول تصور لحكم البلاد.. وهؤلاء حملة السلاح ولابد من محاورتهم، لأنك تحاور ولن تلتفت للضعيف، أنت تحاور القوى المسلح هذا هو المنطق.. ثالثاً لديهم آراء تقتضي أن تصحح وقد تكون لديهم آراء.. وعبر هذا اللقاء يتم التلاقح في الآراء لمصلحة السودان.. أما حديث كيف يمكن الاتصال بجماعة خونة هذه تعابير لا تليق بمن هو في هذا العالم وفي القرن الواحد والعشرين، أن يصبح كل من اختلف معك خائناً




لكن كيف يستقيم أن تتعاونوا مع معارضة مسلحة؟


لابد من فتح الحوار مع معارضة سلمية أو مسلحة، وهل المختلف معك يصبح خائناً إذا اتصل بسودانيين يعارضون بعنف؟ هذا ليس منطقاً ولا يسوغ للآخرين بأن يصفونا بالعمالة والخيانة.. أليس هم خانوا مواثيق البلد؟.. وأنا في رأي واعتقادي لابد من فتح حوار مع الجميع لحلحلة الأزمة.. بالتالي هذا هوالمبدأ الذي دعانا للمشاركة وما زلنا ثابتون على هذا، لكن هناك نقاط مختلف عليها، وهذا شيء طبيعي، من هم في الداخل لا يتفقون على كل شيء، من باب أولى إذا كانت هناك قوة ثورية أو يسارية أو إسلامية فهناك إختلاف.

ما هي النقاط التي تختلفون فيها ضمن بنود ميثاق الفجر الجديد..؟

أولئك يطرحون علمانية الدولة، وهذا أمر مرفوض، نحن مع الشريعة، وخلافنا أيضاً على الفترة الانتقالية.. هم قالوا خمس سنوات نحن لا نوافق على هذه الفترة في حال سقوط النظام، وهم طرحوا مسألة فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة، وهذا في رأينا يتصل بعلمانية الدولة، الزكاة شعيرة من أصول الدين.. وكان خلافنا كذلك في موافقة السودان على كل المواثيق الدولية، نحن لا نوافق بالإجمال عليها، لأن هناك مواثيق تنافي مبادئ الدين الإسلامي.. مثل اتفاقيات تبيح الشذوذ الجنسي، وإلى غير ذلك مما يتصل بحقوق المرأة، أيضاً المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.. وما يتصل بمساواة حقوق المرأة.. قد يتضمن الغاء حقوق الميراث لا نوافق عليها، ونختلف على بند اختيار رئيس للدولة ونواب من الأقاليم.. الخلاف هنا كيفية حكم السودان.. الأمر يتصل هنا بحل جهاز الأمن القومي.. من تجربة الانتفاضة ثبت أن حل الجهاز يؤدي لعواقب وخيمة.. وكان حينها أن حدثت فوضى لذا تقتضي التجربة التدبير في المسألة.

أيضاً فيما يتعلق ببند ديمقراطية التعليم نحن نختلف فيها، لأننا لا نرضى بديلاً للغة العربية لغة أولى للتعليم في السودان، وليس لنا حجر على اللغات الأخرى، فلتكن الأولى اللغة العربية.. وتحفظنا على ما ورد من طرح مفوضيات لنا فيها ملاحظات، يمكن أن تقوم بعدد محدود لا تتعارض مع مؤسسات الدولة أختم في هذه المسألة بأننا متفقون على هدف إسقاط النظام، إلا أننا مختلفون على الوسيلة.. هناك نقاط كثيرة وردت في ميثاق الفجر الجديد نعترض عليها، بينما هناك ما نرتضى عليه بالحوار، يمكن أن نصل لاتفاق أنه ينبغي على الجميع الإطلاع على الميثاق قبل إصدار الحكم.

أيضاً هناك ذكر لمسألة الدستور الانتقالي دون ورود علماني أو إسلامي، ومسألة ضمان حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية، هذه لا خلاف فيها.. حينما نوافق على فقرات أو بنود، الناس يحكمون علينا بإننا وافقنا على علمانية الدولة..

لكن بنهجكم وخطوة الفجر الجديد قد تتصاعد الأمور بينكم في المعارضة والحكومة..؟

هي لا تريد أن تسمعنا، وهم بهذه الصورة والتهديدات سيسرون في نفق قد يقود إلى تفاقم الأمر اعترضنا عليه أو اختلفنا، ونخشى أن يكون المصير نفس مصير سوريا.. التخندق في الرأي دون الاستماع للآخرين، هذا لن يؤدي لحلحلة قضايا السودان، لذا رضوا أم أبوا هذه هي الخاتمة.. أما مسألة حوار الآخرين في الداخل بدأت منذ المفاصلة دون جدوى، وهم يريدون أن يعود اليهم البعض تائبين منصاعين وهذا يعني الإنخراط في نفس السياسة.. كيف يبيحون لأنفسهم محاورة المعارضين خارج السودان ويحرمون علينا ذلك أليس حزباً ونحن أحزاب.

هل الوثيقة بها بنود تفتح الباب لتقسيم السودان.؟.

نعم هناك بند ربما فات عليّ أن أذكره وهو مسألة الوحدة بالحرية الطوعية، نحن تحفظنا على هذا البند الذي قد يفتح الباب لتفتيت السودان، وكما قلت هؤلاء طرحوا آراءهم ونحن نوافق أو نعترض على ما نراه وفق مبادئنا ومنطلقاتنا.

ألا توافق على خلافاتكم في المعارضة ربما يكون سبباً في تأخر الربيع العربي في السودان؟.

الخلاف بيننا قلَّ ونحن نتوافق على الكثير من القضايا، الدولة في الداخل لم نختلف على هويتها.. لا نبغي على علمانية أو إسلامية الدولة بعد سقوط النظام، فقط نكتفي بدستور إنتقالي، وخلال إجراء انتخابات نزيهة الكل له الحق في أن يدع إلى علمانية أو إسلامية باختصار ليس بين المعارضة خلاف يستعصى حله.. أما ما يزيد من عمر النظام ليس وجود خلاف في المعارضة من عدمه، ولكن نقول إن المناخ الثوري في السودان لم يصل للحد الذي يمكن أن يتجاوب معه الشعب السوداني، دون شك سيأتي اليوم الذي ينفجر فيه الشعب، التأخير مرهون بزمن يتهيأ فيه الجميع مع المناخ الملائم لسقوط النظام، ولا أحد يعلم موعد هذا اليوم، من كان يعتقد أن مصر يمكن أن ينفجر فيها الوضع وتخرج ثورة.. لم تكن في مصر معارضة أصلاً.. وفي تونس مثلاً لا أحد يتكلم في السياسة.. وتسبب شخص واحد في إشعال ثورة أمتدت إلى ليبيا ومصر.. لم تكن هذه الثورات مرهونة بأمر ما هي إرادة الله فوق الجميع.

إذا أراد الله أن ينزع حكم لا يحتاج إلى مظاهرة شعبية أو معارضة الحكومة.

الحكومة تراهن على عدم توحد المعارضة؟..

يبدو أن فهمها مازال بعيداً عن الواقع لا تستهين بخصمك ولو كان ضعيفاً، ما أظن كانت المعارضة في تونس أقوى من معارضتنا ولا في ليبيا، ولم يكن النظام أقوى من النظام السابق في ليبيا.. قد تأتي الساعة التي تغير كل شيء حتى لو كانت المعارضة ضعيفة... الحكومة أيضاً تعمل على إضعاف المعارضة بالرغم من هذا السياق العام إن النظام لن يستمر مهما كانت ضعيفة، أو انشقاقاتها، لا جدوى في استمرار غرور الحكومة.. الأقوى منهم سقط.

لكن إسقاط الحكومة بهذه الطريقة قد يؤدي لعواقب ربما لا تتحملونها في وجود حركات مسلحة..؟

هذا ما قلته.. ما فائدة الحوار وخلق إجماع قوى للمعارضة إذا سقط النظام، حتى لا تحدث فوضى لا بد من خلق بديل انتقالي متفق عليه مثل ما حدث في دول الربيع العربي، بالتالي كما ما ورد الدستور الإنتقالي.. يمنع من فوضى سياسية في الداخل، ومسألة البحث عن فرص حوار مع من هم في الخارج أيضاً منعاً لدخولهم بالعمل العسكري وإحداث فوضى عارمة، كما حدث في دول الربيع، لذا إذا كانت الحكومة لديها عقل عليها أن تشجع الحوار مع الحركات المسلحة.. لئلا تحدث عواقب وخيمة، هذا ما نتخوف منه.. في الداخل اتفقنا على تصور موحد في الخارج، أيضاً كان هذا هو المسعى لإيجاد صيغ توافقية.

شباب المعارضة يدعونكم لاعطائهم الفرصة أنتم الشيوخ.. قد لا يستقيم الأمر ربما لقيادتكم السياسية بعد سنوات طوال...؟

من الذي منعهم.. نحن الآن نتحدث عن كيفية التغيير ثم كيفية الحكم، وليس من يحكم أو من يقود، للشباب دون مهم في المستقبل إذا ما تحملوا مسؤولياتهم.. وسقوط النظام الآن يشترك فيه الشيوخ والشباب.. نحن لا نخشى خلا فهم علينا هذه سنة الحياة.. الخلاف ليس عيباً.. المهم أن يتفق المجتمع لممارسة السياسة بصورة حرة، تدفع بتطور البلاد، فليأتي الشعب بمن يريده شاباً أو كهلاً، ما الغرابة في هذا تجديد القيادات في المعارضة هذا أمر يخص الأحزاب والمكونات.

لماذا برأيك الشيخ الترابي صائم عن الحديث للإعلام؟

هو يصوم على خير ويفطر على خير والإعلام منحاز.


اخر لحظة

Post: #133
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-05-2013, 08:14 AM
Parent: #132




صلاح قوش متهم ام ضحية
02-04-2013 07:59 PM

عمار محمد ادم

الاحداث التى ادت الى اعتقال الرفيق صلاح عبدالله محمد صالح الملقب بصلاح قوش من شأنها ان تثير الكثير من الاسئلةالمحرجة لدى قطاعات مؤثرة من الاسلاميين هم الان فى مواقع اتخاذ القرار فما قد حدث للرجل الذى يعتبر رجل النظام القوى من الممكن ان يحدث لاى واحدمنهم وهذا مايؤدى الى مشاعر سلبية ومتداخله اخطرها شعور اللاجدوى حين يصبح الجميع مجردتروس فى ألة تدور بهم اسمها الدولة فى وقت تتعدد فيه قطع الغيار فى ظل تهافت القوى التقليدية على المشاركة وهكذا تتناقص اعداد الاسلاميين يوما بعد يوم داخل الحكومه وقد اصبحوا مابين سجين الثورة التصحيحية او وشعبى وعدل ومساوة اوجالسون على الرصيف من بعد ان سقوط رموزهم التاريخية ومن بعد كوادرهم التنظيمية واصبحوا مجرد اشخاص يتولون المناصب ويحرصون عليها وليست لهم جذور او امتدادات فى القواعد ومابين سقوط الرموز التاريخية وتهالك القيادات الوسيطه وانهيار الكوادر التنظيمية وشيوع الفكرة والمبدأ وتبنى أخرين لها لم يعد هنالك معنى لوجود الاسلاميين فى السلطه الا ان يكونوا معبرين عن اشخاصهم .


صلاح قوش الذى تربى فى كنف الحركة الاسلامية منذ المرحلة الثانوية وظل منهمكا فى مؤسساتها التنظيمية حتى وصلت للسلطه كان يعتقد كما قال لى من قيل انه يتقرب الى الله من خلال عمله فى التنظيم ولعله الان فى محبسه عجل الله فرجه يتوقف للمرة الاولى عن الحراك االتنظيمى ليقرأ سفر حياته منذ سبعينات القرن المنصرم
وحتى بداية العقد الثانى للألفية الثالثه وقد قدر الله له هذا الامر رحمة به وان الخير فى الشر انطوى فهذا الرجل الطيب القلب قد القت به الاقدار من حيث يدرى ولايدرى فى خضم احداث جسام وحمل هموما ومسؤليات تنوء عن حملها الجبال الشم الرواسى وهو الذى كان يتمتع بقدر وافر من الحيوية والنشاط والاخلاص لما يؤمن به وقوة التحمل والصبر على المكاره والمثابرة والعمل ولكنه لم يكن ينظر حوله حتى سقط الثور وكثرت سكاكينه !! ولاندرى حاله ونحن اشد الخلق اشفاقا عليه وقد امتدت العلائق بيننا لمدى ثلاثة عقود من الزمان شاركنا فيها السراء والضراء وهو الذى كان الى جوارى يضمد جراحى من بعد وفاة زوجتى العزيزة وهو نفسه الذى كان قد حملنا فى سيارته فى يوم زفافنا.


الكثيرون لايعرفون ان الرفيق صلاح قوش من الموطئين اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وهو ذو قلب رحيم ومشاعر دافئة يحبه كل من اقترب منه وعرفه خارج العمل ذو الطبيعة المعينه ..الا ان الادوار المطلوبة منه تنظيما كانت تقدمه فى وجه أخر ولو ترك الامر له لما اختار الطريق الذى مضى فيه وقاده الى ماهو فيه الان ولكن صدقه واخلاصه وثقته فى الاخرين قاده ذلك كله الى متاهات السلطة والجاه والثروة فمن المسئول عن ذلك كله بالطبع فاننى لا احمل الرفيق الفريق هذا الامر ولكن المسئولية تقع على عاتق التركيبة التنظيميه التى لم يكن ضحيتها صلاح وحده ولكن ضحاياه الكثيرون ممن يصعب حصرهم ..ومن نعم الله ان الاحداث الاخيرة
لم تخرج عن نطاق السيطرة وان الطبيعة التنظيمية والتربية الحركية هى هى التى جعلت تلك المحاولة مكبلة بقيود نفسية وغير قادرة على الحراك حيث ينعدم فيها عنصر اساسى هو عنصر (الغبينه) وقد قال اهلنا فى غرب السودان مافى دواس بلاغبينه .


لست ادرى ماذا تحبىء الاقدار فى اكنافها ولايهمنى صلاح مدير الجهاز او مدير اليرموك او مستشار الرئيس ولكنه يهمنى صلاح والد محمد وعائشه وامه وزوجته وان لاعلاء قيمة العفو خير ما بعده خير وقد ربطوا ما بين(العفو والعافية) ولايجب المقارنة بما سبق لأن لكل امر ظروفه الخاصة به فقد حدث ما حدث فى ظروف عادية وداخلية ولابد من تقدير الامور فى اطار ظروفها التاريخية والاجواء العامه حتى يمكن قرأة الاحداث بشكل جيد وقد جاء فى ألأثر لايقضى القاضى حين يقضى وهو غضبان.
(سلام قولا من رب رحيم)

عمار محمد ادم



-------------------------


: مجموعة اغتيالات من الاسلاميين تتراجع عن خطتها الاسبوع الماضى
February 4, 2013
(حريات)

كشف اسحق احمد فضل الله – اهم كتاب الاسلاميين وموصول بالاجهزة الامنية والسياسية للمؤتمر الوطنى – عما اسماه (مجموعة المسدسات ) والتى قررت الاسبوع الماضى (اطلاق الرصاص ) ولكنها تراجعت !!

وكتب فى عموده بصحيفة (الانتباهة) : (الرصاصة تصيب لأنها لا تنطلق!!

.. والسؤال الساخط الممتد عند الناس عن

.. لماذا لا يقال فلان وفلان«يعني»

أن حيثيات الإقالة مكتملة تماماً.

ويعني أن الدولة يمنعها «شئ».

.. والأسبوع الماضي جهاز الأمن كان يعلن نصف استنفار.. وينتظر رصاصة.

.. والرصاصة كانت شيئاً يعلن مولد مجموعة جديدة تحمل كل مواصفات مجموعة «قرانفيل».

.. والرصاصة لا تنطلق «لسبب معين».. لكن الأصبع الذي كان يقترب منها يطلق ما هو أكثر من الرصاصة.

.. يطلق ما يجعل السلطة تدير عيونها – مجدداً – في أسلوب تنفيذ خطة مكتملة عندها بالفعل.. للإصلاح والتغيير.

… وكل الجهات تدور في رقصة الهياج.

الدولة تجد عيونها أن ود إبراهيم يقود انقلاباً للإصلاح.. والتغيير.

وأن مجموعة المسدسات تقود ما تقود.. للإصلاح!! والتغيير.

.. وأن الإصلاح وبكل ما فيه من أسماء وخطوات، هو ذاته ما تذهب إليه الدولة الآن.

.. وأن الفرق هو أن الدولة.. لا هي تعلن ولا تتعجل «لحسابات عندها».

وأن السخط من هناك يجد أن رأس السمكة قد تعفن بالفعل.. والخطوات البطيئة تصبح خراباً كاملاً إلى درجة تدعو الرصاصات.

(2)

.. والغرابة التي تدير أحداث السودان كانت هي ما يمنع الرصاصات من هنا.. وما يجعل هدف الرصاصات يسقط بالفعل من هناك.

.. وأمس ـ وعن النزاع بين الإسلاميين ـ نحدث هنا أن الإخلاص وحده هو ما يمنع الخراب.

.. والإخلاص يجعل المجموعة الساخطة الأسبوع الماضي تجد أن جهات كثيرة تنتظر أن يجذب أصبعها الزناد لتطلق عرساً هو آخر ما يريده الإسلام والسودان.

.. المجموعة تجد أن.

جهة كانت تنتظر الرصاصات حتى تجعل الإعلام العالمي يدوي عن «ثورة مسلحة» الخرطوم.. واغتيالات و.. و..

وجهة تندفع – تحت حجة حماية الثورة – وتفعل بالخرطوم ما تفعله المجموعات المقنعة الأسبوع الماضي في القاهرة.

.. وأن عرمان يطلق من هناك أن «ثوارنا في الخرطوم ينطلقون».

… وأن… وأن…

.. القراءة هذه تجعل المجموعة تعيد النظر وأصبعها يتراجع

.. لكن الرصاصة الحقيقية كانت قد انطلقت.. وأصابت…).



-------------------

إنشقاق جديد داخل ( الحركة الإسلامية ): إعلان تنظيم بإسم ( حشد )
February 4, 2013
(آخر لحظة)

أعلنت مجموعة من قيادات وشباب الحركة الإسلامية السودانية إنشقاقهم عن الحركة وتكوين تنظيم جديد بإسم الحركة الشبابية للعدالة والتنمية ” حشد ” ، بقيادة الأمين السياسي السابق لطلاب المؤتمر الوطني بكلية الطب بجامعة الخرطوم .

وشن البيان التأسيسي للحركة الصادر من الولايات المتحدة هجوماً لاذعا على ما أسماه الفساد والإفساد وتعطيل وإعاقة مسارات الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية التي إنتشرت في كافة مؤسسات الدولة ، لافتاً النظر الى أن ذلك لن يؤدي إلا إلى الضياع والمزيد من الإحتراب والإقتتال من اجل السلطة والثروة .

وأكدت الحركة إيمانها بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية بإعتبارها حقوقاً أساسية للمواطن ، مشددة على حرصها لوحدة ما تبقى من الوطن وكرامة أبنائه ولعمل لصون وحدة النسيج الوطني المتجانس ، بتعميق وتفعيل مشاركة أطياف المجتمع لا سيما الشباب والنساء دون إقصاء او مصادرة او إحتكار في البناء الوطني بجانب تعميم مفهوم العدالة .

وأوضح البيان ان حركة ” حشد ” حركة شبابية غير تقليدية تضم جميع شباب السودان وهي قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن ، مشيراً لفشل كافة الأحزاب السياسية في إيجاد الحل السياسي للمشكلات وإنعدام ثقة المواطن في احزاب الحكومة الفاشلة وأحزاب المعارضة العاجزة والموالية للحكومة في الخفاء عن تقديم أطروحات بديلة تعبر عن تطلعات الأمة وآمال الشعب


----------------


أهي الإفاقة من أفيون الآيديلوجية الشمولية ؟ مقتطف من صفحة (سائحون)
February 4, 2013
(فيسبوك)

Mohammed Elmustafa updated his status: “‎

اذا كان الاسلاميون يكتبون عن مأساه الحاجه كريمه أم الشهيد على الفتاح , و”ام المجاهدين “, وأم عمر عبدالفتاح المعتقل حاليا بتهمه الانقلاب على النظام . فاننا نذكر أمهات لأبطال قتلهم أخوان على عبدالفتاح داخل سجون الانقاذ وخارجها , ولكن لم يسمع أحد بهن , ببساطه لأن أولادهن عباره عن خونه وعملاء ومرتزقه .. التحيه لأم الشهيد على عبدالفتاح , وللشهيد على وأخوانه الاحترام , ولكن يحب أيضا أن نحيي كل الأمهات ليس اللائى فقدن فلذات أكبادهن فى الجنوب , بل اللائى مات ابنائهن تحت التعذيب فى سجون النظام منذ ايام الشهيد على , والذين حملوا السلاح فى وجه أخوان على من أبطال التمرد من الجنوب ودارفور , سواء أكانوا حركه شعبيه , أو حركه اسلاميه مثل الشهيد داؤود بولاد والشهيد الدكتور خليل ابراهيم , من الذين لم يسمع بأمهاتم أحد , لأنهم كانوا خونه وعملاء ! والتحيه لأمهات الأبطال الشيوعيين الذين وقفوا فى وجه نظام الانقاذ فى التسعينيات والبعثيين الذين قتلوا بدون محاكمات بيد أخوان الشهيد على وأخوان الشهيد ابراهيم شمس الدين . والتحيه لأمهات شهداء حركات دارفور والشرق وشهداء بورتسودان وأمرى وكجبار وغيرها .. أنا أتساءل فقط , لماذا تدمع عيون الالاف من الشباب والشابات عندما يعامل الأمن والده الشهيد على بذات الطريقه التى يعامل بها كل أمهات الشعب السودانى , ولا يدمعون فى باقى الحالات بل لا يسمعون بها أصلا ؟ ولماذا لا يدمع (أغلب)هؤلاء الشباب من مناظر ضحايا قصف الطيران فى جبال النوبه مثلا , ومن أخبار ضحايا الاغتصاب والعنصريه والتشريد فى درافور وغيرها ؟

لماذا تحتاج الام لأن تكون هى أم الشهيد على حتى يحزن الناس ويغضبون لأجلها ؟ ماذا عن امهات الشهداء الآخرون الذين ماتوا برصاص ذات النظام الذى دافع عنه على واخوته والذى أعتقل وقتل من قتل , وعمر عبدالفتاح ليس الا واحدا من آلاف الشباب . أنا أحترم الشهيد على وأحترم وأقدر أمه , بنفس القدر الذى أحترم به أى مناضل مؤمن بمبادئه ومستعد للموت من أجلها أيا كان . وأتمنى أن يخرج الاسلاميين والشعب السودان من “قوقعه ” أخواننا الشهدا , وأخونا الشهيد , وأم الشهيد , وديل أخوانا وما اليها .. . يجب أن نفهم أن كل من قتل من أجل هذا الوطن هو شهيد , وأن الذين قاتلوا الانقاذ ويقاتلونها الآن أصحاب قضيه ومبدأ وليسوا عملاء ,


بهذه الطريقه فقط وفقط لاغير يمكن أن يكون السودان سودان واحد وملك للجميع , ويجب احترام كل الشهداء بنفس القدر , وشهداء الانقاذ ليسو أكثر شهاده من الذين ماتوا على يد الانقاذ , وليس هناك ما يجعل ابراهيم شمس الدين شهيد وداؤود يحيى بولاد (مثلا) غير شهيد . الأفضل أن نخرج من كل هذا التاريخ وننظر للسودان بعيون سودانيه لا ايدلوجيه ولا حزبيه . وعلى حركه سائحون واصلاحيي المؤتمر الوطنى وادريس عبدالقادر أن يتذكروا دائما أن امهات الشهداء لا يحصين , وعلى الذين يبكون لمنظر الحاجه كريمه أن يتذكروا أن هناك الآلاف من أمثال الحاجه كريمه , وأن الاهانه مرفوضه لكل أم سوادنيه سوا أكان ابنها اسلاميا أوشيوعى أو بعثى أو لادينى , وعندئذ فقط يمكن أن تقوم ثوره حقيقيه فى السودان ..


-----------------

عملاء "كمبالا" .. وعصابة (الراكوبة)
31/01/2013 14:28:00
الهندى عز الدين

- 1 -
} لماذا لا يتم اعتقال ومحاكمة "يوسف الكودة" و"عبد العزيز خالد" وكل الذين وقعوا أو سعوا إلى (الجبهة الثورية) المتمردة على الحكم بقوة السلاح في "كمبالا"، بينما يتم اعتقال "صلاح قوش" و"ود إبراهيم" وآخرين بتهمة تدبير (انقلاب) على السلطة؟!
} لا يحق لأي (جهة) أو (حزب) أو (فرد) محاورة حركات (التمرد) المسلحة في أي دولة، عدا الحكومات، هذا ما نعرفه من أبجديات السياسة الدولية منذ سنوات، وهذا ما أكدته قبل أيام (المرجع) القانوني الكبير مولانا "بدرية سليمان"، عندما قالت في ندوة نشرتها صحف الخرطوم: (بموجب القانون الدولي، فإن الحوار مع حركات التمرد مسؤولية الحكومة وحدها وليس الأحزاب).
} إذن لا يحق للسيد "الكودة"، أو غيره، أن يدعي أنه ذهب إلى "كمبالا" لمحاورة (التمرد) الذي أعلن على الملأ في وثيقة (الفجر الكاذب) أن (الكفاح المسلح) هو وسيلته لإسقاط النظام الحاكم في البلاد.
} يجب أن تحقق السلطات الأمنية مع كل من قصد "كمبالا" وجلس إلى "عقار" و"عرمان" و"الحلو" وربما مخابرات "يوري موسفيني" من وراء حجاب!!
} إنها دولة معادية قبيحة العداء، سعت ودعت أكثر من مرة إلى (توقيف) الرئيس "البشير"، فكيف نأمن على بلادنا وشعبها الذين يتخابرون مع نظامها (مباشرة)، أو عبر وسيط (الجبهة الثورية)؟!!!
- 2 -
} التزمنا لقراء (المجهر) قبل أيام بمواصلة فضح محرري و(مفبركي) موقع (الراكوبة) الذي يحفل يومياً بالإساءات البالغة لسيادة الرئيس "البشير" ولحرمه السيدة الأولى، ولنائبه الأول الأستاذ "علي عثمان" ونائبه الثاني الدكتور "الحاج آدم" الذي يطلقون عليه باستمرار لقب (الحاج ساطور)!! تخيلوا!! ورغم ذلك تتباطأ الهيئة القومية للاتصالات في حجبه، بينما تحجب مواقع أقل ضرراً وسوءاً على الدولة والشعب!!
} (الراكوبة) و(سودانيز أون لاين) وصفحات مناضلي (الكي بورد)، مثل (قرفنا) و(شرارة) وغيرها، أشد خطراً على المجتمع وكيان الدولة، وليس الحكومة، من مواقع (الإباحية الجنسية) التي تحجبها هيئة الاتصالات.
} فالدعوات (العنصرية) و(الجهوية) والبذاءات، وتسفيه حكام الدولة ووصمهم بألفاظ ساقطة، ونشر الأكاذيب والشائعات حول رموز المجتمع وآخرهم "شيخ الزين أحمد" إمام مسجد (القصر) الذي وصفوه بـ (إمام الشيطان)، وغيرها من الأوصاف التي تعف هذه الزاوية عن ذكرها، كل هذا، وأخطر، يدمر بنيات المجتمع أكثر من (صورة) أو (فيديو) إباحي، يثير غريزة (فرد) لدقائق معدودة!!
} من محرري (الراكوبة) المدعو "محمد الأسباط" المتحرك بريبة واستمرار بين "القاهرة" و"الخرطوم"!!
} "الأسباط" محرر منوعات متواضع القدرات، تم فصله وإبعاده من العمل في معظم الصحف السودانية على فترات مختلفة. وتم اعتقاله قبل أشهر بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني بعد تورطه في عملية (استجلاب) صحفية مصرية صغيرة ومغمورة تدعى "شيماء عادل" إلى الخرطوم، وضبطت الأجهزة الأمنية الفتاة (الأجنبية) وهي تحاول (تصوير) مظاهرة (محدودة جداً) بمنطقة "الحاج يوسف"، وجرى اعتقالها والتحقيق معها لمعرفة الجهات (الدولية) التي تقف وراءها، حتى تم إطلاق سراحها في (يوليو) من العام المنصرم، ضمن صفقة سياسية مع الرئيس "مرسي".
} "الأسباط" تم إبعاده من صحف (الحياة) السودانية و(الوطن)، (الشاهد)، (السوداني)، (الأخبار) و(الأهرام اليوم)!! وأطول مدة قضاها بالصحف عضو فرقة (الراكوبة) المعادية هي أسبوعان فقط!! عدا (الأهرام)، وذلك بسبب تقديري الشخصي وقتها لحالته الاجتماعية، حيث عمر بها لنحو عام ونصف العام!!
} نحن نسعى - سادتي - بهذه الكتابات إلى (تطهير) الوسط الصحفي من (الانتهازيين) و(الأرزقية)، وعملاء السفارات والمنظمات الأجنبية.
} ولهذا دعونا نطلق الأسئلة التالية: ما هي علاقة "الأسباط" بالصحفية المصرية (المشبوهة) "شيماء عادل"؟! ولصالح من كانت تخدم "شيماء"؟! علماً بأنه ضُبط بحوزتها كمية من (النقد الأجنبي) وأجهزة فنية متطورة؟! هل كانت تخدم مخابرات دولية أم منظمات؟!
} لماذا يصر المدّعي "مزمل أبو القاسم" على ترشيح "الأسباط" نائباً لرئيس التحرير في صحيفته المتعسرة مقدماً؟! وما (الجهة) التي تتكفل بالصرف على (إقامة) "الأسباط" في القاهرة؟! وهل هناك (منظمات) دولية ستدعم الصحيفة (القادمة) كما دعمت وموّلت رحلة "شيماء عادل" إلى "الخرطوم"؟!
} أسئلة وأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة ليميّز الناس بين (الحق) و(الباطل)، وبين (الوطنيين) و(العملاء).
} ولا نامت أعين الجبناء.

Post: #134
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-06-2013, 07:17 PM
Parent: #133

على خلفية عدم التجديد لدورة ثانية حسن مكي هل تآمروا عليه؟
الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الثلاثاء, 05 شباط/فبراير 2013 09:39


بروف حسن مكي المدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية عرفته منذ أن ضمَّتنا جامعة الخرطوم وسكنّا في غرفة واحدة بداخلية القرشي في (البركس) أقال الله عثرتها وأعادها إلى سابق عهدها منارة للعلم والدعوة والتربية التي عجمت من داخل داخلية البركس عود الحركة الإسلامية وأهّلتها لقيادة البلاد قبل أن تطيش بوصلتها ويتفرَّق جمعُها ويسطو عليها ابنها العاق المؤتمر الوطني!!
حسن مكي.. همْس تجاوز الغرف المغلقة إلى رحاب المنتديات حول ما أصابه في اجتماع مجلس أمناء الجامعة الذي أقصاه بصورة مدهشة تُشبه حالات الإقصاء الكثيرة التي باتت السِّمة الغالبة في سلوك عشاق السلطة والثروة لكن حسن مكي نظيف القلب طيب السريرة لا يعرف الحقدُ طريقاً إلى قلبه الكبير ولذلك سجد شاكراً للَّه فور تلقيه خبر عدم التمديد له وقد كان مؤهلاً لذلك بأفعاله ومنجزاته بالرغم من أن أمثاله لا ينبغي أن يُشغلوا بالمنصب الإداري فمن يديرون كثر ولكن من يكتبون ويحفرون وينقبون في منعرجات التاريخ قليل فقد خسرت جامعة إفريقيا وكسب العلم والبحث بعودة فارسه ليُمسك بعنان التاريخ ويجلِّي ما التبس من غموضه وما أشكل من تضاريسه.
أُتيح المجال لزفرة أحد الغاضبين على الظلم الذي حاق بحسن مكي:
على خلفية عدم التجديد لدورة ثانية
حسن مكي هل تآمروا عليه؟

الداخل إلى جامعة إفريقيا العالمية يبهره التغيير الذي طرأ على شكل الجامعة، من إنارة وتشجير وتزهير وبنيان متزايد، سواء بنيان استثماري أو بناء لسكن العاملين والطلاب والطالبات وإن لم يكتمل بعضه. وبعد أن كانت رائحة الصرف الصحي تزكم الأنوف وتؤوي البعوض وتشفط يوميًا بآلاف الجنيهات ألحقت بالصرف الخارجي. ويأتي الإنجاز الأهم في استقرار ميزانية الجامعة على مدى أربع سنوات بعد استدرار مئات الآلاف من الدولارات من الخارج، ويقع العبء على الميزانية في الصرف اليومي على الإطعام المتمثل في ثلاث وجبات يومياً لثلاثة آلاف طالب وطالبة يقطنون الداخليات قادمين من أكثر من «50» دولة، وفي هذا الشأن نجحت الإدارة في إحياء مزرعة العليفون بعد أن كانت أرضًا بورًا فأصبحت تمد إطعام الطلبة بالداخلية بالخضر واللحوم مما وفر جزءًا كبيرًا من ميزانية الصرف اليومي. أما المشروعات التي أُنجزت فأهمها التوسع في الكليات سيَّما الكليات الطبية مثل الأسنان والصيدلة والمختبرات، إضافة إلى مركز التعليم عن بُعد.
والأكثر حيوية ونشاطاً تنفيذ أكبر ثلاثة مؤتمرات عالمية، مؤتمر الجامعات الإسلامية ومؤتمر القرآن الكريم ومؤتمر السيرة النبوية. هذا جزء يسير من كثير موجود في كتاب أصدرته الجامعة فصَّلت فيه ما تحقق من إنجاز بالصورة والقلم.


كان من الطبيعي أن تُتوَّج تلك الإنجازات العظيمة بتجديد دورة ثانية للبروفيسور حسن مكي، فهو الذي كرَّس نفسه لهذه الجامعة منذ «1981م» أعطى الكثير وأخذ القليل. وقد درجت الجامعة على التجديد للمديرَين اللذين سبقاه، ورغم أنه أزهد من يكون على تقلد المناصب، لكن السؤال يطرح نفسه وبإلحاح، لماذا لم يُجدَّد للبروفيسور حسن مكي رغم إنجازاته في فترة بسيطة، وهي فترة مرّ فيها السودان بأعصب وأصعب أزماته، فهل كان قرار عدم التجديد قراراً سياسياً مُجحفاً؟ وما هي الملابسات التي اكتنفت هذا القرار؟.
القصَّة ببساطة قادها بعضُ الأفراد يتزعَّمهم من يحسبه الناس شيخًا وداعية إسلاميًا، لكنهم بعبارة أكثر دقَّة هم شيوخ فتنة يتأبَّطون الشر والغيرة، يسعَون للفتنة التي هي أشدُّ من القتل. وحسب روايات بعض الشهود فقد تجلَّى المشهد التراجيدي الأعظم في وجود شيوخ الفتنة خارج موقع اجتماع مجلس الأمناء في انتظار قراره، وظلَّ زعيمُهم وكبيرهم، يتوعَّد بأن دماءً ستُراق إن قرَّر مجلس الأمناء أمراً غير الذي يريدونه. وبالفعل فقد هلَّلوا وكبَّروا حال تأكَّد القرار بعدم التجديد للبروفيسور حسن مكي، وتولي الدكتور كمال عبيد لإدارة الجامعة. فما هي حيثيات تلك الفتنة؟ وهل كان أولئك النفر أداة أُريد بها التغطية على الدواعي الحقيقية من وراء إرادة عدم التجديد للبروفيسور حسن مكي؟.


ما التقطته الأسماع أن ثمة مذكرة تمَّت بها عملية شحن مريبة لبعض عقول أعضاء مجلس الأمناء من العرب مثل الكويت والسعودية، اتهمت مذكرة الفتنة البروفيسور حسن مكي بعلاقته بالتيار الشيعي. ولو انصبَّ الاتهام على الجانب العقائدي الذي يعارضه أهل السنة ويختلفون فيه مع الشيعة سواء في العبادات أو قضية الإمام الغائب أو ولاية الفقيه مثلاً، لكان الأمر مقبولاً، لكن عندما لم يجدوا سبيلاً لذلك فقد ركَّزت المذكرة على أمور هامشيَّة غير منطقيَّة على سبيل المثال، أولاً: منح الجامعة لمحاضر يعمل بها منحة من إيران للتحضير للدكتوراه في إيران، وثانياً: استلام الجامعة عددًا من العربات «الحافلات» الإيرانية. أما المنحة رغم أنها واحدة فقط، لكنها لو كانت منحة أمريكية أو من الغرب الأوربي حيث تصاعُد مؤشِّر الرغبة والرهبة وحب الدولار واليورو، لبدا الأمر عادياً هذه الأيام ولحازت على مباركة شيوخ الفتنة، أو على أقل تقدير من لاذوا بالصمت الذي هو علامة الرضا. وأما العربات والتي أضيفت إلى الأسطول الناقل للعاملين مما قلل من ضائقة النقل فلا تعليق غير هل ستقوم الإدارة الجديدة بالتخلص منها لأنها أصبحت رمزًا لعار قادم من إيران..


المهم في الأمر أن الذين كالوا للبروفيسور حسن مكي فشلوا في إثبات شيعيته العقائدية، فلبثوا يبحثون في إثبات شيعيته السياسية. والذي غفلوا أو تغافلوا عنه العلاقة الممتدة والمتشعِّبة بين الشعبَين والبلدَين السودان وإيران، فالحركة الإسلاميَّة في السودان والتي ينتمون لها كانت المبادر الأول لتأييد الثورة الإيرانيَّة بزعامة الخميني في سبعينيات القرن الماضي. لم يعبأ أحد في ذلك الوقت بكنه الثورة كونها شيعة أم سنة، وإنما أيدتها الحركة لكونها رافعة لراية الإسلام، وأنها وقفت في وجه الطغيان والاستبداد الذي تولَّى كبره شاه إيران. أضف إلى ذلك أن الدولتين وُضعتا في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وهما الحائزتان بجدارة على العقوبات الأمريكيَّة على مدى أكثر من عقدَين من الزمان. وذلك هو القاسم المشترك الذي تقرِّره الولايات المتحدة الأمريكية لكل من يقف في وجهها رضي الناس أم أبوا. فلماذا يُفترض أن يعيش البروفيسور حسن مكي وحده خارج تلك المنظومة التاريخيَّة والسياسيَّة؟ وإن كان الأمر كذلك فقد كان الأولى لأولئك المتشيِّخين أن يوجهوا طاقتهم إلى دولتهم يعارضونها ويقفون ضد سياستها الموالية للتيار الشيعي. لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لضيق أفقهم من ناحية، ولابتلائهم بازدواجية المعايير من ناحية أخرى.

ورغم عملية التحريض المغرضة والخبث والشحن العقلي التي قام بها شيوخ الفتنة، إلا أن المراقبين للأمر كانوا يتوقَّعون أن ينحو اجتماع مجلس الأمناء الذي يرأسه الدكتور مصطفى عثمان نحواً مختلفاً، لا سيما وأن معظم الأعضاء من السودانيين المتفهمين للوضع. بل إنهم حسب رواية بعضهم أتوا وليس في رؤوسهم شيء غير ترشيح البروفيسور لدورة أخرى إلا أن ما حدث داخل الاجتماع أحدث نوعًا من التشويش واللبس. بدأ الدكتور مصطفى عثمان بسرد الإنجازات التي تحققت خلال الأربع سنوات، مشيداً بإدارة البروفيسور حسن مكي، لكنه ألقى بجملة وكأنها كانت خارج السياق، أكَّد فيها عدم علاقة حسن مكي بالتيار الشيعي. وختم القول بأنه رغم هذا الإنجاز إلا أنه مع التغيير، وعلَّق أنه اجتمع بمديرين سابقين للجامعة وكذلك اجتمع بالبروفيسور حسن مكي الذي أقر بالتغيير معتذراً عن التجديد له لدورة ثانية. والسؤال المحوري: لماذا الاجتماع بالبروفيسور حسن مكي من أصله إن كان هناك تثنية على استمراريته؟. والأمر الطبيعي إن كانت هناك نية اعتذار فيجب أن تأتي من البروفيسور منفرداً قبل وقت كافٍ بدلاً أن تأتي بعد الالتقاء به قبل يوم من اجتماع مجلس الأمناء. ومهما يكن من أمرٍ فإن تحليل الموقف من جانب لا يخرج عن كونه سيناريو ابتدعته الحكومة لتبرير إعفاء البروفيسور حسن من دورة ثانية، وبذلك تكون قد أصدرت عقوبتها عليه وهو الذي ما فتئ يوجه نقده اللاذع لها داعياً إلى حتميَّة الإصلاح السياسي، وتكون الحكومة بذلك قد استفادت من الفتنة التي حاكها بعض المتشيخين لتكون بعيدة عن الصورة، في ذات الوقت ليس هناك أسلم من أن تستبدل البروفيسور بابن بار، له ما لها وعليه ما عليها.

فهنيئاً للدكتور كمال عبيد للتحول من السياسي الصنديد إلى الأكاديمي المحترف والإداري الحاذق. وهنيئاً للحكومة تخليها عن مفكر وباحث أكاديمي حصل على الدكتوراه عندما كان شاباً وعلى الأستاذية قبل حوالى عشرة أعوام وهو العالم والخبير الإستراتيجي والمرجع في القرن الإفريقي. وهنيئاً للحكومة استمرارها في سياسة التشييء العظمى والتي من خلالها يمكن أن تحرِّك أشياءها ومؤسساتها أينما شاءت وكيفما أرادت. وهنيئاً للبروفيسور حسن مكي عودته من الإدارة المغلقة إلى رحاب الفكر والعلم والمعرفة والتخصُّص والكتابة الذي لا حدود له.


وأخيراً حين تنجلي الحقائق وتستبين المواقف فإنه بين العدل والظلم والخير والشر ستنقلب الموازين لتعلو إرادة الباقي على الباغي، والقادر على الغادر، وحينها ستلوح بارقة الأمل في النفق المظلم..
د. عمر جمعة عبد الجليل


--------------------

الكـودة بـين الأمـس والـيـوم!!
الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الأربعاء, 06 شباط/فبراير 2013 09:20


(لكي لا ننسى) برنامج مؤثر لا تتجاوز مدته دقائق معدودة كان التلفزيون يبثُّه خلال فترة التسعينات ليذكِّر بمواقف أحزاب التجمُّع الوطني الديمقراطي التي كانت وقتها (مردوفة) لقرنق وهو يقود عجلة الحرب على السودان.. من تلك اللقطات المعبِّرة صورة الشريف زين العابدين الهندي بقامته الفارعة وهو ينعى من داخل الجمعيَّة التأسيسيَّة حكومة الصادق المهدي التي كان يشغل منصب وزير خارجيتها ويقول متحدِّثاً عنها وهي تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة (والله لو خطفها ###### ما في زول يقول ليه جر)!!
تذكَّرتُ ذلك البرنامج التوثيقي وأنا أسترجع سيرة يوسف الكودة وأقول ما أعظم البون بين الرجل قديماً ورجل الفجر الجديد!!


لا أزال أذكر كيف استضاف الكودة أربع نساء منقَّبات تماماً وأربع نساء أُخريات يرتدين الزي الإسلامي العادي الذي يكشف الوجه والكفين وكيف عقد محاكمة صارمة لغير المنقَّبات وأحرجهنَّ وقرَّعهنَّ على ارتدائهنَّ زياً غير شرعي!!
كانت تلك أول حلقة في برنامج الكودة الجديد الذي كان قد أُوقف قبلها لفترة من الزمن بسبب تشدُّده وتنطُّعه.. كنتُ وقتها مديراً للتلفزيون وكنتُ بالمنزل فارتديتُ ثيابي على عجل وتحركتُ نحو التلفزيون حاول د. عصام البشير الاتصال بي ولم يُفلح وذهب إلى التلفزيون كذلك لكي يحتج.. كانت تلك آخر حلقة للبرنامج فقد أوقفناه بالرغم من أنها كانت كذلك الحلقة الأولى من البرنامج الذي أُعيد بعد وساطات متطاولة!!
قبلها ابتعثنا الكودة إلى الدوحة بدولة قطر لكي يُجري حواراً مع القرضاوي رائد مدرسة الوسطيَّة في عصرنا الحديث ولأننا نعلم ما يمكن أن يفعله الرجل أعددْنا الأسئلة التي كنا نُريد أن نستفتي فيها القرضاوي ــ وكانت (40) سؤالاً.


هل تعلمون ما حدث؟! الكودة بعد أن أنجز مهمته مع د. القرضاوي بحث عن أحد الشيوخ المتشدِّدين يسمَّى الشيخ القحطاني وطرح عليه بعض الأسئلة وكان من بينها (ماذا ترى في السبحة)؟
الشيخ أجابه بأنه لا يرى حرجاً من استخدامها فما كان من الكودة الأكثر تطرُّفاً إلا أن عاجله مصحِّحاً ومعقِّباً.. ما هو الأفضل استخدام السبحة أم الأصابع وذلك حتى يُلجئه إلى الإجابة التي يريدها هو!!
خلال برنامج المنتدى الفقهي الذي كان يُديره الأخ أمين حسن عمر كان أمين يستضيف مدارس فقهية متعدِّدة وكان الكودة يتردَّد كثيراً على البرنامج كمعبِّر عن الرأي المتشدِّد خاصَّة في قضايا المرأة والغناء وغير ذلك.
عندما انقلب الرجل على مرجعيَّته الفقهيَّة بل وتمادى في اتّخاذ مرجعيَّة تُوشك أن تحلِّل كلَّ شيء قال لي أحد خلصائه المقربين لقد فرطت الإنقاذ في الكودة ولو حفظوا له مقعده في المجلس الوطني لربما لم يُضطر إلى ركوب الصعب لدرجة أن يصبح مستشاراً لبعض منظمات الأمم المتحدة بالدولار الأخضر يتولَّى نيابة عنها الحرب على ختان الإناث داخل وخارج السودان ويُصدر الفتاوى (الأممية) التي تُمكِّن من إدراج المجتمعات الإسلامية خاصَّة في أمر العلاقة بين الجنسين في زمان بتنا فيه منطقة ضغط منخفض تهبُّ علينا رياح التغريب من كل مكان وتكاد تقتلع قِيم الكثيرين من شبابنا الذين عجزنا عن تحصينهم لمواجهة ذلك الغزو الكاسح.



لستُ أدري والله طبيعة المياه أو قُل الشلالات الجارفة التي جرت تحت جسر الكودة فأحالته إلى موديله الجديد لكنّي لا أستغرب البتّة تلك التحوُّلات الكبرى التي يمكن أن تحدث في مسيرة الرجل ولذلك ظللتُ أدعو مقلِّب القلوب والأبصار أن يثبِّت قلبي على دينه ولا غَرْو أن يحتفي ربُّ العزة بالصادقين ويصفهم بعبارة (وما بدَّلوا تبديلاً) فمثل تلك التحوُّلات منصوص عليها قرآناً وما قصة (بلعام بن باعوراء) ذلك العابد الربّاني الذي أخلد إلى الأرض بعد أن انسلخ من آيات الله إلا تذكير لنا بأنْ نتوقَّع مثل تلك التحوُّلات في مسيرة الرجال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ...)
الكودة لم يبلغ ما بلغه بلعام حاشا لله بالرغم من لحن القول الذي نلحظه في كتاباته وأقواله سيَّما وأنه تحفَّظ في بعض الروايات على بعض مواد وثيقة الفجر الجديد وعلى مادة علاقة الدين بالدولة في تلك الوثيقة لكن هل مشكلتنا مع هؤلاء الأوباش الذين ضاحكهم وجالسهم تكمن في علاقة الدين بالدولة أم أن هؤلاء متمردون يحملون السلاح ويقتلون ويخربون ويدمِّرون وفوق ذلك يحملون مشروعاً لم يتخلَّوا عنه ولن يتخلَّوا عنه يسعَون إلى فرضه علينا بقوَّة السلاح.. مشروعًا يشنُّ الحرب على الإسلام ويسعى إلى فرض هُوِيَّة عنصريَّة معيَّنة على بلادنا!! هل المشكلة في النصوص التي قيل إن الكودة تحفَّظ عليها أم في كل الوثيقة القائمة على وثيقة أخرى أقرَّتها (الجبهة الثورية) تُسمَّى بوثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانيَّة؟! هل نسي الكودة أنَّه سافر إلى أعدى أعداء الإسلام (موسيفيني) في كمبالا وهو يكيد لسودان الإسلام وهل نسي أنه وقَّع مع عملاء دولة تشنُّ الحربَ على دولته المسلمة؟


-----------------

يا أهل الإنقاذ تعالوا إلى كلمة سواء
سعد احمد سعد

نشر بتاريخ الثلاثاء, 05 شباط/فبراير 2013 09:31


ولماذا لا نخاطبهم كما خاطب الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب في أصل العقيدة.. فنخاطبهم نحن في أصل الشريعة ومن كان صحيح المعتقد كان صحيح الشرعة.. وأول ما نبدأ به خطابنا هو أن نذكرهم بما هو تحت أنوفهم من الضيق والضنك والعنت الذي ظلت ترزح تحت نيره الإنقاذ والسودان منذ العام 1998م عام دستور الشيخ العلماني والذي اعتمدته الإنقاذ والذي جاء فيه نص المواطنة تماماً وطبقاً لما جاء في ميثاق الفجر الأكذب وهو أن المواطنة هي أساس كل الحقوق والواجبات.. وهو نص يعارض صريح ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى من قوله «يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». ومادة المواطنة في دستور «98» ودستور «2005م» دستور نيفاشا وميثاق الفجر الأكذب تقول إن كلمة «منكم» في الآية رقم «59» من سورة النساء زائدة وحشو ويمكن تجاهلها وتخطيها مع أنها تقول «يا أيها الذين آمنوا ... منكم» وليس من غيركم والذي نذكر به أن هذا يعد اعتراضاً عن الذكر والحق جلا وعلا يقول «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا»
وهل هناك ضنك أكبر من الاضطرار إلى اتفاقية نيفاشا؟
وإلى اتفاقية أبوجا؟ ومن تمردات دارفور؟ ومن القوات الأممية؟ ومن الرضوخ للآلية الافريقية؟ ومن رفع التمام لثامبو أمبيكي؟ وهل هناك عنت وضيق وضنك أكبر من انفضاض سامر الود والإعجاب والتأييد الذي حظيت به الإنقاذ في عشرها الأول؟ وهل هناك عنت وضنك وضيق أكبر من أن تعيش الإنقاذ ويعيش معها أهل السودان أو يتعايشوا ولو للحظات مع احتمال أن يتواثب على كرسي السلطة استاه فواسق التجمع والجبهة الثورية وقطاع الشمال «أي شمال؟» وهل هناك عنت وضيق وضنك أكبر من غلاء الأسعار الذي هو الوليد الشرعي للجبايات الحرام والتجنيب وسرقة المال العام كما جاء في تقرير المراجع العام؟ وهل هناك عنت وضيق وضنك أكبر من الاضطرار إلى قبول اتفاق نافع عقار والحريات الأربع وأن الإنقاذ هي المضطرة هذه المرة إلى تجربة لحس الكوع؟!
إن هذا كله من كسب الإنقاذ..
«ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون»
بعض الذي عملوا.. وليس كل الذي عملوا..
ولعلهم يرجعون.. فهل تسمعون؟
«وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت إيديكم ويعفو عن كثير»
قرنق كان مصيبة.. وعفا الله عنها.. وباقان مصيبة.. وعقار مصيبة.. وعرمان مصيبة وداهية وإنتاج الإنقاذ من المصائب لا حصر له ولا عد والإنقاذ بعد ربع قرن من الزمان تكون لجنة الدستور لتقرر نوع التشريع الذي يحب أهل السودان أن يحكموا به؟ نوع التشريع الذي لا يجدون حرجاً في الاحتكام إليه؟
وبعد كل هذا تسألون من أين جاء أوكامبو؟
ومن أين جاء عقار وعرمان وباقان؟
«وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون» إن أفضل مرآة للإنقاذ ترى فيها نفسها بوضوح هو المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم «مادة كسب» هناك ستجد كتاب الإنقاذ مفصلاً ومبوباً ومفهرساً
أولياءها.. وأعداءها.. وانتصاراتها.. وهزائمها.. وستعرف عند ذاك طريقها .. وسبيلها...إن الكلمة السواء التي ندعو إليها الإنقاذ هي شريعة الرحمن..
«ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها»
وهي كتاب الله المحكم..
«إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم»
وهو مخرج الإنقاذ من فتنتها.. ومن كل فتنة.. قال صلى الله عليه وسلم «ستكون فتن كقطع الليل المظلم قالوا وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.. في حديث طويل. إن الإنقاذ يجب أن تعلم أن الصدق هو المنجاة.. ولا سبيل غيره.. ولو كان الأمر مع غير الله سبحانه وتعالى فلربما كانت النجاة معه بحيلة.. أو خديعة.. أو ثمن أما مع الله فليس ثمة سوى الصدق والتذلل. إن الإنقاذ كانت لنا فأصبحت الآن لغيرنا.. ولسان حالنا يقول وهو ينظر إليها في حسرة أيتها الإنقاذ ليتك لنا
الإنقاذ عندما جاءت كانت لله.. فلمن هي الآن؟!
كان أحلى هتاف تضج به حناجر الشباب: هي لله.. هي لله فمن يجرؤ اليوم على ترديده على ملأ؟! هل هناك أحد يستحيي من الشعار؟ لا بل كلنا نستحيي من أننا أفرغناه من محتواه!! ولكن على أي حال فإن الاستحياء درجة من درجات الإحسان ودرجةمن درجات الإيمان.. فلماذا لا تتدرج الإنقاذ على سلم الإيمان.. درجة درجة.. لماذا لا تحاول الإنقاذ أن تتذوق حلاوة الأوبة والتوبة..
«إن الله يجب التوابين ويحب المتطهرين»
ولم يصبحوا توابين إلا أنهم قارفوا الذنوب من قبل ومع ذلك فالله يحبهم!! طبعاً بعد التوبة.
ولم يتطهروا إلا من رجس أو نجس..
أول خطوة في سلم الإيمان.. إلغاء لجنة الدستور وتكوين هيئة صياغة من المتخصصين.. وإعلان البدء بالتطبيق حتى قبل التئام أول اجتماع لهيئة الصياغة.. لا تأسياً ببريطانيا ولكن تأسياً بدولة الإسلام الكبرى منذ عشرات القرون.. فكل صغيرة وكبيرة في الدستور موجودة في الأمهات في الفقه وفي السياسة الشرعية وفي سائر أصول المعرفة المعتمدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. أعلنوها يا أهل الإنقاذ.. أعلنوها كما أعلنها نميري أجزل الله له عن الأمة الثواب.. وفتح له الأبواب وبوأه الفرق مع الكواعب الأتراب.
ولنا عودة

Post: #135
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-07-2013, 10:47 AM
Parent: #134






جنوب كردفان بين أزمة الإعلام.. وخروج السامري.

.وقيع الله حمودة شطة


نشر بتاريخ الخميس, 07 شباط/فبراير 2013 10:05


يفقد الإعلامي والكاتب الصحافي قيمته واحترام القراء ويذهب إلى ثلة جماعات تضليل الرأي العام، وبالتالي تهوي به مطامعه الشخصية إلى قعر العار وزبالة التاريخ الآسنة، حين يسمح لنفسه اللوّامة والنهمة أن تتسلق مثل نبات «اللبلاب» تتزلف وتتوسل وتتقرب بكتابات مبتذلة وضمير مغيب، وعين حولاء لا تنظر إلى الواقع إلاّ من زاوية حادة تنتهي بها إلى ركن قصي مدفونة في جانبه «صرة» دراهم!!. إن من واجب الكاتب المحترف أو الهاوي الأمين الصادق..


أن يفكر مئة مرة قبل أن يكتب سطراً واحداً يتوجه به إلى الرأي العام والقراء، وعليه ألاّ يترك العنان لهوى نفسه، فواجبه أن يبصر ويرشد ويفيد ويهدي ويفصّل ويقيّد، وييسر ويوضح، يحلل ويفند ويصوب ويصحح، ينفي ويثبت، ويوجه ويراقب، يسدد ويقارب، ويتحرى ويتثبت، يراعي الأخلاق وشرف المهنة ويلتزم بقيم النقل والرواية، ويراعي مصلحة العامة من قراء ومؤسسات لا كم من الدراهم تدخل جيبه من هذه الكتابات المتزلفة المتوددة التي يستهدف بها نيل الرضى والقبول من جهة ما.. وهذه من أسوأ الكتابات وأشنع الدوافع، وأرخص القيم، وأسفل السلالم، وأوضع المقامات وأقبح السمعات، وأفشل الطرق إلى بناء الذات، وأخرب طريق يسلكها مسكين يظن توهماً أنها تبلغ به الثريا وقرن الجوزاء، ومشارف السِّماك في عالم المشاهير والمعارف، هروباً من عالم النكرات والخمول ومجاهيل القوم. عجبت من شأن كاتب حين كتب يقول «إلى العميد محمد مركزو كوكو المرشح اليوم وغداً لخلافة هارون في جبال النوبة: بعد تطاول بعض العنصريين على مقامك نقول لك ما قاله الشريف زين العابدين الهندي : ــ أقول: بالرغم من أن خط العمود لا يسمح بكتابة اللغة العامية أو السوقية ذات المعاني الفاسدة التي تفسد الخيال والفكر والعقل، إلاّ أني أجد نفسي مضطراً لنقلها فقط لإقامة الحجة والالتزام بنقل النص كما ورد، ونعتذر للاخوة قراء العمود عن كتابة الألفاظ العامية. يقول الكاتب ــ«منو الزيّك أصل موروث من الأجداد.. منو الزيك ولد واستالد الأولاد.. منو الزيك ببز الدنيا موية وزاد.. اهـ» ثم قال «السياسي تتناوشه الرماح، ولكن عليك مخاطبة أهلك وولايتك: قشوا الدمعة من خد بت الرجال ما بحكموك أولاد».


أولاً نقر بحق كاتب النص المستشهَد به هنا ــ من مقال الكاتب ــ أن يختار اللغة أو اللهجة التي يريد الكتابة حسب تقديره، ونقر أيضاً بحق الكاتب الناقل أن يستشهد بما شاء من النصوص حسب إدراكه أنها تؤدي غرضه من استدعاء النص للاستدلال والاستهلال، ومن حقنا أيضاً إعمال معاييرنا النقدية في معالجة النص وتصنيفه وفحصه وقبوله أو رده احتكاماً إلى مقاييس اللغة صرفاً ونحواً وبلاغة ودلالة وصوتاً، وإشارة النص ومضمونه معنى وقيمة وعرفاً، وهذا ليس موضوع حديثنا الآن لكن الشيء بالشيء يُذكر.


ثانياً صحيح أن السيّد الوالي الأخ أحمد هارون قد فشل فشلاً كبيراً في إدارة الولاية، بل صار الجزء الأكبر من الأزمة لمواقفه الضعيفة أمام الحركة الشعبية، والتي كان يوهم المركز والآخرين أنها شراكة ذكية بينه وبين الحلو، ونحن كنا نحذر من هذا السلوك ولم نر فيه سوى الخديعة والإيهام حتى ظهرت الحقيقة وعمَّت البلوى وغرقت الولاية في الدماء والصراع والخراب، وفساد الإدارة وصولة الضعفاء في سدة الحكم وتنحية الشرفاء الفضلاء أهل الصدق والوفاء الذين يهمهم أمر الولاية وتتألم مواطئ أقدامهم من جمرة الحرب والاضطراب السياسي.. لا أولئك الذين جيوبهم مع الحكومة وقلوبهم مع الحركة الشعبية بالنهار يكبرون، وبالليل هم في منتديات الحركة، ولا أولئك الذين يقسّمون الأدوار نصفهم متمرد ونصفهم الآخر موالٍ للحكومة، والهدف واحد وهو الوصول إلى المكاسب من هنا ومن هناك.. ولا أولئك الذين يلهثون وراء مكاسب ذاتية من خلال تضليل الرأي العام يمدحون هذا، ويذمون ذاك والهدف هو الوصول إلى مظروف من «الزبالة» دون أن يطرف لهم جفن أو يصرخ فيهم ضمير أو تتحرك فيهم جذوة مروءة وهيبة نفس.. إنهم أنصار السامري وأعداء موسى!!
نعم كتبنا أكثر من مرة مطالبين بإقالة هارون الذي يعني بقاؤه تمدد التمرد كل يوم في مناطق آمنة، ولأول مرة تتطور جرائم التمرد وممارسته نحو أكثر غرابة .. الاغتيال الليلي.. قطع الطرق.. نهب المحاصيل والماشية.. خطف المواطنين والاحتفاظ بهم رهائن وطلب الفدية.. والاستيلاء على «جنائن» المواطنين وحصد ثمارها من قبل المتمردين وغيرها. نعم تعالت الأصوات الشعبية والرسمية تنادي بتكليف والٍ عسكري يدرك حاجة الولاية الأمنية ويُحدث تحولاً مشهوداً على غرار ما فعل العسكري والسياسي الشجاع الملتزم اللواء «م» الهادي بشرى حسن الشاذلي في ولاية النيل الأزرق، فقد أكد الرجل أنه رجل المهام الجسام، لكن هذا النداء لم يشر إلى شخص بعينه بعد. ليس لدينا أي إشكال مع الأخ العميد محمد مركزو كوكو ولكن نؤكد أن الكاتب تعمد التضليل بصورة تَبني سحاباً مركوماً من الشك في فضاء الأذهان.. من الذي رشح الأخ مركزو لخلافة هارون اليوم وغداً كما زعم الكاتب..؟ ثم وقع الكاتب في خطأ فادح حين قال في جبال النوبة!!


هذه الولاية تسمى ولاية جنوب كردفان وليست ولاية جبال النوبة، إنما الذي أطلق هذا الجزء هم شركاء الإيقاد أمثال المجرمة هليدا جونسون وسواها من خلال نصوص نيفاشا من أجل مساومة رخيصة بالإقليم في وجه كاميرات الإعلام الامبريالي، وهنا الكاتب يدخل جحر الضب مع هيلدا دون سمع وبصر وحاسة لمس، إن جبال النوبة جزء مهم من هذه الولاية، ولكن ليس كل الولاية ولا حاجة هنا للهروب نحو فلسفات بلاغة المجاز المرسل.. إطلاق الجزء وإرادة الكل ما هكذا تورد الإبل.. لأن هذا يضيِّع حقوق آخرين من أبناء الولاية واثنيات أخرى وأجزاء مهمة أيضاً، ومن سوء فهم الكاتب أنه يتحدث باسم الآخرين، كأنه فُوِّض من قبلهم.. قال مرشح اليوم وغداً!! إنها فقاعات هوائية وشمور وبثور وكسور. يعلم الكاتب المتزلِّف أن السيد مركزو سبق له أن كُلِّف بإدارة الولاية والياً عليها ومن قبل حزبه الحاكم، ولكن سُحب بعد بضعة شهور وقد لازم تجربته تلك الفشل، فعلى الكاتب والواهمين أمثاله أن يدركوا أن الولاية ما عادت حقلاً للتجارب والموازنات والمحاصصات والتكتلات الفاسدة، كفاها جراحاً وصراخاً.. ثم يقفز الكاتب عالياً مثل كيس بلاستيك يحمله «عُصار المفازة» في صحراء العتمور أو صحراء أروما ليوهم الناس.. يقول:«بعد تطاول بعض العنصريين على مقامك» نرجو منه أن يحدثنا عن التطاول متى تم؟ وأين وقع؟


ومن هم أولئك العنصريون الذين تطاولوا؟ وماذا قالوا؟ أم هي الدعاية والإعلان والترويج المبكر والتسويق على أسس ووسائل فاسدة مخالفة للمقاييس العلمية والأخلاقية. إن أزمة جنوب كردفان أزمة إعلام، لأن غالب الولاة الذين تعاقبوا على الولاية صنعوا ببغاوات ودمى سُمِّيت زوراً «...» وهي في الواقع تدفن رأسها في الرمال، وطفقت تسبح بحمد أولياء نعمتها، وعندها ضاعت الحقيقة، وأشبعت تلك الدمى الناس بالإفك والتضليل والأوهام.. هي أجسام متطفلة تتسور محراب كل والٍ جديد.. تهوم في كل وادٍ.. تنعق بما لا تدري.. أيُّها الناس نحن من نفر عمروا الدنيا أينما قطنوا.. لكن بالصدق والأمانة.. أيُّها الناس احذروا الثالوث الأفّاك كما تحذرون الأفعى السامّة.. واحذروا كبيرهم الذي علمهم السحر ثم خرج من معادلة القوم مثلما خرج السامري بعد عودة موسى من جبل الطور.

Post: #136
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-10-2013, 10:03 AM
Parent: #135

سُمعـــــة لا بواكـــيَ عليهـــا!

الصادق الرزيقى


نشر بتاريخ الأحد, 10 شباط/فبراير 2013 08:41


كم من السودانيين ومن أبناء هذا البلد المخصلين شعر بالخزي والخجل والحرج، لحرمان بلد عريق مثل بلدهم، وكان حتى وقت قريب أكبر بلد في القارة الإفريقيّة والعالم العربي، من حقّ التصويت في الأمم المتحدة لعدم دفعه ما عليه من مستحقّات للأمم المتحدة وتراكمت متأخِّراته لمدة عامين حُرم على إثرها من حقِّه في التصويت كما تقول المادة «19» من ميثاق المنظمة الدوليَّة؟؟


ومنذ عامين لم نتمكَّن من دفع ما علينا للأمم المتحدة، وتراكم الدين حتى وصل لمليون دولار فقط، والحكومة بطولها وعرضها، بعد أن حُرمنا من التصويت، سدَّدت حسب ما قاله إدواردو ديل نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة مبلغ «879 ,347» دولارًا من مليون دولار تم تسليمها لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي بالخرطوم لكنها لم تصل حتى اللحظة إلى نيويورك حتى تتمكَّن الأمانة العامة للأمم المتحدة من رفع الحظر عن السودان... والمبلغ المتبقي من المليون دولار أقل من مائة وخمسين ألف دولار، هل عجزت الحكومة عن إكمال هذا المبلغ الزهيد أم قصدت أن تترك في الأمر كسورًا وبواقي؟!!
مهما كانت المبرِّرات وما يمكن أن يقال في هذا الأمر، فهذه في حد ذاتها فضيحة وسوء تقدير لا يليق ببلد مثل السودان الذي ظل طوال تاريخه مفخرة لإفريقيا والعالم العربي ومن الدول السبّاقة في الحضور الدولي والتعامل مع المنظمات الدوليَّة وكنا ندفع في السابق لدول إفريقية وعربيَّة رسوم وجودها في آليات المجتمع الدولي..



لماذا التلاعب باسم السودان إلى هذه الدرجة المهينة؟ هل تتحمَّل وزارة الخارجية هذا الخطأ الفادح أم وزارة الماليَّة الاتحاديَّة التي أخطأت في تقدير الأولويات ووضعت البلاد في هذا الموقف شديد الحرج والوضاعة؟؟
إذا كانت ميزانية وزارة الخارجية لا تتحمل دفع مثل هذا المبلغ وتنوء بحمله، فلماذا لم تتم مطالبة المالية من وقت كافٍ قبل عامين أو أكثر منعاً لتراكم الدَّين وقبل أن يحل موعد السداد!!


بعض المسؤولين لا يُحسنون التعامل مع هذه القضايا، فهم يظنون وظنهم آثم أن هذه ليست من الأسبقيات وليس بالضرورة التفاعل معها، كما فعلت وزارة المال وفق ما قالته وزارة الخارجية متهمة وزارة المالية بتجاهل طلبها بسداد مستحقات الأمم المتحدة... فكم يكلِّف السودان مثل هذا التجاهل والتغافل، سمعتنا في مجالات عديدة تتعرَّض لتشويه متعمَّد وتم إلصاق كل نقيصة ببلدنا، وتُثار حولنا اتهامات باطلة أثقلت كاهلنا وقوَّست ظهورنا من ثقل حملها وتحملناها في جلد وصبر، أليس من العيب أن نخز بأصابعنا عيوننا الدامعة ونقعد ملومين محسورين.. بتصرُّف ومماحكات بين بعض الوزارات؟!
تُصرف أموال طائلة من الخزينة العامة في ما لا يسوي وفي احتفالات وعمل دعائي وسياسي لا قيمة له وتهريج وتطبيل بلا نتيجة، بينما القضايا الجادة ومحل الاختبارات الحقيقية لا يلتفت إليها أحد!!


كم من الأموال تُصرف وتضيع؟ وأين تذهب الموارد الفائضة من الربط المقرر للجهات الإيرادية ومن بينها السفارات في الخارج، فوزارة المالية تتحكَّم في كل مليم ولا تستطيع أن تبيِّض وجه السودان أمام المحفل الدولي، وتضيع هيبته ويُنظر إليه مع أكثر أفقر «15» دولة في العالم عاجزة ومفلسة لم يتبقَّ لها غير أن تتسوَّل أو تطلب الإعفاء.. فحُرمت في النهاية من حقٍّ كان مستحقاً بحقِّنا ومن عرقنا..
نقول ذلك ونحن نعلم أن الخزينة العامة كان بإمكانها أن تدفعه فثمنه ثمن أرخص بيت من بيوت بعض المسؤولين الذين يبيعون ويشترون في العقارات ويتطاولون في البنيان، ولو طلبت الحكومة وهي تعلم عدم قدرتها من أي سوداني صميم في سوق الله أكبر ليدفع هذا المبلغ ويفتدي اسم السودان من الإهانة والإساءة الدولية لفعل دون أن يطرف له جفن... لكن لا بواكي على اسم وسمعة الوطن!




-------------------

الرجل الثاني بـ«الشعبي» عبدالله حسن أحمد لـ«الإنتباهة»:


نشر بتاريخ الخميس, 24 كانون2/يناير 2013 13:00


> حوار: آمال الفحل > تصوير: متوكل البجاوي

الوحدة بين حزب المؤتمر الوطني والشعبي وعودة المياه إلى ما كانت عليه قبل المفاصلة عام 1999م ظلت تمثل أشواق العديد من الإسلاميين، كما ظلت بالمقابل مزايدة بين الطرفين عندما يحتدم الخلاف بينهما، وللوقوف على حقيقة الحوار واللقاءات التي تمت وتجرى خلف الكواليس بين الوطني والشعبي التقينا بالرجل الثاني في حزب المؤتمر الشعبي، الذي أكد عدم وجود أي مفاوضات تجرى الآن في السر أو العلن ما بين الوطني والشعبي، مشيراً إلى عدم وجود قيادات عليا أو دنيا تم اللقاء بينهما، وعزا ذلك إلى رفض المؤتمر الشعبي للتفاوض إلا من خلال مجموعة المعارضة، وأضاف قائلاً: صلتنا بالحركة الإسلامية العالمية مباشرة وليس عن طريق المؤتمر الوطني، مبيناً أن العقبات التي تواجهنا للحوار هي بقاء النظام، وتحدث عبدالله حسن أحمد في هذا الحوار على عدة محاور بالشأن السياسي الراهن فإلى إفاداته في هذا الحوار:

> بداية نريد التعرف على حقيقة الحوار واللقاءات التي تمت وتجري خلف الكواليس بين الوطني والشعبي؟


< ليس هناك أي مفاوضات تجرى لا في السر أو العلن بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي.
> لكن يقال إن هناك لقاء تم خلال اليومين الماضيين بين قيادات بالصف الأول في المؤتمر الوطني وقيادة المؤتمر الشعبي.
< أنا أؤكد أنه لا توجد قيادات عليا أو دنيا تم اللقاء بينها في الوطن والشعبي هذا خبر غير صحيح.
> توجد مبادرة قبل ذلك طرحها الوطني لجمع الصف؟
< لكن المؤتمر الشعبي لم يقبل التفاوض معهم، وقال نحن لا نتفاوض إلا من خلال مجموعة المعارضة ولا نتفاوض لوحدنا في أي مفاوضات، فنحن جزء من المعارضة ولا نتفاوض منفردين.
> هل لديكم شروط للحوار؟
< نحن ربطنا التفاوض بإسقاط النظام وقبول النظام بتنازله عن الحكم وإخلاء طرفه من الحكم ويمكن بعد ذلك أن نتفاوض معه في تسليم الحكم، ومشروعنا هو إسقاط الحكم بالعمل السياسي وليس عن طريق السلاح والعنف ولكننا لا نتفاوض معهم في غير ذلك.
> تتحدث عن إسقاط النظام بالعمل السياسي وهذا النظام جاء عبر انتخابات؟


< نعم جاءوا عن طريق انتخابات ولكنهم لم يحسنوا الحكم في البلاد والآن يوجد فساد كبير جداً والحالة المعيشية والاقتصادية تدهورت ولم يفوا بما وعدوا به والآن الحالة مؤسفة.
> إذا سقط النظام هل يمكن مجئ حكومة أفضل؟
< نعم وإذا كنا نرى أنه لا يوجد أفضل منهم لاتبعناهم والحكم القائم عاجز والآن توجد حرب في دارفور وجنوب كردفان.
> أشار البعض إلى أن هذا اللقاء نتيجة للمؤامرات الدولية والإقليمية التي تسعى لتغيير النظام الإسلامي بالسودان وأن هناك خطراً يهدد الحركة الإسلامية العالمية؟
< صلتنا بالحركة الإسلامية العالمية مباشرة وليس عن طريق المؤتمر الوطني وليس عن طريق وسيط أو بالتعاون مع المؤتمر الوطني.
> في تصريح لأحد أعضاء المؤتمر الوطني أكد وجود قيادات من الشعبي رحبت بالحوار واستجابت؟


< أنا لا أعلم الغيب ولا يوجد قيادي من المؤتمر الشعبي حتى الآن أعلن أنه اتفق في تفاوض مع المؤتمر الوطني إلا إذا كان هذا الحديث يكتمه في سره ولكن إذا وجد ذلك لابد من هذا المفاوض أن يعرض ذلك على الحزب ويتم المناقشة في ذلك فإذا كانت هذه المبادرة قدمت على شخص وليس الحزب أنا أعتقد أنها ليست ذات جدوى.
> وفقاً لما ذكرت ألا يوجد أشخاص تم التفاوض معهم؟
< أنا لا أعلم الغيب، صحيح يمكن أن يكون هناك أشخاص تفاوضوا ولكن هؤلاء لم يعرضوها للحزب وحتى الآن لم يحدث أي تفاوض بيننا وبين الوطني.
> في تقديرك ما هي عقبات الحوار الآن؟
< العقبات التي تواجهنا هي بقاء النظام!! فمن المفترض أن يذهب هذا النظام عن طريق العمل السياسي السلمي، لأن هذا له أكثر من «20» عاماً وليس من السهل إسقاطه إلا إذا حدثت لقاءات كلية.

> ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار خاصة أن البلاد تمر بمرحلة حرجة؟


< يكون الإسقاط عن طريق العمل المدني السلمي دون إحداث أي عنف أو «ربكة» في البلد.
> ماذا تقصد؟
< زوال النظام بمجئ نظام انتقالي لا يمانع أن يكون المؤتمر الوطني جزءاً من النظام الانتقالي كحزب من الأحزاب وتحدث بعد ذلك حكومة انتقالية تتمثل فيها جميع الأحزاب وتقوم بفترة انتقالية لا تزيد عن عام ونصف أو عامين، كما كانت الفترات الانتقالية قبل ذلك، وهذه تعمل مسودة للدستور وتخطط لانتخابات حرة ونزيهة يشترك فيها الجميع.

> الوطني ظل يؤكد جاهزيته لخوض انتخابات مبكرة فهل أنتم جاهزون؟

< طبعاً بالتأكيد «لا» فنحن ما دام الوطني في الكرسي لا نخوض انتخابات، فإذا تغيّرت الحكومة وأصبح الوطني جزءاً من هذا النظام الجديد فله الحق أن يترشح.
> كيف تنظر إلى وثيقة الفجر الجديد «كمبالا»؟
< وثيقة كمبالا لم يحالفها التوفيق ومن الواضح أن فيها تأثيرات بجهات داخل المجموعات والواضح أن الأثر الأكبر لمجموعة قطاع الشمال، ووضح ذلك عندما تحدثوا عن تقسيم السودان إلى أقاليم، وجعل جنوب كردفان التي هي أقل من مليون مواطن ولاية كذلك جعل النيل الأزرق ولاية وهذه هي مناطق تأثيرهم، ويريدون تقسيم السودان مثلاً دارفور ولاية والشرق ولاية والشمال ولاية، فالواضح أنه يوجد تأثير أكبر من المتفاوضين بقطاع الشمال أكثر من غيرهم لذلك هم جاءوا بما يرغبون إلى جانب أن النظام المقترح نظام رئاسي يكون فيه رئيس ونواب في هذه الولايات والحكم لأربع سنوات وتكون الوحدة طوعية، وحدة طوعية معناه يمكن قيام استفتاء بعد حكم شهرين أو ثلاثة في النيل الأزرق ويمكن تقول إن خيارها الانفصال كذلك جنوب كردفان يمكن أن تستقل وتقول إنها لا تريد وحدة، فهذا نظام فيدرالي يقوم على وحدة طوعية خاصة إن هذه الولايات غير مستقرة أمنياً وحتى الآن توجد فيها قوات معارضة فالفرقتين التاسعة والعاشرة، حتى الآن موجودتان، فكيف يكون هناك اطمئنان إلى وحدة البلد وبالتالي افتكر أن هذا الاقتراح يهدد وحدة البلد ونحن رفضنا هذه الوثيقة لذلك.

> تبرأتم منها لهذا السبب؟

< نحن لا نتفق معهم على ما ذكروه بأن يكون هناك فصل كامل بين الهيئات، المؤسسة الدينية والمؤسسة الحاكمة، أي معنى ذلك أن يقام نظام علماني لا يعترف بالدين فنحن إسلاميون وبلد مسلم نرفض هذا تماماً ولا نقبله.


> لكن توجد تضاربات في الآراء داخل حزبكم حول الوثيقة؟


< بالتأكيد لا، فمندوبنا لم يكن في السودان فهو عائش خارج السودان سنين طويلة جداً وهو بنفسه ذكر أنه غير مفوض وهو ليس متابعاً للسياسة السودانية.
> صرح القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر قائلاً: إننا لم نتنازل ومتمسكون بها كيف يتفق ذلك مع ما ذكرت؟
< إذا عدلت المذكرة وألغي ما اعترض عليه يمكن أن يكون بيننا وبينهم تفاوض لأننا نحن معارضة سلمية وهم معارضة مسلحة ولكننا جميعاً معارضون للنظام، ولكن إذا اختلفنا حول ما هو المستقبل إذا حدث تغيير، يجب أن يكون هناك اتفاق بيننا.. أما إذا أرادوا نظاماً علمانياً أو نظاماً فيدرالياً بهذه الطريقة ويريدون أن تكون الوحدة طوعية أن يحكموا لأربع سنوات متصلة في الوقت الذي لا تزيد الفترة الانتقالية فيه عن عامين لا نكون طرفاً معهم في أي اتفاق.
فالنظام الانتقالي وظيفته أن يعد البلد إلى دستور جديد وانتخابات حرة نزيهة.


> ظهرت في الآونة الأخيرة خلافات وانشقاقات داخل هياكل المؤتمر الشعبي كيف تفسر ذلك؟


< لا توجد خلافات داخل المؤتمر الشعبي، فنحن نجتمع ومؤسساتنا حاضرة وموجودة وقواعدنا على اتصال بها ولا يوجد أي اتفاق

.
> كيف تنظر للقضايا العالقة بين الشمال والجنوب مثل أبيي وترسيم الحدود؟


< قضية أبيي فيها تفريط من الحكومة وهي منطقة سودانية ويوجد تفريط منذ أن ذهبوا إلى التفاوض في لاهاي، واضح كذلك في المفاوضات اللاحقة لم يكن السودان حريصاً منذ البداية على موضوع أن هذه الأراضي سودانية أساساً وأبيي عبارة عن دينكا نوك، فالحاكم العام للسودان سنة 1905م ضمهم وأدخل معهم قطعة صغيرة جداً من الأرض من بحر الغزال وأسكن الدينكا في الشمال وجعلهم في الإدارة الشمالية مع ولاية كردفان وأنا افتكر أن عدم المتابعة اللصيقة بالمسيرية هي التي أدت إلى التحكيم يقول في النهاية «استفتاء» وجاء المفاوضات ورأت أن يكون الاستفتاء في أكتوبر ولكن في أكتوبر المسيرية لا يكونون رعاة ويقضون أغلب زمنهم في أبيي ولكن في الخريف نسبة للذباب والأمطار يخرجون من المنطقة ويبدأون الرجوع في أكتوبر ونوفمبر فإذا عمل الاستفتاء في أكتوبر معناه حرمان المسيرية والعالم الآن جميعاً معترف بأن دينكا نوك والمسيرية عندهم أحقية في هذه الأرض فكيف تحرم طرفاً من الدخول في استفتاء للواقع، فقضية أبيي حدث فيها تقصير من جانب الحكومة وإذا ترك الأمر للمسيرية منذ البداية يمكن أن يصلوا مع دينكا نوك إلى حلول

.
> كيف تنظر إلى تعنُّت الحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان وعدم فك الارتباط بقطاع الشمال وتسريح الفرقتين التاسعة والعاشرة؟


< هذه مسألة ليس فيها نقاش وكان من المفترض أن يحدث ذلك من قبل الاستفتاء وأنا افتكر أن هذا خلل في نيفاشا نفسها، فكيف يتم الاستفتاء في بلد تم فصله وحدودك معه، يوجد فيها نزاع مثلاً «14 ميل» ولم تحدد الحدود التي بينك وبينه ولم تخلِ وطنك من الجيش الذي كان موجوداً أثناء الحرب لأن نيفاشا أوقفت الحرب ومن المفترض أن كل من كان يحارب يرجع إلى منطقته، ومن المفترض أن يكون هناك نص واضح جداً في نيفاشا يوضح أن قبل الاستفتاء أو جزء من الاتفاق ينص على أن الفرقة التاسعة تنسحب أو الفرقة العاشرة تنسحب وهذه واحدة من أخطاء نيفاشا وكان من المفترض أن تكون هذه المسألة محسومة وأن يكون جيش جنوب السودان قد أخلى كل جنوده من شمال السودان وكل الحدود اتفق حولها ورسمت..


> في تقديرك ما هي أسباب الازدواجية والتناقضات في سياسة حكومة الجنوب؟


< الآن اللجنة السياسية المشتركة في أديس أبابا تقول لم يصل خطاب من الرئيس حتى الآن من الانسحاب، فالواضح أن في الجنوب الآن أكثر من قوة والآن يوجد عناد من الجنرالات في الجنوب في أنهم لا يتخلون من الذين حاربوا معهم في السابق إلى جانب أن هؤلاء لهم حقوق في الفرقتين، فإذا أرادوا أن ينسحبوا لابد أن يتحملوا كل الالتزامات والواضح وجود أكثر من رأي، والحكومة في الجنوب ضعيفة جداً ولا تحيط بأمن البلد والجميع في يد الجنرالات حتى الآن.


> وفقاً لهذه القراءة ألا تعتقد أن حكومة الجنوب ليس لديها إرادة سياسية؟
< لا توجد إرادة سياسية لحكومة الجنوب وتوجد قوة أخرى في الدولة هي يمكن أن تضغط وتُسير خطها الذي تريده وهذه القوة هي «الجيش» ولكن في النهاية التفريط في اتفاقية نيفاشا وفي الاستفتاء ومن المفترض أن لا يحدث استفتاء قبل أن تحل كل القضايا من الحدود، والفرقة التاسعة والعاشرة حتى لا تكون هناك خلافات بعد الاستفتاء.

Post: #137
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-14-2013, 07:04 AM
Parent: #136

الوطني يستبعد وجود مؤشرات لانشقاق في صفوفه
الأربعاء, 13 شباط/فبراير 2013 18:59


استبعد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وجود أية مؤشرات لحدوث انشقاقات جديدة في صفوفه وداخل الحركة الإسلامية، معتبراً أن المبادرات الداعية للإصلاح والتجويد لا يرفضها عقل أو منطق وأن حزبه لا يخاف منها وبه متسع للرأي والشورى. وأعرب رئيس قطاع التنظيم بالحزب، المهندس حامد صديق، في تصريح له يوم الأربعاء، عن أمله في أن تتسم المبادرات الداعية للإصلاح بالنظرة الموضوعية، منوهاً إلى أن المجموعات التي تطرحها تكون في الغالب بمعزل عن المحيط الذي يعمل فيه من بالحزب.


وأكد أن الحزب لا يخشى عليه من الانشقاق لأن كل العاملين فيه لديهم قضية وهم جزء منها لا ينشقون عنها، بيد أنه إشار إلى أن هذا لا يمنع من أن يكون هناك من لديهم آراء ومن يستعجلون الوصول إلى غايات طيبة.


تقويم المسيرة
"
ونشطت في أروقة الإسلاميين بالسودان مؤخراً مجموعة "سائحون" التي طرحت مذكرة للإصلاح والنهضة كما صرح القائمون عليها وأكدوا أنهم ليسوا حزباً سياسياً أو جماعة ضغط أو حركة إسلامية جديدة، بل هم تيار وطني مرجعيته الإسلام
"
وأشار رئيس قطاع التنظيم بالحزب حامد صديق إلى أن نهج الحزب مع كل من يكون له مثل هذا النداء أن يجلس معه ويطلعه على ما قد يكون خافياً عليه من الظروف والبيئة لأن مواعين الحركة والحزب بها متسع لطرح مثل هذه الآراء.


وكشف عن لقاءات تمت مع مجموعات المبادرات قبل مؤتمر الحركة الإسلامية وبعده للنظر فى مراجعة ما تم، وقال في هذا الخصوص: "اعتدنا أن نأخذ بكل رأي بناء لأننا كلنا ننشد تقويم المسيرة".


ونشطت في أروقة الإسلاميين بالسودان مؤخراً مجموعة "سائحون" التي طرحت مذكرة للإصلاح والنهضة كما صرح القائمون عليها وأكدوا "أنهم ليسوا حزباً سياسياً أو جماعة ضغط أو حركة إسلامية جديدة، بل هم تيار وطني مرجعيته الإسلام".


تسليم مذكرات
وسلمت المجموعة مذكرتها لكل من الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض "حسن الترابي" والأمين العام للحركة الإسلامية "الزبير أحمد الحسن" وكشفت عن عزمها مقابلة القوى السياسية كافة للتبشير بمحتوياتها كرؤية قومية وفي إطار سعيها إلى ترتيب لقاء مع الرئيس "عمر البشير" بالخصوص.


واعتبر المتحدث الرسمي باسم حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم بالسودان، بدر الدين أحمد إبراهيم، أن المبادرة التي تعتزم مجموعة (سائحون) الدفع بها إلى رئاسة الحزب خلال لقائها بالرئيس عمر البشير ومساعده د. نافع علي نافع، (دعوة لبديل جديد) وأن يكون هناك حزب جديد غير حزبي (الوطني والشعبي).


وأكد في تصريحات نقلتها صحيفة (الرأي العام) الصادرة يوم الأربعاء، بالخرطوم، عدم إمكانية تطبيق بنود المبادرة على أرض الواقع إلا بحل حزبي (المؤتمر الوطني) الحاكم و(المؤتمر الشعبي) المعارض.


وأعرب عن خشيته من أن تفهم قضية (السائحون) على أنها مبادرة شق صف جديد.




شبكة الشروق + وكالات

Post: #138
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-14-2013, 04:07 PM
Parent: #137

سرة قوش :صحته متدهورة وأعادوه الى محبسه انهم يلفقون له تهماً،، إتهموه في محاولة انقلابيه ثم حظروا أمواله والآن يتحدثون عن تهمة جديدة.





طالبوا بالسماح له بالسفر إلى الخارج وسويسرا تحديدا لإجراء مزيد من الفحوصات،
02-14-2013 03:42 AM
الخرطوم: أحمد يونس لندن: مصطفى سري

قالت أسرة رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق صلاح عبد الله «قوش»، المقبوض عليه بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية ضد نظام الرئيس البشير، إن حالته الصحية تدهورت بسبب معاناته من مشكلات في القلب، ومشكلات صحية أخرى.

وقال شقيقه عبد العظيم عبد الله لـ«الشرق الأوسط» إن سلطات الأمن نقلته إلى مستشفى «الأمل» التابع لجهاز الأمن الاثنين الماضي، بسبب معاناته من مشكلات في القلب ومشكلات صحية أخرى، وبقي هناك حتى ليلة الثلاثاء، وأعيد إلى محبسه صبيحة الثلاثاء. وأدان نقل شقيقه إلى مستشفى «الأمل» لأنه غير متخصص في أمراض القلب، في الوقت الذي توجد فيه مستشفيات متخصصة في البلاد، وقال إن السلطات منعت أفراد أسرته من زيارته بالمستشفى، واكتفت فقط بالسماح لابنته «الطبيبة» بزيارته.

وندد عبد الله بما سماها محاولات «تلفيق» التهم لشقيقه، وقال إن سلطات الأمن اعتقلته بادئ الأمر بعد أن اتهمته بالمشاركة في محاولة انقلابية ضد نظام الحكم، ثم فرضت حظرا على أمواله والشركات التي يساهم فيها بحجة الفساد، ثم تخلت عن الاتهامين لتتحدث عن وثائق «سرية» تدينه بالتآمر. وطالبت أسرة قوش على لسان عبد العظيم بالسماح لشقيقه بالسفر إلى الخارج وسويسرا تحديدا لإجراء مزيد من الفحوصات، وإلى حين ذلك نقله إلى مستشفى تخصصي مدني، لأنهم لا يرون أن مستشفى «الأمل» مؤهل لمعالجة حالته.

وألقى القبض على «قوش» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ومعه العشرات من ضباط الأمن والعسكريين بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري. ويعاني «قوش» من مشكلات مزمنة في القلب، يقال إنه تجاهلها أثناء وجوده في السلطة، مثلما تجاهل نصائح الأطباء بالتوقف عن التدخين والقهوة. ولا تعد عملية نقله إلى المستشفى لمعاناته من مشكلات في القلب هي الأولى أثناء فترة اعتقاله الحالية؛ إذ نقل إلى مستشفى تخصصي في الخرطوم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأجريت له وقتها عملية قسطرة استكشافية. وفور شيوع أمر نقل الرجل إلى المستشفى تجمع عدد من أقاربه أمام المستشفى على الرغم من الحراسة المشددة المفروضة على المنطقة.

الشرق الاوسط

Post: #139
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-17-2013, 05:32 AM
Parent: #138

مـــيـثــاق الفجـــر الإســـلامـــي «3»

االطيب مصطفى
نشر بتاريخ السبت, 16 شباط/فبراير 2013 08:53
بنـــود الميثـاق

ونحن الموقعين على ميثاق الفجر الإسلامي نصحاً للأمة وصدعاً بالحق وقياماً بواجب الشهادة لله ثم للتاريخ وإخراجاً للبلاد من النفق المظلم في لحظة فارقة ومنعطف خطير ندعو المخلصين من أبناء أمتنا إلى التواثق والمناصرة في الدعوة إلى البنود المذكورة أدناه واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيقها:

> الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه لا سبيل للخروج من جميع أزماتنا إلا في ذلك، فلم يكن الإسلام يومًا سبباً لشقوتنا ولا تمزيقاً لوحدتنا ولا تفريقاً لجماعتنا بل الممارسات الخاطئة والسياسات المرتجفة وثنائية المرجعية التي تأخذ من الإسلام حيناً ومن مناهج الغرب المخالفة للإسلام أحياناً كثيرة هي التي أنتجت وضعاً هجيناً لا هو أرضى الله ورسوله والمؤمنين باتباع الشرع المنزل في عزة وإرادة ماضية ولا هو أرضى الغرب بما فعله من شعار لا دثار له.
> ويطرح ميثاق الفجر الإسلامي مشروع دستور دولة السودان التي خلصت إليها جبهة الدستور الإسلامي واشتملت على «263» مادة عالجت جميع جوانب الدستور معالجة شرعية واضحة وثيقة للتباحث والتفاكر والرد إلى مرجعية الأمة في ما اختلفنا فيه من تفاصيلها حتى ننتهي إلى دستور إسلامي مبرأ من كل عيب ومنزه من أي دغمسة.
> أن يقرر أن هذا الأمر غير قابل للاستفتاء الشعبي ولا محل للرأي إذ لا رأي واجتهاد في ما فيه نص وهو من المعلوم من الدين بالضرورة.
> حرمة قيام أي أحزاب أو هيئات يقوم فكرها السياسي ونظامها الأساسي على تقويض الدستور الإسلامي وإلغائه إذ لا يسمح أي دستور محترم بقيام كيانات تعمل على تقويضه.
> أن يقرر الدستور في مسألة الحقوق والواجبات والحريات تقريراً واضحاً لا مداورة فيه ولا مداهنة أن ذلك كله وفق أحكام الشريعة لا وفق المواثيق الدولية فلا يعطي إنسان حقاً لم يعطه له الشرع ولا يمنع من حق منحه له الشرع الحنيف.
> أن يقرر الدستور موقفاً واضحاً في العلاقات الخارجية ومن المواثيق والاتفاقيات الدولية وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية فلا خضوع لصور الاستعمار الحديث ولا تغييب لهوية الأمة تحت دعاوى التعايش مع المجتمع الدولي.

> ويطرح ميثاق الفجر الإسلامي مشروع دستور دولة السودان التي خلصت إليها جبهة الدستور الإسلامي واشتملت على «263» مادة عالجت جميع جوانب الدستور معالجة شرعية واضحة وثيقة للتباحث والتفاكر والرد إلى مرجعية الأمة في ما اختلفنا فيه من تفاصيلها حتى ننتهي إلى دستور إسلامي مبرأ من كل عيب ومنزه من أي دغمسة، «مرفق باب المبادئ العامة من مشروع الدستور».
> إنصاف بني الوطن من غير المسلمين وفقًا لأحكام الشريعة من غير مزايدة في الحقوق جريًا وراء المحاكمات اللفظية للغرب في باب حقوق الإنسان ولا إغفال للواجبات فلم تمنعهم الشريعة مما هو خير لهم ولم توجب عليهم ما فيه إضرار بهم فالعدل في شريعة الله أكمل والحقوق في شريعة الله مصونة بأحكم سياج وأبرك ثمار.
> القضاء الفوري على جميع مظاهر الفساد في شفافية يراقبها الرأي العام ورفع الحصانات والضرب على يد من ثبت فساده المالي والإدارى في محاكمات شرعية عادلة وعلنية لتصبح عبرة للآخرين وحفظًا لأموال الأمة من الاعتداء والعبث وندعو الى تكوين مفوضية ومحكمة خاصة لذلك من شخصيات لم تشغل منصباً تنفيذياً ممَّن يشهد الناس لهم بالكفاءة والنزاهة.
> منع جميع شاغلي المناصب العامة من مزاولة العمل التجاري منعًا للفساد المالي والإداري وتوظيف الجاه والمنصب في تحقيق منافع اقتصادية شخصية ومصادرة أموال او أسهم من تثبت مشاركته في عمل استثماري.
> التوقف عن سياسات المحاصصة القبلية والجهوية واعتماد مبدأ القوة والأمانة والكفاءة في تولي المناصب العامة وإشاعة الوعي الديني والسياسي ببركة هذا المسلك وأجمعه لوحدة الصف وأعظمه في سد الثغرات.
> اعتماد إصلاحات اقتصادية شاملة تقوم على هدى الشريعة وأحكامها بعيدًا عن حصر الاقتصاد الإسلامي في النظام المصرفي والتأمين بينما الشركات والأراضي ينظمها قانون «1925» مع تعديلات طفيفة، فالاقتصاد الإسلامي يقوم على إشباع حاجات الأفراد فرداً فرداً إما بتمكينهم من التكسب والإنتاج أو باعتماد صور التكافل المتعددة، فإن ذمة الله بريئة من أهل حي يبيتون وفيهم جائع وهم به يعلمون.
> العمل على تشجيع الإنتاج لا سيما الزراعي والصناعي ورفع رهق الضرائب المقعدة والرسوم المعرقلة عن كاهل المستثمرين الصغار مع تمكين جميع شرائح المجتمع من التمول من المؤسسات المصرفية ورفع سقف التمويل الأصغر ليصل إلى «50»ألف جنيه واعتماد سياسات القرض الحسن بعيدًا عن حصر التمويل في صورة المرابحة فإن حل أزمتنا الاقتصادية في زيادة الإنتاج وعدالة التوزيع للفرص وكفالة ذوي الحاجة من قبل الدولة والمجتمع فنحن لا نعيش أزمة موارد بل أزمة إدارة لمواردنا الوفيرة التي يعلمها العدو والصديق.
> إطلاق حرية العمل السياسي والدعوي والإعلامي والاجتماعي المنضبط بأحكام الشريعة فلا يخضع للأذونات القبلية والتعامل بميزان الإنصاف والعدل في هذا الامر بين الجميع من غير تمييز بين حزب حاكم وآخر خارج الحكم.
> العمل على توحيد أهل القبلة في شراكة حقيقية بين جماعات العمل الإسلامي وقطاعات الأمة المختلفة بعيدًا عن سياسات التذويب والاستنفار اللحظي وتفعيل المجلس الأعلى للتنسيق بين جماعات العمل الإسلامي باعتباره إطاراً مؤسسيًا تم إنضاجه من حيث التصور والهيكلية وتكوين تحالف إسلامي واسع لحكم البلاد للحفاظ على هويتها ومواجهة الأخطار المحدقة بها والاستهداف الذي تواجهه.
> إصلاح أمر التعليم والإعلام على هدى الإسلام وتعبئة الأمة وتوعيتها بحتمية الحكم الإسلامي وفرضية قبوله والتسليم له وأن ذلك من شرائط الإيمان مع العمل على صناعة المجتمع المؤمن الواعي بدينه المدرك للمهددات المحيطة ببلادنا المنخرط بفاعلية في نهضة أمته والدفاع عنها.
> إلغاء جميع اتفاقيات الخزي مع دولة الجنوب والعمل مع المخلصين من أبنائه وأصحاب الأجندة الوطنية على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب فهي ربيبة الصهيونية المحتفظة باسمها الداعي إلى تحرير السودان والتي وضعت مشروع السودان الجديد نصًا في دستورها.
> إن ميثاق الفجر الإسلامي دعوة للإصلاح والتوبة إلى الله عز وجل والاستقامة على نهجه في مناصحة حريص ودعوة من محب للخير إلا أن الموقعين عليه يعلمون أن آخر الدواء الكي ومن لم يكن قادراً على إدارة البلاد وفقاً لهُوية الأمة ودينها ولم يكن قادرًا على معالجة أزماتها بل ويتسبب بسياساته الخرقاء في تفاقمها ومن أصم الغرور أذنه فلم يستمع لناصح ولم يرعوِ لزاجر فالرحيل الرحيل فدين الله أغلى من كل حزب وأعظم من كل حركة وأكبر من كل زعيم.
«والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون»
صدق الله العظيم


-----------------

مــعــادلـــة لا حـــــرب ولا ســــــلام!!

الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ السبت, 16 شباط/فبراير 2013 08:52


توقع بعض المتابعين للشأن السياسي أن يكون التئام اجتماعات مجلس شورى المؤتمر التي بدأت اليوم الخميس، انعاطفاً بخطوة تراجعية متساهلة في العلاقة مع دولة الجنوب، كما راجت شائعات قبل أيام بأن هناك ضغوطاً مكثفة على الحكومة من قوى دولية لإجبارها على التفاهم وحل الخلافات مع دولة الجنوب والإذعان لمقترحات الوسطاء الأفارقة في أبيي، وطي ملف البترول والحدود بما يرضي جوبا أولاً.


وذهب الظن بفريق من المشتغلين في الساحة السياسية ومن المقربين للمؤتمر الوطني والحكومة للترويج لهذه الفكرة التي يرون فيها مصلحة للبلاد ووقف للحرب، وتقديم فروض وفرائض السلام والتسوية السياسية على كل دعوات الدفاع عن المناطق الحدودية وحسم التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ومواجهة مؤامرات الحركة الشعبية وأذنابها وعملائها بالداخل وفي الخارج وعلى الحدود. وبدا الأمر كأن هناك تقاطعاً بين مدرستين داخل المؤتمر الوطني والدولة، بحيث تتبنى كل منهما رؤية مختلفة في مسألة العلاقة مع دولة الجنوب.

لكن اجتماعات الشورى جاءت عكس توقعات البعض، فحديث الرئيس البشير كان قوياً وواضحاً بأنه لا رجعة عما تم حتى الآن، ولا مجال للتنازلات، ولا بد من حسم الملف الأمني مع دولة الجنوب قبل الشروع في تنفيذ بقية الاتفاقيات الموقعة بحضور الرئيسين في «27» سبتمبر من العام الماضي، ولا تعديل ولا تبديل في هذه الاتفاقيات.
وجاء بيان الشورى الختامي مؤكداً هذه المواقف، مما يؤكد أن الحكومة وحزبها لا يأبهان للضغوط والوعيد الخارجي الذي تكاثف خلال الفترة الماضية، وتم التلويح بقرارات من مجلس الأمن الدولي بتواطؤ من مجلس السلم والأمن الإفريقي، بالرغم من النجاح النسبي الذي تحقق عبر عمل واتصالات دبلوماسية نشطة خلال الفترة الماضية مع العديد البلدان الإفريقية خاصة المؤثرة منها في الفضاء الواسع للقارة السمراء.
ويترافق مع هذا الاجتماع وما خرج منه في شورى المؤتمر الوطني انطلاق حملة تعبوية في إطار التعبئة والاستنفار لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد، والاستعداد لجدل ومعركة سياسية طويلة حول الدستور، والاستعداد للانتخابات القادمة خاصة دعوة الرئيس للأحزاب السياسية إلى الاستعداد لها منذ الآن، حيث ستجري بعد عامين من الآن في كل المستويات من رئاسة الجمهورية إلى انتخابات الولاة والانتخابات النيابية والتشريعية.


والمؤشرات العامة لاجتماعات الشورى تذهب في اتجاه تأكيد مواقف الحزب والحكومة بشأن العلاقة مع الجنوب، ولا يخفي عدد كبير من كبار المسؤولين في الدولة ضجرهم من مماطلات دولة الجنوب وخداعها ومراوغتها في تنفيذ الاتفاقيات ونواياها المبيتة لمواصلة دعمها للجماعات والحركات المتمردة، وعدم رغبتها في حسم قضايا الحدود والترتيبات الأمنية ومسألة أبيي و «14 ميل» وحشدها لقواتها في المناطق الحدودية، وسلوكها العدواني ضد البلاد.

وإذا كانت هناك مجموعات داخل المؤتمر الوطني تريد التفاوض الذي لا يفضي لنتيجة مع دولة الجنوب على الطريقة والمنهج، فعليها أن تتراجع قليلاً ولا تعلق آمالها على حبال السراب، فلا ثقة للشعب السوداني في حكومة الجنوب، ولا يمكن تقديم تنازلات جديدة بعد التفريط الكبير الذي تم منذ نيفاشا وحتى اليوم، وقد ثبت من التجربة أنه لا سبيل لتسوية سياسية عادلة مع جوبا في ظل الظروف الحالية، حيث تُفرض اشتراطات وتمارس ضغوط ظالمة من بعض القوى الدولية الكبرى وربائبها في الإقليم، ليقبل السودان بما يُملى عليه وما يحقق مصالح دولة الجنوب وليس مصالحنا نحن.


فإذا كان منهج التعامل الجديد الذي وضعه المؤتمر الوطني للتعامل مع الحكومة هو تفسير وتفصيلات لما ورد في خطاب الرئيس أمام شورى الوطني وما دار من مداولات، فيجب اتباع ذلك بحملة سياسية وتعبوية شاملة، ومراجعة كثير من السياسات في الولايات، وحل المشكلات التي أعاقت التقدم في عمليات حسم التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ومعالجة أوضاع الدفاع الشعبي والمجاهدين والمرابطين في المناطق الحدودية، وتعزيز وجود القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وتطمين الأهالي خاصة القبائل الرعوية في الحدود، وسد الذرائع أمام أية اختراقات ووجود لحركات متمردة، وإنهاء حالة اللاحرب واللاسلام


----------------

وا حسرتاه.. دولة السودان تتقزّم.

.وقيع الله حمودة شطة


نشر بتاريخ الخميس, 14 شباط/فبراير 2013

09:15
الدولة السودانية الحديثة قامت على أرض تملك مقومات الحياة والنهضة الحضارية الشاملة، وأسس الاستخلاف وفق الناموس الإلهي الكوني.. حيث تميَّزت بلادنا بوفرة المياه وتعدد مصادرها الأنهار والوديان والخيران ونهر النيل العظيم والبحر الأحمر، ومياه الأمطار، والمخزون الضخم من المياه الجوفية في أحواض دارفور وكردفان، ومساحات شاسعة للزراعة والرعي والسياحة والصيد والسكن والإقامة مع تعدد تضاريسها أيضاً، وقوى بشرية متدربة لها خبرات وبصمات شاركت بها في تقويم وتنزيل مشروعات النهضة على مستوى إقليمي ودولي في الخليج والسعودية واليمن وبلاد الشام وبريطانيا وأمريكا وفي آسيا وإفريقيا.. فيهم الخبراء والأكاديميون النابغون والإداريون والإعلاميون والعسكريون النجباء والأطباء المقتدرون والفنيون المهرة. يضاف إلى ذلك سمعة ضربت الآفاق وبلغت ذؤابة السماء عن صمود المقاتلين والمجاهدين السودانيين عبر حقب التاريخ الممتدة التي تميزت بالبطولة والبسالة والشجاعة والإقدام والصبر والثبات والمهارة، فهناك مملكة الفونج السنارية، ومملكة دارفور، ومملكة تقلي، ومملكة المسبعات، والمهدية، ورجال من السودان وسموا الدنيا.. عبد القادر ود حبوبة، السلطان علي دينار، عبد الفضيل الماظ، علي عبد اللطيف، الخليفة عبد الله التعايشي، عثمان دقنة، عبد الرحمن النجومي، حمدان أبو عنجة، رابحة الكنانية، مهيرة بت عبود، عائشة الكنانية، علي عبد الفتاح، المعز عبادي، إبراهيم شمس الدين، والجنا المكحّل بالشطة، وغيرهم.


غير أن رأس الأمر وذروة سنام هذه المحاميد كلها هوية أهل السودان الإسلامية، فإن كانت الأولى مادية حضارية فإن الثانية معنوية روحية ثقافية قِيَمية، ترفد المؤمن بالتصور المعتدل والتفكير الجاد الصائب والحركة المستقيمة المتوازنة والثقة والطموح المشرئب إلى قرن الثريا، واجتماع القوة المادية وقوة المنهج الإيمانية الصادرة عن مشكاة الهدي السماوي المنزل المنزه المسدد المتكامل كفيلتان بنشأة بعث حضاري ونهضة ثقافية راسخة وتقدم عمراني مدني متطور راقٍ. ولو عمدت الدولة السودانية الحديثة إلى تاريخها وتراثها وقرأت صفحاته النقية البيضاء، لقرت عينها وعظمت همتها وأدركت مكانتها.. ولو قرأ هذا الشعب السوداني العظيم ماضيه، لاستلهم العزة وأدرك أنه شامة بين الشعوب، والعظيم الكبير لا يتقزّم ولا يتأخر ولا يتراجع ولا يركن إلى الهوان والعار والمذلة والمسخرة والاستهزاء الذي يتعرض له من الآخر.!! لقد افترى علينا الاحتلال البغيض لقباً يدرك أنه سيئ باطل ضربة لازب قولاً واحداً.. حين زعم أن السودان رجل إفريقيا المريض، والسودان اليوم أكد أنه رجل افريقيا الشديد السليم القائد المبادر الذي لا يرضى بالضيم والهوان ووصاية الآخرين.. فهو اليوم سلة غذاء العالم وسلة الغذاء العربي والإسلامي، لو أحسن الساسة التصرف واستيقظت الدولة من سباتها.. عار.. ثم عار.. أن يتقدم الشعب والشباب نحو المعالي وتركن الدولة والقيادة السياسية فيها إلى التراجع والانكسار وقبول الإملاء والابتزاز والتكيف على لعبة العصا والجزرة..!!


أوليست هذه القيادة قد خرجت من رحم هذا الشعب الفريد؟ ماذا دهاها؟ لِم التنكر للهوية والمحاميد؟ كيف الرضى والإذعان لغطرسة الآخر الكافر النصراني اليهودي الماسوني الصهيوني النجس الرجس خاوي الوفاض من القيم ومحاسن الذكر والإطراء؟!. هجم علينا الأشرار فساقوا بلادنا إلى نيفاشا الدمار والعار، وسلطوا علينا سيف القوات الدولية والجنائية الدولية والحصار، وهو سيف من «العشر» علينا أن نستل عليه سيفنا الصارم البتار، وهو سيف من فولاذ.. وهجموا علينا بالمنظمات الأجنبية التي تزعم أنها إنسانية، وهي في الحقيقة جواسيس وفلول استخبارات الغرب الكافر المتربص بنا، وهي تحت الغطاء المدني ربّت العملاء والمرتزقة والمأجورين، ليفتّوا في عضد هذا الشعب وفي عظامه من الداخل، وهي تنهش لحمه من الخارج، وبعض الواهمين والغفلة والجهلاء من بني جلدتنا يقدمون أعواد الشواء وتوابل الوليمة التي تعد لإعلان السيطرة على خصوصيتنا الحضارية!!. هيهات.. هيهات!!. جيمس واني رئيس برلمان جنوب السودان أعلن على رؤوس الأشهاد نقلاً عن (الإنتباهة) نقلاً عن وكالة الأناضول أن 90 في المائة من الجنوبيين لا يتقنون القراءة والكتابة، ومن ناحية أخرى أكد د. جورج نازاريو مدير مستشفى الأمراض العقلية بجوبا أن عدد المصابين بالأمراض النفسية في الجنوب في زيادة مستمرة وقال: نعاني من تزايد الأمراض النفسية.. وتقارير الأمم المتحدة والصندوق الدولي أكدت أكثر من مرة أن دولة الجنوب على وشك الانهيار والتلاشي، بسبب سوء إدارتها من قبل عصابات الحركة الشعبية هناك.. كلنا نأسف أن يحاصر الجوع والمرض والفقر والفزع والخوف والحرمان والحصار.. شعب جنوب السودان.. لكن هذا هو الواقع.


إن الفساد الإداري والمالي والصراع القبلي وحركة الغارات كما جرى الأسبوع الماضي بين المورلي والنوير تمزق جنوب السودان الذي نشأت دولته بالأمس، ورغم هذا والله لا ندري كيف أنه اليوم يحتل أرضنا ويملي علينا شروطه ويجعلنا نتهافت كالفراش وأبو (دقيق) على ثقوب كوخه وموائد مفاوضاته ليس معه مباشرة أحياناً كثيرة، ولكن عبر صغاره من العملاء والمرتزقة الذين انتدبهم ليمرغوا أنوفنا.. ونحن قوم شُمّ العرانين لا نركع لغير الله.. أصدقوني القول، شاركوني التحليل هل نحن الآن بعافية وصحة عقلية سليمة أم سُحرنا؟! أم أصابنا الوسواس القهري.. أم سُلبنا إرادتنا وكبرياءنا وعالي سمعتنا؟ واحسرتاه إن دولة السودان اليوم تتقزّم سياسياً واقتصادياً رغم شموخها العسكري والشعبي والجهادي أين مكان الداء؟.


السيد رئيس الجمهورية أعلن يوم الإثنين الماضي - في حفل افتتاح مستشفى إبراهيم مالك في ثوبه الجديد بعد تأهيله - أن هم جوبا صار اليوم المشاغبة والمخاشنة مع السودان.. أخي الرئيس هل نحن في السودان عدمنا الأضراس والقواطع والجوارح والكواسر والدبّابين والأظافر الحادة وكاودا محتلة.. وهجليج مهددة.. وأبيي يُتحرش بها صباحاً ومساءً.. وجنوب كردفان والنيل الأزرق مشروعات التنمية عطلت في كثير من مناطقهما.. وسماحة والميل (14) وكفن دبي وغيرها يُتطاول عليها..


أخي الرئيس أوقفوا عبث إدريس عبد القادر وسيد الخطيب ومحمد مختار ومطرف صديق واضبطوا تصريحاتهم.. أخي الرئيس ــ حفظك الله ــ حين يتحدث الأخ والي الخرطوم يقول (لن نسمح للحركة الشعبية بطمس هوية السودان) وولاية الخرطوم هي التي شهدت أحداث الاثنين الأسود وأحداث سوبا وأحداث المهندسين، والمساومة على علمانية العاصمة وجرائم ال(.........)ز التي روعت وحصدت مئات الأرواح في أم بدة والحاج يوسف والكلاكلات وشرق النيل والسامراب هي ذاتها اليوم مليئة بالخلايا النائمة والطابور الخامس أرجو أن يرتفع مستوى الخطاب إلى مرحلة التطبيق والعمل..

إن الحفاظ على هوية السودان وقيام دولة الشريعة والطهر والعدل وبناء دولة العدالة الاجتماعية والتوافق السياسي والدستور الدائم والاقتصاد المتعافى والنسيج الاجتماعي المتماسك والأمن القومي المحروس يقتضي بناء الذات وتولية الأمين وإغلاق منافذ الفساد وتحرير القرار السياسي الذي يؤكد على سيادة الدولة أرضاً وشعباً وخصوصيتها الحضارية..


يؤكد على اطلاق باع المجاهدين والسائحين والشباب والطلاب الذين كانوا يتغنون قبل نيفاشا (نحن الطلبة يا البشير.. نعمل غلبة يا البشير.. نعمل غلبة يا البشير في .....).. فلا للتراجع.. لا لحوار قطاع الشمال.. لا لتجاوزات المفوضية الافريقية.. لا للي الذراع من قبل مجلس الأمن المتآمر علينا.. لا لوثيقة الفجر الفاجر.. لا لعلمانية الدولة وفصل الدين عن الحياة ونحن نردد الإسلام أبي وأمي.. نعم للإصلاح السياسي.. نعم لتحرير القرار.. نعم لحريات الرأي والتعبير مقيدة بمصلحة الوطن والأمة.. نعم للسلام والجوار الآمن.. ولكن ليس على حساب أن تتقزّم دولة السودان وتنطفئ جذوة هذا الشعب العظيم

Post: #140
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-17-2013, 06:52 AM
Parent: #139

الشيخ رزق: المعارضة والجبهة الثورية تخططان لإشاعة الفسوق والفجور والإنحلال الأخلاقي
السبت, 16 فبراير 2013 08:46 الاخبار - آخر الاخبار الخرطوم: صبري

جدد الشيخ كمال رزق إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير هجومه العنيف على الأحزاب الموقعة على وثيقة الفجر الجديد وقادة الجبهة الثورية، وقال إنهم يريدون طمس هوية السودان وفصل الدين عن الدولة والحياة السياسية، لافتاً النظر إلى أنهم يخططون لتنفيذ وتطبيق مواثيق وقوانين الأمم المتحدة التي تدعو إلى الفسوق والفجور وتساهم في الانحلال الأخلاقي وسط كيانات المجتمع المسلم، مبيناً أن تلك القوانين والمواثيق تخالف القيم والدين الإسلامي.

ونعى رزق في خطبة الجمعة أمس وثيقة الفجر الجديد، وقال انطفى نور الفجر الكاذب، مشيراً إلى أن جبهة الدستور الإسلامي باشرت بإعدادها لوثيقة الفجر الإسلامي لمواجهة كمبالا، وقال إن الفجر الإسلامي هو أمل الأمة الإسلامية في السودان، داعياً لضرورة الالتفاف حولها والتمسك بها حتى يكتب لها النفاذ وأرجع رزق الأزمات التي تعاني منها البلاد لما أسماه (الدغمسة) في تطبيق الشريعة الإسلامية الأمر الذي قال إنه أفرز الفساد والسقوط الأخلاقي مشدداً على أهمية العودة لكتاب الله والاحتكام إليه للخروج لمعالجة المشكلات والأزمات والأمراض التي أصابت جسد الوطن والأمة الإسلامية


. وفي سياق آخر انتقد رزق بشدة الاحتفال بما يسمى بعيد الحب الذي يصادف الرابع عشر من فبراير كل عام وهاجم المدافعين عن أعياد الحب والأم والميلاد، مشيراً إلى أن هذه الأعياد لا علاقة لها بالدين الإسلامي، وقال رزق إننا الآن في جحر الضب بعد أن أصبحنا نقلد الآخرين في كل شيء دون تدبر وتمعن، و أبان أن مثل هذه الاحتفالات يختلط فيها الجنسان وتتبعها ممارسات لا تمت للقيم الإسلامية بصلة من فساد و فجور وانحلال أخلاقي، وطالب الحكومة بضرورة استصدار تشريع يعاقب مرتكبي الجريمة بالإعدام شنقاً حتى الموت حتى يكونوا عظة وعبرة للآخرين

Post: #141
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-18-2013, 07:01 AM
Parent: #140

{الجنجويد يحاصرون قبيلة قائدهم السابق

يوسف عبد المنان

أبدت قيادات من المؤتمر الوطني، وبعض أعضاء مجلس الشورى القومي، خيبة أمل في ما انتهت إليه اجتماعات المكتب القيادي والمجلس القيادي ومجلس الشورى القومي، بالاهتمام بالقضايا التنظيمية الداخلية وتقارير أداء قدمها الجهاز التنفيذي، في الوقت الذي أخذت فيه الأزمة الاقتصادية تحكم قبضتها على البلاد، وانسداد قنوات التفاوض مع دولة جنوب السودان، وتباعد المواقف مع متمردي قطاع الشمال، حيث وضع الرئيس "عمر البشير" حدوداً فاصلة..


{ وقالت قيادات (المؤتمر الوطني) التي تحدثت في دهاليز الشورى واللقاءات التي عقدت على هامش النشاط السياسي، إن مبادرات جريئة كالتي طرحها "بدوي الخير إدريس" والي الشمالية الأسبق في اجتماعات القطاع السياسي، افتقرت إليها اجتماعات الجمعة والخميس، التي أخذت أبعاداً تنظيمية أكثر منها سياسية، حيث (ماتت) مبادرة القطاع السياسي قبل أن يضعها القطاع كتوصية للمكتب القيادي، بمعارضة بعض المتنفيذين لها.. وباتت اجتماعات (المؤتمر الوطني) تميل للتوافق، وسيطرت (فوبيا) الانقسام الذي ضرب صفوف الحزب نهايات القرن الماضي على أداء الحزب، وأقعدت بمبادرات الأعضاء وجعلت الحزب أقرب للصامت في كثير من الأحيان. وحث "خيري القديل أرباب"، القيادي البارز في الحزب، زملاءه لتقديم مبادرة تنهي دورة العنف في البلاد.. ودعا لإحياء اتفاقية (نافع عقار). وعلى ذات الصعيد كشفت معلومات حصلت عليها (المجهر) أن أغلبية أعضاء وقيادات (المؤتمر الوطني) بدأت تفكر جدياً في تقديم مقترح بترشيح المشير "عمر حسن أحمد البشير" لدورة رئاسية جديدة وأخيرة، نظراً لتعقيدات ما تشهده الساحة حالياً، خاصة بعد اكتشاف السلطات العام الماضي المحاولة الانقلابية التي قادها اثنان من الضباط الإسلاميين (ود إبراهيم وصلاح قوش). ويجد ترشيح المشير "البشير" دعماً كبيراً من قيادات الحزب الوسيطة وقواعده التي بدأت تتحدث عن مخاوفها من دخول البلاد في دوامة عنف جديدة وانقلابات من داخل الصف الإسلامي حال غياب "البشير" عن المشهد السياسي بالتنحي وإفساح المجال لتنافس قيادات الحزب الأخرى!!




(السريف) تحت الحصار!!

اللواء (م) "الهادي آدم حامد"، أحد الضباط الإسلاميين ممن وُضع على عاتقهم معالجة قضية دارفور أمنياً وعسكرياً وسياسياً.. وتربصت الحركات المسلحة باللواء "الهادي آدم حامد" وسعت لإدراج اسمه ضمن مطلوبي محكمة لاهاي، وتوسل قادة حركة العدل والمساواة لكل مخبري الغرب لإدراج اسم "الهادي آدم حامد"، وتم وصفه في أدبيات الحركات المسلحة بقائد (الجنجويد). وينتمي اللواء الهادي لقبيلة البني حسين في شمال دارفور، وبعد إحالته للتقاعد أخذ على عاقته المساهمة سياسياً في بناء وحماية نظام حمل روحه في كفه ودافع عنه.. ولكن اللواء "الهادي" وجد نفسه اليوم (محاصراً) وسط أهله وعشيرته في بلدته (السريف بني حسين) من قبل عناصر كان له الفضل تدريبها ورعايتها!!


تحدث اللواء "الهادي" أمس عبر الهاتف مع (المجهر) من بلدته ومسقط رأسه (السريف بني حسين)، وقال إنه مع أهله محاصر منذ أسبوع وكل الطرق تم إغلاقها من جهة (سرف عمرة) ومن جهة زالنجي وجبل مرة وشمالاً حركة العدل والمساواة في دار زغاوة وغرباً من الرزيقات الأبالة الذين يحاصرون المنطقة ويفرضون غرامات على السيارات المدنية التي تحاول العبور إلى منطقة (السريف بني حسين). وأضاف اللواء "الهادي" قائلاً (في وجود الدولة التي تتفرج على ما يحدث هنا في السريف يتم فرض ضريبة تسمى دعم المجهود الحربي تذهب لمليشيات تقتل أبرياء انقطعت عنهم سبل الحياة.. وفي وطننا وتحت بصرنا ذهب أهلنا طلباً للنجدة والحماية عند قوات اليونميد)!!

وأضاف اللواء "الهادي" في حديثه لـ (المجهر): (ما يحدث للبني حسين يرقى حد التطهير العرقي، مما يتطلب تكوين لجنة تحقيق وإظهار هيبة الدولة وإثبات قدرتها على محاربة الفوضى)!!
من جهته قال ناظر البني حسين في اتصال هاتفي بـ (المجهر): (إن عشيرتنا تتعرض في مناطق أخرى من (غرة الزاوية) و(سرف عمره) إلى القتل الانتقائي وحرق المنازل والنهب والضرب، والحكومة لا تقوى على فعل شيء لأن هناك من يشيعون أن البني حسين معارضة للإنقاذ حتى ينتهكوا حقوقنا تحت ذريعة الدفاع عن نظام نحن من دافع عنه). وطالب ناظر البني حسين الرئيس بإعمال سلطاته ورفع الحصار عن مواطنيه وإلا سيتعرضون للموت. واضاف الناظر بنبرة حزينة: (لن نطلب حماية من الأمم المتحدة حتى لو مات كل البني حسين برصاص المليشيات التي تحاصرهم). ووجه الناظر بكلمات حزينة رسالة للرئيس قائلاً: (قُتل البني حسين ولم يجدوا حماية حتى اليوم).
وبدأت الأوضاع في محلية (السريف بني حسين) تأخذ ابعاداً خطيرة في اليومين الماضيين بتجديد النزاع وانهيار اتفاق الهدنة الذي وقع الشهر الماضي.
وسيطرت القوة المسلحة التي تحاصر الريف على جبل عامر حيث مناجم الذهب، وتم إبعاد أهالي المنطقة عنها.. كما طردت العمالة الوافدة من عدة بلدان ومناطق سودانية..

المجهر
17/2/2013



---------------

كل (شورى) وأنتم بخير..!!
18 ساعات 51 دقائق منذ
الهندى عز الدين

{ كنا نأمل أن تخرج اجتماعات مجلس شورى (المؤتمر الوطني) بقرار واضح وصريح في ما يتعلق بموقف تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك مع دولة جنوب السودان، ولكن البيان الختامي وخطاب الرئيس "البشير" خلوَا من إشارة بائنة ومبينة تعلن الفرح لأهل السودان، وتبشرهم بدنو موعد نهاية الأزمات!!
{ مضت (الشورى) إلى حال سبيلها، وبقيت الأزمة تراوح مكانها!!
{ وحتى السيد الرئيس "البشير"، فإنه لم يضف جديداً على خطابه السابق لدى افتتاحه مجمعات "مامون حميدة" في مستشفى "إبراهيم مالك"!!
{ الرئيس أكد أنه ملتزم بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه مع الرئيس "سلفاكير"، وأنه لن يقبل بأي تعديل أو تبديل أو تحريف، ولكنه - للأسف - لم يحدد (يوماً) أو (شهراً) محدداً للبدء في تنفيذ الاتفاق من طرف واحد، هو حكومة جمهورية السودان.

{ الشعب السوداني لن يأكل شعارات، ولن يفطر خطابات، ولن يتغدى بيانات، ولن يتعشى، لأن غالبيته أصلاً (تبيت القوا) في الضهاري والضواحي.. وحتى في أوساط المدن وفي قلب غابات الأسمنت!!
{ انفضت اجتماعات (الشورى) وذهب شيوخها.. شيبها وشبابها، إلى أعمالهم (الخاصة) و(العامة)، دون أن يحسموا شيئاً من أمر القضية الأهم الماثلة أمامهم.. مفاوضات "أديس أبابا" الدائرية.. العبثية.. الراكضة وراء السراب.. الباحثة عن (الرهاب).. الآملة في المجهول!!

{ لماذا تترك (الشورى) أمر البلاد والعباد بيد فئة (صغيرة) محدودة الأفق.. ضعيفة الخيال.. أعطت (كل) ما لديها ولم تستبق شيئاً لسنوات طوال، من (جولة) إلى (جولة)، ومن "أديس" إلى "أديس".. ومن "شيراتون" إلى "شيراتون".. ومن لا شيء إلى لا شيء..؟!!
{ كيف انفضت (الشورى) يا شيخ "مجذوب أبو علي" ولم تقطع في مصير اتفاقيات الجنوب، ولم تأمر قيادة الدولة بالتنفيذ (الفوري) لما فيه مصالح البلاد والعباد، أو الإلغاء والمراجعة، وتحديد البدائل الأخرى والخيارات المتاحة.

{ هل جئتم لتستمعوا إلى خطاب السيد الرئيس أو نوابه، أم لتقدموا إليه مشورتكم الغالية بعد انقضاء دورة كاملة، حدث خلالها الكثير.. تغيرت فيها الأحوال، وتبدلت فيها الأوضاع.. ارتفع سعر (الدولار) وانخفض سعر (الجنيه) مرات ومرات، وعدلت الميزانية، وانعقد مؤتمر الحركة الإسلامية، وانتخب أميناً عاماً، ونواباًً، وأمناء و... و... متغيرات ومتغيرات.. كنا نأمل أن تكون (الشورى) بحجمها.. وقدرها.. ولكن.. ثم لكن.. ثم لكن..
{ لا جديد!! محاربة الفساد؟ حديث مكرر.. ولا نعرف ما الجديد في موضوع لجنة إقرارات الذمة، ونيابة الثراء الحرام والمشبوه.
{ مراجعة هكيلة الدولة؟! لن تتم قبل سنوات.
{ بسط الحريات؟ كلام والسلام.

{ نفذوا - يا سادتي - اتفاق الجنوب.. وبللوا شرايين الخزينة العامة.. أنعشوا خزينة بنك السودان.. من أجل لبن الأطفال وأدوية السرطان.. ومواد غسيل الكلى.. وخفض أسعار المضادات الحيوية.. الحقن.. والأقراص.. والمحاليل الوريدية.
{ وكل (شورى) وأنتم بخير.


----------------

من مسببات إغلاق صفحة السائحون من علي الفيس بوك.!!..
February 18, 2013
صلاح جاموس..
[email protected]

أولا من هم السائحون؟

تقول الاخبار بأن المقاتلون غير العسكريون في السودان ينقسمون إلي مجموعات تصنيفها كالآتي : المجاهدون هم مجموعة من الذين شاركوا في العمليات العسكرية في الجنوب أثناء الحرب الأهلية باسمهم المعروف وهو المجاهدون, أما الدبابون فهم مجموعة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات من الذين شاركوا في ذات الحرب في الجنوب, وبعضهم يتولى مناصب في جهاز الأمن والمخابرات, وبعضهم ذهب مع المؤتمر الشعبي وحل بهم ما حل بالمجاهدين الذين انشقوا بانشقاق المؤتمر إلى وطني وشعبي. كما أطلقت مجموعة أخرى على نفسها مسمى “السائحون” بعد أن ابتعدوا تماما عن الحكومة ومارسوا كما يقولون نوعا من التواصل مع كل الأطراف, لكنهم فشلوا في إقناع المجموعات المختلفة بالتوحد من جديد مما دفعهم لإطلاق نداء قبل أكثر من عامين للتلاقي والمفاكرة والحديث عن سيرة الأولين ومن ثم التناصح في أمور الحركة الإسلامية التي تفرقت كما يقولون. لكن السائحين ظلوا ومنذ ظهور مجموعتهم يتحدثون عن الفساد الذي انتشر في الدولة وكيفية معالجته وما إذا كانت الحكومة الحالية بأفرادها قادرة على تحقيق ذلك الهدف, وقد نجحوا في نشر عدد من المذكرات التي تطالب الرئيس البشير بالنظر إلي توحيد الإسلاميين, وبتر المفسدين منهم و”إعادة الحركة الإسلامية لأهلها الحقيقيين”. وكشف المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية الذي إنعقد في الماضي القريب بالخرطوم عن خلافات عميقة بين هؤلاء وبعض قادة المؤتمر الوطني حينما طالبوا بإلحاق نحو 250 عضوا للمشاركة في المؤتمر، وهو ما رفضه قادة الحركة مما أدى إلى كثير من المناوشات والاتهامات والحديث باقتضاب عن أزمة الحركة الإسلامية.

علي خارطة الإعلام نجد ان للسائحون مجموعة لها نشاط كبير ومؤثر علي الوضع السياسي بالسودان فهم أصحاب مبادرات شغلت الرأي العام السوداني و لم ترضي عنها حكومة المؤتمر الوطني وبخاصة (الزمرة التي تحوم حولها شبهات فساد وارتباط بدوائر خارجية أمها الماسونية العالمية). ظهر ذلك في الهجمة الشرسة علي السائحون ومبادراتهم من قِبل قله من قيادات المؤتمر الوطني، والتي منها التشكيك في نوايا السائحون. إضافة الي ان للسائحون قدرات خارقة علي كشف جرائم قادة المؤتمر الوطني وتعريتهم من الغطاء الاسلامي الذي يتدثرون به.

قبل ايام قلائل كشف أحد المنتميين لمجموعة السائحون جرم هزّ أركان النظام الذي ضاق ويضيق ذرعا بصدق ووضوح السائحون الذين يقفون ضد فساد وجرائم بعض المنسوبين لحكومة الخرطوم . والجريمة هي إختفاء أحد السائحين الصادقين (كما يصفه رفاقه ) وهو محمد مسؤول مصادر احد المكاتب الامنية السرية للمؤتمر الوطني ، والذي قام بكشف وثائق حقيقية تدل علي أن مسؤول (كبير جداّ) يمثل رأس الماسونية في السودان . يقول رفاق محمد بمجرد ان وصلت هذه الوثائق الي احدي دوائر الأمن ، تم استدعاء محمد إلي مكاتب (الأمن الطلابي) وبعدها لم يسمع لمحمداً خبرا ، بالرغم من الاتصال بالرئيس البشير ونائبه علي عثمان ونافع علي نافع وصلاح قوش (مدير الامن سابقاً والذي حدثت حادثة الإختفاء إبان توليه رئاسة جهاز الأمن والمخابرات) ، من ما يرجح ان لاحد المذكورين أعلاه علاقة بإختفاء محمد الذي أصبح لغزاً لذويه ولكل من له علاقة به مما وسع فرص صدق ما توصل إليه من وثائق تكشف علاقة أحد كبار قادة المؤتمر الوطني بالماسونية. وجدير بالذكر ان المختفي هو إبن الاستاذ موسي يعقوب الصحفي المعروف، وقد تسائل أحد افراد مجموعة السائحون عن سكوت الاستاذ موسي يعقوب والذي ينتمي للمؤتمر الوطني عن اختفاء ابنه، ووصف سكوت الأب بأنه (أمرٌ يبعث بالحيرة).

ما ان تناولت هذه الحادثه حتي إختفت صفحة السائحون هي الأخري من علي (الفيس بوك). تذهب تأويلات البعض إلي أن محمد مازال معتقلاً في مكان لا يمكن الوصول إليه.. غير انه وبما لدي السائحون من قدرات وعلاقات كانت تمكنها من الوصول أو معرفة مكان احتجازه (إن كان علي قيد الحياة)، فالاحتمال الأرجح هو تصفية محمد جسدياً ، وهذا ما يقول به كثير ممن ينتمون إلي السائحون. والآن تمور ساحة السياسة في السودان بكوارث كثيرة بفعل وافعال نظام المؤتمر الوطني الذي يري فيه الجميع بأنه أضحي وبال علي المواطن والوطن .. وحالة الاحتقان التي بدأت تاخذ طابع التصعيد والهيجان .. وتسارع خطواط موت الاقتصاد .. وكِبر بؤر الفساد .. كلها تشير إلي مساؤي لا يمكن تصورها خاصة بعد تكاثر إعداد المطالبين بإسقاط النظام الذي يقابله تضائل المؤيدين لبقائه .. مضاف إليها احتجاجات بعض منسوبي المؤتمر الوطني علي كثير من أجندات الحكومة مع تمسك قادة النظام بكرسي السلطان لحماية شخوصهم من المطالبات الدوليه وعدم تورعها من استخدام السلاح وكل فعل يبقيها علي كرسي السلطة ، كل هذا يجعلنا ننظر مستقبل غاية في الغتابة وكوارث نسأل الله ان يجنب منها شعب السودان


---------------

مسؤول الحركة الشبابية للعدالة والتنمية بالداخل (حشد)
الاثنين, 11 فبراير 2013 07:31 الاخبار - حوارات
حوار / هبة محمود:


في حمى الدعوة لإسقاط النظام، ظهرت مجموعة شبابية جديدة تدعو الى إسقاط النظام، ولكن هذه المجموعة خلقت من رحم الحركة الإسلامية التي تدير البلاد- وحسب حديثهم- أن مواعين الشورى داخل الحركة الإسلامية أصبحت غير موجودة، والحركة نفسها لا وجود لها، جراء ما اقترفته أيديها، وأبان أحد مؤسسي حركة حشد وعضو المكتب السياسي للأمانة العامة لحركة الطلاب الإسلاميين بجامعة الخرطوم الأسبق، أن الشباب مغيب منذ الاستقلال في كل المناحى السياسية.. وقال إن ثورة الإنقاذ استخدمت الشباب كوقود في تنفيذ كل ما تريد باسم الدين، وأضاف: المعارضة عموماً تعتبر الشباب عبارة عن وقود يخرجون ويتظاهرون ويقلبوا الحكم، وفي النهاية يأت قادة الأحزاب ويستلموها من الشباب، وقطع على أن الشباب لن يسمحوا لأحد أن يمتطي ثورتهم، واتهم الإنقاذ بأنها فرضت على الناس كل شيء دون أن تراعي ثقافاتهم ودينهم، وأكد أن حركتهم لم تأتي بفكرة تحمل الفكر الإسلامي الذي يفرض على الناس فرضاً، ونوه الى أن أي عمل مسلح أو أي شيء يدعو لفرقة، وبعيد عن مشاركة الشباب، فإن حركة حشد ليست معه...



متى بدأت فكرة تأسيس الحركة الشبابية للعدالة والتنمية (حشد)؟


قبل سنتين، ولكن بدأت الأشواق لها منذ أن كنا في الجامعة، بعدها شعرنا أن الحركة الإسلامية لم تتمكن من تلبية أشواق كافة الشعب والشباب عموماً، وكان تفكيرنا أن نأتي بشيء جديد يجمع الناس بجميع طوائفهم وسحناتهم.

ما هي الأسباب التي جعلتكم تلجأون لتكوين حركة ولماذا لم تقوموا بمحاولة إصلاح داخل الحركة الإسلامية نفسها؟

الأسباب معروفة لكل الشعب، ونحن لا نريد أن نكون نمطيين، ونردد نفس الكلام والحركة الإسلامية، أصبحت لا وجود لها من ما اقترفته أيديها، لكن الإصلاح من الداخل كان صعباً، فنحن طلاب جوبهنا بأشياء كانت صعبة جداً، ومتاريس لدرجة أن أحد القيادات في لقاء قال لنا (العاجبوا عاجبوا و الما عاجبوا نحن كده) لذلك كان الإصلاح من الداخل صعب جداً، ووصلت الحركة الإسلامية في داخلها- على المستوى القيادي الطلابي من الفساد والمحسوبية- درجة مخلة بالإضافة الى عدم الالتفات لهموم المواطن و«قعادهم» في الأبراج العالية، وعدم نزولهم لكي يشاركوا الناس همومهم مرحلة من الصعب أن يتنازلوا عنها ويستمعوا للنصح.

لكن هناك مبادرات من أجل الإصلاح سبقت حركتكم منها الاصطلاحيون وسائحون، ومذكرة الألف أخ الم تجدوا ضالتكم في هذه المبادرات؟

نحن لا ندعوا لمبادرات إصلاح، بل ندعو الى ثورة، فقد كفرنا بالمبادرات والدعوة للإصلاح، والمتابع لهذه المبادرات لا يجد لها أثراً في أرض الواقع، ونعتقد أن مواعين الشورى داخل الحركة الإسلامية أصبحت غير موجودة لسنوات خلت، وهناك مبادرة السائحين أكبر دليل على ما يحدث، وغازي صلاح الدين الذي يعتبر من أكثر من ينادون بالإصلاح، تم احتواؤه بطريقة جعلته يعتلي المنصة ويقول كلاماص.. لأنه شعر بأنه إذا ذكر كلاماً ليناصح به فإنه سيفرقهم، فهم لهم مقدرة عجيبة على أن يمُّشوا بنودهم وينفذوا أشياءهم في ظل تغييب الشورى.

متى عزفتم عن العمل السياسي في الجامعة وما هي الأسباب التي جعلتكم تعزفون؟

عزفنا عن العمل السياسي في عام 2006 م نتيجة مشاكل داخلية في اختلاف الرؤى والأفكار، فقد كنا ندعو لإعطاء الطلاب مساحات من الحرية للعمل داخل التنظيم، وفق رؤى جديدة مواكبة للعصر، لا تتعارض مع دين والإسلام، وندعو الى تعامل منسوبي الحركة مع أخواننا في الجامعة بأسلوب أفضل، وقدمنا بدايل وطرحاً جديداً في جامعة الخرطوم، ولكننا ووجهنا بهجمة شرسة، ورغم ذلك حاولنا وحاولنا، لكن في النهاية جوبهنا بمشاكل وصلت لحد كان من الصعب فيه أن نواصل، لذلك جلسنا في مقاعد المتفرجين.

هذا يعني أن منطلقكم منطلق حقد؟

أبداً منطلقنا من حبنا للسودان ومنطلق حب في التغيير، فهو دورنا الأساسي كشباب لأننا نرى المعاناة الحاصلة.

إلى ماذا تدعو الحركة؟

ندعو الى إقامة ثورة سلمية وذهاب الحكومة القائمة وإسقاط النظام بطريقة سلمية، بوجود وتوحد جميع الشباب السوداني، وندعو الى تقديم شيء جديد لا ينفر منه الإسلامي ولا اليساري، ولا يهمنا الانتماء الحزبي للشباب، وحتى الأحزاب لا مانع لنا بمشاركة شبابها، فلا نريد إقصاء أي شاب من أي حزب، ولكننا نريد إقصاء أي شخص من الشخصيات السياسية القديمة، وكفاية لكل الرموز المعروفة، ونتمنى أن يعطوا شبابهم فرصة لأخذ فرصتهم الأساسية.

بما أنكم تربيتم على يد الحركة الإسلامية وتدعون الى إسقاط النظام لماذا لم تنضموا الى المؤتمر الشعبي؟

نظرتنا الى أحزاب المعارضة بأنها أحزاب هرمت وشاخت، ولكن شبابها إذا انضموا إلينا ليس لدينا مانع، والحزبان المنبع من نفس المشرب والوطني والشعبي مصبهم واحد في تعاطيهم للأمور، والناس ملت من تجربتهم، ويمكن تقبل حركة جديدة، ولكن الآن لا أحد يريد حركة سياسية حزبية إسلامية

أكدت عدم تقبل أي حركة إسلامية ما هي الدواعي التي تقودكم لإسقاط النظام وأنتم حركة مرفوضة؟

أهم ما فيها الدواعي التي دعت الى أن نجعل الشباب ينهض، لأن الشباب مغيب منذ الاستقلال في كل المناحى السياسية إلا القليل، وبعد أن جاءت ثورة الإنقاذ كان الشباب هم الوقود الذي استخدمته في تنفيذ كل ما تريد خاصة في الحروبات، إذا كان باسم الدين أو غيره وعندما استقر الوضع وجاءت اتفاقية السلام كان الشباب آخر اهتمامات الدولة والنظام القائم، وغيرهم من الأحزاب التي لا تهتم بالشباب، لأن العقلية الموجودة في الأحزاب عموماً تعتبر أن الشباب عبارة عن وقود.. يخرجون ويتظاهرون ويقلبون الحكم وفي النهاية يأتي قادة الأحزاب ويستلموها من الشباب (ويلقوها باردة)، فالجميع يعلم أن في الوقت الراهن الشباب هم القادرون على إسقاط النظام الحالي بالطريقة السلمية.

هل تعتقد أن الشباب يمكن أن يثقوا فيكم وأنتم خلفيتكم إسلامية بمعني أنكم أبناء الحكومة التي يراد إسقاطها؟

لا يمكن أن يثقوا فينا من أول وهلة، ولكن عندما يجدوننا شباباً إسلاميين ومعنا آخرون بمختلف مشاربهم ستتغير نظرتهم، فنحن لم نأتِ بفكرة تحمل الفكر الإسلامي الذي يفرض على الناس فرضاً، وإن كان كذلك لأطلقنا عليها الحركة الإسلامية للشباب، ولكننا نحمل مفهوماً للعدالة والتنمية، ونعتقد أنه إذا وجدت العدالة في كل مناحي الحياة، فإن البلد ستنمو، لذلك نحن لن نسير على خطاهم، بل بالعكس فالخطى التي نريد أن نسير عليها هي أن نترك الناس على حسب دينهم وعرقهم وليس كما أتت الإنقاذ وفرضت على الناس كل شيء دون أن تراعي ثقافاتهم ودينهم.

في حمى إسقاط النظام التي يروج لها عبر وثيقة الفجر الجديد هل أنتم ساعون للانضمام لها؟

أي عمل مسلح أو أي شيء يدعوا لفرقة وبعيد عن مشاركة الشباب لسنا معه، فأهم شيء لدينا السلمية وأن يكون الشباب هم الركيزة الأساسية لإعادة بناء الوطن .

هناك مجموعات شبابية منها مجموعة شرارة وقرفنا ويدعون الى إسقاط النظام هل هناك تنسيق بينكم؟

في الوقت الراهن لا يوجد اتصال بيننا، لكن إن شاء الله في القريب العاجل سيكون لنا تنسيق مع هؤلاء الشباب من أجل أهداف آنية ومستقبلية.

ماذا تعني بالآنية والمستقبلية؟

الآنية إسقاط النظام والمستقبلية التحضير، لأن يكون الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن.

هل بدأتم نشاطكم؟

هناك نشاطات بدأت وأخرى قادمة جديدة، ومتأكدون من خلالها يمكن ملامسة وجدان الشعب، لكن يهمنا الشباب، وسنعلن.. كفاية خوف كفاية.. وفي وقت الصفر كل الناس ستخرج، فنحن الآن نحضر الشباب من أجل الثورة، وربما تكون هذه الثورة بعد سنة أو ساعة.

من الذي يدعمكم ومن أين لكم بتمويل نشاطاتكم ؟

الدعم حالياً ذاتي والكل يعرفه، ولسنا تحت مظلة أي جهة، ولا نتبع لاي جهة، إذا كان في الداخل أو الخارج.

لماذا تم إعلان البيان من أمريكا؟

البيان لم يعلن منها، ولكن مسئول العلاقات الخارجية موجود هناك، والمجموعة ليست موجودة في أمريكا فقط، بل منتشرة في عدد من الدول العربية والأوربية.

كانت هناك مظاهرات في يونيو ويوليو و فشلت؟

أي خروج للشارع ليس قوامه الشباب ووحدتهم على قلب رجل واحد وحب السودان لن تنجح، وهؤلاء فشلوا لأنهم فئة شباب معينة، وفي الغالب يمثلون التجمع، ودائماً أحزاب المعارضة (لا يحضروا أنفسهم ولا يذاكروا الواقع ولا يدعو الناس لكي يشاركوهم هذا الواقع).

ذكرت أن ناس المعارضة لا يدرسوا الواقع جيداً هل أنتم درستم الواقع؟

مرتبين كيف نمشّي البلد بعد ذهاب النظام، على أساس أن تكون هناك فترة انتقالية، ووضع لدستور دائم واستفتاء لكل البنود المختلف عليها، فنحن نعد في وضع سياسات اقتصادية لما بعد ذهاب هذا النظام، وسياسات داخلية وخارجية، ونجمع السودانيين ليتحملوا المسئولية معنا، فلا نريد حملها وحدنا، ولكن مع التذكير لن نسمح لأحد أن يمتطي ثورة الشباب، ولكننا حضرنا لكل السيناريوهات، وهذا لا يعني أن تحدث بعض المفاجآت والأشياء لكننا نضعها في الحسبان.

هل أنتم على استعداد لمواجهة التحديات الماثلة في البلاد، خاصة فيما يخص حركات مسلحة؟

أي شخص رافع السلاح ولم ترفعه أنت في وجهه فإنه سيجلس معك في تفاوض وهو مطمئن، ومعنا كثيرون من أبناء دارفور المستنيرين والمتعلمين وغير المتعلمين، ونثق في أن يجلسوا مع أهلهم ويقنعوهم بالوضع الجديد، فنحن لسنا شباب مجد أو سلطة، ولكننا نريد أن نشعر أن البلد تسير وفق دستور متوافق عليه، وتستلمها جهة عبر انتخابات حرة، ويحكم وفقاً للفترة التي حددها له الدستور.

تسعون لوضع دستور تريدون من خلاله طرح رؤيتكم الآن الدعوة للمشاركة في وضع الدستور مازالت قائمة لما لا تشاركون؟

نحن ندعو إلى إسقاط النظام، لذلك لن نجلس معه وإلا فإننا سنصبح مثل أحزاب المعارضة في الصباح ننبذ النظام وبالمساء نحاوره، نحن نخاف أن لا يحدث تغيير إلا مثل الذي حدث في سوريا وليبيا.

هناك انتخابات في العام 2015م والرئيس البشير قد أعلن التنحي عنها، هل أنتم جاهزون للمشاركة فيها؟

الانتخابات إذا كانت نزيهة وفيها تكافؤ فرص تمويل، ومساحة إعلامية، فلا ما نع من نزول الانتخابات، ولكن ليست المشكلة في تنحي الرئيس، وإنما المشكلة هل الانتخابات نزيهة أم لا، فحتى إذا تنحي الرئيس البشير فهنالك ألف غيره من الحزب موجودين وجاهزين.

البعض يعرف الشباب المعارضين بمعارضين « الكيبورد» ؟

نحن منتبهون لشباب الكي بورد الذين يعلنون عن حضور 2000 للمشاركة في المظاهرة، ولكن في الواقع لا يحضر غير 20 ، لذلك منتبهون لذلك، ونعرف كيف نلامس وجدان كل الشباب، ونعزف على وتر الحقيقة، وونلمس الألم لنجعلهم يخرجون بطريقة سلمية ويسقطون النظام.

ما هي تجربة الحكم التي تقتدون بها؟

معجبون بالتجربة التركية باعتبار أنها جعلت الناس تعيش في سلام وأمان.


اخر لحظة :

Post: #142
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-20-2013, 10:53 AM
Parent: #141

الانتخابات والتحوُّل الديمقراطي وحديث البشير
الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الأربعاء, 20 شباط/فبراير 2013

09:07
خلال اجتماع شورى المؤتمر الوطني دعا الرئيس البشير القوى السياسية إلى الاستعداد للانتخابات المقبلة مضيفاً: (نقول للذين يتحدثون عن التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة إن ذلك لا يتم إلا بالدستور) وقال: (إن العيب الوحيد في الدستور الحالي أنه دستور انتقالي) ثم أردف قوله بالعبارة التالية: (عندما تأتي المفوضية لطرح برامج الانتخابات سوف نسمع بأنهم غير جاهزين وفوجئنا بذلك لكن المؤتمر الوطني جاهز اليوم وغداً وفي أي وقت للانتخابات).
كلام من ذهب لكنه يحتاج إلى مناقشة وأثق في أن الرئيس يقبل المناصحة حول هذا الأمر لأنه الأحرص، أو هكذا ينبغي، على أن يسود السلام ويتحاكم الناس والأحزاب والتنظيمات السياسية جميعها إلى الجماهير بدلاً من التحاكم إلى البندقية.


خلال اجتماعات اللجنة السياسية للدستور التي يرأسها حتى الآن د. الحاج آدم نائب الرئيس انصبّ معظم الحديث عن تهيئة المناخ لإعداد الدستور أو بالأحرى لإقناع القوى السياسية والأحزاب المقاطعة بالانخراط في فعاليات إعداد الدستور وتكوَّنت لجنة للتواصل مع القوى المقاطعة برئاسة المشير سوار الدهب أتشرف بعضويتها وقد قابلت اللجنة عدداً من قيادات الأحزاب المقاطعة وكان أهم مطلوبات أولئك الزعماء تهيئة المناخ بما في ذلك إتاحة الحريات بل إن الكثيرين منهم تحدَّثوا عن أنَّ الدستور الحالي ينصُّ على إتاحة حرية العمل السياسي ولكن هناك تضييقاً على الحريات إذ لا تستطيع الأحزاب مخاطبة الجماهير إلا من داخل دُورها بل إنه حتى الحديث في القاعات العامَّة والذي كان مُتاحاً قبل عدة أشهر بات محرَّماً إلا بإذن أشبه بالمستحيل هذا علاوة على الحريات الصحفية التي تعاني من كبت تتحدَّث عنه منظمات حقوق الإنسان الدولية وتشوِّه به سُمعة السودان.
زرتُ وبعض الإخوة من قيادات منبر السلام العادل عدداً من الولايات للتواصل مع الجماهير ولكني للأسف كنتُ سجين دُور المنبر لا أستطيع أن أتحدَّث في الساحات العامَّة... فيما عدا ولاية القضارف التي تشهد انتخابات الوالي الجديد والتي سمحت لنا بالحديث أمام الدار مباشرة!!
كيف نستعد للانتخابات أخي الرئيس ونحن محرومون من التواصل مع الجماهير وهل يُعامَل المؤتمر الوطني كما تُعامَل الأحزاب الأخرى؟!


المؤتمر الوطني يحتكر أجهزة الإعلام وتلفزيون السودان وغيره من الفضائيات... تلفزيون السودان الذي قضيتُ في إدارته أكثر من سبع سنوات ليس متاحاً لي لكنه متاح لأصغر قيادي في المؤتمر الوطني حتى لو تحدَّث في الهوبجي أو قوز المطرق... لقد ظل بعيداً عن مؤتمراتنا الصحفيَّة ولقاءاتنا السياسيَّة وخدماتنا الاجتماعيَّة بما فيها الأيام الصحية التي تفرَّد بها المنبر وظل يقدِّمها في شتى أنحاء السودان!!
بالله عليك أخي الرئيس أليس من حقنا أن نقول من الآن إننا غير جاهزين للانتخابات وأليس من واجب (الوطني) أن يتباهى بأنه جاهز والساحات متاحة له وأجهزة الإعلام والكاميرات منصوبة والمال موفور له والسلطة ومناصبها وثروتها تسوق الإعلام سوقاً أداءً لواجب وظيفة تحتِّم على شاغليها اللهث خلف المسؤول الذي يجمع بين المنصب التنفيذي والحزبي السياسي؟!


قد تتعلل الدولة بالأوضاع الأمنية وهي مقولة لا تصدق إلا إذا عومل الجميع بمن فيهم الحزب الحاكم بمقتضاها ورغم ذلك فإن هذه المقولة يمكن أن تنطلي على الناس في مناطق النزاعات أما غير ذلك فإن الحجة ضعيفة ولا يمكن بأي حال الحديث عن انتخابات وعن تحول ديمقراطي بدون أن تُتاح أبسط مقوِّمات العملية الديمقراطية.
كذلك فإن الحكومة تستطيع أن تتيح الحرية لكل من يعلن التزاماً صارماً بالابتعاد عن الوسائل غير السلمية بما في ذلك إدانة العمل المسلح والحركات المتمردة واتخاذ مواقف قوية في مواجهة حَمَلة السلاح والمتعاونين مع الأعداء مثل تحالف كمبالا ووثيقة الفجر الجديد.. هذا النهج سيُغري مَن ضاقت بهم السبل بالانخراط في العملية الديمقراطية.

الرئيس تحدَّث عن الجاهزية.. بربِّكم كيف يخوض حزب سياسي انتخابات وينافس الحزب الحاكم بدُوره التي تنتشر حتى في القرى... إذا أراد حزب سياسي أن ينشئ داراً واحدة في كلٍّ من عواصم ولايات السودان الـ (19) فكم يكلفه ذلك من إيجار شهري وأثاث وكهرباء ناهيك عن الصرف الإداري بما فيه من وسائل حركة وندوات سياسية؟!


من مصلحة الحزب الحاكم بل من واجبه وواجب الحكومة أن تؤسس للمناخ الديمقراطي وتشجِّع الانتقال الحقيقي نحو الديمقراطية التي يعلم الجميع ان بديلها هو العنف والثورة وحمل السلاح.
ليت الرئيس يضطلع بهذه المهمة بنفسه وليت د. نافع يقتنع بها قبل أن يعمل على ترسيخها في مجتمعنا السوداني الذي يمور بروح التمرد والثورة التي يغذيها ضيق المعاش والأزمة الاقتصادية الخانقة فوالله إن عُشر مِعشار ما يُصرف في مواجهة التمردات من سلاح وتعبئة قد يكفي لتهيئة المناخ لخلق بيئة ديمقراطية تنزع فتيل التمرُّدات وتشيع الثقافة الديمقراطية بين الناس وتطفئ نار الفتنة.



-------------------

ولتحكمــــوا ســـــاعتئذٍ!!

الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الأربعاء, 20 شباط/فبراير 2013 09:08


أشياء لا بد من إيجاد إجابات دقيقة وشافية لها، حول الوضع الراهن في البلاد، حيث تتبدَّى حالة السيولة الكاملة في جوانب عديدة وتكثر الأسئلة وتقلُّ الإجابات، وما أكثر مواطن الحيرة وما أقل ركائز اليقين!!
وإذا لم تتقدَّم قيادة الدولة بعمل حاسم، فستحلُّ الكارثة بلا شك وريب، ولا عاصم يومئذٍ من الفوضى ولا مانع من السقوط.. إلا الله ذو القوة المتين!


في كل مجال ومرفق، لا تعلم ولن تعلم، كيف تُدار الأمور ولماذا وبمن وإلى متى؟ ولا تجدنّ أحداً من قبضة الصولجان يُعطي كلمة يطمئنُّ لها البال والخاطر وتهدأ بها النفس، ومن كثرة ما يجري تحت الجسور من ماء وما يتسرَّب بين فروج الأصابع وما يتنزَّى من معلومات لتظنّ أنَّ هذه البلاد مُخترَقة من كل مكان! وفي كل مكان!
تتفسخ العُرى وتفصم في المجتمع ولا أحد يتحدَّث، لا يقوى اقتصادُنا على النمو والنهوض ولا مخرج.. المؤسسات المنوط بها الإصلاح الشامل مُقعدة لا تستطيع فعلَ شيء، وقد تُرك كل شيء هائمًا تائهًا وسط تلاطُم الموج العنيف!


صارت لدينا قناعة تترسَّخ مع الأيام أنَّه لا يمكن أن يحدث إصلاح على الإطلاق، في حالة مأزومة تزداد بؤساً يومًا إثر يوم.. وإذا تعلَّقنا ببارقة أمل فلا مجال للبقاء على أهدابها والإمساك بحبالها مهما فعلنا لاهتراء ما قبضنا عليه واستمسكنا به! فكل الذين يملكون الحل صاروا لا يقدرون عليه.. وتلك طامَّة كُبرى..
حاولنا عبر الشعارات البراقة أن نعلن إرادتنا في إصلاح السياسة والاقتصاد وقيادة التغيير الاجتماعي وتحصين الأمَّة من كل وافد وراعد، فعادت خيولنا ملطَّخة اللبان ترتعش ########مُها ولا تقوى أرجلُها على المسير..


لقد التهم السوق والتجار والمفسدون والأرزقيَّة والسماسرة ومقتنصو الفرص، كل الذي بنيناه من دم عزيز وأرواح طاهرة عفَّرت التراب، والتصقوا بالسلطة التصاق البراغيث بجلود الأوابد والعير والبغال، وترنَّحت السلطة في مزاريبهم ومحاريبهم كالثملان في خمّارة الظلام، وتمدَّدت البراغيث بأرجلها الناعمة وزحفت ببطونها الرخوة إلى كل المؤسَّسات والمرافق ولا تجد شبراً من جسد الوطن إلا وفيه وخزة تمتصّ الدماء وطعنة نجلاء تستأصل الروح قبل الأوصال!! والجميع يراقب كل من تسلَّلوا عبر مسام الغفلة والتسامح وحسن الظن إلى كل موقع، وبنفاقهم وسوء طوِيَّتهم تمكنوا بتحالفهم الغامض مع السلطويين من إبعاد المخلصين من كل مرفق وجهة عامَّة، فبدأوا يخربون.. ولا يبالون..


نظرة سريعة لكل مرفق حكومي أو مؤسَّسة وشركة أو أي مجال حتى سوق الله أكبر والتجارة الحُرة، فسدت فيها الطويَّة وتعطَّلت فيها المصالح وتناقص فيها الخير وفُقدت فيها الثقة وتلاشى الرجاء الذي كان يحلق بجناحَين من صبر جميل.. يحتار المرء ويتعجَّب! هل يرى ويسمع المسؤولون مثلَنا، وتبصر أعينهم كما نبصر وتحسُّ ملامسُهم كما نحس ونتحسَّس؟!!


كل أوجه القصور بادية وشاخصة، ولا تحتاج لدليل دامغ وحجة بائنة، لماذا انحدرنا إلى هذا المهوى في أخلاقنا وقِيمنا، وتراجعت عزيمتُنا وهمتُنا وكثر نقدُنا وعويلُنا حتى لم يبقَ هناك صوتٌ لمُستصرِخ أو نجدة لمُستَصرَخ....أو منقذ لصريخ!!
لقد تيبَّست المفاصل وتكلَّست، وارتخى العصب الحي وتمزَّق، وتصلَّبت العروق وأبطأ الدم في جريانه، وكل هذه تحتاج لآسٍ يجسُّ العليل، وترياق يزيلُ العلة، وحجَّامة تجمع وتسفح الدم الفاسد، وإرادة تقوى على بتر وكشط ما قد نتن وتعفَّن وفَسَدَ...
لا نريد شيئاً سوى أن ينظر أولو الأمر ما حولهم، ولتنصت آذانُهم لما يُقال، وليحكموا ساعتئذٍ!

Post: #143
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-21-2013, 08:56 PM
Parent: #142

|
مسؤول لجنة الفكر والحوار بـ(سائحون) دكتور "محمد المجذوب" لـ(المجهر)
19/02/2013 17:37:00

حوار- فاطمة مبارك

دخلت (السائحون) ساحة العمل القومي عبر تدشينها مبادرة نداء الإصلاح والنهضة، ووفقاً لأبرز قيادات المجموعة "محمد المجذوب" فإن المبادرة معنية بالتواصل مع قطاعات الشعب السوداني ككل، والرسالة التي يحملونها للآخرين هي أن يسمعوا منهم لا من غيرهم فيما يتعلق بتحديد مواقفهم إزاءها.. هذه المبادرة تأتي بعد تغيير كبير طال هذه المجموعة على المستوى السياسي والثقافي، لا سيما أنها تضم مجموعات عرفت في أوقات سابقة بالتشدد حيال كثير من الملفات القومية.. (المجهر) جلست مع دكتور "محمد المجذوب" في حوار تناول النقلة التي طرأت على المجموعة ومستقبل ما تسعى إليه في قادم الأيام.. فإلى تفاصيله..

} دعنا نبدأ بسؤال محوري.. هل اللجوء إلى وثيقة (نداء الإصلاح) اعتراف من المجاهدين بعدم نجاعة الجهاد في حل مشاكل السودان؟

- نحن نفهم أن للجهاد معنى عاماً وشاملاً، قد يكون بالقتال وقد يكون بالكلمة، كما أمر الله المؤمنين بالقتال جهاداً في سبيله، وأيضاً أمرهم بالجهاد (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)، نحن نتعامل مع الجهاد بمفهومه الواسع المدني والعسكري والإصلاحي، وحتى الثوري والقتالي، وعلى هذا الأساس نرجو أن لا ينظر إلينا الآخرون بوصفنا مجموعة من المقاتلين.. نحن لسنا كذلك، وإنما أصحاب فكرة ومشروع إصلاح في جوانب تستحق الانتباه والمناقشة مع الآخرين.

} على المستوى القتالي.. هل اقتنعتم بعدم جدواه في حل أزمات السودان؟


ما بدا لنا من التجربة أن الحلول السلمية مقدمة على الحلول العسكرية، وبالإمكان تحقيق كثير من المنجزات الضخمة في سياق سلمي، ومجتمع يقوم على القيم السلمية واحترام الآخر، والتداول السلمي للسلطة ودولة القانون، وأن نحترم جميعاً الإرادة الشعبية، وأن لا يفرض أحد خياراته عن طريق القوة والبندقية.


} ماذا أردتم من وثيقة (نداء الإصلاح)؟


- جوهر ما ترمي إليه المجموعة هو لفت الانتباه إلى مشروع الإصلاح بوصفه مشروعاً حيوياً وضرورياً للحياة السودانية التي تعاني من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن هنا تصبح الدعوة إلى الإصلاح ضرورية وحيوية لبقاء الوطن وتماسك المجتمع، لأن هذه الأزمات إذا لم تجد المعالجات الضرورية على المدى القريب والمتوسط ستستفحل وتؤدي إلى تفكك الدولة وانهيار المجتمع، وهذه نتيجة غير مرجوة، لذلك كان التداعي لفكرة (نداء الإصلاح والنهضة) بمثابة دعوة للإصلاح ومن ثم للنهضة نفسها.
} تحدثتم عن الإصلاح الفكري من وجهة نظركم وهناك مدارس فكرية تعبر عن قناعات مختلفة في السودان

فكيف يمكن تحقيقه؟

- هذا أمر متوقع لأن المجموعة من حيث هي دائماً تستند إلى المرجعيات الإسلامية، وتنادي بفكرة الهوية الإسلامية كمدخل لمواجهة وحل المشكلات الاجتماعية والثقافية، وهي ليست مجموعة منغلقة.
}بمعنى؟
- بمعنى أنها تؤمن بإمكانية التواصل والحوار كأساس لبناء المفاهيم المشتركة في الحياة، وأنا لست منزعجاً إذا نادى طرف من الأطراف بفكرة العلمانية مثلاً في الحياة السودانية شريطة أن تقوم هذه الدعوة على أسس سلمية وبإقناع واحترام الآخر، وأية دعوة تقوم على أساس من الحجة والبرهان مرحب بها، بل تعد دليل عافية، ووجود التنوع على المستوى الفكري والإيديولوجي والثقافي في السودان مهم لأنه يعصم البلد من القبلية والتحزب والجهوية والتشتت الشعوبي والتباين على المستوى الاجتماعي، فإذا عبر عن نفسه من خلال تباين ثقافي سيكون هذا أدعى إلى الحوار العاقل الذي يمكن الوصول به إلى نهايات، طالما أن أي طرف قادر على عرض ما يؤمن به على أساس من الحجة والعقلانية والمقبولية بعيداً عن قوة السلاح.

} أفهم أن المجموعة مستعدة لتقديم تنازلات في هذا الجانب؟

- تنازلات بأي معنى؟!

} بمعنى أنها ستتفق مع الأطراف حال الاتفاق على حكم غير إسلامي؟

- بالنسبة لنا، من المهم أن يمر الدستور عبر الإرادة الشعبية ولا يفرض من قبل نخبة سواء كانت حاكمة أو محكومة، ومن هذا المنطلق مجموعة (السائحون) تقدم رؤى أكثر مقبولية للمجتمع السوداني من حيث إنها تنادي بضرورة أن تتم (شرعنة) الدستور من خلال جمعية تأسيسية منتخبة مهمتها تبدأ وتنتهي بصياغة الدستور والقوانين الملازمة له، ولا تحتكر هذا العمل نخبة من خلال لجنة قومية تفرضها الدولة أو من خلال مؤتمر دستوري، كما تنادي أطراف المعارضة. وحال تحقيق ذلك، فإن (السائحون) سيرتضون هذا لأنهم يثقون في ثقافة هذا الشعب، من ناحية انتمائه للثقافة الإسلامية، ومن ناحية إيمانهم بإمكانية الحوار والتدافع مع القوى الأخرى، طالما أن هذه القوى تنتهج سبيل الحوار والسلم.

} ما طبيعة العلاقة بين (السائحون) والحركة الإسلامية؟

- من الناحية التاريخية، هذه المجموعة في قطاعها العريض تنتمي إلى المجاهدين، والرصيد الأساسي لهذه المجموعة من هذا القطاع الحيوي وهو قطاع ينتمي للحركة الإسلامية، ومن ثم هم من داخل بيت الحركة الإسلامية، وميزة هذه المجموعة أنها ليست قاصرة على حزب معين. هم لا ينتمون فقط للمؤتمر الوطني كما لا ينتمون فقط للمؤتمر الشعبي، ولا ينتمون إلى ما يسمون بـ(المعتزلة) (سكان الرصيف).. هم خليط من هذا كله.

} هل هناك حلول تنوون طرحها لترميم الحركة الإسلامية؟

- المبادرة تطرقت إلى حلول فيما يتعلق بالموقف حيال الحركة الإسلامية، إذا ما كان الخيار هو الوحدة والإصلاح أو بقاء الأوضاع على ما هي عليه أو الدعوة إلى إنشاء تيار ثالث غير التيارات الموجودة في الحركة الإسلامية.

} ما هو الخيار الذي يحظى بقبول وسط (سائحون)؟

- هذا الموضوع إلى الآن يتبلور، ولم يتفاعل بعد أو ينته إلى نتيجة، لكن غالب المناقشات التي تتم تشير إلى أنهم ميالون إلى خيار الإصلاح الذي يقف معه السواد الأعظم من المجاهدين، وثمة صوت آخر يريد إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، وصوت ثالث وهو أقل من حيث العدد ينادي بتكوين تنظيم إسلامي جديد. والراجح من هذه الخيارات هو الخيار الذي ينادي بالإصلاح والوحدة، وبناءً على هذا هناك مجموعة تعمل لهذا الخيار.

} ما تقييمكم لمستوى الأداء في هذا الجانب؟

- هذا موضوع شائك ومعقد وفيه التباسات سياسية وتنظيمية وفكرية، وربما حتى شخصية، والمجموعة تريد الدخول في غمار هذه المسألة ولا تستعجل النتائج بمعنى أنها ليست بيدها سلطة تفرضها على أحد الأطراف لا الطرف الآخر، لكنها تحاول أن تحدث اختراقاً في هذه الأوساط خاصة وسط قواعد الحركة الإسلامية التي هي صمام أمان بقائها في السودان.

} مع من تحاورت (السائحون) حتى الآن؟

- المجموعة تحاورت مع أطراف لها مكانة في المؤتمرين الوطني والشعبي.

} مثل من؟

- السائحون التقت بالأمين العام للحركة الإسلامية "الزبير أحمد الحسن"، ودكتور "غازي صلاح الدين" رئيس كتلة المؤتمر الوطني في البرلمان، وشيخ "الترابي"، والدكتور "بشير آدم رحمة"، ودكتور "الأمين"، و"سليمان حامد" وغيرهم.

} ما هي ردة فعلهم؟

- المبادرة قوبلت بترحاب كبير من الطرفين، وكلاهما أمن على فكرة الإصلاح باعتبارها مخرجاً لأزمات البلد بشكل عام والحركة الإسلامية على وجه الخصوص، إلا أن كلاً منهما يطلب المزيد من المناقشات حول هذه الموضوعات، لأنها كما ذكرت ليست من شاكلة التي تُحل بين يوم وليلة.
} متى ستلتقون بهذه الأطراف؟
- في المنظور القريب، هناك إعداد للقاءات مكثفة مع هذين الطرفين، وهذا الملف في المجموعة نفسها يدار بواسطة مجموعة خيرة من الإخوان، تعكف عليه، وتحاول تقريب وجهات النظر وطرح المراجعات الفكرية والتنظيمية والسياسية وما يمكن أن يشكل بيئة لمثل هذا النوع من العمل الإصلاحي.
} هل ستلتقون بالرئيس "البشير"؟
- نعم، هناك إعداد لهذا المسعى لكنه لم يتم بعد.
} لماذا؟
- لترتيبات داخلية خاصة بالمجموعة نفسها.
} مع مَن مِن القيادات المسؤولة ستلتقي المجموعة؟
- هناك رغبة في الالتقاء بالدكتور "نافع" و"علي عثمان" وغيرهما من قيادات الحركة السياسية والتنظيمية في المؤتمر الوطني.. كل ذلك قيد الإعداد والترتيب.
} ما طبيعة العلاقة بينكم والحكومة؟
- على وجهه العموم، أي طرف جلسنا معه وطرحنا عليه فكرة الإصلاح وعرضنا عليه المبادرة، كانت ردة فعله الابتدائية هو القبول غير المشروط لهذه الدعوة، لأنها تخاطب مشكلات السودان والحركة، وهناك اتفاق من الجميع أنها تقدم نوعاً من الخطاب المتقدم بالنظر إلى ما سواه من خطاب تم خلال الفترات السابقة.

} هناك من يعتقد بوجود علاقة تربطكم بالحكومة على خلفية عدم تعرضها إلى ما يصدر من قبلكم؟

- هذا يعود إلى ما طرحته المجموعة، فإذ كانت طرحت خيار العنف لا شك سيتم التصدي لها بالعنف من قبل السلطة السياسية، لكن المساحة التي أشرت إليها من قبل السلطة السياسية، تعود إلى طبيعة المشروع الإصلاحي المطروح من المجموعة، وبأي حال لا يمكن مقاومة مشروع الإصلاح لأن الكل يؤمن بحيويته وأهميته، هذا على الأقل ما ذكرته رموز مهمة داخل الحكومة، خاصة "الزبير محمد الحسن" الأمين العام للحركة الإسلامية الذي قال إنه ينوي القيام بفعل إصلاحي داخل الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني، لذلك فكرة الإصلاح لا يمكن مقاومتها بواسطة أي إنسان، سواء كان داخل السلطة أو خارجها، وأعتقد أن هذا سر قوة المجموعة.. من ناحية أخرى هي تمثل طيفاً واسعاً من المجاهدين، وهذا مجموع واسع من الناس، لكن المجموعة تدرك أن ملف الحركة الإسلامية ليس سوى ملف واحد من ملفات البلد المعقدة والمركبة، لذلك هم ميالون إلى الانفتاح نحو مشاكل البلد ككل.

} أما كان الأجدى ترميم العلاقة مع الحركة الإسلامية أولاً؟

- المتأمل لطبيعة المشكلات في السودان يجد أنها لا يمكن عزلها بجدار عازل باعتبار أن هذه المشكلة تخص الحركة الإسلامية وتلك مشكلات تخص الوطن، لأنها متداخلة ومعقدة بحيث لا يمكن أن تمارس نوعاً من الإصلاح الجزئي في ملف من الملفات وتترك سائرها، حتى فيما يتعلق بإصلاح الأحوال داخل الحركة الإسلامية فإنك ستواجه بإشكال متعلق بالحرية والتداول السلمي، وهذه مشكلات ذات طبيعة عامة، هذا فضلاً عن أن المجموعة نفسها ترى أن موضوع الوطن من الأهمية بمكان، وإن كانت هناك أولويات بالضرورة فالأولوية للوطن، لأن بقاء الوطن يعني بقاء الحركة الإسلامية، وذهابه يعني ذهاب الجميع.

} المجموعة قريبة من الإسلاميين وطرحها قومي.. ألا تخشون أن تصاب التجربة بلعنة الإسلاميين في السلطة؟

- هذا شيء متوقع، حتى في طوافنا في بعض الولايات كان دائماً ما يتم تحميل المجموعة سوءة الإنقاذ وما جرى في التجربة الإسلامية، وكان الجميع يشير بصورة مباشرة، أنكم أنتم الذين ثبتم المشروع ودافعتم وقاتلتم عنه، وقُتل في سبيل ذلك كثير من أصحابكم.. كيف تأتون اليوم برؤى إصلاحية؟!

} بماذا أجبتم؟

- كانت الإجابة بسيطة، أن من قاتل في سبيل بقاء الإنقاذ كان يقاتل في سبيل بقاء الفكرة الإسلامية والمشروع الإسلامي في البلاد، وعندما يأتي نفس المقاتل ليطرح فكرة الإصلاح فإنه يتعامل مع نفس الفكرة، فليس هناك تناقض بين الموقفين، الموقف السابق المعني بالدفاع المباشر عن حياض الدين والوطن في جنوب السودان، وبين الدعوة إلى إصلاح المشروع نفسه.. فما هذه إلا امتداد لتلك بدون إحساس بالتناقض.
} متى نتوقع صدور مسودة الوثيقة النهائية؟
- من الصعب تحديد آجال للفعل السياسي، لكن هذه تعدّ رؤية مفتاحية قابلة للإضافة والحذف والتعديل، ومطروحة للمناقشة، والانفتاح والحوار مع القوى الحية في المجتمع، وإمكان إقامة شراكة معها، كما أن المبادرة ليست معنية فقط بالنخب السياسية، وإنما منفتحة على النخب السودانية في مجموعها سواءً كانت العشائر أو القبائل، ونوعاً ما الطرق الصوفية والمثقفين والفنانين والكتاب والرياضيين.. كل القوى الحية اللصيقة بمشروع الإصلاح، وهذه ميزة مهمة.
} ما موقفكم من الحركات المسلحة؟
- ليس ثمة موقف مسبق لرفض الحوار مع هذه الحركات، لكن إلى الآن لا أعلم أن حواراً مثل هذا قد تم. في وجه العموم نحن نتحاور مع كل السودانيين طالما هم مواطنون في هذه البلاد.
} يقال المجموعة نشطت بعد محاولة "ود إبراهيم" المحسوب على المجاهدين ككرت ضغط على الحكومة؟
- لا أظن ذلك، المبادرة طرحت قبل ما عرف بالمحاولة الانقلابية الأخيرة المسماة بـ"ود إبراهيم"، فهي تاريخياً ارتبطت بحراك اجتماعي وسط المجاهدين تم على مستويات مختلفة، ثم تبلور إلى أن وصل إلى هذه الوثيقة. أما هذا الحدث فقد جاء لاحقاً، وموقف المبادرة تجاهه كان واضحاً، هو أن الإصلاح لا يتأتى بانقلاب العسكري، وفي مقابل من تم اتهامه يجب أن يذهب إلى القضاء ليفصل في الأمر، فليس هناك ارتباط بين مشروع المبادرة وهذا الحدث.
} (السائحون) اسم يعبر عن قناعات مجموعة جهادية واليوم تطرحون طرحاً عاماً.. ألا تنوون تغيير الاسم؟
- ليس الغد، ولكن اليوم، المبادرة تخلت عن تسمية (السائحون) وتعرض نفسها بوصفها (نداء الإصلاح والنهضة)، وهو مفتوح لفترة من الزمن حتى يجد فيه الآخرون مجالاً للنظر. و(السائحون) لم تعد إلا مرحلة من مراحل تطوير المبادرة نفسها.

Solutions

Post: #144
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-22-2013, 09:16 PM
Parent: #143

لا يالو بعض الناس من عقد مقارنات كاذبة وغير حقيقية وفيها من الكذب والنفاق ما هو بائن وواضح من اجل فكرة فاشلة ثبت فشلها على ارض واقع السودان الذى يحكم منذ عشرين عاما بفكر الكذب والخداع مثل الذى تجده عزيزى القاىء بالاسفل انظر كيف عققد هذا الاسلامى مقاراناته الكاذبة هنا


نحن بنو الإسلام.. وهم بنو الشيطان..

وقيع الله حمودة شطة
ا
لتفاصيلنشر بتاريخ الخميس, 21 شباط/فبراير 2013 09:


في ضوء الصراع بين الحق والباطل ــ وهو سنة مطّردة ــ تتمايز معسكرات الناس ومناهجهم وتوجهاتهم الثقافية والفكرية من خلال السلوك والفعل والمنطق والمظهر الذي يبدون عليه، ومن خلال الرايات والشعارات التي يقفون تحتها، وهي كافية في الحكم على من يقف تحتها ويهتف بشعارها.


الناس في السودان هذه الأيام معسكران.. معسكر يقف مع الحق ومعسكر يقف مع الباطل والشر والكفر والشرك وخطوات الشيطان.. الأول الذي على الحق يرى أن السودان دولة إسلامية وأن أكثر من «98%» من شعبها مسلم وهذا شيء طبيعي للغاية أن يكون الحكم لله رب العالمين.. حكم الدستور الإسلامي والشريعة الإسلامية المعصومة العادلة التي لا ينفر منها المسلم الحقيقي الملتزم، لأنها واجب ديني، وأمر إلهي، وفعل وسلوك وتطبيق نبوي، ونهج الصالحين والعلماء من أهل الإسلام قديماً وحديثاً. وحبّ أهل السودان المتميز للنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ رسول الرحمة وصاحب الشفاعة الكبرى لا شك هو الذي يحملهم على الرضى والقبول بالدستور الإسلامي الدائم الذي ينظم حياتهم في العبادة والمعاملة والأخلاق والحكم والسياسة والاقتصاد والثقافة وطريقة التفكير والعلاقات مع الآخرين.. النبي الهاشمي ــ عليه الصلاة والسلام ــ هو أول من رفع شعار الدستور الإسلامي ووثيقة الفجر الصادق والدعوة إلى الإسلام والتوحيد لإبطال عقيدة الإلحاد والوثنية التي كانت تنادي بتعدد الآلهة والطواغيت، والإبقاء على زعامات الجاهلية القبلية والطائفية، وسوء الأفعال التي كان يمارسها العلمانيون القدماء مثل قتل البنات وشرب الخمر والزنا وعبادة الأوثان والكهان، فلا هوية لهم في الحكم والسياسة والأخلاق، ولذا ثاروا على الدين الجديد الذي جاء به النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي هدف لتخليصهم من هذه الموبقات والفوضى الاجتماعية والاضطراب السياسي والضعف الاقتصادي الذي كانوا يعيشونه بسبب الدعوة إلى فصل الدين عن الحياة،


والوقوف بالإعراض والصد أمام أي دعوة ترمي إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وتحرير الإنسان في فكره وعقله وشعوره وحسم هويته. لقد ساوم العلمانيون القدامى ــ وهم آباء وأجداد علمانيي اليوم ــ الرسول الكريم ــ أن يترك الدعوة إلى الحكم بالدستور الإسلامي والفجر الإسلامي الصادق، وإذا هو وافق على مطلبهم هذا ــ جعلوه ملكاً وسيداً عليهم.. وجمعوا له من الأموال والدراهم ليصير ملياردير مكة، وأن يزوجوه من أعظم حسان قريش، وأن يصير فيهم الرائد والقائد المطاع، فلا يقطع أمراً أو يفصل في قضية قبل الرجوع إليه والأخذ برأيه.. بالله عليك انظر إلى مظاهر الإغراء والإغواء والتغرير والضغوط التي مارسها هؤلاء السفهاء مع رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ

صاحب الدعوة العالمية الذي لا ينظر تحت قدميه، لكنه يحمل مشروعاً دعوياً وسياسياً للإصلاح المحلي والعالمي، ولذا سعى لإنقاذ آذانهم التي عليها وقر، فشفى عيونهم التي عليها قذى وقذر، وعالج قلوبهم التي بها مرض وران، وصفى ألسنتهم التي عليها فحش القول وعجمة البيان عن الحق عندما ألقى على عقولهم جملة سطرها التاريخ الصالح.. جملة مدوية على أذن كل مسلم مذ ذاك العهد البعيد إلى يومنا هذا القريب، فهي وقاية وحجابة وعصمة وجدار ثابت يتكسر دونه كل غريب ودخيل وشاذ.. قال لهم «والله لو وُضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه» الله أكبر أي حصن.. وأي ركن أشد يلجأ إليه المسلم حين تطوِّقه الأزمات أعظم من هذا الركن وتلك القاعدة النبوية التي هزمت الأشرار.. لقد ركل عليهم إغراءاتهم وزيناتهم وعسولهم واختار راية التوحيد وحكم الإسلام وهدي الشريعة على الأهواء والعبث والأوهام.. لقد كانوا حقاً سُذّجاً وهم يفاوضون النبي بهذه الأفكار السيئة الدنيئة، وهذا مبلغ تفاهة الوثنيين والملحدين والشيوعيين والعلمانيين والمنافقين «يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم» ..


همهم الشاغل التطلع إلى العزف والخمر وليالي الهوى وعرض الأجساد ونيل الأنظار «وركوب الفيل» لا يهمهم بعد ذلك مرض القلب وعلة التصور وقبح السيرة، ولما كان المشروع الإسلامي والدستور الإسلامي والفجر الصادق يزيل الغشاوة، ويجلي الأبصار، ويُحيي القلوب بعد ممات، ويوقظ الضمائر، ويشحذ الهمم، ويحرر القرار، ويرد العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ويجعل القرآن دستور الحياة، والمسجد منبر النور والهداية، وجماعة المسلمين وأهل القبلة هم أمة الهدي وأصحاب المبادرات في الحياة والفعل اليومي، وينمي لوازم الحياء والأدب والحشمة ويحاصر بؤر الصعلكة والمجون ويكشف عورات العلمانيين والزعماء الطائفيين وسيرهم المسكوت عنها، هبوا كالشياطين يقاومون مشروع الدستور الإسلامي ويسخرون من جبهة الدستور الإسلامي وميثاق الفجر الإسلامي الذي يقوده العلماء والأئمة وعلية الرجال من أولي العزم والصدق والأمانة وحسن السيرة..


ومن عجائب الزمان ومدهش الأيام أن يتعرض لهؤلاء الرجال الصفوة الزاهدين الصعاليك والضكور أشباه الرجال من العلمانيين والشيوعيين والمنافقين وعبّاد الهوى والسوقة والأبواق والببغاوات من إعلاميين علمانيين نعرف سيرهم، لا يأكلون إلاّ من الزبالة، ولا يعبدون الا جيوب الرجال، ولا يظهرون الا في غلس الليل.. حياتهم حياة الخفافيش وهم في ذلك سواء كبارهم من العفاريت والمردة وصغارهم من الوسواس والخناس الذين يمشون بين الناس ويرفدون صعاليكهم الكبار بالمعلومات، وهم في عزلتهم قد نبذهم الناس.. شاحت وجوههم التي لا تعرف السجود لله.. تعفنت نفوسهم التي لا تعرف الطهارة من الجنابة..


وتمزقت قلوبهم التي اجتمع فيها حب عجل السامري وسوزان وسلفا.. تبدلت فطرتهم لما شربوا من كؤوس العمالة والارتزاق والأجرة الزهيدة ال########ة مثلهم !! وهل الأثمان تدفع على الأشياء إلاّ وفقاً لقيمتها المادية والمعنوية؟. إن بني علمان عليهم أن يدركوا أنهم بنو شيطان.. بنو الهوى..


أما نحن.. نحن بنو الإسلام.. الوحي منزّله.. والقرآن دستوره.. ومحمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ عاهله.. والمسلمون وإن تفرقت بهم الأمكنة والأزمنة هم أنصاره ورعاياه ومؤيدوه.. يناصرون ويؤازرون وينافحون ويذبّون عن فجر الإسلام.. عن ميثاق الإسلام.. عن شريعة الإسلام.. عن دستور الإسلام.. أما الفَجَرَة والفسّاق والمرتزقة وعبّاد وتلاميذ السربون والطوائف الهالكة.. والأبواق المفتونة بحب الدرهم والدينار تراهم يصرخون في كل وادٍ.. ويهيمون.. يتسولون.. قطعوا رقابهم فذلت نفوسهم وتدنست وهانت. المدعو كمال عمر قال في صحيفة الجريدة بتاريخ الإثنين «18» فبراير «2013م »، «الإسلام لا يحتاج لفجر جديد فقد انبلج فجره وعم نوره قبل قرون من الزمان» نعم فقد انبلج فجره وعمّ نوره قبل قرون من الزمان، فقضى على رموز الضلال في ذلك الزمان، واليوم هو يتجدد فكراً وفقهاً ليقضي على أئمة الضلال الذين جمعوا الشينات الثلاث ونصبوك تنعق بسفيه قولهم.. أليس قد أكد رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ «أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها» ولكن كمال عمر لا يحفظ ولا يفهم هذا الحديث..



والذين يجددون للأمة دينها هم العلماء والأئمة لا الجهلة أمثالك. ونكرة آخر كتب يقول «إن أي مشرع يتبنى «ادعاءات» الأسلمة ورد السودانيين إلى «رب العالمين» أصبح محل مظنة وشك للشعب السوداني».. انظر إلى سفاهة الفكر وانحطاط التوجه؟ أقول: أيّها الجاهل شئت أم أبيت أنت وزمرتك الآثمة مشروعات الأسلمة يخلف بعضها البعض فإن شاب التجربة الأولى أخطاء هذا لا يعني أن تتكرر الأخطاء ذاتها في التجربة الثانية، ونسألك إلى من نرد الشعب السوداني إذا لم يرد إلى رب العالمين الخالق والمستحق العبادة وحده.. يا ترى تريد أن نرده إلى لينين وماركس «الفطيسين»؟ الشعب السوداني مسلم ولا يمكن أن يشك في إسلامه وعقيدته البتة..


وقال أيضاً «يبدو أن أطروحة الفجر الإسلامي تأسست على ذات المنطلقات ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة، بالتالي تحديد المرجعية، وكأن بقية القوى السياسية التي تطرح مبدأ فصل الدين عن الدولة وعدم استغلال الدين في السياسة مجرد «تمومة جرتق أو قوميات صغيرة يجب أن تدفع «الجزية» وترضخ صاغرة، وتقبل بالمرجعية الإسلامية التي تمثل الغلبة الغالبة.. أبدأ من حيث انتهى هذا العلماني النكرة وأقول الحقيقة المطلقة لله وحده والإسلاميون لا يدعونها، والدين والسياسة في الفكر الإسلامي لا ينفصلان، ولا يمكن للأقلية أن تغلب مطالبها على الأغلبية، ثانياً: إن الادعاء بأن السودان بلد لم تحسم هويته وأنه بلد متعدد الأديان واللغات والثقافات ــ كما يقولون دائماً ــ


شيء متوهم وباطل، السودان بلد إسلامي.. وليس متعدد الديانات، بدليل أن غالب أهله مسلمون وهذه حقيقة ينبغي أن تُدرك.. ثانياً الادعاء بأن السودان بلد متعدد اللغات أيضاً أمر يفتقر إلى الموضوعية والعلمية، حيث هناك فرق كبير بين اللغة واللهجة في التصنيف العلمي في علم اللسانيات، وعليه لا يمكن إطلاق مصطلح لغة على لهجة إلاّ بعد استيفاء معايير علّمية والذي في السودان لهجات لبعض الاثنيات نحترمها ونقدرها ولكن لا تسمى لغة ــ


واللغة الوحيدة في السودان لغة الدين والثقافة الإسلامية هي لغة القرآن العربية، وهي لغة البلد الرسمية ولغة الآداب والشعب في التواصل والإبداع.. وليدلني دالٌّ على ثقافة إسلامية كُتبت بلهجة غير اللغة العربية؟ وهوية السودان محسومة بأنه بلد إسلامي والهُويَّة تحدِّد بالدين ولغة ذلك الدين أو لغة الثقافة المقرونة بذلك الدين، وهما ركنا الهوية الجامعة كما كتبتُ من قبل عشرات المقالات في هذا الاتجاه ولا شيء آخر سواهما.


وعليه الإسلام هو الذي يحدد مرجعية الشعب السوداني في الحكم والحياة وليس بنو شيطان.. ونحن بنى الإسلام لكم بالمرصاد.. فاحلموا فقد حلم من قبلكم ماركس حتى فطس ولم يحقق شيئاً.. وحلم زعماء الطوائف في عباءات دينية وهم أجهل الناس حتى فني نجمُهم.. وحلم الأوغاد من دعاة مشروع السودان الجديد وما قبضوا إلاّ الهواء.. الفجر الإسلامي والميثاق الإسلامي والدستور الإسلامي والشريعة الإسلامية هو عهد السودان الجديد الإسلامي بعد الدغمسة والتوهان.. فافعلوا ما شئتم.

Post: #145
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-25-2013, 05:57 PM
Parent: #144

لمـــــــاذا يا حــــزب الحريـــة والعدالـــة المصــري؟؟!
الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الأحد, 24 شباط/فبراير 2013 09:05


لم يفهم كثير من الناس، السبب وراء اللقاء الذي عقده حزب الحرية والعدالة المصري الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين وأكبر الأحزاب السياسية الحاكمة في مصر، مع وفد من حركة العدل والمساواة السودانية المتمردة!! وجاء في الأخبار التي بثتها عددٌ من الوكالات ونُشرت في الصحف هنا بالخرطوم، أن وليد حداد الناطق باسم الحزب الحاكم في مصر، قال خلال لقائه وفد حركة العدل والمساواة المتمردة «إن مصر تقف مع خيار الشعب السوداني وتدعم الحرية وتحرير الشعوب من الظلم. إن مصر الثورة تقف دائماً مع تطلعات الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية»!


وأشار الناطق باسم حزب الحرية والعدالة المصري حسب الخبر كما نقلته وكالات الأنباء، إلى أن اللقاءات يجب أن تستمر حتى تتضح الصورة ويتم التواصل مع كل القوى السياسية على الساحة السودانية حتى تتحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية والكرامة الإنسانية»!!


لو تم هذا اللقاء وصدر هذا التصريح وفق سياق محدَّد ومعروف، مثل وساطة مصرية أو مبادرة لحل قضية دارفور، لقلنا فليكن. لكن أن يبادر الحزب الحاكم في مصر باستقبال وفد لحركة متمرِّدة تقاتل وتسفك الدماء وتسعى لتدمير السودان ونشر الفوضى في ربوعه وتتبنى رؤية ليست في مصلحة مصر نفسها، فهذا غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن هضمه وعمل لا يمكن التعامل معه بسهولة وتجاهله من قبل الشعب السوداني.
ثم إن اللغة التي تحدَّث بها المتحدث باسم الحرية والعدالة، لغة مناصرة لحركة العدل والمساواة وتصب في صالحها، ويُفهم منها أن مصر الثورة تنظر للأوضاع في السودان كأنها ضد الحرية وفيها ظلم وحيف للناس، وإذا صحَّت هذه التصريحات يكون الحزب الحاكم في مصر قد ارتكب خطأً فادحاً في حق السودان ومسَّ وتراً حساساً في العلاقة بين السودان ومصر.


وواضح من سياقات الحديث وإشاراته ودلالاته وخطله، أن البُعد الإستراتيجي وفهم طبيعة العلاقة بين البلدين كان غائباً تماماً عن الناطق الرسمي باسم «الحرية والعدالة» المصري، باستقبال حركة تمثل مِعْول هدم لكل مقوِّمات التعاون المشترك ومفهوم الأمن القومي في منطقة وادي النيل، لأن حركة العدل والمساواة وارتباطاتها وعلاقاتها بدوائر غربية وصهيونية وتحالفاتها مع الحركة الشعبية وسعيها لأفرقة السودان وربطه بمخطَّطات «السودان الجديد» والتوجُّهات الإفريقانية المصادمة للثقافة العربية الإسلامية، ليست حركة مؤهَّلة ليتم استقبالها من الحزب الحاكم المصري إلا إذا كان هذا الحزب يعمل ضد نفسه وضد مصلحة مصر العُليا وتوجُّهات الثورة المصريَّة نفسها التي تريد تصحيح ما اقترفته أيادي النظام السابق بالتفريط.. في علاقات تاريخيَّة مع السودان وانسحاب بالكامل من شؤونه ومناصرة المعارضات المسلحة، حيث كان نظام مبارك داعمًا بشكل مباشر وغير مباشر للقوى المتمردة التي كانت تسعى لإسقاط النظام في الخرطوم.


بالمقابل، ماذا كان سيحدث لو استقبل المؤتمر الوطني هنا في الخرطوم وفداً من المعارضة السياسية المصرية وتحدَّث عن تطلعات الشعب المصري أو استقبل رموزًا من النظام السابق الذي انقلب عليه الشعب المصري؟؟
ماذا كان سيحدث؟؟
لدينا منذ مدة ملاحظات مهمة حول التعامل الرسمي المصري مع المعارضة السودانية بالخارج، هناك مكاتب ووجود فاعل بالقاهرة لقطاع الشمال بالحركة الشعبية وكل حركات دارفور المسلحة، وتتلقى هذه التنظيمات المتمردة والمعارضة التي تقاتل وتنشر الحرب والخراب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، رعاية من مؤسسات الدولة المصرية ومن قوى سياسيَّة مصريَّة معارضة، لكن صدمتنا في حزب الحرية والعدالة كبيرة ومثل هذا الطعن من الخلف لن تندمل حراحُه أبداً، فما فعله الحزب الحاكم في مصر عمل غير صالح ومضر لعلاقة البلدين ولن يزيد حركة العدل والمساواة إلا خبالاً في الاستمرار في الحرب والدمار!

----------------


الحركة بدون الترابي..!!
February 25, 2013
عبد الباقى الظافر..

قبل ايام تمكن لص جرىء من سرقة هاتف الشيخ الزبير أحمد الحسن..زميلنا الصحفي الساخر أحمد يوسف التاي علق على الحادثة متخوفا ان تسرق الحركة الاسلامية من بين يدي امينها العام مثل ذاك (الموبايل) الذي استعادته الشرطة لاحقا.

الشخصيات الاستثنائية تجعل مهمة من يخلفها على المنصب صعبة جدا..لم يكن احدا يتصور ان الفلسطيني الخجول ابومازن يمكن ان يجلس على ذات المقعد الذي جلس عليه ياسر عرفات..نفوذ السلطة نفخ في محمود عباس وجعله يبدو زعيما قويا..رغم هذا المظهر الفولاذي لم يتمكن الرئيس ابومازن من صناعة حدث مهم كما كان يفعل ابوعمار وهو محاصر في شعاب بني هاشم في الاردن..او لاجئا في لبنان ولكنه متحكم في كل الاحداث في بيروت.

هيكل يروي ان الرئيس السادات استدعي الفريق حسني مبارك لمقابلته بمنزله في احد الامسيات..الطيار مبارك الذي يهتم بمظهره جيدا لمع حذائه الانيق وذهب للموعد وفي خاطره ان الرئيس سيعينه سفيرا في بريطانيا بعد احالته للتقاعد..السادات يفاجيء الطيار بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية..بعد حادثة المنصة يجد مبارك الطريق ممهدا ليصبح رئيسا لمصر بوزنها وثقلها السياسي..رغم ان مبارك حكم مصر لمدة ثلاثين عاما الا انه افتقد القدرة على اتخاذ القرارات الكبيرة..في نهاية المطاف اضطر الشعب المصري ان يقول له ( ارحل ..يعني امشي لو مابتفهمش).

في الضعين خاطب مساعد رئيس الجمهورية حشدا من الاسلاميين..في ذاك المنتدي الجامع خرج الدكتور نافع بخلاصة ان مفاصلة الاسلاميين حررت التنظيم من حب الترابي وحولتهم لحب الكيان الاسلامي..الاستاذ السابق وصل الى استنتاج ان من يخرج على التنظيم لن يجد من (يشيل معه الفاتحة ) كناية عن العزلة والضعف.

ملاحظة دكتور نافع تعيد النقاش حول دور الافراد في صناعة التاريخ خاصة في عالمنا الثالث الموبوء بضعف المؤسسات..علينا ان نسأل ان كانت الحركة الاسلامية الان اقوي مقارنة بايام الشيخ الترابي..الملاحظة الاولية تؤكد ان الاسلاميين ضربهم التشرذم والانقسام حينما خرجوا من تحت عمامة الشيخ..الان هنالك من كان اميرا للمجاهدين ثم يحمل سلاحه ضد اخوته السابقين..وهنالك من كان امينا على كل اسرار الدولة وهو الان في غياهب الحبس بتهمة التأمر على ذات الفكرة..الافادة العامة تؤكد ان الاسلاميين اليوم اشد ضعفا وانكسارا.

بيد ان السؤال الاهم ماذا قدم خلفاء الشيخ من اجتهادات جديدة للتنظيم الاسلامي..الترابي كان صاحب القفزات التاريخية مثل الخروج من عباءة اخوان مصر اصحاب الماركة المسجلة..كذلك محاربة حكومة مايو ثم مصالحتها..ثم اخيرا الوثوب الى السلطة تحت جنح الليل..الترابي لم يكن ابدا يحتاج الى هاتف محمول لتوصيل افكاره..تكفي منه ابتسامة ساخرة أوايماءة معبرة.

سيكتب التاريخ ان مفاصلة رمضان كانت بداية الهبوط التدريجي في رحلة الاسلاميين مع السياسة في السودان.


-----------------
الطيب مصطفي يكون جبهة (الفجر الاسلامي) ويعلن رسمياً عن رغبته في وراثة حكم إبن أخته !
February 25, 2013
(حريات)

أعلن الطيب مصطفي رئيس ما يسمى بمنبر (السلام العادل) – وخال المشير عمر البشير – عن تشكيل جبهة جديدة أسماها بـ (الفجر الاسلامي).

وقال ان جبهته تأتي (لمواجهة جبهة الفجر الجديد) التي تواضعت عليها غالبية القوي السياسية السودانية والجبهة الثورية في كمبالا مؤخرا.

وقال البيان التأسيسي لجبهة الطيب مصطفى الجديدة انه يهدف لـ (تطبيق الشريعة الاسلامية وارساء حكم القران والسنة في البلاد).

ولم يتوان البيان عن التأكيد علي ان القوي الاسلامية يجب أن تحكم البلاد حتي في حال الاطاحة بحكم البشير.

وقال مراقبون لـ (حريات) تعليقا على هذه الخطوة انه برغم التأييد الظاهري لهذه الجبهة لعمر البشير ، ودعمها الظاهري للحملة التي يقودها ضد اتفاق (الفجر الجديد)، الا انها تستبطن الرغبة المحمومة لدي الاسلاميين في الحفاظ علي مصالحهم لشعورهم بدنو أجل حكومة البشير ، وفي ذات الوقت يأتي تعبيرا عن رغبتهم في وراثة البشير بعد أن بدات حكومته في الترنح بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية داخليا وخارجيا وارتفاع تيار السخط الشعبي ضده.


--------------------


في اجتماع شورى حزب البشير..إتهام نافع بالوقوف شخصياً ضد الإصلاح والعمل على تصفية حسابات خاصة


«سناء حمد»




اتهامات متبادلة وملاسنات
02-25-2013 12:42 PM
القاهرة – سليمان سري

تحول اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، الذي انعقد الأسبوع الماضي، إلى عاصفة من الجدل بين أعضائه، فيما ظلت السلطات الأمنية تمنع على مدار خمسة أيام نشر تفاصيل ما دار فيه واكتفت الصحف المحلية بنشر خبر مقتضب نقلا عن وكالة الأنباء الرسمية ركز على تشديد مجلس شورى الحزب على ضرورة بذل مزيدٍ من الجهود في مكافحة الفساد ومواصلة خفض الانفاق الحكومي.
وكال نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية، الدكتور نافع علي نافع، الاتهامات لعددٍ من أعضاء الحزب وقال «إن حديثهم عن محاربة الفساد وإصلاح الجهاز الحكومي ذريعة لتمرير مخططاتهم» ووصفهم بأنهم «كانوا وزراء فاشلين ومحبطين يشيعون الإحباط وسط العضوية».
وكانت وزيرة الدولة في وزارة الإعلام سابقاً، سناء حمد، توقعت أن يكون موقف الحزب في الانتخابات المقبلة أضعف كثيرا من السابق «ليس لقوة الأحزاب الأخرى ولا لثقل كبير تملكه المعارضة ولكن لتراجع الحزب من صنع يديه» حسب تعبيرها، وطالبت الحزب بضرورة تطهير الصف وخلق مناخ للثقة بين القيادة والقاعدة وتفكيك مراكز القوى والتحالفات المصلحية والجهوية واستعادة ثقة المواطن واحترامه واضافت( ما أخشاه إن تباطأت الخطى نحو الإصلاح ..أن يفقد الحزب تماسكه ...وان تعلو الأصوات منادية بالتغيير)

فيما لفتت وزيرة الرعاية الاجتماعية، سامية هباني، إلى ضرورة تبني إصلاحات اقتصادية، وربطت بين الانفلات الأخلاقي والتدهور الاقتصادي.
أما عضو الهيئة القيادية في المؤتمر، حسن عثمان رزق، فدعا إلى إطلاق سراح المعتقلين في المحاولة الانقلابية التي جرت في نوفمبر العام الماضي، واتهم الدكتور نافع علي نافع بالوقوف شخصياً ضد الإصلاح والعمل على تصفية حسابات خاصة مع المعتقلين

Post: #146
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-25-2013, 06:21 PM
Parent: #145

المعارضة الإسلامية.. الطريق إلى القصر بوجه جديد
الانتباهة
نشر بتاريخ الإثنين, 25 شباط/فبراير 2013 09:

محمد أحمد الكباشي

«ستكون المعارضة الإسلامية بديلاً من المعارضة العلمانية، وإذا سقط النظام فسيكون البديل إسلاميًا».. هكذا قطع المهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل الطريق أمام كل القوى المعارضة في الاتجاه الآخر للمضي قدمًا لإسقاط النظام، وأكد خلال توقيع أحزاب ومكوِّنات إسلامية على وثيقة الفجر الإسلامي أمس الأول بالرياض أن ميثاق الجبهة الثورية يهدف إلى إسقاط «الإسلام» وليس «النظام»، مبينًا أن ميثاق الفجر الإسلامي سيُحدث تحولاً كبيرًا في المشهد السياسي بالسودان، فيما انتقد عددٌ من الأعضاء سياسة الحكومة تجاه تطبيق شرع الله، وأبانوا أنها اتخذتها مطيَّة للوصول للسلطة وأنَّ تعهدات المؤتمر الوطني «بتطبيق شريعة غير مدغمسة» ذهبت أدراج الرياح مع تقديمه مزيدًا من التنازلات لإرضاء من وصفوهم بالعلمانيين، وشدَّد الميثاق على ضرورة إقرار دستور إسلامي في مقابل بطلان القوانين والتشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية وحرمان أي أحزاب أو هيئات يقوم فكرُها ونظامها الأساسي على تقويض الدستور الإسلامي، ويبدو واضحًا أن التيارات الإسلامية ومن خلال هذا الميثاق تحاول لملمة أطرافها والظهور علنًا والسعي بصورة جادة لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة والتي تشهد خلافات حادة بين مكوِّناتها المختلفة من خلال حرب التصريحات المتبادلة بين قادتها طوال الفترة الماضية خاصَّة مع ميلاد ما يسمَّى بوثيقة الفجر الجديد، فقد انتقد رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، بشدَّة مسيرة تحالف قوى الإجماع الوطني،


وقال إن التسمية لم تعُد تنطبق على الواقع ووصفه بالهلامي، وصوَّب المهدي سهام النقد لتجربة قوى الإجماع الوطني، وقال إن عمله استمرَّ أكثر مما يلزم بصورة هلاميَّة، لافتاً إلى أن تسمية قوى الإجماع لم تعُد تنطبق على الواقع، ووصف التكوين السياسي المشترك لأحزاب المعارضة بأنه مجرَّد من الهيكلة الفاعلة، وقال إن ما يصدر من قرارات تُعَد فوقيَّة ولا تمسّ الواقع. ووصف تحرُّكات بعض عناصر المعارضة بالذاتية كما أنها ترفع شعارات تريد أن تقفز بها على المرحلة، وتابع: «هذه العوامل خلقت لنا فجوة مصداقية فضحك الناس على أدائنا مثلما ضحكوا على الحكومة العريضة»، كما وجَّه انتقادات لاذعة للجبهة الثورية مبينًا أنها ارتكبت أخطاء كبيرة بوثيقة الفجر الجديد مبينًا أنها بذلك أعطت النظام دفعة قوية وجدت مساندة شعبية، وطالب المهدي بإعادة هيكلة قُوى تحالف المعارضة، وطالت سهام المهدي المؤتمر الشعبي وطالبهم بالتوبة والاعتراف بالغلط قبل أن يسألهم الناس: «قبل أن يسألكم الناس توبوا وقولوا غلطانين».. في الوقت الذي خرج فيه رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى بانتقادات لوثيقة الفجر الجديد مؤكِّدًا أنها أدانت المعارضة وشوَّهت صورتها أمام المواطنين، وأنها ألحقت أضراراً كبيرة بأنشطة المعارضة ومنحت الحكومة دعماً شعبياً عريضاً

وشنَّ أبو عيسى في تنوير توعوي لعدد من القيادات المعارضة في غياب ممثلي الشعبي والشيوعي والأمة القومي، هجوماً عنيفاً على حلفائه في المعارضة بالداخل، ووصف أنشطة بعض الأحزاب بالتآمرية والهادفة لزعزعة التحالف على حدّ تعبيره، وقال إن الترابي والصادق المهدي أفشلا عقد اجتماع لرؤساء أحزاب المعارضة تم تحديده من قبل بطلب من الحزبين، موجهاً اتهامات شديدة لحزب الأمة بالعمل لصالح الحكومة التي قال إنها تخترق الحزب الطائفي، لافتاً النظر إلى نشر كل أنشطة المعارضة رغم سرية تفاصيلها، وكشف أبوعيسى عن خلافات بين الشعبي والشيوعي رغم التعاون الذي تم بين الحزبين مؤخراً، مشيراً إلى أن الشيوعيين كانت لديهم تحفظات على الكثير من أنشطة الشعبي، مبيناً أن لقاء تم بين الأمين السياسي للحزب كمال عمر وطارق عبد المجيد من الحزب الشيوعي للتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات.


وقال أبوعيسى إن الخطاب المنشور لم يخرج من بيان صدر الأسبوع الماضي لقوى الإجماع الوطني حول ميثاق الفجر الجديد أكَّدت فيه بالإجماع ضرورة استمرار الحوار مع الجبهة الثوريَّة بهدف توحيد المعارضة في الداخل والخارج باعتباره هدفًا إستراتيجيًا لإسقاط النظام مشيرًا إلى أن البعض يريد «التشطر» لكنهم لم يأتوا بجديد.. وكان المؤتمر الشعبي قد هدَّد بالانسحاب من تحالُف قُوى الإجماع الوطني إن لم تتراجع وتتبرّأ من وثيقة «الفجر الجديد» الموقَّعة مع «الجبهة الثورية».. ونقلت مصادرعن الأمين العام للحزب إبراهيم السنوسي قوله: إن الوثيقة بها مسعى واضح لفصل الدين عن الدولة واستبداله بنظام علماني، لافتًا إلى أن حزبه مع سياسة تغيير وإسقاط النظام عن طريق العمل السياسي وليس المسلَّح، مؤكِّدًا أن حزبه تبرأ من الشخص الذي وقّع باسمه على تلك الوثيقة.. يأتي هذا في الوقت الذي أكَّد فيه الحزب الاتحادي الديمقراطي عدم مشاركته في اجتماعات «الجبهة الثورية»،


وجدَّد الحزب على لسان الناطق باسمه إبراهيم أحمد الميرغني، موقفه الثابت الداعم لوحدة السودان أرضًا وشعبًا، وقال في تصريح صحفي إن الاجتماعات المشار إليها لم تتم دعوة الحزب إليها، مبينًا أن حزبه غير معنيّ بها باعتبار أنه لم تتم استشارتُه فيها، وإن موقفهم ثابت تجاه القضايا الوطنيَّة وسبق أن أعلنه رئيس الحزب، وأضاف الميرغني أن موقفهم المعلن يهدف إلى تجميع كل أهل السودان في مائدة واحدة لأجل حل أزمة البلاد، مشيرًا إلى أن الهدف من اجتماع أحزاب المعارضة مع متمردي الجبهة الثورية «سياسي»، قائلاً: إن المجتمع الدولي أوعز للمعارضة بإسقاط الحكومة بشتى السبل


من هنا يبدو جليًا أن أوراق المعارضة باتت مبعثرة مع ميلاد ميثاق فجر الإسلام وأطروحاته التي تبنّتها الإنقاذ منذ بواكيرها ولم تكن غير شعارات لم تنفَّذ، ورأت جبهة الدستور أنها البوابة التي تعيد بها تطبيق الشريعة من خلال التوقيع الأخير وتبني مشروع المعارضة الإسلاميَّة والسعي لإبعاد المعارضة العلمانية خاصّة أن جبهة الدستور أعلنت لحشد جماهيري كبير خلال الأيام القادمة

Post: #147
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 02-27-2013, 04:36 PM
Parent: #146

حزب الترابي: مشروع الدستور الانتقالي بالتنسيق مع الجبهة الثورية خلال الفترة المقبلة.


رمى دعاة وثيقة الفجر الاسلامي ورماهم بـ "الخواء الفكري"
02-27-2013 12:01 PM


الخرطوم: محمد سعيد:


طالب حزب المؤتمر الشعبي، دعاة وثيقة «الفجر الاسلامي» بالحوار مع السودانيين والاعتراف بالآخر وعدم تكريس الشمولية القابضة، معلنا اعتزام تحالف المعارضة توقيع مشروع الدستور الانتقالي بالتنسيق مع الجبهة الثورية خلال الفترة المقبلة.


وانتقد الامين السياسي للمؤتمر الشعبي، كمال عمر، في منبر اعلامي لحزبه امس دعاة وثيقة الفجر الاسلامي ورماهم بـ»الخواء الفكري» وطالب مؤسسيها بالانفتاح على الآخرين والاعتراف بهم في اطار الديمقراطية شريطة اعتراف الآخرين بهم، موضحا ان الوثيقة خلت من آليات تعزيز الديمقراطية وقبول الآخر ما يعني انها تسير على «حافر السلطة».


واوضح عمر ان تحالف المعارضة يعتزم التوقيع على مشروع الدستور الانتقالي الذي يعقب مرحلة سقوط النظام، قائلا ان العملية ستتم بالتنسيق مع الجبهة الثورية معربا عن امله في التوصل الى تفاهمات مشتركة في القريب العاجل وتابع «هناك حوار بين المعارضة والجبهة الثورية حول وثيقة الفجر الجديد والدستور الانتقالي يسير بشكل جيد يتيح اتفاقا بين الطرفين».


واعلن ان المعارضة احتوت الخلافات التي ظهرت بين حزبي الامة القومي والبعث اخيرا عقب لقاءات تمت بين قيادات التحالف الساعات الماضية، مشددا على ان توحد المعارضة يشكل اولوية ويرجح اسقاط النظام.
وطالب عمر، الحكومة بالنأي عن مواجهة المجتمع الدولي والدخول في تفاوض مباشر مع الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال- باعتباره منفذا لتنفيذ اتفاق التعاون بين الخرطوم وجوبا، وقال ان تصريحات قادة الحزب الحاكم لن تجدي نفعا في ابعاد العقوبات التي ستصدر حال عدم تنفيذ القرار الاممي 2046.


كما انتقد القيادي المعارض، وزير المالية، مضيفا انه لا يلامس الواقع والاوضاع المعيشية التي يواجهها السودانيون، وزاد «هذا الرجل عقليته غير ملمة بالواقع».

الصحافة


------------------

القيادي بالمؤتمر الشعبي "إبراهيم السنوسي" في حوار عن الوضع السياسي الراهن


«ابراهيم السنوسي»




حرية مافي، الفساد موجود وغلاء المعيشة..يعني أنا أمشي أتصالح معهم عشان أتونس معاهم يعني؟
02-27-2013 08:13 AM
{ شيخ "إبراهيم".. محاولات رأب الصرع بين شقي الحركة الإسلامية كلها انتهت بالفشل.. أليس هناك أمل في مصالحة واندماج؟
- أنت تسألين عن ماضٍ مشوب بالغيب.. الاختلاف في ما مضى كان قائماً على مبادئ.. اختلفنا على مبادئ جاءت في القرآن– الحرية والشورى– والحرية والشورى غير متوفرة الآن.. اختلفنا معهم على ضرورة الطهارة والعفة في اليد.. والآن ما يزال الخلاف قائماً، بل العكس، أصبح الفساد في النظام وفي رموزه يعرفه كل الشارع.. اختلفنا معهم على أنهم أداروا قضية الجنوب وحدهم دون إشراكنا، وكانت النتيجة اتفاقية (نيفاشا) التي يحصدون الآن آثارها السالبة.. الآن الوضع أكثر سوءاً، والنظام أكثر ضعفاً، والناس كلهم يرون أن النظام يسير نحو السقوط، فليس من عاقل بعد كل هذا يرى الدخول في هذا النظام.
{ ما يحيق بالبلاد من تحديات لماذا لا يكون دافعاً لكم للمصالحة؟
- المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم.. والآن (حرية مافي، شورى مافي، موجود الفساد وغلاء المعيشة.. يعني فقط أنا أمشي أتصالح معهم عشان أتونس معاهم يعني؟!).
{ عشان الإصلاح.. كي تُصلح؟
- قلت لك هذا النظام غير قابل للإصلاح من الداخل، كيف أصلح إذاً (مافي حرية مافي شورى.. إذا رموزه فاسدين كل أنواع الفساد).. كيف أصالح، وهو الآن يقتل في جنوب كردفان ويقتل في... يعني واحدة من حكم الله تعالى التي ألهمنا إياها أن خرجنا من هذا النظام، والآن لنا أكثر من (12) سنة– لو كنا معه الآن لحُسب علينا هذا كله.
{ مقاطعة.. الآن أنتم مسؤولون عن (10) سنوات؟
- مقاطعاً بسرعة.. قلت لك نحن خارج النظام (12) سنة.. هذا الذي حدث لسنا طرفاً فيه.. قبله نعم كنا طرفاً.. فلنتحاسب.. يحاسبنا الشعب ويحاسبنا التاريخ.. ما عندنا أي مانع.
{ أنتم طرف في الأخطاء التي وقعت.. المبدأ الذي كنتم تعملون به- تغليب الولاء السياسي على الكفاءة– الصالح العام وتشريد العاملين في الدولة.. هذه كانت جذور الفساد؟
- (بغضب انفعال).. (هسي ربنا يوم القيامة حيحاسبني يقول لي إنت كنت زول مسؤول عن الحكاية دي؟).. ربنا قال: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
{ كل الذين شُردوا في الخدمة العامة أنتم مسؤولون عنهم؟
- مش كل نفس بما كسبت رهينة؟ كلامك هذا غير صحيح.. لا قانوناً صحيح ولا سياسياً صحيح.. قانوناً تحاكمين الشخص الذي ارتكب الجريمة.. سياسياً ندخل في الحساب.. ما عندنا مانع.. ندخل في الحساب منذ الانقلاب، ندخل نحن وغيرنا الذين سبقونا بالانقلابات.. كلنا.. ما عندنا مانع.. أي انقلاب سبق من قبل نتحاسب.
أنا قلت لك الآن أنا (12) سنة خارج النظام (تقولي لي إنت برضو؟).. أنا ذاتي كنت في السجن.. طيب أكون مسؤول كيف؟!
{ مبدأ تغليب الولاء السياسي على الكفاءة في الخدمة المدنية.. ألم يعمله "الترابي" وتعمل به الحكومة في بداياتها؟
- (بانفعال وغضب).. هذا ليس صحيحاً.. النظام كان قائماً على الكفاءة، وهذا الكلام ليس صحيحاً.. كل الناس الذي دخلوا هذا النظام من أعضاء مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء هل كانوا كلهم حركة إسلامية؟!
{ أنا أتحدث عن الخدمة المدنية العامة؟
- وليه تركت الاثنين ديل؟ مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء؟!
{ أنا أتحدث عن الخدمة المدنية وتشريد العاملين؟
- (إنت ماسكة في الخدمة المدنية).. أنا لا أعرف أن وكيل وزارة في الحتة الفلانية رفتوه.. أنا أيه العرّفني.
{ أنا أعرف أن هناك الآلاف شُردوا من وظائفهم لأنكم كنتم تقدمون الولاء على الكفاءة.. لأنهم سياسياً لا يتفقون معكم؟
- هذا ليس صحيحاً.. أيه العرّفك إنو كلهم كان لأسباب سياسية؟ أيه العرّفك أن فلان وفلان لأسباب سياسية؟!
{ يعني مافي حاجة زي دي يا شيخ.. ما كان هناك مبدأ كهذا؟
- (أنا ما بقول ليكي ما في مبدأ.. لأنه أفرضي كان في.. أفرضي كان هناك مبدأ ولم يطبق.. أفرضي كان في مبدأ.. هذا ليس هو الموضوع.. الموضوع هو أن هناك ناس فُصلوا.. الناس الفُصلوا ديل أنا ما أقطع أنه كلهم فُصلوا لـ... فيهم الذي رُفت ظلماً.. الذي رفُت ظلماً قد يكون لعدم الولاء أو ....).
ما تتكلمي عن (حاجة عامة).. هل يُعقل أن أقول إن كل الصحفيين فاسدين بسبب أن هناك صحفياً واحداً عميل للحكومة؟
هذا الكلام ما صحيح.. نحن حركة إسلامية قائمة على الأخلاق وعلى الدين، وقائمة على الكفاءة.. عايني للخدمة المدنية هل كلهم كانوا إسلاميين؟ هل عندك إحصائية تؤكد هذا؟ (أمشي جيبي إحصائية.. وجيبي معلومات.. بعدين الحكاية دي لو في نمشي المحكمة).. ما تلقي التهم جزافاً على الناس.
{ لكن مجرد أن أضع مبدأ كهذا.. هذا خطأ كبير؟
- أنا ما ح أتناقش معاك (40) دقيقة في الموضوع.. ولا أنا في محكمة عشان أجاوبك على السؤال دا.. (صمت برهة).. زول رفتوه وأنا في السجن.. هل أنا مسؤول عن فلان الفلاني وتعيينه؟ هل هذا منطق عادل؟!
{ شيخ "إبراهيم".. نتجاوز هذه النقطة..
- مقاطعاً.. لا.. قولي.. أقرّي.. أنا كنت في السجن.
{ إذا أنت قبل ذهابك إلى السجن وضعت قاعدة للناس قلت عينوا الذين عندهم ولاء.. تكون مسؤولاً؟
- (باستنكار).. قاعدة أنا أختها؟!
{ إذا لم تضع قاعدة تكون ما مسؤول؟
- إذا معناها نحن وضعنا قواعد.. والحاصل في البلد دا كله عملته الحركة الإسلامية! إنت خليكِ عادلة.. خليكِ عادلة!!
{ أنتم ارتكبتم أخطاء خلال (العشر) سنوات الأولى التي حكمتم فيها.. هل أنتم معترفون بأخطائكم؟
- ما ترددي لي هذا.. أنا سياسي، وأنا دارس قانون أنا قلت لك نفتح الحساب.. نفتح الحساب.. نحاسب كل زول عمل انقلاب وعمل أخطاء.. نتحاسب.. العشر سنوات هذه، نتحاسب فيها.. ما عندنا أي مانع.
{ أنتم قلتم إنكم ندمتم على هذه السنوات (العشر)..
- مقاطعاً (بانفعال وغضب).. ما تقولي لي ندمت..
{ مقاطعة.. حزب المؤتمر الشعبي قال هذا.. إنه نادم؟
- أنا أقول لك أنا مستعد للحساب.. أنا ما قلت كلمة (ندمت).. ما تختيها لي في لساني.
{ المؤتمر الشعبي سبق وقال إنه نادم على هذه (العشر) سنوات؟
- أين قال؟!
{ ألم يقل هذا؟
- أنت قلت إنه قال والبيّنة على من ادعى.. أين قال؟
{ أنا سمعت وقرأت أنه قال؟
- قولي لي أين قرأت هذا؟
{ قرأته قبل فترة طويلة لا أذكر أين؟
- إذن كلام ما عندك ليهو مصدر ما تقوليهو.
{ طيب.. الآن أنتم نادمون أم غير نادمين؟
- أنا ما ندمان أصلاً.. أنا قلت لك نتحاسب.. (بانفعال وبطريقة غاضبة).. إنت ما خاتاني في كرسي اعتراف عشان أنا أقول ليك ندمان ولاّ ما ندمان!
{ شيخ "إبراهيم".. أنتم مقرون بأنكم مسؤولون عن (العشر) سنوات الأولى من الإنقاذ؟
- أي حزب من الأحزاب يأتي إلى الحكم يصدر قرارات في وقتها ويأتي زمان في ما بعد يدل على خطأها أو صحتها.. نحن لسنا ملائكة.. نحن جزء من الشعب السوداني.
{ أنت قلت إنكم مستعدون للحساب على (العشر) سنوات.. ما تقييمك لها.. أين كانت الإخفاقات والأخطاء فيها؟ الآن بإمكان هذا النظام الذي تنتقدونه أن يقول لكم: (ما في بشر لا يخطئ).. ماذا لو قال لكم هذا؟
- (بانفعال شديد).. (ما تقولي لي النظام.. ما تقولي لي النظام).. إلا ما تعمدت قلوبكم.. يعني الخطأ واقع.. وخير.. الخطاءين التوابون.. قلت لك هذا كان مبلغ علمنا واجتهادنا.
{ ما رأيك لو قال لكم "علي عثمان" الآن: هذا مبلغ علمنا واجتهادنا؟
- خلاص.. في ذلك الوقت؟ خلاص.
{ لو قالها لكم الآن من هذا الوقت؟
- خلاص..! الوقت مختلف.. شيء طبيعي جداً.. البشر يخطئ.. قلت لك في القرآن: (وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ).. ومع ذلك أنا ما عندي مانع.. (العشر) سنين هذه أعملوا محاكمة.. أعمل محاكمة وحاكمنا.. عندها نحن سنقول لك لماذا فعلنا ذلك!!

المجهر

Post: #148
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-01-2013, 09:52 PM
Parent: #147

خطيئة نيفاشا.. وخطايا وتناقضات يوسف عبدالمنان!!..


وقيع الله حمودة شطة



نشر بتاريخ الخميس, 28 شباط/فبراير 2013 08:38



كتب الأخ يوسف عبدالمنان مقالين متتابعين بعنوان «نيفاشا خطيئة من؟» وإن بدا السؤال مهماً لمراجعات الأجيال القادمة إلاّ أنه في الوقت نفسه سؤال ساذج، لأن الإجابة عنه بدهية، ولذلك نضرب صفحاً عن مناقشته إلى ما هو أهّم وأجدر.


يوسف عبدالمنان كالعهد به وقع في خطايا كثيرة وتناقضات مخجلة لا تصدر إلاّ عن يوسف.. فهو ينافس نفسه فقط، وهو يحاول جاهداً رغم قصور رؤيته وقلة زاده وضعف إدراكه أن يرسم وجهاً جميلاً لنيفاشا وهي قبيحة كقصور رؤيته، ولذلك وقع في تناقضات جمة سنذكرها بعد قليل من خلال هذا المقال. وكيل العريف السابق الذي غادر بزة المجندين ودخل إلى حقل الإعلام مصادفة، وغادر استقبال صحيفة..... بشفاعة الأخ دكتور ..... تعدى الاستقبال حيث كان يعمل وتطور أمره إلى كاتب وانتقل إلى مواقع أخرى غير بدايته الأولى التي لعبت المصادفة دوراً أساسياً فيها، ولكن يعاب لهذه النقلة أنها تمت بغير أدوات ومؤهلات وهي قادحة تنحرف بصاحبها عن المهنية والموضوعية والعلمية والفكرة الراشدة ولذا لا غرو أن نرى التناقضات وعظيمات الخطايا عند صنف من هؤلاء الناس مدّعي الموضوعية!!



الأخ وكيل العريف يرى أن نيفاشا مخاض لرؤية كل قيادات الدولة والحزب والحركة الإسلامية!! وهذا ادعاء أجوف ومحاولة تغطية الشمس وهي في رابعة النهار، سوف يشاركني في نفي هذا التضليل الفضيحة قطاع عريض من الذين اهتموا بملف التفاوض وسيره من النخبة وقادة الرأي وجماعات و أحزاب سياسية ومراكز بحثية، لا بل وقيادات في الدولة والحزب والحركة الإسلامية، ولو استمر الأخ يوسف في غيه وضلاله لأمطنا اللثام عن هذه الشخصيات القيادية في الدولة والحزب والحركة الإسلامية من خلال تصريحاتهم وأقوالهم ومواقفهم التي تفضح ادعاء يوسف الزائف.. وهنا يكفي أن نشير أن إلى أمور ثلاثة..


أولها: أن نيفاشا وقّعها طرفان هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وليدلني الأخ يوسف على اسم مفاوض واحد بارز في عملية التفاوض لم يكن ينتمي للمؤتمر الوطني يثبّت به ادعاءه أن الدولة شاركت؟ هذا لم يحدث والذي حدث أن المؤتمر الوطني هو وحده من قاد التفاوض بصورة أحادية والمثال ينطبق على الطرف الآخر الحركة الشعبية، وهذا كان أكبر خطأ من خطايا خطيئة نيفاشا إقصاء القوى السياسية الوطنية الشريكة في إدارة البلاد سواء أكان بالمشاركة في الحكومة أو بالمعارضة الرشيدة من الخارج، وهذا وجه تنفذ منه رائحة المؤامرة في الاتفاقية.


ثانيها: أن الاتفاقية صُمِّمت محصنة من قبل شارع بنودها فهي لا تقبل المساس والمراجعة، ولذلك لم تُعرض على مجلس الوزراء ولم يمكَّن من مناقشتها، وإن كان الناس جميعاً يتفقون على أنها تعلقت بمصير أهل السودان ومستقبل البلاد كانت المفارقة والمفاجأة أن عُرضت على المجلس الوطني «ممثل الشعب» ليمررها كما جاءت دون إجراء جراحات ومتممات وتعديلات حذفاً وزيادة وتحفظاً ومناقشة وايضاحات، وهذه تعتبر مخالفة صريحة للدستور والقانون، بل مثلت بدعة جديدة في تاريخ الاتفاقيات الدولية والإقليمية وقد قرأ الناس يومها تصريح الأخ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني وهو يطلب من البرلمان تمريرها كما جاءت، وأنه ليس بمقدور المجلس تغيير «شولة» فيها، وهي صورة مهينة لسلطة المجلس الذي رضي لنفسه الخضوع لسطوة الجهاز التنفيذي، وتخلى عن دوره التشريعي والرقابي وتلك صورة توضح ــ أيضاً ــ وجه الضغوط وخيوط المؤامرة في الاتفاقية ــ تبطل ادعاء وزعم الأخ يوسف عبد المنان الفاسد.



ثالثها: نشأت معارضة وخرجت مذكرات وتوقيعات ومطالبات من داخل أجهزة الحزب والحركة الإسلامية ومواقف لشخصيات بارزة قرأ الرأي العام أقوالهم وتصريحاتهم المعارضة لسير المفاوضات والرافضة لقبول نتائج الاتفاقية هذه من جهة، ومن جهة أخرى ننقل من مقالي الأخ يوسف الذي يوضح تناقضه حين كتب يقول «لماذا أصبح الذين هتفوا حتى باسم «جون قرنق» في الساحات العامة «وتبنوا» نيفاشا بالأمس واعتبروها إنجازهم وصنع أيديهم وحصاد فكرهم وثمرة عقولهم انقلبوا على أعقابهم يلعنون نيفاشا ويطعنون صُناعها بسهام النقد الذي بلغ حد التجني واغتيال الشخصيات التي صنعت الحدث حينذاك» اهـ . سأجيب نيابة عن الآخرين على تساؤل الأخ يوسف الذي يحمل تناقضه والرد الشافي لتصوره الحائر.. أقول سبب هذا اللعن والطعن والنقد والنكوص والانقلاب ان هؤلاء سِيقوا ــ وهم غفلة ــ كالقطيع نحو هذا السراب، فلما أفاقوا وانقشعت أبصارهم وبصائرهم بعد غشاوة لم يكن أمامهم إلاّ هذه المواقف.. ولكن بعد أن كُسِرت الجرة وسال السمن، وهم بعد هذا ـ وقد ذهب الظلام ــ خير منك وقد عادوا إلى رشدهم ووعيهم، أما أنت فلا تزال في غيك وضلالك مطموس البصيرة تقف مكابراً تدافع عن باطل ظهر بطلانه وذهبت رغوته.. وهي سمة تلازمك دائماً وقد عرفناك بها.


ويسقط يوسف عبدالمنان حين يدعي افتراءً أن نيفاشا قد اوقفت الحرب كأنّ الرجل لا يسمع ولا يبصر.. بماذا يبرر أحداث الإثنين الأسود والمهندسين وسوبا وجرائم النقيزر والفوضى العارمة التي ضربت العاصمة نتيجة دخول التمرد والخلايا والطابور الخامس أرض الشمال السياسي، وما تبعه من انفلات للأمن في النيل الأزرق وجنوب كردفان وفوضى العنف والقتل في الجامعات وقيام الجبهة الثورية واحتلال هجليج واشعال أبيي والأبيض وسماحة وكفن دبي والميل «14» وغيرها؟ كل هذه المناطق شمالية وما عرفت الحرب والقتال والانفلات الأمني إلاّ بعد نيفاشا ومخرجات نيفاشا التي يزعم يوسف عبدالمنان أنها لم تكن مؤامرة على السودان، ويحلل بعقلية سطحية لا تصدر إلا عن خالي وفاض مبتدئ حين يقول معللاً «ونيفاشا ما كانت مؤامرة «حاكها» في هجعة الليل السناتور «دانفورث» المبعوث الأمريكي ولا خطيئة نفذتها «هيلدا جونسون» وزيرة التعاون الدولي ولكنها مبادرة من دول الهيئة الحكومية لمكافحة الجراد الصحراوي «إيقاد» أهـ.
هذه صراحة مسخرة أن يصدر مثل هذا الفهم عن كاتب يوهم نفسه أنه من قادة التنوير الإعلامي،


يوسف عبد المنان إما أنه يكابر بلا حق أو أنه فعلاً يجهل.. يا أخي دول الإيقاد هيئة نشأت لمكافحة الجراد الصحراوي، ولما فشلت في مكافحة الجراد ــ للأسف هذه صورة مكبرة للهوان الذي وصل إليه السودان، تصور هيئة إقليمية فقيرة المعدات والمعينات فشلت في مكافحة الجراد ـ تدخلت في ملف السودان السياسي الذي دامت أزمته أكثر من خمسين عاماً.. أين تجاربها؟ أين خبراتها، أين بحوثها؟من هم «كوادرها» عند محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة يا يوسف تفهم لماذا جيء بفكرة «أصدقاء الإيقاد» وهم أمريكا وبريطانيا والنرويج والسويد وغيرهم، ثم تحولت الصداقة إلى شراكة فبدلاً من أصدقاء الإيقاد، صاروا شركاء الإيقاد والشريك يختلف عن الصديق وهنا اكتملت مراحل المؤامرة وكانت صيغة بنود نيفاشا قد قُتلت بحثاً في معاهد متخصصة في ألمانيا وبريطانيا وأمريكا» وهذه هي المرحلة التي أظهرت دور المجرمة هليدا جونسون، واليهودي الحاقد دانفورث» اللذين يحاول يوسف عبدالمنان ببراءته وجهله وقراءته السطحية تبرئتهما من حياكة خيوط المؤامرة على بلادنا من خلال هذه الاتفاقية الظالمة..


مسكين الأخ يوسف فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وحرام أن نحمله فوق طاقته.. الأخ يوسف عبدالمنان برؤية سقيمة فطيرة يدعونا أن نتغزل في نيفاشا قائلاً «نيفاشا التي يلعنها دعاة الانفصال حتى تحقق لهم «ما وطنوا» أنفسهم على الدعوة إليه كان الأحرى بهم الاحتفاء بنيفاشا والتغزل في مفاتنها بعد أن حققت لهم أحلامهم ومزقت السودان «لوطنين» اهـ. إن أمر الرجل لعجيب يبدو أنه لا يعرف دواعي ودوافع الاحتفاء والغزل في الأدب والشعر، وهو يدعونا أن نتغزل في نيفاشا لأنها حققت أحلامنا بالانفصال الأخ يوسف عليه أن يتعلم أن الاحتفاء والغزل إنما يكون في الأشياء الجميلة المستحسنة، ونحن لم نر في نيفاشا إلاّ أنها وجه قبيح ومؤامرة خبيثة استُهدف بها السودان، ولذلك عارضناها قبل توقيعها فكيف نحتفي بها بعد توقيعها؟ ونحن نعلم أن الغرض من ورائها تنزيل مشروع السودان الجديد الهادف إلى إقامة دولة علمانية تفصل الدين عن الحياة وتطمس هوية بلادنا الثقافية والعقدية وتفرض رأي الأقلية على رأي الأغلبية، من خلال إعادة هيكلة السودان بالإحلال والإبدال والطمس، وكان المستهدف ــ لتمهيد إنزال مشروع السودان الجديد العنصري ــ القوات المسلحة والمجاهدين وأجهزة الأمن لنشر الفوضى قبل تدخل القوات الدولية والمؤامرة الدولية القذرة،



ولذلك نحن طرحنا مبدأ السلام العادل الذي يحقق الاستقرار لكل الأطراف وطرحنا مسألة الانفصال وكانت واحدة من أركان الحل للأزمة السياسية بين الشمال والجنوب، لكن الأخ يوسف وغيره من الأبواق كانوا يدافعون عن الوحدة على أسس جديدة التي طرحها الهالك قرنق وأولاده من بعد هلاكه، وهم لم يقرأوا ما جاء فيها لكنهم ركبوا في موكب «الزفة» صم بكم يكتبون إرضاء للبلاط الديواني وإشباعاً للجيوب!! ولذلك غردوا خارج السرب حتى فجأهم الانفصال بإرادة الجنوبيين أنفسهم وليس بإرادة منبر السلام العادل، الذي ثبت على دعوته ومبادئه لأنها انطلقت متجردة من مصالح الذات ومطالب الإغراء وهي مطالب وطنية خالصة ليس للعمالة والارتزاق والسفارات الخارجية فيها يد وحظ ونتحدى.



ونتوجه بسؤال للأخ يوسف عبد المنان لماذا حرست نيفاشا بعشرة آلاف جندي من القوات الدولية؟ ولماذا طرحت أمريكا حزمة من الإغراءات لحكومة السودان منها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب على حد زعمها، ورفع الحصار الجائر إن الخرطوم وفت؟ ووفت الخرطوم ونكص الغرب الكافر بقيادة أمريكا على عقبيه..

يوسف عبد المنان كان أحد زبانية الأخ الوالي أحمد هارون «يحلل ذبح الساق» وينطق بمزاج أحمد هارون وموقفه المهزوز الذي كان يتبنى دائماً مبدأ التفاوض مع الحركة الشعبية، وقبول وجهة نظرها، وهو أمر أدخل الولاية في نفق مظلم.. ونحن ندري لماذا كتب يوسف عبد المنان مقاليه المذكورين أعلاه بعد القطيعة التي وقعت بينه وبين الوالي أحمد هارون التي وصلت إلى القضاء والمحاكم، وما أعقبها من فطام، كان لابد للأخ يوسف من البحث عن طوق نجاة ولذا كتب مقاليه يحرض فيهما لعلهما يشفعان..


ويبدو أنه قد حقق بعض الشيء حين تأكد لنا أنه دخل هذه الأيام لجنة خماسية اتفق أعضاؤها الذين اجتمعوا في سرية خلال الأسبوع الماضي، وفوَّضت هذه اللجنة التي يرأسها البروف بصياغة مذكرة تُرفع إلى المركز تطالب بقبول التفاوض مع قطاع الشمال، وهو اتجاه يخالف رؤية الدولة الأخيرة وقرار الرئيس الواضح من قضية مفاوضة قطاع الشمال الذي لا تسنده أي شريعة قانونية، ولكن ضعف حيلة يوسف وقصور نظره دائماً كان يدفعه نحو اللهث وراء هذه المصالح الضيقة.


نحن نعرف علاقة يوسف مع بعض إعلاميي جنوب كردفان وقصص وروايات مطاعم أمواج ومطاعم جنوب الخرطوم وتوزيع عائد «الزبالات» من هذه الكتابات الموجهة التي همها عيش اللحظة على حساب جراحات الوطن والأمة!! لأن هذا النوع من الكُتّاب لا ينظرون إلاّ تحت أقدامهم وما يشغل حيز بطونهم، والبطون تعبد من يُحسن إليها.

الأخ يوسف عبد المنان ظل يكتب كتابات سمتها الغالبة التسلق والتزلف وقد علقنا على مقاله بعنوان «رسائل» الذي ادعى فيه أن الأخ محمد كوكو مركزو هو مرشح الولاية اليوم وغداً خلفاً لأحمد هارون وهو يدري فشل كوكو في كل ملف أمسك به، ومن ذلك فترة إدارته للولاية بضعة شهور قبل إعفائه وهكذا دائماً يوسف يفعل.. نرجو من الأخ يوسف أن يملك جراءة كافية للرد على ما نقول

Post: #149
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-03-2013, 08:34 PM
Parent: #148


كان الله في عون السودان!!


الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013

:12
ضحكتُ ملء شدقيَّ حين قرأتُ مانشيتاً في إحدى الصحف يقول (البرلمان يوجِّه وزارة الماليَّة بإغلاق حسابات بعض الوزارات)!!
ربما يكون بعضُكم قد صدَّق أن وزارة الماليَّة قد ارتعدت فرائصُها وجَثَت على ركبتيها متوسلة إلى لجنة العمل والإدارة بالبرلمان أن تعفو عنها مع تأكيد صارم أنها ستنفِّذ تعليماتها حرفياً!!
يقول الخبر المضحك: (قرَّر البرلمان اتّخاذ إجراءات وتدابير لحسم ظاهرة التجنيب في وزارة الدفاع ووجَّه وزارة المالية بإغلاق حسابات كل الوحدات الحكوميَّة المجنِّبة فوراً وهدَّد في حالة عدم التزام الوحدة بإيقاف ميزانيَّة التسيير وإذا اقتضى الأمر إيقاف الفصل الأول لميزانية تلك الوحدات) وأكد رئيس لجنة العمل الفاتح عز الدين عقب اجتماع مع وزارة الماليَّة اكتمال الحوار مع المالية حول الوحدات التي تصرف خارج الموازنة وقال: (وجَّهنا بإغلاق حساباتها فوراً وحال لم تلتزم ستُتَّخذ إجراءات مشدَّدة ضدها)!!
أكتفى بهذا القدر من الخبر الذي أردتُ بإيراده إضحاككم قليلاً بدلاً من فقع المرارة اليومي الذي لا شك أن كثيرين منكم قد ملّه!!
أولاً: من اجتمع بوزارة الماليَّة وأبدى غضبته المضريَّة وأرغى وأزبد وزمجر هو إحدى لجان البرلمان وليس البرلمان بكامل هيئته لكن بربِّكم متى كان للبرلمان كله كلمة مسموعة أو احترام لدى الحكومة حتى تقوم إحدى لجانه بهذه التمثيلية السيئة الإخراج وتزعم أنها أُوتيت من القوة ما يجعلها تنتفش وتظنُّ أن بمقدورها أن توجِّه الوزارات الحكوميَّة بل وزارة الدفاع ذات الصَّول والطَّول والحسب والنسب وتهدِّدها بالويل والثبور وعظائم الأمور؟!


قبل أن أُذكِّر بسابقة محزنة أودُّ أن أسأل: ما هي سلطة البرلمان كله على وزارة الماليَّة ناهيك عن إحدى لجانه المغمورة؟! هل نسي د. الفاتح عز الدين كيف قامت وزارة الماليَّة برفع أسعار الوقود التي أوشكت أن تُشعل ربيعًا عربيًا في السودان قبل أن تحصل على موافقة البرلمان؟! ماذا فعل البرلمان وقتها؟ هل طرح الثقة في وزير المالية وعَزَلَه حتى يكون عظة لغيره وحتى ينتصر البرلمان مرة واحدة في عمره منذ مجيء الإنقاذ لكرامته المُهدَرة وعِرضه المُنتهَك؟!
قال لجنة العمل قال!!


عليك الله يا الفاتح وعليكم الله يا أهل الإنقاذ كُفُّوا عنَّا ألاعيبَكم هذه فقد والله بلغ السيل الزُّبى والرُّوح الحلقوم!!
فجأة استيقظت لجنة العمل من نومها العميق وتذكَّرت أن هناك تجنيباً وأن ذلك يؤثر على موازنة الدولة!! ماذا فعلتم طوال السنوات الماضية ووزارة المالية بكل وزرائها بمن فيهم البلدوزران عبد الرحيم حمدي وعبد الوهاب عثمان يشكون جميعًا بسبب تغوُّل مراكز القوى من عجزهم عن إيقاف التجنيب وعن تطبيق شعار ولاية المالية على المال العام؟!
كل الوزارات (المُستضعَفة) تعاني من عجزها عن تطبيق شعارات ولايتها على مؤسساتها.. (التعليم العالي) عاجزة عن إنفاذ ولايتها على الجامعات الخاضعة للمؤسَّسات (القويَّة) ووزارة الصحَّة عاجزة عن تطبيق شعار ولايتها على المؤسسات العلاجيَّة... الوزارات القوية تنشئ الجامعات والمستشفيات بينما الوزارات صاحبة الامتياز تتضوَّر جوعاً!!
عندما كنتُ أُديرُ الهيئة القوميَّة للاتصالات زرتُ طفلاً مريضاً في مستشفى أحمد قاسم يمتّ لي أهلُه بصلة القربى.. صدِّقوني إني وجدتُ المراوح المتهالكة متوقِّفة ولا توجد مكيفات وأهل الأطفال، وبعضهم حديثو الولادة، يُمسكون بالهبَّابات في ذلك الصيف القائظ بل والقاتل لأطفال مرضى... هل تعرفون ماذا فعلتُ؟ ذهبتُ في اليوم التالي واستخرجتُ مبلغاً من بند التبرُّعات لشراء وتركيب مراوح في ذلك المستشفى وتحقَّقتُ أن ذلك قد تم.. لم أدفع التبرع لإدارة المستشفى التي أعلم أنها تحتاج لذلك المبلغ وقد تصرفه في أولويات أخرى!! يحدث ذلك بينما وزارة الدفاع تُقيم المستشفيات الضخمة في قرى لا علاقة لها بوزارة الدفاع!!


عزيزي الفاتح عز الدين.. كتر خيرك فوالله لن أصدِّقك ولن أصدِّق رئيس البرلمان أنه سيفعل شيئاً... نحن قنعانين من برلمانكم هذا منذ ما قبل نيفاشا التي بصم عليها كالأعمى وكان الله في عون السودان البعيد البعيد عمَّا يحدث في العالم!!


-----------------



حــــــول ترشـــيـح الرئيــس لـــدورة قادمـــة


الصادق الرزيقى


نشر بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013 10:13


كثيرون عقدت الدهشة حواجبهم، من السياق والسبب وراء حديث نائب الرئيس الدكتور الحاج آدم يوسف يوم الخميس نهاية الأسبوع، حول ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة في الانتخابات المقبلة، وقال الحاج خلال مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر تقييم أداء الدفاع الشعبي: «إن قرار المؤتمر الوطني حتى اليوم في ما يتعلق بمرشح الرئاسة هو إعادة انتخاب الرئيس عمر البشير».
ومبعث الدهشة التي عقدت الحواجب، أن السيد نائب الرئيس ليس مطلوباً منه الآن مثل هذا الحديث، لأنه لم يحن الوقت بعد لاتخاذ موقف وقرار عن انتخابات الرئاسة المقبلة، وكما أنها ليست قضية الساعة التي تملأ الدنيا وتشغل الناس.
وحين يحين وقتها، لن يختلف الناس داخل الحزب الحاكم حول اختيار الرئيس عمر البشير ليكون مرشحهم إن أراد وقبل، ولن يقفوا عنده كثيراً طالما أن الحزب لم يجهز خليفة له ولم يحدد مرشحاً غيره، فيكون الأمر تحصيل حاصل.
الأمر الثاني أن د. الحاج خاطب الجلسة بصفته التنفيذية نائباً، وليس بصفته الحزبية رئيساً للقطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، وصادر حقاً للمؤتمر العام للحزب وهيئة الشورى، فهما الجهتان المعنيتان باختيار المرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، سواء أكان الرئيس البشير أو أي مرشح آخر غيره. وقد يجوز له التحدث خالطاً بين الصفتين، لكن السياق العام للحديث خاصة أنه تناول العلاقة مع دولة الجنوب والحوار مع قطاع الشمال وفك ارتباطه مع جوبا وقضية أبيي والدفاع الشعبي ودوره، لم يرد في سياق ما يتعلق بالانتخابات العامة المقبلة ولا الموقف النهائي للحزب في تحديد مرشحه.


والرئيس البشير أعلن أكثر من مرة زهده في الترشح، وظل مصراً على أن دورتين كافيتان لأي رئيس، وأن الفترة التي قضاها في السلطة بالنسبة له كافية ليقدم لوطنه وبلده ما يكفي ويشير إلى الرضاء عما قدم، وقال في لقاء تلفزيوني مع قناة «الجزيرة» قبل سنوات إن أفضل لقب يريده هو لقب رئيس سابق!!
إذن الحديث عن الانتخابات الرئاسية القادمة وترشيح البشير، لا يعبر عن رهان ومطلوب سياسي بقدر ما يشير لما يجري داخل المؤتمر الوطني من تمايزات أو نقاشات ربما لم تجد طريقها للعلن إلا بهذه الكيفية العفوية التلقائية الفالتة من عقالها!!

وفي مخاضات ما يجري في البلاد، لا بد من الإشارة إلى أن هناك آراءً في الساحة السياسية ترى أن القضايا الوطنية الملحة اليوم، تتطلب قدراً من الوضوح والصراحة والتفاهم مع كل القوى السياسية في الحكم أو المعارضة حول الدستور المقبل وترتيبات فاعلة تضمن الاستقرار والهدوء واستدامة العملية السياسية وفق قواعد اللعبة الديمقراطية إن تراضى الجميع حولها، وهذه تحتاج لمزيدٍ من التفاهمات والتدابير، ومن بينها الاتـفاق على رئيس توافقي يجمع شتيت السودانيين ويؤسس لمرحلة بناء حقيقي، وواضح أن الرئيس البشير لا خلاف حاد حوله بين الفرقاء السياسيين في حال إقرار فترة انتقالية أو غيرها.. ولن يختلف السودانيون كثيراً حوله ليقود مرحلة انتقالية بنزاهة واقتدار وعدالة.


ويرى المؤتمر الوطني أن الموجود يكفي لتأسيس الإطار الكافي لنظام ديمقراطي سلس وتسهل فيه عملية التبادل السلمي للسلطة، ولا حاجة لما يسمى الفترات الانتقالية أو الرئيس التوافقي، فالتنافس الحر هو المطلوب الآن، وعلى الجميع دخول الحلبة والقبول بما هو موجود، لأنه ليس بالإمكان أفضل مما هو كائن!!
غير أن الواقع الذي نعيشه وبلدنا مثخن بالجراح، تتناوشه رياح الأعداء من كل جانب، وتتكسر نصال المؤامرات الخارجية على صدره، يتطلب منا الحرص على معالجة كل القضايا بالحكمة المطلوبة وعدم التعجل والتريث، فالإمساك بدفة زورق في مهب الريح وفي عين العاصفة ليس بالأمر السهل، ودون الشهد إبر النحل


------------------

كمال عمر : المؤتمر الوطني هو المهدد الرئيسي للبلاد
March 3, 2013
(حريات)

قال كمال عمر عبد السلام الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي ان أي حديث عن أن الأحزاب تتآمر مع دول أجنبية أو حركات مسلحة لتغيير النظام هو حديث غير صحيح.

وأضاف في تصريحات صحفية أمس (نحن مع تغيير النظام ولكن بالطرق الديمقراطية والسلمية عبر الشارع أو ثورة شعبية).

######ر كمال عمر من إتهامات المؤتمر الوطني قائلاً ( المؤتمر الوطني هو عدو المؤتمر الوطني والبلاد وهو الذي يسعى لدمار البلاد كلها وهو المهدد الرئيسي لها) .

وأكد تمسك أحزاب المعارضة بالحوار لحلحلة القضايا بعد الاتفاق على خارطة طريق لذلك أبرزها قيام حكومة انتقالية ووقف الحروب الدائرة في البلاد.

وكان المؤتمر الوطني زعم ان أحزاب المعارضة تتآمر مع دول وحركات مسلحة لزعزعة النظام في الخرطوم.

Post: #150
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-04-2013, 07:21 PM
Parent: #149

يوسف عبد المنان كاتب المجهر قام بدوره بالرد على وقيع الله حمودة وشبهه بحامل الاباريق للطيب مصطفى الذى يشتم قبيلة الدينكا وينشر الكراهية بين ربوع الشعب السودانى

اقرا رد عبد المنان على وقيع الله


نقاط فقط
6 ساعات 19 دقائق منذ
يوسف عبد المنان


قال "الطيب مصطفى: إن الدينكا قبيلة لا يجدي معها إلا الاضطهاد والتعامل بقسوة، وإن الدينكاوي إذا احترمته وقدّرته، فإنه يعتبر ذلك ضعفاً ووهناً، وادّعى الخال الرئاسي أن أحد المسيرية حدثه بذلك، فهل من تنطوي نفسه على الرغبة في اضطهاد الآخرين واحتقارهم وازدراء خلق الله والتعالى على الناس يمثل قدوة..
و"الطيب" يغفل عن أن الآلاف من الدينكا هم مواطنون في دولة (الخال) من منطقة اسمها أبيي.. ولكن الطيب لا يعترف بهؤلاء ويوجه إليهم الإساءات والسباب في منبره الذي فصل الجنوب، ويسعى الآن لفصل أجزاء أخرى".
في ولاية جنوب كردفان أعيدت الأوضاع لما هي عليه قبل عشرين عاماً.. جالون البنزين تصدق بصرفه الأجهزة العسكرية والشرطية، وجالون الجازولين لتشغيل (الطاحونة) أو محطة المياه يصرف من قبل الحكومة وحالة حظر التجوال في شوارع الولاية تبدأ بعد مغيب الشمس، والفئات العمرية من (17 - 45) سنة غادرت جنوب كردفان للمدن في الشمال، وذهب اللاجئون إلى دولة جنوب السودان (واستيأس) الناس من حل قريب وفرج للهم والغم..
والحكومة في الخرطوم لا هي (حاربت) وحررت الأراضي التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ولا هي (صالحت) وأوقفت نزيف الدم..
ربما لا تجد السلطات القضائية مادة في القانون الجنائي لمحاكمة الشباب المقبوض عليهم في القضية التي أثارت الرأي العام..
والقاضي لا يحكم بعلمه ولا بتقارير أجهزة الشرطة ولا بما تكتبه الصحافة حيث يلتزم القاضي بنصوص القانون ووفقاً للأدلة التي أمامه.



أحد كتاب الانتباهة كتب عن انتمائي للقوات المسلحة كجنديّ في صفوفها في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي.. مما يزيدني شرفاً وتيهاً أن أنتمي للقوات المسلحة ورجالها.. والقوات المسلحة علمتني الكثير.. وحملتني في كفها .. طفت جنوب السودان من ملكال حتى توريت .. ومن انذارا حتى واو ومن ملوال شان حتى فارينق .. أسست إذاعة صوت السلام في ملكال .. وحملت كاميرا التوجيه المعنوي بالقوات المسحلة موثقاً لكل عمليات صيف العبور .. وحينما دفعت بي إدارة التوجيه المعنوي بصحيفة القوات المسلحة أسهمت في نهضتها وانتدبتني لتغطية مفاوضات أبوجا الأول في العام 1992م ومفاوضات نيروبي 94، فأين كان حاملو (أباريق) الخال .. وبالطبع لن أخوض معركة إلا مع الرجال الرجال، أما الاتهامات الأخرى التي جاءت على لسان كاتب الانتباهة، فالعدل يحكم بيننا وغداً لناظره قريب"
وتجدني بكل أسىً أهدر مساحة للفكرة والرأي، وليس لتزكية نفسي والرد على (ترهات) بعض (السابلة

Post: #151
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-14-2013, 09:58 AM
Parent: #150

بدء محاكمة المتهمين في المحاولة الانقلابية الآخيرة





اتهامات لحزب البشير بتعذيب المعتقلين من ضباط القوات المسلحة
03-14-2013 11:00 AM
الخرطوم بحري: ناصف صلاح الدين

بدأت في التاسعة من صباح اليوم الخميس بسلاح الاسلحة بالكدرو محاكمة المتهمين في المحاولة الانقلابية التي جرت في 23 نوفمبر من العام الماضي وكانت الحكومة السودانية قد اتهمت مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش ومعه 12 عسكريا ومدنيا من الاسلاميين ، من بينهم قائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد ود ابراهيم، وعدد من ضباط الجيش والامن والمدنيين منهم مصور قناة الجزيرة علي مصطفى والمخرج التلفزيوني يوسف ابراهيم ، بتدبير محاولة «انقلابية » ووضعتهم رهن الاعتقال، وشرعت في التحقيق معهم.
وكانت السلطات قد اعادت التحقيق مع المعتقلين وقامت بتعيين اللواء الركن يحيى محمد خير رئيساً لجنة اعادة التحقيق في المحاولة الانقلابية الاخيرة ،خلفا للجنة التحقيق السابقة برئاسة اللواء علي سالم التي رفعت تقريرها لوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.


وتم تكوين هيئة دفاع من الاستاد عمر عبد الله الشيخ وهاشم ابوبكر الجعلي وابوحنة واخرين، وفي وقت سابق اعتبرت هيئة الدفاع عن المتهمين في المحاولة الانقلابية نشر إفادات واعترافات بعض المتهمين في الأجهزة الإعلامية انتهاكا صارخا للقانون، ووصفته بالمحاكمة السياسية عبر الإعلام والتشهير، فيما اتهم منبر الإصلاح، داخل المؤتمر الوطني الحاكم، جهات داخل الحزب بتعذيب المعتقلين من ضباط القوات المسلحة، ووعد المنبر بأنه سيثأر لهم ويرد بقوة على مرتكبي التعذيب ونشر معلومات يملكها إذا لم يتم وقف الانتهاكات بحق المقبوض عليهم. وقال الطيب العباسي، عضو هيئة الدفاع، إن قيادات من الحكومة السودانية قامت بجمع عدد من الصحافيين وأطلعتهم على ما تقول إنها اعترافات لعدد من الضباط المقبوض عليهم بسبب المحاولة الانقلابية. وأضاف أن الاعترافات أخذت تحت ضغوط ولم يتم عرضهم أمام أي قاض، وما تم هو عمل سياسي يعكس الصراع داخل أجنحة الحزب الحاكم. وقال إن الاعترافات لم تصدر من جهة قانونية، وأن التشهير ينتهك حقوقهم القانونية والدستورية

------------------


المشكلة في السياسة أم الخطاب؟ المؤتمر الوطني ... من الناطق؟ !!



تقرير : فاطمة مبارك

حينما أرادت الحكومة الإعلان عن وجود محاولة انقلابية قبل أشهر توجه بعضهم للإعلام قبل التوجه إلى مطابخ صنع القرار سواء كانت في الحزب الحاكم أو الحكومة حتى يتم الاتفاق على صيغة موحدة وإحاطة من يتعاملون مع الإعلام بتفاصيل المحاولة هذه؛ ولهذا السبب اضطر الناطق باسم المؤتمر الوطني حينئذ بروفيسور "بدر الدين إبراهيم" إلى القول إن تصريحات القيادي بالمؤتمر الوطني "ربيع عبد العاطي" التي قال فيها إن "كمال عبد المعروف" ضمن المجموعة الانقلابية لا تمثل الحزب، وأثار هذا الحديث ضجة داخل الحزب بين مؤيد ومعارض إلى أن تم اعتماد "ربيع" عضواً في القطاع السياسي ربما لتقنين وضعيته كقيادي يصرح باسم تنظيمه للفضائيات الخارجية. واستمر الحال هكذا كلما طرأت قضية يكون هناك ناطق ومصرحون كثر، وغالباً ما تتقاطع التصريحات وتختلف وجهات النظر لعدم وجود قناة تصريح موحدة؛ ولهذا السبب قام الناطق بروفيسور "بدر الدين" بالأمس بتجميد نشاطه وربط استئناف مهمته بحسم القطاع السياسي لمسألة الناطقين، ذات القطاع الذي جاء بربيع عضواً فيه ، وقبل "بدر الدين" كان سلفه بروفيسور "غندور" الناطق السابق يتحدث عن ضرورة توحيد الخطاب وصدوره عبر نافذته الرسمية أي الناطق، إلا أن هذا الأمر لم يتم واستمر الأمر كما كان عليه الحال، والمدهش أن الحزب وسلطته الحاكمة أول المتضررين من هذا التضارب وطالما الأمر كذلك دعونا نسأل: أين الخلل إذن؟.


بعض المهتمين يرون أن هناك غياباً للمؤسسية داخل حزب المؤتمر الوطني، ويظهر ذلك عندما يحاول أي مسؤول أو قيادي التعبير عن رؤيته حول حدث ما للإعلام- وليس لأجهزة الحزب أو الدولة التي يفترض أن تقوم باستصدار رأي الغالبية بعض خضوع الموضوع للنقاش المستفيض- غير آبه بمسألة المؤسسية؛ والسبب قد يعود إلى أنه يريد أن يعبر عن وجهة نظره التي تختلف عن وجهة نظر آخرين في الحزب أو تختلف مع وجهة نظر الناطق الرسمي نفسه أو مع من يريدون العمل بنظرية معالجة القضية بعيداً عن الإعلام، وأحياناً يكون هناك صراع النفوذ أو القناعات مثلما حدث في قضية المحاولة الانقلابية، حيث كان هناك من يرون عدم محاكمة هؤلاء لأنهم إخوانهم الذين جاهدوا معهم لذلك ظلوا يتحدثون عن وجود وساطات لإطلاق سراحهم، فيما كان يرى بعضهم ضرورة محاكمتهم طالما أنهم تجاوزوا القانون حسب ما ذكروا، ولذلك صدرت في هذا الموضوع تصريحات متباينة منذ لحظة تلاوة خبر المحاولة فبعضهم سماها محاولة تخريبية في البداية، فيما وصفها البعض الآخر بعد ذلك بالمحاولة الانقلابية المكتملة الشروط، وكان هناك حديث من قبل دكتور "نافع" عن وجود محاولة أخرى سابقة لها تم نفيها من قبل حزبه.


هذه التضاربات تحدث عادة في المؤتمر الوطني نتيجة لموازنات المصالح والتكتلات في الحزب، كذلك كثرت مؤخراً عادة تراجع القياديين عن تصريحاتهم دون أن يجدوا حرجاً في ذلك، وتكون الحجة أن الصحفي لم ينتهج الدقة في روايته للحدث، أو أن القيادي صرح أو تصرف قبل أن يفتي المكتب القيادي في الأمر، لكن هل المشكلة تكمن في عدم وجود ناطق واحد في الحزب والسلطة، أم في عدم وجود خطاب واحد؟، لأنه إذا وجد خطاب واحد سيصبح ليس مهماً من يقوله،

كما أن هناك كثيراً من القضايا أثيرت في الساحة وتعامل معها الحزب الحاكم بطريقة أكدت عدم وجود خطاب موحد داخل الحزب، فمنذ اتفاق "نيفاشا" كانت هناك تصريحات مختلفة لمسؤولين وقيادات تنظيمية حول الاتفاقية نفسها والتعامل مع الحركة الشعبية وأفرزت هذه التباينات في النهاية حزبا انفصالياً داخل المؤتمر الوطني رغم حديثه المتكرر عن بتر هذه العلاقة الآن، وحتى بعد الانفصال استمر هذا التضارب في السياسات حول العلاقة مع دولة جنوب السودان والدليل على ذلك أن اتفاق الحريات الأربع مع الجنوب وقعته قيادات متنفذة، وقبل أن يجف حبر التوقيع نسفته قيادات أخرى داخل نفس التنظيم، والآن ليس هناك رؤية موحدة داخل المؤتمر الوطني وحكومته حيال السياسات الاقتصادية والتعامل مع الجنوب والحوار مع قطاع الشمال. فهناك من يرون استمرار المعارك لحسم قادته، فيما يوصي آخرون بتفعيل قنوات الحوار حتى إذا أفضى إلى تقديم تنازلات. وبالمقابل هناك اختلاف حول هيكلة الدولة والاقتصاد والتعامل مع القوى المعارضة،

فهناك من يدعو للحوار معها وهناك من يدعو لحسمها، والحال كذلك بالنسبة إلى المتهمين في المحاولة التخريبية من حيث محاكمتهم أو إطلاق سراحهم؛ لذلك تأتي التصريحات المتباينة معبرة عن قناعة من يصرح، ومن ثم تأتي الجهة الأخرى إلى نفي ما صدر لاسيما إذا كانت تمثل النافذين في الحزب، وحينها يصبح وجود ناطق رسمي للحزب لا جدوى منه، خاصة إذا كانت مصادر المعلومات ومراكز القرار محتكرة لفئة معينة، وهذا ما يرجحه كثير من منسوبي المؤتمر الوطني الذين يتحدثون عن احتكار قيادات بعينها للمعلومات والقرارات بحكم وجودها في المكتب القيادي وتغييب الآخرين بمن فيهم الناطق باسم الحزب نفسه، وقد يكون هذا أيضاً من بين الأسباب التي دعت بروفيسور "بدر الدين" إلى تجميد نشاطه كناطق إلى حين بت تنظيمه في مسألة تعدد الناطقين، وربما كذلك لشخصية الناطق دور كبير في هذه المسألة؛ الأمر الذي دعا المختصين يسألون: على ماذا يستند المؤتمر الوطني في اختياره للشخصيات التي تشغل هذا الموقع؟

فبروفيسور "بدر الدين" جاء إلى هذا المنصب من المواقع الأكاديمية وما زال موجوداً فيها، وهو ما يشير إلى عدم تفرغه لهذه المهمة التنظيمية، وقد يكون تم اختياره بحكم التخصص دون النظر إلى قربه أو بعده عنها، كما يدور حديث عن وجود صراع حول هذا المنصب داخل المؤتمر الوطني فهناك من يرون ضرورة استبدال الناطق الحالي بشخص آخر يعمل على تفعيل المهمة، وفي هذا الإطار يتكلم بعضهم عن ورود اسم "ربيع عبد العاطي" و"ياسر يوسف" ضمن المرشحين لشغل منصب الناطق الرسمي في المؤتمر الوطني، ويحظى "ياسر يوسف" بتأييد كبير من قبل العضوية، فهل يفك المؤتمر الوطني تجميد "بدر الدين" لنشاطه أم سيتبوأ الموقع شخص آخر؟

Post: #152
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-19-2013, 05:01 AM
Parent: #151

بــين نــافــع والديمقـراطيَّة!!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأحد, 17 آذار/مارس 2013 07:56


عجبتُ أن يتجاوز د. نافع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع د. الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المصري ويُضيف إلى هجومه المعتاد على المعارضة السودانيَّة هجوماً كاسحاً على المعارضة المصريَّة التي وصفها (بغير الديمقراطيَّة وإن تشدَّقت بالديمقراطيَّة)!!


أعجب والله أن يرتكب نافع هذه الجليطة في حق حزبه وأهم من ذلك في حق السُّودان ويستعدي بدون أدنى سبب أو حيثيَّات موضوعيَّة الأحزاب السياسيَّة المصريَّة في وقت أعلم علم اليقين أن سفيرنا كمال حسن علي كان حتى قبل أن يصبح سفيراً يعمل على خلق علاقة طيبة مع جميع الأحزاب السياسيَّة المصريَّة وهو ما يفعلُه كذلك السفير المصري بالسودان وكل السفراء حتى اليوم.
الكتاتني بحسِّه السياسي التلقائي لم يفعل ما فعله نافع ولم يتجاوز حدوده ويتدخل فيما لا يعنيه وإنما حصر نفسه وتصريحاته في إطار العلاقة بين الحزبين والدولتين أما نافع المسؤول الأول في الحزب الحاكم بعد الرئيس المنشغل بالطبع بالدولة عن الحزب فقد استعدى على بلاده وعلى حزبه وبدون أدنى سبب أحزاباً بذل مسؤول المؤتمر الوطني والسفير في القاهرة ولايزالان الكثير في سبيل ترميم العلاقة بها!!
المشكلة الكبرى يا نافع أنك لم تقنع ولن تقنع الأحزاب المصريَّة وقبل ذلك لن تقنعنا نحن في الأحزاب السودانيَّة أنك تُتيح لنا ما يمكِّننا من مزاولة العمل السياسي الديمقراطي وأنك وحزبك وحكومتك ترموننا في اليمّ مكتوفين وتأمروننا ألا نبتلَّ بالماء!!


بالله عليك يا نافع وأنت تعلم أننا ظللنا نقول ذلك من خلال لجنة الدستور كيف نمارس العمل السياسي السلمي الديمقراطي ونحن محرومون من مخاطبة جماهيرنا إلا داخل دُورنا؟!
الحديث عن الحريات يطول والكرة في مرماكم وليتكم تقنعوننا بأنكم جادُّون في منازلتنا عبر صناديق الاقتراع من خلال تهيئة المُناخ الملائم للعمل السياسي السَّلمي الديمقراطي الذي يُخرس ألسنة من يحملون السلاح.
لم نسألكم عن الثروة والسلطة المتاحة لكم دون غيركم من خلال الشركات التي تعلمون لكن قل لي بربِّك يا نافع هل يستطيع حزب سياسي ليس له دار واحدة أن ينافسكم وأنتم تملكون عشرات الدُّور في كل من ولايات السودان ناهيك عن أساطيل العربات هذا بالطبع إذا تجاهلنا السلطة وما أدراك ما السلطة؟! هل كنتم ترضَون ذلك إذا كنتم في المعارضة وأين ذلك من المشروع الحضاري ومن عدالة الإسلام وشريعته؟!
قـلــة أدب!!

حوار أُجري مع مجموعة (السائحون) في جريدة الصحافة خرج بعنوان مثير يقول: قادة مجموعة السائحون للصحافة (اذا جاءت ملائكة من السماء بانقلاب عسكري لن ندعمها)!!
دهشتُ وربِّ الكعبة أن يصدر هذا الكلام ال######## من مجموعة تنسب نفسها إلى التيار الإسلامي وأن يبلغ بها الاستهانة بحرمات الله وبشعائره ومقدّساته درجة أن يتطاول على مقام الملائكة وفيهم بالطبع جبريل أمين الوحي وناقله إلى رسل الله وأنبيائه والوسيط بين السماء والأرض!!


دهشتُ أن يبلغ الغرور ببعض أبنائنا درجة أن ينصِّبوا أنفسهم أوصياء ليس على شعب السُّودان بل على الله سبحانه وتعالى إذ يشترطون عليه سبحانه ألّا يأمرهم أو يُنزل عليهم من السماء عبر ملائكته إلا ما يوافق هواهم!! رغم أنه سبحانه يقول (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).


على كلٍّ فإن (الحال من بعضو) فإذا كان هذا هو حال الإسلاميين في زمن المشروع الحضاري فكيف بالشيوعيين وبني علمان؟! أليس من الطبيعي أن يتطاول الشاذون ويعقدوا حفلات زواجهم في قلب المدينة وأن يقتحم عشاق الحوت مدرجات مطار الخرطوم ويعطِّلوا حركة الطيران ويُصرُّ بعضُهم على أن يُدفنوا معه لا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
لا أريد أن أجرِّم كل المجموعة فربما صدر الحديث المتجاوز من أحدهم وليس منهم جميعاً بالرغم من أنه نُسب إلى المجموعة التي كان من بين قياداتها من قاتل في سبيل الله وذوداً عن الأرض والعِرض ولكن صدوره بهذا العنوان المثير والغريب ينبغي ألا يُسكت عليه حتى لا يتكرر سيما وأنَّ مثل هذه العبارة رائجة في خطابنا السياسي وفي حياتنا العاديَّة وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم.


-------------------

فى معركة وقيع الله شطة مع عبد المنان تدخل الصحفى عوض الله ليفض الاشتباك ولكن وقيع الله رد باقسى الكلمات التى تصف عبد المنان بالكذب وعدم الصدق ...
اقرا



ليس دفاعاً عن يوسف ولكنها الحقيقة..

وقيع الله حمودة شطة


نشر بتاريخ الأحد, 17 آذار/مارس 2013 08:06
* إن كنت أتفق مع الأستاذ وقيع الله حمودة في تعقيبه حول ما كتبه عن يوسف عبد المنان «خطيئة نيفاشا» علماً ما كل ما يكتبه يوسف «خارج النص» يا وقيع الله... حقيقه وقفت كثيراً عند قول الوكيل عريف يوسف.. ومسؤول الاستقبال بجريدة «القوات المسلحة» هذه حقيقة ولكن للتدريب الذي أخذه يوسف ورفقاؤه من الصحافيين وهم خريجو الجامعات، استُوعبوا برتبة الصف بالشهادة السودانية.
* إن يوسف تدرج في أقسام التحرير منها المنوعات التي كان مبدعاً فيها ثم قسم الأخبار حيث تدرج وتولى رئاسة قسم الأخبار والكل يعلم والعاملون بصحيفة القوات المسلحة يعلمون أن المواقع بالصحيفة لا يحملها إلا من يملك الكفاءة، ناهيك عن الرتبة العسكرية. ولعلمك والقراء أننا استوعبنا خمسة من خريجي الجامعة الإسلامية برتبة رقيب... منهم مكي محمد مكي الذي تحصل على درجة الدكتوراه وعميد كلية الإعلام بجامعة وادي النيل، ثم ماجط إياك من قبيلة الدينكا وهو الآن نائب إدارية أبيي ثم أحمد إسحق شنب الذي تم تعيينه جندياً وصل حتى رتبة رائد ثم معتمد ثم واصل تعليمه وتخرج في جامعة القرآن الكريم قسم الإعلام ثم تحصل على الدكتوراه في القانون الدولي... ثم مزمل عبد الغفار المستشار الإعلامي لصحيفة «المجهر» ذائعة الصيت والتوزيع .. والطيب المكابري رئيس قسم الأخبار بأخبار اليوم... وكفاح علي حسين رئيس قسم البرامج بتلفزيون ولاية الخرطوم... عواطف محجوب رئيس القسم الاقتصادي بالرأي العام وحميدة محجوب أول رئيس لقسم تحقيقات واعتماد عيسى ماجستير إعلام وأحمد طة صديق هو أيضاً من أبناء مدرسة هذه الجندية والقائمة تطول ونحن نفخر بالذين تخرجوا في مدرسة القوات المسلحة التي تميزت بالانضباط والخلق القويم وعدم الإثارة والتحقق فيما يفيد البلاد والعباد.
* سيادة الشيخ وقيع الله ألم تسمع بالخفير بالجامعة الإسلامية الذي أصبح عميداً بالجامعة منذ متى كانت الجندية وصمة للسخرية.
* إن حاله يوسف عبد المنان ورفاقه الذين أفتخر بهم وإن هذه الحالات يجب أن تدرس للأجيال الحالية من ناشئة خريجي الصحافة.. الجرأة والاقتحام والصدق لا بد أن تكون صفة هامة يجب الاقتداء بها،
* الابن يوسف هنالك عدة إشارات ذكرها الشيخ وقيع الله أرجو قراءتها مرات والاستفادة منها فهي الطريق القويم.
عوض الله سليمان
مدير تحرير القوات المسلحة سابقاً


{ من دلالة المصطلح

سلام تعظيم وشكري الجزيل لأستاذ الأجيال الصحفي المرموق أستاذنا عوض الله سليمان على هذه الرسالة وتلك المراجعة التي هُذّبت جملها وجل أسلوبها وخُلصت في النصح.. أستاذ عوض الله نحن أيضاً نفتخر معك بالرجال الحقيقيين الذين تخرجوا في مدرسة «القوات المسلحة» نعم من شيمهم الانضباط والخلق وقد عرفنا كثيراً منهم عملنا معهم وسافرنا معهم وجمعتنا مع آخرين منهم مواقع أخرى فيها تُعرف معادن الرجال ثباتًا وشجاعة.. أستاذي عوض الله أنا من قراء صحيفة القوات المسلحة بصورة راتبة، وموقفي المؤيد والمساند للقوات المسلحة والإخوة المجاهدين شهيدة عليه مقالاتي وكتاباتي وخطبي المنبرية الدعوية منذ سنين مضين، وهو مبدأ ثابت أؤمن به وأسير عليه، لأني أعلم أن القوات المسلحة والمجاهدين هم الذين صنعوا مجد هذه البلاد البطولي، وهم الذين صانوا الحمى أيام الوهن والانكسار ولا يزالون يفعلون بتضحية ونكران ذات ولذا الجندية محل احترامنا وتقديرنا ووفائنا ونعتذر إن فُهم من مقالنا غير هذا.
أستاذي الجليل نحن نعرف أن القوات المسلحة ورجالها ومنسوبيها الحقيقيين في مختلف ميادينهم ومجالاتهم فيهم الصدق والعزة واليقين والقناعة والهم الوطني العام.. ومن يدعي الانتساب والافتخار بالقوات المسلحة لا يمكن أن يصف القوات المسلحة والمجاهدين في جنوب كردفان بأنهم يعردون أمام العدو!!


ليس بيني وبين الأخ يوسف قضايا شخصية، نعم لنا موقف سياسي وفكري من قضية الجنوب ونيفاشا، وهذا من حقنا، ومن حق الآخرين أن يروا شيئاً آخر.. لكن الأخ يوسف هو من بدأ بشتمنا والتحريض علينا وخلع علينا ألقاباً، هذا غير الذي نجده من السخرية حين نلتقيه في بعض المجالس.. وإن كنت قلت إن صفات الجرأة والاقتحام والصدق صفات يجب الاقتداء بها فأنت محق.. لا يمكن أبداً أن يرمي الناس بالحجارة.. فللناس أيضاً أيادٍ وألسن.. والرجال الرجال البرآء هم أكلة الحلال .. رؤوسهم أمام الرجال مرفوعة عزة، ورقابهم أمام السيوف والسهام منصوبة لا تُبتر وعندها تكون جنابهم حرام.
ولك مني وللقوات المسلحة تحية الوفاء والإجلال..


-----------------

رئيس حــركة العدل والـمســاواة : قادة النظام اتخذوا الشريعة ذريعة لـنهب ثروات و مال الشعب
March 18, 2013
(عافية دارفور)

تحدث رئيس حركة العدل والمساواة الفريق أول د.جبريل إبراهيم عن الكثير من أسرار المرحلة التي شهدت تأسيس الحركة وانطلاق العمل المسلح في دارفور, وربط في حوار مطول مع راديو عافية دارفور أجراه الاستاذ صلاح شعيب بمناسبة مرور عشرة أعوام على النزاع في الإقليم بين بداية العمل العسكري وبين رفض بعض القيادات المشاركة في الحكومة السياسات المطبقة في دارفور. وقال جبريل إبراهيم إنهم عبروا عن ذلك أولاً في الكتاب الأسود كما قال في بداية الحوار أنهم عقدوا لقاءات سرية عديدة مع الحكومة في عاصمة أوروبية في تلك الفترة.

واستهل إبراهيم حديثه بالقول: “إن الثورة القائمة الآن في الإقليم تمثل في حقيقة الأمر امتدادا لثورات دارفور السابقة، بدء من الثورة على حاكم إقليم دارفور السابق الطيب المرضي بين عامي 1980 و1981 وثورة داؤود بولاد في الفترة من عام 1990 إلى عام 1991، وتبع ذلك امتعاض وعدم رضا عن الطريقة التي تدير بها حكومة الإنقاذ الأمر في دارفور. وابتداء من عام 1995 تحرك أناس ينتمون للحكومة المركزية من أبناء كردفان و دارفور وبعض من بقية أطراف السودان وبدأوا يجتمعون ويمحصون ويناقشون الأوضاع إلى إن بلغ بهم الأمر إلى إصدار الكتاب الأسود في نهايات عام 1999، وذلك ليعبرون فيه عن عدم رضاهم بالقسمة الضيزى والمختلة للسلطة والثروة في السودان. بعدها اتجه أبناء من حركة العدل والمساواة السودانية إلى خارج السودان وأعلنوا عن قيام حركة العدل والمساواة من ألــمانيا في 30 أغسطس 2001. بمعنى آخر أن الثورة بدأت قبل أن تكون مسلحة ثم أتت بعد ذلك المناوشات والعمليات العسكرية في نهاية عام 2002 وبداية عام 2003، لكن التخطيط والإعداد للثورة يعود إلى أواسط التسعينات، وليس كما يعتقد البعض أنها بدأت بضربة مطار الفاشر، ولو عدنا للتأريخ فإنك ستكتشف أن موقع الحركة الإلكتروني يناهز الآن الإثنى عشر ربيعاً..”

عافية دارفور: دكتور جبريل هذا على المستوى النظري, ولكن قد يقول قائل إن الصراع الفعلي في الإقليم بدأ بعد الاشتباك بين ثوار دارفور وجيش النظام القائم؟

د. جبريل: بعض الناس يؤرخ لبداية الصراع من انطلاق أول طلقة في قولو بمنطقة جبل مرة في الثاني من مارس من عام ألفين وثلاثة والتي كانت قبل ضربة مطار الفاشر, لكن المهم أن القتال والمعارك الفعلية بدأت عام 2003 وما قبله كانت عمليات صغيرة هنا وهناك، وما يجب أن نقوله هنا إن التخطيط لهذه العمليات العسكرية بدأ عام 2001 والإعداد الفكري والتنظيمي للثورة بدأ منذ أواسط التسعينات. والثورات في مجملها تبدأ بحوادث ومناوشات صغيرة إلى أن تتطور وتشتعل ثورة حقيقية.

عافية دارفور: أنتم بدأتم في حركة العدل والمساواة بمفهوم تغييري لنظام الحكم في السودان, هل لك أن تحدثنا كيف كانت بداية المواجهات بينكم وبين الحكومة, كيف أعددتم لها؟ طبيعة المعارك, شهداء وجرحى الحركة؟

د. جبريل: كما تعلم أخي فإن الخيار العسكري كان الأخير للحركة ولم نلجأ إليه إلا بعد استنفاذ كافة المحاولات للتسوية سياسية, فلقد جلسنا مع الحكومة في باريس عدة مرات. ولكن شعرنا أن الحكومة خرساء ولا تفهم إلا لغة السلاح بعد أن قامت بتسفيه رأي الحركة ودعوتها للحوار, وعليه بدأنا عملية عسكرية بالـقــرب من جبل مرة في الثاني من مارس عام 2003. كانت عملية متوسطة ولكنها ناجحة ونوعية بكل المقاييس ولم يستشهد فيها أحد وفيها تعرض قائد العملية لجروح طفيفة. وقد واجهنا مشاكل من حكومة تشاد التي ظنت وما تزال تظن أن الثورة ستكون خصما عليها فقامت بشراء ذمم ضعاف النفوس, في الوقت الذي حصلت فيه حركة تحرير السودان على دعم من أحد الأطراف مما مكنها من الانطلاق بقوة في ذلك الوقت, وهذا أدى إلى تأخير انطلاق النشاط العسكري لحركة العدل والمساواة .

عافية دارفور: هل يمثل الدخول إلى مطار الفاشر وحرق طائراته بداية فعلية لمقاومة الحكومة في الخامس والعشرين من أبريل 2003؟

د. جبريل: قـــائد تلك العملية كان من حـركة العدل والمساواة السودانية, وهي العملية التي يؤرخ بها كثيرون النزاع في دارفور. فـقائد العملية هو الذي دخل مطار الفاشر وسيطر عليه. وتلك الضربة النوعية كانت نتاج عمل مشترك مع حركة تحرير السودان وامتـدت هذه العمليات المشتركة لفترة طويلة في جرجيرة وشرق دارفور …إلخ. وقد كان هنالك قدر كبير من التنسيق المشترك والتعاون البناء بين ثوار دارفور لقتال العدو الأوحد وأعني “عصابة الخرطوم”.

عافية دارفور: عملية الذراع الطويل ما تزال محاطة بالأسرار، أخفقت الحركة في تلك العملية في استئصال الحكومة ولكن ما هي المكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت لكم؟.

د. جبريل: نحن نفترض أن العملية قابلة للتكرار لذا ليس من الحكمة أن يطلع أعداؤنا من المؤتمر الوطني على تفاصيل الخطة. ولكن ما أريد أن أوضحه أن الجرأة التي أقدم بها أشاوس الحركة على تنفيذ هذه العملية دعت أحد القادة الأمريكيين للاتصال والسؤال هكذا: من سمى هذه العملية بالذراع الطويل؟ ففي اعتقاده أن الاسم ينطوي على إبداع غير عاد. فقلت له إن الذين امتلكوا الجرأة للقيام بها لم يكن صعبا عليهم أن يصطلحوا عليها بذلك المصطلح.

وأطمئنك أن الجرأة والإصرار مازالا في صدور أشاوس الحركة وقناعتنا أن المعركة والاستحقاق في الخرطوم وليس في أي مكان آخر, وهنا نؤكد أن الحركة وأخواتها في الجبهة الثورية أفضل وأقــوى بكثير مما كانوا عليه عام 2008.

عافية دارفور: البعض يعتقد أن تلك العملية قد أطالت من عمر النظام إذ وظفها لأغراض كثيرة ليضمن استمراريته هل تتفق مع وجهه النظر هذه؟ وما هي المكاسب السياسية والعسكرية التي أنجزت من عملية الذراع الطويل؟

د. جبريل: طول عمر النظام لا يعتمد على إخفاق العملية. صحيح أن نجاحها كان سيؤدي إلى إسقاط النظام. ولكن المستخلص من هذه التجربة أن هجومنا على العاصمة القومية كشف مدى هشاشة النظام وبؤسه العسكري, فجهات كثيرة كانت تظن أن الحكومة لا تقهر لكن ما أثبتته العملية أن النظام مجرد نمر من ورق وأوهن بكثير مما يتصور بعضنا. و فوق ذلك أن عددا هائلا من الناس كان يصدق الإشاعات التي تدور عن جبروت النظام امنيا ومعلوماتيا ولكن العملية الباسلة, أي عملية الذراع الطويل, عـرت النظام بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكشفت أساليب الكذب والخداع التي كان يستخدمها ـ ومايزال ـ في قمع الشعب والتجسس عليه. من جهة آخري إذا كانت الحروب تطيل من أمد الأنظمة لما سقطت حكومة في الخرطوم. ولا أبالغ إذا قلت أن كل الأنظمة السابقة سقطت بسبب حروب الجنوب وتكلفتها الباهظة مع الإشارة هنا أن الحركة الشعبية لم تدخل جوبا قط, لذلك اعتقد بان الزعم الذي يقول بازدياد عمر النظام بعد العملية يحتاج إلى عملية حسابية أدق من تلك وعلى كل الأصعدة.

عافية دارفور: وما هي مــكــاسب الحركـــة من عملية الذراع الطويل؟

د. جبريل: أولا: ازدياد شعبية الحركة في كل أرجاء السودان والإيمان بها كحركة تحمل على عاتقها هموم السودان ككل، كما زادت قناعة كثير من الأطراف في البلاد بصورة عامة وفي دارفور بصورة خاصة أن حركة العدل والمساواة تفهم مشكلة السودان أكثر من الأطراف الأخرى. وعندما نردد بأن توجه الحركة قومي فإننا نعني ما نقول تماما، وذلك انعكس على الإقبال الكبير جدا للانضمام للحركة بعد عملية الذراع الطويل.

ثانيا: كشفت عملية الذراع الطويل عنصرية النظام البغيضة حيث عمد على مطاردة وملاحقة أبناء دارفور في كل مكان وحتى إنزالهم من الحافلات بناءً على لكناتهم، وسحناتهم، وملامحهم. وقام بتعذيب الدارفوريين والتنكيل بعدد منهم وزجهم في الزنازين والسجون من دون أي محاكمة وتعدى ذلك إلى اغتيال العديد منهم ودفنهم في أماكن سرية, وما المقابر الجماعية المكتشفة بواسطة منقبي الذهب في الصحراء الشمالية ببعيدة عن الأذهان.

ثـالثا :الجدير بالذكر أننا استفدنا من تجربة القتال في المدن كما أن أهل امدرمان تبين لهم أن كل المعلومات التي يروجها النظام عن عنصرية الحركات الآتية من غرب السودان ما هي إلا ادعاءات جوفاء ومغرضة. فبشهادة أهل أم درمان أنفسهم أن الحركة سلكت سلوكا لا يمكن أن يوصف إلا بأنه سلوك وطني ينم عن وعي كبير وتعامل راق واستيعاب شامل لمكونات السودانيين النفسية ومتطلباتهم المرحلية. وعلى سبيل المثال لا الحصر أنهم – أي أهل امدرمان- شهدوا بأن جنود الحركة اشتروا الماء والطعام بحر مالهم ولم يعتدوا على أحد, فحركة العدل والمساواة السودانية لم تعتد على أي طرف مدني بالبلاد. والأسلحة التي كانت بحوزتهم كانت كافية لتدمير امدرمان والخرطوم معاً لو أرادوا شرا أو انتقاما كما يدعي النظام. ولكنهم اختاروا أن يحتفظوا بأسلحتهم وينسحبوا عندما شعروا أن ترتيباتهم لم تتم بالطريقة التي قصدوا إنجازها.

عافية دارفور: جميل….د. جبريل في هذا الحوار لا بد من التطرق إلى محور مهم جدا هو أنه طوال تاريخ الحركة الطويل حدثت انشقاقات, وانقسامات، سواء كانت سياسية أم ميدانية عسكرية. السؤال هنا هل أثرت تلك الانشقاقات في العمل العسكري والسياسي للحركة؟ بمعنى آخر هل أضافت للنظام؟ فمعظم هذه الانشقاقات كان يستوعبها النظام فهل أثر كل ذلك على الحركة وعزز من موقف النظام؟

د.جبريل: إذا قلت إن تلك الانقسامات لم يكن لها أي أثر على الحـركة أكون قد بالغت في الأمر فــأي انشقاق نحن نأسف عليه بالتأكيد. ولكن بطبيعة الحال أن العمل المسلح طريقه طويل وتختلف طاقات الناس في تحمله. فمنهم من يتحمل إلى آخر الطريق ومنهم من يترجل في منتصف مسير القطار ليصعد غيره وهكذا حتى يصفر القطار إعلانا عن محطته الأخيرة إلا وهي الخرطوم. وهذه هي طبيعة الحياة تحتاج إلى تجديد مستمر لتلافي أمراض الوهن والسأم والملل لتعطى في كل مرة حياة جديدة متجددة للحركة تكون بمثابة الوقود الذي يدفع الحركة للمزيد من العطاء.

ولتقعيد الموضوع بصورة أكثر أريحية فإنه من الطبيعي جدا في تطور العمل العسكري والسياسي أن بعض الناس تختلف آفاقهم ونظرتهم للأمور وتكون لبعضهم مصالح شخصية ضيقة جدا وعندما لا يجدونها عند الحركة يهرولون باتجاه النظام ليرضوا بمنصب ما في مكان ما وبسيارة ما، ظنا منهم أن ذلك هو ثمن نضالهم وليتهم يفقهون أن النضال لا يقدر بثمن. وجزء آخر أعياه المسير الطويل فترجل. لا أريد أن ابرر لأحد ولكن مرور عشر سنوات من عمر النضال ليس مستغــربا فيه أن يستسلم بعض المناضلين. وفي واقع الأمر اجتهد النظام أيما جهد لإغراء ضعاف النفوس وشراء الذمم لإضعاف الحركة ولكن هيهات.

ويجب ألا نغفل هنا في عجالتنا هذه أننا نصارع نظاما يمتص بترول شعبه ليل نهار وبالتأكيد هذا ينفي أي تكافؤ قد يكون محتملا بين الجانبين خاصة إذا كان ذلك الطرف- أي النظام- يستطيع تقديم الأموال لأطراف أكبر كل همها هو المال. وأحب أن اؤكد هنا أن شراء الذمم لم يغير من واقع الثورة شيئا بل ازداد الذين يتمسكون بالثورة تمسك الفارس بلجام جواده. والحرب ازدادت ضراوة والحركة في ازدياد ونمو متواصل ومتسارع أفقيا ورأسيا. وموقفنا في كل يوم أقوى مما في اليوم الذي سبق.

راديو (عافية دارفور).

Post: #153
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-20-2013, 08:38 AM
Parent: #152

إسماعيل حسين : الدستور الجديد حيلة لتصفير العداد لعمر البشير
March 19, 2013
(حريات)

أكد الدكتور اسماعيل حسين فضل الله – عضو المجلس الوطنى عن المؤتمر الشعبى – بان مساعى حكومة المؤتمر الوطنى لتعديل الدستور القائم ماهى الا حيلة للسماح لعمر البشير بدورة رئاسية أخرى .

وقال فى مقابلة مع صحيفة (المجهر السياسي ) (…دستور (98) ينص على أن أجل ولاية الرئيس (5) سنوات قابلة للتجديد لولاية واحدة، ولكن جاءت اتفاقية السلام وتم إلغاء دستور (98) وتم (تصفير العداد) وبدأ الحساب ابتداء من الدستور الانتقالي لسنة 2005م.وفي هذا الدستور الانتقالي المادة (57) تقول يكون أجل ولاية رئيس الجمهورية (5) سنوات تبدأ من توليه لمنصبه ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية… يا أخوانا هذه حِيل سحرة.. سحرة الإعلام والسياسة)، الذين يعرفون كيف يفصِّلون للحكام البقاء طويلاً لمصلحتهم هم أنفسهم كما فعل السحرة مع فرعون (قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ* قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).

واضاف ان اعداد الدستور لم يتوفر له المناخ المناسب (إذا كان يعبر عن إرادة الشعب فلا بد أولاً من بسط الحرية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تنشأ عنها جمعية تأسيسية، والجمعية التأسيسية هي التي تضع مسودة الدستور ثم من بعد ذلك تطرح الدستور للاستفتاء الشعبي).

وقال اسماعيل حسين ان النظام ( … يريد أن يضع الدستور على طريقة جحا أولى بلحم ثوره، يضعون هم الدستور ويفصلوه حسب ما يريدون، ثم يعرضوه على البرلمان، وأنتم تعرفون كيف هو البرلمان ومن هو، (99%) من النواب هم منتسبون للمؤتمر الوطني والمتحالفين معه، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن قادة النظام نفسه يتحدثون عن أنهم سيحكمون إلى الأبد، وبعضهم يقول حتى ينزل عيسى. إذا كانت هذه هي الدوافع وهي الأماني، فكيف يمكن أن تأتي لتحدثني عن أنك ستضع دستوراً يعبر عن إرادة الشعب، أنا في اعتقادي أن هذه مهزلة ومضيعة للوقت).


-----------------


عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ العميد

(م) "صلاح كرار" في حوار الاسرار مع (المجهر)

10/03/2013
:
حوار : صديق موسي دلاي

طوق الغياب والعزلة عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ العميد (م) "صلاح الدين كرار".. وفي الأذهان أناقة الزي البحري وطلعة الضباط الأحرار في منصات السياسة.. وعصاة القوات المسلحة بيد الإنقاذ الأولى مرفوعة للمجد والتاريخ والإنسان.. وشغل "صلاح" عدة مناصب قيادية.. إذ كان عضواً بمجلس قيادة الثورة وأحد السبعة المنفذين.. كما شغل منصباً حساساً هو (رئيس اللجنة الاقتصادية) ثم وزير النقل والسياحة، ثم وزير الطاقة والتعدين، ثم وزيراً برئاسة مجلس الوزراء..
ومعظم محتويات الحوار من الذاكرة.. وثمة اعترافات ومراجعات وصراخ وتفريغ!! وتحدث "صلاح" الأب عن زواج كريمته "آلاء" التي ولدت بعد ستة شهور من ميلاد الإنقاذ، وكان زواجها الأسبوع الفائت.. عروس ظهرت للدنيا مع تمزيق فواتير القمح، وحفر ترعتي كنانة والرهد.. وكان "صلاح" غاضباً في الحوار حتى نادى على الإنقاذ: (شكر الله سعيك، أفسحي المجال للقوى الحديثة)!! فإلى التفاصيل، لعل المزيد هناك:

{ أنت مختفٍ من الساحة تماماً؟
- أنا أمارس حياتي في حدود المساحة المتاحة لي، وأعمل مخلص جمارك.
{ يونيو شهر خاص.. (دا كان ميلاد انقلاب ثورة الإنقاذ).. صف لنا المناخ في أوائل أيام يونيو 1989؟
- كنت في فرع البحوث العلمية جوار جامع القوات المسلحة، والمناخ تعبر عنه مذكرة الجيش الشهيرة الموقعة من 150 ضابطاً، وكانت نتيجتها إقصاء الجبهة الإسلامية عن الحكم، وهذا كان في 1988.
{ (طوالي فكرتو في عمل انقلاب عسكري)؟
- أيّ عاقل داخل القوات المسلحة كان يعتقد أن تلك المذكرة هي انقلاب لم يكتمل، وكانت هناك انقلابات أخرى في نفس الزمن.
{ من الذاكرة.. إذا تجمع ضباط أولاد دفعة.. (ما هي موضوعات الونسة)؟
- كانت الونسة محصورة آنذاك في تردي حال الجيش، وسقوط الناصر، واستشهاد الطيار "مختار محمدين".
{ الشهداء يذهبون إلى الجنة؟
- نعم بإذن الله، ولكنه ذهب نتيجة لإهمال الجيش، (وحرقنا شديد)، وأشعل فينا كثيراً من الأحزان والشجن.
{ نجي لنقاش أولاد الدفعة أوائل يونيو 89؟
- كلام محصور حول التردي الاقتصادي والأمني، وكان حديث المرحوم "زين العابدين الهندي" في الجمعية التأسيسية مشجعاً كبيراً وقد نعى فيه الديمقراطية الثالثة.
{ وهكذا كانت يونيو؟
- التخطيط الفعلي بدأ قبل عام كامل من قيام الإنقاذ.
{ أحكي التفاصيل يا "صلاح"؟
- أي زول فاهم أنّ الجبهة الإسلامية هي مهندس الانقلاب، ولكن ثمة معلومات كبيرة توضح آليات ذلك العمل المهم لن أقولها، لأنه لم يأتِ ذلك الأوان.
{ الإنقاذ حالياً في مرحلة مراجعات كبرى فأين خطورة معلومات قبل ربع قرن على وقوعها؟
- أهمية المعلومات متعلقة بالمغالطات التي ظهرت بين القصر والمنشية.
{ الأحداث الجارية تدفن أي أهمية بخصوص القصر والمنشية.. هل تريد أن تقول شيئاً مهماً في هذا الموضوع؟
- كان للشهيد "إبراهيم شمس الدين" دور أساسي حسم الصراع لصالح القيادة العسكرية، وإذا خرج الشهيد "إبراهيم" من مدفنه لندم على سنده وموقفه.
{ ولكن قناعات أي زول لا يفسرها شخص آخر؟
- أنا أعرف قناعاته جيداً.
{ قبل عام من قيام الإنقاذ (ماذا كنتم تفعلون)؟
- (دي أسرار كبيرة عليك).
{ على الأقل من الناحية الفنية؟
- (ممكن).. بخصوص التنفيذ قسمنا العاصمة لمناطق عسكرية، منطقة الخرطوم ممتدّة من كوبري القوات المسلحة إلى كوبري "أمدرمان".. (منطقة المسؤولية) وقائدها شخصي (أنا)، ومنطقة بحري العسكرية تمتدّ مع النيل حتى الكدرو، يقودها "عثمان أحمد حسن"، ومنطقة أم درمان جنوب تضم السلاح الطبي وسلاح المهندسين يقودها "الطيب سيخة" و"عمر الأمين كرار"، والمنطقة الرابعة أمدرمان شمال تضم الكلية الحربية ووادي سيدنا ومدرسة المشاة، ويقودها "عبد الرحيم محمد حسين".
{ هل أنتم فقط من قام بالتنفيذ؟
- كان "الزبير محمد صالح" بمنطقة جبل أولياء، ولم تكن ذات أهمية في التنفيذ، ومعه العميد "عوض محمد الحسن" كقوات سند واحتياطي لأي طوارئ.
{ ما السر وراء 30 يونيو وليس أي يوم غيره؟
- كان الانقلاب مخططاً له يوم 22 يونيو، ولكن "عمر البشير" قائد الانقلاب كان موجوداً في كادوقلي (قائد لواء هناك)، وتقتضي الخطة أن يأتي للخرطوم للسفر لمصر في دورة أكاديمية، وقبله حدث انقلاب المايويين يوم 14 يونيو بقيادة العميد (مين يا رب الذاكرة ضعفت) نعم.. نعم.. "أحمد فضل الله" وارتفع الاستعداد داخل الجيش لـ100%
{ كيف كان يشرف قائد الانقلاب على التفاصيل؟
- لم يكن موجوداً طوال عام التخطيط، والشخص الذي كان يشرف على كل شي هو العميد "عثمان أحمد حسن".
{ ما هي قصة استشهاد "أحمد قاسم"؟
- (دي قصة الأسرار خليها لعام واحد بس ح نقول كل شيء).
{ هل كتبتها في مذكرات؟
- لا لا لا.. (كلها في رأسي دا).. وعلى فكرة مجلس قيادة الثورة كان مكون من (7) فقط، وتم استكمال البقية، وأنا من السبعة الأساسيين.
{ ذكرت لي ذات مرة أن بعض الضباط خذلوكم أثناء التنفيذ وأخلوا مواقعهم.. من هؤلاء الضباط بالله عليك؟
- ما عاوز أوقعهم في حرج، لأنهم أحياء، وفي مناصب رفيعة، وتمت ترقيتهم لفريق، وفريق أول، وأحترم قراراتهم في ذلك الوقت، والمهم (نحنا سدينا فرقتهم).
{ بالأول من الذي جعلكم أوصياء على الناس وتفكروا نيابة عنهم وتقوموا بانقلاب؟
- كنّا مؤهلين بصورة وطنية، وجئنا من وراء تنظيم سياسي إسلامي.
{ جئتم من أجل تطبيق الشريعة؟
- أبداً .. الشريعة كانت مطبقة من قبل أن نأتي (قوانين سبتمبر).
{ نرجع لليلة 30 يونيو، أين كنت بالتحديد؟ ومتى كانت لحظة الخوف في قلبك؟
- كنت في فرع البحوث.. والحاجة الغريبة لم تأتني لحظة خوف على الإطلاق، وأفتكر دي كانت سكينة من الله ورحمة، وحتى الآن متحير، وأخشى أن تكون منةً من الله لم نقدّرها، والآن نعاقب عليها بتردّي جميع الأوضاع.
{ (خلاص) حدثنا عن أماكن الخذلان والمواقع التي تركها الضباط ليلة 30 يونيو؟
- في منطقة الخرطوم هناك ضابط كان مكلفاً باعتقال مدير المخابرات، وآخر باحتلال المطار، وثالث باعتقال القائد العام "فتحي أحمد علي"، ورابع (زاغ) ومشى الإمارات، ومفترض أن يكون قائداً لمنطة الخرطوم قبل شهر من التنفيذ.
{ ما هي أول مرة التقيت فيها بالعميد "عمر البشير"؟
- كنت أحضّر في ماجستير إدارة بجامعة الخرطوم، وهو في دورة للإدارة عامي 86 و87 برتبة عقيد، وكنا نلتقي يومياً، وكنت من المعجبين به، وكان مقداماً، لا يبالي بالإفصاح برأيه.
{ (لو تتذكر).. ما هو محور كلامه وأفكاره التي يدور حولها؟
- محور كلامه القوات المسلحة، ضعفها وهزائمها، ولكننا اكتشفنا أنه كان (يرمي بعيد)، ويرسل رسائل يكسب بها هنا وهناك.
{ في ذلك الوقت المبكر، هل لاحظت فيه رجل دولة؟
- كان رجل دولة من ذلك اليوم 30 يونيو 89.. وحتى الأعوام الخمسة الأولى لم يتغيّر "عمر البشير" الذي نعرفه.. ويمتاز بذكاء وكفاءة عملية عالية، ويمتاز بصفة نادرة (طويل البال)، ولا ينتقم لنفسه أبداً، ولا يغضب لنفسه، وما عندو نوع الحقد الدفين.
{ و"عمر" اليوم كيف؟
- "عمر" تمام.. ولكن البطانة (غير).. وحتى الصحابة تؤثر فيهم البطانة، مثل سيدنا "عثمان" رضي الله عنه.
{ في ليلة 30 يونيو ضبطت المنبه على الساعة واحدة وأربعين دقيقة.. (العشرين دقيقة دي ليه)؟
- عشان نجهز ونتوضأ، وكنا لابسين البزة العسكرية كاملة، وبالسلاح، وكانت هناك مشكلة زميل (النبطشية)، وتخلصت منه بخطة.. وقلت لزميلي: (بدل نسد الاثنين، واحد ينوم مع أولاده)، فمشى وصرت (النبطشي) الوحيد ليلة الخميس.
{ هل كنت ستقتل العميد "صلاح مصطفى" إذا قاوم الاعتقال ؟
- ما في أي خيار غير القتل، لأنّه كمدير للمخابرات كانت عنده جميع الخطط لإفشال أي انقلاب، وتم اعتقال "عبد الرحمن سر الختم" قائد سلاح الأسلحة، بسبب أن منزله كان بجوار القيادة العامة، واعتقلنا اللواء "علم الهدى"، قائد اللواء الأول الذي نفذنا به الانقلاب، وهو القوة الضاربة لنا.
{ وكيف كنتم تقنعون الجنود بالتنفيذ؟
- كان كلامنا لهم أن القوات المسلحة قررت الاستيلاء على السلطة ونحن مكلفون من القيادة العامة للجيش.
{ لماذا لم تخبروهم بأوامر الحركة الإسلامية أيضاً؟
- كنا نعتقل الرؤوس الكبيرة، مثل الترابي، والسنوسي، وأحمد عبد الرحمن، ونصر الدين الهادي، ونقد، وعثمان عمر الشريف، والصادق المهدي.
{ هل كان قائد الانقلاب هو من يأمر بالاعتقالات؟
- كنا على اتصال به على جهاز إرسال قصير المدى، نخبره بالمهام التي أنجزناها، ولم يكن هناك حوار حول ما قمنا به من تنفيذ وعمل.
{ وكان مطار الخرطوم حراً من أيديكم حتى الصباح؟
- نعم هذا صحيح .
{ هل حدث خطأ في تلك الليلة كاد يفسد عليكم كل شيء؟
- حدث بأمدرمان في سلاح المهندسين.. فالشخص المكلف بقطع الميكرفون العسكري لم يفعل، وكان ضابطاً برتبة عقيد، وأثناء اعتقال "عبد الرحمن سعيد" قامت زوجته بالاتصال ببقية زملاء زوجها عن طريق الميكرفون العسكري، وتم تداول خبر قيام انقلاب عسكري.
{ (وأفتكر) منطقة المهندسين سقط فيها شهيد ليلة 30 يونيو، الرائد "أحمد قاسم"؟
- ولعلّ السبب أن كلمة سر الليل لم تغيّر، نسبة لعدم تعطيل الميكرفون، وكانت باسم (بندقية)، والطرف الآخر يتم، ويقول: (كلاشنكوف)، وحينما عرفوا بخبر الانقلاب من خلال ذلك الاتصال غيروا سر الليل، وكان أحمد قاسم يحاول السيطرة على الأمور، وفي تلك الأثناء أطلق عليه الرصاص، لأنه لم ينطق كلمة سر الليل: (بندقية كلاشنكوف).
{ ما هو سر الليل البديل عندكم؟
- اسمه (الوطن الغالي)
{ (وفي بيت "فتحي أحمد علي" كان ثمة قتال).. ألم يكن "سيد الحسيني" هو من وفر المعلومات الكافية لكم أثناء عام التخطيط؟
- أقول كلاماً للتاريخ، وأنا مسؤول عنه أمام الله، يوم الموقف العظيم، بأن "الحسيني" لم تكن له أي علاقة بتنظيمنا، وكان من قائمة المعتقلين، وسبب عدم اعتقاله عدم وجود قوات كافية، إلا إذا حضر للقيادة قبل البيان، ولم يحضر الحسيني إلا بعد إذاعة البيان الأول.
{ تقول ذلك لأنه كان رفيقك في يوغسلافيا أثناء الدراسة، ألم تحدث بعض المشاورات كأولاد دفعة بخصوص "فتحي".. على الأقل صورته من قريب بعيون "الحسيني"؟
- لم يسرب لنا معلومات، ولكن (حصل قلت ليهو) كلمة واحدة: (يا سيد الحسيني أخبر الفريق يتحمل المسؤولية، ويتسلم السلطة)، ورد الحسيني كلام فتحي نصاً: (أنا ما مستعد أمسك جنازة).
{ وتأخر البيان الأوّل بعض الشيء ولم يُذَع من النسخة الأصلية؟
- لا أعلم أين اختفت النسخة الأصلية، وجاءني "عثمان محمد سعيد" و"الهادي بشرى" (والي النيل الأزرق الحالي) وطلبوا مني النسخة الاحتياطية (كاسيت وفديو).
{ لماذا كان البيان مسجلاً تسجيلاً؟
- ليس السبب غياب "عمر البشير"، ولكنها إجراءات احتياطية، إذا قتل قائد الانقلاب، لا قدر الله، أو جرح، وتعذر ذهابه للإذاعة، أو ربما يحدث غياب قهري.
{ أخبرتني أن ضباط سلاح المهندسين سألوا سؤالاً واحداً لتسليم سلاح المهندسين؟
- سألوا: (من هو قائد الانقلاب)، وحجتهم التأكد من أن رتبة كبيرة، وليست جهة عنصرية، أو من دفعة واحدة من الجيش.
{ وإذا كانت الرتبة الصغيرة مخلصة وحاسمة؟
- (مهما كان) تعتبر في الجيش إهانة.
{ هل استمعت للبيان الاحتياطي داخل غرفتك وسراً؟
- لا، أبداً لم أسمعه إلا في الإذاعة مع الناس والشعب، وأذكر أني أعطيت (راديو) للمعتقلين، وأخبرتهم أن يستمعوا للبيان الأول.
{ أرهبتم الناس ولو لساعات، بدليل المواجهة في بيت "فتحي"؟
- لم نرهب، ولم نهدد، ولم نرعب، ولم يعتقلوه إلا بزيه الرسمي الكامل، وركب العربة مرفوعاً بجانبه العلم، بالبزة العسكرية الرسمية، وما حدثت مقاومة.. وقتل جندي كان بسبب حرس "فتحي".
{ وبعد يومين تلاتة .. الحصل شنو ؟
- أرسلنا المعتقلين السياسيين لكوبر.
{ القبض علي "الصادق المهدي" متنكراً (لم يعجب أحداً) .. احك لنا الحكاية؟
- القصة الأصلية: التقينا بالعم "عبد الرحمن فرح" وقال: سمعت بالانقلاب من اتصال بين "بابو نمر" و"الصادق" و"مبارك" أثناء حفلة الكوباني، وأخبرني الصادق أن أذهب لأعرف هوية واتجاه الانقلابيين، ومشيت فعلاً (الكلام لعبد الرحمن فرح) حتى كوبري القوات المسلحة، وعرفت نجاح الانقلاب 100%، وأخطرته بعد إذاعة مجلس قيادة الثورة: (ديل ما هم الناس البنخاف منهم) ناس "صلاح كرار" و"إبراهيم نايل".
{ (بربك) ماذا قال لك "عبد الرحمن" مسؤول الأمن الأول في أول يوم للانقلاب؟
- اتفق معانا، وقلنا له: نحن نحترمكم ونقدركم، وقال لنا: عايز أقابل الرئيس، وأخبرنا قائد الانقلاب برغبة "فرح"، وكان رد الرئيس: (لا، أنا حا أجي ليهو) وطلع علينا في مبني جهاز الأمن، وشرح له دواعي الانقلاب، وفشلهم كسياسيين بدليل آخر ميزانية.
{ ولم يرسل لكوبر؟
- قال له قائد الانقلاب: (اذهب أنت حرّ)، وأوصلناه لبيته بالمنشية، وكان هو بعد ذلك وسيلة التواصل مع "الصادق المهدي".
{ كم استمرت تلك الجلسة؟!
- مع الرئيس أقل من ساعة ومعنا أكثر من ساعتين.
{ و"الصادق المهدي" قبض عليه متنكراً .. هذه حكاية لم تعجب الكثيرين؟
- كان راكب عجلة، ولافّي في بعض أحياء الخرطوم، وغيّر بعض ملامحه، ومن حقه أن يقاوم، ويكون لديه بعض الأمل.
{ كم مرة التقيتم بالترابي أثناء عام التخطيط؟
- مرة واحدة، وكان يتكلم بصورة عامة، ومحور حديثه أن مهمة الانقلاب تمكين الحركة الإسلامية من الحكم، لتعبر انتقالياً للديمقراطية، وتم اعتقاله لتأمين الثورة في الستة شهور الأولى، وكان يزوره في السجن سراً "عبد الرحيم محمد حسين" و"الطيب إبراهيم محمد خير".
{ لقاء واحد مع قائد التخطيط أثناء عام التخطيط (غريبة)؟
- كانت الصلة المباشرة مع "علي عثمان" وكان متخفياً (كان يدير الأمور كلها).
{ كيف كان يبدو آنئذ؟
- ما في داعي




ثمة مقولة أقرب للسخرية في هذه الأيام: (لو ما جاءت الإنقاذ كان الدولار بقى بـ (20) جنيه؟
- تم تخريب سياق الكلام وأتذكر قلته في برنامج مؤتمر إذاعي وقصدت أن سوق الدولار يسيطر عليه ثلاثة تجار فقط.
{ لماذا (سموك) بالليث الأبيض؟
- دا الشهيد الزبير محمد صالح.
{ سمعنا أنه في صبيحة (30) يونيو ضابط رفيع أخفى رتبته من كتفه من هو ذلك الضابط؟
- أبداً ، القصة مختلفة، كما حدثتك سابقاً، تم تكليف ضابط باعتقال القائد العام "فتحي"، فأمرت الرائد "عبد المنعم محمد زين" بتلك المهمة، وكان محرجاً أن يعتقل رائداً "فتحي" القائد العام فرسمت على كتفه دبورات إضافية، ليصبح عقيداً، ولكنه أقسم وكان جعلياً أن يعتقل القائد العام بذات رتبة الرائد وقد كان.
× إذن نقلب الصفحة و خليك صريح يا عمّ؟
- أعتقد أن الإنقاذ بدأت ممتازة، ووجدت قبولاً، سيما من دول الخليج ومن المصريين، ولكن للأسف الخذلان جاء من تسرع واستعجال بعض الإسلاميين المدنيين للخروج بالثورة خارج حدود السودان، ولو تركت الإنقاذ للعسكريين لحققت المشروع الحضاري بحذافيره دون استفزاز أحد في الداخل والخارج.
× قبول العسكريين من الشعب مبني على احتمالين؟
- العسكر لهم قبول في الشارع وتركيبتهم لا تعرف الانحياز الأيدولوجي
× قضية مجدي تلاحقك ؟
- أنا لم أرَه في حياتي وأرجو إغلاق هذا الملف نهائياً.
× في أول ظهيرة الجمعة وأول شمس للسطة الجديدة (ربما ذهبت لقضاء بعض الراحة بعد سهر أيام وليالي) ؟
- لم أرجع البيت وكانت أسرتي بالكلاكلة مع جدهم وكانت زوجتي حاملاً، ولها 3 شهور، ببنتي ولاء، ولعلمك تزوجت هذا الأسبوع.
× لعلك استمعت لكلمة مبروك من بعض أقاربك ؟
- ذهبت لأبي وهو نقابي قديم، وسمعت منه نصيحة صعبة، قال لي: (يا ولدي أنا عارف ما في زول بيشاور على انقلاب، ولو شاورتني حينها فلن أوافق) لأنو في النهاية لن يرضى عنكم الشعب السوداني، وستذهب تضحياتك سدىً.
× ( تضحياتك سدىً) عشان جئت بانقلاب والآن بدون وظيفة في السلطة ؟
- أنا لا أتأسى على الإبعاد، ولو عاوز وظيفة بذلًة لوجدتها وما فضل لي إلا أقول تلك المقولة: الثورات يصنعها الشجعان.
× ويحكمها القوي الأمين كما تتفضل المأثورات ؟
- ما عاد القوي الأمين بل المطيع المنتفع
× كيف يبدو قائد الانقلاب الذي جاء بسرعة للتفاهم مع "عبد الرحمن فرح" وذات الرجل الذي غرق في هموم بلد بحجم قارة معقدة ومتشابكة؟
- ما يحدث لعمر البشر هو ما يحدث لأي حاكم يطول بقاؤه في الحكم، والمشكلة في البطانة ولم يتغير كثيراً، ولكن نظرية أن البطانة تؤمن السلطة فيه خطأ كبير.
× تتكلم من وراء أشجان عميقة أرجو أن تبعد هذا اليأس؟
- أنا لم أفقد الأمل في عمر، وأتوقع أن يخرج ويتوجه للإذاعة والتلفزيون ويفاجئ الشعب بأن عاد لعمر 1989بحركة إصلاح تنقذ السودان من الورطة الإقتصادية والأمنية والسياسية هذه الأيام.
× قربك للبشير سببه رفقة السلاح ويجمعكما الجيش ؟
- ومع كل ذلك يأتي من يخبرني بقول الترابي بعد المفاصلة، وقوله: (كان أحسن لينا زي ناس كرار من أولادنا الإسلاميين بيقولوا رأيهم بقوة وغلظة تغضبنا، ولكنهم لا يتآمرون، عكس أبنائنا في الحركة الإسلامية.
× أنت الآن خارج التاريخ؟
- وأنا واحد من الذين نفذوا الإنقاذ بقناعات قوية وكان إما أن أتخلى عن مبادئي وأبقى، أو أمشي، ومشيت.
× مشيت عشان جئت كدا (بانقلاب) ؟
- الانقلابات العسكرية ليست وسيلة للحكم والديمقراطية أعدل، لو وجدت أحزاب مسؤلة وجادة.
×(طيب ليه قامت الحركة الإسلامية بإنقلاب) ؟
- الترابي قال: إنه لن يطول وسيكون مرحلة انتقالية فقط، وهي ضرورة وليست الأصل
× ولذلك ظهر قانون التوالي السياسي ؟
- دا بداية الاختلاف والمفاصلة، وتسارعت وتيرة الشقاق وكان استشهاد الزبير محمد صالح سبب مباشر لأنه كان الرجل الذي يطفئ النيران بين الرئيس وبعض الإسلاميين.
× (سؤال عرضي) لماذا قمتم بالانقلاب هل أنتم أوصياء على الناس؟
- قمنا بالانقلاب لأنو عندنا الحس الوطني متقدم، ونحن من يدافع عن الوطن، ونخوض حروبه، ونحس بآلامه ولدينا وعي كافٍ لقيادة هذا البلد.
× في (كوبلي في أغنية) يقول لو عادت بنا الأيام ؟
- لو عادت بي الأيام لن أشارك في الانقلاب
× يعني غلطت ؟
- نعم غلطت
× يعتبر انقلاب البعثيين أكبر خطراً واجه سلطة الإنقاذ ؟
- كنا أنا و الشهيد "الزبير محمد صالح" ساكنين في حوش، وذهبنا بعد صلاة الصبح للقيادة وأفتكر من الصعب علي مدني أن تشرح له محاكمة عسكرية والمحاكمة العسكرية يمكن أن تتم في عشردقائق، وفي ذلك ظلم ولكن الحسم عادلاً.
× هل من المحتمل (أنت) أن تحاكم عسكرياً؟
- يمكن جداً أن يحكم علي عسكريا
× ما هو تحليلك لآخر إنقلاب (قوش ود إبراهيم) ؟
- تحليلي ما عادت الانقلابات لها جدوى ونفع لأن الإنقاذ ما عادت هي الإنقاذ.
× نفتح صفحة أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني (بقيتوا كم علي قيد الحياة) ؟
- نحن موجودين ومتواصلين في الزيارات الإجتماعية
× ما هي نوع الونسة بينكم ؟
- كلها مرارات
× ليه ؟
- آخر مرة مشينا نهنئ الرئيس على استعادة هجليج (تصور) وضعونا ضمن برنامج بالقصر الجمهوري، ودخلنا له وانتظرنا دورنا وغيبوا الكاميرات عن هذا اللقاء فأخبرت عبد الرحيم وقلت له وين الكاميرات فجاءوا بها ومع ذلك لم نظهر في أي من الفضائيات المحلية وغيرها وفهمنا كل شيء.
×(أرجو أن تتكلم بدقة) أثناء اللقاء حدد نوع النظرات بينكم والرئيس ماذا قرأت فيها ؟
- قرأت الكثير، قلت له وقال لي الكثير، وأحس بهموم في عيونه ودواخله.
× هل زعلتو من سيادة الرئيس ؟
- نحن نحبه جداً ونجد له العذر فيما يصيبنا منه.
× متى آخر مرة قابلته؟
- في مناسبة زواج في منزل الفريق "آدم حامد موسى" ونقابله في بعض المناسبات بعد مدافرة وحنيس لأن الحرس لا يعرفنا
× (دا كتير يا عم صلاح) ؟
- وأكثر من ذلك نحن غير مسموح لنا الدخول لنادي الضباط، لأن اللائحة تسمح لرتب أعلى ونحن نزلنا بتلك الرتب، وهناك من هم أصغر منا كرموا وتم منحهم الفريق والفريق أول فهل يخفى كل هذا عن الأخ الرئيس (لا أعتقد).
× ما هو مصدر دخلك الحالي ؟
- أنا أحوالي مستورة جداً، والحمد لله، كنت سفيراً بالبحرين، والآن أعمل في مجال النقل والتخليص (أنا أعمل مخلص جمارك).
× وتلك الأيام نداولها بين الناس ؟
- لو كنت عاوز وظيفة ومسؤوليات فلن تغلبني، ولكني صاحب مبادئ ولا أحيد.
× لماذا نزلت الانتخابات إذن ؟
- دي حكاية معروفة ومن الآخر، أنا ما عندي رغبة في السلطة، وإن كان في الإنقاذ بقية أو في عمري بقية.
× من هو خليفة البشير المناسب ؟
- أفضل له تكوين حكومة قومية أو نقل السلطة بصورة سلسة للنائب الأول لأنه أحسن من يفهم المسار الحالي.
- × دا كلام واضح ؟
- أقول للإنقاذ : شكر الله سعيك، وكفاية لحدي هنا، نحن نمشي، ويجو غيرنا يجربو..

Post: #154
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-24-2013, 10:50 AM
Parent: #153



برلماني يتهم قيادة المجلس الوطني بتبديد مال الشعب..لائحة برلمانية جديدة تُتيح سحب الثقة من الوزراء

أمدرمان: معتز محجوب
فرغت مجموعة من القانونيين من إعداد مشروع لائحة بديلة للائحة أعمال المجلس الوطني الحالية، اشتملت على تعديلات جذرية، من بينها منح النواب حق سحب الثقة من الوزراء، فضلاً عن تقليص صلاحيات رئيس البرلمان وإعطاء كل الصلاحيات للنواب، في وقت شن فيه قيادي برلماني هجوماً عنيفاً غير مسبوق على قيادة البرلمان متهماً إياها بتبديد المال العام للشعب من خلال سفارات خارجية دون عائد ملموس للبلاد، وكشف عن وجود رحلة جديدة للإكوادور لعدد من قيادات البرلمان تكلف خزينة الدولة مئات الآلاف من الجنيهات، في مقابل إهمال كامل للنشاط الداخلي للجان بحجة عدم توفر الأموال،

واتهم القيادي رئاسة البرلمان بالانتقائية في اختيار من يسافر، ووصف صرف البرلمان على السفر للخارج بأنه هزيمة لسياسة الدولة الخاصة بالتقشف.وعبر عضو البرلمان عن الوطني من دائرة بارا الشرقية مهدي عبد الرحمن أكرت، عن استغرابه لإصرار قيادة البرلمان على الصرف على السفر الخارجي، رغم عدم وجود عائد من كل هذه السفريات، ودلَّل على ذلك بزيارة رئيس البرلمان الأخيرة لأكثر من «20» يوماً لأوربا الغربية والشرقية، وقال: «لم تسهم الزيارة في التطبيع»، مشيراً إلى أن الأوربيين نصحوا رئيس البرلمان بالتوجه للكونغرس لحل الإشكالات العالقة، ######ر أكرت من الرحلة التي يعتزم البرلمان القيام بها للأكوادور، وقال: «ماذا نجني من سفرية مماثلة، ومن يتحمل أعباء السفر»، وأقرَّ أن المجلس أصابه الخمول خلال إجازة الأشهر الثلاثة الأخيرة، ودعا أكرت المراجع العام لمراجعة أمر السفر الخارجي للبرلمان


------------
التفــاوض مــع قطـــاع الشمــال لمـــاذا؟!

الصادق الرزيقى
نشر بتاريخ الأحد, 24 آذار/مارس 2013


08:39
تعود حالة الالتباس في مواقف الحكومة من قطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، إلى غياب تعريف محدد لهذا الفصيل الذي يعد أكبر تكتل مسلح يستهدف البلاد وأمنها واستقرارها، فهو ليس فصيلاً مستقلاً وحركة سياسية وعسكرية وطنية المنشأ والتوجه والشعارات والاسم، تتبنى مشروعاً سياسياً يتعلق بالداخل السوداني وتختلف مع الحكومة حوله، ولا صلة له ولا ارتباطات بدولة أجنبية تجعل منه مجرد صدى لصوت أجنبي ومخلب قط يستخدم في إضعاف السودان واستنزافه.



فقد تعاملت الحكومة مع الضغوط الخارجية والرأي الغالب لتيار داخلي مؤيد للحوار مع هذا القطاع دون أن تتريث قليلاً في إيجاد توصيفات وتعريفات للطرف الآخر في الحوار، هل هو طرف وطني أصيل له قضية معلومة ومعروفة ينبغي التوصل لحلول لها، أم هو نقل لجرثومة الحرب والتمرد مثل البعوض الذي يحمل داء الملاريا والذباب المحمل بجراثيم تسبب العلل والأمراض.
وحتى لحظة موافقة الحكومة على الحوار مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ليست هناك ملامح جاهزة لنوع وشكل الحوار والمتحاور معه الذي سبق أن اتخذت الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني موقفاً شبه نهائي بعدم الحوار معه، وعملياً كان الحوار الذي بدأ وتم تشكيل وفد له برئاسة د. كمال عبيد ينحصر في مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق، وليس قطاع الشمال.. لكن الحكومة التي وافقت على خريطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي في العام الماضي وقبلت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، تبدو اليوم أكثر حماساً من أي وقت مضى للجلوس إلى طاولة التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، وهي سكرى وثملة بما حققته من توقيع المصفوفات الأخيرة، وعاد وفدها منتشياً كأنه أُعطي الحكمة وفصل الخطاب.



ومن الخطأ إعطاء ما يسمى «قطاع الشمال» دون أن نعرفه تعريفاً دقيقاً، اعترافاً مجانياً يجعله يأخذ مشروعية لا حد لها في التحرك السياسي في الفضاءات الدولية التي كان يدخلها من الأبواب الخلفية.. ولا يخفى على أحد أن موقف الحكومة السابق من قطاع الشمال وعدم الاعتراف به ورفض مفاوضته، نزع عنه أي غطاء يؤهله لتلقي معاملات وتعاملات مباشرة في كثير من دول العالم حتى الدول الغربية التي كانت تحاذر في استقبال قياداته بصورة رسمية وفي العلن، وقبل عام تقريباً لم تستقبل دولة أوربية كبيرة أحد قيادات هذا القطاع، ولم تسمح له بعقد لقاءات مع وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، مما اضطر السفارة الأمريكية في تلك الدولة إلى مجاملته بعقد اجتماع له مع بعض الجهات غير الرسمية في مبنى السفارة مع ما سببه ذلك من حرج.


وعلى الحكومة التفريق بين مساعي الحل لقضية جنوب كردفان والنيل الأزرق والبحث عن سبل لوقف الحرب في هاتين الولايتين، بعيداً من صنع وتضخيم عدو سياسي وعسكري لا يفيد التفاهم معه في شيء. وكنا نتوقع من الحكومة ووفدها العودة من أديس وفي أيديهم اتفاق كامل بفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، لكن للأسف جاء الوفد مذعناً للضغوط الخارجية ليعلن أن الحوار سيكون مع قطاع الشمال.. وبدلاً من إزهاق روح هذا القطاع والتضييق عليه وحصره وتحجيمه بفك الارتباط وحصاره ووقف الإمداد الذي يصله ووقف مساندة جوبا له، تنفض عنه الحكومة الغبار وتعيده لأرض الملعب من جديد ليكون لاعباً أساسياً في الساحة وربما بعد حين شريكاً في الحكم!!
هذا التخبط الحكومي أمر محير للغاية ولا تفهم أسبابه، فهل هو تلاعب أم غفلة؟ ففي يونيو 2011م أبرم اتفاق مع قطاع الشمال، وقبل أن يجف المداد الذي وقعت به الحكومة ذلك الاتفاق يُلغى بقرار من المكتب القيادي للحزب ومن الرئيس شخصياً، فكيف تعود الحكومة لما هو أسوأ منه وتحت تهديد سيف القرارات الدولية المسلط على رقبتها، فقد أصبحنا لا نفهم ماذا تريد الحكومة وكيف تفكر وماذا تريد أن تفعل بكل هذه التنازلات؟!



---------------

قال إن المتمردين والمعارضة قبلوا مسودة الحوار بشروط
علي الحاج: اتفقت مع طه على إحداث تحول ديمقراطي سلس

زيورخ: ايهاب اسماعيل: قال نائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض علي الحاج ، انه سلم مسودة الحوار الذي اجراه مع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه في العاصمة الالمانية برلين، الى قيادات المعارضة المسلحة والسياسية ، مشيرا الى انها رحبت بالمسودة ووصفتها بالايجابية، لكنها قالت ان «الكرة في ملعب المؤتمر الوطني الحاكم في ما يتعلق بجدية ومصداقية الحوار واحداث اختراق في القضايا السودانية الملحة».


وقال الحاج لـ»الصحافة» ، ان اللقاء تم بترتيب من السفارة السودانية في المانيا ، وانه تركز على اجراء نقاشات في ما يتعلق بالقضايا السودانية، وابرزها مشكلة دارفور، والعلاقة مع جنوب السودان، كما تطرق الطرفان الى قضية الحريات، وشددا على اهميتها في دفع العملية السلمية في السودان.
وقال «اتفقنا انا وطه على نقل مسودة الحوار الى المعارضة والحكومة، وبالفعل سلمت قيادات المعارضة السياسية في الخرطوم وقيادات الحركات المسلحة وابرزهم مالك عقار وعرمان مخرجات الحوار ورحبوا بالمقترحات التي تضمنتها المسودة، لكنهم اكثر الحاحا في طلب مصداقية وجدية الحزب الحاكم بشأن المضي قدما في انفاذ تلك الموجهات التي صدرت عن اللقاء الذي استمر اكثر من 3 ساعات».


وافاد الحاج، ان طه طلب منه ايصال المبادرة الى المعارضة بعد ان اتفق الجانبان على ضرورة احداث التحول الديمقراطي السلس والسلمي والاقتداء بالنموذج العربي الذي افرز حكومات ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، وتابع «اتفقنا على انتهاج حلول سلمية وواقعية تؤدي الى نظام ديمقراطي».
ونفى الحاج تطرق اللقاء الى مشاركته في السلطة الحاكمة في الخرطوم ، وقال ان الحوار تركز على القضايا السودانية ، وانه لابد ان تشمل الحلول الحركات الحاملة للسلاح والمعارضة السياسية في الداخل والحكومة



---------------


قطبي: عدم ترشيح البشير يؤثر سلباً على الحزب

الخرطوم:الصحافة:


قال عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، قطبي المهدي، إن الحزب سيواجه أزمة كبيرة إذا لم يولِ موضوع ترشيح عمر البشير في الانتخابات القادمة أولوية، مبيناً أن القواعد تعتبره أحد ضمانات الحزب نفسه.
وأشار قطبي في برنامج لقاءات الذي بثته فضائية الشروق أمس، أن البشير يمتلك قدرات استثنائية في القيادة، وهو يمثل المؤسسة العسكرية،وأكد أن غياب البشير في الانتخابات القادمة سيكون له تأثير سالب على الحزب، مبيناً أنه وطيلة الفترة الماضية وحتى هذه اللحظة لم يولِ الحزب الأمر الأهمية المطلوبة.
وطالب قطبي حزبه بأن يعطي نفسه الفترة الكافية للاستعداد لاحتمال غياب البشير من الانتخابات المرتقبة خلال الفترة القادمة، وأضاف: هذا الموقف سيواجه الحزب قريباً.
وقال إن انتخابات القضارف التي جرت اخيراً تعد مؤشراً حقيقياً لقراءة المسرح الانتخابي رغم ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع.
وفي سياق منفصل، اعتبر رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، قطبي المهدي، أن الكثير من الدول العربية لا تريد احتمال عبء القضية الفلسطينية،وطالب الشعوب يأن تظل هذه القضية حية في ضمير الأمة وليس الأنظمة الحاكمة، مبيناً أن القضية بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً وأن إسرائيل وصلت بمخططاتها إلى مراحل نهائية.
وكشف عن تأسيس المنظمة لمؤسسات كثيرة بعدد من الدول العربية لدعم الأوقاف بالقدس بصورة مستمرة.
ودعا قطبي، الشعوب إلى أهمية دعم صمود المقدسيين وإنقاذ المسجد الأقصى من مخططات اليهود.
وقال إن إسرائيل تستخدم الدول العظمى عبر الضغوط على مؤسسات المجتمع الدولي والتي تقوم بدورها بالضغط على الدول العربية حتى لا تتحمل عبء القضية، وأضاف: نحن في السودان تتسبب لنا مواقفنا المبدئية في الكثير من المشكلات.

-------------------


التاريخ: 24-مارس-2013 العدد:7037 حوار تاريخ اليوم: 24-مارس-2013


مفوضية اللاجئين تقدم خدمات تعلي_
and#65279; الرئيسيةالأخبارحوارالرياضةالاخيرةعـــوافي
--------------------------------------------------------------------------------
الأرشيف
-إختر سنة- 2013 2012 2011 2010
-إختر شهر-
-إختر يوم-



--------------------------------------------------------------------------------



--------------------------------------------------------------------------------

رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالوطني بروفيسور إبراهيم أحمد غندور :
البحث عن بديل للرئيس تحدٍ كبير يحتاج إلى تأنٍ..

حوار - آدم محمد أحمد :


ربما التزامن وحده المسئول عن القضية الأبرز في هذا الحوار، لكون ان تصريحات الرئيس البشير حول عدم رغبته على الترشح مرة اخرى، أوردتها الصحف صباح ذات اليوم الذي تمت فيه المقابلة مع رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني بروفيسور ابراهيم احمد غندور، وهو الامر الذي كان دافعا للبدء به، لانه بالتأكيد سيشغل الرأي العام برهة من الزمن، وفوق كل ذلك كانت مجالس الصحف تتناقل اخبارا عن لائحة جديدة تعكف عليها اجهزة الحزب الحاكم استعدادا للمؤتمر العام الذي لم تظهر ملامحه بعد، هذا مقرونا بما يجري في دهاليز الوطني من تضارب وصراع بين قياداته آثر البعض على اثرها الاتكاء بعيدا عن ممارسة مهامه ولو الى حين، بينما ما يجري في ألمانيا من لقاء جمع النائب الاول للرئيس على عثمان والقيادي البارز بالمؤتمر الشعبي على الحاج، يظل امرا لا يمكن تجاوزه في أي حوار مع «غندور» الرجل الذي يصفه البعض بأنه يمارس سياسة ناعمة دائما ما يغطي بها على غلظة رفقائه تجاه الآخرين، وهذا كان بدوره ان يقودنا الى الغوص اكثر في تفاصيل ما دار في الندوة المغلقة التي كان الرجل احد المشاركين فيها، كما ان قضية الاجور وزيادة المرتبات تعتبر من الاهمية بمكان الوقوف عندها..فإلي مضابط الحوار :-


{ فلنبدأ بحديث رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بعدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى، ورغم هو تأكيد لمواقف سابقة، ولكن ألا يعتبر هذا تحدى للحزب في البحث عن بديل؟



-هذا ليس أول حديث للسيد الرئيس بهذا الخصوص ورغم ان ذلك من حقه الشخصي ولكن القرار النهائي يعود لمؤسسات المؤتمر الوطني على رأسها المؤتمر العام، والسيد الرئيس سيلتزم بقرار المؤسسات، لكن هذا يؤكد المقولة التي ظلت ترددها قيادات المؤتمر الوطني انها لله وليس للسلطة وللجاه لا أقول ان هناك تحدي أمام المؤتمر الوطني لكن التحدي الحقيقي في حال البحث عن مرشح آخر هو ان يكون خليفة حقيقي للسيد الرئيس وان يسد الثغرة التي كان يملأها الاخ الرئيس اولا من حيث المقبولية وثانيا من حيث الشجاعة وثالثا من حيث القدرة على اتخاذ القرار، لكن نقول قطعا اذا الأخ الرئيس آثر التنحي وبحث المؤتمر عن مرشح آخر هذا تحدي كبير يحتاج إلى تأني وبحث دقيق لإيجاد البديل المناسب جدا.


{ هل يعني ذلك انه من الممكن أن يتخذ المؤتمر العام قراراً بإعادة ترشيح البشير مرة أخرى رغم قراره الواضح؟


-هذا قرار يتخذه حوالي ستة آلاف شخص وأي حديث حول احتمالات سيكون خطأ كبيراً جدا لأنك لا تعرف ما هو القرار الذي سيتخذه هؤلاء وبالتالي لكل حدث حديث لأننا ما زلنا على بعد عامين من الانتخابات الرئاسية وعلى الأقل على بعد عام من اتخاذ ذلكم القرار.
{ توقعاتك الشخصية هل يمكن ان يحدث ذلك وهل يمكن ان يقبل السيد الرئيس بإعادة ترشيحه من قبل المؤتمر العام المقبل؟
-انا اعتقد أن السيد الرئيس سيلتزم بقرار المؤتمر العام أي كان كما ان المؤتمر العام قادر على ان يتخذ أي قرار، بالتالي القضية ليست قضية شغل بال المؤتمر الوطني كثيرا لان التحديات أمام الوطن الآن اكبر من ان نبحث عن بدائل للرئيس او إبقاء الرئيس أي كان الأمر في وقت تبقى للرئيس عامان على الأقل.


{ هذا يقودنا إلى الحديث عن لوائح اختيار بديل للرئيس والتي بحسب ما ورد ان أجهزة المؤتمر الوطني تعكف الآن على إعدادها ، ما هي ملامح هذه اللوائح وكيف تكون؟


-المؤتمر الوطني لا يعكف على هذه اللوائح وحسب الوطني خلال الستة أشهر الماضية نظر في كل اللوائح التي تحكم عمله لأننا حزب ديناميكي متحرك وبالتالي لابد ان نعيد النظر في لوائحنا ونعيد النظر حتى في طريقة عملنا كل فترة ، المؤتمر الوطني حزب حي والآن بدأ استعداداته للانتخابات القادمة وبدأت لجنته المعنية بصورة راتبة وبالتالي هذا تحدي كبير ليس أمام المؤتمر الوطني وحسب وانما أمام القوى السياسية التي تريد ان تنافسه.


{ هل يعني أن تأجيل المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، ياتي في سياق إكمال المشاورات حول اللوائح التي ذكرتها؟


-لم يُتخذ قرار حتى الآن بتأجيل المؤتمر وان كان هناك حديث حول التأجيل يدور في بعض دوائر اتخاذ القرار داخل الحزب وهذا الحديث ليس بسبب عدم إكمال اللوائح وإنما بسبب التوقيت المناسب لاتخاذ قرارات ستنعكس على مستقبل الوطن والمؤتمر الوطني، بالتالي التأجيل لن يكون طويلا إذا اتخذ القرار بذلك، وليس بسبب اللوائح وإنما بسبب جملة من القضايا.


{إذا المؤتمر العام سيقام في هذه السنة؟
-من الوارد ولكن يمكن أن يتأخر قليلا، ليس لما بعد منتصف العام القادم.
{ اعتقد لا زال السؤال حول ملامح اللوائح التي تعكفون على إعدادها بشأن خلافة الرئيس تحديدا قائماً؟
-ليس هناك نظر حول لوائح بعينها، المؤتمر الوطني الآن يعيد النظر حول كل اللوائح، وآخر قرار اتخذه المؤتمر الوطني تعديل نظامه الأساسي، الذي أجازه مجلس الشورى في اجتماعه الأخير.


{ ذكرت بأن التحدي يمكن في إيجاد بديل بذات مواصفات الرئيس، ففي تقديرك هل يمكن أن يجد الوطني شخصية اقرب إلى الرئيس؟
-إن كنت تريد من حيث القرب الشخصي للسيد الرئيس قيادات كثيرة قريبة جدا إلى قلب السيد الرئيس وتحظى بتقديره واحترامه ولكن هذا قطعا لن يكون له تأثير على قرار المؤتمر الوطني في اختياره لخليفة الرئيس باعتبار قربه من الرئيس.
{ نعم ولكن ماذا بشأن القدرات؟
-أنت لا تستطيع أن تقيس قدرات شخص إذا لم يكن في المكان الذي يمكن أن تمتحن فيه هذه القدرات لذلك من السابق أن تتحدث عن شخص بعينه له من القدرات تتساوى مع السيد الرئيس او حتى مع غيره.
{ البعض يشير إلى شخصية النائب الأول للرئيس على عثمان طه؟
-نعم الأستاذ على عثمان ظل نائباً للرئيس لفترة طويلة وبالتالي هو الأقرب إلى خلافة الرئيس.
{ بشأن أوضاع الحزب، هناك تضارب وتقاطع بدا واضحاً الآن بين قيادات المؤتمر الوطني، واقرب مثال لذلك أن أمين الإعلام بروفيسور بدرالدين إبراهيم جمد نشاطه نتيجة لما اسماه تعدد التصريحات وتضاربها؟
-هو ليس تضارباً بقدر ما هو محاولات من البعض للإجابة على تساؤلات في بعض الأحيان يكون من المهم جدا الإجابة عليها وفي بعضها يكون من المهم جدا ان تجيب عليها ان لم تكن تعرف الحقيقة كاملة، الاخ بروفيسور بدرالدين شعر بان عليه مسئولية كبيرة وهذه المسئولية في بعض الأحيان يمكن ان تتأثر بسبب بعض التصريحات ، لكن اعتقد ان الأمر ليس بهذا التعقيد الذي قرأته وتناوله الإعلام به، القضية قضية تنظيم، أنت لا تستطيع ان تكمم أفواه، السياسيين ولكن الأمر يحتاج إلى تنظيم أكثر واعتقد بأننا الآن أفضل من أمسنا.
{ من الوارد أن تتضمن اللوائح، مسألة الانضباط في التصريحات والالتزام بالنظام؟
-ربما يتم النظر إلى تحديد ناطق رسمي باسم المؤتمر الوطني، الآن نائب الرئيس لشؤون الحزب هو المعبر عن هياكل الحزب العليا ، ويفترض ان يكون أمين الإعلام هو المعبر عن القطاع السياسي الذي هو جزء منه، رغم ان في كثير مما يريد ان يخرجه الحزب يمر عبر أمانة الإعلام، بالتالي القضية نحن لا نحتاج ان يكون ليدنا حزب جامد يصرح باسمه شخص واحد كما أننا لا نرغب بان يكون لدينا حزب منفلت يصرح باسمه حتى في بعض الأحيان غير من هم ليس مخولاً لهم بذلك التصريح، نحن نحتاج بين هذا وذاك ان نزاوج ما بين قدرة الحزب على التعبير عن ما يدور بالداخل وفي نفس الوقت قدرة الحزب على الانضباط التام الذي لا يخرج باسمه الا ما هو حقيقة ورأي للحزب.
{ لكن في هذا نلاحظ ان بروفيسور بدرالدين لا زال في موقفه المقاطع؟
-الأخ بدرالدين عندما زارنا حزب الحرية والعدالة برئاسة دكتور الكتانتي كان جزء من الوفد المفاوض باعتبار ان في الوفد الزائر مسئولة الإعلام وبالتالي كان الأخ بدرالدين حضورا وشارك والتقى بها وشارك في كل النشاط الذي قام به الوفد الزائر.
{ إذا دلفنا إلى انتخابات ولاية القضارف التي جرت مؤخرا، ألا تعتقد ان النسبة التي حصل عليها المؤتمر الوطني مدعاة للنظر؟
-انا اعتقد بأنها نسبة معقولة وتأكد قوة المؤتمر الوطني في الولاية.
{ لكن ما حصل عليه مرشح المؤتمر الوطني لا يتعدى نسبة الـ(40%) مما حصل عليه المرشح كرم الله عباس في الانتخابات الماضية؟
-نعم، الانتخابات الحالية تختلف عن الانتخابات السابقة باعتبار فترة التجهيز لها، طريقة المنافسة استعداد الناس ورغبتهم والظروف الحالية، لكل انتخابات ظروفها.
{ هل يمكن ان تكون هذه النسبة في القضارف هي مؤشر للمؤتمر الوطني في الانتخابات العامة المقبلة؟
-أتمنى أن تكون مؤشراً في الانتخابات المقبلة، لكن الانتخابات التكميلية دائما تكون المشاركة فيها ضعيفة والحماس فيها ضعيف؟
{ فيما يتعلق بعلاقات المؤتمر الوطني والمعارضة، البعض يرى بان الحزب الحاكم ليست لديه جدية كافية في إجراء حوار مع القوى السياسية المعارضة يفضي إلى نتائج للحلول، ودائما يريد حواراً دون تنازلات؟
-هذا حديث اسمعه من بعض السياسيين للأسف، ولكني أقول للرأي العام ولكل من يتابع أن كثيراً من الذين يصرحون عن الحوار بين المؤتمر الوطني والأحزاب ليس جزء من ذلك الحوار ومن الواضح أن أحزابهم لا تضعهم في الصورة الكاملة لما يدور من حوار بينها والوطني انا أتمنى من أي سياسي قبل ان يصرح على قضية داخل حزبه ان يتأكد من المعلومات كاملة قبل ان يقولها، كثيرون يغردون خارج سرب أحزابهم.
{ كأنك تشير إلى أن هذه الأحزاب لا تقول الحقيقة لقواعدها عن حوارات تتم بينها والمؤتمر الوطني؟
-لا أشير إلى ذلك لكني أريد ان أقول ان البعض لا يتابع ويدلي بالتصريحات على طريقة رزق اليوم باليوم، وهذه الطريقة في العمل السياسي تربكه وربما تكسب البعض الذي يدلي بتصريح داوي مثل القنبلة تكسبه بعضا من التقدير لدى البعض ولكن لو يعلم السياسيرت بأن هذه تفقدهم وتفقد حزبهم وتفقد الوطني المصداقية.
{ بناء على ما ذكرت هل يعني ذلك أن خطوات الحوار بينكم والمعارضة متقدمة؟
-لا أقول إنها متقدمة ولكني أقول بحمد الله الحوار لم ينسد بين أهل السودان في يوم من الأيام.
{ في ذات الإطار، أدرتم حوارا في ندوة مغلقة مع بعض قيادات المعارضة، فماذا دار فيها والى أين توصلتم وكيف تكون الاستمرارية؟
-كان الحوار في تلك الندوة وأنا أقولها هنا بمستوى رفيع، جدا وتقدير متبادل بين كل الحضور وحضرته قيادات فاعلة داخل أحزابها وفي مستوى رفيع من حيث الهيكلة داخل الحزب، وكان الحوار حول كيفية الوصول إلى آلية للحوار وما هي القضايا التي يتم الحوار حولها، كانت محاولة أولى لتمتين الحوار القومي الواسع بين كل الأحزاب السياسية، ما يدور من حوار الآن في غالبه حوار ثنائي لكن تلك الندوة كانت تبحث عن حوار جماعي، وبالتالي كانت تقريبا غالبا او كل الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية كانت موجودة.
{ يمكن ان نقول إن الندوة تلك كانت مؤشراً لإمكانية عقد حوار جامع وقومي يفضي إلى حلول؟
-انا اعتقد بأنها مؤشر وقوي جدا لو حمى الله أهل السودان من بعض المتآمرين عليهم، تلك الندوة كانت مؤشراً ممتازاً، إلى إمكانية حوار جماعي بين القوى السياسية السودانية على ضفتي النهر او على ضفافه جميعا.
{ هل لنا ان نعرف تفاصيل أكثر عن ماهية القضايا التي تناولتموها في تلك الندوة؟
-ناقشنا كيفية الوصول إلى حوار، آلياته طريقته والمواضيع التي يتم التحاور حولها اتفقنا على المواصلة رغم أنني قرأت أصواتاً نشازاً ترفض ذلك لكنني أقول الذي يرفض الحوار يغلق أبوابا يجب أن لا تغلق، أن لم يكن من اجل أحزابهم فليكن من اجل السودان وأهله.
{ فيما يتعلق بالاتفاق الأخير مع الجنوب، وسرعة التوقيع على المصفوفة كأنه يشير إلى وجود ضغوط قوية مارسها المجتمع الدولي على الطرفين؟
-على العكس تماما الاتفاقات الحقيقية وقعت في 27 سبتمبر ثم أعيد التوقيع عليها في الرابع والخامس من يناير وبالتالي التوقيع الأخير كان فقط على المصفوفة التي بموجبها تم الاتفاق على آجال التنفيذ، لكن كل شئ متفق عليه في اعلى قمة السلطة في البلدين بين الرئيسين.
{ لكن ثمة عقبات واجهت التنفيذ، وكادت ان تعيد الأطراف إلى المربع الأول؟
-العقبة الوحيدة كانت 14 ميل، والى حد ما الاتفاق النهائي على آليات ابيي بما فيها الاستفتاء، لكن هذه تم تجاوزها بالرجوع إلى اتفاق 27 سبتمبر.
{ واضح أن الخرطوم في حالة من الارتياح والتفاؤل الشديد بالتوقيع الأخير على المصفوفة؟
-واعتقد بان جوبا أيضا مرتاحة، الذي لا يرتاح لاتفاق يضمن الأمن والسلام له مع جيرانه فهذا له عقلية تآمرية لا تريد أن تخدم الشعب وبالتالي أي بلد سيرتاح عندما يضمن أن العلاقة بينه وبين جاره ستسير في المسار الصحيح أتمنى أن يكون ارتياحنا له ما بعده من تفاؤلات.
{ إلى أي شئ بنيتم هذا التفاؤل هل على العواطف أم على وقائع وضمانات حقيقية؟
-هو على ما تم التوافق عليه وعلى الضمانات التي وضعت على الأقل هو خطوة إلى الأمام في الطريق الصحيح.
{ بالعودة إلى المفاوضات حول المنطقتين، من المعروف أن رئيس وفد الحكومة د.كمال عبيد أصبح رئيسا لجامعة إفريقيا العالمية، فكيف توفقون بين قيادة الرجل للمفاوضات والجامعة سيما أن الأخيرة تحتاج إلى رعاية متواصلة؟
-ما زال دكتور كمال عبيد رئيساً لذلكم الوفد، وهو ليس تفاوضاً مع قطاع الشمال وإنما تفاوض حول المنطقتين مع قطاع الشمال ويجب أن نؤكد ذلك، مرجعيته اتفاقية السلام الشامل وما تبقى منها وإنفاذها.
{ يعني ربما نتوقع تغير دكتور كمال عبيد في الجولات اللاحقة؟
-حتى الآن لا يوجد أي تغير والوفد هو نفسه برئاسة الأخ كمال.
{ واضح أن قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني والذي ترأسه أنت، كان له حراك متواصل خلال الفترة الماضية، على المستوى العالمي، وكانت لكم زيارات كثيرة لعدد من الدول، ما الذي تم وماهي النتائج؟
-النتائج أننا الآن بحمد الله لنا انفتاح مع أوروبا بعد زيارة السويد والنرويج هنالك زيارات قادمة تم الاتفاق عليها لبعض دول الاتحاد الأوروبي وهناك حوار واسع الآن مع الاتحاد الأوروبي يبدأه سفيره النشط في الخرطوم السيد السفير تومس، والعلاقة الآن اعتقد بأنها تسير في الاتجاه الصحيح من حيث توفير المعلومة الصحيحة ومن وجهة نظر المؤتمر الوطني بحيث كثير من القضايا التي كانت مقفلة في السابق وقعنا عدداً من الاتفاقيات مع أحزاب افريقية فاعلة في بلدانها والآن نتجه إلى إقامة تكوين مجلس الأحزاب السياسية الإفريقية الذي سينعقد في الخرطوم، في 27 ابريل القادم، في آسيا نستمر في تمتين علاقتنا مع أصدقائنا في الصين وغيرها، لكن الجديد الآن لنا علاقة قوية مع تجمع الأحزاب الآسيوية، ومع تجمع أحزاب أمريكيا اللاتينية والدول الباسيفيكية وبهذا نعقد بأننا نسير في الاتجاه الصحيح كما ان لدينا علاقة قوية مع الأحزاب العربية خاصة في منطقة الربيع العربي.
{ المنحة الصينية للمؤتمر الوطني لتشييد مقره، أثارت جدلا واسعا هذه الأيام، ما هي حقيقة هذه المنحة؟
-المعلومات التي لدي انه لا توجد منحة ولا يحزنون، وليس هناك مثل هذا الأمر إلا إذا كنت لا أعلم بعض الخفايا، وبالتالي كان حديثي ان البعض الذي اتجه إلى القانون ومجلس الأحزاب عليه ان يثبت صحة ما ذهب إليه، المؤتمر الوطني لا يتلقى أموالا من أي جهة ولن يتلقى أموالا وبالتالي هذا حديث في اعتقادي جانبه الصواب.
{ لكن الحديث ورد في الصحف ولم ينفه المؤتمر الوطني مما يدفع في اتجاه صحته؟
-المؤتمر الوطني ليس من مهامه أن ينفي كل ما يرد في الصحف والقضية عندما أثيرت في الصحافة في ثاني يوم ذهبت إلى القانون، عندما تكون القضية أمام القانون فقد وصلت إلى مداها الأخير وبالتالي المؤتمر الوطني سيكون كل ما لديه أمام القانون، نحن نرحب بالاتجاه المتحضر في اللجوء للقانون بدلا من الإثارة ولكن نتمنى للذين يتجهون إلى القانون أن يلتزموا به قولا وفعلا.
{ وانطلاقا من العلاقات المتميزة مع الصين والحزب الشيوعي الصيني ما الذي يمنع أن يتلقى المؤتمر الوطني دعماً في إطار التعاون؟
-الذي يمنع هو قانون الأحزاب الذي يمنع تلقي أموال.
هذا يقود إلى سؤال، من أين للمؤتمر الوطني هذه الأموال لتشييد برج ضخم في هذا الوقت الذي يعاني فيه اقتصاد السودان؟
المؤتمر الوطني لديه استثماراته ولديه اشتراكاته، وهو ليس حزبا جديدا، وبالتالي لديه القدرة، انا لا استطيع أن أتحدث عن استثمارات المؤتمر الوطني لان هناك لجنة كاملة لإدارة هذه الاستثمارات.
{ تشييد مباني بهذا المستوى، يوحي بأن المؤتمر الوطني كأنه اطمأن إلى الجلوس طويلا في الحكم، وانه باق رغم الظروف التي تحيط بالسودان والعالم من حوله؟
-المؤتمر الوطني حزب وهو موجود وفقا للقانون سواء كان في الحكومة أو المعارضة سيظل حزبا موجودا، إلا اذا كان يتطلع البعض إلى القضاء على المؤتمر الوطني بوسائل ليس من بينها الوسائل الديمقراطية، لكن بالديمقراطية إن شاء الله المؤتمر الوطني باق.
{ ما الذي يمكن قراءته من لقاء النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان طه والقيادي بالمؤتمر الشعبي د.على الحاج بألمانيا؟
-هذا لقاء طبيعي الدكتور على الحاج حسب معلوماتي التقى بكل القيادات السودانية التي زارت ألمانيا وهذا امر مرسوخ في طبيعة السودانيين أنهم يتجاوزون الخلافات السياسية عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاجتماعية، ولكن قطعاً عندما يلتقي سياسي في مستوى على الحاج وسياسي وتنفيذي في مستوي على عثمان محمد طه القضايا السياسية لن تكون خارج الحوار.
{ يعني ذلك أن اللقاء يمكن أن يتطور إلى شئ ملموس؟
-كل شئ وارد
{ لكن هناك من يشير إلى أن اللقاء ربما جاء في إطار ما يعرف بخلافات الحركة الإسلامية فقط؟
-لا...المؤتمر الوطني منفتح على الحوار مع كل الأحزاب لكن اعتقد بان الإخوة في الحركة الإسلامية سيظلون هم الأقرب إلى بعضهما البعض وان تفرقوا بين حزبين أو أكثر.
{ هل يمكن أن تتفق مع الاتجاه بأن شخصية الرجلين «طه وعلى الحاج» بأنها الأكثر تأهيلا للمضي قدما في ملف طي خلافات الحركة الإسلامية الذي يبدو عصيا حتى الآن؟
- كلاهما شخصية، أولا تتمتع بأفق واسع وفي مستوى رفيع في مراكز اتخاذ القرار وكلاهما وصل إلى نائب الأمين العام في الحركة الإسلامية ووصلا إلى مراكز مرموقة في الوطني والدولة وبالتالي لهما القدرة في إحداث اختراق في أي مكان.
{ إذا دلفنا إلى منحى آخر، ماذا بشأن زيادة الأجور التي توصلتم إليها مؤخرا مع وزارة المالية؟
-نتوقع أن يتم التنفيذ في أي وقت، أول أمس(الاثنين الماضي) اتفقنا على الهيكلة النهائية مع نائب رئيس الجمهورية دكتور الحاج آدم يوسف، المكلف من قبل رئيس الجمهورية والحكومة، باللجنة الاقتصادية التي تراجع الأداء الاقتصادي، وذلك بعد أن رفعت اللجنة تقريرها إلى وزارة العمل والموارد البشرية، وبالتالي نحن الآن في مرحلة التنفيذ الفعلي لإنزال هذه الهيكلة على مستوى المؤسسات ثم على مستوى الأفراد، التنفيذ سيكون ابتداءً من 1/1/2013، وبالتالي عندما ينفذ فعليا أي حقوق للعمال ستكون حقوقاً يجب أن تستوفى وبأثر رجعي.
{ هل هناك سقف محدد للتنفيذ أم أن الأمر مفتوح ومتروك لتقديرات المالية ووضعها المالي؟
-عادة كل زيادات الأجور التي تمت منذ عام 90 وحتى الآن والبالغة 29 زيادة أجور تم إنفاذها في ابريل لان حسابها يأخذ وقتا طويلا، انا أتوقع مرتب ابريل أن يشمل الزيادات.
{ لكن هل الأثر الرجعي بالنسبة للزيادات يشمل كل هياكل المرتب بما فيها التأمين الاجتماعي أيضا؟
-طبعا كل الاستقطاعات سيتم دفعها بأثر رجعي، وكذلك التعديلات على المعاش بعد زيادة الحد الادنى، ستبدأ تطبيقها وسيتمتع بها الذين ينظرون إلى المعاش في نهاية العام 2012، وبالتالي كل الهياكل ستعدل وفقا لذلك.
{ بعد التطورات الأخيرة بتوقيع مصفوفة تنفيذ الاتفاق مع الجنوب، والذي بدوره سيسمح بضخ النفط الذي بالتأكيد سيكون له تأثير في خزينة الدولة، ومن المعروف أن زيادة الأجور هذه بنيت على أساس ظروف الدولة الصعبة، فهل يمكن أن نتوقع منحة أخرى للرئيس؟
-الزيادة في الأجور التي تم التوافق عليها جزئت إلى جزئين وفقا لاتفاقنا الأول مع وزارة المالية، سيتم تطبيق الجزء الأول والجزء الثاني سيتم الاتفاق عليه مع تحسب الوضع الاقتصادي، اتفاقية الجنوب ربما يكون لها انعكاس على تسريع إنفاذ ما تبقى من اتفاقية.
{ وربما لن تكون هناك أية زيادات أخرى؟
-على كل حال نحن لدينا اتفاق وتوجيه من السيد الرئيس واضح جدا في هذا الأمر وهذه القضية نحن نتابعها وبصورة لصيقة جدا ولدينا فيها دراسات ولدينا فيها آراء وحوار مستمر على مستوى الرئاسة.
{ هذه الزيادة لا زالت في القطاع الخاص منحة ولم تضاف إلى المرتب؟
-نعم عندما يخرج القرار بزيادة الحد الادنى للأجور وهو قانون، حينها سيكون ملزماً لأصحاب العمل حتى الآن القرار لم يخرج بقانون وجدنا تفهما كبيا من الإخوة في اتحاد أصحاب العمل بل وتأكيد واستعداد على أنهم سيعملون على تطبيق الزيادة في الحد الادنى للأجور باعتباره قانوناً ملزماً للجميع.
{ ما تم من اتفاق في زيادة الأجور، يراه بالبعض بأنه لا يساوي شيئا في ظروف الحياة القاسية التي تبدو ظاهرة للجميع؟
-أي زيادة للأجور في الفترة القادمة أو اللاحقة، لن تكفي، تكلفة المعيشة بالتالي نحن نحاول أن نقرب الشقة ما بين تكلفة المعيشة والأجر وهذا هم ظل يواجهه العمال على مدى العصور.
{ العمالة الأجنبية في السودان، أصبحت طاغية، وهذا وضع ينظر إليه البعض باعتباره تغولاً على فرص العمل بالنسبة للعمالة المحلية، فكيف ينظر الاتحاد لهذه النقطة؟
- نعم الأمر يحتاج إلى ضبط أكثر من الآن لكنه أيضا يحتاج إلى تقييم الروح لدى العامل السوداني، انا هنا لا أتحدث عن القطاع العام لأنه لا يوجد فيه عمالة أجنبية لكنني أتحدث عن القطاع الخاص، بالتالي العامل السوداني يملك من القدرة الذهنية والفنية ما تؤهله لان يكون منافسا، وكذلك في دول الخليج وغيرها، لكن لديه التزامات داخلية تجعله دائما يبدو وكأنه اقل عطاء من العامل الأجنبي، نحتاج إلى تغير هذه الذهنية وتغير ذهنية بعض الذين يستخدمون العمالة الأجنبية حتى يكون العائد للعامل السوداني بل للسودان باعتبار أن العمالة الأجنبية أيضا تستنزف موارد السودان من العملة الأجنبية وهي محدودة.

(
(

Post: #155
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-24-2013, 11:11 AM
Parent: #154


هل ينزع "الرزيقي" عمامته في صيف دارفور الساخن؟!



يوسف عبد المنان

حينما ينزع الأستاذ "الصادق الرزيقي" عمامته ويكتب تحت تأثير (الكدمول) الدارفورية، فإن لـ"الصادق" مواقف قلمية في قضية نصيبها من الضوء جد كثيف.. وما أن وضعت راحلة الحرب الدارفورية رحالها حتى أنبتت صروف الزمان حروباً أخرى.. و"الصادق الرزيقي" يكتب في زاويته (أما قبل) يلتمس العلاج الناجع لنزيف تجدد الأسبوع الماضي حتى كادت دارفور بأجمعها أن تنزلق في لجة الحرب مرة أخرى بعد سنوات الهدنة الثلاث التي عاشها الإقليم.. لكنها الحرب عادت بوجهها القميء.. حصاد الموت والرعب والنزوح وتصدع الجبهة الداخلية، هي الثمرة المرة حينما يقتحم (خيالة) رئاسة شرطة في محلية برام بجنوب دارفور السجن لإنقاذ خمسة عشر مجرماً من الإعدام في جرائم حدية، وفي مظلة الفوضى التي شاعت في برام يلوذ بالفرار (41) من النزلاء في جرائم من بينهما سرقة مواشٍ وشرب (المريسة).. ولم يجد معتمد برام "إبراهيم عبد الله سعد" من عزاء لنفسه ولدارفور غير التهوين من الحدث والقول إنها المرة الثالثة التي يتعرض فيها السجن لهجوم من المسلحين.. وفي الخرطوم قال اللواء "السر أحمد عمر" عبارة مأثورة (الأوضاع ببرام تحت السيطرة) وإذا كان الأمر كذلك (يا سعادتو) فكيف يهاجم (خيالة) السجن ويخطفون وينهبون ويهربون والأوضاع تحت السيطرة والأخ الصديق "الصادق الرزيقي" (يفرك) عمامته ويكتب (دواء دارفور أن تستنهض الدولة قبائل دارفور وتسليحها حتى يتم القضاء على التمرد)؟!



دعوة الأستاذ "الصادق" تجد آذاناً وتجد من يطربون لها.. ولكن كيف (المرض يشفي المرض)؟! وحينما (تنوب) المجتمعات القبلية والإثنية عن وظيفة الدولة تسقط هيبة الأخيرة وتذهب ريحها، ويضعف وجودها، وتنمو دولة أخرى داخلها.. وأحداث جبل عامر التي حصدت من الأرواح بشهادة رجل غير مجروح في شهادته اللواء هو "الهادي آدم حامد" أكثر من خمسمائة قتيل، هي شاهد إثبات وحصاد مُر لتجربة (تجييش) المدنيين وتسليحهم، والبندقية خارج مؤسسات القوات النظامية تشكل خطراً بالغاً على الدولة مهما تظاهرت بأنها تقف مع الدولة وتشد أزرها وتحمي ظهرها وتذود عنها.. فالدولة بجيشها وشرطتها وأمنها، هي من يحمي الشعب في المدن والقرى والأرياف، وقضية دارفور حينما ترتدي عباءة الصراع القبلي، وتتبادل (البنادق) المحمولة على سيارات الدفع الرباعي والإقصاء، (تحشر) الدول الغربية (أنوفها) في تفاصيل الداخل الوطني.. واليوم في بلدة مثل كبكابية والسريف وسرف عمرة ووادي أزوم تهبط وتطير المروحيات الروسية لنقل جنود من سيراليون وبوركينا فاسو ورواندا والسنغال، جاءت بهم أخطاء السودانيين لحماية السودانيين من شرور أنفسهم وسيئات خطيئة حروبهم الداخلية.. ولولا بشاعة الحرب الدارفورية لما عرفت وفود مجلس الأمن والسلم الأفريقي الفاشر ونيالا.


{ جروح لن تندمل

التمرد الدارفوري شأنه شأن حركات التمرد الأخرى، سعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي والاستفادة من (التناقضات) والمطامع القبلية، وصوّب حملته الدعائية بأنه يخوض حرباً ضد دولة (متحيزة) لفئة تحارب بعض مكونات الإقليم.. ورفعت حركة متمردة مثل الحركة الشعبية في جبال النوبة شعاراً إقصائياً موغلاً في النازية (البقارى يسير والجلاب يطير)، ورفعت حركة عبد الواحد شعار (تحرير دارفور)، ثم تراجعت عنه، والتراجع هنا فضيلة تكتب في صحائفها التي تفتقر إلى فضائل أخرى، وأطلقت على نفسها حركة تحرير السودان.. ولكن سلوك الجماعات المتمردة وجنوحها نحو القبلية والعنصرية لا يبرر مطلقاً ردة فعل مثلها من جهة دولة راشدة أو يفترض ذلك.


وتجربة أن تقاتل جماعات قبلية نيابة عن الدولة أثبتت الأيام خطلها وبؤس نتائجها ومرارة حصادها، والقبائل في دارفور لا تقاتل إلا لأجندتها الخاصة ومطامعها التي تنخر في جسد الدولة.. وقد (أنبتت) الحرب أثرياء حرب يأكلون من جثث الضحايا، ويشيدون الفلل والعمارات السوامق على حساب أمن الناس وكرامتهم في وطن لم يتبق فيه مكان لجرح جديد.. وما يحدث الآن في جنوب دارفور من فوضى هو ثمرة مرة لقرار اتخذته حكومة الجنوب بطرد حركة "مناوي" و"خليل" و"الحلو" بعد (تشوينهم) بالعتاد والذخائر وآليات الحركة ليقاتلوا حكومتهم من داخل الشمال.. وهو قرار صائب وشجاع من دولة الجنوب.. ولا ينبغي لنا أن نجزع، فالحركات المسلحة لن تحقق نصراً على القوات المسلحة مهما وجدت من السند والدعم، ولا تملك القدرة عل مواجهة الاحتياطي المركزي.. قد تحقق تقدماً هنا، وتحدث خسائر في الصفوف هناك، وتسيطر على مدينة لساعات.. لكنها لن تحقق نصراً على القوات المسلحة يستدعي أن تتنازل القوات المسلحة عن مهامها وواجبها لجماعات قبلية لتنوب عنها في قتال المتمردين.. وجروح دارفور التي تنزف منذ 2003م (عمقها) البعد القبلي في الصراع..

والأستاذ "الصادق الرزيقي" حينما يكتب من قلب دارفور، فهو من أشار مبكراً في عام 1991م، لقراءة كتاب "خلدون النقيب" عن مفهوم الدولة التسلطية تحت عنوان (الأصول الاجتماعية للدولة التسلطية في المشرق العربي المعاصر)، والدولة التسلطية في رؤى "خلدون" تنهض أيضاً على اتكاءات اجتماعية تعمل على اختراق المجتمع المدني، وتحويل مؤسساته إلى تنظيمات تضامنية تعمل كامتداد لأجهزة الدولة، وحينما يصبح مواطن فرد في قرية (أبو عجورة) هو الدولة وحامي حماها، لكنه ينظر لمواطن آخر بعين الشك والريب ويتربص به صباح مساء، فإذا ولى الآخر وجهه شطر حركة متمردة أو جماعة مسلحة أو أضحى ولاؤه للاجئ في دولة الغرب يسأل إسرائيل المدد والعون مثل "عبد الواحد محمد نور"، فلا تثريب على المواطن الثاني.
وتجربة حرس الحدود التي يباهي بها السيد "الصادق الرزيقي"، ينبغي إعادة تقييمها داخل المؤسسات العسكرية البحثية وليس في منابر السياسيين حيث المزايدات وطلاقة الألسن.. ولكن دعوة "الرزيقي" لا تقدح في قدرة القوات المسلحة على دحر تمرد "مناوي" المحدود وإنما تمتد إلى سهول بعيدة.


{ تفاوض القطاع والأغلبية الصامتة


أخيراً وبصوت جهير وثقة كبيرة في النفس، أعلن الفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" المسؤول الأول عن ملف التفاوض مع دولة الجنوب وقطاع الشمال بعد ترجل "علي عثمان محمد طه" عن الملف وتبعه الدكتور "نافع علي نافع" بعد اتفاق أديس أبابا الموءود، أعلن الفريق "عبد الرحيم" عن الدخول في تفاوض مع قطاع الشمال وفق مرجعيات اتفاقية السلام الشامل 2005م.. وجاء إعلان الفريق "عبد الرحيم" بعد طول رفض وتردد وانتظار، حتى تم طي ملف الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب، وتم إقرار مبدأ الرقابة الدولية المشتركة على الحدود والشريط العازل للحيلولة دون تسلل الجماعات المسلحة لإلحاق الأذى المتبادل، وذلك ما عدّه الفريق "عبد الرحيم" بمثابة فك ارتباط لدولة الجنوب مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، لتبدأ مرحلة التفاوض التي حدد الفريق "عبد الرحيم" مرجعياتها باتفاقية السلام الشامل 2005م..

فهل تمثل تلك المرجعية إطاراً مثالياً لتحقيق السلام والاستقرار باعتباره الهدف الذي يسعى إليه أهل المنطقة؟ أم ثمة حاجة لاتفاقية جديدة للمنطقتين تأخذ في الاعتبار إيجابيات بروتوكولات المنطقتين وتطويرها لمصلحة السلام؟ أم أن ما ينتظره سكان المنطقتين عملية (ترقيع) لثوب قديم وتقديمه في وعاء جديد؟ وهل قضية مثل المشورة الشعبية لا تزال صالحة لمخالطة القضايا الملحة في المنطقتين؟ أم تجاوزها الزمن؟ وهل يلعب أهل المنطقة دور الجنوبيين في الداخل من قبل حينما أطلقت عليهم مسميات من شاكلة الأغلبية الصامتة وأهل المصلحة كما هو حال أهل دارفور؟ وقد انتهى الحال بجنوبيي المؤتمر الوطني ما قبل الانفصال بالاستضعاف ثم (التخلص) منهم لصالح الحركة الشعبية وذهبوا وفي النفس شيء من مرارة وشعور بالخذلان، ولكن منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق تمثلان عمق دولة الشمال الحالية، ومصدر ثراء عميق لثقافتها ومصدر ثروة نفطية ومعدنية، وأهم وأغلى من كل ذلك إنسان متفرد في طبائعه وعاداته وتقاليده، وأكثر مناطق البلاد تضحية وأقلها حظاً من التنمية والعمران والرقي والتطور.. فما هي الأجندة التي يتوقع أن يفاجئ بها قطاع الشمال أو الحركة الشعبية في المنطقتين المفاوض الحكومي؟ أولاً قطاع الشمال لا يمثل كتلة واحدة تتباين داخلها المواقف والأجندة، فأبناء النوبة، وبصفة خاصة، الذين كانوا حتى الأمس القريب من المجاهدين في صفوف الدفاع الشعبي والناشطين في الحركة الإسلامية و(انقلبوا) على أعقابهم، هم أكثر التيارات تشدداً وتطرفاً وبغضاً للخرطوم ولكل ما هو عربي وإسلامي.. وأمثال "عامر عبد الرحمن" الذي عيّنه "الحلو" الآن مديراً لمصرف جبال النوبة في جوبا.. و"أرنو تقلو" و"قمر دلمان" وآخرين من الوافدين إلى الحركة الشعبية في السنوات الأخيرة، يطرحون حق تقرير المصير لشعب النوبة كما يقولون، ولكن "ياسر عرمان" و"عبد العزيز الحلو" و"ياسر جعفر" وبقايا الاشتراكيين والشيوعيين السابقين يرفضون طرح حق تقرير المصير لجبال النوبة والنيل الأزرق، (حالهم كحالهم السابق) حينما بدأ الجنوب يميل إلى الانفصال،

اتكأ أولاد "قرنق" والمكون الشمالي في الحركة الشعبية على حائط برنامج السودان الجديد!!
وثمة تيار داخل الحركة قطاع الشمال مع الحكم الذاتي للمنطقتين، دون أن يكون لهؤلاء تصور واضح لطبيعة الحكم الذاتي وعلاقة الإقليم بالمركز، ولا يميل تيار "عرمان" إلى الانكفاء على قضية المنطقتين، ويصب اهتمامه في البحث عن شراكة جديدة مع المؤتمر الوطني مركزياً!! فهل من مصلحة البلاد أن تنكفئ الحركة الشعبية على المنطقتين أم تمد أفقها قومياً؟ وهل يستقيم منطقاً أن تنهض شراكة في المنطقتين دون مشاركة مركزياً؟ وهل تستطيع الأطراف المفاوضة تجاوز اتفاق (نافع– عقار) الذي عدّه مجلس الأمن مرجعية أساسية للتفاوض استناداً إلى القرار (2046)؟!


هذه الأسئلة وغيرها تشكل هذه الأيام محور نقاشات وحوارات النخب من أبناء المنطقتين، وقد تبدت علامات الرضا والارتياح في أوساطهم حينما أعلن الفريق "عبد الرحيم محمد حسين" جهراً، وبثقة كاملة في النفس، التفاوض مع قطاع الشمال صباح عودته (الأربعاء) الماضي من أثيوبيا مزهواً بنصر تحقق على يديه.. كيف لا يمثل الاتفاق نصراً وقد خاطب أسّ المشاكل بين الجنوب والشمال؟! ونجاحات الفريق "عبد الرحيم" في ملف التفاوض مع الجنوب تؤهله وتجعله الخيار المثالي لرئاسة ملف المنطقتين، ويترك له اختيار مساعديه من القيادات، وفي حال إسناد الملف إلى "عبد الرحيم" فليذهب مولانا "أحمد هارون" مفاوضاً ينوب عن الجنرال بعد انتهاء مرحلة "كمال عبيد" (جزاه الله خيراً)، فقد أدى واجبه بكفاءة وأحسن خدمة التيارات الرافضة للسلام من دعاة الحرب أمثال "الطيب مصطفى" الذي رفع أخيراً (المنديل) حينما جدّ الجدّ وتولى الفريق "عبد الرحيم" ملف التفاوض بعد أن أجهض "الطيب مصطفى" وحلفاؤه في هيئة علماء السودان اتفاق (نافع- عقار).. ولكن الحق لا يموت، فقد أصبح ذلك الاتفاق مرجعاً اعترف به مجلس الأمن.


إن مشاركة الأغلبية من مواطني المنطقتين في المفاوضات فرض عين على الحكومة وهي مقبلة غير مدبرة على التفاوض، حتى لا تستثمر الحركة الشعبية التفاوض سياسياً وتكسب على حساب القوى السياسية الأخرى مجتمعة.. وحينما احتكرت الحركة الشعبية التفاوض باسم المنطقتين مع المؤتمر الوطني في نيفاشا، ورثت الحركة بذكاء كل قواعد الحزب القومي والاتحادي الديمقراطي وحتى البعثيين وحزب الأمة، ولما أعلنت الانتخابات وجد المؤتمر الوطني نفسه وحيداً يقاتل في بيئة نصفها ضده.. فالمشاركة السياسية في المفاوضات القادمة لأحزاب المنطقة، سواء التي تتفق مع المركز أو التي تعارضه، ضرورة ملحة جداً، بما في ذلك منبر السلام.. فليذهب إلى المفاوضات ويقول كلمته.. وقد حمل مولانا "أحمد هارون" في جولة المفاوضات الفاشلة في أكتوبر الماضي أحد أبرز قيادات المؤتمر الشعبي إلى أديس أبابا وشكل وجود "الزبير كرشوم" إضافة وليس خصماً على المؤتمر الوطني، رغم تحفظات "الترابي" على الخطوة ورفضه لها.. ولكن ما ضاقت ساحة التفاوض بأبناء الوطن إذا اتسعت النفوس!!
أماتها الله .. فلا تبعثوها
23 ساعات 31 دقائق منذ
حجم الخط:
{ برتكولات (نيفاشا) - بما فيها برتكول "أبيي" ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق - انتهت، وفقدت صلاحيتها بانتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل، وقيام الاستفتاء على تقرير المصير وإعلان (جنوب السودان) دولة مستقلة ذات سيادة وعضوية في الأمم المتحدة في يوليو عام 2011م.
{ ولهذا يبدو مضحكاً إلى درجة (المسخرة)، ومزعجاً إلى درجة الخوف والقلق على مستقبل ما تبقى من السودان، إذا كانت بعض قيادات الدولة ما زالت تتحدث عن ضرورة (التفاوض) مع ما يسمى (قطاع الشمال) استناداً إلى برتكول المنطقتين وهدي اتفاقية (نيفاشا)!!
{ إذن لماذا لم يفاوض الفريق "عبد الرحيم محمد حسين" وفد جنوب السودان في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية، بما فيها نزاع منطقة (14) ميل واتفاقيات النفط، والتجارة، والمصارف، والحريات الأربع استناداً إلى اتفاقية (نيفاشا)؟!
{ هل تحدثت (نيفاشا) عن (عشرة) معابر في الحدود بين (الشمال) و(الجنوب)، أو ما صار (السودان) و(الجنوب)؟!! هل كان برتكول قسمة الثروة يتحدث عن (الحسابات الجديدة) في تكرير وتمرير بترول الجنوب، أم أن القسمة كانت (على اتنين).. خمسين في المئة للحكومة المركزية، وخمسين في المئة لإقليم (الجنوب)، و(2%) تخصم لصالح الولايات المنتجة (أبيي لصالح المسيرية والدينكا، ولاية الوحدة، وولاية أعالي النيل)؟!
{ اتفاقيات "أديس أبابا" التسع الموقعة في سبتمبر من العام الماضي، وبدأ منذ أيام فقط (جدول) تنفيذها في ما يسمى (المصفوفة)، لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بـ (نيفاشا) وبرتكولاتها، لسبب بسيط أن (الجنوب) صار (دولة) مستقلة، ولم يعد (إقليماً) تابعاً لجمهورية السودان بحدودها القديمة والمعروفة منذ يناير عام 1956م.. تاريخ الاستقلال من حكم (الإنجليز).
{ فإذا كان الأمر كذلك، فإن ما يجب أن يفهمه (عباقرة) حكومتنا ومفاوضوها من (العسكريين) و(المدنيين)، أن (نيفاشا) اتفاقية طرفها الأول حكومة السودان، وطرفها الثاني الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد مضت (الحركة) إلى حال سبيلها وصارت حزباً (أجنبياً) في دولة (أجنبية) مجاورة.
{ انتهت (نيفاشا) بانتهاء مدة صلاحيتها (6 سنوات)، وبإعلان الجنوب دولة مستقلة، فعلام يتحدث وزير الدفاع عن برتوكول المنطقتين و(تراث) نيفاشا المندثر؟!
{ إن (قطاع الشمال) حركة مسلحة (متمردة) في جبال النوبة وأقصى أطراف النيل الأزرق، وينبغي التفاوض معها بذات المنهج الذي تفاوض به الحكومة حركات التمرد في دارفور. ورغم أن لي وللكثيرين رأي حتى في هذا النهج (العبثي) الذي لن يحقق سلاماً ولن ينهي تمرداً يتناسل (حركة) بعد (حركة) كلما تم توقيع اتفاق في (دوحة العرب)، إلا أن ما نعنيه هو عدم إلباس هذا (القطاع) المقطوع ثوباً (خاصاً) ومختلفاً عن لبوس الحركات المتمردة الأخرى في دارفور.
{ (نيفاشا) انتهت بخيرها القليل.. وشرها الكثير، فلا تبعثوها للحياة، أماتها الله.. وحمانا وحماكم.
{ وسبت أخضر



---------------------


عم .. سنهاجم "عبد الرحيم" مثل "نافع"
22/03/2013 13:30:00
الهندى عز الدين


{ عندما وجهنا نقدنا الموضوعي الساخن اللاذع والقوي، للاتفاق الإطاري بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال) في أديس أبابا، الموقع في يونيو 2012، كان ممثل الحكومة هو رجل الدولة والحزب الأقوى.. مهاب الجناب الدكتور المحترم "نافع علي نافع"، ولم يكن ذلك ليمنعنا أو يحول بيننا واستهداف ذلك الاتفاق (المفخخ)، الذي تراجع عنه صاحبه عملاً بشعار (نراجع ولا تأخذنا العزة بالإثم فلا نتراجع)، ولهذا فإن الأمر يبدو سخيفاً إذا تساءل البعض مشككاً في إمكانية ذود ذات الأقلام عن حمى ذات الوطن، فقط لأن الذي أعلن الموافقة على الحوار مع (قطاع الشمال) هو الفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" وزير الدفاع الوطني!! وكأنهم أرادوا أن يقولوا إن دكتور "نافع" أقل ثقلاً ومقاماً في هذه الدولة من سيادتو "عبد الرحيم"!! مع العلم بأن الأول هو بمثابة (أمين عام) الحزب الحاكم، ثم أنه مساعد الرئيس، وبرتوكولاً ومراسيمياً - دعك من عملياً وجوهرياً - (المساعد) أعلى من (الوزير)، وللاّ ما كدا يا جماعة؟!


{ نحن مستعدون - كما استعداد الحكومة للحوار مع قطاع الشمال - لتعبئة الرأي العام السوداني ضد أي (مشروع) اتفاق يعيد إنتاج فوضى وعبثية (نيفاشا)، أو نفخ الروح في (الاتفاق الإطاري) الذي مات وشبع موتاً.. لا أعاده الله.
{ هذه البلد ليست حكراً لزمرة (ساسة)، أو بضعة (جنرالات)، ليبيعوا فيها ويشتروا كيفما يشاءون، فالحكم والفيصل هو الشعب، وقد صبر على أخطائهم كثيراً، وتسترنا جميعاً على هفواتهم عديداً، حفاظاً على وحدة ما تبقى من هذا التراب.. هذا الوطن.
{ لكننا لن نألوا جهداً في أن نقاومهم بالقلم، ونجادلهم بالحجة، ونواجههم بالحقائق، أعلنوها أو أخفوها، في زمن لا يعرف الكتمان، ولا يحب التخفي!!


{ لقد قمنا بواجبنا تجاه الوطن بكل مسؤولية وتجرد، نقداً ثبتت صحته ودقته لاتفاقية (نيفاشا) وما تلاها، فتحقق ما قلنا به، ونبهنا له بالمسطرة.. والحرف بالنقطة والشولة!!
{ انتهت (نيفاشا) إلى تقسيم بلادنا إلى دولتين متحاربتين، وسينتهي أي اتفاق مشابه مع (أولاد نيفاشا) من بقايا الحركة الشعبية في دولتنا إلى (انفصال) أقاليم أخرى من السودان (الشمالي)، بعد أن ذهب (الجنوب القديم)، وتهيأوا لعملية (بتر) الجنوب (الجديد)!!


{ "عرمان" و"عقار"، و"الحلو" و"ياسر جعفر" و"وليد حامد" ليسوا سياسيين مؤمنين بالديمقراطية والحريات، وحقوق الإنسان.. لم يمارسوها ولم يعرفوها، بل هم مجرد (ضباط) في جيش الحركة، لم يتخرجوا في (الكلية الحربية) السودانية ولم يتأهلوا في مدرسة (الوطنية السودانية)، وبالتالي فإن أي اتفاق (وهمي) معهم سيشبههم لا محالة.. يشبه سلوكهم السياسي والاجتماعي.
{ سيحترق (كل) من يقود الحوار مع (قطاع الشمال)، استناداً إلى تراث (نيفاشا)، مهما علت رتبه ومقاماته.
{ ونبقى نحن، ويبقى الوطن، بينما يظل أصحاب الأقلام (الرمادية) يتفرجون على المشهد وكأنهم غير معنيين، لا بالقضية ولا بالسودان.. يطلقون أسئلة مهزوزة من شاكلة: (هل سيهاجمون "عبد الرحيم" مثل "نافع")؟!! ثم أنهم سيتمسحون بـ (كريم) السلام (المضروب) فاقد الصلاحية.


------------------------

الزمان الأغبر !
الهندى عز الدين


إذن فقد أصبحت السودانيات (سلعة)، والترويج يتم على الملأ ليتنافسن في المزايدة .. وعلى رأس الشروط ـ بالعربي الفصيح السافر ـ أن تكون السلعة من ذوات (البشرة غير الداكنة) حسب نص الطلب الذي يقف خلفه ذلك المتاجر ببناتنا .
الكلام لم يعد سرأ، خصوصا وأنه بلغ أمس حد الكلام العلني في منابر الجمعة، ولذلك نقول إن الزميلة (الانتباهة) .. وقعت في خطأ أثق شخصيا بأنه غير مقصود، حين تسرب لصفحاتها في عدد أول أمس الخميس إعلان غريب جارح صادم، يطلب فيه المعلن سودانيات بأعمار تتراوح بين الحادية والعشرين والخامسة والثلاثين .. للعمل في دولة الكويت الشقيقة .. مشترطا ـ إضافة للبشرة غير الداكنة ـ أن تكون المتقدمة جميلة، مع بعض المهارات المهنية البسيطة، والتي لا نستبعد أن تكون تمويهية، ومنها (الذكاء وسرعة الفهم) !!


مصيبة الإعلان .. أنه جاء في ربع صفحة، وأنه ورد تحت ترويسة تحمل طابع الرسمية تقول : (وزارة تنمية الموارد البشرية ـ الإدارة العامة للاستخدام ـ إدارة استخدام السودانيين بالخارج) !
والوظائف كان من الممكن أن تكون مبلوعة .. لو كانت في مرافق خاصة ببنات حواء فقط، لكن ما يوجع القلب انها حصرية في مجالات حددها الإعلان بدقة متناهية، وهي : (مبيعات، كول سنتر، حجز تذاكر طيران، فنادق، تسويق، ضيافة، استقبال) !
الصدمة الأكبر، أن الإعلان اشترط على المتقدمات إرسال ثلاث صور شخصية ملونة (تبيّن الشكل من الرأس إلى القدم .. على أن تكون مختلفة) .. أي بأوضاع مختلفة .. تظهر الجسد من كل الزوايا من الرأس حتى القدمين !!



الأخطاء تقع من الصحف، وأهل المهنة يعرفون أن الصحيفة التي لا تخطئ لا وجود لها، وكم من الأخطاء التي عشناها طوال عقود من العمل الصحفي المستمر .. تقترب هولاً من قيام الساعة .. ولذلك لم أقف كثيرا عند الخطأ المهني المحرج، خصوصا وأن (الانتباهة) بادرت في اليوم التالي بنشر اعتذار عن الإعلان الكارثي، وهو نهج حضاري مشكور .. طالما أن الأخطاء لا يمكن أن تستثني عملا متواترا ومستمرا بشكل يومي دون انقطاع .
لكن ما جعل الدم يغلي في العروق، أن الإعلان يشي بما ينم عن تجارة خارجية بفتياتنا (تحت ستر الليل)، دون أن يملأ الإعلان آفاق الدنيا بالنشر، ولا أحد يعلم إن كانت هناك سوابق غير معلنة .. تم من خلالها توظيف بناتنا بنفس الشروط والمواصفات، كما أن وجود اسم وزارة تنمية الموارد البشرية، والإدارة العامة للاستخدام، وإدارة استخدام السودانيين بالخارج، وكلها وردت في الإعلان كما أسلفنا، يرفع عشرات الأسئلة المستفهمة، ويوجه أصابع الاتهام مباشرة لهذه الجهات، بل ويجعل الريبة تتجه صوبها بشكل لا مواربة فيه !!


مطلوبات فورية يجب توفيرها الآن للرأي العام، فتجارة الفتيات تعدت دول (الخبرة) لتصل الآن إلى فتياتنا، والمطلوبات تتعلق بأي تجارة سابقة يمكن أن تكون قد حدثت بموافقة الجهات (الرسمية) التي وردت أسماؤها في الإعلان، كما تتعلق بتقارير من سفاراتنا .. عن طبيعة الأعمال التي تمارسها السودانيات المستقدمات بالخارج .. تحسبا من أي تجارة بهن .. لم يكن لها وجود في تاريخ السودان !
المصائب باتت تضربنا في الكبد .
سحقا للزمان الأغبر

Post: #156
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-28-2013, 09:14 AM
Parent: #155

5192010112752AM2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



طه يتحدث أمام الإعلام بعد صيام:
«نيفاشا» حية وراضٍ عن نفسي وكلمتي للتأريخ ستأتي في الوقت المناسب

الخرطوم : الصحافة:



دعا وزير الدولة بوزارة شؤون مجلس الوزراء د.محمد المختار حسن حسين ، رؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية وبعض الكتاب الى مؤتمر صحفي يعقده النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه أمس،ويبدو أن كل أو غالبية المدعوين لبوا الدعوة،وجاءوا تسبقهم توقعاتهم بما سيطرحه طه الذي صام أسابيع عن الحديث لغيابه في عطلة بألمانيا،بجانب صدى لقائه مع مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج.
طه الذي جلس الى جواره مساعدا الرئيس الدكتور جلال الدقير،والعقيد الركن عبد الرحمن الصادق المهدي، ووزير الزراعة الدكتور عبد الحليم اسماعيل المتعافي،بجانب محمد المختار ، الذي أدار المؤتمر بطريقة أرادها غير تقليدية حيث منح الحضور فرص طرح الأسئلة بلا كلمة افتتاحية.
طه بدا في لياقة ذهنية كاملة،وروح معنوية عالية،واستفاد من الاسئلة المتتابعة فرد عليها بطريقة الحزمة وليس حسب ترتيب طرحها،فقدم أجوبة على أخرى وربط بعضها وكانت بعض أجاباته تحمل أكثر من وجه ويمكن قراءتها من زوايا مختلفة،وتجنب كعادته الرد بنعم أو لا.
مطلوبات الحوار الوطني
وركز النائب الأول على الحوار الوطني، ودعا لحوار دستوري جامع للتوافق والتراضي حول مستقبل السودان وكيفية إدارته وحل قضاياه.
واعتبر المرحلة الحالية للحوار الوطني وهو توجه الحكومة بكل مكوناتها السياسية ،وكشف عن استمرار الاتصالات للوصول لتفاهم مع القوى السياسية المختلفة في الداخل والخارج لتحديد غاياتها ومنهجها وحل مشكلات السودان عبر الحوار ونبذ العنف والممارسة الديمقراطية، ورأى أن المطلوب من القوى السياسية الجلوس والنظر في كيفية إيجاد إجابات لما هو صالح في أبواب الدستور الحالي وما هي الأبواب التي تحتاج إلي تعديل، الأمر الذي سيقود إلي دستور جديد وفقا للخبرة التراكمية في مجال الفقه الدستوري .
وأشار إلي أن نهاية المرحلة الانتقالية تضمنت أمرين الأول يتعلق بالترتيبات المرتبطة بالجنوب وما قادت إليه وترتيبات خاصة بالمنطقتين، والأمر الثاني يتعلق بالنظام الدستوري القائم الآن والذي تضمن منهجية الحكم والإدارة الفدرالية وفق مشاركة معينة للمركز والولايات .
ووصف نيفاشا بأنها لم تكن اتفاقية لحل قضية الجنوب في إطار سلمي أو سياسي انتهى بالانفصال فقط، وإنما اتفاقية أسست للنظر في إدارة الشأن الوطني السوداني وسعت لتقديم إجابات محددة ضمنت في مبادئ الدستور الانتقالي لعام 2005م وأشار الى أن الدستور هو الوثيقة السياسية القانونية والدستورية التي تمثل ما هو قائم من اتفاقية السلام الشامل الموقع في نيفاشا.
وتطرق الي كيفية النظر إلي تطور العلاقة مع جنوب السودان وانخفاض التوتر والاحتقان في الساحة السياسية وتوظيف هذا المناخ لصالح تطور الأداء السياسي نحو مزيد من الاستقرار والتفاهم المشترك ، ورأى أن الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان ستوسع مساحة الحوار، مشيرا إلي اتخاذ إجراءات تمهيدية تتصل بتهيئة مناخ الحوار والحريات العامة وحرية الصحافة لتوسيع دائرة الحوار وانجاحه،مشيرا الى انه في ظل اجواء التوتر مع الجنوب كانت روح الحوارالداخلية مختلفة.
واضاف هناك بشريات من القوى السياسية التي لم تشارك وهي أن إدارة الحوار لم تكن عقبة حيث لم يشترطها أي من الأطراف بحيث يمكن ان يقود هذا الحوار إلي مخرجات يكون الشعب هو صاحب القرار فيها عبر الاستفتاء او الانتخابات،لافتا الى ان التجربة السودانية بها نضج كبير يمكنها من وضع الدولة في مكانها بقدرة تهزم الأجندة الأجنبية .
وذكر طه أن الحكومة لن تعزل أحدا في الحوار الوطني ويمكن لمالك عقار وعبد العزيز الحلو ان يشاركا في الحوار واعداد الدستور من اجل مستقبل البلاد،باعتبارهما مواطنين لهما حقوق وعليهما واجبات.
الربيع مرَّ من هنا
وقال النائب الاول لرئيس الجمهورية ان الحراك الذي حدث في دول الربيع العربي اذا كان بسبب البحث عن قضايا التعددية والعدالة الاجتماعية وحرية الممارسة السياسية، فان السودان قد خطا خطوات كبيرة في هذا المجال، وتابع « استطعنا في هذا الصدد تجاوز مرحلة الشعارات الي مرحلة الحقائق العملية الملموسة» .
ورأى ان الذي أمن السودان من ثورات الربيع العربي هو ان الدولة اوجدت مسارات عديدة لحرية التعبير وأنشأت أطراً حقيقية يمكن للمواطن ان يمارس من خلالها حقوقه المكفولة بنص الدستور .
واشار الي ان السودان بالرغم من الضغوط السياسية والتآمر الخارجي الذي تعرض له استطاع افشال كل المحاولات التي كانت تريد استغلال أي احتجاجات بشأن ارتفاع الاسعار والاتجار بها سياسيا .
وأفاد ان كل هذه المحاولات خابت جميعها ليس لان الدولة تمارس قمعا ضد معارضيها وانما لانها اوجدت الاطر الكفيلة التي تمكن المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية .
واضاف ان السودان يشكل حضوراً في الساحة الاقليمية المجاورة له المتحركة والمستقرة ولديه حوار مع كل القوى الإسلامية والوطنية وذلك لتقوية علاقاته مع هذه الدول للوصول الى تفاهمات تصل مرحلة التكامل والتعاون السياسي والأمني.
واعرب عن تفاؤله بمستقبل الاقليم . واضاف « يمكن ان تتبلور آليات للتفاهم بين شعوب المنطقة لمزيد من تعضيد التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، مبينا ان قضية الحدود و»القنابل الموقوتة» لن تقف عائقا امام السودان في تبادل المنافع مع دول الجوار، مشيرا في هذا الصدد أن النزاع على حلايب ليس واردا ان يلقى بها في وجوهنا، وهذا ينطبق على الجنوب فلن تقف المناطق المختلف عليها عائقا امام تبادل المنافع .
لقاء علي الحاج
وحول لقائه مع الدكتور علي الحاج في برلين مؤخرا قال انه جاء بمبادرة من الاخير وتم في الاطار الاجتماعي، لكنه ناقش قضايا البلاد والمهددات التي تحيط بها ،موضحا أنه لمس منه شعورا عميقا بالتحديات والمخاطر التي تجابه الوطن ،كما انه ابدي استعدادا لتجاوز مرارات الماضي والمضي نحو احداث حوار وطني جامع يعمل علي تقريب وجهات النظر بين كافة المكونات السياسية في ساحة العمل السياسي بالبلاد.
وكشف اتفاقهما أنهما شركاء فيما جرى بخيره وشره،وأخذ العبرة،والحرص على حماية توجه السودان الإسلامي.
وقال ان لقاءه مع علي الحاج اكد ايضا علي ضرورة نبذ العنف وان الحوار حول مختلف القضايا هو السبيل الوحيد الذي يمكن ان تعالج به كل الموضوعات والقضايا .
واضاف طه : نحن مستعدون للمضي قدما نحو كل ما يعزز هذا الحوار عبر ابراز صدق النوايا وفتح الابواب وطرح المبادرات والتوافق علي الاحتكام للشعب في نهاية المطاف لتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة، وذلك عبر انتخابات حرة ونزيهة ،مشيرا الى ان التفاهمات والاقرارات مطروحة للنظر من جانب الحكومة والمعارضة.
وحول إمكانية لقائه بالدكتور حسن الترابي لتذويب الخلافات، قال انه لا يمانع من لقاء أي شخص سواء الترابي او غيره، لكن المطلوب أن تكون اللقاءات مرتبطة بما يمكن أن يدفع الأمور إلي الأمام وليس لقاءات من اجل اللقاء .
تنحي البشير
وعن خلافة الرئيس عمر البشير بعد اعلانه عدم رغبته في الترشح، قال طه انه أمر تحدده أجهزة ومؤسسات المؤتمر الوطني والمجتمع السوداني بأكمله، و» الرئيس البشير بما عرفته عنه فهو صادق في حديثه، هذا الاحساس ينبغي ان يعبر عنا جميعا باعتبار ان المسؤولية الوطنية امانة ويوم القيامة خزي وندامة الا من أداها بحقها «.
واوضح ان الحديث عن انه لن يترشح مرة اخري يعبر عن ذاته بصدق وعن ذواتنا جميعا والجميع يعرف هذا ولكن القرار النهائي في هذا الشأن بيد أجهزة ومؤسسات المؤتمر الوطني وربما يتجاوزها الى المجتمع السوداني بأكمله، مشيرا الي ما أحدثه هذا التصريح من ردود أفعال في أوساط المجتمع السوداني. ورأى ان هناك استحقاقات بنص الدستور والبرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية تقتضى ان يؤسس لها من خلال دوره ومسؤوليته الوطنية ،
وقال النائب الاول « البشير بما اعرفه عنه ليس من الرجال الذين يلقون بالأمانة عن كاهله ويمضى فى سبيله دونما اكتراث خوفا من الفشل وانما يتسم بشجاعة ومسؤولية ويؤمن بالتغيير والتجديد» ، ودعا طه الى معالجة هذه القضية بعيدا عن العاطفة.
تغييرات دارفور
وحول تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور وتزايد التفلتات، قال طه إن الحكومة تعمل علي مراجعة الأداء التنفيذي والاداري بولايات دارفور في أعقاب التفلتات الأمنية في الإقليم مؤخرا بما يؤدي الى بسط هيبة الدولة وفرض الأمن والاستقرار .
وأضاف ان هناك ضرورة إلي معالجات سياسية وأمنية وإدارية خاصة في دارفور، مشيرا إلي أن السلاح الموجود في إطراف دارفور يشكل تهديدا كبيرا للأمن في المنطقة وهو تهديد يواجه الأنظمة والمجتمعات.
واعلن عن صدور قرارات بتغيير في بعض ولاة ولايات دارفور قريبا.
كما كشف عن تعيين وزير جديد للرعاية والضمان الاجتماعي خلفا للوزيرة أميرة الفاضل التي استقالت من الوزارة لظروف خاصة .
الفجر الجديد
وأكد طه أن الحوار مع «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» سيكون لاستكمال المشورة الشعبية وبروتوكول المنطقتين، وقال ان اتفاق نافع - عقار لم يرفض للموضوعات التي شملها وانما بعض الموضوعات ليس منبرها واختصاصها و مرجعياتها آلية الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلي أن الاتفاق به قضايا محلها الحوار القومي الجامع حيث يمكن لأبناء المنطقتين طرح آرائهم ومقترحاتهم.
ورحب طه بالتوقيع علي مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات مع الجنوب، وهنأ الفريق سلفاكير رئيس دولة الجنوب علي مواقفه ودفعه باتجاه تنفيذ الاتفاقيات، معربا عن أمله في أن تتواصل هذه المواقف .


وأوضح في هذا الصدد أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التواصل بين الرئيسين البشير وسلفاكير لتأكيد الالتزامات والاتصالات والإجراءات التي تمت بشأن الاستقرار والسلام بين البلدين.
وعن وثيقة «الفجر الجديد» قال طه، ان الفجر الجديد إذا كان منهجا للتغيير العسكري فلن ينجح وأي محاولة لفرض التغيير عن طريق القوة العسكرية والانقلاب أو القتال المباشر لن تنجح ومصيرها الفشل ، هي محاولة عالية التكلفة، غير أنه رحب بالفجر الجديد إذا كان للحوار الوطني .
وحمل طه الغرب خطورة ما نبه له السودان من إضفاء الشرعية علي تفكيك الدولة ذات السيادة والحدود الموروثة من الاستعمار .
وذكّر المجتمع الدولي بصمته وعدم تدخله حيال منع فصل الجنوب مقابل تدخله ومنعه لانفصال بيافرا ومناطق أخري، مشيرا إلي خطورة اللعب علي ورقة الاثنيات في السياسة الدولية، والتي استخدمت لانفصال الجنوب في تقسيم البلدان، الأمر الذي ستكون له آثار كبيرة علي الأمن والسلم الدوليين.
الصراع والفساد
وعن تفشي الفساد في مؤسسات الدولة ، أكد طه أنه لا كبير على القانون مهما بلغت مرتبته السياسية ومنصبه ودرجته الوظيفية،وان التحريات ستطال كل من تظهر عليه شبهة في اي موقع،ويبقى التحدي امام من يثيرون الاتهامات باثبات ذلك امام القضاء،وناشد المواطنين الى تقديم المعلومات والبينات الصحيحة،لكشف الفساد وملاحقة المفسدين،مؤكدا ان حكم القانون سيأخذ مجراه كاملا.


واضاف ان الحكومة ترحب بقيام منظمات للشفافية حتى تدخل قضية محاربة الفساد في الثقافة السياسية والانظمة التعليمية.
ونفى طه ان يكون الصراع في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية مؤشرا على اضطراب جهاز الدولة،ورأى ان النزاع بين النقابات والوزارات أمر طبيعي،واعتبر أن النصف الممتلىء من الكوب ان هذه الصراعات وان كانت تشوه صورة الدولة الا انها شفافية مطلوبة لأنها ترياق ضد «الدسدسة والغطغطة» تؤكد ان الرقابة موجودة وان المسؤول لا يمكن ان يتصرف لوحده خارج نظام السلطة والقانون،لافتا الى ان الدولة قادرة على محاسبة كل مخطىء ومتجاوز.
كلمة للتأريخ


وقال طه انه لم يقل كلمته للتأريخ في شأن اتفاق نيفاشا الذي وقعه مع جون قرنق في العام 2005،وقال ان البعض ينظرون اليها من خارج سياقها،وتابع:» أنا راضٍ عما فعلت من اجتهاد سياسي،وفعلت بقدر ما استطيع من اخلاص لله والوطن واهل السودان»،مؤكدا ان «الاتفاقية لم تكن املاء من الخارج وأوراقا من وسطاء وجهات أجنبية واننا كنا مجرد كومبارس،وسينظر في ذلك عندما يأتي الوقت المناسب.


( -----------------

Post: #157
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 03-31-2013, 05:48 AM
Parent: #156

حديـــث علي وغـــازي.. مـــاذا وكـيـــف؟

الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ السبت, 30 آذار/مارس 2013


منذ فترة اختار د. غازي صلاح الدين الصمت وسكت عن الكلام المباح وغير المباح، لكنه خرج عبر مؤتمره الصحفي الذي عقده بمكتبه بالمجلس الوطني، بحديث من العيار الثقيل في كل الشواغل السياسية هذه الأيام..
ووقف كثيرٌ من الناس عند النقاط المهمة التي تناولها، بجرأة ووضوح معروفين في الرجل، خاصة أن دقة وحساسية القضايا التي تناولها تقتضي من الجميع نقاشها في الهواء الطلق وعدم تركها للتأويلات والتفسيرات التي ملأت الأجواء السياسية وزحمتها ولم تترك مجالاً لرأي سديد..


خلال الأيام الفائتة كان حديث السيد النائب الأول للرئيس في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، وقبله حديث السيد الرئيس لصحيفة الشرق القطرية، ثم جاء حديث د. غازي أمس الأول عبر مؤتمر صحفي عقده في مكتبه بالمجلس الوطني.
كل هذه الأحاديث أثارت لغطاً كبيراً في الساحة السياسية باعتبارها تصدر عن قوس ومشكاة واحدة، فهم أهل الحكم وقيادة المؤتمر الوطني وتحمل أحاديثُهم وأقوالُهم قيمتها من كونها الإطار المؤسِّس لتوجُّهات وسياسة الدولة أو الحزب..
حديث د. غازي فيه مفترقات واضحة مع حديث علي عثمان، وإن كان في بعض الجوانب مكملاً له أو شارحًا لمتن المواقف السياسيَّة العامة للحكومة التي وردت على لسان علي عثمان.. لكن كلا الحديثين وقبلهما حديث الرئيس صنعا حالة من الإرباك لدى الرأي العام حول حقيقة الموقف والتوقُّعات المحتمَلة.
لكن هناك اختلافات واضحة في بعض النقاط لا بد من التوقف عندها..



علي عثمان في مؤتمره الصحفي أطلق عبارات ذات دلالات عامة ولم يجزم بشيء محدد حول ترشيح الرئيس لدورة جديدة، بينما ذهب غازي إلى القول إن الدستور لا يسمح للرئيس بالترشح إلا في حالة تعديل الدستور ودعا للالتزام بالدستور كضامن لاستقرار النظام.. في هذه النقطة يوجد خلاف بين الرأيين والموقفين..
في قضية الفساد، ما يصدر عن رئاسة الجمهورية خاصَّة الرئيس ونائبه الأول، أن قضية الفساد تتطلَّب جملة من الإجراءات والتدابير ومن بينهما ما يقال دائماً إن من بحوزته معلومات فليقدِّمها للجهات المختصة.. الأمر الذي يجعل الحديث عن الفساد مجرَّد تخرُّصات واتهامات معلَّقة في الهواء، لكن غازي خالف علي عثمان في هذه النقطة بأنَّ الفساد ومحاربته يحتاج لإرادة سياسيَّة تطبق القانون والموجود من تشريعات وليس لسنِّ أخرى جديدة..
ويريد غازي بالرغم من التوافق من ناحية المبدأ والفكرة والشعار مع قيادة الحكومة، بشأن الإجماع الوطني، يريد إجراءات محدَّدة وخطوات معيَّنة لتهيئة المناخ الملائم للحوار بين مكوِّنات العمل الوطني، من بينها الحرِّيات العامة وحُرِّيَّة الصحافة وغيرها من الإجراءات المعروفة في هذا الجانب..


لكن النقطة الأبرز في كل حديث د. غازي موقفه من الدعوات الإصلاحية التي يتصدَّرها شباب المؤتمر الوطني والحركة الإسلاميَّة ومجموعة سائحون وإقتناعه بآرائهم ومواقفهم ودعمه الكامل لهم كما قال..
وهذا الموقف المعلَن من الدعوات والتحرُّكات الإصلاحية الشبابيَّة والسائحون وأي مجموعات وأفراد داخل الحزب، يضع غازي في مواجهة جديدة مع الرافضين لأي منحى إصلاحي والمتشككين في تحركات مجموعة سائحون والقيادات الشبابية التي تريد التغيير ويئست من أي حلول ترقيعية منذ بروز التيار الضاغط المنادي به.

.
يربح غازي بلا شك هذه المجموعات وقد راهن عليها منذ أوان مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، وتلاقى معها كما أعلن مؤخَّراً، وسيكون التيار الإصلاحي أعلى صوتاً بين شباب المؤتمر الوطني وأكثر جرأة، ولا ينبغي لقيادة الدولة والحزب إغفال تحرُّكات الشباب، فلا بد من الاستماع إليهم وتلبية مطالبهم، فكم أضاع أهل الحكم والمؤتمر الوطني فرصاً وسوانح ثمينة للغاية بصمّ آذانهم عن سماع أي صوت مغاير صدع بدعوة الإصلاح ونادى بضرورات وحتميَّة التغيير المقبول قبل أن ينسدّ الأفق

Post: #158
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-02-2013, 05:45 AM
Parent: #157

2sudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




الصراع يحتدم .. وانقسام في حزب البشير.

.بكري وعبد الرحيم ونافع وأسامة يرفضون طه بديلاً للبشير


04-02-2013 01:50 AM
الخرطوم: أحمد يونس
أثار تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير عزوفه عن الترشح لدورة رئاسية جديدة، عام 2015، عدة أسئلة عديدة حول مدى صدقية هذا الاتجاه، وصراعات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، كما برزت تيارات بعضها داخل الحزب الحاكم وفي أوساط قوى المعارضة.

وأدت التصريحات لانقسام المؤتمر الوطني على نفسه، بين مؤيد لتنحي الرئيس على استحياء، ورافض لفكرة تنحيه برمتها. الرافضون للفكرة هم الأعلى صوتا، أما مؤيدوها داخل الطاقم الحاكم والقيادة العليا في الحزب فيدسون رؤوسهم، صامتين، ولسان حالهم يقول «ربما كان إعلان الرئيس بالون اختبار يعرف من خلاله من معه ومن ضده»، فاختاروا الصمت على استحياء.

ويعد رئيس كتلة المؤتمر الوطني البرلمانية الدكتور غازي صلاح الدين، وللرجل مواقفه المتميزة منذ مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، من أبرز الذين «قبلوا» فكرة التنحي، فقد نقلت عنه تصريحات صحافية عن تعذر ترشيح الرئيس وفقا للدستور القائم، بيد أنه تراجع عن تصريحاته تلك في اليوم الثاني. ونقلت قناة «شروق نت» شبه الحكومية عنه قوله إن تصريحاته ليست رأيا متعلقا بأهلية الرئيس ولا بجدوى ترشيحه، لكنها تستند إلى نص محكم في الدستور الانتقالي لسنة 2005. لكنه عاد ليقول «إذا أجمع الناس على أن أمور البلاد لا تستقيم إلا بالتجديد للرئيس، فعليهم عندئذ تعديل الدستور، أو إصدار دستور جديد يسمح بتجديد غير مقيد للولاية»، وهكذا عاد ليصنف نفسه ضمن الذين يؤيدون الفكرة على استحياء.

من جهته، قال عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني قطبي المهدي، في تصريحات له، إن حزبهم سيواجه أزمة كبيرة إذا لم يُعط موضوع ترشيح عمر البشير في الانتخابات أولوية، لأن القواعد تعتبر البشير أحد ضمانات الحزب نفسه، لأنه يملك قدرات استثنائية في القيادة، إضافة إلى أنه يمثل المؤسسة العسكرية، وأن غيابه سيكون له تأثير سالب على الحزب.

في الصف المقابل فهناك مجموعات يصفها المحللون بأنها تعيش تحت جلباب الرئيس ترفض جملة وتفصيلا تنحيه، وهي تحتمي بالرئيس في وجودها في السلطة ويرتبط بقاؤها ومصيرها ببقائه. وكانت صحيفة «الصحافة» السودانية قد نقلت عن رئيس العلاقات الخارجية بالحزب إبراهيم غندور، قوله إن علي عثمان محمد طه هو الأقرب إلى خلافة رئيس الجمهورية في الترشح للانتخابات المقبلة، بحكم أنه ظل نائبا للرئيس لفترة طويلة، مقرا بوجود تحد في مسألة المرشح الآخر الذي يكون خليفة حقيقيا للبشير، رغم أنه قرار يعود لمؤسسات الحزب.

ورغم قول غندور فإن القيادي الإسلامي وأمين الفكر والدعوة بحزب المؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق أمين يرى أن علاقة طه مع كثير من النافذين داخل الحزب تحول بينه وبين وراثة الحكم. ويقول عبد الرازق في إفادته لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقة بين رئيس جهاز الأمن السابق وعضو المكتب القيادي للوطني قطبي المهدي ورئيس كتلة نواب الحزب في البرلمان غازي العتباني ليست على ما يرام. وكان قطبي قد قال لـ«الشرق الأوسط» في حوار إنه في حال استقالة الرئيس، فإنه كل على من حوله الاستقالة، لأنهم تحملوا المسؤولية معا وهم في سن متقاربة. ويضيف عبد الرازق أنه «تاريخيا» لا يثق الرجلان في طه، مما يضعف فرصه في وراثة الرئيس البشير.

وقال عبد الرازق إن مجموعة العسكريين، وعلى رأسهم وزير الرئاسة الفريق بكري حسن صالح، ووزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين، لن تقبل جلوس طه في المكتب الرئاسي. وحسب عبد الرازق فإن مجموعة الصقور، بزعامة نائب البشير في الحزب نافع علي نافع، ووزير الكهرباء والمياه أسامة عبد الله، هي الأخرى لا تقبل بوصول طه إلى الكرسي الأول في البلاد. ويوضح عبد الرازق أن الرئيس لن يستقيل فعلا، وأن تصريحاته مجرد «بروباغندا»، لأنه إذا غادر القصر فسيصبح مهددا بمذكرة التوقيف الصادرة ضده من المحكمة الجنائية. ويعتبر عبد الرازق قرار توقيف الرئيس من الجنائية الدولية واحدا الأسباب التي أدت لتعقيد الأوضاع في البلاد. ويضيف «أما الباقون فإن هناك 47 منهم ما زالت أسماؤهم تنتظر صدور قرارات بتوقيفها من المحكمة الجنائية، وهي لن تفرط في الرئيس البشير الذي تتخذ منه حائط حماية».

من جانب آخر، وصف عبد الرزاق دعوات طه للوفاق الوطني، وإعلانه عن استعداده لمقابلة الترابي، بأنها مجرد حديث للاستهلاك، لأن حزب المؤتمر الشعبي توصل منذ وقت طويل إلى أن الطريق الوحيد لإحداث التغيير هو إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية، وأن أي لقاءات بين ممثلي الحزبين لن تتجاوز الإطار الاجتماعي.

وقال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة لا تعتبر الصراع في السودان صراعا شخصيا مرتبطا بأشخاص محددين، بل هو صراع مع نظام وأيديولوجيته التي خلقت الأزمة السودانية الراهنة. وقال إن سياسات وأيديولوجيا المؤتمر الوطني هي التي أدت لوصول النظام لعنق الزجاجة الذي دخل فيه، وجعله لا يستطيع الحكم وأدى لتصدعه بما يهدد بانهيار الدولة، وإن على النظام أن «يذهب كله» لأن في بقائه تفتت السودان، وإنهم كمعارضة غير مهتمين بمن يجلس على رأس النظام.

ورفض الخطيب أي حوار يصنف بأنه مساومة تبقي النظام، مؤكدا أن أي حوار يجب أن يذهب باتجاه تكوين حكومة قومية انتقالية تنفذ برنامج البديل الديمقراطي وتعقد مؤتمرا دستوريا، لوضع مبادئ لدستور يجمع عليه بعد إجراء الانتخابات. ويقسم الخطيب أطراف النظام والمتصارعين في داخله إلى مجموعتين، مجموعة مرتبطة بإيران والصين وروسيا وحماس، وهي مجموعة الصقور، ومجموعة أخرى تسعى لعقد مساومة مع المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا من خلال فرض حلول جزئية وإجراء إصلاحات ديمقراطية مع وجود النظام بما يحفظ المصالح الغربية في المنطقة والسودان، وهي المجموعة التي تقود هذه الأيام ما تطلق عليه الحوار مع المعارضة، وأن صراع المجموعتين برز بشكل سافر في ما وُصف بالمحاولة الانقلابية.


الشرق الاوسط
----------------



الخرطوم ـ وكالات: أعلن الرئيس السوداني عمر البشير امس الاثنين إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وجدد الدعوة إلى حوار جامع يمهد للتوافق حول دستور جديد للبلاد.
وجدد البشير، في خطاب أمام الهيئة التشريعية القومية (البرلمان) في دورة انعقادها السابعة، الدعوة إلى 'حوار جامع يؤكد القواسم المشتركة الرابطة بين أبناء الوطن، ويقدم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، ويسهم في تحقيق معالجة كلية للقضايا ترضي عامة أهل السودان، وتحفظ أمنه واستقراره، ويمهد الطريق للتوافق والتراضي حول دستور جديد للبلاد'.
وقال إن هناك استجابة مشجعة للدعوة، وأضاف :'سنمضي في الاتصالات مع القوى السياسية والاجتماعية كافة، دون عزلٍ أو استثناء لأحد، بما في ذلك المجموعات التي تحمل السلاح'.
وقال :'كفلنا مناخ الحريات وتأمين حرية التعبير للأفراد والجماعات، وتأكيداً لذلك فإننا نعلن قرارنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ونجدد التزامنا بتهيئة المناخ لكافة القوى السياسية التي أدعوها إلى إعلان استعدادها للحوار الجاد والتفاهم حول الآليات التي تنظم ذلك الحوار'.
وأكد في الخطاب الذي نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا) كاملا أن الحكومة تدعم مواصلة الحوار مع حكومة دولة جنوب السودان، وقال :'ظل سعينا راسخا بأهمية الحدود الآمنة، ووقف الاعتداءات التي أضرت بالعلاقة بين البلدين في الماضي، وضرورة التزام الأطراف بما تم الاتفاق عليه حتى تتحقق علاقات طبيعية يستفيد منها الشعبان في البلدين'.
وأضاف :'من ناحية أخرى، أفضت المفاوضات مع الفصيل الميداني لحركة العدل والمساواة إلى توقيع بروتكول تدخل به الحركة إلى صف الداعمين للعملية السلمية على أساس وثيقة الدوحة. وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يلتئم مؤتمر للمانحين بالدوحة تحت رعاية دولة قطر .. ومن جهة أخرى فإن سعيا جادا يتخذ لاستئناف الحوار حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بما يمكن للوصول إلى حلول مرضية تُكمل حلقات الأمن والاستقرار كافة'.
وتحدث عن أن العام الماضي شهد استقراراً ملحوظاَ في الوضع الأمني، وانخفاضاً في معدلات الجريمة.
وفي شأن العلاقات الخارجية، قال :'التزمنا في إدارتنا لعلاقاتنا الخارجية بسياسة معتدلة ومتوازنة قوامها الحوار والسعي لإرساء السلام والعدل .. مع مدافعة الضغوط ومحاولات التدخل في شئوننا الداخلية. وقد كان أبرز ما حققناه في هذا الصدد النجاح في تجاوز مساعي تدويل القضايا العالقة مع جنوب السودان باستخدام عصا العقوبات الدولية، حيث تمكنا من إبقاء الملف في الإطار الإفريقي وكثفنا الجهود لتعزيز التفهم الأفريقي لمواقفنا'.
وعن الوضع الاقتصادي، قال :'رغم الإفرازات السالبة التي نجمت عن انفصال الجنوب نجحت الإدارة الاقتصادية بانتهاج وسائل إيرادات ذاتية خالصة في الإيفاء بالتزامات'.
من جهة اخرى أكد القطاع السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن الحديث عن خلافة الرئيس عمر البشير وتحديد مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية أمر تحدده ومن اختصاص أجهزة الحزب المعنية بذلك، وذلك تعقيبا على التهكنات التي دارت في الفترة الأخيرة عن اختيار خليفة له بعد تصريحات له في هذا الشأن.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) نقلت عن نائب أمين الإعلام بالحزب ياسر يوسف القول 'هناك قضية تشغل الرأي العام والصحف على وجه الخصوص وهى قضية تحديد المؤتمر الوطني لمرشحه لانتخابات الرئاسة القادمة، والقطاع السياسي في اجتماعه اليوم (أمس) أدار حول ذلك نقاشا واسعا، وأكد أن الانتخابات القادمة يفصلنا عنها فترة لا تقل عن عامين'.
وأضاف 'ورغم أنه (المؤتمر) يرى أن ذلك التوقيت ليس مبكرا إلا أنه يرى كذلك أن هذه القضية لا تمثل الأولوية الضاغطة للمؤتمر الوطني لتكون الأولوية المتصدرة لاهتمامات الحزب الآن'.
وأوضح :'لقد دار كلام كثير حول هذه القضية، لكن دعوني أقول قولا شافيا في هذه المسألة وقولا نهائيا يعبر عن القطاع السياسي الذي يعد أحد المؤسسات الحيوية والفاعلة في المؤتمر الوطني، إننا نقول : لا مجال للحديث عن خلافة البشير إلا في المؤتمر العام القادم، وبالتالي أي كلام يقال في هذا الخصوص هو مجرد اجتهادات فردية وشخصية'.
وأضاف :'نعتقد أن مواعين الحزب من الاتساع بحيث تستوعب أي كلام حول ترشيح أو عدم ترشيح الرئيس البشير، ونعتقد أنه حتى يأتي الميعاد المناسب فإن الحزب في مقدوره أن يحسم هذه المسألة.. وخلافة البشير أو أن يقدم المؤتمر الوطني من يترشح أمر يخص مؤسسات الحزب والأجهزة المعنية فيه وأي كلام آخر دار حول هذه المسألة هو مجرد اجتهادات شخصية'


----------------



فيما يأمر عمر البشير بتحرير المعتقلين هل ينجح الأمريكان في تحرير النظام من رعونته ؟!
April 1, 2013
(حريات)

أعلن المشير عمر البشير في كلمته اليوم 1 ابريل امام المجلس الوطنى عن اطلاق سراح المعتقلين السياسيين في البلاد.

وفى اشارة ربما لدواعى القرار قال ان مؤتمرا للمانحين سيعقد في الدوحة تحت رعاية قطرية خلال الايام القادمة، معبرا عن شكره لدولة قطر لاستضافتها المؤتمر.

وكان عمر البشير أعلن عن نيته عدم الترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية لصحيفة قطرية (الشرق) ، كمقدمة لحضوره قمة الدوحة ، فيما فهمه مراقبون سياسيون حينها بانه (عربون) عمر البشير للإشتراطات القطرية والتي بدورها تعبر عن إشتراطات الأمريكان لخروج آمن له .

وفي ذات السياق قابل علي عثمان طه نائب البشير نائب الترابي علي الحاج في بون ، كمقدمه لتوحيد الإسلاميين خلف بديل متفق عليه بحسب السيناريو الأمريكي .

ثم خرج علي عثمان بتصريحاته عن الحوار الوطني والعملية الدستورية 27 مارس ، وأشار لضرورة الحلول الجزئية ، وإلى قبولهم للمفاوضات مع الحركة الشعبية شمال في أديس أبابا ، وإستكمال عملية سلام دارفورعبر منبر الدوحة ، وهي العمليات التي تجري برعاية اقليمية ولكن تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تسعى منذ زمن إلى تحرير المؤتمر الوطني من شططه ورعونته لتوطيد سلطته ! وهو الأمر الذي ظل المؤتمر الوطني يتملص منه لأسباب عديدة ، من بينها الآيديولوجية المغلقة وغياب العقل السياسي وصراعات مراكز القوى وضعف القاعدة الإجتماعية .

وقال المحلل السياسي لـ (حريات) ان الإدارة الامريكية تحاول إصلاح نخبة سياسية عصية على الإصلاح ، ويكفي في سياق ثقافة هذه النخبة أن يدمغ (الإصلاح) بالعمالة أو موالاة (الغرب الصليبي) لهزيمته ، حيث ان ثقافة الإسلامويين ثقافة تكفير وتخوين ، ولهذا وعلى مر عمر نظام الإنقاذ ظل الأكثر غلواً وتطرفاً هم المنتصرون !

وأضاف المحلل السياسي ان هذه النخبة أطاحت بنيفاشا رغم رهاناتها الكبرى حول وحدة السودان ، ورغم كل جزرها وعصيها ، بل ورغم انها وفرت لهذه النخبة فرصة التطهر من ماضيها الإجرامي والدموي ، ولكنها ورغم ذلك أطاحت بها وبوحدة السودان ، ثم باتت تصور كل ذلك وكأنه (مأثرة) ما بعدها مأثرة !

وقال ان الحلول السهلة السريعة التي يخطط لها الأمريكان ستصطدم عاجلاً أو آجلاً بطبيعة النظام العصية على الإصلاح ، وفي حال نجاحها التكتيكى تحت الضغوط والاملاءات صعبة المقاومة ، خصوصاً على الحركات المسلحة وحكومة الجنوب ، فانها ستشكل (هدنة مؤقتة) سرعان ما ينفجر بعدها الصراع الدموي الذي لم تخاطب جذوره الحقيقية .

واضاف انه مما يؤكد فشل سيناريو التسوية الامريكية المصممة لتوطيد المؤتمر الوطنى مع ( بربحته ) ، ان الادارة الامريكية ضغطت على حكومة الجنوب لايقاف الحرب والانسحاب من هجليج و للوصول للاتفاقات الاخيرة ، ولا تزال تضغط عليها وعلى الحكومة اليوغندية لارغام حركات المقاومة المسلحة على قبول الحلول الجزئية القابلة للارتداد ،ولكن رغم الهدايا والعطايا الامريكية فان الانقاذ لا تزال تواصل دعايتها التى تؤسس بها شرعيتها عن ( المؤامرة الامريكية ) عليها ! ويسكت الضالعون من قيادات المؤتمر المؤتمر الوطنى فى السيناريو الامريكى عن مثل هذه الدعاية لانهم عاجزون عن انتاج خطاب جديد ، ولاستفادتهم من نشر ايديولوجية الكراهية التى تفرخ الارهاب مما يجعل الامريكان فى حاجة مستدامة لهم ! و من هذه الزاوية وغيرها يتضح خطأ الرهانات التى تحاول تفادى الديمقراطية فى السودان – فالنظام الشمولى اذ يعجز عن اعادة انتاج سلطته الفئوية الا فى اطار التجزئة والاحتراب فانه كذلك عاجز عن اعادة انتاجها الا ضمن التعبئة الحربية ضد المختلف سواء ثقافيا او دينيا مما يعنى ان المنخرطين مع الامريكان فى المؤتمر الوطنى يظلون يواجهون ثقافتهم السياسية نفسها اذا حاولوا الاقتراب منهم علنا ! وهو الامر الذى يجعلهم يواصلون سياستهم النفاقية المزدوجة وكذلك تفريخ الارهاب كنتيجة ضرورية بمثل ما يفرخ استبدادهم الفساد والخراب تجاه اهل السودان


----------------

الرئيس السوداني بين تحمل المسؤولية والتهرب منها
د. عبدالوهاب الأفندي
2013-04-01



بعد أكثر من أسبوعين على صدور تصريحات صحافية للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير أعاد فيها الشهر الماضي التأكيد على قراره عدم الترشح للرئاسة مجدداً في انتخابات عام 2015 المقبلة، ما يزال الجدل محتدماً حول مغزى تلك التصريحات ومدى جديتها. وكان الرئيس السوداني قد أدلى بتصريحات مماثلة من قبل في أكثر من مناسبة، ولكن يبدو أن كثيرين لم يأخذوها على محمل الجد وقتها، خاصة وأن بعض قيادات المؤتمر الوطني (حزب النظام) قد ردت على تلك التصريحات بالقول بأن الحزب، وليس الرئيس، هو من يحدد مرشحه للرئاسة. وفي هذا تلميح بأن الحزب قد يجبر الرئيس على الترشح، وإيحاء بأن تلك التصريحات لم تكن سوى 'تمنع' مدروس.


ولكن التصريحات الأخيرة كانت قاطعة وواضحة بصورة تجعل التراجع عنها صعباً جداً، حيث ورد في المقابلة التي أجراها الرئيس مع صحيفة 'الشرق' القطرية على لسانه أن ثلاثة وعشرين عاماً من الحكم تكفي، وأنه لن يقبل الترشح مرة أخرى. وأضاف الرئيس إن ظروف السودان الصعبة تستدعي ضخ دماء جديدة في القيادة. ويذكر أن الرئيس البشير قد أدلى لأول مرة بتصريح من هذا النوع في لقاء عاصف جمعه مع شباب المؤتمر الوطني في فبراير عام 2011، حين كان الربيع العربي في أوجه. وقد واجهت القيادات الشبابية الرئيس باتهامات صريحة حول الفساد وسوء الإدارة داخل نظامه وانسداد الأفق السياسي وهو مطالب بالإصلاح والتغيير، فكان رده الإعلان بأنه لن يترشح مجدداً وأنه سيسعى إلى تمثيل الشباب في التعديل الوزاري المرتقب بعد انفصال الجنوب. ولم يتحقق الشق الثاني من الوعد، مما دفع للارتياب في شقه الأول.
وكان من المفترض أن تثير تأكيدات الرئيس الجديدة سعادة الكثيرين داخل الوطن وخارجه، خاصة وأن المطالبات بإنهاء حكمه ظلت تترى من كل حدب وصوب منذ أن وصل إلى السلطة. ولكن العكس حدث، حيث كانت هذه التصريحات مثار جدل وانزعاج، خاصة وأن التصريحات لم تفد بإنهاء نظام حكم البشير، بل أوحت باستمراره تحت إدارة جديدة قد لا تكون أفضل كثيراً في ظل الخيارات المتاحة.


وفي البداية فإن الحديث عن 'نظام البشير' يحتاج، مثل الشكوى من أنه استمر في الحكم لقرابة ربع قرن، إلى شيء من التمحيص. ففي حقيقة الأمر فإن الرئيس البشير لم يقض 23 سنة حاكماً للسودان، لأن الحكم خلال العشرية الاولى كان في أيد أخرى، ولم ينفرد البشير بالسلطة إلا خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية. فقد كان البشير أمضى سنوات طويلة يمثل دور الرئيس بإتقان شديد، بينما لم يؤد مهمة الرئيس حقيقة بإتقان في أي وقت. إلا أن المفارقة هي أن وضع الرئيس الحالي في قلب السلطة نتج أساساً من قدرته على تمثيل دور الرئيس عوضاً عن صاحب الأمر الحقيقي. فمثل هذا الوضع يتطلب زهداً من صاحب السلطة الفعلية في مظاهرها، مقابل زهد الممثل في السلطة الحقيقية. ويتطلب هذا ثقة كبيرة بين الطرفين، لأن صاحب السلطة الفعلية يسلم كل أدواتها إلى شخص آخر تصبح بيده وحده سلطة اتخاذ القرار، بينما لا تكون لذلك المنزوي في الظل سوى السلطة المعنوية، والرجاء أن ينصاع من بيده الأمر لمن يداه فارغتان. وبنفس القدر، فإن من بيده أدوات السلطة لا بد أن يثق بمن ينفذ هو نيابة عنه، لأن كل المسؤوليات والتبعات لما ينفذه تقع عليه، بينما يجب ألا يكون هناك تعارض كبير بين المطلوب منه والمقبول لديه.


والغريب أن ثقة أصحاب سلطة الظل لم تهتز في الرئيس البشير، لأنه لم يخطر لهم يوماً الإطاحة به طوال العلاقة. وللإنصاف ينبغي أن يقال أن البشير أبدى انضباطاً غير مسبوق تجاه إغراءات السلطة من جهة، وتجاه الاستفزازات والاضطراب في الأداء من المتنفذين من جهة أخرى. وإنما جاء الاهتزاز في الثقة المتبادلة بين بعض شركاء سلطة الظل. من هذا المنطلق فإن البشير لم يكن هو الذي انقلب على الترابي، وإنما كان شركاء الترابي في سلطة الظل هم الذين انقلبوا عليه، واحتفظوا بالبشير في دوره التمثيلي لأنهم كانوا على ثقة بأنه سيؤدي ذلك الدور كما كان يفعل في الماضي. وحتى عندما وقع الانقلاب الثالث، هذه المرة ضد صاحب سلطة الظل الثاني، علي عثمان، فإن هذا تم عبر عناصر أخرى في سلطة الظل، خاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية بقيادة مساعد الرئيس نافع علي نافع. فقد تعرض البشير ل 'هجمة' من قبل فئات تآمرية كانت تحرضه باستمرار على أن 'يستبد مرة واحدة'. ولعل الطريف أن كثيراً من فئات المؤلفة جيوبهم من قيادات أحزاب الفكة وبقايا مايو ساهموا بكثافة في هذه الحملة التحريضية. ولعل ما كان يحرك الجميع هو القناعة بأن التحول سيكون لصالح زيادة سلطتهم، باعتبار ان الرئيس زاهد في السلطة وأنه سينقل الأمر إليهم. ولكن خابت آمالهم كما خابت من قبل آمال بعض من ولى الرئيس النميري أو السادات.
نحن هنا أمام أمر لا سابقة له في التاريخ، يتمثل في سلطة نجمت عن فراغ. فما دام هناك خصوم وشركاء متشاكسون داخل أروقة السلطة وخارجها، فإن أسهم البشير ستظل في ارتفاع. وقد كان آخر المنضمين إلى ثلة الوافدين على بلاط البشير وحملة العرضحالات إلي جنابه الدكتور الواثق كمير، القيادي السابق في الحركة الشعبية المقيم حالياً في كندا. ولكن بخلاف المتآمرين في الظلام، فإن كمير بعث برسالة مفتوحة إلى الرئيس البشير في مقالة بعنوان: 'الكرة في ملعب البشير'، يطالب فيها الرئيس السوداني باتخاذ خطوات جريئة لتحقيق نقلة ديمقراطية حقيقية. وبحسب الواثق فإن المطلوب من البشير، إضافة إلى التحول إلى رئيس حقيقي، هو أن يعبر ليس فقط عن آراء حكومة ظل أخرى تدير الأمر من وراء ستار، بل أن يتولى تنفيذ برنامج أعده هذه المرة الدكتور كمير، الذي قد يكون من المناسب وقتها دعوته لتولي مهمة مستشار أو 'مساعد' رئيس الجمهورية للإشراف على برنامج يقود إلى التحول الديمقراطي.


ولم تكن هذه أول مرة يطالب فيها الرئيس البشير بخلع عباءته الحزبية وتولي قيادة حكومة وحدة وطنية تقود التغيير. وهذا يعني أن يقود البشير ثورة على المؤسسة الحزبية-الأمنية التي يعتمد عليها في استمرار سلطته، وهي بالمناسبة نفس التهمة الموجهة إلى ثلة الضباط الذين اعتقلوا العام الماضي بتهمة تدبير محاولة انقلابية. فقد كانت خطة هذه المجموعة بحسب ما تسرب من معلومات الإعلان عن فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تتولى السلطة خلالها حكومة مدنية غير حزبية، ويتم خلالها إطلاق الحريات والتوافق على دستور ثم إجراءات انتخابات حرة تحدد من يحكم البلاد وفق ذلك الدستور. وهذه هي المتطلبات الأساسية لإقامة نظام ديمقراطي مستقر في البلاد.


ولكن د. كمير لم ينس تذكيرنا، وهو يصدح بـ 'مؤامرته' المقترحة على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد، بأن هذه أيضاً كانت تحديداً 'المؤامرة' المسماة باتفاق نيفاشا. فقد اشتملت بنود تلك الاتفاقية على إجراءات والتزامات لو تم الوفاء بها لتحقق بالفعل تفكيك النظام الاستبدادي القائم واستبداله بنظام ديمقراطي ثابت مستقر. ولو تم ذلك لتحققت كذلك أمنية الواثق في تحول البشير إلى 'بطلٌ قومي وزعيمٌ سياسي، يقود... عملية توافُقٍ سياسي على برنامج وطني يستجيب للتحديات الجسام التي تكتنف الأزمة الوطنية الماثلة، وعلى آليات تنفيذه.' وعندها قد يرتفع هذا 'البطل القومي' الذي كان في السابق مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية إلى مصاف القادة العظام، فإن لم يكن نيلسون مانديلا، فعلى الأقل إلى مقام بول بويويا وعبدالسلام أبوبكر (رؤساء بوروندي ونيجيريا السابقين على التوالي) ممن كرمتهم أوطانهم لأنهم فضلوا المصلحة العليا على التشبث بالسلطة.


ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، وطرحه الكثيرون، هو لماذا لم يضطلع البشير بهذا الدور عندما أتيحت الفرصة عبر نيفاشا، وفي وقت كان العالم كله، وجل القوى السياسية السودانية، تقف وراء البشير وتدعمه لتحقيق هذه الغاية؟ فما الذي جد حتى يمنح البشير فرصة أخرى ليصبح 'بطلاً قومياً'؟ والأهم من ذلك، ما علاقة هذا الأمر بقرار البشير إحالة نفسه على التقاعد؟
من الواضح أن قرار الرئيس إن صدق- هو تهرب من المسؤولية، حيث لا يكفي أن يعلن عدم ترشحه، بل لا يكفي أن يستقيل، وإنما عليه أن يضطلع بنصيبه من المسؤولية في ضمان أسس التحول السلمي للسلطة. وهذا يعني إما تسليم السلطة إلى حكومة وحدة وطنية تنتج عن توافق القوى السياسية، أو الدخول في مفاوضات جادة مع قوى المعارضة من أجل التوافق على انتقال ديمقراطي يبدأ بالتوافق على دستور مقبول للأغلبية ويمر عبر عملية انتخابية نزيهة تفضي إلى تحديد خيار الشعب في من يحكم.
إن البشير على حق في أن فترة ثلاثة وعشرين عاماً هي فترة طويلة لتولي مقاليد الحكم، حتى لو كان الحاكم من الخلفاء الراشدين. أما لبعض الحكام فإن يوماً واحداً من التسلط هو أطول من اللازم. إلا أن عبرة الأمور بخواتيمها. وكنت قد وجهت في كتابي 'الثورة والإصلاح السياسي' مناشدة محددة للشيخ حسن الترابي (الذي كان بيده الأمر حينها) بأن يتولى قيادة توجه إصلاحي يفضي إلى مسار كنا نراه الصحيح. ولكنه ومن معه ومنهم الرئيس البشير ونائبه- اختاروا غير ذلك فكان ما كان، ووقعت كوارث دارفور فانفصال الجنوب وغيرها. هناك الآن أيضاً فرصة ضيقة وخيارات محددة ستحسم مستقبل السودان وكذلك مستقبل من بيدهم السلطة اليوم. وقد مر من العبر بالبلاد والعباد مما يجعل عذر من يجانب الخيار الصواب أضعف الأعذار أمام الناس اليوم وفي يوم الدين.

' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن




---------------

Post: #159
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-02-2013, 08:41 AM
Parent: #158

نائب الترابي : الحديث عن «وئام الإسلاميين».. أشواق بعيدة..



طه نفى ان يكون مثلث حمدي من سياسات الحزب.


04-02-2013 01:39 AM

بون (ألمانيا): مصطفى سري


أكد مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض الدكتور علي الحاج محمد أن اللقاء الذي جمعه مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في برلين لا علاقة له بتوحيد الحركة الإسلامية السودانية، مشيرا إلى أن عودة الوئام بين الإسلاميين في السودان «أشواق بعيدة التحقق». وقال الدكتور علي الحاج وهو الرجل الثاني في حزبه الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن لقاءه مع طه من باب المجاملة وللاطمئنان على صحته، حيث إن طه قدم إلى برلين للعلاج. وأضاف الحاج المقيم في منفاه الاختياري في بون بألمانيا، أنه يمثل نفسه وليس حزبه أو قوى المعارضة في ذلك اللقاء، مشيرا إلى أن حزبه وقوى المعارضة يسعون إلى إسقاط النظام في الخرطوم وأنه ليس خصما على ذلك. وقال إن حديثه مع نائب الرئيس السوداني تطرق إلى مواضيع سياسية «بالضرورة» وأوضح أنه اتفق معه على الحفاظ على ما تبقى من السودان، بعد انفصال جنوب السودان في يوليو (تموز) 2011، وحول خطوة الرئيس السوداني إطلاق سراح المعتقلين قال الحاج إنه ما زال حذرا إزاء هذه الخطوة، داعيا الرئيس البشير أن يكمل المشوار بإتاحة الحريات وأن لا يقف عند هذا الحد.

وإلى تفاصيل الحوار:

* اللقاء الذي جرى بينك وبين النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه أثار الكثير من الجدل، ما خلفيات اللقاء وماذا تنتظرون منه؟

- أولا كان اللقاء عبارة عن زيارة اجتماعية حيث جاء النائب علي عثمان إلى ألمانيا للعلاج، وبعد الاطمئنان على صحته وهو الشخصية الثانية في الحكومة، كان لا بد من التطرق إلى قضايا البلاد، وهذا لم يتم ترتيبه من قبل بمعنى أننا تحدثنا بصورة عفوية عن قضايا البلاد، كما أنني لا أمثل حزب المؤتمر الشعبي أو المعارضة، بل أمثل نفسي بما أراه كسوداني يرى مآلات ما تبقى من البلاد وكيف نحافظ عليه.

* البعض تحدث عن صفقة، في وقت يتجه النظام إلى التصالح مع خصومه؟

- ليست هناك مخاصصات أو أي صفقات كما يردد البعض، بل حديثي تركز حول تحقيق برنامج تحول سياسي وأن يشارك فيه الشعب السوداني بإطلاق الحريات، وأن يشمل ذلك الحركات التي تحمل السلاح والقوى السياسية الأخرى. وهو طرح سياسي شخصي موجه للحكومة أولا وفي المقام الأول وإذا تجاوبت معه الحكومة يمكن أن ينقل إلى المعارضة لإبداء رأيها. وإخطاري شفاهة لقادة المعارضة حتى لا يصل إليهم الخبر تسريبا وأضطر للنفي أو الإثبات.

* ماذا دار أيضا؟

- أهم القضايا طبعا هي كيفية المحافظة على ما تبقى من السودان، وهذه قضية تشترك فيها المعارضة والحكومة والشعب السوداني كله، وسألت النائب الأول علي عثمان إن كانت الحكومة حريصة على وحدة ما تبقى من البلاد وهو أكد على ذلك، كما أنني سألته عما أصبح معروفا في السودان بمثلث حمدي (ورقة كان قدمها عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق إلى مؤتمر الحزب الحاكم تطالب بتركيز التنمية في مناطق شمال السودان ووسطه وشرق البلاد - تشبه المثلث - باعتبار أن المناطق الأخرى الجنوب ودارفور يمكن أن تنفصل) وهي بالطبع ورقة غير بريئة، ولكن النائب الأول رغم اعترافه بأن الورقة تم تقديمها داخل مؤتمر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم لكنه قال إنها ليست من سياسة الحزب أو الدولة.

القضية الأخرى التي ناقشناها هي الحريات لجميع الشعب السوداني، وأنا مع حرية مطلقة تنظم بقانون ولا تقيد، واتفقنا على أن الحكم في كل ذلك هو الشعب السوداني، وطلبت منه أن ينقل كل ذلك إلى الرئيس عمر البشير، وأنا بدوري نقلت ما دار إلى المعارضة، وننتظر رد الحكومة.

* البشير أعلن إطلاق سراح المعتقلين ودعوته لإجراء حوار مع القوى السياسية، هل تعتقد أنها دعوة جادة للإصلاح السياسي؟

- إلى أن نرى تلك الخطوات على أرض الواقع، لأن كثيرا ما يتم إطلاق سراح المعتقلين ولكن تتم إعادة اعتقالهم مجددا، لذلك فإنني حذر من التعامل مع هذه الدعوة ولا أعرف إن كان سيتم إطلاق سراحهم، ومع ذلك يمكننا أن نقول إن الخطوة إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح، ولكن على البشير أن يكمل باقي المشوار في إتاحة الحريات وألا يقف عند هذا الحد.

* ولكنك لم تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمسجونين سياسيا عند لقائك مع نائب البشير قبل أيام.. ألا ترى أن ذلك مهم؟

- هو مهم بالطبع، ولكن أنا أرى أن ذلك يأتي في مرحلة لاحقة لأننا نريد المبدأ بأن لا يكون هناك اعتقال أصلا لأسباب سياسية، بمعنى أن نطلق الحريات كي نحافظ على ما تبقى من السودان. والحلول العسكرية أثبتت فشلها في تجربتنا مع الجنوب والحلول السلمية عبر أطراف أخرى أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم.

* أي حوار بين أطراف مختلفة لا سيما في السودان يحتاج إلى إعلان مبادئ ومقر للحوار، هل تم الاتفاق على ذلك؟

- أولا أنا لا أقوم بالحوار وإنما تقوم به المعارضة بشقيها السلمي والمسلح إذا استجابت الحكومة ورغبت وفق تدابير يتفق عليها وداخل السودان، وأنت تعلم تجربتنا في نيفاشا (كينيا) التي تم فيها توقيع اتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان عام 2005 وأماكن أخرى إقليمية قد رأينا نتائجها، ومنها انفصال جنوب السودان. ودعوت إلى توفير ضمانات حتى يتسنى لقادة الحركات المسلحة الحضور إلى الحوار، إذن الأمر الآن في يد البشير لأن في يده السلطة والحزب، عليه أن يصدر القرارات اللازمة، وهناك عدم ثقة وشكوك بدأت من المتحدث وكل قادة المعارضة من الحكومة.

ولقائي مع النائب الأول علي عثمان طه لم يكن فيه إعلان مبادئ، لأننا دخلنا في الموضوع مباشرة، وهو أننا نريد أن نحافظ على ما تبقى من السودان بطرق سلمية وبمشاركة الجميع، والحرية أساس في كل هذا والقناعة بالحلول السلمية ونبذ الحلول العسكرية.

* ما الخطوة التالية في حال أصدر البشير القرارات التي تحدثت عنها؟

- القضية ليست قرارات وإنما قناعات أولا ثم المعارضة هي التي تقرر في أي خطوات أخرى عملية حتى نتجه لخطوات عملية في الحريات، إذن القرار عند البشير وليس غيره، وأود أن أوضح أن لقائي مع طه لم نضع أوراقا، لأن القضايا حاضرة في أذهاننا، وأعتقد أنها موجودة في أذهان الآخرين.

* هل قمت بمشاورة حزبك فيما تقوم به من حوار مع النظام؟

- عندما أذهب لزيارة مريض لا أستأذن من الحزب وعندما أحاور المريض في شأن عام ولو كان مسؤولا أحاوره بصفة شخصية، وهذا ما حدث كما ذكرت لك، وحزبي وقوى المعارضة يسعون إلى إسقاط النظام وأنا لست خصما لذلك، لكنني أطرح برنامجا سياسيا سلميا موجها للحكومة وليس للمعارضة، بمعنى أن يتخذ النظام خطوات عملية في قضايا الحريات والإبقاء على ما تبقى من البلد.

* لكن هناك من يقول إن اللقاء محاولة لجمع الحركة الإسلامية وعودة العلاقة بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والشعبي المعارض، ما صحة ذلك؟

- ما يردده البعض حول هذا الأمر هو هراء، الأوضاع فيما تبقى من السودان تجاوزت مسألة الحركة الإسلامية، نحن نتحدث عن أبعاد تفكك البلاد، ولم نتطرق إطلاقا إلى موضوع الحركة الإسلامية الحالية أو القديمة، والحديث عن ذلك أشواق للإسلاميين بعيدة ولن تقود إلى نتائج ملموسة، وعلى كل الحديث عن الحركة الإسلامية ليس شأنا عاما ولكنه شأن خاص.

* الحكومة الآن تسعى للتفاوض مع الحركة الشعبية - شمال، وستوقع اتفاقا مع مجموعة منشقة من حركة العدل والمساواة، ما الذي يجعلها تقود معكم حوارا؟

- لا شأن لي بهذا، أنا ضد الحلول الجزئية، لذلك لم أتطرق إلى موضوع دارفور لأنني أبحث عن حل شامل لكل السودان وليست هناك مشكلة بدارفور وإنما المشكلة في الخرطوم.

وأوضحت لطه أنني لست ملحقا، كما أنني عندما أجريت اللقاء مع الرجل الثاني في النظام لم أكن أمثل المعارضة أو الحركة الإسلامية أو حتى حزبي.

* هل وصلتك قناعة بأن الحكومة جادة وأنها يمكن أن تقوم بهذه الإجراءات؟

- فيما مضى لا.. ولكن للمستقبل ما زال الوقت مبكرا للحديث عن جدية الحكومة من عدمه.

* هل أنت متفائل من كل ذلك أم متشائم؟

- من المبكر الحديث عن التفاؤل والتشاؤم، لكن هناك برنامج تحدثنا عنه وسنرى الاستجابة من الطرف الآخر، ثم لنرى أيضا ردود المعارضة.

الشرق الاوسط

---------------


هــل يـدفـع السـائحـون غـازي نحـو الرئاسـة؟


نشر بتاريخ الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013 09:02
عبد الله عبد الرحيم

في أواخر العام الماضي «2012م» برز إلى السطح ما عُرفت بمبادرة مجموعة السائحون والتي تنادي بضرورة الإصلاح في الحركة الإسلامية التي أصبحت بحسب قولهم بدون أسنان في الوقت الذي ازدادت فيه شكيمة الأطراف المناوئة لها وتمايزت الصفوف التي قاربت من أن تقضي على إرث الحركة والجماعة الإسلامية في غفلة وخاصة حزبها السياسي المتحدث باسمها المؤتمر الوطني، ودفع هؤلاء الشباب بمذكرتهم لكل أطراف الحركة في المؤتمر الوطني وقيادة الحركة للتدخل الفوري وإبعاد شبح ابتلاع الحركة بعد أن غمض بريقها مما فسره بعض النافذين في الوطني بأنه تحريض للانقلاب ضد السلطة والحركة في آن واحد.. واتهم في ذلك قيادات لها وزنها يقودها الدكتور غازي صلاح الدين الشخصية الأقرب لتطلعات «السائحون» بالحركة الإسلامية بمختلف تياراتها الوطني والشعبي. ومن وقتها صارت لغازي مواقف داعمة علناً لتيار الإصلاح بل إنه لم يخفِ ذلك حتى قبل انطلاق مبادرة السائحون التي يقف خلفها بحسب المقربون منه ومن بعض قيادات الوطني التي ترى فيه الخليفة والمنقذ للحركة الإسلامية في ظل عدم الإجماع على شخصية الأمين العام ووريث العرش إنابة عن طه وقتها.


وقد حدثت بعض المستجدات إبان انعقاد مؤتمر الحركة الشهير بالخرطوم جعلت صوت السائحين يعلو شيئاً فشيئاً وأصبح غازي شخصية إطارية التفت حولها هذه الجماعة بكل آمالهم وأحلامهم لجمع وحدة الصف الإسلامي.. فيما ارتفعت موجة المطالب وسط الثائرين وأصبح هدفهم تصحيح نهج الحكم بإعادة الخريطة لرقعة الدبابين وزعيمهم ود إبراهيم صاحب المحاولة الشهيرة. وكشفت التحريات وقتها أن غازي الذي اتُّهم بضلوعه في هذه المحاولة لم يكن مشاركاً فأخلي سبيله لجهة أن البينة التي تثبت تورطه في الأمر غير كافية بالرغم من أن كل المتابعين أشاروا إلى مكانة غازي وسط المتهمين بالمحاولة الانقلابية ولم يخفِ هو قربه منهم وفقًا للاتصالات الكثيرة والمقابلات التي ظل يجريها على الدوام معهم بغية الوصول لنقاط معينة يمكن أن تكون باعثًا أفضل للتجديد في الحركة، كما أنه كان قد قرر عدم الترشح لمنصب الأمين العام للحركة لقناعته بأن المقعد يصبح بلا قيمة بعد اتخاذ المؤتمر قرارًا بتفويض قيادة تنسيقية له.


في الأثناء انحاز إلى غازي مجموعات كبيرة من شباب الحركة الإسلامية وسارعت ست مجموعات لإعلان رفضها الشديد لمخرجات المؤتمر والتعديلات التي أُدخلت على الدستور وأكدت أنها ستواصل المطالبة بالإصلاح وإقصاء المفسدين من التنظيم. كل هذه المخرجات أعطت غازي مكانة عميقة وسط هؤلاء الشباب الذين يرون فيه القائد الذي يملك «عصا موسى» لتحرير الحركة الإسلامية من هجعتها السرمدية. ومع تصاعد إعلان البشير رغبته في عدم الترشح لدورة قادمة لرئاسة الجمهورية وسط دوائر الحزب الحاكم أعلن الدكتور غازي أن أمر خلافة البشير محسوم تماماً بالدستور ولا لبس فيه حيث حدد فترة الرئيس بدورتين فقط ما لم يعدل الدستور القائم مشترطاً الدستور كضامن لاستقرار النظام وفي ذات الأثناء أعلن غازي تأييده الكامل للمجموعات الإصلاحية الشبابية كالسائحون أو أي شخصيات أو أفراد بالحزب، وردد أنه مع الشباب تماماً ويدعمهم بقوة لتولي المناصب لوطنيتهم»، الشيء الذي يفسره البعض بأن غازي يقوم بدور نشط لتقديم نفسه عبر هذه الشريحة ذات الأثر الفعَّال في إحداث الفوارق، ويريد بذلك دعمهم لخوض انتخابات الرئيس القادمة كقائد من قيادات الوطني ومرجع من رموز الحركة الإسلامية المجددين. ولكن المتتبع لمسيرة غازي منذ إعلان اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية كل نشاطاته تؤكد أنه مغاضب على الأوضاع داخل حزبه والحركة مما جعله يأخذ هذا الركن القصي، ولما كانت مكانة الرئيس محفوفة بكل هذه المخالطات داخل الوطني وجد غازي أن الفرصة أتته في طبق سهل المنال وبقربه من شريحة الدبابين يمكنه أن ينال جانبهم وبالتالي يمكنه ذلك من أن يكون مرشح الحركة الإسلامية الأوفر حظوظاً خاصة أن البشير قد أبان عدم رغبته في خوضها مرة أخرى وسط مخالطات قانونية تمنعه من ذلك إن هو أراد الشيء الذي تمسك به غازي وأكده عبر تصريحاته التي أحدثت جلبة لم ينطفئ أوارها بعد. ومن الأشياء المحفزة لذلك تفشي الفساد وسط الحكومة التي يقودها الإسلاميون يقابلها الاستنكار الشديد وسط شباب السائحون لهذا الفساد وإعلان غازي وجوب محاربة المفسدين الشيء الذي يجعل غازي قريباً من شباب الإسلاميين.


كما أن حديث غازي الأيام الماضية ظل دائمًا يلامس هوى هؤلاء الشباب فيما يختص بفساد الحكومة وأن مكافحته لا تحتاج إلى قوانين جديدة بل إن النظام فاقد للإرادة السياسية لتطبيق كامل الموجود من القوانين وطعنه في أهلية البرلمان ونجاعته في التعامل مع القضايا التي تهم الوطن من تشريع وخلافه. د.غازي أعلن تأييده التام لكل ما أُثير من حلقات لجمع الصف الوطني راميًا بكل اللوم على الحكومة في عدم جديتها في ذلك بل إنها ظلت تطلق الشعارات فقط وأنه قد طالبها بضرورة إتباع القول بالعمل بتهيئة المناخ للحوار أيضًا دعوته لإطلاق الحريات بإطلاق سراح بعض الصحف المحتجزة بقوله إن إجراء خارج الدستور يجب إصلاحه وتصحيحه، كل ذلك كان بمثابة تقديم ذاته للوسط الشبابي ليكون خليفة للبشير من خلال الانتخابات التي يرى هو أن البشير لا يحق له خوضها مرة أخرى، وهذا ما فسره بقوله إن جلوسه مع المجموعات الشبابية الإصلاحية كـ«السائحون« وغيرهم أقنعه كثيراً بمقدراتهم مضيفًا «إنني مع الشباب تماماً، وذلك لأن لهم إرادة عالية والتزامًا وطنيًا فضلاً عن أنهم مؤهلون لتولي الأمور» مما يفسر بحسب المتابعين آن آمال غازي مبنية على موقف السائحون الذين لا يجدون بداً هم أيضاً من دعمه في الوقت الذي لامست فيه آمال العتباني تطلعات هذه الشريحة المهمة والتي من المؤمل أن تقوم بدفع الأخير للرئاسة في خطوة محسوب توقعاتها من خلال راهن الحركة والوطني وسباق الرئاسة المحفوف بالمخاطر لجماعة الإسلاميين وشبابهم الثائر. فهل سيكسب ابن صلاح الدين رهان الجولة بكسب ود السائحون ودعوة تحقيق أحلامهم أم أن للأقدار قولاً مختلفًا ومغايرًا؟؟.



------------------

لقاء الكراهية السياسية علي الحاج ...

حار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءً !

عبد المحمود الكرنكى
نشر بتاريخ الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013 08:55


هناك الكثير من اللقاءات والمواقف التي عُرِف بها الدكتور على الحاج محمد منذ مفاصلة الإسلاميين الشهيرة وإلى اجتماعاته الأخيرة في ألمانيا. حيث بعد نشاطه المثابر في مؤتمر المهمشين بألمانيا، يأتي في الرتبة ضمن أشهر لقاءاته بعد المفاصلة (الإسلامية)، ذلك اللقاء الذي عقده عام 2004م في العاصمة الأرتيرية أسمرا بالسيد/التجاني الطيب. حيث تباحث الجانبان، الحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر الشعبي، في إسقاط نظام الحكم في السودان وعودة الديمقراطية، على حدّ تعبير التقارير التي نقلتها الصحف حينها عن لقاء الجانبين.


كان اجتماع الدكتور على الحاج مع الزعيم الشيوعي التجاني الطيب للبحث في (عودة الديمقراطية) في أسمرا. حيث كانت أسمرا حينها ليست (عاصمة الديمقراطية)، بل كانت أسوأ مكان في العالم لتكون صحفياً، حسب التقارير الدوليَّة. بطبيعة الحال لم يكن التباحث في (عودة الديمقراطية) في تحالف (إسلامي) مع الحزب الشيوعي، قد جاء بتفويض ديمقراطي من عضوية حزب المؤتمر الشعبي، بقدر ما كان مسلكاً غير ديمقراطي صادَرَ رغبة العضوية ورأيها. هل (قَلَب) السيد/ التجاني الطيب يومها إلى (إسلامي) أم (قَلَب) د. على الحاج يومئذٍ إلى (شيوعي). لماذا جاء اكتشاف ديمقراطية الحزب الشيوعي متأخراً أربعين؟. علماً بأن الحزب الشيوعي السوداني حزب متحجّر لم يعقد مؤتمراً حزبياً منذ عام 1966م .


لماذا اجتمع الدكتور على الحاج يومها بالتجاني الطيب (المناضل) القادم حينها من العصر الحجري، في تحالف لا يفيد السودان أو الإنسانية أو الإسلام. بل كذلك لا يفيد الشيوعية!. أم أن الضرورات تبيح المحظورات، محظورات التحالف مع المنبوذين. لقد فتح يومها حزب المؤتمر الشعبي باب الضرورة على مصراعيه، من المحيط إلى الخليج!. يوم ذلك الإجتماع كان الدكتور على الحاج قد بلغ الخامسة والستين من العمر، بينما كان السيد/التجاني الطيب (رحمه الله) قد بلغ من العمر عِتيَّاً بعد أن تجاوز منتصف السبعينات. لماذا جعل التجاني الطيب يومها سنوات العمر تتجاوز منتصف السبعينات ليكتشف ديمقراطية (الإخوان) الذين ظلّ طوال عمره يقاتلهم في منامه ويقظته. هل حدث أن مارس الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي الحرية والديمقراطية الحقيقية داخل أحزابهم، متى وأين وكيف؟. السيد/ التجاني الطيب الذي تباحث يومها في إسقاط نظام الحكم و(عودة الديمقراطية) إلى السودان، هو الذي كتب بخط يده خطاب الإنقلاب الذي قام به الحزب الشيوعي السوداني في 19/يوليو 1971م. وقد نشرت الصحف السودانيّة ذلك الخطاب الذي كتبته يد التجاني الطيب، قبل أن تتمّ طباعته. حيث قرأ قائد الإنقلاب الرائد هاشم العطا نصّ ذلك الخطاب الذي بثَّه التلفزيون والإذاعة. غير أن التجاني الطيب أنكر في لقاء صحفي في فبراير 1998م لمجلة (الوسط) اللندنية علاقة الحزب الشيوعي بانقلاب الرائد هاشم العطا!.


ما كان لقاء الدكتور على الحاج بالسيد/ التجاني الطيب في أسمرا يومها للتباحث في إسقاط نظام الحكم و(عودة الديمقراطية)، إلا (لقاء الكراهية السياسية) التي أصابتهما (مؤقتاً) بـ(عمى الألوان)!.
لقاء د. على الحاج بالسيد/ التجاني الطيب، تمّ عندما كان الدكتور على الحاج (حار جاف صيفاً). لكن بعد قرابة عقد من الزمان وفي سن الرابعة والسبعين، عقد الدكتور على الحاج أخيراً لقاءات مختلفة اللون والإتجاه، ليعلن عن إسقاط إصره وأغلال الكراهية التي كانت عليه، ليظهر على الحاج في خريف العمر دافئ ممطر شتاءً!.

الدكتور علي الحاج... حسن الخاتمة!

عبرت ألف بحرٍ... ألف صحراء... وجئتُ... أوغلت في الصخور... في الثلوج... في الوحولِ خُضتُ... غرقت ألف مرَّة... وألف مرّة طفوتُ... كبوتُ ألف مرَّة... وقمتُ... حملت صخرتي على كتف... والرّوحَ فوق كف... وطالت الطريق... أظلمت وكشّرت ولم أقِفْ... وجنَّت الرياح والرعود زمجرت ولم أخَفْ... تمزق الذراعُ والشراعُ والجناح جَفْ... لكننّي أتيتُ... يا قِبلتي على الظمأ... من ربع قرن...
يا فرحي من بعد حزن ربع قرن
يا بخت من يرود سكة السلامة
يا ويح سكة الندامة
يا ويح راحلٍ بغير عَوْد
كذلك كتب نجيب سرور في (مرحباً أيّها الفرح).
عاد الدكتور علي الحاج في الرابعة والسبعين إلى سكَّة السلامة. عاد بعد رحلة شرسة قاربت عقداً ونصف.
عودة الدكتور علي الحاج إلى السلام، إشارة إلى بداية طيّ صفحة المفاصلة الإسلامية، أو قد تكون (طلاق نهائي) عن حزب المؤتمر الشعبي. بعد حربه الضارية ومسلسل صراعه الشرس الذي اندلع منذ مفاصلة الإسلاميين، اختار الدكتور علي الحاج أن يأوي إلى محطة السلام، كأنما استيقظ خاطره لأوّل مرَّة على حقيقة ضياع السودان بسبب صراع الإسلاميين على الحكم. كأنما انبثق في ضميره لأول مرة أن صراع الإسلاميين على الحكم قد نتج عنه انفصال الجنوب، وأن مفاصلة الإسلاميين قد نتج عنها دمار دارفور، كأنمّا تجلىّ أمام عينيه للمرة الأولى أن الإدارة الفاشلة للمشروع الإسلامي وتسريح الحركة الإسلامية، أنتجت وطنًا افتقرت به الملايين. حيث تجد عشرين مليون مواطن لا يملكون شيئًا وشخصاً واحدًا يملك المليارات. كما أصبح السودان نتيجة صراع الإسلاميين على السلطة، وطنًا تتناقص سيادته من أطرافها، تعربد به القوات الأممية وتُلقي ثيابها في رحابه!. وتتجرأ (الجنائية) العنصرية على جنابه. وصل الدكتور علي الحاج في الرابعة والسبعين إلى محطة السّلام بعد أن شارك في مؤتمر برلين الذي وضع الأسس الفكرية والسياسية لتفجير حرب دارفور.

ذلك بعد أن كان الدكتور على الحاج في مطلع الستينات قيادياً في (جبهة نهضة دارفور). في ألمانيا من قبل أيضاً عرض الدكتور علي الحاج لأول مرة انفصال السودان (تقرير المصير) على الحركة الشعبيّة (الدكتور رياك مشار). تلك المقايضة لوحدة السودان مع الحركة الشعبية، وإضمار فصل السودان، كانت واحدة من الأفكار السرية للحركة الإسلامية، والتي استبقت بها كل الأحزاب الأخرى في هذا المنحى. كانت تلك الافكار السرية مخفية عن أغلبية عضوية الحركة الإسلامية. ومن هناك، من ألمانيا، اختطفت الدوائر الخارجية المعادية للسودان فكرة (تقرير المصير) لتصبح ضمن قرارات مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا في يونيو 1995م. ثم من بعد مؤتمر أسمرا احتضنت حكومة السودان فكرة (تقرير المصير) لتسحب البساط من تحت المعارضة!. في لغة العرب (الهندس) تعني المجِّرب الجيد النظر و(الهندسة) تعني النظر والتجربة. وقد كان الدكتور علي الحاج أيضاً (مهندس) تقسيم السودان، بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة، إلى (25) ولاية، منها عشر في الجنوب وستّ في الغرب وتسع في الشرق والوسط والشمال.


أدى ذلك التقسيم الذي يفتقر إلى الدراية بأبجديات علم الإجتماع السياسي، إلى إطلاق (فيروس) القبلية في السودان. حيث أصبح السودان (خلية نحل) قبلية، حيث تدهور إلى قاع دول القبلية السياسية كالصومال وأفغانستان واليمن. ثمَّ التقى الدكتور على الحاج بالدكتور جون قرنق في لقاء تاريخي كان له ما بعده. غير أن حكومة السودان أختطفت الفكرة وانسربت في دهاليز نيفاشا حتى فصلت الجنوب!


في 23/ يوليو 2004م أعلن قائد الجيش البريطاني الجنرال مايك جاكسون أن لندن مستعدة لإرسال (5) آلاف جندي بريطاني إلى دارفور. ما إن أعلن قائد الجيش البريطاني ذلك حتى خرج الدكتور علي الحاج من كواليسه وأعلن تأييده. حيث قال الدكتور علي الحاج يوم الأحد 25/ يوليو 2004م (لا مخرج للسودان إلا بالتدخلات والعسكرية منها تحديداً).
باسم الأطماع الاستعمارية في ثروات السودان وباسم الحرب الصليبية الجديدة أعلن قائد الجيش البريطاني ما أعلن يوم الجمعة 23/7/204م حيث دعمه رئيس الوزراء طوني بلير ووزير التعاون الدولي هيلاري بن. باسم مَن أعلن الدكتور علي الحاج تأييده العلني التدخل البريطاني العسكري في السودان يوم الأحد 25/7/2004م.
ربما أعلن تأييده غير العلني قبل ذلك!
أرسل كتشنر بعد معركة كرري برقية إلى اللورد كرومر منتشياً، بأن القتلى السودانيين أحد عشر ألفًا والأسرى ستة عشر ألفًا والسبايا عشرين ألف امرأة.
كم عدد القتلى والأسرى والسبايا الذين كانوا سيُقدَّمون هدايا إلى الجنرال مايك جاكسون... ما هي المكاسب (الإسلامية) من هكذا تأييد لدخول (الجنجويد) البريطاني أرض السودان؟


----------------

قطبي المهدي : لست موظفاً فى حزب البشير ولا أحد يستطيع أن يخيرني و هذه (...) مشكلتي مع قيادة الحزب.





لسنا اتحاد اشتراكي ويمكن لحزب البشير الاستمرار بدون البشير وحتى خارج السلطة.
04-02-2013 08:47 AM

أثارت تصريحات د. قطبي المهدي الاخيرة حول خلافة البشير (تسونامي) من ردود الافعال السياسية والصحفية، فالمهدي يرى الا بديل للبشير داخل الحزب الحاكم المؤتمر الوطني، وان هذا يستلزم الاستمرار فى الرهان على البشير لتولي دفة القيادة والترشح باسم الحزب فى الانتخابات القادمة، وذلك حتى يتثني للحزب تجهيز بديل مناسب.
حوار: محمد عبد العزيز
* اذا ما يثار حول انك احد مؤسسي منبر السلام العادل صحيح؟
نعم، وقد كان منبرا فى ذلك الوقت وليس حزبا يضم تيارات متابينة، يجمع مستائين من الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد، بجانب اخرين يعتقدون ان الوحدة مع الجنوب شكلت عبئا على السودان ككل واعتقد ان منهج التفاوض فرط كثيرا لصالح مشروع السودان الجديد سواء عبر منح حق تقرير المصير والترتيبات الامنية وعدم حسم القضايا العالقة قبل الاستفتاء التى تحولت الان لقضايا دولية. بل ان الامر وصل حد تقديم تنازلات دون مقابل، كما فعل المفاوضين فى اديس ابابا بمنح الجنوب اتفاق الحريات الاربعة بعد انهيار جولة تفاوضية فقال الوسيط لا يمكن ان نذهب هكذا هذا امر غير جيد، فاتى مفاوضينا بالاتفاق.
* بالعودة لعلاقتك بمنبر السلام هناك حديث عن انها تسببت فى خلاف لك مع مؤسسات الحزب وعلى راسها نافع؟
الحديث عن انه تم تخييرى بين المنبر والحزب كلام فارغ، ولا يستطيع احد ان يخيرنى والقيادة فى المؤتمر الوطنى تعرف ان مشكلتى معها فى الانفصال اصلا وهم متفهمين لموقفى تماماً لماذا انا اعترضت على نيفاشا ومنطلق كتاباتى كانت فى الانتباهة هي الوحدة والخوف على السودان من الانفصال، وكذلك يعرفون اننى وحدوى تماماً ويعرفون علاقتى القوية جدا مع الجنوبيين وطبعاً لم يحدث ان خيرونى وانا اخترت لان المنبر اختار ان يكون حزب سياسى بدل ان كان يجمع ناس كثر منهم اتحاديين وحزب امة ومؤتمر وطنى وكانوا كلهم موجودون فى المنبر وكل الناس الذين كانوا ضد تيار السودان الجديد وكان هناك اعتراض شديد ان يتحول لحزب وعندما تحول كل هؤلاء عادوا لاحزابهم.. وانا كل مقالاتى كانت متطرفة تجاه الوحدة.
* هل تعتقد ان هذا الضعف فى التفاوض بسبب المنهج ام المفاوضين؟
الامر سيان ضعف المفاوضين ادي لضعف المنهج.
* لماذا لم تتخذ ذات الموقف عندما وقع نافع مع عقار؟
نعم انا اعترضت ايضاً على اتفاق نافع مع عقار وهذه يجب ان تلفت نظرهم اننى لست ضد على عثمان لاسباب شخصية، بل انني ضد مواقف سواء كان من عملها على او نافع او الرئيس البشير نفسه.
* الم تخلق هذه الاراء (حساسية) مع من انتقدتهم؟
اطلاقا انا علاقتى مع نافع وعلى عثمان على احسن مايكون على المستوى الشخصى وهناك قضايا كثيرة نتفق فيها تماماً وافتكر ان على عثمان من الاذكياء جدا وهو شخص دمث الاخلاق ولاتستطيع ان تعاديه عداء شخصى، يمكن ان تختلف مع فى طريقة تفكيره ومنهجه وبعض مواقفه.
* وماذا عن نافع؟
كذلك الامر مع نافع ويمكن ان تقول نحن الاثنين كبدو طريقتنا ايضاً قريبة من بعض، ولكن مع ذلك يجوز فى قضايا اخرى كثيرة ان اختلف مع نافع.
* ماذا لو اصر البشير على رفضه للرئاسة ووجد الوطني نفسه للمفضلة بين مرشحيه الحاليين وعلى راسهم طه ونافع من ستدعم؟
هناك اكثر من الاثنين...
* هم الان الاوفر حظاً؟
هما لايمكن ان يترشحا الاثنين معا، فلحزب الذى سيقدم فى النهاية واحد سواء كان من الاثنين او غيرهما وهناك قيادات كثيرة غيرهما تخضع لتقييم الناس.
* ما هو تقييمك أنت؟
لا استطيع ان اقوله لك الان، ولكن قطعاً انا واحد من الذين يعرفون هؤلاء الناس معرفة جيدة جداً مثلما ذكرت لك منذ ايام الدراسة واعرف قدراتهم بشكل جيد وبعرف عيوبهم ان كانت لهم عيوب واستطيع ان اقيم وفى الوقت المناسب سأقول تقييمي داخل مؤسسات الحزب.
* هل تري ان لديك حظ فى المنافسة على خلافة البشير؟
لا انا منذ العام 2005 اعتزلت العمل التنفيذي، بسبب نيفاشا فى ذلك الوقت.
اليس الزمن تجاوز نيفاشا؟
والله لم يتجاوزها بدليل ان الجنوب منفصل، وافتكر ان القيادات التى عملت نيفاشا مازالت على قناعة بما فعلته مثلما قال النائب الاول. وانا موقفي كبير جدا فى ان لا اذهب للجهاز التنفيذى وقررت ان اعمل بالحزب .
* كيف تنظر مستقبلا لموقع نيفاشا فى كتاب الوطني هل هى فى خانة الاجر ام الوزر؟
والله شوف طبعاً بالنتيجة لم تكن جيدة فى سجل الحزب ولكن الناس يعرفون ان الوفد الذى كان يتفاوض ذهب بنية صادقة جدا فى ان يحمى مصالح البلاد ولم يحتاط لنوعية من يتعامل معهم ولم ياخذ ضمانات كافية لمسالة الوحدة والسلام.
* من يتحمل الوزر الاشخاص ام الحزب؟
فى راى يتحملها الحزب ولو كان هناك حزب قوى كان بامكانه ان يفرض موقفه ولكن طالما فوض هؤلاء الناس تفويضا كامل وقبل بالنتيجة التى وصلوا اليها لاتستطيع ان تعفى الحزب.
* الا تعتقد ان حكم اكثر من عقدين من الزمان فترة كافية للمؤتمر الوطنى؟
فى هذه الاشياء لا احكم بالمدة ولكن انظر للبلد وظروفها والوضع السياسى كله وحتى الان ليس هناك بديل للمؤتمر الوطنى. والان المطلوب من الوطني عملية اصلاح كبيرة جدا سواء كان فى هياكله وقياداته او فى خطابه او فى علاقاته مع المجتمع السودانى لان هناك قطاعات كبيرة جدا لم يستوعبها المؤتمر الوطنى وهناك قيادات سياسية ومن خارج الاحزاب ولم تستفد من اقوى فئات المجتمع وهناك عدد كبير جدا من المهنييين غير مستفاد منهم وانا لو شكلت حكومة اليوم ساتى بحكومة كفاءات ولازم يطعموا الجهاز التنفيذى بكفاءات عالية جدا وحتى من داخل المؤتمر هناك كفاءات كثيرة جدا غير مستوعبة وفى تقديرى الحكومة يجب ان تديرها الكفاءات بدلا من الهيلمانة السياسية الكثيرة هذه واحدة من الاشياء التى تجعلك منفتح على المجتمع السودانى اكثر وتؤهل ماكينة الحكم بشكل افضل.
* ألا تعتقد أن البشير أحبط وأرهق بما فيه الكفاية فى الفترة الماضية بشكل يجعله يزهد فى الحكم؟
لم يقل ذلك وأنا أعتقد أن للرئيس طاقة غير عادية وهو لا يتعب بدليل أنه طيلة الفترة الماضية كان مشتبكاً فى معارك ومشاكل معقدة جدا داخلياً وخارجيا ولم يكن هناك شيء يهزه إطلاقأً وهذا الرأي مبني على معرفة شخصية ومباشرة، وأؤكد لك ليس هناك شيء يؤثر على نفسيته ومعنوياته.
* ماذا يساوى المؤتمر الوطنى من دون البشير؟
المؤتمر الوطنى طبعا ليس كله البشير انا اتحدث عن قيادة الدولة بصفة خاصة والبشير ليس كل شيئ فى المؤتمر الوطنى فهو حزب قائم على مؤسسية معينة وعلى برنامج سياسى شامل، واعتقد الحزب سيظل موجوداً.
* هل يمكن للمؤتمر الوطنى ان يستمر خارج السلطة؟
يمكن ان يستمر..يستمر من غير البشير وخارج السلطة.
* الا تري فيه نسخة من الاتحاد الاشتراكى؟
لا ابدا الاتحاد الاشتراكى خلفته السلطة والمؤتمر الوطنى لديه جذور تاريخية بعيدة جدا لانه لم يتكون فى السلطة ولكنه تكون خارج السلطة وممكن جدا يستمر بعدها.
* الا تفتكر انه حدثت له قطيعة مع جذوره فى الفترة الماضية؟
نعم ولكن لا تمنعه ان يستمر مع جذوره.
* هل يمكن للبشير ان يعيش خارج السلطة فى ظل سيف المحكمة الجنائية المسلط؟
البشير رجل شجاع مستعد للشهادة فى اي لحظة، وهو لا يضع اي اعتبار للجنائية.
* دعني اختم معك بسؤال حول قوة تصريحاتك رغم انك لا تتبؤ موقعا تنفيذيا او سياسيا هل تستند على علاقتك بالبشير؟
انا لست موظف فى المؤتمر الوطني، بل لدي انتماء قديم وتجربة سياسية معروفة أقدم من الوطني، اعبر عن موقفي وموقف حزبي، واميز بين الموقفين بوضوح، وانا كسياسي اقول راي الذى اقوله داخل الحزب، ودعني اسالك عن علاقتي بالبشير انا لا علاقة لي بالجهاز التنفيذي منذ وقت طويل، صحيح اتفق مع البشير فى طريقة ادارته للحكم، وهناك الكثيرين ممن علاقتهم اقوي مني.

السوداني

Post: #160
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-03-2013, 11:27 AM
Parent: #159

الدكتور علي الحاج... الكبائر السياسية !
عبد المحمود الكرنكى

نشر بتاريخ الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

08:40
عندما أعلن قائد الجيش البريطاني الجنرال (مايك جاكسون) في يوم الجمعة 23/يوليو 2004م استعداد لندن لإرسال (5) آلاف جندي بريطاني إلى دارفور، خرج الدكتور علي الحاج من (كالوسه) الجمع (كواليس)، ليعلن تأييده. حيث قال الدكتور علي الحاج يوم الأحد 25/يوليو 2004م: (لا مخرج للسودان إلا بالتدخلات الخارجية والعسكرية منها تحديداً). كان الدكتور علي الحاج حينها في الخامسة والستين من العمر.


تجدر الإشارة إلى أن استراليا في أعقاب بريطانيا أعلنت استعدادها للتدخل العسكري في السودان. أصبح الدكتور علي الحاج محمد (القيادي الإسلامي) من مقرَّه بألمانيا أول من قام بتأييد تدخل عسكري بريطاني في السودان. هل قام السودان حينها بتفويض الدكتور علي الحاج لإعلان ذلك التأييد الفوري لتلك التدخلات العسكرية الخارجية. هل قامت دارفور بتفويض الدكتور علي الحاج محمد لإعلان ذلك التأييد للتدخل العسكري.


ما وزن الدكتور علي الحاج السّياسي الحقيقي في دارفور، وما عمق علاقته بدارفور التي تعيش في رحابها (43) قبيلة. ظلّ الدكتور علي الحاج يقيم بصورة مستديمة في الخرطوم منذ عام (1957م) عندما كان في الثامنة عشر من العمر، طالباً بمدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان.
بدأ الدكتور حياته السياسية الجامعية بالأذان في داخليات (البركس) بجامعة الخرطوم. بالأمس ارتفع صوته بالأذان. ومن بعد ارتفع صوته بتأييد التدخل العسكري البريطاني.
قال (ابن النديم) في كتاب (الفهرس) عن (ابن الريواندي): (كان جميل المذهب، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك بأسباب عرضت له).
وعندما اختار (التجمع) المعارض في يوليو (2004م) نهج التفاوض، أعلن الدكتور علي الحاج اختيار نهج (الإنتفاضة الشعبية «المسلّحة»). لا أحد يدري إن كان المقصود (انتفاضة) مسلَّحي (العدل والمساواة). حيث قال الدكتور علي الحاج لصحيفة (الأيام) الصادرة بتاريخ الأحد 25/يوليو 2004م: (لا مخرج للبلاد إلا بالتدخلات الخارجية والعسكرية منها تحديداً) وأضاف الدكتور علي الحاج قائلاً (إن «التجمُّع» رفع يده عن خيار الإنتفاضة «المسلحة» وبات يعوِّل على مفاوضات النظام. نحن نبقى على موقفنا ونفضِّل خيار الإنتفاضة الشعبية «المسلحة» وسنتركهم يمضون في حوارهم. ونحن واثقون أنهم سيعودون إلينا في آخر المطاف ولخيارنا). إنتهى.


ومثلما أعلن الدكتور علي الحاج (مقيم بألمانيا) تأييد التدخل العسكري البريطاني في دارفور، كذلك أعلن السيد/ أحمد إبراهيم دريج (مقيم ببريطانيا) تأييده ذلك التدخل العسكري. تجدر الإشارة إلى الدكتور علي الحاج والسيد/ دريج كانا يقودان فصيلاً سياسيًا جهويًا صغيرًا في مطلع الستينات يحمل اسم (جبهة نهضة دارفور). كلمة (دريج) هي اسم إداري ألماني عمل في دارفور خلال الفترة الاستعمارية. تأييد الدكتور علي الحاج لتدخل عسكري بريطاني في السودان، وبرفقته السيد دريج، يعني تأييد تدخل يتدفق بموجبه الآلاف من الجنود البريطانيين في السودان. حيث أعلنت بريطانيا أنها وحدها على استعداد لإرسال (5) آلاف جندي. قام الدكتور علي الحاج وتبعه السيد/ دريج بتأييد التدخل العسكري البريطاني في السودان، ذلك التدخل العسكري الذي لن يكتفي باغتيال السلطان العابد علي دينار زعيم الفور، أو ذبح الشهيد السلطان تاج الدين سلطان المساليت، أو تدمير الزعيم رابح فضل الله، بل سيقيم قواعد عسكرية دائمة للغزاة في أرض القرآن والمحمل
.
نواصل

Post: #161
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-04-2013, 07:03 AM
Parent: #160

ماذا سيحدث للسودان لو تنحى البشير؟
April 3, 2013
عثمان ميرغني..

[email protected]

يحار المرء في تفسير الضجة التي أثيرت خلال الأيام القليلة الماضية عن أن الرئيس السوداني عمر البشير لن يترشح مجددا للانتخابات الرئاسية، ويريد إفساح المجال لمرشح آخر من حزب المؤتمر الحاكم، أو بعبارة أخرى من الحركة الإسلامية المتحكمة من وراء واجهة المؤتمر. فهذا الكلام ليس جديدا، بل سبق تداوله مرارا منذ سنوات، وأكده البشير نفسه في أكثر من مناسبة، فلماذا إثارة كل هذه الضجة الآن؟

ما يزيد في الحيرة أن الانتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة ويفصلنا عنها عامان باعتبار أنها يفترض أن تجرى في عام 2015، كما أن مسؤولين من الحزب الحاكم ذاته أكدوا منذ بدايات عام 2011 أن البشير لن يسعى لترشيح نفسه لولاية جديدة وصوروا الأمر على أنه «محاولة لتكريس الديمقراطية»، وهي مقولة لا يمكن أن يصدقها أحد بالنظر إلى سجل النظام في وأد الديمقراطية. خذ على سبيل المثال تصريحات ربيع عبد العاطي، القيادي في حزب المؤتمر الوطني، المنشورة في فبراير (شباط) 2011 والتي قال فيها لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكنني أن أؤكد مائة في المائة أن البشير لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. سيترك بالفعل لمختلف الشخصيات إمكانية الترشح إلى هذا المنصب». هذا الكلام واضح وقاطع ويدل على أن الأمر نوقش وحسم منذ ذلك الوقت. كيف إذن نفهم كلام قطبي المهدي، القيادي أيضا بالمؤتمر الوطني، قبل بضعة أيام الذي قال فيه إن الحزب الحاكم في ورطة لأنه لم يكن مستعدا لإيجاد البديل، وإن هناك اجتماعات مستمرة للخروج من هذه الورطة، رغم أن الوقت تأخر بعض الشيء لإيجاد مخرج، حسب رؤيته؟

هل هناك شيء يطبخ في كواليس الحزب الحاكم، أم أنه مناورة من المناورات التي درج عليها النظام لإلهاء الناس بجدل لا طائل منه، ثم تمرير خطط تكون جاهزة ومعدة سلفا؟ فالنظام منذ أن أفلس وتزايدت عليه الضغوط، لا سيما بعد انفصال الجنوب، وضيق الناس من غلاء المعيشة وقصص الفساد التي باتت حديث كل المجالس، لجأ إلى سياسة إثارة الضجيج وخلق البلبلة لصرف الأنظار عن المشكلات، وإعطاء انطباع بأن تغيرات مهمة ستحدث في التوجهات وستقود البلد في طريق الانفتاح، مع أن واقع الحال كان يثبت في كل مرة أن الحكومة تلجأ إلى التضييق بمصادرة الصحف، وباعتقال معارضين، وباستخدام العنف لمواجهة الاحتجاجات الطلابية. في هذا الإطار غذى النظام أحاديث المذكرات التصحيحية، والخلافات حول خلافة البشير، وشوش بذلك حتى على بعض الانتقادات الحقيقية الصادرة عن نفر من قياداته التي كانت تطالب بإصلاحات جدية، كما استغل تلك الأجواء للانقضاض على بعض محازبيه الذين بدأوا يخططون لإحداث تغيير بالقوة داخله، وهو تغيير لو حدث لا أحسب أنه كان سيعني نهاية نظام الحركة الإسلامية، بل سيعيد إنتاجه بصورة أخرى تضمن له البقاء سنوات إضافية.

مخطط استمرار النظام بصيغ جديدة يستمر اليوم من خلال الجدل المصطنع حول قرار البشير عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتسريب سيناريوهات لإقناعه بالعودة عن هذا القرار لأن «البلاد تمر بمرحلة استثنائية»، على حد تعبير بعض شخصيات الحزب الحاكم. من بين التصريحات اللافتة في هذا الصدد تصريح علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية و«أمير» الحركة الإسلامية الحاكمة، الذي قال فيه الأسبوع الماضي إن إعلان البشير أنه لن يترشح «هو رأيه الشخصي»، وإن القرار النهائي ستتخذه مؤسسات الحزب. المثير في هذا التصريح أن علي عثمان انطلق منه ليروج لإمكانية إعادة ترشيح الحزب للبشير، مبررا ذلك بأن هناك مهام وطنية واستحقاقات تقتضي أن يواصل الرئيس دوره ومسؤوليته الوطنية، على حد تعبيره. والواقع أن هناك من يرى أن إعادة ترشيح البشير ترمي إلى تفادي حدوث انشقاقات داخل النظام، وإلى إحساس بعض الأطراف أن المؤتمر الوطني ليس لديه مرشح آخر يمكن أن تلتقي حوله كل الأطراف داخل الحزب، أو يحظى بتأييد ملموس خارجه. هناك أيضا من يرى أن علي عثمان الذي رشحته بعض التسريبات ليكون مرشح الحزب القادم، يتردد في خوض الانتخابات أمام منافسين آخرين، وأنه قد يريد الدفع بالبشير لخوض الانتخابات على أساس أن الحكم يمكن أن ينتقل إليه بعد ذلك باعتباره النائب الأول الذي يتولى السلطة في حال تنحي الرئيس لأي أسباب، ومن بينها المرض الذي اضطر بسببه الرئيس إلى تلقي العلاج مرتين في الخارج خلال الأشهر الماضية.

في حوار مع صحيفة «الشرق» القطرية في مايو (أيار) 2011، سئل البشير عن كلامه الذي كان يردده منذ ذلك الوقت عن أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية في 2015، فقال: «في الانتخابات القادمة أكون قد أكملت 26 عاما في الرئاسة، والعمر سيكون 71 عاما، والعمر في فترة الحكم وخصوصا في حكم الإنقاذ السنة (فيه) ليست بسنة، فحجم التحديات والمشكلات التي واجهناها كبيرة». ثم أضاف: «إن 26 سنة في الحكم هي أكثر مما يجب سواء بالنسبة للشخص أو بالنسبة للشعب السوداني». الملاحظ أن الكلام هنا ليس عن إنجازات يشعر المرء بعدها أنه حقق بها ما يرضيه ويرضي الناس، بل عن المشكلات والتحديات التي يقول إن السنة فيها لم تكن بسنة، فما بال المرء إذن بالشعب السوداني الذي عانى الكثير، وشهد بلاده تنشطر، وحروبها تتمدد، ورئيسها يصبح مطلوبا من محكمة الجنايات الدولية، وإحصائياته الرسمية تؤكد أن نصف الشعب يعيش في فقر، بينما منظمة الشفافية الدولية تصنفه ضمن أسوأ أربع دول في مؤشر الفساد؟

في نهاية يونيو (حزيران) المقبل يكون البشير قد قضى في السلطة، التي جاءها بانقلاب عسكري، 24 عاما بالتمام والكمال، ليصبح بذلك أقدم رؤساء الجمهوريات العرب بعد رحيل القذافي وتنحية مبارك وعلي عبد الله صالح وبن علي. لماذا إذن تثار كل هذه الضجة إذا قرر الرجل عدم الترشح مرة أخرى؟ لأن 26 سنة ستكون أكثر مما يجب.. وهي فعلا كذلك، فهل سيفهم أهل «الإنقاذ»؟



---------------

الترابي .. البشير.. علي والقمر بستة بنسات
اسحق احمد فضل الله

نشر بتاريخ الثلاثاء, 26 آذار/مارس 2013 08:50


> في السودان .. التسعينيات تلتقي عباءة أسامة بن لادن وبنطلون كارلوس الجينز.
> وصراع الإسلاميين يصبح رمالاً متحركة تحت أقدام هؤلاء وأقدام كثيرة.
> والعام الذي يسبق الإنقاذ وعامان يعقبان الإنقاذ كانت هي الأيام التي يتبدل فيها الكثير وحتى اليوم.
> وتقرير تكتبه المخابرات الأمريكية عام 1992م عن رجال الإنقاذ كانت قراءة سريعة له تقول إن من يملي المعلومات هذه سودانيون لهم حبوبة مشلخة.
> أمريكا رصدت وكتبت.
> وما لا يعلمه التقرير هو أن البشير كان يحرص على أن يظل الرجل الثاني أو العاشر أيام التخطيط للثورة.. وأن يبقى هناك بعد قيام الثورة .. بعيداً.
> لكن «محمدين» القائد الأصلي للثورة يستشهد..
> وأحدهم في اللقاء التالي لاختيار قائد للثورة يرشح البشير.
> ومن يدفع بالترشيح كان هو عبد الرحيم محمد حسين.
> والترابي الذي لا يعرف إلا القليل عن البشير يوافق.
> وتقرير المخابرات الأمريكية حين نشير إليه عام 1993م يهبط عندنا اثنان من ضباط الأمن «يستعيرونه» ولا داعي لأن نقول إنه يختفي.
> لكن التقرير كان يقول إن الترابي الذي يعد نفسه للقيادة كان يجد في البشير شخصاً يصلح للمرحلة الأولى.. ثم يختفي.
> كان الترابي يعاني من عواقب الخطأ الأول الذي يرتكبه في الحكم على الرجال.
> فمذكرة العشرة كانت حديثة يومئذٍ.
> وحنفي يهبط من أمريكا ويلقى علي عثمان والخطيب وقطبي يحدثهم ويجد عندهم.. ما عنده.
> ويقدمون المذكرة.
> واستشهاد الزبير المبكر يجعل هدف الرئاسة يعود إلى ذاكرة الشيخ الترابي.. والرجل يحمل للبشير أسماء المرشحين الثلاثة.
> علي الحاج وعلي عثمان والترابي لمنصب نائب الرئيس.
> وعلي عثمان كان يصنع الأمر.. من بعيد.
> وصحيفة «الأيام» 1978م تحمل صورة للأستاذ يسن عمر الإمام وهو يقدم زعيم المعارضة الإسلامية للنميري.
> كان الزعيم هو الطالب حديث التخرج علي عثمان محمد طه.
> وكان اختفاء محمد عثمان مكي «ود المكي قائد ثورة شعبان وأبرز قادة الطلاب الإسلاميين.. حتى اليوم».. يجعل الأستاذ علي عثمان يلمع ويصبح هو.. عند الإسلاميين.. الرجل الثاني بعد الترابي.
> وعلي الحاج الرجل الثاني «رسمياً» يشعر بالمرارة.
> والمرائر تجعل الترابي وبولاد وعلي الحاج يحفرون مساراً آخر لسيولهم، وبولاد يقاتل في صفوف قرنق وبعد اعتقاله يهبط عنده الطيب إبراهيم محمد خير.. يحدق في وجهه ليتأكد من أنه بولاد.
> والترابي يعقد مع قرنق حلفاً عسكرياً ضد البشير.. وبوجه لا يحتاج للتحديق فيه، وعلي الحاج يطوف العالم داعياً ضد البشير ويجعل مقره «بون».
> و «بون» هي العش الذي انطلقت منه مخابرات العالم ضد السودان منذ عام 1970م.
> وحتى اليوم.
> وعلي عثمان يهبط الشهر الماضي هناك.
> قالوا «مريض ذهب للاستشفاء» وكنا نعلم أنه ذهب إلى هناك «لترتيق» ثقوب عام 1992م.. استعداداً للمرحلة الجديدة الآن.
> و «الإنتباهة» أمس في طرائف الأخبار تحمل حديثاً للسيد بدر الدين طه عام 2010م عن ابتعاده عن الوطني.
> والشهيد الزبير كان هو من يهز رأسه ويرفض الأستاذ هذا.. وأحدهم يومئذٍ كان يرشح بدر الدين طه لولاية الخرطوم، والزبير يرشح سبدرات واثنين معه.
> والترشيح هذا.. وترشيح الولاة من بعده.. كان هو أول ما يشعل معارك الترابي ضد الإنقاذ.. مع معركة الدستور.
> والترابي الذي يكتب الدستور بيده تجعله المعركة في أم ضواً بان يقول بصوته المميز:
إن سألوكم هل هذه حكومة إسلامية.. قولوا.. لا.. لا..!!
> والمعركة تجعل أصابع معينة تتهم علي عثمان بأنه هو من دبر محاولة اغتيال مبارك، وأنه هو من أبعد فلاناً وفلاناً..
> نعتقد أنه قد حانت الأيام التي نكتب فيها تاريخ الإنقاذ.
> غابة من شخصيات الإنقاذ تمتد جذور كل منهم في طين أحداث ساخنة.. ومثيرة.
> هذه أيام الحديث عنهم.. افتحوا الملفات.
«2»
> والسادة ذئاب الدولار الذين يذبحون الدولة بالورقة الخضراء حين يجدون أن الأمر يرتد إليهم يذهبون إلى حل عبقري.. ويجعلون شركة اتصالات ضخمة تقوم بتحويل ملايين الدولارات إلى الخارج.
> والسيد رئيس مجلس الإدارة الذي كان مديراً لجهاز الأمن لا يشعر أن بعضهم يستغله.
> أو هو شيء آخر


-------------------

تأملات في موقف المؤتمر الشعبي من وثيقة الفجر الجديد

هاجر سليمان طه
نشر بتاريخ الثلاثاء, 22 كانون2/يناير 2013 13:00



لم أجد مبرراً للغضبة المضرية التي قابل بها المؤتمر الشعبي وثيقة الفجر الجديد الأخيرة، ولا أفهم استنكاره إياّها إنْ كان قد وقّع على مثلها من قبل مع الحركة الشعبية. إنّ الوثيقة تعبر عن ما وافق عليه الشعبي من موبقات وطنية ضمناً وتصريحاً بمواقفه، وتصريحات قادته وآخرها ما قاله أمينه السياسي أول من أمس من أن المعارضة موحدة!! وكان السيد كمال عمر قد لاذ بالصمت إبان مدة الإنكار والتبرّؤ ثم ها هو يعود لما اعتاده منه الناس.
مما لا يحتاج إلى دليل أن المؤتمر الشعبي ليس نصيراً لسلام البلاد، ولا حريصاً على انتهاج طرق سلمية في المعارضة السياسية، وإلا لما حرص على زرع حركة العدل والمساواة كالسرطان في أحشاء دارفور، وأدار جرائمها من على البعد، وحرص على ألا تجنح للسلم أبداً لتظل من أكبر الجراح في خاصرة دارفور والسودان، ويظل نزف السودان عبره يشفي الصدور المليئة بالحقد والرغبة في الانتقام أكثر من أن تكون ممتلئة بأي شيء آخر.


إنّ غضبة المؤتمر الشعبي هذه بدت غريبة لأن مواقفه وأفعاله منذ أن برز للوجود منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة لا تشبهها، ولذا فقد نال تنصل المؤتمر من الورقة ونقده لها الكثير من التعليق في الصحف أكثر من أي حزب آخر وقف ذات الموقف، نعم إنّ الكل مندهش لموقف الشعبي، ولكنهم بين مندهش متسائل مشكك، وبين مندهش فرحٍ ذي أمل. وأجدني من الفريق الأول بلا شك.
والراجح أنّ موقف الشعبي هو موقف تكتيكي أكثر من أن يكون موقفاً يمت للقيم الوطنية بصلة، وفي رأيي أنّ الشعبي قد وجد رهاناً جديداً سوى المعارضة التي حاول بكل ما أوتي من قوة أن ينفخ فيها الروح ولكنه وجدها جثة هامدة لا أمل فيها. لقد كانت مواقف الشعبي دائماً منسجمة مع واقع رهانه على المعارضة لا سيّما المسلحة، ولطالما دافع عنها سراً وعلانية، رافضاً إدانة واستنكار جرائمها المشهودة في دارفور وجنوب كردفان، وحريصاً على أن تظل ناشطة تستنزف الحكومة، وإن نزف معها مواطن دارفور وجنوب كردفان حتى الموت.


ولكن الرهان الجديد للشعبي برز عندما أصبح ظاهراً للعيان أن التغيير يمكن أن يأتي من داخل أبناء الحركة الإسلامية، لقد بدا في الشهور الماضية التململ والحراك الذي كان تياره الغالب هو خيرة من أنجب هذا الوطن من مجاهدين خُلّص، بِطاقاتِهم التي عرفها كل السودان وقدرتهم الهائلة على الفعل والتغيير، ولولا أن تيارهم الجارف تميّز بالوعي، والانضباط، والتقدير الجيد للمصالح والترجيح بينها؛ لكانوا أقدر الناس على إشعال الحرائق التي لا يملك أحد أن يطفئها. لقد ظهر حراكهم منذ مذكرة الألف أخ مروراً بمؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، وحتى مبادرة «السائحون» التي لم تنضج بعد، لقد زاد من الانتباه لما تراكم في نفوس هؤلاء من رغبة في الإصلاح والتغيير أحداث الانقلاب الأخير الذي شارك فيه أحد قادتهم التاريخيين العميد ود إبراهيم، بالرغم من أنّ ذلك التحرك لا يعبر عنهم ولا عن وسائلهم المرتضاة ولكن الحدث زاد من الانتباه لحراكهم.
لقد كانت تلك المحاولة الانقلابية نقطة تحول ولا شك بما أحدثته من جدل وما نبهت إليه من حقائق، وما أثّرت به في زاوية رؤية الأحداث لكل الأطراف الفاعلة في ساحة السياسة السودانية. ولا بد أنها غيرت من وجهة النظر التي يرى بها الشعبي مجمل الأوضاع.


لا بد أنّ الشعبي انتبه لخسارته الفادحة لهذا التيار الذي طالما استنكر مواقف الحزب، لا سيّما تحالفاته المشبوهة مع الحزب الشيوعي والحركة الشعبية بدلالاتها المؤسفة، ودعمه لإذكاء القتال في دارفور، ناهيك عن فتاوى زعيمه د. حسن الترابي التي وصفت إخوانهم الشهداء بـ«الفطايس» وسفهت كل جهادهم في الجنوب، وزعمت أن ليس في جنة حور عين ولطالما تغنوا بالحور العين!
نعم، لابد أنّ الشعبي تنبه لخسارته لهؤلاء وأخذ يبحث عن درب العودة إليهم، بالتخلي التدريجي عن ما يعلم أنهم أبوه منه وأخذوه عليه ليبدأ بالنفاذ التدريجي إلى الأجسام التي تعبر عنهم، علّه يصل على أك########م إلى ما عجزت أن تحمله إليه أكتاف الحركة الشعبية والشيوعيين. ولا حول ولا قوة إلا بالله

Post: #162
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-04-2013, 11:08 AM
Parent: #161

نص رسالة الدكتور علي الحاج إلى قوى المعارضة عقب لقاء برلين
تنشر (الصحافة) فيما يلي نص الرسالة التي بعث بها الدكتور علي الحاج، إلى قوى المعارضة، حول لقائه بالنائب الأول لرئيس الجمهورية بمدينة برلين الألمانية بتاريخ 11/مارس/2013
السيد: ............................. الموقر
رئيس حزب.....................................
تحية طيبة
وصلا لما إبتدرته من حديث معكم خلال مهاتفتي التلفونية، بشأن الموضوع أعلاه ووفاء بعهد الكتابة إليكم بشأنه، أرجو أن تجدوا أدناه تلخيصا لما دار من حوار والسمات الأساسية لما يصلح أن يكون مبادرة سياسية، أرجو أن أتلقى عليها ما قد ينشأ عندكم من ملاحظات عليها، كما أود إبتداءً أن أقدم بعض الملاحظات العامة التي أرجو أن تلقي الضوء على الأجواء المحيطة بالحوار:
- درجت على عيادة كل من يقصد ألمانيا مستشفيا ممن أعرف، لذلك جاءت زيارتي للأخ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بمبادرة مني على الرغم من شعوري المبدئي بالتكتم على أخبار الزيارة.
- الوضع السياسي الذي يعيشه بلدنا ، وما تعلمون من سابق العلاقة بيني والأخ علي عثمان محمد طه والتي كان متنها وعصب لحمتها الشأن العام الذي جمعنا لعقود ثم فرق بيننا، علاوة على إطمئناني على صحته وصحة أسرته المرافقة له، كل ذلك حتم أن يدور بيننا حوار حول الشأن العام كنت فيه المبادر.
- وليعذرني الجميع فلست اري من المسؤولية ان تختصر هذه الزيارة في الاطر الاجتماعية بل احسب ان ذلك بنظري سيكون تهربا من واقع حال البلاد .فربما زار النائب الاول هذه الديارعدة مرات لمهام رسمية ولم يكن هناك ما يدعوني لاي لقاء به.
- كما تتوقعون في مثل هذه الظروف فقد سار الحوار عفويا وبدون ترتيب للقضايا، بالعموم تدارسنا أخذ العبر والدروس من ما مضى من أحداث لمعالجة ما نستقبل. وبالتأكيد حظيت بعض القضايا بتفصيل أكثر لأهميتها كالحريات وانفصال الجنوب ومالآت العلاقة به، ولقاء كمبالا. وسوف أجتهد في تبيان من منا إبتدر أية قضية ومواقفنا منها قدر استطاعتي.
- في سياق العلاقة السابقة التي ربطتنا، سألني الأخ علي عثمان عن موقف المؤتمر الشعبي بالذات، فأكدت له على أنني لا امثل الشعبي في هذه المبادرة التي أباشرها بصفتي الشخصية، وأوضحت له بان الشعبي - كما يعلم هو - واجه تضييقا خاصا - فوق التضييق العام الذي يواجهه الآخرون - على حرية شخصيته الإعتبارية كحزب، كما واجه أفراده تضييقا خاصا على ظروف معاشهم وحرياتهم الشخصية ودفع بعضهم ثمن المواقف في الشأن العام من حياته وحريته الخاصة، وأن هذه الأجواء بالضرورة خلقت مرارات مبررة ربما تيسر لي بصفة شخصية التجاوز عنها لأسباب ذاتية وموضوعية قد لا تتوفر لدى من هم بالداخل، لذلك فإنني لا أستغرب إن واجه بعض إخواني بالداخل مبادرتي هذه بالتشكك أو تعرض لشخصي بالهجوم،- وهم محقون في ذلك ولهم مبرراتهم- ولكنني أتجاوز المرارات الشخصية في إطار الشأن العام الذي وقعت فيه.


وفي اطار الحرية لكل الشعب السوداني واطار حفظ ما تبقي من كيان السودان واطار ايقاف الحرب من قبل الحكومة والسير نحو السلام بصدق مع كل المعارضين بمن فيهم حملة السلاح .ودرءا لمآلات مستقبلية تهدد هذا الكيان .
- اللقاء اتسم بالصراحة والوضوح أكد عليهما إختلافنا حول بعض القضايا بصورة جذرية، وحول بعضها الآخر بصورة جزئية وإن اتفقنا على مبادئها العامة.
3/
- خلاصة اللقاء كانت وضع مقترح اجندة سياسية ذات اولوية تتناسب مع الاوضاع الراهنة بالسودان الهدف منها وضع حلول سلمية يتفق عليها الجميع عبر حوار مفتوح يضع نهاية للحلول العسكرية والامنية ويفتح أفق الانتقال نحو الحلول السلمية الجادة وليست اجندة مصالحات او محاصصات او صفقات.
- عند الاتفاق علي هذه الاجندة من قبل الحكومة والمعارضة يتم الاتفاق علي آليات ادارة الحوار السياسي بشفافية وحرية كاملة وبضوابط واجراءات ومواقيت زمانية ومكانية يتفق عليها الطرفان مباشرة وبدون وسطاء.
- لا صلة لهذه الاجندة بما يدور الآن من حوار حول الدستور او الحوار الوطني ، وقد ابنت بانني ادعو الى حوار سياسي واسع وجامع ليتفق الجميع على حفظ ما تبقى من كيان ثم من بعد ذلك يمكن الحديث عن الدستور علما بان الدساتير لا قيمة لها في بلادنا وتجاربنا المعاصرة.....الخ
- طلبت من الأخ النائب الاول رفع ما دار من حوار الي السيد الرئيس )بالطبع هو سيقوم بذلك ولكن قصدت التأكيد( - كما اكدت له نقل هذه الخلاصات -بصفتي الشخصية- الي المعارضة بما فيهم حملة السلاح - بالطبع هذا لا ينال من دور و برنامج وخطط المعارضة باي حال من الاحوال.
4/
القضايا:
- الحريات العامة:
طرحت رؤيتي بأن الأوضاع في السودان تقتضي تضافرا جماعيا لإنقاذ ما تبقى من كيان البلد، غير أن هذا التضافر يستلزم توفر الحريات العامة التي تمكن الناس من الإسهام الفاعل، وبالطبع فإن مسؤولية المبادرة إلى توفير أجواء الحرية يقع على عاتق السلطة، وأكدت على أن مثل هذه المبادرة من السلطة قد تنزع فتيل التوتر، وتخفف من حدة الإستقطاب على النحو الذي قد يفسح المجال للأطراف المعارضة لترد على مبادرة السلطة بمثلها أو أحسن منها.
لا بد من أن أثبت في هذا المجال تحفظ الأخ علي عثمان على مدى الحرية وإن وافقني على المبدأ.
الشكوك
- هناك شكوك مبررة من قبل الكاتب قبل المعارضة في مدي التزام الحكومة بما يتم الاتفاق عليه والشواهد والسوابق كثيرة والمعارضون بشقيهم لهم تجارب مع الحكومة. وفي هذا السياق فقد كانت كلماتي للأخ النائب الأول على قدر كبير من الصراحة والوضوح بأن إنعدام الثقة يبلغ مبلغا يجعل ما يخرج من لقائنا نفسه عرضة للشك بشأن نواياه. ولكن الشك والريبة لم تأت من فراغ بل حصاد تجارب متعاقبة تكاد تصيب الناس بالقنوط واليأس عن جدوى القيام بمبادرات طرفها السلطة الحالية، ولولا أن المؤمن مدعو إلى عدم القنوط من رحمة ربه.لما هممت بالتحدث اليكم في هذه القضايا وبهذه الصراحة .
- هذه قضية جوهرية وعلي الحكومة اتخاذ الاجراءات الكفيلة لا بكسب ثقة المعارضين وحسب بل وثقة الشعب ايضا .
5/لقاء كمبالا وما تبقى من السودان
لقاء القوى السياسية السلمية والمسلحة في كمبالا، والذي إستحوذ على إهتمام الرأي العام السوداني والإقليمي، كان حاضرا من خلال إستفسار الأخ علي عثمان بشأنه، وقد حرصت على أن أؤكد على المعاني التالية بشأن هذا اللقاء:
. أن ظرفا خاصا هو ما منعني من حضور ذلك الإئتمار، وأنني على الرغم من تحفظاتي المشروعة على الوثيقة الصادرة عنه، مثلي مثل آخرين عبروا عن هذا الإختلاف، إلا أنني أراه إئتمارا محمودا في إطار مساعي القوى المعارضة لمعالجة أوضاع بلدها.
/8 أن غياب الحرية في البلد هو الذي حتم مكان اللقاء، ولفت إنتباه الأخ علي إلى أن غالب حاملي السلاح الذين شاركوا في هذا اللقاء كانوا يوما ما وبدرجة ما شركاء في الحكم وحلفاء للسلطة، ولكن التضييق في الحريات هو الذي دفعهم إلى الخروج إبتداءً أو معاودة الخروج بعد أن جنحوا للسلم.
/2 وأن رد فعل السلطة على الإعلان الصادر عن اللقاء وتعاملها مع بعض السياسيين الذين شاركوا في اللقاء من الداخل، قد جاء مصدقا لمخاوف هذه القوى التي عبرت عنها في الوثيقة، ومؤكدا على عمق أزمة الحريات في البلد.
/4 أن العديدين من المشاركين في اللقاء دفعهم غياب الحرية في بلدهم إلى إختيار منافي ربما تبعد جغرافيا عن بلدهم، ولكن مناخ الحريات الذي يعيشونه فيها يقربهم أكثر من قضايا بلدهم ويحفزهم على الإتصال اليومي بذويهم الذين يعيشون أوضاعا مأسوية في معسكرات نزوح أو تحت غياب الحريات، هذا فضلا عن من فقدوا ذويهم او اهينت انسانيتهم وقد شكل لهم لقاء كمبالا بارقة أمل عساها تخرج أهاليهم وذويهم من ما هم فيه. وقد أشرت على النائب الأول
6/
إلى ضرورة عدم الإستهانة بالمرارات الشخصية المشروعة التي يحسها هولاء بسبب ما يعتبرونه سياسة رسمية متعمدة من الحكومة.
5/ لقد إستغربت ألا ترى السلطة رمزية لقاء كمبالا الذي شكل بالنسبة لي تكوينا رمزيا للسودان المتبقي، وأن تداعي هذه الأطراف إليه يعبر عن تعاظم الإحساس بضرورة المسعى من أجل الحفاظ على هذا الكيان المتبقي، وقد كان المأمول أن تنفذ السلطة ببصيرتها إلى رؤية هذه الرمزية، ولا بأس أن تعبر مثل الاخرين عن إختلافها مع محتوى وثيقة كمبالا دون أن يغيب عنها نبل المسعى فتقابله بما يستحق من تقدير.
- العلاقة بالجنوب:
لدى الحديث عن العلاقة بالجنوب فلا يمكنني طلب شهادة شخص آخر بخلاف الأخ علي عثمان نفسه والرئيس عمر البشير على صحة الرأي الذي طالما جهرت به،سابقا - في اطار قضية السلام في الجنوب - بان الحلول العسكرية والامنية والقمعية لاتؤدي الا الي المزيد من الأزمات والمرارات وتنتهي الي مزيد من التقسيم ومزيد من الحروب - والتقسيم لاحدود له - والجنوب خير شاهد علي فشل الحلول العسكرية منذ قبل الاستقلال ونهاية بالانقاذ.
موقفي هذا ليس بجديد وما حدث للجنوب زاد من ايماني الراسخ بالسلام ويجب الا نعود لمعالجة قضايا مصيرية مثل الحرب والسلام في اطر حكومية ضيقة، اذ لابد من اشراك حقيقي وشفاف لشعب ما تبقي من السودان في هذا الامر وهذا لا يتم الا عبر بوابة الحريات الواسعة. وعموما ما يتوصل اليه السودانيون طوعا مهما كان ثمنه افضل من ما قد يفرض عليهم .
إن الإعتبار بما تقدم وحقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك لشعبي البلدين يستلزم منا السعي الجاد والحثيث إلى جعل العلاقة بالجنوب علاقة توأمة بين بلدين كانا حتى وقت قريب بلدا واحدا.
7/مرة أخري اكرر هذا اجتهاد شخصي ان أصاب فذلك الفضل من الله وان أخطأ نسأله تعالي المغفرة.
} لا يُكَلِّفُ ه اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ
نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبنَا
وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {
والأمر إليكم
د.علي الحاج محمد
الي:
قوى المعارضة السودانية والحركات المسلحة
بصورة الى:
السيد رئيس الجمهورية
السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية

Post: #163
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-07-2013, 05:33 AM
Parent: #162

نافع يزيح غازي صلاح الدين ويعلن تورط علي عثمان في المحاولة الإنقلابية
April 6, 2013
(حريات)

أصدر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني برئاسة عمر البشير قرارا بإعفاء رئيس كتلة نوابه في المجلس الوطنى الدكتور غازي صلاح الدين من امانة الشؤون البرلمانية وتعيين مهدي إبراهيم في مكانه،أول أمس الخميس.

وقال المتحدث الرسمي باسم تيار الإصلاح في المؤتمر الوطنى عبد الغني أحمد إدريس لـ(الشرق الأوسط) بأن إعفاء الدكتور غازي صلاح الدين يعني انتصار تيار التحجر والانغلاق في الحزب، وقال إن هذا التيار الذي يقوده مساعد البشير الدكتور نافع علي نافع وآخرون يرفض انعقاد المؤتمر العام للحزب في أكتوبرالمقبل، وأضاف (هذا يكشف أن تيار التحجر والانغلاق أكثر من ذي قبل في الضيق بالرأي والرأي الآخر داخل الحزب)، وتوقع أن يحدث انشقاق داخل الحزب قبل انعقاد المؤتمر العام في أكتوبر المقبل.

وكانت سامية هباني – عضو المجلس الوطنى وزوجة الدكتور غازى – دعت الى اطلاق سراح المعتقلين فيما يسمى بالمحاولة الانقلابية فى نوفمبر، و حذرت خلال جلسة التداول حول خطاب البشير الاربعاء الحكومة من اي استثناءات في تطبيق قرار إطلاق سراح المعتقلين السياسيين تأكيدا لمصداقية الحكومة، وأضافت(حتي لا تكون مسرحية) .

وأطلق غازي صلاح الدين تصريحات مؤخراً يؤكد فيها عدم دستورية ترشيح عمر البشير لدورة رئاسية جديدة ، كما سبق وأبدى إعتراضات على ضعف صلاحيات المجلس الوطني وعلى تفشي الفساد ، كما رفض الترشح للأمانة العامة للحركة الإسلامية مسبباً ذلك بأن المنصب صار منزوع الصلاحيات ، إضافة إلى إعلانه عن تأييد المجموعات الشبابية الإصلاحية في المؤتمر الوطني .

ويقول مراقبون أن تصريحات نافع قبل يومين عن حسم (التفلتات) كان المقصود بها غازي صلاح الدين ، حيث ان (التفلتات) المحببة والمرغوب بها كتفلتات قطبي المهدي التي تصب في (رؤية) المتنفذين يتم السماح والتسامح معها .

وحقق نافع غرضه بإزاحة غازي مستغلاً مهرجانات المنافقة الجارية حالياً خصوصاً وان غالبية القيادات لا يجرأون على الجهر برفضهم لإعادة ترشيح عمر البشير .

ويضيف المراقبون ان نافع ، وان كان يخطط لوراثة عمر البشير هو الآخر ، إلا انه على عكس علي عثمان وغازي والآخرين ليس في عجلة من امره ، ويريد كخطوة أولى التخلص من غازي وعلي عثمان ، وفي ذلك لا يرفض الإستعانة بالعسكريين ، بل وقبولهم كمرحلة أولى ، كأن يقبل ببكري حسن صالح كحاكم رسمي ، يحكم من خلفه ، وهي الصيغة التي فضلها الإسلاميون منذ بداية عهدهم – صيغة السلطة من وراء حجاب ، وبعد أن يستتب الأمر يمكن أن يقدم على خطوته الأخيرة بالظهور العلني كحاكم أوحد ، على نموذج صدام حسين الذي إستخدم الأجهزة الأمنية والمليشيات الحزبية في الإستيلاء على السلطة من العسكريين البعثيين .

ويضيف المراقبون أن نافع بدأ – وقد اغرته سهولة الإطاحة بغازي – التمهيد لإزاحة علي عثمان ، فأعلن بالأمس في مجلسه الخاص انه يملك أدلة على إعطاء إعطاء علي عثمان ضوء أخضر للمحاولة الإنقلابية في نوفمبر ، بعد ان كان يردد بأنه ما من علاقة تجمع بين ود إبراهيم وصلاح قوش وتبرر التعاون في (انقلاب) – بحكم خلافاتهما الشخصية – وان الشخص الوحيد القادر على التنسيق بينهما هو علي عثمان ، هذا وظل نافع ، ومنذ إعلان المحاولة الإنقلابية ، يحاول تجييرها لتصفية منافسيه ، فتخلص بها من صلاح قوش ، وحاول إستخدامها لدق أسفين بين الصادق المهدي وعمر البشير فقال ان المهدي كان يعلم بلحظة الصفر، ثم أشاع تورط غازي بها ، والآن يستخدمها للقضاء على آخر منافسيه وهو علي عثمان .

وقال المحلل السياسي لـ(حريات) انه من الإمعان في إمتهان البلاد ان نافع ( أبو العفين) يخطط لحكمها ! بل ان الصوارمي نفسه يطمع في ذلك ! وأضاف ان نافع موهوم ، فهو عبء على أي عاقل ، وغير قادر الا ان يؤثر من وراء حجاب ، وإذا إضطر عمر البشير تحت وطأة مرضه إلى تسليم السلطة فسيسلمها للعسكريين ، وأول قرار يفتتح به أي عسكري عهده الجديد سيكون التضحية بنافع البغيض ككبش فداء عربوناً لصفحة جديدة ، سواء كانت صادقة أو زائفة .

وقال المحلل السياسي انه ومنذ باعت الحركة الإسلامية نفسها لشيطان الإنقلاب ، فإنها إنزلقت في دينامية تجعل من غير الوارد أن تكون السلطة النهائية فيها لغير العسكريين ، وقال ان (عش الدبابير) الذي شيدوه يشترط (الدبابير) كأساس للسلطة ، وهذا قصاص التاريخ ومكره – قصاص التاريخ لانه كما تدين تدان ، ومن (ينقلب يُنقلب عليه ولو بعد حين) ، واما مكر التاريخ فيتجاوز مكر الأفراد و (وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) .

وختم المحلل السياسى قائلا ان الانقاذ ينطبق عليها قانون التطور الهابط الرث – فكل ما تقادم عليها الزمن كلما انتقلت من سئ الى أسوأ وانحطت مواصفات ممارستها السياسية ومواصفات قادتها ، و أضاف ان الطور الاخير فى الانحطاط يعبر عنه نافع – بعدائه للشعب واستعلائه وجلافته و فجاجته وفظاظته ، وقال ان نظاما يطمع فى وراثته نافع ولو من الباطن ،لا يمكن الا ان يكون نظاما قد أوشك على الرحيل


----------------------

ومن يقنع المهرولين ؟!..
نافع يتوعد منافسيه داخل حزبه ويعرض نفسه ناطقاً أوحداً !
April 5, 2013
(حريات)

لوح نافع علي نافع بمحاسبة كل من يخرج عن (رؤية الحزب) – المؤتمر الوطني – في التصريحات الإعلامية ، فيما أعتبر إحكاماً للعسكريين والأمنيين لقبضتهم على الحزب الحاكم ، على خلفية صراعات الأجنحة حول وراثة عمر البشير .

وعقد المكتب القيادي برئاسة عمر حسن البشير اجتماعاً تركز حول رؤية حزب المؤتمر الوطني بعد أن ظهرت تيارات داخل أروقة الحزب رحبت بتصريحات البشير بعدم اعتزامه الترشح مرةً أخرى، ويدعم هذا التيار ترشيح علي عثمان محمد طه، إلا أن مصادر كشفت ( أن التيار العسكري والأمني والذي يضم بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين ونافع علي نافع يقاوم ترشيح طه ويفضل بقاء البشير في منصبه ، ويكتسب هذا التيار شرعية استمراره في بقاء البشير لضعف قواعدهم داخل الحزب والحركة الإسلامية واعتمادهم على آلية البطش العسكرية والأمنية )، وقالت المصادر ( هو ذات التيار الذي أحبط ترشيح غازي صلاح الدين لتولي الأمانة العام للحركة الإسلامية وبعد مواليه من ما يسمون أنفسهم ” إصلاحيين”، مدعومين بجموعات من ( سائحون) وشباب الحزب ، ولوح نافع علي نافع بمحاسبة منسوبيه الخارجين على رؤيته عند التحدث لوسائل الإعلام. واعتمد المكتب القيادي ورقةً أعدها نافع نفسه حول التحدث برؤية حزبه، وكان القيادي أبراهيم غندور قد أعلن أن علي عثمان محمد طه هو الشخص المؤهل لخلافة البشير، إلا أن قطبي المهدي أكد على ضرورة استمرار البشير في السلطة لمدة خمس سنوات أخرى، وأقرت ورقة نافع كيفية معالجة التصريحات السياسية داخل الحزب، وقررت أن يكون نائب الرئيس لشؤون الحزب نافع علي نافع معبراً رسمياً عن الرؤية الجامعة على أن يحدد ناطقاً رسمياً لكل قطاع يعبر عن رأي الحزب في كل مستوى وعن مخرجات اجتماعات القطاع المعني.

وأوضح نافع في تصريح صحفي عقب الاجتماع، أن الورقة تمت إعادتها لأمانة الإعلام لمناقشة هذه الموجهات على مستوى القطاع السياسي ومن ثم ترفع ما تراه للمكتب القيادي.

وأعتبر ناشط سياسي لـ(حريات ) التطورات انقلاباً داخل الحزب ضد علي عثمان الذي بدأ يهيئ نفسه للرئاسة بعد أن أعلن البشير رفضه الترشيح ) وقال ( هذا يعني أن تبدأ مهرجانات النفاق السياسي والتباري في اظهار الولاء للبشير بتهديد كل من يفصح عن موقفه المناوئ )، وأضاف ( هذا التيار العسكري الأمني يكتسب شرعية وجوده من استبداد البشير )، ورأى ( لو ظهرت مستجدات واضطرت البشير للانسحاب عن المسرح السياسي بسبب المرض أو الموت أو ضغوط أكبر منه فسوف يتحالف العسكريون والأمنيون ضد طه ، ويبدو أن نافع يهيئ نفسه لخلافة البشير بالتحالف مع بكري وعبد الرحيم وأسامة عبد الله، )، سخر الناشط السياسي قائلاً ( طموح نافع يعميه عن حقيقة مهمة وهي أن الوصول لقيادة المؤتمر الوطني والترشح للرئاسة يعني الدخول إلى عش الدبابير ،وهي الجهة التي ستحسم الصراع والأرجح أن يستفيد العسكريون من تحركات نافع ليسددوا له الضربة القاضية في اللحظات الأخيرة إما بترشيح البشير نفسه، أو التنازل لأحد أصدقائه من العسكريين تحت الضغوط الصحية والاقليمية والدولية)، إلى ذلك أعتبر الناشط السياسي (ورقة نافع واصراره على السيطرة على الحزب والتهديد بمحاسبة الخارجين عن رؤيته هو تأكيد على تراجع مساحات الحرية حتى داخل الحزب نفسه، وهو ما يجب أن يفهمه المهرولون من المعارضين نحو الحوار مع المؤتمر الوطني، لأن حزب لا يتيح الحرية لعضويته ، كيف له ان يرضى بمشاركة الآخرين ؟ ) وأضاف ( نافع يتوعد عضويته بالمحاسبة وليت من يحلم بالحوار يعي هذه الحقيقة ، وهي ان التيار الأمني بوجود البشير أو بغيابه سوف يحول كل البلاد إلى زنزانة ضيقة يزج في غياهبها كل السياسيين بما فيهم المطالبين بالاصلاح داخل الحزب نفسه ، ولا سبييل غير النضال الشعبي ).



------------------

دعاة السُّلطة ونُصحاء السُّلطان الدكتور غازي صلاح الدين نموذجاً
04-06-2013 12:48 PM





قبل ست سنوات مضت كتبتُ مقالاً بعنوان "دعاة السُّلطة ونصحاء السُّلطان"، مستأنساً بمقال نشره الدكتور التجاني عبد القادر عن "أسرَّة الحُكام"، في صحيفة الأحداث (المرحومة)، العدد 79، 16/12/2007م. وكانت إشكالية أسرَّة الحكام تدور حول الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان، ومجالس حواره مع النُصحاء والحُكماء والعلماء أمثال رجاء بن حيوة الكندي، الذي اقترح عليه ترشيح عمر بن عبد العزيز للخلافة، وقد أثمر ذلك الترشيح في انجاب "خليفة راشد خامس، كاد أن يحدث انقلاباً داخلياً في الأسرة الأموية الحاكمة". ويرى التيجاني أن صاحب هذه المبادرة: "لم يكن مديراً لجهاز المخابرات، أو رئيساً لمجلس الشورى، أو أميناً لدائرة العلاقات السياسية، أو مبعوثاً خاصاً من قبل الإدارة الأمريكية"، وهنا إشارة ضمنيَّة إلى آليات صنع القرار في السُّودان.
وحاولتُ في ذلك المقال أن أُذكِّر الأخ التيجاني والقارئ الكريم بأن أدبيات التراث الإسلامي، التي تدعي بعض الحركات الإسلامية الالتزام مرجعيتها لتطفيف الرأي العام، تذخر بمثل هذه الأمثلة، وذكرتُ منها موقف الصحابي الجليل أبي حازم، الذي دعاه الخليفة سليمان إلى أحد مجالس نُصحِهِ، طالباً منه أن يذكرّه في أمور الدنيا والدين، وذلك بقوله: "فما الذي تقول فيما نحن فيه؟"فردَّ أبوحازم عليه، قائلاً: "يا أمير المؤمنين أوتَعفيني من ذلك"؟ فقال الخليفة: لا، ولكن نصيحة تلقيها إليَّ. فقال أبوحازم: "إن آباءك قهروا الناس بالسيف، وأخذوا المُلك عنوة من غير مشورة من المسلمين ولا رضىً، حتى قتلوا عليه مقتلةً عظيمة، وارتحلوا عنها، فلو سمعت ما قالوا، وما قيل لهم ..." وقبل أن يكمل أبا حازم نصيحته، وقع الخليفة مغشياً عليه. فكان رد فعل أحد علماء السُّلطان: "بئس ما قلت يا أبا حازم!"، فرد عليه صاحبنا بقوله: "كذبت يا عدو الله، إن الله أخذ ميثاق العلماء ليبيننّه للناس ولا يكتمونه." وفي هذه الأثناء أفاق الخليفة سليمان وقال: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح للناس؟". قال: "تدع الصلف، وتستمسك بالمروءة، وتقسم بالسويَّة". ويبدو أن الخليفة في قرارة نفسه قد استحسن نُصح أبي حازم، فبعث إليه بمائة دينار، وكتب إليه أن أنفقها ولك مثلها كثير. فردَّها أبو حازم عليه معاتباً: "يا أمير المؤمنين أعوذ بالله أن يكون سؤالك إياي هزلاً وردّي عليك باطلاً، فو الله ما أرضاها لك، فكيف أرضاها لنفسي؟ يا أمير المؤمنين إن كانت هذه المائة عِوضاً لما حدثتك، فالميتة ولحم الخنـزير في حل الاضطرار أحلُّ من هذه، وإن كان حقاً لي من بيت المال فلي فيها نظر ..." ومضى في قوله: "يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل ما داموا على الهُدى والرُشد كان أمراؤهم يأتون علماءهم رغبة فيما عندهم، فما رئي قوم من أراذل الناس تعلموا العلم وأتوا به الأمراء يريدون به الدنيا، استغنت الأمراء عن العلماء، فتعسوا ونكسوا وسقطوا من عين الله عز وجل، ولو أن علماءهم زهدوا فيما عند الأمراء لرغب الأمراء في علمهم، ولكنهم رغبوا فيما عند الأمراء، فزهدوا فيهم وهانوا في أعينهم." فكان الزهري حاضراً في مجلس الخليفة فقال: لأبي حازم: إياي تعني وتعرِّض بي؟" فقال له أبوحازم: " لا والله ما تعمدتك، ولكن هو ما تسمع !"
لا جدال أن هذا الحوار يذكرنا بما يدور الآن في أروقة السياسة السُّودانية بشأن ترشيخ الرئيس عمر حسن أحمد البشير (1989-2013م) لولاية ثالثة في الحكم، استناداً إلى تبريرات بعض القطاعات السياسية المشغولة بسؤال "مَنْ يحكم السُّودان"، دون التفكير في سؤال "كيف يُحكم السُّودان"، وهذه واحدة من المشكلات التي يعاني منها هذا القُطر، الغني بأبنائه وموارده الطبيعية، الفقير بقياداته السياسية. لأن قضية "مَنْ يحكم السُّودان" تجعلنا ندور في فلك الأشخاص والتطلعات الذاتية، بعيداً عن القيم المعيارية للحكم، وذلك بخلاف إشكالية "كيف يُحكم السُّودان" التي تدفعنا إلى البحث عن الخيارات والآليات المناسبة.
ومن القيادات السياسية التي بدأت تفكر في هذا الاتجاه، بعد أن تمرقت في تجربة الحكم بخيرها وشرها، الدكتور غازي صلاح الدين، الذي يُعدُّ من قادة مذكرة العشرة التي أبعدت الدكتور حسن الترابي عن دفة الحكم، واسهمت في نشوب صراع القصر والمنشية، الذي أفضى إلى انشقاق الحركة الإسلامية والحزب الحاكم في السُّودان. ومواقف الدكتور غازي التي تصب في هذا الاتجاه نجدها منشورة في العديد من الوسائط الصحافية، وأشهرها موقع تواصله الاجتماعي على الفيس بوك

(http://www.facebook.com/ghaziatabanifans?filter=1)،

ومن أقواله المشهورة التي لم تحظ باستحسان النخبة الحاكمة: "and#65255;and#65198;and#65267;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65198;and#65243;and#65172; and#65165;and#65273;and#65203;and#65276;and#65251;and#65268;and#65172; and#65187;and#65198;and#65243;and#65172; and#65187;and#65166;and#65243;and#65252;and#65172; and#65227;and#65248;and#65264; and#65227;and#65216;and#65262;and#65267;and#65176;and#65260;and#65166;، and#65261;and#65235;and#65238; and#65227;and#65260;and#65194; and#65165;and#65247;and#65176;and#65156;and#65203;and#65268;and#65202; and#65165;and#65247;and#65196;and#65265; and#65239;and#65166;and#65251;and#65174; and#65227;and#65248;and#65268;and#65258;، and#65261;and#65235;and#65266; and#65195;and#65165;and#65173; and#65165;and#65247;and#65262;and#65239;and#65174; and#65187;and#65198;and#65243;and#65172; and#65251;and#65188;and#65244;and#65262;and#65251;and#65172; and#65169;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65165;and#65247;and#65170;and#65276;and#65193; and#65261;and#65239;and#65262;and#65165;and#65255;and#65268;and#65256;and#65260;and#65166;"، ويقول أيضًا: "من أكثر أنواع التفكير هشاشة، وأقلها جدوى في الحكم على الأمور وتحليلها هو: and#65165;and#65247;and#65176;and#65236;and#65244;and#65268;and#65198; and#65165;and#65247;and#65228;and#65166;and#65219;and#65236;and#65266;، أو and#65165;and#65247;and#65262;and#65183;and#65194;and#65165;and#65255;and#65266;، and#65261; يُقصد and#65169;and#65258; and#65235;and#65260;and#65250; and#65165;and#65271;and#65251;and#65262;and#65197; وتفسيرها، and#65261;and#65165;and#65175;and#65192;and#65166;and#65195; and#65165;and#65247;and#65240;and#65198;and#65165;and#65197;and#65165;and#65173; and#65261;and#65235;and#65240;اً لإنطباعات and#65165;and#65247;and#65236;and#65198;and#65193;، and#65155;and#65261; الأشياء المألوفة لديه، وهذا التفسير يتسم بالسطحية، والتبسيط، والتسرع، وكل هذه من مساوي التفكير بشكل عام؛ لكن أسوأ ما في التفكير العاطفي هو أنه تفكير بخيارات محدودة، ويحصر الحلول، ويصنف الرؤي على طريقة أبيض أو أسود، وصح أو خطأ". ثم يمضي أبعد من ذلك، ويقول: "ظاهرة (الكنكشة) السياسية هي ظاهرة غير حميدة، ومن المؤكد أن التجارب التي لا تفسح المجال لقيادات شابة، ولا تخضع لتجديد الدماء، فهي ستنهار على المدى القريب، وليس البعيد". ويبدو أن بعض قيادات المؤتمر الوطني قد ضاقت زرعاً من مثل هذه التصريحات؛ لدرجة دفعت بعضهم إلى القول بأن الدكتور غازي كان يقف خلف الحركة الانقلابية الأخيرة، ويشجع من طرف آخر ما يعرف بـ "السائحين الإصلاحيين". وبناءً على ذلك اغتنموا فرصة تصريحه القاضي بعدم دستورية ترشيخ الرئيس البشير لولاية ثالثة؛ ليصفُّوا خصوماتهم السياسية التي تصب في إطار مصالحهم الشخصية دون النظر في متطلبات المصلحة العامة. واستجلاءً لهذا الموقف أصدر الدكتور غازي صلاح الدين، في موقع تواصله الاجتماعي، بياناً توضيحاً، جاء فيه:

"and#65169;and#65204;and#65250; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258; and#65165;and#65247;and#65198;and#65187;and#65252;and#65254; and#65165;and#65247;and#65198;and#65187;and#65268;and#65250;
أود أن أصحح أنَّ and#65251;and#65166; and#65195;and#65243;and#65198;and#65175;and#65258; and#65235;and#65266; and#65261;and#65203;and#65166;and#65163;and#65246; and#65165;and#65273;and#65227;and#65276;and#65249; and#65169;and#65166;and#65271;and#65251;and#65202; and#65187;and#65262;and#65245; and#65175;and#65228;and#65196;and#65197; and#65175;and#65198;and#65207;and#65268;and#65186; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65261;and#65235;and#65238; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65165;and#65247;and#65198;and#65165;and#65259;and#65254;، and#65247;and#65268;and#65202; and#65197;and#65155;يًا and#65251;and#65176;and#65228;and#65248;قًا and#65169;and#65156;and#65259;and#65248;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202;، and#65261;and#65275; and#65169;and#65184;and#65194;and#65261;and#65263; and#65175;and#65198;and#65207;and#65268;and#65188;and#65258;، and#65261;and#65159;and#65255;and#65252;and#65166; and#65259;and#65262; and#65175;and#65156;and#65261;and#65267;and#65246; and#65247;and#65256;and#65210; and#65251;and#65188;and#65244;and#65250; and#65235;and#65266; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65165;and#65275;and#65255;and#65176;and#65240;and#65166;and#65247;and#65266; and#65247;and#65204;and#65256;and#65172; 2005م؛ and#65159;and#65195; and#65175;and#65256;and#65210; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; 57 and#65227;and#65248;and#65264; and#65155;and#65253;: "and#65267;and#65244;and#65262;and#65253; and#65155;and#65183;and#65246; and#65261;and#65275;and#65267;and#65172; and#65197;and#65163;and#65268;and#65202; and#65165;and#65247;and#65184;and#65252;and#65260;and#65262;and#65197;and#65267;and#65172; and#65191;and#65252;and#65202; and#65203;and#65256;and#65262;and#65165;and#65173;، and#65175;and#65170;and#65194;and#65155; and#65251;and#65254; and#65267;and#65262;and#65249; and#65175;and#65262;and#65247;and#65268;and#65258; and#65247;and#65252;and#65256;and#65212;and#65170;and#65258;، and#65261;and#65267;and#65184;and#65262;and#65199; and#65159;and#65227;and#65166;and#65193;and#65171; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65258; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65255;and#65268;and#65172; and#65235;and#65188;and#65204;and#65168;." and#65261;and#65259;and#65196;and#65257; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; and#65251;and#65156;and#65191;and#65262;and#65195;and#65171; and#65169;and#65188;and#65196;and#65165;and#65235;and#65268;and#65198;and#65259;and#65166; and#65175;and#65240;and#65198;and#65267;and#65170;and#65166; and#65251;and#65254; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; 41 and#65235;and#65266; and#65193;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; 1998م، and#65261;and#65159;and#65195;and#65165; and#65155;and#65203;and#65240;and#65220;and#65256;and#65166; and#65259;and#65196;and#65165; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; and#65227;and#65248;and#65264; and#65165;and#65247;and#65188;and#65166;and#65247;and#65172; and#65165;and#65247;and#65240;and#65166;and#65163;and#65252;and#65172; and#65203;and#65256;and#65184;and#65194; and#65155;and#65253; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65239;and#65194; and#65175;and#65262;and#65247;and#65264; and#65165;and#65247;and#65204;and#65248;and#65220;and#65172; and#65235;and#65228;and#65276; and#65169;and#65228;and#65194; and#65155;and#65193;and#65165;and#65163;and#65258; and#65165;and#65247;and#65240;and#65204;and#65250; and#65235;and#65266; and#65227;and#65166;and#65249; 2005 and#65261;and#65183;and#65194;and#65193; and#65247;and#65258; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65255;and#65268;and#65172; and#65169;and#65228;and#65194; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65258; and#65235;and#65266; and#65227;and#65166;and#65249;2010م، and#65169;and#65252;and#65166; and#65275; and#65267;and#65194;and#65225; and#65251;and#65184;and#65166;and#65275; and#65247;and#65248;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65247;and#65258; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65247;and#65180;and#65172; and#65193;and#65261;and#65253; and#65165;and#65273;and#65191;and#65276;and#65245; and#65169;and#65228;and#65170;and#65166;and#65197;and#65171; "and#65235;and#65188;and#65204;and#65168;." and#65261;and#65247;and#65268;and#65202; and#65169;and#65208;and#65266;and#65152; and#65197;and#65155;and#65265; and#65251;and#65254; and#65197;and#65155;and#65263; and#65155;and#65253; and#65165;and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65275; and#65175;and#65188;and#65204;and#65168; and#65159;and#65275; and#65159;and#65195;and#65165; and#65243;and#65166;and#65255;and#65174; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65166;ً، and#65169;and#65246; and#65259;and#65262; and#65175;and#65188;and#65252;and#65268;and#65246; and#65247;and#65248;and#65256;and#65210; and#65251;and#65166; and#65275;and#65267;and#65188;and#65176;and#65252;and#65246;، and#65271;and#65253; and#65165;and#65247;and#65256;and#65210; and#65275; and#65267;and#65156;and#65169;and#65258; and#65247;and#65248;and#65244;and#65268;and#65236;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65176;and#65266; and#65175;and#65156;and#65259;and#65246; and#65169;and#65260;and#65166; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65247;and#65248;and#65198;and#65163;and#65166;and#65203;and#65172; and#65155;and#65259;ي باand#65275;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65167;، and#65155;and#65249; and#65169;and#65166;and#65247;and#65176;and#65198;and#65165;and#65215;and#65266;، and#65155;and#65249; and#65169;and#65240;and#65262;and#65171; and#65165;and#65175;and#65236;and#65166;and#65239;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65204;and#65276;and#65249;. and#65165;and#65247;and#65256;and#65210; and#65267;and#65208;and#65268;and#65198; and#65235;and#65240;and#65218; and#65159;and#65247;and#65264; and#65165;and#65169;and#65176;and#65194;and#65165;and#65152; and#65261;and#65275;and#65267;and#65172; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202;، and#65261;and#65275; and#65267;and#65196;and#65243;and#65198; and#65155;and#65265; and#65207;and#65266;and#65152; and#65227;and#65254; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65258; and#65159;and#65275; and#65227;and#65256;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65194;and#65267;and#65178; and#65227;and#65254; and#65165;and#65247;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65255;and#65268;and#65172;. and#65259;and#65196;and#65165; and#65251;and#65254; and#65165;and#65247;and#65256;and#65166;and#65187;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65236;and#65256;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;and#65267;and#65172;، and#65155;and#65251;and#65166; and#65159;and#65195;and#65165; and#65155;and#65183;and#65252;and#65226; and#65165;and#65247;and#65256;and#65166;and#65201; and#65227;and#65248;and#65264; and#65155;and#65253; and#65155;and#65251;and#65262;and#65197; and#65165;and#65247;and#65170;and#65276;and#65193; and#65275; and#65175;and#65204;and#65176;and#65240;and#65268;and#65250; and#65159;and#65275; and#65169;and#65166;and#65247;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65247;and#65248;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65247;and#65188;and#65244;and#65252;and#65172; and#65267;and#65198;and#65261;and#65255;and#65260;and#65166; and#65235;and#65228;and#65248;and#65268;and#65260;and#65250; and#65227;and#65256;and#65194;and#65163;and#65196; and#65175;and#65228;and#65194;and#65267;and#65246; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;، and#65155;and#65261; and#65159;and#65211;and#65194;and#65165;and#65197; and#65193;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65183;and#65194;and#65267;and#65194; and#65267;and#65204;and#65252;and#65186; and#65169;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65231;and#65268;and#65198; and#65251;and#65240;and#65268;and#65194; and#65247;and#65248;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172;، and#65247;and#65244;and#65254; and#65259;and#65196;and#65257; and#65239;and#65216;and#65268;and#65172; and#65203;and#65268;and#65166;and#65203;and#65268;and#65172; and#65195;and#65165;and#65173; and#65175;and#65208;and#65166;and#65227;and#65268;and#65168; and#65267;and#65216;and#65268;and#65238; and#65165;and#65247;and#65252;and#65184;and#65166;and#65245; and#65227;and#65254; and#65165;and#65247;and#65192;and#65262;and#65213; and#65235;and#65268;and#65260;and#65166;."

لكن يبدو أن موقف الخصوم كان أقوى من موقف الدكتور غازي صلاح الدين داخل أروقة الحزب الحاكم، بدليل أنهم تمكنوا من إصدار قراراً يقضي بإعفائه من رئاسة الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني. فعلَّق الدكتور غازي، بطريقة غير مباشرة على هذا القرار، عندما استأنس بقول and#65165;and#65247;and#65188;and#65204;and#65254; and#65165;and#65247;and#65170;and#65212;and#65198;and#65265; and#65197;and#65187;and#65252;and#65258; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258;: "and#65235;and#65204;and#65166;and#65193; and#65165;and#65247;and#65240;and#65248;and#65262;and#65167; and#65251;and#65176;and#65262;and#65247;and#65194; and#65251;and#65254; and#65203;and#65176;and#65172; and#65155;and#65207;and#65268;and#65166;and#65152;، and#65155;and#65261;and#65247;and#65260;and#65166;: and#65267;and#65196;and#65255;and#65170;and#65262;and#65253; and#65169;and#65198;and#65183;and#65166;and#65152; and#65165;and#65247;and#65176;and#65262;and#65169;and#65172;، and#65261;and#65267;and#65176;and#65228;and#65248;and#65252;and#65262;and#65253; and#65165;and#65247;and#65228;and#65248;and#65250; and#65261;and#65275;and#65267;and#65228;and#65252;and#65248;and#65262;and#65253; and#65169;and#65258;، and#65261;and#65159;and#65195;and#65165; and#65227;and#65252;and#65248;and#65262;and#65165; and#65275; and#65267;and#65192;and#65248;and#65212;and#65262;and#65253;، and#65261;and#65267;and#65156;and#65243;and#65248;and#65262;and#65253; and#65197;and#65199;and#65237; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258; and#65261;and#65275; and#65267;and#65208;and#65244;and#65198;and#65261;and#65253;، and#65261;and#65275; and#65267;and#65198;and#65215;and#65262;and#65253; and#65169;and#65240;and#65204;and#65252;and#65172; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258;، and#65261;and#65267;and#65194;and#65235;and#65256;and#65262;and#65253; and#65251;and#65262;and#65175;and#65166;and#65259;and#65250; and#65261;and#65275; and#65267;and#65228;and#65176;and#65170;and#65198;and#65261;and#65253;." فلا شك أن هذا الاقتباس من البصري، يعكس طرفاً مما يدور بخلد الدكتور غازي تجاه ممسكين بزمام السُّلطة، ومن طرف آخر يوضح شعوره بالمرارة والغبن. وفي الاتجاه المعاكس يقودنا هذا القرار إلى الزعم بأن المؤتمر الوطني الحاكم ربما يسعى إلى إصدار مسوغ دستوري لترشيخ البشير لولاية ثالثة.


إذاً إلى أي جهة يسير الدكتور غازي صلاح الدين؟ هل تجاه تكوين حزب جديد كما زعمت صحيفة الشرق الأوسط؟ أم سيواصل صراعه داخل المؤتمر الوطني وقبة البرلمان بأن الدستور يجب أن يكون المرجعية بشأن ترشيخ ممثل الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة لسنة 2015م؟ وفي كلا الحالين موقفه أشبه موقف الراهب الكاثوليكي مارتن لوثر؛ لأنه عندما نشر رسالته المناهضة لصكوك الغفران، وممارسة الكنسية الكاثوليكية غير الشرعية، كان مصيره "الحرمان من رحمة الكنيسة"، وتعاظم الأمر بحرمانه من حقوقه المدنية، عندما حدث التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية. والسؤال المحوري الذي يطرح نفسه، هل ستكون نهاية الدكتور غازي صلاح الدين احتراقاً سياسياً داخل أروقة الحزب الحاكم؟ أم تأسيس حزب "بروتستانتي" مناهضٍ للمؤتمر الوطني؟ فالزمان جدير بأن يجيب عن السؤال، في ذاكرة القراء قول الدكتور غازي: "أنا ابن تراب هذا البلد، سأكتب بدمي وثيقة and#65165;and#65247;and#65176;and#65216;and#65166;and#65251;and#65254; and#65165;and#65247;and#65262;and#65219;and#65256;and#65266; and#65215;and#65194; العصابات الإرهابية المجرمة العميلة التي استحلت دماء مواطنينا وأموالهم، سأوقع علي دفتر الشهادة دعماً لراية جيشنا الوطني، والتي رفعناها and#65183;يلاً and#65169;and#65228;and#65194;and#65183;and#65268;and#65246;، and#65261;and#65191;and#65248;فاً بعد and#65203;and#65248;and#65234;، and#65155;and#65211;and#65248;and#65260;and#65166; and#65165;and#65247;and#65180;and#65166;and#65169;and#65174; and#65165;and#65247;and#65194;and#65249; and#65165;and#65247;and#65262;and#65165;and#65187;and#65194;، and#65261;and#65235;and#65198;and#65261;and#65227;and#65260;and#65166; and#65165;and#65247;and#65188;and#65168; and#65165;and#65247;and#65192;and#65166;and#65247;and#65210;، and#65261;and#65165;and#65247;and#65262;and#65275;and#65152; لتراب هذا البلد".
أذاً ما الدروس والعبر المستقاة من هذا الواقع السياسي المتمركز في سؤال مَنْ يحكم السُّودان، دون النظر في إشكالية "كيف يُحكم السُّودان"، التي تحتاج إلى حلٍّ موضوعي يتجاوز صراعات الأشخاص ومصالحهم، ويرتقي بالحوار والجدل السياسي إلى مصافي المصلحة العامة.

أولاً: إن غياب الديمقراطية في أي صورة من صورها يعني فساد السُّلطة والسُّلطان، لأن الديمقراطية (أو الشورى) من مستلزمات الفطرة، ومن سنن استقرار المجتمع، فهي ليست هدفًا في حد ذاتها بل شُرعت كوسيلة لتحقيق العدل والطمأنينة بين الناس، وتنفيذ مقاصد الوجود الإنساني على أديم هذه الأرض. وتعد أيضاً مبدأً إنسانيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا، إلى جانب كونها قاعدة لنظام الحكم وتداول السُّلطة، وحقّاً مثبوتاً للجماعة تستخدمه في اختيار من يمثلها، ومن خلاله تتحمل المسئولية الجماعية تجاه القرارات التي يصدرها ممثلوها، لأنها تملك الشعور بالمشاركة في صياغتها بطريق مباشر أو غير مباشر، ومن ثم يضحى لزاماً عليها حماية مثل هذه القرارات وصونها، لأنها تصب في معين المصلحة العامة. فلا جدال أن تطبيق الديمقراطية بهذه الكيفية يسهم في القضاء على فوضوية الإقصاء السياسي التي يمارسها الحكام، ويقلص دائرة نفوذ علماء السوء ونصحاء السُّلطان الطامعين في خزائن الدولة وشارات الحكم والولاية، والذين يصفهم الدكتور الأفندي بـ"أنصار الاستبداد"، الذين "ألفوا الاستكانة وقعدوا عن طلب حقهم، ورضوا باستصغار أنفسهم أمام أهل السُّلطان، مهما صغر شأنهم ومكانتهم، لأنهم يرون كل وظيفة مغنماً، ويرون الحاكم سيداً متصرفاً في مال الأمة لا خادماً من خدامها".

ثانياً: إن غياب التواصل الإيجابي بين النصحاء والحكام يفضي إلى فساد السُّلطة وجور السُّلطان، وعليه فإن وجود النصحاء والعلماء في أروقة السُّلطة والسُّلطان يجب أن يكون وجوداً مؤسسياً، قوامه الكفاءة التي تسهم بدورها في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتهدف إلى تفعيل العلاقة المحاسبية بين السلطات الثلاث (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)، ويجب أن تكون مرجعية هذا التواصل والتفاعل قائمة على قواعد دستورية، وقوانين مرعيَّة، تهدف إلى توجيه مسار العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والرئيس والمرؤوس، والقضايا المرتبطة بالشأن العام والخاص.

ثالثاً: إن انشغال الساسة في السُّودان بسؤال مَنْ يحكم السُّودان؟ ومن يدير الحزب الحاكم، أو المعارض؟ قد أفسد الواقع السياسي، وعطلَّ عجلت التحول الديمقراطي في مستوياتها العليا (إدارة الدولة) ومستوياتها الدنيا (إدارة الأحزاب السياسية)؛ لأن النخب السياسية المثقفة أضحت مشغولة بمصالحها الذاتية؛ لذلك تجدها تصدع من المنابر العامَّة بأن رئيس الحكومة، أو زعماء الأحزاب السياسية الحاليين لا بديل لهم في المرحلة الراهنة؟ كأن حواء لم تنجب بعد!! دون إدراك بأن القيادات السياسية والحزبية لا تصنعها الأماني والتصورات الحالمة، بل تصنعها المؤسسية، والحراك السياسي الديمقراطي الراشد، بعيداً عن الاطماع الشخصية. والشاهد في ذلك أن الدكتور مهاتير محمد عندما تنحى عند سُدة الحكم والحزب الحاكم في ماليزيا، كان بعض البسطاء من رجال السياسة يعتقدون أن تنحيه يعني انهيار الدولة الماليزية، دون أن يدرك هؤلاء أنَّ الرئيس مهاتير قد صنع مؤسسات حاكمة، ولم يربط وجود تلك المؤسسات باستدامة شاغلها، بل خلق آليات لتفريخ القيادات المؤهلة والقادرة على تحمل المسؤولية من بعده، وهنا تكمن عظمة القيادة السياسية، وكذلك الحال بالنسبة للمناضل السياسي الإفريقي نلسون مانديلا. ولا عجب أن هذه الشواهد تقودنا إلى تعديل صيغة السؤال المطروح دوماً في السُّودان: هل توجد قيادة بديلة؟ علماً بأن بعض القيادات السياسية والحزبية قضت في مناصبها أكثر خمسة عقود من الزمان، ولم تستطع أن تخلق قيادات مؤهلة تخلفها، هل مثل هذا الواقع يدفعنا إلى القول بأن هذه القيادات يجب أن تكون دائمة في مناصبها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً؟ أم إلى المطالبة الملحة بأن هذه القيادات قد عجزت أن تخلق واقعاً مؤسسياً للأجيال اللاحقة لتحمل الراية من بعدها، ومن ثم يجب البحث عن قيادات بديلة لها.


إذا أمعنا النظر في طبيعة الأسئلة التي تُطرح في مثل هذه الظروف، والإجابات الصادرة بشأنها، نجزم القول بأن الأزمة التي يعاني منها السُّودان، وبقية دول العالم العربي والإفريقي، ترتبط في المقام الأول بالتعالي النرجسي الذي يسلكه السياسي المثقف تجاه النقد الذاتي، وسماع الرأي الآخر. وإذا كانت هناك أي قدرة بشرية في هذا الكون قادرة على مسخ حياة المثقف الفكرية المتقدة، والتأثير عليها تأثيراً سالباً، ثم قتلها قتلاً معنوياً، كما يرى الدكتور إدوارد سعيد، فهي تكمن في مثل هذه الطباع السلوكية، التي دفعت ثلة من المثقفين إلى إيقاد البخور تحت أرجل غاصبي السُّلطة والسُّلطان، كما هو الحال الآن سوريا وغيرها من البلدان العربية. وعليه يجب أن ينظر القارئ في هذه الملاحظات بعين فاحصة، دون السماع إلى أراء أولئك الذين يؤثرون تضليل الحكام في الخفاء، ويعتقدون أن إفشاء النُصح في العلن فيه تشهير وتقليل من قيمة السُّلطان، دون أن يأخذوا في الحسبان أن مجالس السر تفضي إلى غياب الشفافية، وتحجب الناس من ممارسة حقهم المشروع في مساءلة سلاطينهم وحُكامهم، الذين يتولون أمرهم أما عبر قنوات انتخابات حرة ونزيهة، أو في أغلب الأحيان عن طريق القهر والاستبداد.



------------------

غازى عراب التجديد من الداخل..إطاحته هل تمثل انتصاراً لتيار التقليد ؟.. المفكر الثانى فى الحركة الاسلامية بدأ يسبب إزعاجا للصقور.





04-07-2013 04:52 AM
غازى : أنا مع الشباب تمامًا ،لهم إرادة عالية والتزام وطني ومؤهلون لتولِّي الأمور ، وأدعم ذلك بشدَّة
غازى قضى بالمنصب ثمانية اعوام تبنى خلالها رؤى تجديدية للتشريع وحقوق الانسان
قالت عنه هيلدا جونسون هو سياسي متمرس ومثقف ذو مقدرات تحليلية عالية ويمكن الوصول معه الى حلول توفيقية
اعفاء غازى ربما كان بسبب مواقف كتلة البرلمان المتشددة والتى طالبت بسحب الثقة من وزير الدفاع

تقرير / منى البشير

حملت الانباء الصادرة فى الخرطوم صباح امس قرار المكتب القيادى لحزب المؤتمرالوطنى باعفاء الدكتور غازى صلاح الدين من منصبه كرئيس لكتلة نواب المؤتمرالوطنى بالبرلمان ، والتى قام باعبائها منذ العام 2005 تاريخ انشاء البرلمان الانتقالى وحتى تاريخ الدورة الحالية والتى بدأت الاسبوع المنصرم حيث تم انتخابه رئيسا للكتلة وبدأ فى مباشرة مهامه ، وحسب الاستاذ الفاضل حاج سليمان عضو الكتلة فقد وافق د.غازى على اعادة انتخابه كرئيس للكتلة لدورة جديدة رغم مشغولياته ، ونفى الفاضل للمشهد الآن امس زهد د.غازى فى المنصب وقال : لم يتقدم باستقالته للهيئة البرلمانية بصورة رسمية .

د. غازى صلاح الدين اصبح مؤخرا مصدر قلق للحزب الحاكم فقد تحول الرجل الى داعية تجديدى الامر الذى اثار حفيظة القوى التقليدية فى الحزب الحاكم ، وربما يقول قائل ان سبب اعفاء غازى من آخر مناصبه الدستورية والذى قضى به قرابه الثمانية سنوات جاء بسبب كتاباته الاخيرة حول دستورية ترشيح الرئيس لفترة رئاسية جديدة اذ يتطلب ذلك تعديل الدستور ، لكن الشاهد ان هناك سبب آخر اذ ان د. غازى وخلال رئاسته للكتلة البرلمانية لنواب الوطنى اصبح يجاهر باراء تجديدية لم تجد القبول عند قيادات نافذة بالحزب ولذلك سعت الى تجريده من آخر مناصبه ، هنا تقفز الى الذهن اسئله هامة ماهى محطة غازى القادمة ؟، هل سيتقدم باستقالته من الحزب ويذهب باتجاه المنشية ؟ هل سيقوم بتكوين حزبه التجديدى من الشباب الذين يرون فيه مفكرا تجد اطروحاته عندهم صدى كبيرا ، ام يكتفى بالتفرغ لمشغولياته الخاصة ؟

غازى والشباب طلائع التغيير :-

فى اول تعليق للحزب الحاكم على قرار اعفاء غازى من منصبه نفى البروفسير ابراهيم غندور ان يكون اعفاء غازى نتيجة لتصريحاته الاخيرة الخاصة بترشيح رئيس الجمهورية لدورة رئاسية جديدة ، وعزا فى تصريحات صحفية ان الاعفاء جاء فى اطار تعديلات طبيعية لحزب المؤتمرالوطنى فى هياكله التنظيمية .

الشاهد ان الاعفاء سواء كان فى سياقه الموضوعى اوغير ذلك فانه لايغير حقيقة الازعاج الذى بدأ يسببه الدكتور لصقور الحزب خاصة وان الرجل اصبح له حواريون ومريدون من الشباب وهم الفئة الغالبة الآن فى الحزب الحاكم والمرشحة لاستلام راية التغيير والمنادية باجراء اصلاحات داخلية فى الحزب تسمح للشباب باخذ فرصتهم بعد ان بلغ الصقور من العمر عتيا .

انظر الى غازى يقول على صفحته فى الفيس بوك وهو يعلن تاييده لمجموعة السائحون وغيرهم من الشباب فيقول : and#65155;and#65255;and#65166; and#65251;and#65226; and#65165;and#65247;and#65208;and#65170;and#65166;and#65167; and#65175;and#65252;and#65166;and#65251;ًand#65166; and#65261;and#65155;and#65193;and#65227;and#65252;and#65260;and#65250; and#65169;and#65240;and#65262;and#65171; and#65247;and#65176;and#65262;and#65247;and#65266; and#65165;and#65247;and#65252;and#65256;and#65166;and#65211;and#65168; and#65247;and#65262;and#65219;and#65256;and#65268;and#65176;and#65260;and#65250; ، وأوضح غازى أنَّ جلوسَه مع «السائحون» أقنعه كثيرًا بمقدراتهم، وقال: «أنا مع الشباب تمامًا»، وأضاف: «لهم إرادة عالية والتزام وطني فضلاً عن أنَّهم مؤهلون لتولِّي الأمور»، وزاد: أدعم ذلك بشدَّة.

وكان غازي في لقاء مغلق مع مجموعة «السائحون» وعندما سألوه عمَّا إذا كان سيوافق على تولي قيادة مناصب مفصلية.. كرئاسة الحركة الإسلامية أو رئاسة الجمهورية، قال:«بكل صدق أنا لا أطلب منصباً ولا أزاحم من أجله، فقد علمتني الحياة أن الملك الذي تطلبه يكلك الله إليه، والملك الذي يؤتيكه الله يعينك عليه.. وإذا كان تولِّي أمر سببًا لوحدة المسلمين لا تفرقهم فسآخذه بحقه وأسأل الله الإعانة.

ومجموعة السائحون (مجموعة من الشباب الذين قاتلوا ابان حرب الجنوب) اصبحت حاضرة فى المشهد السياسى منذ المحاولة التخريبية وتهديدها بعدم المساس بالمعتقلين المشاركين فى التخريبية جعل منها لوبى ضغط ربما توجس منه المؤتمرالوطنى ، وارتباط شخصية دكتور غازى بهذه المجموعة كان مدعاة لانتشار اخبار وقتها بالتحقيق معه على خلفية التخريبية ، الاستاذ هشام بابكر من مجموعة السائحون اكد للمشهد الآن ان لقاءات متكررة جمعتهم بدكتور غازى صلاح الدين ، وانهم يلتقون معه فى وجهات نظر عديدة ، ووصف هشام د.غازى بانه رجل صاحب مبادىء ونجح فى مطابقة افعاله مع مبادئه واقواله فى كثير من القضايا ، واستبعد هشام مغادرة غازى للحزب الحاكم لانه ملتزم نحو حزبه ونقل هشام عن لسان غازى صراحة : انه ملتزم بحزبيته الى حد كبير .

ولعل ما يؤكد حديث هشام حديث غازى نفسه لقناة امدرمان حيث استبعد انبثاق حزب جديد للإسلاميين من المؤتمر الوطني في الظروف القائمة الآن .

وفى معرض رده فى حوار مع الانتباهة بانه محبوب من الشباب ويترجونه لقيادة التغيير قال غازى : أحبهم الله في ما أحبوني من أجله، وقد نذرت أيامي في هذه الحياة للإصلاح وأرجو أن يعينني الله على ذلك .

الاقصاء حصاد المواقف :-

لم يكن راى د.غازى فى ترشيح البشير هو الاول من نوعه وان كان الاكثر ازعاجا لكن لدكتور غازى مواقف واراء كثيرة لانستطيع حصرها فى هذه المساحة ولذلك سنستدعى منها انه انتقد فى حوار له مع صحيفة الانتباهة فى وقت سابق تمدد المؤسسة العسكرية والامنية وزحفها على مفاصل الحياة الاجتماعية فقال : تمدد الدولة عموماً في مناشط المجتمع هو من الأدواء التي يصعب علاجها.. نحن أولينا الدولة اهتماماً يفوق اهتمامنا بالمجتمع، بينما المجتمع هو الأصل والدولة فرع ناشئ منه.. في التجربة الإسلامية المجتمع القوي هو الذي يصنع الدولة القوية، بينما العكس مستحيل، بمعنى أن المجتمع الضعيف لا يمكن أن يصنع دولة قوية .

وقد وضح جليا فى الفتره الماضية ان دكتور غازى صلاح الدين اصبح مهموما بالاصلاح والتجديد فقد نشر على صفحته بالفيس بوك : and#65169;and#65156;and#65253;َّ and#65165;and#65247;and#65236;and#65176;and#65198;and#65171; and#65165;and#65247;and#65240;and#65166;and#65193;and#65251;and#65172; and#65175;and#65188;and#65176;and#65166;and#65181; and#65159;and#65247;and#65264;and#65155;and#65243;and#65170;and#65198; and#65239;and#65194;and#65197;ٍ and#65251;and#65254; and#65165;and#65273;and#65183;and#65252;and#65166;and#65225; and#65165;and#65247;and#65262;and#65219;and#65256;and#65266;، and#65261;and#65239;and#65166;and#65245;» :and#65235;and#65266; and#65195;and#65259;and#65256;and#65256;and#65166; and#65165;and#65247;and#65212;and#65262;and#65197;and#65171; and#65165;and#65247;and#65176;and#65266; and#65175;and#65256;and#65224;and#65198; and#65169;and#65260;and#65166; and#65165;and#65271;and#65187;and#65200;and#65165;and#65167; and#65247;and#65252;and#65180;and#65246; and#65259;and#65196;and#65257; and#65165;and#65247;and#65194;and#65227;and#65262;and#65165;and#65173;،« and#65261;and#65155;and#65215;and#65166;and#65233;» :and#65247;and#65268;and#65202; and#65243;and#65166;and#65235;and#65268;ًand#65166; and#65155;and#65253; and#65255;ُand#65228;and#65248;and#65254; and#65155;and#65255;and#65256;and#65166; and#65203;and#65256;ُand#65194;and#65267;and#65198; and#65187;and#65262;and#65165;and#65197;ًand#65165; and#65235;and#65240;and#65218;. and#65169;and#65246; and#65255;and#65176;and#65170;and#65228;and#65258; and#65169;and#65160;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152;and#65165;and#65173; and#65247;and#65176;and#65260;and#65268;and#65164;and#65172;and#65165;and#65247;and#65252;and#65256;and#65166;and#65189;،« and#65261;and#65193;and#65227;and#65166; and#65273;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152; and#65251;and#65198;and#65165;and#65183;and#65228;and#65166;and#65173; and#65247;and#65170;and#65228;and#65214; and#65165;and#65273;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152;and#65165;and#65173; and#65165;and#65247;and#65176;and#65266; and#65175;and#65252;َّand#65174; and#65243;and#65160;and#65231;and#65276;and#65237; and#65165;and#65247;and#65212;and#65188;and#65234; and#65261;and#65251;and#65200;and#65165;and#65227;and#65250; and#65247;and#65248;and#65252;and#65228;and#65166;and#65197;and#65215;and#65172; and#65169;and#65262;and#65183;and#65262;and#65193; and#65175;and#65216;and#65268;and#65268;and#65238; and#65227;and#65248;and#65264; and#65165;and#65247;and#65188;and#65198;and#65267;and#65166;and#65173;، and#65261;and#65239;and#65166;and#65245;» :and#65155;and#65265; and#65159;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152; and#65191;and#65166;and#65197;and#65181; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65275; and#65169;and#65194; and#65155;and#65253; and#65267;ُand#65212;and#65188;َّand#65186;،« and#65251;and#65158;and#65243;and#65194;ًand#65165;and#65169;and#65220;and#65276;and#65253; and#65155;and#65265; and#65159;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152;and#65275;and#65267;and#65204;and#65176;and#65256;and#65194; and#65159;and#65247;and#65264;and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;، and#65261;and#65155;and#65227;لن عن and#65175;and#65156;and#65267;and#65268;and#65194;and#65257; and#65271;and#65265; and#65251;and#65220;and#65166;and#65247;and#65168; and#65169;and#65160;and#65219;and#65276;and#65237; and#65165;and#65247;and#65188;and#65198;and#65267;َّand#65166;and#65173; and#65175;and#65204;and#65176;and#65256;and#65194; and#65159;and#65247;and#65264; and#65165;and#65247;and#65240;and#65166;and#65255;and#65262;and#65253; and#65261;and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;، مشيرا الى وجود مشكلات عويصة تكتنف الخطاب السياسى .

ومن خلال منصبه كرئيس لكتلة نواب الوطنى والتى تعتبر الاغلبية الساحقة فى البرلمان فقد تبنى د.غازى المضى قدما فى كثير من الاجراءات التى تحقق العدالة التشريعية والاجتماعية فقد أكد د. غازي صلاح الدين رئيس كتلة نواب الوطني بالبرلمان، ضرورة مطالبة البرلمان بتعديل القوانين التي تتيح الاعتقال لفترات طويلة دون تقديم المعتقلين إلى محاكمة .

وكشفت صحيفة (الرأي العام) الصادرة صباح الأحد 31 مارس 2013 أنّ د. غازي قال في اجتماع بالبرلمان مع عدد من رؤساء اللجان من عضوية المؤتمر الوطني: نحن لا نستطيع أن (نبيض وجوه السياسيين) إذا كان هناك خطأ في هذا الشأن بوجود معتقلين لفترات طويلة دون تقديمهم إلى محاكمة، وأضاف: لابد أن يُعدّل الخطأ وأن يشمل التعديل الدستور فيما يتعلق بالاعتقال. وطالب د. غازي، رؤساء اللجان من منسوبي حزبه رصد أهم القضايا كل حسب اختصاصات لجنته، ولفت لوجود قضايا مهمة تتعلق بالدستور وحقوق الإنسان .

وإعترف غازى بإن لائحة البرلمان غير مواكبة لوظائف التشريع، وعبر عن تعاطفه مع نظرة الموطنيين للبرلمان بإنه يبصم فقط رغما علي انها غير صحيحة –علي حد تعبيره-، وأعرب عن أمله في إن يكون البرلمان اكثر فعالية، مشيراً إلى إن مكافحة الفساد لايحتاج لقانون جديد بل لإرادة سياسية ولتطبيق كامل للموجود من القوانين.

كما طالبت كتلته فى ابريل من العام المنصرم 2012 وبثلثى العضوية طرح الثقة عن وزير الدفاع على خلفية احتلال هجليج لجهة ما أسموه وجود علة في قيادة القوات المسلحة، وأبان العضو البرلماني عبد الرؤوف بابكر سعد فى تصريح لصحيفة الانتباهة وقتئذ ان رئيس الكتلة تعهد برفع مقررات الاجتماع للرئيس عمر البشير، القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة .

وبحسب صحيفة المجهرالسياسى اكتوبر من العام المنصرم فقد وجهت كتلته خلال اجتماع مغلق بالبرلمان برئاسته ــ انتقادات لاذعة للجهاز التنفيذي واتهموه بالتعجل والحماس في تطبيق السياسات الاقتصادية "السهلة" كزيادة المحروقات والضرائب والتهاون في تنفيذ قرار تقليص الهيكلة الحكومية والدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة في الموازنة السابقة .

وأقر د. "غازي"، في تصريحات صحفية وقتئذ بأن الموازنة السابقة كانت قاسية تجاه المواطنين، وقال:" سنطالب وزير المالية والوزارات المختصة بتقديم رد واضح على استفسارات النواب الذين انتقدوا عدم تطبيق الهيكلة بنفس الحماس الذي نفذوا به الزيادات"، وقال: "من جانبي لا أتبنى هذا الرأي ولا أعارضه"، مستدركاً: "لكن أؤكد أن أي تقليص في الجهاز التنفيذي سيكون إيجابياً".

اذا نظرنا بعين المراقب لمواقف غازى عاليه من خلال رئاسته للبرلمان نجد انها مواقف ربما تصنف انها معارضة فليس من سمات البرلمانيين الوقوف مع حقوق الناس لانهم فى شغل عن ذلك بزيادة رواتبهم ومخصصاتهم ، ومن الطبيعى ان تنادى المعارضة بحقوق المعتقلين السياسيين واحترام حقوق الانسان وبما ان البرلمان جله من الحزب الحاكم فقد عنّ لغازى ان يقوم بهذا الدور الذى لم يجد الرضا من قيادات بالحزب اعلى منه نفوذا ، فكان قرار الاقصاء وعدم السماح له بفترة رئاسية جديدة ربما يتعاظم فيها دوره الاصلاحى فيجد الحزب الحاكم نفسه محرجا فاما الاستجابة والتى قد تكون مكلفة واما التغاضى الذى له كلفته ايضا خاصة اذا كان الرؤى الاصلاحية والتجديدة هى من صميم التنظيم .

خوف وقلق من غازى المفكر :-

يصنف الدكتور غازى صلاح الدين بانه المفكر الثانى بعد الترابى فى الحركة الاسلامية وبحسب كتاب وصحفيين سبروا غور الرجل فهو من العباقرة على المستوى السياسى بالاضافة الى كونه عالماً ومُفكراً ومن البارزين في ميادين التجديد في العمل العام ممايؤهلة لقيادة التغيير فى الفترة القادمة ، ولذلك ازعجت رؤاه التجديدة ولمعان نجمه القوى التقليدية بالحزب والتى تحيط منصب الرئيس بالعناية ولذلك رأوا فى اراءه خروجا على التنظيم وان لم يقال ذلك صراحة .

وفى هذا الجانب فقد أشار المتحدث الرسمي باسم تيار الإصلاح في الحزب الحاكم عبد الغني أحمد إدريس لـ«الشرق الأوسط» بأن إعفاء الدكتور غازي صلاح الدين يعني انتصار تيار التحجر والانغلاق في الحزب، وأضاف «هذا يكشف أن تيار التحجر والانغلاق أكثر من ذي قبل في الضيق بالرأي والرأي الآخر داخل الحزب»، وتوقع أن يحدث انشقاق داخل الحزب قبل انعقاد المؤتمر العام في أكتوبر المقبل .

لغازى كثير من المحبين حتى خارج السودان فقد قالت عنه هيلدا جونسون : فى كتابها بعنوان: (تحقيق السلام في السودان: القصة الخفية للمفاوضات التي أنهت أطول حرب أهلية في أفريقيا)، ووصفت فيه العتباني بأنه إسلامي حتى النخاع ومتشدد في مواقفه، وقالت عنه: (هو سياسي متمرس ومثقف ذو مقدرات تحليلية عالية، ويمكن أن يحسب المرء دون تردد أنه يمكنه أن يتوصل معه الى حلول توفيقية والى صفقات مرضية وهو عادة ما يستعيض عن الجلابية ببدلة وربطة عنق انيقتين ويستقبل الزوار من الشخصيات العالمية بدون كثير عناء، معبرا عن رؤية الحكومة بلغة فرنسية أو انجليزية رصينة).

وتضيف جونسون: (هو السياسي السوداني الوحيد الذي اعرفه يتواصل منذ البداية عن طريق البريد الإلكتروني وبصورة فورية، وباختصار فإن الكثيرين كانوا يظنون أنهم يمكنهم التعامل معه بسهولة ويسر، إلا أنه اتضح فيما بعد أن العديد من السياسيين والمسئولين الغربيين الكبار قد اخطأوا فهم الدكتور غازي وهم قد فعلوا ذلك في الماضي وما زالوا يخطئون فإنه من الممكن أن يظن الواحد أنه براغماتي إلا أنه إسلامي حتى النخاع وهو شديد الولاء للقيم والمبادئ التي قامت عليها الجبهة الإسلامية القومية السابقة أو حزب المؤتمر الوطني الحالي، والدكتور غازي يجيد تماما اللعبة السياسية ولا تجب الاستهانة به وهو لا يتقبل بسهولة التنازلات التي تهدد الوضع الراهن).

بروفايل :-

بحسب وكيبيديا فقد ولد د.غازي صلاح الدين عتباني فى 15 نوفمبر 1951 في أم درمان ، نشأ د. غازي في مشروع الجزيرة. حيث كان والده موظفا ومن الذين سودنوا الوظائف التي كان يشغلها الإنجليز ، كان غازي من القيادات الشبابية الفاعلة في الجبهة الوطنية في منتصف السبعينات وشارك في العمليات العسكرية للجبهة، وعاد مع المصالحة الوطنية في [1977] مع نظام مايو وعاد الى الجامعة ليكمل دراسته.

تخرج من جامعة الخرطوم كلية الطب في عام 1978، حيث حصل على شهادة البكالوريوس فى الطب والجراحة. بعد فترة قصيرة قضاها في التدريب كطبيب في السودان، سافر إلى جامعة سري، كيلدفيلد، انكلترا، لقضاء تدريب ما بعد التخرج، وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية المعملية عام 1985. عند عودته إلى السودان عمل كمحاضر في كلية الطب جامعة الخرطوم .

كان أول ظهور لغازي على المسرح السياسي في عهد الانقاذ حين اصبح مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية في 1994 ثم تولي منصب وزير دولة بالخارجية في منتصف التسعينات، ومن ثم كلف بامانة المؤتمر الوطني في وقت لم تتبلور فيه فكرة حزب المؤتمر الوطني بصورته النهائية. وفي وقت شهد بدايات نشأة التكتلات الجهوية داخل كيان المؤتمر الوطني، وظهر ذلك في اول انتخابات لاختيار امين عام منتخب، المنصب الذي تنافس عليه غازي صلاح الدين، والشفيع احمد محمد. وفاز غازي بالامانة العامة مخلفا تساؤلات من نوع، هل يصلح غازي ان يكون زعيم الحزب الحاكم.. هنا فقط كشفت الاضواء شخصية غازي النازعة نحو الزعامة للتيارات الشابة داخل الحركة الاسلامية.

كان مسؤولا عن ملف السلام والمفاوض الأول مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، قبل أن يقدم استقالته ويتسلم الملف من بعده النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ، وكان مستشار لشئون السلام للرئيس البشير كماعمل وزير للإعلام والناطق الرسمي لحكومة السودان.



Post: #164
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-07-2013, 11:00 AM
Parent: #163

الطاهر يطلب إعفاءه من رئاسة البرلمان

التفاصيل
نشر بتاريخ الأحد, 07 نيسان/أبريل 2013 08:50


اجتماع مهم لكتلة الوطني لمناقشة إقالة العتباني..د. مصطفى: الطاهر طالب بإعفائه من رئاسة البرلمان

أمدرمان: معتز
كشف القيادي بالمؤتمر الوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل أن رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر تقدم بطلب للمؤتمر الوطني بإعفائه من رئاسة البرلمان، ونفى د. مصطفى لـ «الإنتباهة» في ذات الوقت أن يكون المؤتمر الوطني قد أعفى أمين أمانة الشؤون البرلمانية د. غازي صلاح الدين من منصبه، وقال د. مصطفى إن المكتب القيادي للوطني في اجتماعه الأخير قبل طلب د. غازي إعفاءه من الأمانة.
مشيرًا إلى أن غازي ألح أكثر من مرة وأصر على ضرورة قبول طلبه، نافيًا أن تكون الخطوة لها أي ارتباط بتصريحات د. غازي الأخيرة حول خلافة الرئيس عمر البشير. وفي غضون ذلك يلتئم مساء اليوم اجتماع مهم للهيئة التشريعية لنواب المؤتمر الوطني بحضور رئيس الكتلة البرلمانية المقال د. غازي صلاح الدين العتباني.
وفيما يناقش الاجتماع جدول أعمال الهيئة للمرحلة القادمة، سيتم التطرق لأمر إقالة رئيس الكتلة، في وقت ذكر فيه قيادي برلماني ــ فضل حجب اسمه ــ لـ «الإنتباهة» أن الإقالة والتعيين لم تتما بطريقة صحيحة، وأكد أن المكتب القيادي للوطني خالف لائحة الهيئة التي تؤكد على ضرورة أن يتم ترشيح «3» أسماء من قِبل الهيئة البرلمانية على أن يختار المكتب القيادي أحد الأسماء الثلاثة المرشحة.
وأبدى استغرابه للإقالة في هذا التوقيت، باعتبار أن رئيس الكتلة سبق له وأن قام بتقديم استقالته ليفسح المجال لغيره إلا أن المكتب القيادي حينها رفض الاستقالة



-----------

رأى أن من مصلحة الدولة أن يكون لها برلمان قوي
غازي:لم أتسلم ما يفيد بإقالتي من رئاسة الهيئة البرلمانية للوطني

الخرطوم:الصحافة:

قال الدكتور غازى صلاح الدين العتبانى، انه لم يتسلم ما يفيد بإقالته من رئاسة الهيئة ولا بتعيين شخص آخر فيها، «ولم استشر في هذا الأمر»، مشيراً الى انه لم يحضر الاجتماع لأنه كان خارج السودان.
وأكد العتباني في تعميم صحافي رداً على ما نشر حول إقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية، ان رئيس الهيئة يأتي بالانتخاب من الهيئة وإقالته وتعيين شخص جديد يقتضيان موافقة الهيئة،ورأى انه من مصلحة الدولة أن يكون لها برلمان قوي ورقيب ومدقق في أعمال الحكومة، ولا ينبغي التخوف من وجود مثل ذلك البرلمان، كما أنه من مصلحة الحزب أن تكون له هيئة برلمانية حية وفاعلة ويجب ألا نتخوف من ذلك. وقلل العتباني من الخطوة قائلاً ان فاعليته السياسية لا تعتمد على وجوده في البرلمان،»ويمكن للمرء أن يكون فاعلا أينما وجد نفسه».[


التاريخ: 7-أبريل-2013

غازي صلاح الدين .. مواجهات لم تكتمل

تقرير: علوية مختار :


لم يكن قرار اقصاء الدكتور غازي صلاح الدين من رئاسة الهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني بالامر المستغرب لاسيما بعد التصريحات الجريئة التي اطلقها الرجل بشأن اعادة ترشيح رئيس الجمهورية مرة اخرى، وقضية الحوار مع القوى السياسية، وموقفه من تجمع السائحون، اضافة للأزمة التى احدثها الرجل في المؤتمر الاخير للحركة الاسلامية والمعركة التي قادها ضد النائب الاول علي عثمان طه ومساعد رئيس الجمهورية د نافع علي نافع في الحزب والحركة، وان لم تكن معلنة بالكامل. اضافة لتزايد الشائعات حولة بشأن المحاولة الانقلابية الاخيرة وموقفه من قادتها.كلها معطيات تبدو كفيلة بالاطاحة بالرجل .


البداية كانت بتكوين مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني للشؤون السياسية نافع علي نافع للجنة خاصة لدراسة لائحة الهيئة التشريعية والكتلة البرلمانية ، ومن ثم لترفع تقريرها للحزب لاتخاذ الخطوات اللازمة، لكن معلومات «الصحافة « أكدت ان اللجنة حتى الان لم تنه مهامها و ان القرار الذي اتخذه المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الاخير جاء استباقا لتوصيات اللجنة . وخرج قرار المكتب القيادي بتكوين أمانة للشئون البرلمانية لاول مرة داخل الحزب أوكلت للنائب البرلماني مهدي ابراهيم ليكون بحكم ذلك رئيسا للهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني في الهيئة التشريعية القومية . واكد نواب فضلو حجب اسماءهم ربما خوفا من المساءلة التنظيمية باعتبار ان القرارات الصادرة تنظيمية بحتة، أكدوا ان الخطوة فيها إلجام للأصوات البرلمانية التي بدأت تظهر علي السطح وتلعب ادوار المعارضة وخطوة لاعادة البرلمان لجلباب الحزب ليعملان معا في تناغم .
مصدر موثوق أبلغ «الصحافة « أن الخطوة من وراء اقالة غازي صلاح الدين خلفها قيادات كبيرة داخل الحزب ظلوا يحيكون للرجل منذ زمان بعيد مخططات ترمي لابعاده،


واشار المصدر لاحتجاج رسمي دفع به رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر في اجتماع لمجلس شورى المؤتمر الوطني أكد ان غازي لاينسق معه اطلاقا وان كل واحد منهما يغرد في غصن مختلف. ويرى ذات المصدر ان الطاهر يرى ان غازى يقوي النواب عليه لاسيما وانهم يلتفون خلفه بشكل لافت وبعضهم ظل في الفترة الاخيرة يمنى نفسه برئاسة غازي للبرلمان .
ويشير مصدر آخر الى ان الاجتماع الاخير الذي عقده د غازي مع رؤساء اللجان البرلمانية والكتل ربما كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وقال ان غازي في الاجتماع بدا أكثر حسما واصرارا في محاربة الفساد، واكد ان الرجل دفع بتوجيهات قوية للنواب بالعمل في قضية الفساد بطريقة عملية وملموسة وليس بمجرد التصريحات، قاطعا بان القانون كفيل بتحقيق ذلك، وذكر المصدر ان غازي اخبر المجتمعين بالحرف بفتح التحقيق في اي حديث يشاع عن الفساد وان يلحق التحقيق الكل بمن فيهم المسئولون بالدولة اذا طالتهم التهم ، وتحقيق مبدأ لا كبير على القانون .


«الصحافة « استفسرت عن مدى قانونية ولائحية قرار المكتب القيادي الذي اتخذ بشأن د غازي صلاح الدين لاسيما وان المتعارف ان الهيئة البرلمانية هي من ترشح ثلاثة لرئيس الجمهورية ليختار واحدا من بينهم لرئاستها ، وان خلو المنصب باستثناء الاقالة يكون بتوصية من الهيئة نفسها والتي تعد البدائل ايضا . لكن رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان الفاضل حاج سليمان أكد ان اجراء المكتب القيادي صائب، وقال لـ»الصحافة « ان علمه بالنبأ جاء من الصحف «فلم نبلغ حتى الان ان المكتب القيادي للوطني اتخذ قرارا بإنشاء امانة للشئون البرلمانية، وانه بحكم موقعة يكون رئيسا للهيئة البرلمانية». واوضح سليمان من حق المكتب ان ينشئ الامانات التي يراها.
«الصحافة « اجرت اتصالات بعدد مقدر من النواب فاق الـ16 نائبا بعضهم شهد له بمواقف اكثر قوة داخل قبة البرلمان لاستجلاء رأيهم في الخطوة، لكن جميعهم اعتذر باعتبار انه حتى الان لم يبلغ بالقرار وسينتظر اجتماع الهيئة البرلمانية الذي دعوا له اليوم لاستجلاء الموقف .
لكن النائب البرلماني علي التوم أكد لـ»الصحافة « أن القرار شكل له مفاجأة ، وقال لـ»الصحافة « داخل كل نائب ثلاثمائة سؤال حول اسباب القرار، واضاف «اعتقد اننا قد نجد عليها الاجابة في اجتماع اليوم الخاص بالهيئة»، واشار الي انهم لم يطلعوا على القرار الا على صفحات الصحف السيارة، واكد ان الدكتور غازي صلاح الدين يتمتع باحترام كبير لدى النواب ولا يوجد لهم اي مشكلة معه .
في المقابل وفي تعميم صحفي، اكد الدكتور غازي صلاح الدين انه لم يستلم مايفيد باقالته من رئاسة الهيئة ولا بتعيين شخص آخر فيها كما لم يستشر في ذلك واكد انه لم يحضر الاجتماع الذي اتخذ فيه القرار لانه كان خارج البلاد، واكد ان رئيس الهيئة يأتي بالانتخاب وان الاقالة ايضا تتم بموافقتها، وشدد على ان مصلحة الدولة في برلمان قوي وحي وفعال ومدقق في اعمال الحكومة، واضاف «لا ينبغي التخوف من وجود مثل ذلك البرلمان» ، ونبه صلاح الدين الى ان فاعليته السياسية لاتعتمد على وجودة في البرلمان
ومع ذلك فان القرار الذي صدر من الحزب الحاكم سينفذ لتنقطع معه امنيات الرجل في تفعيل دور البرلمان وقيادة اصلاح حقيقي للجهاز التنفيذي من داخل القبة وقيادة تمرين ديمقراطي في مدى مقدرة المجلس على الخروج من عباءة الحكومة، ونفي كون الاثنين وجهان لعملة واحدة .. ليبقى السؤال هل سيقود تجريد الرجل من منصبة للاعتكاف والخروج طواعية من البرلمان، أم سيظل فاعلا وخميرة عكننة داخل القبة، خاصة وان للرجل كارزما وحضور قوي يجمع حوله اغلبية النواب، وهل يستغل حضوره في تسجيل مواقف قد تحرج الحكومة .

( /B]

Post: #165
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-08-2013, 05:44 AM
Parent: #164


احكام بالسجن على سبعة عسكريين من حزب البشير في المحاولة الانقلابية ضد النظام


04-07-2013 04:45 PM


أصدرت محكمة عسكرية سودانية ظهر اليوم الأحد أحكاماً بالسجن والطرد من الخدمة بحق 7 عسكريين متهمين بمحاولة الانقلاب على حكومة الرئيس عمر البشير في نوفمبر الماضي.

وقضت المحكمة التي عقدت جلستها في إحدى القواعد العسكرية بمدينة "الخرطوم بحري" شمال العاصمة بالسجن خمس سنوات والطرد من الخدمة العسكرية على كل من: العقيد محمد إبراهيم عبد الجليل، والرائد حسن عبد الرحيم، بحسب شقيق أحد المعتقلين الذي رفض الكشف عن هويته لدواعي أمنية.

وقضت المحكمة بالسجن أربعة سنوات والطرد من الخدمة على كل من: العقيد محمد زاكي الدين والعقيد فتح الرحيم، وبالسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على كل من: المقدم مصطفى ممتاز، واللواء عادل الطيب، وبالسجن عاما واحدا والطرد من الخدمة على الصول عمر عبد الفتاح.

ومن جانبه قال قال المعز عبد الله المحامي والناشط في تيار الإصلاح بحزب المؤتمر الوطني الحاكم لوكالة الأناضول إن "هذا الحكم غير متوقع ونحن في تيار الإصلاح كنا نتوقع أحكاما مخففة".

وتابع: "مازلنا نأمل من الرئيس البشير القائد العام للقوات المسلحة أن يصدر قرارا بتخفيف هذه الأحكام عند عرضها عليه للمصادقة عليها خوفاً من الفتنة في البلاد".

وأعلنت الأجهزة الأمن السودانية في نوفمبر الماضي أنها اعتقلت مجموعة من ضباط الجيش وجهاز الأمن والمخابرات وعناصر مدنية "لتورطهم" في محاولة انقلاب فاشلة ضد البشير.

وكالات
----------

مجموعة المجاهدين ترفض الحكم جملة وتفصيلا ..

شقيق ود ابراهيم :
إذا لم يكن قرار البشير بالعفو فإن حديثنا سيكون وقتها.


04-08-2013 02:50 AM

الخرطوم: أحمد يونس لندن: مصطفى سري

حكمت محكمة عسكرية سودانية خاصة بالسجن والطرد من الخدمة ضد 7 عسكريين متهمين بتنفيذ محاولة انقلابية على نظام حكم الرئيس السوداني عمر البشير.

وقضت المحكمة التي انعقدت داخل منشأة عسكرية شمال العاصمة الخرطوم أمس، بالسجن 5 سنوات والطرد من الخدمة العسكرية، على القائد الأسبق للحرس الجمهوري العقيد محمد إبراهيم عبد الجليل، والرائد حسن عبد الرحيم.

وأصدرت أحكاما بالسجن 4 سنوات والطرد من الخدمة على العقيد محمد زاكي الدين، والعقيد فتح الرحيم، والسجن 3 سنوات مع الطرد من الخدمة على المقدم مصطفى ممتاز واللواء عادل الطيب، وبالسجن عاما واحدا على المساعد عمر عبد الفتاح.

وأطلقت المحكمة سراح المقدم حسن مصطفى، وكانت قد أطلقت سراح كل من العقيد محيي الدين أحمد عمر، والعقيد الطيب السيد عمر، في المرحلة السابقة لصدور الأحكام.

وقال عضو هيئة الدفاع عن المتهمين المحامي هاشم ابوبكر الجعلي لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة ستقدم طلبات ضد الحكم، قد تكون استئنافا أو قد تكون طلبات عفو، وأنها ستجتمع اليوم لترى ماذا ستفعل فيما يتعلق بموكليها.

وقال علي إبراهيم شقيق العقيد «ود إبراهيم» لـ«الشرق الأوسط» إنهم رأوا عدم استئناف الأحكام، وينتظرون وصول القضايا للرئيس للمصادقة، «فإذا كان قراره بالعفو فهو المطلوب، أما حال تأييد الأحكام فإن حديثهم سيكون وقتها».

ووصف «علي» الأحكام بـ«المخففة» وفقا للاتهامات الموجهة إلى شقيقه وزملائه حسب قانون 2007م العسكري، رغم إدانتهم من دون دليل أو بينة. وقال: «لو أرادوا محاكمتك لحاكموك».

من جهته اعتبر الناشط في تيار الإصلاح بحزب المؤتمر الوطني المعز عبد الله الحكم بـ«غير العادل والظالم وغير المتوقع». وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة المجاهدين ترفضه جملة وتفصيلا وتراه ظالما، بحق رجال وصفهم بأنهم مجاهدون خلص، وقال إن المجموعة ستتخذ ما تراه مناسبا بقوله: «لكل حدث حديث».

وقال عبد الله إن المجموعة وإخوان «ود إبراهيم» يأملون أن يصدر القائد العام للجيش السوداني الرئيس عمر البشير قرارات بتخفيف الأحكام بعد عرضها عليه للمصادقة لدرء ما سماه الفتنة في البلاد.

وحسب شقيق مدير جهاز الأمن السابق عبد العظيم عبد الله، فإن شقيقه الفريق أمن صلاح عبد الله «قوش» ومدير المخابرات الأسبق اللواء أمن معاش صلاح محمد عبد الله التوم (أقيل الرجلان من مناصبهما في وقت واحد) لم يقدما للمحاكمة حتى الآن، فيما تجري محاكمة 6 من رجال الأمن المتهمين في المحاولة.

وقالت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكم «مخفف جدا» قياسا بالتهم الموجهة، ورجحت أن تكون ثمة تسوية قضت بصدور أحكام مخففة يعقبها عفو رئاسي، ويطلق سراحهم مع الإبقاء على حكم الطرد من المحكمة.

وكانت السلطات السودانية قد أعلنت نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن اعتقال 13 من العسكريين وضباط في جهاز الأمن والمخابرات والمدنيين بتهم تدبير محاولة انقلاب ضد الرئيس البشير، على رأسهم رئيس جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله الشهير بـ«قوش»، وقائد الحرس الجمهوري الأسبق العقيد محمد إبراهيم الشهير وسط رفاقه بـ«ود إبراهيم» في نوفمبر الماضي، وقالت إنها ألقت القبض عليهم قبيل شروعهم في تنفيذ انقلابهم.

والمجموعة التي صدرت ضدها الأحكام هي مجموعة العسكريين في الجيش السوداني، فيما تستمر محاكمة أفراد الأمن حتى الآن، دون أن يكون من بينهم الفريق معاش صلاح عبد الله «قوش».

الشرق الاوسط

--------------

السجن لتسعة ضباط سودانيين بتهمة تدبير محاولة انقلاب

2013-04-0

الخرطوم - ا ف ب:

حكم على تسعة من ضباط الجيش السوداني بالسجن ما بين عامين وخمسة اعوام لضلوعهم في تدبير محاولة انقلاب العام الفائت، وفق ما افاد احد محامي المحكومين الاحد.


وقال المحامي هاشم الجعلي لوكالة فرانس برس 'اصدرت المحكمة العسكرية اليوم احكاما بالسجن ضد تسعة من المنتسبين الى القوات المسلحة السودانية، تراوحت بين عامين وخمسة اعوام بعد اتهامهم بتدبير محاولة انقلابية' العام الماضي.
واوضح المحامي انه تم 'طرد التسعة من الخدمة بالقوات المسلحة' مقابل تبرئة متهم عاشر لعدم كفاية الادلة.
واضاف ان 'العقوبة الاقسى صدرت بحق العميد محمد ابراهيم عبد الجليل' الذي كان اضطلع بدور في الانقلاب الذي اوصل الرئيس السوداني عمر البشير الى السلطة العام 1989.


ومعظم المتهمين قريبون من مقاتلين جهاديين سابقين، خصوصا مجموعة تسمي نفسها 'السائحون' سبق ان شاركت في الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه بين العامين 1983 و2005.



----------------



تقارب الوطني والشعبي.. هل يختزل الأزمة الوطنية في الإسلاميين؟!
06/04/2013 16:29:00


يوسف عبد المنان

ظل الدكتور "حسن الترابي" صامتاً لشهور طويلة.. لم يطلق تصريحاً (يعكر) صفو ومزاج المؤتمر الوطني، و"الترابي" حينما يتحدث يثير حديثه جدلاً، وحينما يصمت تتداعى الأسئلة عن أسباب الصمت!! وفي معسكر المؤتمر الوطني منذ توقيع بعض أحزاب المعارضة على وثيقة أسبغ عليها د. "نافع علي نافع" اسم (الفجر الكاذب) بينما سمّاها أمها وأبوها بـ(الفجر الجديد)، لم يدعُ د. "نافع" قادة المؤتمر الشعبي للحس (كيعانهم) أو حتى أصابعهم بعد تناول الطعام.. وشهدت ساحة العراك اللفظي بين الإسلاميين هدوءاً ووقفاً لإطلاق أعيرة الألسن التي قتلت الكثير من (القيم)، ووأدت غير قليل من بيارق الأمل، وأضحى الهائمون في محراب عودة الصفاء لأيام خلت حينما كان الدرب واحداً والهم مشتركاً، مثل حال الشاعر "متمم بن نويرة" الذي جرحه موت شقيقه مالك مقتولاً بنصل مزق أحشاءه.. فجلس الشاعر على قبر شقيقه وأنشد أبياتاً من الشعر نستعيرها هنا، لتشابه حاله وحال التيار الإسلامي في السودان لمحنته التي طالت..
فقال أتبكي كل قبر رأيته لميت ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له إن الشجى يبعث الشجى فدعني فهذا كله قبر مالك!!


انسابت ما بين الأشواق والأتراح اتصالات صامتة بين قيادات في المؤتمر الوطني وأخرى في المؤتمر الشعبي، تجاوزت مرحلة العتاب المتبادل ومآخذ كل طرف على الآخر، وولجت ساحة قضايا الوطن الحقيقية.. كيف ينظر إليها كل طرف؟.. وأي مخرج تسلكه القضية الوطنية بعد أن احتشدت الساحة بكل احتقانات النفوس وتباعدت المسافات بين القوى السياسية حتى كادت أن تبلغ مرحلة التعايش المستحيل؟! وحينما جلس "علي عثمان" ود. "علي الحاج" في برلين تحت صقيع أوروبا كانت الخرطوم تشهد في لياليها الصامتة لقاءات جمعت رموزاً فاعلة في المؤتمر الوطني بأخرى نافذة في المؤتمر الشعبي.. وقيادات الوطني مسموح لها من الرئيس "البشير" بالتفاوض والحوار، ونافذو الشعبي حصلوا على دعم الشيخ ومباركة جهودهم للتقارب مع إخوان الأمس، وما بين الرياض والمنشية وشارع المطار مسافة قريبة بأبعادها الهندسية، وبعيدة كأن ما بين مكة ونيودلهي حيث الإسلامي "محمد إقبال" وهو يصف طريقه نحو حركة التجديد الإسلامي في مجتمع بعضه يعبد الشجر، وآخر يقدس البقر، وثالث يعتقد في الحجر، و"محمد إقبال" يقول (أرافق في طريقي كل سار وأعطيه نصيباً من طريقي ولم أر في طريق مستعداً يكون نهايته رفيقي).


وقد اعترف د. "علي الحاج" في رسالته للقوى السياسية بأن للغربة الجسدية عن الوطن أثرها على عاطفة الإنسان وميوله وشخصيته، حيث قال: المرارات التي ترسبت لبعض ممن في الداخل ربما تيسر لي بصفة شخصية التجاوز عنها لأسباب ذاتية وموضوعية قد لا تتوفر لدى من هم في الداخل). ولكن قطار التقارب بين الإسلاميين اتسع لأكثر من تعريف، التيار الإسلامي الذي يختزله في الفرقاء الوطني والشعبي، ويضيف إليهم أحياناً السلفيين والتكفيريين وبعضاً من الصوفية المشتغلين بالسياسة والدنيا وبهارجها من غير الصوفية (معتزلة) السياسة كـ"البرعي" الذي استعاذ من الوقوف أمام أبواب (الحاكم والحكيم)، طلب رزق ومال وزاد دنيا عند الأول، أو شفاء من علة تصيب الجسد أو النفس عند الثاني.. وحينما يطلق شباب الإسلاميين أيام صفوهم وعنفوان مشروعهم (لا لدينا قد عملنا) يهيم الشباب في دنياوات من الصفاء الروحي، وتتوق النفوس لجنة عرضها السماوات والأرض قبل تجريد تلك الشعارات لواقع حيث تتبدى المفارقة، فالذي لا لدنيا قد سعى لا يؤسس حزباً ولا مصارف ودوراً ويجري الانتخابات ويجعل صناديق الانتخابات هي الطريق المفضي إلى كراسي الحكم.. ولكنه يصوم عن الشهوات ويفطر على شق تمرة ويقيم الليل.. ونسائم الليل تشهد له حينما يأتي الناس ليوم الحساب أفواجاً.


واقعية السياسة وإحساس المؤتمر الوطني الحاكم بأن السلطة في ذاتها إذا اتخذت كغاية وليست وسيلة، لن يشفى الوطن من جراحاته، وأن الحوار مع "عرمان" و"عقار" من عصبة العلمانية المسلحة لا قيمة له إن كان الأقربون الأولى بالحوار، وليس المعروف، بعيدين وأقرب إلى صف التيار العلماني الذي يتدثر بعباءة عرقية، ويتكئ على دعم دولي يتربص بالنظام ليل نهار، وبلغ الرسل في هجعة الليل د. "الترابي" من الإسلاميين قبل أن ينقل الإعلام لقاءات "الترابي" بشركاء القصر من غير أبنائه كالسيد "موسى محمد أحمد"، ثم ابن صهره "عبد الرحمن الصادق المهدي" الذي بات بفضل "البشير" الأقرب لوراثة الأب وإن تعثر ذلك على المدى القريب.


وما بين برلين حيث اعترف د. "علي الحاج" بأن مبادرته للقاء "عثمان" نبعت من قناعة ذاتية بقوله: (درجت على عيادة كل من يقصد ألمانيا مستشفياً مما أعرف لذلك جاءت زيارتي للأخ "علي عثمان محمد طه" النائب الأول للرئيس بمبادرة مني على الرغم من شعوري المبدئي بالتكتم على أخبار الزيارة)، وشجاعة د. "علي الحاج" بالاعتراف بالمبادرة جعلت لما يقوله في رسالته مصداقية لمن تلقاها على وسائطه، الخاصة من أطلع عليها بعد أن بعث بها صاحبها للصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن لقاءات (العليين) في برلين سبقتها لقاءات هنا في الخرطوم بين رموز في الشعبي وأخرى في الوطني.. كان لنائب رئيس الجمهورية د. "الحاج آدم يوسف" الفضل أولاً في فتح ثغرة صغيرة في الجدار المسدود..


وتواصلت حوارات ومهاتفات من البروفيسور "إبراهيم غندور" الذي يعدّ من القيادات التي لها قبول في معسكر الشعبي ونفوذ واسع في مرابع الوطني!! والمياه التي جرت في الأيام الماضية ما بين المنشية والقصر عبر شارع النيل الجديد، لن تغني عن التفاوض بصدق واحترام للآخرين ممن يحملون السلاح في المنطقتين والدارفوريين، والأحزاب المعارضة الأخرى، وأحزاب المنطقة الدافئة ممثلة في (السيدين) "الميرغني" و"الصادق" و(السيدين الصغيرين) في القصر، حيث الحاجة الوطنية لحوار القصر والقصر تماثلها حاجة الحوار بين (الرئيس وخاله)، وتلك من عجائب السياسة التي لا تنقضي.. فأحزاب المعارضة بتعدد مشاربها الفكرية، ودون استثناء، لها تجارب في الحوار مع حزب المؤتمر الوطني.. و(المعارضة الدافئة) ممثلة في الحزبين الأمة والاتحادي الديمقراطي يفصلها عن المؤتمر الوطني كرسي الحكم فقط.. وبين الوطني والسلفيين والتكفيريين إرث في التعاون والأرضية التي تجمع ولا تفرق، ولكن الحوار الحقيقي بين المشروعين النقيضين (الإسلامي الحاكم، والعلماني حامل السلاح).. وحتى لا ينتهي التقارب بين القوى الإسلامية إلى اصطفاف جديد و(فرز) آخر، فإن فكرة المؤتمر الجامع أو المؤتمر القومي لا غنى عنها لكل الأطراف.. وقد عبر "علي عثمان محمد طه" في مبادرته الأخيرة عن عافية نفسية لحزبه بالحوار مع كل صاحب رأي آخر، بمن في ذلك الذين (اصطفوا) خلف حاملي السلاح في كمبالا..


وقد أطلقت السلطات سراح المحبوسين لأسباب سياسية.. في انتظار إطلاق مبادرة لجمع الصف الوطني ووقف إطلاق النار على جبهتي الجبال ودارفور.. فالتعدد هو سنة الله الطبيعية، وحتى مجتمع الصحابة وهو أكثر المجتمعات تجانساً فكرياً لم يكن يخلو من بعض الاتجاهات المختلفة لها اجتهاداتها المختلفة في الحكم على الرجال والسياسة، لكن اختزال الأزمة الوطنية في محيط الإسلاميين واعتبار التفاهم مع المعارضة الدافئة ممثلة في الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، ثم إعادة الصفاء بين الإسلاميين الحركيين من الوطني والشعبي، لن يكتب وصفة الدواء المناسبة لأمراض الوطن التي استعصى علاجها.. فالسودان (المتبقي) بعد ذهاب الجنوب أحرى به الاعتراف جهراً بوجود تعدد إثني وثقافي وفكري، وذهاب الجنوب إلى سبيله لا يعني أن البلاد قد حسمت فيها تباينات الهوية.. فالسودان متعدد ثقافياً وإثنياً ودينياً ما بين فور وزغاوة ومراريت ومساليت دياناتهم الإسلام ومشيختهم في فاس، حيث مرقد الإمام "أحمد التجاني"، وما بين شكرية وجعليين وشايقية ينسبون أنفسهم إلى شجرة النبوة، أجدادهم إما "العباس بن عبد المطلب" أو "يزيد بن معاوية" أو "بنو هاشم"، فعرب السودان ومستعربوه لا ينسبون أنفسهم لغير قريش من عرب الجزيرة، وما بين نوبة في طروجي وقمز ووطاويط في النيل الأزرق، وبجة وبني عامر في الشرق تمتزج السحنات والأعراق، وتتباين الثقافات، وفي ذلك مصدر ثراء وقوة لا مصدر ضعف وشقاق وانقسام.. فالسودان كيف يدير (تنوعه) ويقتسم سلطته ولا تتعسف جماعة على أخرى.. تلك هي الدروب المفضية إلى توافق وطني وجمع صف ووحدة كلمة، أكثر من اختزال كل الأزمة في لقاءات النخب من الإسلاميين وشركائهم في المعارضة والحكم..


-----------------

Backأنت هنا: الرئيسية الأخبار الموضوعات أخبار محلية الترابي: مرسي لم يحمل مبادرة لتقريب شقة الإسلاميينالترابي: مرسي لم يحمل مبادرة لتقريب شقة الإسلاميين
. .الخرطوم: كشه:

نفى د. حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي، علمه بوجود مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الإسلاميين حملها الرئيس المصري د. محمد مرسي خلال زيارته للسودان، وقال: ما عندي علم بوجود مبادرة لتقريب الشقة بين الإسلاميين أو بين الحكومة والمعارضة

وأضاف عقب لقائه الرئيس المصري ببرج الفاتح أمس: لم نتطرّق لمسألة السودان فيما يخص (الحكومة والمعارضة) لأنّ السودان يحاسب عالمياً وليس محلياً. وأكد الترابي للصحفيين أنه أبلغ مرسي بضرورة وجود علاقات حقيقية بين شعبي البلدين، وقال إنّ العلاقة بين الشعوب هي الدائمة وتنشط في مجالات التجارة والسياحة، وشدّد على ضرورة خلق وحدة شبيهة بنموذج الإتحاد الأوروبي، ونوه إلى أن ما يجمع المنطقة هو وحدة أكبر. إلى ذلك، وصف الترابي، الصحافة وحرية الرأي بأنها محاصرة، وقال للصحفيين عقب خروجه من قاعة الاجتماعات مع مرسي: أنتم محاصرون


-------------

Post: #166
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-08-2013, 11:11 AM
Parent: #165

لجنة برلمانية للتحقيق في ملابسات إعفاء د. غازي


نشر بتاريخ الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2013 09:44


غازي: ما زلت رئيسًا لكتلة الوطني بالبرلمان

أم درمان: معتز محجوب
أوصد رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني د. غازي صلاح الدين العتباني الباب أمام التكهنات حول إقالته من رئاسة الكتلة من عدمها وأعلن أنه لا يزال رئيس الكتلة لحين تسلم الهيئة البرلمانية للقرار بصورة رسمية، وفيما شكلت الهيئة في اجتماع لها أمس لجنة برئاسة نائب رئيس الهيئة هشام البرير للجلوس مع المكتب القيادي للحزب لاستجلاء الأمر تحفظ العتباني على الخوض في أي تعليقات سلبًا أو إيجابًا حول وجهته أو القرار الذي سيتخذه إذا صحَّ قرار المكتب القيادي بإقالته، واكتفى بالقول «لا تعليق»، في هذه الأثناء قوبل قرار الإقالة بموجة من الاعتراضات من قِبل عدد كبير من نواب الوطني وقالوا ــ مفضلين حجب أسمائهم ــ نريد أن تتأكد لنا صحة القرار، وإذا صحَّ فعندئذٍ سيكون لكل مقام مقال».
وقال العتباني للصحفين أمس عقب اجتماع له برؤساء الكتل الفرعية بالهيئة البرلمانية لنواب الوطني قال إن الكتلة شكَّلت لجنة للجلوس مع المكتب القيادي، وزاد: «القرار غير واضح وبه تفاصيل غير واضحة، واللجنة ستستجلي مدى صحة القرار»، وجدَّد تأكيده أن القرار لم يصل للكتلة بصورة رسمية، وأكَّد أنه لا يزال رئيسًا للكتلة.


وفي ذات الاتجاه قالت مقررة اللجنة التي شكَّلتها الهيئة البرلمانية للجلوس مع المكتب القيادي للوطني د. عفاف تاور قالت إنهم سمعوا بالقرار من الإعلام، وأوضحت أن اللجنة ستتصل بنائب رئيس الحزب د. نافع علي نافع لتحديد مواعيد قبل اجتماع الهيئة البرلمانية غدًا الثلاثاء، من جهته صوَّب القيادي البرلماني وعضو الوطني مهدي أكرت انتقادات لاذعة لعضو المكتب القيادي للوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل على خلفية حديثه أن العتباني قد تقدم باستقالة، وأكد لـ«الإنتباهة» أن الاستقالات كانت جماعية لكل رؤساء اللجان ورئيس البرلمان ونوابه قبل ستة أشهر إبان عمليات إعادة هيكلة الدولة، وعبَّر عن استغرابه قرار الإقالة وقال إنه لم يسمع به إلا من وسائل الإعلام، وقطع بأن المكتب القيادي خالف لائحة الهيئة البرلمانية.



----------------

إصدار أحكام ضد العسكريين المشاركين في الانقلابية


نشر بتاريخ الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2013 09:42


إدانة عدد من المشاركين في المحاولة الانقلابية

الخرطوم: الإنتباهة


أدانت محكمة عسكرية عدداً من المشاركين في المحاولة الانقلابية الأخيرة بالطرد من الخدمة في القوات المسلحة وعقوبات بالسجن تراوحت بين سنتين وخمس سنوات، فيما أعلنت المحكمة حق الأطراف في الاستئناف خلال خمسة عشر يوماً.


وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد لـ «سونا» إنه فور اكتشاف قيام عدد من الضباط بقيادة ضابط برتبة العميد بالاتفاق والتخطيط للمساس بالنظام الدستوري والأمني وتعريض وحدة البلاد والقوات المسلحة للخطر باستخدام القوة المسلحة، تم تشكيل فريق أمني يتبع لهيئة الاستخبارات العسكرية وفريق قانوني يتبع للإدارة العامة للقضاء العسكري للتحري عن المقبوض عليهم، حيث أكدوا في اعترافاتهم وجود الاتفاق والتخطيط. ومن ثَم تمَّ القبض على باقي المتهمين وعددهم خمسة عشر فرداً. ثلاثة عشر من الضباط وضابطي صف. بالاشتراك مع بعض المدنيين وأفرادٍ يتبعون لجهاز الأمن.


وأضاف الصوارمي بعد التحري وُجهت للمتهمين تهم مبدئية تحت المادة «162» من قانون القوات المسلحة «التمرد على النظام الدستوري» والمادة «165» من قانون القوات المسلحة «التمرد على النظام العسكري». لافتاً إلى أنه تم تبرئة اثنين من الضباط أثناء التحري. وقضت المحكمة بالسجن خمس سنوات والطرد من الخدمة العسكرية على العميد ود إبراهيم، والسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على اللواء عادل الطيب، والسجن خمس سنوات والطرد من الخدمة على الرائد حسن عبد الرحيم، وقضت بالسجن أربع سنوات والطرد من الخدمة على العقيد محمد زاكي الدين، والسجن أربع سنوات والطرد من الخدمة على العقيد فتح الرحيم عبد الله، والسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على المقدم مصطفى محمد زين، والسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على العقيد الشيخ عثمان، وحكمت على المقدم محمود صالح بالسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة العسكرية، والسجن عامين على المساعد عمر عبد الفتاح. وبرأت المحكمة حسن مصطفى من مجموعة «السائحون»، وقضت ببراءة الرقيب أبو عبيدة الذي قبل أن يكون شاهداً. ويُنتظر مصادقة الرئيس عمر البشير على الأحكام بوصفه قائداً للقوات المسلحة.


-------------



كتلتهم بالبرلمان تستوضح الحزب حول إبعاده
نواب لـ«الوطني» يرفضون إقالة غازي

البرلمان : علوية مختار: حمد الطاهر :

رفض نواب من البرلمان قرار المؤتمر الوطني بإقصاء رئيس الهيئة البرلمانية غازي صلاح الدين من رئاسة الهيئة وتعيين القيادي البرلماني مهدي ابراهيم بدلا عنه، وكونت الهيئة لجنة خماسية لاستجلاء القرار من حزب المؤتمر الوطني اليوم لاتخاذ قرار بشأنه في اجتماع حاسم بعد غد الثلاثاء.


وعقد رئيس هيئة المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين اجتماعا بمكتبه امس ضم رؤساء الكتل النيابية الولائية بجانب عدد من النواب نوقشت خلاله قرارات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بشأن تحويل الهيئة البرلمانية الى امانة، وايكال رئاستها لمهدي ابراهيم، واحتج المجتمعون على الخطوة واعتبروها «تجاوزا وعدم احترام للنواب».
وابلغ مصدر موثوق «الصحافة « ان غازي أكد للمجتمعين ان في الخطوة اضعافا للبرلمان، قاطعا بزهده في الموقع وذكر انه قال حرفيا «ان القضية اذا مرت بشكلها الحالي بلا شورى ولا ديمقراطية ستضعف البرلمان».


وأكد المصدر ان الاجتماع أقر ارجاء اجتماع الهيئة الذي كان مقررا له امس الى غد الثلاثاء وتم تكيلف لجنة خماسية برئاسة نائب رئيس الكتلة هشام البرير وعضوية كل من رئيس لجنة الامن والدفاع محمد الحسن الامين ورئيس لجنة الاعلام عفاف تاور بجانب اثنين اخرين للاتصال بحزب المؤتمر الوطني اليوم واستلام نسخة من قرار المكتب القيادي لدراسته في اجتماع الكتلة المنتظر، ووصف المصدر الاجتماع بالساخن، واكد ان المجتمعين ابدوا غضبا تجاه القرار باعتبار انه تجاوزهم بجانب انهم علموا به عبر الصحف، واكد ان هناك تمسكا ولوبيا كبيرا بدأ وسط النواب للتمسك بغازي ورفض قرار الحزب في اجتماع الثلاثاء، ورجح المصدر ان يشهد الاجتماع انقساما حادا.


ونفى غازي في تصريحات بالبرلمان امس تسلمه قرارا رسميا بإقالته من رئاسة الكتلة، واكد انه ما زال رئيسا للهيئة البرلمانية حتى الان قائلا «اعتقد ذلك» واستبعد غازي وجود علاقة بين القرار وتصريحاته الاخيرة، واضاف «هناك لبس بالقرار» مشيرا الى ان اللجنة المكونة ستنظر في حيثيات القرار والدفع بها في اجتماع لاحق للكتلة. واوضح أن أمر إقالته نشر بالإعلام ولم يصله أمر رسمي بالإقالة.
وكشف غازي، أن الاجتماع قرر تكوين لجنة برئاسة نائب رئيس الكتلة هشام البرير للاتصال بالمكتب القيادي بالمؤتمر الوطني للاستجلاء حول تفاصيل القرار، وإن كان الأمر متسقاً مع اللوائح والنظام الأساسي أم لا، على أن يعقد اجتماع الهيئة البرلمانية مساء غد الثلاثاء للنظر في تقييم ما تأتي به اللجنة، مؤكدا أن هناك أشياءَ غير واضحة لذلك لابد من الاستجلاء حول الامر.


من جانبها، اكدت مقررة اللجنة المكونة ورئيسة لجنة الاعلام بالبرلمان عفاف تاور ان غازي ما زال رئيسا للكتلة حتى تاريخه، مبينه ان اللجنة ستلتقي نائب رئيس الحزب نافع علي نافع لمعرفة حيثيات القرار والدفع به للكتلة، وقالت تاور ان الكتلة علمت بقرار اقالة العتباني من وسائل الاعلام ولم تخطر به رسميا حتى الان.
في ذات السياق اعتبر مسؤول الاعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف ان قضية اقالة غازي حملت الكثير، واصفا الخطوة بأنها «عادية» واضاف ان المؤتمر الوطني درج على تعديل اماناته بشكل روتيني وتابع «امانة الشؤون البرلمانية انشئت حديثا واوكلت لغازي وهي من ضمن امانات الحزب».و نفى امكانية حدوث انشقاق في المؤتمر الوطني، مؤكدا تماسك الحزب


الصحافة
8/4/2013

Post: #167
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-09-2013, 06:48 AM
Parent: #166

شيوخ المكائد) في الميدان !
عبد المحمود الكرنكى

نشر بتاريخ الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 09:09



السيد/ صلاح بندر كان المسؤول التنظيمي للحزب الشيوعي السوداني لفترة ثمانية أعوام، وكان مراسل صحيفة الحزب (الميدان)، المعتمد لدى السلطات الإعلامية البريطانية والعالمية منذ عام 1985م إلى 1995م. وقد أفاد السيد/ صلاح بندر أن فرع الحزب الشيوعي السوداني ببريطانيا، جهة معترف بها تكتب خطابات إلى السّلطات البريطانيّة، بالإنابة عن مركز الحزب الشيوعي السوداني، لدعم طلبات اللجوء السياسي.


وذكر السيد/ صلاح بندر أن الحزب الشيوعي السوداني فرع بريطانيا، قد كتب أيضاً في هذا الشأن إلى السُّلطات المعنيَّة في عدد من دول الإتحاد الأوربي وكندا وأمريكا. وأشار السيد/ بندر إلى أن الخطاب الذي كُتب لـ(نهلة محمود) لدعم طلبها اللجوء السياسي ببريطانيا، كان الخطاب رقم (13823) منذ 30/ يونيو 1989م.



في هذا السياق تجدر الإشارة إلى الخطاب الذي كتبه السيد/ فاروق أبو عيسى (الأمين العام لاتحاد المحامين العرب) إلى السلطات البريطانية، لدعم طلب اللجوء السياسي للسيد منير شيخ الدين الذي زعم أنه ضحية تعذيب ارتكبته حكومة السودان. حيث أصبح منير شيخ الدين بعد حصوله على اللجوء السياسي ببريطانيا بطل فضيحة أن السودان دولة تمارس بيع الرقيق، ثم أصبح منير شيخ الدين دستورياً في حكومة السودان يؤدي القسم!. كان خطاب الشيوعي القديم أبوعيسى لصالح منير شيخ الدين (شهادة زور) فاضحة. إلى جانب خطابات شهادة الزور التي بلغ عددها (13823) خطابًا، نشط فرع الحزب الشيوعي السوداني ببريطانيا في مسار موازٍ بتقديم الإفادات والشهادات المزيّفة إلى منظمات (حقوق الإنسان)، وفي مقدمتها منظمة (أمنستي).



بعد المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين غادر عدد من قيادات وكوادر الإسلاميين المفاصلين السودان إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. حيث أقاموا بعواصم تلك الدول، وطلبوا اللجوء السياسي، وانسربوا في كواليسها ودهاليز منظماتها ودوائرها المختصة بالشأن السوداني. حيث أصبحت معيشتهم وفعالياتهم تعتمد على ميزانيات تلك الدول ومنظماتها وواجهاتها. غير أن أولئك (الإسلاميين) يفتقدون صلاح بندر (الإسلامي) الذي بشجاعة أخلاقية ووطنية صادقة ويقظة ضمير وتديُّن حقيقي يكشف كم خطاباً قد كتبه (شيوخ المكائد الإسلاميون) إلى السلطات البريطانية والألمانية والفرنسية والكندية والأمريكية، كم خطاباً كتبه شيوخ المكائد في (جهادهم) ضدّ (أخوانهم في الله) سابقاً!. وكذلك كم شهادة زور، وكم إفادة مزيَّفة، عن الشأن السوداني. وكم بلغت فواتير معيشتهم وأسفارهم وعلاجهم وأكلهم وشربهم وسكنهم وملابسهم وأثاثهم ونثرياتهم وغاز تدفئتهم وكهرباء سكنهم وفاتورة مكالماتهم الهاتفية ووقود سيَّاراتهم، وغير ذلك. أعلن الجنرال مايك جاكسون قائد الجيش البريطاني يوم الجمعة 23/7/2004م استعداد لندن لإرسال (5) آلاف جندي بريطاني إلى السودان، أعلن الدكتور علي الحاج يوم الأحد 25/7/2004م تأييده التدخُّل العسكري البريطاني في السودان، كما أضاف الدكتور علي الحاج أيضاً (نحن نبقى على موقفنا ونفضل خيار الإنتفاضة الشعبية المسلحة). لا يفوت على أحد أن التدخل العسكري البريطاني لن يقرأ (دلائل الخيرات) في جبل مرّة، بل سيقيم قواعد عسكرية دائمة للغزاة في أرض القرآن والمحمل. وذلك لتدمير دولة الإسلام في السودان، في الحاضر أو المستقبل، وستحلّ القواعد العسكرية محلّ الخلاوي، لتطويق ليبيا النفطية عسكرياً من الجنوب، وتحجيم مصر لتصبح أم الدنيا زوبعة في فنجان ودولة كبرى من العصر القديم. تلك أماني إسرائيل.


تأييد التدخل العسكري البريطاني يعني خدمة استراتيجية إقامة قواعد عسكرية بريطانية ــ أمريكية دائمة، لطرد النفوذ الفرانكفوني (الفرنسي) في تشاد وإفريقيا الوسطى وساحل العاج والكونغو والنيجر، وغيرها، وذلك ليستولي التحالف الأنجلو فوني (الأمريكي ــ البريطاني) بالكامل على نفط دارفور ومعادن ويورانيوم دارفور. تأييد التدخل العسكري البريطاني في دارفور الذي أعلنه الدكتور علي الحاج، يعني تأييد أن يؤذِّن (رودلف سلاطين) في الفاشر أبو زكريا فاشر السلطان، بعد أن أُخرِج منها صاغراً على يد ثوار المهدية الإسلاميين!. غير أن رودلف سلاطين سيتمكَّن هذه المرَّة بعد مذابح تسيل فيها الدماء، كمذبحة (برنجية) التي استشهد فيها السلطان الشهيد علي دينار، سيتمكن من إنشاء سجن أبوغريب السوداني وسجن غوانتنامو السوداني، وستصبح أرض القرآن أرض الذين كفروا من أهل الكتاب. سينشر آلاف الجنود البريطانيين الغزاة البغاء والإيدز في أرض الطُّهر، ليعيدوا استعمار السودان، ليصبح (حلالهم) الذي يمتلكون بحقّ الفتح!، ويتم (تحرير) دارفور على الطريقة الأمريكية والبريطانية.


القواعد العسكرية والجنود الغربيون نشروا البغاء في and#1700;يتنام وكمبوديا والفيلبين، وغيرها، ولن تكون دارفور استثناءً. في (البوسنة) هدموا المساجد ونشروا الدعارة، حيث ستعقب المذابح الدموية الجديدة المذابح الأخلاقية. باسم مَن تحدث الدكتور علي الحاج حين أعلن تأييد التدخل العسكري البريطاني في السودان، وقد كان تدخلاً عسكريًا دوليًا تقوده بريطانيا بتنسيق مع أمريكا. حيث صرَّح وزير التنمية الدولية البريطاني (هيلاري بن) يوم الجمعة 23/ يوليو 2004م لإذاعة (BBC): إن بريطانيا تقود تحرّكًا دوليّاً للتدخل العسكري في السودان. باسم مَن كان يعلن الدكتور علي الحاج تأييد التدخل العسكري، باسم حزب المؤتمر الشعبي؟. هل منحه الحزب التفويض الديمقراطي. مَن منحه التفويض، هل (كرادلة) محفلٍ سريٍّ أفتوا بجوازه!. باسم مَن كان الدكتور علي الحاج يعلن تأييد التدخل العسكري البريطاني في السودان، باسم السودان، أم باسم الإسلام، أم باسم الملايين... من جراثيم الضغينة التي استوطنت خلاياه؟. أم أن الدكتور علي الحاج رأى في زيارة وزير الخارجية (الجنرال كولن باول) حينها مدينة الفاشر، زيارة وزير دفاع يلقي نظرة ميدانية على الطبيعة على ميدان معركة قادمة؟.

Post: #168
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-09-2013, 10:53 AM
Parent: #167

اجتماع بين د. نافع ونواب الوطني بشأن إقالة غازي
. .الخرطوم: رقية الزاكي:

تسلّم د. غازي صلاح الدين رسمياً أمس، قرار إقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني بالبرلمان، ممهوراً بتوقيع المكتب القيادي للوطني، فيما تعقد الهيئة البرلمانية اجتماعاً مع د. نافع علي نافع نائب رئيس الحزب حول القرار.

وأنهى القرار تكليف د. غازي من رئاسة الهيئة وسمى أمانة عامة للهيئة وكلّف مهدي إبراهيم برئاستها. وسرد القرار الذي اطلعت عليه (الرأي العام)، مجاهدات الرجل ومواقفه الوطنية وأزجى له الشكر، بينما كشفت مصادر الصحيفة عن جدل بشأن احتواء القرار تكليف أمانة عامة لنواب الحزب، وتساؤلات عما إذا كان سيتم دمج الأمانة مع الهيئة البرلمانية التي أقيل منها غازي، وقالت المصادر إنّ الشؤون البرلمانية أمانة يكونها الحزب وتتبع للقطاع السياسي، بينما الهيئة البرلمانية مكونة بموجب القانون ويختار لها رئيس منتخب من (3) شخصيات ترشح للحزب، وأضافت المصادر: الآن السؤال هل دمجت الهيئة والأمانة، أم أن الحزب يريد إفساح المجال لترشيح رئيس للهيئة،

وأوضحت المصادر أن كتلة الوطني تريد استجلاء الأمر. ولم يستبعد مصدر برلماني أن ترشح الكتلة د. غازي مجدداً ضمن الأسماء الـ (3) التي يفترض رفعها للحزب لانتخاب رئيس للهيئة. ورصدت (الرأي العام)، موجة غضب بسبب قرار إقالة د. غازي والطريقة التي تم بها، شملت أسماءً بارزة من منسوبي الوطني بالبرلمان. وفي الأثناء، كشف مصدر مطلع لـ (الرأي العام)، أنّ د. غازي رصد الكتابات التي أصابته من بعض كُتّاب الأعمدة للرد عليها


-----------------

في ليالي الظلم الحالكة: الفُرّار يُحاكمون الكُرّار(2)


«العقيد الركن أحمد زاكي الدين»


04-08-2013 09:39 PM
عبد الغني أحمد إدريس

أعتذر للقاريء الكريم على تعجلي نشر هذه المادة في شكل مقالات صحفية وذلك لارتباطها بالشأن الجاري – محاكمة الضباط الإصلاحيين في الجيش كما وصفهم أستاذ العلوم السياسية بجامعة كمبردج د.عبد الوهاب الأفندي- وهو تطور مؤسف ما كان لقيادة الحزب أن تعمد إليه إلا بعد أن تيقنت توهماً بأنها قامت بعملية اخضاع وتدجين كامل لعضوية الحزب التي باتت مغلوبة على أمرها، فوصل بها الهوان أمام قيادتها إلى أن يُقال لها (هذا هو الحزب ومن لا يعجبه الحال فعليه أن يذهب ويؤسس لنفسه حزباً آخر، هذا قبل تعيين "ألفة" مؤخراً لإخراس الألسن وتكميم الأفواه) وكأنهم ورثوا هذا الحزب عن أجدادهم ولم يشاركهم آخرون في تأسيسه، تعميماً للفائدة سيجد القارئ الكريم مزيد من التفاصيل في الكتاب الذي هو تحت الطبع (مائة يوم من أجل الإصلاح ) والذي يتناول مسيرة الأيام المائة التي انصرمت منذ فجر 21 نوفمبر الماضي وحتى مطلع مارس المنقضي. وحال الفتية الاشأوس الذين يرسفون الآن في الأصفاد مثل أبي فراس سيفتقده حتماً قومه إذا جد جدهم، لأن الليلة الظلماء يُفتقد فيها البدر، فهم الفرسان بين بني زمانهم ما اشتكت قط ساحة قتال لأجل الوطن أو العقيدة من فقدهم كانوا كُراراً بين بني قومهم، وسقى الله أيام طرفة بن العبد:
وكَرّي إذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
كسيٍد الغضا نبّهته المتورِّد
حوار وتسجيل:
غير بعيد عن الحراك لأجل الإصلاح هذا رغم حالة القمع التي يتعرض لها الجيل الجديد الناهض ما صدر عن الحزب من أمرين جديرين بالتسجيل والتوقف عندهما، الأول صدور دعوات متتابعة من أعلى قمة النظام يطلقها قادة الحزب للحوار الوطني وللتصالح مع القوى السياسية الشريكة في الساحة وذلك شئ محمود ولنا فيه عودة، والثانية تفويض المكتب القيادي للحزب نائب الرئيس لشئون السياسة والتنظيم بما وصفوه "حسم التفلتات" والتي أقل ما تفعله تجاه العضوية هو ممارسة العنف اللفظي كما حدث في مجلس الشورى الأخير، وما قدم إليه من ثقافة لها منشورة ومعلومة أدواتها في اللغة كان العيار الخفيف منها ما نموذجه (قامت قيامته، وحرق نفسه، ولن نرحم ..الخ)، وتلك أيضاً تكون من محن السياسة في السودان، إذ أن الأحزاب السياسة في كل العالم واحدة من وظائفها الرئيسية هي "تحرير الطاقات" البشرية الكامنة في المجتمع أو بعبارة أخرى حث وتشجيع عضويتها "إطلاق المبادرات" الذاتية والعمل على تبنيها، لأنه بهذا يتحول الحزب إلى مجرد مؤسسة بيروقراطية يكون العمل فيها عبارة عن دولاب روتيني بارد مجرد من أي تواصل فاعل، وتصبح خطوط الاتصال بين القيادة والقاعدة عبارة عن مسار واحد (اتجاه واحد) تعليمات تصدر من أعلى إلى أدنى وتصبح العضوية عبارة عن بيادق أو قطع نرد تنتظر التعليمات والتلقين، وهذا ليس حال حزب "حضاري" يريد أن يقود مشروع نهضوي يقارع به الثريا.


في الأمر الأول يتبادر إلى الذهن تساؤل ألا يجدر بنا أن نرى حواراً بين قيادة الحزب وقاعدته ولكن ألا تقتضي الحكمة أن يتصالح ويتواثق مع القاعدة التي يقف عليها بلغة هادئة ورزينة غير تلك التي ذكرناها بالأعلى؟؟ نروي هذه القصة بين "رجل" من أهل الريف أجرى الله حكمة بالغة على لسانه وكأنه من جيل لقمان الحكيم الذي سمي ابنه الشهيد عليه فهي خير معبّر عما نحن فيه من حال. لما في بساطة الحوار وجزالة الحكمة المتحدرة فيه، كان الراحل عمر ود محمد أحمد والد الشهيد لقمان والمجاهدين انس والدخري وعبده، في مطلع الثمانينات يلاحظ غياب فوق العادة لابنه المهندس بدر الزمان الذي أكمل دراسته الجامعية والتحق بوظيفة في منظمة الدعوة الاسلامية، وصار قليل الزيارة لقريتهم في أعمال الحوش بالجزيرة بغير الصورة التي عهدها عليه، فدار بينهما الحوار التالي:


الوالد: إنت يابدُر يا ولدي بتزوغ كدي تمشي وين؟
بدر: والله يا بوي أنا بسافر أمشي يوغندا.
الوالد: ويوغندا دي بلاد كفر ولا إسلام؟
بدر: بلد كفر.
الوالد بتعجب: الله!! وبتمشي بلد الكفار تسوي فيها شنو يا ولدي؟
بدر: والله يا بوي بنمشي نوزع عليهم أكل وشراب وملابس وأدوية عشان نرغبهم في دخول الإسلام.
الشيخ عمر يتصنع هنا الدهشة فيتساءل: يعني انتو دي الوقتي بتمشو للكفار توزعوا ليهم الأكل والشراب عشان يدخلوا الإسلام؟؟!! طيب لمن تجو راجعين تلقونا نحنا مرقنا منو.
(وكان مطلع الثمانينات كما هو معروف سنوات قحط وجدب في بلاد السودان فيما عرف بالجفاف والتصحر)
وحاشا لله من أن يخرج، فقد توفي رحمه الله موحداً ميمماً شطر القبلة، ربى أبناءه وأحفاده على التوحيد، بل غرس فيهم من الشجاعة والفداء ما جعلهم منارات بين أقرانهم، ورأى الناس أحدهم يحمل شقيقه المصاب اصابه بليغة في ركبته إلى مصاف العلاج بجوبا، ويعود متعجلاً إلى الصفوف الأمامية، بل وقع أحد هؤلاء في الأسر ولكنه كأبيه لم يبدل دينه أو يقايضه بعرض من الدنيا، حتى اصطفي الله منهم الشهيد والمجاهد والجريح ولا نزكيهم على الله فهو حسبهم.
الحكمة التي أجرها الله على لسان هذا الرجل الشيخ الذي لم يدرس السياسية في أمريكا أو كندا أو السوربون فيها من الدروس والعبر ما لو تدبرها أهل الرأي فينا لكان حري بهم تجنيب البلاد مزالق كثيرة، ولعل شيخ عمر لم يقرأ مبادئ صون توزو التي كتبها قبل أربعة ألاف عام والتي يشدد فيها على ضرورة تمتين القواعد التي تقف فيها وتثبيت أقدامك وحماية مواطن قوتك قبل أن تتجه إلى التطّلع إلى ما في يد الخصم. ولكن ما حيلة من قرأ في زماننا هذا ولم يتدبر.



عودة لفصل أصوات الإصلاح في الجيش:


ونعود مرة أخرى إلى الفصل الثالث في الكتاب، وتطرقنا في بداية هذا الفصل إلى موضوع الأصوات المنادية بالإصلاح في مؤسسة القوات المسلحة، وناقشنا دلالة التوقيت والزمان والطريقة التي جرى بها تفجير هذه القضية والآن نحاول مناقشة الأسباب الجوهرية الكامنة في تلك الدلالات، وذلك بطرح سؤال بديهي لماذا تم ما قد تم وبهذه الطريقة؟؟ ونتعرض لموضوع المكان.
هذا السؤال الذي يفرض نفسه يمكننا طرحه بصورة أخرى، ألم يكن لدى القيادة السياسية أي خيار آخر غير هذه الطريقة الدرامية للتصدي لهذا الحراك الإصلاحي داخل الجيش هذا إذا سلمنا بصدق زعمها أن هؤلاء الناس كانوا على وشك التحرك؟؟(1) الإجابة هي بكل تأكيد: نعم، كان هناك أكثر من طريقة غير هذا الأسلوب لمعاجلة الأمر وإبقائه في حدوده المعقولة. ولا نقول هذا من باب الضرب على الرمل أو "رمي الودع"، بل تسعفنا وقائع التاريخ والحاضر لظروف وملابسات مشابهة لذات هذا الذي وقع، ولعلنا نشير إلى هذا تعرضا دون أن نسُرِف في التفاصيل. فالعالمون ببواطن الأمور يعرفون أن المذكرات والاجتماعات والدعوات الإصلاحية في الجيش بتعبيراتها المختلفة لم تكن وليدة العامين الماضيين، وإن كان يدور حولها في السابق تكتم وتعتيم شديدين مراعاة لطبيعة المؤسسة وحساسية ظروفها خاصة فترة اشتداد الحرب في الجنوب، إلا أنها كانت معروفة لكل من له علاقة بالأمر والأحوال.


يمكننا أن نذكر عدة تجارب متقطعة، إلا أن التوقف المتمعن جدير عند تجربتين محددتين وقعتا في توقيت مختلف لكن في ظروف مشابهة لأحوال الحاضر، لما لهما من اتصال وثيق بما يجري الآن رغم تبدل الأشخاص والأسماء إلا أن الوقائع تكاد تكون متطابقة والرابط الأهم هو انحراف أو غياب المشروع الإصلاحي أو النهضوي الذي بايعت قيادة الإنقاذ مقاتليها عليه وألهمتهم روح الفداء من أجل انفاذه (أو على الأقل هذا ما ترآءى لهؤلاء النفر من أبناء هذه المؤسسة).
التجربة الأولى تلك التي حدث فيها شئ مشابه كانت في صيف 1994م عندما اجتمع عدد كبير من ضباط القوات المسلحة (ما اصطلح على تسميتهم بمجموعة الخنجر) في الكلية الحربية بوادي سيدنا بغية مناقشة الأمور السياسية والعسكرية على ضوء مرور خمس سنوات على التغيير ومطالبتهم بجرد الحساب فيما تحقق وما لم يتحقق ولماذا لم يتحقق؟؟ وبلغت القيادة السياسية الأخبار فتدبرت أمرها وقررت الانخراط معهم في حوار سياسي، ومن الواجب أن نعترف أنه كان لها من الحكمة في ذلك الوقت ما يجعلها كفيلة بأن تنهج إلى ابتدار تلك الخطوة المتعقلة (حوار مغلق ومطول) انتهى في مكانه بالكلية الحربية – من الطريف أن د.علي الحاج محمد وزير الحكم الاتحادي وقتها هو من أبرز من تصدر للحوار وكان لدرجة كبيرة مقنعاً في نقاشه -. والثانية وقعت في العام 1998م كانت لتقييم تجربة عمليات العدوان الثلاثي في العام السابق لها ولكنها انجرفت إلى حديث في السياسة والدستور الذي كان وشيكاً ثم انتهت كسابقتها بإعادة تشتيت العناصر التي تطالب بالإصلاح والمتماسكة إلى أطراف البلاد.غير أن الثقة التي كانت قد بنيت على مدار السنوات التي خلت كانت كفيلة بأن تحفظ بقية التماسك بين الناس خاصة مع وجود شخصيات ذات وزن أخلاقي وقيميّ تلتصق بالناس وتعيش معهم جل وقتها وتتمتع بخُلق عالي وتجرد حقيقي وكاريزما لا نظير لها مثل الشهيد ابراهيم وبقية من الرجال من الذين ما يزالون على قيد الحياة وإن كانوا خارج الخدمة الآن، ولا نريد قصم ظهورهم أو احراجهم بالذكر بل كما أشرنا نترك ذلك للتاريخ أو مستقبل الأيام في تسجيل حقهم.



التجربة الثالثة كانت عشية استشهاد ابراهيم (فبراير 2001م) وللغرابة أنها كانت لاختيار خليفة له فرفض جملة الحضور تعيين (ملكي) أو جنرال آخر كان مرشحاً، بل انحرف الحوار لمناقشة قضايا أخرى هي المعتادة في مجالس الضباط (ظروف البلاد بعد انشقاق الترابي، الوضع الأمني في الجنوب، الفساد وسوء توزيع الثروة) بالجملة فإن مطالب الإصلاح المشتتة لم يحدث لها تجميع لتتبلور في مشروع سياسي هدفه التغيير إلا في الآونة الأخيرة وكان انفصال الجنوب هو المحرض الرئيسي لذلك كما ذكرنا، فقد تمت مخاطبة القائد العام فيه كتابة وجلس إليهم (أكتوبر 2010م) واستمع إلى مطالبهم ولكن بعد شهرين فقط (يناير 2011م) صدرت كشوفات الترقية السنوية المعتادة من القيادة العامة وملحق بها كشف التنقلات ومدرج معها أسماء من تمت احالتهم للتقاعد، فإذا بـ "بربون" الديناصورات السياسية يكرر ذاته ويعيد نفسه في ظرف وتوقيت مختلف "لم ينسى شئ ولم يتعلم شئ" فكرر تجربة الخطأ الذي مارسه في العام 1994م والعام 1998م والعام 2001م


وجرى التعامل مع أصوات الإصلاح بذات الطريقة القديمة نقل وتشتيت إلى الولايات، إحالة للتقاعد ..الخ. ونسى أن قرابة العشرين عاماً مرت تحت الجسر بين حوار الكلية الحربية في صيف 1994م ومذكرة أكتوبر خريف 2010م، فعلي سبيل المثال في تجربة 1994م كان وقتها النقيب ود ابراهيم يشارك في عمليات فشلا وشرق الاستوائية والملازم أول فتح الرحيم يرابط في خيمة تحت كبري النيل الأبيض والملازم أول الشيخ عثمان "يكومج" في صيف العبور، إلا أن تطورات الحياة صارت الآن ودارت دورتها، فتدرج النقيب إلى رتبة العميد أو جنرال وصار الملازم عقيد، ولكنهما إلتقيا في ذات الدرب ولذات المعاني القديمة والمطالب الواجبة في واقع متغير وظروف متبدلة، بمعني تحول قائد السرية إلى قائد لواء، وقائد الفصيلة إلى قائد كتيبة وفي الحقيقة قائد لواء مدرع في ذات الوقت حدث النقيض للعقل السياسي القيادي الذي ضربته حالة من التقزم والضمور الشديد، فأصبح يتناقص مثل مساحات الدولة السودانية في تراجع غير منهجي ودون أي رؤية منهجية أو خطة تقهقر استراتيجية، فكابويتا التي قاتل الطيب السيد فيها وفقد بعضا من أطرافه على ثراها تم تسليمها بكل سهولة ويسر ودخلها جيش الخوارج "ثانياً من عنانه" وليست فقط الأرض بل تركت فيها الإخوة والصلات التي توثقت مع المقاتلين من أبناء قبيلة التبوساء أمثال عبد الله كافيلو والله جابو وكل الذين عاهدوهم بأن لهم معهم "عهد وقضية وأن باطن الأرض خير من ظاهرها إذا نحن سلمناكم للعدو" وغيرها من الكلمات والعهود التي كان يقطعها بصدق شباب الجيش السوداني لإخوانهم في الجنوب والذين قاتلوا معهم من عرفوا بفطرتهم السليمة أنه عدو مشترك للجميع.
كانت تلك العهود يقطعونها نيابة عن دولتهم وأمتهم وقيادتهم التي كانت تقول إن هذا هو العهد وتلك هي البيعة وأن الموت في سبيل الله هو الثمن المقبوض وأنه عهد لا ينقضه إلا الموت قبل أن ينكشف المستور ويصبح طلب السلطة عارية من كل كرامة مشروع أو دفء رسالة، يغادر الشباب محطة كابويتا ويتجهون إلى توريت وفي الطريق يفقد بدر الدين أحمد حسن نصف جسمه ليجد عبد الله البرت ورجال اللاتوكا شاكي


السلاح للدفاع عن مدينتهم قبل أن يصل الرجال إلى جوبا ويتجهون شمالاً إلى المنداري وسلطانهم كلمنت واني الذي يناديه (ياسر العطا وياسين والشهيد الراحل منتصر بـ يابا كلمنت، وينحر لهم العشار مودعات) ربطت صلات وثيقة كلمنت واليقا بالشهيد فيصل أبو فاطمة تماماً مثل السلطان الحاج اسماعيل كونجي سلطان المورلي الذي كان يرافق ابراهيم شمس الدين وأبوفاطمة إلى الحج كل عام. وكما ذكرنا في كتاب "أزمة الرؤية والقيادة" فإن هذه ليست اسماء مكتوبة بحبر على الورق بل عناوين لرجال وقبائل وأيام لمعارك ودماء وشهداء وعهود قطعت ودعوة تجذرت وترسخت في فسيفساء الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل، روت شجرتها دماء غزيرة وعزيزة ونمى غرسها على مدار سنين وسنين وتتابع مع الأيام مع زيارات هؤلاء للخرطوم أو تطوع أولئك للسفر للجنوب، لذلك هذه الطامة التي حلت مع البؤس الذي جرّته كان أشبه بصدمة زلزال عنيف أخرج كل ما في الجوف من حرق وحمم وغصص.


هذا التسلسل خضبته الدماء وصقلته الأيام حفظ فيها الشباب أسماء القرى والدساكر والحواضر والتصقوا بواقعها سنين عدداً وكل منهم يمكنه أن يروي ذات الشئ، يستطيع العقيد الشيخ عثمان أن يروي عن غرب الاستوائية وروكنّا وتفري وسيرموني التي وقف بها بكتائبه من المظلات (قطعاً مع آخرين لا نريد ذكرهم) يصدون العدو عن بوابة جوبا الجنوبية، على ذات المنوال يمكن أن يقص فتح الرحيم ومعه حسن عبد الرحيم على الناس من معارك عداريل والبونج قبل أن يصيبه الرصاص في ساقيه ويلزمه الجبص شهورا، وبلغ من فتيح الارتباط درجة أنه كان يسافر إلى تلك المناطق متوكأ على عكازة برفقة ابراهيم شمس الدين، ومصطفي ممتاز في المناطق التي خدم فيها في الجنوب أو هجليج أو بحر أبيض، وحتي بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل كانت القيادة السياسية التي ركبت موجة الإعلام وصارت من النجوم اللوامع وقتها تقول بأننا على العهد ولن نتخلى عن حلفائنا (القيادة السياسية هنا نعني نواب رئيس الدولة الأول لشئون الجهاز التنفيذي والثاني لشئون السياسة والتنظيم وإن كان الأخير يحاول أن ينسل من نيفاشا وكأنه لم يكن الرجل الثاني في الوفد المفاوض ويقيم في المنتجع شهوراً ويحمل الرسائل للخرطوم).
جاءت أحداث ملكال في صيف العام 2007م عاصفة لتكشف بجلاء حالة التضليل والتزييف التي رسمتها القيادة السياسية المشار إليها في رأس العقل العسكري للجيش وهو بأن تحالفه مع إخوانهم في الجنوب قد تم بيعه بثمن بخس وإن - بكل أسف - الحديث الذي كانت تقوله الحركة الشعبية في الجنوب لهذه القوات الوطنية الشعبية ليس "مجرد دعاية سياسية مغرضة" بل هو الحقيقة المجردة أن الدولة السودانية قد تخلت عن حلفائها حتي دون مقابل في عملية أقل ما توصف بها أنها إفلاس سياسي إن لم نقل أخلاقي. ولم تفلح كل جلسات الحوار الطويل التي قاموا بها مع الضباط الممسكين (ابتداء من الفريق عوض بن عوف مدير استخبارات الجيش وقتها والعميد أحمد زائد وانتهاء بالعقيد ود ابراهيم) بهذا الملف في التوصل إلى نتيجة، فتوصل القائمون على الأمر إلى نتيجة ممعنة في الغرابة وهي أن يتم نقل العقيد محمد ابراهيم إلى نيروبي كملحق عسكري ظناً بأنه هو العثرة التي تقف حائلاً دون إكمال الترتيبات الأمنية وإنفاذ "السلام على الطريقة التي تبتغيها القيادة" وذلك باتهامه بأنه يميل عاطفياً للجنوبيين ويعرقل كل محاولة لاسترضائهم، من ناحية أخرى فإن ظروف العقيد المادية ليست على ما يرام فيمكن في نيروبي أن يجمع قليلاً من الدولارات ويبني منزلاً وذلك كما يظنه الجالسون في تلك الحوارات من السياسيين أقصى حلمه ولهم العذر فقد عود هؤلاء أنفسهم على الجلوس مع من لهم هذه الطلبات وطال بهم العهد على مجالسة من يسمعهم الحق وضرورة الإلتزام بالعهود وضرورة إنفاذها، وضحك أحد الساسة المزعومين بعد الاجتماع وعلّق لجليسه (جايبين ليهم ضابط "شاعر" بيتكلم عن نشر الإسلام واللغة العربية والثقافة ... إلخ،

أنا وقفتّه وقلت ليه انت ما تتكلم في القضايا العسكرية والأمنية وسيب قضايا اللغة والثقافة والشعر لغيرك)، وتلك من محن الزمان ولعل هذا السياسي على حق فمحمد فعلاً يقرض الشعر ولكن حديثه المشار إليه كان من باب الفهم لاستراتيجية القتال كمبدأ فلم يكن هناك في يوم قتال في التاريخ دون مفهوم حضاري يؤطر له أو رسالة خلفه حتى قتال الاستعمار كان يتدثر بنشر رسالة المدنية والحضارة. وهذا هو الفرق الذي درسه الفرس بين واقعة ذي قار في الجاهلية وموقعة القادسية في الإسلام، ذي قار توقفت وانتهت بنهاية ملك المناذرة بعدها بأعوام، والقادسية بقيت آثارها إلى اليوم وامتدت لأنها اتصلت بنشر فكرة ورسالة ودعوة ولم تكن لطلب ملك عضوض أو "سلطة وثروة ومناطق ثلاث".



المفارقة تكمن في أنه لو كان هذا السياسي ورصفاؤه قد اهتموا بالقضايا الاستراتيجية والفكرية وتركوا الإتفاقات الأمنية لأهلها ما كان ليقع الذي وقع ولكن التناقض الذي وصل إلى درجة الخيانة التاريخية وتقسيم البلاد الذي عجز عنه الاستعمار، هو أن أهل السياسة هؤلاء تصدوا لقضايا الأمن والدفاع وتركوا مهمتهم الأساسية فلا نجحوا في ما هم غير مؤهلين له ولا استطاعوا العودة إلى قواعدهم سالمين الأدهى والأمر هو محاولتهم المستمرة بإلقاء الأخطاء على غيرهم والسعي للخروج من ذلك مثل الشعرة من العجين، أنكى وأمرّ عندما جاء من يذّكرهم بواجباتهم عوضاً عن شكره والاستماع إليه إذا بهم يبطشون به، ثم يبحثون عن المبررات الفطيرة بأن هؤلاء يتحالفون مع فلان ، وقد كان هؤلاء وبشهادة الرئيس البشير نفسه قد حالوا دون أن يستولي فلان هذا على البلد يوم ضربة خليل لأم درمان في مايو 2008 والتي توارى يومها مدعيّ البطولات، ومن مفارقات المواقف أن قائد سلاح المدرعات اللواء ركن صديق فضل - وبناء على نصيحة العقيد (أس) محمد ابراهيم كما ذكر الرئيس (2) لإسحاق فضل الله- فصل 40% من قوته لمواجهة خليل في منطقة كباري أمدرمان ووضع الـ 60% احتياطي لمواجهة "طارئ من الداخل" وكان الاتصال بين رجال هذه المجموعة الموزعة بين القيادة العامة التي غادرها الكبار ومدرعات الكباري والشجرة وكان يقوم بعملية الربط هذه ود ابراهيم الذي كان خارج الحدود.


إذاً هناك رصيد طويل ومتصل تم بناؤه بين هؤلاء الرجال وبين مجموعات الشباب الخلّص من عضوية الحزب والحركة التي كانت تتجرد لخدمة ما كانت تظنه مشروعها وهدفها قبل أن يتم حرف مساره وتغيير سكته، وكان وقتها كما وصفهم علي عبد الفتاح في ملحمته الرائعة:
أماه لو ابصرتنا في معمع
والقصف يرعد والدخان مُثار
الهام تصرخ والحديد مزمجر
والموت فوق رؤسنا دوار
لرأيت من حولي يرابط إخوة
ما زمموا هرباً ولم ينهاروا
إخوان صدق عندما احتدم الوغى
لحمى العقيدة والشريعة ثاروا
إيان ما استمعوا لهيعة فارس
يدعو إلى نيل الشهادة طاروا
لم يميز علي يومها بين مدني متطوع أو عسكري محترف فوصف من رآهم أمامه لأمه - الحاجة كريمة حفظها الله - هذه هي الروح التي تربط بينهم وتجعل الشاب من هؤلاء لا يتغير ولا يتبدل إذا بُعث إلى أدغال الكونغو أو إلى صحارى تشاد أو غابات كينيا أو مجاهيل أفريقيا (هو هو لا يتأثر بل يؤثر كما يقول الشهيد حسنوك) العقيدة هي حب الوطن والفداء لترابه بغض النظر عن العنصر أو اللون أو الجغرافيا سافنا غنية أو فقيرة استوائية أو صحراء لا يهم، هذا هو السياق الذي أنضج هذا الجيل الجديد وليس الدفاع عن الأندلس أو الفردوس المتوهم مفقوداً أو على وشك الفقدان، الذي من حقه الخروج اليوم بل نقول من واجبه أن يخرج الآن وليس متأخراً لقيادة هذه الأمة لأن الذي اصطلى بنار القتال في مناطق العمليات فيما يظن أنه دفاعاً عن الوطن والعقيدة واسترخص حياته فداءً لها لن يرى تخلف سرجه اليوم على حرب الفساد والمفسدين إلا خيانة لقسمه للشهداء، بل يرى أن من واجبه أن يقف اليوم ضد الفساد والتسلط وأكل أموال الناس بالباطل واستدامة الإقامة في الكراسي إلى أبد الآبدين لا يرجون إلا عزرائيل أن يزيحهم من مقاعدهم تلك، وفي المقابل يريدون أن يُسيّلوا كل عزيز وعظيم من أصول البلاد ورصيدها الذي ابتناه آباء الصدق على مدار القرون إلى وقود للاستمرار في السلطة لا يهمهم غير تلك النشوة بالإنفراد بالقرار أياً كانت النتيجة وبال على الوطن والمواطن، تفكك أوصال البلاد،


تحول الناس عن دينهم وردتهم، ذبح وقتل في كل مكان، انفراط لعقد الأمن، تردي أخلاق الناس، من ضعاف النفوس الذين لم يصمدوا أمام امتحان الصبر، وربما كان لهم عزاء في ما نسب من قول إلى أمير المؤمنين علي كرّم الله وجهه (ما رحل الفقر إلى بلاد إلا قال له الكفر خذني معك). وينظر الشباب إلى رجال الجيش باعتبارهم رواد في هذا المجال ليقودوا مسيرة التصحيح فها هو المجاهد عثمان حسن خليفة طالب الدراسات العليا بجامعة ادنبرا يكتب رسالة من اسكتلندا إليهم (and#8235;الجيش البشيلا الغيرو ما بشيلوها والهبرة الوسيعة ناسو بتعدوها، التحية لكل أبطال القوات المسلحة الذين ما زالوا يؤدون واجبهم، لا عليكم أيها الأشاوس فغداً يهب الشعب وإنّا على ثقة بأنكم يومها ستنحازون لخياره وستهتف الجموع حينها ... رب واحد شعب واحد جيش واحد).


لذلك شقّ على هؤلاء الرجال والشباب أن يروا الفقر ينتشر في أهلهم ومن هم حولهم وفي ذات الوقت تكون هناك بسطة عن تفضل في أماكن أخرى ليس معروف عنها أي تاريخ معرفة بشئ ليهبط عليها كل هذا الثراء الخرافي المفاجئ غير الارتباط بدوائر معينه موصولة بالسلطان وحظوته وما ينطوي هذا على فساد كبير واجب تقديم النصح فيه وتنبيه الغافل ولم يلبثوا في حواراتهم تلك حتى ضرب الفساد بساحهتم هم وبدأت القصص تتواتر عن مشتروات خارج النظام (System) لمعدات وأجهزة ووسائل العمل ومباني بغير عطاءات ولجان وفرز بل تأتي اتصالات لتخبر الشخص المسئول في المكان المعين أن عليه أن يذهب ويقوم بتخليص عدد كذا من القطع التي تم التعاقد على شرائها، هكذا من السماء إلى الأرض دون أي لجان تذهب وتبحث وتفتش وكانها ضيعة مملوكة للورد أو نبيل أو بارون يتصرف بتلك الطريقة، ولأن المؤسسة حساسة ووضعها لا يحتمل مثل تلك الفوضى فقد جرت وعُقدت اجتماعات لغرض المناصحة وتصحيح الطريقة إلا أن أغلبها إنتهى بالقمع والتوبيخ ثم يعقب ذلك إحالات للتقاعد أو تشتيت في أصقاع الولايات ومناطق القتال التي أضحت كالمنافي ولم تعد هي ساحات الشرف والبذل التي كان يتقاطر الناس ليتم اختيارهم للخدمة فيها، ونذكر الناس بقصة الشهيد أسامة (3) المقبول الذي كان يجتهد في الوساطة للسماح له بالسفر إلى مناطق العمليات قبل ميقاته المحدد سلفاً (الدور) حتى اتم الله له ما أراد فسافر ولم يعد وظلت روحه الوضيئة تنير لمن خلفوه الطريق وتعينهم على الدرب، هذا في أعداد الرجال وليس المعدات والمباني إلا أن كان كل الغرض منها أخذ العمولات ورفد الحسابات الشخصية المتضخمة بكل مال مسحوت.


دلالة المكان:


لقد ظلت المؤسسة العسكرية صامتة طيلة فترة الإنقاذ وهي ترى الدنيا كلها تؤخذ باسمها وهي لا تنال شيئاً وبل الأقسى من ذلك تتحمل كل كبوات النظام السياسي كما أشرنا إلى ذلك في أكثر من موضع فعندما ترتكب السياسة خطيئة مجاملة الحركة الشعبية والأمريكان في أبيي يكون الضحايا ضباط وجنود الجيش أمثال العقيد عثمان (أحسن الله قبوله) (مايو 2008) وعندما تفشل الدولة في تحقيق سلام عادل مع الجنوب يكون ضباطها وجنودها هم من يدفع الثمن في هجليج (أبريل 2012م) وعندما تعجز الدولة عن إدارة التنوع الثقافي والعرقي في دارفور يكون الجيش ومعه القوات النظامية الأخرى هم من يحملون عبء ذلك يومياً من جنودهم وقادتهم وعندما تتراخى التحركات السياسية في حسم وإيجاد حلول ناجعة لقضية النيل الأزرق وجبال النوبة يضطر الجيش إلى قتال أهله في تلك المناطق ويفعل كل ذلك وهو في قمة الصمت والانضباط يتم الفساد والنهب باسمه ومن لحمه ودمه ولا صوت لهم ولا وجيع عليهم:


وكائن ترى من صامت لك معجب
زيادته أو نقصه في التكلم
إن إخواننا المتربص بهم اليوم هم الذين حموا ظهورنا يوم أن ولى الكثيرون الأدبار ونزلت على هؤلاء الشباب السكينة التي غابت عن الكثيرين فتشبهوا بقدوتهم وأُسوتهم خير البشر (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها (التوبة 26 ) إن الذين "وسعوا السكة" أدنى الواجب هو أن يلزموا الصمت وليس محاضرة الآخرين في الشجاعة أو استفزاز الأبطال الذين قادوا جنودهم ساعة المفاصلة وليست الشجاعة في التشدق بالقول والتطاول باللسان ثم التولي عند اللقاء، ثم الأدهى من ذلك ما ينكبنا به الزمان الآن وهو أن تكون القسمة الضيزى نصيب "الفُرّار استدامة الكراسي" والبقاء في السلطة وثم التربص والتحرش بـ "الكُرّار" الذين وقفوا وصدورهم عارية للموت وصدق ابن الوردي حين قال:
كم شجاع لم ينل فيها المنى
و######## نال غايات الأمل
لقد أصبحت السِّمة اللآزمة للمسئولين في قيادتنا بعد ضربة أمدرمان هو تتبع العناصر التي قاتلت وتشتيت تجميعها، ربما في محاولة لمداراة الخجل عوضاً عن قيامها بالواجب الأول وهو إعادة الثقة بها وتقوية وتمتين روح التماسك والقوة التي أثبتت أنها أهل لها، ولكن لأن الحال مثل قول الرصافي عن بغداد السيف عند ########ه والمال عند بخيله وقد استبد كثيره بقليله طمعاّ وزل كثيره لقليله. فلهم فيه الهناء عن ماء مصر وعن تدفق نيله.



إن التجارب الإنسانية التي جرت فيها مثل هذه الظروف تكشف مستوى الإحساس بالمسئولية ودرجة وعي الشعوب واحترام قياداتها لنفسها ولشعوبها التي تقودها، لقد حاسب صدام حسين قادة جيشه حساباً عسيراً بعد سقوط مدينة الفاو كما فعل حافظ الأسد مع القيادة العسكرية المسئولة عن سقوط ############رة والجولان في 1973م بعد تحريرهما، ويبقى الدرس النموذجي هو المحاسبة التي أجراها جمال عبد العناصر عقب هزيمة يونيو 1967م أو ما عرف بالنكسة ولم يكن لها كبير يتوقف عنده و "استراحة لمحارب" فقد طالت كل من ثبت فيه الإهمال أو التقصير في إدارة القوات وكان شعار ناصر الذي يقوله في كل مكان (أرواح الناس مش لعب) فأجرى محاسبة خرج بسببها المشير عبد الحكيم عامر من السلطة ووضع في الإقامة الجبرية فور انقشاع غبار المعارك، وتم تقديم مجموعة قيادات تلك الفترة للمحاكمات مثل الضابط علي شفيق ووزير الدفاع شمس بدران وقائد سلاح الطيران الفريق صدقي محمود ووضع الفريق عبد المحسن مرتجي قائد عام القوات البرية وقائد الجبهة في الإقامة الجبرية في منزله وتم احالته للتقاعد بعد التحقيق معه ومساومته بكتابة تاريخ مفصل لأسباب الهزيمة استفاد منه القادة من بعده الذين ثبتت براءتهم من تهمة الإهمال في إدارة القوات مثل الفريق محمد فوزي فتمت ترقيته وصار وزير دفاع والفريق الشهيد عبد المنعم رياض اللذان تمكنا من إعادة بناء الجيش المصري فأنجز العبور العظيم بعد ذلك ومسح صورة الهزيمة وغسل عار النكسة،


ولولا حزم عبد الناصر وتصديه للمسألة بكل مسئولية وحسم وتنحيته للعواطف الشخصية جانباً لما تمكن الجيش المصري من النهوض بتلك القوة وتمكن من مصارعة القوة الإسرائيلية التي توصف بأنها قفّاز أصابعه من الداخل في الحقيقة هو جيش الإمبراطورية الأمريكية.
وفي التجربة السودانية عندما وقعت اضطرابات وقلاقل السبعينات وكان الرئيس النميري غائبا قام بعزل اللواء الباقر من منصبه كنائب أول فور وصوله أرض المطار رغم العلاقات الشخصية والزمالة التي كانت تربط بينهما، لما رأى أنه تصرُف فاق الحدود المطلوبة للقوة مما أدى إلى تفاقم المشاكل وزاد من قتامة الأحداث. لقد راح ضحية أحداث دارفور عشرة ألاف – باعتراف الرئيس نفسه - ولم يتم محاسبة أحد وفي غزوة ام درمان قتل قرابة المائتي شخص من المهاجمين والمواطنين الأبرياء العزل ولم نسمع بمحاسبة بل بقي الحال أسوأ وأسوأ فوقعت هجليج أبريل 2012م وبعدها نكسات جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق التي لم يسمع بها أحد ولا نريد أن نستفيض فيها.
-------------------------------------
(1) قال الناطق الرسمي باسم الجيش في حوار تلفزيوني (برنامج في الواجهة) إن توقيف هؤلاء النفر الكريم من ضباط الجيش قبل التحرك كان فيه "إكرام لهم"، بمعنى أنهم إذا تم توقيفهم أثناء التحرك ربما يتسبب ذلك في إيذائهم، علّق احد المجاهدين بطريقة قاسية بالقول "معذور الأخ المتحدث هذا فهو لم يشهد في حياته قتالاً إلى جوار هؤلاء، والذين يعلم الكافة عنهم أنهم ما خرجوا لشئ إلا عادو به أو هُلكوا دونه". وفي الحقيقة أن هذه الروح هي ما يعرفها الناس عن هذه الثلة الخيّرة من فرسان القوات المسلحة في كل المعارك التي خاضتها

Post: #169
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-10-2013, 06:15 AM
Parent: #168

الصوارمي: الضباط المدانون تقدموا بطلب استرحام ليشملهم عفو البشير.

تنازلوا عن حقهم في الإستئناف الذي كفلته لهم المحكمة
04-10-2013 01:36 AM
الخرطوم
(سونا)
أعلن العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لوكالة السودان للأنباء أن الضباط الذين تمت محاكمتهم أمام محكمة عسكرية بالخرطوم في السابع من أبريل الجاري والمدانين بضلوعهم في المحاولة الإنقلابية الأخيرة والذين كانت عقوبتهم الطرد من خدمة القوات المسلحة والسجن لفترات مختلفة قد تنازلوا عن حقهم في الإستئناف الذي كفلته لهم المحكمة وطالبوا في ظل بيئة العفو عن السجناء السياسيين الذي أعلنه السيد رئيس الجمهورية أن يشملهم العفو وتقدموا بطلب استرحام بهذا المضمون




Post: #170
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-10-2013, 10:43 AM
Parent: #169

محمد الحسن الأمين :

د. غازي (مؤتمر وطني ملتزم)

وإقالته لن يجد فيها الأعداء فرصة لإحداث تفرقة بين قيادات الحزب



04-10-2013 11:52 AM

الخرطوم: رقية الزاكي :

أكّد محمد الحسن الأمين القيادي بالمؤتمر الوطني، رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بالبرلمان، أنّ د. غازي صلاح الدين الذي أُقيل من رئاسة هيئة نواب الوطني (مؤتمر وطني ملتزم)، وأن إقالته لن يجد فيها أعداء الوطني فرصة لإحداث تفرقة بين قيادات الحزب. وأبان الأمين في تصريحات أمس أن ما حدث ستتم معالجته

وقال إن نواب الوطني ملتزمون بقرارات الحزب، والقرار ملزم لكل الأعضاء، لكنه أشار إلى وجود ملاحظات للنواب حول القرار من بينها موضوع الهيئة والأمانة العامة، وكشف أنه أمرٌ شرحه د. نافع علي نافع نائب رئيس الحزب للنواب، وقال إن الهيئة لديها لائحة، ولفت الى أن المكتب القيادي هيئة عليا، وأن الموضوع سَتتم مُعالجته بصورة حزبية.

الرأي العام

---------------

كتلة (الوطني) بالبرلمان تبحث إقالة غازي مع نافع

البرلمان: علوية مختار :

تشهد اروقة البرلمان استقطابا حادا بسبب قرار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بإقالة رئيس الهيئة البرلمانية غازي صلاح الدين عن رئاسة الهيئة، وتعيين مهدي ابراهيم بدلا عنه، بينما عقدت لجنة خماسية من الهيئة البرلمانية اجتماعا اول امس مع نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع، للاستفسار بشأن القرار، وارجأت الهيئة اجتماعا كانت اعلنت عنه أمس لصباح اليوم بمباني البرلمان لاتخاذ موقف حاسم بشأن القرار.


وابلغت مصادر موثوقة «الصحافة» ان اللجنة في اجتماعها مع نافع ابلغته بتحفظاتها على اصدار قرارات تخصها دون مشاورتها ومحاولة فرض الواقع، وذكرت ان نافع دافع بقوة عن الخطوة، وشدد على أهمية إحترام قرارات الحزب التنظيمية، واكدت ان الطرفين فشلا في الوصول لنقاط تلاق وقررا عقد اجتماع اخر يضم الى جانب نافع رؤساء الكتل النيابية.
في ذات السياق، اكدت مصادر اخرى لـ»الصحافة» ان هناك تحركا داخل الهيئة البرلمانية لجمع توقيعات ترفض خطوة الحزب بفرض شخصيات معينة على الهيئة، واكدت ان قضيتهم الاساسية ليست في اقالة غازي وانما في تجاوز النواب في انتخاب من يرأسهم ويمثلهم داخل الحزب، وشددوا على تمسكهم بحقهم.


وعزت المصادر ارجاء اجتماع الهيئة لاكثر من مرة لمحاولة تلافي أية انفلاتات او استقطابات يمكن ان تتم داخل الاجتماع قد تقلب الطاولة على رأس الحزب ويظهر عدم انصياع لقرارات الحزب من النواب لاول مرة.


الي ذلك، اكد رئيس لجنة الدفاع والامن وعضو اللجنة الخماسية للاتصال بالحزب محمد الحسن الامين، التزام نواب المؤتمر الوطني بقرارات المكتب القيادي «سواء اقتنعوا بها ام لم يقتنعوا» باعتبارهم اعضاء ملتزمين، وقال في تصريحات صحافية امس ان امر الاقالة كان يمكن ان يخرج بصورة افضل من التي خرج بها، واوضح ان امر الاقالة وتعيين البديل ستتم معالجته في اطار الحزب .

Post: #171
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-14-2013, 07:42 AM
Parent: #170

إطلاق سراح (4) من كوادر الشعبي والترابي يقول أن نجاة الناس في رحيل النظام
الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 15:54


أفرجت السلطات السودانية الخميس عن أربعة معتقلين من حزب المؤتمر الشعبي المعارض كانوا اعتقلوا باتهامات تتعلق بالتخطيط لمحاولة انقلابية في العام 2003 بينما طالب زعيم الحزب حسن الترابي بإتاحة الحريات بشكل كامل. و قضى المفرج عنهم ما يقرب من 9 اعوام في السجن اثر اتهامهم بالتخطيط لقلب نظام الحكم في العام 2003.

و كان ذات المتهمين إفرج عنهم قبل عدة أسابيع لحسن السير و السلوك و تجاوزهم أكثر من نصف المدة لكن الأجهزة الأمنية أعادت اعتقالهم دون إبداء أى أسباب قبل أن تعود لإطلاقهم أمس، ووصف الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي إطلاق سراح معتقلي حزبه بأنها إنشراحة صدر عارضة لحزبه و أن الفرحة لن تكتمل إلا بإزالة أصول النظام قبل قوانينه.

و قال الترابي للصحفيين عقب استقباله للمفرج عنهم بمنزله أن الناس و البلاد لن يأمنوا و يسلموا و ينجوا الا برحيل النظام و سلطانه وجبروته ، مشيرًا الى أن بشائر رحيل النظام ظهرت بالاضطراب الذي بدأ يضرب صفوف المؤتمر الوطني و الذي انعكس على كل البلاد ، و أضاف" ستأتيهم البغتة وهم نائمون بعد أن استيأس الناس".

و شدد الترابي على أنه يريد رحيل النظام بإنتقال لطيف دون تكليف البلاد لخسائر و أن يأتي للحكم نظام يمثل الشعب السوداني و يبسط السلطان و الحريات و يكون أكثر إستقلالاً، و أشار الى أن الحريات لا تزال منزوعة و منقوصة ، مشدداً على أن الطريق للحوار يحتاج الى تهيئة المناخ و تلبية شروط المعارضة.

يذكر أن المفرج عنهم هم عبدالحليم أدم صبي و موسي إسحاق و على أحمد الطيب و إبراهيم أدم هارون.
و استثنى قرار الإفراج أحد أبرز كوادر الحزب الأمنية وهو يوسف محمد صالح لبس الذى يعتبر من العناصر المتشددة في عدائها للحزب الحاكم وعرف قبل مفاصلة الإسلاميين في 1999م بالتخطيط و تنفيذ عمليات إنتحارية ضد قوات الجيش الشعبى فى جنوب السودان أبان الحرب الأهلية بين السودان و الجنوب فى أواخر التسعينات .

و يعتبر لبس من القيادات الأمنية التى تحتفظ بأسرار عسكرية خطيرة و تتخوف الأجهزة الأمنية من الإفراج عنه خشية توظيف تلك المعلومات لخدمة المؤتمر الشعبى أو الحركات الدارفورية المسلحة.

و وصف الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام إطلاق سراح معتقلي حزبه بالجيدة لكنه شدد على ضرورة إتباع الإجراءات الحالية بإتاحة الحريات بشكل كامل دون أن تكون "هبة من الحزب الحاكم يفرج عنها وقت ماشاء ولمن شاء".

و قال عبد السلام أن السلطات أطلقت سراح أربعة معتقلين بإستثناء يوسف لبس رغم أنه أدين ضمن المعتقلين باتهامات تتعلق بالمحاولة الإنقلابية في العام 2003 .
سودان تريبيون


----------------

كيف استطاع الدكتور نافع علي نافع أن يقصي خصومه ..

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
السبت, 13 نيسان/أبريل 2013 10:32



يعتقد عدد كبير من السياسيين السودانيين, إن الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية قليل الخبرة بالعمل السياسي, و تظهر تلك في اللغة الاستفزازية التي يستخدمها, و بالتالي لا يستطيع أن يدير معاركه السياسية بمفرده, أنما يستفيد من قربه لرئيس الجمهورية, أو بالأحرى مجموعة العسكريين الذين يقبضون علي عصب السلطة, و الرأي يكون صائبا إذا كانت النظرة سطحية دون سبر الغور في تاريخ الرجل السياسي منذ قيام الإنقاذ, و لكن إذا تتبعنا معارك الرجل السياسية و كيف أدارها تؤكد أن الرجل بذكاء مكنه من كسب معاركه داخل السلطة, و استطاع أن يتخلص من الذين يعتقد أنهم يشكلون عائقا أمام طموحاته السياسية.


معروف لدي كل السياسيين السودانيين أن الدكتور نافع هو مؤسس بيوت الأشباح, و التي كان قد عذب فيها عددا كبيرا من المعتقلين السياسيين, و استشهاد بعضهم نتيجة للتعذيب, ثم إشرافه الكامل علي خطة لمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا, و جاء إبعاده الرجل من جهاز الأمن و المخابرات الذي كان رئيسه, من قبل الرجل القوي في لنظام ذلك الوقت " الدكتور حسن الترابي" في ذلك الوقت كان الدكتور نافع تحت مظلة السيد علي عثمان محمد طه, و الذي لم يستطيع أن يشفع له عند الترابي, فأبعد عن واجهة السلطة, و بعد حادث الطائرة الذي مات فيه نائب رئيس الجمهورية الزبير محمد صالح و تم اختيار علي عثمان نائبا للرئيس, بدأ نافع يعود للعمل بطريق غير مباشر, و كانت علاقاته مع العسكريين في السلطة مستمرة بحكم موقعه السابق كرئيس لجهاز الأمن و المخابرات, حتى جاءت المفاصلة, و التي بموجبها حدث الانشقاق الكبير داخل الحركة الإسلامية, و لعب الدكتور نافع دورا كبيرا في المفاصلة في إقناع العناصر التي كانت مترددة في اتخاذ مواقفها, و عقب الانشقاق اقنع الدكتور نافع كل من عبد الرحيم محمد حسين و بكري حسن صالح أن النظام يجب أن يفتح الباب لعناصر من القوي السياسية الأخرى, لكي يشكلوا توازن للقوة في النظام مع بقايا الحركة الإسلامية, و الذين بقوا في السلطة حتى لا يشكل الإسلاميين أية أداة للضغط علي النظام في المستقبل, و قد أوكلت المهمة للدكتور نافع.



كانت خطة الدكتور نافع في استقطاب القوي السياسية, أن لا يفتح حوارا مع القيادات التي في قمة الهرم, أنما يفتح الحوار مع قيادات الصف الثاني التي تتطلع إلي السلطة, و القيادات التي ليست علي وفاق مع قيادات تنظيماتها, و أول عمل هو الذي كان وراء اختيار احمد عبد الحليم سفيرا للسودان في مصر, بسبب إن الرجل بحكم علاقاته الطيبة مع كثير من القيادات المصرية, و في نفس الوقت مع بعض من قيادات المعارضة, و لديه القدرة علي أن يحدث اختراقا في القوي السياسية المعارضة, و بالفعل أن الرجل قد نظم اللقاء بين الرئيس عمر البشير و الشريف زين العابدين الهندي, ثم توالت عملية الاستقطاب من القوي السياسية للعناصر التي تبحث لذاتها موقعا في السلطة, و نجح الدكتور نافع في استقطاب عناصر من القوي السياسية, أحدث بها توازنا مع مجموعة الإسلاميين, هذا الفعل جعله أكثر قربا من الرئيس و من مجموعة العسكريين, و في نفس الوقت كان الدكتور قريبا من جهاز الأمن و المخابرات الذي قام هو شخصيا بتأسيسه و اختيار عناصره من الحركة الإسلامية في الأيام الأولي للإنقاذ, لذلك تجد هناك ولاءات من العديد من ضباط الجهاز لشخصه, و لم يقف عند ذلك بل استطاع أن يملأ نصف مقاعد السلطة التنفيذية من المقربين له في الجهاز, الأمر الذي جعلهم يدينون له بالولاء, و الغريب في الأمر إن المهندس صلاح عبد الله قوش هو نفسه صنيعة الدكتور نافع.


لم تكن هناك عناصر كثيرة في مخيلة الدكتور نافع خاصة من الذين صنعهم داخل الجهاز أو غيره, كان الإشكالية كيف يستطيع تجاوز أثنين فقط لكي يصبح الطريق سالكا, الأول مجذوب الخليفة رحمة الله عليه, و الثاني علي عثمان محمد طه, الأول توفي في حادث حركة, الأمر الذي أتاح للدكتور نافع أن يصبح نائبا للرئيس لشؤون التنظيم بسند قوي من مجموعة العسكريين و جهاز الأمن و المخابرات, لكي يضعف الدور السياسي لعلي عثمان, و رغم إن قوش كان مواليا لعلي عثمان و لكن كان من مصلحته إضعافه لكي يصبح الطريق أيضا سالكا أمامه لأنه كان يعتقد أن الدكتور نافع ليس لديه القدرات القيادية التي تجعله يقف أمام طموحاته, و بدأ الصراع بين الدكتور نافع و علي عثمان بالضرب تحت الحزام, حتى ظهر في الواجهة الفريق صلاح قوش من خلال كرزمته التي لها مقومات أكبر من الدكتور نافع في المواجهة و القدرة علي الفعل المباشر, و هذه كانت نقطة الضعف عند قوش, استطاع نافع مع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين إبعاد صلاح قوش من جهاز الأمن و المخابرات لكي يحمله مسؤولية دخول حركة العدل و المساواة أم درمان, و إبعاد المسؤولية عن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين, و ذهب صلاح قوش لمستشارية الأمن القومي التي حاول إن يلعب من خلالها دورا سياسيا يضعف دور نافع في الحزب, فأعلن عن الحوار الوطني مع القوي السياسية تقوده المستشارية تحت مظلة رئاسة الجمهورية الهدف منها إضعاف دور الدكتور نافع السياسي و إظهاره ليس لديه القدرة علي خلق مبادرات سياسية مع القوي السياسية تؤدي لوفاق وطني, و الثانية أن يكسب ود الرئيس الذي يقبض علي مفاصل السلطة و قراراتها, في هذا الوقت كان الدكتور نافع يجمع أخطاء الفريق قوش و يلفت نظر العسكريين لطموحاته الشخصية باعتباره هو الذي يملك القدرة علي صناعة الأحداث, و إذا نجح صلاح قوش في الحوار الوطني سوف يجد قوة كبيرة تقف من خلفه تدعم طموحاته الأمر الذي سيكون خصما علي العسكريين, لذلك تم أقناع الرئيس البشير بإبعاد الفريق قوش من المستشارية, و لم يجعل الدكتور نافع إن القضية متعلقة فقط بالفريق قوش أنما صور المسألة إن هناك تخطيطا من مجموعة الإسلاميين لإحداث تعديلات جوهرية في السلطة و وراء هذا التخطيط علي عثمان محمد طه, الأمر الذي تم فيه إبعاد علي عثمان من الشؤون السياسية المتعلقة بالتنظيم السياسي, و أوكلت إليه شؤون العمليات التنفيذية و إستراتيجية التنمية, و من هنا أصبح الدكتور نافع هو المتحكم في الحزب و العمل السياسي,


و عندما عقد الدكتور نافع اتفاق أديس أبابا مع الحركة الشعبية باعتباره الرجل القوي في النظام استطاع علي عثمان تحريك العناصر الإسلامية و القريبة من الرئيس في رفض الاتفاق و يجب عدم قبوله, شعر الدكتور نافع أن خصمه ما يزال قويا و قادرا علي تحريك البساط من تحت أرجله متى ما أراد ذلك, لذلك حني رأسه للعاصفة, ثم جاءت عملية حركة الإصلاح التي يقودها الدكتور غازي صلاح الدين و التي أيضا كانت تريد أن تحدث تغييرا في القيادات السياسية, لكن علي عثمان كان يريد موقفا وسطا لا يجعله يخسر الرئيس إذا فشلت العملية, و العملية كانت تريد أن تعيد القوة و المبادرة لمجموعة الإسلاميين في السلطة مستفيدين من المحيط الذي حول البلاد, و الذي أحدثته ثورات الربيع العربي, هذه التحولات السياسية في المحيط كانت خصما علي الدكتور نافع, لذلك نجده ذهب بعيدا للبحث عن شراكة إستراتيجية في موسكو و بكين, و لكن تلك لم تخفف المعركة السياسية التي فجرها الإسلاميين, و استطاعت المعركة أن توضح ليس للدكتور نافع أية سند داخل الحركة الإسلامية, و تم إسقاطه من داخل المؤتمر و بعض مؤيديه, و لكن وضحت لصورة للدكتور لذلك جعل معركته في الخفاء مع الدكتور غازي, و بدأ يرصد كل تحركاته حتى جاء موقفه من قضية ترشيح الرئيس استنادا للدستور, لذلك استطاع أن يبعده من رئاسة كتلة نواب المؤتمر الوطني, رغم أن الوظيفة نفسها شكلية لآن البرلمان 99,9% مؤتمر وطني, و لكن لماذا أتخذه نافع لبرلمان لتصفية حسابه مع الدكتور غازي...!


لآن البرلمان هو صنيعة الدكتور نافع و أغلبيتهم لا ينتمون للحركة الإسلامية أنما ينتمون للمؤتمر الوطني, و بالتالي يحاول الدكتور نافع أن يظهر قوته في المؤسسات التي صنعها, هذا الإبعاد كان بمثابة توجيه إنذار لآخرين, لذلك نجد إن الدكتور إبراهيم غندور بادر في أن ينفي أن هناك صراعا أنما هي تغييرات روتينية, الهدف من التصريح ليس النفي أنما تعديل موقف الرجل من الصراع باعتبار أن غندور نفسه كان قد صرح إن البديل للبشير هو علي عثمان لبقائه الطويل في السلطة, و لكن عندما أتضح للرجل أن هناك قوة تدير العملية بحنكة اضطر لتغيير موقفه من الصراع داخل الحزب, ثم هناك تصريحات الدكتور قطبي المهدي التي أكد فيها " ألان يمكن قبول الحوار مع قطاع الشمال علي أٍساس اتفاق أديس أبابا, و جعل الاتفاق مرجعية للحوار هو إعادة الاعتبار للدكتور نافع الذي كان قد أهين برفض الاتفاق و رد الاعتبار يعني انتصار للرجل علي مواقف الآخرين.



أراد علي عثمان أن يفجر قضية من العيار الثقيل يعتقد أن الدكتور نافع لا تسعفه قدراته في الاقتراب منها, و هي ذات القضية التي لعب عليها الفريق صلاح قوش, و كانت سببا في إبعاده, هي قضية الحوار الوطني حيث التقي علي عثمان بعلي الحاج في ألمانيا لكي يكسب ود الإسلاميين داخل السلطة و خارجها, و أن يفتح معركة لا يستطيع الدكتور نافع الاقتراب منها, فعقد مؤتمرا صحفيا و نادي فيه بالحوار الوطني, ثم عاضده الرئيس بخطابه في البرلمان, و أصبحت القيادات في السلطة تتحدث عن الحوار, و أطلق سراح المعتقلين السياسيين الستة, و كان يجب علي الدكتور نافع أن يبين قدرته و قوته في الصراع, لذلك لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون النظام, ثم زاد التضييق علي حرية التعبير و الصحافة, و إبعاد غازي صلاح الدين إشارة أن النظام لا يقبل الرأي الأخر, حتى داخل صفوفه و يخلق حالة من التشكيك و إبعاد رئيس تحرير جريدة الصحافة النور احمد النور و هو من الإسلاميين الذين ذهبوا مع المؤتمر الشعبي ثم تراجع عن موقفه دون الانخراط في المؤتمر الوطني, و قد كان أول من كتب مؤيدا الحوار, ثم جاء التحقيق مع عدد من الصحافيين و مدير مكتب الجزيرة, و كلها نشاطات يقوم بها جهاز الأمن و المخابرات بهدف إجهاض عملية الحوار الوطني التي نادي بها النائب الأول لرئيس الجمهورية و هي تعتبر جزءا من الصراع في السلطة, رغم إن الكتلتين ليس لديها أية علاقة بقضية الديمقراطية و لا اعتقد أنها سوف تتبني أية حوارا جادا يؤدي لوفاق وطني, و لكن شعارات الحوار هي جزءا من شعارات مرحلة يضطرهم إليها الصراع الداخلي.


إذا نظرنا لموقف الرئيس البشير من الصراع نجده قد أيد قضية الحوار التي نادي بها نائبه الأول, من خلال خطابه في البرلمان و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. و لكنه أيضا سكت عن نقد الإجراءات التي اتخذها جهاز الأمن و المخابرات, و هي إجراءات الهدف منها تعطيل عملية الحوار, و يعلم الرئيس وراء هذه الإجراءات الدكتور نافع, ثم موافقة الرئيس علي إبعاد غازي من رئاسة كتلة المؤتمر الوطني في البرلمان, كل هذه الإجراءات يعلمها الرئيس و يريد أن يقف في منطقة أوسطي في هذه المرحلة لكي يشغل الناس بأنفسهم و يكشف مواقف الآخرين من الصراع.



القضية الأخرى التي يجب الإشارة إليها عندما ترك كل من محمد الحسن الأمين و الدكتور الحاج أدم حزبهم المؤتمر الشعبي, قال الدكتور الترابي هؤلاء ضغطتهم ظروف الحياة و أصبحوا يبحثوا عن معايشهم, و لكن كان الاثنان قد صرحا أنهم جاءا إلي المؤتمر الوطني و أنهما سوف يلعبان دورا من أجل التقارب و توسيع دائرة الحوار, و بعد أيام قلائل نجد إن الرجلين تغيرت لغتيهما و أصبحا يتخذان المواقف الحادة ضد المعارضة, و شن حرب كلامية ضدها, إن تغيير هذه المواقف تؤكد أنهما قد تبين لهما إنهما يجب أن يسيرا في الخط المرسوم داخل التنظيم, و إلا سوف يحرقا كسياسيين, لذلك كانا ملوك أكثر من الملك, مما يؤكد قدرة الدكتور نافع علي التأثير علي الآخرين و من الصورة نجد أن الدكتور نافع يراهن علي حزب المؤتمر الوطني بعيدا عن مجموعة الإسلاميين التي تستظل بمظلة علي عثمان و يراهن علي جهاز الأمن و المخابرات الذي أغلبية عناصره ولاء للدكتور نافع و أيضا يراهن علي المؤسسة العسكرية من خلال العسكريين الذين يعتمدون عليه سياسيا. و نحن نسأل الله يكف الشعب شرور هذا الصراع.


zainsalih abdelrahman


----------------

معركة خلافة البشير بدأت مبكرة !ثلاثة سيناريوهات تحكم المشهد على المسرح.

بقلم: أمير التهامي طه
الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 15:57


هل يترشح البشير تحت ضغط صقور المؤتمر الوطني بعد أن قطع بعدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى ؟ ، ومن هو المؤهل لقيادة المرحلة القادمة إذا قُدر لنظام الإنقاذ أن يستمر ؟ ، وهل تطفح الخلافات الداخلية التي تعصف بالحزب على السطح بحكم وجود تيارات متصارعة داخله وطموحات شخصية شرسة لا يهم أصحابها مصير البلاد والعباد ، ولكن المكسب والمصلحة الشخصية هو همها الأكبر والأوحد؟ ، وإلى أي مدى ستستمر حالة الشقاق والصراع المكتوم والتنافر الداخلي رغم محاولات إخفاء حقيقة التشظي التي بدأت منذ ما سُمى بالمفاصلة عام1999 والتي قسمت الجماعة إلى فسطاطين(جماعة القصر وجماعة المنشية) ؟ ، وأخيراً هل ستقبل المؤسسة العسكرية بقيادة جديدة تأتي من خارج (الثكنات) ولا يلبس (الكاكي) ؟
هذه أبرز التساؤلات التي يمكن أن تدور في ذهن أي متابع لحالة الهرج والمرج التي تعتري الساحة السياسية في بلادنا منذ أن أعلن الرئيس البشير زهده عن الحكم ، وعدم رغبته في الاستمرار على كرسي الرئاسة.
ورغم التطمينات التي أتت من هنا أوهناك ، وتقطع كلها بأن الأمر داخل (حوش )المؤتمر الوطني (مُستتبٌ وتحت السيطرة ولا شيء يدعو لقلق أعضائه) ، إلا أن الواقع يقول بغير ذلك تماماً ، بل أن ما رشح يؤكد بأن تحت الرماد ناراً والتنُور يفور بمن فيه وما فيه ، وذلك بما ظهر من ردود أفعال وتعليقات لأعضاء بارزين ، بل هم من داخل (كابينة القيادة) في الحزب والمدهش أن كان بعض من علا صوتهم جهرة هم ممن يوصفونهم بـ(الحمائم) إذا فهمنا أن للصقور دوافعهم وأهدافهم للاعتراض على تنحي البشير وغيابه عن المسرح .


وما ينبغي التأكيد عليه ، هو أن الجماعة ليسو على قلب رجل واحد وإن أدعوا ذلك ، والدليل على ما نقول هو ظهور تيارات يبدو الصراع بينها خفياً حتى الآن على الأقل ، ولكن كرة ثلج (الصراع الداخلي) تكبر يوماً بعد يوم ، فظهر من أسموا أنفسهم بـ(السائحون) وهم يؤمنون بأنهم الأولى بوراثة النظام ، ويقولون بأن تضحياتهم في سبيل حماية النظام ، والتمسك بمبادئه التي قدموا من أجلها أرواح ودماء زملاء لهم إبان حرب الجنوب ، وما أسموه بالجهاد المقدس آنذاك يجب ألا تذهب هدراً، فكل ذلك حسب زعمهم يعطيهم الحق في هذا الإرث ، وعللوا ظهورهم بانحراف بعض القيادات القديمة عن مبادئ الجماعة التي تربوا عليها، أضف إليها الفساد الذي ينخر النظام من الداخل وأصبح مهدداً بزوال النظام ، وما يتبع ذلك من مستحقات قانونية ستلحق حتماً الأذى بكل من ساهم في ما لحق بالبلاد طيلة رُبع قرن من السنين العجاف .
ثم ظهرت مجموعة العسكريين المشاركين فيما وُصفت بالمحاولة الانقلابية وضمت إلى جانب إسلاميين بارزين من صفوف القوات المسلحة مثل ود إبراهيم ، قياديين أمنيين ظلوا يعملون طيلة عقدين مضيا لحماية النظام وتأمينه من محاولات الإسقاط أو مجرد اختراق وزعزعة صفوفه مثل الفريق صلاح قوش ، وهؤلاء كالسابقين يعتقدون أنهم أكثر كفاءةً ، وأحق من الآخرين بوراثة النظام لما يرون أنـهم قدموه لحماية ظهر النظام وتأمين بقائه واستمراره لهذه العقود .
أضف إلى هؤلاء وهؤلاء ، جماعة الـ( ألف أخ ) والذين كان لهم رأي ناقد وحانقٌ في كل ما يحدث على مسرح النظام ، وهم من عناهم البشير صراحة في لقاء تلفزيوني مع الطاهر حسن التوم بأنهم (خارجون عن أنظمة الحزب ومؤسساته) وتوعدهم بالتحقيق ، مطالباً إياهم بمناقشة هذه المطالب عبر قنوات الحزب وداخل أسواره .


أما أحدث التيارات المتشظية ، فيقودهم الدكتور غازي صلاح الدين الذي علا صوته عقب إعلان البشير رغبته بعدم الترشح ، وغرد خارج السرب بقوله (أنه لا يحق للبشير حسب بنود الدستور الترشح لدورة جديدة ) ، ثم عاد وخفف لهجته حين ووجه بهجوم كاسح من صقور الحزب قائلاً ( أن الأمر متروك للحزب شرط أن يُعدل الدستور ) . وأنضم إليه ــ وإن برؤية مخالفة ــ الدكتور قطبي المهدي الذي قال صراحة أن الحزب لم يعمل لمثل هذا اليوم ، وأن لا بديل للبشير في ظل عدم وجود كوادر شبابية عجز الحزب عن تأهيلهم لسد الفراغ أو تقديم البديل المناسب طيلة أربعة وعشرين عاماً مضت.
ولم يكن مفاجئاً لأحد أن يعمل المتشددون والصقور على إفشال أي مسعى أو إسكات أي صوت نشاز يخرج من وسطهم مؤيداً ترجل البشير ، فسرعان ما التأم الرهط وتنادوا فيما بينهم ونصبوا الدكتور نافع (قيماً) أو قُل (ألفةً) على الحزب يرفع عصا التأديب لكل من تسول له نفسه ، أو (يهرف لسانه بما لا يعرف) على طريقة (والفايت الحُدود واسووه) ، وكان أول قرار لمعالجة هذا الأمر إقالة الدكتور غازي عن موقعه كرئيس للكتلة البرلمانية للحزب ، وهو عقاب يبدو في ظاهره تنظيمياً ، ولكنه يدخل حقيقة في صُلب الصراع الدائر بين مراكز القوى المتشظية والمتباينة المواقف والرؤى ، (وهل نافعٌ إلا من غزية إن غوت ،غوى ،، وإن ترشُد غزية لا يرشد !).
هذه المواقف المتباعدة والمتباينة ، وبينها برزخٌ وموجٌ فوقه ظُلل وعُتمة ، ينم على ما وصل إليه النظام من تآكل بداخله يكاد يهوي به ، وإن بدا الأمر غير ذلك على الواجهة الإعلامية التي تبدو فيه أمواج النظام هادئة و(رايقه) ، فالحسابات عند كل جماعة أو تيار ، غير حسابات الآخرين ، والرؤية للخروج من نفق التضارب والفوضى في التصريحات والأقوال هي ما حاول المكتب القيادي للحزب أن (يلجمها) ويحاصرها ، ويجعل لها متحدثاً واحداً ، يمسك بـ(مايك) واحد وهو الدكتور نافع وقد (دقسوا) في الاختيار ، فمن نصبوه ( ألفةً) لمراقبة تفلتات أعضاء الحزب ، ولترويض الجامحين ، هو في الحقيقة أكبر مهدد لوجود الحزب ، وأكثرهم خطراً عليه لأنه ــ أي نافع ــ (الأقدر) على تأليب الناس على المؤتمر الوطني وسياساته ، وبعث الشكوك في قلوب الشعب حول نوايا النظام وسدنته لما عُرف عنه بالغلظة في القول والفعل ، وإطلاق العنان للسانه دون ضابط ولا رابط !


يبقى ما بدأنا به ، وهو السيناريوهات الثلاثة التي يمكن التوقف عندها ، والتنبؤ بها ، ليس ضرباً بالغيب ولا تنجيماً من فعل السحرة ، ولكن بربط كل الوقائع والأحداث التي سقناها هنا ببعضها، وهي في النهاية عبارة عن تحليل اجتهادي يمكن أن يحدث عكسه متى ما تغيرت خطط اللعبة داخل أروقة الحزب ، ومتى ما تبدلت التحالفات بين حلفاء الأمس ، غُرماء اليوم خاصة ممن يمسكون بخيوط اللعبة ويخفون وراء ظهورهم (كرت الجُوكر) الذي سيُنهي اللعبة برُمتها متى ما أستدعى الموقف ذلك .
أول هذه السيناريوهات ، هو تراجع الرئيس البشير عن قرار التنحي تحت ضغط الصقور بحجة أن القول الفصل في النهاية للحزب وليس للرئيس ، وأن عليه أن يخضع لما يقرره الحزب وإن كانت ضد رغبته الشخصية . وهذا ما قاله النائب الأول في مؤتمره الصحفي الأخير حين أكد أن الرئيس صادق في نيته ، ولكن للحزب قنواته ورأيه وقراره في النهاية .


وعضد هذا التوجه كثير من القيادات الكبيرة ومنهم الدكتور قطبي المهدي وإن كان رأيه يتلخص في عدم وجود كوادر شبابية أهلت ودربت لذلك ، وأن المرحلة تتطلب بقاء الرئيس لئلا يحدث تنازع على خلافته .
وقويت فرص هذا الخيار بعد أن تم تحريك قيادات حزبية في بعض الولايات لكي تنادي برفض فكرة تنحي الرئيس ، وسيعمل هؤلاء قطعاً على حشد قواعدهم الحزبية في ولاياتهم ،ثم يُصعَد ليصل إلى الخرطوم فيقوم الحزب بتبني الرغبة لتجعل منها الفئة التي تخشى على نفوذها ومواقعها ومصالحها قاعدة لتمرير رغبتهم لإثناء الرئيس عن قراره . وهذا هو السيناريو الأقرب والأقوى فقرار بقاء الرئيس قد إتُخذ بالفعل في دوائر الحزب ، وحججهم في ذلك كثيرة ، منها ــ حسب رأيهم ــ عدم وجود البديل المناسب الذي يمكن الاتفاق عليه والالتفاف حوله في الوقت الحالي ، ولمنع تشظي الحزب وتفادي الانقسامات التي تُنذر بتصدع الكيان ، خاصة وأن موعد الاستحقاق الانتخابي قاب قوسين أو أدنى ، وأن الظرف السياسي والمهددات التي تحاصر البلاد كبيرة وخطيرة تستوجب بقاء البشير.


يقود هذه المجموعة مساعد الرئيس ونائبه في الحزب الدكتور نافع علي نافع ، والذي يُعتبر حقاً كبير الصقور الجارحة ، وهؤلاء لن يستسلموا بسهولة ، كما سيحاولون عرقلة أي خطوات عملية يشرع فيها غيرهم لتقديم بديل عن البشير ، كما لن يرضوا بأي تغيير جدي ، وسيعملون على الدفاع عن مصالحهم ومكتسباتهم حتى الرمق الأخير من أنفاسهم وذلك لأن بقاء الحزب بشخوصه وحرسه القديم وبسياساته العقيمة يعني بقاؤهم على المسرح لجني المزيد من المكتسبات ، ولكونهم مثل (التوأم السيامي) الذي يجب التضحية بأحدهما في حال أريد فصلهما عن بعضهما ، حيث يموت أحدهم فيحي الآخر .
السيناريو الثاني يقول بأن يتم تقديم النائب الأول الأستاذ علي عثمان طه كمرشح وحيد للحزب ليخلف البشير ، وقد صدرت تلميحات من الرئيس بهذا الاحتمال . ويأتي هذا التوجه لعدة اعتبارات أولها تفادي انفجار الصراع على خلافة الرئيس بين (الطامحين والطامعين) ، ولقطع الطريق أمام هؤلاء وآخرين مغامرين أو مرفوضين في صفوف القواعد .
ثم أن النائب الأول هو بمثابة (صمام أمان) للحزب باعتباره (فرملة يد) لكل المتشاكسين والمتصارعين داخل التنظيم ممن وصفتهم مجموعة الإصلاحيين بـ(الانتهازيين والطفيليين) وحددت شخصيات قيادية بالاسم !
كما أن علي عثمان يُعتبر حسب تاريخه في النظام (العقل المفكر والمدبر) طيلة عقد ونصف مضيا من عمره ، وإن ظل يعمل في الخفاء ودون ضوضاء ولا صخب .


ثم يجب ألا ننسى أن ترشيح علي عثمان لسُدة الرئاسة ، يعني ضمنياً أن أمر عدم ملاحقة البشير للمحاكمة دولياً سيكون حتماً جزءاً من (الصفقة) ، وضماناً لاستمرار النظام في الحكم لفترة أخرى قد تطول أو تقصر حسب تقلبات الأحوال جراء الأزمات التي تعصف بالبلاد وتمسك بعضها بخناق بعض دون بصيص أمل أو ضوء في نهاية النفق .
السيناريو الأخير في هذا التحليل هو سؤال يطرح نفسه ، ويبحث عن إجابات في دهاليز السياسة السودانية المعتمة ، وهو موقف المؤسسة العسكرية من كل هذا الصخب والضجيج المتعالي ؟ وهل ستقف متفرجة على ما يحدث وفيه ما فيه من مهددات حقيقية وخطيرة لأمن الوطن والمواطن ؟ وهل يرضى قادتها أن يؤدي طموح جماعة ما أو حماقاتها أوطموحات أفرادها وطمعهم وتكالبهم على السلطة والمصالح والمال ، إلى تفتت البلد أمام أعينهم ، واستمرار حالة عدم الاستقرار وتآكل حدودنا وأراضينا من أطرافها دون أن يحركوا ساكناً ، باعتبار أن واجبهم الوطني والمهني والأخلاقي هو الدفاع عن أرض البلد وعرض الشعب المغلوب على أمره ؟


وهل ستظل المؤسسة العسكرية تجلس على مقاعد المتفرجين في مسرح اللامعقول الذي يمارس فوقه حزب المؤتمر الوطني تقديم عرض بال لكوميديا تراجيديا كفيل بأن يمحو السودان من على خارطة العالم ويزيله من الوجود ؟
يقيننا أن المؤسسة العسكرية ليست بعيدة عن المشهد فهي جزء من (الترويكا) ، وهي تراقب من بعيد (لعبة القط والفأر) التي يمارسها أعضاء هذا الحزب فيما بينهم (بدريين / انتهازيين / طفيليين / سائحون / أصليون مهمشون / مغامرون لا وطنيون) ، ولكن هذا لا يعني أن اللعبة ستمضي هكذا بلا نهاية حتمية ، وإذا كان النظام قد عمل على (تقليم أظافر) المؤسسة العسكرية منذ زمن بعيد ، إلا أن اختيار البديل في حال نفذ البشير وعده وصدق في موقفه المعلن ، أو لم ينصاع لرغبة الطامعين والطامحين في استمراره كـ(حائط صد) لكل تجاوزاتهم وموبقاتهم ، سيكون للمؤسسة العسكرية رأي لا يمكن تجاوزه ، وربما تكون كلمتها هي الأخيرة في ظل واقع لا يرضي رجالها الذين ملوا الحروب التي أنهكتهم على مدى عقدين، فبعد أن كانت حرباً واحدة انحصرت في رقعة جغرافية واحدة هي جنوب السودان ، هاهي البلاد اليوم وقد مزقتها الحروب التي صنعها النظام شرقاً وغرباً .
نقول بأن القوات المسلحة لا يشرفها قطعاً انزلاق البلاد ودخولها في أتون فوضى عارمة كما حدث في الصومال وأفغانستان ويوغسلافيا السابقة . كما أن لا أحداً في السودان يتمنى مثل هذه النهاية لوطن ظلَ محافظاً على مقدراته وهيبته وتماسكه الاجتماعي وحدوده الجغرافية حتى أتى النظام الحالي فأصبح الناس في حيرة من أمرهم ، يتساءلون بعجب وغضب : أليس في هؤلاء عاقل ؟


وفي هذا الصدد ، فقد رشحت تكهنات دارت همساً في المجالس ذهبت إلى حد تسمية الفريق بكري حسن صالح لخلافة الرئيس ، وذلك بحكم انتمائه للمؤسسة العسكرية ولكونه مقبولاً أكثر من غيره لدي كبار القادة والضُباط من زملائه . وإن صحت هذه التكهنات فذلك يعني (إعادة إنتاج نبيذ الإنقاذ القديم في قنان جديدة ) لأن تغيير رأس الهرم دون المساس بقاعدته لن يُغير في الأمر شيئاً ، ولن يقبل السودانيون استمرار ماكينة النظام المهترئة التي أصابها العطب في كل أجزائه ، ولمعرفة راعي الضأن في سهول البطانة وتخوم كردفان ووديان دارفور بأن وجود نفس الوجوه والأشخاص الذين أودوا بالوطن إلى المهالك والتشرذم لن يُنهي مأساة السودان، وإنما سيعمق الأزمة وسيخلق واقعاً أكثر سوءاً ومرارة ودماراً .


هذه قراءة لخارطة الوطن في ظل الضبابية التي تحيط به ، ووجود جماعة (يركبون رأسهم) ولم يُحسنوا قراءة التاريخ فقادونا جميعاً إلى سراديب المهالك فصرنا نهيم كما قوم موسى في صحراء التيه لربع قرن . نسأل الله العلي القدير بقدرته ولطفه أن يُجنب بلادنا الفتن ، وأن يحفظ ما تبقى من شعبنا العظيم ليعيد بناء دولته من جديد على قيم التسامح والمحبة والتآزر التي نشأنا عليها وطمسها الانقاذيون بعجرفتهم وسوء تخطيطهم وغياب العقول .
ameer altohami [[email protected]]

---------------------

عواقب تراجع فرص "الحوار الوطني" ..

بقلم: خالد التيجاني النور
الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 22:02


اللهم أكفنا مجازر سوريا, ومغامرة الكابتن امادو, وزحف سيليكا

[email protected]

لم يكن حتى أكثر الناس تشاؤماً, بمن في ذلك غلاة خصوم النظام الذين يرفضون الحوار معه ولا يرون لإسقاطه بديلاً وإن طال السفر, يتوقعون أن تذوى رويداً رويداً الامال التي ارتفعت أخيراً بالدخول إلى مرحلة جديدة من الحوار الوطني الجامع بهذه السرعة المفاجئة بمثل ما جاءت الدعوة له مفاجئة وبلا إرهاصات. ولكن هل يمكن الجزم بأن هذه المبادرة ذوت فعلاً, أم أنها لا تزال على الطاولة تكافح من أجل الصمود في مواجهة الفراغ ومآلاته المخيفة؟.
ففي أيام قليلة تحول المناخ السياسي في البلاد من النقيض إلى النقيض, فماذا حدث, وما هي الوقائع والخلفيات, وما هي المآلات, ولماذا وكيف تجري محاولة وأد هذه السانحة النادرة ل"حلحلة" الأزمة السودانية وتفكيك تعقيداتها المتشابكة, وما هي السيناريوهات الأكثر احتمالاً في ضوء هذه التطورات والمواقف المتناقضة؟ أسئلة تترى لا بد من الإجابة عليها لمعرفة إلى تساق البلاد, ولكن ذلك غير ممكن بغير قراءة دقيقة لطبيعة النظام الحاكم الراهن وما يجري في كواليسه, وتوازنات وحسابات الفاعلين فيه.
لم يكن أكثر السودانيين يصدقون أنفسهم وهم يستمعون بعد انتظار طال لكلام عاقل, إلى المسؤول الإنقاذي الرفيع الشأن, وهو يتحدث بلغة الواقع المعاش بكل تعقيداته ومخاطره الماثلة على وجود ما تبقى من الدولة السودانية, وقد تجاوز لأول مرة التصريحات الوردية لدهاقنة الطبقة الحاكمة يتحدثون عن حال بلد سعيد لا يوجد إلا في مخيلتهم, ولا يبدو أن هناك أحداً غيرهم يعرفه. بل ويقدم كذلك لأول مرة على محاولة رسم ملامح خريطة طريق ممن الممكن أن تشكل بوادر مخارج من المأزق التاريخي الذي يعيشه السودان ويكاد يذهب بريح ما تبقى منه بعد "تناقص أوتاده وتكاثر زعازعه" في وصف جامع مانع للدكتور منصور خالد.
كان أغلب ظن التوقعات بين يدي المؤتمر الصحافي للنائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه أنه لن يذهب أبعد من إخراج نفسه من حرج إقحامه في "معركة الخلافة" المحتدم أوارها في دوائر "المؤتمر الوطني" المنقسم على نفسه والتي تجددت عقب إعلان الرئيس عمر البشير عزوفه عن السلطة بنهاية ولايته الحالية., والتوقع الآخر أن طه سيحاول التقليل من المضمون السياسي للقاء النادر الذي جمعه بالدكتور علي الحاج, الذي طغى على دوافع البعد الاجتماعي المعلن لاجتماع برلين, أيضاً بسبب ضغط حسابات توازن القوى داخل المؤتمر الوطني.
وكانت المفاجأة أن طه ذهب أبعد من ذلك بكثير, ولئن كان متوقعاً أنه سينأى بنفسه عن الدخول في متاهة "الخلافة" الملغومة معتبراً خروج البشير من الملعب غير وارد في هذه المرحلة. فقد خالف التوقعات وهو يقدم دعماً غير متحفظ ل"مبادرة بون" التي خرج بها الدكتور علي الحاج مسارعاً إلى إعلانها من طرف واحد بعد لقائهما, مؤكداً اشتراكه في الاتفاق مع علي الحاج حول ما من شأنه أن يعزز الحوار بصدق النيات وطرح المبادرات, وتأكيد الاحتكام للشعب في نهاية المطاف, وأن الأمر بات يتعلق بكيفية الحوار حول تنفيذ مجمل هذه الاتفاقات, مشيرا إلى أن هذه التفاهمات بينه وعلي الحاج مطروحة للنظر في جانب الحكومة أو المعارضة باعتبارها رؤوس أقلام ومادة للحوار السياسي.
بيد أن ما أطلق موجة من الارتياح العام إقدام طه على الذهاب بعيداً بتوجيه رسائل مباشرة بأهمية الحاجة للولوج إلى حوار وطني شامل إلى جميع أطراف الساحة السياسية في المعارضة بشقيها المدني والمسلح, وللمفارقة أن رسائله كانت من طرف خفي موجهة أيضاً إلى حزبه "المؤتمر الوطني". صحيح أن تلك البادرة السياسية اللطيفة وجدت ترحيباً متحفظاً من أغلب المعنيين بها, وقدموا جملة مطلوبات يستلزم الحكم الوفاء بها من بين يدي قبولهم بعرضها, وهو أمر مفهوم في ظل حالة انعدام الثقة الكامل في وفاء السلطة بتعهداتها مما خبرته أكثر الأطراف السياسية المعارضة التي تعاطت مع النظام في أوقات سابقة.
لم يكن متوقعاً أن يقدم طه حلولاً مثالية من طرف واحد للأزمة, وإلا لما كان هناك داع اصلاً للحوار, إلا أنه يجب الاعتراف أنه قدم مقترحاً أكثر وضوحاً لما ينبغي أن تمضي عليه الأمور بإتجاه التسوية السلمية الشاملة, سواء من ناحية المواقف من قضايا أساسية أو الإجراءات المطلوبة لتعزيز مناخ الثقة, بالطبع كان الوقت مبكراً لطرح آليات محددة لتفعيل المبادرة وهي مسألة تالية للوصول إلى قاعدة أساسية مقبولة للتفاهم بين الأطراف السياسية على إطلاق المرحلة الجديدة.
ثمة أمور أساسية تضمنتها مقترحات طه تشكل ما يمكن أن نعتبره مدخلاً جديداً مختلفاً عما هو معهود حكومياً في شأن مقاربة الأزمة السودانية الوطنية المتطاولة, أولها الاعتراف بأن البلاد تواجه مخاطر جدية تهدد وجودها مما يستدعي جهداً استثنائياً عبر الحوار الشامل لتجنب الإنزلاق إلى هاوية التشرذم والتفتت, وليس مهماً وقت الحريق البحث عمن يتحمل مسؤولية إشعاله بقدر أهمية التعاون على إطفائه أولاً, وأهمية الوصول إلى هذه الحقيقة البدهية المعلومة للجميع, وهي ليست اكتشافاً, أنها ظلت محل إنكار في أوساط الطبقة الحاكمة, وهذه قضية بالغة الأهمية لأنه بدون وعي وإدراك وإحساس حقيقي في أوساط السلطة بالمخاطر الوشيكة غلى لن تكون هناك قاعدة جدية للحوار ابتداءً.
الأمر الثاني الذي أسس له طرح طه تأكيده أنه لم يعد هناك من سبيل للاستمرار في الحلول المجتزأة, وأن الوقت حان لحل سلمي شامل جامع لا يستثني أحداً, وهذه هي القاعدة الذهبية لأية تسوية سلمية شاملة أو لنقل الفريضة الغائبة في الحوارات السودانية, وما من نظام حكم تفنن في الدخول في مفاوضات ثنائية وعقد صفقات جزئية لا حصر ولا حدود لها مثلما فعل نظام الإنقاذ, ومع مظهرها الخارجي الدال على البحث الحثيث عن السلام, إلا أنها في الواقع أسست لحالة تشرذم وتفتت سياسي غير مسبوقة في السودان يفعل الولع الشديد للحكم بإبرام صفقات ثنائية بغرض بعثرة صفوف المعارضين والتكسب من سياسة فرق تسد.
وقد فعلت إذ مكنت النظام من البقاء في السلطة لربع قرن, ولكن بثمن كارثي باهظ تعريض وحدة الوطن للتشرذم.ومع ذلك لن تحقق له الخلود في السلطة. ولذلك فإن مغادرة محطة الحلول الجزئية والمفاوضات الثنائية لا مناص منها قبل الحديث عن أن أية حلول جدية تكتسب صفة الشمول والقدرة على مخاطبة واقع التحديات الخطيرة الراهنة.
الأمر الثالث يتعلق بلغة الخطاب تجاه المعارضة لا سيما المسلحة وبصفة أخص ما يمكن وصفه بقوى "الهامش" الصاعدة, بتثبيت أنها تملك حقاً أصيلاً في تقرير مستقبل السودان الموحد بطرح رؤاها والإسهام والمشاركة في تشكيله ضمن الجماعة الوطنية في حوار جامع, وهي مسالة بالغة الأهمية الإقرار بألا طرف واحد يملك حقاً حصرياً في تحديد مستقبل السودان ووجهته وتقرير مصيره في غياب الآخرين من شركاء الوطن.
وما من شئ أضر بالوحدة الوطنية السودانية من عقلية الإلحاق السائدة منذ بواكير التشكل السوداني الحديث, واحتكار نخبة المركز التمثيل والتعبير عن السودانيين بمعزل عن الأطراف الوطنية كافة إدى إلى هذا الفشل بامتياز في تشكيل جماعة وطنية تتوفر لها أسباب توحيد الأمة السودانية, وخطاب طه الموجه لهذه المجموعة على وجه الخصوص يمثل توجهاً جديداً مهماً وضرورياً في كسر جمود الصراع على ثنائية المركز والهامش والانتقال إلى حوار شامل يشارك فيه الجميع على قدم المساواة لرسم خريطة طريقة لسودان موحد في سلام واستقرار مع نفسه ومع الآخرين.
واللافت في خطاب طه القبول ب"وثيقة الفجر الجديد" الموقعة في كمبالا من جماعات معارضة مدنية وسياسية باعتبارها تمثل وجهة نظر لجماعة سودانية وطنية مطروحة للحوار في إطار المدافعة لتشكيل مستقبل السودان, وهو تحول مهم على خلفية الموقف الإنقاذي الحاد من الوثيقة ومن موقعيها وتصنيفها في خانة المؤامرة وحتى الخروج على الدين, وتعيدها إلى سياقها بحسبانها عملاً سياسياً يمثل وجهة نظر طائفة معتبرة من السودانيين, يملكون الحق في طرحها وتسويقها سياسياً.
ومسألة رابعة تشكل قاعدة مهمة في مقترح طه أن من يملك الحق الوحيد في نهاية المطاف لتقرير مصير السودان هم مواطنوه بالإحتكام إلى الشعب لتحديد توجهاته ومستقبله السياسي, وهي مسألة بديهية, ولكن المهم هنا أن الشعب لن يكون بوسعه القيام بهذا الحق الأصيل بدون توفر شروط موضوعية لازمة أولها توفر الحرية بلا استثناءات, والإرادة الحرة للتعبير عن موقفه في عملية شفافة ونزيهة.
تلك هي أهم الأركان المؤسسة للمقترحات السياسية التي طرحها طه من وحي تفاهماته مع علي الحاج في برلين, وهي في مضمونها العام تشكل قاعدة جيدة للحوار الوطني الشامل, لكنها تبقى بالطبع مجرد تمنيات ما لم يتوفر لها المناخ الملائم لتنفيذها وفي مقدمة ذلك توفر إرادة سياسية موحدة عند الطرف الحاكم تتجلى في توفر بيئة حرية يكفلها إصلاح قانوني لا يجعلها عرضة لحسابات الفريق الحاكم, ولذلك لم تكن استدراكات المتحفظين او الرافضين تتعدى اختبار صدقية وجدية ما طرحه طه, والقدرة على تنفيذه في أرض الواقع.
كان واضحاً من البداية أن التحدي الحقيقي امام مقترح التسوية الشاملة في عرض طه سيأتي, وللمفارقة, من داخل "النظام الحاكم" ومعادلاته, وليس من قبل المعارضة بشقيها المدني والمسلح, والمهم في هذه الحالة هو فعل من بيده السلطة, وليست ردة فعل المعارضة المتوجسة اصلاً بحكم رصيد عريض وتجربة طويلة من الوعود المجهضة, أو الممارسة المخالفة للتعهدات المعلنة من قبل الحكم.
جاء أول اختبار لجدية التوجه الحكومي نحو حوار وطني شامل ما تضمنه خطاب الرئيس عمر البشير أمام البرلمان الأسبوع الماضي, والقراءة الفاحصة لما وراء ظواهر الأمور تشير إلى أن الخطاب شكل اول بوادر تراجع عن المدى التي يمكن أن تذهب إليه الطبقة الحاكمة في قبول مقترحات طه طه حول مسألة الحوار الوطني, صحيح جاء فيه الإعلان عن إطلاق سراح سبعة من المعتقلين على ذمة "وثيقة الفجر الجديد" وهي خطوة جيدة في حد ذاتها إلا أنها لا تعدو أن تكون إجراء لتصحيح وضع خاطئ أكثر من كونها عربون تأكيد لعهد جديد من الحرية.
لقد خلف إطلاق سراحهم علامة استفهام كبير حول الدوافع والحسابات التي يدير بها الفريق الحاكم السلطة, ومن يسترجع تلك الحملة المضرية التي قادها الحكم ضد الوثيقة وضد هؤلاء المعتقلين قبل اسابيع قليلة لما وجد رابطاً بين ذلك الموقف البالغ التطرف, وبين إخلاء سبيلهم بهذه الأريحية, وهي خطوة على أية حال تشكل إحراجاً للنظام أكثر من كونها باعثة على التقدير. إذ أنها تزيد أيضاً من التشكيك في سلامة الإدارة الحكومية للامور السياسية, وإلا فما الذي تغير في غضون أسابيع قليلة فالمخاطر الجمة التي تحيط بالبلاد لم تبرز بالأمس فجأة, فالحاجة الملحة لحوار وطني شامل كانت دائمة حاضرة.
غير ان الملاحظة الجديرة بالاهتمام في الخطاب الرئاسي أمام المجلس الوطني أن قضية الحوار الوطني طرحت بطريقة شديدة العمومية وبدا أنها مجرد إبداء نيات وقد تفادت بشكل واضح الدخول في تفاصيل محددة من المفترض أن تخاطب مطلوبات تهيئة مناخ الحوار الوطني وتحديد آلياته, بصراحة جاء سقف الخطاب أدني بكثير مما التوقعات الكبيرة التي رفعت الآمال في مقترح طه.
لقد كان واضحاً إن إطلاق سراح المعتقلين السبعة شكل دخاناً كثيفاً حجب الرؤية عن موقف كان منتظراً ان يأتي بخطوات أكثر تقدماً على طريق دفع عجلة الحوار الوطني للدوران والوفاء بمتطلباته العملية, وتحديد خريطة طريق لها, وإطلاق آليات معلومة لتنفيذها, لقد كان الاكتفاء بالعموميات المكررة في خطابات رسالة واضحة أن ثمة "فيتو" في دوائر البيت الحاكم ضد إطلاق عملية حوار وطني بمواصفات حقيقية وجدية.
وما حدث أنه بدلاً من أن ينصرف اهتمام قيادة الطبقة الحاكمة إلى توفير مستحقات إطلاق مرحلة الحوار الوطني بكل جدية وبالسرعة المطلوبة, خاصة في ظل تجاوب معقول وتحفظات موضوعية من المعارضة تتعلق بالإجراءات السياسية والقانونية لتهيئة المناخ, إذ سرعان ما انقلبت الأمور بإتجاه "معركة كسر عظم" للسيطرة على مقاليد الامور داخل البيت الحاكم وبدا الصراع المكتوم بين الأطراف المتنافسة داخل "المؤتمر الوطني" يأخذ شكل تصفية حسابات تارة باسم خلافة البشير, وتارة بإسم محاربة الفساد في توظيف صراعي واضح, وتارة باسم توحيد التعبير الإعلامي عن مواقف الحزب في حين أن المشكلة ليست هي تعدد الألسن المتحدثة باسمه والتي كشفت عن تناقضات صارخة ولكنها تعبير صريح عن عدم وجود وحدة موقف أصلاً في ظل غياب رؤية أو مشروع وطني للطبقة الحاكمة مع انعدام فاعلية حقيقة لمؤسسات الحزب في صناعة مواقفه, ولذلك يلجأ الجميع للإعلام للتعبير عن مواقف لا تجد متنفساً مؤسسياً لطرحها وإدارة نقاش موضوعي حولها للخروج بموقف يعبر عن ممارسة ديمقراطية حقيقية.
ويقود هذا في الواقع إلى بيت القصيد في شأن قواعد لعبة السلطة في العهد الإنقاذي برمته, فهذه الصراعات ظلت سمتاً ملازماً لتجربة الإسلاميين في السلطة تظل متفاعلة مكتومة وراء الكواليس لفترة من الزمن تحت غبار إنكار لوجودها ثم ما تلبث حتى تنفجر, وهو ما حدث مراراً في اوائل التسعينيات حين بدأت تتشكل قواعد قوة النظام الجديد, فقد كان قيادة الحركة الإسلامية مطمئنة إلى أن العسكريين "الإسلاميين الملتزمين" سيعيدون بحسبانهم"مؤتمين مؤقتاً" على سلطة الإنقلاب العهدة إلى التنظيم ليعهد بها إلى "المدنيين االملتزمين" لتنفيذ "خطته في الحكم", ربما لم يكن يدور بخلد العسكريين في أول عهدهم بالسلطة أن تغييراً جذرياً سيطرأ على حساباتهم ستقلب حسابات قيادة الحركة راساً على عقب, خاصة وأن تدبير الإنقلاب وتصنيعه كان عملاً يقوده مدنيون بالكامل بينما شكل العسكريون قيادة واجهة التنفيذ.
ثلاثة تطورات غيرت نظرية قواعد اللعبة التي وضعتها قيادة الحركة, أولها أن الممارسة الفعلية للسلطة خلقت حضوراً سياسياً وشعبياً مستقلاً لشخصيات النظام الجديد العسكرية مكنتهم من تحقيق "شرعية" أمر واقع بحكم انتماءهم للمؤسسة العسكرية وليس "للتنظيم" الذي كان يختفي وراءهم.
الأمر الثاني الذي عزز من ثقة العسكريين في أنفسهم أنهم كان يعتقدون أن التنظيم الذي كان يعد نفسه جاهزاً بخططه لإدارة شؤون الحكم والدولة تبين أنه لا يملك منها شروى نقير, وانه يحاول التعلم مثلهم من الأساس وسبقوه بأنهم كان في واجهة التصدي لإدارة مشاكل الحكم أكسبتهم خبرة ذاتية كان قادة الحركة يظنون أنهم يحتكرونها.
أما التطور الثالث فقد اكتشف العسكريون مبكراً الانقسام الداخلي بين المدنيين مع بدايات الصراع الخفي بين قادة الحركة على النفوذ في السلطة الجديدة وأن طرفاً يحاول ان يتحالف معهم في مواجهة الطرف الآخر.
في تلك اللحظة تحديداً بدأ "مكر التاريخ أو سخريته" في مقولة هيغل تفعل فعلتها ليحدث في العام 1993 الانقلاب العسكري الحقيقي على الإنقلاب المدني "المستتر" في العام 1989, حين رفض العسكريون ليس إعادة السلطة لل"الحركة" التي لم تعد موجودة بعد حلها في إطار محاولة قيادتها بناء تحالفات جديدة, بل رفضوا طلب اقل شأناً أن يواصلوا ممارسة السلطة كمدنيين على أن يخلعوا بذاتهم العسكرية, وكان لسان حالهم "تلقوها عند الغافل"فقد كان يدركون جيداً أن قاعدة نفوذهم الحقيقية هي "المؤسسة العسكرية" التي ليس بوسعهم التخلي عن بزاتها وليس "الحركة الإسلامية" التي لم يعد يعرف لها صرفاً ولا عدلاً.
قد يتساءل البعض عن أهمية التفصيل فيما يبدو حدثاً تاريخياً وعن علاقة ذلك بتطورات الأوضاع الراهنة, في الواقع ان ما حدث حينها ذي صلة وثيقة بمجريات الأمور في الوقت الراهن ومآلاتها, ولأنها تجيب على الاسئلة المهمة عن طبيعة النظام الحقيقية, وأين هو مركز قوته, وما هي حساباته وخياراته.
لقد تغيرت في تلك اللحظة نهائياً المعادلة الحاكمة فبعدما كانت قيادة الحركة الإسلامية تطمع في توظيف العسكريين كغطاء للوصول إلى السلطة ولتعزيز نفوذها, انقلب السحر على الساحر حيث سارع العسكريون إلى بسط سيطرتهم الكاملة على اللعبة ونجحوا في تبديل قواعدها بتوظيف "مدنيي" الحركة الإسلامية كغطاء مدني لخدمة نظام حكم عسكري يستمد قاعدته قوته من قوة المؤسسة العسكرية, الحزب الغالب في اللعبة السياسية السودانية طوالي سني الاستقلال.
وما ساعد على تعزيز نفوذ العسكريين استغلال ضعف المدنيين الإسلاميين تجاه السلطة والثروة وإزكاء الصراع بينهم في سبيل الحصول على نصيب منها, ولذلك كان هناك دائماً فريق من المدنيين مستعد للتحالف مع العسكريين ضد رفاقهم, وتكررت هذا اللعبة في الصراع بين الترابي وتلاميذه, ثم في صراع المدنيين في "عصر نيفاشا", ثم صراع الانداد الراهن في عصر ما بعد تقسيم السودان.
لقد كان العسكريون دائماً الكاسب الاكبر من هذا الصراع, وتحول المؤتمر الوطني إلى مجرد محلل "مدني" لحكم عسكري كامل الدسم, ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد زًفت ما تبقت من قوة معنوية "للحركة الإسلامية" في مؤتمرها الأخيرة إلى العسكريين في صفقة تبقيها أسماً عوضاً عن حلها, لتكتمل فصول مأساة الحركة الإسلامية التي بادرت بدواع واهية إلى عسكرة مشروعها السياسي استعجالاً للوثوب على السلطة, على الرغم من أنها كانت الجواد الأسود في حقبة الديمقراطية الثالثة, لينتهي بها الأمر إلى العسكرة الكاملة لما تبقى من التنظيم.
صفوة القول إن طبيعة النظام العسكرية المستمدة من قاعده نفوذه في القوات المسلحة تجعل التنافس المحتدم بين المدنيين حول خلافة البشير معركة عبثية بامتياز في غير معترك, وصراع مفتعل حول مسألة هم ليسوا معنيين بها أصلاً, ذلك أن بعض المدنيين أخطأوا الفهم حين تصوروا أن تصريح البشير باعتزامه عدم الترشح رسالة موجهة لهم, في الواقع لم يكن مدنيي "المؤتمر الوطني" معنيون بأية حال بهذه الرسالة كما أنهم لا يملكون القدرة في التقرير بشأن ترشحه, وإلا فقد كان المنطق السياسي يقتضي أن الأولي بالرئيس البشير أن يطرح موقفه داخل مؤسسات حزبه لتتخذ بشأنه قراراً ومن ثم يعلن للرأي العام في الوقت المناسب, أما ذهابه لإعلان ذلك في الصحف السيارة فذلك يؤشر أن المقصود بالرسالة جهات آخرى ذات تأثير في رسم مستقبل الأوضاع السياسية في السودان. وما ثار من جدل وتصريحات متناقضة بين أقطاب "المؤتمر الوطني" جعلته مثار سخرية وقد انكشف حاله على الملأ, وكشفت حالة الغيبوبة السياسية التي يعيشونها بعيداً عن الاجندة الوطنية الملحة..
ولذلك فإن بقاء النظام نفسه, وخيارات دخوله في حوار وطني للبحث عن تسوية شاملة, مرتبطة بحسابات "العسكريين" ورؤيتهم لمآلات الأمور وليس لحسابات "المدنيين" بأي حال, الذين لا سبيل أمام أي منهم لوارثة الحكم في ظل طبيعة تركيبته الخاضعة للنفوذ العسكري, ومن غير الوارد أن يبقى النظام بلا رأس عسكري حتى لو لم يكن البشير لأي سبب من الأسباب, وإن كان الأرجح بحكم معادلات وتبعات وتداعيات ربع قرن في السلطة القول إن النظام الحاكم لا مستقبل له في غياب البشير.
تلك صورة أقرب للواقعية في شأن معادلات القوة والنفوذ في النظام الحاكم, فكيف تؤثر وتنعكس على مستقبل الأوضاع في البلاد, في ضوء مقترح طه الذي فصلناه آنفاً, من الواضع أن السودان لم يعد يملك الكثير من الخيارات وأمامه واحدة من ثلاثة سيناريوهات, وهي بالطبع ليس العامل الوحيد فيها النظام, بل ستؤثر فيها بلا شك فاعلية الأطراف الأخرى في مسار الأحداث الشعب, القوات المسلحة, القوى المعارضة المدنية والمسلحة, والمجتمع الدولي:
الأول, وهو السيناريو الأكثر عقلانية وأقل كلفة, أن تقبل قيادة الحكم مقترحات طه للخروج من الأزمة الوطنية بالانخراط الفوري الجاد في مسار حوار وطني شامل تهيأ له كل الأجواء الموضوعية ليفضي إلى تسوية حقيقية نهائية وليس مجرد هدنة محاربين. وهو سيناريو حتى في حالة اتفاق الأطراف عليه أمامه طريق طويل معقد وشائك ولكنه مع ذلك سيكون الخيار الوحيد الذي يضمن تحولاً سلمياً.
الثاني: سيناريو استمرار حالة الاحتقان الحالي بدفع أطراف متشددة داخل النظام ترفض رؤية المخاطر المحدقة بالبلاد, وتصر على استخدام الأساليب القديمة نفسها عسى أن تطيل عمر بقاءها في السلطة, وسيكون ذلك أسرع وسيلة لتمهيد الأجواء لإعادة إنتاج السيناريو السوري في السودان مع الأخذ في الاعتبار ان السودان لا يملك مؤهلات "الصمود" السوري بكل تقاطعاته وتعقيدات حساباته الإقليمية والدولية. أو قد ينتج مثل انقلاب الكابتن أمادو سانوقو في مالي الذي جر عليها تدخلا دولياً عسكرياً, أو زحف سيليكا الذي أطاح الجنرال بوزيزيه في إفريقيا الوسطى.
الثالث: استمرار حالة توازن الضعف بين أطراف المعادلة السودانية وهو ما يقود بالضرورة إلى سيادة سيناريو تآكل وتفتت بطئ لوحدة البلاد ومخاطر ذلك على حسابات القوى الإقليمية والدولية قد يفضي إلى تدخل خارجي يفرض تصوراته لتسوية الازمة السودانية. وليس سراً أن القوى الغربية على وجه الخصوص فيما تتناقله الأوساط الديبلوماسية في الخرطوم تراهن على أن البشير لن يترشح بالفعل وأن ما يبحث عنه ضمان تسوية لملف الحكمة الجنائية الدولية مما يفتح الطريقة لنضوج "طبخة ما" تعد لها أكثر من عاصمة.
ونسال الله أن يكفينا سيناريوهات مجازر سوريا, ومغامرة الكابتن أمادو سانقو المالي الذي حدثتكم عنه في مقال سابق العام الماضي, وزحف سيلكيا الأفرو-وسطى.


Post: #172
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-15-2013, 09:20 AM
Parent: #171

أمام الرئيس فرصة ليربح التاريخ ويربح الآخرة

لو أنه انقاد إلى فطرته السليمة وقاد البلاد في ما تبقى له من ولاية نحو إصلاح سياسي جذري


من يحكم السودان؟
04-14-2013 07:12 PM
غازي صلاح الدين العتباني

في صراعنا مع الرئيس الراحل نميري رحمه الله -وقد كنا طلاباً معارضين يافعين- ما كان يلجمنا سؤال مثل السؤال الأبله: "ما هو البديل؟" أي البديل لجعفر نميري. كان الرد دائما تعبيرا حائرا، فقد زحم نميري الآفاق بنشاطه الجم ومناوراته السياسية التي جعلته في معظم الأحيان متقدما على المعارضة ومبادرًا إلى "وضع الأجندة"، وهو فن السياسة الذي يجعل المرء متحكما في الأحداث وليس محكوماً بها.

وبغض النظر عن احتسابك إياه في زمرة "الرجال الأشرار" أم "الرجال الأخيار"، كانت لنميري شخصية أكبر من الحقيقة، الشيء الذي جعل تفكير كثير من الناس يقصر عن تصور بديله. كانت الإجابة في حاجة إلى خيال يرى ما وراء الإطار الذهني السائد، فكانت المجادلة تنتهي إلى همهمات مبهمة وإجابة غير مشبعة.

كانت العلة في منهجية الإجابة التي سلّمت بأن الإطار القائم هو النموذج، فالرئيس هو إما نميري وإما شخص يشبهه من بين أعوانه، وحتى هذا عزّ طلبه.

كانت السياسة في السودان -وهي لا تزال- تبنى على الشخصيات أكثر من أن تبنى على النظم والتقاليد والمؤسسات. وما زالت السياسة مثقلة بتقليد "مات الملك، عاش الملك"، الذي يستديم الأوضاع القائمة وعلاقات المصالح المرتبطة بها من خلال عملية استخلاف محدودة الرؤى والخيارات، على الطريقة البدوية القائلة:

إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول
وذلك في تكرار ممل لذات الوجوه وذات السادة.


والآن يسود في السودان وضع مشابه لسابقة عهد نميري في السبعينيات والثمانينيات: ما زال بعض الناس يسألون السؤال الغريب، وما زال آخرون يجاوبون بالنظرة الحائرة. وقد فاقم من تلك الحالة مفاجأة رئيس الجمهورية للطبقة السياسية المسترخية بإعلان نيته عدم الترشح لرئاسة أخرى.

لقد نشأت من تلك التطورات حالة تثير القلق. فالمجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع، حضارية أم غير حضارية. وربط البقاء وسنن العيش بالأشخاص هو ما حذر منه القرآن حين زجر الصحابة من أن يرهنوا أنفسهم لبشر، حتى لو كان ذلك البشر نبيا مرسلا، وحتى لو كان هو سيد البشر: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم".

إن اختيار قيادة الأمة هو عملية تجديدية حيوية تتوفر من خلالها شروط المدافعة التي وصفها القرآن بالضرورية لبقاء الحياة: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". إنه تكليف لا يستقيم أن يعامل بخفة واستهانة، بل يجب أن ينظر إليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح إلى الانعتاق والنهضة.

إنه جهد تربوي وتنويري عظيم تتدافع في سياقه الآراء والمواقف والبرامج إزاء كل قضايا الحياة السياسية وغيرها، وتشخص الأمة من خلاله مشكلاتها، وتتداول الرأي حول معالجاتها. إنه جهد تتفجر من خلال تفاعلاته طاقات القيادة وتتجلى ملكاتها. إنه باختصار أهم عملية تعبئة سياسية اجتماعية تأتي بصورة دورية راتبة لتمكن الأمة من تجديد النظر في ذاتها وتأكيد وحدتها، وتنمية وعيها، وتعزيز رسالتها.

تأسيسا على تلك الحقائق فإن تجديد القيادة يجب أن يستهدف بصدق وجدّ إجراء أكبر عملية تنقية وتنخيل من بين مواهب الأمة ممن يملكون مقومات القيادة، خاصة بين أجيالها الصاعدة. فاختيار القائد في هذه الحالة لا يعني اختياراً لشخص واحد، ولكنه اختيار لأجيال وكفاءات وخبرات عديدة. إنه اختيار لرؤى وليدة واختبار لأفكار ناشئة. إنه جهد يحرك المجتمع ويقلب البحث في طياته عن زعيم يجدد الحياة في أوصال المجتمع المتيبسة ونظام حكمه المرهق. والبديل لمنهج الاختيار الحيوي التجديدي للقيادة هذا هو تكريس مبدأ التوارث الطائفي الذي كثيرا ما أوسعناه لعناً في "القِبَل الأربع".

أن نحيل اختيار الرئيس القادم إلى أكبر عملية تربوية تعبوية تجديدية في المجتمع -كما أشرنا من قبل- هو أهم مطلب يواجه السودان وهو يقترب من أجل الرئاسة الحالية. لكن المقلق هو أن ردود الأفعال لتصريح الرئيس تبدو حتى الآن رهينة لذهنية التقديس التقليدية التي تستلذ بالانجراف العاطفي ولا تريد أن تجهد ذهنها في المسألة.

لقد سمعنا آراءً مدهشة مثل القول إن هذا الأمر ستقرره مؤسسات الحزب، متجاهلين حقيقة أن مؤسسات الحزب قد قررت فعلاً أن تكون هذه هي الدورة الرئاسية الأخيرة، حيث ينص النظام الأساسي للمؤتمر الوطني في المادة 36 على أنه: "لا يجوز إعادة انتخاب أو اختيار شاغلي المهام التنظيمية للمؤتمر في كافة المستويات التنظيمية لأكثر من دورتين" جزَماً لزماً.
وأي مؤسسات تقول بعد ما قال النظام الأساسي؟ النظام الأساسي هو الفيصل، بالطبع. إلا إذا قصدنا إلى أن نشي برغبتنا في إعادة النظر في النظام الأساسي نفسه والتخلي عن هذا المبدأ الجوهري الذي أصبح العالم برمته يسلم به، بمن في ذلك أشقاؤنا الإسلاميون في دول الربيع العربي.

وحيث إننا -كما يرى البعض على الأقل- كنا سبّاقين إلى ابتدار ثورة الربيع العربي في نهاية القرن الماضي فمن الواجب علينا أن نلزم أنفسنا بهذا المبدأ ولا نعبث به تحت أي ظرف. إن هذا أدعى لتأكيد المصداقية.

هذا ما كان من أمر النظام الأساسي الخاص بالمؤتمر الوطني، لكن أمر الرئاسة هو شأن يخص جميع السودانيين، وهناك دستور معتمد يفصل في هذه المسائل، وهناك المادة 57 من ذلك الدستور التي لا تدع مجالا للشك في أن هذه الدورة هي الدورة الرئاسية الأخيرة، إلا إذا رغبنا في تعديل الدستور أيضاً. ولم أطلع حتى الآن على رأي قانوني رصين يفسر هذه المادة تفسيراً آخر.

للأسف، فإنه حتى الذين يتعايشون مع فكرة تغيير القيادة يفعلون ذلك من واقع التسليم الجبري بالقدر لا عبر اختيار حيوي يحمل بذرة التجديد التي يولدها التنافس البناء. وهؤلاء لا يمضي خيالهم إلى أبعد من تقرير المقرر وهو أن الرئيس يخلفه بحكم الطبيعة نائبه أو أحد نوابه بكل ما في هذا التقرير من خلو روح النصفة والمشاركة بين جميع أبناء السودان وأجياله وكفاءاته.

إن من أهم أهداف العملية التربوية التي نسميها "انتخاب الرئيس" ينبغي أن تأخذ في الحسبان الحساسيات التي تطورت من كونها مجرد حساسيات صغيرة إلى مسعرات للحروب بدعوى العنصرية والتهميش، أصابت تلك الدعاوى أم أخطأت. إن أية عملية اختيار للقيادة تهمل هذه الوقائع هي وصفة تستديم الصراع تحت الرئاسة الجديدة.

وينبغي أن تعي كل الأحزاب الراغبة في التنافس على رئاسة الجمهورية هذه الحقيقة وتستوعبها في نظامها التأهيلي للانتخابات. من الضروري أن يتضمن النظام التأهيلي للمرشحين مبدأ أن يكون الترشيح عملية حقيقية لا صورية. عملية مفتوحة يشعر كل سوداني أنه يمكن أن يصبح جزءاً منها، حتى لو لم تكن فرصه العملية كافية ومواتية لينال قصب السباق.

إن مجرد ظهور اسم من يرغب في المنافسة في القائمة الطويلة للمرشحين كفيل بأن يزيل الغبن عنه وعمن يرتبطون به. أما إذا كانت القائمة الطويلة هي نفسها في الواقع العملي قائمة مقفولة، على عرق أو قبيلة أو نسب أو حسب أو جيل، فإن ذلك سيفجر طاقات الغبن إلى نهاياتها. ومن هنا ندرك بؤس الرأي الذي ينادي بالوراثة التلقائية للرئاسة، وحسم التنافس حتى قبل أن يبدأ.
من معرفتي بالرئيس خلال العقدين الماضيين، أرجح أنه جاد في إبداء زهده في الترشح للرئاسة القادمة. وهو في نظري قرار قد صدر من تقديرات صحيحة. لعل الرئيس بخبرته قد أدرك استحالة أن يأتي زعيم -أي زعيم- بجديد في الحكم بعد أن قضى فيه خمسة وعشرين عاما. قوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء وحدها تمنع ذلك. ولعل الرئيس رأى أجيالاً ناهضة تموج موج البحر تطلعا لحظّها في القيادة وتجريب رؤاها المجددة.

وربما حدق الرئيس في الأفق ونظر في أقاصيص الزمان فأدرك أن التاريخ سيكون أرأف به في أحكامه لو أنه أحسن توقيت تنازله. وربما نظر الرئيس إلى أحكام التاريخ على حكام آخرين لم يعوا دروس الوقت فاستبرأ من أن يستن بسنتهم. ربما نظر الرئيس إلى كل تلك الاعتبارات، وربما لم ينظر إليها ولكنه علمها بالسليقة والفطرة الصحيحة. أيا كان الأمر فإنه قد أحسن الحزّ وأصاب المفصل بقراره.

المشكلة في ما يبدو -كما هي دائماً- ليست في الرئيس ونواياه الصائبة، ولكن في بعض من يجرون حسابات خاصة دون نظر إلى مصلحة عامة ودون اكتراث لنصوص القانون. فنصوص القانون عندهم هي إما قابلة للتغيير وإما قابلة للتأويل، وبذلك يفقد القانون أهم خصيصتين له وهما الحياد والثبات.

إن أمام الرئيس فرصة ليربح التاريخ ويربح الآخرة لو أنه انقاد إلى فطرته السليمة وقاد البلاد في ما تبقى له من ولاية نحو إصلاح سياسي جذري. وهذا يعني ألا يقتصر دور الرئيس على الخيار السلبي بالامتناع عن الترشح، بل يعني أن أمامه فعلا إيجابيا كي ما ينجز الإصلاح الشامل.

إن هذه الكلمة المختصرة لا تتسع لحديث مطول عما هو الإصلاح، لكن أي إصلاح لا بد أن يحقق بضعة أهداف ضرورية، من بينها إجماعية القرار الرئاسي المستند إلى إرادة وطنية عامة، وإعادة بناء أدبيات العمل العام وأخلاقياته، وتهيئة مناخ التنافس العادل، وإعادة بناء صيغ الحكم بتحريرها من الانحيازات والعصبيات.

لو أن الرئيس فعل ذلك لربح هو وربح المجتمع الذي سيلد "البديل" الذي أعجزتنا ولادته حتى الآن، شخصاً سودانياً، مؤهلا للقيادة، يرقى إليها من خلال نظام عدالة عمياء لا تحابي، ومن خلال نظام انتخابات ينقي من بين المواهب التي يزخر بها السودان. وسيكون بوسعنا يومئذ أن نحيي الرئيس القائم، ونحيي معه الرئيس القادم.

الجزيرة نت

-----------

ما بين قرارات العفو الرئاسية (الفشنك) وحديث الأنفال في البرلمان
April 15, 2013
صديق محمد عثمان..

الإنقاذ: نهاية الأماني المترفة..

ثمة رواية صفوية جدا يحول دون توثيقها ميراث الحزب الشيوعي العتيد في (الغتغيت)، تقول الرواية بأن أغنية الراحل مصطفى سيداحمد الحزن النبيل هي في الحقيقة رسالة عتاب على لسان الحزب إلى موسكو، في أعقاب موافقة الأخيرة تحت ضغوط جمهورية مصر على أن يقوم القذافي بتسليم قيادات حركة 19 يوليو 1971 وإعطاء الضوء الأخضر للنميري لإمضاء إرادته المنقوصة في إعدام السكرتير العام للحزب الراحل عبدالخالق محجوب ورفاقه، وتمضي الرواية إلى القول بأن تعبير الشاعر صلاح حاج سعيد:

ومشيت معاك كل الخطاوي الممكنة وبقدر عليها وبعرفها

أوفيت وما قصرت في حقك ولا كان عرفة غيرك أصادفها

وقدر هواك يجيبني ليك جمع قلوبنا وولفها

وكتين بقيتي معاي في أعماقي في أعماق مشاعري المرهفة

هو في الحقيقة خطاب مباشر لموسكو بأن الحزب ليس له ما يقدمه من تنازلات للنميري بشأن المحاولة التصحيحية. وللتأكيد على خط الحزب يمضي الشاعر بالخطاب إلى موسكو يقول:

لا منك ابتدت الظروف لا بيكي انتهت الأماني المترفة.

ويختم:

أهو نحن في الآخر سوا … باعنا الهوى، ماشين على سكة عدم.

وتتكئ الرواية على تراث من الادب السياسي المماثل، فبعد ذلك بسنوات استخدمت قيادة الحركة الإسلامية التي كانت تقبع في سجون مايو ذات الطريقة لإيصال رسالة تحمل موافقتها ومباركتها لثورة شعبان التي قادها الراحل أحمد عثمان مكي رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم حينها، فقد خرجت من المعتقل قصيدة أظنها من نظم الدكتور جعفر ميرغني :

والي التطريب غرد وانا منك قريب يا حمام

غرد بلسان مغرور وابك الإحسان والجور

طال الهمسان أيقظ قيم الإنسان ….. يا حمام

انا قلبي صريع هيّام، أنا فكري نجيع ما نام

لغرامي سجيع ، همي بات التسجيع … يا حمام.

ولكن الرواية الصفوية جدا تواجه أسئلة صعبة ليس أقلها هل كان الشاعر صلاح حاج سعيد غمينا على مشاعر واحاسيس الحزب العتيد ؟!!! خاصة في تلك الظروف الصعبة مع ما عرف عن الحزب من ميل للسرية التي تجعل من إقتراب أمثال الشاعر من مركز الإحساس للحد الذي ينتج شعرا، أمرا مستبعدا للغاية.

بقدر كبير من الدهشة قرأت حديث الأخ الزبير أحمد حسن ( امين عام الكيان الخاص) في البرلمان السوداني الأسبوع الماضي، في إطار التعليق على خطاب وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، ومصدر الدهشة أن الزبير دعا إلى خلق ( جيش إسلامي) وذلك من خلال إعطاء الجنود جزء من غنائم “العدو”، وكانت هذه رؤية تأصيلية في الإجابة على شكوى وزير الدفاع بان مرتبات الجند (غير مفزة على بذل الأرواح) هكذا، ولا أدري ما هو الثمن الذي يقدر وزير الدفاع أنه مناسب لشراء أرواح الجند بالقدر الذي يدفعهم إلى بذلها في سبيل بقاء السلطة الحالية؟!! كما أنني لا أدري أين كان الزبير احمد حسن كل هذه المدة التي مكثتها سلطة الإنقاذ (24 عاما) حتى يقدم رؤيته ( الإسلامية) متأخرا جدا ؟!! أم انه كان ينتظر تعيينه امينا عاما للكيان الخاص حتى يكون له وضعيه تمكنه من ( الفتوى) بقلب قوي؟!!.

حديث وزير الدفاع و( فتوى) الأمين العام للكيان الخاص يتماهي إلى حد كبير مع حديث ماري انطوانيت، ويخطئ في تشخيص أزمة النظام، ففي العام 2009 ولدى محاولة حركة العدل والمساواة غزو الخرطوم تبدى عجز النظام الفاضح عن حماية حدود عاصمته، ووجد مدير الامن حينها فرصته مواتية للحديث عن قدراته في تعويض النظام عن عجزه هذا فكتب تقريرا مفخخا عن قواته الخاصة (قوات الصفوة)، ولكن تقرير قوش بدلا من يطمئن النظام فقد بث في اطرافه الهلع فالرجل لم يكن يخفي طموحه الشخصي في وراثة النظام باكمله، وهكذا جر عليه ذلك التقرير ما هو معلوم من مؤامرات أودت بمركزه في رئاسة الامن ولم تكتفي بذلك بل لاحقته في مستشارية الامن التي تمت حياكتها له بمقاس محدد ولكنه استعان (بالترزي الشاطر) حسب الله ليعدل له المقاسات فاصبحت المستشارية تزور السيد الصادق ىالمهدي في داره وتدير حوارا بالحسنى مع القوى السياسية وتتكلم في القضايا التي يتقاصر عنها ظل الحكومة وحزبها، وهكذا قامت عليها (قيامة) علماء السلطان الذين يهرفون بما لايفقهون فحكموا بكفر حسب الله الذي (تحدث في أمر الشريعة).

وزير الدفاع وامين عام الكيان الخاص كانا يتحدثان في برلمان احمد ابراهيم الطاهر الذي هدد بالإستقالة لعجزه التام عن لقاء الرئيس ولمدة شهرين متتابعين، بينما كيانات النظام الأخرى مشغولة بإدارة مؤامرات الخلافة المزعومة، وجهاز الامن مشغول باعتقال القادة السياسيين الذين إنتزعوا من الحركات المسلحة عهدا موثقا بتقديم خيار الحل السياسي على العسكري، فكانت النتيجة أن الحركات المسلحة بعثت برسالة إلى القادة المعتقلين : هدهد .. إلتزمنا باتفاقنا معكم حتى لحظة وصولكم مطار الخرطوم … قف علمنا بفقدانكم شرط الحرية الذي يؤهلكم من الوفاء بجانبكم من الإتفاق… قف أخطرونا حين تستردون حرياتكم لنوقف العمل العسكري …. قف حتى ذلك الحين سنبقى على مشارف نيالا نبادر بحسن النوايا باطلاق سراح من يغرر بهم النظام طلبا للغنائم عندنا من العساكر المساكين. إنتهى.

لا أدري حتى متى يظل قادة النظام في امانيهم المترفة بوجود ثمة عساكر ينتظرون زيادة المرتبات أو حتى (الأنفال) ليبذلوا أرواحهم فداءا لنظام يصطرع قادته على كرسي رئاسة؟

لقد توفرت لهذا النظام من الفرص ما لم يتوفر لنظام آخر، ليس أقلها التضحيات الجسام التي قدمها ثلة من الشباب كسروا بها غرور الحركة التي تمردت على إرادة الوطن الحرة بعد الإنتفاضة، وظنت أنها قادرة على فرض إرادتها على الجميع، ثم لاحت العديد من الفرص منذ اتفاقية الناصر وما تلاها من اتفاقات لا تحصى ولا تعد، ولكن النظام بمواهب لا يحسد عليها حول الإتفاقات إلى مزيد من الضغائن والغبن على النحو الذي قسم البلاد وقاد إلى خروج المعاهدين له إلى ساحات الحرب مرة أخرى.

إن حديث وزير الدفاع وامين عام الكيان الخاص يصلح وثيقة إتهام في عريضة المحكمة الجنائية ضد قادة النظام، الجديد فيها هو إنضمام متهم جديد !!!

( ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته) هل من مفسر حداثي يجعل الأماني المترفة (دابة الأرض) ؟!!. أم أنها كذلك فعلا.



--------------

أبو العزائم يستخف بقراء «الإنتباهة» وهم كرام.

.وقيع الله حمودة شطة

نشر بتاريخ الخميس, 11 نيسان/أبريل 2013


09:05
على إثر إعلان مجلس الصحافة والمطبوعات «الإنتباهة» الصحيفة الأولى توزيعاً وإعلاناً حملت مصطفى أبو العزائم ... فسقط وتعرَّى وبدا كأنه صحافي مبتدئ مغمور يتخبط في النقد ويتعثر في التحليل الذي انطوى عن غرض وحساسية مفرطة وغَيرة في غير موضعها أفقدته الحكمة والعقل والرشد فلا عزيمة دع عنك عزائم!!


كان العلمانيون والشيوعيون والعملاء والمرتزقة ودعاة مشروع السودان الجديد وخدام الطائفية الهالكة هم أولئك الذين يصفون المنبريين والإنتباهيين بالعنصرية والكراهية، وهي آخر محاولتهم اليائسة في مواجهة صوت الأغلبية الصامتة وانتباهة في زمن الغفلة، في محاولة منهم لممارسة الاغتيال المعنوي لنا بعد أن هُزموا في معارك الفكر والجدال والمناظرة والمساجلة كتابة وخطابة ومناقشة ومجادلة، ولذا طفقوا يرمون بتلك الألقاب ويبدو أن هذا السبيل أغرى آخرين عاجزين عن المواجهة مثلهم فساروا على طريق التوهم الوعر هذا!!
صاحب آخر لحظة الذي انحدر بها كثيراً توزيعاً وإعلاناً على ما كانت عليه أيام حسن ساتي، بل ما بعد حسن ساتي ــ رحمه الله ــ أيام الهندي الذي صعد اليوم في ميدان آخر ــ أراد أن يغطي صدمة الفشل والتقهقر بافتعال معركة في غير معترك فركب رأسه وهو يدري أنه يحاول الانتحار، حين وصف «الإنتباهة» بأنها منشور عنصري وأن قراءها هم العوام من الناس، يعني ليس النخب والمثقفين وأنهم حسب توصيفه هذا هم الجهلة الذين لا يفهمون ولا يرتقون إلى مستوى فهم ما يُكتب في الصحف الأخرى، ولذلك اكتفوا بقراءة المنشور العنصري «الإنتباهة». ومصطفى أبو العزائم رئيس تحرير جريدة «آخر لحظة» بهذا الكلام الذي وصف به «الإنتباهة» وقراءها من خلال الحوار الذي أُجري معه في صحيفة «المشهد الآن» يستخف بقراء «الإنتباهة»!! وهذا سلوك وتوجه لن نقبله أبداً في حق قرائنا الكرام الذين نعلم رجاحة عقولهم وحصافة ألسنتهم وعزة نفوسهم، وقد عهدناهم لسنوات يزيدون ولا يقلون ويستدركون علينا نحن ــ معشر المحررين والكتاب ــ برسائلهم ومشاركاتهم وملاحظاتهم وتشجيعهم فكانوا لنا الزاد والدافع في مسيرة هذه السنين نسهر لرضاهم ونتحسب لنقدهم فهل هؤلاء بهذه الصفات يمكن أن يكونوا أنصاف مثقفين وعوام كما يدَّعي أبو العزائم؟ هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة التي تسيئ فيها «آخر لحظة» إلى «الإنتباهة» مما يعني تبييت النية السيئة! ومع احترامنا وتقديرنا لبعض الإخوة في «آخر لحظة» إلاّ أننا لن نرضى أن ينقل أبو العزائم معاركه الوهمية مع المنبر و«الإنتباهة» إلى ساحة قراء «الإنتباهة» بالإساءة إليهم والاستخفاف بهم.
فإذا كان الذين يكتبون في «الإنتباهة» ويحررون صفحاتها صفوة الشامة من المحررين والكتاب وإداريين وفنيين ولذا تحققت لهم الريادة والسبق بشهادة الجهات المختصة والمعنية.. فهم متفردون بجمال اللغة وقوة العبارة ورجاحة الفكر والأمانة والصدق والشجاعة وحلاوة الأسلوب، ولذا يتميز قراؤها كما تميز كتّابُها ونعلم أن من قرائها العلماء والأئمة والدعاة وأساتذة الجامعات والأطباء والمحامين والقضاة والمعلمين والمؤرخين ورجال الأعمال والمجاهدين وكبار رجالات القوات المسلحة والشرطة، وكبار الإعلاميين وصفوة الشباب والطلاب والمرأة وكبار التجار والمزارعين والرياضيين والقادة في مجال الاقتصاد والسياسية والفكر والثقافة والاجتماع وكبار علماء اللغة والأدب والشعراء والأدباء، والفنانين والتشكيليين فهل هؤلاء عوام الناس يا أبو العزائم أم هو الادّعاء والعجز وقلة الحيلة وجنون الغرض والتشفي؟
ولو فرضنا جدلاً أن «الإنتباهة» يقرأها عوام الناس ــ ونعتقد ذلك وهم على رؤوسنا وفوق حدقات عيوننا ــ هذا يؤكد دليل نجاح «الإنتباهة» وليست مذمة لها، لأنها بهذا تكون قد وُفقت في أن يفهم ويدرك رسالتها كل الناس وهذا أسمى درجات البلاغة والخطابة والفصاحة والبيان أن تخاطب الناس بما يعلمون، وبما يفهمون، وهذا من أوجب دور الرسالة الإعلامية من مصدرها نحو جماعة المتلقين فأين العيب إذن؟
إن الحاسدين .. الغائرين.. الساخطين.. والمتشفين.. نقول لهم إن «الإنتباهة»..
خيرُ الصنائع في الأنام صنيعةٌ.. تنبُو بحاملها عن الإذلالِ
سعدتْ بغرّةِ وجهكِ الأيامُ.. وتزيّنتْ بلقائك الأعوامُ
بكِ اقتدتِ الأيام في حسناتها.. وشيمتها لولاكِ همٌّ وتكريبُ
and#1645; قالوا عن قرائها هم عوام!! وهم
هذا الذي ترك الأوهام حائرة.. وصيّر العالم النحرير زنديقا
and#1645; لغتها
ولي منطقٌ لم يرضَ لي كُنْهَ منزلي.. على أنِني بين السماكَينِ نازلُ
السماكان نجمان عظيمان في السماء يمتازان بالعلو الشاهق
and#1645; منزلتها
ومكارمي عدد النجوم ومنزلي.. مأوى الكرام ومنزلُ الأضيافِ
and#1645; لكتاب الإنتباهة ومحرريها:
عش ما بدا لك سالماً.. في ظل شاهقةِ القُصُورِ
and#1645; للحالمين باغتيالنا معنوياً نقول لهم..
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري.. أطنينُ اجنحةِ الذّبابِ يضيرُ؟
and#1645; قالوا منشور عنصري ونقول لهم..
يا أيُّها السادرُ المزُوَرُّ من صلفٍ.. مهلاً فإنك بالأيام منخدعُ
إذا لم تستطع شيئاً فدعه.. وجاوزه إلى ما تستطيع
and#1645; وصبرنا على حسادنا سيكون على شاكلة القائل..
وإنُي لصبّار على ما ينوبُني.. وحسبُك أنّ الله أثنى على الصبرِ
and#1645; وعلى الذين يودون المنافسة الشريفة في حلبة صاحبة الجلالة نقول لهم..
لا تيأسُوا أن تستمدُّوا مجدَكم.. فلرُبَّ مغلوبٍ هوى ثم ارتقى
ولا يكون أحدكم يقطع نهاره بالمنى ويتوسد ذراعَ الهمِّ إذا أمسى
إن كثيراً من الذين نظنهم إخواناً لنا وزملاء مهنة ومصير مشترك يذكرنا القائل فيقول لنا..
إن الذين ترونهم إخوانكم.. يُشفي غليلَ صُدورهم أن تُصرعوا
ولذاك سوف نكون ــ بعون الله ــ على العلمانيين والإسلاميين المتنكرين الذين بدلوا وللشانئين كما قال القائل..
الضاربين بكلِّ أبيضَ مِخْذَمٍ.. والطاعنين مجامع الأضغانِ
ذلك لأن..
ومن لم يذُدْ عن حوضه بسلاحه.. يُهَدَّمُ ومن لا يظلم الناسِ يُظلم
وذلك إذا صار الناس ظلاماً وحساداً وساء فعالهم..
وستبدِي لك الأيام ما كنت جاهلاً.. ويأتيك بالاخبارِ من لم تُزَوّدِ
إذا أراد الله نشر فضيلة طُويت سخر لها لسان حسود.. «الإنتباهة» فضيلة هذا الزمان.. زمان التأذي من نجاح الآخرين وتغطية عورات الفشل بالتشفي.. التحية لكم قراء «الإنتباهة» على امتداد هذا الوطن العزيز الشامخ وخارجه، ولن تنال منكم شائنة شائن وسيكون هو الأبتر.. وعلى هذا الدرب نمضي لا نبالي وستثبت الأيام ــ كما هي الآن ــ من هم أصحاب الرسالة الفاضلة والمبادئ الراسخة والعزائم الحقيقية لا العزائم المزيفة والمواقف المتضعضعة والنفوس الممزقة ألماً من نجاح الآخرين.. ونختم ونقول لأبي العزائم رمى المهدي ظبياً فشق فؤاده.. ورمي علي بن سليمان
######اً فصاده فهنيئاً لهما كل ُّ أمرئ يأكل زاده.
«الإنتباهة» يقرأها الرجال والنساء والأطفال والكبار والشباب والطلاب والفقراء والأغنياء والنخبة تجد فيها ضالتها، وعامة الناس يرتشفونها كما القهوة، لأنها صوت الحق والفضيلة، ولأنها صوت الأغلبية، ولأنها انتباهة في زمن الغفلة، ولأنها صوت الصدق والأمانة والشجاعة والجرأة في زمن الانكسار والوهن، ولأنها مشروع نهضة الأمة: تحرر عقلها وتحفظ هويتها وتذبّ عن حياضها، وتدافع عن لسانها، وتطرد الكلاب من الأعداء أن يتبولوا في ساحاتها المقدسة الممهورة بعزة أهل السودان وكرامتهم وتاريخهم النضالي.. ونقول للكسعى من أهل العزائم المنكسرة..
دع المكارم لا ترحل لبغيتها.. واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسي

Post: #173
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-16-2013, 11:20 AM
Parent: #172


غازي صلاح الدين والطريق المسدود أمام فكرة ‘الإصلاح من الداخل

’د. عبدالوهاب الأفندي
April 15, 2013


تمثل إقالة د. غازي صلاح الدين من موقعه كرئيس للهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني رابع أو خامس ضربة يتلقاها مشروع الإصلاحيين من داخل المؤتمر الوطني، وهي فكرة قديمة جديدة لم يكتب لها يوما النجاح، ولكن يبدو أن شهادة وفاتها قد كتبت أخيراً. وكانت أول مغامرة إصلاحية دخلها د. غازي بدأت حين تولى الأمانة للمؤتمر الوطني في عام 1996، حيث سعى لأن يجعل من الحزب مؤسسة سياسية فاعلة، ولكنه ما أن نجح جزئيا في ذلك حتى قرر أولو الأمر انتزاع قيادة الحزب منه، لأن المؤسسة أصبحت أهم من أن تترك في يده.


تمثلت القفزة الإصلاحية التالية في مذكرة العشرة التي قدمت لمجلس شورى المؤتمر الوطني عام 1998، وقصد منها إعادة توزيع السلطات داخل الحزب الذي كان وقتها حاكما، وذلك عبر تقليص صلاحيات أمين عام الحزب لصالح الجهاز التنفيذي في الدولة. وقد قيل الكثير عن ‘مذكرة العشرة’، ولكنها في جوهرها كانت خطوة متقدمة لممارسة الديمقراطية داخل الحزب، وعبر مؤسساته، حيث أنها قدمت وفق دستور الحزب الذي يتيح لأي عشرة من أعضاء مجلس الشورى تقديم تعديلات على نظمه ولوائحه، على أن ينظر فيها مجلس الشورى فيجيزها أو يرفضها.
وقد نظر المجلس في التعديلات وأجازها. ولو قبل الجميع بهذا السلوك الديمقراطي لربما ساهم ذلك في تثبيت مؤسسات الحزب وتعزيز مشروعيتها، وبالتالي تعزيز مشروعية الدولة ومؤسساتها. ولكن ما وقع فيما بعد هو الذي دمر الحزب وأفرغ مؤسسات الدولة من محتواها. ذلك أن الصراع الذي حسمه مجلس الشورى انتقل إلى مؤسسات أخرى، حيث أصبح الحزب ومؤتمراته ساحة صراع، ثم انتقل الصراع إلى البرلمان ثم بين البرلمان والسلطة التنفيذية، وأخيراً تم استخدام الجيش والمؤسسة الأمنية لحسم الصراع بالقوة.
وهكذا تحول مشروع إرساء الديمقراطية داخل الحزب وتوزيع السلطات في الحزب والدولة إلى تركيز أكبر للسلطات في يد واحدة. وقد اصطدم د. غازي بهذا الواقع حين وقع الخلاف حول اتجاه مفاوضات السلام مع الجنوب، حيث أجبر على تسليم الملف بعد أن حقق أهم اختراق فيه عبر توقيع بروتوكول ماشاكوس عام 2002. وهكذا تكررت قصة الحزب، حيث رؤي مرة أخرى أن ما تحقق من نجاح يستلزم أن يجني الثمار من هم أكبر حجما ووزنا داخل المؤسسة الحاكمة.


في العام التالي ترشح غازي لأمانة ‘الحركة الإسلامية’، وهي ‘النافذة الإسلامية’ التي أنشأها المؤتمر الوطني في داخله لاستيعاب تطلعات عضويته الإسلامية ومنافسة المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الشيخ حسن الترابي، وكسر احتكار الأخير للحديث باسم الإسلاميين. ولكن غازي منع من تولي ذلك المنصب عبر ضغوط قوية من أعلى المستويات، وتحايل منظم على قواعد الانتخاب (سماه بعضهم تزويراً). وآلت الأمانة وقتها لنائب الرئيس علي عثمان محمد طه، الذي ظل ممسكا بها حتى تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث ظلت الحركة تحت قيادته في سبات عميق.
في نفس الوقت، تم إقصاء غازي من كل مواقع صنع القرار، رغم بقائه في منصب مستشار لرئيس الجمهورية. ولكن الأحداث فرضت عودته إلى الساحة بعد أن أصبح المحاور المفضل لمبعوث الرئيس باراك أوباما للسودان، سكوت غرايشون. وقد فرض هذا بدوره توليته أهم ملفين في السودان في ذلك الوقت، هما ملف دارفور وملف العلاقة مع الحركة الشعبية. ولكن ما حدث مع نيفاشا والحزب تكرر، حيث ما أن أدى غازي المهام الموكلة إليه عبر إنجاز اتفاق الدوحة حول دارفور، وانتهاء الحوار مع الحركة الشعبية بعد انفصال الجنوب، حتى تم إقصاؤه من جديد.


في العام الماضي تم إيقاظ هذه ‘الحركة الإسلامية’ من موتها السريري لمواجهة تحد جديد، تمثل في الانتفاضة الشبابية وسط كوادر المؤتمر الوطني وأنصاره من الإسلاميين ضد سياسات رأوا أنها كرست الفساد والدكتاتورية والفشل وقسمت البلاد.
ورغم أن غازي لم يتبن رسمياً مواقف الشباب، إلا أن قناعة نمت وسط هؤلاء بأنه كان الأقرب إليهم بفكره وتوجهاته. ولهذا السبب كانوا يرون في توليه منصب قيادة الحركة فرصة لإسماع صوتهم. ولكن أهل الشأن في المؤتمر الوطني كان لهم رأي آخر، فحشدوا كل إمكانياتهم لدفن الحركة مرة أخرى وإرسالها إلى القبر الذي بعثت منه، وقد كان.


لم تكن مصادفة أن أعلن عن ‘المؤامرة التخريبية’ المتهمة فيها عناصر محورية من الجيش عقب هذه النتيجة الكارثية لمؤتمر ما سمي بالحركة الإسلامية، لأن الصدام بين دعاة الإصلاح وخصومه داخل النظام أصبح حتمياً. وعليه أعلن عن هذه ‘المؤامرة’ الاستباقية كخطوة أولى لتصفية العناصر المشكوك في ولائها لمن بيدهم السلطان. وقد توقع الكثيرون أن يعلن غازي موقفه بحسم من الأوضاع كرد فعل على هذه الضربات القوية لكل آمال الإصلاح من الداخل، ولكنه لم يفعل، مما خيب آمال الكثيرين من أنصاره.
هذا لم يشفع له عند شركائه في المؤتمر الوطني، كما يظهر من القرار الذي اتخذ على عجل بإقصائه من رئاسة الهيئة البرلمانية، بحيث لم تستشر الهيئة نفسها كما صرح أعضاؤها، وفي هذا استخفاف جديد بمؤسسات الدولة، بما في ذلك البرلمان، المفترض فيه تمثيل الشعب وكونه السلطة الأعلى في البلاد. وإذا كان د. غازي ما يزال يعتقد بعد كل هذا بإمكانية نجاح جهد إصلاحي من داخل مؤسسات المؤتمر الوطني فإنه بلا شك يستحق جائزة أكثر إنسان تفاؤلاً على وجه الأرض.


هناك بالطبع قناعة عند كل أهل الشأن داخل وخارج السودان بأن الإصلاح الذي تقوده الحكومة عبر حوار جاد مع قوى المعارضة هو الخيار الأفضل والأقل كلفة. ولكن هناك قناعة متزايدة كذلك بأن القيادة الحالية غير قادرة وغير راغبة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
وقد اتضح هذا جليا من مبادرة الرئيس الأخيرة التي تحدث فيها عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات، ولكن ما أعقبها كان تدهورا في الحريات والمزيد من الانغلاق، كما اتضح من استمرار التعديات على حرية الصحافة والمسارعة بإقالة غازي والناطق الرسمي باسم الحزب بتهمة الاعتدال عند كليهما.
وفي نظري أن د. غازي قد أخطأ التقدير ليس فقط بسبب ثقته بإمكانية تقبل القيادة الحالية لتغيير لن يأتي إلا على حسابها، ولكن لاعتقاده بأن القيادة الحالية ما يزال لديها سند وسط جماهير الحزب الحاكم، إن وجدت، وكوادره العاملة.
والواقع يقول إن فئة تضطر في أسبوع واحد لفصل الناطق باسم الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية ولإصدار أحكام سجن في حق أخلص كوادرها العاملة في القوات المسلحة لفي عزلة لا تحسد عليها.


ولا شك أن استمرار الدعم غير المباشر لهذه المجموعة عبر إعطاء الوهم بإمكانية الإصلاح سيطيل عمر الأزمة وعذابات الشعب.
ومهما يكن فإن الإصلاح ـ إن جاء- لن يأتي عن طيبة قلب المجموعة الحاكمة الحالية التي لا ترى حاجة لإصلاح أصلاً، بل ترى أن الحال على أحسن ما يمكن، وإنما يكون ذلك عبر الضغوط. وتأتي الضغوط من عدة أوجه، أولها أن يعلن أنصار الإصلاح داخل الحزب الحاكم بوضوح عن مواقفهم، وأن يسموا الأشياء بأسمائها، ويحددوا بالضبط الجهات التي تقف في وجه الإصلاح، وأن يكون ذلك علناً. من الضغوط كذلك أن يتحرك الشارع وتتحرك النقابات والفئات الطلابية والشبابية وغيرها لتطالب بالتغيير، لأن ذلك يدعم مواقف المنادين بالإصلاح داخل النظام وداخل القوات المسلحة.


وقد رأى البعض أن أفضل وسيلة للضغط على النظام الحالي هي حمل السلاح في وجهه، وهو اعتقاد كان النظام للأسف من أشد المروجين له بالقول بالفعل، لأنه يستفز الناس للتمرد ولا يتعامل إلا مع من يهدده بالسلاح. ولكن كل الدلائل تؤكد أن حمل السلاح اخذ يأتي بمردود عكسي، وأصبح من دواعي استمرارية النظام لأنه يعزز مخاوف عامة الناس من التغيير والمجهول.
بعد فراغي من كتابة هذا المقال اطلعت على مقال للدكتور غازي نشر الأحد على موقع قناة الجزيرة، جدد فيه بقدر ما تسمح به الدبلوماسية معارضته لإعادة ترشيح الرئيس، مستشهداً بذلك، إضافة إلى كون الدستور السوداني لا يسمح بذلك، بأن لوائح المؤتمر الوطني بدورها لا تسمح بالتجديد. وقد محض غازي الرئيس النصح حين ذكره بأنه سيجعل لنفسه ذكرى طيبة لو كرس ما بقي من عهدته الرئاسية لمشروع إصلاح سياسي جذري يكرس العدالة بين مكونات السودان وحق الشعب في الاختيار الحر.
ولا شك أنني أحسد غازي على استمراره في التفاؤل بأن الرئيس الذي أقاله لأنه ذكره بالدستور سيستمع لهذه النصيحة المخلصة، ولكنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.



---------

في سودان المشروع الإسلامي من يرى الشكوى إلى الله مذلةّ!
04-16-2013 08:48 AM




(1)

في مساء الثلاثاء الثاني من أبريل الجاري، أي قبل مرور يوم واحد على إعلان قرار الرئيس السوداني بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في البلاد، وقعت مشادة داخل مباني صحيفة "الصحافة" السودانية بين رئيس تحريرها النور أحمد النور ورجل الأمن الملكف بالرقابة حول خبر أصر الرقيب على حذفه. وعندما وصل الأمر بين الرجلين إلى طريق مسدود، استسلم رئيس التحرير، ولكن بعد تلفظ بعبارة مفادها أنه يشكو خصمه إلى الله تعالى.

(2)

ولإثبات أن رجال الأمن السوداني أهل بأس وشجاعة، ولا يهمهم إلى من يشكوهم النور أو غيره، فقد حضر ممثلهم في اليوم التالي إلى مكتب الصحيفة وطلبوا إقالة رئيس التحرير فوراً. وبالفعل رضخت الصحيفة وأقالت رئيس تحريرها، رغم عدم وجود أي سند قانوني لهذا الطلب حتى في القوانين الجائرة التي سنها النظام القائم في السودان.

(3)

في نفس اليوم استدعى جهاز الأمن مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي البشير الكباشي، حيث احتجز لمدة ثمان ساعات استمع خلالها لانتقادات لتغطية الجزيرة للشأن السوداني. وقد تم استدعاء الكباشي مرة أخرى في اليوم التالي حيث استجوب لثمان ساعات، ثم لخمس ساعات في اليوم الذي تلا، مما يعتبر عملياً اعتقالاً جزئياً لمدة ثلاثة أيام بدون حكم محكمة. وكانت التهمة التي وجهت للكباشي أنه قلل من شأن قرار الرئيس حين قال إن سبعة أشخاص فقط أطلق سراحهم.


(4)

جدير بالذكر أن النظام السوداني كان قد أعلن من قبل إنهاء الرقابة المسبقة على الصحف، ولكن الرقابة ما تزال مستمرة. وكان الرئيس قد أعلن أيضاً قبل أكثرمن عقد من الزمان إغلاق سجن كوبر وقام بتحطيم جزء من جداره في معية طيب الذكر العقيد القذافي، إلا أن السجن ما يزال قائماً. وبنفس الطريقة صدر قرار بإنهاء فرض تأشيرة الخروج على السودانيين المغادرين، ولكن التأشيرة المسبقة ما تزال شرطاً تقتضيه شرطة المطار. إذن فلماذا يظلم الكباشي إذا أعلن أن وعداً آخر من وعود الرئيس لم ينفذ ولم تكن هناك نية لتنفيذه أصلاً كما فهم؟

(5)

كل هذا يهون أمام العمل الاستفزازي الذي قام به منسوبو الأمن ضد شخص كان كل ذنبه أن شكا بثه وحزنه إلى الله تعالى، فعوقب شر عقوبة. ولا شك إننا نحسد هؤلاء الأشاوس على شجاعتهم، فقليل من الناس من يجرؤ على تحدي مالك المشرقين والمغربين بهذه البجاحة ثم يذهب إلى سريره آمناً.


(7)

إننا بالطبع نعلم أن الله رءوف حليم، بدليل أنه لم يعذبنا بذنوبنا حتى اليوم. ويكفي أنه لم يخسف بجبل قاسيون الأرض حتى الآن، ويترك كثيراً من الظلمة سادرين في غيهم، حتى من يقل منهم أنه إله من دونه (أو يتصرف كما لو كان إلهاً، وإن لم يصرح بتلك الدعوى). ولكننا نعترف بأننا قوم "خوافون"، لا نملك الجرأة لمنازعة مالك الملك سلطانه، أو نتجرأ على من استجار بجنابه. وعليه ننصح من هم على شاكلتنا أن يتجنبواكل المناطق المحيطة بمباني أجهزة الأمن السوداني وقصور الرئاسة وغيرها من مقار الحكم التي يقطنها أولئك الشجعان الأشاوس الذي يتحدون من عز جاره وجل ثناؤه، وينكلون بمن استجار به وشكا إليه. فما نعلمه أن النور ليس الوحيد الذي يشكو إلى السماء الظلم في أرض السودان صباح مساء. والاحتياط والحذر واجب.

(8)

ما يحيرنا هو أنه إذا كان القوم بكل هذه الشجاعة، ولا يخافون الله ولا من هو دونه، فلماذا يكثرون الكذب وهو شيمة الجبناء الخوارين؟ لماذا ينادون بالحوار وهم لا يقبلون الحوار حتى مع إخوتهم من قيادات المؤتمر الوطني، الذين يطرد منهم كل من اجتهد في أمر خلافي؟ لماذا يتحدثون عن إطلاق سراح المعتقلين وهم يريدون اعتقال المزيد؟ لماذا يقولون إنهم أوقفوا الرقابة على الصحف وهي مستمرة؟ لماذا يسنون قوانين ودساتير ليست لديهم نية لاحترامها؟

(9)

وبنفس المنطق: لماذا ينشيء النظام مؤسسات لتأدية مهام بعينها، ثم يوكل نفس المهام إلى جهات أخرى؟ ويبدو أن كلاً من اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة والمطبوعات، وكلاهما مؤسسة مستقلة لتنظيم الصحافة في الظاهر، وواجهات حكومية في الواقع، قد اكتشفا مؤخراً أن تغول أجهزة الأمن أفرغ مهامهما من مضمونها، مما دفع بهما إلى احتجاج نادر على هذا التغول الذي لم يبدأ الأسبوع الماضي ولا يبدو أنه سينتهي. فهل ستلقى المنظمتان مصير رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الذي أقيل من منصبه لأنه ذكر النظام بأن هناك دستور سنه النظام ونسيه؟ وهل سنسمع قريباً عن حل اتحاد الصحفيين وإلغاء المجلس؟


(10)

من مصلحة الجميع أن يكون هناك وضوح. فإذا كانت قادة النظام لا يريدون حواراً مع أحد، بل يصرون على فرض إرادتهم على الجميع بالقوة أو المخادعة، ولا يحترمون ديناً ولا قيماً ولا خلقاً، فلتكن لهم الشجاعة ليقولوا هذا بوضوح، حتى يحزم الناس أمرهم، ويروا رأيهم. ولعلهم فاعلون على كل حال.


Post: #174
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-17-2013, 10:24 AM
Parent: #173

خلافات عميقة بين طه ونافع بشأن قوش ورفاقه..





البشير يسدل الستارعلى مسرحية المحاولة الانقلابية.. بعد تدخل الزبير محمد الحسن
04-16-2013 03:51 PM
الخرطوم : الراكوبة


كشفت مصادر عليمة للراكوبة أن البشير بصدد اصدار قرار وشيك يقضي باطلاق سراح جميع المحكوميين العسكريين على ذمة المحاولة الانقلابية الاخيرة وعلى راسهم العميد ود ابراهيم قائد المدرعات بمبادرة قادتها الامين العام للحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن واكدت المصادر المطلعة للراكوبة ان الامين العام اخطر البشير بان هؤلاء المحكومين ينتمون اليه فى الحركة الاسلامية وبناء على ذلك طالب باطلاق سراحهم حتى لا تدث فتنة.

فيما اكدت المصادر ان اسباب تاخير اطلاق سراح المحكومين العسكريين يعود الى خلافات مابين على عثمان محمد طه الذى يرى ان قرار اطلاق المحكومين يجب ان يشمل جميع الموقفين بما فيهم الامنيين وعلى راسهم الفريق صلاح قوش بينما يرى نافع على نافع ان يتم اطلاق سراح مجموعة ود ابراهيم ومحاكمة مجموعة الامنيين وعلى راسهم الفريق قوش مدير الامن السابق


--------------

حكومة البشير أشعلت الحروب وأفقرت البلاد.. وباتت أمام خياري «الإصلاح» أو «الربيع المدمر» والجيش يعيش صراعه الخاص وبرز بشكل لافت الصراع بين صقور الحزب وحمائمه





من يطفئ نيران «الإنقاذ»؟
04-17-2013 07:12 AM


الخرطوم: أحمد يونس

ظن القيادي الإسلامي السوداني المخضرم غازي صلاح الدين العتباني أن ظل الحركة الإسلامية هو ظله.. فتحدث عن رئيس جديد، ووصف عزوف الرئيس عمر البشير عن الترشح لدورة رئاسية جديدة «تحصيل حاصل»، لأن دستور 2005 حدد للرئيس دورتين، وقد أكملهما، وبالتالي لا يصح ترشحه مرة أخرى.

ولأن العتباني يعرف «التقية» ويجيدها، فقد حاول إيجاد مخرج لما صرح به، وقال متراجعا بالإمكان تعديل الدستور، فلم يحاوره ولم يحاسبه على قوله أحد، لكنه وجد نفسه يغادر منصبه كرئيس للهيئة البرلمانية لنواب حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حزب الرئيس البشير، لأنه تجرأ على «تأييد» الرئيس في إعلانه التخلي عن الحكم، وحاول إيجاد سند دستوري يقطع الطريق أمام رجعة محتملة عن ذلك الإعلان.

قصة العتباني تكشف للناس كم هي معقدة قضية تداول السلطة داخل الحزب الحاكم، ناهيك عن تداولها مع آخر! بدأت الحكاية ولم تنته، بتأكيد الرئيس البشير في حوار مع صحيفة خليجية مجددا، رغبته في التنحي عام 2015، وتحول الأمر لكرة ثلج تزيد حجما كلما اقترب العد العكسي من نهايته، فأعيد كتابة سؤال الرئيس البديل والنظام البديل.

يقول معارضو حكم الرئيس البشير، إن أزمة النظام هيكلية، أزمة اقتصادية مستفحلة بسبب انفصال جنوب السودان، وذهاب النسبة الغالبة من عائدات النفظ جنوبا، وزادها سوء طريقة التعامل السياسي في إدارة العلاقة مع جنوب السودان، وأدى إيقاف جنوب السودان لتصدير نفطه لأكثر من عام، إلى تراجع سعر العملة الوطنية الجنيه من (2.7) إلى (7.3) جنيه مقابل الدولار الأميركي، وعاش الناس ضائقة معيشية حادة، بسبب ارتفاع أسعار السلع، وضعفت القدرة الشرائية للمواطنين مع ثبات الدخول، وانتشرت البطالة الماحقة.

سياسيا، فشلت الحكومة في إدارة العلاقة مع الجنوب، بل وصلت بها حافة الحرب، ولولا الأزمة الاقتصادية الخانقة، وضغوط المجتمع الدولي وقرار الأمم المتحدة رقم 2046، لما وصل الطرفان إلى تسوية الحادي عشر من مارس (آذار) الماضي في أديس أبابا.

عسكريا، فإن النظام فشل في حل مشكلة دارفور سلميا، وفشل في مواجهة الحركات المسلحة، وواظب على سياسة قديمة اتبعها مع الجنوب «فرق تسد»، فأدت لانفصاله، فهل يا ترى يسوق دارفور لذات المصير؟

سياسة تقوم على استمالة جناح متمرد ومنشق عن حركة مسلحة لا أثر لها على الأرض، أو الاتفاق مع فصيل مسلح ونقض الاتفاق معه، كما حدث لاتفاقية أبوجا عام 2006، مع حركة تحرير السودان جناح مني أركو، التي عادت للتمرد مرة أخرى. ومثل اتفاقيات الدوحة مع أجنحة منشقة من حركة العدل والمساواة، أو صناعة حركة مثل التحرير والعدالة بقيادة تجاني السيسي، لتوقع على اتفاق سلام تعطى بموجبه سلطة وصولجانا.

ميدانيا، زاد نشاط الحركات المسلحة الدارفورية، وأصبحت تهدد المدن الكبرى في الولاية المضطربة، وصارت مدينة «نيالا» حاضرة جنوب دارفور تعيش هلعا يوميا، فقوات التمرد لا تبعد عنها أكثر من 25 كيلومترا، فيما تخوض الحركات المسلحة المتمردة، عمليات شبه يومية ضد القوات الحكومية، وتزعم أنها تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وينفي النظام كالعادة، ثم يعلن تحرير المناطق التي أنكر سقوطها بادئ الأمر.

وانفلت عقال حلفاء الحكومة من الميليشيات القبلية «الجنجويد»، ولم يعودوا خاضعين لأحد، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارك القبلية التي دارت في دارفور مؤخرا، أطرافها هؤلاء المسلحون، وأن السلاح الحكومي والسيارات والآليات الحكومية تقاتل مع طرفي المعركة.

وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث ولدت الحرب السودان بين القوات الحكومية، وقوات الجيش الشعبي قطاع الشمال بمجرد انفصال، وحولت المنطقة إلى «مأساة إنسانية كبرى»، ونزوح مئات الآلاف من سكانها، وسيطر التمرد على المناطق خارج المدن، وبقاء المدن الكبيرة وحدها بيد الحكومة، وصعوبة التحرك خارج المدن دون حراسة لمسافات لا تتجاوز أحيانا العشرين كيلومترا مغامرة كبرى.

وبلغت الحرب ذروتها بطلب قوات الجيش الشعبي - الشمال الأخير من سكان مدينة «كادوقلي» كبرى مدن الولاية مغادرتها، لأنها تنوي الهجوم عليها.

سياسيا بلغت الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة ذروتها، وبلغ عدم الثقة مداه الأقصى، لدرجة أن القوى السياسية المعارضة تعاملت مع دعوة النائب الأول للرئيس، والرئيس نفسه للحوار، باعتبارها مناورة جديدة تريد الحكومة بها كسب بعض الوقت.

ويؤيد ما قامت به السلطات مذهب المعارضة، فتم إطلاق عدد محدود من المعتقلين السياسيين، وتراجع وضع الحريات في البلاد، وحدثت انتهاكات جديدة لحرية الصحافة، بلغت حد أن جهاز الأمن أوقف رئيس تحرير إحدى الصحف عن العمل رغم أنفه.

بل ودخلت الأزمة «حوش» الحزب الحاكم نفسه، وبرز بشكل لافت الصراع بين صقور الحزب وحمائمه، فور إعلان الرئيس البشير رغبته في التنحي.

وخرج إلى السطح معسكران متصارعان داخل الحزب الحاكم، أحدهما تقوده من خلف ستار شخصية من القصر الرئاسي، والآخر يقف خلفه أحد الصقور الجارحة، يسعى كلاهما لحكم السودان.

وتقول هذه المصادر، إن أيدي الصقر الإنقاذي ظلت تعمل منذ وقت طويل في تهيئة الأجواء، فهي التي أبعدت رئيس جهاز المخابرات السابق صلاح قوش من منصبيه، وأبعدت القيادي الإسلامي غازي العتباني، وتعمل بكل جد للقضاء على ما تبقى من منافسين، واستخدمت ملفات الفساد بقوة بين التيارين لتصفية الحسابات.

ونشطت تيارات إصلاحية وشبابية داخل الحزب، ورفعت صوتا جهيرا مطالبا بالإصلاح، مثل «تيار الإصلاح» في الحزب الحاكم، ومجموعة المجاهدين السابقين «سائحون»، وتنادي بالتغيير الشامل وتقترب مما تنادي به المعارضة السياسية والمسلحة.

ويجلس العسكريون في الكرسي الثالث من الصراع، فالمعسكر الذي يقف فيه «أصدقاء الرئيس»، وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ووزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح، لن يسكت على محاولات الطرفين للاستئثار بالسلطة.

ويعيش الجيش صراعه الخاص، فالضباط الذين تمت محاكمتهم بتدبير محاولة انقلابية، بقيادة العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، يمثلون تيارا مؤثرا داخل الجيش يرى أن قيادة الجيش مسؤولة عن ما يحدث في الجيش والبلاد ويدعون لتغييرها.

وقدم زهاء (700) ضابط مذكرة تطالب بإصلاح الأوضاع في الجيش عرفت بمذكرة الجيش الثانية، مذكرة الجيش الأولى قدمت في فترة حكم الصادق المهدي، وكان من نتائجها أن جاء انقلاب عمر البشير، ومحاولة النظام إنكارها بادئ الأمر، ثم اضطر للاعتراف بها على استحياء في وقت لاحق.

وداخل «الحركة الإسلامية» فإن أصوات الشقاق تسمع من أماكن بعيدة، بلغ علوها ذروته أيام «المؤتمر العام» الذي عقد قبل أشهر، وخرجت بعده تصريحات غاضبة عن «سرقة الحركة» من عضويتها.

* إطفاء نيران وطن

* «خلفت ثورات الربيع العربي كثيرا من الخراب والدمار في البنى التحتية وأحدثت خسائر بشرية لافته، والمواطن السوداني لن يلجأ لخيارات لا يمكن التكهن بنتائجها». بهذه النظرة استهل الأستاذ بجامعة الخرطوم د. فتح العليم عبد الله حديثه لـ«الشرق الأوسط»، متوقعا وصول الأطراف السودانية لمصالحة وطنية، لأن الدولة تسعى لتجنب تفتيت ودمار الوطن، ولمنع عودة البلاد قرونا إلى الوراء.

ويعتقد عبد الله أنه لا خيار إلا الجدية في الوصول لمصالحة لتجنب ما يحيق بالبلاد، ويرى في المصالحة طريقا وحيدا لإطفاء نيران الوطن، ويقول: «تقوم الحرب من أجل السلام، ولا يقوم السلام من أجل الحرب».

حدد مساعد الأمين العام للعلاقات الخارجية بحزب الأمة السفير نجيب الخير، عدة عوامل تساعد على «التغيير السلس»، فاستحكام عزلة النظام خارجيا، وخروج قضايا الحرب والسلام من يده، وسوء علاقته بالغرب، لا يترك مجالا أمامه سوى العودة للشعب.

ويلعب العجز عن إيقاف الحروب المستعرة في ثلاثة أقاليم دورا مهما في تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية، ويضع البلاد على فوهة بركان، لا مخرج منه غير «الحل الاستباقي».

كما تلعب العزلة الاقتصادية، دورا ضاغطا باتجاه الحل السلس، فالحكومة بلا علاقات مع مؤسسات التمويل الدولية والأميركية، ما يجعلها خارج «الاقتصاد العالمي»، وتثقلها 42 مليار دولار دين خارجي، لم تستطع اقتسامها مع الجنوب، ولم تنجح في إلغائها وشطبها.

ويوضح أنها فقدت البترول المصدر الرئيسي للعائدات، وتبقت لها عائدات عبوره وحدها، وأن الاتفاق مع دولة الجنوب لا يقوم على أسس راسخة، لأن المشكلات التي أدت إلى الحرب بين الشمال والجنوب لا تزال قائمة، وبالتالي فانهياره وارد، وأن الاتفاق مع قطاع الشمال لن يتم دون التسوية الكلية والشاملة للقضايا العالقة بين الشمال والجنوب، تلك القضايا المفترض حلها قبل تقرير المصير.

ويشترط الأخير الاتفاق على الإطار المرجعي للحوار، وتحديد قضاياه، وأهما قضية «الشرعية»، والموقف منها، فالمؤتمر الوطني يفهما بأنها «سياسة الأمر الواقع»، فيما تفهما المعارضة بمعنى «التفويض الشعبي».

ويوضح أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يريد حوارا باعتباره حزبا حاكما، فيما تراه المعارضة يقوم على المساواة، يتم من خلاله تحديد مفاهيم التحول الديمقراطي، وقوانين الانتخابات ودوائرها، ومفوضيتها، وألا يستخدم سلطان الدولة في كسبها.

بشأن الحوار على الدستور، فإن الخير يرى أن الدستور عبارة عن مدونة للحقوق والواجبات، وبالتالي فإن الحديث عن دستور في الوقت الذي يفقد فيه المواطن إلى الحق الأساسي «حق الحياة» في مناطق الحروب، فإن أي حوار حول الدستور يصبح بلا معنى.

ويضيف: «حال تنحي الرئيس، فمن المنطقي تنحي كل الطاقم الذي جاء معه، ليبدأ الناس بداية جديدة، وبآلية توافقية وترتيبات انتقالية، تفضي إلى وضع دستور دائم».

* النظام يتداعى يقول إبراهيم السنوسي نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، إن النظام يتداعى، وإن التنافس الحاد، والغلاء والفوضى الأمنية، ترجح حدوث تغيير على طريقة ثورات بلدان الربيع العربي، ولا يستبعد حدوث تفلتات أمنية وفوضى أثناء وبعد الثورة.

ويضع «انقلاب القصر» واحدا من الفرضيات القائمة، بسبب الخلافات داخل النظام، ويقول: «نحن نرفض انقلاب القصر لكن إمكان حدوثه ليس بعيدا».

ولا يستبعد اجتياح قوات «الجبهة الثورية» للخرطوم، ويعتبره أمرا يتخوف منه البعض الناس لما قد يحدثه من خسائر.

وحول «الانتقال السلس» يرى السنوسي أن رئيس النظام وحده يستطيع إطلاق سراح المعتقلين، والحريات الصحافية، وكفالة حرية التعبير، وحق إقامة الندوات والتظاهر، بما يوفر مناخ الحرية اللازم للحوار. وللدخول في حوار يدعو السنوسي إلى إلغاء قانون الأمن باعتباره سيفا مسلطا على رقاب الجميع، وإلى عدم تجاهل الحوار لحملة السلاح، ولأن النظام لم يفعل شيئا من هذا، فإن الإسلامي المخضرم يرى في الدعوة للحوار «بالونة اختبار».

* سيلان الدماء استبعد الأكاديمي والناشط في المجتمع المدني د. الباقر العفيف «سيناريو الانتقال السلمي الحضاري» تماما، وقال إن إصلاح الحكومة ذاتيا «غير واقعي»، لأن النافذين في الحكومة ليس لديهم استعداد لقبول بعضهم البعض، ناهيك عن الآخر، وأن بعضهم مقتنع إما أن يكونوا في الحكم أو تحت الأرض، لذا سيواجهون أي هبة شعبية بعنف شديد، ما يرجح احتمال حدوث تغيير «عنيف جدا»، تواجه فيه الحكومة الغضب الشعبي بعنف تسيل جراه دماء كثيرة.

ولا يعتبر العفيف دعوة الرئيس للحوار جادة استنادا على تجربة النظام مع الاتفاقات والدعوات، بما في ذلك اتفاقية نيفاشا التي انتهت بكارثة.

وأن النظام يحتفظ بالكثير من المساجين السياسيين، ويمنع المجتمع المدني من ممارسة عمله، ويتحكم في الإعلام، وهي مؤشرات على عدم جديته، وبالتالي فإن دعوته للحوار مجرد تكتيك اعتادت الحكومة على لعبه للضغط أو خلق علاقات عامة تكسبها بعض الدعم الدولي.

* تجديد البيت الحاكم

* يقول القيادي الإسلامي غازي صلاح الدين العتباني: «المجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع»، ويرى في اختيار قيادة الأمة عملية تجديدية حيوية، باعتبارها جهدا تربويا وتنويريا عظيما تتدافع في سياقه الآراء والمواقف والبرامج، إزاء كل قضايا الحياة السياسية وغيرها.

ويدعو العتباني الذي أبعد من وظيفته كرئيس للهيئة البرلمانية لنواب الحزب الحاكم في البرلمان إلى تجديد القيادة، وإجراء عملية تنقية وتنخيل من بين مواهب الأمة ممن يملكون مقومات القيادة، خصوصا بين أجيالها الصاعدة.

ويضيف العتباني في مقالة الذي نشرته مواقع إلكترونية، أن المشكلة ليست في الرئيس ونياته الصائبة، لكن في بعض من يجرون حسابات خاصة دون نظر إلى مصلحة عامة ودون اكتراث لنصوص القانون.

* رائحة الشواء

* ومن خصائص البيت الحاكم ينظر الكاتب والمحلل السياسي خالد التجاني النور إلى مدى جدية التوجه الحكومي نحو الحوار الشامل، وما تضمنه خطاب الرئيس عمر البشير أمام البرلمان بإطلاق سراح المعتقلين، وعلامة الاستفهام الكبيرة التي خلفها حول دوافع وحسابات الفريق الحاكم.

ويقول التجاني في مقاله المنشور في «الأسافير»، إن الإعلان الرئاسي بإطلاق سراح المعتقلين شكل دخانا كثيفا حجب الرؤية عن موقف كان ينتظر أن يأتي بخطوات أكثر تقدما تدفع عجلة الحوار الوطني للدوران والوفاء بمتطلباته.

ويرى النور أن هناك ثمة «فيتو» في دوائر البيت الحاكم ضد إطلاق حوار وطني بمواصفات حقيقية وجدية، ويضيف: «سرعان ما انقلبت الأمور باتجاه معركة كسر عظم للسيطرة على مقاليد الأمور داخل البيت الحاكم، وبدا الصراع المكتوم بين الأطراف المتنافسة داخل «المؤتمر الوطني» يأخذ شكل تصفية حسابات تارة باسم خلافة البشير، وتارة باسم محاربة الفساد في توظيف صراعي واضح، وتارة باسم توحيد التعبير الإعلامي عن مواقف الحزب.

ويحدد النور سيناريوهات ثلاثة للتغيير تتضمن قبول قادة الإنقاذ لمقترحات النائب الأول علي عثمان محمد طه للخروج من الأزمة الوطنية، بالانخراط في حوار وطني شامل، أو استمرار الاحتقان الحالي بدفع من المتشددين داخل النظام الذين يرفضون رؤية المخاطر المحدقة بالبلاد، ويصرون على الأساليب القديمة لتطيل بقائهم في السلطة، وهو ما يقود لإعادة إنتاج السيناريو السوري في السودان، أو استمرار «توازن الضعف» بين أطراف المعادلة السودانية الذي قد يقود لتآكل وتفتت بطئ للبلاد، وهو قد يفضي إلى تدخل خارجي يفرض تصوراته لتسوية الأزمة السودانية.

ويشم التجاني رائحة طبخة خارجية من مطابخ دبلوماسية غربية في الخرطوم، تزعم أن البشير لن يترشح مرة أخرى، وأنه فقط يبحث عن ضمان لتسوية ملف المحكمة الجنائية الدولية، وأن أكثر من عاصمة تريد غمس يدها ودس أنفها في الحالة السودانية.

* توازن الضعف

* كل الاحتمالات واردة، بعض أطراف المعارضة تدعو النظام لتفكيك نفسه، فيما يقف رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي وحيدا يدعو إلى «كودسا سودانية»، بينما يريد النظام احتواءها، يتسع الرفض الشعبي، والحركات الشبابية، «شرارة، التغيير الآن، قرفنا، حركات الطلاب»، تدعو لانتفاضة شعبية تسقط النظام، لكن الجميع يقفون عند المسافة نفسها من تحقيق أهدافهم، «توازن الضعف.

* الربيع السوداني عمره 50 عاما

* يطلقون عليها في السودان «الدورة الخبيثة».. انتفاضة شعبية تسقط نظاما ديكتاتوريا عسكريا، يعقبها انقلاب يعيد الديكتاتورية من جديد. هكذا يراوح التاريخ السياسي السوداني المعاصر مكانه، فيما تتراجع البلاد عشرات السنين إلى الوراء.

عرف السودان الثورات الشعبية قبل ثورات الربيع العربي بنصف قرن، ففي الحادي والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1964 ثار الشعب السوداني وخرج في مظاهرات شعبية عارمة، وأسقطوا حكم الرئيس الفريق إبراهيم عبود. خرج الجميع في مظاهرات تطالب بالحرية، وانحاز خلالها الجيش للشعب، وتنحى الرئيس عبود سلميا.

عقب سقوط «الديكتاتورية الأولى» قامت انتخابات حرة ونزيهة تمخضت عنها حكومة منتخبة ديمقراطيا استمرت تحكم لخمس سنوات، لكن صوت المارش العسكري أعاد البلاد مرة أخرى ل«الديكتاتورية»، وجاء انقلاب الرئيس جعفر النميري الذي استمر في الحكم أكثر من 16 عاما.

لكن السودانيين عادوا وأسقطوا ديكتاتورية النميري بانتفاضة شعبية وعصيان مدني في السادس من أبريل (نيسان) عام 1985، وانحاز الجيش للمرة الثانية للشعب، وتكونت حكومة انتقالية برئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، أعقبتها انتخابات أتت بحكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطيا.

تكرر السيناريو مرة أخرى ودقت موسيقى الجيش معلنة انقلاب الرئيس عمر البشير المدعوم من الإسلاميين في الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، وظل يحكم البلاد منذ ذلك الزمان.

الآن وفي مرحلة الربيع العربي تتشكل في رحم السودان ملامح ثورة جديدة، يرى المراقبون أنها ستكون مختلفة، تنهي «الدورة الخبيثة» وتضع البلاد أمام مرحلة جديدة، كيف ستكون هذه الثورة، سلمية، عنيفة، ربيع سوري، أم ليبي، أم يمني، أم مصري، هي الخيارات الماثلة، لكن السودانيين يرون أن في تجربتهم ما يغنيهم عن تجارب مستوردة.

الشرق الاوسط



--------------

حزب الترابي : على الحاج فقد تلقائياً وظيفة مساعد الأمين العام التنظيمية لوجود ترتيبات متعلقة بالجنسية الألمانية ووضعه.





طلب منه أن ينوب عنه في عقد القران..البشير لعلي الحاج : "عندك الأمان، تعال أعقد لي بنتك وأرجع".
04-17-2013 07:04 AM
تقرير: لينا يعقوب

الأسرة هنا في (الخرطوم) كانت تستعد للاحتفال باكتمال مراسم زواج ابنتها.. قبل اليوم المحدد اتصل والد (العروس) د.علي الحاج من مقر إقامته بألمانيا بالرئيس عمر البشير طالباً منه أن ينوب عنه في عقد القران.. البشير وإن لم يستغرب كثيراً للطلب إلا أنه قال لعلي الحاج "عندك الأمان، تعال أعقد لي بنتك وأرجع"..غير أن الأخير أصر على موقفه، "بأن يكون البشير هو وكيل العروس ويتمم لها عقد القران".. وهذا ما حدث، حيث حضر البشير وبعض من أعضاء المؤتمر الوطني، وأيضاً الشيخ حسن الترابي وعدد من منسوبي المؤتمر الشعبي للمناسبة وهناك تصافح (المتخاصمون) وتحدثوا قليلاً في غياب صاحب المناسبة.

ما سبق يعكس أن أعضاء الحركة الإسلامية على شقيها إذا أمعنا النظر فيهم لعرفنا أن الاختلاف بينهم بسيط جداً ويمكن أن يزول في لحظة حيث لا يمكن لأحد أن يتكهن بمستقبل علاقاتهم أو قوة تأثيرهم على بعضهم فهم في حالة مد وجزر يلتقون ويتقاطعون، يتفقون ويختلفون، دون أن تكون توقعات المراقبين المسبقة أو حتى اللاحقة دقيقة لما حدث أو ما سيحدث لذلك عندما التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان بمساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.علي الحاج لم يندهش من يعرف بواطن الأمور فإسلاميو "تيار المنشية" بين ليلة وضحاها يمكن أن يتنقلوا بخفة الهواء ليلتحقوا "بتيار القصر" دون حتى إبداء أسباب تخفف من دهشة المراقبين، فبعد أن ضجت الصحف بلقاء ألمانيا الشهير بين –العليين- الذي انتهى بوعود ببدء حوار بين الحكومة والقوى السياسية، وهمس أن الأمر قد يصل لتوحيد الإسلاميين فيما بينهم لكن ما لبث أن هدأت أصداء ذلك اللقاء حتى بدا كأنه فقاعة صابون.. البعض يقول أن المبادرة أعطيت أكبر من حجمها والبعض الآخر يشير إلى أشواك وعراقيل كانت تقف أمامها.
جنسية علي الحاج
قبل أن نخوض كثيراً في تلك المبادرة دعونا نطرح السؤال الصعب على من يقف وراء المبادرة لحل إشكال هذا البلد وإخراجه من الظلمات إلى النور "سؤال المليون دولار" على د.علي الحاج الذي يجلس وسط صقيع برلين هل مايزال يحمل جنسيته السودانية وجواز سفره الأخضر أم أنه تخلي عنه في سبيل –العيون الخضراء- للجواز الألماني حيث قالت إحدى المصادر التي تحدثت لـ(السوداني) إن الرجل سقطت عنه الجنسية السودانية بعد أن حمل الجنسية الألمانية التي وبحسب القانون الألماني لا يحق بأن يحمل الشخص لجنسيتين وهذا قد يرجع للذاكرة الألمانية التي تعتز بأصلها الآري الذي يرونه لا يمكن أن يتساوي مع أي جنس كان، وحتى وإن كان من جيرانهم من أهل أوربا فالقانون الألماني يمنح الجنسية، بعد أن يُسقط الجنسية الأم، إلا في حال تعثر طالب الجنسية التواصل مع سفارة بلاده في جلب بعض الأوراق الثبوتية حسب مصدر من السفارة الألمانية، والذي أضاف في حديثه لـ(السوداني) أنه من النادر جداً أن يُمنح مواطن الجنسية الألمانية وهو يحتفظ بجنسيته السابقة.
المعلومة من شأنها أن تُحسب على علي الحاج إن صحت، فمن غير المقبول أن يقود مواطن سوداني فاقد للجنسية (السودانية) حواراً بين قوى سياسية، أو هكذا يعتبر أحدهم..غير أن (السوداني) اتصلت بمحور الحديث علي الحاج بألمانيا تستفسره عن صحة سقوط الجنسية السودانية عنه بعد أن حصل على الجنسية الألمانية، إلا أنه استنكر السؤال وطرح بدلاً عنه استفساراً آخر "وهل من يحصل على جنسية أخرى ليس من حقه التحدث في الشأن السوداني؟"
السؤال الذي كررته (السوداني) لأكثر من مرة على علي الحاج "هل أُسقطت الجنسية السودانية عنك بعد حصولك على الجنسية الألمانية؟" إلا أنه أجاب "أرفض الإجابة على هذا السؤال".!

وفي هذه الحالة يبقى الاحتمالان مفتوحان، إما أنه يحتفظ بكليهما – كحالة نادرة يسمح بها القانون الألماني- أو أن علي الحاج هو الآن مواطن ألماني من أصول سودانية إلا أن مصدر مطلع اكتفى بالتعليق لـ(السوداني) حول هذه المسألة قائلاً "الجنسية السودانية بالنسبة لعلي الحاج ليست مشكلة، لأنه إن حدث توافق بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية أو حتى بين الوطني والمؤتمر الشعبي، فأسهل وأسرع خدمة يمكن أن تقدم هي الجنسية حال أسقطت".
نظرة من الداخل
نظرة أخرى فاحصة على وضعية علي الحاج داخل تنظيمه –المؤتمر الشعبي- حيث يقول الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر إن علي الحاج، له سنوات طويلة وهو يقيم في ألمانيا ويحمل جنسيتها وكان يشغل مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي، إلا أن التعديلات الأخيرة التي طالت عدداً من الوظائف داخل الحزب أنهت وظيفته كمساعد للأمين العام، وأصبح هناك نواب للأمين العام، "سمية يوسف وعبد الله حسن أحمد وإبراهيم السنوسي" ونوه إلى أن الحاج فقد تلقائياً وظيفة مساعد الأمين العام التنظيمية والتي تمت برغبة مباشرة منه وليس بطريقة إقصائية، لوجود ترتيبات متعلقة بالجنسية الألمانية ووضعه.
وقال عمر خلال حديثه لـ(السوداني)إن علي الحاج محرر الآن من أي التزام تنظيمي إلا الالتزام بأزمة بلده، فهو يرى أنها مساحة تعطيه حق للتحرك بصورة أكبر من أن يكون مرتبطاً بالمؤتمر الشعبي.. ويذكر بأن وزنة علي الحاج واسمه مفيد لحل أزمة البلد أكثر من أن يكون مرتبطاً بحزب.
جنسيات مزدوجة
إذا نظرنا إلى خارطة القادة السياسيين سنجد العديد من منهم يحملون جنسيات مزدوجة لدرجة أن السفير البريطاني إيان كلف قال قبل سنوات ماضية إن ثلثي وزراء الحكومة السودانية يحملون الجواز البريطاني مما أثار هذا التعليق الكثير من ردود الأفعال المنتقدة لهذا الأمر لدرجة المطالبة بمنع أي شخص يحمل جنسية مزدوجة أن يحتل منصباً دستوراً وهذا يعمل به في كثير من بلدان العالم ومن أشهر الشخصيات التي تحدث عنها علناً بأنها تحمل جنسية أخرى القيادي بالمؤتمر الوطني د.قطبي المهدي وهو يحمل الجنسية الكندية بجانب التصريح بأن أبناء مرشد الطريقة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني يحملون جوازات سفر يوغندية وقد يكون نجله مساعد رئيس الجمهورية جعفر الصادق حاملاً لجنسية أجنبية غير السودانية.
مستقبل المبادرة
وبالرجوع لمبادرة علي الحاج التي انحسرت من حولها الأضواء يقول كمال عمر إن الحزب لا يحجر على عضويته في أي مكان لقاء أي سياسي وأن علي الحاج نفسه اعترف أنه غير مفوض من قبل المؤتمر الشعبي لقيادة مبادرة مع المؤتمر الوطني، وكشف أن علي الحاج أبلغ الشيخ حسن الترابي أنه التقى علي عثمان بعد اللقاء وأنه أخطره وإبراهيم السنوسي والصادق المهدي و فاروق أبو عيسى، وسكرتير الحزب الشيوعي بما دار في اللقاء موضحاً أن شكل الإخطار يظهر أنها لا تعني الحزبين أو الإسلاميين كما يتوهم البعض..
وحول مستقبل المبادرة قلل عمر من جدواها أو أن تثمر شيئاً في مستقبل الأيام مشيراً إلى أن علي الحاج نفسه لم يكن يعول على اللقاء بدليل أنه طلب من علي عثمان أن يوصل الرسالة إلى الرئيس.
والناظر إلى مبادرة الرجل لوجد بها عدداً من الثغرات التي قد تقف ضد نجاحها حيث انقسم الناس من حولها خاصة داخل المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني فثمة من مضى متشائماً ومتهماً جهات لم يسمها بالسعي لقطع الطريق أمام لقاء العليين وإفراغه من محتواه داخل الحزبين، ويرى أنصار هذا الاتجاه أن سباقاً للمبادرات واللقاءات المتبادلة تقوم به أطراف هنا وهناك لتحقيق إنجازات إلا أنهم يتبعون أسلوباً يضر بعملية الحوار ويبعثر أوراقه.
المؤتمر الوطني ترك الباب موارباً أمام هذه الاجتهادات ولم يرغب بتغذية الساحة بتصريحات تصب في سياق التفاؤل، كما أنه لم يصدر منه نفياً بلقاء رئيس قطاعه السياسي ونائب رئيس الجمهورية الحاج آدم ورئيس قطاع العلاقات الخارجية إبراهيم غندور بالدكتور حسن الترابي الشهر الماضي.
كما أن هناك دلائل تشير إلى أن المؤتمر الشعبى لازال منقسماً على مستوى قياداته، ففي الوقت الذي ينشط فيه تيار معتدل لإنهاء حالة الجمود والرغبة بتسريع الحوار -وهو تيار تمثله قيادات بارزة- يقف على الجانب الآخر تيار ثان به قيادات وسيطة، تعمل على التقليل من العملية برمتها، وتصورها للقواعد كأنها محاولة من النائب الأول لامتصاص انتفاضة قواعد الحركة الإسلامية والمجاهدين .
ذر رماد
إن كان المؤتمر الشعبي قلل من المبادرة وما يمكن أن تحققه من نتائج مرجوة، فبلا شك أن القوى السياسية الأخرى تشعر بذات الأمر.. فرئيس قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى أكد بأن اللقاء الذي تم والمبادرة التي طرحت ما هي إلا ذر رماد في العيون، واصفاً إياها بأنها "غير جادة ولا يحزنون" وأوضح في حديثه لـ(السوداني) أن هناك شروطاً عديدة يجب أن تتوفر حتى تثق القوى السياسية في دعوات ومبادرات المؤتمر الوطني.
ويتضح أنه في حال لم تحدث أي خطوت جادة في "تطبيع العلاقات" بين المؤتمر الوطني وقوى الإجماع الوطني في مسألة الحوار فسيظل الطرف الأخير فاقداً للثقة بأي شيء يمكن أن يطرحه الأول، ذلك لأن الأحزاب نفسها لا تثق في مبادرات يقودها أعضاء منتمين للحزب.!
ومع ذلك هناك آراء فردية للأحزاب، تظهر بين فينة وأخرى في الصحف، تشير إلى أن الحوار يمكن أن يستمر، فقد قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبى عبدالله حسن أحمد أمس إن هناك إمكانية لتوحيد الحركة الإسلامية مرة أخرى إذا ما توفرت حسن النوايا والنظرة الواقعية للحركة، وربط ذلك بحوار لابد أن يجرى مع القوى السياسية الأخرى، لأنه في نهاية الأمر "الحوار مع توفر الحريات أفضل من الدعوة إلى إسقاط الحكومة"!.

السوداني

Post: #175
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-18-2013, 05:35 AM
Parent: #174

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan9.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





بالامس تم اطلاق سراح ضباط من القوات السلحة اتهموا بمحاولة انقلاب على السلطة وسط استقطاب حاد داخل حزب المؤتمر الوطنى الذى ظل يعانى منذ فترة طويلة من صراع داخلى بين تياراته المتعددة بدات بين الترابى وتلاميذه وتطورت الى انقسام فى الحزب ما بين وطنى وشعبى وتشرذم الوطنى الى تيارات مختلفة تتصارع على السلطة كل مجموعة تسعى الى الهيمنة المطلقة على الحزب والدولة والمال والمنصب والجاه باى اسلوب وباى طريقة .. وانتهى الامر بالفساد البائن فى اجهزة الدولة ووصل الى القوات المسلحة عبر وزارة الدفاع التى اتهمها مجموعة من الضباط باستيراد اسلحة فاسدةتقتل الصديق قبل العدو وهنا بادرت المجموعة المتهمة بالفساد باعلان ان هناك مخربون داخل القوات المسلحة تطور الى اتهام بالانقلاب على السلطة نفسها وشمل الاتهام امنيون فى مقدمتهم رئيس جهاز الامن الاسبق ويبدو ان التسرع وعدم الذكاء فى التصرف برؤية سليمة صاحب هذا الاتهام الذى استتبعته اجراءات كانت لابد ان تقوم مثل الاعتقال ومن ثم توجيه تهم ومحكمة تحولت الى محاكمة للنظام نفسه واستطاع الضباط المتهمون اثبات ولائهم الحزبى والرسمى للجهة التى يتبعون لها وكشفوا ان لا محاولة انقلابية وانما ثورة ضد المفسدين وكانوا يملكون الادلة على قضية الاسلحة الفاسدة مما ادى الى تطاعطف شعبى وحزبى معهم وضعفت حجة الانقلاب وبقيت ازمة الفساد بائنة تشير الى من ادعى وكان لابد من معالجة للامر ولملمة الموضوع بعد ان بان كل شىء للانسان العادى داخل الوطن بان هناك استقطابا داخل الحزب الحاكم وصراعا بائنا حول السلطة استفحل ولا علاج له الا بمصالحة داخلية تضع حدا لصراع الاسلاميين حول السلطة والمال والجاه والمنصب فكان هذا القرار القاضى باعفاء هؤلاء والذى ينبغى ان يكون بداية اصلاح داخل هذا الحزب باسلوب واضح وكاشف لكل من افسد الحياة السياسية والاقتصادية وابعاده مهما كان منصبه ..

ليبدا الاصلاح والا فان الحال سوف يظل كما هو صراع ومن ثم انتقام والوطن يدفع الثمن ..




إطلاق سراح محكومي الانقلابية
الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2013 18:28


حزب الأمة القومي يرحب باطلاق سراح المحكومين العسكريين
أفرجت السلطات السودانية، يوم الأربعاء، عن مجموعة الضباط المدانين في المحاولة الانقلابية في ديسمبر الماضي بقيادة محمد إبراهيم عبدالجليل، وتحرّك المفرج عنهم من السجن إلى منزل الأخير في حي جبرة بالخرطوم ليجدوا حشداً في استقبالهم.


وكانت المحكمة أدانت المعنيين بالطرد من الخدمة العسكرية وعقوبات بالسجن تراوحت بين السنتين والخمس سنوات، ومنحتهم مهلة 15 يوماً لاستئناف الأحكام الصادرة بحقهم.


والمفرج عنهم هم سبعة على رأسهم العميد محمد إبراهيم عبدالجليل، الذي حوكم بخمس سنوات سجناً، والعقيد فتح الرحيم عبدالله المحاكم بأربع سنوات، إلى جانب محمد زاكي الدين، وثلاث سنوات للواء عادل الطيب والشيخ عثمان، مع طردهم من الخدمة العسكرية جميعاً.


وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، إن المحاكمين أمام محكمة عسكرية بالخرطوم في السابع من أبريل الجاري، قدموا استرحاماً للرئيس عمر البشير يطلبون عفواً رئاسياً.

بيان هام: الأمة القومي يرحب باطلاق سراح المحكومين العسكريين17 أبريل 2013م

بيان هام
من حزب الأمة القومي

يرحب حزب الأمة القومي بإطلاق سراح المحكومين من مواطنينا العسكريين ويرى العفو عنهم خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الوفاق الوطني.
إن للوفاق الوطني استحقاقات، نناشد الأخ الرئيس وزملاءه والحزب الحكام الاقبال عليها بإخلاص وجدية، وهذا يعني الالتزام بالأجندة الوطنية التي تحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وهذا من شأنه أن يزيل أسباب الاحتقان والانسداد والنزاع.
كما ينبغي أن تتوافر في مجال كافة القوات النظامية التحرير من القضبة الحزبية، وأن تلتزم كافة القوى السياسية بالتعامل مع القوات النظامية باعتبارها مؤسسسات قومية لا مجال فيها للاستقطابات الحزبية التي تأتي دائما بنتائج عكسية على الضبط والربط المطلوب، ونرى أن تضمن هذه المعاني في الوطن المنشود، كما ينص عليها في الدستور القادم لنحافظ لقواتنا النظامية على وظائفها المهنية، وكما يطالب حزب الأمة بإطلاق سراح بقية المعتقلين.

والله ولي التوفيق،،



-------------

Post: #176
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-18-2013, 07:37 AM
Parent: #175



إطلاق سراح محكومي الانقلابية الأربعاء, 17 أبريل

( الخميس, 18 أبريل 2013 08:30 ) .

أفرجت السلطات السودانية، الأربعاء، عن مجموعة الضباط المدانين في المحاولة الانقلابية في ديسمبر الماضي بقيادة محمد إبراهيم عبدالجليل بعفو رئاسي، وتحرّك المفرج عنهم من السجن إلى منزل الأخير في جبرة بالخرطوم ليجدوا حشداً في استقبالهم.

واصدر الرئيس عمر البشير قرارا بتخفيف العقوبة الصادرة بحق الضباط الـ 8 زائداً ضابط صف برتبة رقيب أول وتم إطلاق سراحهم اليوم بناء علي هذا القرار .


والغي القرار عقوبة الطرد من خدمة القوات المسلحة واستبدالها بالإبعاد من الخدمة إضافة الي الاكتفاء بالفترة التي قضوها في الحبس من تاريخ اعتقالهم بدلاً عن عقوبة السجن كلاً حسب المدة الصادرة في حقه .


وكانت المحكمة أدانت المعنيين بالطرد من الخدمة العسكرية وعقوبات بالسجن تراوحت بين السنتين والخمس سنوات، ومنحتهم مهلة 15 يوماً لاستئناف الأحكام الصادرة بحقهم.


والمفرج عنهم وعلى رأسهم العميد محمد إبراهيم عبدالجليل، الذي حوكم بخمس سنوات سجناً، والعقيد فتح الرحيم عبدالله المحاكم بأربع سنوات، إلى جانب محمد زاكي الدين، وثلاث سنوات للواء عادل الطيب والشيخ عثمان، مع طردهم من الخدمة العسكرية جميعاً.


وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، إن المحاكمين أمام محكمة عسكرية بالخرطوم في السابع من أبريل الجاري، قدموا استرحاماً للرئيس عمر البشير يطلبون عفواً رئاسياً


--------------

السودان يطلق سراح 7 ضباط أدينوا بمحاولة انقلاب


حشد عفوي من جيران وأهالي المفرج عنهم يرحبون بهم لدى وصولهم إلى منزل ود إبراهيم (أ ف ب)
تاريخ النشر: الخميس 18 أبريل 2013


الخرطوم (وكالات) -

أفرج أمس عن سبعة ضباط في الجيش السوداني حكم عليهم في السابع من أبريل بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وخمس سنوات بتهمة القيام بمحاولة انقلابية في 2012. وقد أُفرج قبل يومين عن ضابطين آخرين أدينا معهم. وتوجه الضباط السبعة وهم يرتدون ثياباً مدنية ويهتفون “الله أكبر”، إلى منزل أحدهم في حي جبرة، العميد محمد إبراهيم عبدالجليل الملقب بـ”ود إبراهيم” الذي حكم عليه بأقسى حكم، واستقبلهم هناك مئات الأنصار والأقارب والجيران وهم يطلقون النار في الهواء. والمفرج عنهم هم سبعة على رأسهم العميد محمد إبراهيم عبدالجليل، الذي حوكم بخمس سنوات سجناً، والعقيد فتح الرحيم عبدالله المحاكم بأربع سنوات، إلى جانب محمد زاكي الدين، وثلاث سنوات للواء عادل الطيب والشيخ عثمان، مع طردهم من الخدمة العسكرية جميعاً.

ولم تتضح على الفور أسباب هذا الإفراج، لكن الجيش أكد أن الضباط طلبوا العفو في التاسع من أبريل، وقالوا إنهم “معتقلون سياسيون”، وهي فئة وعد الرئيس عمر البشير في الأول من أبريل بأنه سيفرج عنها. وصرح إبراهيم للصحفيين “الآن نحن أحرار والقضية قد انتهت بالنسبة لنا”، ورفع الأنصار الرجال السبعة الذين شطبوا من الجيش على أك########م وهم يبتسمون، وذبحت أربعة خراف للاحتفال بالإفراج عنهم. وكان الضباط يواجهون عقوبة الإعدام في هذه القضية التي يرى الخبراء أنها تعكس خلافات داخل نظام البشير الذي تولى الحكم قبل 24 سنة على إثر انقلاب عسكري لعب فيه إبراهيم دوراً. ومعظم الضباط المتورطين مقربون من قدماء المقاتلين الجهاديين خصوصاً مجموعة “سائحون” وهم أيضاً من قدماء الحرب الأهلية ضد الجنوبيين (1983 - 2005 التي أسفرت عن سقوط مليوني قتيل



اقرأ المزيد : السودان يطلق سراح 7 ضباط أدينوا بمحاولة انقلاب - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=37990andy=2013#ixzz2QnAHhKCu



----------------

Post: #177
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-18-2013, 11:49 PM
Parent: #176


بعد عفو رئاسي مدانو المحاولة الانقلابية ..خارج الأسوار! (....) هذه هي أول الكلمات التي قالها ود إبرا


الخميس, 18 أبريل 2013 11:14 عدد المشاهدات : 58

- فى السودانى اليوم



بعد عفو رئاسي
مدانو المحاولة الانقلابية ..خارج الأسوار!


(....) هذه هي أول الكلمات التي قالها ود إبراهيم بعد خروجه


غازي صلاح الدين: هذه خطوة صحيحة و لدينا حديث كثير سنقوله لاحقاً
نجل ود إبراهيم: كنا ننتظر هذا اليوم بفارق الصبر
لماذ رفض الرد علي هذا السؤال؟!
تقرير:خالد أحمد
تصوير:أحمد طلب



"العفو" كالموت يأتي عندما لا تتوقعه ليلحق بك المفاجأة وهول الاندهاش فعندما نزعت من أك########م الرتب العسكرية وسحبت منهم الأنواط والنياشين التي أخذوها بعد أن كادت أرواحهم أن تزهق على أيدي مقاتلي الجيش الشعبي في آخر معارك هجليج وأدخلوا للمعتقلات كان أقرب سيناريو يحيط بفكرهم أنهم ملاقين ربهم خاصة وأن العقوبة لمحاولة الانقلاب على الحكم هي الإعدام إلا أن الفرح كان يعد لهم "كميناً" من نوع آخر لم يتدربوا على التعامل معه حيث يوم أن اعتلى الرئيس المشير عمر البشير منصبة المجلس الوطني وأعلن العفو عن كل المعتقلين السياسيين تخيلت أن العميد محمد إبراهيم –الشهير بود إبراهيم- يتبسم في معتقله هو رفاقه بعد أن عرف أن الأمر لن ينتهي بالطريقة الإفريقية في معالجة الانقلابات !
في تمام الساعة الثانية ظهراً انطلقت الزغاريد وزخات الرصاص وضجت في نواحي منطقة جبرا بالخرطوم ابتهاجاً بإطلاق سراح ود إبراهيم وإخوته حيث كان الدم أكثر القرابين ابتهاجاً بالخروج حيث ذبحت الذبائح ونصبت الخيام وتوافد الكل من حكومة إلى معارضة مباركين .


سر التكبيرة


وسط الخيمة الواسعة التي تجمعت فيها أعداد كبيرة الناس أغلبهم من الشباب إذا نظرت إليهم عن قرب ستعرف أنهم من (مجموعة السائحون) التي كانت تدافع عن ود إبراهيم وهم من شباب الحركة الإسلامية أغلبهم من المجاهدين السابقين لذلك كانوا كلما دخل أحد على ود إبراهيم مهنئاً وقفوا يكبرون ويهللون وجلس وسطهم ود إبراهيم تبدو على ملامحه الراحة وبعض الرهق وهو الذي لم يتعود على هذا الضجيج والإعلام والكاميرات التي كانت تحاصر وتتابع كل خطواته وسكناته وهي تنتظر أن يدلي إليها ببعض الكلمات تشفي تعطشها لرجل شغل الساحة بتحرك غامض لم تتكشف جوانبه إلا أنه كان لا يريد الحديث ولكن بعد إلحاح تحدث بلسان الدبلوماسية وليس العسكري حيث إنه شكر كل السودانيين للوقوف إلى جانبه وبذل الدعوات لإطلاق سراحه كما خص بالشكر خلال حديثه لـ(السوداني)


رجالات الطرق الصوفية وأعلن عن استمراره في خدمة المجتمع لكنه اكتفى بالابتسامة رداً على سؤال عما إذا كان عملية الإفراج جاءت كرد على استرحام تقدم به ولم يجب على السؤال معرباً عن سعادته بعملية الإفراج ومعانقة أبنائه وأصدقائه بعد فترة امتدت إلى 5 أشهر كما أعرب عن تقديره للإعلام وقال إنه وقف على الحياد.
حتى وهو يستلم قرار إبعاده من سلك الجندية لم ينسَ ود إبراهيم رفاق السلاح حيث حياهم بشكل خاص أثناء حديثه حيث قال إنه يرسل تحاياه للمجاهدين في الثغور والمدافعين عن تراب الوطن كما أشاد بالقوات المسلحة ومجموعة سائحين وأسر المعتقلين وقال إنه يتضرع لله أن يحفظ السودان كما أعرب عن تقديره لبعض الشخصيات التي لاقت الرئيس من أجل عملية إطلاق سراحهم.
لم يستطع نجل ود إبراهيم ويدعي محمد سوى الابتسام أمامي وهو يحاول أن يخفي ارتباكه فهو صغير السن ولا يعرف دربة الحديث إلا أنه عبر بصدق عندما استجمع قواه وقال لي "أنا فرحان إنو أبوي طلع واليوم قاعد معانا، ونحن كنا ننتظر هذا اليوم"، أنا من جانبي لم أضغط عليه ليزيد فبعض المشاعر يصعب ترجمتها لكلمات لانها ستفسد وكيف يكتب فرح ابن بعوده والده سالماً.


شقيق ود إبراهيم الذي تهرب من أن يذكر اسمه قال بلسان السياسي إن إطلاق سراح أخيه خطوة في الاتجاه الصحيح مشيراً إلى أن الأسرة لم تفاجأ لأنه كان لديها اتصالات بقيادات في الدولة أبلغتها بقرب إطلاق سراحه.


الأكثر فرحاً


عقب اعتقال مجموعة ما سميت بالمحاولة الانقلابية ضجت بالحدث مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك حيث غيرت أغلب صور البروفايلات الشخصية لـ(مجموعة السائحون) لصورة ود إبراهيم وبدأت بعدها حملة كبيرة تطالب بإطلاق سراحه لذلك كان بالأمس محاطاً بهم، ومن يعرف الإسلاميين يعرف أنهم اختاروا مكاناً قصياً عندما انقسم الاسلاميون بين تيار القصر والمنشية فقد باتت لديهم آراء أقرب للمعارضة للنظام الحالي إلا أنهم لايريدون إسقاط النظام بل يعملون على إصلاحه.


الابتسامة العريضة


تكبيرة مدوية وتهليلات أعلنت عن وصول القيادي بالمؤتمر الوطني د.غازي صلاح الدين الذي جاء متلفحاً جلبابه الأبيض وجسمه متشح ببعض النحول إلا أن ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه وهو يعانق ود إبراهيم ويطمئن عليه وسرعان ماتحلق حوله الشباب .
غازي الذي يناصح إخوانه في الحكم هذه الأيام بشكل ناعم عبر المقالات والأحاديث جعلت البعض يغضب منه وقد تكون زيارته لود إبراهيم بالأمس رسالة أخرى قد ينشغل البعض في تفسيرها وهو بعد أن أدى صلا ة العصر في خيمة فرح إطلاق سراح ود إبراهيم استمسك عن التعليق إلا أنه قال إطلاق سراح المعتقلين خطوة مرحب بها وصائبة وجاءت في الوقت الصحيح وأضاف خلال حديثه لـ(السوداني) أن هذا الأمر سيسهم في وحدة الصف الوطني للبلاد وستساعد في الاستقرار وأضاف "لدينا حديث كثير سنقوله بعدين" وعندما الحيت عليه بالسؤال "بعدين متين" لم يرد وانسحب بهدوء.


تخفيف التخفيف


وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا) فإن إطلاق السراح يرجع لقرار صدر من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتخفيف العقوبة الصادرة بحق الضباط المشاركين في المحاولة الانقلابية نوفمبر الماضي بعد توصية وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين على ضوء الاسترحامات التي تقدم بها المحكوم عليهم.
وشمل القرار ضباط القوات المسلحة الثمانية مضافاً إليهم ضابط صف برتبة رقيب أول وتم إطلاق سراحهم أمس بناءً على هذا القرار.


ونجد أن القرار الرئاسي خفف عقوبة الطرد من الخدمة إلى الإبعاد الذي تم فيه إلغاء عقوبة الطرد من خدمة القوات المسلحة واستبدالها بالإبعاد من الخدمة إضافة الي الاكتفاء بالفترة التي قضوها في الحبس من تاريخ اعتقالهم بدلاً عن عقوبة السجن .


على الرغم من أن العميد ود إبراهيم قد أخذ الأضواء كلها إلا أن هنالك رفاقاً له في السجن شملهم العفو أيضاً منهم اللواء الركن عادل الطيب الأمين الذي كان حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بجانب العقيد الشيخ عثمان كان حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات كما أطلق سراح العقيد الركن فتح الرحيم عبدالله بعد أن كان حكم عليه بالسجن خمس سنوات وتم فقط إبعاده من الخدمة
بجانب العقيد الركن محمد زاكي الدين والمقدم ركن محمود صالح والمقدم ركن مصطفى محمد والرائد حسن عبدالرحيم فضل وأخيراً أصغرهم رتبة هو الرقيب أول عمر عبدالفتاح عبدالفراج .


هذا القرار الذي تم بموجبه إطلاق سراح ود إبراهيم ورفاقه على الرغم من أن ظاهره يأخذ الطابع الفجائي إلا أنه في حقيقة الأمر مضى عبر الطرق القانونية المتبعة حيث لم تمضِ سوى أيام قليلة على إعلان حكم المحكمة بالإدانة لمتهمي المحاولة الانقلابية بالسجن والفصل من الخدمة العسكرية سارع محامي المعتقلين إلى عدم الاستئناف وإنما تقدم باسترحام لرئيس الجمهورية حيث يقول رئيس هيئة الدفاع عن العميد ود إبراهيم المحامي هاشم الجعلي إن هيئة الدفاع قدمت نيابة عن كل المدانين طلب استرحام وفقاً لنصوص المادة (140) من قانون القوات المسلحة لسنة 2007م وهي مادة تعطي الحق للرئيس والقائد العام للقوات المسلحة النظر في أي طلب استرحام يسقط العقوبة أو يخففها وأضاف خلال حديثه لـ(السوداني) أن الطلب المقدم يحتوي على بيانات تحتوي على أعمال المدانيين وجهودهم في الخبرة العسكرية وخدمتهم الطويلة في القوات المسلحة وأنهم يحملون أنواطاً ونياشين وأوضاعهم الإسرية وعائلاتهم مع الاعتبار أن ماقاموا به عمل تحضيري ولم يحدث فعل مباشر، وحول عدم تقديم المدانين طلب استئناف لقرار المحكمة وتفضيلهم طلب الاسترحام يقول الجعلي إن المتهمين أقروا بالتهم وأنها كانت في طور الإعداد وبالإضافة لأن هذا التحرك لا يعد جريمة جنائية كاملة .



فيما يقول القانوني المعز حضرة حول العفو الرئاسي عن المتهمين إن المحكمة التي أصدرت الأحكام بحق المتهمين هي محكمة عسكرية ولها إجراءاتها المختلفة عن المحاكم العادية مشيراً إلى أن المحاكم العادية حال صدور الحكم في القضايا الجنائية تقدم للمحكمة الأعلى وهي محكمة الموضوع مبيناً أن الطبيعي في المحاكم ليس تقديم الاسترحام وإنما الاستئناف ويختلف الأول عن الثاني في أن الأول (الاسترحام) يقدم عندما يقتنع الجاني أنه مدان لأن الاسترحام يعد هنا السبيل الوحيد لتخفيف الحكم عليه وهو وسيلة استثنائية ويرمى به الشخص لدى المحكمة عندما يكون مداناً لأمل البراءة ويشير المعز إلى أن المحكمة العسكرية بحكمها المخفف على حد قوله أرادت أن تعطى الرئيس فرصة إصدار عفو مؤكداً على أن الرئيس له الحق في إصدار العفو وانه مارس حقه القانوني باطلاق سراح المتهمين.

















.

Post: #178
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-21-2013, 08:42 AM
Parent: #177

وما أدراك ما (سائحون ) .. مصلحون أم تائهون أم حانقون أم للحية جلدٌ جديد ؟



(كتب فايز الشيخ السليك)


قبل أيام وقف الناجي عبد الله القيادي المعروف في المؤتمر الشعبي يخاطب مظاهرة نظمتها (مجموعة سائحون) أمام مسجد جامعة الخرطوم مطالبين بإطلاق سراح مجموعة العسكريين والمدنيين المعتقلين فيما اطلق عليه النظام ( المحاولة الإنقلابية أو التخريبية ) بعد أن حكمت المحكمة عليهم بأحكام متفاوتة بالسجن لفترات تتراوح ما بين خمس سنوات إلى سنة مع الطرد من الخدمة العسكرية ، إلا أن خطاب المجموعة، وطريقة حشدها وتكوينها تثير عدد من التساؤلات، وحول علاقة المجموعة بمراكز القوى داخل الحركة الإسلامية ونظامها الحاكم، ومدى سقف التغيير والإصلاح الذي تتطلع إليه المجموعة ، والتي تنطلق من ذات قاعدة النظام، وتشرب من ذات منبعه، وتربط جذورها الأيدلوجية بشجرة المؤتمر الوطني .
ويشير المراقب السياسي للاحدث إلى عدد من الملاحظات حول تحركات ( سائحون ) ، وهو ما يعكس حجم الدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعة في صراعات المؤتمر الوطني، وتكيتيات الحركة الإسلامية ، وبدائلها في حالة احتدام المعركة، ودنو أجل سقوط نظام عمر البشير، وتتمثل الملاحظات في الآتي ..


1- إن المجموعة المعنية خرجت في مظاهرة سلمية دون أن تتعرض لها أجهزة النظام بأي تحرش مثلما تفعل مع كل التجمهرات، حتى ولو كانت مسيرة طلابية تطالب بتحسين أوضاع الداخليات، أو لمجموعة ” لا لقهر النساء” والتي تطالب بتعديل بعض القوانين المقيدة للحريات والمهينة للنساء، ولكرامة الإنسان بشكل عام .
2- إن المجموعة تضم في تكوينها عناصر من قيادات المؤتمر الوطني في أعلى الصف الثاني ، وقيادات في الصف الأول في المؤتمر الشعبي وعلى رأسهم الناجي عبد الله ؛ بالإضافة إلى الدكتور محمد مجذوب الذي يريد القيام بدور المفكر لخلفيته الأكاديمية ولهدوئه، وميله للفكر والفلسفة .
3- إن المجموعة ظلت تدير حواراتها لفترة طويلة عبر مواقع التواصل الإجتماعي،” الفيس بوك ” على وجه التحديد دون أن تحمل الحوارات أية هوية سوى شعارات معروفة، وذكريات القتال في الجنوب ، واشواق الجهاد ، وهو ما جعلها تختار اسم ” سائحون ” واقتباسه من الآية الكريمة من سورة التوبة (والتائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ( 112 ) )
4- اجرت هذه المجموعة حوارات مع عدد من القادة الإسلاميين بما فيهم الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي والأب الروحي للحركة الإسلامية في شقيها ” الوطني والشعبي” ، وعراب الإنقاذ في سنواتها العشر الأولى.، إلا أن المجموعة لم تحاور عدد من قادة الأحزاب الدينية الطائفية مثل الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني ، أو تعلن عن حوارات مع جماعات السلفية الحربية مثل عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم.


ويفسر مراقبون ظهور ( سائحون ) بأنه يمثل حالة إحباط من نتائج ما يعتبرونه ” مجاهدات” ، وحصاد مر لربع قرن من الحكم الإسلامي، إوتمثلت الحصيلة المفجعة ؛ في انفصال الجنوب الذي دفنوا فوق أرضه مئات من “أخوان الأمس”، ومن ما يرونه من فساد الحكام الإسلاميين، وفي ذات الوقت فإن محاصصات السلطة والثروة تخطت بعضهم، وظلت “حكراً على الحرس القديم” من عسكريين، وأمنيين، وسياسيين؛ بل أن غنائم الدولة التي سطوا عليها بليل شملت حتى ” القادمين من أحزاب أخرى ومتواليين فروا ساعة المواجهة، واقتربوا من النظام زلفى ساعة المغنم .
ومع بروز جماعة سائحون إلى السطح في ( حالة هلامية ) بلا برنامج واضح المعالم أو رؤية جديرة بالحوار ، سرت همهمات عن علاقة المجموعة بالدكتور غازي صلاح الدين، وهو يعبر عن احباطه من حال نظامه، وميله في الآونة الأخيرة إلى االإنتقاذ ودعوته لإصلاح شأن بيته الداخلي ،دون أن يتخذ خطوةً جريئة بالمصادمة، أو المواجهة المباشرة، وربما أراد العتباني الإستفادة من عمل ( سائحون ) ليكونوا له عصا يتوكأ بها في معركته، ويهش بها خصومه داخل حزبه الحاكم وحركته الإسلامية التي وجهت له ضربة خلال المؤتمر السابق قبل بضعة اشهر برفض رؤيته الإصلاحية وانتصار الصقور من تحالف العسكريين والأمنيين من بيادق الإنقاذ.



وفي ذات السياق كشفت تطورات الأحداث الأخيرة المتمثلة في مسرحية ( المحاولة الإنقلابية ) بقيادة العقيد محمد أبراهيم عن تعاطف وعلاقة روحية بين العقيد والمحاربين القدامي، حيث أعرب قادة (سائحون ) عن رفضهم لإعتقال ود أبراهيم، في موقف نادر في مثل هذه الحالات، والتي يخفي فيها كل فرد تعاطفه أو علاقته مع متهمين بالعمل على تغيير النظام بالقوة ، وبالسلاح، وعقوبة ذلك القتل رمياً بالرصاص مثلما حصل مع مجموعة ضباط 28 رمضان، الذين قتلوا في ساعات بعد احباط محاولتهم الإنقلاب ضد الإنقاذ وهي لا تزال في المهد صبية . وهو ما يؤكد أن تحركات غازي صلاح الدين وسائحون وود أبراهيم بأنها حلقة في سلسلة حلقات صراعات وتحركات ومناورات مراكز القوى داخل النظام، ولذلك تعاملت معهم السلطات الأمنية بطريقة مدروسة، و غير معهودة، وليس من المستبعد أن توفر عناصر نافذة الحماية للتحركات وشل يد السلطة الأمنية الباطشة في الوقت المناسب ، حتى توصل المجموعة كلمتها ، ورسالتها إلى المشير عمر حسن البشير ، وتذكره بوعوده بأطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، بما فيهم حملة السلاح، وهو اتجاه يتصادم مع رغبات بعض صقور الإنقاذ مثل نافع علي نافع، وبكري حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين، والذين كانوا يقفون وراء اعتقالات عناصر المحاولة، لا سيما نافع الذي يريد استمرار البشير في ولاية حكم أخرى حتى يكتب الله أمراً آخرا، لضعف فرص نافع في الوصول إلى الكرسي الرئاسي،

ولذلك لم يخف نافع امتعاضه من تحركات المجموعة منذ أمد بعيد حين قال ” ان اى عمل يتم خارج إطار المؤسسات لن يؤتى اى ثمار وأضاف في تصريح صحفي «اى عمل تقوده فئة او مجموعة سينتهي بان يدخلوا المؤسسات ويعملوا من خلالها او يخرجوا ولن يصلوا لاى نتائج “، أما عبد الرحيم محمد حسين فهو يمثل أحد اهداف ( جماعة سائحون ) ومن يمسك بخيوط تحريكها فوق خشبة المسرح ، وقد كشفت تفاصيل محاكمات مجموعة ود أبراهيم عن فساد يزكم الأنوف داخل المؤسسة العسكرية وشراء مئات الدبابات والأسلحة منتهية الصلاحية في صفقات يقف وراءها وزير الدفاع وهو الصديق المقرب للبشير وبعض اخوة الرئيس . ولذلك ليس من الغريب أن يقاوم حسين وجماعته أية محاولة عفو عن شباب الإسلاميين من العسكرييين باعتبار أن المعركة أصبحت له معركة شخصية، واللافت هنا هو أن البشير المعروف بلغته العنيفة فضل اللغة الهادئة والمهادنة مع المجموعة منذ اعلان سنياربو الإنقلاب ليستمر في مناورته بخفة وسرعة بغرض كسب ود أبراهيم ومجموعته من جانب، ولامتصاص غضب رفاق السلاح ليصدر قرارات العفو على دفعات بدأها بمسرحية ” العفو العام باطلاق مجموعة الفجر الجديد، والتي ضمت 7 من معتقلي قوى الإجماع الوطني ، وكانت تلك الخطوة هي التمهيد لأطلاق سراح المجموعة المستهدفة بالقرار، برغم أن بعض النافذين حاولوا عرقلة قرارات العفو بتأخير إطلاق سراح المجموعة وهو ما دفع ” سائحون ” على التظاهر رغم أنف الأجهزة الأمنية!.



والغريب أن ناجي عبد الله الذي طالب باطلاق سراح جماعته ، كان قد أقحم اسم القيادي في المؤتمر الشعبي ، المهندس يوسف لبس ” باستحياء” ضمن المطلوب اطلاق سراحهم ، إلا أن الأيام مرت وخرج الجميع سوى معتقلي جبال النوبة ودارفور ومن بين هؤلاء يوسف لبس الذي قضى 11 عاما في سجن النظام، دون أن يتفاعل ( سائحون) بما فيهم الشعبيين مع قضيته ، أو قضية عبد العزيز نور عشر القيادي بحركة العدل والمساواة وعشرات آخرين من اسلاميي دارفور لتكشف الأيام أولى عورات المجموعة وبشرة جلدها التي لا يختلف لونها عن لون جلد الإنقاذ ، أما الحديث عن أن سقف طموحات (سائحون ) هو السماء ، فإن الوضع كان يقتضي أن يكون العمل هو اطلاق سراح كل الوطن، لا مجموعة محدودة، تتمتع بالحماية منذ البداية،


ولا يمكن أن تتعرض لأي خطر، ولو كان لـ (سائحون ) برنامجاً حقيقياً للتغيير لشاركوا في مظاهرات العام الماضي المطالبة باسقاط النظام وحماية المتظاهرين الشباب من عنف السلطة المفرط، إلا أن الأيام تثبت حتى الآن أن المجموعة لا تزال توظفها السلطة ، ويمارس بها البعض ” تكتيكاته السياسية في لعبة توازن القوى داخل الحركة الإسلامية، لكن ربما تثبت الأيام مفاجآت في منعطف الطريق، وأنها مجموعة تعمل من أجل اصلاح لكن تنتظر طبختها فوق نارٍ هادئة، إلا أن الأحداث لا تزل تؤكد أن ( سائحون ) ليست سوى ورقة في يد (الزعيم رقم صفر) ، الذي يجلس من وراء حجاب يوزع ابتساماته في خبث، ليضرب الخصوم الداخليين، ويمتص غضب الإسلاميين الحانقين بوجود أمل في إنقاذ الإنقاذ من نفسها، أو ربما جلد جديد ستلبسه الحية ضمن عمليات تبديل جلودها .




-----------------


04-18-2013 10:01

البشير عندما يراني يقول لي ياشيخنا... وعلي عثمان قتله الحياء مني.

دراستي مع نقد ونميري بحنتوب قربتني كثيرا من الأول وجعلتني لا أنتقد الثاني رغم ظلمه لي.

حنتوب علمتنا حب الوطن... ونلت جائزة فاروق الأول في الشهادة العامة.

لا أحب تعدد الزوجات... واخترت وصال لأنها كانت من القليلات جدا التي وصلت للجامعة آنذاك.

الشفيع وعبد الخالق أعدموا بجوارنا في السجن وسمعت صوت مشنقتهم.

الأطباء قالوا أني سأموت بعد ضربة كندا وأني سأعود طفلا من جديد.

هاشم بدر الدين كان يعلم أين يضربني حتى أموت.. والقائم بالأعمال الأمريكي نبهني قبل السفر.

الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى

عندما يذهب أي إعلامي للدكتور حسن الترابي من الصعب عليه أن يكون حواره خاليا من السياسة، فالرجل دائما لديه الجديد على الساحة السياسية بالخبر والتحليل والرؤية والافادة، وفكرة أن أجري حوارا للذكريات فقط مع الشيخ كانت بعيدة بالنسبة لي، فاللقاء معه دائما فرصة، ويجب ألا نهدرها دون التطرق للحديث عن السياسة، كان هدفي الأول هو اجراء حوار مختلف للوقوف على أهم المحطات التاريخية للترابي يرويها لي بنفسه، ولكن الأوضاع السياسية أخذت مني زمنا ليس بقليل، وكنت بين طيات سؤال سياسي وآخر أسأل عن حدث في تاريخ الشيخ، لأكتشف أن الترابي ليس مفكرا ولا سياسيا فقط، فالرجل أيضا فيلسوفا ومن نوع خاص، له رؤية وفلسفة في كل الأحداث التي يطوعها حسب مفهومه، وجدته فنانا، بل ناقدا فنيا خبيرا، وليس مجرد متابع، جمع سيمفونيات الموسيقى للمشاهير وحفظها واستطاع التفريق بينها، سمع لمحمد الأمين وسيد خليفه وأم كلثوم، وقرأ للعقاد وطه حسين ولم يفضل كاتب بعينه، فكان يرى في كل منهم ميزة عن الآخر، وهكذا كان حكمه على الأشياء لا يوجد لديه الأفضل، بل يوجد في أي شخص حسنة تميزه عن الآخرين، كان لاعبا للكرة يلعبها بطريقة بها مثالية عالية، فهو لا يفعل شئ خلف الحكم، ولا يضرب لاعب الخصم، ولا يقف خلف المدافع، يشجع اللعبة الحلوة ويهنئ الفائز عليه، ويحلل المباراة بعد نهايتها ليكتشف مناطق التميز والخلل بها، تعجبت في نفسي هل الترابي لعب السياسة هكذا أم أن هذا لعب وذاك لعب آخر؟! خرجت من الدردشة الجانبية مع الشيخ عن محطات مهمة في حياته، بافادات أكثر أهمية هي شهادة موثقة لتاريخ السودان الحديث لشخص بحجم الترابي أثر كثيرا في الأحداث وتأثر بها. وفيما يلي ونسة خفيفة للشيخ حسن على هامش حوار سياسي أعددته قبل أسابيع في اطار الاستعداد لـ " اليوم التالي".



ماهي ذكرياتك مع مدرسة حنتوب؟

· حنتوب كانت في السودان مدرستان ثانيوتان، وكان هناك مدراس ثانوية أهلية لكن دونها في المستوى، لكن حنتوب كانت بها داخلية واحدة للطلاب ودروسهم كانت واحدة، غالبا ناس حنتوب كانوا من السياسين، الذين درسوا مع بعض، فدرست أنا والرئيس جعفر نميري وزعيم الشيوعي محمد إبراهيم نقد، وفي الداخلية كنا نلعب كرة مع بعض، رياضة سوا وسباحة سوا وناكل سوا ونصلي سوا كالبيت الواحد، المدارس كثرت الآن، والسودان لم يعد به الوطنية، لكن حنتوب كان لها نكهة خاصة، كنت في ثانية وأريد أن أمتحن ثالثة للشهادة طوالي، الخواجات قالوا لي صعبة عليك، قولت لهم بحاول بجتهد، قالوا ننقلك رابعة طوالي، ونقد كان صديقي، ونميري كان متقدم عني بسنتين، ولكن كان معي في نفس الداخلية، وكنا قريبين لبعض وعدد كبير من السودانيين، حنتوب كان بها قومية علمتنا أننا أولاد السودان وكان معنا طلاب من كل السودان، وكانت تدب فينا روح الوطنية، كان والدي متنقلا من طرف إلى طرف وهذا أفادني، لكن الطلبة الآخرين كانوا يأتون من منطقة معينة في السودان، فعملت فينا تقارب، (نقد) المعرفة الشخصية معه كزميل جعلته حتى وهو شيوعي، لم يخاصم خصومة الشيوعين مع الإسلاميين، وفترتنا معا بحنتوب أفادت، جعلتنا نتكلم ونتبادل الكتب، كانت البداية من حنتوب، حتى في القبر كنت سأاصلي عليه، لكنهم أتوا بشخص من الشمالية صلى به، وتكلمت في ميتمه، وبعد سنة من وفاته تحدثت عنه، فهو درس الجامعة بالخارج، أما دراستي كانت معقدة، وفوت سنة كاملة، وأتوا لي بكتب إنجليزية لأني أخذت جائزة فاروق الأول، كنت أول الشهادة العامة.



وأين درس رفقاء دربك الميرغني والصادق المهدي؟

· مولانا الميرغني قرأ في مدرسة الأشراف، وهي مدرسة بناها لهم والدهم، كانوا ثلاثة إخوان، وكانوا يأخدوا 100% تلقائيا، الأصغر ذهب إلى انجلترا، ومحمد عثمان لازم والده وكان خليفته، كنا في الإتحاد مع بعض، أما الصادق المهدي، قرأ في كمبوني، وفيكتوريا في مصر وبعدها إلى إكسفورد، وأذكر أنه جلس معنا شهرين أو ثلاثة في الداخلية بحنتوب، وكان يصلي معنا، لم يكن أخا مسلما، وكنا نريد أن نتبناه.



كيف تزوجت من السيدة وصال؟

· وصال كانت طالبة معي، ولم يكن هناك طالبات حتى أختار من بينهم، كان فيه فقط واحدة كبيرة، كانت بتسقط كثيرا، وواحدة ثانية أمها كانت مصرية.



يعني اختارت السيدة وصال لأنه لا يوجد بديل؟

· لا... أكلمك بصراحة هي كانت شكلها جميل جدا، هي الوحيدة التي كانت شقيقة الصادق، وكون وصال تصل الجامعة في هذه الفترة معناه أنها متفوقة ومختلفة، فكان هناك 40 من كل ألف بنت تصل للجامعة آنذاك، وصال هي التي زوجت علي عثمان من بنت عمتها التي التقاها في بيتنا.



شيخ حسن لماذا لم تعدد؟

· أعدد ماذا؟



تعدد زوجات؟

· ضحك عاليا... هو تعدد أحزاب ولا إيه؟، هل الله خلق 2 حواء، وآدم واحد؟ الخوف من أنك لا تعرف أن تعيشهم قدر بعض، هل نسيتوا آدم وحوا؟ فالطبيعي واحد لواحدة..



هل تمنع هذا الموضوع تماما؟

· لا أمنعه تماما، ولكن زوجة ثانية بالنسبة لي، لابد أن يكون هناك سببا قويا جدا، عقم مثلا، أو تقدم بها العمر، حتى نساء النبي لا يتزوجن بعده، نساء النبي وأمهات المؤمنيين شئ ثاني، العرب زمان كانت المرأة عندهم مضهدة أصلا، وأقول لكي (أي واحد يأتي إلي ويقول لي زواج ثاني مابمشي ليه، الا أن أتأكد أن الضرورات حاصرته).



هل تزوج والدك أكثر من زوجة؟

· والدي تزوج بعد أمي ماتوفت زوجة ثانية لأنه كان قاضيا شرعيا، وكان لابد أن يكون فيه زوجه، وعندما سفر لبلدة أخرى فاضطر للزواج مرة أخرى لأن زوجته الأولى لم تكن ترغب في السفر معه فاضطر للزواج، وإستمرت الأولى، وحصلت قطيعة بينهما وعندما رجع أصبح لديه زوجتين.



عندك كم من الاخوان؟

· عندي أخين أصغرهم ولد أيام ثورة اكتوبر، وأول مرة يظهر الحزب الشيوعي وقتها، وكان إسمه حركة التحرير قبل الإستقلال، فلما ظهرت ثورة أكتوبر كانت البلد كلها حريات، إستغرب أبي وقال لي واحد إسمه عبد الخالق يبقى رئيس الحزب الشيوعي، قولت له يقولوا له الزميل خالق ولا يقولوا عبد الخالق، فعندما رزق أبي ولدا سماه عبد الخالق، حتى لاينفر الناس من الإسم، مثل معاوية الناس بتكرهه نسبة لمعاوية إبن ابي سفيان، فالعاطفة كانت مع علي وفاطمة فهم ليسوا شيعة، وكان لا يريد أن تنفر الناس من الإسم، ومرت الأيام ودخل الجهاد وتطوع أخي وذهب الجنوب وعاد إلى السنة الثانية بالهندسة، وإمتحن نهائي وذهب واستشهد وكنت في السجن وقتها، وشهادتة التخرج كان بها في المركز الأول أعطوها للاتحاد، ووقتها قبضوا على إنقلاب الشيوعين على نميري، وكان منهم الشفيع وعبد الخالق، وواحد جنوبي، وكانوا بجوارنا في السجن، وحكموا عليهم بالإعدام، وسمعنا صوت المشنقة ( قاك قاك)، وأتى إلينا أحد العساكر، وقال (أنهم قالوا لعبد الخالق ده يقول الشهادة أبى، فأنا قولت لهم مابغسله)، أما شفيع أهله متدينين جدا، والجنوبي أتىوا له إسيسا. فكم هذه الدنيا غريبة، عبد الخالق أخي هو أول دفعته في الهندسة، وعبد الخالق الثاني من الحزب الشيوعي بنفس الإسم والإثنين يموتوا الأول كان يجاهد وترك الهندسة، أحدهم في المشنقة، والآخر في الميدان، وبعد سنين طويلة دخلت السجن مرة أخرى جاءتني زوجة عبد الخالق وابنه، وكانت علاقتي معهم جيدة جدا، فتأملت الدنيا، (نوح بعد 500 سنة ويطلع أبوه زفت)، والعكس أبو إبراهيم زفت ويطلع إبراهيم أبو الأنبياء وخليل الله، هذه الدنيا عجيبة جدا، نقرأها في التاريخ، لكن ان حدثت في حياتنا لا نستوعبها، فمايحدث للانسان بها صعب عليه، أما أهل بيت نقد أتوا لي شكر، فكنت أزوره، وحضرت في ميتمه، وزرته وهو مريض، أقول لناس الأحزاب والطوائف الدينية لا تطمتطعوا.



وماهي ذكرياتك مع زميل الدراسة الرئيس نميري؟

· نميري ماذا فعل بنا؟ قبض مئات من المسلمين، وسجنني 7 سنوات وهو زول داخليتي، نميري بعدما انتهى عمره لم أتحدثت عنه، وترك الحكم وأنا في السجن، ولم أتحدث عنه، وفي الآخر لأنه زارني في مكتبي زرته في بيته، جمعنا صديق مشترك مع بعض فلم يكن بيننا شئ شخصي.



ولماذ لم تفعل ذلك مع البشير؟

· ولا البشير بيني وبينه حاجة شخصية، عندما نلتقي مرات في (بكا) يسلم علي ويقول لي شيخنا بصوت عالي ، ضحك...أما من ورا بسمع بيقول حاجات تانية.



وعلي عثمان؟

· علي عثمان هذا أظنه قتله الحياء، فهو يتجنبني دائما، فلو جمعنا بكا أسمع أنه كان موجودا وانصرف سريعا عندما يعلم أنني وصلت المكان.



كان أقرب الناس إليك في بداياته بالحركة وقالوا أنه تلميذك النجيب؟

· عندما أتينا به أنا لم أكن أعرفه، قولنا وقتها نأتي بأعمار واحدة تمسك الحركة، وأول واحد قولنا نأتي لنا طالب، لم نجد في الخرطوم غيره فكان رئيس إتحاد طلاب، وغضب الناس الذين كانوا معه في الإتحاد، أتينا به وأصبح النائب مباشرة، إلى الآن هو نائب الرئيس، رغم أنهم كانوا يريدون نائبا للرئيس غيره، إلا أن الرئيس قال على الحاج أكبر منه ولا يستطيع التعامل معه، وكل الناس قالوا وقتها على الحاج مؤهل اكثر درس بالخارج، وكان وزيرا من قبل، ويسطتيع أن يوزن السودان، والرئيس قال لا أستطيع أن أكون رئيس وعلى الحاج نائب وهو أكبر مني شوفتي كيف؟، ومنذ أن أصبح علي عثمان نائبا للرئيس من يومها بدأ يحدث ماحدث، في السابق قولت لهم اسجوننا مع ناس الأحزاب، وكنت متوقع شهرين أو شهر على الأكثر ويتركونا جميعا افتكرتها بديهية، وقولنا على عثمان أحسن نتركه خارج السجن، لأنه لا يتحمل السجن، حتى آخر سجن مع نميري لم يتحمله ، وفي الجامعة كان رئيسا للاتحاد ضغطوا عليه الشيوعيين أيام مايو، وقال بيجمدوا الاإتحاد، الباقيين سجنوهم ناس قطبي ديل، فعرفنا الزول ده بيكشفنا أمام الناس فضغط السجن صعب عليه، وخيرا يجلس مع ديل بيعرفهم، طالت المدة كانت 8 شهور، وقالوا لي سافر بره وأعطوني جواز دبلوماسي، ليس إكرامية فكنت وزيرا للخارجية، وبعدين حصلت ضربة كندا.



ذكرياتك مع هذه الضربة؟

· وقتها الجميع قالوا لن يرجع السودان اتركوه في سويسرا هناك، لسوء حظهم أني صحيت مرضان واستطعت الرجوع، وأول مرة الوعي لم يعد لي مباشرة، عندما رأيت زوجتي وصال لم أعرفها، وقالوا بعد 5 سنوات سيعود لي الوعي، وأتوا لي بطبيبة، وانا كنت بتحدث انجليزي طوالي، وقالت لي بالفرنسية 2+3=5 وبعدين تهكمت عليها واستغربت الطبيبة من ذلك، ولم أتذكر اي شئ، حتى القرآن لم أتذكره، وقتها الناس دعوا لي في الحج، فهم فكروا أن اليهود هما الذين ضربونني، وعندما رجعت السفراء الأوروبين قالوا لي أن (السي اي ايه) وراء ذلك ، أما القائم بالأعمال الأمريكي كان قد أتاني هنا قبل السفر، وقولت له عاوز أسافر أمريكا، فقال لي (اديني الجواز بس هناك خلي بالك من أمنك)، وقال لي بعدها أنا قولت لك. نفذوها في كندا، وهاشم بدر الدين الذي ضربني هو أصلا مدرب كارتيه كان يدرب الشرطة الكندية.



في تقديرك لماذا كانوا يريدون التخلص منك؟

· كانوا يريدون أن ينتهوا من واحد اسلامي، وبرأوا بدر الدين بعدها لأنه قال في المحكمة أني إرهابي وأنه كان يريد أن يخلص العالم مني، بدر الدين هذا شويه عنده خلل، نعرف أسرته هنا، أتيت للخرطوم بعد ذلك بغير رغبة علي عثمان، فكنت قد ضربت لكابتن طيار اسمه شيخ الدين وهو إسلامي، وقالوا لي أنه في الحج، وقولت له طائرتكم بتيجي إنجلترا أحسن أرجع بلدي لو حصل موت أحسن أموت في بلدي، كان الأطباء يقولون أن حالتي مستحيلة، بعد خمس سنين سأكون كالطفل وكانوا يعاملوني بالفعل كطفل، والطبيبة كانت تعاملني كطفل، فكان هذا هو التشخيص الطبي للحالة لكل الأطباء بالخارج، حتى أصدقاء لي كانوا أطباء بأمريكا أكدوا نفس الكلام، شعرت أنه من الأفضل أن أعود وتحركت على كرسي، قال لي كابتن شيخ الدين أن الطائرة تمشي فرانكفورت ومرات بنمشي (ترانزيت) لندن ولكن حسب الركاب، حددنا يوم وعينوا لي حراسة كثيرة هناك، وعدت وإستقبلني في مطار الخرطوم عوض الجاز وعلي عثمان، وخطفوني وأركبوني سيارة وذهبوا بي، ولم يعرف أهل بيتي وكانوا خمسه عادوا معي أنا ذهبت إلى أين؟، ولم يعرفوا عني أي شئ، ، قولت لعلي عثمان (ايه الي جابني هنا؟، أنا عاوزه أروح بيتي اذا مارجعتني لو عندك رأي تاني برجع بتاكسي)، وهذا كان صعبا عليه، فهو مؤدب معي، وقال برجعك برجعك.



إلى أين أخذوك؟

إلى بيت في الرياض، وبعدها أتيت هنا البيت.



ولماذا أخذوك بهذه الطريقة؟

لم أعرف لماذ أخدوني هذا البيت، ربما كانوا يرون أني فقدت العقل وأصبحت مجنونا، وستكون فضيحة للترابي خطبه وكلامه ويمكن اتكلم مطرطش، وضحك...أنا الحمد لله ماطرطشت مع واحد، وخافوا اتكلم مع الناس وأخرف.



كيف عاد إليك الوعي؟

· عرفت وصال زوجتي ثاني يوم، الأسماء عرفتها بعد أربع أيام صديق إبني، وطبيب كنت أعرفه كويس جدا، القرآن حاولت ماقدرت، بعد شوية كانت تيجي الصور لواحدها في ذهني، حاولت لم أستطيع ، كان الناس يدخلوا علي ويكرروا لي أسماءهم حتى أعرفها.



شيخ حسن كيف كانت ضربة هاشم لك؟

· هاشم هذا ضربني 3 خبطات واحدة في الرقبة، وواحدة في الجانب الأيسر من الرأس، وأخرى في الجانب الأيمن، في الأنف ضربني وهذه أتت بدم كثير وهذا أغراه إني خلاص، الضربة في الجهة اليسار عملت الشلل، ومن الخلف وقعتني، وقلبني بعدها وقال خلاص انتهيت، وكان هناك بوليس يقف ويرى ذلك، في الرقبة ضربها فوق شوية وكان هذا هو الخطأ الذي نجاني، لو كانت تحت قليلا كان نجح في فصل المخ عن الجسم مباشرة، هو كان يعرف تماما أين يضرب، كان عندي أطباء اسلاميين أميريكين اصدقائي قالوا خلاص، والكل إتفق إني خلاص انتهيت، كانوا يعطوني حقنة، وبعد سنة لم اتكلم إنجليزي كثير كنت أنسى بعض الكلمات، إستمريت أخد الحقنة، كنت أحرص عليها، عندما يدخل علي أحد يذكر اسمه بالكامل حتى أتذكره.



نعود لـ حنتوب هل كانت لك هوايات أيام المدرسة؟

· كنت أحب الكرة وأمارسها وأنا في الثانوي، كنت ألعبها بتجرد، ولا أنظر للحكم فقط، ولم أأذي أحدا، حتى لو الحكم لم يراها، ولا يمكن أن أفعل خطأ يمكن ألا يراه الحكم.



حلال وحرام في اللعب ياشيخنا؟

· نعم... اذا كنت مؤمن بالله، ألم يراقبني الله؟، لم أقف في لعبي خلف المدافعين، فالذي يدخل البيوت يدخلها من أبوابها هكذا قال الله، هي منافسة مباشرة ومن خلالها تسجل هدفا تسجل أنت أو آخر ليست لدي مشكلة، إذا حوصرت لابد أن أمرر الكرة لم أكن أنانيا، وأمررها لشخص فاضي، لا أريد أن ينسب لي وحدي، كنت ألعب بروح الجماعة، وإذا هزمنا لم أغضب، كنت أرى أن المنافس كان الأفضل، وانتقد طريقتنا في اللعب، وأحلل لماذا هزمنا، ولو فزنا خلاص، لابد أن يتعلم السياسيين الروح الرياضية فبها فوائد للسياسة والاقتصاد

----------------------------------------------------




لــغــز لا يُفسَّـــر!
االصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013 08:34
أُفرج أمس عن الضباط المشتركين في المحاولة الانقلابية الأخيرة بعد أن صدرت ضدهم أحكام متفاوتة ما بين سنتين وخمس سنوات، وتجريدهم من رتبهم العسكرية ورفتهم من القوات المسلحة، وجاء إطلاق سراحهم بناء على عفو من رئيس الجمهورية.. وتم طي الملف إلا قليلاً..
هذا الإفراج يمثل خطوة جيدة بلا شك، تعزز من فرص الحوار والتفاهم والتسامح في الممارسة السياسية السودانية، فقد شبعت البلاد حتى أتخمت من الانقلابات العسكرية والتحركات الليلية لقلب نظام الحكم والمواجهات المسلحة من أجل كراسي السلطة الوثيرة...
ربما تنهض عدة أسئلة ملحاحة في هذه القضية اللغز، فلم يمضِ على هذه المحاولة إلا خمسة أشهر تقريباً، لم يتم التعامل معها كسابقاتها من المحاولات، وكانت تدور الكثير من التوقُّعات والتكهنات بشأنها منذ اليوم الأول، حيث انقسم الناس ما بين مصدِّق بحذر ومشكِّك في الرواية الرسميَّة، ومن فزع بآماله إلى الكذب..
وكل ما يُقال إن المشتركين في هذه المحاولة من العسكريين لم ينكروا تدبيرهم لها واعترفوا بشجاعة نادرة بها وبرَّروا ما كانوا ينوون فعله، ولذلك لم تتطاول المحاكمات وصدر الحكم خلال أيام معدودات... تقدَّمت بعدها هيئة الدفاع بالتماس لرئيس الجمهورية للعفو عنهم وقد كان..
يذهب كثيرٌ من الناس إلى أن ما تم تسوية داخلية في لبّ البيت الإسلامي الحاكم، قادها الأمين العام للحركة الإسلامية، ووجدت القبول لدى قيادة الدولة والحزب الحاكم، واقتضتها ظروف ودوافع كثيرة، بعضها معلوم وبعضها يقرِّره الواقع الشاخص الذي لا يحتاج لكثير تأويل وتحليل..
وأياً كان الرأي والحقيقة فإن استجابة الرئيس الفورية لطلب العفو وموافقة كل الجهات المشتركة في صناعة القرار، تهدف لتهدئة الأوضاع الداخلية لدوائر الحكم وقطاعات وتيارات المؤيدين وتجميع الشتيت الذي كاد أن يتفرق أيدي سبأ بفعل التفاعلات الساخنة التي تجري في مفاعله الحيَّة..
ومن بين الأسئلة التي تحتاج لإجابات حولها، معرفة حقيقة ما جرى.. كيف ولماذا؟ فالمحاولة الانقلابية التي بدأ الحديث عنها في البداية أنها تخريبية، ضاعت حقائقُها وسط ركام الروايات المتعارضة والأغطية التي حجبت كل شيء والسواتر التي أُحيط بها كل ما يُعلم عنها.. ولم يُكشف عنها إلا الضئيل حتى اليوم.. وبقيت الكثير من المعلومات والتحريات والتحقيقات مطمورة تحت التراب.. بخلاف ما جرى في تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان، حيث كانت المعلومات تُملَّك للرأي العام وتسهل عملية الحصول على كل صغيرة وكبيرة عنها...
لكن هذه المحاولة تظل «لغزاً لا يُفسَّر» كما يقول الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم في قصيدته مريا التي غناها حمد الريح، فالمعروف أن الضباط الإسلاميين الذين دبروا المحاولة الانقلابية الأخيرة واعترفوا بها كانوا بلا شك سيواجهون أحكاماً ربما أكثر قساوة وردعاً من التي صدرت ضدهم، ثم إنهم لم يلبثوا بعد صدور الأحكام، إلا أياماً وليالي وأُفرج عنهم متمتعين بعفو رئاسي أسقط عنهم عقوبة السجن وأبقى على الطرد من القوات المسلحة، دون أن تُبدي أي جهة مسؤولة رغبتها في قول كل الحقيقة حول هذا الانقلاب الغامض!
تظل الحقيقة بين المتسارع من هذه الأحداث خافية متدثرة بغلالات سميكة، لن يستطيع حتى المفرج عنهم إماطة اللثام عنها وكشف المستور والمحجوب فيها!
فنصف الحقيقة الانقلابية لا يزال كامناً في الإجراءات التي ستُتخذ حيال المتهمين الآخرين مثل صلاح قوش ورفيقه الآخر وهما لا يزالان رهن الاعتقال ولم تجر محاكمة لهما حتى تصدر أحكام بشأنهما، ومن الطبيعي أن يُفرج عنهما لأن المحاولة الانقلابية التي بموجبها تم اعتقالهما، قد طُوي ملفها وأُفرج عن المنفذين الذين تصدَّوا للقيام بها..
فمهما يكن من أمرٍ فإن هذه المحاولة التي جرت أحداثُها ووقائعها بسرعة وأُغلـق ملفها بعجلة لافتة.. تظلُّ لغزًا شديد الغموض حتى يُعلم ما وراء الأكمة!

----------





.




-

Post: #179
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-22-2013, 05:08 AM
Parent: #178


مسيرة تضامنيه مع صلاح قوش..!!


04-21-2013 06:54 AM

عبدالوهاب همت


قال احد اعضاء اللجنة العليا لمؤازرة نائب الدائرة 5 الفريق صلاح عبدالله قوش في تصريح خاص - انهم يستعدون للقيام بمسيرة في مدينة نوري في صباح اليوم الاحد 21 أبريل وذلك تضامنا مع نائب دائرتهم وسيشارك في المسيرة التضامنيه كل ابناء المحلية بشقيها شرق وغرب وبكل طوائفهم واحزابهم في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وقيادات الختمية , وأضاف أن الناس هناك خلعوا ثوب الحزبيه وتوحدوا جميعا في سبيل الدفاع عن ابنهم وممثلهم في البرلمان الفريق اول صلاح قوش والذي تم استهدافه من قبل جهات غرضها بث الشتات والفتنة,
هذا وقد اصدرت اللجنة العليا لمؤازرة صلاح قوش البيان أدناه والذي سيتم توزيعه في المسيرة التي ستخرج في تمام العاشرة من صباح اليوم الاحد 21 أبريل



والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وبعد

ألا أن المصاعب حين تأتي تحيط هنا وتضطرب الامور

وتجتاح المظالم كل امراً وتنداح المأسي والشرور

يكون الصبر مفتاح الأماني ونيل الحق يتبعه الصبور

ويقول تعالى في محكم تنزيله وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه نحن أحق بالعدل من كسرى

يا مواطنين مروي بالدائرة 5 يا من خرجتم من أصلاب رجال رفضوا الظلم والطغيان, يشهد لهم التاريخ حينما واجهوا باسلحتهم البيضاء مع العزيمة الماضية وقوة الشكيمة كل الحملات التي حاولت الدخول من شمالنا الحبيب منذ التركية السابقة واللاحقة ويشهد بشجاعتهم الا‘عداء, نافحوا عن ديارهم وصانوا عروضهم وواجهوا الاسلحة النارية بصدور عالية وبارادة قوية.

ايها المواطنون الشرفاء لا بد أنكم تابعتم بقلق وترقب استهداف ابن المنطقة ونائب دائرتها في البرلمان المهندس فريق أول صلاح عبد الله محمد صالح في فبركة جهوية مكشوفة وكريهة, أيها المواطنون النبلاء لقد صبرنا نزولاً عند رغبة ممثل دائرتكم عندما تم استهدافه واستبعاده من رئاسة جهاز لاامن الوطني, ثم صبرنا ونحن نرى استهدافه للمرة الثانية واستبعاده بصورة مسيئة لا تتوائم مع تاريخه النضالي والبطولي في مستشارية رئاسة الجمهورية, وصبرنا أكثر من ثلاث أشهر ونحن نرى فبركة التهم والاستهداف الجهوي فقد استهدفت في شخصة كل الدائرة فتعطل بها ما بدأه من انجاز نحن نعلم وندري تلك الايادي الخبيثة التي ما فتئت تبث الحقد والكراهية في جهوية مقيتة ماكرة, ايها المواطنون الاوفياء يقول الشاعر

أرى تحت الرماد وميض نار عسى أن يكون لها ضرام

فان النار بالعودين تزكى وأن الحرب أولها كلام.

ايها المواطنون الابرار نحن نرى بان الفتنة قد اطلت براسها الجهوي الكئيب والذي سوف يكون السبب في تشتيت أهل السودان شيعاً وطوائف, وعليه نخاطب عبركم السيد المعتمد والسيد والي الولاية الشمالية ومن خلاله السيد رئيس الجمهورية بأن يتدارك الامر ونحن فيه نثق وعلى الله نتوكل وسيكون لنا شأن اخر إن لم يستجب لمطلبنا هذا, ونقول لابننا صلاح وهو بين قضبان السجون وتحت غياهبه الظالمة المظلمة نذكره بقول الله تعالى ولا تركنوا الىى الذين ظلموا وتمسكم النار من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون.

وصيتنا لك ايها الابن البار صلاح بان لا تلين لك قناة ولا تحنى لك هامة ولا تضع اعتباراً بعد اليوم لشق الصف أو صدع وفاق كنت تخشاه, ولقد انكشف الغطاء وافتضح أمر الجهوية الكريهة, ونحن سنقف بقوة وصرامة وعزيمة لا تلين أمام الذين يكيلون بمكيالين وسنرفع عقيرتنا ننادي في اخلاء سبيلك فوراً ولن نسكت بعد اليوم ولن نستكين لظلم لانهن ظنوا ان سكاتنا خنوع وصبرنا استكانة وذل وسيكون هذا اليوم الاغر بداية فاصلة بين الحق الابلج والباطل اللجلج والمنطق الاعرج ولن يهدأ لنا بال حتى نراك عزيزاً مكرماً, فلا تلن وشعبك لاذي انتخبك نائباً للدائرة موجود خلفك بقوة وعزيمة يزود عنك بكل غالً ونفيس سنقتلعك من براثن الظلم والطغيان وندك بك قلاع الجهوية النتنة الكريهة, وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

والسلام على من اتبع الهدى

اللجنة العليا لمؤازرة نائب الدائرة 5 مروي الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد محمد صالح قوش

الاحد 21 ابريل
--------------

center>sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan115.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





ليس هنالك انقلابا جيدا يا ود ابراهيم..!!
04-20-2013 07:52 PM

عبد الباقى الظافر

قبيل ايام والشمس تميل للغروب دخل الدكتور غازي صلاح الدين سرادق الفرح التي نصبت بمناسبة العفو عن ضباط المحاولة الانقلابية..لم يجد غازي غير ان يرسم ابتسامة ناصعة البياض ثم يرفع ابهامه مكبرا ومهللا وهو يحتضن ضابط شرع في الانقضاض على الدستور عبر تدبير انقلاب عسكري يعود بالبلاد الى زمن بيان رقم واحد..المؤسف ان الدكتور غازي صلاح الدين قبيل ايام معدودة كان يذكر الرئيس البشير بضرورة احترام ذات الدستور وعدم الترشح مجددا.
قبل الشروع في هذا المقال يجدر التنويه ان شخصي الضعيف أول من دعى لعرض المتهمين وقتها لمحكمة عادلة..وان ذات القلم كتب قبل ايام مقالا لم يرى النور الا في الصحافة الاسفيرية طالب رئيس الجمهورية ان يمارس حقه الدستوري ويصدر العفو عن الضابط المحكومين.


بداية علينا ان نقر ان هذه الحكومة كانت متسامحة مع العميد محمد ابراهيم عبدالجليل..هذا الرجل رغم انتمائه للمؤسسة العسكرية كان ناشطا سياسيا..منزله الحكومي بالمزاد كان يحتضن سنويا افطارا كبيرا يؤمه عدد كبير من الساسة والمجاهدين..هذا الامتياز كان حصريا على العميد ود ابراهيم دون سواه.


العميد ود ابراهيم كان مصدر ثقة لقادة الدولة وكان قائدا للفريق المكلف بحراسة رئيس الجمهورية ونوابه لعدة سنوات..استغل هذا الرجل الثقة في التدبير لمحاولة انقلابية تعيد الانقاذ الى نسختها الاولى.. لنفترض ان الرجل اكتشف ان الثورة حادت عن الطريق وان الاصلاح اصبح واجبا..اليس من الاوفق ان يستقيل هذا الجنرال ويتصدى للسياسة من ابوابها المشروعة.
برغماتية ود ابراهيم جعلته يختار طريق الاسترحام بدلا عن استئناف الاحكام الصادرة ضده..خرج ود ابراهيم من السجن محمولا على الاعناق فيما بعض رفاقه مازالوا رهن الحبس..ان كان مبدئيا لقال نسجن جميعا او نخرج جميعا.


الحكومة مازالت تواصل تسامحها من حاول الاجهاض عليها ليلا..العفو الرئاسي شمل تخفيف الاحكام وعبر هذا بات ودابراهيم يحتفظ بكل مخصصاته المعاشية..رغم هذا قال للصحفيين انه غير نادم على فعله الطائش..الا ان السؤال ان لم يكن ودابراهيم نادما لماذا كتب استرحاما للقائد الاعلى..الاسترحام يعنى من ناحية ابجدية ان مقدمه مقر بذنبه ونادما عليه.
يخطيء الدكتور غازي صلاح الدين ان ظن الاصلاح يمكن ان يصنع عبر دبابات تحتل الجسور وتعتقل السياسيين

وتعلن حالة الطواريء..ان كان الاصلاح يأتي عبر التغيير العسكري لما انفق ميشيل عفلق نصف عمره طريدا من سوريا التي مازال (ال) الاسد يحكمون فيها بأسمه..وان كانت الانقلابات تحترم منظريها ماكان الترابي يمسي صاحب اطول سجل في سجون الانقاذ.


في تقديري يجانب الصحافة الصواب ان حاولت تقديم اي انقلابي باعتباره بطلا يستحق الاحترام..الانقلابات العسكرية لا تلد الا شمولية تقهر الشعب وتمارس سلطة فوقية..كل الانقلابات العسكرية حينما تولد تحمل شعارات براقة تستهدف كسب تأييد العامة وعندما تتمكن تمارس الملك العضوض.


تراسيم
عبدالباقي الظافر
[email protected]

الاهرام اليوم


--------------





ود إبراهيم والدور الجديد

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013 09:36


حسناً فعل الرئيس بإصداره عفواً كريماً عن ود إبراهيم وصحبِهِ الكرام وكم سعدتُ أنَّ الأخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلاميَّة كان حاضراً في ذلك الفعل العظيم الذي كشف عن أحد الجوانب التي يمكن أن تنهض بها الحركة الإسلاميَّة لو أُعيدت إليها روحُها القديمة قبل أن تُحال إلى التقاعد من قِبل ابنها العاق المؤتمر الوطني.
لقد نزل ذلك العفو برداً وسلاماً على الناس وكان وقعُه أكبر على الإسلاميين بمختلف مدارسهم الفكرية فقد أزال احتقاناً وتوتراً عظيماً كان يُهيمن على المشهد السياسي ومن شأن اتخاذ خطوات أخرى أن يُحدث تغييراً هائلاً في الأوضاع العسكريَّة والأمنيَّة في البلاد.
لقد كتبنا كثيراً عن واقعنا الأمني المأزوم ونحن نرضخ لإملاءات الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي وأهم من ذلك قطاع الشمال والجبهة الثورية الذين كثفوا من هجماتهم العسكريَّة في جنوب كردفان ودارفور وزادوا من قصفهم لكادوقلي وقلنا إنه لو كنا في عافية عسكريَّة استطعنا أن نفرض بها واقعاً جديداً على الأرض لكان الحال غير الحال ولما كنا في حاجة إلى التفاوض مع الرويبضة وغيره من العملاء.


كنا قديماً قبل نيفاشا لا نُتيح للحركة الشعبيَّة وجيشها الشعبي أن تهدِّد مدن الجنوب الكبرى وكان المجاهدون وقتها يشكِّلون سنداً كبيراً للقوات المسلحة ولا تزال ذاكرة الشعب السوداني مترعة بتلك الملاحم البطوليَّة التي قلَّ نظيرُها في التاريخ مثل الميل (40) وسندرو وجبل الملح والتي سطَّر فيها المجاهدون نماذج فريدة نفاخر بها الدنيا ونباهي بها التاريخ في مختلف عصوره بل إن معركة تحرير هجليج التي لم يمضِ عليها أكثر من عام واحد تقف شاهداً على ما يمكن أن تفعله القوات المسلحة عندما تجد سنداً من المجاهدين من كتائب الدفاع الشعبي.
قد أجد العذر للقوات المسلحة التي تزايدت مهامها بعد أن زادت رقعة المناطق التي امتدت إليها الحركات المتمرِّدة ولذلك كانت من قديم تعتمد بدرجات متفاوتة على الدعم الذي كان يوفره الدفاع الشعبي الذي توقف تماماً أو كاد لأسباب كثيرة لن أخوض فيها الآن.
هنا تأتي مهمة ود إبراهيم وإخوانه فقد كان الرجل ممن شاركوا في تحرير هجليج وهو اليوم خارج المؤسسة العسكرية التي لطالما خدمها وجاهد من داخل عرينها وقاتل.
ود إبراهيم وفتح الرحيم وبقية من صدر العفو الرئاسي بحقهم أخيرًا ليسوا مجرد عسكريين أو أفراد في القوات المسلحة إنما مجاهدون لهم حضور وتأثير بين مجاهدي الدفاع الشعبي ويكفي دليلاً على ذلك التفاعل الذي أبدته مجموعة السائحون مع قضيتهم والهرج والمرج والاستياء داخل الصف الإسلامي الذي صاحب اعتقالهم ومحاكمتهم.


لقد أعمل الرئيس البشير قِيمة العفو تأسِّياً بقصَّة حاطب بن أبي بلتعة الذي كان قد ارتكب خطأ بل خطيئة كُبرى يمكن أن ترقى إلى درجة (الخيانة العظمى) بمعايير اليوم حيث تخابر مع العدو (قريش) ضد المسلمين وعفا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقال مقولته الخالدة (ما يدريك يا عمر لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم).. كان حاطب قد شارك في معركة بدر الكبرى وكان ذلك سبباً للتكفير عن خطيئته ثم شارك الرجل في جميع الغزوات بعد ذلك إلى أن توفي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان وكان محل تكريم وتعظيم طوال مسيرته الظافرة بل إنه ابتُعث من قِبل الرسول الكريم إلى المقوقس عظيم مصر ولم يُمنع حاطب بعد فعلته تلك أو يُحرم أو يُعامل معاملة المنافقين الذين صدَّوا عن المشاركة في الجهاد مع المؤمنين.
ذلك ما يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس البشير أن يُكمل جميلَه ويُعيد ود إبراهيم وصحبَه الكرام إلى الخدمة في مقابل أن يعود الرجل إلى المسيرة الجهاديَّة ويقود كتائب المجاهدين لتحرير الأرض والذَّود عن العِرض.


ظللتُ أنبِّه إلى أنَّ الجهاد اليوم لن يكون دفاعاً عن الإنقاذ أو المؤتمر الوطني فقد زهد الكثيرون فيهما بعد أن اهتزَّت الثقة في مشروعيتهما الإسلاميَّة أو الأخلاقيَّة بل إن كل وثائق الحركة الشعبيَّة والجبهة الثوريَّة السودانيَّة وميثاق الفجر الجديد لم تجعل إسقاط النظام هدفاً لها إنما جعلت من ذلك وسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في إقامة مشروع السودان الجديد القاضي (بإنهاء النموذج العربي الإسلامي) حسب التعريف الدقيق لمعنى مشروع السودان الجديد الذي صرَّح به قرنق في خُطبه ومحاضراته ودستوره وأضاف إلى ذلك عبارة (إعادة هيكلة السودان من خلال الإحلال والإبدال بين النموذجين) ولذلك فإنَّ الجهاد سيكون دون الإسلام المستهدَف بمشروع السودان الجديد ودون أرض الإسلام.
إذن فإن قطاع الشمال الذي يحتل أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق والذي تحالف مع الحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة والتي تحمل اسم (حركة تحرير السودان) المشابه لاسم الحركة الشعبية لتحرير السودان... أقول إذن فإن قطاع الشمال الذي كوَّن مع حركات دارفور الجبهة الثورية السودانية لإقامة مشروع السودان الجديد واتَّخذ النيل الأزرق وجنوب كردفان منصَّة انطلاق نحو بقيَّة أنحاء السودان لم يتخلَّ عن المشروع ولذلك فإن عرمان رئيس وفد التفاوض يُصِرُّ على أن يتجاوز التفاوض حول المنطقتين إلى السودان بكامله ليُقيم ويوقِّع نيفاشا أخرى تمهِّد لقيام مشروعه الإستراتيجي (السودان الجديد العلماني العنصري) ومن أجل ذلك يسعى لكسب مزيد من الأراضي ليفرض واقعاً جديداً على الأرض في المنطقتين وفي دارفور من خلال حلفائه مناوي وعبد الواحد وجبريل.
الواقع على الأرض هو الذي سيحدِّد الخطوة التالية ومسار التفاوض الذي مُهِّد له بإزاحة الصقر كمال عبيد والإتيان ببعض الحمائم المهيضة الجناح ومن هنا يأتي دور ود إبراهيم الذي أرجو أن يتجاوز مراراته ويعلم أنه يقاتل دون الإسلام وليس دون الإنقاذ سواء أُعيد إلى الخدمة أم لم يُعد وهنا ستتجلَّى أصالة الرجال وتُمحَّص المعادن ونرى نموذجًا جديدًا لخالد بن الوليد المنتصر لله وليس لنفسه بنيَّة صادقة وعزم جديد أمَّا أن يقول ود إبراهيم إنه سيتحوَّل إلى العمل الدعوي فإنه يذكِّرني بفقه الفضيل بن عياض الذي اعتكف في المسجد الحرام بينما كانت خيول الصليبيين تدكُّ حصون الأقصى!!


-----------------------------

جنوب كردفان أزمة الأمن والبدائل العقيمة..وقيع الله حمودة شطة

وقيع الله شطة

نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013 10:06



كل يوم جديد تماط اللِثامات وتتمزق النِقابات الكثيفة وتتلاشى الغشاوات الساحرة التي ظل يتعلق بها الأخ الوالي أحمد هرون كأنه غريق في بحر لُّجيّ يتعشم أن تنقذه قشة تتراءى أمامه تعبث بها أمواج عاتية متلاطمة!! إن اللثامات تتمزق وتتساقط كأنها أوراق أشجار «الفيتر» يغازلها مطر البُخات، وقد هبَّت عليها رياح «قروة» فهي أضعف ما تكون لا تقوى على الثبات أمام ثورة العاصفة والخريف يلوح بالوداع.
هكذا اليوم أيضاً بدت عورات السياسة العقيمة التي انتهجها السيد الوالي في جنوب كردفان فلا أمن ولا استقرار سياسي ولا تنمية ولا وفاق.. زادت وتيرة الخصام وارتفعت مقاييس الغبن وتجلت الحقيقة وتعرَّت لتؤكد أن كل الحوارات والملتقيات والتظاهرات التي شهدتها كادقلي ومدن أخرى ما هي إلا ذر رماد في عيون الغفلة وحراثة في البحر يستحيل حصاد وزن «قِطمير» منها، لقد تعضدت في الأذهان خديعة الشراكة الذكية والحالة الاستثناية المزعومة التي سوّد بها الوالي صفحات الإعلام كلما راح وغدا على الخرطوم وما أكثر مجيئه إليها وبقاءه بها!.


لقد وضح جلياً أن الشراكة الذكية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني التي صدّع بها السيّد الوالي رؤوس الرأي العام غايتها التي انتهت إليها مكَّنت الحركة الشعبية الأم ووليدها اللقيط قطاع الشمال بعد الانفصال، حيث حصلت في تلك الفترة على السلاح ووجدت ميدان التدريب وشرعية الحماية والحركة والتخطيط، حيث التقطت أنفاسها وتنفست الصعداء بعد الزفير، واستجمعت قواها، وداوت جراحها من قوت وبلسم أبناء الولاية، فلما اشتد ساعدها وبرأ عُوارها وجرى الدم في عروقها أمطرت الولاية بـ«الكاتيوشا» وتفننت في اختيار أسماء عملياتها العداونية تارة الهجمة إذا غابت النجمة، وتارة «كتمة» «الستات» الثلاث وتارة أخرى الصيد الثمين!! والذي مهد وأطَّر لهذه العمليات الاستفزازية التي حصدت أرواح الشيوخ والنساء والطلاب البرايا والمدنيين العُزل هو الجراب المخروم الذي كان يُدخل فيه السيّد أحمد هرون يده ويزعم أنها تخرج بيضاء من غير سوء.
إن جنوب كردفان تعيش أزمة حادة في الأمن نتيجة السياسة العقيمة التي انتهجها السّيد الوالي بدأها باختيار أضعف العناصر في تشكيلة الحكومة والمجلس التشريعي الولائي الضعيف المغلوب على أمره الذي عجز حتى الآن أن يسائل الوالي في شأن جناح بعوضة دع عنك الكبائر واكتفى بالتنافس في كعكعة الحوافز والأجور من عرق جبين أبناء الولاية الذين حصدتهم طاحونة الحرب وطارت بهم ريح النوى والنوائب!!.
ويستنبئونك عن التنمية قل هي وهمية إي وربي! وأن أحسن حالاتها هي أنها تنمية بالعجز ويكفي دليلاً الشكوى التي تقدمت بها بعض الشركات ضد الولاية كما نشرت ذلك صحيفة «الجريدة».. إن الحاشية العاطلة عن كل مهارة ودراية، والرجال الأصنام الذين أحاطوا بالوالي هم الذين ألبسوا الوالي ثياب القيصر ولحنوا له «ما أريكم إلاّ ما أرى أيّها السمّاعون المطبّلون وهل يوماً فارقت بكم سبيل الرشاد.. على وزن ما حصل فارقت دربك وشلت أملي عليك سراب.. ما بحاول يوم أسيبك أو أنحيك لأنك مذعن لي على الدوام لا تعرف لا.. لماذا.. أو نقطة نظام!! مع الاعتذار في التصرف في هذا النص.


إن الدليل الدامغ الذي يثبت أن الولاية ليس بها خطة أمنية تصون أرواح المواطنين الضربات الصاروخية المستمرة على حاضرة الولاية ومن جهة واحدة، وهي الجهة الشرقية تتم عملية القصف بصواريخ الكاتيوشا على مسافة بضعة كيلومترات دون أن يوضع حد لهذا العبث، والسيد الوالي أسمعنا الوعد رقم ألف أنه سوف يهزم التمرد ويحرر الأرض ويحقق السلام الذي عزّ، وأن السودان لن يؤتى من جنوب كردفان، مع تكرار أسطوانته المشروخة «الممطورة ما بتخاف الرش» وخطابه السياسي والتعبوي الذي لا تتغير فيه إلاّ «ديباجة» التاريخ واليوم!!
إن أحداث الدندور التي احتُلت من قبل الحركة الشعبية ثم أُحرقت، وُهجّر منها أكثر من خمسمائة طالب يدرسون القرآن في خلوة منظمة الدعوة الإسلامية، وقتل إمام المسجد الأخ «رجب» رحمه الله وتقبله شهيداً ــ بعد أن جُرِّد من ملابسه ثم ذُبح كما تُذبح الشاة، هذه أحداث تهز الضمير إلاّ ضمير الغفلة العاجزين، بالرغم من أن موقع منطقة الدندور كاشف إلاّ من غابة صغيرة جاءت جيوش العدو بـ 9 دبابات من «3» محاور وقد استبسلت القوات المسلحة القليلة التي كانت بالمنطقة، وهذا أمر يفتح الباب على مصراعيه، ويطرح سؤالاً أين خطة الولاية الأمنية التي استفادت من الدروس السابقة أيام ملتقى كادقلي للسلام الفاشل إعداداً، والفاشل تنزيلاً عبر توصياته وما بعده؟


وأمّا وقد آذن رحيل الوالي الذي فشل في تحقيق السلام والأمان والتنمية والوفاق ــ وهو الذي جاء مسنوداً دون غيره من السابقين بإرادة سياسية وتنظيمية ودعم مالي وفير ــ وبعد أن ارتفعت الأصوات تنادي في كل مكان برحيله وأنه صار جزءًا من الأزمة بل إن بقاءه هو الأزمة نفسها، صارت تتحرك بعض «الديناصورات» كأنها أفاعٍ رقطاء سامة تريد أن تقذف بدمية جديدة لتسيل دماء ودموع الولاية أكثر فأكثر..!! نحن نعلم أن هناك ملفات غامضة، وعورات مستورة، ومن هنا تأتي الحاجة الماسة إلى إيجاد خليفة!!
إن تمدد الحركة الشعبية في المنطقة الشرقية ما كان ليتحقق هذا التوجه الشنيع لولا ضعف وفشل المعتمدين المغمورين الذين أتى بهم الوالي أحمد هرون في «كالوقي» وأبوجبيهة ورشاد والعباسية السابقين منهم وخلفهم الحاليين الذين إن يسلبهم الذباب شيئاً لن يستنقذوه منه حيث يخشى الواحد منهم اليوم الخروج للتبول خارج مكتبه دع عنك أطراف محليته، ولذلك مجرد التفكير في ترشيح واحد من هؤلاء الضعاف بدءًا من كالوقي إلى آخر محلية في الشرقية في خلافة الولاية يشعل الولاية حرباً ودماراً لا يدرك مداه إلاّ الله.. ثم ثمة تساؤل آخر يقفز إلى الأذهان اين ترشيحات الأحزاب الأخرى أم هي ضيعة تخص المؤتمر الوطني فحسب؟


إن الولاية سوف تعاني أكثر بعد ذهاب بترول غرب كردفان مع استمرار الحرب، وأقوال الوالي وخطبه في مسجد كادقلي حول التقدم وقرب الانتصارات في ميدان القتال كثرت دون فاعلية عملية على أرض الواقع ولذلك هي استهلاك سياسي ليس إلا.
وآخر مطلب مشفوع بالأدلة والبراهين والمقومات من حيث الرقعة والموارد الزراعية والحيوانية والغابية والمقومات البشرية والسكانية هو طلب قيام ولاية المنطقة الشرقية، وهو مطلب عادل ظلت المنطقة تعطي كل شيء ولم ُتمثل لا ولائياً ولا مركزياً وحُرمت من التنمية والخدمات وهي أكثر المناطق أمناً أيام التمرد الأول وحتى الآن، وما يجري فيها الآن من أحداث شيء مفتعل سوف تُكشف ملفاته ولكن هذا كله لن يثني أهل المنطقة عن مطالبهم العادلة والأيام القادمة سوف تشهد تقدماً أكبر في هذا الموضوع.
اللهم إني قد بلغت فاشهد.


..

Post: #180
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-22-2013, 05:16 AM
Parent: #179

center>sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan115.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



غازى صلاح الدين يحيى ودابراهيم قائد المحاولة الانقلابية بعد عفو الرئيس البشير عنه وزملائه

للصورة اكثر من معنى

نشرت الصورة بالفيس بووك وموقع الراكوبة نشرها احد الحضور

Post: #181
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-23-2013, 05:31 AM
Parent: #180


مواجهة مفتوحة مع الأمين العام للحركة الإسلامية
مواجهة مفتوحة مع الأمين العام للحركة الإسلامية
الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013 16:17


الزبير: غازي يعتقد أنه مستهدف ولم أزر ود إبراهيم هذا هو الفرق بيني والترابي (...)نعم، نصحت بتقسيم (الغنائم) على المقاتلين لم أر (ختماً) للحركة الإسلامية ولا توجد حسابات في البنوكحاوره / ضياء الدين بلال
[email protected]

طلبت إجراء حوار معه بعد ساعات قلائل من انتخابه أميناً عاماً للحركة الإسلامية، وعدني دون أن يقطع زمناً محدداَ، الشيخ الزبير أحمد الحسن في كل حواراتي معه منذ أن كان وزيراً للمالية ثم للطاقة، كنت أجد فيه رحابة صدر وشجاعة نادرة في مواجهة الأسئلة الصعبة والمستفزة في بعض الأحيان، وهو يقول ما يعتقد دون أغطية دبلوماسية أو سواتر من ردود الأفعال.. هذا الحوار هو الأول الذي يجرى معه منذ اختياره أميناً عاماً للحركة الإسلامية في نوفمبر الماضي.


صمتك طال منذ توليك منصب الأمين العام للحركة الإسلامية، ماذا وجدت وماذا تفعل الآن ؟ ما صمتُ.. هو قلة ظهور إعلامي، وسببه أن العمل الداخلي في ترتيب الأمانة العامة الجديدة والإشراف على وضع الخطه للعام الأول من الدورة التنظيمية ومعالجة القضايا التنظيمية الداخلية على مستوى المركز والولايات وتفعيل العمل التنظيمي الداخل أخذ منا وقتاً طويلاً.
الأمانة العامة منذ تكوينها في يناير الماضي تجتمع كل أسبوعين بانتظام شديد، لكن لأن طبيعتها تنظيمية لا نُظهر نتائجها في الإعلام.


هل طبيعة عملكم سرية؟


لا، خطة الدعوة والتزكية الداخلية لا تتطلب السرية، فهو يمكن أن تقول عنه عملاً إدارياً داخلياً .
الحركة الإسلامية أين تدعو لبرامجها وأين منابرها ؟ نحن ندعوا في أي منبر، في المساجد والصحف والتلفزيون ونخطط لذلك.
الآن تخططون أم في مرحلة التنفيذ ؟


نحن لسنا في بداية عمل الحركة الإسلامية، نحن امتداد لأجيال كثيرة في حقل الدعوة الإسلامية .
معظم أئمة المساجد إما سلفيون وإما صوفيون وإما تقليديون، ما يشير إلى أن عددكم قليل في المساجد؟ (ما قليل) لكن من المفترض أن يكون (أكثر من كده) وهذه واحدة من همومنا، وليس شرطاً أن يكون كل أئمة المساجد حركة إسلامية وإنما الأفضل أن يكونوا حاملين الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل الشامل .
أنتم تقومون فقط بـ (شرْعَنة) الأفعال السياسية أو القرارات السياسية للمؤتمر الوطني لا أكثر ولا أقل ؟ لسنا فقهاء سلطان.
الحركة الإسلامية هي التي وضعت الأطر الرئيسية للمشروع الإسلامي في المستوى العام من حيث تطبيق النهج الإسلامي في الحياة، ودورها أن ترعى التطبيق وتعالج المشاكل بالاجتهادات الفكرية.


الفصل بين الحزب السياسي والحركة الدينية، يعبر عن ذهنية علمانية، تقارب الفصل بين الدين والسياسة؟ ليست علمانية، لأن كل المنتمين للحزب يعلمون أن حزبنا ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية.. وكون الحركة الإسلامية لها عضوية ملتزمة في الحزب لا يعني أنها علمانية، فوجود علاقة بين الحزب والحركة في هذا الإطار لا يعبر عن ذهنية علمانية.
هل الحركة الإسلامية ذراع ديني للمؤتمر الوطني أم أن المؤتمر الوطني ذراع سياسي للحركة الإسلامية ؟ الحركة الإسلامية في دستورها ونظامها أقرت أن يكون لها حزب سياسي تسعى لتكوينه مع آخرين، لأنها تؤمن بالعمل الأقرب للجبهوي الإسلامي الواسع، وهذا منهج قديم منذ جبهة الميثاق.
هل آراء الحركة الإسلامية ملزمة للحزب ؟
ليست ملزمة، وإنما نحن نؤثر في الحزب من خلال وجود عضوية الحركة الإسلامية داخل الحزب .
يمكن أن نقول إنها شبيهة بالتجربة المصرية الآن، المزاوجة بين حزب العداله والإخوان المسلمين ؟ ضحك... العكس، التجربة المصرية شبيهة بنا من ناحية زمنية، من خلال أن تكون الحركة موجودة ولديها حزب يعبر عنها، وكذلك مثل تجربة تركيا (جماعة النور وحزب العدالة والتنمية).

هل أنت تقوم بدور المرشد ؟
بدهشة!.:
لا. أنا أقوم بدور الأمين العام... الحركة الإسلامية السودانية اختارت نظام الأمين العام وليس المرشد، لأن المرشد شاملة لكل الحركات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين في العالم.

هل دور الأمين العام إرشادي أم دور تنظيمي إداري فقط ؟

الأمين العام انتخب للقيام بمهام وفقاً لدستور الحركة، وهذه هي الحدود الدنيا التي تم توصيفها للقيام بها.. لكن في المجتمع الإسلامي بصفه عامة بقدر مساهمة الإنسان التزكوية والتربوية داخل مجموعة ممكن تكون هناك عدة أدوار غير الدور الرسمي، فالحركه الإسلامية بوضعها الحالي شخصية القيادة محكومة بفاعلية في أداء الأدوار المخطط لها .
ما الفرق بين إدارتك الحالية لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية وإدارة الأمين العام الأسبق د. حسن الترابي ؟ الترابي ظل أميناً عاماً (قيادة كارزمية لفترة طويلة) العلاقة بينه وبين الحكومة والحزب مختلفة جداً عن الدور الحالي الذي أقوم به.
هل كانت قيادته فردية ؟
قيادته كانت أقرب للإرشادية الأبوية الإشرافية.
هل يمكن الآن أن نعتبره عضواً في الحركة الإسلامية ؟ -بشيء من الغضب- "وإنت منو حتى تعتبره؟.
كصحافة؟
ليس لديك وضع كصحافة وإعلام أن تعتبره ولا تعتبره.
هل الترابي الآن عضو في الحركة الإسلامية ؟ ليس عضوا في الحركة الإسلامية.. هو جزء من الحركة في معناها العريض الشامل لكل التيار الإسلامي السني .
كأنكم تنظيم مغلق؟
بالعكس نحن لدينا مكاتب لنشر الدعوة وندعوا الناس للانضمام إلينا..
ضحك.. (وإنت ذاتك ندعوك للانضمام لنا للقيام بعمل دعوي).
*شكراً لكم على الدعوة.
(......)
مبنى مركز دراسات المستقبل الذي نجري فيه هذا الحوار، هل هو المقر الرئيسي للحركة؟ لا.. نبحث عن مقر منذ فترة، والآن وجدنا مقراً بأركويت نعمل على تجهيزه .
هل لديكم وضعية اعتبارية للتعامل مع الجهات الرسمية والحكومية؟ نحن ننفذ كل أعمالنا بالطريقة المؤسسية .
هل للحركة (خِتْمٌ) خاص بها للمخاطبات الرسمية ؟ لم أره من قبل .
هل لديكم حسابات بنكية ؟
-باقتضاب-
ما عندنا.
إذن هو تنظيم غير قانوني؟
الحركة تنظيم قانوني طوعي، أهلي، له جذور وتاريخ ممتد لعشرات السنين .
الإسلاميون يمرون بحالة إحباط ؟
بالعكس، عقب المؤتمر العام الأخير ومن خلال الحوار العميق الذي دار فيه وتشكيل الأمانة العامة بتغيير كبير، وما ألحظه الآن من خلال حراكي مع الإخوان في جولاتي وزياراتي المختلفة داخل مؤسساتهم والولايات هم في أشواق كبيرة جدا ولديهم توقع أن تساهم الحركة في عملية الإصلاح والتغيير داخل الحزب وداخل الحكومة والمجتمع ومواجهة التحديات الأجنبية والمد العلماني.
هل تجربة الإنقاذ في الحكم يمكن أن نطلق عليها بوضوح دون استدراكات هي تجربة الحركة الإسلامية ؟ نعم.
بعض القيادات الإسلامية تقول إن الحركه الإسلامية لم تحكم بعد ؟ الحركه حكمت كثيراً، حكمت وأنجزت في الاقتصاد وأسلمة المجتمع ورعاية استقلال البلد من التبعية، وعندها نموذج وبرنامج موجود، وكون أن برنامجها واجه تحديات وسلبيات لا يعني أنها لم تحكم.
يقولون إنها فصلت الجنوب؟
الجنوب فصله السودان (كلو) وليس الحركة الإسلامية وحدها.
الحركه الإسلامية اهتمت بالإسلام الشكلاني فقط، القائم (على المظهر لا على الجوهر) ؟ زيادة عدد المساجد في العاصمة من مئات المساجد إلى 5 آلاف مسجد عامرة بالمصلين، ليس كلاما شكلانياً، كون أن في العام 1974 (العام الذي دخلت فيه الخرطوم) يوجد 3 مساجد فقط تصلي التراويح بجزء من القرآن (مسجد الملك فيصل في العرضة، ومسجد شيخ يوسف إبراهيم النور، ومسجد البركس) أما الآن إذا أردت أن تصلي صلاة قصيرة إلا تبحث عنها، بمشقة.


لكن هناك زيادة في الجرائم وانهيار في الأسر وارتفاع الإصابة بالإيدز والأطفال مجهولي الوالدين ؟ جزء كبير من هذه الأزمة أن الإعلام بات يظهر أشياء ما كان يهتم بها في الماضي، كما أن أعداد سكان السودان في زياده بالإضافة إلى أن سكان المدن في زيادة.. وتطورت الجرائم مع تطور الحياة، والعولمة لها تأثيرها.
الحركة الإسلامية ضعيفة في برنامجها الاجتماعي والروحي (غرقانة في السياسة) ؟ الإعلام يركز على الجانب السياسي، الآن نحن لدينا أكثر من 50 مسجداً في الخرطوم تقام فيها صلاة التهجد في كل يوم خميس من نهاية الشهر، و (ما في صحيفة أوردت عنها خبر واحد).
الجماعات السلفية الآن هي أكثر سيطرة على المساجد من أي تنظيم آخر؟ ليست أكثر سيطرة لكنها موجودة بنشاط كبير جداً وانتشرت انتشارا كبيرا خلال الفترة الأخيرة.
هل انتشار السلفية مؤخراً أمر إيجابي أم سلبي ؟ طبعاً إيجابي، وأي زيادة في صف الإسلاميين بالنسبة إلينا إضافة كبيرة وستحفز على النشاط والمنافسة.
الحركه الإسلامية بمزاجها الداخلي وأفكارها أصبحت أقرب للسلفية؟ لا أعتقد، بل بالعكس، أرى أن الحركة (هي من زمان عقيدتها سنية) قائمه على صحة التوحيد والعقيدة، ومع ذلك بها مسحة صوفية منذ بداياتها في عهد الشيخ حسن البنا .
هل السلفيون مكمِّلون للحركة أم منافسون ؟ (في شنو؟ في المساجد والدعوة؟).
نحن نعتقد أن كل الجماعات الإسلامية ـ سوى التكفيرين ـ مكملة لنا وتبني معنا المجتمع. والتباين في فهم الإسلام لا يمثل مشكلة.
هناك حديث عن قيادتك للوساطة في العفو عن المتهمين بالانقلابية؟ لم أقم بأية وساطة (ولا أريد أن أقول كلام كتير في هذا الموضوع).
ألم تكن جزءاً من الاتصالات التي تمت في هذه القضية؟ لا أريد الإجابه عن هذا الحديث (خلوا الحديث حولوا شوية).
نرغب في الحصول على إجابة ؟
لم أقد وساطه بالمعنى الشامل، و(لكن ممكن تقول كنت جزء من الحراك وظليت أناشد) .


هل اكتفيتم بذلك؟


كان هناك حراكٌ كبيرٌ من الجماعات الصوفية، ومعروف أن جزءاً من المحكومين لديهم مساهمات في حماية الوطن جعلت الناس يناشدون السلطة للتخفيف عنهم رعاية لهذا الأمر وتمشيا مع الروح الوفاقية العامة في البلد .
هل زرت ود إبراهيم ورفاقه بعد خروجهم من المعتقل ؟ لم أزرهم .
هل تفاجأت بالتصريحات الأخيرة لغازي صلاح الدين ومواقفه الأخيرة؟ لم أتفاجأ بأن له رأياً مغايراً بالنسبة لي ولبعض رؤى الحزب، وكنت متوقعاً منه بعد المؤتمر الثامن ومخرجاته أن يكون أكثر وضوحاً وأكثر تصريحاً فيما يخالف فيه الحزب والحكومة ويعبر عن آرائه بصورة أوضح مما كانت.
هل آراؤه لم تكن واضحة بالنسبة لكم ؟
لا، قلت هو بدأ يعبر عن أرائه بصورة أوضح مما كانت .
هل تتوقع أن يقود انقساما جديدا؟
-صمت فترة-
ثم قال: معرفتي بالأخ د.غازي هو عضو ملتزم بالحركة الإسلامية وأصولها الفكرية الواضحة في مسألة الحفاظ على الوحدة والجماعة، لا أتوقع أن يفعل نقيض ذلك، ومن حقه أن يعبر عن رؤاه الإصلاحية و الرأى الآخر في الحزب أو الحركة أمر طبيعي وعندما أعدنا تكوين الأمانة العامة للحركة الإسلامية ضممنا إليها عدداً من الإخوان المحسوبين على التيار الآخر أو الإصلاحي أو عندهم رأي آخر. دكتور غازي يعتقد بأن هناك استهداف له (وأنا حاولت أشرح ليهو بإنو ما في حاجه ذي دي) ، وحتى في استكمال هيئة شورى الحركة الإسلامية هنالك مجموعة من الشباب يعتبرون جزءاً من السائحين أنا رشحت 40 عضواً لاستكمال المجلس.
إذا وصفتهم بالإصلاحيين، بماذا تصفون أنفسكم ؟ نحن إصلاحيون وهذه مناداتنا الرئيسية ونسعى للإصلاح، وخطة الحزب لخمس السنوات القادمات من خلال بناء الحزب بالإصلاح والتجديد، وأن يتم من خلال بناء المؤسسات والحوار داخل الحكومة والحركة وليس بأجسام جديدة والعمل خارج الحزب والحركة.


إذن أنتم اعتمدتم وجود كيان باسم "سائحون"،وتتعاملون معه؟ (نحن ما معتمدين حاجة اسمها سائحون ولا نتعامل معها لكن في حاجة اسمها سائحون موجودة في الإعلام) .
هل هم تيار داخل الحركة الإسلامية؟
هم مجموعة من الناس، جزء منهم مؤتمر شعبي وجزء منهم مؤتمر وطني وجزء منهم إسلاميون بالمعنى العام لا هنا ولا هناك.
طلبوا مقابلتنا قبل ثلاثة أشهر أو أربعة، في حوار حول الإصلاح والنهضة، وقدموا لنا عرضا وناقشناهم فيه، وناقشناهم في وضعهم المؤسسي، والسؤال حول هل هم حزب؟ وهم ما متوافقون داخلياً؟، نعلم أن بينهم من يدعو لإسقاط الحكومة لأنهم مؤتمر شعبي، وفيهم من يسعون لإصلاح الحكومة وهم مؤتمر وطني، وكوننا حاورناهم فهذا لا يعني أننا في المؤتمر الوطني لدينا مجموعة تسمى (سائحون).
موضوع اختيار مرشح الرئاسة القادم هل هو اختيار الحركة أم اختيار الحزب؟ المؤتمر الوطني كحزب هو الذي يقدم خيارات مرشحيه.
ما دور الحركة الإسلامية ،هل حتشارك في الاختيار أم تصدر القرار؟ لا تصدر قراراً، ولن تشارك كمؤسسة في الاختيار وإنما هي كمؤسسة لديها حزب مع آخرين، ومن خلال الوجود المؤسسي يحسم هذا الأمر، ولا يوجد مرشح خاص بالحركة الإسلامية.


قبل يومين ورد حديث منقول عنك قلت فيه لا بد من تقوية الجيش بالإسلاميين ومنح غنائم الحرب للمجاهدين؟ هم ابتسروا كلاماً متكاملاً، تحدثت في جلسة المجلس الوطني عن الظروف الصعبة التي تعمل بها القوات المسلحة في دحر التمرد في مختلف مناطق السودان في دارفور وجنوب كردفان، وعددتُ هذه الظروف في بُعد المسافات وقلة الإمكانيات وضعف المرتبات ووجود طابور خامس في هذه المناطق ينقل أخبار القوات المسلحة ويدخل في هذه القرى - في ناس قالوا أنا قلت في طابور خامس في القوات المسلحة- وتحدثت عن الحاجة التي تواجه وزارة الدفاع لأن تحسن شروط خدمة الأفراد عشان تكون أوضاعهم أحسن مما كانت عليه وتحسن خطط إدارة العمليات وتجدد فيها الروح الجهادية لمولجهة حرب العصابات.
وقلت يجب أن يكون هنالك عملاً معنوياً كبيراً جداً للقوات المسلحة عبر رفع الروح الإسلامية وروح التدين..
وماذا عن الغنائم ؟
تحدثت عن زيادة مرتبات القوات المسلحة وتحسين أوضاعهم، وقلت لوزير الدفاع اعطوهم من الغنائم. في الفقه الشخص عندما يأتي بغنيمة من العدو يجب أن يعطوه منها، وهناك فتاوي عن تقييم قيمة الغنائم وإعطائه حافزا (مثل الزول لو جاب ليهو عربية أو سلاح ، يعني تحفزو أو تديهو جزء من الحكاية عشان يقدر يحسن وضعوا ويخدم المعالجات المقترحة لزيادة مخصصات القوات المسلحة وممكن أجيب ليك التسجيل كامل).
نقلا عن صحيفة السوداني


-----------------

المؤتمر الشعبي: المشورة الشعبية للمنطقتين (ماتت وشبعت موت)

ومنبر الدوحة لايساوي ثمن الحبر الذي كتب به
الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013 21:35

كمال عمر: الحوار بين الشعبي والوطني ووحدة الإسلاميين (أحلام)الخرطوم :حسين سعد


أعتبر حزب المؤتمر الشعبي المشورة الشعبية للمنطقتين بإنها(ماتت وشبعت موت) واكد الشعبي انحيازه الكامل خلف حقوق ومطالب اهل الهامش في قيام وضع ديمقراطي كامل،وجدد حزب المؤتمر الشعبي موقفه الثابت والرافض للدخول في حوار مع ثنائي مع النظام وأكدعلي ضرورة إسقاط النظام وكنسه عبر ثورة شعبية ووصف الحديث عن وحدة الحركة الاسلامية والحوار بين الشعبي والوطني بأنه (أحلام) وحمل الشعبي المؤتمر الوطني مسوؤلية الحرب في دارفور،ووصف منبر الدوحة للسلام بإنه لايساوي (ثمن الحبر) الذي كتب به، وأكد الشعبي وجود انتقائية في اطلاق سراح المعتقلين مشيرا الي وجود أعداد كبيرة من ابناء شعبنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق يقبعون في سجون النظام.وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المحامي كمال عمر في مؤتمر صحفي عقده (اليوم) بمقار حزبه بالرياض ان موقفنا الثابت من الحوارمع حزب المؤتمر الوطني هوعدم قبول إي حوار(ثنائي وعبثي ) وشدد كمال نحن مع إستراتيجية إسقاط النظام عبر ثورية شعبية،


وأكد لن نقبل باي حوارما لم تكون نتائجه قبول المؤتمر الوطني بتسليم السلطة بوضع انتقالي كامل مع أحتفاظ أولياء الدم من الذين قتلوا عبر(ألة حرب) المؤتمر الوطني بحقهم في القصاص وحول الحديث عن وحدة الحركة الاسلامية والحوار بين حزبي المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني قال الأمين السياسي للشعبي (هذه أحلام) يطلقها وتروج لها الاجهزة الامنية للنظام لاضعاف موقف المؤتمر الشعبي الثابت لاسقاط النظام .


واوضح انهم استعرضوا الاوضاع في دارفور وقال نحمل المؤتمر الوطني مسوؤلية الدماء التي تسيل بسبب الصراع القبلي والمواجهات التي تشنها مليشيات الحكومة ووصف منبر الدوحة للسلام بانه لايساوي (ثمن الحبر) الذي كتب به وردد(بلادنا بحاجة الي حل سياسي غير جزئي يشمل كنس واسقاط النظام وقيام وضع انتقالي كامل).وقال كمال عمر ان النظام مارس إنتقائية في اطلاق سراح المعتقليين مشيرا الي وجود أعداد كبيرة من ابناء شعبنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق يقبعون في سجون النظام بينما يتم الافراج عن بعض المتهمين في المحاولة الانقلابية الاخيرة لانتسابهم للنظام ولاثنية بعينها.وبشأن المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية (شمال) التي من المنتظر ان تنطلق جلساتها غد الثلاثاء بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي يجب ان تستند مرجعيةهذه المفاوضات علي الاتفاق الاطاري (نافع عقار) وان يكون الاتفاق علي ذهاب هذا النظام وليس المشورة الشعبية التي قتلها النظام و(شبعت موت)


واكد كمال عمر انحيازهم الكامل خلف حقوق ومطالب اهل الهامش في قيام وضع ديمقراطي كامل يعطي تلك المناطق حقوق دستورية في اطار سودان ديمقراطي وكان رئيس وفد الحكومة المفاوض البروفيسور إبراهيم غندور قد قال إن المفاوضات مع الحركة الشعبية شمال ستبداء غداً الثلاثاء بالعاصمة الإثيوبية ، وذكر في تصريحات صحفية بقاعة الصداقة أمس أن وفد الحكومة سيتوجه إلى إثيوبيا اليوم

Post: #182
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-25-2013, 07:04 AM
Parent: #181

إبراهيم والدور الجديد
الطيب مصطفى
نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013

09:36
حسناً فعل الرئيس بإصداره عفواً كريماً عن ود إبراهيم وصحبِهِ الكرام وكم سعدتُ أنَّ الأخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلاميَّة كان حاضراً في ذلك الفعل العظيم الذي كشف عن أحد الجوانب التي يمكن أن تنهض بها الحركة الإسلاميَّة لو أُعيدت إليها روحُها القديمة قبل أن تُحال إلى التقاعد من قِبل ابنها العاق المؤتمر الوطني.


لقد نزل ذلك العفو برداً وسلاماً على الناس وكان وقعُه أكبر على الإسلاميين بمختلف مدارسهم الفكرية فقد أزال احتقاناً وتوتراً عظيماً كان يُهيمن على المشهد السياسي ومن شأن اتخاذ خطوات أخرى أن يُحدث تغييراً هائلاً في الأوضاع العسكريَّة والأمنيَّة في البلاد.
لقد كتبنا كثيراً عن واقعنا الأمني المأزوم ونحن نرضخ لإملاءات الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي وأهم من ذلك قطاع الشمال والجبهة الثورية الذين كثفوا من هجماتهم العسكريَّة في جنوب كردفان ودارفور وزادوا من قصفهم لكادوقلي وقلنا إنه لو كنا في عافية عسكريَّة استطعنا أن نفرض بها واقعاً جديداً على الأرض لكان الحال غير الحال ولما كنا في حاجة إلى التفاوض مع الرويبضة وغيره من العملاء.


كنا قديماً قبل نيفاشا لا نُتيح للحركة الشعبيَّة وجيشها الشعبي أن تهدِّد مدن الجنوب الكبرى وكان المجاهدون وقتها يشكِّلون سنداً كبيراً للقوات المسلحة ولا تزال ذاكرة الشعب السوداني مترعة بتلك الملاحم البطوليَّة التي قلَّ نظيرُها في التاريخ مثل الميل (40) وسندرو وجبل الملح والتي سطَّر فيها المجاهدون نماذج فريدة نفاخر بها الدنيا ونباهي بها التاريخ في مختلف عصوره بل إن معركة تحرير هجليج التي لم يمضِ عليها أكثر من عام واحد تقف شاهداً على ما يمكن أن تفعله القوات المسلحة عندما تجد سنداً من المجاهدين من كتائب الدفاع الشعبي.
قد أجد العذر للقوات المسلحة التي تزايدت مهامها بعد أن زادت رقعة المناطق التي امتدت إليها الحركات المتمرِّدة ولذلك كانت من قديم تعتمد بدرجات متفاوتة على الدعم الذي كان يوفره الدفاع الشعبي الذي توقف تماماً أو كاد لأسباب كثيرة لن أخوض فيها الآن.
هنا تأتي مهمة ود إبراهيم وإخوانه فقد كان الرجل ممن شاركوا في تحرير هجليج وهو اليوم خارج المؤسسة العسكرية التي لطالما خدمها وجاهد من داخل عرينها وقاتل.
ود إبراهيم وفتح الرحيم وبقية من صدر العفو الرئاسي بحقهم أخيرًا ليسوا مجرد عسكريين أو أفراد في القوات المسلحة إنما مجاهدون لهم حضور وتأثير بين مجاهدي الدفاع الشعبي ويكفي دليلاً على ذلك التفاعل الذي أبدته مجموعة السائحون مع قضيتهم والهرج والمرج والاستياء داخل الصف الإسلامي الذي صاحب اعتقالهم ومحاكمتهم.
لقد أعمل الرئيس البشير قِيمة العفو تأسِّياً بقصَّة حاطب بن أبي بلتعة الذي ك


ان قد ارتكب خطأ بل خطيئة كُبرى يمكن أن ترقى إلى درجة (الخيانة العظمى) بمعايير اليوم حيث تخابر مع العدو (قريش) ضد المسلمين وعفا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقال مقولته الخالدة (ما يدريك يا عمر لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم).. كان حاطب قد شارك في معركة بدر الكبرى وكان ذلك سبباً للتكفير عن خطيئته ثم شارك الرجل في جميع الغزوات بعد ذلك إلى أن توفي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان وكان محل تكريم وتعظيم طوال مسيرته الظافرة بل إنه ابتُعث من قِبل الرسول الكريم إلى المقوقس عظيم مصر ولم يُمنع حاطب بعد فعلته تلك أو يُحرم أو يُعامل معاملة المنافقين الذين صدَّوا عن المشاركة في الجهاد مع المؤمنين.
ذلك ما يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس البشير أن يُكمل جميلَه ويُعيد ود إبراهيم وصحبَه الكرام إلى الخدمة في مقابل أن يعود الرجل إلى المسيرة الجهاديَّة ويقود كتائب المجاهدين لتحرير الأرض والذَّود عن العِرض.
ظللتُ أنبِّه إلى أنَّ الجهاد اليوم لن يكون دفاعاً عن الإنقاذ أو المؤتمر الوطني فقد زهد الكثيرون فيهما بعد أن اهتزَّت الثقة في مشروعيتهما الإسلاميَّة أو الأخلاقيَّة بل إن كل وثائق الحركة الشعبيَّة والجبهة الثوريَّة السودانيَّة وميثاق الفجر الجديد لم تجعل إسقاط النظام هدفاً لها إنما جعلت من ذلك وسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في إقامة مشروع السودان الجديد القاضي (بإنهاء النموذج العربي الإسلامي) حسب التعريف الدقيق لمعنى مشروع السودان الجديد الذي صرَّح به قرنق في خُطبه ومحاضراته ودستوره وأضاف إلى ذلك عبارة (إعادة هيكلة السودان من خلال الإحلال والإبدال بين النموذجين) ولذلك فإنَّ الجهاد سيكون دون الإسلام المستهدَف بمشروع السودان الجديد ودون أرض الإسلام.


إذن فإن قطاع الشمال الذي يحتل أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق والذي تحالف مع الحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة والتي تحمل اسم (حركة تحرير السودان) المشابه لاسم الحركة الشعبية لتحرير السودان... أقول إذن فإن قطاع الشمال الذي كوَّن مع حركات دارفور الجبهة الثورية السودانية لإقامة مشروع السودان الجديد واتَّخذ النيل الأزرق وجنوب كردفان منصَّة انطلاق نحو بقيَّة أنحاء السودان لم يتخلَّ عن المشروع ولذلك فإن عرمان رئيس وفد التفاوض يُصِرُّ على أن يتجاوز التفاوض حول المنطقتين إلى السودان بكامله ليُقيم ويوقِّع نيفاشا أخرى تمهِّد لقيام مشروعه الإستراتيجي (السودان الجديد العلماني العنصري) ومن أجل ذلك يسعى لكسب مزيد من الأراضي ليفرض واقعاً جديداً على الأرض في المنطقتين وفي دارفور من خلال حلفائه مناوي وعبد الواحد وجبريل.
الواقع على الأرض هو الذي سيحدِّد الخطوة التالية ومسار التفاوض الذي مُهِّد له بإزاحة الصقر كمال عبيد والإتيان ببعض الحمائم المهيضة الجناح ومن هنا يأتي دور ود إبراهيم الذي أرجو أن يتجاوز مراراته ويعلم أنه يقاتل دون الإسلام وليس دون الإنقاذ سواء أُعيد إلى الخدمة أم لم يُعد وهنا ستتجلَّى أصالة الرجال وتُمحَّص المعادن ونرى نموذجًا جديدًا لخالد بن الوليد المنتصر لله وليس لنفسه بنيَّة صادقة وعزم جديد أمَّا أن يقول ود إبراهيم إنه سيتحوَّل إلى العمل الدعوي فإنه يذكِّرني بفقه الفضيل بن عياض الذي اعتكف في المسجد الحرام بينما كانت خيول الصليبيين تدكُّ حصون الأقصى!!



-----------------

التفاوض مع قطاع الشمال لماذا؟!
االصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2013 08:55
(

تعود حالة الالتباس في مواقف الحكومة من قطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، إلى غياب تعريف محدد لهذا الفصيل الذي يعد أكبر تكتل مسلح يستهدف البلاد وأمنها واستقرارها، فهو ليس فصيلاً مستقلاً وحركة سياسية وعسكرية وطنية المنشأ والتوجه والشعارات والاسم، تتبنى مشروعاً سياسياً يتعلق بالداخل السوداني وتختلف مع الحكومة حوله، ولا صلة له ولا ارتباطات بدولة أجنبية تجعل منه مجرد صدى لصوت أجنبي ومخلب قط يستخدم في إضعاف السودان واستنزافه.



فقد تعاملت الحكومة مع الضغوط الخارجية والرأي الغالب لتيار داخلي مؤيد للحوار مع هذا القطاع دون أن تتريث قليلاً في إيجاد توصيفات وتعريفات للطرف الآخر في الحوار، هل هو طرف وطني أصيل له قضية معلومة ومعروفة ينبغي التوصل لحلول لها، أم هو نقل لجرثومة الحرب والتمرد مثل البعوض الذي يحمل داء الملاريا والذباب المحمل بجراثيم تسبب العلل والأمراض.
وحتى لحظة موافقة الحكومة على الحوار مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ليست هناك ملامح جاهزة لنوع وشكل الحوار والمتحاور معه الذي سبق أن اتخذت الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني موقفاً شبه نهائي بعدم الحوار معه، وعملياً كان الحوار الذي بدأ وتم تشكيل وفد له برئاسة د. كمال عبيد ينحصر في مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق، وليس قطاع الشمال.. لكن الحكومة التي وافقت على خريطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي في العام الماضي وقبلت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، تبدو اليوم أكثر حماساً من أي وقت مضى للجلوس إلى طاولة التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، وهي سكرى وثملة بما حققته من توقيع المصفوفات الأخيرة، وعاد وفدها منتشياً كأنه أُعطي الحكمة وفصل الخطاب.


ومن الخطأ إعطاء ما يسمى «قطاع الشمال» دون أن نعرفه تعريفاً دقيقاً، اعترافاً مجانياً يجعله يأخذ مشروعية لا حد لها في التحرك السياسي في الفضاءات الدولية التي كان يدخلها من الأبواب الخلفية.. ولا يخفى على أحد أن موقف الحكومة السابق من قطاع الشمال وعدم الاعتراف به ورفض مفاوضته، نزع عنه أي غطاء يؤهله لتلقي معاملات وتعاملات مباشرة في كثير من دول العالم حتى الدول الغربية التي كانت تحاذر في استقبال قياداته بصورة رسمية وفي العلن، وقبل عام تقريباً لم تستقبل دولة أوربية كبيرة أحد قيادات هذا القطاع، ولم تسمح له بعقد لقاءات مع وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، مما اضطر السفارة الأمريكية في تلك الدولة إلى مجاملته بعقد اجتماع له مع بعض الجهات غير الرسمية في مبنى السفارة مع ما سببه ذلك من حرج.
وعلى الحكومة التفريق بين مساعي الحل لقضية جنوب كردفان والنيل الأزرق والبحث عن سبل لوقف الحرب في هاتين الولايتين، بعيداً من صنع وتضخيم عدو سياسي وعسكري لا يفيد التفاهم معه في شيء.


وكنا نتوقع من الحكومة ووفدها العودة من أديس وفي أيديهم اتفاق كامل بفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، لكن للأسف جاء الوفد مذعناً للضغوط الخارجية ليعلن أن الحوار سيكون مع قطاع الشمال.. وبدلاً من إزهاق روح هذا القطاع والتضييق عليه وحصره وتحجيمه بفك الارتباط وحصاره ووقف الإمداد الذي يصله ووقف مساندة جوبا له، تنفض عنه الحكومة الغبار وتعيده لأرض الملعب من جديد ليكون لاعباً أساسياً في الساحة وربما بعد حين شريكاً في الحكم!!
هذا التخبط الحكومي أمر محير للغاية ولا تفهم أسبابه، فهل هو تلاعب أم غفلة؟ ففي يونيو 2011م أبرم اتفاق مع قطاع الشمال، وقبل أن يجف المداد الذي وقعت به الحكومة ذلك الاتفاق يُلغى بقرار من المكتب القيادي للحزب ومن الرئيس شخصياً، فكيف تعود الحكومة لما هو أسوأ منه وتحت تهديد سيف القرارات الدولية المسلط على رقبتها، فقد أصبحنا لا نفهم ماذا تريد الحكومة وكيف تفكر وماذا تريد أن تفعل بكل هذه التنازلات؟!


------------------


احتيالات الدكتور عبد الوهاب الأفندي لعلمنة الإسلام

..د. محمد وقيع الله

نشر بتاريخ الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013 08:40


أعاد المتطرفون العلمانيون القائمون على ما يسمى «منبر الحرية» بالأردن نشر الترجمة العربية لكتاب الدكتور عبد الوهاب الأفندي الموسوم:
Who Needs an Islamic State?
وفي هذه الترجمة اتخذ الأفندي لكتابه عنوانًا مغايرًا حيث أصبح العنوان بالعربية «لمن تقوم الدولة الإسلامية؟»
وواضح ما في الترجمة من تزييف وخلل.
فعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية يرسل معنى مختلفًا ويبث إيحاء مغايرًا.
وكان من الأمانة والدقة أن تكون ترجمة العنوان إلى العربية «من يحتاج الدولة الإسلامية؟»
وجلي أن هذا المعنى مختلف عن ترجمة التزوير والتغرير، التي صدر بها العنوان الجديد.
فإيحاء العنوان القديم استنكاري، وليس استفهاميًا فقط. فهو يستنكر على من يطالبون بقيام دولة إسلامية طلبهم هذا.
وأما العنوان المدلس الجديد فقد جاء إيحاؤه استفهاميًا خالصًا.
وكأنه أراد أن يتخلص من موقفه الاستنكاري السابق. وهكذا يصنف الأفندي بضائعه المشبوهة، ويصطنع لها العناوين الملائمة، حسب أذواق المستهلكين.
فما تقبله الجمهور الإنجليزي من عنوان وضعه على غلاف الكتاب.
وما عافه الذوق العربي الإسلامي ومَجَّه، حذفه وجاء بعنوان بديل له على صفحة الغلاف.
هذا بينما ظلت بضاعة الكتاب على حالها لم تتغير في شيء عرضي أو جوهري.
أحباب الأفندي
ولقد راقت لهذه الفئة العلمانية الشعوبية، التي تطلق على نفسها اسم «منبر الحرية» وهي جماعة مشتطة في حرب الإسلام والعروبة معًا، محتويات كتاب الأفندي، وما نضح به من فكر مناف للإسلام، ومجاف له، فسعت في ترويجه في إطار رسالتها لهدم الإسلام.
وحتى لا نتهم برمي الكلام على عواهنه، يحسن أن نعرِّف القارئ بفكر هذه الفئة المارقة، من خلال مقتطفات من أفكارها، المنشورة على موقعها الإلكتروني.
هللت هذه الفئة الضالة، لانفصال جنوب السودان، وزعمت أن الجنوبيين تحرروا بذلك من ربقة العروبة، وادعت أن العروبة تتماهى مع الاستبداد، وأنها تزيد من قمعها كلما طالبت الأقليات غير العربية بحقوقها.
وما زالت هذه الفئة العلمانية المفسدة، تعيد تنشيط الحرب الاستشراقية القديمة، على اللغة العربية الشريفة، وتقاوم جهود التعريب التي تبذلها بعض الحكومات العربية، لنقل محتويات الكتب العلمية الحديثة إلى لغة الضاد.
وقد زعمت هذه الفئة التغريبية في كتابات لها حملت عنوان «هل العربية لغة علم؟» أنها ليست كذلك، وإنما: «حملت اللغة العربية إبداع العرب الوحيد ألا وهو الشعر قبل الدعوة الإسلامية ومنحها القرآن التقديس فيما بعد لتكون لغة إعجازية مقدسة».
ولم تتردد هذه الفئة المنحرفة في الزعم بأن الإسلام هو المشكلة لا الحل!

وترددت هذه الشكوى كثيرًا في كتاباتهم، ومن ذلك هذا المثال عن مصر، حيث يقول أحد كتابهم: «المعضلة التي تشغل مصر ومعها العالم الخارجي هو الظاهرة الإسلامية، فقد عرفت مصر خلال الثلاثة عقود الماضية الظهور الكبير لجماعات سياسية تسعى بطريقة عنيفة أحيانًا لتطبيق الشريعة الإسلامية، وارتفع شأن الإسلام كإيديولوجية، وكقوة سياسية وكجزء من المجتمع المدني. ورغم ما يبدو من تماسك تلك الظاهرة، فإنها تحت الرداء الفضفاض لكلمة الإسلام أكثر تعقيدا وتعددية».
ولم يكتف الكاتب بحرب الجماعات الإسلامية، وإنما هاجم الشعب المصري برمته، لأنه أصبح أكثر تدينًا: «أصبح المصريون يصلون ويصومون ويذهبون إلى الحج بأكثر مما كان الأمر في السابق، وأصبح الملبس الإسلامي للرجال والنساء أكثر شيوعًا، وحتى أجهزة الدولة والنقابات والأحزاب السياسية «بما فيها العلمانية» تحتفل بالمناسبات الدينية وتقوم بتجهيز رحلات حج مدعمة».
وحرض هذا الكاتب الذي يتشبث بالمبادئ الديمقراطية النظام المصري، في عهده القديم، لئلا يسمح بقيام حزب إسلامي:« فهل يسمح النظام الديمقراطي بأن تستخدم آليات الديمقراطية وإجراءاتها لتقويض هذا النظام من أساسه، وهو ما حدث في جمهورية فيمار بألمانيا، عندما وصل الحزب الوطني الاشتراكي «النازي» إلى السلطة من خلال الآليات الديمقراطية، ثم قام بإلغائها بعد وصوله إلى مقاعد السلطة».
كانت تلك نماذج يسيرة مما طفح به الموقع الإلكتروني لمجموعة «منبر الحرية» الناشطة في حرب الأديان على العموم، وحرب الإسلام على الخصوص.
ومن أراد أن يراجع الموقع بنفسه فسيجد مئات الدراسات والمقالات الشبيهة بما أشرت إليه هنا على سبيل الاختصار.
وبحسبنا أن ننهي هذه النماذج بمقتطف ينبئ عن ذعر هذه الجماعة، التي تستخدم الشابكة الدولية لنشر أفكارها، من هذه الأداة نفسها، لأنها ــ حسبما قالوا ــ أسهمت كثيرًا في الآونة الأخيرة في نشر الدين.
ضد الأديان جميعًا
ففي دراسة بعنوان «الدين الهوس المعولم» قال أحد كتاب هذه الطائفة المتطرفة: «إن الدين يزداد حضوره بقوة على شبكة الويب خاصة المدونات الدينية، التى تحول أصحابها إلى فاعلين دينيين ينافسون رجال الدين فى الديانات الكبرى، وسيكون صعبًا على هؤلاء أن يسترجعوا مكانتهم التقليدية!
فحتى وقت كتابة المقال إذا دخلت جوجل وكتبت
«Religious»
سوف يظهر لك أكثر من 223 مليون صفحة ويب مرتبطة بالدين بشكل أو بأخر. فالدين أصبح هوسًا معولمًا».
وبعد أن ناقش الكاتب الجانب السلبي، في موضوع نشر الدين عن طريق الشابكة الدولية، عاد فعزَّى نفسه، وخفَّف وقع الخطب على أتباع خطه الفكري العلماني، قائلاً: «لكن الجانب الآخر للإنترنت فتح الباب على مصراعيه للتعرف على الانتقادات والآراء المخالفة، ليغير كثير من المؤمنين والأتباع دياناتهم بسرعة بعد أن ظلوا سنين متمسكين بها، فمنهم من ارتدوا وكفروا».
فهذه الطائفة الغالية التي تستبشر بارتداد الناس وكفرهم هي الطائفة التي احتفت بأفكار الدكتور الأفندي.
وهي الطائفة التي تكرم عليها بأن منحها إذنًا لتقوم بإعادة طبع كتابه وتوزيعه.
ولو لم يكن كتابه محققًا شيئًا من مآرب هذه الطائفة الخبيثة، وملبيًا بعضًا من مقاصدها المريبة، لما حفلت به وما اعتنت بترويجه في الخافقين.

فاتني أن أذكر أن الدكتور عبدالوهاب الأفندي قام بتزوير فاضح آخر لعنوان كتابه في الطبعة الأولى لترجمته العربية. وهي الترجمة التي صدرت قبل سنوات، عن دار الحكمة، بلندن، وجاءت تحت عنوان «الإسلام والدولة الحديثة: نحو رؤية جديدة».
وفي هذا العنوان المزيف خطأ آخر.
لأن الرؤية التي قدمها للفكر السياسي الإسلامي ليست جديدة، وإنما هي رؤية الكتّاب الاعتذاريين القدامى، الذين لم يبصروا كمال مبادئ الإسلام، وتناهيها في الحسن. وأرادوا أن ينتحلوا أعذارًا عن قصور المبادئ الإسلامية في التجاوب مع العصر الحديث، والتساوق معه، قدموها إلى معاشر المفكرين والمثقفين الغربيين والمتغربين، اعتذروا بها عما لا يروق هؤلاء، ولا يعجبهم من دين الإسلام.
وفي مقدمة الكتاب دفع الدكتور عبد الوهاب الأفندي بنفسه ناقدًا بصيرًا، قديرًا على تقويم الفكر السياسي الإسلامي، وتحويره ليلائم ظروف العصر الحديث.
ولكنه لم يحرص على التحلي بقيم النزاهة الفكرية، والأمانة الأدبية، التي يقتضي منهج البحث العلمي أن يتحلى بها كل باحث علمي رصين.
وحتى يبرر تنازله عن ثوابت الدين الإسلامي، كان لابد أن يُبديَ - كعادته - تشاؤمه المطلق من كل حال، فقال« يواجه العالم الإسلامي في هذه المرحلة واحدة من تلك الحقب التاريخية التي تحدد مصير الأمم، فإما أن تتوجه إلى آفاق مستقبل عظيم، وإما أن تهوي إلى درك سحيق في اتنظار لحظة مماثلة قد تأتي وقد لا تأتي. وكل الشواهد تشير إلى أن الطريق الذي تتجه نحوه الأمة هو طريق الهاوية». فقد شان التشاؤم المطلق رؤية هذا الكاتب، ووصم التعميم الذميم منطقه، وإلا فانظر إلى «كل» هذه التي يزعم بها أن الشواهد تشير إلى أن الأمة الإسلامية تنحدر إلى الهاوية!
وقد جاء في الحديث الشريف: «إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم». أي أشدهم هلاكًا!
روى الحديث الإمام مسلم، وقال الإمام ابن عبد البر في شرحه: «هذا معناه عند أهل العلم أن يقولها الرجل احتقارًا للناس، وإزراء عليهم، وإعجابًا بنفسه».
وزعم هذا المعجب بنفسه أن: «المخرج من هذه الأزمة ــ الكارثة لا بد أن يبدأ من إعادة صياغة كاملة للفكر الإسلامي المتعلق بالدولة وشؤونها».
وما عَتَّم أن نصب نفسه لأداء هذه المهمة الضخمة، بعد أن انتقد حذر المفكرين الإسلاميين المحافظين، وتجنبهم لأداء مطالبها. وذكر أن التناول الجاد لهذه المهمة الضخمة، التي تتعلق بنقد الفكر الإسلامي، وتجديده، وإعادة صياغته، قد اقتصر على كُتَّاب الإسلاميات، من المستشرقين والأكاديميين الغربيين، ومعهم: «العناصر المعادية للإسلام التي تسعى للنيل من هذا التراث والتركيز على نقائصه». وربما حاول بإشارته الأخيرة، إلى ممارسات أعداء الإسلام، المفترين، أن يوحي إلى القارئ أنه يبرأ من ارتكاب هذه الممارسات، التي أخذها عليهم. ولكن دعونا ننظر إن كان قد برئ حقًا، أم انخرط فعلاً، في ارتكاب الممارسات عينها، واجتراح السيئات ذاتها، وإتيان ما هو شر منها.
وهذا مثال من الأمثلة. يعرف دارسو الفكر االسياسي الإسلامي أن الإمام أبا الأعلى المودودي هو أحد رواده المجددين الكبار. ولذلك وجه إليه سهام النقد الحاد المستشرقون الحاقدون. رَادَهم في ذلك كاهن الاستشراق الكبير، وأستاذ جامعة ماكغيل، التي تعد أحد أخطر الأوكار الفكرية المعادية للإسلام، البروفسور وليم كانتْ وِلْ سميث، الذي تخصص في نقد فكر الإمام المودودي، ومثلت كتاباته المعادية الكِنانةَ التي احتقبها كل أفاك أثيم، ناش الإمام الهمام بالسهام.
ثم جاء يسدر على الخط نفسه الدكتور الأفندي، ليفتري على الأستاذ الإمام المودودي الكثير مما نعرض لبعضه في هذا البيان.
ولننظر إلى المثال الأول من أمثلة خيانات الدكتور الأفندي لقيم العلم الشريف.
فقد شاء أن يشوه فكر الإمام المودودي على نحو عن طريق «الدمغ» الإعلامي، فدمغه بتهمة الفاشية، التي هي أشنع تهمة يوصم بها إنسان في الغرب.
وقد جاء الأفندي بنص مقتطع من أحد كتابات المودودي ليؤيد به هذا الزعم المنكر.
جاء في كتاب المودودي المنشور بالعربية بعنوان «نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور»، والذي نستند هنا إلى ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، بقلم تلميذه البروفسور خورشيد أحمد، أن الدولة الإسلامية تتعامل مع شتى نواحي الحياة، التي يقدم الإسلام معالجاته لها في القرآن، والحديث، ومصادر التشريع الأخرى. وأن الدولة الإسلامية تعتبر شمولية بهذا المعنى، أي بمعنى شمول تناولها ومعالجاتها لشتى نواحي الحياة.
ورغم وضوح المعنى الذي أراده الإمام، إلا أن الدكتور الأفندي شاء أن يلبسه معنى آخر، هذا المعنى يرتبط بصفة الدولة الدكتاتورية، القابضة على جوانب السلطة جميعًا بالقهر، والتي تستأصل أعداءها أجمعين.
وهو المعنى المنبثق من كلمة
«Totalitarianism» في اللغة الإنجليزية.
وابتهج الأفندي لدى عثوره على كلمة للإمام المودودي، ذكرها عرضًا، وهو يوضح مقصده عندما شرح معنى الشمولية، قائلاً: «إن الدولة الإسلامية تشبه في شمولها هذا الدول الفاشية والشيوعية».
واستنبط الأفندي من هذه العبارة العارضة، أن فكر الإمام المودودي فكر فاشي، قائلاً: «وقد استنتج المودودي من هذا أن الدولة الإسلامية لا بد أن تكون شمولية، أقرب نموذج لها في عصرنا هو الدول الشيوعية والفاشية».
ولأننا متعودون على فكر الإمام المودودي، الذي قرأنا جل ما ترجم منه إلى العربية في عهد الشباب، ولأننا قرأنا له كتاباته الكثيرة، التي شجب بها الأفكار القومية والعنصرية، ومنها الأفكار النازية والفاشية، فقد هالنا أن ينسبه هذا المفتري، المتجرئ، المسمى الأفندي، إلى شيء من ذلك. ورحنا نراجع بعض كتابات المودودي بدءاً بهذا المقتطف الذي جاء به هذا المفتري.
فماذا وجدنا؟!
وجدنا الإمام المودودي يستدرك، ويقول مباشرة، وبلا فاصل، بعد عبارته التي جاء بها في تشبيه شمولية الدولة الإسلامية بمبدأ الشمولية الفاشية والشيوعية:» ولكنك ستكتشف لاحقًا أن الدولة الإسلامية، رغم اتساع نطاق وظائفها، لتشمل نواحي الحياة جميعًا، إلا أنها تختلف اختلافًا جذريًا، مع الدول الشمولية والدكتاتورية. لأن الدولة الإسلامية لا تقمع الحريات الفردية لمواطنيها، ولا يسمح قانونها لها بأن تمارس، أدنى سلطة دكتاتورية على مواطنيها. إنها دولة تمثل التيار الأوسط، بين التيارات السياسية، وتحتوي على أرقى ما يمكن أن يرقى إليه مجتمع إنساني».
ثم قال المودودي، في مقطع آخر، ميز فيه شمول التعاليم التي تقوم على تنفيذها الدولة الإسلامية، عن طابع الشمولية، التي توصف به الدول الشيوعية: «إن الدولة الإسلامية تقوم على إيديولوجية معينة، ويؤمن مجتمع تلك الدولة بالإيديولوجية نفسها. وهنا نلمس مرة ثانية بعض أوجه الشبه، بين طبيعة الدولة الإسلامية، وطبيعة الدولة الشيوعية. ولكن ينفي هذا الشبه، طريقة تعامل الدول مع المواطنين، الذين لا يحملون إيديولوجيتها. والإسلام، على عكس الشيوعية، لا يفرض مبادئه الاجتماعية بالقوة، على الآخرين. ولا يقوم بمصادرة ممتلكاتهم، أو ينشر حالة من الرعب، بممارسة القتل الجماعي، أو تحويل الناس إلى عمال مسخرين، مسترقين للدولة، كما كان حال المنفيين الروس إلى مجاهل سيبيريا».
فلماذا حذف الأفندي هذا المقطع الطويل، الذي استدرك فيه المودودي على نفسه، ونبَّه سامعه به، وحذره من أن يكون سطحيًا، شكليًا، متسرعًا، يأخذ التشبيه على علاته، ويبلغ به أقصى المدى؟!
يصعب علينا أن ننسب الأفندي إلى حسن الظن، وأن ندعي أنه لم يطلع على هذا الاستدراك، وذلك للآتي:
1- أن الاستدراك ملتحق بالعبارة التي قطفها الأفندي سابقًا، وملتصق بها أشد الالتصاق. فلا يمكن أن تكون عينا الأفندي قد أبصرتا القسم الأول من العبارة الطويلة وعَشَتْ عن باقيها!
2- إن المفكر الجاد الذي ينصب نفسه لمهام النقد الفكري، لابد أن يكون قد استفرغ الوسع في الاطلاع، على ما زعم أنه اطلع عليه ونَخلَه جيدًا، قبل أن يتصدى لنقده وتقويمه. 3- أن للإمام المودودي نصوصًا أخرى قاطعة، في نقد الدعوة الفاشية، وردت في العديد من كتبه منها كتابه «معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام» وكتابه «أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة» وكتابه «بين الدعوة الإسلامية والرابطة القومية» وغيرها من الكتب النيرة. 4- أن أي ملم بتيارات الفكر الإسلامي الحديث، يعلم أن العلامة الدكتور محمد إقبال، وتلميذه العلامة الإمام المودودي، كانا أشد أعداء الفكرة القومية بين المفكرين الإسلاميين. وأنهما ربما وصلا إلى حدود التطرف في موقفهما هذا، الذي نقله عنهما سيد قطب إلى العالم العربي، وأنشأ من وحيه فصلاً غير موفق في كتابه الخطير «معالم في الطريق».


تحدثنا عن اختلال المنهج الذي استخدمه الدكتور عبد الوهاب الأفندي، في تحليل فرضات بحثه، عن إشكاليات الدولة الإسلامية، التي لا يحتاج إليها أحد كما زعم.
وهي النتيجة التي أراد أن يصل إليها من وراء إصداره لكتابه المريب، المغرض، ذي العناوين المتباينة.
وقد تبدى جلياً تقصير الدكتور الأفندي في البحث، وقلة أمانته في تناول الأدبيات، التي عرض بالتحليل، والنقد، والتشويه، والتسخيف.
وهي أدبيات المفكرين الإسلاميين، الذين دعوا إلى قيام الدولة الإسلامية، وقدموا بعض الأدبيات التنظيرية الريادية في شأنها.
وقدمنا مثالاً لممارسات الدكتور الأفندي غير المستقيمة، من الطريقة التي اقتطف بها نصاً من كتاب الإمام المودودي «نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور» من خارج سياقه العام الذي ورد فيه.
وإدراجه في سياق آخر مخالف، وبالطريقة التي حلا له أن يتخذها، وذلك حتى يستخرج منه مضموناً مغايراً تماماً لمراد الأستاذ الإمام!
وقد حان الأوان لكي نقدم للقارئ مثالاً آخر، يكشف عن تقصير الدكتور الأفندي، في الإحاطة بمادة بحثه، الذي فرغ نفسه له، وقال مفتخراً إنه نال رضا الكثيرين في الشرق والغرب.
لقد أورد الدكتور الأفندي في كتابه هذا الذميم، نصاً آخر من كتابات الأستاذ الإمام المودودي القديمة، واستنتج منه أن الأستاذ الإمام ما كان يؤمن بمبدأ الشورى، أو بالأحرى ما كان يؤمن بقيمته الإلزامية للحكام.
وقال الأفندي في نقله لكلام الإمام المودودي، من غير أن يوثقه التوثيق العلمي الأكاديمي اللازم: «وقد زاد المودودي فأعاد تأكيد متطلبات النظرية الإسلامية التقليدية، كأساس للدولة الجديدة، فالحاكم في هذه الدولة لا بد أن يكون شخصاً فرداً، هو أعدل المسلمين وأتقاهم، ويتولى منصب الخلافة. ويعاون الخليفة في أداء مهمته مجلس استشاري، ولكن للخليفة حق رفض مشورة المجلس، حتى وإن كان ذلك رأي أغلبية الأعضاء. وليس للمجلس ولا للأمة بكاملها أن تعارض أي قرار يتخذه الخليفة، ولكن للأمة أن تخلع الخليفة إذا فقد ثقتها».
«ورد هذا النص في كتاب الدكتور الأفندي، عندما صدر بعنوان: الإسلام والدولة الحديثة، عن دار الحكمة، بلندن، د.ت. ص 98 - 99».
«ثم صدر في كتابه نفسه عندما صدر بعنوان: لمن تقوم الدولة الإسلامية، عن منبر الحرية، بعمان، الأردن، عام2011م، ص 134».
وقد كان لنا شأن مع نص المودودي هذا، الذي ورد في كتابه عن «نظام الحياة في الإسلام»، من ترجمة الأستاذ محمد عاصم الحداد، رحمه الله، وفيه قال المودودي:« بل يجوز لرئيس الدولـة في تلك الحال أن يستأثر بحق الرفض والرد، ويرفض آراء سـائر أعضاء مجلس الشـورى في أمر يرى فيه أن الحق على خلاف ما يرون».
«أبو الأعلى المودودي، نظام الحياة في الإسلام، ترجمة محمد عاصم الحداد، دار الفكر، دمشق،1377هـ، ص 36».
لقد اطلعنا على هذا النص قديماً، ثم والينا البحث في تراث شيخ الإسلام الإمام المودودي، لنرى إن كان قد احتفظ بهذا الرأي إلى يومه الأخير، أم نبذه ونأى عنه في وقت لاحق.
وقد وجدناه انقلب، في وقت الأخير، على قناعته القديمة، وتخلى عنها تمام التخلي، وقال: إن الحاكم يجب عليه: «التسليم بما يجمع عليه أهل الشورى أو أكثريتهم. أما أن يستمع ولي الأمر إلى آراء أهل الشورى ثم يختار ما يراه هو نفسه بحرية تامة، فإن الشورى في هذه الحالة تفقد معناها وقيمتها. فالله لم يقل: تؤخذ آراؤهم ومشورتهم في أمورهم، وإنما قال: وأمرهم شورى بينهم، يعني أن تسير أمورهم بتشاور فيما بينهم، وتطبيق هذا القـول الإلهي لا يتم بأخذ الرأي فقط وإنما من الضروري لتنفيذه وتطبيقه أن تجري الأمـور وفق ما يتقرر، بالإجمـاع أو بالأكثرية... فالإسـلام مع حتمية تشاور قادة الدولة وحكامها مع المسلمين والنـزول على رضاهم ورأيهم وإمضاء نظام الحكم بالشورى».
«أبو الأعلى المودودي، الحكومة الإسلامية، المختار الإسلامي، القاهرة، 1980م، ص 205».
وهذه هي حقيقة أمر المودودي كما كشفها الرصد المنهجي القاصد لكتاباته الفكرية المختلفة.
وبعد ذلك نسأل، ولنا الحق، كل الحق، أن نسأل:
هل يجوز، يا ترى، لباحث في مجال الفلسفة السياسية، أو في مجال النظرية السياسية الإسلامية، وهل يليق به أن يرتكب مثل هذه المخالفة الواضحة لمبادئ البحث العلمي التي تلزمه أن يطلع على مادة بحثه، اطلاعاً شاملاً قبل أن يشرع في تحليلها والاستنتاج منها، دعك من أن يتجرأ على نقدها وتسخيفها كما فعل؟ّ!
وقد رأينا من رصدنا لآراء المفكر الكبير، أبي الأعلى المودودي، أنه قد تراجع عن رأيه القديم، الذي عضد فيه مبدأ إعلامية الشورى، وآب إلى رأي، نقيض لرأيه القديم، أكد فيه تأكيداً واضحاً، لا يحتمل اللبس، على مبدأ إلزامية الشورى، ودعم رأيه الموضوعي الجديد، بحجج قوية، لا تتزلزل.
رأينا ذلك، ولكن الأفندي لم يره ولم يُحط به خُبراً!
نقول هذا إذا أحسنا به الظن بالطبع.
أما إن أسأنا الظن فإنا قائلون بأنه قد قام بإخفاء نص المودودي الجديد عمداً عن قارئه.
وذلك حتى يضلله ويسوقه إلى رأيه المسبق، الذي أصدره على الإمام المودودي ممثلاً للمفكرين الإسلاميين، الداعين إلى قيام الدولة الإسلامية، بدعوى أنه مفكر يدعو إلى الفاشية ويروج المبادئ الدكتاتورية.
ومع تكاثف إغراء شديد يدعونا بل يكاد يسوقنا سوقاً إلى إساءة الظن بدوافع الدكتور الأفندي ومراميه، إلا أننا فضلنا أن نحسن به الظن. فاكتفينا بنسبته إلى التقصير عن الإلمام بمادة بحثه، الذي فرغ له وتفاخر بإنجازه إياه.
مع أنه عجز عن تقصي مادته بالحد الأدنى الذي تفرضه مناهج البحث العلمي ومبادئه.

يشذُّ من يؤبه به من علماء السياسة، عن اتفاقهم الاجماعي، على أن السياسة هي امتلاك القوة، والتمكن من تصريف المصالح العامة التصريف الأمثل.
وهو الأمر الذي لا يتم إلا باستخدام ذلك الضرب من القوة العظيمة، الذي تحتكر الدول امتلاكه، وتسخره لتحقيق الوظائف المنوط بها تحقيقها.
ولكن عالم السياسة، الدكتور عبد الوهاب الأفندي، يخالف هذا الإجماع، ويريد أن يجرد الدولة الإسلامية وحدها من هذه الميزة التي تتمتع بها دول الدنيا قاطبة.
فالدولة الإسلامية عنده مجرد تجمع طوعي، ليست له سلطة إلزامية قهرية على أتباعه.
وقد اختار لتعزير هذا الزعم الفاسد، حجة انتقائية، اقتطعها من حديث غزوة تبوك، الذي تحدث عن منع بعض المتخلفين منها: «من المشاركة في أي غزوة أو عمل عسكري آخر. هذه العقوبات وغيرها اعتمدت أساساً على الوازع الأخلاقي، وكانت معنوية صرفة، مما يميزها عن كل الوسائل التقليدية، التي تستخدمها الدولة لفرض سلطتها، والتي تعتمد على الحوافز والعقوبات المادية».
وقد اجتزأ هذا الجانب العقابي، الذي تعرض له المتخلفون الثلاثة عن الغزوة «كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومُرارة بن الربيع» رضي الله تعالى عنهم، وغفل عن جوانب العقاب الصارم الذي لحق بهم.
حيث قررت الدولة الإسلامية أن يقاطعهم عموم مواطنيها، مما عنى ضمنياً أنهم تعرضوا لمقاطعة اقتصادية كاملة.
ثم مُنعت أزواجهم من الاقتراب من فُرُشِهم، ومازالت سلاسل الحصار تضيق عليهم، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، كما عبر القرآن الكريم.
فهل كان ذلك مجرد عتاب معنوي طفيف لطيف، كما أراد الأفندي أن يوحي للناس؟!
أم أن الدولة الإسلامية مارست حينها قوتها بأشد وأشمل مما تمارسه أي دولة أخرى على مواطنيها؟!
ولسوء حظ الدكتور فإن المثال الذي جاء به، يحمل دلالة مغايرة للمعنى الذي استشهد به من أجله، بل إنه يدل على معنى نقيض!
وقد أغضى الدكتور عن أمثلة أخرى، كثيرة لا تحصى، متناثرة في تاريخ السيرة النبوية، كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه!
كما أغضى عن حقيقة شرعية، لا مراء فيها، تدل على أن مهمة الدولة الإسلامية الكبرى، هي أن تحرس الدين وتسوس الدنيا به.
وهذا هو في الحقيقة التعريف الأمثل للدولة الإسلامية، عند فقهاء السياسة الشرعية المعتبرين، ولكنه تعريف لا يعترف به الدكتور، كما لا يعترف به أشباهه، من شيعة الكتاب اليساريين الإسلاميين المحدثين!
وهنا تغافل الدكتور أيضًا عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى، أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع.
وأن تطبق الحدود الشرعية، بمعناها المخصوص، فتوقع العقاب المادي الصارم على من جاوزها.
ويدخل في ذلك ألوان من العقاب البدني، الذي نص عليه القرآن الحكيم، وجاءت بتفاصيله السنة النبوية الصحيحة.
لقد تغافل الدكتور عن كل هذا، ليتيسر له تمرير زعمه القائل بأن الدولة الإسلامية غير مخولة باستخدام القوة، وأنها رابطة طوعية عاطفية معنوية ليس غير.
ولهذا السبب ربما توجه لكي يخطئ، ثم يدين سيدنا أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، لأنه تشدد ضد من منعوا دفع الزكاة للدولة الإسلامية، ظانًا أن الدولة الإسلامية لم يكن لها الحق في استخدام القوة ضد المرتدين المحاربين الجناة.
وقد جاء هذا في لغة مغالطة متأرجحة حاول فيها الدكتور أن ينسب سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، إلى صفة اللين، التي قال إنه عاد وانصرف عنها، من غير وجه حق، إلى استخدام العنف.
فقال: «إن تقييد استخدام العنف كأداة في السياسة يعد السمة المميزة لنموذج الخلافة الأصيل كما ظهر في عهد الصديق ... وعمر بن الخطاب ... لأن هنالك مفارقة في هذا الأمر، لأن تأسيس الخلافة، وبرغم كونه مثالاً نادرًا، وربما كان فريدًا للدولة الأخلاقية، لم يكن خلوًا من العنف فهذا النموذج ظهر للوجود في الواقع بعد سلسلة من الحروب الشرسة والتي عرفت بحروب الردة فأبو بكر، الذي نودي به الخليفة الأول للنبي، اتخذ موقفًا متشددًا ضد القبائل التي رفضت الاعتراف بسلطته وشن حربًا ضروسًا ضد المتمردين إلى أن هزمهم».
فبهذا النص أراد الأفندي أن يخطئ سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، الذي أنقذ الدولة الإسلامية بحزمه، وعزمه، وتوكله على ربه عز وجل، وحماها من أن تجتاحها جيوش المرتدين، التي كانت تسندها جيوش الفرس المتربصة من وراء الحدود.
فالدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة، حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!
هذا ولم يكن منطق الأفندي، وهو يتطوح في نقد الخلفاء الراشدين، على وفاق واتساق.
وإذا أرت مثالاً لتأرجحه وتخبطه، وصدوره عن شهوة شيعية عارمة توجهه إلى نقد الخلفاء الراشدين، فانظر إلى هذا المثال، الذي أورده في السياق نفسه، حيث لوى عنان القول، وقام بتثريب الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، ووصفه بالتنطع، قائلاً إنه لم يستخدم القوة حتى في حراسة نفسه: «لكن هذا المبدأ السلمي تم استخدامه بتنطع عندما واجه الخليفة عثمان ... تحديًا مباشرًا لسلطته من قبل المتمردين المسلحين، لكنه رفض كل العروض من مناصريه لحمايته بعد أن احتل المتمردون المدينة وحاصروا بيت الخليفة العجوز». وهكذا لم ينج الخليفة الراشد الأول، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لاستخدامه ما دعاه بالعنف!
وكذلك لم ينج الخليفة الراشد الثالث، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لتخليه عن استخدام العنف!
وهذا القول الأخير إنما يدل على أن قراءة الدكتور لوقائع تلك الفترة من التاريخ الإسلامي قاصرة.
لأن سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، عمل بمقتضى وصية ونبوءة أفضى إليه بسرها، حبيبه وصهره الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، فامتنع عن حماية نفسه من المهاجمين.
ولم يكن الدكتور مهذبًا حينما وصف سيدنا ذا النورين، رضي الله تعالى عنه بالتنطع.
ولم يلتزم بأدب العقاد العظيم، الذي سرق الأفندي منه هذه الملاحظة، وهي التي أوردها صاحب «العبقريات»، رحمه الله، في مستهل كتابه «ذو النورين عثمان»، وفيها لم يوجه نقدًا ولا لومًا من أي نوع إلى سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه.
وإنما استثمر عبقري الفكر ملاحظته السديدة لصالح مقارنته وموازنته بين سيدينا الجليلين، عثمان، ومعاوية، عليها الرضوان، فذكر أن إحاطة سيدنا معاوية، رضي الله تعالى عنه، لنفسه بالحرس والجيش هي التي مكَّنته من تحقيق استقرار الحكم.
وليس أعجب من تمادي الأفندي في نقد الخلفاء الراشدين، وزرايته بوجه خاص بسيدنا عثمان، عليه الرضوان، إلا أن انقلابه من ذلك إلى الإشادة بمن قتلوه قائلاً: «لكن التمرد نشأ كذلك على خلفية أزمة أكبر، وهي أزمة الشرعية، التي يتفق الكثيرون على أنها نشأت بسبب خروج عثمان بشكل ملحوظ عن نموذج الخلافة الأصلي كما بناه الشيخان أبا بكر «كذا في الأصل!» وعمر. وقد وضع المتمردون مطالب محددة تتعلق بالعودة إلى السياسات السابقة التي ضمنت معاملة عادلة ومتساوية للجميع».
فهو يرى أن الذي انحرف عن النهج الصحيح كان سيدنا عثمان، عليه الرضوان، أما قتلته المجرمون فكانوا، في اعتقاد الأفندي، دعاة للشرعية ومناضلين في سبيل العدالة والمساواة!
وبهذا النص، ونصوص أخرى في كتابه، يؤمِّن الأفندي على مزاعم هؤلاء القتلة المجرمين الأوباش، الذين قدموا إلى المدينة المنورة من أقصى الأمصار، قبل أن تستقر في قلوبهم حقائق الإيمان.
وقبل أن ينطبعوا بالتربية الإسلامية الصحيحة، التي تلقاها الصحابة الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتجرأوا من ثم على ارتكاب الجرم الأشنع، بقتل الخليفة المسلم المسالم غير المقاوم، الذي كان حينها مكبًا على مصحفه يرتل كلام الله تعالى

Post: #183
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-25-2013, 09:58 PM
Parent: #182

والسائحون ماذا يريدون؟

April 24, 2013

صلاح شعيب..

إلى الآن لم يتيسر لنا الحصول على فكرة شاملة أو حتى مختصرة عن الأهداف الأساسية، أو قل الإنسانية إن وجدت، لحركة “السائحون”. فضلا عن ذلك فإن تفهم معاني ودلالات مصطلح “السائحون” ما يزال عصيا على التشكل في تصورات عامة الشعب، وخاصة البحاثة. أهو تأصيل لغوي لظاهرة قويمة وموحية من التاريخ الإسلامي أم أن المصطلح واحد من غمامات المصطلحات التي جاء بها الإسلاميون، وهي تضمر معان معلومة بالضرورة لعضويتهم، إذ يتخيلون في البدء معرفة تطبيقاتها على أن يدركها الناس بالتجربة في المنتهى؟ وما جدوى هذا المصطلح في ظل سريان المصطلحات التي هي في محك التجربة الآن. مرة ثانية..السائحون: أهو مصطلح ذو علاقة بالسياحة في سبيل الله، مثلا، من ناحية أن الأرض يرثها عباده الصالحون بالسياحة الدينية، أم أن “السائحون” ليس سوى مصطلح فضفاض ندركه نحن بالتجربة المرة أو الحسنة لاحقا؟ نتساءل هكذا آخذين في الاعتبار عالمية دعوة الإخوان المسلمين التي جعلت الأخ سائحا، وسلاحه في كتفه، في بيئات أمريكية، وأفغانية، وشيشانية، وسورية، إلخ.

حقا ما أكثر المعاني الفضفاضة التي أفرزتها تجربة الإسلام السياسي السوداني وما أتت بشئ ثمين. فمصطلحات مثل المشروع الحضاري، إعادة الصياغة، أسلمة المجتمع، بسط الأمن الشامل، الذكر والذاكرين، الحسبة الإدارية، البكور، النفرة الزراعية الشتوية، المعسرين، الأغنية الجهادية، وغيرها، لم تسبقها تعريفات جامعة حتى يلم العامة بمعانيها ويتم بعد ذلك تمثلها بشكل أفضل أو مناوأتها. والملاحظ أن هذه المصطلحات كانت تجد حظها من التداول وسط عضوية الحركة بوصفها شفرات للتمكين الذي ينوب عنا في إصلاح العلاقة مع رب العالمين.

ورغم تكاثف كل هذه المصطلحات “المنجورة” إلا أن أكثرها سقط من ذاكرة الذاكرين، وغير الذاكرين بعد الثراء الاقتصادي. بل وصار الإسلاميون أنفسهم يتجنبون ذكرها بخير أو بشر. فالتجربة الحياتية بوصفها حقل الاختبار لاستدامة المصطلح السياسي، أو بواره، لا بد أن تسقط معظم هذه المصطلحات التي حاولت الحركة الاسلامية غرسها في الأرض السودانية قسرا، عوضا عن التشاور مع المستهلكين أمثالنا، وذلك قبل غذ السير نحو التطبيق. ولأن الحوار السلمي كان غائبا بدا أن مصير هذه التقليعات الجديدة الاصطدام المحتوم مع الواقع السودانوي الذي صهره حراك سبع آلاف سنة، مثلما تبين بعض الحفريات التاريخية. وبالتالي بقي “الرندوك الإسلاموي” مثل أغنيات شنان التي لا تبثها القناة الرسمية وقناة النيل الازرق الآن بشكل مماثل للبث الكثيف لأغاني الحقيبة الحسية. ولعلنا شاهدنا واستمعنا في قناتي التمكين الذكيتين وهما “النيل الأزرق والشروق” إلى بعض من أصوات نسائية لا تجد الصادحات بها حرجا من التمايل بأك########ن المرصعة بالماس، وعيونهن الملونة بالأخضر أمام عدسات برنامج السر قدور.

يذكر، والحال على ما هو عليه، أن “الدكتور الآن” محمد الأمين خليفة كان من أشد المتحمسين لفكرة البكور وشوهد مرة في التلفزيون متحذلقا، وسابرا لمعنى البكور، وضرورته التي غيرت ميعاد العمل ليبدأ ساعة قبل الميقات المتعارف عليه. ولكن اتضح لاحقا أن فكرة البكور قد عرضت أطفالنا التلاميذ للكلاب التي تنبح في الهزيع الأخير من الليل فيعودون أدراجهم صارخين، وباكين، وهلوعين. كذلك كان هناك عمال يخرجون لساعات العمل في الصباح ولا يجدون مواصلات تقلهم في الوقت المناسب. ومع ذلك استمر العمل بنظام البكور دون أن يحقق وفرة في الإنتاج، ومن ناحية أخرى لم يزد البكور السودانيين إسلاما فوق إسلام الجدود، والحبوبات. بل إن ذلك التبكير لم يلتزم به الإسلاميون أنفسهم في زيادة الإنتاج. فالنائمون من عضويتهم في البرلمان قد ضبطتهم الكاميرا وهم في عمق الأحلام البنفسجية بسبب التبكير. ولعلهم لو تذكرو قصيدة إلياس أبو شبكة التي ترنمنا بها في ساعة الطلب لأدركوا أن قيمة البكور غير المؤدلج في شتل الصباح بالعمل، لا بالشعارات:

زارِعَ الحَقلِ في البُكور

عَيشُكَ الدَهرُ أَخضَرُ

أَنتَ في هَيكَلِ الزُهور

فَيلَسوفٌ مُفَكِّرُ

إن الإخوة السائحين هم شحمنا ولحمنا. ومثلما يوجد الإسلاموي في كل بيت، أو حي، أو فريق، فإنهم مبثوثون داخل حوزات المجتمع. وقضيتهم، إن فهمنا أبعادها من خلال بعض من الأدبيات التي توفرنا عليها بصعوبة، توحي لنا أنهم مغبونون على الحركة الإسلامية التي لم تف بمتطلبات المشروع الحضاري. ولذلك يريدون تغييرا جذريا في البرنامج الحكومي، ونفيا لقيادات بعينها من سدة الحكم. وربما يرى “الشباب الدباب” أنه أولى بوراثة الدولة وتوجيهها وجهة الحق الديني. ونحن لا ندري إلى أي مدى هم متغلغلون في الجيش، والخدمة العامة، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وفي الخارج. ولكننا ندري أن لهم خلايا سرية، ومتعاطفين مع مشروعهم الذي لم تكتمل ديباجته الفكرية حتى يتحول إلى حزب مستقل، أو منظومة مطالبية، أو عصبة حقوقية، أو جماعة ضغط فحسب.

حسنا فمصطلح المشروع الحضاري وتطبيقاته الميدانية لم يحقق غبنا للسودانيين تجاه السلطة فحسب، وإنما شمل الغبن عضوية كبيرة داخل الحركة الإسلامية في حزب المؤتمر الوطني. ولكن بين “الغبنين” هناك مسافة بعيدة يا إنسان. فغبن عامة الناس هو أن أهل المشروع تجردوا من الخلق الديني، والسودانوي، عند التعامل مع غير المسالمين، والمنضويين، للفكرة وتنفيذياتها. ولذلك فصلوا من فصلوا من العمل، وقتلوا من قتلوا، وسرقوا ما سرقوا، وعذبوا من عذبوا، وكذبوا ما كذبوا، ودمروا من المؤسسات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، ما دمروا، وسحلوا من سحلوا. باختصار أنهم فعلوا كل موبقة في سبيل التمكين الذي يتيح لهم الأسلمة الكاملة لأفئدة، وسلوك، السودانيين. ولقد تم كل ذلك أمام مرأى ومسمع السائحين بل إن شيوخهم كانوا جزء من أفكار التأسيس لكل هذا الخراب.

أما غبن السائحين فهو مفهوم بحسب أنه غبن له علاقة بفئة، ولا علاقة له بالمظالم التي حدثت لغير عضوية الإسلام السياسي. فالسائحون من خلال هذه الأدبيات الشحيحة لا يولون قدرا من الاهتمام بمعالجة الجريمة التي ارتكبت طوال هذه السنين، وإنما يركزون فقط على هيمنة انتهازيين داخل الحركة الإسلامية على قيادة القاطرة. إنهم، بالأحرى، غير معنيين ـ بطبيعة حالهم ـ بالدعوة إلى محاسبة النظام على قتل الضباط، والجنود، في شهر رمضان، أو فتح هذا الملف. لا يهتم السائحون بهذه المنغصات القديمة مثل اهتمامهم، وفرحهم، بإطلاق سراح ود إبراهيم وركبه. وود إبراهيم، كما نعلم، ترقى تصاعديا أثناء محارق الجنوب، ودارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان. بل كان شاهدا على إفراغ القوات المسلحة من ضباطها المتميزين، هذا إن لم يكن عضوا في لجان التصفية. كذلك وجدنا أن السائحين غير معنيين بالمطالبة بتغيير النظام بشكل جذري حتى يتسنى للسودانيين جميعهم تشكيل حكومة انتقالية للتعامل مع القضايا المطروحة. إن السائحين لا يوضحوا لنا رأيهم في المقدمات الفكرية التي قادت البلاد إلى التشظي ولا ينوون تعريف المطلوبات الجوهرية لاستدامة الحرية، والديموقراطية، وحقوق المرأة مثالا. فقط هم يريدون تصحيح التجربة وفقا لهياكلها، وآلياتها، الفكرية، والسياسية، التي أوجدتها، وبعدها يكون لهم قصب السبق في إدارة جديدة للعمل الإسلامي حفاظا على مشروع الأسلمة في البلاد.

عمليا، وفي ظل تصاعد الرفض للإسلاميين، وغليان دم المواطنين بسبب ما فعله إسلامهم في العقدين الماضيين، يوجد حل واحد أمام الشباب السائح، إذا أراد التكفير عن إتباع شيوخ الحركة الذين ضللوهم، وقادوهم، إلى حميات الوغى بينما يتبارى الطفيليين منهم في اصطياد زيجاتهم من الكليات الجامعية، ومراكمة الثروة المالية، والأفدنة، والشركات عابرات القارات. على هذه الشباب السائح الذي تحتاج إليه بلادنا أن يحس بأن هناك أمة تم استعمارها بفكرة بائسة وشردتهم في المنافي بواسطة أثرياء الحرب. عليك يا أيها السائح أن تتحرر من مصالح الفئة الضالة لتنظر إلى مصالح الجماعة المكلومة، وهذا هو السبيل السهل الذي يدخل به الناس الجنة، سلميا لا عسكريا. الناس كل الناس

Post: #184
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-27-2013, 03:45 PM
Parent: #183

قراءة في الثابت والمتحول: النظام والمعارضة في السودان


04-26-2013 12:06 AM
صديق محيسى


تتسارع الإحداث في السودان وتتداخل في صعود ملتو يضفي علي المشهد السياسي كله غموضا عجيبا لا يجد له المراقب تفسيرا موضوعيا يمكن إن يقود إلي نتائج محددة, فقبل شهر توجهت الأنظار إلي ألمانيا حيث أبرزت الصحف الورقية والكترونية لقاء النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه , وعلي الحاج نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي, وبدا واضحا للمراقبين من داخل وخارج المجموعة الحاكمة إن ما قام به السيد طه لا يدخل في خانة الأجتهاد الشخصي من كونه نائب الرئيس وفي قدرته بعيدا عن أي تأثير من اجتراح المبادرات , ولكنه أمر جري تداوله مع الرئيس البشير شخصيا ضمن تحركه كزعيم للبلاد ورئيس للحزب الحاكم وذلك لجس نبض المعارضة في تكتيك الهدف منه فك العزلة عن النظام الغارق في الحروب والمشاكل الاقتصادية , إضافة إلي مستنقع الفساد الذي يغطس فيه الجميع .

سؤال هام في سياق ما جري وهو لماذا حزب المؤتمر الشعبي من خلال علي الحاج وليس من خلال الترابي الموجود أصلا في الخرطوم وليس بون , والإجابة علي السؤال هو إن الترابي لن يقبل في كل الأحوال إن يكون جسر البشير إليه هو علي عثمان الابن العا ق الذي بصق في إناء زعيمه , وعليه كان اختيار مخاطبة الترابي من خلال جهاز التحكم من بعد , ولمن لا يعرف أساليب النائب الأول في الوصول إلي أهدافه فهو شديد الحذر متفوقا في ذلك علي الغراب الذي عرف بهذه الخصية , ومما لا يذاع علي الملأ مباشرة يكشف المراقبون بأن النائب سجل زيارة خاصة لرئيسه لوداعه في رحلة العلاج إلي ألمانيا, ولكنه لإثبات ولائه وقدرته علي تقديم المفيد أستأذن منه ضمن تحرك الرئيس السياسي إن يجرب بالونا في ألمانيا , أولا لدعم توجهات الرئيس في" المصالحة الوطنية" وثانيا الالتفاف علي قوي الإجماع الوطني وإظهار إن خطوة كهذه من شانها إبعاد الترابي وحزبه عن هذه القوي وإذا لم يتحقق هذا افتراضا " نكون قد خلقنا ربكة في صفوف المعارضة ثم أرسلنا رسالة إلي الناس جميعا بأنها إي المعارضة ترفض الحوار", ولكن في دهاليز المتصارعين يفسر بعض أركان حزب المؤتمر الحاكم إن علي عثمان بهذا التحرك يحاول كلما وجد فرصة إزالة شكوك البشير في ولائه له والرد بهدوء علي صقور الحزب الذي يحتكرون إذني الرئيس فهو هنا يريد فيتو من الرئيس لفتح قناة مع الترابي من خلال علي الحاج, ومن ثم تعطيل خطط مجموعة نافع عبد الرحيم في مهدها فيضمن له ذلك الاستمرار كنائب للرئيس, وفي الوقت نفسه إبعاد ذئاب المؤتمر الوطني عن حظيرته .

كيف كان المشهد بعد إن طيّرت وكالات الإنباء والصحف, والأسافير إخبار لقاء بون الذي اعتبرته الصحف الموالية وكتاب أعمدتها ضربة معلم , وسارع علي الحاج وابلغ قوي الإجماع الوطني عبر بيان بطلب من غرابه الترابي يشرح فيه ما جري مع علي عثمان, ولكن علي الحاج نفسه عاد وقال إن اجتماعه مع علي عثمان كان من باب المجاملة وهو عيادة مرض أكثر من كونه مشروع حوار, وتلك تصريحات فيها كثيرون الدبلوماسية إذ إن علي الحاج لا يستطيع الإقدام علي خطوة كهذه دون إعطاء ضوء اخضر من زعيمه الترابي . والترابي نفسه ينظر الي محاولات استبدال الحوار حول السلطة إلي حوار حول إعادة توحيد الحركة الإسلامية بكثير من السخرية بكونه بيع ماء في حارة تجار الماء , أو في حارة السقايين كما يقول المصريون وهو ما طرحه علي في حواره مع علي .
إن استهداف الترابي يظل الهاجس المستمر لنظام الإنقاذ لكونه الأكثر خطورة عليهم من كل أطياف المعارضة الأخرى فهو الذي يفهمهم ويفهموه كما قال ذلك هو نفسه وكما هم يعلمون ذلك جيدا وبالرغم من نفي الرجل المستمر إن العلاقة له بالحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في جنوبي النيل الزرق ودافور والتي شكلت ما يطلق عليه الجبهة الثورية أخيرا فأن النظام لا يزال تتملكه الريبة من إن جزءا من أوراق هذه اللعبة في أيدي الترابي وهو أمر استبعدته قيادات هذه الجبهة كلية , ولكن ذلك لا ينفي إن الرجل يؤيد هذه الجبهة في مسعاها إسقاط النظام عن طريق العمل المسلح كما له اتصالات معها لا تنقطع .

ما يعزز من عملية خلط الأوراق داخل المؤتمر الوطني" استهداف لعبة علي عثمان في بون هي زيارة الحاج ادم نائب الرئيس الثاني للترابي شيخه الأول الذي تنكر له مفضلا بريق المال والسلطة علي بريق الكاريزما’ الحاج ادم الذي استقبله الترابي كان محاولة من مجموعة نافع إجهاض مساع عثمان الألمانية , وهؤلاء يريدون القول له أنت خاطبت الحوار, وها نحن نخاطب الشيخ نفسه , ويقال سرا أيضا إن الحاج ادم انتهز الفرصة وقدم معلومات عن عثرات النظام للشيخ الدكتور حتما ستفيده في وضع خططه في صراعه الشخصي مع البشير والحاج ادم فعل ذلك لتكفير ذنوبه عندما خان شيخه بانضمامه إلي المؤتمر الوطني
, في سياق المناوشات تطرح مجموعات داخل المؤتمر الوطني دائما إمكانية ما يسمي توحيد الحركة الإسلامية كخطوة للمصالحة مع الترابي, ثم يعقب ذلك توحيد الحزبين, وهذه المجموعا ت ترخي السمع دائما لتصريحات رئيسهم البشير, فإذا تحدث , أو صرح عن ضرورة جمع الصف الوطني سارعت وطوّرت خطابه بما يحمل نواياه ورغباته حتي ولو كان لا يقصدها حقيقية, ومقولة توحيد الحركة الإسلامية ورقة يستخدمها بعض النافذين في النظام دائما عندما يضيق الخناق علي الجميع .

في الوجه الأخر للمسألة يربط المراقبون زيارتي علي عثمان لألمانيا والحاج ادم للترابي بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة للسودان والذي تحدثت بعض الصحف المصرية عن حمله مشروع مصالحة بين الترابي والبشير تحت عنوان إعادة اللحمة للحركة الإسلامية السودانية وتزيد الصحف المصرية المعارضة" الأهالي" الثالث من ابريل إن مرسي يذهب إلي السودان وفي جعبته ومن بين موضوعاته وصفة سحرية لحل الخلاف التاريخي بين ألأخوة الأعداء , وكان سبقه رئيس حزب الحرية العدالة محمد سعد الكتاني إلي السودان وشارك مع إخوان الخرطوم في إعداد جدول الزيارة لرئيسه
ويربط إخوان مصر الحالة المتدهورة لجمهورية مرسي بالوضع في السودان فهم يرون بل ويعتقدون بقوة إن استقرار نظام الخرطوم سيكون ظهيرا لهم إذا تطورت الأوضاع في مصر وأطيح بنظامهم المتآكل هناك إن عبر صندوق الانتخابات , أو مغامرة عسكرية ربما يقوم بها صغار الضباط علما بأن الوضع المصري قابل لأي مفاجأة إذا تسارعت وتيرة التدهور هذا النحو .

لو استبعدنا هذا السيناريو فأن خلاص النظام المرشدي سيكون في المشروعات النظرية" العملاقة " التي طرحها مرسي إمام السودانيين, إذن ثمة علاقة بين المناورات التي تدور في داخل نظام الخرطوم وزيارة مرسي التي شملت الترابي كطرف رئيس في المشروع المصري , وبالفعل القي الإنقاذيون باللأئمة علي الترابي عندما رفض المصالحة معهم وفق شروطهم , وابلغوا مرسي بذلك واتهموا الترابي بأنه تحركه أحقاد شخصية ضد البشير ومجموعته المنتفذة واخبروه بأنهم بادروا قبل مجيئه الخرطوم بالمساعي التي بذلها علي عثمان في بون والحاج ادم في الخرطوم ولكن كل ذلك لم يؤت اؤكله.
علي صعيد قضية حلايب كان الإنقاذيون يرون في ان وصول اخوانهم الي السلطة في مصر بعد اكثر من ستين سنة من الإضطهاد سيحل هذه المشكلة , وسوف يعيدون حلايب الي جنسيتها السودانية ,ومن هذا المنظور فأنهم استجابوا لطلب الطرف المصري بعدم وضع القضية في اجندة المباحثات , وهي المهمة التي قام بها الكتاتني في زيارة المقدمة وانصاع لها الإنقاذيون, لكن الناظر الي الصحافة المصرية بكل توجهاتها , وكذا القنوات الفضائية فأنها شنت هجوما متلاحقا علي مرسي لأنه حسب تصريحات خرجت من مسئول انقاذي بأنه وعد الإنقاذيين بأعادة حلايب الي السودان قريبا , وهو التصريح الذي عاد ت الرئاسة المصرية ونفته جملة وتفصيلا, ومثلما تنظر الأفلام المصرية الي السودانيين من خلال شخصية "عصمان" تنظرالأنظمة المصرية المختلفة الي حلايب بكونها عصمانا اخر وعلي الجميع عدم تكرار هذه السيرة .

مع الصراع الذي بدأ يخرج من قوقعة التنظيم إلي الهواء الطلق ينظر العليمون بخطط الغرفة السرية والتي تضعها الدائرة الضيقة لمخابرات الرئيس إن اللجوء لخلط الأوراق عبر فلسفة الإرباك المستمر هو السلاح الذكي الذي تعتمد عليه الغرفة دائما في التعامل مع المعارضة , فهي إي الدائرة تستخدم دائما علم الإحتمالات في صنع إحداث تريد إن تجني من وراءها مجموعة نتائج محددة, وعلي ضوئها تفكر في الخطوة التي تليها , ومن بين هذه الخطوات رفع صوت المذياع السياسي فجأة , والحديث عن ضرورة الوحدة الوطنية لينتهي الأمر في خطاب كخطاب البشير الذي ختمه بالإفراج عن معتقلين سياسيين وقعوا مع الجبهة الثورية مشروع الفجر الجديد "كبادرة حسن نية " تجاه المعارضة التي رحب بعضها بالخطوة باعتبارها تغيرا في محتوي موقف السلطة , بينما اعتبرها جانب منها إن المسألة مجرد خدعة سياسية, أو فيلما تمت مشاهدته من قبل كما نقول في أمثال المدينة , وهذا الجانب هو الذي يمتلك القراءة الصائبة لثعبانية الإنقاذ .إما الجانب الذي لازال يراهن علي دفع الإنقاذيين لطاولة المحادثات وليس المفاوضات مثل السيد الصادق المهدي الذي يرى بعض المراقبين انه حواره لم ينقطع ابدا مع النظام لإنزاله سالما من الحصان الجامح استعدادا لوراثة الحكم , ويتمظهر هذا الجانب في تفعيل السلطة ابنه عبد الرحمن اخيرا وتسليط الضوء إعلاميا عليه كمبعوث الي عدد من الرؤساء والزعماء العرب حاملا رسائل من الرئيس البشير وهي البادرة التي فسرها مراقبون بأنها تلويحا للمتصارعين داخل السلطة بأن هناك من يخلط ارواق اللعبة .
يسوقنا الحديث عن المشهد السياسي إلي العودة مجددا إلي طبيعة نظام الإنقاذ, وما إذا كان قد تغير مع مرور ما يقارب ربع قرن من الزمان هو عمر حكمه البلاد ؟ أو هو مستعد لمجرد الجلوس مع أعدائه لبحث قضية الحكم لسودان ذهب ربعه إلي غير رجعة وتهدد باقي إطرافه حروب تحاكي الأعاصير في تكونها , في ناحية حركة التغيير فأن التأكيد مهم في إن نظام الإنقاذ لم يتوقف لحظة عن عملية التطور نحو الأسوأ , وهو في مسيرته السياسية هذه لايعول كثيرا علي أجهزته التنفيذية, أو التشريعية في بقاء حكمه كما حاول النميري ذلك عن طريق حزب الاتحاد الاشتراكي, فهذه الأجهزة هي مجرد ديكور للنظام يزين به خشبة مسرحه ذي الممثلين المحدودين, وكأي نظام شمولي فقد جري إحلال أجهزة الأمن وظيفة ودورا محل هذه الأجهزة , ولم يعد لها تأثير يذكر, حتي برلمانه تحول إلي تجمع متثائبين ينشط نوابه في جني الأرباح عبر السعي دائما لتحسين شروط عملهم , وفي الإجابة علي السؤالين يواجهنا الرد بأن نظام الإنقاذ لم ولن يجلس مع المعارضة المدنية وفق شروطها هي ’ لأن أية محاولة من هذا القبيل ستكون بداية لانتحار اختياري يخافه النظام ويرفض إن يساق إليه .

لماذا يقبل النظام دائما الحوا رمع المعارضة التي تحمل السلاح ويرفض بشدة القيام بهذه الخطوة مع المعارضة السلمية؟, ولماذا يتراجع في كل مرة ويلحس تصريحاته العنيفة والخارجة في معظم الاوقات عن ادب الخطاب عندما يجد نفسه محشورا في ورطة لاسبيل له من الخروج منها, واذا تتبعنا مثلا تصريحات رئيس النظام فسنجده يعتمد القوة في مخاطبة المعارضة منطلقا في ذلك من طبيعته العسكرية , فا لعسكريون الإنقلابيون الذين يصلون الي كرسي الحكم بواسطة البندقية والدبابة تتنافر طبيعتهم مع طبيعة السياسي المسالم الذي يستخدم لسانه سلاحا له.




صديق محيسي

Post: #185
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-28-2013, 05:17 AM
Parent: #184

احتيالات الدكتور عبد الوهاب الأفندي لعلمنة الإسلام «5»

..د. محمد وقيع الله

نشر بتاريخ الخميس, 25 نيسان/أبريل 2013 09:17


هاجم الدكتور الأفندي الخلفاء الراشدين، ووجَّه اتهامه إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، باستخدام العنف غير المبرر ضد مانعي الزكاة، واتهمه بأنه: «لم يقبل رأي واجتهاد مانعي الزكاة كما أنه لم يقبل نصيحة قادة الأمة الذين حذروه من قتالهم».
ثم اتجه إلى تأسيس استنتاجه العام، القائل إن دولة الخلافة الراشدة، لم تكن دولة إسلامية، بل دولة تقليدية، تجنح إلى استخدام وسائل العنف.
وقال: «هذا الوضع اختلف بصورة جذرية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث لم يكن هناك شخص يقوم مقامه، ويتمتع بما يتمتع به من كلمة ونفوذ، مما جعل إقامة دولة تقليدية تعتمد على القهر، ضمن وسائلها ضرورة لا مفر منها».
وقد كانت تلك خطوة خطرة خطاها الأفندي، باتجاه تأكيد فرضية بحثه الأساسية، التي تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها.
وما فاته أن يستعين في هذا الصدد، بفكر مارق عن إجماع علماء الأمة الإسلامية، هو المدعو علي عبد الرازق، الذي كان أول من أثار هذه الفرضية في العصر الحديث، في كتابه الشهير «الإسلام وأصول الحكم».
وقام الأفندي بتلخيص أطروحة الشيخ السابق علي عبد الرازق، في أحد فصول كتابه، وعقب عليها قائلاً إنه قد شابها بعض التشويش الذي أدى إلى: «أن يحرم جهود عبد الرازق وأفكاره من تحقيق المساهمة الإيجابية التي كان من شأن النقاش الجريء حول قضايا الفكر السياسي أن يحققها».
فأفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة وتدعو إلى العلمانية، وتؤصل لها بأدلة «إسلامية!» مغلوطة ومزورة، هي في جملتها صحيحة، في نظر الأفندي، لولا ما ثار عليها من تشويش.
وعندما تراجع المدعو علي عبد الرازق عن أطروحته لاحقًا «ولا دليل في الحقيقة لتراجعه عن أطروحته، وإنما جبن فقط عن الاستمرار في التبشير بها» أسف الأفندي لذلك، وقال: «فلا نجد مثلاً في ما أورده من أسباب لموقفه الجديد أية إضافة ذات معنى للفكر السياسي الإسلامي».
فالإضافة ذات المعنى للفكر الإسلامي، بنظر الأفندي، هي تلك التي تنفي وجود الدولة في الإسلام، كما فعل صاحب كتاب «الإسلام وأصول الحكم»، وكما فعل خالد محمد خالد في كتابه «من هنا نبدأ»، أما إذا حدث تراجع عن هذا النفي المنكر فهو أمر لا نفع فيه!
وفي الحقيقة فإن الثابت فقط، هو أن خالدًا هو الذي تراجع عن رأيه القديم، وأصدر في تصويبه كتابه عن «الدولة في الإسلام».
وقد أخذ الأفندي على عاتقه مهمة تطوير فكر المارق علي عبد الرازق، وراق له أن يعيد ترديد ما زعمه بشأن الطبيعة العلمانية للدولة الإسلامية، فقال: «إن مفهوم الدولة الإسلامية الذي عمر به الخطاب الإسلامي الحديث لا يحتاج للمراجعة الشاملة فقط، بل ينبغي نبذه تمامًا من مفردات الخطاب السياسي حتى تعود العافية والعقلانية إلى هذا الخطاب. والتعبير البديل الأفضل قد يكون دولة المسلمين، أو الكيان السياسي الإسلامي، أو أي تعبير آخر يعكس حقيقة أن الدولة التي ينبغي للمسلمين أن يسعوا لإقامتها ليست نموذجًا جاهزًا يتنزل من عل وإنما هي ما ينتج عن الإرادة الحرة للأمة وبالتراضي من أفرادها وجماعاتها».
ولا يجب أن يدهش القارئ، لدى افتراض الأفندي أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تنتج عن الإرادة الحرة للأمة، ولا يمكن أن تنبثق عن التراضي بين من أفرادها وجماعاتها، فهذه هي المغالطة التي ترددت كثيرًا في كتابه حتى وسمته بميسمها ووصمته بوصمها.
فالدولة الإسلامية عنده هي دولة عنف وقمع بالضرورة، حتى تلك التي قامت في عهد أرشد الخلفاء الراشدين، لأنها لم تسمح للمرتدين أن يرتدوا عن الإسلام، ولم تقف مكتوفة اليد إزاء خروجهم عن سلطة الدولة الإسلامية، وحملهم السلاح لتهديد أمن المجتمع الإسلامي!
ورئيس الدولة الإسلامية، وإن كان هو أبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، فهو عند الأفندي، مستبد برأيه، يسيِّر الجيوش لمصادمة المرتدين، ولا يقبل نصيحة قادة الأمة إذا حذروه من قتالهم!
وقد نسي الأفندي، أو تناسى كما يحلو له أن يتناسى ما لا يخدم حجته، أن أبابكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، قد حاجَّ معارضيه وناصحيه من الصحابة، بحديث نبوي شريف، ما إن سمعوه من فيه الشريف، حتى اقتنعوا بموقفه المنيف.
وعندما رفض الأفندي مفهوم الدولة الإسلامية، ولو جرى تطبيقه في عهد الخلافة الراشدة، فإنه قد أعلن قَبوله لأي نموذج آخر للدولة، يختاره المسلمون، ولو لم يتأسس على مفاهيم الإسلام، ولم يلتزم بإلزاماته!
فكأنما أصبح المسلمون حكَما على الإسلام، لا محكومين به!
وهذا المفهوم هو ذاته مفهوم ابن عربي الهائم للدين، الذي شرحه في أشعاره المتذبذبة حين قال:
لقد كنتُ قبلَ اليوم أنكرُ صاحبي إذا لم يكنْ ديني إلى دينِه دَانِ
فقد صار قلبى قابلاً كلَّ صورةٍ فمَرعىً لغزلانٍ وديْرٌ لرُهـبَانِ
وبَيتٌ لأوثانٍ وكعْـبةُ طَائفٍ وألواحُ تَوراةٍ ومُصحفُ قُرآنِ
أَدين بدينِ الحُبِّ أنَّى تَوجَّهتّْ رَكائبُه فالحبُّ دِيني وإيماني!
وكما كان الحب مهمًا عند ابن عربي الحاتمي، وشرطًا وحيدًا في صحة دينه، القائم على الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المهم عند الأفندي، والشرط الوحيد لقيام دولته المثالية، هو أن تسودها مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، وغير ذلك لا يهم.
وبالطبع فلا خلاف بين المسلمين على أهمية مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، التي هي من كبريات مفاهيم الإسلام ومن أهم إلزاماته للدولة والأفراد.
ولكن يجب أن نلاحظ أن الإسلام لا ينحصر في هذه المفاهيم، التي يلتقي فيها مع بعض صنوف الفكر الوضعي «الإنسانوي»، وإنما يتخطاها إلى آفاق أبعد يرتادها، ويحقق فيها رسالته، حيث إن مهمة الرسالة الإسلامية الأولى أن تعين على تعبيد العباد لرب العباد.
وبالتالي فإن من أولى وأكبر غايات الدولة الإسلامية أن تعين مواطنيها على الاتصاف بقيم الإسلام وتعاليمه وإرشاداته.
ومنها ما يختلف كثيرًا، ويتعارض تعارضًا جوهريًا، مع بعض دعاوى الفكر الوضعي، العلماني، «الإنسانوي»، الذي يدين به عبد الوهاب الأفندي، ويدعو المسلمين إلى اتباعه، ونبذ ما يخالفه من واجبات الدين الحنيف



---------------------





ياسين وزهران وبكري وعلي يفتحون الملفات السرية لـ «الجماعة»
السلطة كشفت نوايا «الإخوان» وممارساتهم تهدد الدولة واستقرار المجتمع




بكري (يمين) وعلي وياسين وزهران خلال الندوة (تصوير عبدالعظيم شوكت)
تاريخ النشر: الأحد 28 أبريل 2013
سلمان كاصد

أكد الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية عبدالرحيم علي أن الوطن العربي يمر بمرحلة حساسة وخطرة من الانهيارات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، ترجع أسبابها إلى وصول الإخوان المسلمين إلى حكم بعض الدول العربية التي قامت فيها ثورات استهدفت التغيير السلمي قبل هيمنتهم على السلطة بطرائق مشبوهة متعددة.

وأشار الباحث إلى أن تاريخ الإخوان المسلمين في مصر مليء بالدم والعار حيث تلطخت به أثواب كل من تولى المسؤولية في تلك الجماعة الموغلة في الخديعة والغدر والتحالفات المشبوهة.

وشدد عبدالرحيم علي على أن الإخوان المسلمين قدموا في استيلائهم على الحكم والسلطة في مصر أنموذجاً متخلفاً لكيفية قيادة الشعب وحكمه، واستعرض تاريخ تشكّل تلك الجماعة منذ ثمانين عاماً وتحركاتهم وأساليبهم في العمل السياسي داخل مصر منذ الملك أحمد فؤاد حتى تولي محمد مرسي الرئيس الإخواني مقاليد السلطة في مصر.





جاء ذلك خلال ندوة ثقافية قدمت أمس الأول في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت عنوان “الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان” لمناقشة كتاب الباحث عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث في القاهرة الذي يحمل العنوان نفسه، واشترك في الندوة التي حضرها حشد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي العربي كل من المفكر والكاتب السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع، والكاتب في صحيفة “الأهرام” وعضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير صحيفة “الأسبوع المصرية” مصطفى بكري، ومدير عام مركز المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية فريد زهران.

منهج نقدي

وقبل تقديمه للمحاضرين في الندوة قال الباحث السيد ياسين: “إن عبدالرحيم علي الباحث والكاتب المعروف ومؤسس المركز العربي للبحوث، المتخصص في دراسة حركات الإسلام السياسي كرّس سنوات طويلة من البحث العلمي الجاد في دراسة حركات الإسلام السياسي منذ فترة طويلة قبل أن تندلع ثورة 25 يناير في مصر”.

وأضاف: “لقد تميزت كتب عبدالرحيم علي المتعددة التي أصدرها والتي قامت بتشريح الفكر المتطرف لجماعة الإخوان المسلمين بالتطبيق الإبداعي للمنهج التاريخي النقدي الذي يقوم على إقامة العلاقة الوثيقة بين النص والسياق كما يذهب إلى ذلك علم اجتماع المعرفة”.

وقال السيد ياسين: “الواقع أن المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد حسن البنا في مصر عام 1928 يقوم على أساس عدد من المبادئ الأساسية أهمها العمل على إحياء نظام الخلافة الإسلامية، وقد ثبت هذا المبدأ في العقل الإخواني إن صح التعبير، وبخاصة أن التصريح الذي أدلى به المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بعد أن حصلت الجماعة على الأكثرية في انتخابات مجلس الشعب التي عقدت بعد ثورة 25 يناير ونصه: “يبدو أن تحقيق حلم حسن البنا في استعادة الخلافة الإسلامية قد اقترب” يؤكد ما ذهبنا إليه.

الفردوس المفقود

ويرى السيد ياسين أن حلم الجماعة هو استرداد “الفردوس المفقود” وهو نظام الخلافة الإسلامية الذي لا يخضع لأي قواعد منطقية، وأنه ليس في تراث الجماعة الذي يتسم بالفقر الفكري أي إشارات لكيفية اختيار الخليفة، وهل سيكون بالانتخاب؟ ومن سينتخبه؟ أو بالتعيين ومن سيعينه؟ وماذا سيفعل الخليفة في وجود عشرات من الحكام المسلمين على رأس دولهم سواء أكانوا ملوكاً أو رؤساء جمهوريات أو أمراء؟

وشدد بأنه ليست هناك إجابات مقنعة لأن الأجوبة الصحيحة أن ذلك لن يتم إلا بالانقلابات على الدول العربية والإسلامية القائمة ولو باستخدام العنف وهم الذين عن طريق منظرهم الأكبر ـ سيد قطب ـ من أسس العنف والذي كان هو ملهم الجماعات الإسلامية الإرهابية التي مارست الإرهاب ضد دول عربية شتى في معارك سقط فيها مئات القتلى والمصابين من الجماهير الإسلامية.

وحدد السيد ياسين المبدأ الثاني من مبادئ الجماعة وهو أسلحة المعرفة ومعناه عدم الاعتداد بالمعرفة الغربية على أساس السطو عليها وأسلمتها. والمبدأ الثالث أن الشورى الإسلامية أفضل من الديمقراطية الغربية وإن كان الإخوان قد عدلوا مؤخراً عن هذا المبدأ على أساس أن الانتخابات الديمقراطية يمكن أن توصلهم إلى السلطة، كما فعلوا ما بعد ثورة 25 يناير.

ويحدد السيد ياسين المبدأ الرابع برفض مبادئ الاقتصاد العالمي وتأسيس ما يطلقون عليه بالاقتصاد الإسلامي.

السمع والطاعة

أما المبدأ الخامس، بحسب السيد ياسين، فهو مبدأ السمع والطاعة مما يحول أعضاء الجماعة إلى مجموعة من العبيد الذين يخضعون خضوعاً كاملاً للمرشد العام، ومن لا يطيع يتعرض للفصل والإقصاء.

ووصف السيد ياسين فكر الإخوان المسلمين بأنه فكر متطرف وانقلابي وانتهازي يقدم أنموذجاً متخلفاً لإحياء نظام الخلافة الإسلامية ولو بالعنف.

وقال: “إن هذه الجماعة تتبنى فكراً متطرفاً مضاداً لحركة التقدم التاريخي، وأن مشروع الفكر المتطرف لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام العنف ضد الدول العربية والإسلامية القائمة”.

وأضاف: “غير أن الفشل الذريع لتجربتهم القصيرة في مصر بعد الثورة التي سرقوها من الثوار الحقيقيين الذين فجروها تكشف بوضوح عن السقوط التاريخي لهذا المشروع الانقلابي المتطرف”.

وأشاد السيد ياسين بآراء عبدالرحيم علي في كتابه هذا وإنجازه البحثي المتميز الذي ربط الوثيقة بالدلالة التاريخية والاجتماعية التي نظمت فيها، وبالنتائج التي خرج بها الباحث لكي يستطيع قارئ الكتاب أن يكون رأيه في جماعة الإخوان المسلمين.

ملفات سرية

بعد ذلك تحدث الباحث عبدالرحيم علي مؤلف الكتاب، فقدم تمهيداً وشرحاً مختصراً عن أبواب وفصول الكتاب وما اشتمل عليه من تتبع تاريخي للإخوان المسلمين وتحالفاتهم منذ تشكّلهم حتى استيلائهم على السلطة في مصر وبعض الدول العربية.

وقال عبدالرحيم علي: “ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب وكل باب ينقسم إلى عدة فصول متعددة ومختلفة، حيث يعنى الباب الأول بالإسلام والانتهازية السياسية، وهو توصيف لكيفية قيام علاقاتها من عهد السراي والملكية حتى ثورة يوليو 1952 ثم السادات ثم حسني مبارك، وكيف تحافظ تلك الجماعات الإسلامية المتمثلة بالإخوان المسلمين على علاقاتها حتى تنتهز الفرصة لتنقض على السلطة في أي وقت يسنح بذلك، حيث استطاعت أن توصل الناس إلى قناعات وأفكار مزيفة كونها البديل السياسي لكل من مرّ على قيادة زمام مصر، وهي بذلك قفزت على المنجز الثوري الذي قام به شباب 25 يناير.

وأشار عبدالرحيم علي إلى أن الباب الثاني من الكتاب تناول الملفات السرية للإخوان وهي خمسة ملفات أولاً: الإخوان وملف الأيديولوجيات، وثانياً الإخوان وملف الديمقراطية، وثالثاً الإخوان وملف التنظيم الدولي، ورابعاً الإخوان بين الديني والسياسي، وخامساً الإخوان والعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية.

وتطرق الباحث إلى علاقة الإخوان المسلمين بالعنف وكيف مارسوه منذ مقتل قاضي الخازندار ومروراً بمقتل النقراشي ومحاولات قتل جمال عبدالناصر والسادات “حادث المنصة العسكرية”، وقال: “حاولت أن أعتمد على وثائقهم ومقابلاتي لأكثر من 20 ساعة مع شخصيات منهم أو كانت منهم، وكذلك على الوثائق بخط أيديهم وعلى كتبهم أنفسهم، وبخاصة كتب محمود عبدالحليم وأبو شادي وعزيز كامل الذين كتبوا تجاربهم وهم أعضاء في الجماعة وما رووه عن هذه الفترة وبخاصة 1988”.

وعن الملفات السرية التي كشفها الباحث عبدالرحيم علي أكد على العلاقة الخفية بين الإخوان المسلمين والأميركان، وعما رواه محمد مهدي عاكف وما اعترف به عن تطور علاقاتهم مع الأميركان.

وتحول الباحث إلى رؤى الإخوان المسلمين ونظراتهم الفكرية إلى الأقباط والمرأة والقضية الفلسطينية وشكل الحكم والأميركان والديمقراطية وكيف يرون من خلال وثائقهم منذ 1974 إلى 1981 الذي نقلته صحيفتهم الدعوة كيف يمكن أن تكون دولة الإخوان.

وقال: “عندما تولى محمد مرسي الحكم في مصر والغنوشي في تونس كنت أكتب حقائق عن كيف حكم هؤلاء الناس وكيف سيحكمون وكتبت ذلك منذ عام، وبعد ذلك قارنت أوراقي التي كتبتها مع ما حدث لاحقاً وكانت هناك مطابقة بين الأمرين وكأني كنت أتوقع ما سيحدث فعلاً”.

وأضاف: “لقد اعترض الناس وقرائي على ما استنتجت وما كنت أكتب عن أفكار الإخوان الهدامة وأواجه بسؤال واستفسار محير يتهمني بأنني أكتب عن الضمائر غير المكشوفة للإخوان، ولكن اتضحت الحقيقة فيما بعد وبدأ الإخوان يكشفون عن زيفهم وفساد رؤاهم، وخطل أفكارهم ومشاريعهم الفاشلة التي جعلت الناس يعيدون أحكامهم إزاء ما توصلت إليه وما كتبته، حيث أصبح الكثيرون ممن اعترض عليّ في البدء يتفقون معي في آرائي ضدهم”.

ويقول عبدالرحيم علي: “لقد طرحت في الفصل الأول الجانب التاريخي لمسيرتهم المخادعة وكيف استطاع الإخوان أن يطرحوا أنفسهم كبديل سياسي منذ حكم الملك أحمد فؤاد وعلاقتهم بالقصر على حساب حزب الوفد، حيث مال الإخوان المسلمين إلى الملك”.

ويتبع الباحث علاقة الإخوان المسلمين بالملك فاروق ثم جمال عبدالناصر وعلاقتهم بالسجون التي زجوا بها وتصالحهم مع أنور السادات ثم علاقتهم بحسني مبارك وأخيراً توليهم السلطة متمثلة بمحمد مرسي.

ويصف عبدالرحيم علي كل ذلك التاريخ بأنه حقب متوالية من الانتهازية التي توجت باستيلائهم على السلطة بعد ثورة 25 يناير، ورؤيتهم إلى هذه الثورة التي وصفوها بأنها دعوة خبيثة ومشبوهة ولا يعرفون من خلفها، ولذا فإنهم لا يشاركون بها وهم بعيدون عن صراعاتهم.

ويتابع عبدالرحيم علي: “لقد أخذ الشباب الصدمة وامتصوها وتعاملوا معها بثورية عالية غير أن الإخوان المسلمين نزلوا في 28 يناير مع الشباب واختطفوا إنجازهم بعد ثلاثة أيام”.

ووصف عبدالرحيم علي حكم الإخوان في مصر الآن بالحكم الفاشل الذي ازداد فيه جوع الإنسان المصري الفقير والانهيار الاقتصادي وتدني الاحتياطي النقدي وهذا - بحسب قوله - “ما جعل الرئيس المصري شحاذاً يسافر و”يشحت” ويرد خائباً”. وقال إن القتل والسحل أمام قصر الاتحادية يجعل الأمر لا يمكن السكوت عنه، ولهذا السبب نرى أن حسني مبارك قد استعاد قوته الذاتية على أقل تقدير إذ هو يجد هذا الانهيار دليلاً على أن حكمه كان أفضل من حكم مرسي بكثير. ويقارن علي بين قرارات حسني مبارك الذي لم يصدر أمراً بالقتل وبين قرارات محمد مرسي الذي جاء بوزير يجيد قتل المصريين.

محاكمات شعبية

وتوقع عبدالرحيم علي حصول محاكمات شعبية قادمة يحاسب عليها من قتل الشعب المصري، كما رأى أن نظام الحكم الإخواني في مصر آيل إلى الزوال، وأن كل نقطة دم مصرية اهدرت وتسبب بها الإخوان المسلمين سيقابلها محاكمة عادلة، ينتصف فيها الشعب للأمهات والأخوات الثكالى بأبنائهن وأخواتهن والذي سيأخذ حقهن ممن سحل المصريين في التحرير وأمام الاتحادية.

ويؤكد الباحث أن كل من انتخب الإخوان المسلمين في مصر يقدمون اعتذارهم حتى أن بعضهم قدم نفسه لتلقي العقوبة من الشعب بضربه بالأحذية لقاء ما أقدم عليه من انتخابه لهذه الحركة الفاسدة.

ويرى الباحث أن رصيد الإخوان المسلمين قد انخفض حتى وصل إلى 15% بسبب الانهيار الاقتصادي وسحل الناس في الشوارع ومحاولة السيطرة المطلقة على مؤسسات الدولة المصرية العريقة التي بنيت عبر التاريخ، ومحاولتهم الدؤوبة لهدم الجيش المصري وأعمدة الدولة وبخاصة مؤسسات العدل والقضاء.

وكشف عبدالرحيم علي عن نوايا الإخوان المسلمين في الإمارات وعن علاقاتهم بتنظيم الإخوان الدولي الذي يديره خيرت الشاطر المعني بنواياهم المدمرة، ووصف تنظيم الإخوان المسلمين الذي يدار عبر تنظيمين وهما:

أولاً: تنظيم دولي ينطوي تحت خيمته أبناء البلد أو القطر الذي يوجد فيه هذا التنظيم كأن يكونوا قطريين إن كان التنظيم قطرياً، وإماراتيين إن كان التنظيم إماراتياً.

وثانياً: الإخوان المصريون الذين يقيمون في الخارج والمنضمون إلى رابطة الإخوان المسلمين في الخارج، وبعضهم من قبض عليهم في تلك الخلايا المشبوهة.

وأشار إلى محمود عزت وخيرت الشاطر والأخير هو المسؤول الأول عن تحركات الرابطة في الخارج، وأن صلات جماعة الإخوان المسلمين في الدول غير مصر ترتبط تلقائياً بالمرشد في مصر وتعتبره الجهة المسؤولة عنها، وهم يدينون بالولاء، وغايتهم الكبرى هي خلخلة الأمن والأمان في الدول التي يتواجدون فيها، ولهذا فإن خيرت الشاطر يتولى عدة مهام في إدارة تحركات الرابطة في الخارج ومنها استلام الأموال والتكليفات التي يصدرها عبر بناء معلومات دقيقة عن البلد الذي يتواجد به الإخوان ومحاولتهم المستمرة في إثارة المشاكل والتشهير بالحكومات الرشيدة التي تحكم تلك البلدان.

السقوط المتوقع

وتوقع عبدالرحيم علي سقوط حكم الإخوان المسلمين خلال الثلاثة الأشهر المقبلة بسبب ارتكاباتهم، مستعرضا ما حصل بعد فوزهم من متغيرات، ومنها:

أولاً، المتغير الدولي الذي أدار ظهره للإخوان المسلمين بمعدل 180 درجة وبخاصة ما صرح به جون كيري وزير الخارجية الأميركية أمام الكونجرس والذي وصف نظام الإخوان في مصر بأنه نظام سيئ، وأن هذا النظام لا يعرف شيئاً عن قوانين الحكم وقد امتنع عن منح النظام مساعدات تصل إلى مليار دولار أميركي، وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي. وثانياً، أن القوات المسلحة لم تعد كما كانت، إذ هي الآن في حالة استقلالية عن نظام الحكم وأن رأي الجيش يتلخص في عدم خذلانه الشعب المصري وأنه يحمي الشرعية.

وثالثاً، أن هناك تحركات جماعية كل يوم ضد نظام الإخوان كون الدولة تعاني من اقتصاد منهار وأمن متردٍ، وما حصل من خطف لأكثر من 600 سائح أوروبي في أبو سنبل لدليل على حالة الانهيار، وكذلك ظهور الطائفية كما حصل في بني سويف. وأشار إلى أن الكثيرين ممن هم في بطانة محمد مرسي قد بدأوا يقفزون من المركب الغارق في لجة السياسة الإخوانية المتخلفة، وخير مثال على ذلك ما أقدم عليه أحمد مكي بالتخلي عن موقعه. وبتفاؤل قال: “إن ثورة متوقعة قادمة لابد أن تتفاعل في مصر وتتعاطف معها القوات المسلحة ولن نذهب إلى انتخابات برلمانية مزيفة”.

بكري: انقلبوا على شعاراتهم

الكاتب وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري، توجه في مستهل كلمته بالشكر إلى أبناء الإمارات على كل ما قدموه للشعب المصري من حفاوة واستقبال وقال: “إنكم أشقاؤنا الأعزاء” ودعا بالرحمة إلى روح حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقال: “كان يرحمه الله في حرب أكتوبر عام 73 قد قال كلمته الشهيرة: “إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”، ففتح خزائن دولته من أجل المعركة التي اعتبرها معركة كل العرب”. وقال بكري: “ثقوا أن كل مصري يعرف دور الشيخ زايد رحمه الله وما يقدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وما يجود به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من أفعال كبيرة وجليلة للأمة العربية”، وأضاف: “إن ما يجري سحابة صيف وعلاقة شعبينا المصري والإماراتي علاقة دم تتجاوز ما يثار هنا أو هناك من خلافات سياسية ومشاكل عابرة عبور سحابة”. وتطرق بكري إلى ما قدمه عبدالرحيم علي في كتابه واعتبره خبيراً بالإسلام السياسي وبالإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كتاب اللحظة الحاضرة، ونوه بما قدمه المؤلف من وصفة تفسر الأحداث التي نمر بها هذه الأيام. وتحدث بكري عن الانتهازية السياسية والداخلية عند الإخوان وعلاقتهم بأميركا منذ 2003 من خلال جهود سعد الدين إبراهيم الذي مدّ جسور التعاون والتصالح بينهم وبين أميركا، بحسب قوله. وحدد بكري وجهة نظره في الإخوان المسلمين بعدد من النقاط وهي:

أولاً أن كافة الشعارات التي رفعها الإخوان المسلمين في ظل الأنظمة السياسية عندما كانوا معارضة قد انقلبوا عليها بل أنكروها وتنصلوا منها. وقال إن شعارهم في حرب إسرائيل وأميركا ووصف الأخيرة بالشيطان الأكبر كان كاذباً، إذ أنهم عندما وصلوا إلى السلطة تعانقت أيديهم مع الشيطان الأكبر واتفقوا بليل في 21 نوفمبر من العام الماضي على تصالح حماس وأميركا برعاية محمد مرسي متناسين فعل أميركا في العراق وفلسطين، وما جاء في البند الثاني من اتفاقهم أن المقاومة تعتبر من الأعمال العدائية. ويتساءل مصطفى بكري: “هل المقاومة ضد الاحتلال يا جماعة الإخوان المسلمين تعتبر عملاً عدائيا؟”.

وقال: “لقد بيعت حماس وبيعت المقاومة وتوقفت المقاومة الفلسطينية بفضل الإخوان المسلمين”. وثانياً: كانت شعارات الإخوان المسلمين ما قبل الثورة المصرية في 25 يناير تتلخص في احترام الآخر والدفاع عن الديمقراطية وصندوق انتخابي نظيف ولكن عندما وصلوا إلى السلطة تنكروا لكل شعاراتهم، واعتذر من كان يدافع عنهم حيث اعتذر علاء الأسواني وأحمد ماهر وحمدي قنديل وتأسفوا للشعب المصري.

وثالثاً: عندما نتحدث عن قوى المجتمع المصري نجد أن المصريين الآن قد راجعوا أنفسهم على مدى 11 شهراً واكتشفوا أن الرئيس يقول كلاماً ويناقضه في اليوم الثاني، وهذا ديدن الإخوان المسلمين، ومثال ذلك ما صرح به عن توافقية الدستور والتي تنصل منها بعد 48 ساعة، وثانياً احترامه للمحكمة الدستورية وقد هاجمها بعد أيام. وتوقع بكري أن الإخوان المسلمين في مصر سيكونون لجنة “حماية الثورة” على غرار ونسق لجنة حماية الثورة في إيران وأن شروط الاستبداد في حياة مبارك كانت أكثر هوناً. وأضاف: أن الإخوان المسلمين يقفون مع فصيل فلسطيني وينسون القضية الفلسطينية، ويقفون مع فصيل سوري وينسون القضية السورية، وبهذا أصبحوا خطراً على الإسلام ذاته”.

ويتساءل بكري: هل هناك أمل؟ ويجيب نعم هناك أمل، ويتساءل: هل ذهبت مصر؟ وينقل رؤية البسطاء الذين يقولون “وحشتينا يا مصر”.

زهران: يجيدون العنف ويبرعون بنقله إلى الدول العربية الأخرى

في مستهل حديثه أشاد مدير عام مركز المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية فريد زهران بالدور الذي يلعبه معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأثنى على كتاب عبدالرحيم علي الجديد، وعلى كتبه السابقة التي قدم فيها رؤى تحليلية للخطاب السياسي الإخواني الذي وصفه بالعاجز والمتخلف والتي وصلت إلى ما يقرب من 12 كتاباً تشكل له شرطه الفكري في محاولة للتعرف على المشروع السياسي الإسلامي. وقال زهران إن المسألة متنوعة بين الكتاب والمؤلف والموضوع، وأن الموضوع/ القضية، تتمثل في التفات العالم إلى مفصل الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في بعض الدول العربية بطريقة الغدر ونقض العهود، وقال: “عندما نناقش الكتاب فإننا نناقش فكر الإخوان المسلمين، وأننا أمام مشروع مدمر، حيث يقدم عبد الرحيم علي في كتابه محاولة للتعرف على 3 أسئلة وهي أولاً قصة الإخوان وكيف بدأوا وما هي وثائقهم وتحالفاتهم وتاريخهم؟ وثانياً محاولة لتقييم أداء الإخوان المسلمين حيث يحكي القصة برؤية تقييمية وإلى أي حد كانوا انتهازيين؟ وثالثاً يحاول الكتاب أن يكون طرفاً في المعرفة ومساهما فعليا وقويا في المعركة ضد الإخوان المسلمين أينما وجدوا. وأشار زهران إلى حيدة الباحث العلمية وانحيازه السياسي الذي يحاول أن يلتزم بما يقصه من سيرة هؤلاء الذين أصبحوا نقمة على مصائر الشعوب التي اختارت أن تعيش بسلام بعيداً عن هرطقة الفكر الإخواني المتخلف. وشدد على تقييم عبدالرحيم علي لأفكار الإخوان المسلمين بعين الطائر وهذا التقييم مفيد للمعركة السياسية ضد الإخوان بأفكارهم المدمرة.

وتوقف زهران عند توصيف الانتهازية السياسية التي أطلقها الكتاب عن الإخوان والتي تتمظهر بـ”تحالفاتهم الانتهازية وحرصهم على استبدال الآخرين وبخاصة علاقتهم بعبدالناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكري، وتحالفاتهم معهم التي ما يلبثون أن يتراجعوا عنها كل مرة ونقض عهودهم معهم”. وتناول زهران ما أسماه الانتهازية الداخلية عند الإخوان وخاصة في مسألة الديمقراطية، والتي تبرز في عدم ديمقراطية البناء الداخلي لتنظيمهم، وكذلك الإخوان والعنف والتي يثبت فيها الكتاب أن العنف ديدن الإخوان المسلمين وأنهم آفة مدمرة، تهدم ما تبنيه الشعوب التي تطمح إلى الاستقرار والرفاهية، وقال: “إن الإخوان المسلمين يطمحون إلى انتقال العنف على أيديهم من مكان لآخر، ومن ميدان إلى ثانٍ حتى وصلوا إلى أفغانستان”. وأكد زهران أن الكلام عن المفاهيم والمرجعيات وسيد قطب “منظرهم الأول وقائدهم” وعن الديني والسياسي يعتبر مهماً جداً وضرورة كشفه ودراسته. وشدد على أن الكتاب مفيد جداً في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة وبمحاولة هؤلاء البائسة للهيمنة السياسية إلا أن فشلهم يقودهم إلى نزول السلم يوماً بعد آخر. وقال إن الكتاب مفيد أيضا بالمعركة السياسية لأن وضع الإخوان في مصر قادهم إلى تكشف خساراتهم وافتضاح نواياهم وخطل أفكارهم، وأن مجيئهم إلى الحكم زادت منفعته لأنه كشف فشلهم في إدارة الدولة العصرية بدليل خسارتهم في انتخابات أربعة وهي انتخابات اتحادات الطلبة والصيادلة والصحفيين والبيطريين. ويرى زهران أنه بوصول الإخوان المسلمين إلى السلطة خسروا سمعتهم التي وصلت إلى الحضيض منذ 9 شهور، وأن تغلغلهم في بنية مجتمعات الدول العربية الهادئة سوف يكلفهم الكثير، وأن موضوع اجتثاثهم سوف يأخذ بعض الوقت وأنهم يخسرون السلطة في مصر وفي الدول العربية التي وصلوا فيها للحكم وأنهم سيخسرون كل شيء فيما بعد.



اقرأ المزيد : المقال كامل - السلطة كشفت نوايا «الإخوان» وممارساتهم تهدد الدولة واستقرار المجتمع - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=41477and...ull#ixzz2Rj6cH4iD[/B]

Post: #186
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-28-2013, 09:41 PM
Parent: #185

منــبر الســـلام العـادل..بيان للشعب السوداني


التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013 09:12


يقول الله تعالى: «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ»
صدق الله العظيم

ظللنا نحذِّر ونُطلق صيحات التنبيه، للحكومة ولكلِّ الشعب السوداني، من مغبَّة الحوار مع ما يسمَّى بقطاع الشمال في الحركة الشعبيَّة وعملاء دولة الجنوب، وشُذَّاذ الآفاق المنضوين تحت مسمَّى الجبهة الثوريَّة، والتي تمثل ذراعًا آخر للنَّيل من السودان وكسر عظمه واستضعافه والسيطرة على مقدراته ومسخ هُوِيَّته.. لكن لم يُعر أيٌّ من أطراف الحكومة وحزبها ومؤسساتها اهتمًا لما نقوله ونحذِّر منه، حتى وقعت الكارثة!!
هاجمت قوات التمرُّد القادمة من جنوب كردفان يوم أمس مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، بعد أن احتلَّت مناطق أبو كرشولا ونقاطًا عديدة في جنوب كردفان قبل تقدِّمها نحو الطريق القومي (كوستي ــ الأبيِّض) في أوَّل سابقة في تاريخ البلاد لم تحدث من قبل ولم تكن متوقَّعة طيلة فترة النزاع السابقة..
وهذا التطوُّر، خطير للغاية، ويُنذر بحادثات جسام وله مدلولات أمنيَّة وسياسيَّة بالغة السوء، حيث تنتقل الحرب التي حذَّرنا من توسعها وقلنا إن التهاون عن حسم قطاع الشمال وفلول عملاء دولة الجنوب، والركون إلى مفاوضتهم والتلطُّف واللين معهم لن يُجدي شيئاً، فهم أصحاب مشروع سياسي لن يتنازلوا عنه ولن يتركوه وهم أكثر حقداً وتعصُّباً وكراهية لكل قِيم وأخلاق وتوجُّهات السودان وأهلِهِ.
واختارت الحركة الشعبيَّة قطاع الشمال ومن يقف وراءها هذا التوقيت الدقيق، وهي تُخادع الحكومة بالتفاوض مع وفدها في أديس أبابا بالهجوم على هذه المناطق وتخريبها بعد أن عاثت فيها فساداً، وأحرقت المنشآت العامَّة ونهبت المصارف وأموال المواطنين وممتلكاتهم واعتدت على الأبرياء وروَّعت المدنيين.


هذا العمل الغادر، لا يصدر إلا عن نفوس مريضة مملوءة بالحقد الأعمى الدفين، فما واجهه مواطنو أبو كرشولا والسميح والله كريم، وأم روابة المدينة الوادعة الآمنة المطمئنَّة، هو جزءٌ أصيل من تفكير الحركة الشعبيَّة الأم وربيبتها في قطاع الشمال وما يُسمَّى بالجبهة الثوريَّة..
وما كان ذلك ليتم لولا تهاون الحكومة وتقاعُسها عن حماية هذه المناطق والتباطؤ في التعامُل مع الإرهاصات والمعلومات التي كانت ترد إليها عن نيَّة هذه الحركة الاعتداء على أم روابة وأخواتها والقتل بدم بارد لعشرات الشهداء.
إن منبر السلام العادل، ظل يحذِّر وينادي بضرورة الأخذ بأسباب القوَّة وعدم التفاوض مع هؤلاء المارقين، ونادى بالوقوف بقوَّة خلف القوات المسلَّحة والقوات النظامية الأخرى ودعمها وإسنادها، وكان يُطلق صافرات الإنذار، وصوتُه كان صوت حق، أمام جحافل المخذِّلين المتواطئين بتخذيلهم مع العدو المتربِّص حتى وقع ما وقع.
وينادي منبر السلام العادل، اليوم بوقف التفاوض فوراً مع قطاع الشمال، وفتح الطريق أمام المجاهدين الأشاوس لرد المعتدين ودحرهم ليكونوا خير سند للقوات المسلحة والشرطة والأمن، لتحرير كل شبرٍ من ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق وطرد المعتدين من شمال كردفان وحسم التمرد في دارفور.


إننا ندعو بكل قوة لمحاسبة كل من تسبَّب في هذا التقصير المدمِّر وكل المسؤولين عن هذا الاختراق في العمق، وندعو أيَّ مسؤول في كل موقع له صلة بما يجري أن يسارع بتقديم استقالته والتنحي فوراً بعد هذه الفضيحة.. بعد أن صار اسمُه لُطخة في سجلِّ التاريخ.
ويبعث المنبر بتعازيه لأسر الشهداء والشعب السوداني ويرجو عاجل الشفاء للجرحى والمصابين. ويدعو منبر السلام العادل، إلى بعث روح الجهاد والاستشهاد في أوساط الشباب وأمتنا الباسلة وتجييش الشباب واستنفار المجاهدين واستنهاض القدوة السياسيَّة والعسكريَّة، وفتح كل المعسكرات للنفرة الجهاديَّة وإعلاء قِيم المجاهَدَة والدِّفاع عن التراب وجمع الصفِّ الوطني.. حتى تذهب هذه الجائحة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
27/4/2013م
منــــــــبر الســـــــلام العـــــــادل

Post: #187
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-28-2013, 09:56 PM
Parent: #186

وهنا الطيب مصطفى الاخوانى الذى شق طريقه مسنودا بالتطرف وباركان النظام فى مشهد سياسى بائس يخلط الخاص مع العام ويتباكى على حال القوات المسلحة ومال البلاد السياسى بهمز ويلمز فى اخوانه مستغلا احداث ام روابة لصالح تياره الذى يسعى به الى وراثة المؤتمر الوطنى الذى ينهار كل يوم فى نفوس اعضائه كحزب حاكم ..
اقرا مقال الطيب مصطفى بعد هجوم ام روابة ..



وَاحَرَّ قَلْبَاه!!
الطيب مصطفى



ا نشر بتاريخ الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013


09:29
وتُحتلُّ مدينة أم روابة في قلب السودان النابض.. يحتلُّها أوباش الحركة الشعبيَّة وقطاع الشمال العملاء لدولة جنوب السودان وللحركة الشعبية لتحرير السودان ويشارك في القتال متمردو الحركات الدارفورية المسلحة الذين وقَّعوا ميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانية تحت اسم الجبهة الثورية السودانية مع قطاع الشمال.
تُحتل ام روابة العزيزة لأول مرة في تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال وتُلحق بالسودان هزيمة ساحقة ماحقة لم يشهدها في عمره الطويل.
قبل لعنة نيفاشا كانت قواتنا المسلحة المسنودة من الدبابين تسيطر على جنوب السودان ولا تُتيح للأوباش دخول مدن الجنوب الكبرى أما اليوم فحدِّث ولا حرج.. إنها أيام الذل والانكسار فيا حسرتاه!!


عندما انفجرت الإنقاذ أعلنت أنها ما جاءت إلا لتنقذ السودان من الهزائم التي كان يُلحقها به قرنق.. كانت قواتنا تقاتل في ميوم في أرض الجنوب وكان الإنقاذيون يومها يشتكون من حالة القوات المسلحة التي كانت تقاتل بأقدام حافية من الأحذية العسكرية لكن كيف هي اليوم وأين تقاتل اليوم وأين كانت تقاتل في تلك الأيام بأرجلها وأقدامها الحافية؟!
إنه زمان الهزائم والانكسارات الكبرى.. إنه زمان التراجع والانبطاحات الكبرى.


نهار أمس بينما كانت أُم روابة محتلة كانت قناة النيل الأزرق تستضيف الشيوعي محمد لطيف ليحذِّر من وقف المفاوضات حتى بعد أن احتُلت أم روابة.. قارنوا بين فضائياتنا اليوم التي تستضيف الشيوعيين ليفتُّوا في عضدنا ويستبشروا بسقوط أم روابة ويعتبرونه أمراً هيناً ينبغي ألا يؤيه له وحال قنواتنا في تلك الأيام العطرة التي كانت فضائياتنا خلالها تدوِّي بالتكبير والتهليل وبصيحات الجهاد والمجاهدين.
قارنوا بين أيام (في ساحات الفداء) في تلفزيون السودان وأيام (في ساحات محمد لطيف) في قناة النيل الأزرق.
محمد لطيف وظَّف البرنامج ليشنَّ الهجوم علينا وعلى «الإنتباهة» في يوم احتلال أم روابة لا ليشنَّ الهجوم على عرمان والحلو وعقار ممَّن سفكوا الدماء ونهبوا الأموال ودمَّروا المنشآت وحطَّموا البنيات الأساسيَّة.. لماذا يهاجمنا يا ترى؟! لأننا دعاة حرب نحن الذين تُحتل أرضنا دعاة حرب وكأننا نقاتل داخل مدينة جوبا!!
ماذا أقول وعمّاذا أتحدث؟! لقد كتبنا ما كان ينبغي أن يُوقظ الموتى ولكن!!
أقسم بالله العظيم إن أخبار التحرُّك نحو أم روابة كانت معلومة منذ أيام ولكن من يسمع ومن يبصر ومن يعقل؟!


حدث في هجليج ألم يكن يستحق أن يدفع ثمنه من تسبَّبوا فيه؟! من الذي عوقب عند احتلال هجليج؟! لا أحد ولكن ما إن حُرِّرت هجليج حتى خرج المهزومون علينا بالفرح الغامر وكأنهم لم يعانوا ويعاني السودان من تقصيرهم هزيمة لا نزال نسدِّد فواتيرها المليارية!!
إننا نعيش والله في بلاد بلا وجيع.. بلاد تشهد انحداراً سيهوي بها إلى القاع.. بلاد يستجدي مفاوضوها وقف إطلاق النار بينما يرفض المتمردون على سلطانها.. بلاد لا يزال مفاوضوها يجلسون في أديس أبابا في انتظار عطف عرمان بينما قوات عرمان تدك مدنهم وتهتك أعراض نسائهم وتنهب وتصادر أموالهم ومركباتهم وأملاكهم.
هل كانت خُدعة حين دُعي البشير لزيارة جوبا وفي نفس اليوم قُصفت كادوقلي بالكاتيوشا؟!
لم يمضِ يومان من قصف كادوقلي حتى أعلن رئيس وفد التفاوض الجديد إبراهيم غندور عن استعداده للتفاوض مع قطاع الشمال وقد اتصل هو برئيس الآلية الإفريقية ثابو أمبيكي ليبدي استعداده للتفاوض بينما كان عرمان رئيس الوفد المقابل يتدلل ويعاند ويفرض شروطه ويضم دارفور ومشروع الجزيرة وغير ذلك من القضايا متجاوزاً المنطقتين!!
واهم واهم من يظن أن المفاوضات السياسية لا يُمليها الواقع في مسرح العمليات العسكرية.. مخطئ مخطئ من يحمِّل غندور المسؤولية عن أي تنازلات يقدمها وهو منهزم مكسور ممن يقاتلون في الميدان.
لذلك ولأنهم يعلمون أنهم ما عادوا كما كانوا ذات يوم مسنودين بعلي عبد الفتاح ودبّابيه أبعدوا كمال عبيد وجاءوا برجل لا يزأر كما يزأر كمال عبيد الذي كان يتحدَّث وكأنَّ علي عبد الفتاح على يمينه والجنى المكحّل بالشطة اللواء عبد المنعم الطاهر على يساره هل مات أمثال هؤلاء؟! لم يموتوا لكن من الذي يستنفرهم في عهد ساحات محمد لطيف ووزراء لا يستحون بقدرما يضحكون ويهرِّجون.. وزراء مفروضون علينا لا نملك إلا أن نقبل بهم حتى لو احتُلت الخرطوم ونُصِّب عرمان ملكاً على السودان.

Post: #188
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-29-2013, 08:49 AM
Parent: #187

احداث ام روابة جعلت من كتاب المؤتمر الوطنى الغاضبين يكشفون وبرؤية نقدية لاول مرة ما قبل وبعد الاحداث وهى من الاسرار التى ما كانت تقال من قبل ..
هنا يوسف عبد المنان الغاضب يكتب ويكشف الكثير وتجد بالاسفل راى جماعة السلام العادل الطيب مصطفى وكتاب الانتباهة يحاولون الاستفادة من مثل هذا الحدث بازكاء نار الحرب والعنصرية عافانا الله منها ..طمعا فى وراثة مريض بالانعاش اسمه المؤتمر الوطنى




قصة ماحدث
20 ساعات 36 دقائق منذ
يوسف عبد المنان


انتقلت الحرب الدائرة في جنوب كردفان منذ ثلاث سنوات لمرحلة جديدة من حرب عصابات تقليدية .. لحرب تستهدف المدن وتمد عنقها لمناطق أقرب للعاصمة الخرطوم.. مستفيدة من الطبيعة وتضاريس الجبال والعقيدة القتالية لمتمردي دارفور..
وتقف عمليات الأمس بشمال كردفان وشرق جنوب كردفان كشاهد على تطور الحرب وبلوغها مرحلة إحداث تفجير إعلامي كبير بالهجوم علي مدينة أم روابة في قلب السودان وقطع الطريق القومي الأبيض الخرطوم وهي عملية كانت متوقعة من شخصية عسكرية مغامرة مثل "عبد العزيز الحلو" وهو يقود بنفسه قوات الجبهة الثورية من بحيرة الأبيض على الحدود مع دولة الجنوب حتى شمال كردفان وهي مساحة تقارب الـ(700) كلم ..


ويوم وصولي لمناطق الكويك وكادقلي ومحلية الريف الشمالي التي تعرضت لهجوم وتهجير قسري يوم (الخميس) الماضي كانت المعلومات العامة لدى المواطنين في أي مكان .. الأسواق .. القرى مجالس الأنس عند القوات النظامية معلومات عن عدد القوات التي حشدت وآلياتها ونواياها العدوانية ..
كل شيء كان معلوماً لدى صناع القرار السياسي وللأجهزة العسكرية .. وحينها تحدثنا لنحو ثلاثة عشر ألفا من النازحين في منطقة الكويك..كان على اتفاق بأن قوات التمرد تتقدم شمالاً نحو أمبرمبيطة ورشاد وأبو جبيهة .. ومساء (الأربعاء) الماضي أمير الحوازمة بأبي كرشولا "النور الطاهر" يبلغ كل أجهزة الدولة عن (40) عربة (لاندكروزر) تعبر المنطقة نحو الشمال الشرقي ثم يتحدث الأمير لكاتب هذه السطور عن وجود "عبد العزيز" في مناطق أم بركة متخفياً وسط القوة ومساء (الجمعة) تصل قوات التمرد أبوكرشولا وتستبيحها وتعبث بها، كما شاءت وحيث أرادت.
ولم تفيق الدولة إلا صباح أمس حينما وجدت القوات المتمردة نفسها بالقرب من الأبيض .. تحرق قرية الله كريم بمحلية الرهد وتنال مبتغاها من الوقود وتمضي إلى أم روابة في جرأة تحسد عليها..
- الآن أصبح خيار قتال التمرد بكل قوة وصلابة هو خيار من لا خيار له حتى تنكسر شوكته ويدرك التمرد أن السلام هو خياره للبقاء على قيد الحياة السياسية..


- هل تستيقظ الخرطوم من غفوتها الحالية وتضع في أولوياتها أمن جنوب كردفان وشمالها، أم تتمادي في الإصغاء لتقارير كاذبة تجمل واقعاً لا يمكن تجميله.. وقد حصدت جنوب كردفان ثمرة الحرب المرة تدميراً وتشريداً ونزوحاً .. والآن في محلية الريف الشرقي كادقلي ثلاثة عشر ألف من ضحايا التمرد بعد الهجوم على مناطق الدندور وبجعاية والحركة تقتاد (150) أسيراً من المدنيين وتحرق الأطفال حتى يلفظون أنفاسهم والخرطوم عن تلك المأساة لاهية تغني وتطرب ولا تشعر بوخز الضمير الإنساني.
- ليواجهها الآن انتقال الحرب لمناطق أقرب للعاصمة مثل أم روابة .. وما حدث بها من انتهاك لأمن المواطنين وقد كان معلوماً لكل ذي بصيرة أن في مناخات التفاوض تلهث الحركة نحو تحقيق مكاسب على الأرض بالهجوم على بعض المناطق ..
- ولكن ما كان أحد في الخرطوم يعتقد .. ويصدق ويضع في حسابه أن التمرد يمكنه وصول حتى الطريق القومي وإحداث تفجير إعلامي في يوم تأسيس الخرطوم لأكبر تجمع حزبي أفريقي لصرف الأنظار عن المؤتمر لحدث آخر من شأنه (هز) السودان من أقصاه لأدناه..
وقد تحقق للتمرد شيء من ذلك ولكن فلترد عليه قواتنا ودفاعنا الشعبي بعملية تعيده لحرب العصابات وتقلم أظافره .. ولا يزال في الصيف ستون يوماً لفعل الكثير إذا ما استيقظت الخرطوم من نومها العميق وأدركت أن أمن مواطنيها مسؤولية أخلاقية وليست وظيفة تؤديها نظير أجر


----------------

ماذا دهانا؟!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2013 08:38


ما الذي دهانا حتى تردَّينا إلى هذا الدرك السحيق الذي نقل التمرد لأول مرة في تاريخ السودان الحديث إلى أم روابة؟!
حتى بعد أن انسقنا إلى جحر أو قل نفق نيفاشا ــ قاتلها الله ولعنها ودمَّرها تدميراً ــ كنا نملك من إرادة القتال والصمود والقرار ما نحفظ به الكرامة ونوطِّد به العزَّة ونستنهض به قِيم الكبرياء والشموخ فما الذي صيَّرنا إلى ما صرنا إليه؟!
عندما خَدَعَنا الهالك قرنق مستغلاً ثقتنا في الأفعى التي كُنا قد توهَّمنا أنها يمكن أن تخلع أنيابها السامَّة وتجنح للسلم بعد الجلوس على مائدة التفاوض وقام باقتحام توريت زأر البشير وأوقف التفاوض مُقسماً إنه لن يعود إليه إلا بعد تحرير توريت.. أُكرِّر توريت التي تنتمي إلى جنوب السُّودان الذي لم يعُد اليوم جزءاً من وطننا فما بالنا اليوم نتكبكب على التفاوض ــ ليس مع قرنق القوي نسيباً ــ إنما مع الرويبضة الحقير عرمان وأرضنا في الشمال الحبيب ــ جنوب كردفان أوقل دولة تقلي الإسلامية ــ وليس الجنوب الذي لم يكن في يوم من الأيام من ديار الإسلام أو حتى من ديار السودان إلا اسماً... أقول أرضنا العزيزة محتلة من قطاع الشمال الذي نهرول من أجل الجلوس معه واسترضائه؟! ما الذي تغيَّر بين الأمس واليوم؟!


لو استطعنا أن نجيب عن هذا السؤال ونملك الإرادة والقدرة على الفعل لن يُعجزنا العلاج.
كيف تمكَّن الغزاةُ من انتهاك ستمائة وخمسين ميلاً من أرضنا المكشوفة محمولين على مائة وخمسين عربة حتى أم روابة لأول مرة في تاريخ السودان الحديث؟!
لستُ في مقام تعداد العلل التي تنهش السودان اليوم فذلك حديث يطول إنما قصدتُ أن أقول بعد أن قلناها مئات المرات.. كفى كفى كفى فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم فماذا بعد أن وصل التمرد إلى أم روابة وماذا بعد أن بتنا نستجدي التفاوض مع المتمردين وهم في حالة انتصار يغزوننا في عقر دارنا ويبلغون ما لم يبلغوه في أي يوم من الأيام منذ أن أشعلوا تمردهم اللعين؟!
بربِّكم متى متى متى فرض مهزومٌ شروطَه في مائدة التفاوض؟! لماذا أوكلوا قيادة التفاوض لعرمان؟! ما هي علاقة عرمان بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حتى يفاوض باسمها جميعًا بل بجميع الملف السوداني بما في ذلك مشروع الجزيرة؟!
إنه ــ أهلي الكرام ــ مشروع السودان الجديد الذي لم تتخلَّ عنه الحركة الشعبيَّة لتحرير السودان في يوم من الأيام منذ أن أنشأها قرنق عام «1983م» والذي ظلوا يستنسخون بأشكال ومسمَّيات مختلفة تحمل نفس المفهوم.. آخرها ميثاق الفجر الجديد وقبله ما عُرف بميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانيَّة الذي دشَّن ميلاد الجبهة الثوريَّة السودانيَّة التي تضم قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان والحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة المسلَّحة وهم جميعاً من فعل فِعْلته النكراء في أم روابة وغيرها من المناطق.


إنه مشروع يعمل على استئصال هُوِيَّة هذه البلاد وطمْسها وعلى إعادة هيكلة السودان بما يُحيله إلى كائن آخر غريب الوجه واليد واللسان.. لقد كتبنا عن ذلك كثيراً موردين نصوص ما دعا إليه قرنق وما ظل أولادُه باقان وعرمان والحلو يعملون من أجل إنفاذه.. إنه أيُّها الناس مشروع استئصالي سيُحيل حياتَكم إلى جحيم... إنه أيُّها الناس مشروع استعماري حَقُود يجعلُكم أذلَّة مُستعْبَدين داخل أرضِكم... إنَّه مشروع يُعيد قصة الأندلس وزنجبار في سودان علي عبد الفتَّاح... إنه مشروع يطول عنه الحديث فهل تستسلمون أم تحتشدون وتنفرون للدفاع عن أنفسكم ودينكم ودياركم؟!



-----------------

ما بين التفريط والتفاوض.. تسيل دماء أم روابة!!
الصادق الرزيقى

نشر بتاريخ الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013 09:29


يحتبس البيان وتتقاصر الكلمات... ويعتصرنا ألم قاتل وحزن مقيم لا يفارق..
ما حدث يفوق الوصف... ولا يمكن قبوله على الإطلاق!! بالرغم من أننا حذَّرنا منه وبُحَّت أصواتُنا في القول بأن هؤلاء المتمردين خونة وتجار حروب وعملاء لدولة أجنبية لا يمكن الوثوق فيهم أبداً والحوار والتفاوض معهم مضيعة للوقت!
لكن لا أحد يستمع للنصح ولا يستبينه حتى ضحى الغد!


من كان يتصور أو يتوقع أن محلية أم روابة ومحلية الرهد أب دكنة بولاية شمال كردفان يمكن أن تتسلل إليها أفعى التمرد لتلدغها هذه اللدغات السامة وينتشر ويلعلع فيها الرصاص وترفرف فوقها رائحة الموت والأشلاء..
من كان يتصور حتى في أسوأ التوقعات وأضغاث الأأحلام، أن تهاجم مناطق آمنة مطمئنة مثل أم روابة وأبو كرشولا والسميح وغيرها من الأطراف الشمالية الشرقية لولاية جنوب كردفان والمنطقة الشرقية من ولاية شمال كردفان!! من كان يتوقع أو يتصور ذلك؟
لقد قامت قوات ما يسمى بقطاع الشمال في الحركة الشعبية وقوات ما يسمى بالجبهة الثورية يوم أمس بارتكاب أبشع جرائم الحرب ضد المواطنين الآمنين في قراهم ومدنهم ومزارعهم وبيوتهم ومراعيهم وقتلت العشرات ونهبت الأموال والممتلكات ودمرت المنشآت العامة في أم روابة وأب كرشولا وغيرها من المناطق، في هجوم غادر ######## مستغلة أمن وسلامة هذه الأصقاع والنواحي التي لم تطأ قدم متمرد على ترابها من قبل!


هذا الهجوم الذي نفذته شراذم التمرد وسفاكي الدماء وقتلة النساء والأطفال والعجزة والعزل الأبرياء، لم يكن ليحدث، لو كانت أجهزة الدولة يقظة مفتوحة الأعين تراقب كل صغيرة وكبيرة وكل دابة ونملة تدب على الأرض!!
وما كان ليحدث هذا الحدث الجلل، لو كانت المعلومات التي تصل أولاً بأول للأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية، يتم التعامل معها بسرعة وتؤخذ بالجدية الكافية، وتتخذ التدابير والترتيبات لصد أي هجوم واعتداء..


لكن للأسف كل المعلومات كانت متوفرة «على قفا من يشيل»، منذ أسبوع أو أكثر تتدفق صنابير المعلومات من داخل صفوف المتمردين، وكانت التحركات لقوات التمرد مرصودة من المواطنين والإدارات الأهلية ومنسوبي أجهزة الدولة النظامية، منذ تحركهم من مناطق هيبان والأزرق، وتوغلوا في خور الدليب وأم بركة وتحدروا جبال تومي وأم الحسن وأم درمان وقاموا بمناورات في المنطقة حول رشاد والعباسية ثم توجهت مجموعة إلى منطقة طاسي ثم هاجموا أب كرشولا ليل الجمعة ومن كرشولا هاجموا أم روابة عن طريق الحجيرات قاطعين خور أبو حبل، ودخلوا بين السميح والله كريم «طريق الهوا» وبدأوا الهجوم بـ «الله كريم» وهاجموا خلاوي القرآن للشيخ محمد عبد الله الأسد وقتلوا أربعة من طلبة الخلاوي من حفظة القرآن الكريم، وهاجموا الخلاوي للدور الكبير الذي تلعبه الخلاوي في عمليات الاستنفار والتعبئة الشعبية طوال الفترات الماضية.


في هجومهم على أم روابة هاجموا محطات الكهرباء والأسواق والبنوك والمحلية ودمروا وحرقوا طلمبات الوقود والمرافق الحكومية وعاثوا فسادًا وقتلوا وجرحوا العشرات، وحاولوا مخاطبة المواطنين... قبل أن يفروا هاربين..
هذا الحدث بكل مأساويته يجب ألّا يصرفنا عن قول الحقيقة، وهي أن هناك تفريطًا لا يُغتفر وجريمة تقصير في حق الوطن يجب ألّا تمر دون حساب حاسم وحازم وقاطع....
يجب ألّا نجامل في حق الوطن مهما كانت المبررات والدعاوى الباطلة، وألّا يستثني أي شخص من المحاسبة الصارمة من كان وزيرًا أو خفيراً... فما جرى جريمة.. وعدم مسؤولية، خاصة في عدم التعامل مع المعلومات والتحذيرات التي كانت تصل وهي معروفة للقاصي والداني..
نحن لا نطلب من الحكومة سوى الحقيقة الكاملة... من يتحمل مسؤولية هذه الأرواح التي أُزهقت والدماء التي سالت والنفوس التي رُوِّعت والنساء والأطفال الذين شُرِّدوا من ديارهم وأُخرجوا منها؟ من.. من؟!
أمام الحكومة والرئيس شخصياً.. قول واحد وفعل واحد... المحاسبة الصارمة ومواجهة الشعب بالحقيقة... فما عاد هناك احتمال لكل هذه الأخطاء الجسام!


وشيء أخير... للذين ادَّعوا أننا دعاة حرب، وشتمونا ونهشوا لحومنا، وتباروا في التودد لقطاع الشمال وملأوا أشداقهم برياح الكذب الصراح وأظهروا أنفسهم حمامات سلام ودعاة تصالح... وزايدوا حتى على قطاع الشمال والمتمردين... ما الذي ستقولونه لأرواح الشهداء والضحايا وللأطفال والجرحى وللدموع الطافرة من مآقي النساء في أب كرشولا وأم روابة؟!!
يا دعاة الحوار والتفاوض... هل ربح بيعكم لأهليكم ووطنكم؟؟!!

Post: #189
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 04-30-2013, 08:49 AM
Parent: #188

المؤتمر الشعبي: (موقفنا) واضح ولن ندين أحداث أم روابة


الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2013

06:35
سياسات النظام وحروبه العنصرية سبب كل الأزماتأكد حزب المؤتمر الشعبي عدم إدانته لأحداث أم روابة وأبو كرشولا والتي وصفها بانها نتيجة طبيعية لسياسات النظام وادارته للحروب البشعة والعنصرية في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.وقال حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه المفكر الاسلامي والسياسي الدكتور حسن الترابي هذا الأحداث أثبت تماماً ان هذا النظام يرتكز علي أرضية (هشة) واكد الشعبي ثقته الكاملة في الشعب السوداني لقيادة التظاهر والانتفاضة في (هبة) واسعة بكل ولايات السودان لاقتلاع النظام...

وقال ان الشعب السوداني الذي صنع ثورتي أكتوبر وأبريل قادر علي الاطاحة بهذا النظام. وقال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المحامي كمال عمر ان موقفنا الرسمي بالحزب بشأن احداث ام روابة وابو كرشولا واضح ونعتبر ماحدث بإنه نتيجة طبيعية لسياسات النظام وادارته للحروب البشعة والعنصرية في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. واضاف هذا الاحداث اثبت تماما ان هذا النظام يرتكز علي ارضية (هشة)وحمل الامين السياسي ان المؤتمر الوطني مسوؤلية الاحتقان الذي تعاني منه البلاد وقال كمال عمر انهم في حزب المؤتمر الشعبي (موقفنا ثابت وواضح ولن نسجل ادانة لهذه الاحداث التي تسبب فيها المؤتمر الوطني بسياساته العنصرية وقتله للمواطنين الشرفاء في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وبورتسودان وكجبار وأمدوم وغيرها) وتابع(كل هذه الدماء سالت بسبب سياسات النظام وعقيدته الامنية والعسكرية التي تصادر الحريات والديمقراطية)



وقال ان راس النظام الفاسد الموجود في الخرطوم هو سبب كل هذه الازمات التي يمر بها السودان واكد الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ثقته الكاملة في الشعب السوداني لقيادة التظاهر والانتفاضة في (هبة) واسعة بكل ولايات السودان لاقتلاع هذا النظام وقال ان عقيدة الشعب السوداني التي صنعت ثورتي اكتوبر وابريل قادرة علي الاطاحة بهذا النظام وردا علي ما نشرته بعض الصحف من ادانات لحادثة ام روابة قال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي هذه الصحف تابعة للمؤتمر الوطني وحاولت تغبش وعي وارداة الشعب السوداني الذي (ضاق ذرعا بها النظام ورفض استمراره




---------------


إخوان السودان" يطالبون بإقالة وزير الدفاع ويصفونه بـ"الفاشل"
الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2013 19:31


قالت: دعم القوات المسلحة بكافة أشكال الدعم نراها اليوم أوجب واجبات هذه المرحلةطالبت جماعة الإخوان المسلمين فى السودان يوم الاثنين، بإقالة وزيد الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، واصفة إياه بأنه "فاشل فى الدفاع عن مواطنيه"، معتبرة الإبقاء عليه فى منصبه "جريمة وطنية". وأرجعت الجماعة طلبها هذا إلى الهجوم الذى تعرضت له مدينة "أم روابة" السودانية جنوب غرب الخرطوم السبت الماضي، من قبل تحالف "الجبهة الثورية" المعارض، وأسفر عن سيطرتها على المدينة، قبل أن تخرج منها مساء اليوم ذاته.

وقالت الجماعة فى بيان لها، يوم الاثنين، إن "هذا الفعل من الجبهة الثورية لا يمكن إخراجُه إلى الفعل السياسي المعارض، وأى مواطنٍ هذا الذي ينتظر معارضةً تقتله؟!"، مضيفة "هذا مسلكٌ منكر، واجب تجريمُه وإدانتُه من الجميع ولا يجوز السكوت عليه فحرمةُ دماء المواطنين وحرمة أعراضهم وأموالهم خطوطٌ حمراء لا يتعداها إلا مجرمٌ أثيم"، إلا أنها تابعت "ليس من واجب الحكومة أن تدين قتل المواطنين بل واجبها اللازم حمايتهم والدفاع عنهم، من هنا فإنَّ الإبقاء على وزيرٍ للدفاع يثبتُ مرة بعد أخرى أنه فاشل في الدفاع عن مواطنيه يُعدُّ هو الآخر جريمة وطنية".

وشددت على أن "إقالة وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة بكافة أشكال الدعم نراها اليوم أوجب واجبات هذه المرحلة، لا سيما وأن ضربة مدينة كأم روابة فى قربها من العاصمة قد أعادت إلى الأذهان ذكرى غزو أم درمان"، مؤكدة "ضرورة تكثيف تأمين المدن والطرق والمصالح الإستراتيجية القريبة من نشاط الحركات المسلحة منعاً لتكرار مثل هذه الأحداث مع ضرورة تعويض المتضررين من هذه الأحداث الأخيرة".

واعتبرت أن "الذهاب إلى حوار وطنى حقيقى جامع لا يستثنى أحدا للاتفاق على حل وطنى شامل للأزمات الراهنة أولى من فكرة الذهاب إلى وضع دستور أو إلى انتخابات كالانتخابات السابقة لا تُجمِّد المشهد السياسى على ما هو عليه من أزمات فحسب بل تزيده تعقيدا".

ولجماعة الإخوان المسلمين فى السودان نواب يمثلونها فى البرلمان غير أنها لا تشارك فى الحكومة منذ فترة ما جعل محللين سياسيين ومقربين من الجماعة يرون أنها انتقلت من المشاركة فى الحكم إلى محاولة "الإصلاح بالمناصحة"

سودانايل

----------------

الناطق الرسمي باسم جبهة الدستور الإسلامي وعضو المكتب القيادي لمنبر السلام العادل
الأحد, 28 أبريل 2013 12:24 الاخبار - حوارات


حوار: هبة محمود :

اخر لحظة

الخلافات وإعادة الهيكلة التي حدثت داخل جبهة الدستور الإسلامي وإيقاف عمود الناطق الرسمي باسم الهيئة وعضو المكتب القيادي بمنبر السلام العادل وعضو هيئة علماء السودان الشيخ سعد أحمد سعد الذي كان يكتبه بصحيفة الانتباهة تحت عنوان «أصل المسألة» قاد للتكهن بأن هنالك رياحاً هبت وقد تعصف بالجبهة التي لم تصل إلى أهدافها بعد، غير أن الشيخ سعد قطع بأنه لا يوجد انشقاق داخل الجبهة، مشيراً إلى أن خلافه مع صحيفة الانتباهة ليست له علاقة بالجبهة ولا عمود «أصل المسألة» وقال إنه سيتوجه إلى المحكمة لإحقاق الحق ونوه إلى أن الدعوة إلى دستور إسلامي قديمة ولم يبتدعها منبر السلام العادل ولا السلفيون ولا الصوفية وهي فكرة راسخة في السودان منذ أكثر من خمسين سنة، ووصف المؤتمر الوطني بالحزب المسيطر وقال لديه تبعية كبيرة جداً بالحق والباطل وساعٍ إلى تحجيم الأحزاب السياسية الأخرى، وأوضح أن المواطنة أخطر ما يمكن أن توجد في دستور يحكم السودان وأن يقال إن الحقوق والواجبات تقوم على المواطنة، وأبان أن ما يقوم به النظام في أخذ الأموال من التجار غير الزكاة يعتبر مكوساً، وأكد أن صاحب المكس في النار.



الشيخ سعد متهم بالتشدد في آرائه؟


- لست متشدداً.. بل شخص وسطي ولي آراء واضحة فيها.

كنت أمين أمانة بالمؤتمر الوطني قبل انشقاق الحركة الإسلامية في عام 1999م، هل ابتعادك عن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي نتيجة ذلك الانشقاق؟

- أنا عضو حركة إسلامية من 1968م وما زلت حركة إسلامية بالرغم من أن الوطني لديه رأي ويقول من لا ينتمي للوطني ليس حركة إسلامية وكنا مشاركين في اجتهادات الشيخ الترابي ولكن المؤتمر الوطني عندما كان بقيادة الترابي كان منحاه علمانياً وظهر ذلك في دستور 1998م وكان من المفترض ان أروج للدستور من خلال أمانة محافظة كرري التي كنت أشغلها في ذلك الوقت ووجدت نفسي مناوئاً له لذلك استقلت من أمانة الوطني.

وأين اتجهت بعد استقالتك من أمانة محافظة كرري؟

- عرضت عليّ وظيفة في المجلس الأعلى للدعوة ولم تكن دعوية ولكن كانت عبارة عن شركة لدعم أنشطة المجلس بالمال، وبعد تسجيل الشركة حدث ظرف جديد ورشحت أميناً عاماً لصندوق تطبيق الشريعة الإسلامية ولاية الخرطوم من 1999 -2004م وكان عملاً دعوياً كبيراً جداً اشتمل على الجوانب التأصيلية فيما يتعلق بالسياسة الشرعية والمعاملات التجارية والاجتماعية وجوانب اللغة.

ما هي الأسباب التي جعلتك تتجه إلى منبر السلام العادل بعد ذلك؟

- اعتقد أن هنالك مشكلة سياسية في المجتمع والناس غير منتبهة لها، فقد كانت الدعوة إلى الانفصال بالنسبة للجنوبيين تجارة، حيث يتاجرون بالوحدة مع الحكام في السودان وبالانفصال مع الجهات الأجنبية، أما بالنسبة للشماليين كانت عقدة فالشمالي يخاف أن يتحدث عن الانفصال بالإضافة لوجود تنازع شديد وأناس امتطوا هذا التنازع والادعاء الفارغ بأن الجنوبيين لهم خصوصية ومن أجلهم لا تطبق الشريعة لتصبح الحكاية أن السودان الشمالي يخرج من جلده لكي يسمح للجنوبيين بأن يكونوا جزءاً من السودان، والرؤية الصحيحة حتى يصفو السودان لأهله ويقف التنازع كان لابد أن ينفصل الجنوب، والجهة الوحيدة التي كانت تحمل هم هذه الفكرة منبر السلام ولقناعتي انضممت للمنبر من هذا الباب لاعتقادي بأن هذا التنازع عطّل مسيرة السودان، فهو دولة إسلامية وينبغي أن تكون هي المحرك والأساس.

رغم الانفصال ما زال المنبر موجوداً، ما هو التحول الذي حدث له بعد تحقيق فكرة انفصال الجنوب التي يحملها؟

- المنبر بعد الانفصال كان يتمنى ألا تكون هنالك حرب أو تنازع لكن للأسف الشديد عملية الانفصال التي أتت عبر اتفاقية نيفاشا لم تحقق للشمال شيئاً من أهدافه، بل حققت كل أهداف الجنوب على حساب الشمال ولم يخرج بشيء إلا الصفاء الاجتماعي، والحرب ما زالت مستمرة والتكالب الأجنبي لا زال هو هو وحتى الحدود فالمعروف أن أي دولتين تنفصلا أول شيء تتفقا عليه هو ترسيم الحدود وهذا غاب عن المفاوض الشمالي أو غيِّب عنه، والواضح أن الانفصال لم يحل للشمال شيئاً والتنازع ما زال قائماً والهوية مهددة والحرب مستمرة وحتى دارفور الآن يريدون الدخول فيها لذلك المنبر يرى حتى الآن أن القضية مفتوحة.

الواضح أن المنبر أصبح يطمح لخلافة الوطني في الحكم وليس كما أشرت؟

- أي تنظيم سياسي لن يكون صادقاً مع نفسه إذا لم تكن أهدافه وبرامجه أن يصل إلى سدة الحكم، وهذا شيء طبيعي جداً ولكن المعطيات مختلفة، فالمنبر واقعي جداً، صحيح يعتقد أنه لابد أن يحكم لكن في الوقت الحاضر لا اعتقد أنه بديل مطروح للمؤتمر الوطني نسبة لظروف كثيرة.

وما هي تلك الظروف؟

- الوطني حزب حاكم ومسيطر وغني ولديه تبعية كبيرة جداً بالحق والباطل وهو محجم الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى وساعٍ إلى تحجيمها ولا يألو في ذلك جهداً وصعب أن يكون المنبر مطروحاً بديلاً حقيقياً في الانتخابات القادمة ويمكن أن ينافس على المقاعد في المجلس التشريعي وقد يجد تأييداً.

لكن المنبر مغلق على فئات معينة فمن أين يجد التأييد باعتقادك؟

- المنبر أكثر تنظيم سياسي مفتوح وهو تيار وليس حزباً سياسياً والمنضوون تحته لديهم قضية مركزية متفقون عليها وقد يختلفوا في بعض التفاصيل غير المهمة ولكنهم يتفقون في القضية وهي الهوية والآن الناس يقفون مع المنبر لأن دعوته الأساسية هي الحفاظ على الهوية من التغول الذي كان سائداً وجائراً في ذلك الوقت وهو طمس الهوية بوجود أقلية من الجنوبيين.

الجنوب ذهب والمنبر ما زال مستمراً بنفس الفكر والفهم، ما هي الهوية التي تعنونها؟

- الشريعة وإقرار دستور إسلامي يحكم الحياة سياسة واقتصاداً واجتماعاً وتعليماً وعلاجاً.. الخ.

يرى البعض أن منبر السلام لم يقف عند تثبيت الهوية في الشمال، بل ظل يلاحق الجنوبيين بعد الانفصال ويشعل نار الفتنة بينهم، وهذه ليست من صفات الإسلام؟

- ما الذي قام به منبر السلام.

غالباً ما يصف متمردي الجنوب بالثوار ويناصرهم على النظام القائم في دولتهم عبر مؤسسته الإعلامية وهو ما زال موجهاً إعلامه صوب دولة الجنوب وليس الشريعة، كيف تفسر ذلك؟

- الحركات الثورية في الدنيا تبحث عن المصير في أي مكان وقال تعالى «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً»، فإذا كان الجنوبي مظلوماً على الأقل يجب أن نناصره بالكلام وهذه قناعتنا، فالحركة الشعبية ظالمة الجنوبيين ومضطهداهم وآكلة أموالهم وهذه حقائق يعيشها الجنوب، كما أن النظام في الجنوب يطحن في الشعب وفيه جنوبيون وديانات مضطهدة والآن القتل في الجنوب يفوق عشرات المرات القتل في السودان.

ما هي قراءاتك لمستقبل منبر السلام العادل؟

- كفكرة لا غبار عليها أما أداء الأفراد يختلف، فيه ما يستدرك عليهم وفيه الصواب لكن المسألة مرهونة بالزمن، فهو الذي يحدد هل يسير أم يقف، فالحركة الإسلامية كانت تسير بصورة جيدة ولكنها الآن لا تسير جيداً، كذلك المنبر كان يسير بصورة جيدة ولكنه الآن متعثر وفيه مشاكل.

فيما تكمن المشاكل؟

- كثيرة والانتباهة مشكلة أساسية...

مقاطعة: ما هي مشكلة الانتباهة، هل كصحيفة أم إدارة أم توجه؟

- الانتباهة كتوجه ليست فيها إشكالية ولكن الكتّاب غير متساوين، ناس يكثرون من الإحسان وناس يقلون منه، وهذا شيء طبيعي ولكن الإشكالية تكمن في مشكلتنا القائمة الآن.

ما هي الأسباب التي قادتك إلى ترك الكتابة بصحيفة الانتباهة؟

- هناك مشكلة داخل المنبر ونحن مجموعة قدمنا نصيحة ومذكرة حولها...

مقاطعة: وما علاقة مشكلة المنبر بإيقاف عمودك، هل هنالك تداخل اختصاصات بين المنبر والصحيفة، أم العلاقة مرتبطة بعمود «أصل المسألة»؟

- الإيقاف ليست له علاقة بأصل المسألة لا من قريب ولا من بعيد وهي قضية خاصة بالانتباهة حدث خلل وانتبهنا له وقدمنا فيه نصيحة ومذكرة ورد الفعل كان إيقاف عمود أصل المسألة لعدة مرات وعوقبت بإيقاف العمود.

كم عدد الناصحين معك؟

- الآن الذين معي عشرة ولكن إذا تطور الموضوع سيكونون أكثر.

ذكرت أنك عوقبت بإيقاف عمودك، ماذا عن البقية الذين قدموا معك النصيحة؟

- لم يجدوا ما يعاقبوهم به ولكن لأنني أكتب عوقبت بإيقاف العمود.

ألم يتدخل المهندس الطيّب مصطفى لتعود إلى الكتابة؟

- الطيّب عندما كان في مصر طالب بعودتي إلى الكتابة وبالفعل كتبت ثلاث مقالات ثم وقفت وسألت عن أسباب الإيقاف ولم أجد إجابة وفي نهاية الأمر علمت أنهم اتفقوا وقرروا إيقافي لأتنازل عن نصيحتي ولم أتنازل.

هل تتوقع أن تتطور الإشكالية لانشقاقكم من منبر السلام العادل؟

- هذا يعتمد على معطيات القضية، هل ستحل بالخارج أم داخل المحكمة، فإذا حلت داخل المحكمة معطيات المحكمة تحدد من يبقى ومن يذهب، لكن إذا حلت بالخارج اعتقد أن أغلب الناس سيكونون موجودين لأنه سيكون هنالك تفاهم أو حلول معقولة ومناسبة.

التوجه إلى المحكمة من أجل ماذا؟

- لإحقاق الحق، فإذا تم النصح في حق عام وأنا شخص قريب من الانتباهة والمنبر ومن حقي أن أتبع هذه المسألة حتى القضاء...

مقاطعة: تتوجه هل إلى المحكمة من أجل الأخذ بنصيحتك؟

- المسألة فيها حق مالي ولم نختلف في وجهة نظر عادية.

منذ الانفصال ظلت الحكومة تدعو الى الشريعة، وأوضحت أنها تسعى الى دستور قائم على الإسلام، ما هو السبب الذي جعلكم تسارعون إلى تأسيس جبهة للدستور الإسلامي؟


- جبهة الدستور الإسلامي شُكلت منذ حوالي سنتين أو ثلاث، وبدأت نشأتها في منبر السلام العادل واستمرت اجتماعاتها في هيئة علماء السودان، وكانت هناك لقاءت في أماكن أخرى حتى أصبح لها مقر، والدعوة الي دستور إسلامي قديمة ولم يبتدعها منبر السلام العادل ولا السلفيون ولا الصوفية فهي فكرة راسخة في السودان منذ أكثر من خمسين سنة.

هل قدمت لكم دعوة للمشاركة في الدستور القادم كجبهة الدستور الإسلامي؟

- كجبهة الدستور الإسلامي لم تقدم لنا ولكن كهيئة قدمت لنا.

ما الذي حدث داخل جبهة الدستور الإسلامي قبل أن تصل الى هدفها هل انشقت؟

- جبهة الدستور لم تنشق وهي ليست حزباً سياسياً وأشبه ما تكون بمجموعة الضغط، ومهتمة بقضية واحدة وهي الهوية والذي حدث في جبهة الدستور كان تعديلاً في الهيكل برؤيتين مختلفتين، رؤية غالبة ورؤية ضعيفة، وفي الآخر الرؤية الغالبة هي التي سادت وأعادت تشكيل المكتب القيادي والأمانة، والأمر الآن يسير بصورة جيدة ولم يخرج من صفوف الجبهة إلا الأشخاص الذين كانوا مناوئين ومختلفين وهم ناصر السيد ومحمد مالك.

مجموعة ضغط لمن؟

- للحكومة، لتطبق الإسلام والشريعة ولن نترك الدستور الإسلامي حتى نموت.

هل تتوقع نجاح الشريعة فمعظم الممارسات التي تدعيها الأنظمة الإسلامية جعلت البعض ينفر من الإسلام ما قولك؟

- أخطر شيء أن ترفع شعار الإسلام ولا تطبقه، فلن تنطلي الحيلة ولن ينفر أحد لأن هؤلاء لم يطبقوا الإسلام أو يدعوا بأنهم يطبقوا الإسلام.

هل تتوقع أن تطبق الشريعة في السودان علماً بأنه لم يطبقها نظام منذ عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز؟

- لا تسألي أسئلة تورطك هل لك شك في الكتاب أو السنة!!.

مقاطعة... لم أتحدث عن الكتاب والسنة، ولكن عن تطبيقهما فنحن نسمع الشعارات الإسلامية ولا نرى دولة إسلامية؟

التطبيق تطبيق بشر والخالق يحاسبهم، وهذا شيء طبيعي، فإذا لم يطبقها فلان أو علان، فهذا لا يعني أنها لا تطبق، فعندما أنزل الله الكتاب وقال احكموا أنفسكم بالكتاب، فهذا يعني أن تطبيق الكتاب جاهز، ولأنها لا تطبق كونها جبهة الدستور .

إذا أخذنا التطبيق أنتم كهيئة علماء السودان محسوب عليكم بانكم لا تفتون كثيراً في الفساد وعدم إقامة الحد وغيره، ولكنكم تفتون في سفر الرئيس والمظاهرات وتحالف كاودا؟

إقامة الحدود عمل قاضي، وحكم الحاكم يرفع الخلاف والفساد نعرفه ولا يوجد شخص كتب في الفساد أكثر مني .

المراقبون يرون أن ميثاق جبهة الدستور الإسلامي ووثيقة الفجر الإسلامي ما هي إلا ردة فعل لميثاق كاودا ووثيقة الفجر الجديد ما تعليقك؟

لا استطيع أن أفتي بأنه لم يكن ردة فعل مطلقاً، فقد كان فيه جانب من ردة الفعل، لكن الإشكالية التي نراها في جبهة الدستور الإسلامي وهي ليست حزباً سياسياً ولا نطرح فيها قضايا سياسية، وفيها قضية واحدة، وهي قضية الدستور، وأي شيء يمس الدستور نتصدى له، وإذا قارنا ميثاق الفجر الجديد بالفجر الإسلامي نجد أن الفجر الجديد علماني، يسعى الى نسف الهوية جملة وتفصيلا ويدعوا إلى تغيير السلطة بالسلاح ويطرح المواطنة.. والمواطنة أخطر ما يمكن أن يوجد في دستور يحكم السودان، أن يقال أن الحقوق والواجبات تقوم على المواطنة.

ما هو الخطر في أن تقوم الحقوق والواجبات على أساس المواطنة؟

- الخطر سوء الفهم.. بعض الناس يظنون أن المساواة هي العدالة، ولكن المساواة شيء والعدالة شيء، فأحياناً تكون العدالة من غير المساواة، وعندما ندعو الى المساواة في الحقوق والواجبات الإنسانية، نحن كسودانيين متساوين في المثول أمام القضاء، ولا نميز ديناً على دين، ولا عنصر على عنصر، ولكن في الواجبات لا يمكن أن نجعل واجب الغني كالفقير، ولا القوي كالضعيف، ولا الصغير كالكبير، فحتى النظام الاقتصادي الإسلامي نظام صارم جداً، وفيه عدالة ليست مثلها، ولم تسمع بمثلها الإنسانية، فحرمة مال المسلم في الدول الإسلامية كحرمة دمه، لذلك لا يمكن أخذ ماله، إلا أن يكون راضياً، لذلك الإسلام أوصي عندما تكون هناك جانحة أو شح في الموارد، على الحاكم أن يوظف في أموال الأغنياء، ولكن النظام العلماني سيفرض ضريبة على المواطن.

مقاطعة... الآن في الدولة الإسلامية التي نعيش تخت ظلها وترفع شعار الشريعة تفرض علينا ضرائب وزكاة، والزكاة لا تؤخذ من مال الأغنياء فقط، بل أصبحت فرضاً على كل من يعمل أو يدخل سلعة من الخارج، حتى لو كان قد احضرها بالدين أو هدية منحت له؟

- النظام المالي القائم الآن ليس نظاماً إسلامياً، والجبايات خطر كبير جداً، والنظام الفقهي يجوز للحاكم التوظيف في مال الأغنياء وليس الفقراء في الظروف الاستثنائية ويأخذ على قدر الحاجة، وشرط أن يكون بيت المال ليس فيه شيء، وما يقوم به النظام في أخذ الضرائب والزكاة خطأ وحرام، والأموال التي تأخذ من التجار غير الزكاة تعتبر مكوساً، والمكوس هو المال الذي يؤخذ من الكلف على غير الوجه الشرعي، وصاحب المكس في النار، يقال يوم القيامة ربنا يدني كل عبد من عبيده وكل أماء ويخاله في إذنه بما فعله في الدنيا، فإن شاء غفر له وإن شاء عذب إلا صاحب المكس فإنه يؤخذ ويلقى في النار.

مقاطعة... وأين أنتم- كهيئة علماء السودان- من كل ما يحدث في النظام المالي القائم؟

- هيئة علماء السودان رأيها واضح بأنه ليس في المال حق سوى الزكاة، وأنا عضو الهيئة منذ عشر سنوات، والفتوى في الهيئة مرتبة، وليس من حق كل شخص أن يفتي باسم الهيئة، ولكني اكتب رأي الشخصي عبر مقالاتي الصحفية، وليس باسم الهيئة.

يرى البعض إننا شعب يتعالى بعضنا على البعض بالرغم من إننا مسلمين بالإضافة إلى أننا متعددو الثقافات واللهجات، لذلك ينادي كثيرون بالحقوق والواجبات على أساس المواطنة ما تعليقك؟

- من يتعالى غلطان، والتعددية لا تفرق في شيء لقوله تعالي (إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) المواطنة التي يتحدثون عنها هي الأساس الوحيد للحقوق والواجبات، فالآن السودان فيه 98% مسلمين، لذلك ليس من حق غير المسلم أن يحكم لأن الحكم بالشريعة، وهو شخص غير مسلم فنحن أغلبية 98% فهل نقبل أن يحكمنا من 2%.

مقاطعة.. وإذا اختاره الشعب؟

- الدول المتقدمة في دساتيرها لا يحق لبعض المذاهب أن تحكم كما في أمريكا وبريطانيا، ويجب أن نحترم غير المسلمين، ونحترم عبادتهم، فلا إكراه في الدين، لكن لن نطلق له يده في المجتمع كي يغير الهوية.

هل إبعاد الأمين العام السابق لجبهة الدستور الإسلامي ناصر السيد تم بموجب خلافه مع رئيس منبر السلام؟

رئيس المنبر لم يختلف مع ناصر السيد، ولكن كان هناك حراك معين بالجبهة في اطار ضيق جداً، متمثل في رؤية لأشخاص لا يزيدوا عن أربعة في المكتب القيادي للجبهة، وكان لديهم موقف من المنبر وهذا الموقف كان خاطئ.

وما هو هذا الموقف الخاطئ؟

- كانوا يظنون أن المنبر يريد أن يستولي على جبهة الدستور، وهذا موقف غير صحيح وليس للمنبر فكرة كهذه، وهو مكون واحد من مكونات الدستور، فالجبهة تتكون من أفراد وجماعات وليس لها شكل محدد تشترطه للانضمام تحت لوائها.

ما هي طبيعة خلافكم مع ناصر السيد؟

- ليس لنا خلاف، ولكن ناصر السيد كان يغلب سوء الظن مع إخوانه في الجهة وهذه مضرة وغير مفيدة، وأيضاً كان يريد أن يسوق آرائه الشخصية وقناعاته من داخل جبهة الدستور والمنصب في الجبهة تكليف ليس فيه عائد، والتمسك به شيء غير جيد، ويزرع في الجبهة جذور غير طيبة، لذلك طلبنا بشخص زاهد إذا طلبنا منه شيئاً لا (ينقنق) أو يفسر الأشياء بتفسيرات أخرى، فالأخ ناصر وأحمد مالك يفسرون تفسيرات غير صحيحة.

ألم يكن منصب ناصر السيد قد تم بالترشيح؟

- الفترة التي اختير فيها ناصر السيد أميناً عاماً كانت في الفترة الأولى بالرغم من أننا عندنا عليه مأخذ.

ما هو هذا المأخذ ؟

- كلامو كتير وقد اعترف هو بذلك، وكثيراً ما يخرج من الاجتماع ويسرح ثم يرجع، وخلفيته الحزبية كانت الحزب الاشتراكي الإسلامي، ونحن ننظر لهذا الحزب بريبة شديدة، فالإسلام كامل ولا يحتاج لاشتراكي، وتاريخ ناصر نحن نعرفه واختياره كان في تلك الظروف، وهذا لا يعني انه سيكون في المنصب مدى الحياة، وعندما رأى إخوانه ضرورة التغيير غيرناه.

Post: #190
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-01-2013, 08:30 AM
Parent: #189

الهندى عز الدين هو الاخر بانت عليه اثار احداث ام روابة فتشجع وانتقد هو الاخر لعله احس بقرون استشعاره ذهاب الوالى العيان والوزير اياه المعنى بالجيش والدفاع عن نظام المؤتمر الوطنى ..
اقرا جراءة الهندى فى النقد وفسر وتامل كمان كما يقول ملاسى ..


افتراءات "زاكي الدين" و(شفقة) "غندور"!

الهندى عز الدين

{ اتهامات ضعيفة، لا تسندها أدلة ولا منطق، تلك التي رمى بها والي شمال كردفان "معتصم ميرغني زاكي الدين"، أحزاب المعارضة، مؤكداً أنها قدمت (معلومات) للجبهة الثورية وقطاع الشمال، ساعدتها في تنفيذ عملية "أم روابة"!!
{ الأغرب أن السيد الوالي تباهى بأنهم في حكومة ولاية شمال كردفان كانوا يعلمون بالهجوم الغادر قبل (يومين) من وقوعه، وأنهم وضعوا ترتيبات لتأمين الولاية من جهة (جبل الداير) و(خور الرهد)!!
{ وبمثل هذا الاضطراب في المواقف والأداء والاهتزاز في التصريحات، كان لا بد أن يتعرض موكب والي شمال كردفان للحصب بالحجارة عند زيارته "أم روابة" بعد خروج (الغزاة) سالمين.. غانمين، وكأنهم كانوا في رحلة صيد برية على رمال (الغرّا.. أم خيراً جوه.. وبرّا)!!
{ يشن "زاكي الدين" هجوماً على أحزاب المعارضة (المسكينة) ما بين "الخرطوم" و"الأبيض"، ويتهمها بتسريب المعلومات إلى متمردي (قطاع الشمال)، بينما (الجاني) والمجرم المعترف - على الملأ - بجريمته هو (القطاع) وليس (الأحزاب)!!
{ يعترف المجرم بجريمته عياناً وبياناً عبر وكالات الأنباء والفضائيات، بل ويزعم أن قواته في طريقها إلى "الخرطوم" لتنفيذ المزيد من (الجرائم)، ورغم ذلك تعلن الحكومة على لسان بروفيسور "غندور" أنها مستعدة للتفاوض في مايو القادم مع المجرم (القاتل) فور تسلمها دعوة الوساطة الأفريقية!!


{ إذن، علام يهاجم والي شمال كردفان أحزاب المعارضة، على زعمه بتسريب المعلومات؟! أي معلومات يا "زاكي الدين"؟!
إن متمردي (قطاع الشمال) في جبال النوبة أعلم بطرق و(دروب) و(جبال) و(خيران) و(قيزان) كردفان، أكثر من منسوبي الأحزاب السياسية، وليسوا في حاجة إلى المعلومات، فهي يا سيادة الوالي (على قفا من يشيل)!!
{ إذا كان "غندور" يعلن بالفم المليان أنه مستعد باسم الحكومة للسفر إلى "أديس أبابا" قبل أن تجف دماء الأبرياء من أهالي "أبو كرشولا" و"أم روابة"، فإن الأفضل للسيد "زاكي الدين" أن يلتزم الصمت، ويستغفر الله بكرة وأصيلاً، بعد أن يحاسب نفسه، وحكومته، وسلطات الخرطوم على هذا التقصير الفادح والكبير.

{ أية مفاوضات مع هذا (القطاع) المجرم قبل (رد) الحكومة القاسي عسكرياً، يعني المزيد من استبداد المتمردين.. المزيد من وقاحات "عرمان" الذي استفز "غندور" ووفده قبل أيام في "أديس" عندما قال لهم: (نحن نحتل 40% من أرض جنوب كردفان)..
{ دماء الأبرياء لم تجف بعد يا بروفيسور "غندور".. فلماذا العجلة و(الشفقة) على مفاوضات (عبثية) جديدة؟!
{ قلبي على وطني




-----------------------

الا ان يوسف عبد المنان وهو من كتاب المؤتمر الوطنى ايضا يرى الامر من زاوية اخرى اشمل من زاوية الهندى ..
شوف عبد المنان وكيف يمن على قومه بالراى



أفعالا- لا أقوال!!
29/04/2013 15:39:00
يوسف عبد المنان


هل ماتت فينا النخوة والشجاعة والمروءة، وانطفأ بريق الثورة، وأحال الإحباط وخيبات الأمل أولئك الأشاوس - الذين حرروا توريت وكتبوا في سفر التاريخ ملاحم خور "إنجليز" و"سندرو" - إلى متكأ التأمل والحسرة.. وهل دبت الشيخوخة في أوصال الحكومة والأرض منهوبة والعرض مغتصب في "أبوكرشولا"؟!


أين تلك الحشود التي كانت تزحف نحو القيادة العامة وتطالب بتحرير "نمولي" والجيش الشعبي على أبواب "يوغندا" يشكو السودان لمجلس الأمن خوفاً على عرشها؟ أين نحن اليوم وقوات التمرد تبلغ مدينة "أم روابة" في شمال كردفان.. تدخلها صباحاً تنهب وتقتل، وردة فعل الخرطوم باردة لا ترقى لمسار الأحداث وتصاعدها.. وقد تبدى غضب الجماهير على والي شمال كردفان أمس في مدينة "أم روابة" حينما وصلها متفقداً حالها بعد (24) ساعة من دخول التمرد المدينة، وبث الأهالي غضبتهم في الوالي وحكومته، ولكن الوالي المسكين لا يملك فعل شيء وأرضه تستباح في رابعة النهار الأغر، والخرطوم شعبياً لا تهز أخبار التصفيات والاغتيالات شعرة في جسدها.. والخرطوم الرسمية في شغل عن الأحداث في الميدان بالمؤتمرات الإقليمية التي تبدد الثروة والمال في ما لا طائل من ورائه..


والتصفيات الانتقائية والانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان من قبل الحركة المتمردة تبلغ حد إحراق الأطفال في "الدندور".. وأمس (الأحد) ارتكبت الحركة الشعبية مجزرة بـ "أبو كرشولا" وهي تذبح الشهيد العالم "محمد أبوبكر" من الأذن اليمنى حتى اليسرى، وسط فزع السكان، ويعلن المتمردون جهراً أن كل منسوبي المؤتمر الوطني مستباح عرضهم ودمهم، والمؤتمر الوطني في الخرطوم يبني مركزه الجديد و(يتدبر) شؤونه السياسية، ولا ينهض إلا قليل من المخلصين الأوفياء لمسح دموع الحزانى والمفجوعين.
هل الرجال الذين كتبوا في سفر التاريخ ملاحم البطولات في الجنوب أكلتهم دودة الأرض أم رحلوا عن دنيانا؟! الرجال هم الرجال والقوات المسلحة هي صانعة التاريخ، وهي تحمل على ظهرها السياسيين، ولكنها في كثير من الأحيان تجد نفسها ضحية لأخطاء غيرها..
والقوات المسلحة ليست مسؤولة عن تفكك الجبهة الداخلية، ولا هي من كانت سبباً في تفشي القبيلة والعنصرية والجهوية حتى أصبحت الجبهة الداخلية مفككة ضعيفة، لا تشعر حتى بانتهاكات التمرد لقلب السودان.


ما يحدث الآن في جنوب كردفان بات مهدداً لأمن الخرطوم، وليت الخرطوم تحسست وجودها وأقبلت على علاج مر لداء تفشى ومرض أخذ يتمدد في الجسد. والعلاج إما توحيد الجبهة الداخلية ودفع استحقاقات الوحدة فقداناً لمقاعد وامتيازات، وإقرار سياسات توحِّد ولا تفرق وتعيد السودان للأمس القريب، حينما كانت دارفور هي عصب ولحم المشروع الدفاعي، وجبال النوبة ترياق لكل اختراق، والجزيرة هي الأمل، والشمالية هي العطاء.. وإذا لم تُقبل الحكومة على مشروع توحيدي للسودانيين حتى يقاتل الجميع التمرد ويحجّمون وجوده ويقتلعون أظافره ويردوه إلى أطرافه البعيدة ثم التفاوض بعد ذلك.. ودون ذلك فلتتنازل الحكومة لما يطلبه المتمردون وتمنحهم ما يريدون.. ولا طريق ثالث في هذا المنعطف الذي دخلت فيه بلادنا.. ولكن هل أنت عزيزي القارئ تشعر بالمخاطر كما نراها نحن في جنوب كردفان؟!




------------------

ولكن اجمل مما بالاعلى ما كتبه عبد المنان بوضوح عن بطولة زائفة لجماعة الانقلابيين مجموعة ودابراهيم

وكيف استطاع بكل شجاعة قول راى تحاشاه كثيرون من اهل الحكم اهل المؤتمر الوطنى وظلوا يهمزون ويلمزون فقط


البطولة الزائفة
27/04/2013 17:39:00
يوسف عبد المنان


منذ خروجه من السجن بالعفو الرئاسي بات الضابط المتقاعد "ود إبراهيم" في دائرة الضوء الكثيف.. سواء بتوافد القيادات السياسية نحو منزله كعادة السودانيين في المطايبات والتآزر في الأفراح والأتراح أو بنشاطه الكثير وسط أهله بمنطقة العبيدية التي قرعت الدفوف ورفعت السيوف كما رواها الصحافي النابغة "طلال إسماعيل". "ود إبراهيم" الذي قاد محاولة انقلابية شكك فيها من شكك وصدقها من صدق في بداية الاعتقال كان الكثيرون ومن بينهم هذا القلم يعتقد ويظن أنه اعتقل لأسباب أخرى لا علاقة لها بتدبيره للمحاولة الانقلابية.. وقد تكشف بعدها أن كل ما ذكرته الحكومة عن المحاولة الانقلابية صائباً ونحن المتشككين كنا على خطأ يتوجب علينا الاعتذار علناً لمساهمتنا في تضليل الرأي العام وإثارة شكوك حول حقائق دامغة.. حيث اعترف "ود إبراهيم" وجماعته من العسكريين بتدبيرهم للمحاولة الانقلابية ولكن الذي يحدث الآن شيئاً مثيراً للتعجب والدهشة..


أن يصبح الانقلابيون أبطالاً تحملهم الجماهير على الأعناق ويتوافد لزيارتهم بعض المسؤولين في جنح الظلام وآخرون من المفصولين والمبعدين من السلطة في رابعة النهار الأغر.. وشباب يهتفون ونساء يطلقن زغاريد ومقالات تمجد من سعى للانقلاب على نظام مهما اختلف الناس حول الكيفية التي جاء بها في 30 يونيو 1989م، إلا أنه الآن أصبح نظاماً ديمقراطياً أنتخب الرئيس "البشير" من الشعب وتعهد بإجراء الانتخابات في موعدها عام 2015م،



فكيف (نهلل) ونحمل ضابطاً دبر محاولة انقلابية في هجعة الليل لتغيير نظام ديمقراطي. { نعم يعتبر اللواء "ود إبراهيم" من الضباط المجاهدين له إسهاماته في سنوات الحرب بجنوب البلاد وله دوره في الإنقاذ منذ مجيئها حتى انقلابه عليها، ولن يهضم أحد حقوق "الترابي" و"إبراهيم السنوسي" ولا "مكي بلايل" و"أمين بناني" ولكن أن ينقلب ضابط في القوات المسلحة على قائده ويحرض الجنود على قيادتهم ويخطط للقفز على السلطة والزج ببلادنا في مغامرة جديدة تبدأ بحظر الأحزاب وحل النقابات وإعلان الطوارئ وإغلاق الصحف وإصدار المراسيم الثورية من الأول حتى الألف. مثل هذا الفعل والسلوك ينبغي أن يواجه بالرفض والإدانة والشجب لا التحريض عليه كما تبدى ذلك من سلوك بعض المحيطين بالأخ "ود إبراهيم" ممن لهم أجندتهم التي دفعتهم (للتعلق) بالانقلابيين بعد أن عفا عنهم الرئيس ساعة مقدرة، وكان أحرى بالذين (التفوا) حول الانقلابيين إسداء الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية الذي صفح وعفا وتذكر صلات القربى وزملاء المهنة الذين سهروا معه الليالي لتنمو بذرة الإنقاذ في أرض السودان. ولكن أن يصبح "ود إبراهيم" وجماعته من الانقلابيين أبطالاً تحملهم الجماهير على الأعناق! لا يعدو هذا السلوك إلا تشجيعاً للتمرد على السلطة وتحفيزاً للانقلاب عليها، فبئس قصر النظر وعمى البصيرة لقوم لا يعقلون!




Post: #191
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-02-2013, 07:49 AM
Parent: #190

أسرة صلاح قوش : حياته في خطر
May 1, 2013
(عبدالوهاب همت- الراكوبة)


أفاد أحد أفراد اسرة مدير جهاز الامن السابق الفريق صلاح قوش أنه وبعد أن أفرجت الحكومة عن عناصر جهاز الامن يوم الثلاثاء الموافق 30 أبريل والتي كان قد ألقي القبض عليها ضمن قائمة الذين شملهم الاعتقال كمتهمين في المحاولة الانقلابية أن الامر قد أصبح واضحا وجليا في أن الحكومة تستهدف ابنهم صلاح قوش وتسعى لاغتياله معنويا وسياسيا.


وقال ان لجنة التحقيق التي كونها النائب العام مهمتها الاساسية هي التسويف والمماطلة ، وكان يتوجب عليها أن تقوم فورا بنقل قوش من مباني جهاز الامن الى أي سجن عمومي خاصة وانه تم فتح بلاغ ضده وتحويل ملفه الى النيابة وهذا يعني حتمية تحويله أي أي سجن عمومي يكون خاضعا لسلطة النائب العام .


وأضاف أن هناك العديد من الطلبات أمام النائب العام لمقابلة المتهم لمحاميه, لكن النائب العام يتذرع بحجج واهية مثل أن التحقيق لم يكتمل بعد, ونحن طالبنا كأسرة بترحيله من مباني جهاز الامن لانهم خصومه الاساسيين وهو بمثابة رهينة في أيدي اعدائه, وأن اللجنة التي كونها النائب العام تضم عضوين من جهاز الأمن, ونحن لدينا طعن حول تكوين هذه اللجنة والذي علمنا به أن لجنة التحقيق هذه والمنوط بها أن تتابع عملها ليل نهار لم تجتمع منذ عشرة أيام, واللجنة هذه عاجزة تماما عن اتخاذ أي قرار بخصوص هيئة الدفاع . ووفقا لرواية ممثل الاسرة فان صلاح قوش يعتقد أنه جاهز للمحاكمة والتي يجب أن يقدم اليها فاما براءة واما ادانة.
ويقول ممثل الاسرة انه لامناص أمامهم سوى التصعيد, وقال ان لجنة الدفاع عن قوش ستجتمع صباح الغد الاربعاء الاول من مايو في مكتب الاستاذ نبيل أديب رئيس المجموعة وعضوية الاستاذ علي السيد ومجموعة من المحامين يمثلون قوى سياسية مختلفة وستتحرك لجنة الدفاع بعد الاجتماع لمواجهة تعسف لجنة التحقيق التي كونها النائب العام والتي فشلت في الرد على خطابات هيئة الدفاع أو نقله للسجن العمومي ولم تكمل تحقيقاتها , كما ستطالب هيئة الدفاع بمقابلة المتهم وستطالب النائب العام بتسليمهم ملف القضية.


وأوضح المصدر أن زوجة صلاح قوش وابنته الكبرى وابنه سمح لهم بزيارته ظهر اليوم (أمس) لفترة 25 دقيقة بحضور ضابط من جهاز الامن وتم منعهم من الحديث عن أي شيئ سوى وضعه الصحي , وأنه عندما كانوا يحاولون سؤاله عن أي شيئ آخر كان ضابط الامن المرافق يمنعهم وبحسم.وقد تم منع ابنه الاصغر وابنته الصغرى من الدخول لمقابلته.
وحسب افادته فان هيئة الدفاع ستقوم صباح الغد بوقفة أمام مكتب النائب العام والمدعي العام مطالبين بنقله من جهاز الامن لان فترة اعتقاله القانونية قد انتهت.


وقال ممثل الاسرة أن قوش يعيش في عزلة تامة حيث يحتجز في غرفة ملحق بها حمام ولايسمح له حتى في أداء صلاة الجمعة في شكل جماعي وأنه لايعرف شيئا حول مايدور لاداخليا ولاخارجيا ولايصله سوى الاكل والشراب والدواء..
وختم مؤكدا أن جماهير مدينة مروي سيخرجون عن بكرة أبيهم في مسيرة كبرى فجر الاثنين الموافق السادس من أبريل تضامنا مع ممثلهم البرلماني وقال ان هناك تذمرا شديدا من الموطنين هناك وأن الحكومة اذا لم تستجب لمطالبهم فان العواقب بلاشك ستكون جسيمة


------------------

الأجهزة الأمنية تقمع تظاهرة (سائحون) وتكسر يد احد افراد المجموعة
May 1, 2013
(حريات)
تظاهر أعضاء مجموعة (سائحون) أمس الثلاثاء بالخرطوم – ميدان جاكسون – للمطالبة باطلاق سراح بقية المعتقلين فى المحاولة الانقلابية الأخيرة .
وتبقى من المعتقلين على ذمة المحاولة عدد من المحتجزين ابرزهم مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش .
ولاول مرة فى مواجهة احتجاجات (سائحون) قمعت الاجهزة الامنية التظاهرة بعنف مفرط ، فاعتدت على المتظاهرين بالضرب بالهراوات ، وكسرت الشرطة يد جميل الله – وهو من المشاركين في معركة الميل اربعين وفقد فيها عينه ، كما اعتقلت حوالى (15) فرداً من المجموعة أطلقت سراحهم لاحقاً ، ومن بينهم : أسامة عيدروس, مصعب حمزة, عثمان فقيري ، محمد عباس الفادني، عمر عبد الفتاح .
وقال متحدث باسم المجموعة ان (هذه الاحتجاجات لن تكون الاخيرة سنتظاهر الجمعة المقبلة من مسجد جامعة الخرطوم بشكل موسع لنطلق سراح الوطن باكمله


--------------

«علماء السودان» تطالب بإعادة المصحف من السفير الأمريكي
الانتباهة

نشر بتاريخ الخميس, 02 أيار 2013 08:39
الخرطوم: علي البصير
أصدر أمين دائرة الافتاء بهيئة علماء السودان الشيخ د. عبد الرحمن حسن أحمد، فتوى بشأن إهداء المصحف للسفير الأمريكي، وطالب من قام بهذا الفعل الآثم بالتوبة فوراً وإعادة هذا المصحف، وإلا فإنه يتحمل إثم ما يفعله هذا الكافر بهذا المصحف. وقال في نص الفتوى التي تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منها: «إن ما قام به بعض المنتسبين للدعوة الإسلامية من إهداء المصحف لبعض الكفرة أمر محرم شرعاً، وذلك لقول الله تعالى «لا يمسه إلا المطهرون»، وقوله تعالى «إنما المشركون نجس» وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر». وعلى ذلك قرر الفقهاء أن بيع المصحف أو إهداءه لكافر لا يجوز وذلك لأمرين هما نجاسة يد الكافر ومخافة أن يدنسه إن انفرد به. وجاء في نص الفتوى: «أنه ورد في الموطأ النهي عن حمل المصحف إلى أرض العدو حتى لا تناله الأيادي الخبيثة لعظمة الكتاب.



----------------

و«قـــال الجـــراح علـــي عثمـــــان»


اسحق احمد فضل الله

نشر بتاريخ الأربعاء, 01 أيار 2013 09:09


> والمشرط صغير نظيف حاسم.
> وأحداث أمس الأول لها كل صفات المشرط.
>.. ولها لسان فضَّاح.
> والأستاذ علي عثمان يحدث في أم روابة.
> وبدقة دقيقة ينطق بعشرين كلمة.. وهي عزاء من هنا.. ولا تفاوض من هنا.. يعني أن «وقت الكلام انتهى».
> وبدقة دقيقة كان جيش آخر ينطلق في تناسق ليقول شيئاً آخر.. آخر تماماً!!
> وبـ «إلهام» غريب، التلفزيون وبعد نصف ساعة من حديث على عثمان يجمع المنتخب العتيد «ضياء الدين بلال وسامية وآخر» ليقولوا
: نفاوض.. نفاوض!!
> وبدقة دقيقة الصحف تنطلق فيها أقلام معينة «عثمان ميرغني وفرقته المتحدة» ليقولوا
: نفاوض.. نفاوض.
> وما يذهل هو «الوحي» الذي ينزل على كل هؤلاء في ساعة واحدة.
> وبدقة دقيقة جهة ما تجعل الصحف تتجاهل حديث نائب الرئيس كله.. وتحشره بين سيل آخر من الحديث.
> ومثلها فصاحة الأحداث تجعل لكل حدث ظلالاً أثقل من جسم الحدث.
> والأستاذ علي عثمان الذي يزور منطقة حربية «أم روابة» يتعمد ألا يصحب معه وزير الدفاع!!
> وبدقة دقيقة الأستاذ علي عثمان يجعل طائرته تتجه إلى الأبيض حين تقلع طائرة وزير الدفاع متجهة إلى أم روابة!!
> وبدقة دقيقة البرلمان يعلِّق جلسته حتى حضور وزير الدفاع «حتى يجيب» أو يعجز.. كلمة نهائية.
> وبدقة دقيقة يلتقي أمس الأول كل وزراء الدفاع السابقين وكل رؤساء الأركان السابقين وكل قادة المجاهدين السابقين.
> ويرفعون للرئيس حديثاً دقيقاً.. له نتائج تظهر الأيام القادمة.
> والأحداث التي لها الآن كل صفات مشرط الجراحة، وكل أجواء الجراحة «دقيقة حاسمة باترة» تجعلنا نكتفي بكلمات لها مواصفات حديث علي عثمان


-----------------

نيفاشا فصلت الجنوب ونقلت الحرب إلى الشمال! من كمبالا إلى أم روابة...

دماء في محليَّة القرآن


عبد المحمود الكرنكى

نشر بتاريخ الأربعاء, 01 أيار 2013 09:17


أم روابة عاصمة عريقة من عواصم الإقتصاد السوداني. وقد أصبحت الأبيض بمساهمة أم روابة وشقيقاتها، عاصمة السودان الإقتصادية في العهد التركي. ولم تكن الخرطوم حينها تقارن بها في (البيزنس). حيث أن (الخرطوم ليست شيئ) بالنسبة إلى الأبيض، كما أوردت مراسلات الحكام الأتراك.
محلية أم روابة هي محلية القرآن الكريم. حيث يوجد بها مسيد الشيخ البرعي ومسيد الشيخ عبد الله ود العجوز ومسيد الشيخ الشايقي ومسيد الشيخ المجذوب ومسيد الشيخ أبو عزَّة. ذلك إلى جانب (مسايد) أخرى اشتهرت بها كردفان، مثل مسيد الشيخ اسماعيل الولي ومقام الشيخ حاج عريب ود مكاوي وتلميذ ود العجوز الشيخ أحمد الهواري وولده الشيخ المكاشفي الهواري صاحب الترنيمة الدينية (يا ذاكر). وكذلك مسيد (ود دوليب) في (خُرسي) وعبد الله ود أم كتيرة في الأبيض وود الهندي في الرَّهد. لكن محلية أم روابة، تلك المحلية الوادعة، تعرَّضت صباح السبت 72/4/3102م لهجوم دموي من عصابة الجبهة الثورية. وهي نفس العصابة التي قامت في العاصمة الأوغندية بتوقيع (ميثاق كمبالا) لإسقاط الشريعة وإقامة النظام العلماني العنصري في السودان.


في الساعة الرابعة وتسعة وثلاثين دقيقة وثانيتين عصر يوم الأربعاء 42/4/3102م وصلت معلومات تفيد بأن قوة عددها (51) عربة لاندكروزر مسلّحة، قد خرجت من (قردود چاما) متّجهة إلى (أبو كرشولا) شمال الموريب. وفي تزامن مع تلك القوة خرجت قوة أخرى عددها (002) سيارة مسلّحة، قدِمت من معسكر (أبو الحسن) واتجهت إلى (أبو كرشولا) عن طريق شمال أبو كرشولا. ذلك بالإضافة إلى قوَّة دعم تحرَّكت من أم برمبيطة (الآن) عن طريق جنوب أب كرشولا. ذلك أسطول حربي من (512) سيارة مسلّحة تحرّكت عصر يوم الأربعاء 42/ أبريل 3102م. أيضاً هنالك معلومات عن دبابات توجد اليوم بحوزة قطاع الشمال في معسكرات التمرد. في الساعة الرابعة وتسعة وأربعين دقيقة وإحدى عشر ثانية عصر يوم الأربعاء 42/ أبريل 3102م،


وردت معلومات تفيد باشتباكات تدور (الآن) ومحاولات لحصار مدينة (رشاد) وإغلاق طريق أم روابة - العباسية - أبو جبيهة. تلك المعلومات تفيد أن عنصر المفاجأة في الهجوم على أم روابة كان غير وارد، عندما اكتسحتها صباح السبت 72/ أبريل 3102م مائة وواحد وخمسين عربة مسلّحة. وذلك نظراً لأن التوقعات بنوايا المتمردين احتلال الطريق القومي كانت واضحة. بينما توزعت أربعاً وستين عربة مسلحة لتشن هجوماً متزامناً علي السميح والله كريم والرهد أب دكنة. وبعد هروب عصابات النهب المسلح للجبهة الثورية، وخوفاً من القصاص العادل، أمسك المتمردون في (أبو كرشولا) بعدد كبير من الرهائن من النساء والأطفال حيث يستخدمونهم دروعاً بشرية. لكن تحرير الأبرياء وتدمير العملاء وشيك. عدد سكان أبو كرشولا (051) ألف نسمة، نتيجة للهجوم الدامي على أبو كرشولا وذبح المواطنين وأسر الأطفال والنساء، نزح عدد كبير من (أبو كرشولا) وما حولها إلى مدينة الرهد. حيث بلغ عدد النازحين في الرهد (31) ألف نازحاً يفتقدون حتى مياه الشرب. الصحف السودانية لم تنشر صور اليتامى الذين فقدوا آباءهم، أو الرجال الذين أختطِفت زوجاتهم وأطفالهم ليصبحوا دروعاً بشرية في يد قطاع الشمال. الصحف السودانية لم تنشر بعد الدماء التي سالت في مسايد القرآن على يد العصابات العلمانية العنصرية المسلّحة. الصحف السودانية لم تنشر بعد الخرائط الإيضاحية لتنقل إلى قارئ الصحيفة (جغرافيا الحدث) التي تقرع أجراس الخطر بقوّة.


الحرب اليوم ليست في (نمولي) على حدود أوغندا أو (ياي) على حدود الكنغو، بل في الغرب الأوسط السوداني!.
بعد سقوط القذافي ودخول كتائب القذافي وعصابات القذافي أم درمان بقيادة خليل إبراهيم في 8/ مايو 8002م، جاء اليوم دور كتائب سلفاكير بقيادة عبد العزيز الحلو لتذبح حَفَظة القرآن وتضمّ كردفان بقوَّة السلاح إلي دولة جنوب السودان. ثم في نهاية المطاف يتمّ الزحف إلى الخرطوم لإقامة السودان الجديد. الدرس الأهم المستخلص أن (نيفاشا) التي فصلت الجنوب ونقلت الحرب إلى الشمال، إذا كانت تداعيات الأحداث تسير على تلك الوتيرة، ستعلن قيام دولة السودان الجديد في الخرطوم، هذا إذا لم تكن استراتيجية الخرطوم هي إسقاط حكم الحركة الشعبية في جوبا!.

Post: #192
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-02-2013, 11:24 AM
Parent: #191

ام درمان .. هجليج .. ام روابة و بالعكس ( منع من النشر)
May 2, 2013
محمد وداعة..

[email protected]

وفى كل مرة تحدث فيها غزوة يستدعى البرلمان السيد وزير الدفاع للادلاء ببيان عن العدوان السيد الوزيريسهب فى التفصيلات متحسرآ هذه المرة على كميات الغزلان البريئة (قدرها السيد الوزير ب 2 طن )التى التهمتها القوات المعتدية وهى فى طريقها الى حيث استباحت ولاية بكاملها ، وأكثر مايؤلم فيها بعد ضياع الارواح وترويع المواطنين ، هو انه فى كل مرة يقول أن القوات المعتدية كانت مرصودة وان المعلومة كما يثبت لاحقا عن تحركات واحتشاد تلك القوات كانت متوفرة ،


ولكن لحكمة لانعرفها بالطبع وأستراتيجية جديدة ، وفقآ لنظرية ( فاجأنا العيد) و هى ابتكار سودانى خالص ، حيث يتم انتظار وقوع العدوان ومن بعد ذلك يتم التعامل معه و مطاردة فلوله بعد ان تكون قد انجزت ما ارادت، نعم هى صناعة سودانية خالصة ولايمكن لاحد ان يطعن فى هذه الاستراتيجية اذ لاتوجد بعد دولة شهدت حروبا كالتى شهدتها بلادنا ولاجيوشا حاربت كما حارب جيشنا ! ولذلك على الخبراء فقط ان يبينوا لنا ماخفى علينا من هذه الاستراتيجية ! وفى كل مرة يناقش برلماننا بيان السيد الوزير ويجيزه كما جاء بالقاء اللوم على الطابور الخامس والتسلل و”كنا راجينهم بى هنا جونا بى هنا” ،


و اننا اذ نعجب فيما يذهب اليه قادتنا فى القاء اللوم على العدو لجرأته علينا وأستغفاله لنا ،وحسب معلوماتنا العامة عن الجيوش والحروب فان التسلل والتمويه هى خدع و فنون عسكرية وليس ” عيبآ ” يلام عليها العدو ويصور الامر كما لو انه اتى أمرا منكرا ، ولاينسى البرلمان وهو يجيز خطاب السيد الوزير ان يطالب الدولة بمزيد من الدعم للقوات المسلحة والتى من فرط مانستهين به من شأننا فيها ان يطالب السيد المحترم وزير الدولة بالمالية الهيئات العامة والشركات الحكومية ويستنفرها لدعم القوات المسلحة ، وبداية هل عليه ان يفصح لنا عن ايفاءه بالميزانية المخصصة لها ،


تلك الميزانية مع القطاع السيادى التى تتجاوز 80% من ميزانية الدولة ؟ وهل اسنفذت القوات المسلحة ميزانيتها المصدقة ونحن على أعتاب الشهر الخامس حتى يطلب لها الدعم بهذه الطريقة البائسة ، واى قوات مسلحة تلك التى يرجى منها حماية البلاد وتتعرض لمثل هذا العدوان ولايزور السيد وزير دفاعنا تلك القوات ليطلع على أحوالها ولينظر بعينه الى ماجرى الا بعد خمسة ايام على وقوع العدوان ، وبماذا هو مشغول ياترى أن لم يشغله هذه الأمر ، وهل التهوين من أمر جلل سيجعله هينا! وهذا الوالى يزيدنا غضبا وهو يحكى ” صولة الاسد” بتصريحاته الفارغة ، وهى كافية ليس لعزله من منصبه فحسب ، بل واقتياده مخفورآ الى المحكمة ” العسكرية” لتفريطه وتهاونه وعدم قيامه بواجباته الدستورية و غيابه عن مسرح الاحداث ،


ماذا فعل هذا الوالى لرد عدوان يعلم به سلفا وقبل مدة كافية ؟ ، مئات من عربات الدفع الرباعى تجوب ولايته من أقصاها الى أقصاها دون مقاومة تذكر ولايظهر سيادته الا فى اليوم التالى بعد انقشاع غبار المعركة، وعلو غبار المواطنين المنددين به وبسياسته ليفاجئ الجميع باتهامات للطابور الخامس الذى ساعد المتمردين ومدهم بالمعلومات ، اى معلومات سيادة الوالى ؟ ان كان هنالك طابور خامس قد ساعد المتمردين فهو سيادتكم ، حيث وصلت المعلومات اليكم قبل يومين ولم تحرك ساكنا… و نحن ليس بلائموك اكثر من هذا ، فمسؤلية الدفاع عن البلاد و صون كرامتها هى من صميم عمل وزارة الدفاع ، و هو عمل اتحادى تقع المسؤلية الاولى فيه على الحكومة الاتحادية ،


و لأن الوزير لا يشعر بالحرج و لن يتقدم باستقالته و لن يقال من منصبه الذى اصابه فيه رهق 25 عامآ من العمل المتواصل دون هوادة وحتى يحين وقت خصخصة الدفاع و تقسيم اصول الوزارة من طائرات و دبابات و جنود على الولايات و المحليات بعد الفشل المتكرر للسيد وزير الدفاع فى القيام بواجباته فهو قد قال دائمآ بانه كان لديه معلومات منذ غزوة ام درمان ، و قال بذلك بعد احتلال هجليج ، و لن نصدق ذلك حتى يعلن فى المرة القادمة و على رؤوس الاشهاد ما هى المنطقة المستهدفة ، نعتذر منكم اهلنا فى شمال كردفان فنحن نطعن فى ضل الفيل و ننفخ فى قربة مقدودة و السادة المسؤلين عاملين ( اضان الحامل طرشها ) ،
و الى اللقاء فى العدوان القادم ( ان شاء الله ) !! ،،


Post: #193
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-02-2013, 04:57 PM
Parent: #192


العتباني يدعو لإنشاء حركة إسلامية جديدة برؤية مختلفة


الخميس, 02 مايو 2013 11:36 عدد المشاهدات : 14 الاخبار - فى السودانى اليوم



تقييم المستخدمين: / 2
سيئجيد



العتباني يدعو لإنشاء حركة إسلامية جديدة برؤية مختلفة
الخرطوم: السوداني


قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني د. غازي صلاح الدين العتباني أن السلطة أضرت بالحركة الإسلامية كثيراً، وأفقدتها الروح الرسالية وشغلتها بقضايا التأمين، وعزا ذلك لأنها وصلت إلى السلطة عبر الانقلاب فانشغلت بالحفاظ على السلطة بأي ثمن.


وكشف العتباني في صفحته الرسمية بـ(الفيسبوك) أمس، عن مطالبته بإعادة استيلاد الحركة الإسلامية برؤية جديدة، أهم ما فيها أن تكون حركة حرة في إرادتها مستقلة بمواردها وأولوياتها، موضحاً أن الحركة الإسلامية الآن هي كيان موظف من قبل الدولة وتابع لها في كل شيء حتى التمويل، لذلك لا يتوقع منه أن يؤدي أية وظيفة رسالية،

ودعا إلى ضرورة نشوء حركة إسلامية جديدة برؤية مختلفة عما هو قائم ولا بد أن يكون مشروعا مستقلا يحمله دعاة ذوو ضمائر حرة.

-------------------


معتمد أم روابة شريف الفاضل لـ(السوداني):-

أنا لم أهرب من أم روابة


الخميس, 02 مايو 2013 14:44
- فى السودانى اليوم



معتمد أم روابة شريف الفاضل لـ(السوداني):-
أنا لم أهرب من أم روابة
أنا رجل مدني وغير مطالب بمواجهة القوات المهاجمة
أهالي أم روابة طلبوا مني إما الحماية وإما تسليحهم
(....) لهذا السبب قدمت استقالتي قبل الهجوم
الأحزاب التي وقعت على الفجر الجديد ساندت الهجوم
ما يزال أهل أم روابة في حالة غضب مزدوج لما حصل لهم إلا أنهم يطالبون بشكل عاجل محاسبة من تسبب في أن تستباح مدينتهم بهذا الشكل، خاصة والي الولاية، ومعتمدها شريف الفاضل الذي حاصرته (السوداني) بالأسئلة الصعبة والاتهامات التي طالته بأنه كان يعلم وقت الهجوم وغادر المدينة قبل وقوعه فإلى تفاصيل الحوار:

حوار: خالد أحمد


نريد تقييم آخر الأوضاع في مدينة أم روابة؟


الحدث كان كبيراً لأهل أم روابة والسودان، وعبر عن ذلك كل أهل البلاد بالتضامن، لأن الصدمة كانت كبيرة، وأهلنا لم يستوعبوا الحدث ونحاول امتصاص هذا الحدث الكبير. وما تم استهداف من الجبهة الثورية للخدمات في المدينة، حيث دمروا القطاع الاقتصادي من كهرباء ومياه وبنوك، وهي عملية كانت سياسية أكثر منها عسكرية، وآثارها كانت كبيرة، وخرجوا ولكن ما تركوه لن ينسى ولن تمحوه الذاكرة. والآن بعد الحدث مساء نفس اليوم بدأنا مرحلة التعميير وإعادة الخدمات الأساسية
الضرر كان بنسبة كم؟
دمروا محول الكهرباء بنسبة 100% ولكن يوجد محول آخر يعمل الآن بعد الإصلاح، ولكن انعدام الكهرباء أدى لتعطل الخدمات، خاصة المياه وعمل المخابز، ولكن هنالك خطة أسعافية بواسطة مولدات كهربائية، حيث جاءتنا من ولاية الجزيرة والأبيض. ونحن الآن أعدنا خطة المياه بنسبة 75% بجانب وجود تناكر للمياة توزع في الأحياء، وهنالك تناكر قادمة من كنانة.
هل يوجد تقييم أولي للأضرار؟
كوَّنا لجنة من وكيل النيابة في المدينة وممثلين من الشرطة والأمن والغرفة التجارية والإدارة الأهلية لتلقي البلاغات في الضرر الشخصي بجانب الضرر العام.
المدينة تضررت بنسبة كم؟
المدينة تضررت في المرافق، حيث انقطعت كافة الخدمات عن الأحياء، بجانب تضرر المباني الحكومية. حيث احتسبنا عشرة من الشهداء من رجال الشرطة نتيجة العدوان.
هنالك معلومات قالها والي ولاية شمال كردفان بأن المعلومات عن تحرك القوات كانت متوافرة منذ فترة والمواطن هنا يسأل لماذا لم تتحرك الحكومة لصد هذا الهجوم أو حتى الاحتياط له؟
تقديرات القوات أن الهجوم سيكون على الأبيض أو الرهد والاحتمالات كانت كلها قائمة.
هل كنت تعرف أن هنالك هجوم وشيك؟
بغض النظر عن معرفتنا، ولكن معروف أن في وقت المفاوضات يكون هنالك عملاً عسكرياً على الأرض لكسب مزيد من المكاسب التفاوضية، ومن هذا التوقع كنا نتوقع ضرب مطار الأبيض لإحداث ضجة إعلامية، وضرب أم روابة والرهد والاحتمالات الأكبر للأبيض. ولكن القوة الكبيرة الموجودة في جبل الداير واحتمال وجود قوات أكبر في الأبيض وجبل كردفان جعلتهم يتجهون لأم روابة، لعلمهم أنها منطقة أمن ولا توجد بها قوات، وكانت توجد تعليمات بأن تأتي قوات من بعض المناطق ، ولكن الضربة كانت خاطفة وتعامل معها الطيران وأخراجهم من المدينة. وعموما هذه تقديرات عسكرية.
هنالك حديث أن قائد العملية العسكرية من مدينة أم روابة ؟
هنالك معلومات عن ذلك، ولكن نحن نتقصى عنها، ونحن لا يشغلنا كيف أتوا ولكن نتعامل الآن على ما فعلوه في المدينة وتجاوز الآثار وإعادة الخدمات، ولكن الآليات تعمل خاصة الآلية الأمنية، فهي تبحث في هذا الأمر والاحتمال وارد وقائم.
ما هي قصة الطابور الخامس في المدينة؟
وثيقة الفجر الجديد التي وقعت في كمبالا وعرفت منهج الجبهة الثورية تعرف أنها تنظيمات سياسية ولديها أحزاب سياسية تنتمي لهذا العمل المسلح، وبالتالي الأحزاب الموقعة لوثيقة الفجر الجديد هي كانت سنداً، وهي موجود في المحلية وموجودة في كل السودان، وهي تمثل سنداً أرضياً ومعلوماتياً للقوات المهاجمة، وعلى الرغم من الشهداء فإن هنالك من يفرحون بهذا الأمر.
داخل مدينة أم روابة؟
نعم داخل المدينة ومدن أخرى.
هنالك معلومات عن اعتقالات تمت لمواطنين بالمدينة؟
نحن الآن نعمل على معالجة الآثار السالبة للهجوم، وعمل خدمي في المدينة حتى لا نترك مجالا للاستثمار السياسي للجبهة الثورية في تحريض أهالي أم روابة.
مع ذلك يوجد غضب شعبي عليكم وضح في التعامل مع الوالي وشخصم وأنكم تتحملون الأخطاء التي وقعت؟
نحن لا نتحدث عن التقصير ونتحمل مسؤوليتنا كاملة، ونحن ننظر للغضب والثورة من أهلنا في أم روابة نتيجة هذا الهجوم، وهو غضب مبرر، ولكن لا نسمح لأحد أن يقوم باستقلال الموقف لأجندة سياسية، وساعة المحاسبة ستأتي لتحديد من المقصر، ونحن سنتحمل النتيجة أمام الله وأمام التاريخ وشعبنا.
لماذا لا تتقدم باستقالتك في إطار تحمل الخطأ الذي وقع ؟
*يرد بغضب* أنا استقالتي مقدمة منذ أن عملت معتمداً.
بعد الأحداث هل ستعيد تقديمها؟
إذا كنت مقصراً سأقدمها أول شيء، سأقدمها لكم لنشرها في الجريدة.
كل هذه الثورة ضددكم والاحتجاجات من قبل المواطنين وتقبل أن تستمر في منصب معتمد أم روابة؟
هي ليست مظاهرات وإنما انفعالات تعبيرية من المواطنين العاديين وكانوا يطالبون منا أن نحميهم أو نسلحهم، وهذا تعبير انفعالي صادق يمثل الموقف، ونحن قدمنا هذا الأمر للنائب الأول للرئيس علي عثمان وهو قال إنه سيستجيب من أجل تمكيننا من حماية المدينة.
هل هذا يعني أنكم ستسلحون المواطنين؟
نحن نقول إن المواطنين واجب تسليحهم أو غير ذلك متروك للأجهزة العسكرية، وتسليح المواطنين عمل بالقانون متاح إذا انتسب إلى الأجهزة الأمينة الشعبية، مثل الشرطة الشعبية والدفاع الشعبي أو الخدمة الوطنية. ونحن من خلال هذه المؤسسات المساندة يمكن أن نسلح المواطنين، ولكن نحن لن نسلح المواطنين حتي تصبح المدينة دارفور أخرى، وقد رأت أن الجيش هو الحامي.
هنالك اتهام واضح لك بأنك وقت الهجوم انسحبت مع أسرتك وتركت المواطنين يواجهون مصيرهم؟
* يرد بغضب * أنا رجل مدني وغير مطالب بمواجهة القوات المهاجمة وأهل المدينة يعلمون أين كنت وأولادي كانوا في إجازة قبل الهجوم. وهذه القوة كانت تريد عملاً إعلامياً وتريد البحث عن أول شخصية حكومية وهو المعتمد وأن تعمل ضجة إعلامية، ويمكن إذا قبض عليَّ أن تقايض به، فكيف سيكون موقف الحكومة؟.
هنالك أقاويل بأن الذين هربوا من المدينة ليس المعتمد فحسب وإنما مدير الشرطة ومدير النيابة؟
إذا كان الحديث صحيحاً لماذا لم يقبضوا عليهم؟. كل القيادات كانت موجودة في المدينة ولكن ليس من الحكمة أن يظهروا في ذلك الموقف وأن يعرفوا أنفسهم.
حتى أنت؟
نعم كنت داخل المدينة وأدير المعركة وأوجه وأتلقى المعلومات، وكانت لدي غرفة عمليات متنقلة. ولكن كيف كان هذا الأمر؟، الوقت ليس للبطولات ولكن أنا لم أهرب ووجهت بأن تكون عربتي أمام المنشآت الحكومية وألا تتوقف أمام منزل مواطن حتى يستهدف.
هنالك حديث عن معلومات دقيقة متوافرة للقوات المهاجمة؟
هي ليست معلومات دقيقة ولكن تم القبض على بعض المواطنين وسألتهم عن المواقع الحيوية والخدمية في المدينة.
هل مدينة أم روابة آمنة؟
هي آمنة منذ خروج القوات المهاجمة، وهي كانت لا تريد القتال والاستمساك بالأرض وإنما هي ضربة عسكرية من أجل هدف سياسي وإعلامي، وإذا تم القبض على أي مسؤول كان سيكون هدفهم قد تحقق بشكل كبير.
هل كانوا يخططون لأخذك أسيراً؟
هذا هدف مشرع في مدينة دخلوها.
هل خرجت القوات لوحدها أم بفعل عسكري من قبلكم؟
خرجوا وحدهم وتحت تهديد الطيران.
ما هي التدابير التي ستتخذ حتى لا يتكرر هذا الهجوم؟
التدابير مستمرة وهنالك تدابير سياسية وأمنية.
هنالك حديث عن إقامة حامية عسكرية في المدينة؟
نعم التدابير العسكرية كثيرة ويمكن أن تكون الحامية إحدى الوسائل الاحترازية

Post: #194
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-05-2013, 07:01 AM
Parent: #193


الكاروري يفند رأي (الترابي) حول قتال الملائكة وعمر السيدتين (خديجة) و(عائشة)


05-05-2013 06:51 AM
الخرطوم ــ متوكل أبوسن

فند الشيخ "عبد الجليل النذير الكاروري" ما ذهب إليه الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. "حسن عبد الله الترابي" بأن قتال الملائكة مع المسلمين كان معنوياً. وأكد أن قتال الملائكة مع المسلين حدث بالطريقتين معنوياً ومادياً، مشيراً إلى أن "الترابي" إذا ما نفى المشاهدة لربما كان على صواب، وقال : (أما نفيه لفعل القتل مادياً فهذا غير مقبول). وأكد أن القتل فعلياً قد حدث في معركة بدر الكبرى، وأن هناك من مات هلعاً من المشركين ممن كانوا يراقبون معركة بدر حينما سمعوا أصوات الملائكة في المعركة. وأشار إلى أنه ورد أن من شاركوا في معركة بدر الكبرى قالوا إن (الضرب) وطريقته في جثث المشركين لم يكن بالضرب المعروف والمألوف .
واستدل "الكاروري" فى رده على "الترابي" بما جاء به القرآن على لسان إبليس (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ)، ونبه إلى أن سيدنا "جبريل" الوحي كان أحياناً يأتي في صور غير مرئية، وأحيانا أخرى كان يأتي في صور مرئية. وقال لـ (المجهر): (حديث "عمر بن الخطاب" بأنهم حينما كانوا عند رسول الله (ص) جاءهم رجل قال الرسول (ص) لهم إنه "جبريل" جاء ليعلمهم أمور دينهم).
وشكك "الكاروري" في صحة حديث "الترابي" بأن السيدة "خديجة بنت خويلد" حينما تزوجها الرسول لم تكن في الأربعين وإنما في الثلاثين ، وأن السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن في سن التاسعة حينما تزوجها الرسول (ص ) وإنما في سن السابعة عشرة .
وأكد الكاروري إلى أن ما ورد حول السيدتين رضي الله عنهما مجرد أخبار وأن من أراد نفيها فعليه الإتيان بالدليل، وقال: (لو شكك "الترابى" في الأرقام لكان مقبولاً ولكن أن يأتى برقم هنا المشكلة وعليه الإتيان بالدليل).
ورأى "الكاروري" أن الأحزاب الجماهيرية يجب أن تركز في طرحها على ما هو متفق عليه، وقال: (لكن الفتاوى الخاصة والشاذة تؤدي إلى جماعة منغلقة)، واستطرد: (كأنما يريد الشعبي أن ينغلق) ــ في إشارة منه لأمينه العام د. "حسن الترابي" .


المجهر
------------

شرح تفاصيل لقائه باستافورد
رئيس أنصار السنة يطالب «علماء السودان» بضبط فتاويها

الخرطوم:عزالدين أرباب:


كشف الرئيس العام لجماعة انصار السنة المحمدية اسماعيل عثمان، انه دعا القائم بالاعمال الامريكي بالسودان ،جوزيف ستافورد الي الإسلام بالحكمة والحوار، واعرب عن امله في ان يعتنق الإسلام، وقال نتمني ان يشرح الله صدره للإسلام.
وقال عثمان في خطبة الجمعة امس بمسجد الجماعة بالمركزالعام ، وخصصها للرد علي تداعيات لقائه باستافورد أخيراً، انهم جماعة دعوية وانه سعيد بجلوسه الي الدبلوماسي الاميركي، في اطار مبادئ الجماعة الدعوية، وقال «ان الرجل جاءنا في دارنا وبدأ حديثه بتعظيم الإسلام».
واشار الي انه دعا الولايات المتحدة كدولة صاحبة امكانيات ان تعمل لخير هذا البلاد.


ودعا اسماعيل، هيئة علماء السودان لضبط الفتوى بالبلاد ، وضبط عضويتها ، وحذر من الفتاوى غير المنضبة التي تهز الثقة في الهيئة، وتساءل عن العقاب الذي يناله العضو الذي اصدر الفتوى باسم الهيئة وتطالب برد المصحف من الدبلومسي الامريكي ، وطالب بالتريث وعدم التعجل في الاحكام، وقال «ان بعض الاحكام تتناسب مع الفتوى في اوضاع معينة فقط».


وقال اسماعيل انه حدث ستافورد عن كل الشؤون الإسلامية من معاملات وعبادات، واخبره بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ،واشار الي ان السفير الامريكي سأله عن السلفية الجهادية، وابلغه انه لايوجد سلفية جهادية، وان هناك تشويه من اجهزة الاعلام العالمي للسلفية، مبينا انه نقل له ان الجهاد موجود في الإسلام، ولكن الذي يجري في بعض الاماكن باسم الجهاد من قبل بعض المنتسبين للإسلام غير صحيح، كما نوه اسماعيل الى انه اخبر الدبلوماسي الامريكي عن كيف نظم الإسلام وضعية المسلمين في حالة اقامتهم في بلاد كانوا هم اقلية او اغلبية، واشار الي انهم في كل الحال بينهم الاحترام.


واستنكر اسماعيل بشدة اعابة اهداء المصحف لغير المسلم ، وتساءل كيف يعرف الكافر الإسلام اذا لم يقرأه، وقال انهم قدموا له المصحف ليقولوا له ان هذا دستورنا وهذا رمزنا ورمز كل الشعب السوداني .
واشار الي انه اذا كان الناس تحرم وفقا لنجاسة الكافر فانه قام باهداء المصحف الي السفير الامريكي مغلفا بالزجاج،واشار الي ان ستافورد ابلغه ان السودان دولة مهمة وانه يتمني ازالة بعض الخلافات لتطبيع العلاقات.
واشار اسماعيل الي ان السفير الامريكي ابتدر حديثه بتعظيم الإسلام، وكيف ان المسلمين يعيشون في امريكا بالملايين وان حقوقهم محفوظة ولهم دور مؤثر في الحياة الامريكية.


------------

بسم الله الرحمن الرحيم
الحركة الاسلامية السودانية
مجلس الشورى القومى دورة 2013-2016م
دورة الانعقاد الثانية
البيان الختامى

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وبفضله تتنزل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحق المقاصد والغايات،والصلات والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الامين وعلى اله وصحبه اجمعين-وبعد.

فبعون من الله وتوفيقه عقد مجلس الشورى دورة انعقاده الثانية يومى الجمعة والسبت 22-23 جمادى الاخير 1434ه الموافق 3/4/مايو 2013م بمعسكر الطلاب بالعيلفون تحت شعار قوله تعالى (والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)
افتتح الدورة الاستاذ مهدى ابراهيم محمد رئيس المجلس بكلمة رحب فيها بالاعضاء منبها الى ان اجتماع مجلس الشورى ينعقد والبلاد تشهد حلقة جديدة من سلسلة التامر والاستهداف للبلاد مشيرا الى عظم التحديات والمهددات التى تستجوب اتحاد الصف ووحدة الكلمة وقوة التأذر لمواجهة المتطلبات الداخلية والتصدى لها بخطط كلية استراتيجية ومعالجات جذرية،كما اشاد بجهود هيئة المجلس فيما بين دورتى الانعقاد والتى تمثلت فى عدد من الانشطة التنظيمة من لقاءات وزيارت وغيرها.
وخاطب مجلس الشورى الاستاذ الزبير محمد الحسن الامين العام للحركة الاسلامية السودانية بكلمة دعا فيها الى وحدة الصف وجمع الكلمة والعمل عل تنشيط العضوية والنهوض بها،واشار الى الحراك الواسع الذى شهدته الامانة العامة خلال الفترة السابقة.
ومن ثم باشر مجلس الشورى القومى النظر فى الموضوعات المدرجة فى جدول اعماله فى جلسات خمس،حيث عرضت عليه خطة الامانة لعامة 2013م وتقرير اداء الامانة العامة للثلث الاول من العام 2013م ولائحتى القيادة العليا وتنظيم اعمال مجلس الشورى القومى،كما استمع المجلس الى تقارير من رؤساء مجلس شورى الولايات،وتقارير عن الاوضاع الامنية والسياسية والعمل التنفيذى بالبلاد فيما بين دورتى الانعقاد,
وبعد التداول المستفيض اجاز المجلس الموضوعات المدرجة بجدول اعماله مع التصويب والتوجيه.
والمجلس اذا ينهى جلسات دورة انعقاده الثانية يؤكد على الاتى:-
1/ يشيد المجلس بالقوات المسلحة ومجاهداتها فى حماية الدين والوطن ويؤكد وقوفه وكافة اعضاء الحركة الاسلامية معها باسنادها ودعمها.
2/يقدر المجلس جهود الحكومة وسعيها الحكيم لتجاوز اسبابا التوتر والخلاف مع دولة جنوب السودان الشقيقة والشروع العملى فى تنفيذ مصفوفة الاتفاق مما انعكس اثره على حياة المواطنين ومناخ الاستثمار الذى بات مواتيا وسوق العمل الذى اضحى جاذبا كما يشيد المجلس بنجاح مؤتمر الاحزاب الافريقية الذى استضافة السودان مؤخرا مما يعد انفتاحا رشيدا على الاقليم.
3/يهيب المجلس بكافة اهل السودان واعضائه وكل منسوبى الحركة الاسلامية بالبلاد استنفار كافة الجهود وقيادة المبادرات لتوفير الاحتياجات العاجلة لكل المتضررين من ( غذاء وكساء وايواء) استدعاءً لقيم التكافل والتراحم ونجدة الملهوف.
4/ينظر المجلس بقلق شديد لاستمرار الاقتتال القبلى فى بعض مناطق دارفور رغم النداءات المتكررة والجهود المبذولة ويدعوا كافة الاطراف لتحكيم صوت العقل واستشعار مسئولية حرمة الدماء واستقرارا الوطن.
5/ادنة سلوك المعتدين على مدينة ابو كشولا والدندور والمناطق الاخرى بجنوب كردفان ومدينة ام روابة بشمال كردفان ويستنكر الانتهاكات الخطيرة والممارسات البشعة التى تمت ضد المواطنين الابرياء مما يندى له جبين الانسانية وضمير المروءه.

Post: #195
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-06-2013, 09:58 AM
Parent: #194

من صاحب الانقلاب القادم؟!!


05-06-2013 04:00 AM
أبوذر علي الأمين ياسين

لم يتوقع مساعد الرئيس نافع علي نافع أن يتدخل الجيش ويبطل اتفاقه مع مالك عقار!، كما أجبره ذلك على التودد علناً لعلي عثمان مذعناً وعلى الهواء مباشرة عبر برنامج "حوار اذاعي" بأن قدراته دون علي عثمان وكذلك مكانته!!. كانت لكلمات الجيش التي نشرت عبر صحيفة "القوات المسلحة" وتهديدها العلني واستهدافها المباشر لكل "المؤتمر الوطني"، -"... أيها المؤتمر.. مانفقه كثيراً من ما تقول.. وإنا لنراك فينا ضعيفاً.. ولولا «بقيةٌ من أملٍ» لرجمناك.. وماأنت علينا بعزيز..".

فعلها ليس في انهيار نافع بل دفعت به للتفكير في لملمة باقي مدنيي الحركة الاسلامية المتصارعين على السلطة في مواجهة البروز الجديد للجيش ولأول مرة على ساحة صراع كانت حكراً ويوظف فيها الجيش نفسه بين المتصارعين. اصبح الحزب (العريض) عُرضة للاجتياح (العسكري) المعلن، وعز على نافع بكل الزخم الذي رسمه ورسخه لشخصيته أن يستقيل، بل فضل أن يلحس كوعه واتفاقيته، وكان موقف الجيش دافعاً له للاستعداد لمعركة لم تكن ضمن افق الصراع حول كرسي الرئيس.

وتوضح عملية الجيش ضد قوات التحرير والعدالة علي بعد 40 كيلو من مدينة الفاشر، كيف أن الجيش كان من ادوات الصراع الفعالة بين اقطاب المؤتمر الوطني!!. بل توضح أن التمادي في توظيف الجيش لم يقتصر على رموز وقادة المركز من الاسلاميين وبينهم، بل تطور ليكون أداة للصراع بأيدي ولاة ضد من يتهدد موقعهم. توضح ذلك العملية التي وقعت بولاية شمال دارفور ضد قوات السيسي أو حركة التحرير والعدالة، والتي ادت لتبادل الاتهامات بين التجاني السيسي ووالي الولاية عثمان كبر والتي دخل على خطها بحر ابوقردة وزير الصحة الاتحادي في اعقاب تلك العملية التي انتهت باحتفال الوالي بها في سابقة تعد الاولي اذ لم يشهد الاقليم اي احتفال بانتصار الجيش على الحركات المسلحة إلا في واقعة قوات السيسي هذه!!.(راجع بخصوص تلك التفاصيل موقع الشروق، وموقع النيلين نقلاً عن المجهر السياسي).

كما مثلت اقالة صلاح قوش، انفراط عقد (القوى الضاربة)، وانطلقت المذكرات والتحركات (التصحيحية) التي يقودها المجاهدون أو ما باتوا يعرفون بـ "السائحين".. وبات الانقسام شاملاً في وسط الجيش والامن والمجاهدين وحتي شباب المؤتمر الوطني. وأصبحت الساحات كلها توظف في الصراع الدائر بين اقطاب المؤتمر الوطني من الاسلاميين، بما في ذلك الصراع المسلح بجنوب كردفان والنيل الازرق، ودارفور، بل حتى الحوار مع دولة جنوب السودان كان اداة صراع فعال بين اقطاب الاسلاميين المتنفذين، تدلل على ذلك اتفاقيات الحريات الاربع، وما تبعها من صراع ادى إلى فشلها "المؤقت" الذي كان عنوانة بكاء رئيس وفد المفاوضات وقتها ادريس محمد عبدالقادر.

اصبح كل ما يحدث يتم تحريكه من داخل المؤتمر الوطني وحكومته، تُوقع الاتفاقات، ثم ينقضها طرف آخر لانها بحساب الصراع تؤثر على وضعهم الحالي والمستقبلي. تسوى القضايا ثم فجأة تجري عمليات عسكرية تعيد كل شئ إلى المربع الاول. كل شئ بات داخل المؤتمر الوطني بما في ذلك الصراع مع القوى السياسية وتوظيفه في دعم مجموعة ضد أخرى، أو توظيفه في التلويح والتهديد ضد خط بدأ في البروز ولو جاء من قمة السلطة.

ترتب على ذلك انسداد الافق تماماً، فليس بالامكان الجزم بأن اتفاقاً ما سيسير إلى نهاياته برغم أنه لحظة التوقيع عليه لم يعترض عليه احد وربما أُحتُفي به علناً، وبدأ وكانما حوله اجماع غير مسبوق. ولكن المتصارعين بكل شئ قد يدهشونك غداً بأنه لا أمل لأي اتفاق بالعبور إلى فضاء التطبيق بذات أريحية التوقيع عليه رغم عناء المفاوضات وتطاولها الذي هو الآخر لا يخلو من آثار الصراع وتدخل اطرافه فيه كُلٌ بحساباته. بات كل شئ داخل المؤتمر الوطني وحكومته بما في ذلك الصراع مع الحركات المسلحة والجنوب والقوى السياسية.

سقطت وستسقط كل المبادرات والسيناريوهات التي تتبنى حلاً سياسياً متفاوضاً عليه بين أهل السودان، لان المتصارعين سيسعون بكل الادوات لإفشاله.ان تَفكك الحزب وانقسام القوات الضاربة – الجيش، الامن –لايمكن ان يدفع بخط ايجابي باتجاه حل سياسي شامل وجامع للكل، ولن يسمح به.بل الذي سيحدث سيكون عن طريق القوة (انقلاب) لانه لا مكان مع المتصارعين ومنهجهم الذي شرحناه لحل سياسي أوتراضي سياسي خاصة اذا تعلق بحكومة قومية ومرحلة انتقالية. انسد الافق السياسي تماماً لم يعد هناك مجال إلا للتغيير بـ (انقلاب) ولكن كيف؟، ومن صاحب الانقلاب القادم؟.

هناك ثلاثة احتمالات قد يأتي الانقلاب عبرها، ولكن من الصعب تحديد أيهما أكثر حظوظاً وقابلية للنجاح، بل لايمكن ترتيبها أولاً وحتى ثالثاً!!؟. ذلك لأن طبيعة الصراع داخل المؤتمر الوطني والحكومة شائك ومتشابك للدرجة التي قد يقلب فيها الموازين حدث هامشي وبسيط يدفع بتقديم وتأخير احتمال نجاح انقلاب جهة على الاخرى.

الانقلاب المتوقع قد يأتي من الجيش، او أن ينقلب الرئيس نفسه على الكل، أو يأتي من قبل الاسلاميين استباقاً لأي تحرك عسكري، بعد أن يلملموا اطرافهم خوفاً على وضعهم من جهة ومصيرهم من جهة اخرى. نتناول الأن هذه الاحتمالات واحداً بعد آخر.

انقلاب الجيش

احتمال أن ياتي الانقلاب من الجيش بات قويا، خاصة وأن الانقلاب الاخير يوضح أن الانقسام داخل الجيش بات لا يخفى خاصة بين من هم محسوبون من الاسلاميين. فشله على الاقل يعكس ذلك بدرجة ما. لكنه يوضح أن الانقسام طالهم وبقوة، كما يوضح أن التململ آخذ في التفاعل وسط الجيش فالحروب تزداد ولا حل بالافق. وميزانيات الجيش رغم ضخامتها الا أن راداراتهم لا تعمل أو أنها ليست موجودة ( لا احد يعلم)، وسمعة الجيش ومكانته عرضة للاستباحة وفي قلب الخرطوم مركز قيادته، وضربة اليرموك الاخيرة خير دليل. أما أثر الازمة الاقتصادية الراهنة فلا يخفى أثره خاصة وأن الحلول السياسية للحروب الدائرة والتي تنهك الجيش معدومة بل هي غير موجودة بالافق القريب. ورغم كل ذلك يبقى الصراع على وراثة الرئيس هو أقوى الدوافع. فالاسلاميون انتهت تجربتهم الاولي بهيمنة العسكر عليها، وبعد خمسة وعشرين عاماً تقريباً من غير المقبول أن يأتي (مدني ساي) بلغة العسكر ليرث تركة كان على رأسها عسكري. كما أنه وبعد الانقلاب الاخير بات توريثها لأحد قادة العسكر من الاسلاميين مشكلة شائكة!!، فإما أن يحسم أحد الاجنحة المعركة لصالحه ويقود انقلاباً، أو أن يذهب الانقسام بينهم بريحهم ويأتي الانقلاب من حيث لا يحسبون ومن داخل الجيش، فالصراع على السلطة يعمي ويضفي قناعاً كثيفاً يسمح بحركة وساحة للتحرك خارج اطار الاسلاميين وباريحية كاملة.

نقطة الضعف التي سيكون أثرها كبيراً على انقلاب من قبل الجيش تأتي من القوى الاخرى المحسوبة على الجيش من مجاهدين وقوات الامن الضاربة احدى تركات صلاح قوش، وغيرها من القوات من ما لا نعلمه خاصة مع الانتشار الكثيف للسلاح بين القبائل (الموالية)، والتي كلها تحت سيطرة اسلاميين بطريقة أو بأخرى. وهذه قد تتسبب ليس في افشال تحرك انقلابي من قبل الجيش، بل قد تكون سبب حرب أهلية وفوضي في تصديها لأي انقلاب من قبل الجيش.

أما نقطة القوة فهي الفوضى الحالية نفسها، وشيوع الازمات وغياب الحلول والتي قد تدفع عكس المتوقع، الجميع بما فيهم القبائل والفصائل المسلحة لتمرير أي حركة انقلابية مهما كان مصدرها، وهذا يصدق على الاحتمالات التي سيرد ذكرها.

انقلاب يقوده الرئيس

احتمال آخر أن يقوم الرئيس ذاته بانقلاب على المؤتمر الوطني والاسلاميين تحديداً!!. ليس وارداً ضمن هذا الاحتمال، سيناريو الحكومة الانتقالية التي ستتشكل من القوى السياسية أو غيرهم من أهل الخبرات. بل في الغالب أن يُستعاد مشروع (حزب مؤتمر الامة الاتحادي) بعد نجاح الانقلاب. وذلك لتوفير عدد من الضمانات التي تجعل الامر بيد الرئيس ولدرجة كبيرة مرةً اخرى، خاصة بعد تجربته وخبراته التي كسبها من صراع الاسلاميين والصراع معهم.

أولاً لقد جرب الرئيس من قبل ذلك، وازاح رمزهم وقائدهم الشيخ الترابي. صحيح أن المبادرة والترتيب لم تكن له، لكنه جرب، ومن وقتها ظل الصراع يدور. فقد بات كل كبار الاسلاميين من من قاد ابعاد الترابي يطرح نفسه هو البديل للترابي بالحركة والحزب والسلطة. وأخذ التنافس بينهم يتحول إلى صراع، لم ينجُ الرئيس منه، فقد كان بعضهم (بل أكثرهم مكراً) يعُد مرحلة ما بعد الترابي أسهل من شرب الماء من سبيل على قارعة الطريق، وكان ينقصه فقط (القبول الخارجي)، وكان اتفاق السلام مع الحركة الشعبية هي قمة الاعداد والاستعداد لتقلد قيادة الحركة الاسلامية (قطع المفاوضات ليشارك في مؤتمر الكيان الخاص أو الحركة الاسلامية) والدولة السودانية، و ربما جائزة نوبل للسلام.

ثانياً بسبب صراع الاسلاميين لوراثة الرئاسة فقد الرئيس الكثير من الثقة فيهم، وقد جاء الانقلاب الاخير نذيراً بأن أي مثقال ذرة من ثقة يمنحها الرئيس لهم هي خطر بالغ عليه، حتى وسط الجيش مركز ثقل الرئيس وحصنه الآمن. فقد يكون الرئيس هدفاً كما الترابي وبترتيب هو بعيد عنه يشارك فيه عسكريون كما كان الحال معه عند انقلاب الثلاثين من يونيو.

ثالثاً لقد جرى تفريط كبير بالسماح بتكوين قوات ضاربة عالية التسليح في الفترات السابقة، وابقائها ولمدة طويلة بأيدي اسلاميين، من ما يجعل من تفكيكها أو أيلولة قيادتها لاحد ثقاته أمر غير مفيد كونها بنيت على الولاء لأشخاص أو مجموعات بعيداً عن القوات المسلحة أو غيرها، برغم أن المعلن أنها تحت أمرة الجيش أو الأمن. ورغم ذلك هذا يرجح أحتمال استهداف انقلاب الرئيس للاسلاميين.

نقطة قوة الرئيس تكمن في الجيش اذ هو الوحيد الذي يستطيع أن يعبر انقسامات الجيش ويقود حركة يسندها الجيش. لكنها ستعود للجيش مرة أخرى بالسيطرة على مقاليد السلطة وبلا تشويش من أي قوى مدنية هذه المرة أو سياسية. ولكن الى أي مدي ستصمد كتلة الجيش هذه فهذا غير واضح. خاصة وأن نقطة ضعف احتمال انقلاب الرئيس تبقى هي القوات الاخرى التي قد تثير الاضطراب في مقاومتها له لدرجة اشعال حرب أهلية شاملة. كما يمثل اتهام محكمة الجنايات الدولية له أقوى نقاط الضعف، فمن الصعب الركون لقوى أخرى مهما كان مقدار السيطرة عليها في أمر هذه المحكمة. وهذا يضعف كثيرا عزم الرئيس على القيام بالانقلاب خاصة وأن أمر المحكمة الدولية هو كرت من الصعب الركون فيه لاسلاميي المؤتمر الوطني فهم طرف في النزاع.

وقد تنجح هذه الخطوة مرحلياً لكنها لن تجد سنداً وقبولاً شعبياً لمدى طويل من الزمن خاصة وأن الرئيس ظل طويلا بالسلطة، وظلت الازمات والصراعات تراوح مكانها وتستفحل دون حسم. كما أن استسلام الاسلاميين لإزاحتهم أمر غير وارد عندهم بل دونه المهج والدماء. فالبقاء بالسلطة أثمن حتى من الاسلام ذاته.

انقلاب اسلاميي المؤتمر الوطني

احتمال أن يقوم بخطوة الانقلاب اسلاميو المؤتمر الوطني ذاتهم. خاصة وأن الممسكين منهم على زمام السلطة لا يرغبون في ذهابها مهما كلف الامر من تكاليف. فقد يدفع بهم الخوف من خطوة العسكريين إلى تشكيل كتلة واحدة في مواجهتهم، فحديث نافع عن قدرات ومكانة على عثمان في اعقاب ضرب اتفاقيته مع مالك عقار تشير إلى أن هذا الاحتمال وارد. خاصة إذا تذكرنا أن المجموعات المسلحة اضحت كثيرة، كما أن إمرتها موزعة بين العسكريين "الاقحاح" و"غير الاقحاح"، ومن هؤلاء وأؤلئك من ولاؤه للتنظيم والحزب أو للدولة أو لفرد. فيكون لهم بذلك مجال لاستخدام السلاح لحسم أمر الصراع على السلطة وكرسي الرئاسة لصالحهم.

ولعله واضح أن قوة هؤلاء إنما تعود بالاساس للقوات الضاربة التي ظلت تحت أمرة اسلاميين تُبِّعوا للجيش على اعقاب انقلاب 30 يونيو، وظلوا طيلة هذه السنين على رأسه أو خَلفه فيهم من هو من زمرتهم وليس من العسكريين الاقحاح. كما أن هؤلاء ما زالوا يتذكرون تنفيذ انقلاب 30 يونيو بقوة من خارج الجيش لم يكن دور الجيش فيها إلا داعماً وسببا في مرور ونجاح الانقلاب. فليس من المستبعد أن يجدوا دعماً رمزياً يكون كافياً لإتمام عملية حسم استلام السلطة وفقاً لذات الاسس مع اختلاف التكتيكات والاخراج.

ولكن نقطة ضعف هؤلاء أنهم وفور نجاح استلامهم للسلطة، وقبل أن يستتب لهم الامر، سيتنازعون فيها وبضراوة تفوق ما يجري بينهم الآن من صراع. وليس ببعيد أن من تُوكل له قيادة الانقلاب أن يستلم هو السلطة ويبعدهم ومن أول وهلة. كونه ليست هناك ثقة بينهم ولا توادد إلا على خطر ابعادهم عن السلطة.

يبقى العامل الخارجي هو المعادل الراجح لصالح اسلاميي المؤتمر الوطني والحكومة، وليس للعسكريين من دعمه نصيب. ذلك أن كل الاتصالات والمعاملات (وتبادل المعلومات) ظلت موكولة للاسلاميين دون العسكريين، توضح ذلك بصورة أوسع من الدهشة وثائق ويكيليكس، ولكن الذي يحسمها تماما لصالح اسلاميي المؤتمر الوطني اللقاء (السري) الاخير الذي جري في بداية النصف الثاني من شهر مارس 2013 بتركيا بين الرجل الثاني في السلطة بعد زيارة لألمانيا للاستشفاء. خاصة وأن مثل هذا اللقاء تكرر مرات وفي فترات اضطراب وتصعيد للصراع الداخلي.

لكن تكاثر مراكز القوى المتنافسة، وتشابك ملفاتها وحبائلها، تضعف كثيرا اثر هذا العامل. لعدم وجود توافق بين هذه المراكز المتصارعة، أضف لذلك أن الاستفادة من الدعم الخارجي دخل هو الآخر حلبة المتصارعين، وأقوى دليل على ذلك اتفاق نافع الاخير بأديس أبابا والصور التي نشرت في أعقابة مصافحاً هيلاري كلنتون التي كانت أثناء تلك المفاوضات بأديس أبابا. وكذلك كثرة المبتعثين (في الغالب بصورة غير رسمية) لإيصال رسالة أو استقبال أخرى، حيث يقوم كل طرف بتسويق أوراقه للخارج.

لاتحلموا بغدٍ سعيد. لن يحدث التغيير إلا عبر انقلاب ومن داخل السلطة وحزبها، ستكون أولي نتائج هذا التغيير هو تفتت السودان إلى عدة دويلات، ستكون دارفور أولها وستتبعها أخريات، كما ستنضم بعض مناطق السودان إلى دول الجوار أول هذه المناطق ستكون جبال النوبة والنيل الازرق، وستتبعها مناطق اخرى بالشرق لصالح كل من اثيوبيا واريتريا، والشمال لصالح مصر ليس من بين هذه المناطق حلايب لأنها وقتها ستكون قد حسم أمرها لمصر مع التفتت الكبير للسودان. وسيبقى مثلث حمدي دولة ستُنازعها الاخريات في اسم السودان. أيها السودانيون ...تصبحون على وطن.

التغيير

Post: #196
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-07-2013, 08:37 AM
Parent: #195

خطاب مفتوح للرئيس عمر حسن أحمد البشير


عقيد ركن(م)
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين





أصدر أوامرك لقادة وحداتك داخل وخارج العاصمه بقفل مخارجها أولا..وقم بالقبض عليهم جميعا
05-07-2013 03:55 AM
عقيد ركن(م) إسماعيل البشارى زين العابدين حسين

بسم الله الرحمن الرحيم

سيادة المشير عمر حسن أحمد البشير /رئيس الجمهوريه
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


فكرت كثيرا فى أمر هذا الخطاب قبل أن أقدم على كتابته ,فكرت فى معناه ومضمونه وهل سيصل لسيادتكم أم لا ولكنى قررت أن أكتب فالإحجام عن قول الحق أو تقديم النصح قدر المستطاع وحسب فهمى وإدراكى هو أمر حض عليه ديننا ورسولنا فالدين النصيحه ،وهنا أحاول جهدى نقل ما أحسه ويحسه غيرى الكثير من بنى هذا الوطن. ولابد لى من مقدمه حتى يفقه قولى وبعضا من القصص كى أوضح مقصدى.

فى بداية عهد الديمقراطيه ونحن بالقياده الوسطى جاء رئيس المجلس العسكرى وفى معيته بعضا من الساده نواب رئيس الأركان وكان ضمن الوفد على ماأذكر تحديدا السيد اللواء(فيصل منصور شاور)عليه رحمة الله وأجتمع بنا فى (جنينة) القياده الوسطى بعد لقائه بالصف والجنود وكان محور حديثه ورئيس المجلس أنهم سيسلمون السلطه فى الموعد المحدد وكنا ضباطا صغار السن والرتبه وكثرت الهمهمات وبعض التعليقات المكبوته مما أوحى إليهم بنوع من عدم الموافقه ..ولكن لن أنسى رفعة أصبع السبابه للواء شاور عندما قال (ياأخوانا الضباط الصغار وكلكم أسمعونى جيد ماتفكروا فى الإنقلابات خلوها تجيكم زى ماحصل لينا نحنا عساكر والملكيه يقولوا ليك نعمل إنقلاب تمش تعمل الإنقلاب لو نجح وحكومتك حققت أى نجاحات يقولوا ده عسكرى قام بالإنقلاب وبس وماعارف حاجه نحن من خطط ونحن من أدار السياسه الخارجيه والماليه وووووو ولو حدثت ثوره وحكومتك طارت يقوم نفس الملكى تلقاه لابس بدله وآخر أناقه وربطة عنق يلمسها كل دقيقه ويشير ليك فى قفص الإتهام ويقول سيدى القاضى الساده هيئة المحكمه إن المتهم الماثل أمامكم قام بخرق الدستور ووووو لمن يوديك السجن أو الدروه)وقد عدت من ملكال بعد 6 أشهر من إنقلاب الإنقاذ وأنا برتبة الرائد وشاءت الأقدار أن ألتقى بسيادته وهو على المعاش وتحديدا فى تعاون سلاح الأسلحه بحضور دفعتى عبد المنعم وذكرته بتلك المقاله وكنت بروح الشباب أرى أن الإنقلاب كان مبررا ولكنه قال لى( يابن أصبروا كلامنا حتلقوه حقيقه)وظننه مغرضا أو حانقا بذهابه ولكن ياسبحان الله..حقا يقول مثلنا العامى الماعندو قديم ماعندو جديد .

قال القوم الذين شاركوكم تنفيذ الإنقلاب إنهم هم من قام بالتدبير والتنفيذ وعلى فضائية الجزيره يقول أحدهم فى برنامج الإتجاه المعاكس بالفم المليان(أنه كان له الشرف فى المشاركه الفعليه فى تنفيذ الإنقلاب!! )هذا الحديث على الهواء وسمعه العالم وكنت أظن أنه كان يجدر به ألا يقول ذلك إحتراما لك ولتلك المؤسسه التى بإسمها قمت أنت شخصيا بتلاوة البيان رقم (1)وهذا الحديث يدل دلاله واضحه على أنهم هم أصحاب القرار وأنتم واجهه !!ولم ينته الأمر هنا ففى صحف الخرطوم السياره يقول أحدهم وهو منظر من منظرى النظام أنهم كانوا يديرون البلاد بمجلس مصغر يقوم بالتشريعات ويتخذ القرارات وعندما سأله الصحفى عن دور مجلس قيادة الثوره برئاستك وحاول أن يوحى إليه بأنكم كنتم ديكورا لم يتردد فى التصريح صراحة بأن المجلس لم يكن له دور !!!!!!!!

سيادة الرئيس ...

لقد سمعنا الكثير ..وقرأنا أكثر ..والمؤسف شاهدنا ورأينا ..عين اليقين ..يقولون أن القرارات حتى الخطيره منها هم يتخذون وينفذون وأحيانا للعلم فقط يقررون !! هل نضع البشير فى الصوره أم لا ؟؟وقد قلت بنفسك فى المفاصله أن هنالك سفيرا تم سحبه من سفارة السودان وتحديدا فى القاهره إن لم تخنى الذاكره تم سحب هذا السفير ولم تك تعلم حتى وجدته شخصيا فأخبرك !!وحتى إعدام إخوتنا (عفوا) رفاق دربنا الذين تم إعدامهم ..هم يقولون أنهم قاموا بكل (شئ) كل شئ سيدى الرئيس !!!وأنك علمت بالأمر بعد التنفيذ!!!هذه الجزئيه ظلت تؤرقنى وقسما بالله لو سالت الدموع كمجرى النيل لن تزيل الغصه !!ففى مهنتنا حضرنا تنفيذ الإعدام العسكرى وكان ضمن عملنا وواجبنا ومن قبل قام الفريق إبراهيم عبود كما قرأنا بإعدام بعض الضباط والمشير جعفر محمد نميرى قام أيضا بتنفيذ بعض الإعدامات ولكنها كانت داخل هذه المؤسسه ووفق قوانينها وبواسطة ضباطها وجنودها وحسب اللوائح ...

سيدى الرئيس

تعلمنا وقمنا بتعليم من أتى بعدنا لهذا الصرح أن تنمية الروح العدائيه فى الطالب الحربى والجندى المستجد أمر مرغوب فيه ومطلوب التدريب عليه وممارسته حتى يقوى عود هذا المتدرب ولكن لم نتعلم ولم نعلم أحدا أن يقوم بتنمية روح الحقد والتشفى!!وبكل أسف دخلت هذه الدابه تلك الدار وعاثت فيها وفى بنيها فمزقت وفرقت وقسمت وشرذمت وأدمت القلوب وسمعنا من يقول أنه يريد أن يرى يوما فى فلان !!!وقام القوم الذين وثقت فيهم بالتغلغل فى ذلك العرين الذى جئت منه حتى سمعنا بالإنقلاب الذى قيل أنه كان مزمعا تنفيذه ولكن الغريب فى الأمر سمعنا لأول مره بضباط لهم قبول لدى (المجاهدين)وآخرون يتبعون لأجهزه أخرى !!وأن هنالك قوه ضاربه غير القوات المسلحه!!!!ياسبحان الله!!!حتى وكالة المخابرات الأمريكيه التى ميزانيتها تفوق ميزانية عدة دول تحاول أن تجمع المعلومات التى تجعل من المارينز أكبر قوه عسكريه فى العالم ولم تسع لتحل محل قوات المارينز!!!بل وسمعنا بالتهديد المنشور بأن هؤلاء الذين تم القبض عليهم بتهمة التآمر والإنقلاب لو لم يتم إطلاق سراحهم سيكون هنالك أمرا آخر !!!نحن لانجرم المتهمين .ولا مأخذ لنا عليهم ولكنا نتساءل ماهى تلك القوه التى ترهب القائد الأعلى للقوات المسلحه ؟؟!!من أين جاءت ؟؟بل أين القوات المسلحه التى يتم تهديد قائدها الأعلى وبواسطة من ؟!؟!أقسم بالله لو تم تنفيذ الإنقلاب وقام الإنقلابيون بإعدامك فهو خير لك من أن يتم ذلك بواسطة مليشيات !!!فهل حقا قامت تلك المليشيات بإعدام ال....(واحسرتاه)ثم واحسرتاه على من جعلته الظروف يقول تلك الكلمه!!

شاركنا فى القتال فى الجنوب وفقدنا الكثير من إخوتنا(عفوا)رفقاء دربنا.وعند قيام الإنقاذ ظننا أن النصر قاب قوسين أو أدنى يعقبه جلوس على مائده مستديره أو مستطيله ويتم بسط العدل والحق بين الناس ويتوحد السودان !!وكانت النفرات التى شهدنا بعدد سنين عمر الإنقاذ ولكنها بكل أسف لو تم العمل العسكرى بعقول عسكريه حقه (أقسم بالله )كان النصر حليفنا !!ولكنا شهدنا الشيوخ يتوافدون على مواقع العمليات وكانوا فى العمل العسكرى البحت يتدخلون بل وللضباط يقيمون !!!وهذه ياسيدى الرئيس لو ذهبت بكل إخوتك للدروه كى ترميهم بالرصاص رميا فهو أحب إليهم من أن يقيم أداءهم (ملكى)آسف للمدنيين فلهم حقول لانتدخل فيها ونحترم عقولهم المضيئه فى كل ميادين العلم بضروبه ولكنهم بتدخلهم هنا تجدنى قد بلغت مرحلة التقيؤ والإشمئزاز!!بل وأبعد من ذلك وسل غيرى ممن هم مقربون إليك فسيقال لك أنهم كانوا يصنفون الدفعات ويحفظون أقدمية الضباط ..وقد يقول قائل على الملفات السريه هم يطلعون ويعلمون الكثير !!!؟؟؟؟؟من هنا فشلنا فى الحرب لم ننتصر بقينا فى المدن الثلاث الكبيره واو وملكال وجوبا وبعض المناطق وتمددت الحركه الشعبيه !!لماذا لأنها تقاتل جيشا يقوده (الملكيه )من الشيوخ والصبيه يملأهم الغرور والكبرياء والصلف والعنجهيه بالفتح الربانى الذى جعلهم يتسنمون السياده وصناعة القرار فى هذه البلدة الظالم أهلها.

حتى إتفاقية السلام المشؤومه تم إختيار مهندسيها من سادة النخبه التى قالت إنها أتت بكم !!!هكذا قالوا ويقولون وعلى قارعة الطريق ستجد من يسلمك تلك الأقوال !!!وأنا شخصيا كتبت على الصحف لم أك فى يوم من الأيام مشايعا وحتى فى بواكير عهدكم عندما نتسامر مع الرفاق _أكرر كلمة الرفاق ولست بشيوعى ولا بعثى ولا مأخذ لى عليهم ولكنى تقززت من كل الأخوه!!_أقول عندما يسألك أحدهم أيه رأيك فى نظام الجبهجيه؟كنت وبعض الرفاق نقول نحن لم نشق صدر أحد حتى نعلم صدقه من كذبه ولكنا عندما نجد شخصا يدعو لله فمن الواجب إن لم نكن معه فلنتخذ الحياد موقفا حتى لانؤثم !!ولكنى اليوم قد أقف ضد من يدعو لله قبل أن أعرف من هو !!لماذا؟؟؟فقد كفرت سيدى الرئيس ؟؟عفوا لم أكفر بالله بل كفرت بكل من يدعو لله !!لماذا ؟؟سمعت وقرأت وشاهدت فاقتنعت !!ومن أوصلنى لهذه المرحله؟؟؟قد يجاوبك مستشاروك سيدى الرئيس !!!وهل أنا أساوى شيئا حتى يشيروا عليك ؟؟؟كلا !!!ولكن المؤسف أن غالبية إخوتك بهذه المؤسسه وخاصة القدامى قد بلغوا هذه المرحله !!والأخطر من ذلك أن الذين معك الآن منهم من بلغ حدا يفوق حالتى وبعض الرفاق!!لماذا لأنهم شاهدوا أكثر وترسبت مشاهداتهم فى تلك الذواكر البضه التى كان من الممكن أن تقوموا بتخزين النافع فيها...ولكن أين هو النافع ؟؟ذهب النفع لنافع وصحبه...لهذا كانت الإتفاقيه وباء على البلاد والعباد .وذهب الجنوب ولم نستقر.ووصلت طلائع قوات الجبهه الثوريه كردفان ولكن وزراؤك من المدنيين يصرحون بما كان يجب أن يقوله الناطق الرسمى بإسم القوات المسلحه وأحيانا يوحون إليه فيدخل فى تصريحاته أمورا سياسيه!؟!؟

سيدى الرئيس ..إختلط الحابل بالنابل !!وضاقت ثم ضاقت ..ولا أظنها تفرج بهذه الصوره !!فالحرب فى الجنوب الجديد بعد الذى ذهب وفى الشرق تذمر وغياب للأمن وفى الغرب حرب ضروس بسببها تم إتهامكم فى محكمة دوليه أنت وبعضا من العسكر غالبا وشئ من (الملكيه) قليل ؟؟وتم إتهامك وأسرتك بالثراء والحيازه وكثير ومثير !!فإن قلنا إنك تطمع فى الخلود فهذا يجافى العقل !!وإن قلنا إنك زاهد فيها يقولون إن الذين زجوا بك لمحكمه الجزاء الدوليه وخرجوا كما تخرج الشعره من العجين هم الذين يقومون بعملية(حليب)البقره وأنت ممسك بالقرنين !!وإن بقاءك هو حفظا للتوازن حتى لاتتصارع الأجنحه المستفيده فتنهار دولتكم ويذهب ريحكم جميعا..وتساقون للمحاكم !!

سيدى الرئيس وددت كتابة هذه الرساله على أجزاء وقد تبلغ العشره ولن يكون لك وقت للإطلاع عليها ولا مستشاروك فقررت عرض اليسير جدا وسألخص المطلوب منك تجاه شعبك بإختصار شديد..رغم علمى وقناعنى بقول إخوتك فى بدايات الإنقلاب بأن يقوموا بتنفيذ إنقلاب جنرالات ويتم القبض على كل الجبهجيه وتنفرد بالسلطه (عسكريه)حتى إشعار آخر وقد قلت بأنك أديت قسما ستبر به مهما كانت الأسباب ولن تخون أو تحنث بقسمك ..وهذه سمعتها بأذنى من إثنين من إخوتك كانا من المقربين ولا أشك فى صدقهما وكان قائل الإقتراح أول من غادر صرح المؤسسه العسكريه ..بررت بقسمك ولكن القوم بك غادرون وبالمؤسسه العسكريه أحذيتهم يمسحون!!ألم تصل بعد للحقيقه حتى ترد لتلك المؤسسه حقها الذى هو دين على عنق يبقى حتى قيام الساعه ولأفرادها الذين عشت بينهم ؟؟؟نكث قومك بالعهد وحنثوا باليمين !!باعوا واشتروا وأثروا ثم إفتروا وهددوا وتوعدوا ؟؟فحقا يقول المثل العامى(الدنيا فرندقس والزمان دفيس المرفعين نايم يلبلب فيهو التيس !!!)ألا يكفى هذا سيدى الرئيس ؟؟هل تعتقد بأن فيهم خيرا يرجى ؟؟أمازلت تعشم فى أن يقوم مشروعهم الحضارى ويحكمون شرع الله ؟؟شرع الله الذى أصبح تهديدا ووعيدا مقولة حق يراد بها باطلا !!!

الختام ..سيدى الرئيس ..أصدر أوامرك لقادة وحداتك داخل وخارج العاصمه بقفل مخارجها أولا.قم بالقبض عليهم جميعا حتى العسكريين الذين يأتمرون بأمرهم أقبض عليهم قبلهم جميعا..قدم نفسك للشعب كحاكم عسكرى لكل السودان لفترة إنتقاليه حددها بناء على متطلباتها ..قم بتعيين الولاه ممن تثق فيهم وليس بالضروره أن يكونوا عسكريين ..أدع إخوتك الذين يحملون السلاح وكل قادة الأحزاب للجلوس فى مفاوضات للإتفاق علي كيفية حكم السودان وليس من يحكمه ولتكن الغلبه للأغلبيه..عفوا عاما وإطلاق الحريات للتعبير والصحافه حتى يعلم القوم إلى أين هم مساقون ...دع الثوابت والخطوط الحمراء يثبتها الشعب ويخطها بيده لا أن يقوم جماعة بالوصايه عليه..على كل من شاركك المرحله الإنتقاليه أن يكون محرما عليه المشاركه فى الإنتخابات وليكن رهطك من التكنوقراط كما يحلو للبعض القول..أعد للمؤسسه العسكريه هيبتها حتى يقال عنها أنها عندما فشلت أو كانت سببا فى الفشل أعادت الأمانه لأهلها فالسودان واسع متعدد عريض لايمكن أن يحكم وفق رؤيه آحاديه ولا بواسطة جماعه مهما كانت...فانظر للإقتصاد المتهالك وهم فرحون بضخ بترول الجنوب وكان البترول ملك لنا كاملا فلم نر منه شيئا فكيف بإيجار (ماسوره)يغنى شعبا أصابه الجوع والمرض وعمه الجهل والفقر وفرقته الحروب والضغائن وتشتت وتمزق وأصبح الحقد مستشريا بين القبائل والقتل أمرا عاديا والسرقه بالسلاح والنهب المسلح و(المصلح)فقد عم الفساد ونحن نصحو على صوت أحد أئمة نظامك يقول لنا بأن الشريعه خط أحمر ؟؟هل تصدق سيدى الرئيس بأن هذا الشخص لو وقف براياته يقاتل سأقاتل ضده ويحكم بيننا الله يوم القيامه؟؟هذا الشخص جرنى بعيدا بأفعاله وأقواله جرنى جرا بعيدا عن معسكر شريعته ؟؟؟قبل أن يتمزق ماتبقى من السودان سيدى الرئيس ليكن ماقلته أخيرا هو مؤشرا فقط لايمكن تطبيقه برؤيه سياسيه واعيه ولكنى قصدت منه أن يكون لك قرارا فرديا بعيدا عن القوم فهم قالواإنهم العين التى بها ترى والأذن التى بها تسمع ولسانك الذى به تتكلم فهل تعلم ؟!؟!؟!إن كنت لا تعلم فتلك مصيبه وإن كنت تعلم فتلك أم المصائب..دونك صدام قضى أكثر من ثلاثين عاما فى الحكم والقذافى ناهز الثانيه والأربعين خريفا فى الحكم حتى خرف ..وحسنى مبارك ..وعلى عبد الله صالح وبشار الأسد وأكثرهم فهما هو زين العابدين بن على الذى فهم شعبه فى آخر لحظات عمره فى السلطه فهم ماذا يريدون!!!هل تريد أن تدخل التاريخ مع هؤلاء أم تريد أن تدخله بقرار منك لأن التاريخ سيكتب عنك أنت ..عمر حسن أحمد البشير...

ختاما ..أذكر سيادتك بأن ذهاب الجنوب مكتوب فى التاريخ بأنه تم وفق مسببات يحللها المؤرخون سلبا أو أيجابا فتلك مشيئة قضت ومضت ولكن ماأذكرك به هو أن العديد من أرض السودان اليوم تحت الإحتلال ولست عليما بالأمور كعلمك فكل الأجهزه تحت قبضتك وكل المعلومات بين يديك ..وحتى لا يطول الزمن وتكون أرضنا قد ذهبت للغير بوضع اليد لعد مطالبتنا بها ولقعود وزرائك الذين يلتمسون الإعذار للمحتل ويقللون من قيمة أرضنا دعهم يذهبوا لشأنهم حتى يأت نظام بتفويض من الشعب ووفق إرادة الشعب يتنازل عن تلك الأراضى شرقا وشمالا وجنوبا وغربا ولايقال أنك قسمت السودان وفرطت فيما تبقى من أراضيه..كتبت الكثير سيدى الرئيس للعامه وأنتقدت وقلت أن (الإنفصال هو الحرب) وتم نشرها على صحيفة أجراس الحريه التى تتبع للحركه الشعبيه ؟؟!!!ولكن قومك لاعلم لنا إلا ماعلمونا ..فهم أفهم خلق الله أجمعين...ألا هل بلغت اللهم فاشهد ..والسلام عليكم ورحمة الله ختاما..

عقيد ركن(م)
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين




----------------------


عن ديمقراطية المالكي وإنسانية الأسد و"أمانة" نافع .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
الإثنين, 06 أيار/مايو 2013 15:33



(1)

في تصريحات له يوم الأربعاء الماضي، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من خطر الطائفية في العراق، قائلاً إنها صدرت للعراق من الخارج. وحذر المالكي أشخاصاً لم يسمهم من "جعل مواقع الدولة مواقع لاحزابكم ولقومياتكم ولطائفتكم وللمخابرات الاقليمية"، وأضاف قائلاً: "عار على مسؤول ان يتحدث بلغة طائفية ليخرج من موقع المسؤولية وليذهب الى مستنقعات الطائفية لنعرف من هو وان يتكلم وهو بموقع المسؤولية تعد خيانة".

(2)

نشكر السيد المالكي على تنويرنا وإزالة جهلنا. فقد كنا نعتقد خطأً أن الطائفية أصبحت هي دستور العراق منذ أن تم تشكيل مجلس بريمر قدس الله سره على أساس طائفي. ويسرنا أن نعلم أن المالكي يرفض الطائفية، ويقود حزباً تمثل فيه كل طوائف العراق غير الشيعية بنفس نسبتها في البلاد (أي صفر). ويسعدنا أن نعلم أن المالكي شكل جيشاً لا طائفياً كانت مجرد مصادفة أن كل قيادات المناطق فيه هي من الشيعة، بسبب انعدام الكفاءات في كل مكونات العراق الأخرى. ونحمد الله كذلك أن التحالف الوطني العراقي الذي يشكل الائتلاف الداعم لحكومة المالكي تشكل فيه نسبة الأحزاب غير الشيعية نفس نسبتها داخل حزب المالكي وجيشه اللاطائفي (أي صفر كذلك). فلعنة الله إذن على تلك القوى الأجنبية الشريرة التي صدرت الطائفية إلى العراق.

(3)


في يوم الأربعاء الذي سبق، طمأننا وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في كلمة ألقاها في موسكو بأن الجيش السوري لن يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها أو ضد إسرائيل، "وذلك
لأسباب أخلاقية في المقام الأول ثم لأسباب قانونية وسياسية". نحمد الله إذن أن للقيادة السورية وازعاً أخلاقياً وإنسانياً، فقد كنا تحت وهم خاطئ بسبب الدعاية الصهيونية والامبريالية بأن مفاهيم مثل الأخلاق والإنسانية لا وجود لها في قاموس النظام السوري. نستغفر الله من الوقوع في حبائل التضليل، والدعاية الكاذبة حول وقائع مختلقة في تل الزعتر وحماة وسجن صيدنايا وتدمر وما تنشره القنوات المشبوهة كل يوم من صور وأخبار ملفقة عن تدمير لا أخلاقي ولا إنساني لكل سوريا.

(4)

نحمد الله أن سوداننا الحبيب لا يعاني كحال العراق وسورية من طائفية محلية أو مستوردة، وليس فيه أي حروب أو نزاعات، بل يسود عندنا السلام والوئام. أما عن الديمقراطية، فحدث ولا حرج، حيث أصبح عندنا منها فائض نصدره على بقية أرجاء الدنيا، كما أثبتنا خلال الأسبوع المنصرم باستضافة المؤتمر التأسيسي لمجلس الاحزاب الافريقية الذي نصح أحد المشاركين فيه زملاءه –على ما أوردت تقارير صحفية- بتحقيق تطلعات شعوبها وتبادل السلطة مع الاحزاب اسوة باوروبا واميركا.

(5)

وليس أدل على ذلك من انتخاب الدكتور نافع علي نافع، نائب رئيس المؤتمر الوطني، وأحد رموز الديمقراطية في السودان، أميناً عاماً لهذا التجمع الافريقي، واختيار السودان دولة مقر له. فهل نحتاج شهادة على كون الخرطوم عاصمة تصدير الديمقراطية إلى القارة والعالم؟ ولا شك أن أوباما يتلظى من الغيظ بعد أن خطفت الخرطوم من واشنطون دور الريادة في نشر الديمقراطية في أرجاء المعمورة.

(6)

لا نستبعد أن يسيء بعض المغرضين والحساد تفسير تصريحات د. نافع بين يدي المؤتمر، والتي جاء فيها أنه "سيشكل نواة اساسية لرفض المحكمة الجنائية الدولية"، وكذلك إشادته بانتخاب الكينيين رئيساً أصبح الزعيم الافريقي الثاني المطلوب للمحكمة. فقد يفهم من هذا خطأ على أن السودان يريد أن تصبح القارة الافريقية كلها محكومة بمجرمي الحرب ومرتكبي الكبائر في حق شعوبهم، معاذ الله. فالدكتور معروف عنه أنه من أكبر دعاة حقوق الإنسان في القارة، ولا يؤيد من يرتكب الجرائم ضد الإنسانية أياً كان موقعه، ويطالب دائماً بتطبيق الشريعة الإسلامية التي لا تقبل بحصانة لزعيم ولا لنبي من القصاص.

(7)

المأمول هو أن يلقم الدكتور منتقديه والمغرضين حجراً، حيث سينقل الممارسات الديمقراطية التي شهدها المؤتمر الوطني وما يسوده من شورى ومؤسسية إلى كل الأحزاب الافريقية حتى يثبت أن السودان منارة لكل من يطلبون الديمقراطية والحكم الرشيد. وبهذا يكذب ما يروج له الشانئون من أن المؤتمر الوطني الرائد ما هو إلا حزب كرتوني وأداة مخابراتية، لدرجة أن رئيس كتلته البرلمانية يقال دون علم هذه "الكتلة" البرلمانية، وغير ذلك من الافتراءات.
(8)

أن يرتكب السياسيون الجرائم والكبائر أمر لا يثير الاستغراب وإن استدعى الإدانة والاستهجان. ولكن أن يضيفوا إلى آثامهم الكذب والتضليل فهذا ما لا يغتفر، لأنه أوضح دليل على إدراكهم لعظم ما ارتكبوا وخجلهم من الاعتراف به. فحين ينتقد المالكي الطائفية وهو عرابها الأول، وحين يتغزل الناطق باسم دمشق في إنسانية وأخلاقية النظام السوري، فإن هذا يعتبر جريمة إضافية في حق ضحاياهم.



Post: #197
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-09-2013, 10:59 AM
Parent: #196


موسي هلال في حوار النيران الملتهبة :

كبر يأخذ 8 مليار شهرياً من منجم جبل عامر وانا امتلك وثائق باليوم والتاريخ واثبت ذلك ومسؤول عنه
May 8, 2013
( ابراهيم بقال)


لا احتاج لاخذ الاذن من الدولة للاتصال بالحركات المسلحة وهم اصدقائي ونعرف بعضنا جيداً
هلال : انا غير راضي عن هذا الوضع والمستشارية بلا مشاورة .
كبر قال لو ما ادوه جيش قومي ما بيمشي الفاشر ماذا يقصد الوالي كبر بالقوات القومية ؟
ليس لدي مشكلة شخصية بيني وكبر وليس لدي اي صراع شخصي معه بل احترمه واقدره كأخ وهو ابن بلدي


اجري الحوار / ابراهيم بقال سراج / ادم منان


تصوير / محمد طاهر عبد الله دهب


مقدمة الحوار /
بمكتبه المتواضع جداً بديوان الحكم الاتحادي التقينا بالشيخ موسي هلال وهو مستشار بديوان الحكم الاتحادي بدرجة وزير وعضو بالبرلمان وزعيم قبيلة المحاميد بدارفور وهو شخصية مشهورة ومثيرة للجدل ويحمل بداوخله العديد من القضايا ودارفور شعلة متقدة فيه لم يبخل لنا بكلمة ولا بسؤال وجهناه له الا وهو كان مجيباً له وطرحنا له العديد من الاسئلة في الساحة السياسية علي المستوي القومي ودارفور بصورة اخص وحول الصراع الدائر هناك وخلافاته مع والي شمال دارفور كان سيد الحوار .. قارورة مياء وكباية الجبنة كانت علي تربيزة الضيافة من كرمه الفياض الذي استقبلنا به فألي مضابط الحوار:-


اولاً نبد الحوار ياشيخ موسي هلال


مقاطعاً قبل البدء اولاً اتقدم بالتعازي الحارة للاهل في شمال كردفان علي الهجوم علي بلدهم من قبل قوات التمرد ونحن نشجب وندين هذه الممارسات السيئة الذي طال المدنيين ونطالبهم باللجوء للحوار ونبذ الحرب لان الحوار هو الحل الامثل لحل كافة مشكلات السودان وبالطبع قضية دارفور لا تنفصل عن قضية كردفان وقضايا السودان ونحن مع الحل السلمي لكافة القضايا . ومرحب بيكم اتفضلوا


ما هو تقيمك للاوضاع في دارفور بعد مرور عشرة سنوات منذ تفجر الازمة ؟؟


منذ العام 2003م قامت الحرب في دارفور وقضت علي الاخضر واليابس والاوضاع في دارفور يوماً بعد يوم تذهب نحو الاسوء بسبب القتال الدائر هناك من قبل الحركات المتمردة والدولة واجهت هذه الحركات بقوة السلاح ومع ذلك الدولة ايضاً لجأت للحل السلمي مع الحركات المسلحة في دارفور وكانت اول المفاوضات معهم تمت في ابشي ثم تحولت الي انجمينا فأديس ثم ابوجا التي افضت لسلام ولم يستمر الحركة الموقعة للسلام وعادت للحرب من جديد والوضع تأزم للغاية والحكومة لم تقف مكتوفة الايدي وقاتلت الحركات في مناطق باردي وعدار وعين سيرو ودوبو وتارني شرق جبل مرة وغرب الجبل وحسكنيتة وبير مزة وطور وام سدر وكلها كانت معاقل الحركات المسلحة ومعسكراتها وتم تشتيتهم واصبحت الحركات في دارفور بلا ملجأ الان وشبه معزولة وتكاد تنتهي تماماُ من الوجود تماماً وهي تمارس عمليات السلب والنهب وقطاع الطرق الان والحركات اصبحت عصابات للنهب فقط وليس لديهم قضية واضحة ولا يهمهم دارفور ولا انسانها ولا التنمية ولا الخدمات بل يهمهم انفسهم والتهافت واللهث وراء المناصب الدستورية .


هل تتوقع حلول سياسية لقضية دارفور ؟


مقاطعاً لا اتوقع اي حلول سياسية في الوقت الراهن ولا في الوقت القريب لان الحركات المسلحة نفسها غير راغبة في الحل السلمي وهم منقسمون علي انفسهم في شلليات وجزيئات ولا تريد السلام . واذا ارادت الحركات حل شامل لقضية دارفور عليها ان توحد نفسها اولا ومن ثم البحث عن سلام دائم وشامل لدارفور وبهذه الطريقة لا تصل لحل للقضية لمئة عام .
هل تعتقد ان الاتفاقيات التي تم توقيعها كفيلة بتحقيق الاستقرار في الاقليم ام انها تصب في خانة الحلول الجزئية ؟
انا ضد الحلول الجزئية لقضية دارفور وانتقدها بشدة لان الحلول الجزئية والتفاوض مع افراد هذا لا يؤدي لسلام دائم والحكومة سياستها انها تتعامل بسياسة المتاح وتأتي بالمجموعات الجزئية واحداً تلو الاخر وتترك البقية اي تتعلق بالذنب وتترك الراس ,, انا افتكر ان الحل لابد ان يكون شاملاً وعادلاً والحكومة هي في موقف القوة ولن تنهزم وعليها فرض راي واضح في منابر التفاوض ولما تبدأ الحوار في اي جولة تفاوضية حقو تكون جادة في شمل كل الحركات المسلحة في منبر تفاوضي واحد وهذا افضل بكثير من كثرة المنابر وجولات التفاوض . والدوحة ما حققت اي استقرار لدارفور الان .


ما الذي ادي الي تفكك النسيج الاجتماعي بعد ان كانت دارفور امنة ومستقرة ؟

وخصوصا بعد احداث كتم ودار السلام وجبل عامر
دارفور بلدة يمكن ان يحدث فيها نسيج اجتماعي وجعل دارفور امنة ومستقرة تماماً وهذا لا يتم الا بأرادة صادقة وواضحة من قبل اهل دارفور انفسهم ونحن من قبل قمنا بالعديد من المبادرات لرتق النسيج الاجتماعي المهتري ورتق النسيج والسلام الاجتماعي سيكون مدخلاً لحل المشاكل الامنية ومدخلاً للتنمية ومدخلاً للاعمار واصلاح الدار من الخراب والدمار الذي حدث .. الحكومة جابت المعتمد السابق لمحلية كتم بشمال دارفور ونحن نعرف هوية المعتمد وخلفيته السياسية وهو كان كادر شيوعي وكادر من كوادر الحركات المسلحة وهو لا ينتمي للمؤتمر الوطني وهو السبب في البلاوي والمشكلات التي حدثت في كتم وما صاحبها من مقتل معتمد الواحة وهو السبب في شرخ النسيج الاجتماعي وهذا خطأ كبير يتحمله الوالي عثمان كبر الذي افرغ الولاية من سياسات الحزب وهو يعيين علي كيفه وبمزاجه دون الرجوع لمؤسسات الحزب السياسية لا بالولاية ولا المركز .
هل تعاطي المسؤولين في ولايات دارفور مع الازمة ساهم في الاستقرار ام انهم فشلو في ت

حقيق التعايش المنشود ؟


انسان دارفور مل وسئم من الحرب ومل من الممارسات السياسية الخاطئة المفروضة عليه اجباراً وخصوصاً في شمال دارفور التي انطلقت منها شرارة الحرب لان التعامل مع القضية من بعض الولاة ازمت وعقدت المشكلة وهم لا يتعاملون مع التقارير بحيادية ومصداقية بل كانوا علي تضليل متعمد للمركز وحكومة المركز للاسف تبني علي تلك التقارير وهي خاطئة وبعض الولاة ويوجد طابور خامس من الولاة يتعاملون سراً مع الحركات المسلحة وجهراً مع الحكومة وذلك لاطالة فترة بقائهم في الحكم لمصلحتهم الزاتية والشخصية . ولا يستطيعون البقاء في الحكم في ظل سلام بل يعتمدون علي الحرب وهم تجارها .
ذكرت في اكثر من مناسبة ان لك خطوط اتصال مع قيادات التمرد هل تم ذلك بعلم من الحكومة ام انها مبادرة شخصية منك ؟
نعم انا عندي اتصال مباشر مع الحركات المسلحة ولن انقطع منهم واقولها علناً وليس لدي ما اخفيه والتفاوض مع الحركات المتمردة بدأتها منذ العام 2004م ونحن جزء من مكونات الدولة كنا منذ عهد الراحل مجذوب الخليفة في اتصال دائم بالحركات المسلحة وتم ارسال مناديب للحركات بالخارج وكنت معهم والحكومة علي علم بكل تحركاتي واخذت تفويض منها بحكم علاقاتي الشخصية مع قيادات التمرد وجزء كبير منهم اصدقائي واصحابي وهم من نفس المناطق الذي ننحدر منها في دارفور ونحن كأبناء لدارفور نعرف بعضنا البعض والمهم في ذلك اننا استخدمنا علاقاتنا الشخصية لمصلحة مواطن دارفور ولمصلحة البلد وانا لا احتاج لاخذ الاذن من الدولة للاتصال بالحركات المسلحة كما ذكره وزير ولائي في حكومة كبر الذي تساءل عن من فوضني ؟ انا احد زعماء دارفور ومستشار بديوان الحكم الاتحادي وعضو في البرلمان وانا اتحدث من واقع المسؤلية وانا لست بنكرة ومعروف بالنسبة لفعاليات دارفور والسودان ولست مثل الذين خلقتهم السلطة في الفترة الوجيزة واصبحوا سياسيين بقدرة قادر هؤلاء شياطين الانس والعياذ بالله منهم والكل يعرفني وكل العالم يعرف من هو الشيخ موسي هلال وهؤلاء لديهم مركب نقص يريدون اكمالها ولا احتاج لان ابرز نفسي في الاعلام وردي لوزير مالية شمال دارفور عبده داؤد اقول له انا كنت اشهر شخصية تناولته الاعلام في العام 2005م وكنت خامس اشهر شخصية في العالم وورد اسمي في احدي المجلات الغربية مع اشهر خمس شخصيات في العالم وليس السودان ولا شمال دارفور ولا الفاشر بل علي مستوي العالم . وعلي الاخ وزير مالية شمال دارفور مراجعة نفسه قبل الخوض في مثل هذه التفاصيل فهو ######## ويطبل لاسياده وولي نعمته كبر ودونه لا يعيش فلذا كان دفاعه عن الوالي …


شخصية موسي هلال شخصية مثيرة للجدل من خلال اجهزة الاعلام اليس كذلك ؟


الخطاب المضلل عني خلق سمعة سيئة عن شخصي في الاعلام الغربي والحركات المسلحة هم السبب في ذلك ولكن انا موقفي كان وما زال وطني والغرض منه ان ادفع دارفور الي الاستقرار واستهداف الحركات لزعماء القبائل ليست بجديدة فقتلت العمد والشراتي واعتقلت الشرتاي ادم صبي وكانت تسمي نفسها بحركة تحرير دارفور والتحرير الذي يقصدوه هل تحرير دارفور من العمد والشراتي والنظار والسلاطيين ام من المواطن ام التحرير من من ؟
هل تمثيل شمال دارفور في الحكومة المركزية مرضية لكم ؟
تمثيلنا في حكومة المركز كأبناء لشمال دارفور لو قارناه بشعار الانقاذ الوفاء لاهل العطاء فنجد ان هذا الشعار مقلوب تماماً ونحن لم نجد الوفاء من حكومة المركز بقدر العطاء ولم نمثل في الحكومة المركزية حسب الكثافة السكانية ونشعر بالظلم الواضح من الحكومة المركزية تجاهنا .
برايك ماهي اسباب الصراع القبلي في شمال دارفور وهل هناك ايادي لعبت دور لتاجيج الصراع
هناك اسباب متعددة للصراع القبلي في شمال دارفور ابان فترة تولي الوالي عثمان كبر شمال دارفور مرت بالعديد من المشكلات القبلية بدءاً بالصراع الذي اختلقه كبر وفتنة معتمد الكومة وناظر الزيادية وكبر افتعل الصراع بين البرتي والزيادية وكذلك هو سبب البلاوي والمشاكل في مناطق جنوب الفاشر وسبب الفتنة في قتل ابناءنا الزغاوة عبر مليشيات تابعة للوالي كبر وهي مليشيات من اهل بيته وبعدها اندلعت الفتنة في محلية كتم وقتل فيها الناس واستشهد فيها معتمد الواحة المرحوم عبد الرحمن احمد عيسي وكبر هو السبب في ذلك وكذلك مشكلة السريف بني حسيين ومشاكل كبكابية كل هذه المشاكل مفتعلة من الوالي كبر .
حدثنا قليلاً عن ما يدور في جبل عامر وماهي اسبابها ؟
مواطنون مساكين يبحثون عن رزقهم في المنجم ومنجم الذهب في جبل عامر توافد اليها كل قبائل السودان وقبائل دارفور وكانوا ينقبون بأنتظام يتنظيم انفسهم دون حدوث اي اشكاليات بينهم وبسبب فتنة الوالي كبر تشتت المنجم ودار الصراع القبلي بتغذية وتعبئة من الوالي كبر بين القبائل هناك والبني حسين ومن التضليل الاعلامي الذي مارسه كبر ادعي ان الصراع ما بين البني حسين والابالة ومافي حاجة اسمها الابالة والابالة ليست قبيلة وهذا نوع من انواع التضليل الاعلامي الزائف الذي يمارسه كبر ,, والارض للجميع والخير للجميع وارض الله الواسعة للكل وليس لقبيلة بعينها .


انت اتهمت الوالي كبر بأنه السبب في صراع جبل عامر كيف ؟؟
زيارة عثمان كبر للمنجم كان فيه تحريض واضح وبعد زيارته هو وكمال عبد اللطيف وزير المعادن اندلعت الفتنة هناك والوالي كبر يمتلك ابار خاصته ولزوجته ابار ولوزير ماليته ابار وكبر يأخذ من المنجم 8 مليار شهرياً وهذه معلومات مباشرة من المنجم ومن اللجنة التي تورد المبالغ لكبر وانا امتلك وثائق باليوم والتاريخ واثبت ذلك ومسؤول عنه وبحوزتي مستندات تؤكد ذلك وعلي استعداد لتقديمها لكافة الجهات.
الوالي التقي بالامس بوفد من البني حسين كجزء من المعالجة ؟
لقاء كبر بالبني حسين في منزله بالخرطوم بهذا اللقاء يريد ان يفتح جبهات اخري للقتال وهو لم يلتقي بالبني حسين الاصليين من السريف بل التقي بقبيلة البني حسين المقيمين في الجزيرة والخرطوم وبلقاءهم اراد الفتنة وحرضهم ايضاً علي الحرب في جبل عامر بحجة ان الارض ارضهم وخاصتهم . علي ارض الواقع هناك حلول في منجم جبل عامر وولكن كبر يريد ان يعرقل ويفرتق الحلول .


ولكنه طالب بجيش قومي لحماية الاهالي بجبل عامر ما تعليقك علي هذا المطلب ؟


مطالبة كبر بجيش قومي ليذهب به لجبل عامر مؤامرة منه لطرد الناس من المنجم ليستولي عليها عبر شركاته الخاصة وكبر قال لو ما ادوه جيش قومي ما بيمشي الفاشر ماذا يقصد الوالي كبر بالقوات القومية ؟ هل القيادة العامة بالفاشر الفرقة السادسة والقيادة بالجنينة ونيالا وكتم وزالنجي ما فيها جيش قومي ؟ هل القوات الامنية والعسكرية والجيش والشرطة والاحتياطي المركزي ديل ما جيش قومي ؟ هو يريد ان يذهب للمنجم بمليشيات خاصته ويعتبرها جيش تابع له للاستلاء علي المنجم ويريد من خلال اثارته لهذا الموضوع فتح جبهات اخري وخلق بطولات زائفة لنفسه وهو بتاع مسرحيات ويعرف ليها كويس .


فسر البعض الصراع بينك والوالي كبر بأنه صراع شخصي ؟


لن اسكت عن قول الحق ولا اخشي في ذلك لومة لائم واذا استمر كبر والياً علي شمال دارفور فلنا حديث اخر ولكل حادث حديث ونحن طالبنا بأقالته والحكومة المركزية استجابت لطلبنا ولو لو يفعل ذلك في الفترة المحددة وقتها لنا راي نقولها بصراحة وبيان بالعمل . انا من الانتخابات الفات كنت رافض بشدة ترشيح الوالي كبر للولاية وكنت وقتها نريد شخصية جديدة للولاية بوجه افضل فيه رحمة للناس ولكن خيار الحزب كان فوق كل الخيارات وقبلنا وقتها براي الحزب ووقفت مع كبر في الانتخابات وانا لست ضده في الاطار الشخصي بل في سياساته تجاه الولاية وان الاوان لتغييره وان الاوان ان يذهب كبر لمزبلة التاريخ نريد شخصية قومية قوية لشمال دارفور وقلت رايئ بوضوح للسيد رئيس الجمهورية والنائب الاول لرئيس الجمهورية والدكتور نافع علي نافع وكل قيادات الدولة .واؤكد لكم ليس لدي مشكلة شخصية بيني وكبر وليس لدي اي صراع شخصي معه بل احترمه واقدره كأخ وهو ابن بلدي وابن منطقتي ولكن في السياسة نختلف ولا اجامل في قول الحق ولا اطبل له وهو علي الباطل ومافي صداقات شخصية بيني وبينه ولا زيارات .
ولكن قيل انه تقدم بشكوي لرئاسة الجمهورية ضدكم ؟


لم اسمع بذلك من الرئيس ولا نائبيه ولا منه ولم اتلقي اي مساءلة من قيادة الدولة حول الصراع بيني والوالي كبر وعلمت انه تقدم بشكوي ضدي للرئيس ولكن الرئيس لم يسألني حتي الان وهم كلهم يعرفون اكاذيبه ونفاقه وتضليله ,, كبر مارس سياسة افقار الناس في الفاشر عبر سوق المواسير الذي اوجد له الشرعية وسوق المواسير كانت من صنعيعة كبر وهو المسؤول عنه وحتي الان نطالب كبر الذي ضلل الناس وكذب عليهم واخذ منهم حقوقهم واموالهم بالقمار والشعوذة والدجل وبالغش نطالبه بأرجاع حقوق الناس وحكومة المركز استشعر مؤخراً وحس يأباطيل كبر وكل الناس الان تطالب بأقالته وسيحدث ذلك في القريب العاجل بأذن الله . كبر ليس مريض ويوجد مستشفيات حديثة بالداخل للعلاج وسفره للخارج كان مخارجه منه لانه اتصدم بأشارات تدعو لاقالته فقرر البقاء خارج البلد حتي ينسي الناس امره فعاد الان ولكن ….و قد يعود للفاشر والياً لايام وقد لا يعود والامر بيد السلطات العليا بالدولة .
هل انت راضي بهذا الوضع في المستشارية ؟
الاستشارية منصب سياسي وليست تنفيذي وتم مشورتي في بعض القضايا ولكني مغييب من بعضها وقمت بعدة مبادرات لاعادة الناس لقراهم ونجحنا في بعضها وما زال مبادراتي قائمة اما المستشارية شبيهة بعمل مفرغ وغير راضي عن هذا الوضع علي الاطلاق لان المستشارية بلا مشاورة .

Post: #198
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-12-2013, 06:16 AM
Parent: #197

تعديلات المؤتمر الوطني ..

السياسة تحسم جدلية الدستور!
08/05/2013 14:23:00


فاطمة مبارك

إجازة المجلس القيادي للمؤتمر الوطني مقترح تعديل دورة رئيس الحزب ومرشحه للرئاسة من (4) سنوات إلى خمس (5) في اجتماعه أمس الأول، لا يمكن أن تقرأ بعيداً عن الجدل القانوني الذي أثير مؤخراً في الساحة من قبل بعض منسوبيه حول ترشيح الرئيس "البشير" لدورة قادمة، وطالما أن من اعترضوا على التجديد استندوا على القانون الذي سبب حرجاً لمؤسسات الحزب وقيادته المتبنية لموضوع التجديد للبشير، فهذا وحده كافياً للتفكير في ترتيب الأوضاع بما يشبه قيام ثورة قانونية تبدأ من لوائح الحزب وقد تنتهي بالدستور نفسه، حتى يتمكن المؤتمر الوطني من امتصاص موجة تياراته الغاضبة التي قررت الدخول في معركة دستورية مع حزبها، وهذا ما ذهب إليه بعض المراقبين، فالقيادي بالحزب الشيوعي "صالح محمود" عندما سألناه عن رأيه في هذا التعديل الذي أجراه المؤتمر الوطني قال هذه مسائل داخلية تخص الحزب وقد تكون لديه مبررات قادته لذلك، لكن من ناحية سياسية أعتقد هناك مأزق حقيقي يتمثل في من يخلف "البشير" وما تثبته الوقائع أن غيابه سيؤدي الى احتدام الصراع بين تيارات مختلفة داخل المؤتمر الوطني، تعزيزاً لهذا القول فهم بعض المراقبين للصراع ما تم في سياق عجز المؤتمر الوطني حتى الآن في تسمية هذا المرشح حول اختبار مرشح، بينما قال آخرون إن قياداته حاولت اختزال الإصلاح الذي تطالب به مجموعة كبيرة داخل الحزب فيما تتخذه من مثل هكذا إجراءات.


"أمين بناني" رئيس حزب العدالة من ناحيته مضى في ذات الاتجاه الذي توصل إليه "صالح محمود"، حيث أشار الى أن المغزى السياسي لهذا التعديل يؤكد أن حزب المؤتمر الوطني حسم مسألة ترشيحه للرئيس "البشير" لدورة جديدة، والآن حزبه يحاول إزالة الموانع الموضوعية سواءً على مستوى النظام الأساسي أو الدستور وإحداث توافق في المدة بين فترة رئيس المؤتمر الوطني ومرشح الرئاسة، وفترة المرشح للرئاسة وإذا لم يحدث هذا التوافق سيفقد الرئيس الشرعية السياسية والقانونية.
وتبعاً لذلك توقع أن يتم تعديل في الدستور واختيار الرئيس "البشير" مرشحا للرئاسة، قانونيون كثر اتفقوا مع بناني وأشاروا بدورهم إلى أن ما يقوم به المؤتمر الوطني من تعديلات يؤكد ما قاله قبل ذلك دكتور "غازي" وهو أن الدستور لا يسمح للرئيس بالترشح إلى دورة ثانية إلا إذا قام المؤتمر الوطني بإجراء تعديل في الدستور.


وهؤلاء توقعوا أن يقوم الحزب الحاكم في الفترة القادمة بإجراء تعديلات في الدستور تتيح للرئيس "البشير" الترشح لدورة قادمة.
على الصعيد ذاته اعتبر عضو البرلمان، القيادي بالمؤتمر الشعبي "إسماعيل حسين" القصد من التعديلات التي أجراها المؤتمر الوطني على مستوى الحزب هو تفادي الحرج الذي سينجم من موضوع اختيار مرشح الرئاسة الآن، لاسيما أنه سيضعف وضع الرئيس الحالي حيث يصبح هناك رئيس وهناك مرشح للرئاسة، وقال خلال العام سيحاولون إنجاز الدستور وإذا التزموا بالمادة (57)، الرئيس سيكون ملزماً بعدم الترشح لدورة جديدة بنص الدستور لكن إذا تم تعديل الدستور عندئذ سُتفتح السقوف (إلى ثلاث ولايات فأربع) وتنهال علينا الفتاوى من شاكلة أن الإسلام لم يحدد سقفاً للحاكم.


ورغم الارتباط الموضوعي بين ما تم وانتخابات الرئاسة القادمة، إلا أن المؤتمر الوطني حاول أن يقول إن هذا الخطوة تأتي في إطار طبيعي حتى تتوافق مع النظام الانتخابي في البلاد الذي حدد الدورة الرئاسية بخمس سنوات، وقال أحد قياداته النافذة لـ(المجهر) إذا ظلت مدة رئيس المؤتمر الوطني ومرشح الرئاسة (4) سنوات سيضطر المؤتمر الوطني لإقامة مؤتمره العام واختيار مرشحه للرئاسة قبل عام من الانتخابات الرئاسية وهذه تعتبر فترة طويلة لاختيار مرشح بجانب ذلك المؤتمر الوطني يريد توفير المال والجهد حتى تصاحب حملة إعادة البناء، حملة التعبئة الانتخابية، وأكد القيادي أن هذا التعديل يعني تلقائياً أن المؤتمر العام للمؤتمر الوطني سينعقد في 2014.


في السياق يبدو أن المؤتمر الوطني أراد بهذا التعديل تأجيل انعقاد المؤتمر العام الذي سيختار مرشح الحزب للرئاسة حيث ما زالت هناك اختلافات حول هذه المسألة بين بعض القيادات الفاعلة والمؤثرة، والمؤتمر الوطني الآن غير مستعد للدخول في مثل هذه الصراعات على ضوء ما تشهده الساحة من تعقيدات، وما يؤكد هذا الاختلاف أن أحد أعضاء المكتب القيادي عندما اتصلت عليه (المجهر) لمعرفة دواعي هذا التعديل، أفادنا بأنه ليس لديه معلومات ولم يحضر هذا الاجتماع، وحينما قرأنا له التفاصيل من الصحف حتى يحاول تكون رؤية ويجيب علينا قال: (في البداية لابد أن أتصل وأعرف الحاصل).


من ناحية أخرى أكد رئيس حزب العدالة "أمين بناني" أن المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني لا ينعقد إلا بعد كتابة الدستور وعرضه على الشعب وإجازته، وبين يدي الاستفتاء سيعقدون مؤتمرهم حتى يستفيدوا من تعبئته.
ويبقى السؤال هل ستوافق التيارات المعارضة على هذه التعديلات التي ستقود الى ترتيبات ق

د لا تتوافق مع رؤيتها وهل شاركت فعلاً فيما تم أم أن ما صدر كان يعبر عن مجموعة محددة متفقة حول سياسات المرحلة القادمة بمن في ذلك ترشيح الرئيس، وما مصير التيارات المعارضة لهذه السياسات هل ستبتعد عن الحزب في هذا الظرف المفصلي وتحاول إعداد نفسها لمنافسة مخالفيها كما توقع القيادي "أحمد عبد الرحمن" عندما قال: (لا أستبعد حدوث انشقاق في الحزب). عموماً يبدو أن المرحلة القادمة موعودة بمزيد من المفاجآت السياسية أو القانونية.

المجهر

-----------------

الأمين: الحلو مات ودفن في واو

الخرطوم:الصحافة:

أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان، محمد الحسن الأمين، أن المعلومات المتوفرة للسلطات الرسمية تقول ان قائد متمردي قطاع الشمال والجبهة الثورية عبدالعزيز الحلو مات ودفن في مدينة واو بجنوب السودان.
وحكى الأمين لبرنامج «المحطة الوسطى» بالشروق، مساء الأربعاء، مزيداً من التفاصيل حول الحادثة التي دار حولها الكثير من اللغط خلال الأيام الماضية بعد الهجوم الذي تعرضت له مدينة أبوكرشولا بجنوب كردفان.
وقال الأمين، ان الحلو أصيب اصابات بالغة حول منطقة أبوكرشولا، وهو في طريقه اليها عندما كان متحركاً من منطقة عرديبة في موكب به رتلٌ من السيارات. وأوضح أن جميع السيارات التي كانت ضمن الموكب تعرضت جميعها لضربة وصفها بالقاضية من قبل القوات المسلحة.


وأضاف الأمين «الحلو أخلي بعد الاصابة عبر طائرة مجهولة الهُوية، تم توجيه ضربة لها فيما بعد، مما أدى لهبوطها اضطرارياً لتأتي بعد ذلك مجموعة من السيارات قامت باخلاء من كانوا داخل الطائرة ومن بينهم الحلو».
ومضى يقول «السيارات أخلت الجرحى الى مدينة واو بجنوب السودان، حسب ماهو متوفر من معلومات، والحلو مات ودفن هناك»، مؤكداً أن الساعات القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل حول هذه الحادثة.
وتابع: «المهم، أن الحلو أصيب اصابات بالغة حول أبوكرشولا ولو بقي بعدها على قيد الحياة فلن يعيش حياةً طبيعيةً بل سيكون معاقاً».ورأى الأمين، أن فقد الحلو سيكون له تأثير كبير على متمردي قطاع الشمال والجبهة الثورية لأنهم سيفتقدون حنكته العسكرية، وسيتصارعون حول من سيكون خليفته».




---------------

ما بعد العفو عن المتآمرين من داخل الحصن الحصين..

د. محمد وقيع الله

نشر بتاريخ الخميس, 09 أيار 2013 08:46
لم يكن البشير في حاجة إلى شفاعة أحد لكي يعفو عن بنيه من ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني من بعد أن تقدموا بالتماس إلى سعادته بغية نيل عفوه، وذلك بعد أن أقروا ضمنيا أو علنيا بما كان منهم من تعدٍّ ومخالفة خطرة لولي الأمر.
وهي مخالفة بيِّنة للشرع الحنيف ولا يمكن تبريرها ولا الحديث عن مشروعيتها من أي وجه.
فقد قال الله تعالى:« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ». النساء:59.
وجاء في الصحيحين قوله، صلى الله عليه وسلم:« السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ».


وفيهما عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قال: قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال: نعم، قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ». وهكذا فما دام هناك إمام شرعي فلا يجوز الخروج عليه بالقوة.


ولخطورة هذه الفتن المستحدثة عدَّ صاحب (العقيدة الطحاوية) الإمام أبو جعفر الخروج على الحاكم من مهددات الإيمان، وقال:« ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ».
ومن الملاحظات الواضحة على تصرفات بعض الإسلاميين السودانيين أنهم أصبحوا يتخطون قواعد الشرع الحكيم ونصوصه المحكمة، معتمدين على العقل المحض والحس العام أو ما يدعى بلغة العجم
(Common Sense)
وترى البعض ممن ينحون هذا المنحى اللا شرعي يفاجؤون عندما يواجهون بالدليل الشرعي، فيلجأؤون إلى الالتفاف عليه بالمماحكات العقلية، وفرضيات فقه التمكين، التي ربما استبطنت أن إسلاميي السودان الحاكمين قد صاروا كبني إسرائيل ليس عليهم للأميين سبيل!
ويتفرع من ذلك حديث عن شرعية القوة الذي اعتمدت عليه فرق الخوارج قديما وفرق المتطرفين الإسلاميين ليوم الناس هذا، فأحدثوا التدمير وبثوا الفوضى في أرجاء الأوطان.
والأواخر، ممن نعنيهم في هذا المقال، وهم المتشددون من إسلاميي هذا الزمان، ممن تآمروا على ولي الأمر، ربما انطلى عليهم شيئ من هذا الزيف.


وربما أفتاهم متطرف مثلهم بما أرضى نزعاتهم وأغراهم بحنث العهد واتخاذ سبيل الغي سبيلا.
وبعض المفتين من الإسلاميين المحدثين، ممن لا قدم راسخة لهم في علوم الشرع، يعتمدون على منطق الثورة الليبرالي العلماني، ولا يجدون في أنفسهم حرجا من تطبيقه في سياق (إسلامي) مبتدع!
وأكاد أتصور فتيا المفتين بهذا الحال وهي تنطق بأن الفساد والانحراف المنتشر يتطلب تدخلا ثوريا عسكريا لحسمه. وبمنطق كهذا استحل المتطرفون المحدثون، كما استحل الخوارج الأقدمون، حراما بيِّنا، وهو الخروج على الحاكم الشرعي.
صحيح إن هنالك الكثير من الفساد المعلن والمستبطن في حكم دولة الإنقاذ الوطني. وصحيح إن هنالك محسوبية كثيفة وبيلة وخيمة تعتمد باسم فقه التمكين المزعوم.
وصحيح أن حلقة الحاكمية العليا تضيق وتضيق باسم هذا الفقه المشوؤم.
ولكن ألم تكن هذه نتائج حديثة لظواهر قديمة ظلت شاخصة بارزة منذ اليوم الأول، ولكن كان الكل يغضون الطرف عنها ويدافعون عمن اجترجها؟!

بلى! ولذلك فلا أجد عذرا لمن يزعم اليوم أنه ما كان يرى قديما ما يراه اليوم من ضروب الفساد الضارب رأي العين.
ولا أجد عذرا لمن يزعم أنه حين رأى ما رأى - متأخرا- فار وثار، وعقد العزم على تصحيح الأوضاع بالقوة، وصمم على التآمر بليل مع شيعته على انتزاع الحكم من يد ولي الأمر.

ولا شك أنه مشهد عجيب أن يبقى امرؤ مراقبا للباطل وهو ينمو و يستشري عقدا أو عقدين من الدهر، ولا يشجبه لا سرا ولا علنا، بل يدافع عنه ما استطاع، ثم ينهض فجأة لتقويمه بحد السيف! لقد كان مقبولا في لغة المنطق أن يتجه أمثال هؤلاء الذين كانوا (ممكَّنين) في مفاصل الدولة، وذوي كلمة مسموعة في أرجائها، إلى شجب الفساد والإطاحة به متى رأوه - وقد رأوه طارفا وتليدا- ولكنهم صمتوا صمت القبور، كما صمت فريق أوسع من إخوانهم من الإسلاميين، من يسمون بفريق الإصلاح أو الاصلاحيين، أو اسم قريب من هذا من هذه التسميات التي سئمناها من انقاذ وطني، وإصلاح للإنقاذ الوطني، ومؤتمر وطني للإنقاذ الوطني، ومؤتمر عام للمؤتمر الوطني، ومؤتمر شعبي غير شعبي، ومؤتمر عام للمؤتمر الشعبي غير الشعبي!


ولا يساورني شك في أن من أرادوا أو يريدون سلوك سبيل التغيير الاصلاحي أو الانقلابي سيعودون إلى سيرة من سبقوهم في طريق الفساد الذي يحتجون عليه، فالجميع انبثقوا من طينة واحدة، وسيبقى معدنهم واحدا، وسيظل توجههم متشابها.
ثم لنعد إلى ما استفتحنا به من قول، وهو أن العفو من عند البشير قد كان مأمولا مأمولا لهؤلاء الذين خرجوا عليه أخيرا، فهم من أهل الفضل والسبق في الذود عن الحياض.
ولا ريب أنه قد كان للبدريين مقام خاص، كما كان للأُحديين مقام خاص.
وكان الكثير من الأُحديين يتطلعون إلى أن يكونوا من أهل بدر، ولكن فاتهم ذلك الشرف العزيز بسبب من تسارع الأحداث، فعملوا على التعويض بحماسة فائقة (أكثر من اللازم!) حيث أجبروا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الخروج إلى جبل أحد، بدلا عن البقاء بالمدينة والقتال من شوارعها، كما رأى صلى الله عليه وسلم، وكان رأيه الأصوب من حيث التكتيك العسكري.
وأسهم هؤلاء (ضمن عوامل أخرى) بنكبة للمسلمين بسبب من فرط تحمسهم و(رجالتهم) رضي الله تعالى عنهم.
ولكن مع ذلك نزل القرآن الكريم يأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالعفو عنهم والاستغفار لهم:« فاعْفُ عنهم واسْتغفرْ لهم« آل عمران :159.
ومن وحي هذا المثل الخالد عفا البشير عمن من تحدثنا عنهم من أفاضل ليسوا في فضل السابقين.
فالمرجو من هؤلاء وأشباههم أن يراجعوا فقه الدولة في الإسلام، وأن يقفوا بوجه خاص عند باب طاعة أولي الأمر، وأن يتدبروا عواقب عصيانهم وخيانتهم.

والمرجو ألا نصدم بشبيه لهذه الحركة المارقة كرة أخرى، لا بحسن نية ولا بسوئها.
والمرجو أن يفحص كل من تسول له نفسه الخروج على الحاكم بواعثه جيدا، فما أكثر ما تختلط الأطماع الشريرة في طلب العظمة والزعامة والعلو، بنوازع التجرد والغيرة ودعاوى مناهضة الفساد.
ولا عاصم من هذه الأمراض النفسية المصيبة إلا التقوى وعقاب رادع.
وقد أعذر من عفا مرة ثم أنذر.
فلا يستخفن مارق أثيم بعقاب أليم يطاله إن هدد أمن الوطن الكريم.

Post: #199
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-13-2013, 10:18 AM
Parent: #198

الوطني: لا مفاوضات مع المتمردين وعلى جوبا وقف دعم المتمردين
الإثنين, 13 أيار/مايو 2013 06:56


طالب القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، يوم الأحد، حكومة جنوب السودان بالكف عن دعم المتمردين السودانيين، وعدم إيواء أي من قادة التمرد، مؤكداً أنه لن يفاوض متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال إلا بعد هزيمتهم، وتحرير الأراضي السودانية. المجلس الوطني يدعو وسائل الإعلام لدعم القوات المسلحة معنوياً

طالب القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، يوم الأحد، حكومة جنوب السودان بالكف عن دعم المتمردين السودانيين، وعدم إيواء أي من قادة التمرد، مؤكداً أنه لن يفاوض متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال إلا بعد هزيمتهم، وتحرير الأراضي السودانية.

وقال المتحدث باسم القطاع السياسي؛ ياسر يوسف -في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع- "إن دعم جوبا للتمرد، عمل يعيق تنفيذ اتفاق التعاون المشترك مع دولة الجنوب.


ولفت إلى أن حكومة الجنوب، وعلى رأسها الرئيس؛ سلفاكير تم إخطارها فور وقوع الهجوم الأخير بالمعلومات المتوافرة لدى السودان، بتقديم الجنوب دعماً لهذه العملية .


ولم يستبعد يوسف أن يناقش موضوع دعم جوبا للتمرد خلال القمة التي ستجمع البشير وسلفاكير خلال زيارته المرتقبة للخرطوم .


وأكد أنه لا حديث حول المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال إلا بعد هزيمة التمرد، وتحرير الأراضي السودانية كافة.


وقال لن نتحدث خلال الفترة الحالية عن التفاوض مع المتمردين، بل سنهزمهم ونأخذهم إلى مائدة التفاوض صاغرين، ثم نبحث حينها عن حلول سياسية أخرى.


ودعا يوسف القوى السياسية، والشعب السوداني إلى الوقوف صفاً خلف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن.




شبكة الشروق


---------------


المهندس طارق محجوب القيادي بالمؤتمر الشعبي: علي الحاج يبحث عن مصالحة مع النظام أشبه بما حدث مع نميري
الإثنين, 13 أيار/مايو 2013 06:58


حاوره في نيروبي : عبد الحميد عوض
نقلا عن القرار
جمعني به الناقد الناشط السر السيد أثناء مشاركتنا في ورشة عمل صحفية في العاصمة الكينية نيروبي؛ بمجرد سماعي لاسمه حتى تذكرت شيئين؛ وثيقة الفجر الجديد, وما أدراك ما وثيقة الفجر الجديد؟ وتذكرت الرجل حينما كان عضواً في المجلس الوطني وقيادياً في اتحاد الشباب الوطني, وقبل ذلك رجعت الى قصة الصراع ما بين (وطني/ شعبي)؛ إنه القيادي في المؤتمر الشعبي المهندس طارق محجوب .
أخذنا - أنا والسر السيد - في جولة (ليلية) في العاصمة نيروبي؛ التي خبرها تماماً بعد الاقامة فيها لمدة خمس سنوات ولسان حاله يقول (ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق)؛ وخلال الجولة بدأ يحدثنا بإنبهار عن التجربة الكينية بتجلياتها السياسية الاقتصادية والاجتماعية والدينية وحتى التعليمية؛ وفي كل مرة يضع بأسف شديد المقارنة بين تلك التجربة مع نظيرتها السودانية.
انتهت الجولة في مقهى بوسط العاصمة؛ وفيه بدأت حواري معه تحت حبات المطر الذي لا تمل التساقط على بلاد جومو كينياتا؛ فضَّلت أن يكون السؤال الأول عن التجربة الكينية من منظوره كمعارض للحكومة السودانية التي كان قبل ذلك جزء من تركيبتها السياسية والتنظيمية.
*يقول المهندس طارق محجوب :(إن التجربة الكينية بحكم مشاهداتي ومعايشتي لها خلال السنوات الماضية أجدها متقدمة جداً)؛ ويضيف (على المستوى السياسي مثلاً؛ انتقلت كينيا من حكم ديكتاتوري تمثَّل في فترة الرئيس السابق دانيال أراب موي الى حكم ديمقراطي عبر آليات تحوٌّل شكلت الاختبار الحقيقي للديمقراطية؛ وهذا ما بدا خلال الانتخابات الأوليى بعد ذهاب موي, ومن المؤكد أن أهم تلك الاختبارات هي الأبعاد الإثنية التي صاحبت الانتخابات)؛ لكن الجيِّد في رؤية طارق هو أن الكينيين استفادوا تماماً من التجربة وطوَّعوها لصالح مشروعهم الديمقراطي؛ فبرزت الحكومة الإئتلافية التي نجحت الى حد بعيد في إعادة الأمن والسلام للبلاد؛ (بل نجحت فعلياً في اشاعة ثقافة السلام عبر اتفاق وطني يتجاوز ثقافة العنف؛ كان ذلك بالاستجابة الكاملة لتدخل المجتمع الدولي)؛ ضف الى ذلك والحديث لا يزال للأستاذ طارق محجوب إن الاستجابة تمت حتى حينما أٌتهم بعض المسؤولين بواسطة المحكمة الدولية؛ حيث ذهب نائب الرئيس ونائب رئيس الوزراء الى "لاهاي" حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية؛ واستمعوا الى الاتهامات؛ ودافعوا عن أنفسهم (ونتج عن كل تلك التطورات استقراراً سياسياً؛ وتطور في العملية الديمقراطية حتى وصل الجميع الى الاتفاق على مرحلة صياغة واجازة الدستور الجديد؛ وكانت عملية الاجازة الدستورية قفزة عالية للكينين).
هنا يضغط المهندس طارق محجوب أكثر على الكلمات لأنه سيتحدث عن اتفاق الكينيين من خلال الدستور على تطبيق نظام الحكم اللامركزي؛ وهو النظام الذي كان "قشة" قصمت ظهر بعير العلاقة بين أطراف الصراع 1999م (القصر والمنشية)؛ حيث يشير الى أن تطبيق اللامركزي في كينيا أعطى قوة وسطوة للمجالس التشريعية؛ وبات حكام المقاطعات بمعزل عن أي تأثير من قبل السلطة المركزية لأن الحكام ينتخبون مباشرة من سكان الولايات.
ويضيف محدثي إن التجربة الكينية بعد ذلك استمرت في التطور بقيام المؤسسات القومية بالانتخاب المباشر عبر الترشيح المفتوح عبر أجهزة الإعلام المفتوحة والمعاينات لها تتم بواسطة قيادات الخدمة المدنية؛ مثلاً المراجع العام للدولة يتم انتخابه؛ والنائب العام، ورئيس لجنة الانتخابات، ورئيس القضاء؛ اضافة الى ذلك حدث فصل حقيقي بين السلطات ووجد الشعب الكيني حرية سياسية؛ ووجدت وسائل الإعلام حرية أوسع لأن أجهزة الاعلام لاتمتلكها الدولة؛ بل تتبع لشركات مساهمة عامة أو خاصة من صحف واذاعات وتلفزيون؛ كما أن الدولة لا تتدخل فيها ولا تراقبها.
وفي كل هذه الأجواء تمت الانتخابات الأخيرة بعد إحصاء سكاني شاركت فيه المنظمات الدولية، والمنظمات الوطنية غير الحكومية، وبمنتهى الشفافية والموضوعية، وبناءً على التعداد تم إعداد سجل وطني انتخابي؛ وأٌدخلت الأجهزة الالكترونية؛ وبدأت الحملة الانتخابية بحملات دعائية مفتوحة لكل القوى السياسية؛ في منصب رئيس الجمهورية بلغ عدد المرشحين ثمانية فيهم مرشح مسلم؛ وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ كينيا؛ وفيهم امرأة؛ وكان الاقتراع متزامن مع ترشيحات نائب الرئيس، ونائب الدائرة، وحاكم المقاطعة، وممثل المنطقة في مجلس الشيوخ، وممثلة المرأة التي حدد لتمثيلها في الجهاز التشريعي والتنفيذي والمحكمة العليا بـ 30 بالمائة؛ أقول ـ والقول لطارق ـ ( إن الانتخابات جرت بشفافية عالية؛ وشاركت في مراقبتها المنظمات الدولية، والاتحاد الافريقي، والأحزاب السياسية بالرغم من إخفاق الأجهزة الالكترونية؛ وقد احتكم الجميع حول نتائج النهائية التي أعلنتها لجنة الانتخابات للمحكمة العليا؛ وكان قرارها فاصلاً).
*قلت له باشمهندس طارق محجوب أنت كنت جزءاً من التجربة السياسية السودانية في نسختها الأخيرة؛ هل تستطيع أن تعقد مقارنة بينها وهذه التجربة؟!
*أخذ محدِّثي نفساً عميقاً قبل أن يجيب إنه بالفعل راقب التجربة السودانية عن قرب وعن بعد؛ وأهم مراحلها وأخطرها مرحلة الخلاف داخل المؤتمر الوطني؛ والتي أدت الى تجميد الدستور، وحل المجلس الوطني، وإعلان حالة الطواريء، من ثم اتفاقية السلام الشامل 2005 م التي انتجت دستوراً مؤقتاً للبلاد؛ وانتهت بانفصال جنوب السودان؛ وعاد بعدها السودان الى مرحلة إعداد الدستور الدائم في ظل واقع خلافي واسع بين القوى السياسية في عدد من المواضيع وحتى في آليات وضع الدستور وإجازته؛ هل عبر مؤتمر دستوري أم استفتاء عبر جمعية تأسيسية؛ الحكومة ـ والحديث لطارق ـ تعلن عن تشكيل لجان لإعداد الدستور وتدعو الأحزاب الأخرى للمشاركة في إطارها؛ حتى في الوضع الراهن المجلس الوطني قابل للحل في أية لحظة متى ما قرر رئيس الجمهورية ذلك؛ فضلاً عن أن صلاحيات البرلمان في المراقبة ضعيفة جداً؛ إن لم تكن معدومة، الحريات الاعلامية غائبة، والأجهزة الاعلامية نفسها إما مملوكة للدولة أو مشاركة فيها بشكل أو بآخر سواء بالتمويل أو التحكم في الإعلان, أما الوضع السياسي بصورة عامة فمتدهور الى أبعد حدود؛ انفصل الجنوب والحرب في كل من النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور؛ وهنالك ضعف في التوافق الوطني؛ وانعدام للأرضيات المشتركة حتى يتم التفكير في حوار وطني بين الحكومة والمعارضة.
*قاطعته قائلاًُ الحكومة لديها دعوة عريضة للحوار؛ وذهبت أبعد بإطلاق سراح المعتقلين؛ لم يتردد هو أيضا في مقاطعتي حتى أكمل السؤال حيث ذكر:(إن الدعوة الأخيرة للحوار من جانب الحكومة تشكك فيها القوى السياسية المعارضة لأنه ترسَّخ لديها اعتقاد بعدم مصداقية الحكومة استناداً لتاريخها السياسي مع الاتفاقيات من نيفاشا، والدوحة، والشرق، والأنكا والأمَّر إن الحكومة تبدو أكثر حرصاً على الحوار مع الحركات المسلحة مع تجاهل الأحزاب التي تعمل في الإطار السلمي والقانون وهي مفارقة كبيرة جداً؛ آفاق التطور الديمقراطي واضحة جداً كما ذكرت لك في كينيا وكل دول ما يسمى بتجمع شرق ووسط افريقا؛ يا سيدي الوضع في السودان يتجه نحو التمزق) .
*سالته بعبارة واحدة : أين الحل ؟
*الحل بحسب اعتقاد مهندس طارق محجوب يكمن في إشاعة حرية العمل السياسي، والعمل الإعلامي حتى تتهيأ ارضية جيدة للحوار الوطني (هذا مطلوب تؤديه الحكومة)؛ الأمر الثاني هو محاربة الفساد بالقانون؛ (أنا اعتقد إن ذلك من الأسباب الأساسية المطلوبة لتحقيق المصالحة الوطنية في إطار الحريات ليبدأ حوار مناقشة اشكالات الأزمة السودانية والشرط الأهم أن لا يستبعد أي طرف من الأطراف عن مائدة التفاوض حتى ولو كان حاملاً للسلاح أو يعارض في إطار القانون؛ بعد ذلك أي اتفاق يتم التوصل اليه يحتاج الى وضع انتقالي يتفق على مؤسساته الجميع سواء كانت مؤسسسات تشريعية أو تنفيذية أوهيئة انتخابات)؛ ويسترسل محجوب في التنظير للحل: (خلال الفترة الانتقالية يتم الوصول الى انتخابات وفق منهج سليم يبدأ بالإستعداد والسجل الانتخابي والمراقبة والحيدة والنزاهة والشفافية) .
*هنا توقفت عن نقطة كنت اتلهف في الوصول اليها في الحوار مع مهندس طارق محجوب وهي الحديث عن وثيقة الفجر باعتبار أنه شخصياً من الموقِّعين عليها في كمبالا؛ فسألته عن الخلاف، عن الحلول التي ينظر لها، وعن الوثيقة, حينها أشار عليِّ أن فكرة الفجر الجديد تبدو مختلفة قليلاً إذ أن الفكرة فيها تقوم على حوار بين قوى وتنظيمات مسلحة وأخرى مدنية؛ وكان الهدف الوصول الى أرضية مشتركة بين الطرفين عبر حوار يناقش القضايا الوطنية؛ والدافع الأساسي لهذا الحوار هو أن الحكومة تتجاوز الجميع الا الذي يحمل السلاح وتعمل على تهميش القوى السياسية في الداخل؛ (كما أن وثيقة الفجر هدفت الى الرد على النظام الذي يدَّعي إنه لا بديل له فأردنا أن نضع هذا البديل بالتحاور مع القوى الحاملة للسلاح ضف الى ذلك أننا لا نريد أن نكرر تجربة الحركة الشعبية نفسها التي استبعدت في نيفاشا كل القوى السياسية التي كانت تتحالف معها؛ لذا كان القرار والهدف أن لا يتم حوار مع الحكومة الا مع مجموع القوى السياسية التي تحمل السلاح والتي لا تحمل السلاح؛ الوثيقة نصت على وقف التصعيد العسكري فوراً بعد بدء الحوار أو حدث تغيير سياسي للنظام من الداخل؛ كما عمل لقاء كمبالا على صياغة إعلان سياسي وليس وثيقة بالمعنى على أن يقدم الإعلان السياسي رؤية مبدئية لعموميات المصالح الوطنية السودانية؛ بشرط عرضها قبل الاتفاق النهائي على قيادات الأحزاب للموافقة عليها حتى تصبح أجندة للمؤتمر الدستوري؛ وقد عرضت بعد الأطراف مقترح التوقيع حتى يكون هنالك شيئاً من الالتزام فكان الاتفاق على توقيع الحضور.
*وكنت أنت طارق محجوب ممثلاً للمؤتمر الشعبي ؟
* لا؛ التوقيع لم يكن باسم الأحزاب؛ ولا القوى السياسية؛ بل كان بإسم الأفراد الذين حضروا وشاركوا كنوع من الالتزام؛ كما قلت لك على أن ترفع الوثيقة لقيادات الاحزاب؛ وتم تفويض ممثل التحالف الوطني، وممثل القوى الثورية بذلك.
*كيف ترى تعامل الحكومة مع الوثيقة ؟
*الحكومة تعاملت معها برعب؛ لأن الخطوة فيها تجميع للقوى السياسية كبديل متماسك للنظام؛ بل إن ردة الفعل الحكومية مضت أبعد من ذلك حينما اعتقلت قيادات الداخل ودعت الى حل أحزابهم؛ وللأسف الشديد استجابت القوى السياسية بالداخل الى الترهيب، والتهديد والابتزاز.
* حتى حزبك المؤتمر الشعبي ؟
*حتى المؤتمر الشعبي؛ الوزنة الوحيدة أحدثها توقيع حزب الوسط الاسلامي الذي أصر على موقفه ما أحدث طفرة في ممارسة العمل السياسي.
*هل تعرضت الى أية محاسبة من المؤتمر الشعبي على توقيعك في كمبالا ؟
*لم تكن هنالك محاسبة؛ كان هنالك توضيح من جانبي والتأكيد للحزب أنني وقَّعت على الوثيقة بصفتي الشخصية.
*انتقلت مع المهندس طارق محجوب بعد ذلك الى موضوع الحوار الذي ابتدره في ألمانيا الدكتور علي الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي مع الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية؛ حيث أعاد مهندس طارق على مسامعي إن الحوار الذي تم عبارة عن مبادرة شخصية لا تمثِّل المؤتمر الشعبي؛ وقال طارق إنه تحدث كثيراً مع دكتور علي الحاج في هذه الموضوع؛ وأن الأخير أكد له إنه ذهب ليطمئن على صحة علي عثمان؛ وبعدها تطرقا الى صحة الوطن؛ وكان الحوار بينهما على قضايا تهم كل السودان؛ ولم يكن باسم الوطني ولا الشعبي.
أضاف طارق إن دكتور علي الحاج أبلغه كذلك أن الحوار ارتكز على محورين أساسيين تم الاتفاق عليهما هما حرية العمل السياسي بالداخل وتحسين العلاقات مع دولة الجنوب؛ ويضيف طارق (عين ما يطلبه علي الحاج هو اتفاق مع النظام أشبه تماما باتفاق المصالحة الوطنية مع نظام جعفر نميري.
*يعني المشاركة ؟
*لا الاتفاق مع نميري لم يكن فيه مشاركة.
*كيف؟؟, ألم يكن لديكم وزراء ومستشارين ورواد أيام نميري ؟
*الاتفاق في بدايته مع نميري لم يشتمل مشاركة في الحكم كان فقط على الحرية؛ والمشاركة لم تكن شرطاً في الاتفاق نميري طلب المشاركة لاحقاً.
مصحح/رحيم
*لكن حوارات (العلين) اثارت عند الاسلامين اشواق الوحدة ؟
*لا اعتقد ذلك .
*اخيرا : لماذا انت هنا في نيروبي مقيما ؟
*وجودي في نيروبي ليس له اي اسباب سياسية , انا خرجت من السودان بعد ان طاردوني في رزقي , جئت الي كينيا بحثا عن هذا الرزق , وكنت اعود السودان باستمرار , اكرر اسباب وجودي هنا ليست سياسية .
*هل رجعت الي السودان بعد وقيعك علي الفجر الجديد ؟
*لا , لكن يمكن ان افعل ذلك في اي لحظة
*دون ان تخشي الاعتقال ؟
*انا متعود .
*اننتهي

نقلا عن القرار


-------------

شقيق البشير : د.غازي أفضل من يخلف البشير..لا علاقة لنا بالجعليين أسرتنا تنتمي للبديرية وهذه علاقتنا بالطيب مصطفى





لست ثرياً ولا أملك بيتاً وسيارتي أقساطها لم تدفع بعد ..الرئيس عنيد جداً ورفض مصافحة مبارك لهذا السبب.
05-12-2013 05:08 PM
حوار: عبد الباقي الظافر - إمام محمد إمام - يوسف الجلال

دفع شقيق الرئيس البشير اللواء طبيب (م) عبد الله حسن البشير بوجهة نظر مثيرة للجدل، وقطع بأن الدكتور غازي صلاح الدين يعد أكثر قيادات المؤتمر الوطني تأهيلاً لخلافة الرئيس البشير، ونفى وجود شخص أنسب لقيادة وزارة الدفاع بدلاً عن الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين. وقال عبد الله في حواره مع (الأهرام اليوم) إن الدكتور غازي صلاح الدين من أفضل الموجودين في الساحة على الإطلاق، وهو أكثر إنسان مؤهل ليكون خليفة الرئيس، لجهة أنه يمتلك مقدرات وملكات عالية مكنته من إحداث اختراق في كل الملفات التي أؤكلت إليه. وتمسك شقيق الرئيس بعدم الخروج مع الدكتور غازي حال انسلخ من المؤتمر الوطني وكوّن حزباً سياسياً جديداً. وزاد: "لن أخرج مع غازي إذا أنشأ حزباً، لكنني سأساند رؤيته الإصلاحية إذا استمر في الحزب"، منوهاً إلى ضرورة انتهاج خط إصلاحي داخل المؤتمر الوطني حتى لا يحدث تكلس سياسي. وفي منحى آخر كشف عبد الله أن أسرة الرئيس ترى أنه أفضل للبشير أن يتنحى في أحسن حالاته وكامل عطائه، بيد أنه عاد وأكد أن تلك الرؤية تتكسر عند عدم تجهيز خليفة الرئيس، لافتاً إلى أنه أفضل للرئيس والمؤتمر الوطني أن يواصل "البشير" لدورة ثانية يستصحب فيها فريق عمله على أن يقوم بتقديم خليفة بعد الدورة القادمة. وفي سياق مختلف أكد شقيق الرئيس أن الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين يعد ركيزة الجيش الأساسية، وأنه أفضل من يتولى حقيبة الدفاع، ومضى يقول: "إن الرئيس نفسه قال لو كنت أنا وزيراً للدفاع ما كنت أنجزت 50% مما أنجزه عبد الرحيم".
""""""""""""""""
بداية حدثنا عن جذور الأسرة؟
نحن أسرة بسيطة تمتد جذورها إلى منطقة حوش بانقا، ومنطقة صراصر بالجزيرة، ونحن من قبيلة البديرية الدهمشية ولسنا جعليين كما يشاع.
ما هي علاقة أسرة الرئيس بمنطقة صراصر؟
الأسرة لم تنتقل إلى صراصر، وانتقل إليها عمنا الصديق وشقيقته، لكن والدي وعمنا خالد استمرا في حوش بانقا. وأبي كان يعمل تاجراً بالأبيض، ثم عمل في معمل ألبان كافوري من سنة 1953م واستقر بها ولحقنا به بعد سنتين، بعد أن سبقنا حاج مصطفى والد الطيب مصطفى والأسرة إلى كوبر.
ما هي صلة القربى بينكم والطيب مصطفى؟
حاج مصطفى والد الطيب وحبوبتي أم أمي وحبوبة كمال حسن بخيت أشقاء، وحبوبتي أم أمي وحاج بلال وأم حسن بخيت أشقاء، أمي بنت عمة الطيب مصطفى وهو ابن خالها.
متى بدأت علاقة الرئيس البشير بالإسلاميين؟
في البداية لم تكن العلاقة معروفة بالنسبة لنا، خاصة أن والدنا كان اتحادياً، وكان يعطيهم القروش لكي يدفعوا اشتراكاتهم في جماعة الإخوان المسلمين، وكان يقول إنه مع إخوان حسن البنا، لكن كان له رأي في الترابي منذ ذلك الزمن، ويقول إن "الترابي زول دنيا" وزول سياسة، وكان والدي يعتد بنفسه جداً، وله شخصية قوية، وكثيراً ما كنت أقول له إنني سآتي بالترابي يقنعك، فكان يقول لي "أنا عليّ الطلاق أكتفوا وكلمة ما يقدر يقولها". وصفة الشخصية القوية ظهرت في اثنين من إخواني هما عمر والعباس.
هل تعني أن الرئيس عنيد؟
عندما حدث الزلزال في مصر، كانت العلاقات بين القاهرة والخرطوم سيئة جداً. وأذكر أن البشير وحسني مبارك التقيا في داكار في مؤتمر القمة الاسلامية، وتحاشى كل منهما مصافحة الآخر، لأن كليهما كان ينتظر الآخر أن يبادر باللقاء، وعندما حدث الزلزال، رأى المتنفذون في الحكومة السودانية أن يذهب الرئيس البشير إلى مصر لكنه رفض، وقال "عليّ الطلاق ما بمشي" لأنه وارد أن أذهب ويرفض مبارك مقابلتي، ويومها ذهب الشهيد الزبير محمد صالح بدلاً عن الرئيس.
لم تحدثنا بعد عن علاقة الرئيس بالإسلاميين؟
أول ملاحظة لنا حول علاقة الرئيس بالأسلاميين تمثلت في أنه كان يذهب لزيارة الترابي بمعية عطا المنان صالح وهو من الرعيل الأول للإخوان.
هل كان وقتها طالباً أم في المؤسسة العسكرية؟
الرئيس حينها كان في الجيش، والترابي كان يسكن في الواربوات بحري أيام كان النائب العام في عهد النميري.
هل كان الرئيس ميالاً للحوار في السياسة في سنواته الأولى؟
الرئيس كانت له نقاشات معنا وبالأخص في وجود الوالد، وكان يحتد فيّ، لكن مع ذلك لم نعرف انتماءه للإخوان المسلمين أصلاً إلا عندما جاءت الانتفاضة، وكنا نحن جزءاً منها بل إن جريدة الدستور كتبت عن الرئيس وعلاقته بالإسلاميين، وأذكر أن الترابي عندما خرج من سجن شالا عقب الانتفاضة، كنت أنا ضيفاً على أخي عمر، وأمرني أن أقوم بتوصيل الترابي إلى منزله. وقال لي بالحرف الواحد "قوم وصّل الشيخ"، وكان هذا في العام 1985م.
تقصد أن الرئيس البشير هو الذي طلب منك توصيل الترابي إلى منزله؟
نعم.. وقمت بتوصيل الترابي من مطار الخرطوم في عربة "داتسون"، وهي ذات العربة التي دخل بها الرئيس القيادة العامة.
لماذا إذن لم تظهر إلى العلن إلا عقب انقلاب الإنقاذ، وأنت لك مساهمات إبان الانتفاضة؟
أنا درست في الإسكندرية ست سنوات وذهبت بعد التخرج إلى السعودية، وفي المرحلة الثانوية كنت سكرتيراً للاتحاد الى ان جاءت مايو، وحلت الاتحاد العام للطلاب.. وعندما ذهبت الى مصر كنت ضمن قائمة اتحاد الطلاب ونلت ثاني اعلى اصوات.
كنت تعمل طبيباً في المملكة العربية السعودية وعدت إلى السودان بصورة مفاجئة؟
تخرجت في 1979م وحضرت من الإسكندرية الى الخرطوم، وعملت سنتين في مستشفى بحري والخرطوم، وبعدها تزوجت بالدكتورة نور الهدى، وسافرنا الى الاسكندرية ومن هناك ذهبت انا الى الرياض ورجعت زوجي إلى السودان، ومكثت هناك عشر سنوات، عدت بعدها للسودان بصورة عادية، صحيح ان ذلك تزامن مع دخول صدام الى العراق لكن لم يتم طردي او خلافه.
هل كنت تجد تقديراً خاصاً في السعودية كونك شقيق الرئيس؟
عندما زار الرئيس مدينة جدة، بحثت عني الحكومة السعودية، بغية ملاقاة الرئيس، وبعدها نقلوني من الهفوف الى الرياض.
هذا أول تعامل بروتوكولي معك كأخ للرئيس؟
نعم.. ونقلي إلى الرياض جاء في هذا الإطار.
بعد اجتياح القوات العراقية للكويت ما الذي حدث لك؟
لم يتم إبعادي واستمررت حتى العام 1991م إلى ان عدت الى السودان بكامل اختياري.
هل كنت تتوقع أن يقود شقيقك انقلاباً عسكرياً وهل تمنيت ذلك؟
أثناء دراستي للجزء الأول من الزمالة في بريطانيا، مع شقيقي صديق، كنت أتذكر الاوضاع السيئة في السودان، وفكرت ان يعمل اخي عمر انقلاباً، لكن تذكرت ان اسم "عمر حسن أحمد" لم يكن رناناً مثل النميري أو فاروق.
هل كنت تتوقع أن تنفذ الجبهة الإسلامية انقلاباً عسكرياً؟
أنا لم اتخيل ان للجبهة الاسلامية وجوداً عسكرياً كبيراً يتمكن من تنفيذ انقلاب عسكري، لكن كنت اعلم ان اخي عمر ذو شخصية محبوبة في الجيش، خاصة عندما زرته سنة 1987م في كادقلي وكان الرئيس وقتها في ربكونا يُحضّر لمعركة ميوم.
هل حضر الرئيس إلى الخرطوم بعد زيارتك له؟
نعم، حضر إلى الخرطوم وسجلّ البيان الأول في شهر مايو، حتى ان شقيقي صديق طلب منه مازحاً ان يقوموا بانقلاب عسكري، فما كان من الرئيس الا ان قال له "ما في عاقل بيرضى يقلبها".
أين كان الرئيس في يوم الانقلاب واليوم الذي سبقه؟
ليلة الانقلاب ذهب الرئيس إلى وداع ابن خالتنا الذي يستعد للسفر الى الامارات، بل طلب من الرئيس ان يقوم بتوصيله الى المطار، فقال له الرئيس "ما بوصلك".. واذكر ان اخي علي كان مشاركا في الانقلاب، لكنه لم يكن يعرف ان البشير مشارك، بل ان علي صلى بهم المغرب وقرأ آيات الجهاد، وعمر كان المأموم، وتمنى ان يكون عمر له دور في الانقلاب.
كيف بدأت علاقتك بالقوات المسلحة؟
عقب عودتي عملت بالخرطوم، واذكر انه ظهرت فكرة الانقاذ الطبي، وجاء من يطلبني للالتحاق بالعمل في الجنوب.
كم من المدة أمضيتها في الجنوب؟
أمضيت شهرين بين بور وملكال، بعدها ذهبت مرتين إلى الجنوب.
هل كان ذلك مدخلك إلى الالتحاق بالجيش؟
في 1993م طلبوا مني مرة ثانية الذهاب الى غرب الاستوائية برفقة دكتور عامر وهو ليس له علاقة بالإسلاميين وهو بطل الجمهورية في التنس. وفي نهاية 1997م طلبوا منا الدخول الى الجيش بصحبة مجموعة من الجراحين.
في أي رتبة تم استيعابك؟
في رتبة العميد، وبالنسبة لي لم تكن جيدة فقد قيدت حركتي.
حدثنا عن حادثة استشهاد شقيقك عثمان؟
كان ذلك في العام 1996 وكنت حينها في إيرلندا في تحضير الجزء الثاني من الزمالة.
لماذا كان عثمان ميالاً للانضمام إلى كتائب المجاهدين دون إخوته؟
صحيح أن عثمان كان أكثرنا تقوى، لكن كل اخوتي ذهبوا الى الجهاد، واذكر انه في العام 1992 كنا كلنا في العمليات في توقيت واحد، واخي علي كان في كسلا وانا في بور وصديق في منقلا والشهيد عثمان كان في اريات في الاستوائية والعباس ومصعب كانا في جوبا مع الشهيد عبيد ختم.. حتى ان عضو مجلس قيادة الثورة التجاني آدم الطاهر قال لي في بيت القائد في جوبا انه قابل اخي العباس، فاخبره بموقع اخوتي، فقال لي "كلكم في العمليات إلا عمر".
لماذا يجد الشهيد عثمان الاحترام وافراً مقارنة مع أشقائه؟
الشهيد عثمان كان أكثرنا ورعاً وتقوى، وما كان عندو حب الدنيا، وكان يجند نفسه لتنفيذ مشروع مصحف افريقيا الذي كان فكرة، وكان دائما يركب الموتر الخاص به لجمع التبرعات لمشروع مصحف افريقيا، وقبلها اشتغل في صحيفة الصحافة والراية كمدقق لغوي.
هل كان يجد تمييزاً في حياته أو بعد استشهاده كونه شقيق الرئيس؟
الشهيد عثمان كان لا يكمل تعريفه الى الاسم الرابع او الثالث، وكان يكتفي باسم "عثمان حسن" وصديق كان يعرّف نفسه بـ"صديق حسن أحمد"، ومحمد اخي كان عندما يذهب الى وزارة الداخلية يقوم موظف الاستقبال بإرجاعه، وانا قلت له عرّف نفسك بأنك شقيق الرئيس فرفض، فقلت له انا اول حاجة بقول (انا اخو الرئيس).. وعثمان ربنا يتقبله لم يكن يستخدم صفة شقيق الرئيس، وحتى في الجهاد كان يقول انه عثمان حسن وكثيرون لم يعرفوه الا بعد استشهاده.
تم قبولك في جامعة الخرطوم كلية الزراعة فلماذا تركتها وذهبت لدراسة الطب في الإسكندرية؟
أمضيت سنة في كلية الزراعة، واثناء ذلك قمت بالتقديم الى جامعة الاسكندرية بواسطة السيد محمد عثمان الميرغني مرشد طائفة الختمية وزعيم الحزب الاتحادي، وكان عنده قائمة لترشيح الطلاب، وانا دخلت الطب بهذه القائمة، عبر مدير مكتب محمد عثمان احمد عبد الله يرحمه وهو صديق عزيز لي.
بعد ان اصبحت عميداً في الجيش هل استمتعت بامتيازات شقيق الرئيس؟
لم يحدث هذا مطلقاً وحتى عند احالتي للمعاش.. اصلاً ليس لديّ حرس ولا سائق يتبع للجيش. حتى ان الاخ بكري حسن صالح في مناسبة افتتاح بعض المباني بالسلاح الطبي، قال لي امشي اقيف هناك مع اقدميتك ودفعتك، بعد ان كنت اقف بجانبه بحكم علاقتي معه.
ماذا عن دخول زوجتك الدكتورة نور الهدى إلى الشرطة؟
هي سبقتني إلى الشرطة وانا من قدمتها لذلك..
نالت الدكتورة نور الهدى لقب اول امرأة تترقى إلى رتبة العميد وكذلك رتبة اللواء في الشرطة فهل هذا لكونها زوجة أخ الرئيس؟
أبداً.. هي في الشغل ممتازة جدا، وحادبة على عملها، صحيح لم تكن هناك امرأة برتبة عميد او لواء لكن كما قال وزير الداخلية وقتها عبد الرحيم محمد حسين لا يوجد ما يمنع ترقي النساء.
هل فوجئت بقرار إحالتك إلى المعاش؟
لم يفاجئني القرار لأن الرئيس قال لي احسن تنزل.. لكن فوجئت بقرار فصلي من مستشفى القلب.
هل كان ذلك بسبب إحالتك إلى المعاش؟
المركز يتبع للجيش لكن به مديرون من المدنيين.
هل يعني ذلك أنك خُيرّت بين التجارة والعسكرية فاخترت الأولى؟
لم يتم تخييري، ونزلت للمعاش لأن ذلك رغبة الرئيس، انا كنت اكون في الخدمة طالما ان الرئيس في السلطة، لأن هناك قضايا كثيرة مثل المحكمة الجنائية، وهناك فرق بين ان تكون في الخدمة او ان تكون بالمعاش.
هل أوجعك قرار الإحالة للمعاش؟
عملت بالجيش ثماني سنين، وكنت اثق انني سأنزل برتبة فريق، وعندما تنزل في نفس الرتبة فهذا يعني ان هناك مشكلة ادارية او مالية او عملية.
هل أنت ضابط بالمعاش فقط حالياً؟
أنا الآن مدير مركز تدريب طب الطوارئ، وهو مركز خاص أملك 35% من اسهمه ومعي سبعة اطباء طوارئ وكلهم سودانيون.
هناك حديث عن أن الرئيس كوّن لجنة تنظيمية للوقوف على حقيقة استغلال أشقائه لنفوذهم؟
في العام 2002م كان العباس يعمل في الكيميائية وهي تتبع للتصنيع الحربي، وعلي تفرغ لاستقطاب الدعم لبناء التصنيع الحربي وجياد، واخي علي قطع على نفسه في مرة ان يستقطب 15 مليون دولار ومشى السعودية وجاب القروش وما شال منها دولاراً، ومن شخصية واحدة جاب 100 مليون دولار، ووقتها جاءني ناس الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة لكي امسك الموارد، وانا اعتقد ان لي علاقات واسعة ويمكن ان ادخل الى اي وزير او اي مدير، وقلت يمكن ان اوظف هذا الاسم للشغل العام سواء داخليا او خارجيا وبدأنا بالهيئة.
ما الذي حدث بخصوص اللجنة؟
في 2006م لما كان الزبير احمد الحسن وزيراً للمالية برز الحديث عن ان اخوان الرئيس شغالين في "البزنس"، فقام الرئيس بتشكيل لجنة من بكري حسن صالح والزبير وعلي كرتي وجاءوا إلينا في الهيئة انا وعلي والعباس، وطلبوا منا ان نتوضأ حتى نحلف على المصحف فقال لهم عباس انا طاهر، وسألونا وقلت لهم انا بصراحة شغلي مع الهيئة الخيرية كون علاقات كبيرة، وقلت لهم انا ذهبت الامارات وقابلت عبيد بن ناصري وزير البترول بصفته رئيس بنك ابو ظبي الاسلامي، وقابلت محمد بن خرباش وكان وزير الدولة للمالية بصفته رئيس بنك دبي الاسلامي، وقابلت شيخ منصور بن زايد بصفته رئيس بنك الخليج الاول في ثلاثة ايام، واذا لم يكن اسمي عبد الله حسن البشير هل كنت ممكن أقابله.
ما الذي حدث بعد ذلك؟
المهم قلت للزبير انني عندما جئت للهيئة كان عندها دورة مياه في السوق ويتم ايجارها بـ300 جنيه في الشهر، وعملت مشروعاً في جامعة الخرطوم شراكة بين الهيئة والجماعة وادخلنا منه في ستة شهور للهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة 40 مليار جنيه، ولو ما انا شقيق الرئيس ما كان ده حصل.
لمذا تركت الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة إذن؟
تركت الهيئة بعد هذه الحادثة والزبير يعتقد إلى الآن انني لا يفترض ان اشتغل.
أين كانت وجهتك بعدها؟
كونت علاقات كبيرة جدا وعملنا شركات لكن كلها فشلت ما عدا شركة واحدة اسمها البطريق، وانا ليس لي فيها اسهم وكنت رئيس مجلس الادارة، وكان عباس مديرها وهي مملوكة لعبد الكريم موسى.
هل سمعت بحي حوش بانقا في كافوري؟
نحن نشأنا في المنطقة دي، والرئيس قال أحسن نسكن كلنا مع بعض، واصلاً كافوري تربينا فيها ووالدنا عمل فيها.
لماذا أنت بالذات هدف للأحاديث التي تتكلم عن استخدام أشقاء الرئيس لنفوذهم؟
أنا رجل علاقات عامة ولا اعرف البزنس ولا افرق بين خطاب الاعتماد وخطاب الضمان، وليس لي تعامل مع اي بنك الا حسابي الجاري، ما عندي قروش لكن عايش كويس جدا، ومن نعم الله عليّ انني انفق نصف ما املك.. والآن العربة التي اقودها لم اتمكن من دفع اقساطها.
لماذا حينما يأتي مستثمر إلى السودان يقترن اسمك باسمه دائماً؟
أي مستثمر يجي إلى السودان يعتقد ان اقرب الطرق للحكومة هو شقيق الرئيس.. اخي علي يتحرج جدا والعباس برفض وكلهم برفضوا وانا بقول "أوكي". وأي مستثمر بجي بقدم ليه مساعدة من أجل خدمة البلد..
ألا تخشى أن يفتح هذا الباب الحديث عن فساد أشقاء الرئيس؟
أشقاء الرئيس اصلاً مستهدفون، وكذلك الرئيس وهذه حملة منظمة ومرتبة في مناظرة بقناة الجزيرة، بين د. عمر القراي وربيع عبد العاطي، القراي قال: ان هناك فساداً وراءه اخوان الرئيس وخاصة عبد الله، وانا اقول ان الهدف هو الرئيس لأن رأس ماله سمعته.
كنت تشغل أكثر من خمس وظائف فماذا تشغل حالياً؟
كلها راحت.. تركت الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة، وفصلت من شيكان بخبر او اعلان في الجريدة، وكانوا بدوني 1500 جنيه، ومن الجيش كضابط اتلقى 1500 جنيه رغم كل مؤهلاتي.. ومركز القلب يمنحني 8000 ألف جنيه، وحالياً في مركز تدريب طب الطوارئ فقط.
ترشحت للمنافسة على مجلس إدارة نادي الهلال فلماذا لا تتحول إلى السياسة؟
لا يوجد ما يمنع ذلك وأنا دخلت الرياضة مجاملة للأخ أشرف الكاردينال.
ذكرت أنك نادم على نزولك للمعاش بسبب المحكمة الجنائية فهل هذا يعني أنك لا تثق في الجيش والحزب لحماية الرئيس؟
لا طبعاً.. أنا ليس لديّ دور مثل الجيش او البوليس او المؤتمر الوطني.
الدكتور غازي صلاح الدين يطرح رؤية إصلاحية ما رأيك في ذلك؟
غازي صديق عزيز، وأنا أعتقد أنه من حيث الصدق والزهد والأمانة والأداء والعلم، ومن حيث التاريخ والرؤية، هو من أحسن الموجودين في الساحة على الإطلاق.. وإذا سئلت عن رأيي الشخصي فهو افضل خليفة للرئيس، وله مقدرات وملكات وعمل اختراق في كل الملفات التي اؤكلت له.
هل أنت متعاطف معه؟
نعم، أنا متعاطف معه جداً.
هل ستخرج معه إذا كوّن حزباً سياسياً جديداً؟
لن أخرج معه، لكن سأساند رؤيته الإصلاحية من الداخل، لأن الاصلاح من الداخل مطلوب حتى لا يحدث تكلس.
ما رأيك في الانتقادات العنيفة التي توجه إلى وزير الدفاع؟
في تقديري لا يوجد أفضل من عبد الرحيم لوزارة الدفاع، واقول ليك شهادة ما في زول سمعها، وهي ان الرئيس قال "لو كنت انا وزير دفاع لن استطيع فعل 50% مما فعله عبد الرحيم".. وانا اقول انه ممتاز جدا واعتقد انه ركيزة الجيش الأساسية.

الاهرام اليوم


--------------

الترابي يربط الحوار مع حكومة البشير بتسليم السلطة وقيام حكومة قومية





05-13-2013 06:12 AM
الخرطوم - بليغ حسب الله

ربط الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي قيام أي حوار بين حزبه المؤتمر الشعبي وحزب المؤتمر الوطني الحاكم بتسليم الأخير للسلطة أولا وتشكيل حكومة قومية، في وقت أعلن تحالف المعارضة عن اتفاق تم بين مكوناته، على أن تكون فترة إدارة الحكومة الانتقالية البديلة لحكومة الرئيس عمر البشير 30 شهراً.

وأقر الترابي خلال مخاطبته مؤتمرا لطلاب حزبه في الخرطوم بان من أخطائهم التي ارتكبوها عندما كانوا جزءا من النظام الحاكم هو عدم تقديرهم لفتنة السلطة، وأضاف " ما كنا نقدر خطر فتنة السلطة وهذه واحدة من أخطائنا ". ورأي الترابي أن الحركة الإسلامية في السودان ليست بطائفة وان الاختلاف بين الإسلاميين في البلاد ليس اختلافا حول منهج الحركة وإنما ما اسماه بسقوط الشورى وخيانة العهود.

وقال " إذا تابوا ورجعوا إلى الدين فهم إخواننا في الدين " وأضاف "إنهم في الحزب لا يسعون إلى وحدة البلاد فحسب وإنما وحدة كل الأمة الإسلامية".

وأبدي الترابي خشية من أن تؤدي الأوضاع الراهنة إلى تمزيق بلاده، وقال إن أحزاب المعارضة التي كانت في يوم ما من ألد أعدائه أصبحت الآن الأقرب إليه.

وانتقد الترابي ما اعتبره تناقضاً للحكومة بملاحقة المتمردين وفي نفس الوقت السعي للتفاوض معهم.

إلى ذلك أعلن تحالف المعارضة السودانية، عن اتفاق تم بين مكوناته، على أن تكون فترة إدارة الحكومة الانتقالية البديلة لحكومة البشير 30 شهراً.

وكشف عن اتفاقه على التفاصيل الخاصة بتشكيل الأجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية، وكافة مؤسسات الدولة، خلال الفترة الانتقالية.

وشدد القيادي في التحالف كمال عمر والأمين السياسي لحزب الترابي في كلمة ألقاها في لقاء الطلاب على توافق حزبه مع رؤية التحالف المعارض في قيام حكومة انتقالية بالبلاد. وأشار إلى أن الواقع الراهن للسودان يستدعي فرض فكرة سياسية جديدة تستهدي بها كافة الأحزاب، مؤكداً في هذا الخصوص، أن حزبه يمتلك ناصية الحلول لمشكلات البلاد الحالية والمستقبلية. ووصف عمر، رؤية حزبه لقيادة السودان لبر الأمان، بالرؤية التي يمكن أن تتوافق عليها مكونات المجتمع السوداني - على حد قوله -.

وشدد على أن المعارضة أجمعت على موجهات وسياسات الفترة الانتقالية، وعلى كل مراحلها، بما في ذلك تشكيل الجهاز التنفيذي والجهاز القضائي والتشريعي ومؤسسات الدولة. وقال عمر "من يسأل، إذا سقط النظام الحالي، فما هو البديل، فإننا نقول له إن البديل هو الشعب السوداني".

الرياض

--------------


--------------------------------------------------------------------------------
حوار

مدير إدارة الجودة والتطوير بوزارة الصحة
بروفيسور حسن عبد العزيز لـ «الصحافة»:«2-2»

حوار: إخلاص نمر : and#1645; البروفيسور حسن عبد العزيز يشغل منصب مدير الادارة العامة للجودة والتطوير بوزارة الصحة الاتحادية، وهو يفتخر بعضويته فى الحركة الاسلامية، اضافة الى مستواه العلمى المرموق وتخصصه النادر الذى حصل عليه، وكنت حريصة وانا اتلمس خطواتى للوزارة لإجراء حوار معه على استجماع افكارى وقراءاتى حول شخصية الرجل العلمية والعملية والسياسية، فدارت فى خلدى عدد من التساؤلات فى ما يتعلق بعضويته بالحركة الاسلامية وبرجالها وخاصة رموزها الحاليين وعلاقته بالشيخ الترابى ورأيه فى اسلوبه السياسى...الخ.. ولم تتوقف افكارى فى هذا المحيط فقط، بل ذهبت الى وزارة الصحة واحوالها التى يعلمها الجميع واسباب اتهامات التردى واضرابات الاطباء وغيرها من التساؤلات، ولكن بعد اجراء هذا الحوار كانت المخرجات مدهشة، فالرجل يحمل كثيراً من الهموم والحسرة، فاتحاً نيرانه فى كل الاتجهات.. وهو حوار مطول من حلقتين ندعو القارئ للوقوف على مفرداته وما بين السطور.
and#1645; عهدت اليك الوزارة إدارة الطب العلاجى ماذا قدمت؟
ــ من منطلق خبرتى ومؤهلاتى عكفت على وضع نظام هيكلى سليم للمستشفيات، وشرعت فى الاشراف على المجالس الاستشارية لعمل العديد من البروتكولات العلاجية، واعداد برامج تدريبية وتوعوية عن جودة الرعاية الصحية ومكافحة العدوى وتطبيق سلامة المرضى والحرص على تقليل الاخطاء الطبية، اضافة الى دلائل وسياسات العمل المهنى والصحى، وكان هذا كله فى عهد تابيتا بطرس وأبو عائشة، واعترف بأن هذا العهد شهد استقراراً غير مسبوق فى وزارة الصحة.
and#1645; قبل هذا التاريخ ماذا واين كانت علة الوزارة؟
ــ قبل هذا التاريخ لم أكن موجوداً، ولكن على حسب معرفتى كانت الصراعات موجودة، وقد ادت الى تغيير الطاقم الوزارى، وبعد انتهاء فترة تابيتا تم اسناد الوزارة للحركة الشعبية، وتم تكليف حسب الرسول وزير دولة، وبعد تكليفه مباشرة بدأت الحرب ضدى، اذ صدر قرار بتكليف طبيب اختصاصى جراحة اطفال ليتولى الادارة العامة للطب العلاجى، رغم انه ليس من منسوبى الوزارة وليس من اختصاصه ادارة النظام الصحى.
and#1645; هل اصطدمت معه؟
ــ لا.. لم اصطدم معه، والغريب فى الأمر أن القرار صدر باتفاق المتشاكسين ووزير الدولة والوكيل.
and#1645; ماذا كان ردك حينها؟
ــ اعترضت على القرار طبعاً، فصدر قرار بتكليفى مساعداً للوكيل للجودة والاعتماد، وهو قرار ترضية فقط وليس رؤية استراتيجية للوزارة، لأن الجودة ترتبط بتقديم الخدمة.
and#1645; يعنى «طبطبوا»عليك؟
ــ نعم.. وواصلت العمل رغم ذلك فى الادارة العامة للجودة، ووضعت نظاماً هيكلياً متكاملاً وخطة استراتيجية لم تجد اى دعم او التزام من قيادة الوزارة، او دعماً مالياً الا قليلاً من منظمة الصحة العالمية وجهودي الشخصية، فالادارة تعانى من نقص تام فى الموارد البشرية واللوجستية.
and#1645; ما هو تعليقك على اتفاق الوكيل والوزير بعد الصراع؟
ــ ربما كان لحاجة فى نفس يعقوب!!
and#1645; هل تعرضت لمضايقات بعد ذلك؟
ــ نعم تعرضت لعملية اغتيال مهنى ووظيفى متعمد منذ عودتى من الاغتراب.
and#1645; ما هو السبب من وجهة نظرك؟
ــ استخفاف بمقدراتى ومؤهلاتى من أناس منحوا مواقع لا يستحقونها أبداً بسبب الشللية والانتقائية، اذ كنا نتوقع بعد اعفاء الوكيل السابق ان يتم اختيار الوكيل وفق لوائح وموجهات الخدمة المدنية والاستحقاق والاسبقية والخبرة الوظيفية، لكننا فوجئنا وللأسف بقلب الهرم الوظيفى واختيار وكيل بترشيح من امين امانة العاملين السابق فى المؤتمر الوطنى صلاح قوش ووزير الدولة السابق الصادق قسم الله، ولم يخضع لمعايير مهنية أو وظيفية، مما يعنى أنه اختيار ظالم تجاوز أكثر من «15» دفعة مستحقة، حيث أننى اسبق الوكيل الحالى وظيفياً بحوالى «15» دفعة، فهل يعقل ان يقبل احد بتجاوزه بهذه الصورة غير المقبولة؟ وبفضل الله اننى خلال فترة وجودى خارج الوطن قدمت الكثير لهذا البلد، ولكنى قوبلت بجزاء سنمار، وفوق ذلك وقبل عودتى تعرضت ومازلت اتعرض لممارسة ازدواجية غير اخلاقية من قبل المجلس الطبى الحالى، وذلك لرفضهم تسجيلى طبيباً اختصاصياً فى التخصص الذى احمله باكثر من شهادة دكتوراة مكتملة العناصر العلمية والمهنية والعملية، فالمجلس الطبى يقدم تبريرات وحججاً واهية للرفض، بينما تتم معالجة الكثير من الشهادات «الاقل مستوى»، وهنا اقول لن اتراجع عن حقى المهنى، وساظل ادافع عنه بكل السبل القانونية المشروعة، حيث اننى احمل تخصصاً فى الطب غير مسبوق فى هذا البلد، وحصلت عليه بجدارة بعد مثابرة وجهد.
and#1645; ما هو الوضع الحالى لوزارة الصحة فى رأيك؟
الوضع فى وزارة الصحة مقلوب تماماً، وحديثى هنا مظلمة أرفعها الى الله اختصم اليه بشأنها فى الدنيا والآخرة، وهو الناصر ولو بعد حين، فالوضع متهالك ومتردٍ، ومرجع ذلك الشللية والمحسوبية والصمت على الاخطاء الفادحة مثل الإخفاق الذى صاحب توطين العلاج بالداخل وغياب الشفافية والمساءلة حوله وحول كثير من الأخطاء والتجاوزات التى حدثت فى جسد النظام الصحى دون اتهام لاحد، اضافة الى اقصاء منسوبى الوزارة وسيطرة الاطباء المعارين من الجامعات والقوات النظامية، فكل ذلك ادى الى السخط والملل الذى يستوجب المعالجة والاصلاح قبل فوات الأوان، ففى داخل الوزارة العديد من المتسلقين والمستجدين فى ما تعرف بالدائرة الصحية الذين يحاولون عزلى عن العمل التنظيمى والسياسى رغم تاريخى الناصغ فى هذا المجال، والدليل على ذلك التجاوز المتكرر فى كل اجتماعات ولقاءات الدائرة الصحية، على الرغم من اننى الممثل الوحيد للقطاع المهنى الصحى فى مجلس الشورى القومى!!
and#1645; أنت اذن مسجل فى مجلس التخصصات الطبية؟
ــ نعم بوصفي ممارساً عاماً، لكن المجلس يرفض تسجيلى اختصاصياً فى جودة الرعاية الصحية والصحة العامة، على الرغم من اننى احمل المؤهلات بوصفي معتمداً ومستشاراً من الجامعات الامريكية التى منحتنى هذه الدرجة العلمية.
and#1645; المجلس الطبى .. هل هو احد الدوافع لهجرة الاطباء؟
ــ أنا أعتقد أن المجلس بهيئته الحالية يحتاج الى اعادة هيكلة وتصحيح مفاهيمه، لأنه بوضعه الحالى وضع نفسه فى الدوائر التخصصية التقليدية، بينما اتجه العالم الى التخصص الدقيق قبل سنوات عديدة، واصبحت التخصصات الدقيقة لا تحصى ولا تعد، وسوف ألجأ للجهات العدلية لكشف ازدواجية التعامل داخل المجلس الطبى مع الاطباء.
and#1645; ماذا تعنى بازدواجية التعامل؟
ــ معالجة أمر بعض الشهادات، بينما يمتنع عن الأخرى.
and#1645; لماذا ذلك فى نظرك؟
ــ لأسباب شخصية بحتة.
and#1645; هل هنالك تداخل فى العمل بينك بصفتك مساعد الوكيل للجودة وبين مدير إدارة الجودة فى وزارة الصحة الولائية؟
ــ حسب النظام يجب ألا يكون هنالك تداخل، لأن وزارة الصحة الاتحادية بصفة عامة وبموجب قانون الصحة العامة لسنة 2007م هى صاحبة الولاية على امر الصحة فى كل انحاء السودان، وتقوم بالإشراف ووضع السياسات والمعايير ومراقبة وتقييم أداء العمل الصحى بكل الولايات، وهنالك مهام وانشطة اتحادية ليست من شأن الولائية مثل المجلس القومى للادوية والسموم والهيئة العامة للامدادات الطبية والهيئة القومية لاعتماد المؤسسات الصحية، وهى هيئة وطنية مستقلة أنشأتها وزارة الصحة الاتحادية، وهى الآن فى طور الاعداد بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومهمة الولايات هو إعداد مؤسساتها الصحية بمختلف المستويات لنظام الاعتماد، ولكن لا يحق لها القيام باعتماد مؤسساتها، لأن ذلك شأن اتحادى بحت.
and#1645; أنت الآن مع الانقاذ فى خندق واحد.. ما هي رؤيتكم حول عدم ترشح الرئيس واختيار خلف له؟
ــ أنا جزء لا يتجزأ من الانقاذ منذ قيامها، وانا ابنها وصادق فى ذلك بتوجهى ومنهجى، واؤمن بالمنهج وصدقه وصحته، والمنهج يبقى والاشخاض ذاهبون، والمنهج الاسلامى بطبيعته يعتمد على الجماعة وليس الافراد، فمسيرة الاسلام منذ الرسالة فقدت الكثير من القيادات مثل الرسول صلى الله عليه وسلم وحمزة والخلفاء والصحابة، فهم ذهبوا وبقى المنهج، ومهما حدث من تغيرات فلن تتغير الرسالة ولا المنهج، ولكن يتميز الاشخاص كثيراً، فالرئيس صديق شخصى منذ ان كنا طلاباً، وهو رجل ملتزم وصادق ومنضبط وقيادى وسياسى، وسيظل رمزاً إن بقى او ذهب، والانقاذ بها العديد من القيادات الصادقة الوفية التى تستطيع قيادة المسيرة.. وأنا اؤمن بتوحيد الجهود واصطحاب الآخرين، وقد عملت بصدق خلال قيادتى للإخوة المغتربين فى السعودية، ولا أؤمن بعزل الناس الا من أبى، والانقاذ قدمت انجازات غير مسبوقة، ولا انفى وجود اخفاقات تحتاج الى تصحيح وإصلاح.
and#1645; ودعت الرجل وعلى لسانه سؤال ينتظر الاجابة عن كل ما ذكر ووثقته الصحافة، بجانب سؤال آخر لمبادرة جمع الاموال لمرضى الكلى والقلب فى السودان، والتى تمت فعلاً بمعاملة رمزية خمسة ريالات مع كل جواز، ولكن الاموال ومنذ ذلك الوقت ابان فترة وجوده فى الخارج لم يأت ذ كرها ثانية، وهنا تأخذ أمنيات الرجل منحى التحرى والتحقيق فى ما ذهبت اليه هذه الاموال!!
and#1645; مرارات كثيرة تسكن قلب الرجل الذى ما انفك يؤكد ان الادارة التنفيذية لوزارة الصحة الآن «الوكيل الحالى لوزارة الصحة» ليست موقعاً سياسياً أو دستورياً حتى يسند بالموازنات او المعالجات الحسبية لأية شخص مهما كان!!
ودعت البروفيسور حسن عبد العزيز وفى داخلى امنية الجلوس ثانية معه فى لقاء قريب، فصراحة البروفيسور فى تحليل الوضع الصحى وادارة العمل بوزارة الصحة الاتحادية وكراسى الوزارة والجالسون عليها، تشدنى ثانية لمحاورته، ففى حقيبته الكثير الذى لم يخرجه بعد، والذى يشكل جلسة اخرى مع البروف الذى يردد دائماً إن مبادراته حمد بها «الذين يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا».

Post: #200
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-15-2013, 11:15 AM
Parent: #199


التاريخ: 15-مايو-2013



الوطني: تغييرات وشيكة في الحزب والدولة لمصلحة الشباب

الخرطوم: حمد الطاهر :

كشف المؤتمر الوطني عن تغييرات وشيكة داخل أجهزة الحزب والدولة لصالح قطاعات الشباب، وأماط اللثام عن رغبة رئيسه عمر البشير في إحداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة. ودعا الشباب لتحمل المسؤولية والاستعداد للمرحلة المقبلة.
وطالب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. الحاج ادم يوسف، في مؤتمر صحفي عقب لقاء له مع أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني امس «كل الذين تقدم بهم العمر في اجهزة الحزب والدولة بإفساح المجال للشباب اينما كانوا، وقال «ان الشباب هم الطاقة التي تصنع التغيير في الحاضر والمستقبل، ونعول عليهم ان يكونوا قادة البلاد علي جميع المستويات» ودعا الحاج آدم الشباب (الذين غرر بهم الشيطان ) حسب وصفه واتبعوا التمرد للعودة الي الصواب ووضع السلاح، واردف قائلا « ان التجربة العملية في حمل السلاح والحرب للذين سبقوهم لاخير فيها «.


واكد يوسف دعم الحزب لشبابه في اتجاه حواراتهم مع شباب القوي السياسية الاخري وقال نحن ندعم ونشجع هذه الجهود واشاد بمشروعات الشباب التي قال انها غطت جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتستهدف جميع قطاعات المجتمع ولا تقتصر على عضوية الجزب وحدها.
من جهته، أوضح مسؤول الشباب بالمؤتمر الوطني، عبد المنعم السني، انهم استمعوا الي تنوير حول الوضع السياسي والامني من رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاج ادم. وقال ان الشباب في جميع الولايات الان سلموا انفسهم لقوات الدفاع الشعبي للوقوف مع القوات المسلحة، وكشف عن توجيهات لتطوير المشروعات التنموية وقطاع الشباب ووضع خطط للبناء الحزبي.


من ناحيته، كشف نائب امين امانة الشباب بالمؤتمر الوطني، عبيد الله محمد عبيد الله، عن تغييرات وشيكة داخل اجهزة الحزب والدولة لصالح قطاعات الشباب، وقال انه بنهاية هذه الدورة التنظيمية سيكون هنالك تغيير حقيقي في اجهزة الحزب، وازاح عبيد الله اللثام عن رغبة رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية في إحداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة، وقال ان البشير اكد لهم في اكثر من موقع بأن نهاية الدورة الرئاسية ستشهد تغييراً في جهاز الدولة لصالح الشباب، وطالبهم بتحمل المسؤولية والاستعداد للمرحلة القادمة، مبينا بأن هنالك قيادات ظلت لفترات طويلة في مناصبها.

ووصف عبيد الله الاحداث التي احدثتها الجبهة الثورية بشمال كردفان بـ» المؤسفة»، وقال ان الجبهة الثورية تدعي مناصرة المهمشين ولكن للاسف اذاقت المواطين شر العذاب والتقتيل، وان ماتقوم به يكذب نواياها. وطالب بالوقوف مع القوات المسلحة والدفاع الشعبي لتطهير تراب البلاد من التمرد.


---------------

بأفواههم!!


2يوسف عبد المنان



{ من يقرأ تصريحات بعض المسؤولين في الدولة أو من يفترض أنهم مسؤولون (يتيقن) من قدرة التمرد على الوصول إليه في فراشه وسلبه حلي زوجته ونهب ماله واغتصاب بناته!! في يوم الاثنين خرجت تصريحات من البرلمان (أعلى مؤسسة) في الدولة تقول التصريحات "توعد البرلمان قادة الجبهة الثورية أصبحت بكارثة حال تجرأوا على دخول الخرطوم"، والبرلمان بهذا الخبر يوحي للقارئ بأن الجبهة الثورية أصبحت قريبة من الخرطوم ومسألة دخولها شارع العرضة وطلمبة الغالي وشارع الستين وارد بنسبة، وإلا لما أعلن معتمد الخرطوم- وهو ضابط كبير في جهاز الأمن الوطني تقاعد برتبة اللواء- عن كتيبة من القيادات لحماية الخرطوم وكتيبة قيادات السيد اللواء "عمر نمر" هي من يتصدى للدفاع عن الخرطوم المهددة بأقوال البرلمان، وليس القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والقيادات المستنفرين لحماية الخرطوم من خطر الجبهة الثورية برلمانيين ووزراء ومديري شركات ورؤساء تحرير صحف وناشطين في العمل العام.. ومعتمد الخرطوم نفسه حينما يلتقي المستثمرين الأجانب الراغبين في الحصول على فرص استثمار يقول "الخرطوم أكثر عاصمة أمناً في العالم"، ويغمض عينيه عن تصريحاته عن تكوين كتيبة من القيادات تحمي الخرطوم.. كيف لمستثمر (يغدق) على مشروع زراعي أو صناعي في عاصمة بلد يضطر واليها وحاكمها لاستنفار وحشد القيادات السياسية للدفاع عنها؟


ولماذا لا تطالب الجبهة الثورية بهيكلة السلطة والحكم والمطالبة بنصيبها في القصر وتبديل هوية البلاد من إسلامية لعلمانية إذا كان البرلمان المنتخب بتوعد قيادات الجبهة بالثبور وعظائم الأمور إذا هم تجرأوا على دخول الخرطوم.
{ وجهاز الأمن الوطني يجد نفسه (مضطراً) للتضحية بسمعة وذمة بعض الصحف وبعض القيادات ويصدر بياناً مكرهاً عليه لإثبات حقائق لا ينبغي تغافلها.. والمواطنون أصبحوا ضحايا لفخ نصبته الحركة الشعبية وطعماً سربته عن قصد لتنشغل الساحة بمقتل "عبد العزيز الحلو" ويختلفون في مكان دفنه هل في واو البعيدة جداً عن مسرح العمليات أم في مقبرة (اللويرا) بالقرب من "يوسف كوة".. وتحليلات كلها تصدق خبر مدسوس عن مقتل "الحلو" وفي (غفلتنا) تلك توجه الحركة الشعبية بقيادة "الحلو" ضربة موجعة باحتلال إحدى المدن الكبيرة.. لكن جهاز الأمن أنقذ السياسيين من التمادي في الوقوع جهلاً في أحضان الفخ الذي نصبته الحركة الشعبية فمن ينقذ المؤسسات مثل المجلس الوطني من ترديد تصريحات ضررها أكبر من نفعها، ومن يحدث معتمد الخرطوم بأن محليته محمية بالجيش والشرطة والأمن، والجبهة الثورية عاجزة عن مجابهة قواتنا في ريفي "أم دورين" دع تهديد "كادوقلي" أو حتى "دلامي" فما الذي يجعلك تزج بالخرطوم وتجعل حمايتها تحت رحمة كتيبة من القيادات؟.



--------------

د. قطبي المهدي في حوار ساخن مع (الأخبار)
التفاصيل
المجموعة: لقاء خاص
تاريخ النشر
أبيي شمالية والحكومة أخطأت بالمساومة عليها
كل مرافق الدولة تعاني سوء الإدارة
المؤتمر الوطني فشل في أم روابة
الصقور موجودون في الأحزاب الأخرى
لا نقبل وساطة الجنوب وعرمان عميل وخائن
حاورته – لبنى خيري
تصوير – كرار
لا أعلم هل هي الخلفية الاستخبارية أم هي طبيعة الرجل.. فكلما جلست إلى د. قطبي المهدي وحاولت استفزازه أجده يبتسم ويجيب بهدوء ودبلوماسية مغلفة!! وأعود لأهاجم ويرد الكرة بهدوء غريب وهو القيادي بالمؤتمر الوطني والإسلامي منذ سنوات الشباب كل ما يدور في الساحة من حراك عسكري وسياسي وتخوفات من تشرذم متوقع للبلاد وأحاديث عن فساد في السلطة والإسلاميين كلها طرحتها على د. قطبي.. فأجاب وأوفى.. لكنه لم يستفز!!
# د. قطبي خروجك من المؤتمر الوطني غاضباً ومغضوباً عليك حاولت تعديله بتصريحاتك الداعمة لعودة البشير رئيساً لولاية أخرى وهو أمر لم يحمد لك بل أخذ عليك؟ وهناك همس بأنك تتطلع لموقع أفضل؟
= كثير من المواقف التي يأخذها الناس عن مواقف السياسة تكون مجرد تخمينات غالباً في أذهانهم فقط فأنا لم أخرج من المؤتمر الوطني وموجود في المكتب القيادي والشورى والمؤتمر العام وكل هذا لا يعني شيئا طالما أنا مقتنع بفكر وطرح الحزب ومواقفه، فعلاقتي بالمؤتمر ليست علاقة مواقع، والشيء الثاني أنا ليست لديَّ رغبة ولا أتطلع لأي وضع خاص داخل المؤتمر الوطني أو الدولة واياً كان الموقع الذي سيختار لي سأقبل به وإن تركت كل هذه المواقع فلن يؤثر هذا في وضعي كمناصر لخط فكري معين فأنا نشأت في هذا التيار الإسلامي الذي أصبح جزءا من شخصيتي.
# إذن لست غاضباً؟
= لا .. لا أنا كنت ناقداً وهذا أمر طبيعي لكل شخص حادب يجب أن ينظر للأمور بمنظور المقيم الذي يسعى للإصلاح والتقدم.
# موقفك السالب حيال ما حدث لغازي صلاح الدين يؤكد حديثي وأنت تتحدث عن الانتقاد؟
= عندما ظهرت مذكرة الألف كنت أمينا سياسيا للحزب وكان موقفا واضحا وقلت أن هذه المطالب طرحت داخل الحزب وأننا متوافقون مع هذه الأطروحات وهي لا تعني تمردا، أما التطورات الأخيرة فكل شخص كان لديه رأي حول إعادة ترشيح الرئيس البشير أنا كان عندي رأي، وغازي كان لديه رأي.
# ما يحدث داخل المؤتمر الوطني وما حدث لغازي يعود بنا لاتهامات قديمة وهي سيطرة الصقور داخل الحزب؟
= الاصطلاحات لا تنطبق على كل وضع بل تستخدم في السياسة التقليدية فلا يوجد صقور وحمائم داخل الوطني الخلافات موجودة لكن ليس بهذا التصنيف والمؤتمر الوطني لديه خاصية وهو أنه حزب عقائدي والناس يلتقوا في فكر معين يذوب الفوارق لوجود مرجعيات يلتزم بها أما الأحزاب الأخرى فطبيعة الناس فيها متشددين أو متساهلين هي التي تحكم وفي هذه الأحزاب يجوز وجوود صقور وحمائم.
# د. قطبي ما يحدث خاصة ما حدث في أم روابة يدل على أن المواطن آخر أولويات الدولة وكان على الحكومة إعلان فشلها بل الاستقالة حسب مراقبين؟
= هذا حكم تعسفي فالطبيعي أن توجد الإدانة للمتمردين الذين حملوا السلاح ودحروا المرافق التي أقامتها الدولة من قوت وعرق الشعب.. ففشل الحكومة أو الحزب الحاكم في أنه لم يكن حاضراً في أم روابة فلو كان حاضراً لتصدت كوادره لهذا الهجوم وهم يعلمون أن هذه المنطقة معرضة أصلاً للهجوم فالدفاع الشعبي كان يجب أن يكون حاضراً وحتى بعد الهجوم لو كانت كوادر الوطني موجودة لاختلف انطباع الرأي العام ولتوجه سخطه للمتمردين وآزروا الدولة والقوات المسلحة فغياب الحزب والمبادرة السياسية له في أم روابة وفشله في تعبئة الرأي العام هناك هو سبب خروج مظاهرات غاضبة على الحكومة بدل المتمردين.
# الرأي العام ظل يتحدث عن أبراج وزارة الدفاع والميزانية المفرطة للأمن والدفاع وهذا الصرف لا يبدو على أرض الواقع بل أن وزير الدفاع قد طالب بزيادة مرتبات الجيش بعد الأحداث؟
= رجال القوات المسلحة يحتاجون لرفع روحهم المعنوية وهم يستشهدون من أجل الوطن ومرتباتهم كانت ضعيفة لا يقبل بها عامل.. أما عن أبراج الدفاع فأنا أذكر أنني كنت اتحسر وأنا أمر في السابق أمام مباني القيادة العامة والتي كانت مجرد أكواخ عشوائية متهالكة وأي شخص يشاهدها يأخذ فكرة محيطة عن قدرات القوات المسلحة وكنت أرى في ذات الوقت مبنى قوات اليونميس في شارع عبيد ختم عبارة عن قلعة مبنية ومؤسسة جيداً تعطيك انطباعا أن هذه هي القيادة العامة بالتالي هذه واحدة من أساليب رفع الروح المعنوية من قبل وزارة الدفاع والأموال التي صرفت شرحها وزير الدفاع من قبل.. فهذا الأمر إيجابي لأجل القوات المسلحة التي ظلت تعمل في الخطوط الأمامية من أجل الوطن والمواطن.
# د. قطبي ألا ترى بأن تعنت الحكومة فيما يخص رفض مناقشة بند الشؤون الإنسانية استخدم من قبل قطاع الشمال ككرت ضغط بحسبان أن الحكومة ترفض وتتعنت فلماذا لم تقبلوا بالتفاوض من الآخر؟
= الحكومة ليست ساذجة وعرمان لم يلق هذا الكرت لترفض الحكومة عرمان يعتمد استراتيجية معروفة وهي استغلال العامل الإنساني في الوسط الدولي لإثارة المجتمع الدولي لأنه ليس لياسر أو حركات التمرد قضية حقيقية فما هي قضية التمرد في جنوب كردفان نحن وقعنا سلام نيفاشا فما هو المبرر للمتمرد الذي عطل التنمية والخدمات هناك خطف لعمال ومهندسين صينيين وطرد لمستثمرين فإذا كانت المسألة مسالة مشاركة فالحركة الشعبية نالت قسطا وافرا والمشورة الشعبية قطعت شوطا كبيرا وأبناء الولاية أصلاً مشاركين فلا مبرر للتمرد فهم اضطروا لخلق مشكلة إنسانية لاستعطاف المجتمع الدولي وحتى يجدوا مبرراً للتدخل الأجنبي وهذا ما حدث فالمرة الأولى كانت هناك مشكلة نازحين في المناطق التي يسيطر عليها الحلو ولم تكن هناك مشكلة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بل إن الحكومة عالجت مشاكل النازحين وما حدث في أبو كرشولا سببه التمرد ضمن الذي تسبب في المشكلة الإنسانية هناك ذبح وسجل للمواطنين وقيادات المؤتمر الوطني ذبحوا الأطفال أمام آبائهم وشرودوا آلاف الأسر من الذي تسبب في المشكلة الإنسانية هذا الأمر المقصود منه استعطاف المجتمع الدولي والذي عليه إدانة التمرد.. فكرة التدخل هو المطلوب لأن عرمان والآخرين مستأجرون ليقوموا بذلك.
# نفس هذا الحديث يقوله د. غندور إذن وأنتم تعلمون أجندتهم ويرفضهم معظم أبناء المناطق بحسبان أنهم لا يمثلونهم فلماذا تجلسون إليهم؟
= في رأيي الشخصي أن هؤلاء خونة وعملاء ويجب ألا نجلس معهم لأنه ليست لديهم قضية وأهل المنطقة موجودون هؤلاء لديهم مكاتب في إسرائيل ويتعاملون معها فهم مجرمون.
# ما أن تجلس الحكومة للحركات إلا ويصبحوا إخوة سلام وما أن يهاجروا ويرفضوا التفاوض يصبحوا متمردين ويبدأ الإعلام الحكومي في بث الأناشيد الجهادية وتسميتهم بالعملاء والخونة.. لماذا يتعامل المؤتمر الوطني وفق أمزجته التي تتغير وفق التطورات؟
= ربما كان تأرجح موقف الآخرين له دور في ذلك الجبهة الثورية أوالحركة الشعبية لأن المؤتمر الوطني ومنذ فترة طويلة أعتبر السلام خيارا استراتيجيا لكن عندما يشعر بتهديد فهو يستقر والطرف الآخر متأرجح جداً فأحياناً يميل للسلام وأحياناً يميل للحرب.
# مطالبة سلفاكير التدخل بينكم وقطاع الشمال.. هل هو مصدر ثقة للتوسط؟
= أذكر في أول مرة طرح فيها سلفاكير هذا الأمر شعرت بأن الجنوب ليس وسيطا في هذه القضية لكن يمكن أن يلعب دور إذا التزم بالمصفوفة لكن مع هؤلاء لا نحتاج إلى رسالة خاصة من دولة الجنوب التي تعرف ما عليها فعله وهو الارتباط مع قطاع الشمال وطرد الحركات المتمردة من أراضيها وتفكيك معسكراتهم.
# وماذا عن موقف يوغندا الأخير والحديث عن منع الجبهة الثورية إقامة اجتماعاتها على اراضيها؟
= هذه مجرد تكتيكات ومواقف سطحية من يوغندا لأن الجبهة الثورية بعد أحداث أم روابة أدينت من المجتمع الدولي فهي فقط منعت اجتماع الحركات لكن لم تطردها من أراضيها.. فهذه مواقف لا تبني الثقة مع يوغندا.
# تجاوز الحكومة للقضايا الأساسية خاصة المنطقتين وابيي وعدم الاهتمام بالتفاصيل أعاد للأذهان مقولة قرنق أن الشيطان في التفاصيل وما حدث في أبيي قبل أيام بين المسيرية والدينكا أكبر دليل على ذلك؟
= المشكلة بدأت عندما قبلت الحكومة المساومة في منطقة شمالية مع قرنق فأبيي شمالية حتى لو وجد فيها جنوبيون أو أثيوبيون فالحدود هي الحدود فالآن يوجد مساليت وعرب وزغاوة في تشاد.. ما المشكلة فأي شخص داخل الحدود السودانية هو سوداني ابن سودانية، ففي نيفاشا اخطأت الحكومة عندما ساومت حول منطقة شمالية والمؤامرة كانت أن يمد التمرد أقدامه في الشمال أما الخطأ الثاني فهو أن الاتفاقية وضعت حلولا للمناطق لم تلتزم بها الحركة لذا عدنا للمربع الأول، أما المشكلة الثالثة أن الحركة الشعبية هي التي خلقت هذه المشكلة حينما دخلت للمنطقة ففي تقديري أن تكون خيارات الحكومة واضحة وهي التمسك باتفاقية نيفاشا ويجب أن يكون التحسن في العلاقة مع دولة الجنوب عاملا مساعدا وأنا واثق أن الدينكا والمسيرية يستطعيان التعايش مع بعضهما البعض.
# مبادرة علي الحاج صمت صوتها فجأة وبدأ الحديث عن أسرار وراء المبادرة لا يعلمها سوى الإسلاميين أنفسهم؟
= لم أسمع في المكتب القيادي عن أسرار حول المبادرة وطبيعة العلاقة بين الشعبي والوطني لا تقتضي أسرار فهي قضية حزب أنفسهم والشعبي ليس دولة فلا توجد سرية والمبادرة حلقة من حلقات التواصل وهي أخذت أهمية لأنها مع النائب الأول فحتى لو كانت على المستوى الشخصي وأدت لأن ينضم علي الحاج للحكومة فهذا حدث كبير لأن علي الحاج أيضاً شخصية اعتبارية.
# لكن هي أجهضت؟
= لا أعتقد أنها أجهضت وهي تعبير عما يحدث داخل الشعبي ووجود مجموعات ترى بأن الخلاف يجب أن يزول واحدة من أسباب هذه المبادرة.
# وماذا عن تأجيل المؤتمر العام للحزب؟
= التأجيل كان مرتبطابقضايا معينة.
# الخلافات داخل الحزب تقصد؟
= أبداً لكن موضوع مداولات حول مستقبل خط الحزب ومنها التعديلات فالغرض منه أن يكون هناك توافق بين الدستور والنظام الأساسي للحزب.
# وماذا عن التمديد للرئيس لخمس سنوات؟
= لم يكن المعني بالتمديد الرئيس البشير بل أي رئيس قد يأتي.
# الشعب الآن يعيش معاناة كبيرة والاقتصاد متدنٍ والطبقية أصبحت سائدة.. كيف الخروج؟
= أعتقد مقارنة مع كثير من الدول أن انتقالنا كان سهلا جداً لم يخلق أزمة أو كارثة اقتصادية وهذا نتيجة لأن الحكومة كانت واعية للمشاكل التي يسببها هذا الانتقال، وهناك مشروعات اهتمت بها الدولة لمعالجة الأمر مثل التمويل الأصغر تشجيع البنوك لتمويل الحرفيين وظهرت كثير من البنوك لدعم المواطنين وللاسهام في معالجة مشكلة الفقر لكن طبيعة اقتصاد السوق كثيراً ما يخلق فجوة بين الطبقة الوسطى والفقيرة والطبقة الوسطى الآن ليست كبيرة.
# لكن مع معاناة وفقر مدقع يعاني منه الشعب أثرى الإسلاميون وطالتهم الاتهامات بالفساد والغنى على حساب الشعب؟
= كنا نتهم قدامى السياسيين بالفساد والثراء بدءاً من عبود وعبد الله خليل والأزهري لكن أثبتت الأيام أن بعضهم ماتوا فقراء هذا هوس في أذهان بعض الناس. زمان كنا نعرف بيت أبو العلا وعمارات فلان.
# شخصيات معروفة لكن الآن مئات القصور لا يملكها الإسلاميون بل شخصيات غير معروفة؟
# مئات القصور التي تتحدث عنها ظهرت فترة الإنقاذ وكأنها خرجت من باطن الأرض اليست هذا اعتراف مباشر بالفساد الحاصل؟
= كل هؤلاء غير إسلاميين نعم أنا اعترف بوجود عشرات العمارات والأبراج لكن لا علاقة للإسلاميين بها.
# الاتهامات التي طالت أخوان الرئيس بالفساد هل تأتي ضمن هذا السياق؟
= أنا أعرف أخوان الرئيس ما فيهم واحد غني محمد موظف في وزارة التربية في أبو ظبي عاد للسودان بعد المعاش، وعلي درس معي في أمريكا وما يثار عن امتلاك اخوة الرئيس لشركات هذا أمر طبيعي لكن أخوان البشير غير مفسدين والفساد عملية أخلاقية وربما أن الانقاذ لم تهتم بهذا الجانب أي أن الفساد ليس في البزنس بل أخلاقي واجتماعي وكما أسلفت الإنقاذ لم تهتم بتربية الأفراد على قيم معينة.
# إذن في رأيك كيف الخروج من كل هذه الأزمات؟
= توجد مشاكل تنمية وسوء إدارة في كل المرافق الملفات السياسية فيها سوء إدارة وحتى الرياضة مما أودى بمستوى الفرق وهناك عدم احتراف في الإعلام أما الحزبية فهي أكثر ما اضر بالسودان وهي اسوأ من القبلية فالأحزاب عندها هم واحد وهو الوصول للسلطة.
# حتى الحزب الحاكم؟
= نعم الحزب الحاكم ايضاً يعاني من هذه المشكلة والسودان الآن في مرحلة بناء وأي دولة من الدول المتقدمة مرت بهذه المرحلة مرحلة يجب أن تكون فيها خطة تنمية واضحة المعالم وهي تحتاج لتعبئة شاملة ولتضحيات وصبر لانجاز هذه الخطة أيضاً نحتاج لحكومة كفاءات فالبشير بعد الانتخابات تحدث عن حكومة قاعدة عريضة لكن الناس انصرفوا لانها حكومة تضم الأحزاب بكل ضعفها بل كان يجب أن تكون حكومة كفاءات ببرامج تنمية واضح مبرمجة زمنياً ويجب على أي سوداني وطني ان يقتنع بهذه الفكرة هذا هو المخرج للازمة الاقتصادية والإدارية والتوجه لترسيخ القيم الأخلاقية التي تعيد بناء المجتمع بطريقة معافاة وتغرس قيم الفضيلة والنزاهة بحيث تصبح ثقافة وطنية بحيث يستطيع النزيه أن يهمش الشخص غير الأمين هذه ثقافة تحتاج لجهد كبير من قبل المؤسسات الارشاد والاوقاف والتربية والإعلام الذي له دور في اعلاء القيم الأخلاقية.
# وماذا عن الأمن؟
= من الخطأ الغاء مسئولية على الأجهزة الأمنية فالشعب السوداني جرب معاناة الحرب ونحن مثلا في شرق السودان الوعي لدينا متقدم خاصة بأولوية التنمية على الحرب أو الصراع فأهل الشرق متنبهين ان لا يتحول الشرق إلى دارفور فبجانب تهيئة القوات يجب أن يكون الشعب واعي لرفض الحرب ودور المنظمات الشعبية والسياسية القاعدية فالحكومة تعتقد أن ثقافة السلام تعني إنشاء معهد خاص بالسلام في احدى الجامعات ليكون منتدى لبعض المثقفين وينتهي دوره هنا، لكن نحن واعين بالاستهداف الخارجي الذي في تقديري لن يؤثر إذا لم يجد ثغرات داخلية وأنا القى بعض اللوم على استراتيجياتنا واسلوب التفاوض والاتفاقيات التي توقع هذا اسلوب غير سليم لحل المشاكل والتي بدلاً عن أن يتم فيها التنازل للحركات يكون البديل تقديم خدمات للمواطنين وليس الجلوس لعملاء يستنزفون البلاد


--------------

المسرح السياسي السوداني..
موسم الهجرة إلى المعقول !! (3)

محطات -

د. النجيب قمر الدين

الاخبار

** إنقسام الإسلاميين عمّق الأزمة السياسية السودانية وشوّه الخطاب والمشروع !
** حكومات الوحدة الوطنية فشلت في تحقيق أهداف المشاركة السياسية !
** الواقع السياسي المأزوم هو حصاد الصراع علي السلطة في السودان !!
** (حضرنا ولم نجدكم ).. معيار الجدية والإلتزام لدى قوى الإجماع !!
** الحركة الإسلامية.. هل أضاعت فرصة الخلافة الديمقراطية في السودان ؟؟
** الإسلاميون والشيوعيون متساوون في السلوك الإنقلابي على الشرعية الديموقراطية
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
** أهي الريح تهب من تلقاء كاظمة؟
** أم هل هو البرق يومض في الظلمات من أضم ؟
** أم هي ريح الصبا تهب من نجد، ودريت، ما نجد!
** أم هل هي الأزمة تشتد فيؤذن ليلها بالبلح!!
** أم هل هو الضوء في آخر النفق، كما يقول أهيل زماننا هذا؟
هل هو موسم الهجرة إلى المعقول؟!
الإسلاميون.. دعوة لمواجهة مع الذات



* الحركة الإسلامية السودانية التي نشأت كحركة صفوية وسط الطلاب وأبكار المتعلمين، في خواتيم الأربعينيات، دخلت المعترك السياسي الجماهيري في مطلع الستينيات ولعبت دوراً طليعياً بارزاً في ثورة أكتوبر 1964, وطرحت قياداتها على الساحة السياسية وعلى رأسهم الرقم البارز الدكتور حسن الترابي.


* وسط أبكار المتعلمين السودانيين برزت الحركة الإسلامية نداً كفؤاً لحركة اليسار السوداني، ممثلة في الحزب الشيوعي السوداني، الذي قدم نفسه جماهيرياً بواجهات متعددة منها الجبهة المعادية للاستعمار، والجبهة الديمقراطية. وشكلت الحركتان، الإسلامية والشيوعية، نواة لما اصطلح على تسميته مؤخراً بالقوى الحديثة، في مقابل ما عرف بالأحزاب التقليدية أو القوى التقليدية، وطفقت القوتان تطرحان أفكارهما كبديل محتمل لقيادة الحياة السياسية في سودان ما بعد الاستقلال، وقد شهد برلمانا الستينيات (1965و 1968) تمثيلاً جد محدود للحركتين، إلا أنه كان كافياً لتدشينهما كقوى سياسية جماهيرية عالية الصوت!
* الحزب الشيوعي والأقمار التنظيمية اليسارية الدائرة في فلكه، قرر القفز على مراحل النمو الطبيعي للحركات الفكرية والسياسية، فأقدم على تجربتي مايو 1969ويوليو 1971، وكان ما كان مما لا تزالون تذكرون!!


* الحركة الإسلامية السودانية كانت بكل المقاييس المستفيد الأول من مغامرتي مايو ويوليو. إذ قفزت، بفضل القدرات التنظيمية العالية التي كانت تتمتع بها، إلى مرتبة القوى الأكثر تأثيراً وفاعلية في ساحة المعارضة أو المشاركة مع مايو، ولا سيما في مجال السيطرة على القطاعات الفئوية من نسوية وشبابية وطلابية، وقفزت بعد مايو إلى مرتبة ثالث قوة برلمانية حجماً في ما عرف بالديمقراطية الثالثة. وغدت وفق التحليل المنطقي للتطور السياسي، المرشح الأكثر أهلية لقيادة المسار الديمقراطي، غير أنها استبطأت خطى المسار، وقفزت على السلطة في يونيو 1989، مثلما فعل اليسار في مايو1969، ولم يعد في مقدور أي من اليمين واليسار (أن يرمها بحجر)!!
* المبررات التي ساقتها الحركة الإسلامية لم تكن محل اقتناع لدى القوي السياسية المعارضة لها، ولفيف من أتباعها، وكان طبيعياً أن تتصدى تلك القوى لما كان، بما يمكن!!
* وكان ما كان من رمضان 1991، حتى نهايات ابريل 2013، حيث أحداث أم روابة وأخواتها المفجعة.
في جرد الحساب:


انفردت الإنقاذ بحكم البلاد لنحو أربع وعشرين عاماً، وهي أطول فترة حكم في الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد.
** اعترت الإنقاذ حمى الانقسامات، فانسلخ المؤتمر الشعبي، ليشكل أقوى حلقات المعارضة، ولتساهم تداعيات الان

قسام في تعقيدات لا حصر لها، ليس أدناها الأزمة في دارفور ومآلات الوضع في الجنوب، وعلى الأداء العام للحركة والدولة، بجانب تأثير الانقسام على صورة المشروع الحضاري الذي قدمت الحركة نفسها من خلاله.
** أحدثت الإنقاذ نقلات نوعية وكمية واسعة في مختلف مناحي العمران البشري والسكاني في السودان، ظلت باستمرار محل أخذ ورد في مختلف الأصعدة داخلياً وخارجياً، وغدت محل تشابك واسع بين إيجابيات واسعة، وسلبيات واسعة بيد أن الإجماع يكاد ينعقد على أن الإنقاذ قد نقلت البلاد إلى واقع جديد، مختلف تماماً عن سودان ما قبل 1989. واقع إن استعصى تقييمه اليوم، فإن التاريخ سيُصدر غداً أحكامه في ذلك.
** خاضت الإنقاذ معارك شتى مع مختلف معارضيها في مخلف الجبهات والمواقع، وصاغ كل من طرف الحكم، وأطراف المعارضة دفوعاً متصادمة ومتعارضة وأسفر العراك عن الواقع المأزوم الماثل بين أيدينا اليوم!! وهو واقع ساهمت في تشكيله القوى السياسية السودانية مجتمعة، بتقديرات ونسب متفاوتة، وإن تولي كبرها الإنقاذ من واقع مسؤولية الحكم التي في عنقه. من ملامح الأزمة.
** تردي الأوضاع في دارفور وتعاظم الخسائر البشرية والمادية وتدهور الوضع الأمني بشكل لم يسبق له مثيل.
** استشراء التنازع القبلي والعرقي والجهوي، والآثار المأساوية التي ساهمت في تمزيق النسيج الاجتماعي في مختلف ولايات السودان.
*** ذهاب الجنوب، وما يحتشد خلف ذلك من تداعيات تطال الواقع السكاني والجغرافي والسياسي والاقتصادي للسودان، وامتدادات تفاعل ذلك إقليمياً وقارياً ودولياً!!
** التوترات والاضطرابات والتوجسات الناشبة حالياً والكامنة مستقبلا، على طول مراحل تنزيل الاتفاقيات مع دولة الجنوب.
** العلاقات السياسية المتشابكة والمتداخلة بين الحركة الشعبية في الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال، وتجليات ذلك على الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأبيي وتحالفات جبهة القوى الثورية، وميثاق الفجر الجديد، وغير ذلك.
** التردي الأمني الواسع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتطوره المقلق جراء امتداد العمليات العسكرية إلى شمال كردفان، وما أسفر عن ذالك من انتهاكات غاية في الوحشية، وما تردد من أنباء عن استعداد لدورات أوسع من العنف، علق، تحسباً منها، المجلس الوطني جلساته لمدة أسبوع، ليقود تعبئة شعبية واسعة لموجهة تطورات الموقف.
القوى السياسية في الواجهة:
* القوى السياسية المعارضة للإنقاذ انتظمت منذ سنوات فيما عرف بقوى الإجماع الوطني، ورفعت، فيما يشبه الإجماع، شعار إسقاط النظام وإحلال بديل ديمقراطي محله.
* غير أن الخلاف يكاد يدب في كل مفاصل العهد الذي تجمعوا حوله، فطرف مع إسقاط النظام بأي وسيلة، سلماً أو حرباً، وبأي ثمن، رخص أو غلا، وفريق مع إسقاط النظام، بالوسائل السلمية، والانتقال السلس دونما تدمير لآلة الدولة، وفيما بين ذلك تعشش الفروق المبدئية في العقائد السياسية، على نحو ما نعلم بين الإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية ممثلة في حزب المؤتمر الشعبي، وطوائف اليسار الممثلة في الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي بأفرعه، والحزب الناصري، فضلاً عن فروق مذهبية ومنهجية في العمل العام، تُلقي بظلالها على سائر أداء قوى الإجماع.


* قوى الإجماع الوطني تعرضت لاختبارات جدية وفاعلية عدة مرات، منها العجز عن تنفيذ قراراتها بتحريك الشارع، في مواجهة التطورات عقب إعلان انفصال الجنوب، وفي مواجهة المعالجات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة من بعد، ولعل العبارة التي نُقلت عن الراحل محمد إبراهيم نقد، (حضرنا ولم نجدكم) ، تصلح أن تكون معياراً لدرجة الفاعلية والجدية في هذا المجال.
* ثم جاءت وثيقة الفجر الجديد، وما صاحب التوقيع عليها من تراجعات واستصوابات واشتراطات، واستدراكات، وملاومات، بل مزايدات (صباحية) مثل الفجر الإسلامي والفجر الصادق، وما بدت من ذلك من نذر مواجهات تنطوي على سمات جهوية وعرقية وقبلية، تضع البلاد في مهب رياح هوج، دونها رياح الصومال، سيما وأن الميثاق تبنى خياري الحرب والسلم معاً. ذلك فضلاً عن خطأ توهم أن القوى المسلحة المنضوية تحت الميثاق ستضع السلطة المنزوعة بقوة السلاح بين يدي قوى الإجماع الوطني التي هي، في النهاية، قوة مدنية (ملكية)!!
* في مساعي إسقاط النظام بالقوة تبدو خيارات قوى الإجماع الوطني محدودة جداً، ومكلفة جداً، ومحاطة بمخاطر تهدد أمن البلاد ووحدتها وتماسكها، بل وبقاءها في خارطة هذا الجزء من إفريقيا،
* في الجانب الآخر يقف حزب المؤتمر الوطني، بكل ما يتمتع به من إمكانات، وما يستند إليه من قوة، غير أن الحزب والحكومة معاً أدركا منذ وقت باكر أن المشاركة السياسية في إدارة البلاد أمر لا مناص منه، فشرعت في تشكيل منظومة حكومات الوحدة الوطنية، التي تشكلت غالبها من الفصائل المنشقة من حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي.
المراقب للمنظومات المتعاقبة من حكومات الوحدة الوطنية يلحظ أنها لم تحقق، بشكل مقنع، المشاركة السياسية المطروحة، ولم تحدث انفراجاً سياسياً ذا أثر في معادلة السلطة في السودان، الأمر الذي أبقى على راية التنادي بائتمار قومي واسع أو دستوري جامع، وحكومة قومية أو تكنوقراطية، أبقت عليها مرتفعة على الدوام.


السودان إلى أين؟




طول التحديق واستدامة التأمل في المسرح السياسي دعا طوائف معتبرة من الكتاب والمفكرين وقادة الرأي لطرح السيناريوهات المحتملة والخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع السياسي الراهن في السودان. شملت هذه الطوائف كل ألوان التعدد النوعي الذي يذخر به السودان سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وقد قدموا مقترحات عديدة تنم عن حرص على التئام الصف الوطني أو تقاربه لمواجهة التحديات الماثلة. ونذكر من هؤلاء الأستاذ محجوب محمد صالح الذي ما فتئ ينبه ويحذر ويدعو إلى ضرورة فتح منافذ الحوار، والبروفيسور الطبيب زين العابدين الذي قدم الديمقراطية التوافقية، خلاصة ما توصل إليه المجتمع الديمقراطي، بديلاً مناسباً للواقع السوداني، والدكتور الواثق كمير الذي قدم بإخلاص وطني ملحوظ، وأمانة علمية غاية في التجرد بحثه الرفيع بعنوان: "تفكك الدولة السودانية.. السيناريو الأكثر ترجيحاً". والدكتور الواثق هو ممن نعلم فعلاً أن له فاعلية في مجال العمل الوطني، وقد حظي بحثه باهتمام سياسي وأكاديمي كبير.
وبعد
** المتحسس لاتجاهات الرأي يمكنه أن يلحظ بوضوح أن الظروف الموضوعية للتنادي للحوار الجامع قد تهيأت بشكل كبير، وأن دفعة من الرئيس البشير قد تساعد رسم خارطة الطريق إلى مسرح المعقول في السياسة السودانية

Post: #201
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-15-2013, 01:03 PM
Parent: #200

تأملات في مشاريع خلافة البشير

نشرت يوم 15 مايو 2013

أبوذر علي الأمين ياسين

أبرز ما أفرزه صراع خلافة الرئيس البشير، أنه لم يعد محصوراً بين الكبار، فبعد أن كان الصراع يدور داخل أروقة الاسلاميين ومنذ مفاصلتهم الشهيرة، حدث تحول كبير حتى داخل هذا الاطار، عندما حاول "الكبار" توظيف الصغار، فانطلقت المذكرات من كل حدب وصوب وكان أشهرها مذكرة المجاهدين (السائحين)، والتي بدأت بمطالب تجديد دماء الحزب والحكومة بافساح المجال للشباب، لتنداح بعد ذلك إلى مطالبة قوية بالاصلاح كان لها تداعياتها الكبيرة.

تحرُك القطاعات الدنيا داخل الحزب عكست وبصورة غير مسبوقة هشاشة النظام الذي ظل يسيطر عليه نفر محدود، بل اوضحت مدى عزلتهم جميعاً داخل الاطار الذي هو مرتكز وجودهم واستمرارهم. ولعل أبرز حدث يوضح ذلك كان هبة المؤسسة العسكرية ضد "اتفاق نافع – عقار"، حيث وجهت المؤسسة العسكرية وعبر صحيفتها الناطقة باسمها كل اللعنات للمؤتمر الوطني الذي هو عندها "ليس بعزيز، وضعيف، ويستحق الرجم"، بل وصل مستوى تلك الحملة أنها سجلت في تاريخ السياسة السودانية أول "لحسة كوع" كان صاحبها هو نافع على نافع ذاته.

قبل ذلك شهدت أروقة جهاز الامن صراعاً كان مخفياً لكنه خرج للسطح فجأة، وكانت نتيجته تنحية صلاح قوش من رأس الجهاز وتعيينه مستشاراً للرئيس للشؤون الامنية. كان ذلك دافعاً لصلاح قوش لتوظيف موقعه الجديد مجترحاً مساراً غير مسبوق، نقل عبره الصراع لخارج اطار الاسلاميين، ذلك عبر قيادة مبادرة حوار مع القوى السياسية، ولكن وفق رؤية فيها تركيز عالٍ على حزبي الأمة والاتحادي، لكن ذلك المشروع لم تكتب له الاستمرارية، فقد فهم الكبار أن صلاح يقود مشروعاً ضدهم، ووئد المشروع عندما تسربت بوادر الاتفاق على التخلي عن الشريعة وراح ضحية ذلك الرجل الثاني بمستشارية الأمن "حسب الله عمر" كون التصريح خرج منه للفضاء. كما أنه تصاعد بداية بحرب تصريحات بين نافع وصلاح لتنتهي بالاطاحة بصلاح من جميع مناصبه ليبقى فقط عضواً بالمجلس الوطني.

لكن تداعيات الصراع الذي برز من داخل الجيش ضد المؤتمر الوطني، ومن داخل الامن (خارج اطار الاسلاميين) دفع بتفاعلات الصراع إلى مداها الاقصى. للدرجة التي لم يعد الجيش فيها هو السند الذي يُركن إليه في حماية الرئيس على أساس خلفيته العسكرية، كما لم يعد الاسلاميون انفسهم يثقون في بعضهم البعض للدرجة التي جعلتهم يتحولون إلى التآمر مع احزاب أخرى ضد بعضهم البعض.

أحدث ذلك هزة عنيفة وسط الحكومة وكل مؤسساتها بما فيها "الحركة الاسلامية"، شهد الناس جميعاً وقائعها أثناء وبعد المؤتمر الاخير للحركة الاسلامية، الذي ما أن انفض سامره حتى تم الاعلان عن انقلاب شراكة بين "الأمن والجيش". زادت من دفع الصراع للدرجة التي لم يعد أمام الرئيس البشير إلا اعلان "التنحي" بنهاية دورته الحالية معلناً أنه لن يترشح مرة أخرى، مُكْرهاً، فلم يعد هناك ضمان له بين الجيش أو الامن أو الاسلاميين، ليزيد ذلك من اشتعال الصراع درجات من ما كان عليه.

تُبرز هذه الصراعات ثلاثة مشاريع لوراثة السلطة، يمكن تسميتها: مشروع البشير، ومشروع علي عثمان، ومشروع نافع. هذه المشاريع الذي "يجمع" بينها من حيث التصنيف، أنها مشاريع تتعلق بشخص كل صاحب مشروع، بمعنى أن كل واحد من هؤلاء ينظر إلى مصيره واختياراته الشخصية، فذلك هو المحدد الأهم لمشروع كل منهم. ومن هذا الباب يأتي سبب الصراع بين هذه المشاريع، كون كل واحد منهم لن يسمح لمشروع لا يرى فيه نفسه وأهدافه أن يمر. وعليه ليس هناك ذرة أمل في حل أو حتى حلم أن ينتهي صراع السلطة إلى شئ سوى تداعي البلاد، وتزايد الانفصالات التي قد تطال حتى مشروع مثلث حمدي. أو أن يكون الحل في انقلاب عسكري، وهذا هو الأقرب عندي، أو ثورة شعبية يدفعها عجز المؤسسة العسكرية عن قيادة انقلاب، تدعمها القوى السياسية الضعيفة اصلاً. وكل ذلك لا يقدم ضمانات على درجة من الوضوح لتقسيم البلاد وزيادة الاجزاء المنفصلة عنها. لنقف على كل مشروع على حدة لنبرز الكثير من أبعاده وآليات تعاطيه مع مشاريع الآخرين داخل السلطة!!.

صحيح أن الرئيس البشير قد أعلن عدم رغبته في الرئاسة بعد انقضاء فترته الحالية وأنه لن يترشح مرة أخرى في العام 2015م. ولكن هذا الاعلان ليس إلا مناورة يتلمس الرئيس البشير عبرها مخرجاً له من احتدام صراع مراكز القوى التي لم تبقِ له أية قاعدة ارتكاز خاصة بعد نجاح نافع (بدون وعي منه) بشق المؤسسة العسكرية، في الوقت الذي يستهدف فيه صلاح قوش!!!؟، وهذا موضوع مقال آخر يحكي قصة الانقلاب الذي لم يكن إلا مؤامرة تَوافق عليها كل من نافع وعبد الرحيم كما تدلل على ذلك الوقائع والاحداث التي صاحبت ذلك الحدث، الأول كان هدفه التخلص من صلاح قوش، أما الثاني فكان يريد ابعاد ضباط بعينهم عن المؤسسة العسكرية!!، نجحت المؤامرة وحققت اهداف كل من نافع وعبد الرحيم، لكنها أضرت أيما اضرار بحائط ارتكاز الرئيس البشير.

اضطر البشير، بدفع من الصراعات المتتالية داخل الحكومة والحزب، وبينهما و"الحركة الاسلامية"، وبعد أن وضح له أن النهايات ستكون وخيمة، مؤثراً البحث عن مخرج عبر تسليم السلطة ولكن وفق شروط تضمن له أولاً: عدم الملاحقة الدولية، وانهاء قصة محكمة لاهاي، وأن تتم حماية ثروة اسرته (تشير لذلك وبقوة العنف الذي مارسته السلطات خاصة الأمن ضد كل من كتب بالصحف حول ثروة اسرة البشير)، وهكذا يمضي البشير في سلام خارج باب القصر لا يهمه ما سيحدث بعد ذلك، فقط ضمان حمايته واسرته لاغير. فجذر مشروع البشير يقوم على هذين المرتكزين لاهاي واسرته. واذا لم يحقق أي مشروع مقترح له هذه الضمانات فإن ذلك الاعلان لا يعدو أن يكون مثل قسمه المغلظ بعدم دخول القوات الدولية دارفور.

المؤكد أن البشير لا يهمه أن يرثه في الحكم علي عثمان أو الصادق المهدي أو حتى نافع على نافع أو حركة العدل والمساواة. الذي يهم البشير أن يكون مشروع وريثه واضحاً جداً في تحديد ضمانات سلامة البشير واسرته، وغير ذلك، سيكون البشير أول من يعمل ضد أي مشروع من أيٍ كان، وستكون سلامته محددة ببقائه في السلطة رئيساً لفترة أخرى تمتد حتى 2020م، ولن يهمه كيف. أكثر ما يهم البشير هو أن يمضي في سلام، وإلا لن يكون هناك شئ ملزم له، بل سيكون الاهم عنده هو تحقيق سلامته واسرته ولو عبر البقاء طويلاً على رأس السلطة مهما كلفه ذلك.

مشروع على عثمان هو الاقوى لوراثة مقعد البشير!!. ذلك أن على عثمان ظل ومنذ لحظة نجاح الانقلاب يعمل ويفكر في وراثة الدولة عبر تولي رئاستها، ووراثة الحركة الاسلامية بما أنه كان الرجل الثاني في قيادتها. ودفع به ذلك لازاحة زعيمها ورمزها غير آبه إلا بما يهئ له استلام كامل السلطة داخلياً، ولكنه يحتاج لترتيب ضمانات قوية لقبول لا يهتز، ويجد الدعم الدولي والاقليمي. لذلك مشروع على عثمان هو المشروع الاكثر تنظيماً والاكثر علاقات (خارجياً) وله خبرة طويلة في تلافي آثار الصراع الداخلي بل وتوظيفها بنجاح لصالحه أو لصالح ابعاد مجموعة خارج دائرة الصراع والمنافسة.

موضوع على عثمان الاساسي هو أن يكون رئيس جمهورية السودان، وفي سبيل ذلك جاءت نيفاشا لتتفتح له آفاق العالم، بل وضَمِن أن أوان ازاحة البشير سيكون بقدوم قرنق للخرطوم، ووقتها سيكون هو الرئيس، وقرنق نائب الرئيس، ولن يستطيع الجيش أن يقف في طريق اتفاق عالمي مسنود من أقوى رجال دولة هو الثاني في هرمها القيادي، وفوق ذلك سيتحقق التوزان بجيش قرنق الذي تتيح له الاتفاقية أن يكون موجوداً حتى في الخرطوم، وخارجياً بالدول الراعية لإتفاقية السلام. المهم لم يمضِ المشروع، فموت قرنق، وموقف الجيش من الترتيبات العسكرية التي اعطت قرنق كل الجنوب منفرداً بجيشه، ووجود بالخرطوم وتمثيل بكل الولايات، عرقل مشروع علي وكلفه كثيراً لكنه ما يزال يعمل على مشروعه الاساسي وهو أن يكون صاحب السلطة والمستحق لها، خاصة وأنه كان المشرف المباشر على تثبيت سلطة الانقاذ بينما كان الترابي بالسجن (حبيساً).

على عثمان عكس البشير ونافع الاكثر تنظيماً وخبرة، فقد عاصر النميري وعمل ضمن مؤسساته، وعاصر الديمقراطية وكان على رأس التآمر عليها، وتولى وبمركزية قابضة كل مراحل تثبيت سلطة الانقاذ اول عهدها. ويعرف جيداً أن الجيش (منفرداً) لن يفكر في قيادة انقلاب وضمان نجاحه، لكنه (أي الجيش) سيدعم ويقف مع أي مشروع جاهز ومضمون النجاح (انتفاضة أو ثورة شعبية أو ثورة تصحيحية من داخل نظام قائم).

لكن مشكلة علي عثمان أنه بلا رصيد بين الاسلاميين (الحركة الاسلامية ، أو المؤتمر الوطني) بل وحتى المعارضين بالمؤتمر الشعبي. فطن على عثمان لذلك مبكراً ومضي في حشد المايويين، والاتحاديين صانعاً قاعدة المساندة التي سيجدها وقتما احتاجها. ولأن على عثمان لا أيمان له بالديمقرطية ولا بالحريات (كما وضح ذلك من حواره الاخير مع على الحاج) لم يكن حريصاً على تجسير أي نوع من العلاقات أو التواصل مع القوى السياسية الأخرى خاصة وأن عقيدته تقوم على أن الاحزاب محض فوضى.

ولجسر الهوة بين التأييد الداخلي المحدود في المايويين، وبعض الاتحاديين، كان واضحاً لعلي عثمان أنه لا يحتاج إلا لسند خارجي قوي يضمن ويدعم مشروع استلامه السلطة رئيساً، فلم يأبه بالقوى السياسية الداخلية، بل طفق يتواصل مع الامريكان والاوروبيين وحقق في ذلك الكثير.

سيكون علي عثمان سعيداً بأي صراع داخلي يصرف عنه الانظار حتى ولو كان المستهدف أحد اركان مشروعه، فعلي عثمان لا يتورع في التضحية بأيٍ كان في سبيل تحقيق مشروعه. ولان ذلك سيتيح له فرصاً واسعة لترتيب ما هو اساسي لحسم الصراع لصالحه. فقد خبر الرجل طوال هذه الفترة الطريقة التي يعمل بها خصومه، ولا بأس عنده أن يلهيهم بكل من ارتبط به ليجد فسحته في ترتيب مشروعه، بعدها يفعل بهم ما يشاء، وقد آلت له السلطة ممركزة في شخصه وقد اصبح رئيساً.

أهتمام علي عثمان بالدعم العالمي أنقص من قدره كثيراً، ذلك أن رحلته الاخيرة والتي قابل فيها علي الحاج بالمانيا، وأجرى لقاءً سرياً مع الامريكان والاوروبيين بتركيا!!؟. وليصرف النظر عن هذا اللقاء جاء الرجل الى تركيا في زيارة (غير رسمية) اجرت له السفاره السودانية هناك لقاءً مع أحد وزراء الحكومة، لكن على عثمان كان همه هو ابعاد انظار السفارة ذاتها عن ما يريد أن يفعل، فجرى اللقاء بينه والامريكان والاوروبيين هناك بسرية تامة، لكن المصادر على تعددها نقلت لنا اختلافاً طفيفاً في تفاصيل ذلك اللقاء. كل المصادر اتفقت أن الامريكان والاوروبيين شددوا مع علي عثمان على ضرورة ذهاب البشير، وأن يشرك القوى السياسية والحركات المسلحة في (الحل) القادم، وقيام الانتخابات. لكن أهم المصادر ذكرت (اضافة لكل ذلك) أن على علي عثمان هو من سيتولى مقعد الرئيس ضمن الحكومة الانتقالية.

الراجح عندي أن النقطة الاخيرة هي مطلب علي عثمان ذاته، أو أنه آثر الترويج لها لترد ضمن كل التقارير التي ستتداول عالمياً، ليعلم الكل أنه لن ينفذ شيئاً إلا إذا كان هو (أساسي) فيه. ورغم أهمية هذه النقطة إلا أن هناك ما هو أهم منها والذي يوضح مدى وعي علي عثمان واهتمامه وتدقيقه في ترتيبات أيلولة الامور إليه!!. ذلك هو ما يكشفه الاعلان الاخير الذي تداولته صحف الخرطوم حول طلب الامريكان الحوار مع (المؤتمر الوطني) وليس الحكومة، وأن الوفد إلى امريكا سيقوده نافع على نافع، خاصة وان التصريح صدر عن القائم بأعمال السفارة الامريكية وليس الحكومة أو الخارجية السودانية أو المؤتمر الوطني، ولكن نافع هو أهم رجل بالمؤتمر الوطني ونائب الرئيس فيه.

الواضح أن علي عثمان اهتم بترتيب أمر نافع على نافع جداً في لقائه بالامريكان والاوروبيين، ونرجح أنه قد ناقش الأمر ورتبه ليلعب الامريكان ورقة تقريب نافع من مشروع علي ليكون ضمنه، ولما كان نافع لا يأمن علي ولا يثق فيه فإن الضمانات ستقدم لنافع من الامريكان وبأمريكا ضمن حوارهم مع وفد المؤتمر الوطني الذي سيقوده نافع ذاته. الذي يرجح عندنا هذه القراءة ماورد بوثيقة ويكيليكس الشهيرة بين القائم بالأعمال الامريكي وقتها ودينق ألور وزير الخارجية والتي ورد ضمنها حوار ألور مع صلاح قوش والذي يهمنا في ذلك الحوار ما ورد بتلك الوثيقة: "...وألمح قوش بصورة غامضة قائلا"....بعض جماعتنا جبناء إنهم لايريدون اتخاذ إجراء شجاع" وأشارقائلاً " إذا حدث شيء فان الجاز ونافع لن يكونا فاعلين بل تابعين، ويقصد بذلك أنهما سيتبعان علي عثمان.". انتهي الاقتباس عن الوثيقة. فتقريب نافع من مشروع علي احتمال راجح، ولكنه ليس الوحيد. يمكن مراجعة الوثيقة على هذا الرابط: http://www.sudanewsnetwork.com/index.php/2011...-10-04-09-04-53.html .

كان علي عثمان ضمن لائحة المتهمين بتدبير افشال اتفاقية نافع عقار الشهيرة، والراجح أنه المتهم الوحيد عند نافع، ذلك أنه وعلى الهواء مباشرة تحدث عن علي عثمان وقدرات علي عثمان بما يدعم ما جاء بوثيقة ويكيليكس أن نافع سيكون (تابعاً) لعلي في حالة حدوث اي شئ. ولكن الإذلال الذي تعرض له نافع كان كبيراً لدرجة أن تصريحاته الجارحة لم يعد يعبأ بها احد، فالرجل اثبت أنه أضعف من خيال مآته وأفرغ منه، لكنه لن يسكت وقد انحنى لعاصفة كبيرة وهو الاحرص على ألا يكون خارج السلطة مهما كان. ومن هذا الجانب يهابه علي لانه سيدمر أي مشروع لوراثة على عثمان للسلطة وهو يتملكه الاحساس أنه سيكون أول المغادرين لمقاعد نفوذها، لكن علي عثمان كان عالماً بنقاط ضعف نافع ونجح في توجيه ضربة مباغتة له في زمان ومكان لا يمكن لنافع أن يتوقع تلك الضربة.

الواضح أنه عندما يكون نافع خارج المسرح (البلاد) أو بعيداً عن ما يدور في المسرح فإنه يمكن توجيه أكثر من هدف على مرماه دون أن يتمكن حتى من رؤية من أين تأتي الكرة أو يستطيع أن يقوم بفعل أو أي رد فعل. فالاحتمال الوارد هنا أن علي عثمان يعد لنافع مفاجأة من العيار الثقيل قد يتلقاها وهو يقود الوفد بأمريكا كما تلقى ضرب ونسف اتفاقه مع عقار قبل أن يصل عائداً للبلاد. ليس هناك شئء مستبعد فعلي عثمان يرتب لفعله بعكس نافع الذي لا يجيد سوى ردود الافعال بل ردود الافعال هو تخصصه الوحيد.

خلاصة هذه القراءة هي أن مشروع علي عثمان هو مشروع قديم وثابت، وقد أبدى هو حرصاً عليه شديداً ومثابرة. ومهدداته تحتاج منه أن يرتب لكل من البشير ومآلاته واسرته بعد ترك السلطة من جهة، وترتيب وضع نافع أو ابعاده، ولكن ليس هذا بالسهل ولا هو كل التحديات التي تواجه مشروع علي عثمان، خاصة وأن هذه القراءة محصورة ضمن حدود (صراع وراثة البشير داخل منظومة الحكومة والمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية).

مشروع نافع على نافع باختصار هو البقاء بالسلطة!!، نعم بتلك المحدودية. فنافع لا يرى نفسه الا ضمن السلطة، وهذا هو أهم شئ له. قد لا يكون نافع متطلعاً لوراثة البشير، لكنه بالمقابل لا يرى نفسه ضمن أي بديل إلا في حالة كان أحد اركانه الاساسية مشاركاً فاعلاً فيه. لكل ذلك نافع يُعمل كل جهده للمحافظة على الوضع كما هو، بلا رغبة منه لحدوث أي تغيير، ولعله من الملاحظ أن أكثر ما يثير نافع ضد قوى المعارضة هو حديثها عن تغيير النظام، أو المشاركة فيه بشروطها (حكومة قومية مثلا) فكل ذلك عند نافع يقع تحت بند (تفكيك النظام) من ما يعني عنده تفكيكه هو ضمن ذلك.

ذلك لآن نافعاً (وهو أول مسؤول ومؤسس لجهاز الامن الحالي) عمل على أن يكون هذا الجهاز هو الحكومة والحزب والجيش والسوق وكل شئ تحت سيطرته. بالتالي أي تغيير ولو كان محدوداً سيمس هذه المنظومة السحرية التي سهر نافع على بنائها. ونافع سيكون هذا همه ودافعه للمشاركة في أي تغيير يبقي على أشياء نافع كما هي – وهذا مستحيل- غير ذلك سيكون أي تغيير مضر لنافع وستترتب عليه ابعاده عن السلطة طال الزمن أم قصر. فكل مشروع نافع علي نافع الآن هو الابقاء على كل شئ كما هو مهما كان الثمن، وغير ذلك يعني عنده الزوال وذهاب السلطه وإلى الابد. لذلك نافع يظهر دائماً على وسائل الاعلام باختلافها كمدافع جسور لا يماثله أحد ولا يجارية من رجال الانقاذ قادتها أو شبابها (لم ينجح أمين حسن عمر في لعب هذا الدور رغم محاولاته المستميتة).

ضمن هذا الاطار ينشط نافع، فهو يرغب - أكثر من أن يكون وريث البشير - أن يظل البشير وكل شئ كما كان. ولان نافع لا يعرف التخطيط والترتيب، فإن قادته الظروف والحظ أن يكون هو الرئيس فلا مانع عنده، لان ذلك سيمكنه من تحقيق كل أمنياته وأحلامه في المحافظة على سلطة أمنية مطلقة الصلاحيات، لكنها عندما يكون نافع هو الرئيس ستكون الدولة وكل من فيها هو الأمن فقط، وما اصعبه من حلم. سيبقى المحدود محدوداً مهما شد خياله أو اعمل فكره إن وجد.

لكن نافع رغم كل محدوديته يستوجب بعض الحساب. فالرجل مولع بالقوة والردع، ولذلك يركز على الامن والقوة الضاربة، وقد يلجأ إلى الترغيب بتوظيف المال. تلك هي خريطة التعامل مع من حوله، مهما كانوا، معه أو منافسيه وحتى معارضية. ومن هنا يأتي خطر نافع على الآخرين، فقد يكون رد فعله مدمراً وربما طال الجميع بما فيهم نافع نفسه، ودائما يقود عدم الحساب والتخطيط والتدقيق والتوقع إلى كوارث، وكل خصوم نافع يخشونه من هذا الباب. وهذا الباب ليس ببعيد لمن خبر منهج الانقاذ طيلة سني حكمها أن يُصبح الناس يوماً وقد أصبح نافع الرئيس الجالس على رأس دولة السودان. فعجائب الانقاذ لا تنقضي كما أنها مثل المصائب لا تأتي فرادى. وخلاصة القول أن نافع لا يعمل إلا على الابقاء على الحال كما هو، بل لا يرجو فيه أي تغيير مهما كان حجمه، فهو لا يتوجس إلا من التغيير خاصة وأنه لا يعرف مآلاته ولا تفاعلاته ولا إلى أين ستنتهي. فالافضل عنده دوماً بقاء الحال كما هو، رغم أنه يعرف أن ذلك من المحال

Post: #202
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-19-2013, 07:17 AM
Parent: #201


مذكرة للرئاسة من قوى اسلامية ترفض ترشيح البشير مرة اخرى

نشرت يوم 19 مايو 2013


الخرطوم : التغيير

طالبت قوى اسلامية منضوية تحت لواء جبهة الدستور الاسلامى بإخضاع المقصرين فى الجهاز التنفيذى وعلى رأسهم المسؤولين عن الامن و الدفاع للمحاسبة حتى لا تستبد قلة متنفذة بالقرارات المصيرية للبلاد .ودعت جبهة الدستور الإسلامي فى المذكرة التى تعتزم رفعها لرئاسة الجمهورية لأن تكون مؤسسة الرئاسة قومية منفصلة تماماً عن حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.

وشددت المذكرة على اهمية حسم الجدل والإرتباك حول الإنتخابات وتأكيد عدم نية الرئيس البشير للترشح مرة اخرى من خلال تعديل الدستور أو بأن القرار للحزب أو بأي طريقة أخرى.

وحثت المذكرة على منع الفساد والربا والإحتكار والقضاء الفوري بالعدالة الناجزة على جميع مظاهر الفساد بشفافية يراقبها الرأى العام ورفع الحصانات في محاكمات شرعية عادلة .

ومن ناحية أخرى ناشدت الجبهة الرئاسة بإطلاق الحريات والمعالجة الفورية والحاسمة للنعرات القبلية وتحقيق العدالة .

ودعت الى اجراء الترتيبات الدستورية التي تمهد لانتخابات حرة ونزيهة وتطبيق الشريعة عملاً وقولاً . وحملت مذكرة الجبهة إتفاقية السلام الشامل أزمات البلاد المتلاحقة .

وحملت مذكرة الجبهة بصمة مستشار الرئيس والقيادى السابق بحزب المؤتمر الوطنى ،غازى صلاح الدين الذى كتب مساهمته لتضمينها فى المذكرة و تسربت ابرز نقاطها للصحافة المحلية الخميس الماضى .

واقال حزب المؤتمر الوطنى الحاكم غازى صلاح الدين من رئاسة كتلته فى البرلمان الشهر الماضى بعد انتقاده امكانية ترشح الرئيس البشير لولاية رئاسية مقبلة .

وكثرت مؤخرا اراء صلاح الدين الناقدة لنظام الحكم الذى كان يتولى فيه منصب مستشار الرئيس و للحزب الحاكم الذى كان عضوا فى مكتبه القيادى حيث لم يتمكن من الفوز بالامانة العامة للحركة الاسلامية التى تدعم النظام فى مؤتمرها العام الذى انعقد فى فى نوفمبر من العام الماضى بعد تدخل نافذين فى الدولة من اجل ذلك .

وقاد صلاح الدين وفد الحكومة الى مفاوضات السلام مع الحركة الشعبية التى كانت تقود العمل المسلح فى جنوب السودان بكينيا فى العام 2002 حينما كان يتولى منصب مستشار السلام وتوصل الى برتكول ميشاكوس فى يوليو من نفس العام والذى انبنت عليه اتفاقية السلام لاحقا و الذى اقر بمنح الجنوب حق تقرير المصير بعد ست سنوات انتقالية وقيام نظامين للحكم فى دولة واحدة علمانى فى الجنوب و اخر يقوم على التشريعات الاسلامية فى الشمال .
التغيير


--------------


صديق محمد عثمان عضو المنبر ومنتم للمؤتمر الشعبى يكتب دائما فى الشان الخاص بتنظيم الاخوان وما يجرى فيه من خلافات هنا يكتب باسلوبه الراقى عن الاحداث الاخيرة ودور عبد الرحيم محمد حسين والجناح الذى يحكم والذى اطلق عليه اسم امنا الغولة

المشكلة ليست (عم عبدالرحيم)

صديق محمد عثمان

على طعام إفطار رمضان وفوق برش الصلاة كان السباح كيجاب يحكي للشهيد الزبير نكتة .... ناداه الشهيد الزبير من بين الحاضرين : يا ود خالتي تعال بي جاي ... قالوا لي كنت برة البلد؟
كيجاب : والله مشيت ازور ود خالتي التاني في القاهرة .... لقيتو مبسوط من الزنقة حقتكم دي ويحكي عنكم النكات.
الزبير : كدي بالله احكيلنا من نكات ود خالتنا؟
كيجاب: قال يوم القيامة وساعة الحساب جابوا الرئيس البشير ، وحسني مبارك ، والملك فهد.. في بورتسودان وقالوا ليهم البيقطع البحر بي غادي يدخل الجنة..... أههه .... الملك فهد دخل البحر جب غطس..... حسني مبارك دخل راح فيها .... ود البشير مشى فوق الموية يقدل ساكت لامن وصل جدة.... الجماعة قالوا الحكاية دي ما ياها ... وطلبوا انو البشير يعيد المسابقة من اول ... ونزلوا غطاسين تحت الموية عشان يشوفوا السر شنو.
الزبير " أهه جماعتكم الغطاسين ديل شن لقوا؟
كيجاب: (يضحك) لقوك تحت الموية شايل ود البشير فوق كتفك وماشي....!!!

الشهيد الزبير دخل الغابة مع ابي قصيصة وخرج منها برياك مشار ومجموعة الناصر ، القسم الأكثر نزعة نحو الإنفصال في الحركة الشعبية ، جلس الزبير تحت الشجرة معهم يجادلهم ... حين وقعت الوجوه الخناجر في عيون بعضها إطمأنت القلوب إلى أنه يمكن إدارة الخلاف تحت قبة الوطن الواحد ويعطى السلام الفرصة.

أمنا الغولة أكلت الشهيد الزبير .... وابي قصيصة... وعبدالسلام سليمان.... وموسى علي سليمان .... واحمد الرضي جابر .... أمنا الغولة ما بتشبع.

حين تم ترفيع السيد عبدالرحيم محمد حسين لمنصب امين مجلس قيادة الثورة ، وإزاحة اللواء عبدالعال ، قام احد الاخوة الذين يعرفونه عن قرب بايصال احتجاجه إلى قيادات الدولة والحركة على السواء ... منذ ذلك الحين جلس هذا الاخ مع الجالسين على الرصيف ينتظر منعرج اللوى ليقول ..ما قلت ليكم!!!

ولكن هل سعى عبدالرحيم إلى المنصب أم أن جهات ارادت استخدامه في المنصب؟!!!

كل الإخوة الذين إختلفوا مع الأخ الشهيد ابراهيم شمس الدين لم يكونوا يشككون في صدقه وإخلاصه وقوة عزيمته وشكيمته..... كلا ولكن كانوا يشككون في نوايا الجهات التي كسرت رقبة الخبرات العسكرية الطويلة .... ,اسكتت الأصوات الناصحة لإبراهيم وأطلقت يده يفعل في الجيش بحسب رايه المطلق .

الجهات التي استخدمت حماسة وصدق واخلاص ابراهيم شمس الدين في تركيع الجيش .. هي نفسها التي استخدمت عبدالرحيم.

ابراهيم كان صادقا ومتحمسا لمهنته العسكرية وشجاعا لا يشق له غبار، ولكنه كان يفتقد إلى الخبرة الكافية التي تؤهله ليرى أن الجيش ليس دواس وقتال فقط الجيش تأهيل وتدريب وتسليح من غير عمولات ، والجيش مؤسسات إقتصادية وطنية ضخمة ، والجيش مؤسسات تعليم عليا ليس لفنون القتال فقط ، بل للإختراعات العلمية و التجارب .
الجيش تطوير بوت ضد الألغام في رسالة دكتوراة تقدم بها أحد الضاباط الذين تم استيعابهم من أعرق الجامعات.... ولكن أمنا الغولة أرسلته إلى الجنوب ليقود فصيلة سلاح مهندسين يبحثون عن الالغلام فوق الردمية وسلاحهم في ذلك سيخة 4 ملي.

والجيش تطوير مدرعة روسية عتيقة وتحسين مقدراتها القتالية وتحصيناتها الدفاعية .
والجيش مجموعة من خيرة طلاب كليات الهندسة ، اتقنوا دراسة الطيران وكان يمكن أن يكونوا رصيدا جبارا لتطوير الناقل الوطني سودانير . فتم تعيينهم في إدارة المهمات ومخازن الأبوات والأزبيلاطات .

ولكن من قال أن أمنا الغولة تريد جيشا وطنيا .....

الحركة الإسلامية اخرجت فلذات أكبادها من الجامعات والكليات العلمية الرفيعة ودفعت بهم إلى الجيش ، فكان يتم استدعاء احدهم وهو يستعد لناقشة رسالة الدكتوراة ، ليقود متحركا لتحرير 30 قطية و10 شجرات منقة .... او يسقط شهيدا مدافعا عن بلدوزر يحاول المتمردون الإستيلاء عليه..
وفي الخرطوم كانت أمنا الغولة تنصب المنابر ... وتطلق الخطب الجوفاء وتدق طبول الحرب وترقص على أنغام النار ولعت....
حين اشتبهت أمنا الغولة في شبهة السلام والجيش الوطني في عنفوان قوته ومنعته بعد أن روته دماء خيرة ابناء البلد وثروتها القومية ..... محمود شريف ...عوض عمر ....علي عبدالفتاح ... حين كاد الوطن أن يتنسم عبير الحرية والسلام .... غضبت أمنا الغولة .... لأنها لا تحب رائحة السلام التي تصيبها بالزكام ويعديها الربيع بالحساسية .... واحمرت عيناها .... استدعت طبيب النساء والتوليد وزجرته .... ما أدراك أنت بامراض الحساسية والزكام؟!! ... وكيف تتجرأ على أن تصف لي روشتة للزكام والحساسية ؟ إن شئت يا سيدي فعد إلى عيادتك بمجمع التقوى او افعل ما شئت.

أمنا الغولة بعثت بعالم الكيمياء ليصف لها روشتة العلاج من حساسية السلام .

لا يا سادتي المشكلة ليست عم عبدالرحيم فعم عبدالرحيم ليس حر .... وعم عبدالرحيم مثله مثل الكثيرين يصبح الصباح فييسعى فوق ظهر حماره إلى مشرع الوطن العريض ... وحين يقابل زملان الشقاء ينعل خاشهم وينقنق بالهظار ... ويضحك فعم عبدالرحيم ما بيعرف زعل .... ويزعل في شنو ...ويزعل من منو ... يصوم اثنينه وخميسه ويفطر قراصة بملاح ويكي ويصاب بالسكري .... ويقود سيارة الرئيس البشير لأداء واجب العزاء ...او عيادة شخص كسر أصيب بكسور في حادث مرور .

لا يا سادتي أمنا الغولة لن تسبع ولو قدمنا لها عم عبداالرحيم قربانا... فقد جربنا ذلك فذبحنا صلاح قوش على النصب ... ولا يزال مصلوبا وامنا تشرب من دمائه التي تقطر من جسده المسجى فوق النصب.
ثم تكينا ود ابراهيم وذبحناه من الأضان للأضان ووصفناه باقذع الألفاظ ( خائن دماء الشهداء) وشربنا كأسات النصر على ود ابراهيم (الخائن) ومزمزنا بلحمه المقدد ....
ولا تزال أمتا الغولة عطشى للدماء وجوعى للمزيد من اللحم القديد.

أمنا الغولة أكلت من لحم الحركة الشعبية ... ولحم بولاد... ولحم خليل ... ولحم الجبهة الثورية ولم تشبع .

امنا الغولة أكلت لحم يوسف لبس ... وشربت من دماء عبدالعزيز عشر ... ولم تشبع

أمنا الغولة تزرف دموع التماسيح على أطفال ابي كرشولا ... وهي التي كسرت رقبة علي البشير أمام أطفاله ثم وقفت فوق جثته وأطلقت الرصاص (شوت تو كيل) . ثم أرسلت من يخطب لها زوجة علي البشير (على سنة الله ورسوله) ولو أنها صدقت لقالت على سنة الشيطان وهديه.

لا يا سادتي المشكلة ليست عم عبدالرحيم فلا تدوسوا عليه بعجلات القطر .

عم عبدالرحيم يا حر ...ماك حر.

صديق محمد عثمان

----------------

حوار مع د.الطيب زين العابدين



05-19-2013 06:59 AM

منذ زمن ونحن نسعى لإجراء حوار مع د.الطيب زين العابدين، وإن شأت الدقة منذ أن وقع الانقسام في صفوف الحركة الإسلامية وتجلى في مؤتمرها الثامن ،ومنذ أن حاول صلاح قوش وود إبراهيم الإنقلاب على النظام، ومنذ أن أبعد غازي صلاح الدين من مواقع إتخاذ القرار في الحكومة والمؤتمر الوطني، أي كل ما حدثة حادثة وسط الحركة الإسلامية والحزب الحاكم في الفترة الماضية سعينا إلى د.الطيب، ولسعينا هذا أسباب ودوافع فهو فضلا عن كونه مفكر إسلامي بارز باتت له آراء ناقدة وجريئة ، يعد من الطليعة في الحركة الإسلامية يعلم معظم أسرارها ومعادن رجالها.. بيد أن السبب الأهم أن د.الطيب أول من تنبأ بالذي يجري اليوم على مستوى الحركة والحزب على حد سواء، وأول الذين نادوا بالإصلاح ولم يكن الإصلاحيون وقتها عصبة ، فآثر أن يبتعد ولكنه إلتزم بالمناصحة وأن يقول رأيه مهما كلف...في هذا الحوار سألناه عن الحركة الإسلامية ومستقبلها في حكم السودان، وعن دعوة النائب الأول علي عثمان للحوار، وطلبنا منه تحليلا لخط الإصلاح الذي يقوده د.غازي صلاح الدين، وأكد أن تولي الحاج آدم راسة لجنة الدستور خطأ كبير، وحينما سألناه "من هو الشخص المناسب الذي يمكن أن يقود الإصلاح قال: الرئيس البشير..فألى هذا الحوار الذي قدم فيه د. الطيب تفسيراً لكثير مما يدور في دهاليز الإسلاميين.

حاوره في نيروبي : شوقي عبد العظيم

كيف تنظر إلى الحركة الإسلامية اليوم، وخاصة بعد مؤتمرها الثامن الذي عقد مؤخراً؟
لا يمكن لأحد أن ينكر أن الحركة الإسلامية اليوم تيارات ووجوه متعددة، وهذا من ما رشح عن المؤتمر الثامن نفسه، والذي يمكن أن نخرج منه بدلالات محددة، أولها أن أعضاء الحركة الإسلامية من الحاكمين المتنفذين، إستطاعوا أن يفرضوا أجندتهم على الحركة، وفي المقابل فشل الإصلاحيون في إحداث إي أختراق على مستوى الأجندة أو المناصب القيادية ، وهنا تمظهر الإنقسام بوضوح، بين السلطة من جهة - لأن أولائك المتنفذين يمثلون السلطة - وبين الإصلاحيين أو المنادين بقدر من الإصلاح من جهة أخرى، وإن إشتملت هذه المجموعة الأخيرة على بعض من المحسوبين على الحكومة أمثال غازي صلاح الدين في ذلك الوقت وحسن عثمان رزق، والدلالة المهمة والمحبطة في الوقت نفسه أن الإصلاح و تداول المقاعد بين الإسلاميين بات أمراً عسيراً للغاية.


هل هنالك تيار إصلاح داخل الحركة الإسلامية بالمعنى المعروف وله رؤيه، أم مواقف إصلاحية لأشخاص؟


نعم، بدأ بأشخاص وتحول اليوم إلى تيار، ومن إبتدروه رموز معروفة وقديمة في الحركة الإسلامية، أمثال غازي وغيره، ولديهم رؤية إصلاحية حقيقة، تسعى في جوهرها لإتاحة الحريات وإنهاء هيمنة مجموعة محددة على مقاليد الأمور لفترة طويلة، والإنفتاح على العالم الخارجي، والأهم من ذلك لديهم رؤية توافقية مع الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى.
من ما سبق، من الممكن أن نقول أن الإصلاح داخل الحركة الإسلامية فشل؟
من خلال ما جرى في المؤتمر الثامن، نعم فشل، وكما ذكرت الذين بيدهم السلطة غير مستعدين لتداولها حتى على مستوى الحركة الإسلامية، وإستخدموا كل ما يملكون من سلطة ومال وقوة لفرض أجندتهم وأن يظلوا على قيادة الحركة أو ينصبوا من يشاؤون ويبعدوا من يشاؤون، وهذا دليل فشل


ما تأثيرات فشل الإصلاح على مستقبل الإسلاميين؟


خطير جداً، وهو يضعف خيارات الحل السلمي من داخل الحركة الإسلامية، وبقاء الحال على ماهو عليه، سواء إن كان باستخدام السلطة المخولة حالياً، أو المال أو خلافه، وكل ذلك سيواجه بناقمين إن لم نتعامل معهم كإصلاحيين، وإضاعف خيار الحل السلمي دون أن نضع إعتبار للإسلاميين مع د.الترابي، ومن هم داخل القوات المسلحة، والمجاهدين ومجموعات السائحون والإسلاميين الواقفين على الرصيف، أمر بالغ الخطورة.


هل للحركة الإسلامية مستقبل في حكم السودان إن حدث تغيير؟


من الصعب إن يكون لها دور، أن أستمرت في نهجها هذا، أي أن تهيمن بصورة كاملة على كل الأمور، والهيمنة تؤدي إلى إستبداد، والقواعد تصبح مطيعة ولن يعود هنالك رغيب على أداء الحزب والتنفذيين في السلطة، ويتعامل الجميع بفقه "ديل أخوانا الكبار وأفضل من غيرهم" ولكن إن تولى العقلاء والحكماء القيادة، وسمحوا بإصلاح وإشراك آخرين في الحكم والسلطة ممكن أن تحكم وتقود.
هل من الممكن أن تحدث دعوة نائب الرئيس علي عثمان للحوار الوطني التي أطلقها مؤخراً تحولاً في الوضع القائم؟
في تقديري دعوة علي عثمان للحوار الوطني غير كافية، كما أنها لا تحمل جديد لأنها تنحصر في دعوة الأحزاب السياسية والتظيمات للمشاركة في السلطة، وهي كما نعلم دعوة قديمة، ود.علي الحاج ذكر في خطابه بعد لقاء برلين ، أن علي عثمان توقف في مسألة الحريات، إذاً كيف يكون هنالك حوار دون حريات، والحرية في حد ذاتها مطلب رئيسي للمعارضة، وترى أنها حق ضروري للتفاهمات، وفي ذات الوقت الحكومة حريصة على قمط الناس هذا الحق، وبهذا تكون دعوة الحوار الوطني في مجملها غير مجدية والقصد بها ترتيبات أخرى، إلا لمن يقبل الحوار حول مناصب أو كتابة دستور.

ألا ترى أن الدعوة لكتابة الدستور والتوافق حوله، يمثل خطوة نحو تحول في نظام الحكم ويحقق مكاسب؟


صحيح، ولكن للحوار حول الدستور إشتراطات، أولها إطلاق الحريات، والرئيس البشير قال أن دعوة المشاركة في الدستور مطروحة حتى على الحركات المسلحة، إذاً هذا يتطلب أن نحقق سلام مع الجبهة الثورية ومع قطاع الشمال، ثم من بعد ذلك نتحاور معهما حول الدستور، ولا يشترط لأجل ذلك أن تكتمل عملية السلام وعلى أقل تقدير توقع معهما اتفاق على وقف العدائيات، وتعم أجواء سلام، وتطلق الحريات، وإن نجحنا في التوافق على الدستور تجاوزنا 90% من مشاكل السودان.


من الممكن أن يحقق الدستور الذي تمت الدعوة إليه وتعكف عليه الحكومة الآن هذه المعادلة؟


أولاً الحكومة أخطأت بأن ولت د.الحاج آدم رئاسة لجنة الدستور، فهو نائب الرئيس، ورئيس قطاع في المؤتمر الوطني، إذا من قال أن الدستور دستور الحكومة فقد صدق، وهذه سقطة من المبتدأ، وفي حد ذاتها بدعة، والمعلوم أن الدستور تقف عليه لجنة مستقلة، يترأسها شخص مستقل وعليه قدر من الإجماع، وحتى في زمن الإنقاذ لجنة الدستور الأولى كان رئيسها خلف الله الرشيدن واللجنة الثانية ترأسها أبيل لير، وقبلهم بابكر عوض الله، وهكذا، كتابة الدستور تحتاج لجنة مستقلة، ليخرج متفق عليه، ومن الأفضل أن يكون تحت حكومة إنتقالية، ويصادق عليه برلمان منتخب إنتخاب حقيقي، يمثل جميع توجهات أهل السودان، ومنظمات المجتمع المدني رأيها أن تكون حملة تسبق الدستور، تتحثث آراء الناس ، بسؤالهموإستشارتهم عبر لجان حوار متفق عليها،ويشمل ذلك المهمشين في الأقاليم، وبالمناسبة أهل الأقاليم لهم مطالب ويتهمون الحكومة بالمركزية الشديدة، وأنا أوافقهم هذا الرأي، ونجد ثلثي ميزانية السودان في الخرطوم، وحتى أن تقسيم البلاد إلى ولايات يحتاج إلى إعادة نظر، وخاصة هذه الولايات فشلت إقتصاديا وإداريا، وتعتمدعلى المركز في 80% من ميزانياتها وفي حل خلافاتها الإدارية، ولم يقبلها الناس ولا زلنا نقول دارفور رغم تقسيمها إلى خمس ولايات، وبإختصار الدستور يمثل نقطة هامة في التحول نحو الحريات والتراضي السياسي، ورفع التهميش وبالذات عندما يشارك أهل الأقاليم في القرار ويمثلوا تمثيل حقيقي في السلطة المركزية لا بالطريقة الحالية
ماذا تعني بتمثيل حقيقي ؟
حقيقي بمعنى أن يكون من يمثلهم بإختيارهم هم وليس بأختيار آخرين، و لا يمكن أن نعتبر د.الحاج آدم الذي يوجد في القصر اليوم ممثلاً لأهل دارفور بأي حال من الأحوال.


د.غازي صلاح الدين إلى أين ستنتهي تحركاته الأخيرة؟


د.غازي سيستمر في طريق الإصلاح وأتوقع أن يقود معارضة إسلامية ضد الوضع الموجود، وأنا أتلمس شيء من هذا، والملاحظ أنه بات أكثر جرأة على النظام، له موقع خاص وصفحة على الفيس بك، ينشر من خلالاها آراءه ويرد على المستفسرين، ويتعاطى مع الناس، إذاً سيتجمع حوله إصلاحيون أو تصححيون، وهو اليوم لم يعد لديه منصب يسبب له حرج، أن يكون جزء من النظام ومعارض له، رئيس لكتلة المؤتمر الوطني في البرلمان ويؤيد توجهات السائحون، تخلص من هذا الحرج، ولكن ما يمكن أن يؤخذعليه أنه يريد الأمر الذي يمضي فيه ينجح في حين أن السياسة ليست بها ضمانات نجاح، عليك أن تتقدم إن كنت تؤمن بما تفعله دون حسابات النجاح والفشل.


في هذه الحالة هل سيجد تأييد؟


غازي حريص على أن يقود الإصلاح من داخل الخط الإسلامي، و عبر القواعد الإسلامية، لأنه يرى أن الحكومة تعتمد على هذه القواعد، والتغيير لابد أن يكون عبر كوادر الإسلاميين أنفسهم، وهذا من ناحية يوضح أن القوى المعارضة ضعيفة، على الرغم من أن الحكومة تكبدت نكبات وخسائر ، وفشلت في كثير من المناحي ، إلا أن الآخرين لا قدرة لهم على تنظيم أنفسهم لصالح التغيير، والمفارقة أن الإسلاميين وهم الحكومة مؤهلين لأحداث تغيير جديد وتصحيح خطهم، وفي ذات الوقت يجب أن لا ننسى أن خطورة ما يتحدث عنه غازي في أنه يمثل أشواق لكثير من الإسلاميين، بعضهم ظهر في حركة ود إبراهيم في المحاولة الإنقلابية ولكن هنالك مجموعات أخرى في الجيش لم تكشف عن نفسها وكذلك شباب التنظيم، والخطورة أنك لا تستطيع أن تتنبأ بمن سيقود هذا الإصلاح، لذا من الأفضل أن تقوده القيادة العليا في الدولة أو الحزب، لضمان عدم إنحرافه إلى عمل عنيف وربما مسلح
بمن تقصد القيادة العليا التي تقود الإصلاح؟
أعني الرئيس عمر البشير، الرئيس هو الأنسب لقيادة الإصلاح، لأنه على الأقل يملك صفه دستورية والبقية موظفين، علي عثمان نفسه موظف ولم ينتخب ، وقد يجمع الناس على الرئيس للخروج من هذه المرحلة الحرجة، ويهيئ البلاد للإنتقال لمرحلة جديدة بعد التوافق على دستور، تجري على مرجعيته الانتخابات.
هل تتوقع أن يترشح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة؟
أعتقد ذلك، وكثير مما يتردد بعدم نيته الترشح غير صحيح، هنالك ظروف وأطراف كثيرة ستجبره على الترشح، ولكن إن تولى الرئيس الإصلاح بنفسه كما ذكرت، سيجد ترشحه القبول حتى من المواطن العادي وربما المعارضة، وقطعاً لن تكون صلاحياته في هذه الحالة مطلقة –أعني إن جاء بعد إصلاحات- ومن الأفضل أن يكون غرض الفترة الرئاسية إزالة الإحتقان القائم، وخلق سلام قوي، ونظام سياسي حر وديمقراطي وسلمي، ومتى ما أنجز هذه المهمة تقام الانتخابات وإن لم تنتهي الفترة الرئاسية.


أن أستمر الحال على ما هو عليه، إلى أين تتجه البلاد؟
إلى الفوضى
ما هودور المعارضة في هذه المرحلة ؟
المعارضة المدنية السلمية ضعيفة
وماذا عن المسلحة؟


جهوية وعنصرية، وقد تحاول أن تظهر بغير ذلك ولكن هذه هي الحقيقة، ويخشى الآخرون منها، إن هي جأت بقوة السلاح قد لا تميز، وتخلص مرارتها وثاراتها مع الحكومة من المواطن البريء، رغم أنها متعقلة إلى حد ما تجاه المواطن في مناطق النزاع حتى الآن، لكن لا أحد يضمن المستقبل، وبالذات اليوم هي مليشيات منضبطة، ولكن إن حدث تغيير الكل سيقول أنه صاحب القضية والنصر، ويسعى لمكاسب.
هل يرى د.الطيب دور لمجموعة سائحون في المستقبل القريب؟
هذه المجموعة غير متفقة على فكرة الإصلاح في حد ذاتها، تجد جماعة ترى أن هذه الحكومة رغم كل شيء أفضل من غيرها، وفئة ثانية تختلف مع الأولى ورؤيتها أن الحكومة يجب أن تُغير، وهؤلاء يؤمنون بالتغيير السلمي دون اللجوء للحل العسكري، وهنالك مجموعة تؤمن حتى بالحل العسكري، لذلك يصعب أن يتفقوا على موقف واحد، والحكومة لا تقف مكتوفة الأيدي وتعمل على إستقطاب بعض منهم، ولها مناصرون وسط السائحون، والحذر من أن يغلب رأي المجموعة التي تؤمن بالحلول العسكرية أو العنيفة، وتحت كل الأحوال لن يكو لهم أثر إن لم يتعاونوا مع القوى السياسة الأخرى، الإسلامية أو غير الإسلامية.


تتوقع دور للمجتمع الدولي؟


الأوضاع لم تبلغ درجة تمنح المجتمع الدولي مبرر للتدخل عبر مجلس الأمن ، وتجربة ليبيا وسوريا حاضرة ولن تشجع على ذلك، ولكن قد تتدخل جهات مهتمة بالأوضاع في السودان ولها تأثيرها ، أمريكا مثلا أو الاتحاد الأروبي، ويكون ذلك عبر شخصياتهما الإعتبارية وعلاقتهما، وأصدقائهما، للضغط على الحكومة لتحدث إصلاح، وفي تقديري هذا هو السيناريو الأقل تكلفة، إن لم نجد الإصلاح السلمي الداخلي.
ماذا تعني بالإصلاح السلمي الداخلي؟


إصلاح سلمي داخلي، من داخل الحكومة، أو من داخل المؤتمر الوطني، أو حتى من داخل القوى السياسية والمجتمع المدني،لأن الإصلاح عملية إجماع وتراضي، وإن لم يحدث ذلك سيتم الأمر بالقوة، بالسلاح أو بالانقلاب العسكري، و العساكر بطبيعة الحال سيفرضوا أجندتهم ، ولن يتنحوا إلا بالقوة، فهم كما يرددوا في مثل هذه الحالات قد حملوا رؤسهم في أكفهم، لذا حال تدخل المجتمع الدولي عبر المهتمين بالأوضاع في السودان، وضغطوا على الحكومة وعلى الحركات المسلحة وعلى القوى السياسية، للإصلاح والتحول فهذا سيكون الأقل تكلفة ، وهذا وارد وخاصة أن إستمرار الوضع بات أمر صعب ومستحيل، في ظل صعوبات إقتصادية وإنهيار لعدد من مؤسسات الدولة.
هل هنالك أفق يسمح بنجاح مفاوضات الحكومة مع قطاع الشمال التي تراوح مكانها حالياً؟
الحكومة مجبره على إنجاح هذه المفاوضات وكذلك قطاع الشمال، وكلاهما يتعرض لضغوط إقليمية ودولية، ولكن هنالك سياريو محتمل وهو أن يستغل قطاع الشمال الوضع بإنتهازية، ويوقع اتفاق لصالحه، بعيداً عن القضايا الجوهرية التي تنادي بها المعارضة ويطالب بها هو نفسه، وأعني التحول الديمقراطي، والحريات والدستور وكيف يحكم السودان، بمعنى آخر اتفاق شبيه باتفاق الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الذي أنتهى إلى صراع حول التنفيذ، ثم تمخض عن وظائف ووزارات وإستحقاقات، ولم نرى شيء من مشروع السودان الجديد، الذي بشرتبه الحركة قبل مجيئها الخرطوم، ممكن لهذا الأمر أن يتكرر، ويتصور قطاع الشمال أنه حقق مكاسب وفي الحقيقة سيجد نفسه دون تأثير ، وفي هذه الحالة يصعب أن يتحول إلى حزب سياسي لأن كل مجموعة محاربة ستطالب بحقها في السلطة والثروة أبناء النوبة وقبائل النيل الأزرق، تدخل المنطقة في دوامة صراع جديد، وإن تمسكوا بالحلول الشاملة، أنفع لهم قبل الآخرين.
صحيفة الخرطوم

Post: #203
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-21-2013, 11:16 AM
Parent: #202

حراسة بالاسلحة الثقيلة في المحكمة..صلاح قوش : بدأت أشعر بما فعلت..هذا امتحان من الله وأتمنى أن أتطهر من ذنوبي.


قال : تعرضت لضغوط شديدة ..لجنة التحقيق عبارة عن دمي يتم تحريكها من على البعد.
05-21-2013 03:50 AM
عبدالوهاب همت

كان من المفترض ان تتم فجر الاثنين جلسة محاكمة الفريق صلاح قوش رئيس جهاز الامن ومجموعته لكن وبعد أن قامت بعض الصحف بنشر الخبر تم عقد الجلسه يوم الاحد الموافق 19 مايو بعد أن وردت الى الاجهزة الامنيه أن هناك تجمعات كبيرة من أسر المتهمين وأهلهم حشدوا خصيصا للحضور الى المحكمة تضامنا مع المتهمين , مما اضطر السلطات لقطع الطريق أمام التجمع المتوقع وقامت بشكل عاجل في الاتصال بالمحكمة واعلانها بضرورة عقد الجلسة يوم الاحد وقد تم الامر حيث انعقدت المحكمة في القسم الاوسط بالخرطوم (الجنوبي) سابقا) وسط حراسة مشددة وبأسلحة متطورة مما جعل أن الحضور بالتعليق (وجهوا هذا السلاح لتحرير ابوكرشوله).

وقد لاحظ القاضي أن ملف الاتهام لم يكن مكتملا مما اضطر رئيس هيئة الاتهام ليقول أنهم يحتاجون الى 3 أسابيع لاستجواب الشهود لان هناك بينات غير مكتملة.

هيئة الدفاع برئاسة الاستاذ نبيل أديب اعترضت وقالت ان المتهمين ظلوا لقرابة السبعة شهور وأن هناك مماطلة وتسويف تجاه موكليها, وبعد اعتراض هيئة الدفاع أتاح القاضي الفرصة للمتهمين وقد تحدث الفريق معاش صلاح قوش والذي أوضح أن المحكمة سياسية في المقام الاول وأنه لايخاف منها ولامن تبعاتها وأنه يتوقع أي نوع من الحكم من هذه المحكمة وهو جاهز لذلك, ووصف لجنة التحقيق بأنها عبارة عن دمي يتم تحريكها من على البعد وأن حديثها متضارب والاسئلة ركيكة وغير مسنودة على أي شيء , وأنه مورست عليه ضغوط شديدة أثناء التحقيق وهدف المحكمة بهذه الطريقه هي اغتياله معنويا وجسديا , وأن غرض هذه المحكمة مفضوح بالنسبة له والغرض من ذلك تصفية حسابات في صالح جهات أخرى لاتريد أن تفصح عن نفسها لكنه يعلمها جيدا وخبر أمرها.

وقال قوش أنه خلال فترة الثلاثة اسابيع الماضية ظل في حالة حبس انفرادي, بعد أن تم تحويلة من جهاز الامن واستمر حرمانه من كل حقوقه المكفولة وفقا للقانون , كما تحدث عن الفساد المنتشر وان المحكمة مغلوب على أمرها.

كذلك تحدث اللواء أمن معاش صلاح أحمد عبدالله وقال ان اللجنة التي تحقق معه لاعلاقة لها بالقيم المهنية أو الاخلاقية وأنها ضعيفة في عملها , وليس لديها اشياء متسقة من خلال التحقيق وكأنها تعمل بلاخطط.

بعد ذلك اتيحت الفرصة للاستاذ نبيل أديب رئيس هيئة الدفاع والاستاذ الطيب العباسي والذي قال : هناك انعدام في الحيادية لان الشاكي هو جهاز الامن وأنه هو الخصم والمحقق وان النيابه في هذه الحالة لاصوت لها لان اللجنة المشكلة عليها فيتو من جهاز الامن علما بأن اللجنة بها اربعة أعضاء هم ضباط في جهاز الامن , وانه كان يتوقع ان تكون هناك لجنة (الخصوم الشريفة) وهي معدومة في هذة القضية وشدد على أن هناك جهات تسعى لعرقلة سير القضية وتعمل لتوريط المحكمة. ومضى ليقول في ظل دولة ترفع شعار الاسلام وتقول أن القانون مستمد من الشريعة الاسلامية فهي تمنع المتهمين من أداء شعائرهم الدينية مثل صلاة الجمعة. وأضاف بأن هناك مخالفات قانونية ودستورية في حقوق المتهمين وأنهم تقدموا بطعن دستوري لان المتهمين يعانون من أمراض خطيرة وأن المتهم الاول الفريق معاش صلاح قوش تعرض لنوبتي قلب خطيرتين مما اضطر السلطات لادخاله للعناية المركزة مرتين.

في ختام الجلسة أصدر القاضي أمرا بمنح الشاكي مدة أسبوع من تاريخه وقال أنه حال عدم احضار بينات قوية أو ملف مكتمل للقضية فانه سيقوم بشطب القضية واطلاق سراح المتهمين.

هذا وقد لوحظ الاحتشاد العفوي من أسر المتهمين وعشائرهم رغم الاجراءات الامنية المشددة التي فرضت , وقد أدى ذلك لعرقلة خروج المتهمين وأثناء ذلك هتف البعض (يسقط نظام الظلم).

أحد الحضور من اصدقاء الفريق معاش قوش حاول التضامن معه في محنته فقال له قوش بدأت أشعر بما فعلت وان الله وضعني في هذا الموقف وأن هؤلاء الناس أعطوني الفرصة لاجلس مع نفسي لأتطهر من ذنوبي

-------------

البشير لـ «الجيش»: «ارموا قدام ورا مؤمَّن»

نشر بتاريخ الثلاثاء, 21 أيار 2013 08:11
البشير: إن الدولة تمر بظروف جرَّبتها وستتخطاها

الخرطوم: هيثم عثمان
وصف الرئيس عمر البشير المرحلة الراهنة التي تمر بالبلاد بالمرحلة المتشابهة التي مرت عليها من قبل بتآمر قوى الشر، وقال إن الدولة مستهدفة في مبادئها الأساسية ومواقفها السياسية التي تعبِّر عنها في القضايا الإقليمية والدولية، وفيما أعلن التمسك بأمر الدين قال مخاطبًا تدشين إسكان العاملين بمجلس الوزراء أمس إنه راضٍ عن مجلس الوزراء الحالي ودعا إلى حل مشكلات العالمين بالمجلس ضاربًا مثلاً بحديث النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه بأن السوداني يقضي نصف عمره في سبيل الحصول على قطعة أرض والنصف الآخر لبنائها، وابتهل البشير للمولى أن ينصر القوات المسلحة، وأضاف: «نحن في دولة صاحبة مبادئ مستهدفون في مبادئنا الأساسية ومواقفنا السياسية التي تعبِّر عنَّا في القضايا الإقليمية والدولية وسنظل على ذلك لأن الأمر أمر دين وليس أمر سياسة ندعو الله أن ينصر قواتنا المسلحة والمجاهدين في مسارح العمليات المسلحة ونشد من أزرهم جميعاً»، وأردف متابعًا: «ونقول لهم ارمو قدام ورا مؤمن» وجزم البشير بأن الحكومة تدير الدولة في ظروف تآمرية من قوى الشر، وقال: «قوى الشر تتآمر علينا لكن نحن جربناهم ومررنا بظروف أصعب من كدة وسنستمر وسنخرج منها أكثر قوة وأكثر عزيمة وإصرارًا».


-----------------

خي علي عثمان.. الآن حصحص الحق!!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الثلاثاء, 21 أيار 2013 08:20


إذا كنا قد ركّزنا في المقالين السابقين على حديث الأستاذ علي عثمان محمد طه حول مشروع السودان الجديد والذي أدهشنا كونه يصدر لأول مرة عن الرجل الذي لم يسبق له أن نبس ببنت شفة عن هذا المشروع الإستراتيجي الخطير بالرغم من أنه يمثل الهدف الأساسي والركيزة الكبرى والعمود الفقري الذي ما نشأت الحركة الشعبية إلا من أجل إقامته في السودان سواء قبل الانفصال أو بعده فلأننا كنا نعلم نحن في منبر السلام العادل دون غيرنا من الأحزاب والقوى السياسية ما ينطوي عليه هذا المشروع فقد كنا ندندن حوله قبل أن تُوقَّع نيفاشا وقبل صدور «الإنتباهة» وكنا نتحدث عن شجر نراه بعيون زرقاء اليمامة يسير نحونا ونحن في غمرة ساهون لاهون عابثون نوقِّع مع أفعى سامة صكوك مصرعنا ولا نرى فيها جراء غفلتنا إلا أرنباً مسالماً جنح للسلم ووضع سلاحه إلى الأبد بينما الحقيقة غير ذلك تماماً، فقد كانت الحركة تتأبط شراً وتفكر في تحقيق هدفها الإستراتيجي بعد أن وضعت أهم لبِنات صرحه في تلك الاتفاقية المشؤومة التي كانت محطة ووسيلة تكتيكية في طريق بنائه وإقامته.



كانت الحكومة ولا تزال حتى وقت قريب (تتزاوغ) عن الإفصاح عن طبيعة الصراع بينها وبين الحركة وجيشها الشعبي الأمر الذي جعلها تفقد البوصلة وتوجِّه بصرها نحو أهداف متوهَّمة جعلها تطيش عن إصابة الهدف الحقيقي مما جعلها تخبط خبط العشواء وهي تفاوض غريمها على غرار دون كيشوت وهو يطارد طواحين الهواء.
أكثر ما يحيرني ــ والله العظيم ــ أن الأوراق التي كنا نكتب منها ونستشهد بها في طرحنا للقضية التي سخَّرنا لها كل جهدنا.. أكثر ما يحيرني أن هذه الأوراق والأدبيات والخطط والمحاضرات التي كان يقدمها قرنق وأولاده كانت متاحة ومعلومة للحكومة ولمفاوضيها ولكل الدنيا وكان قرنق يكتب ويتحدث عما يعتزم فعله ويطرح مشروعه بدون أدنى تمويه ولكن حالة من الجنون والهزيمة النفسية انتابتنا وتلبّستنا كما تلبَّست أولئك الذي كانوا يعلقون أبصارهم ويحدقون في ملكهم العريان ولا يرَون فيه إلا متسربلاً بناصع الثياب وزاهي الألوان بينما هو في الحقيقة عارٍ كما ولدته أمه!!


صحيح أنَّ د. نافع تحدَّث عن مشروع السودان الجديد مراراً وتكراراً خلال السنة الأخيرة أو قل السنتين الأخيرتين كما أنَّ د. كمال عبيد ظل يتحدث عنه منذ أن كُلِّف بملف التفاوض لفترة وجيزة قبل أن يُزاح لأنَّ التفاوض في معسكرنا لا يحتمل الصقور الذين لا يُجيد اختيارهم إلا الحركة الشعبية وهي تضع الصقر الكاسر والحاقد الأكبر باقان أموم على رأس مفاوضيها وإنما يحتمل الذين ظلوا يمسكون بخطام التفاوض منذ الأزل وإلى يوم يبعثون تتزحزح الجبال الرواسي ولا يتزحزحون فحواء السودان عقمت عن أن تنجب أمثالهم بالرغم من أنهم لم ترد كلمة (السودان الجديد) في خواطرهم ناهيك عن أن ترد على ألسنتهم فواحرَّ قلباه على وطن بلا وجيع يفاوض عنه وينافح عصافير الخريف على حد وصف الفريق مهدي بابو نمر!!.
إدراك الحكومة لحقيقة أنَّ الحركة الشعبية تعمل على إقامة مشروع السودان الج

ديد يعني أنَّ الحكومة ينبغي أن تتعامل مع ملف الجنوب تعاملاً إستراتيجياً وليس تكتيكياً بمعنى أن على الحكومة أن تعلم أنَّ الحركة لا تقاتل أو تفاوض إلا من أجل تحقيق ذلك الهدف الإستراتيجي وأنَّ نيفاشا محطة مرحليَّة وكذلك الحكومة الانتقالية التي أعقبتها وكذلك الانفصال إذا لم تُفضِ الوحدة إلى إقامة ذلك المشروع وكذلك عدم انسحاب الجيش الشعبي من جنوب كردفان والنيل الأزرق ليفعل ما يفعله الآن بينما نقوم نحن بسحب قواتنا بالمخالفة للاتفاقية التي كانت تقضي بأن يكون الانسحاب متزامناً وكذلك اتفاقية الحريات الأربع وكل ما يُبرم مع الجنوب من اتفاقيات.. إنها مسيرة لم تُخفِ الحركة حقيقتها منذ أن سمَّت نفسها الحركة الشعبية لتحرير السودان ومن عجبٍ أن الاسم (تحرير السودان) لم يُغيَّر حتى بعد أن انفصل الجنوب فأي سودان يحررون بعد أن انفصلوا بدولتهم ولماذا تخلَّوا عن أسمائهم القديمة أيام انفصاليي أنيانيا (1) وأنيانيا (2) (دولة الأماتونج مثلاً) أيام (أقري جادين وجوزيف أدوهو) وأصروا على اسم جنوب السودان الذي يريدون أن يستبْقوه اسماً يلحق به السودان من جديد عندما يتم تحقيق مشروعهم الإستراتيجي لتحرير وبالأحرى احتلال السودان بالتعاون مع العنصريين في دارفور ممن اعتنقوا مبدأ وعقيدة وإستراتيجية (السودان الجديد)؟!


أعجب مافي الأمر أن (قطاع الشمال) بدون أدنى حياء لم يُخفِ أنه جزء من دولة الجنوب من خلال اسمه الذي استبقاه (قطاعاً) أو قل فرعاً تابعاً للأصل فبالله عليكم ماذا نقول عن هذا الشيوعي ال######## الرويبضة عرمان وعن الحلو وغيرهما من العملاء؟!
لا أريد أن أتحدَّث عن كل ما قاله قرنق وأولاده باقان وعرمان عن أن مشروعهم مستمر بعد توقيع نيفاشا وما كانوا يعتزمون فعله وما فعلوه بالفعل خلال الفترة الانتقالية التي كانوا يشاركون فيها الحكومة الحكم ويقودون المعارضة من داخل البرلمان ومن الشارع من خلال التحالف مع المعارضة فذلك كله كان جزءاً من مخطط إقامة مشروع السودان الجديد خلال الفترة الانتقالية وهو أمرٌ مكتوب بسيناريوهاته المختلفة المفصلة تفصيلاً وبالرغم من ذلك كانت الحكومة تظن يوم وقَّعت نيفاشا بل وحتى اليوم أنَّ الحركة يمكن أن تجنح للسلم، لكنها اليوم اقتنعت وأرجو أن تكون قناعة نهائية لا تتغير أو تتبدل أنه ما من شيء يزحزح الحركة عن خطها الإستراتيجي الذي أعلن عنه باقان عشية قرار الجنوبيين المساند للانفصال حين قال لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية: (إن مشروع السودان الجديد ليس مرهوناً بالوحدة وإننا سنعمل على إقامته بعد الانفصال).


أتحدث الآن عن كيف أضاعت الحكومة وقتها وخُدعت وخدعت بذلك الشعب السوداني وكيف طاشت رميتها وأذَّنت في مالطا وكيف كانت دبلوماسيتها بعيدة كل البُعد عن توضيح الحقيقة لمن يمكن أن يتعاطفوا معها خاصة في محيطها العربي والإسلامي الذي غاب عنه أنَّ مشروع الحركة يستهدف هُوية السودان تماماً كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية.
في المقابل كان قرنق يخاطب محيطه الإفريقي بهُوية إفريقية للسودان حيث كان الرجل يقول في زياراته للدول الإفريقية (إن العرب مكثوا في الأندلس أكثر مما مكثوا في السودان وكما أُخرجوا من الأندلس سيخرجون من السودان) و(أن العرب في السودان لا يختلفون عن البيض في جنوب إفريقيا) وبذلك لطالما ألَّب الأفارقة ضد السودان الشمالي فقد كان يُستقبل في إفريقيا السوداء استقبال الرؤساء ولذلك لا غرو أن يرفض المبادرة المصرية الليبية ويُبطل ويُلغي بضغط منه اتفاقية الدفاع المشترك ويلوذ بدول الإيقاد الإفريقية التي أنتجت نيفاشا بعد أن صُنعت في المطبخ الأمريكي.
لم يكن دبلوماسيونا يعلمون شيئاً عن صراع الهُوية الذي يجتاح النزاع في جنوب السودان ولذلك كانوا (يعرضون بره الدارة) ولذلك لم يحفل العرب كثيراً بقضية السودان كما اهتموا ببقية القضايا الكبرى المتعلقة بالهوية كقضية فلسطين التي اتخذها العرب قضيَّة مركزيَّة.


كنت أتحسَّر عندما يجلس وزراء خارجيتنا مع نظرائهم العرب وأتساءل ماذا تراهم يقولون لهم؟! أشهد الله إنني عندما جلستُ قبل أشهر مع رئيس مركز الدراسات بصحيفة أخبار اليوم القاهرية وحدَّثتُه عن مشروع السودان الجديد دهش الرجل وطلب عقد ندوة حول الأمر بعد أن تفاعل تفاعلاً كبيراً.
لقد أضعنا فرصاً كبيرة حيث كنا في غفلة كبرى عن عرض قضيتنا حال من يعاني من السرطان ويشكو للطبيب من صداع يقضّ مضجعه... ذلك كان حالنا فقد تنكبنا الطريق وفشلنا في وضع إستراتيجية للتعامل مع الجنوب قائمة على حقيقة الصراع كمن يضع خطة لزراعة القمح تقوم حيثياتها جميعاً على أن المزروع أرز وليس قمحاً ولذلك كنا نتفاوض حول السلام المستحيل الذي لم يتحقق ولن يتحقق في إستراتيجية الحركة الشعبية قبل أن تحتل السودان وتُخضعه لسلطانها هويةً ووجوداً

Post: #204
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-23-2013, 06:44 AM
Parent: #203

الأخبار

نافع: المرحلة لتمايز الصفوف بين الوطنية والخيانة
نائب الرئيس: لن نقبل بانفصال شبر من السودان مرة أخرى

الخرطوم:عبد الوهاب جمعة عز الدين ارباب:

قطع نائب رئيس الجمهورية،الدكتور الحاج آدم يوسف، ان الحكومة لن تقبل بأية حال من الاحوال انفصال شبر واحد من السودان ،وقال ان وافقنا على انفصال الجنوب حقنا للدماء فإننا لن نفرط في شبر اخر من ارض السودان،بينما شن نائب رئيس المؤتمر الوطني ،الدكتور نافع علي نافع ، هجوماً غير مسبوق على تحالف المعارضة ،وأعتبر المرحلة المقبلة مرحلة تمايز صفوف بين الحق والباطل والخيانة والارتزاق، وان المعركة المقبلة ستكون حاسمة وفاصلة، واتهم وفد المعارضة الذي زار جوبا بشهادة الزور ووصفه بالمخذل وهزم القيم والتفسق، وقال ان الملائكة تقاتل مع القوات المسلحة والمجاهدين في منطقة جبل الدائر وابوكرشولا.


وأكد يوسف لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً مساء أمس باستاد سيد الشهداء بود البشير، ان الحكومة سترغم الجبهة الثورية على السلام وقال ان مطالب الجبهة الثورية لا تتوقف على السلطة والثروة وانما يريدون كل السودان،مشيرا الى ان الجبهة الثورية تنفذ في اجندة خارجية لتمزيق السودان،وقال ان اسرائيل دائما تخشى استقرار السودان لانه اذا استغل موارده سيكون دولة قوية وتوقع الا يترك السودان هادئاً.


وشدد نائب الرئيس على ان الحريات متاحة للجميع والندوات مسموحة «ولكننا لن نسمح باي حراك يدعم الجبهة الثورية»لان القضية ليست قضية حكومة ومعارضة انما قضية وطن،ودعا حملة السلاح الى احكام صوت العقل والجلوس للحوار.
من ناحيته، دعا مساعد رئيس الجمهورية،عبد الرحمن المهدي، حملة السلاح الى الجنوح للسلم وتجنيب البلاد سفك الدماء، وقال ان الحل في الحوار السلمي،واقر بأن هناك مطالب مشروعة للمواطنين في الولايات الاقل نموا ولكن المطالب لاتنفذ عبر الحروب، وقال ان الحكومة عازمة على استرداد أي شبر من السودان،مؤكداً ان الحوار حول القضايا الوطنية لم يأت اكله بعد لكنه حقق نتائج متقدمة.
واعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني،الدكتور نافع علي نافع ، المرحلة المقبلة مرحلة تمايز صفوف بين الحق والباطل والخيانة والارتزاق، وان المعركة المقبلة ستكون حاسمة وفاصلة واتهم وفد المعارضة الذي زار جوبا بشهادة الزور وشن هجوما لاذعا على التحالف ووصفه بالمخذل وهزم القيم والتفسق وقال ان الملائكة تقاتل مع القوات المسلحة والمجاهدين في منطقة جبل الدائر وابوكرشولا.


وأكد نافع لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً باستاد الانقاذ جنوب الخرطوم مساء امس انه يعتزم ارسال رسائل للمقاتلين في الصفوف الامامية ولا تخص رسائله الخونة والمارقين، مشددا على ان المعركة المقبلة ستقطع ذكرى المارقين والخونة، وتقبر فيها احلامهم ويشتت شملهم. معركة حاسمة جمعت المتمردين من دارفور وجنوب كردفان وجنوب السودان.


وقال نافع ان المتمردين حشدوا جنودهم واعتقدوا انهم يستطيعون القضاء على السودان ونسوا اننا نقاتل عن حق وعزة وهي معركة بين الحق والباطل


واضاف «معنا جند الله والملائكة تقاتل معنا في جبل الدائر وابوكرشولا



ووجه نافع انتقادات لاذعة للمعارضة وقال انها لاتستطيع ان تنفر في سبيل الله وتعمل على التخذيل واضاف «ناس الطابور الخامس في الخرطوم يحفرون قبورهم «، وقال ان بعض الاحزاب اشارت الى ان اعتداءات الجبهة الثورية ليست عدوانا خارجيا، كما شن هجوما لاذعا على صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي وقال انها تحرض على الوطن، موضحا انها الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية والمرتزقة والعملاء .


واتهم نافع وفد التحالف الذي زار جوبا الاسبوع الماضي بشهادة الزور وذكر انهم يطلبون الحريات لكن حرية العمالة والارتزاق والفتنة بين الناس والتفسق وهزم القيم وتابع «هذا هو الخبث وهذه هي الحرية التي يدعون لها ناس الطابور الخامس ناس ياسر عرمان
وشدد نافع على ان الصفوف تمايزت «صف لاجل العزة والكرامة وصف للخيانة والعمالة» واضاف «لاتعجبنا قوتنا لكننا ننتصر بنية خالصة لله» وزاد انا لا اتحدث لارفع معنويات لكن لدي احساس بأن هناك اطمئنانا، وقال ان الفترة المقبلة للمفاصلة والتمييز بين الصفوف ولازم يكون في تهجد



-----------------

سعد احمد سعد
اخر لحظة

فإلى أي شيء يسعى التمرد وإلى أي شيء يسعى مموِّلوه؟!

من المحال أن يقال إن المتمردين هؤلاء هم فئة باغية خرجت على الإمام بتأويل سائغ.. وإنهم يجب أن يعاملوا معاملة الفئة الباغية!!

إذ لو كانوا فئة باغية فعلاً فمن أين لهم كل هذه الأموال وكل هذه الثروات التي يديرون من خلالها حرباً على دولة تمتد لأكثر من مليوني كيلومتر مربع؟ إن الدولار الذي يصرف لمحاربة الختان - ختان السنة - والدولار الذي يصرف لنشر ثقافة الكوندوم، والدولار الذي يصرف لنشر جرثومة الإيدز في السودان وفي عالم المسلمين والعرب، والدولار الذي يصرف لقطع النسل في الدول الإسلامية والعربية، هو ذات الدولار الذي يصرف لتمويل حركات التمرد في غرب البلاد وشرقها وجنوبها.

إن الذين يموِّلون هذه النشاطات لا يفعلون ذلك من أجل تمكين الشريعة.. ولا من أجل التأصيل.. ولا من أجل تماسك المجتمع المسلم.. ولا من أجل محاربة العنوسة أو العادات الضارة..

إنهم يفعلون ذلك من أجل توهين الشريعة.. ومن أجل التضليل.. ومن أجل خلخلة بنيان المجتمع المسلم.. ومن أجل زيادة العنوسة ومن أجل تمكين العادات الضارة.

هذا هو بالضبط ما فهمه كل سوداني وكل سودانية من كل هذه المحاولات المستميتة سواء منهم من انتسب إلى الإسلاميين أو لم ينتسب.. أو سماهم الإسلامويين أو لم يسمهم.. فكلهم متفقون على أن الاستهداف واقع بهم جميعاً.. وأن الذين ضلعوا في هذه الحرب لم يتركوا شيئاً لم يقدموه ثمناً لهذا السلاح القذر.. قدموا كل ما يطلبه البائع.. من دين.. ومن عرض.. ومن شرف.. ومن كرامة.. ومن إنسانية.. لم يتركوا شيئاً لم يقدموه إلا الدولار فليس عندهم دولار.. ولكن من حسن حظهم العاثر أن البائع لا يطلب دولاراً ولا درهماً.. ولكنه يطلب دينهم وشرفهم وكبرياءهم وإنسانيتهم.. فقدموا ما توفر عندهم.. وليس بالكثير.. والباقي مرابحة من شرف السودان وعزه ومجده ودينه..

أخي السيد الرئيس.. إن مثل هؤلاء لا يقاتلون تحت راية عمية.. ولا تحت راية جاهلية..

إنهم يقاتلوننا تحت راية كفرية شركية ليس لهم مطلب إلا إلغاء الشريعة.. التي ظل أسلافهم من الجمهوريين يطلقون عليها الاسم الفسوق بعد الإيمان ويسمونها «قوانين سبتمبر» وذلك توهيناً لها، وحتى ينفوا الحرج ممن أقدم على إلغائها فلا يقال إنه ألغى قوانين الشريعة.. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».

فهاهي قوانين الشريعة التي أقرها نميري تبقى إلى يومنا هذا لتكون حجة لله على خلقه من أهل السودان!!

ويوم تحدثت أخي الرئيس في القضارف بعد إعلان نتيجة استفتاء تقرير المصير وقلت إنه لا دغمسة بعد اليوم.. كنت سيدي الرئيس تشير إلى تطبيق الشريعة..

إن أمثال هؤلاء لا يقاتلون إلا تحت راية الشريعة فلا تأخذك في أمر الله لومة لائم.. ودين الله لا يستفتى فيه الرجال.. ولا يطلب برضى كافر ولا ظالم.. ولا يترك لسخط متمرد أو مرتد..

قل كلمتك التي قلتها في القضارف.. أعدها على أسماع الدنيا كلها.. قلها أخي الرئيس.. فقد كانت حين قلتها من التوفيق والتسديد.. فقلها اليوم وأتبع القول العمل.

قلها وجدد شباب الإنقاذ.. قلها وصالح الإنقاذ مع ربها وخالقها.. فإن الله لا يرضى ولا يقبل أن تعامل شريعته بالدغمسة.. ولا بالإبطاء ولا بالتعطيل.. قلها حتى يقاتل أهل السودان جميعاً نحن راية إيمانية تحت راية لا إله إلا الله.. قلها حتى ترى ما يسرك..

إن المتمردين يقاتلوننا تحت رايات عميّة.. راية الديمقراطية.. راية العلمانية.. وراية فصل الدين عن الدولة وراية العصبية.. وراية العرقية.. وراية أخرى هي راية الخيانة والعمالة.. وحظ النفس..

ونحن أخي الرئيس لنا نصيبنا من حظ النفس.. وحظ النفس أن نقاتل تحت راية لا إله إلا الله وحظ النفس أن تقتل في سبيل الله.. وحظ النفس أن تكون كلمة الله هي العليا..

أخي الرئيس هلم إلى بيعة هي خير لك من الدنيا وما فيها
22/5/2013

----------------

ودابراهيم



أبوكرشولا قضية وطن وليس لها أي علاقة بالسياسة.


الجيش ملئ بالكثير من ود إبراهيم وسوف يسترد أبوكرشولا قريبا.


زياراتي لمناطق مختلفة من البلاد هي زيارات اجتماعية لأسر زملائي في المعتقل.


لست طالب سلطة ونأمل أن تكون السنة الإضافية في ولاية الرئيس للم الشمل.


أنا مع الحركة الإسلامية الموجودة ولكن....


سأظل أدعو إلى الإصلاح من الداخل إلا إذا رفضوا هم.


الآن أنا جندي من الشعب وأرتدي الزي المدني وأدافع عن قناعات.



الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى



المعارك التي تدور هذه الايام في ولاية كردفان الكبري (شمالها وجنوبها) في مناطق "أبوكرشولا وقبلها أم روابه والله كريم" بين القوات المسلحة وقوات الجبهة الثورية ذكرت الناس بأجواء هجليج وتحريرها، والجميع الآن يترقب لحظة تحرير أبو كرشولا كما حدث في هجليج من قبل، ولأن تحرير هجليج كان مرتبطا في أذهان الكثيرين بـالقائد " ود إبراهيم"، فالمناخ العام الآن يعيد إلى الأذهان سيرة هذا الرجل الذي تردد في اكثر من مكان وشغل واجهة الاحداث في الرأي العام المحلي طيلة الستة أشهر الماضية وتشده التطورات الاخيرة لتضعه في بؤرة الأحداث مرة اخرى، ويدور الهمس من هنا وهناك بأنه سيشارك في تحرير أبو كرشولا مع القوات المسلحة، ولكن كيف يتم ذلك وهو الآن خارج المؤسسة العسكرية، وسط هذه الهمسات، خرج على الساحة خبرا مفاده بأن ود إبراهيم يقود المجاهدين للمشاركة في تحرير أبو كرشولا، ورغم عدم صحة الخبر، إلا أنه يمثل انعكاسا وأصداءا لما تشهده الساحة السياسية بالبلاد الآن، ولذلك حملت تساؤلاتي واستفاهامات الشارع إلى صاحب الشأن نفسه ود إبراهيم، وبعد تحديد الموعد، ذهبت إلى منزله لأجده جالسا في بهو الدار التي تغص كالعادة من الضيوف، ويستقبل عدد آخر منهم، وكأن الرجل خارجا لتوه من مناسبة، فمازال البيت يعج بالمهنئين. جلس الينا بابتسامه هادئة تنم عن راحة وإطمئنان، واستأذن لحظات من ضيوفه، ودلف معنا في الحديث، وفي طيات الحوار كانت تقطعنا هذه الوفود الزائرة من الرجال والنساء والطلاب، فما كان مني إلا أن سألته انت خرجت منذ فترة طويلة، فلماذا هذه الوفود حتى الآن؟، فقال الحمد لله محبة الناس هبة من الله وهي شئ ثمين، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا علي قدر هذا الأمل والثقة التي يولينا الناس اياها. واسترسلنا في الحوار وفيما يلي نصه.


تفاجئ الجميع بخبر ذهابك إلى مناطق العمليات في أبو كرشولا مع المجاهدين ماتعليقك على ذلك؟

التزم الصمت.



ود إبراهيم ماذا يفعل هذه الأيام؟

زرت مناطق كثيرة شمال كردفان وأم سيالة وود النورة وحجر العسل نزور أهالي المعتقلين الذين كانو معي في الحبس، فمثلما جاءوا معي إلى بلدي في العبيدية بولاية نهر النيل، أنا أذهب إليهم في مناطقهم أيضا.



ماهو الغرض من هذه الزيارات؟

كما قلت لك هو تفقد للاهل وتلمس للراي وفيه شئ من المشورة فيما يصلح ولو من باب "النفع الشخصي او العام" وان كانت اللقاءات متبدية في طابع زيارات اجتماعية الا انها لا تخلو من الحديث عن الشأن العام، ففيها احتفاء من الأهل بعد خروج أبناءهم من المعتقل وفيها الكثير من التعزية عن الدعاية السوداء التي كانت تطلق في فترة احتجازنا، ونحن مدينون لهم بالكثير فزياراتهم ملهمة والنزول بساحتهم فيه كان شرف كبير لنا وتقدير يكون في اعناقنا اليهم لا نستطيع ان نكافئه ما حيينا.



ولكن الاستقبال في هذه الزيارات كان حاشدا وكأنك تمهد لعمل سياسي؟

لا هي مجرد زيارات إجتماعية، وليست لها علاقة بالسياسة، وفعلا هي استقبالات كبيرة وتحملني أنا وزملائي الكثير، السياسة ليس هذا طريقها، السياسة لها مؤسسات ووسائل ااتصال ووسائط عمل مختلفة نحن عندما نزور الاهل ونتفقدهم، نتلمس مشاكلهم ونتعزي بقربهم ولكن للسسياسة منابر اخري ووسائط مختلفة تماما عن هذا.



هل مازال هناك عدد من زملائك في المعتقل؟

نعم مازال بعض الاخوة الفاضل يقبعون في المعتقل، ولم يتم الافراج عنهم حتى الآن، نسأل الله ان يعجل لنا بخروجهم، فمازالت جلسات المحاكمة مستمرة، وتأجلت أكثر من مرة، وكانت هناك جلسة مقرر لها يوم الاثنين.



كم عددهم؟

المتبقيين هم خمس أشخاص



وماذا تفعل بشأنهم؟

نحن نبذل كل الجهود ونتحرك فيما هو متاح لنا من اتصالات ومتابعات بشتي السبل حتي يرى هؤلاء الاخوة النور، وكذلك نتواصل مع أسر المعتقلين ونعمل التخفيف عنهم، ومواساتهم.



وماذا عن أبو كرشولا؟

أبو كرشولا هي قضية وطن، حتى اخوانا المجاهدين الذين اتصلوا بي، قالوا سنذهب للجهاد، قولت لهم أسال الله ان يوفقكم اذهبوا، فهذه قضية بلد، ليست لها أي علاقة بالسياسة.



هل المجاهدين يقاتلون مع القوات المسلحة في أبوكرشولا؟

الدفاع الشعبي أصبح فصيل أساسي في القتال، لذلك يقاتلوا إلى جانب القوات المسلحة وتحت امرتها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتهم، ويتقبل شهادئهم، ويرد المفقودين والأسرى.



في تقديرك لماذا الى الأن لم ترد أبو كرشولا؟

أرجو أن تقبلي مني الاعتذار عن التعليق علي هذا الشئ فأنا ابتعدت عن المؤسسة العسكرية وهناك عمليات دائرة الآن ولا أريد أن أقول شئ ربما يؤثر علي الأحداث.



ولو تم استدعاؤك للمشاركة في إسترجاع أبو كرشولا ماذا تقول؟

صمت... القضية في تقديري كما ذكرت لك أكبر من أبو كرشولا لابد من اعادة النظر كما اسلفت الي الأمر في سياقه الكلي وليس النظر بتبعيض مخل، من يضع حدود وفواصل الأمن القومي السوداني ومن يحدد أجندته الآن؟ لماذا أبو كرشولا وكأننا بدخولها سنكون قد حققنا دفاعا استراتيجيا محكما للأمن السوداني، أنا كما ذكرت لن اعلق علي التفاصيل، ولكن اجابتي لك هي ان ابوكرشولا تؤخذ في سياقها الصحيح، ولو اردتي إجابة بسيطة أقول لكي "لو استجابوا لندائنا للاصلاح سوف نلبي طلبهم".



وهل النداء للإصلاح شرط؟

اذا قرأتي نداء الاصلاح ستعرفي ان مجرد الاستجابة اليه قد أوقفت القتال وأطفأت نار الحرب وإعادة ابو كرشولا بلا طلقة نار، لكن الحد الأدني إظهار عزيمة وإرادة للاصلاح.



هل حدثت معك اتصالات في هذا الأمر؟

والله لا أعتقد أن الإتصالات المباشرة ممكنة في الظروف الحالية للطرفين لنا ولهم.



باعتبارك خبرة عسكرية طويلة ممكن نسمع منك شرح لما يحدث بأبو كرشولا؟

قلت لك الآن هناك معارك دائرة ولشخص كان ركنا في العمل العسكري حتي وقت قريب، لا استطيع أن أسمح لنفسي بالتعليق، فزملائي من الضباط ورفاقي من الجنود لا يزالون يقاتلون – أسال الله لهم الحفظ والسداد - ولن أقول ما يؤثر على عملهم، لا أستطيع الحديث إلا بعد نهاية المعارك.



لماذا يتعثر الجيش في دخولها حتى الآن؟

طبيعة المنطقة حاكمة ومؤثرة يتعثر ويتعذر فيها المسير بسلاسة، فهي منطقة جبلية، وتحتاج إلى تخطيط وزمن، فقمم الجبال تحمي، في النهاية نسأل الله أن نأخذ زمام المبادرة، وأن يتم تحريرها.



بدون ود إبراهيم؟

التاريخ يعلمنا أن الأمم الحية لا ترتبط بأسماء الرجال مهما علا أو سمى قدرهم وبذلهم، وأنا كنت جندي تربيت وتدربت في مؤسسة القوات المسلحة السودانية ذات الإرث القديم والمجد التليد، الجيش يا اختي ملئ بالكثير من الرجال ممن لا قعقع لهم بالشنان ود إبراهيم كان واحدا منهم ليس الا، وان شالله سيستردها الجيش قريبا.



هل ستأخذ زمنا؟

كما قلت لك التعليق الآن صعب دون الخوض في التفاصيل وهذا ارد نفسي عنه كما ذكرت لك ، لكن اسأل الله ألا تأخذ زمن طويل.



هناك فيديو منتشر على الانترنت به صورتك وأن توزع السلاح على القبائل، في إتهام خطير بأنك كنت تقوم بتسليح القبائل في كردفان. ما تعليقك على ذلك؟

اولا دعيني أستوقفك عند كلمة في السؤال " توزع سلاح علي القبائل"!! كل سوداني ابن قبيلة، ونحن في القوات المسلحة نتعامل مع الشباب كسودانيين وليس كقبائل في ذلك المقطع انا اتحدث الي شباب من الدفاع الشعبي فمن اين لك بوصف انها قبائل؟؟ هل كان من بينهم شيخ او زعيم لعشيرة معروف ومعه أبناء عمومته مثلا؟؟ هذا حديث بثه أشخاص من الواضح ان لهم غرض، وأقول لك هذا المقاطع التي بثت كانت أثناء تجهيزاتنا للتقدم لتحرير منطقة هجليج، وهذه قوات للدفاع الشعبي، وبالمناسبة هو مسلح أصلا، وأنا لم أقم بتسليحه، فالدفاع الشعبي كان يقاتل جنبا إلى جنب القوات المسلحة، وانا ضابط بالقوات المسلحة أنفذ سياسات الدولة كجندي، والدفاع الشعبي كما هو معروف إحتياطي قتالي متعارف عليه علي مستوي كل العالم في امريكا عندهم شئ اسمه ( National Guard ) هذه القوات كانت تستعد للمشاركة في استرداد منطقة هجليج، وهم أصلا من سكان المنطقة، ولكن كما ذكرت لك أعتقد من وراء هذا الفيديو لهم أغراض.



إذن الفيديو صحيح وغير مفبرك؟

نعم صحيح وكان أثناء تحرير هجليج، وأنا لم أقم بـ"تسليح القبائل" هذا دفاع شعبي ليس إلآ، فهو منذ زمن طويل، لم نقم بتسليحهم، فهم أصلا مسلحين يدافعوا عن أرضهم، وكانوا من ضمن القوات التي حررت هجليج، فلم أقم بتسليحهم، ولا أعتقد أنه كان لدي سلاح لأوزعه بهذا الشكل، استفدنا منهم بجانب القوات المسلحة لتحرير هجليج، والناس كلهم شاهدين على ذلك.



تعليقاتك على مايحدث بدارفور وحادثة مقتل مجموعة من قادة العدل والمساواة الموقعين على السلام؟

أنا ضد الاغتيالات السياسية أي كانت الاختلافات، ولكن هذا نزاع داخلي، لكن أنا ضد ذلك، وأنا أدعو إلى توحد أهل السودان، وبالتالي توحد كل القبائل والجهات والمطالبة بحقوقها بصورة غير طريقة الاغتيالات بالجلوس إلى المفاوضات، وأن تكون الأطراف كلها جادة في ذلك، لأن الدم يجر الي دم والاغتيالات السياسية كلها لا تجدي، فهي تزيد النار وتسبب مشاكل داخلية كبيرة داخل البيوتات وداخل القبيلة الواحدة.



هناك حديث عن تعديل وزاري شامل ستتغير فيه كل الوجوه القديمة وكذلك رفع الرقابة عن الصحف وبوادر أخرى ربما تكون بداية للإصلاح هل هذا ما تسعى إليه؟

أعتقد أننا نحتاج الى شئ أعمق من هذا، وليس معالجة سطح المسائل، ولكن علي كل حال ومقارنة بما هو متاح الآن اعتقد ان هذه واحدة من مطالب أهل السودان، ونأمل أن يكون هذه خطوة في التوجه الصحيح، وأن تكون هناك وجوه جديدة، على الأقل تجدد الأمل عند المواطنين في حياة مستقرة، تقود إلى سلام، ولا تتهم الحكومة بفساد بتكرار ذات الوجوه.



هل لديك معلومات عن هذا التعديل؟

فقط أسمع كما يسمع الاخون، لكن معلومات ذات مصداقية ليس لدي معلومة.



هناك بعض حديث أن ودابراهيم في التشكيل الجديد؟

ضاحكا، وهل هذا شئ جيد؟ لقد كانت تنشر معلومات مثل هذه، وأنا في الخدمة فما كانت تزيدني غير الضيق، الآن بعد ان صرت " معتقل سابق" ومعاش هل تعتقدي بانها ستكون شيئا يفرح؟ لا لا أعتقد انها القضية، ولم أسمع بذلك



لو كان كذلك؟

وقتها لكل حادثة حديث، فلست طالبا سلطة نحن نطالب بالاصلاح الشامل وليس تغيير تشكيلة حاكمة مع استمرار ذات السياسات، لكن علي كل حال نأمل أن يأتي للناس القوي الأمين.



هناك تعديل حدث على تمديد ولاية الرئيس البشير إلى خمس سنوات بدلا من أربعة. مارأيك في ذلك؟

لم أطلع على ذلك، لكني كنت أعتقد أنها خمس سنوات حقيقة، عشان كده لم تكن بالنسبة لي اهتمام كبير، نأمل أن تكون السنة الاضافية للم الشمل في السودان، وأن تأتي وجوه جديدة، فالخليفة العادل عمر بن عبد العزيز في خلال سنتين بث الأمن والرفاهية للأمة، ونأمل أنه في السنتين الباقيات يكون على الأقل تحدث مراجعة للسياسة والعدالة، وتمهد لانتخابات حرة ونزيهة.





هناك توجه من دكتور غازي صلاح الدين بضرورة انشاء حركة اسلامية جديدة. هل توافق هذا التوجه؟

حركة اسلامية جديدة؟ وماذا فعلنا بالقديمة؟



نعم هو يدعو لحركة جديدة لأن الموجودة بعدت عن الفكرة الاساسية منها؟

انا مع السياسة والتجديد، تجديد الوجوه والفكر وهذا هو من أساسيات مطالبنا بالاصلاح تجديد فكر وتجديد منهج وتجديد سياسات وتجديد بالضرورة في الوجوه، ولكني لم أسمع أن د. غازي طرح شيئا جديدا بهذا المعنى.



طرحها على صفحته بالفيس بوك؟

أنا مع الحركة الإسلامية الموجودة، ولكن تتجرد لله سبحانه وتعالى، ويكون بها حركة تجديد، وتبعد نفسها عن السلطة ، وتهدف للجانب التربوي، وتعيد ماتواصل عليه الناس قبل الانقاذ، حركة اسلامية همها التربية واقامة المجتمع الفاضل.



في إطار نقلتك من العسكرية إلى العمل السياسي هل تواصلت مع قوى سياسية مختلفة؟

مازالنا داخل الحركة الاسلامية ولم ننسلخ عنها، ولكن نتحدث مع الجميع من أجل إصلاح الحال، فبعد خروجي من المعتقل، زارني العديد من الأحزاب السياسيه، وكان الحديث عن الاصلاح في البلد، وضرورة التوافق على برنامج وطني، لكن لم ندخل لتفاصيل، فأنا حتى الآن لا أمثل الا الاتجاه الاصلاحي العام وليس اتجاها سياسي بعينه، فأنا من ضمن الاصلاحيين في المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية.



هل حدث اتصال مع الدكتور حسن الترابي؟

لا يوجد بيننا اتصال مباشر



ولم يزورك بعد الخروج من المعتقل؟

لا لا لم يحدث.



ماهي ترتيباتك للمرحلة المقبلة بعد هذه الزيارات التي تقوم بها على أسر زملائك في الحبس؟

الآن أنا مواطن في صفوف الجماهير- ضاحكا كما قال الرئيس عبد الناصر - وجندي واحد من الشعب، ومن خلال تواصلي مع الشعب والاخوان في الحركة الاسلامية، نأمل أن نقود مرحلة إصلاح تقود إلى تغيير السياسات، التي أدت إلى تدهور الوضع سواء أمنيا أم اقتصاديا او سياسيا، ونأمل أن الإخوة في القيادة يستجيبوا.



أمازلت مع فكرة الاصلاح من الداخل؟

انا مازلت أصر على الاصلاح من الداخل، أما اذا واصلوا في رفض ذلك واصروا علي سد كل المنافذ للاصلاح وأبعدونا، فبالتأكيد لدينا العلاقات الكبيرة والواسعة مع مختلف اطراف المجتمع السوداني بمختلف تنظيماته وتكويناته السياسية والاجتماعية من أحزاب ومكونات المجتمع المدني كله، وبالتالي سوف نتواصل، والجبهة السياسية العريضة التي تعمل من أجل الاصلاح، لا تنتهي بالضرورة لدى الحركات المسلحة، بل يمكنان نقدم نموذجا جديدا للأسلوب السياسي والضغط الجماهيري الذي يتبني مطالب الشعب، لكن إلى ذلك الحين نحن داخل المنظومة ونطالب بالاصلاح من الداخل، الى أن يرفضوا هم ويسدوا الأفق.



ود إبراهيم انت مرتاح؟

طبعا لا راحة لمؤمن حتي يلقي الله لكن لو تعني بخروجي من المؤسسة العسكرية اقول لك ولله الحمد " مرتاح" من كثير من المعاناة التي كنت اكابدها، لكن الاحساس بالمسئولية تجاه الكثير من القضايا لم يتغيير بل قد يأخذ اشكالا اخري لكن على كل حال اتواصل مع الناس كما كنت بل ربما بطريقة اكثر كثافة الان، بعد ان تحللت عن القيود الرسمية التي كانت تكبلني بها مهنتي السابقةا لتي تشرفت بالانساب اليها، والان احاول التأقلم مع الحياة الجديدة خارج المنظومة العسكرية.



كم قضيت في الحياة العسكرية؟

(تأوه بالنفخ علي فمه) قرابة الـ 29 عاما في القوات المسلحة، وأتواصل الآن مع أهلي وأحبائي بصورة مريحة جدا بعيدا عن القيود العسكرية كما قلت لك.



هل العسكرية بالنسبة لك كانت قيود؟

كانت قيود لأني كنت كثير الترحال، لم أتحدث عن السياسة لكن أتحدث عن هم البلد ككل، والآن متاح لنا أن نتحدث ونطالب بالاصلاح وأن يتغير النهج، وأن نسعى مستقبل أوضح.



ألم تشتاق للزي العسكري؟

( رن عليه صمت وأطرق برهة)... حقيقة كنت أؤدي واجبي العسكري بقناعات الدفاع عن الوطن وتلك صميم العقيدة القتالية، والآن أرتدي الزي المدني لأدافع عن قناعات وعن رأي وعن الشعب أيضا اعتقد انه من هذا المنظور فاني اقوم باستكمال دور كنت ارى انه مفقود، وذلك لاحساسي بالواجب تجاه زملائي رفقاء السلاح الذين تركنا لديهم امانة العمل من خلفنا، فان كنت بعدت عن البدلة العسكرية فهؤلاء اخوان نتواصل معهم، ولا أشعر بفرق كبير فالاحساس بالمسئولية هو هو.

Post: #205
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-26-2013, 06:21 AM
Parent: #204

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان للناس
الخرطوم 25 مايو 2013م
المؤتمر الوطني- المنبر التصحيحي والتيار التصحيحي في القوات المسلحة

قال تعالي في محكم تزيله: (إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِم) سورة الفتح الآيه 10.
التقى نفر كرام من خيرة أبناء قوات شعبكم المسلحة والمصلحون في المؤتمر الوطني للتشاور حول أمر البيعة التي عقدناها للسيد رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى لقواتنا المسلحة ورئيس حزبنا حيث بايعنا الرئيس عمر البشير على السمع والطاعة وإنفاذ مهامه على الوجه الأكمل بصفته الراعى ونحن رعيته مقابل تحكيمه لشرع الله والحكم بين الناس بالعدل والقسط.

ولكن بعد أكثر من ثلاثة وعشرين عاما شهدت فيها بلادنا تقسيم ترابها الذي بذلنا لأجل وحدته الغالي والنفيس وأستشهد في أرض الجنوب خيرة أبناء الشعب السوداني أمثال الشهيد علي عبدالفتاح والدكتور محمود شريف والشهيد الزبير محمد صالح والشهيد إبراهيم شمس الدين وغيرهم كثر لم يتوانوا عن تقديم أرواحهم فداءً لتراب وعزة هذا الوطن.

وبعد كل تلك التضحيات حنث الرئيس بوعده في الحفاظ على تراب الوطن موحدا كما تركه لنا الأجداد ولم يقم بتطبيق شرع الله والخرطوم اليوم تعد من أفسد المدن العربية والإسلامية، وإذا كان رئيسها راقص فشيمة أهلها الرقص. والحرب اليوم تهدد السودان في أركانه الأربعة في ظل فساد شامل طال الرئيس وإخوانه الذين عاثوا فسادا في الأرض ليس لسبب سوى أنهم إخوة الرئيس والعنصرية تجلت في كافة مرافق الحياة العامة والخاصة نسبة لأن الرئيس وبؤر الفساد التي ظلت إلى جواره في الحكم مارست عنصرية مقننة ضد مجموعات بعينها وعلى سبيل المثال الفريق أمن عوض الجاز حول من قبل وزارة بأكلمها لصالح قبيلته! وغيره كثر.

نحن لم نبايع الرئيس عمر البشير على الظلم والفساد والعنصرية ، عليه ننقض بيعتنا له ونبايع المجاهد الصابر العميد محمد إبراهيم عبد الجليل (ود إبراهيم) على السمع والطاعة ووضع يدنا في يده لتغيير هذه الوجوه الكالحة التي تسمرت على كراسي السلطة وعاثت في الأرض فساداً وإفساداً.

ونحن إذ نبايع المجاهد محمد إبراهيم لأننا رأينا فيه الصدق وعفة اليد واللسان وغيرته على دينه ووطنه، ونعاهده أن نخوض معه معركة تغيير هذه الحكومة التي حكمت بإسمنا كمجاهدين وكقوات شعب مسلحة دون أن تفي بوعدها في تطبيع شرع الله.

والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء

----------------------
ماذا يريد قطبى المهدى
الهندى عز الدين



مثل تلك التصريحات الانهزامية التي يدلي بها الدكتور " قطبي المهدي " من حين لآخر عملاً بشعار ( عليَ وعلى خصومي في المؤتمر الوطني ) ، لا يمكنها أن تساعد في حزب قوي ودولة ناهضة ومتجددة .
* فكلما أعلن السيد الرئيس " البشير " ( بعضمة لسانه ) وبعزم أكيد ، ورغبة لا تعرف المراوغة ، وطبيعة لا تعرف سياسة ( جس النبض ) ، عن رفضه القاطع للترشح لدورة رئاسية جديدة يبلغ بنهايتها (31) عاماً على كرسي الحكم ، خرج علينا " قطبي المهدي " مؤكداً أن المؤتمر الوطني سيرشح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة !!
* " قطبي " بهذه التصريحات التي هي في الحقيقة خارج سياق التأريخ والعصر ، إنما يعبر عن أزماته ( الخاصة ) مع رصفائه و أنداده ومن يصغرونه عمراً من قيادات المؤتمر الوطني الذين يستحقون التأهل لمنصب رئيس الحزب ، ومن ثم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية مع مرشحي الأحزاب والقوي السياسية السودانية الأخرى في العام 2015 .
* " قطبي " بالتأكيد لا يريد " علي عثمان " خليفة ، وهذا معلوم ، كما أنه لا يحتمل رئاسة الدكتور " نافع علي نافع " ، وبالتالي فلا يمكنه أن يتخيل " مصطفى عثمان " رئيساً ، ولا يتصور " محمد طاهر ايلا " الحاكم الناجح القادم من (الشرق ) في قائمة الترشيحات لمقعد الرئيس .
* الرجل يريد أن يعتقل الوطن في مشكلته الخاصة جداً ، وآخرون مرتاحون جداً لهذه التصريحات العرجاء لأنها تعتقل الوطن في ( حظيرة مصالحهم ) الضيقة ، فالذي يريد أن يبقى وزيراً أو سفيراً أو مديراً - في إطار التجديد المستمر - تحت عباءة الرئيس ، والذي يأمل أن تتجدد له دورة المصالح الدنيوية الزائلة مع التجديد للرئيس ، رغم براءة الرئيس مما يفعلون ، كل هؤلاء وأولئك في حالة ( حلف انتهازي ) مع حالة السيد " قطبي المهدي " الشخصية !!
* والخاسر الوحيد هو هذا الشعب المسكين . الخاسر هو هذا البلد الجريح من دارفور إلى " كاودا " ، ومن " أم روابة " إلى " أبو كرشولا

هل يريد الدكتور "قطبي المهدي"، الذي عاش في أمريكا حقبة من الزمان، وحصل على جواز السفر (الكندي)، أن يظل السودان خارج منظومة التطور السياسي الطبيعي وسياق التأريخ، عندما يدلي بتلك التصريحات (المفخخة) حول ما أسماه اتجاه المؤتمر الوطني لتجديد ترشيح الرئيس "البشير" لدورة رئاسية جديدة تبدأ في العام 2015؟!
{ في أمريكا، الدولة الأعظم التي ارتبط بها "قطبي" - على الأقل ثقافياً إن لم يكن وجدانياً - لا يحق لأي رئيس (منتخب) أن يحكم لأكثر من دورتين عمرهما (ثماني سنوات) فقط!! فما هي حكمة السيد "قطبي" في استمرار حكم الرئيس البشير لـ (31) عاماً..؟!!
{ (الفزّاعة) التي يستخدمها أمثال "قطبي" لحمل الرئيس - غير الراغب أصلاً في التجديد - على التجديد، لا تتجاوز فكرة التخويف من (انقسام) جديد في المؤتمر الوطني!!
{ وهل كان الإنقسام السابق الذي أدى إلى قرارات (الرابع من رمضان) عام 1999 مضرّاً بالبلاد أم مفيداً؟! المفروض حسب رأي "قطبي" وجميع أنصار الرئيس "البشير"، أنه كان مفيداً لإزالة حالة (الازدواج الرئاسي) أو ما عرف بـ (حكم الرأسين.. البشير - الترابي)، وبالتالي إحكام سيطرة الرئيس على مقاليد الحكم في البلاد.
{ كما أنه كان فرصة تأريخية للشيخ "الترابي" ليراجع ويتراجع عن الكثير من الآراء والمواقف والاتجاهات. صحيح أن أي انقسام لا بد أن يخلف جروحاً غائرة ودمامل ودموع، لكن بالمقابل فإن أنصار (تجديد ترشيح الرئيس) كانوا أكثر الناس مكاسب وغنائم جراء تلك (المفاصلة)، فلماذا يستخدمونها - الآن - فزاعة و(مطباً) في طريق تجديد القيادة والدماء والأفكار اتساقاً مع حركة العالم الطبيعية من حولنا؟!
{ على الدكتور "قطبي المهدي" أن يستغفر الله كثيراً، داعياً أن يتعافى من الإحن والمحن، ناظراً لمستقبل البلد ببصيرة واعية، لا بصر قصير، فالعقل الراشد مفتوح دائماً على التجديد، والتجديد صار في حد ذاته مطلباً و(غاية) قبل أن يكون (وسيلة) لتحقيق الأفضل على كافة المستويات.
{ الغالبية (غير المسيسة) بين جموع الشعب السوداني تحب الرئيس "البشير"، تتعلق به عاطفياً، تحترمه وتجد له الأعذار عن أخطاء مساعديه ومعاونيه، ونحن في مقدمة هؤلاء بتسيسنا وبوجداننا، وأظن أن السيد الرئيس يفهم ويعلم ويشعر ما تكنه له ضمائرنا المتجردة من أثر (الجماعات) و(المجموعات).
{ غير أن الحب وحده لا يكفي لتحقيق الآمال، ولا ينبغي أن يكون عقبة في طريق (التغيير).. شفرة هذا العصر.
{ عزيزي "قطبي".. فلتقل خيراً أو فلتصمت، فإن التأريخ لن يرحمك أنت ومن ينظرون أدنى (مراكيبهم).


---------------


جهاز الأمن والمخابرات يوقف صحيفة ( المجهر ) لـ (15) يوماً ..!!
16 ساعات 15 دقائق منذ
حجم الخط:
الخرطوم: المجهر

الهندي : القرار ظالم ويشبه دولة المجــموعات والأمــزجة ولابد من (التغيير)

قرر جهاز الأمن والمخابرات ايقاف صحيفة ( المجهر السياسي ) السياسية اليومية المستقلة لمدة خمسة عشر يوماً اعتباراً من اليوم ( السبت ) . وكان ضابط من الجهاز قد حضر إلى مقر الصحيفة نهار أمس ( الجمعة ) وأبلغ إدارة تحرير الصحيفة بمنع الصدور لثلاثة أيام دون إبداء أية أسباب ، ثم عاودت إدارة الإعلام بجهاز الأمن الاتصال بالصحيفة ( السبت ) لابلاغها شفوياً بتمديد الايقاف التعسفي لخمسة عشر يوماً .
وياتي قرار الايقاف على خلفية مقالات متتابعة نشرها رئيس مجلس الإدارة الأستاذ " الهندي عزالدين " في زاويته المقروءة ( شهادتي لله ) تحت عنوان :( هذه الحكومة في حاجة إلى فرمطة ) ، و ( نحن أولى بالحريق ) ، ( ماذا يريد قطبي المهدي ؟ - 1- ) و ( ماذا يريد قطبي المهدي - 2- ) .
وطالب الصحفي والكاتب ناشر الصحيفة بالتغيير في قيادة الدولة و وجه انتقادات لاذعة لاداء ومنهج وزارة الدفاع التي يشغل منصبها الفريق " عبدالرحيم محمد حسين " أقرب المقربين إلى الرئيس " البشير ".
ورفض " الهندي " في مقالين رداً على تصريحات " قطبي المهدي " القيادي بالمؤتمر الوطني الداعمة لتجديد ترشيح " البشير" ، رفض فكرة تجديد الترشيح لدورة جديدة تبدأ في العام 2015 يبلغ الرئيس بنهايتها (31 ) عاماً على كرسي الرئاسة . وقال الكاتب إن العالم من حولنا يتجه كله ناحية ( التغيير ) وأنه أصبح غاية في حد ذاته قبل أن يكون وسيلة .
وقال " الهندي " إن قرار ايقاف الصحيفة ثم تمديد الفترة في اليوم التالي عقاباً على نشره في وكالات الأنباء والفضائيات ، هو قرار تعسفي وظالم ويشبه الدولة التي تدار بـ ( الأمزجة ) و ( الهرجلة ) والمجموعات الصغيرة التي أوردت البلاد موارد الهلاك . وأضاف " الهندي " : سواء أوقفوا الصحيفة خمسة عشر يوماً أو عشر سنوات فإن مثل هذه القرارات العصبية المرتجلة لن تحجب عن أبصار الشعب السوداني رؤية مشهد الفشل الجاثم الآن في وزارة الدفاع ، والمالية ، والزراعة بل وكل الأداء التنفيذي للدولة وأضاف : أنا لست نادماً على كل حرف كتبته بصدق ودون أجندة ذاتية مطالباً بالتغيير وهذا واجبي الوطني ومسؤوليتي الدينية والأخلاقية. وزاد : الصحيفة تتعرض بقرار الايقاف لخسائر مادية كبيرة ، لكنها ضريبة قول الحق ومواجهة الباطل .
وطالب ناشر ( المجهر السياسي ) الرئيس " البشير" بقيادة التغيير بنفسه ومبكراً ، قبل أن يغمر الطوفان كل شبر في البلاد . وقال إن دفن الرؤوس في الرمال لن يحل مشكلة ، ولن يحمي بلداً ، ولن يحرر أراض يحتلها التمرد في دارفور وكردفان ، معتبراً أن هياكل ومؤسسات المؤتمر الوطني ( صورية ) وهي لا تحكم الآن وهذا مضر بالنظام وكارثي على مستقبل السودان أجمع .

المصدر: المجهر دوت كوم


-----------------

الكودة.. وقتال أهل البغي
السبت, 25 مايو 2013 10:14 كتاب الرأى - الرأى
راي:سعد احمد سعد

قال الأخ الكودة في مقاله الذي نشره يوم الثلاثاء 21 مايو 2013 الموافق 11 رجب 1434هـ في صحيفة الأيام بعنوان «قتال البغي وأحكامه»، ولعله قصد قتال أهل البغي وأحكامه فسقطت كلمة «أهل».

قال الكودة ما نصه حسب ما ورد في الصحيفة:

ليس كل من عارض نظاماً من الأنظمة وحكومة من الحكومات ولو بطريقة مسلحة يعني أن هذا المعارض يجب أن يقاتل جهاداً.. وهذا للأسف ما يقع فيه الكثيرون ممن يظنون خطأ بأن كل من عارضهم معارضة مسلحة ولو كان من أبناء الجلدة ومن ملة الإسلام فهو يستحق أن يقاتل جهاداً، وعندما أقول يقاتل جهاداً أعني بذلك المعنى الاصطلاحي لكلمة الجهاد شرعاً والتي لها أحكامها المعروفة من إهدار دم المقاتلين وجواز سبي نسائهم وإباحة أموالهم وتقسيم ما غنم منها على المجاهدين.. «إلى آخر قوله»..

والكودة في قوله هذا أصاب عندما أراد أن يصيب، وأخطأ عندما تعمّد أن يخطيء.

فالكودة أصاب عندما تكلم عن المعنى الاصطلاحي لكلمة جهاد.. فالمعنى الاصطلاحي خلاف المعنى اللغوي وخلاف المعنى الشرعي.

فالمعنى الاصطلاحي هو ما اتفق عليه الفقهاء وبحسب ما أورده الإمام الماوردي في الأحكام السلطانية، فإن الحرب التي يليها الأئمة عن جميع الأمة هي أربعة أنواع:

النوع الأول هو قتال المشركين وسُمي اصطلاحاً الجهاد في سبيل الله.. ولا يقصدون بذلك أن الأنواع الثلاثة الأخرى ليست قتالاً ولا جهاداً في سبيل الله.. بل قصدوا التفريق لأن أحكام قتال المشركين كما أورد الكودة تختلف عن أحكام بقية الأنوع.

وسمى المارودي الأنواع الثلاثة الأخرى بحروب المصالح أي مصالح الأمة وهي قتال أهل البغي وقتال المرتدين وقتال المحاربين وقطاع الطرق.

ومع أن الأسماء تختلف والأحكام تختلف إلا أن المقاتلين من المسلمين في كل واحدة من هذه الأنواع تحت راية إمام أهل العدل، فكلهم يجاهدون في سبيل الله ومن قتل منهم فهو شهيد في سبيل الله، وذلك لأنه حسب الظاهر قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ونص الحديث من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.

وأخطأ الكودة عندما تعمد أن يخطئ وكأنه يريد أن يقول إنه لا يوجد إلا نوع واحد من الكفر هو كفر المشركين الذين هم أهل دار الحرب ودار الشرك لا يقاتل على الكفر أو على الشرك سواهم.

والكودة يريد أن يخلص إلى أن متمردي دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق هم من فئة أهل البغي وأحكام قتالهم كما قال أو كما يتمنى، فإنهم «مواطنون لا غزاة وأن أسوأ ما يقال فيهم إنهم أخطأوا بحملهم السلاح فلا يجوز قتالهم حسبما ورد في كل كتب الفقه الإسلامي «باب قتال أهل البغي» لا يجوز قتالهم إلا بعد خطوات ذكرها أهل العلم في ذلك الباب فيقولون إنهم ربما خرجوا على ذلك السلطان بتأويل سائغ في تقديرهم.

إذن فالكودة يعلم تماماً أن تعريف الفقهاء لأهل البغي أنهم الذين خرجوا على الإمام بتأويل سائغ.

ولكن يخطئ الكودة عندما يقول: «في تقديرهم»، بل يجب أن يكون التأويل سائغاً «فقهاً» وليس في تقدير الذين خرجوا وحملوا السلاح لأن هذا القول يضع الأمر كله في دائرة مفرغة، لذلك سمي أصحاب معاوية بالفئة الباغية لأنهم خرجوا بتأويل سائغ أي محتمل وهو أنهم كانوا يطالبون بدم عثمان وهم مخطئون في خروجهم على الإمام ولا يخرجهم ذلك من الإسلام، لذلك فإن أحكام قتالهم تختلف عن أحكام قتال المشركين مثل جيش قريش في بدر وأحد أو جيش الروم في موتة أو في تبوك.

والدليل على ذلك أن هؤلاء هم الفئة الباغية بهذا المعنى لا بغيره.. وإن الحديث جاء في مقتل عمار بن ياسر «تقتله الفئة الباغية»، والحديث رواه عبد الله بن عمر بن العاص وكان في جيش معاوية، فقال معاوية إنما يقتله الذين أخرجوه.. وهو معني بعيد وليس أولى بالاعتماد من المعنى المباشر للقتل، وليس أولى على هذا المعنى من الحديث الذي ورد في الخوارج أنهم تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق.

فدل ذلك على أن الطائفتين من أهل العدل، ولكن إحدى الطائفتين أدنى من الأخرى.. والذين قتلوا الخوارج هم أصحاب علي بن أبي طالب.. فاستقام المعنى معنى الفئة الباغية..

ونسأل الأخ الكودة هل المتمردون هؤلاء الذين حملوا السلاح على الدولة (الحكومة والمجتمع)، هل خرجوا بتأويل سائغ؟ وماهي مطالب هؤلاء المتمردين الذين تسميهم الفئة الباغية؟ أين هم من إقامة الحدود وإقامة شريعة الله؟ حتى تعرف الفرق بين هؤلاء المتمردين وبين الفئة الباغية.. اسمع قول الإمام الشافعي:

وإذا ظهر أهل البغي على بلد من بلدان المسلمين فأقام إمامهم على أحد حداً لله أو للناس فأصاب في إقامته أو أخذ صدقات المسلمين فاستوفى ما عليهم أو زاده مع أخذه ما عليهم وما ليس عليهم، ثم ظهر أهل العدل لم يعودوا على من حده أمام أهل البغي بحد ولا على من أخذ صدقاتهم بصدقة؟.. إلى آخر مقولته..

أي أنه يدخل في تعريف أهل البغي شرط أن يكونوا ساعين وقائمين على حدود الله وأحكاماً في الأموال والأبضاع.. فهل الذي تفعله الجبهة الثورية وقواتها ومتمردو دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق هو من مثل ما أشار إليه الإمام الشافعي؟ وهل الذي فعلوه في أبوكرشولا هو من باب إقامة حد الله على فرد أو أخذ الزكاة من المسلمين حسب النصاب والحول وأنواع المال ومصارف الزكاة؟وهل قطع الطرق من إقامة شرع الله؟ وهل قتل الأبرياء وتقطيعهم وتعليقهم من أرجلهم من نوع إقامة شرع الله؟ وهل المطالبة بفصل الدين عن الدولة من نوع إقامة شريعة الله؟ وهل الاستعانة بالكفار وتلقي الإمدادات والأموال والخطط منهم يدخل في باب إقامة شريعة الرحمن؟

أخي الكودة.. إن هؤلاء ليسوا من أهل البغي في شيء. إنهم إما محاربون وقطاع طرق أو مرتدون.. وهذا القول ليس مبنياً على نواياهم أو على سرائرهم، فالنوايا والسرائر من علم علام الغيوب.. ولكن هذا بحسب أقوالهم وأفعالهم.. والعجيب أن محاولة الكودة لجعل المتمرد فئة باغية لم تعجب بعض مناصري التمرد لأن التسليم بهذا هو تسليم أيضاً عندهم بشرعية نظام الإنقاذ.. وهم لا يسلمون بذلك.. أما نظام الإنقاذ فمن حيث التوصيف الفقهي الاصطلاحي فهو نظام شرعي.. أما من حيث عدم قيامه بمطلوبات الشريعة من تطبيق الحدود وجباية الصدقات والأموال على وجهها.. وفي الجملة حفظ الدين على أصوله المستقرة، حراسة للدين وسياسة للدنيا، فهو من هذا الباب أهل لأن يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر ويغلظ ويشدد عليه في القول ويضيق عليه النكير، أما أن يحمل عليه السلاح وعلى المواطنين فلا

Post: #206
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-27-2013, 11:05 AM
Parent: #205

951_513950311968420_119853853_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #207
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-28-2013, 11:05 AM
Parent: #206

تحـريـر مـدينـة أبـو كرشــولا

نشر بتاريخ الثلاثاء, 28 أيار 2013 08:57


البشير يهدد بوقف ضخ بترول الجنوب وإلغاء اتفاق التعاون إذا ثبت دعم جوبا للتمرد..الرئيس يعلن وقف الحوار مع قطاع الشمال وعدم الاعتراف بالجبهة الثورية..قال: إذا دعم الجنوب التمرد فليصرفوا النظر عن بترولهم و «يصفوا مويته ويشربوها»..رئيس الجمهورية يوجِّه رسالة نهائية لدولة الجنوب لوقف دعمها للتمرد

الخرطوم: صلاح مختار

وجَّه رئيس الجمهورية عمر البشير رسالة قوية في أعقاب تحرير مدينة أبو كرشولا أمس إلى دولة الجنوب، طالبها فيها بقطع دعم التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وهدد بقطع إمداد البترول حال ثبت أن حكومة دولة الجنوب لم تلتزم بالاتفاقية.
وقال البشير الذي كان يرتدي البزة العسكرية مخاطباً حشداً عفوياً بالقيادة العامة بمناسبة تحرير أبو كرشولا أمس: «نوجه رسالة ثانية لإخواننا في حكومة دولة الجنوب بضرورة الالتزام بالاتفاقية»، مبيناً أنه إذ حدث أي خرق لجزء من الاتفاقية من قبلهم ستكون كل الاتفاقية ملغية،

وأضاف أن ذلك إنذار نهائي، وقال إن أي دعم من دولة الجنوب للتمرد بمناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور سيؤدي إلى إلغاء الاتفاق، وأضاف أن تلك رسالة نهائية، وقال: «إذا دعموا التمرد بنعرفه، وإذا ثبت يصرفوا النظر عن بترولهم ويصفوا مويته ويشربوها، وما في تاني بترول يمر بالشمال».


وحيَّا البشير القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وقال لهم: «جزاكم الله خيراً»، كما حيَّا الشعب السوداني وقال إن دخول أبو كرشولة رسالة من أبنائكم في القوات المسلحة بأنهم يمثلون الشعب السوداني ويعبرون عن تطلعاته برجالة وشهامة أهل السودان، ولن يخذلوهم في يوم من الأيام، وأنهم قابضون على الزناد ولن تلين لهم قناة،


وأكد أن القوات المسلحة سوف تحرر كل شبر من أرض البلاد من الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم بدراهم لأعداء السودان من الإرهابيين ممن يسمون أنفسهم الجبهة الثورية. وقال: «كلهم أعداء وخونة وإرهابيون». وأشار إلى قتلهم الأبرياء من النساء والأطفال.
وأعلن البشير وقف أي تفاوض مع قطاع الشمال، وأنه لا تفاوض مع عميل أو خائن أو مع مرتزقة وإرهابيين، أو مع ما تسمى الجبهة الثورية، وقال: «لن نعترف بما يسمى قطاع الشمال أو العدل والمساواة أو تحرير السودان



------------------


-إختر سنة- 2013 2012 2011 2010
-إختر شهر-
-إختر يوم-



--------------------------------------------------------------------------------



--------------------------------------------------------------------------------



وزير العدل: الحكومة ليست في زنقة. .. ومخطئ من يظن ذلك

الخرطوم:عزالدين أرباب:


نفى وزير العدل، صحة ما تردد عن ان الحكومة تعاني من ضعف بسبب هجمات المتمردين، قائلاً «الحكومة ليست في زنقة اوضائقة ومن يظن ذلك مخطئ»، وتعهد بعدم وضع السلاح حتى تحرير كل الأراضي من قبضة المتمردين.
وقال محمد بشارة دوسة،ان الحرب تجددت مرة اخرى بعد ان تذوق السودانيون السلام، وقاسمت الحكومة، السلطة والمناصب مع المتمردين السابقين وبقية الأحزاب، ووضعت الدستور من أجل السلام.


ورأى ان ماتقوم به الجبهة الثورية في جنوب وشمال كردفان، ليس له مبرر وتعهد بعدم وضع السلاح حتى تحرير كل الأراضي السودانية، وقطع في لقاء التعبئة والاستنفار ووداع قافلة وزارة العدل للمتأثرين بالاحداث الاخيرة في جنوب وشمال كردفان بمباني الوزارة، امس، ان الحكومة ليست في زنقة وضائقة وان الذي يقول ذلك مخطئ.
واعلن دوسة تبرعه وتبرع المستشارين بوزارة العدل بمرتب يوم لمدة سنة، دعماً للقوات المسلحة. وقال ان مجموعة من مجاهدي الوزارة متجهة الى مناطق العمليات واضاف (نقلل الكلام ونرفع ونرمي لقدام).وسيرت وزارة العدل امس قوافل الى المتأثرين بالمواجهات الأخيرة في جنوب وشمال كردفان


-----------------

خلافة هرون في أسواق النخاسة (2 ـ 2)..

وقيع الله حمودة شطة

نشر بتاريخ الخميس, 23 أيار 2013

08:36
سبقت الإشارة في مقالي الأول إلى حالة لزوم الأخ الوالي أحمد هرون الصمت إزاء ما يجري من أحداث جسام في ولاية جنوب كردفان يشيب لها رأس الوليد، حيث توارى عن وسائل الإعلام واكتفى بقصة الهدف الذهبي الذي كان يخطط لإحرازه في مرمى التمرد لكن التمرد فاجأ السيد الوالي وأحرز هدفه الذهبي في الزمن المحتسب بدلاً من المبدد.
وإلى هنا جاءت خاتمة المطاف بأسوى ما يمكن تصوّره.. وإن كان الوالي قد فشل حقاً في إدارة الولاية حتى غدا هو نفسه إحدى أدوات أزماتها بشهادة كثيرين ومنهم نافذون داخل حزبه الحاكم، فإن رحيله الذي أوشك ــ وقد تأخر كثيراً ــ فتح الباب على مصراعيه ليتهافت نحوه المطبِّلون والانتهازيون والفاشلون، يتسابقون نحو الصيدة (المري) تلك الولاية التي صارت كأن ليس لها باكون والتمرد يبتلع كل يوم جديد جزءاً عزيزاً من أجزائها المترامية، إن الأقلام العاجزة المتكسِّبة كعادتها ظلت تختلق الشائعات حول ترشيح والي جنوب كردفان القادم بعد فشل هرون، وطفقت تمارس التضليل.


قال عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ لبعض أهل مجلسه: أنشدوني إلى أشعر شعرائكم قالوا: ومن هو؟ قال: زهير بن أبي سلمى. قالوا بما صار كذلك؟ قال: (كان لا يعاظل بين القول ولا يأتي بالوحشي، ولا يمدح الرجل إلاّ بما فيه) قالوا صدقت.
إن الكاتب أو القائل يلقي بالكلمة لا يلقي لها بالاً تسمو به أو تهوى به سحيقاً.. لأن الكتابة مسؤولية وهي مهنة لها أخلاقياتها، والكاتب يفنى ويبقى ما كتب منسوباًَ إليه فإمّا له، وإمّا عليه.
الأخ يوسف عبد المنان كتب من قبل أن الأخ محمد كوكو مركزو هو مرشح الولاية اليوم وغداً فلما كتبنا نسائل الأخ يوسف أين انعقد هذا الإجماع (لمركزو) ولى الدبر ولم يعلق على ما كتبنا وخنس طويلاً ثم عاد في اجتماع الهيئة الشعبية لتطوير المنطقة الشرقية، حيث تجمعنا العضوية في تلك الهيئة وإن كان الأخ يوسف دُعي بالنظر إلى شأن الولاية عامة، يومها الأخ يوسف حسب الحضور قال داخل قاعة الاجتماع منتقداً ما يجري في الولاية وواليها ما لم يقُله مالك في مصائب الخمر وهو الذي ظل مقرباً من هرون، لكن (المفارق عينه قوية)!.
وتجاوز الأخ يوسف عبد المنان الحد المعقول في المدح والإطراء ربما إلى الغلو، حيث كتب يقول (القمرين النيرين سيديّ شباب المؤتمر الوطني مركزو وتاور) وقال إن التشاور بشأن خلافة أحمد هرون انحصر بينهما!! ثم ناقض نفسه في المقال ذاته وأضاف إليهما الأخوين الكريمين الطيب حسن بدوي، وسلمان سليمان الصافي.. وليس لنا اعتراض على أن يكتب الأخ يوسف ما شاء وليس بيننا من قديم أو حديث شيء يسوء.. وكذا ليس لنا مع الأخوين مركزو ود. محمد موسى تاور ــ الذي نكن له الاحترام والتقدير وهو رجل مهذب ــ شيء يسوء لكن اعتراضنا على الأخ يوسف أن يعاظل في القول ويأتي بالوحشي ويمدح الرجل بما ليس فيه، وهذه خصلة تنافي دور الإعلام الراشد المرشد.
حين كتبنا ننتقد الأخ يوسف فيما كتب وأوضحنا أن الأخ مركزو قد فشل فيما سبق حين تولى إدارة ولاية جنوب كردفان غضب الأخ مركزو وتحين الفرصة ليرد علينا كفاحاً.


وقد فعل، لكن في غير موضعه! وكما أكدنا من قبل ليس لدينا نقمة نحو الأخ اللواء (م) مركزو وما كتبناه عنه كان بغرض الجُرح والتعديل والنقد للمصلحة العامة مصلحة الخروج إلى بر السلام والأمان بالولاية من كبوتها.. وهو أي: مركزو شخصية عامة فهو محل للنقد والتقويم والمراجعة ولو غادر مركزو محيط العمل العام وتركه لما ذهبنا إليه في عقر داره ننتقده، وبمثل ما يرى الأخ يوسف عبد المنان أن الأخ مركزو يستحق مدحاً، نحن نرى أن الأخ مركزو أخفق في جوانب عامة يستدعي الأمر نقداً وتقويماً.. بل نذهب أبعد من ذلك ونقول مع احترامنا لسعادة اللواء (م) مركزو وبعد فشل أحمد هرون فإن الولاية تحتاج إلى خليفة ذو عقلية مبدعة يملك زمام المبادرة ويتصف (بكاريزما) القيادة لا يستبد ولا يقبل الوصاية والإملاء ولا يخشى قيادات الولاية الأقوياء إن عارضوه أو عملوا بجواره.
كما أشرت قبل قليل أصرَّ الأخ مركزو على الرد على ما كتبنا ووصفنا إياه بالفاشل من خلال اجتماع عقد ليناقش قضايا الولاية الإنسانية والأمنية وكيفية التنسيق بين أبناء الولاية لمواجهة العدوان والأزمة بعد أحداث أبوكرشولا، وحين أتيحت لي الفرصة للحديث ذكّرتُ المجتمعين بأهمية التماسك ونبذ القبلية والجهوية وتفعيل دور الدعوة لخمد هذه الفتنة وحمَّلتُ جانباً من الأخطاء لقيادات الولاية أنفسهم نسبة لخلافهم وصراعهم وبالتالي هو صراع نخبة، وأكدت أن ليس هناك من يقدم الرأي السديد الضاغط للمركز ليسهم في علاج أزمة الولاية، لقد دهش المجتمعون حين أصرَّ مركزو على أخذ فرصة للرد على كلامي وهو وجهة نظري وكنت آمل أن يدلو الأخ مركزو بوجهة نظره في الموضوع المطروح للنقاش لكن سعادة اللواء عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني ووالي جنوب كردفان الأسبق ورئيس الدائرة السياسية لأبناء النوبة بالمؤتمر الوطني اكتفى بقوله شطة كتب أني سُحبت من الولاية لفشلي وهذا ليس صحيحاً وإنما سُحبت لاستحقاقات نيفاشا.. ويا ليت الرجل لو صمت عند هذا الحد وكنتُ عندها سأحترمه وأعتبرها وجهة نظر موضوعية تصحيحية، لكن عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ذهب ليقول لي يا شطة هذا ليس سوق عكاظ لتحدثنا بالأدب والفصاحة والبلاغة دع هذه الفصاحة! أقول إن كانت هناك فصاحة وبلاغة فهذه ليست مذمة بل هي محمدة ونعمة من الله عظيمة أن يؤتاها الإنسان. والله تعالى أنزل القرآن وكان من أميز وجوه الإعجاز فيه الفصاحة والبلاغة والبيان، فالإبانة بريدٌ نافعٌ لإيصال الأفكار والمفاهيم إلى الآخرين وخير وسيلة للتواصل معهم.. والمذمة والعيب إنما يكون في الإعياء عن الإبانة.. أيُّهما خيرٌ الذي يقول المرء فيبين أم الذي يتلعثم ويتتعتع ويُلحن؟ اللهم اجعلنا من الفصحاء البلغاء.
ونعود مرة أخرى ونؤكد أن الأخ مركزو قد فشل فيما تولى من مهام على

مستوى الولاية والمركز، والفشل والاعتراف به ليس عيباً، لكن العيب إنكار الحقيقة والتحايل عليها.. وهنا وكما وعدنا في المقال الأول ــ نورد طائفة يسيرة من أخطاء الأخ مركزو وندعو الأخ يوسف عبد المنان أن يقرأ هذه القائمة ــ وهذا درس عصر.
أولاً: في الفترة التي قضاها مركزو والياً على الولاية لم يقص شريطاً ولم يضع حجر أساس لأي مشروع من مشروعات التنمية بالولاية، بل لم يقدِّم مبادرة ولا خطة أو مشروعًا خاصًا بالولاية؟.
ثانياً: وأنت ــ يا يوسف ــ تصفه بأنه أحد الأقمار وهو الذي سقط حتى في مسقط رأسه دلامي حيث حصل المؤتمر الوطني على أربعة أصوات فقط.
ثالثاً: لا يطرح نفسه قيادياً إلاّ في جنوب كردفان فقد سبق له أن اعتذر عن تكليف بالعمل في دائرة دارفور، واعتذر أيضاً عن تكليف آخر بالمضمون ذاته في الولاية الشمالية، والاعتذار لدواعي الفشل الذي يخشاه.
رابعاً: إكتفى برئاسة ما يسمى باللجنة السياسية لأبناء جبال النوبة بالمؤتمر الوطني وليس اللجنة السياسية لأبناء جنوب كردفان، وقد فشل أيضاً في إدارة هذه اللجنة ودخل في خلافات مع أعضائها حتى استقالوا جميعاً، حيث استقال كل من الأستاذة عفاف تاور، وصلاح بريمة، ومراد بلة، ومبشر كرشوم الأستاذ الجامعي.
خامساً: السيد مركزو يضيق صدره دائماً بالآخرين في إطار العمل العام، ويجنح دائماً إلى استخدام العنف اللفظي مع من يختلف معه.
سادساً: السيد مركزو فشل في التوافق مع مجتمعه الصغير (رابطة أبناء دلامي) فكيف يُرشح ليذهب رئيساً للحزب بالولاية.
سابعاً: فشل السيد مركزو في إدارة ملف أحداث الفيض يوم أن كان رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس.
ثامناً: تقلَّد السيد مركزو أمين أمانة الزراع، ورئيس الدائرة السياسية والنتيجة لا شيء يُذكر.
ونسائل الأخ مركزو ونطلب منه أن يجب بصفته الآن عضو المكتب القيادي ومفاوض في أديس هل قدَّم الآن رؤية حول الوضع الراهن في جنوب كردفان؟
إن على المؤتمر الوطني والدولة أن يؤكدا لأهل الولاية أن جنوب كردفان ليست بدعاً وليست حقل تجارب يُعد فيها منسوبي الحزب الفاشلين على حساب حياة وأمن واستقرار الولاية وتنميتها.. إن اختزال قيادة الولاية في أشخاص محددين هو الذي وسّع الهُوة وأشاع الغبن وصعّب عمليات الحل السياسي.. لقد آن الأوان لضخ دماء جديدة وإتاحة الفرص للجيل الجديد لأجل تغيير أفضل وأشمل، وكفى الولاية من عهد الديناصورات المعتقة.. وسيعلم المطبِّلون المتكسِّبون من صناعة الأزمة في الولاية أي منقلب ينقلبون

Post: #208
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 05-29-2013, 04:56 AM
Parent: #207



"ابتلاءات" مفكر استراتيجي..!

نشرت يوم 28 مايو 2013

عبد الله الشيخ

خط الاستواء

.. ولله الحمد ، فان الحركة الاسلامية لا تتنعم فى داخلها بحضور مفكر استراتيجي واحد ، " فهمُ كثرٌ " ،، لا اتنين ولا ثلاثة، لا عشرة ولا عشرين..! ومن يرى فى هذا القول بهتانٌ أو افتراء، فليتمعن في تجليات الحسيب النسيب محمد لطيف ،وأُستاذ الاجيال المحلل الاستراتيجي ، المهندي بن ماء السماء، على برنامج تلفزيون الانقاذ " قبل وبعد الطبع"..!

لكننى فى هذه العجالة ، لا أرجو لكم الاستغراق مع هذه الكوكبة اللامعة، بل ارغب فى تذكيركم بابتلاءات الكبااار ،، كبار المفكرين الاستراتيجيين داخل الحركة الاسلامية السودانية ، من شيخ حسن ، إلى خيش حسن..!

كان مآل الاسلاميين في السلطة هو تكفير بعضهم بعضاً..وكان الأبلغ في ذلك هو صانع النظام! فقد خرج الترابي ينعي المشروع الحضاري امام حشود الاسلاميين في ندوة بجامعة القرآن الكريم فى فبراير عام 2000 قال فيها : "ان الحركة كانت تعد لاقامة دولة اسلامية في السودان لكن الخطة ماتت" ..!

استولت الحركة على السلطة ولم تطبق الشريعة، وعلى حد قول الرئيس البشير فى صحيفة الرأي العام، بتاريخ: 22/8/2002م : "نحن نطبق الشريعة منذ العام 1991 لكن لا نتدخل في تطبيق اي حد أو قصاص"..!

وانقسمت الحركة على نفسها، و خرج نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ، تلميذ وغريم الترابي، فى ندوة بحامعة الخرطوم بعد اسبوع من ندوة الترابي ، التى اشرنا اليها أعلاه، ليقول : "ان الانقاذ لا تمانع في الحوار حول مسألة فصل الدين عن الدولة ان كانت هذه القضية تهدد وحدة السودان".. هنا اسرع الترابي إلى تكفير تلميذه ،بان قوله هذا " كفر ببعض الكتاب وايمان ببعضه"..!

ثم عاد الترابي وتبنى ما اعتبره كفراً ، حين وقع على مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية ، ودافع عن "ضرورة فصل الدين عن الدولة ،حتى لا يكون السودان صومالاً جديداً.. و قال انه لا يوجد خلاف بينهم وبين الحركة الشعبية حول علاقة الدين بالدولة"..!

وتوسعت دائرة الابتلاءات ، فخرج من تلامذة الترابى من يدمغه بالكفر وموالاة الكفار ، وافتى كبار العلماء فى تنظيمه " باستتابته،حتى يتوب إلى أمر الله وأمر السلطان عما اكتسبه من إثم" ..!

حينها قال غازي عتباني ، أحد تلامذة الترابي، أن شيخه "وضع يده في اليد التي تقتل المجاهدين، فلا يحق له الحديث عن المجاهدين" .! ثم عاد هذا التلميذ ليمثل للنظام على مائدة التفاوض والصلح مع الحركة الشعبية ، أو "اليد التى تقتل المجاهدين"..!

وهكذا قدمت الحركة الاسلامية التماسك القومي عربوناً لارضاء امريكا والبقاء في السلطة، فوصف مفكرهم "الاستراتيجي" حسن مكي ، اتفاقية جبال النوبة بانها "افضل من القادمات.. اذا كنت تجد امام الثكنات العسكرية – ممنوع الاقتراب والتصوير – فان الامريكان – من بعد – سيكونون بالداخل"..!

ووقعت الحركة الاسلامية على اتفاق مشاكوس، ورضخت لتنازلات كبرى في مفاوضات تقسيم الثروة والسلطة والاجراءات الأمنية.. وقال د. جون قرنق في سخريته وجديته المعهودة : "نحن شلنا الشريعة برة من الجنوب، وإذا اردتم ان نساعدكم في شيلها من الشمال ، ما عندنا مانع"..!

و أٌعيد مسلسل ايداع الترابي فى السجن ، وقبل ايداعه بايام، فى اغسطس عام 2002م قال الترابي امام شباب وشيوخ الحركة الاسلامية: "الحركة تركت الجماهير تماماً وصارت حركة بغير قاعدة.. حزبها المؤتمر الوطني مجهول الهوية، مصنوع.. رابطة الدين اختلطت فيه برابطة السلطان.. متوسط التدين والتربية فيه ضعيف.. لا مناصحة فيه ولا محاسبة.. تضعضعت فيه أمانة السر وأمانة المال.. هناك صمت وتجاوز عن التجاوز.. غابت الشورى حتى نسينا الشورى.. القيادات لا تأبه لعهد البيعة.. طاقات الدولة اتجهت إلى القوة بدلاً عن الدعوة.. الاقتصاد خرج عن الدين، ومحاربة الربا ما زالت شعاراً.."..!

و نقفز الى سنوات تالية ، ففى اغسطس من عام 2008م وصف الدكتور الترابى انعقاد "مؤتمرالحركة الاسلامية" ، بأنه نفاق وضرار، وقال: "ان النفاق بدأ يتجلى وهم يحللون الحرام ويحرمون الحلال..الحركة الاسلامية لم تكن محصورة فى السودان بل كانت ممتدة ومعروفة بجميع أنحاء بلاد العالم، والآن أصبحت مسجداً ضراراً .. الآن غاب الاسلام فى كل أوجه الحياة، فى الإقتصاد، وفى الإجتماع، وفى السياسة"..!

وهكذا تحققت نبوءة الأُستاذ محمود محمد طه، حين أثنى على دأب تلاميذه في تبصير الناس بمخاطر الهوس الديني ومتاجرة الاخوان المسلمين بالاسلام ، حين قال : " انهم يفوقون سوء الظن العريض، وانهم سيفضحون أنفسهم للناس بصورة لا لبس فيها، حين يستولون على السلطة "..!!

--------------
حسن مكى ...الانقاذ تلعب فى الوقت الضائع


05-29-2013 03:44 AM
عماد عبد الهادي-الخرطوم

نشطت مؤخرا في السودان ما عرف بجماعة السائحين، وهي جماعة من داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم تطالب بإصلاحات داخل مؤسسات الدولة.

وتتكون الجماعة بالأساس من شباب إسلاميين شارك بعضهم بالعمليات إبان الحرب الأهلية في جنوب السودان قبل انفصاله العام قبل الماضي، وهم يرون أن ثورة الإنقاذ الوطني التي قادها إسلاميون عام 1989 تراجعت عن الكثير من ثوابتها، ويطالبون بالعودة لهذه الجذور.

وسلط الضوء على هذه الجماعة بعد إصدارها بيانا يدين اعتقال عدد من ضباط الجيش والأمن أواخر العام الماضي اتهمتهم السلطات بالتخطيط لانقلاب ضد حكومة الرئيس عمر البشير وطالبت بالإفراج عنهم.

ويتساءل كثير من المراقبين عما تطرحه المجموعة من آراء يعتبرونها جريئة تدعو لحوار وطني لحل ما يصفوها بأزمة الحكم ولمنع اندلاع حرب أهلية بالبلاد، ووصل سقف مطالبها إلى المطالبة بسقوط النظام الحاكم.

ويتفق السائحون مع آراء داخل حزب المؤتمر الوطني حول ضرورة تغيير يشمل كافة مؤسسات الدولة وهياكلها، ويتهمون النظام بممارسة ما وصفوه بنهج إقصائي منذ تسلمه زمام الحكم في يونيو/حزيران 1989.

محاولة تنصل

وعلى الرغم من الطرح الجديد للجماعة الذي يراه معارضون محاولة للتنصل من "آثام ارتكبتها الحركة الإسلامية مجتمعة في السودان" يرى محللون أن تيار السائحين محاولة حقيقية لحسم كثير من المشكلات داخل البيت الحاكم من جهة وداخل مؤسسات الدولة من الجهة الأخرى.


وبرر المحللون قولهم بما جاء في خيارين وجههما السائحون للرئيس البشير خلال الأسبوع الجاري، وهما "إما أن يقوم بحل الحكومة الحالية وتقديم المفسدين فيها لمحاكمات علنية وتشكيل حكومة قومية جديدة، أو أن عليه التنحي هو وحكومته".

ويتفق هؤلاء المحللون على إمكانية تطور المجموعة لتصبح كيانا ضاغطا أو مؤثرا على مجمل الأحداث بالبلاد.

فقد اعتبر خبير إستراتيجي أن "الحكومة السودانية تعيش في زمنها الإضافي بل تنتظر تحرير شهادة وفاتها تماما". وأضاف أن الأفضل للحكومة أن يقود الرئيس البشير التغيير بنفسه بدلا من أن تأتي شهادة الوفاة من الخارج وفق ما يراها السائحون.

وأضاف حسن مكي للجزيرة نت أن الجماعة تسعى لبعث رسالة محددة لوقف ما تسميه التدهور الذي يحدث في كافة مناحي الحياة بالبلاد.

قوة منظمة
بينما يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري أن المجموعة "قوة منظمة أعلنت موقفها الإصلاحي داخل الحكومة والحزب الحاكم".


ويقول إن المجموعة أدارت حوارات مع زعماء سياسيين وقبليين وشيوخ الطرق الصوفية بالسودان "لأجل إطلاعهم على ما تنوي فعله في المستقبل القريب".

ووفق هذا الخبير السياسي فإن الجماعة ستثبت وجودها بخارطة السياسة السودانية "بجسم مستقل أو مساند لآخرين" متسائلا بالوقت ذاته عن إمكانية قبول الحكومة بما تطرحه.

وهو يعتقد أن المجموعة "ستكون الكتلة التي سترجح كفة الميزان خلال المرحلة المقبلة" معتبرا أنها تعمل لتيار سياسي جامع لكنه لم يتبلور بشكله النهائي بعد.

ومن وجهة نظر المحلل السياسي محمد علي سعيد فإن الجماعة رافضة لنهج سلكته الحكومة ببقاء وزرائها ممسكين بتلابيب الحكم لأكثر من قرنين دون التفريط بأي منصب لأي شخص آخر حتى من عضوية الحزب نفسه.

ويقول للجزيرة نت إن المجموعة تعتبر أن قادة المؤتمر الوطني قد حادوا عن مبادئهم الإسلامية وانشغلوا عنها بالدنيا والجري وراء الثروة والمال.

ويتوقع انفصالا قريبا للمجموعة عن المؤتمر الوطني والحكومة بكاملها "بسبب تمسك الحاكمين بمواقفهم الرافضة لأي تغيير يأتي بآخرين دونهم".

المصدر:الجزيرة


-----------------

غازى صلاح الدين: أطالب الإخوان بالرهان على الديمقراطية حتى لو كان الثمن خسارة السلطة





05-28-2013 06:43 AM
اعتبره البعض الزعيم الحقيقى للحركة الإسلامية السودانية، بحكم دوره وتوقيعه على مذكرة الـ10 التى أطاحت بنظام الدكتور حسن الترابى وأنهت تفرده بالسلطة، لتنقسم الحركة بعد ذلك إلى المؤتمر الوطنى الحاكم، والمؤتمر الشعبى المعارض، لكن آخرين أكدوا أنه المفكر الأول للإسلاميين السودانيين.. إنه الدكتور غازى صلاح الدين، وزير الخارجية السودانى الأسبق، والأمين العام للحركة الإسلامية السودانية سابقاً.. وكان آخر منصب تقلده هو رئاسة كتلة نواب المؤتمر الوطنى بالبرلمان..

المفكر الإسلامى الدكتور غازى صلاح الدين، ألف عديدا من الكتب فى مجال الفكر الإسلامى، وشارك فى عديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية عن تجارب الحركات الإسلامية فى الحكم... «الوطن» التقت به وحاورته حول تأثر الإسلاميين بالوصول للسلطة، وما إذا كان الحُكم خصَم من رصيدهم، وهل امتُحن مفهوم الدولة الإسلامية الآن، إضافة إلى التعرف على توقعاته لإمكانية حدوث انقسامات داخل الحركة الإسلامية المصرية.

* كيف ترى أوجه الشبه بين الحركة الإسلامية السودانية ونظيرتها المصرية؟

- الحركة الإسلامية السودانية، برغم تميزها، تأثرت بحركة الإخوان المصرية من حيث الأفكار، ومن حيث الأشكال التنظيمية. وفى الحقيقة قوانين الاجتماع والانتظام الإنسانى متشابهة وتتبع ذات السنن، ولو أنك أعملت المقارنة فستجد تشابها تنظيميا حتى بين الحركات الإسلامية والحركات العقدية غير الإسلامية. يعنى من ناحية التنظيم الإنسانى ستجد نسقا متقاربا فى الأشكال التنظيمية بحسب ما تمليه الضرورة. لكن هناك أوجه مفارقة أيضا بين الحركتين، خاصة حول مفهوم التربية، إذ إن الحركة السودانية اعتبرت التربية كسباً ميدانياً يبدأ الفرد فى تلقيه بمجرد الالتزام بالعضوية، بينما اتجهت التجربة المصرية إلى اعتماد التربية الروحية شرطاً للترقى التنظيمى والكسب الميدانى.

* تأثرت كلتا الحركتين بالوصول للسلطة.. فهل خصمت السلطة من رصيد الإسلاميين فى البلدين؟

- هناك كثيرون يرون ذلك، خاصة بالنسبة للحركة الإسلامية السودانية. ولو أنك نظرت فقط إلى حقيقة أن الحركة الإسلامية السودانية انشقت بسبب الصراع على السلطة لأدركت صحة هذا الزعم. بالنسبة للحركة الإسلامية المصرية (الإخوان) ربما يصبح رسوخ قاعدتها الاجتماعية عاصماً من أدواء السلطة. كما أن مقدرتها على الاتعاظ بما حدث فى تجارب أخرى كالسودان وتركيا قد يمنحها حصانة من الخسائر التى يحدثها تولى السلطة. حركة الإخوان المصرية لديها فرصة تاريخية لتقدم نموذجا ملهما إذا اتعظت بتجارب الآخرين وبمسيرة التاريخ وسننه التى لا تحابى ولا تجامل. والعالم الإسلامى يترقب ما سيحدث لمصر، ولا شك أن نجاح الإخوان أو فشلهم سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل العمل الإسلامى عامة.

* هل كان الإخوان فى حاجة للانتظار قبل أن يعتلوا كرسى الحكم فى مصر؟

- إذا كان معنى سؤالك هو: «هل كان الأجدى أن يأتوا بالانقلاب أم بالانتخابات؟»، فالإجابة واضحة وصريحة، وهى أنهم كسبوا كثيراً بالانتظار ثمانين عاماً حتى وصلوا إلى السلطة عبر الانتخابات. ولو أنهم اتجهوا إلى الانقلابات كما كانت تفضل مجموعة «النظام الخاص» لخسروا كثيرا.. ولخسروا أهم شىء وهو مصداقيتهم. فى الحقيقة السؤال الأهم بالنسبة للإخوان فى مصر هو «هل لديهم التزام حقيقى تجاه الديمقراطية وإن أدت حتما لخسارتهم الحكم يوما ما؟»، والإجابة القاطعة يجب أن تكون: «نعم»؛ من الأفضل للإخوان أن يراهنوا على النظام الديمقراطى ويلتزموا بمعاييره ونتائجه، حتى لو أدى ذلك إلى خسارتهم السلطة. فى الحسابات الختامية المجتمع أهم من السلطة لأن المجتمع هو الحفيظ على القيم، وهو الذى يصنع السلطة ويكيف الثقافة السياسية. ومن الأفضل لأى حركة رسالية أن يكون رهانها على المجتمع. أما السلطة فسبق الوعد من الله بأنها متداولة «وتلك الأيام نداولها بين الناس».

* هل توجهتم بالنصائح للإخوان، وكان عندكم المرشد العام فى الخرطوم منذ فترة، وماذا قلتم له؟

- حسب علمى لا يوجد منبر رسمى للتشاور، لكننى أفترض أنه عندما يحدث لقاء بين القيادات بمناسبة زيارة أو ملتقى عام يكون التشاور أو التناصح بطريقة عفوية. أنا شخصيا عندما ألتقى بأى من قياديى الإخوان، أو حتى بقيادات من الأحزاب والجماعات المصرية الأخرى، أحرص على أن أوصلهم رؤيتى للأشياء من خارج السور، وأعتبر ذلك من حقى لأن ما يحدث فى مصر يؤثر على العالم الإسلامى ويؤثر على السودان بصورة أشد.

* هل ترى أن تجربة السلطة امتُحن فيها مفهوم الدولة الإسلامية؟

- تعبير «الدولة الإسلامية» تعبير مستجد غير موجود فى كتب التراث ولم توصف به أى من الدول التى قامت فى تاريخ المسلمين، بما فى ذلك دورات الخلافة الراشدة، لست مستيقنا تماما لأننى لم أُجر دراسة علمية مدققة لكننى أظن أن هذا التعبير بدأ استخدامه فى القرن العشرين، وبصورة أدق بعد انهيار الخلافة العثمانية. أما كون هذا المفهوم المحدث (مفهوم الدولة الإسلامية) اختُبر وامتُحن عند التجريب العملى فهذا شىء طبيعى، أن أى تجربة حكم قامت على فكرة فإنها تجعل الفكرة فى حالة امتحان ويؤدى ذلك إلى اقتران مصير الفكرة بمصير الدولة التى تمثلها. ذات القول ينطبق على الفلسفة الماركسية التى اختُبرت اختباراً عسيراً بالتجربة السوفيتية. لذلك فإن الدعاة الذين لا يقرأون التاريخ موعودون بتكرار أخطائه.

* طورت الحركة الإسلامية السودانية نفسها.. إلى أين وصلت، وإلى أين لم يصل المصريون؟

- الحركة الإسلامية السودانية كانت متقدمة على زمانها، لكن أضرت بها عدة عوامل، منها الطريقة التى اختارتها للوصول إلى السلطة كما أشرت إليه سابقاً. ومنها الظروف العسيرة التى واجهتها لأول توليها السلطة فى عام 1989، ذلك العام الذى حدث فيه الانزلاق الجيولوجى السياسى الكبير بانهيار الاتحاد السوفيتى وبروز عالم شديد الأحادية وشديد العداء تجاه من لا يسايرون المصالح الغربية، ثم جاءت حرب الخليج الأولى وفقد السودان غطاءه الثقافى الاستراتيجى، أى الدول العربية ودول الجوار التى تحولت إلى موقع العداء له فانكشف السودان أمام القوى التى كانت تستبطن نية تغيير الخارطة العربية، وبدأت مشروعها ذاك بانفصال جنوب السودان. الخبرة المستفادة من ذلك بالنسبة للحركة الإسلامية المصرية هى أن تبقى معتمدة على محيطها الاستراتيجى وألا تستعديه، وأول طبقة فى محيطها الاستراتيجى ينبغى أن تهتم بها هى الشعب المصرى. إذا قوّت الحركة حلفها مع الشعب الذى يحيط بها يمكنها عندئذ أن تكسب معاركها مع الأعداء، لكننى لم أسمع بحكومة أو جماعة كسبت معاركها وهى تقاتل بجبهة داخلية منقسمة.

* هل تتوقع انقسامات داخل الحركة الإسلامية المصرية، ورأينا الصراع السلفى الإخوانى بدأ بالفعل؟

- يبدو أن داء الانقسامات هو علة مركوزة فى ثقافة المسلمين، ويكفيك كى ما تصل إلى هذه النتيجة أن تدرس تاريخ المسلمين منذ الفتنة الكبرى لترى النزعة الانقسامية المسيطرة. وليس الإسلاميون وحدهم هم الانقساميون ولكن التيارات الشيوعية والقومية فى العالم العربى والإسلامى نالت نصيبها كذلك من الانقسامات. المشكلة تكمن فى أن العالم الغربى بعد سبعة قرون من الحروب توصل إلى صيغة مقبولة لتولى السلطة وتداولها وهو ما قاد إلى الاستقرار بينما نحن ما زلنا نتجادل حول جدوى الديمقراطية. ليس العالم الغربى وحده هو الذى توصل إلى أن الاستقرار السياسى هو شرط ضرورى للنهضة ولكن انظر أيضاً إلى الصين والهند وأمريكا اللاتينية، هذه كلها تجارب أفلحت فى تحقيق الاستقرار السياسى ومن ثم النهوض. الحركة الإسلامية المصرية، وفى الحقيقة كل الحركات والقوى السياسية، ستحمى نفسها من الانقسامات الحتمية فقط عندما يكون بناؤها الداخلى قائماً على أساس ديمقراطى. لن ينفع أن نبشر بالديمقراطية ونتبناها فى الظاهر بينما نتنكر لها فى ممارساتنا الداخلية.

* تجاوزتم تفرد الترابى وانفراده.. فكيف يتجاوز الرئيس المصرى محمد مرسى تفرد مكتب الإرشاد؟

- أنا فى الحقيقة أظن أن لديه من الحكمة ما يعصمه من ذلك الخطأ. ولو أننى تأكدت أنه واقع تحت سيطرة أى جهة سوى شعبه وكان متاحاً لى أن أناصحه فسأنصحه بأن يجعل مصر قبل أى جماعة لأن مشروعية الرئاسة مستمدة من الشعب وليس من الجماعة.

* شهدنا فى السودان كيف كان هناك صراع على توزيع الأدوار، وزرع الكوادر فى الأجهزة التنفيذية داخل الدولة، حتى أدخلتم النهج العلمى المؤسسى فى الحزب، لكن واجهتك عقبات كثيرة.. هل ترى هناك تشابها مع الإسلاميين بالقاهرة فى مثل تلك الوقائع، وكيف ترى ازدواجية مكتب الإرشاد والرئيس؟

- النزعة إلى المحاباة نزعة طبيعية لدى البشر خاصة إذا خالطها إحساس بالظلم والحرمان والإقصاء فى العهود السابقة. لكن هذه النزعة يجب أن تُقمع قمعاً شديداً، لأنها ضد العدل. ولو أننى سئلت عن أهم خصيصة تميز هدى الإسلام فى الحكم، لقلت إنها العدل. الله سبحانه وتعالى هو نفسه، جلّ وعلا، يقول: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، لاحظ أنه تعالى قال «الناس» ولم يقل «المسلمين»، فالعدل واجب فى حق المسلم وغيره بنص القرآن، فضلا عن أن نخص بالعدل فئة ما فى المجتمع، وهذه هى الخصلة التى أكسبت الإسلام عظمته فى العصور الأولى القريبة من هدى النبوة. مفهوم عندى أنه إذا وصلت أى جماعة إلى الحكم فإنها ستحتاج لملء مناصب سياسية بالقدر الذى يعينها على تحقيق برامجها، أما إذا تحول ذلك إلى محاباة ممنهجة فإنه يصبح الوصفة المؤكدة للفشل.

* إذا أردنا أن نتعمق فى تجربتكم فى السلطة.. ماذا تقول لنا؟

- العدل والحرية هما أساس الملك المعاصر. حتى لو أصبح أهل السلطة وأفراد الشعب شركاء عدول فى الفقر، فإن ذلك يؤدى إلى الرضا، والرضا يؤدى إلى الاستقرار السياسى والاجتماعى، والاستقرار السياسى والاجتماعى سيقود حتماً إلى الرفاهية. والحرية تضمن ذلك كله لأنه لا عدل بلا حرية تحرسه.

* هل سينجح الإسلاميون فى قيادة المنطقة، وكيف ترى ثورات الربيع العربى؟

- يمكن للإسلاميين أن ينجحوا كما يمكن أن يفشلوا، الأمر رهن باستفادتهم من دروس التاريخ ومن قدرتهم على إبداع حلول لمشاكل مجتمعاتهم، إذ لا يمكنك فى عالم اليوم أن تتكئ على مشروعية ليس فيها الإنسان بإبداعاته وحاجاته، يعنى سيأتى وقت لن يكتفى فيه الناس بأن يصوتوا لك فقط لأنك ترفع شعارات إسلامية. الناس ينظرون إلى المستقبل، وهم يحبون أن يتدينوا لكنهم أيضاً يتطلعون لأن يواكبوا عصرهم.

* أيهما أقرب للحالة المصرية، هل التجربة السودانية، أم التركية؟

- التجربة السودانية أقرب للتجربة المصرية من حيث الأفكار الأساسية والشكل التنظيمى. التجربة التركية أقرب إلى التجربة المصرية من حيث أن التجربتين قبلتا مبدأ الاحتكام إلى النظام الديمقراطى، ومن حيث إطلالة الشعبين الأوروبية المتوسطية التى تجعل تجاربهما ونزعاتهما أكثر تقارباً. كثير من الناس يركزون على نظرية العلاقات السودانية المصرية المتميزة، لكن يسهل على قارئ التاريخ أن يلاحظ أنه منذ عهود الفراعنة مروراً بالعصر الهيلينى ثم الإسلامى، وصولا إلى العصر الحديث فإن انجذاب المصريين، حكاما وشعبا، إلى منطقة الشام وتركيا واليونان وإيطاليا والبحر المتوسط وأوروبا عموماً، ظل أقوى من انجذابهم نحو الجنوب وأفريقيا. لذلك فإن الاختبارات التى ستتعرض لها السياسة المصرية فى عهد الإسلاميين أو غيرهم ستكون ألصق بالاختبارات التى تعرضت لها التجربة التركية. لاحظت فى مقال كتبته قريباً عن التجربة التركية أن الإسلاميين الأتراك أنفسهم ينكرون فى تصريحاتهم الرسمية أنهم إسلاميون. فضلاً عن ذلك فإنهم يقبلون بالإطار العلمانى للدولة، ويعترفون بإسرائيل، وهم جزء من حلف الناتو، ويحتفظون للولايات المتحدة الأمريكية بقاعدة عسكرية. من الواضح أن ترتيب أولويات الدولة التركية والحزب الحاكم فيها، برغم إسلاميته، مختلفة تماماً عن ترتيب أولويات الدولة والجماعة السودانية. وأنا أتنبأ بأن تحديات الدولة المصرية وميولها الفطرية ستجذبها -مثل التجربة التركية- باتجاه الغرب وأوروبا أكثر من أن تقربها إلى السودان وأفريقيا، ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن الرابطة الأهم بين مصر وأفريقيا ستكون لعقود قادمة متشكلة بموضوع المياه، وهو كما ترى موضوع قائم على مفهوم الأزمة والنزاع وليس على مفهوم التواصل.

* أى مفهوم للدولة الإسلامية توصلتم له بعد تجربتكم؟

- أنا لا أمضى إلى حيث مضى الشيخ على عبدالرازق عندما نفى وجود الدولة الإسلامية جملة، لكن كما ذكرت لك هذا التعبير (أى الدولة الإسلامية) هو تعبير مشكل وغريب على التاريخ الإسلامى. أنا بالطبع مؤمن بأن الإسلام له هدى فى السياسة، وإلا فما معنى الحديث عن العدل فى القرآن، وما معنى الحديث عن الحرية، وما معنى الحديث عن الشورى، وما معنى النهى عن أن يكون المال دولة بين الأغنياء، وما معنى النهى عن الاحتكار وعن أخذ الربا أضعافا مضاعفة، وما معنى الحديث عن العدالة الاجتماعية، وما معنى الحديث عن محاربة الظلم والعدوان فى النظام السياسى الدولى والدعوة إلى مناصرة المستضعفين «من النساء والرجال والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا»، كل هذا يقتضى وجود دولة، لكنها فى نظرى لا تسمى «الدولة الإسلامية» لأن هذا يضفى عليها وعلى الحكام قداسة غير مستحقة، فالحكام بشر وأفعالهم أفعال بشر خاضعة للتقويم والتقدير والتعقيب، وبرز علماء وقضاة فى تاريخ الإسلام جهروا بهذا الرأى وأبطلوا بهيبة العلم أحكاماً أصدرها السلاطين بقوة الدولة، ودونك حادثة الإمام مالك مع أبى جعفر المنصور، وحادثة الإمام أحمد ابن حنبل مع المأمون، وحادثة الإمام العز بن عبدالسلام مع ق(.........).

* ما التحديات التى ترى المصريين، فى مواجهتها، وكيفية الحل؟

- التحديات أمام المصريين كثيرة لكن التحدى الشاخص الآن هو بناء الدولة على أسس تحقق أكبر قدر من الإجماع. أنا واثق، من قراءتى للتاريخ، فى الطاقات الهائلة الكامنة فى الشعب المصرى. هذه الطاقات يمكن أن تتجه اتجاها إيجابياً نحو البناء، ويمكن من ناحية أخرى أن تتحول إلى طاقات هدم جبارة. الحكم فى ذلك، أى الذى سيحدد إلى أى اتجاه يمضى المصريون، هو مقدرتهم على التوافق على نظام دولة تسع الجميع. وهذه هى المهمة الأولى التى يجب على الحركة الإسلامية الحاكمة أن توجه جهدها نحوها. عندما غادر نابليون مصر عام 1800 دخلت مصر فى حالة من الفوضى إلى أن وحدها محمد على عام 1805. بمقاييس هذا العصر المتسارع لا أعتقد أننا بحاجة إلى خمس سنوات كى ما تطفر مصر إلى المقدمة، لكن مصيرها يبقى بيد أبنائها وحكمتهم.

* باعتبار قربكم.. كيف ترى العلاقات السودانية المصرية، فى ظل حكومتين ترفعان راية الدولة الإسلامية، وكيف ترى مشكلة حلايب وشلاتين؟

- العلاقات السودانية المصرية مستقلة عن التأثيرت الأيديولوجية، بمعنى أن تقارب اتجاهات الحكومتين السياسية ليس بالضرورة أن يكون عاملا مساعدا لهذه العلاقات. أنا لا أضمن لك أن تقفز العلاقات بين البلدين فقط بسبب تقارب تفكير البشير ومرسى، لكننى أضمن لك أن افتتاح الطريق البرى بين حلفا وقسطل سيبقى عاملا مؤثرا وقويا فى تشكيل علاقات البلدين لألف سنة مقبلة.

الوطن

---------------

نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية البحر الاحمر احمد همد للـ (التغيير) : فليعلم اسامة عبدالله ان مشروع مياه البحر الاحمر لايقبل المراوغات

نشرت يوم 09 مايو 2013


نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية البحر الاحمر احمد همد
حاوره : صالح عمار

اتهم نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بالبحر الاحمر احمد همد وزارة الكهرباء والسدود بعرقلة تنفيذ مشروع مد ولاية البحر الاحمر بالمياه من نهر النيل، وقال ان الوزارة تعاملت مع المشروع : "بطريقة تتناقض مع الثقة التي وضعوها فيها". وشدد احمد همد الذي يشغل ايضا موقع رئيس اللجنه الاقتصاديه بمجلس تشريعي ولاية البحر الاحمر في حوار أجرته معه (التغيير) علي أن المؤتمر الوطني بالولايه والمجلس التشريعي سيتحركون ضد القرار. وفي رسالة مباشره للوزير اسامه عبدالله، قال همد : "علي الوزير ان يعلم ان هذا المشروع لايقبل المراوغات".

وعن الصراع الدائر بين المركز والولايه حول بيع : "جزيرة مقرسم"، اوضح همد ان والي البحر الاحمر لم يعارض المشروع ولا يقف ضد الاستثمار؛ ولكنه طالب بقيام المستثمرين بواجباتهم تجاه المواطنين وسلامتهم وحقوقهم : "وان يأتوا بالقنوات المعلومه".

وفيما يلي نص الحوار :

*بعد قرابة العشر سنوات من الاعلان عن المشروع، هل تم ابلاغكم الآن رسميا ان مشروع نقل مياه النيل لولاية البحر الاحمر تم الغاءه؟

لم يخبرنا احد ان المشروع تم الغاءه، ولكن البيان الذي قدمه وزير الكهرباء والسدود اسامة عبدالله امام المجلس الوطني امس الاول؛ أشار فيه الي ان هذا المشروع تم انشاؤه في ظروف امنيه لم تكن مناسبه لنقل المياه من نهر سيتيت، وان الظروف الآن مناسبه لنقل المياه من النهر وهذا ماسمعناه ومضمونه ان المشروع لن يري النور.

*ولكن في اثناء سنوات الانتظار الطويلة هذه؛ كانت كل الدلائل تُشير الي ان المشروع لن يري النور؟

لم نكن نتوقع ذلك ولم يكن وارداً في حساباتنا اطلاقا، كان الحديث يتركز دائما حول التمويل والضمانات الماليه، وتكونت لجنة لمعالجة هذا الامر من نواب الولايه بالمجلس الوطني ولجنة اخري برئاسة د.الزبير محمد الحسن، وقطعت هذه اللجان شوطا في عملها وكنا نعتقد ان هذا المشروع سيتم تنفيذه في اي لحظة، اما ان يتم توصيل المياه من سيتيت فهذا امر جديد ومحبط فنحن كنا احوج مانكون للمياه، وهذا الامر مرفوض بالنسبه لنا تماما.

*بمعني انه كان يتم خداعكم طوال هذه السنين؟

نعتقد ان وزارة الكهرباء والسدود تعاملت بطريقة تتناقض مع الثقة التي وضعناها عليها، وقد اصابنا الشك من قبل، ولكن لم نكن نتخيل هذه الطامة الكبري.

*علي ذكر الخُدع والمشاريع الاعلاميه، البعض شبه المشروع بمسلسل طريق الانقاذ الغربي؟

طريق الانقاذ الغربي حاله افضل، فقد تم تنفيذ اجزاء منه وانشئت كباري وهياكلها موجوده، علي العكس من هذا المشروع الذي لم ينطلق من مرحلة الورق.

*والي البحر الاحمر ذكر العام الماضي في خطاب له امام المجلس التشريعي ان هناك جهات بالمركز تعرقل المشروع دون ان يسميها، هل يمكن ان تُفصحوا عن هذه الجهات الان؟

العرقلة الكبيره هي من وزارة السدود والكهرباء، ونعتقد ان حديث الوزير وتعاطيه مع الموضوع لم يكن بالمستوي المطلوب والمتوقع ونتمني من المجلس الوطني ان يرفض حديثه ويتم ارجاعه للصواب، وعلي الوزير ان يعلم ان هذا المشروع لايقبل المراوغات.

*وزير الكهرباء استند في تقريره علي مبررات فنيه، اثبت خلالها ان نقل مياه النيل للبحر الاحمر غير ذي جدوي. وهو المسؤول الاول وجهة الاختصاص الفنيه؟

عندما اجاز الفنيون المشروع كان علي راس الوزارة وزير موثوق فيه وخبير عالمي وهو د.كمال علي محمد، والوزارة فيها فنيين كبار. والدولة لايمكن ان تُقدم علي مشروع كبير مثل هذا دون دراسات فنيه، وبما انهم اجازوا المشروع فهذا معناه انه مستوفي للشروط. والآن اذا كانت هناك اخطاء فنيه فعلي الوزير ان يعلنها، وحتي لو اعلن هذه الاخطاء فالوقت تاخر.

*متي تم توقيع عقود المشروع؟

تم توقيع عقود المشروع بالخرطوم في العام 2004م باحتفال كبير، وساهم في قيامه قيادات الشرق بالمركز وقتها. ومنذ ذلك الوقت كانت خطوات المشروع تمضي وننتظر التنفيذ، والآن بهذا القرار سنعود تسعه سنوات للوراء لنبدأ تجربة جديده مع سيتيت.

*ماهي خياراتكم وردة فعلكم الآن كقياده لولاية البحر الاحمر بعد الغاء المشروع؟

ستستمر مطالبتنا بتنفيذ المشروع، وسنقف كمجلس تشريعي مع نوابنا في المجلس الوطني موقف قوي وواضح لاستمراريته.

*وماهو موقفكم كحزب؟

نحن في المؤتمر الوطني سنتحرك ضد القرار عبر مؤسساتنا؛ ونوصل هذا الرأي لكل المستويات حتي الرئيس. وكما هو معروف هذا المشروع مطروح في برنامجنا الانتخابي، وعدم تنفيذه سيشكك في مصداقيتنا كحزب، والرئيس اعلنه لمواطني الولاية والتزم بتنفيذه. وهذا المشروع هو أهم ماطرحناه في برنامجنا الانتخابي، ونعتبر انه في كفة ومشاريعنا الاخري كلها في كفةٍ اخري، وحتي الاخوه بالمؤتمر الوطني في المركز لانتوقع منهم ان يقفوا متفرجين.

*هل ستفكرون في التنسيق مع جبهة الشرق ومساعد الرئيس موسي محمد احمد للوقوف ضد الغاء المشروع، خصوصا ان لاتفاقية سلام الشرق علاقه بمشاريع التنميه والمياه؟

هذا المشروع تم طرحه عبرنا نحن وليس عبر جبهة الشرق او اي جهة اخري، ولكن نعتقد ان المياه لكل اهالي الولايه وبالتالي اي حزب في الولاية نعتقد انه سيتفق معنا في هذه الخطوه وجميعنا محتاجين ان نتوحد لتحقيق هذه الغايه.

*هناك اعتقاد ان الغاء المشروع عقاب للوالي بسبب صراعاته مع نافذين بالخرطوم وتعطيله لمصالح المركز، وآخرها معارضته لبيع جزيرة مقرسم ومطالبته بنصيب للولايه في الصفقة؟

الوالي لم يعارض المشروع والاستثمار لن يقف احد ضده، ولكن علي من يريد ان يقوم به ان يقوم بمتطلباته تجاه المواطنين وسلامتهم وحقوقهم، وان يأتي بالقنوات المعلومه.

*حديثك يؤكد فعلا انكم تقفون في وجه صفقة تم توقيعها في المركز، وربما تكونوا انتم من تشجعون الاهالي وتدفعونهم لمعارضتها، والمركز علي علم بكل ذلك وهو يرد عليكم الآن بالغاء اهم مشروع في برنامجكم؟

لانعتقد ان المشروع يخص وزارة الطاقه او الكهرباء او شخص في المركز، المشروع يخص مستثمر اجنبي.

*ولكن المركز مستفيد، وبيع الجزيرة تم بموافقته؟

الولايه لم تعترض علي المشروع، ولكن مواطني المنطقه لهم اعتراضاتهم والثقافه تختلف من منطقه لاخري، ولتنفيذ مثل هذه الصفقات لابد من الجلوس مع الاهالي.
-

Post: #209
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-10-2013, 08:08 AM
Parent: #208


أكد أن القرار مدروس ولا تراجع عنه
البشير يوجه بإغلاق الأنابيب أمام نفط الجنوب

الخرطوم:الصحافة:


وجه الرئيس عمر البشير، وزارة النفط بوقف تدفق بترول الجنوب عبر خطوط انابيب نفط البلاد اعتباراً من اليوم الاحد،كما وجه الشباب بالتوجه الى معسكرات التدريب للاستعداد لرد كيد الاعداء .
وقال البشير لدى مخاطبته أمس حشداً جماهيرياً بمناسبة افتتاح مشروع شبكات قري بشمال بحري،ان السودان منح الجنوب دولة كاملة الدسم بكل امكاناتها»وكنا عايزين نكون جيران واشقاء ووعدناهم بمساعدتهم والوقوف معهم ،لكنهم اختاروا ان يعضوا على الايدي الاتمدت ليهم». واضاف موجها حديثه لوزير النفط الدكتورعوض الجاز»كنا امهلناهم اسبوعين لوقف دعمهم للمتمردين،والآن يا عوض الجاز وجه شركات البترول بقفل انبوب النفط من بكرة(اليوم) الاحد ،وبعداك انشاء الله ينقلوا بترولهم عبر كينيا او جيبوتي.. ومبروك عليهم».
وشدد البشير على ان هذا القرار ليس «فورة» وانما قرار مدروس من كل جوانبه «ولا تراجع عنه»،وقال «الناس البرة بيعرفونا كويس لماً نتخذ قرار»، مبينا أن السودان لن يسمح بتصدير نفط دولة الجنوب لاستخدام عائده في دعم المتمردين والمرتزقة ضد السودان .
وجدد البشير تحذيره لكل من يريد سوءً بالبلاد وقال» اي زول يمد اصبعه بنقطعه ليه وأي زول يطول لسانه برضو بنقطعه ليه»،.
وحيا البشير مجاهدات القوات المسلحة وجهاز الامن والدفاع الشعبي والمجاهدين، كما دعا الشباب الى الإنخراط في صفوف الجهاد ووجه بفتح معسكرات القوات المسلحة والدفاع الشعبي اعتبارا من «اليوم» وقال «نحن لا بنتلاك ولا بنبتلع».
من ناحيته، قال نائب الرئيس، الحاج آدم يوسف ، إن استمرار جوبا في دعمها وإيوائها للمتمردين، سينسف اتفاق التعاون الموقع بين البلدين، مطالباً سلفاكير باتخاذ القرار في هذا التوقيت الذي تبقى له يومان، بحسب المهلة التي أعطاها الرئيس البشير.
وقال نائب الرئيس ، لدى زيارته، أمس، مدينة كادقلي، إن السودان يستطيع تسيير العمل دون الاستفادة من عائدات نفط الجنوب الداعم للتمرد،وأكد لدى تشريفه تخريج نحو خمسة آلاف من مجندات الدفاع الشعبي، وتكريم مؤسسي الدفاع الشعبي، أن الحكومة تجدد مطالبتها لرئيس دولة جنوب السودان، بالوقف الفوري لدعم المتمردين.
وأشار آدم إلى أن دعم جوبا للمتمردين مستمر حتى يوم أمس السبت،وان الدعم المستمر سينسف اتفاق التعاون الموقع بين البلدين بما في ذلك وقف تدفق نفط الجنوب عبر السودان.
وقال على سلفاكير اتخاذ هذا القرار الصعب في هذا التوقيت الصعب الذي تبقى له يومان، من أجل استمرار العلاقة الجيدة بين البلدين.
وجدد نائب الرئيس ، الدعوة لحاملي السلاح من حركات دارفور، ومتمردي الحركة الشعبية، بجنوب كردفان، والنيل الأزرق، إلى الجلوس مع الحكومة إلى طاولات التفاوض، باعتبار أنه الحل لقضايا المنطقة، وليس حمل السلاح.
وأضاف أن الحكومة لن تسمح بوجود متمردي دارفور بجنوب كردفان، مبيناً أن المسيرة ماضية بدءاً بأبوكرشولا، وتطهير مدن وقرى جنوب كردفان من التمرد.
ودعا حاملي السلاح من أبناء جنوب كردفان بصفة خاصة، والسودان عامة، لوضع السلاح والانضمام لركب السلام .
وأعلن عن عدم دخول الحكومة مع أي جهة في اتفاق جديد، بل إكمال الاتفاقيات السابقة، بجنوب كردفان، والنيل الأزرق، حسب بروتوكولي المنطقتين، وفق اتفاق السلام الشامل، واتفاق الدوحة، فيما يخص حركات التمرد في دارفور.


----------------------

برلمان حزب البشير يشترط لاسقاط عضوية "صلاح قوش"

برلمان حزب البشير يشترط لاسقاط عضوية "صلاح قوش"


06-10-2013 07:43 AM
أعلن مسؤول برلماني رفيع أن المجلس الوطني لن يشرع في إسقاط عضوية النائب البرلماني "صلاح قوش" ما لم تبت المحكمة العليا أو الدستورية في قضيته وتصدر حكماً نهائياً بإدانته في أي من الجرائم الموجهة ضده.
وأكد رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان "الفاضل حاج سليمان" أن البرلمان لم يسقط عضوية "قوش"، وأضاف بالقول إنه لم تتم إدانته حتى الآن ولم يُجرَّم في أي قضية تتعلق بالشرف والأمانة، لافتاً إلى إمكانية عودته لمزاولة عمله في البرلمان إذا تم الإفراج عنه بدون إدانة.
ويشار إلى أن لجنة التحقيق في قضية "قوش" رفعت تقريرها لوزير العدل ومن المتوقع إصدار حكم نهائي قريباً بإدانته أو الإفراج عنه.

المجهر السياسي


--------------


: حواشي المغرِّدين على أثافي غازي صلاح الدين .

. بقلم: ناصر التلب
لقد جاء شيئاً إدَّا: حواشي المغرِّدين على أثافي غازي صلاح الدين ..

بقلم: ناصر التلب
الأحد, 09 حزيران/يونيو 2013 07:13



• أعترف أنني ظللت في حيرة من أمري مع الدكتور غازي صلاح الدين منذ أن سطع نجمه في سماء الإنقاذ، ومصدر حيرتي ليس فكره، ولا نشاطه السياسي، ولا تصريحاته النارية يوم أن كان ناطقاً رسمياً للحكومة أيام عتوَّها، مصدر حيرتي هو ذلك التعبير في وجه الرجل، ثمة صرامة في الوجه تقرب من الغضب إن لم نقل القسوة، ونظرة حادة تشعرك أنك متهم، وأنه القاضي وأن لا منجاة لك اليوم! مع أنه جاء في الحديث الشريف (وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة) ولكن كم من الأحاديث الشريفة ركلها رجال الإنقاذ،وتلك قصة أخرى.
• في يوم 19/9/2013 نشر الدكتور غازي صلاح الدين مقالاً حسن المظهر، سيئ المخبر، تماماً كالمؤتمر الوطني التي يمثل هو أحد قادته. لبس الدكتور مسوح الحكماء وكبار السياسيين المخضرمين (بينما بقى وجهه الصارم على حاله) وأرسل نصائحه ذات اليمين وذات الشمال بمناسبة تصريح رئيسنا المفدّى بأنه زاهد في السلطة (أي والله..) ولا ينوي الترشح لولاية ثالثة. صاغ الدكتور غازي مقاله بحذرٍ شديد، متذكراً مصير (قوش)، وأن الليالي من الإنقاذ حبالى (بالحلال وعلى سنة رسول الله). تذكر ذلك فألقى، بحذر، حجارته في بركة المؤتمر الوطني الآسنة، مما أثار حفيظة الكثيرين، من داخل (حظيرة) الإنقاذ ومن خارجها.
• يقول دكتور غازي: (والآن يسود السودان وضع مشابه لسابقة عصر نميري في السبعينات والثمانينات.. وقد فاقم تلك الحالة مفاجأة رئيس الجمهورية للطبقة السياسية المسترخية بإعلان نيته عدم الترشح لرئاسة أخرى.. يقول


(فاجأ) بمعنى أنه لا الرئيس ولا الطبقة السياسية المسترضية كانا يتوقعان عدم الترشح لولاية ثالثة، وهي (مفاجأة) قد تسر البعض وتسوء آخرين،وتلك سنة الله في خلقه أقول كفى بالنظام إزدراءً أن يشبهه أحد قادته بعهد النميري، إن مجرد تشبيه الوضع الحالي في السودان بالوضع في عهد النميري في السبعينات والثمانيات فيه إدانة كافية لعهد افتتحه غازي وصحبه (الأبرار)، ببيوت الأشباح ، والتمكين ، والرغبة في إعادة صياغة المجتمع السوداني، ومازال العرض مستمراً حتى بعد أن انفض السامر واستبعد الزعيم، غير أن (الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال)، ذلك أن الوضع الحالي أسوأ بما لا يقارن من عهد النميري، وليس (شبيهاً به) فقط. لقد تقلّب د. غازي في مناصب حزبية وتنفيذية وشورية، ولم نشهد له إنجازاً يقيه، أو يقى عهد المؤتمر بفرعيه (وطني وشعبي) من التشبيه بعهد النميري، فكيف إذا جاء بالتشبيه (شاهد من أهلها .) ؟ يقول د. غازي: (كانت السياسة في السودان- ولاتزال- تبنى على الشخصيات أكثر من أن تبنى على النظم والتقاليد والمؤسسات) . نحمد للدكتور عودة وعيه أخيراً، فقد لبث مع جماعة الترابي لست وثلاثين عاماً (من 1964 إلى 2000م عام المفاصلة الشهيرة) ولبث مع البشير أربعاً وعشرين عاماً، دون أن (يفطن) إلى أن سياسة الزعيمين (الترابي والبشير) بنيت على شخصيتهما، ولم تُبْنَ (على النظم والتقاليد والمؤسسات) فما الذي أعاد إليه وعيه فجأة، بعد إعلان الرئيس عدم رغبته في فترة رئاسية ثالثة؟ الإجابة تكمن - والله تعالى أعلم- في أن الدكتور ربما كان يبيت النية للترشح للرئاسة، ولم لا؟ فهو دكتور، وهو (غاز)، وهو صارم القسمات شأن رؤساء الأنظمة الشمولية، وهو قد تقلّب في السياسة ردحاً من الزمن (منذ أن كان طالباً يافعاً بالجامعة)، كما قال، وهو من (أعلام الموقعين) على مذكرة العشرة، وهو يأكل طعام معاوية ويصلي خلف علي، وهو كان على وشك الانضمام لفصيل الترابي قبل تكوين المؤتمر الشعبي متردداً بين الطعام والصلاة، لولا أن أعشى بصره شعاع السلطة.. هذه هي مؤهلات ودوافع الرجل، فكان لابد أن ينتفض وهو يرى مفاجأة الرئيس بيضاء تسر الناظرين، وأن الرئاسة القادمة في صحن الدار، بينما غريمه (الحوار الذي غلب شيخه) يتربص بالمنصب تحت سمع وبصر نافع وعبد الرحيم (as stakeholders).



• أما ثالثة الأثافي فهي وصف الدكتور عملية الاستخلاف الرئاسية بأنها (عملية محدودة الرؤى والخيارات)، مما جعله يرى فيها (تكراراً مملاً لذات الوجوه وذات السادة .) أكاد لا أصدق! هذه عودة وعي أخرى لقد ظل الشيخ الترابي على سدة جبهة الميثاق الإسلامي، بتنويعاتها المختلفة حتى (المؤتمر الشعبي) لتسع وأربعين عاماً حسوماً- ولايزال- ولكن دكتور غازي لم يَرَ في ذلك (تكراراً مملاً لذات الوجه وذات السيّد)، إلا عندما برق بارق الرئاسة وقال (هيت لك)، فعاد إليه وعيه بقدرة قادر و(فطن) إلى (التكرار الممل لذات الوجوه وذات السادة). وللإنصاف نقول ما كان لغازي أن (يفطن) لذلك الملال والتكرار، فهذه سمة سودانية- وإن شئت عربية- أصيلة، فكم من رؤساء الأحزاب السودانية
(نجا) من التكرار الممل للفترات الرئاسية، يميناً ويساراً، الإمام الهادي حتى لقي حتفه، والحبيب الإمام الصادق المهدي وهو على أبواب الثمانين لديه رئاسة الحزب فقط، أما رئاسة الوزراء (فلو وجدها لما قال لا)، والميرغني مايزال صامداً دون حاجة لمؤتمرات تعيد انتخابه، والنميري حتى أُنتزعت منه انتزاعاً، وما انفك يحلم بها حتى فقد ذاكرته والترابي يغير مسمى الحزب خمس مرات ولايتزحزح قيد أنملة عن سدة الرئاسة، وعبد الخالق حتى استشهد، ومحمد إبراهيم نقد حتى انتقاله إلى (الرفيق) الأعلى... كيف فات كل ذلك على الدكتور غازي؟ • رابعة الأثافي أن دكتور غازي (يفكر من داخل الصندوق) كما تقول الفرنجة.
لقد فات على فطنته، وعلى وعيه العائد مؤخراً، أن الأمر ظل شورى بينهم، وليس بين السودانيين بمختلف أطيافهم. وبالنسبة لغمار الناس من أمثالنا، فلا يهمنا من يكون الرئيس القادم مادامت الشُّورة - وليس الشورى- لم تشملنا، وما دام الرئيس القادم، سواء كان البشير (إذا صدقنا تحليل ثروت قاسم القائل بأن البشير باقٍ في سدة الرئاسة لما بعد 2020) أو كان أي من المتربصين (ثلاثة قروءٍ أو أكثر) - if you see what i mean- مادام الرئيس القادم سيكون (حُكماً) من الحزب الحاكم، الأمر الذي سيسقط كل دعاوى الدكتور التجديدية من أن (تجديد القيادة يجب أن يستهدف بصدقٍ، وجدٍّ، إجراء أكبر عملية تنقية وتنخيل، (يقصد غربلة) من بين مواهب الأمة ممن يملكون مواهب القيادة). لاحظ قوله: (مواهب الأمة)، وهو بالطبع يقصد (مواهب المؤتمر الوطني) التي خبرناها، تلك هي أمته، أما الأمة السودانية الحقيقية فقد انفصل ثلثها عن الوطن الأم، بينما تستعر الحرب في أكثر من ثلثي ما تبقى منها. والدكتور سيد العارفين أن الأحزاب (الكرتونية) التي (ارتدفها)- كما يقول الصادق المهدي- المؤتمر الوطني خلفه، فهي لا تحل ولا تربط ، وليس بين قادتها (من يملك مقومات القيادة) التي يبحث عنها الدكتور.
• أما خامسة الأثافي في مقال الدكتور فهي زعمه (وحيث أننا - كما يرى البعض على الأقل- كنا سباقين إلى ابتدار ثورة الربيع العربي في نهاية القرن الماضي، فمن الواجب علينا أن نلزم أنفسنا بهذا المبدأ، ولا نبعث به تحت أي ظرف. إن هذا أدعى لتأكيد المصداقية) المصداقية قال. المصداقية يا سيدي ذبحت يوم ذهب أحدهما إلى كوبر حبيساً بينما ذهب الآخر للقصر رئيساً.

أما
(المبدأ) الذي يتحدث عنه الدكتور غازي، ويدعو (للتمسك به وعدم العبث به تحت أي ظرف) وأكاد أرى وجهه يزداد صرامة، فهو التمسك بالنظام الأساسي لحزب المؤتمر الوطني . مرة أخرى تخون الدكتور فطنته ووعيه العائد، إذا فات عليه أن جماعته إنقلبت على الدستور نفسه (وليس النظام الأساسي لحزب ما) وأخذت الحكم بحد السيف في انقلاب أبيض (لاحظ المفارقة)، وكأنما عزّ عليها بياض الانقلاب (الثورة فيما بعد)، فما كاد ينقضي عام ونيف حتى أزهقت أرواح تسعٍ وعشرين ضابطاً في نهار رمضان، غير أن الدكتور( يرى أن هذا المبدأ الجوهري- مبدأ الاحتكام للنظام الأساسي، أصبح العالم برمته يسلّم به)، على رسلك يا دكتور (فالنظام الأساسي) و(النظام) ذاته ملك لهم ويمكن أن (يعبثوا به) حسب تعبيرك في أي لحظة إذا ما عاد الرئيس عن تصريحه، وما أكثر ما عاد الرئيس عن تصريحاته، بل وعن قراراته، لكن لا ضير فالرجوع للحق (أي للرئاسة في هذه
الحالة) فضيلة، والثورة تراجع ولا تتراجع كما قال سلفه الدكتاتور السابق، لكن الدكتور يطيب له أن يحلم، ولتكن أحلامه أحلام منام لا أحلام يقظة.


أما زعم غازي بأنهم (كانوا سباقين إلى ابتدار ثورة الربيع العربي، فتكذبه حقيقة أن تلك الثورات قامت بها شعوب تلك البلدان، ولم تجئ عن طريق إنقلاب عسكري قُح، زعم في وقت لاحق أنه ثورة ذات توجه حضاري، بالمناسبة أين التوجه الحضاري؟ أم أنه (لِحِقْ) خط هيثرو؟ • سادسة الأثافي (تضحك ربات الخدور البواكيا). يدعو الدكتور غازي صلاح الدين العتباني لأن (يكون الترشيح عملية حقيقية، لا صورية)، كأنما ترشيح رئيسنا المفدى في الفترتين الرئاستين السابقتين، كان (حقيقياً لا صورياً)!
أو حتى أن عملية ترشيح النميري (ذاته) كان حقيقية لا صورية.. أين كانت هذه النصائح الثمينة - وأنت شاهد عيان (حتى لا نقول شاهد زور)- في الانتخابات.. كل الانتخابات السابقة، أم أنها (عودة وعي أخرى)؟ • سابعة الأثافي تجعلك تطلق ساقيك للريح من هول سذاجتها، أنظر قول
الدكتور: (إن مجرد ظهور إسم من يرغب في المنافسة في القائمة الطويلة للمرشحين كفيل بأن يزيل الغبن عنه، وعمّن يرتبطون به).لا يا سيدي فإن مجرد ظهور الاسم في قائمة التنافس لا يزيل غبن المرشحين (الآخرين)، فهم يعرفون سلفاً أن النتيجة محسومة (pre-emptively) حتى قبل أن يبدأ التنافس ذته. إن زعم حرية التنافس هذا يذكرنا بتنافس السباح كيجاب مع النميري أو البشير (لا فرق) في رئاسة الجمهورية! صدقت يا دكتور، ما أشبه الليلة بالبارحة.


• من بين تلك الأثافي فقد أعجبني (تخويف) الدكتور للرئيس (ناسياً أن الرئيس جعلي)، فيما لو فكّر في الحكم لفترة أطول، وأعجبني بصفة خاصة أن التخويف صيغ بـ (أدب إسلامي رفيع) - لا تنس أن الرجل من قادة الإسلاميين.
قال الدكتور: (وربما حدّق الرئيس في الأفق، ونظر في أقاصيص الزمان، فأدرك أن التاريخ سيكون أرأف به في أحكامه لو أنه أحسن توقيت تنازله. وربما نظر الرئيس إلى أحكام التاريخ على حكام آخرين لم يَعوا دروس الوقت، فاستبرأ من أن يستن بسنتهم .. إلخ). (كذا فليجِل الخطبُ وليفدح الأمر • • • وليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر) كما قال الشاعر.
• هذا، ولم نكد نستملح طرفة الدكتور وتخويفه الرئيس حتى (عادت العرجاء لمراحها)، وعاد الرجل إلى أثافيه في نهاية المقال عند حديثه عن (الإصلاح) إذا قال: (إن أمام الرئيس فرصة ليربح التاريخ ويربح الآخرة). أنظر لهذا القول الفادح، أما ربحه للتاريخ فقد خبرنا الرئيس وخبره دكتور غازي لمدة أربع وعشرين عاماً ولم نر غير الخسران المبين، وأما (ربحه للآخرة) فليس من علم الدكتور في شيء ، بالنظر إلى أن (ربح الآخرة) يؤسس له بعمل الدنيا لا بأماني السياسيين وكلنا، بما فينا غازي - على الأقل مؤخراً- يدري (عمايل) الرئيس، وعما إذا كان فيها ما يؤهل لـ (ربح الآخرة).


يرى دكتور غازي أن ربح الرئيس للتاريخ وربحه للآخرة رهين بأن يقود الرئيس البلاد فيما تبقى له من ولاية (نحو إصلاح سياسي جذري) ويضيف (لكن أي إصلاح لابد أن يحقق بضعة أهداف ضرورية، من بينها إجماعية (كذا في الأصل) القرار السياسي، المستند إلى إرادة وطنية عامة، وإعادة بناء أدبيات العمل العام وأخلاقياته، وتهيئة مناخ التنافس العادل، وإعادة بناء صيغ الحكم بتحريرها من الانحيازات والعصبيات). يا إلهي ختام مقال الدكتور مسك! هل حدث هذا التدهور فعلاً في السودان تحت ظل حكم إسلامي (رشيد) أكد على رؤوس الأشهاد أن أمريكا (قد دنا عذابها) وأنها وروسيا تحت حذائه؟ بعد ربع قرن كامل، بدأ بـ(مجلس الصحابة) كما نعته طارق البشرى، تحتاج البلاد إلى (إصلاح سياسي جذري)؟ • خاتمة المقال، خاتمة الأثافي، تلخيص واف وبليغ لما آل إليه الحال في السودان. إن (الأهداف الضرورية للإصلاح) التي إرتآها الدكتور هي أحد وجهي العملة، الوجه الآخر هو الحاجة التي أنشأت تلك الضرورات، وبعبارات آخر:
- لم تكن ثمة (إجماعية) في القرار الرئاسي، ولم يكن يستند إلى إرادة وطنية عامة، مما جعل ذلك أحد ضرورات الإصلاح التي لم يناد بها الدكتور من قبل وقد كان في أروقة السلطة الحزبية والتنفيذية والشورية ردحاً من الزمان، لكن عين الرضا عن كل سخط كليلة.
- إنهيار أدبيات العمل العام وأخلاقياته مما استدعى (إعادة بنائها). كيف يجرؤ الدكتور على هذا الزعم، وأمام مجلس وزراء العصبة المنقذة تقبع لافتة
تقول: (إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس)؟ من قال إن أدبيات العمل العام وأخلاقياته إنهارت؟ ماتزال التحقيقات جارية في خط هيثرو، ومشروع الجزيرة، وخزان مروي، والنقل النهري، والميكانيكي، والسكة حديد..إلخ وتقارير المراجع العام في الحفظ والصون لمن أراد الاطلاع عليها.


- يقول الدكتور بملء فيه : (لم يكن هناك مناخ للتنافس العادل !) إتق الله يا دكتور فقد جئت شيئاً إدا.. دعني أذكرك بما قبل الإنقاذ، فقد كان هناك تنافس حر وعادل، وفي انتخابات 1986 نال حزبكم عدداً مقدراً من مقاعد البرلمان، ولكنكم لحكمة رأيتموها أنتم دون سواكم، إنقلبتم على الحكم، وسميتم الانقلاب ثورة، وأوجدتم للثورة توجهاً حضارياً، وتعاليتم على خلق الله، وأخذتكم العزة بالحكم فأخذتم بتلابيب الوطن، ونفذتم مشروع التمكين) وعينتم سعداً وعطلتم سعيداً).. ولما استتب لكم الأمر ماجت الأرض تحت أقدامكم، واكتشفتم أن الأمر (يحتاج لإصلاح سياسي جذري.)
- أصبحت صيغ الحكم قائمة على الانحيازات والعصبيات، مما جعلها هدفاً لإعادة البناء)، أما انحياز الحكم لفئة ما، فذلك من المعروف عن الحكم بالضرورة، أياً كان نوع الحكم، على مدار التاريخ وفي الـ context) الإسلامي منذ يوم السقيفة حتى اليوم! وأما العصبيات فإن سياسة (أولى لك
فأولى) وأن (الدولة الإسلامية لا يبنيها إلا الإسلاميون) التي انتهجتها العصبة المنقذة، فإنها سياسة زعماء القبائل لا رجال دولة في القرن الحادي والعشرين، فإذا كنت- أخي الكريم- من القبائل الثلاث المشهورة فلتنعم بعصبيات العصبة المنقذة، وإن كنت من غيرها، فدونك السلاح، قالها الرئيس ومن بعده نافع.
لقد فات على فطنتك يا دكتور أن تلك (أي الحاجات التي أنشأت ضرورات الإصلاح السياسي الجذري) هي بعض ثمرات النظام (الذي بلوت المر من ثمره،) مؤخراً لحسن حظك، لكن لسان حال غمار الناس يقول ما يحتاج للإصلاح وإعادة البناء كثير، أكثر من أن يحصى

Post: #210
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-12-2013, 08:06 AM
Parent: #209


الترابي: نظام البشير فاسد وجبروتي ونصر على إسقاطه لأنه منسوب إلى الإسلام
الأربعاء, 12 حزيران/يونيو 2013 06:39
«الحياة اللندنية» الدوحة - محمد المكي أحمد

قال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي إن «الوضع في السودان ساء وبلغ من السوء مدى واسعاً، والبلد في اضطراب شديد»، وشدد على «أننا أشد الناس حرصاً على التحوّل (الديموقراطي) واسقاط النظام لأنه منسوب تاريخاً إلى الإسلام، ولا نريد أن يُمثّل الإسلام نظام فاسد وشديد الفساد وجبروتي». توقع الزعيم الإسلامي السوداني، في حديث إلى «الحياة» في الدوحة، «انهيار النظام بحركة ثورية شعبية»، وارجع قرار وقف تدفق بترول جنوب السودان عبر الشمال إلى «الرئيس (عمر البشير) الذي صدّهم بعد اتفاقه معهم (مع الجنوبيين) وقال لهم إشربوه (أي اشربوا بترولكم)».
وقال الترابي إن السودان «في اضطراب شديد، وتسمع أناساً من داخل النظام استيأسوا ولا يعرفون هل هم حركة إسلامية أم مؤتمر وطني»، اي الحزب الحاكم. واعرب عن اعتقاده بأن النظام يمكن أن ينهار «مثلما انهارت من قبل حكومات سودانية بحركة ثورية شعبية (في ثورتي عامي 1964 و1985)... الشعب السوداني كله هاجت فيه مظالمه ويمكن بحادثة واحدة، حتى لو لم تكن سياسية، أن تشعل فيه النار، ونخشى فقط حدوث فوضى ونريد ضبط ذلك».
وتابع: «نحن (قوى المعارضة) وضعنا دستوراً انتقالياً يجمع القوى السياسية كلها حتى لا نغضب أحداً، وستكون هناك (في الفترة الانتقالية بعد اسقاط النظام) أجهزة تحكم (لمدة محددة) لتعالج المشكلات الملحّة وتبسط الحريات للأحزاب، ثم تقوم انتخابات تأسيسية، والشعب هو الذي يسمح بالخيارات الدستورية، وهو يولّي من يوفر له خياراته». وشدد على أن «المعارضة لا تقبل بحكومة قومية في إطار النظام (الحاكم)، فالحكومة القومية تُشكّل بعد اسقاط النظام، ولا أحد يشترك في انتخابات يجريها النظام، ولا بد أن نجعل بيننا وبين الانتخابات (بعد بدء الفترة الانتقالية) مدى (أي فترة زمنية محددة)».
وشدد الترابي على انه «لو قام انقلاب من داخل القصر فستقف كل المعارضة ضده وتقاومه إلى أن يقيم انتخابات تكفل الحريات. لا نبالي كثيراً بمن يأتي سواء من داخل القصر أو من خارجه. أما إذا قامت القوات المسلحة كلها وتولت السلطة ولم تحكمنا عسكرياً وتركت للناس اقامة حكومة انتقالية من مستقلين أو حزبيين فهذا هو النمط الآثر».
وأوضح: «موقفي تجاه اسقاط النظام ثابت، فنحن أكثر إلحاحاً من غيرنا (على اسقاط نظام البشير)، لأنه منسوب تاريخاً للإسلام، ونحن لا نريد أن يُمثّل الإسلام نظام فاسد، شديد الفساد، نظام يمزق الوطن، ويمكن أن يمزّق بقيته، نظام جبروتي يسجن الناس، نظام أدى إلى أزمات اقتصادية».
وقال إن «هناك اتصالات بيننا وبين الجنوب، فنحن نطمح إلى أن يعود الجنوب إلى السودان (يتوحد مجدداً مع الشمال) ولا يُعاد بالقوة». وعن قرار وقف تدفق بترول الجنوب عبر الأنابيب في الشمال، قال إن ذلك تم «لأن الرئيس (البشير) هكذا صدهم بعدما اتفق معهم (في أديس أبابا)، وقال لهم (للجنوبيين): إشربوه (اشربوا بترولكم). هم (أي الجنوبيين) لا يريدون أن يكونوا بين وعد وبين حنث لهذا الوعد».
واعتبر الترابي «أن ما يجري في سورية فضيحة لنا (العرب)»، ووصف دخول ايران و «حزب الله» في حرب سورية بأنه «مأساة». وقال: «أن لست شيعياً ولا سنياً، وكنت أظن أن الطوائف مسائل تاريخية يمكن أن تتلاشى عبر الزمن والناس يقرأون كل الكتب التاريخية ويأخذون منها ما يناسبهم، ولكن يبدو أن هناك مقاصد أخرى تتلبس أحياناً بالطائفية لتفعل ما فُعل بسورية الآن. هذه (مسألة) خطيرة جداً على وحدة الأمة المسلمة عموماً، ومعنى ذلك أنه حتى لو انتصرت الثورة السورية ستنتصر بعد دماء، دماء، دماء، وبعد ذلك ستخلق شيئاً من الغيظ والثأر يمكن بعده أن تحدث وقائع لا يحب المرء أن تحدث في بلد».
وعزا دخول إيران و «حزب الله» في الحرب السورية إلى «نزعة قومية تلبسوها بالطائفية الشيعية يمكن أن تأخذ إيران والعراق وسورية وحزب الله، كل هذا المد، هم لا يبالون. لماذا نبكي على الحسين إذا كنا نحب الموت وهدم البيوت وقتل الناس بهذه الطريقة؟».
عن " الحياة" اللندنية 11 -6- 2013



-----------------


غازي صلاح الدين : قرار إغلاق انبوب النفط الجنوبى لم يصدر من مؤسسات الدولة
الثلاثاء, 11 حزيران/يونيو 2013 07:28
الخرطوم : التغيير

أكد رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطنى المقال ، غازي صلاح الدين بأن قرار إغلاق أنبوب نفط دولة جنوب السودان الذي صدر مؤخراً كان سيكون أكثر وقعاً حال صدوره من مجلس الوزراء أو الهيئة التشريعية القومية وشدد في تصريحات صحفية بالبرلمان امس على ضرورة أن تصدر القرارات الكبيرة ذات البعد الاقتصادي عقب مشاورات واسعة مع كافة مؤسسات الدولة واستشارة الخبراء حتى لا تضر البلاد .

وفي الأثناء انتقد زعيم المعارضة بالبرلمان دكتور إسماعيل حسين التسرع في إصدار القرار وإعتبره مجافياَ للصواب ويفتقد الحكمة ويمثل عودة لمربع القطيعة وإعادة إنتاج الأزمة بين البلدين مشيراً إلى أن الحكومة درجت على التراجع عن قراراتها وقال: ما لم تتغير عقلية المؤتمر الوطني لن ينصلح حال البلد .

فى غضون ذلك دعا حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الى تمليك المعلومات الصحيحة والكاملة حول ما اسماه الاستهداف والمشتغلين لتنفيذه وفضح من يروجون للاشاعات او السياسيات التى تحاول ان تزعزع الاستقرار او ان تضعف النسيج الاجتماعى .

وقالت رئيس القطاع الفئوى بالمؤتمر الوطنى نائب رئيس البرلمان ،سامية احمد محمد فى تصريحات تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع يوم الاحد ان الشعب السودانى يمتلك المقدرة على التفريق بين الخلافات السياسية والاستهداف لراى سياسي او الاستهداف لوطن وللامة ، واضافت ان الشعب ينظر كذلك بوضوح شديد لمن يريد ان يزيح حزب ومن يريد ان يفكك دولة ويمحو وطن باكملة .

وابانت ان الخطة المتكاملة التى يعمل الفئوى على تنفيذها تهدف لتامين الوطن وتعزيز الولاء الوطنى ومجابهة كل المخاطر التى تهدد الامن الوطنى السودانى .

مشيرة الى ان المهددات الان اضحت واضحة جدا وقالت ان مسئوليات القطاع الذى يضم الفئات الحية المتحركة يقع فى اطارها مسئولية تامين البلاد والحفاظ على استقرار المجتمع السودانى و الرد على الاباطيل ومحاولات الابتزاز من بعض الاحزاب والجهات استغلالا لما يتوهمونه بان البلاد الان فى حالة من الاضطراب .

واشارت الى ان البلاد الان خرجت من انتصار قوى لجيشها وستتواصل الانتصارات فى كل المجالات .Joomla Templates and Joomla Extensions by ZooTemplate.Com


---------------


انقلاب أم مؤامرة مركبة!!؟ ..

بقلم: ابوذر علي الأمين ياسين
الأربعاء, 12 حزيران/يونيو 2013 07:32



يثير زخم التصريحات والمواقف المتنافرة لإنقلاب (قوش ود ابراهيم) أسئلة تستدعي أسئلة في استرسال غاية في التداعي والغرابة. خاصة وأن الحدث والافعال وردودالافعال جرت (حصرياً) في ميدان واحد هو (حزب المؤتمر الوطني وحكومته).

أول الاسئلة الذي تفرضها عليك تصريحات ومواقف وكتابات أرباب الحزب وحكومته هو: كم عدد الانقلابات التي قام بها مدير المخابرات السابق صلاح قوش؟، ولماذا وبرغم تطاول الزمان عليها لم يتم التعامل معه بالطريقة التي جرت في الانقلاب الاخير؟، لتتملكك الدهشه وانت تقف على الكثير من الحيثيات والتفاصيل!!!، ثم تسأل نفسك أولاً هل فعلاً كان هناك أنقلاب؟، وهل كان هناك مشاركون حقيقيون؟، أم أن الامر عريضة اتهامات لم تترك أحداً منهم إلا وله يد أو دور أو حتى دعم ما!!!؟.

كتب اسحاق أحمد فضل الله يقول أن معلومات الانقلاب معروفة قبل 19 شهراً. وأن الذي نقلها له مباشرة هو وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، وأن ذات الاسماء بما فيها ود ابراهيم وردت ضمن حديث وزير الدفاع!!. (ويحدث) اسحاق أن ذلك الانقلاب كان الهدف منه أن يسقط السودان في ايدي الحركة الشعبية، وأن يتم اعتقال البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية ، وأن يصبح سلفاكير رئيساً للسودان تلقائياً ودستورياً وبدعم عالمي. (الشرق العدد 406). واذا اعتبرنا اسحاق (مرجفاً وذا غرض) فذات المعلومة أكدها المعز عبدالله القيادي بالمؤتمر الوطني الذي وصف الانقلاب بالمسرحية سيئة الاخراج وأضاف أن ود ابراهيم ساهم قبل عام ونصف في احباط محاولة لمدير المخابرات السابق قوش. (حريات نقلاً عن وكالة الاناضول).وهنا تبدأ الاسئلة في الانهمار: هل كان هذا هو الانقلاب الاول لصلاح قوش؟. ولماذا لم يتم التعامل معه كما هو الحال الآن؟. أم أن الامر يحتاج إلى ترتيب معين هو ما جرى ومايزال عقب اعلان الاخير، وبهدف عقاب قوش على الذي جرى قبل عام وصف؟، كيف نفسر اذاً اعتراف ود ابراهيم والمحاكمة والنطق بالحكم والعفو وكل ذلك؟.

من الصعب الخروج من تداعي الاسئلة فلنحاول طرح اسئلة تفسح لنا مجالاً لتفسير اذا عزت الاجابة على الاسئلة التي سالت مطراً حتى الآن. لماذا تم الجمع بين قوش وود ابراهيم؟، ولماذا اتهم وحوكم ود ابراهيم ورفاقه وجرى العفو عنهم بلا انتظار؟، ولماذا لم يحاكم قوش حتى الان وقد جرت محاكمة العسكريين بعد اعترافهم؟.

اذا استثنينا انقلاب 28 رمضان الذي اعدم فيه الضباط المتهمون بلا انتظار، قد تكون الاجابة أن الانقاذ درجت على العفو عن العسكريين والتشدد في محاكمة ومعاقبة المدنيين. اذا استعرضت قائمة الانقلابات (المعلنة) ستجد أن المدنيين نالوا اشد العقاب في حين خرج العسكريون طلقاء إلا من ابعاد عن الخدمة، وستجد أن المدني الوحيد الذي نجا ثم أصبح نائباً للرئيس هو الحاج آدم!!؟.

هل من الواجب الخوض في تصريحات الحكومة وزمرتها بالمؤتمر الوطني حول ماجرى وحول المتهمين في المحاولة الانقلابية الاخيرة؟. أرى أن ذلك لن يقود إلى اجابات تملأ اليقين. فالناطق الرسمي باسم الحكومة يعلن رسمياً وفي مؤتمر صحفي أن هناك انقلاباً ويعلن اسماء المتهمين. ثم يخرج لك آخر من (رحم بيت الانقاذ) ليقول وتنشر اقواله الصحف أن المحاولة كانت في بدايتها، وأنها لم تتعدَّ الاتصالات الاولية لمن دبروها، وأن المحاولة محدودة، واكد ثبوت عدم وجود تنظيمات كبيرة وراء المحاولة، وأكد انتفاء أي رابط بين الشخصيات المعتقلة. (قطبي المهدي ..صحيفة الصحافة/ سودان تربيون).أما ربيع عبد العاطي فقال أن الأمر ليس محاولة انقلابية بالفعل ولكن امتعاض بين القيادات العسكرية والأمنية على خلفية ماجرى في مؤتمر الحركة الاسلامية مؤخراً.(سودان تربيون 23 نوفمبر2012م).

أحد أهداف اسحاق احمد فضل الله كانت نفي أن ود ابراهيم هو من كشف انقلاب صلاح قوش، ليؤكد أن الذي كشفه هو محمد عطا مدير المخابرات الحالي (انظر المصدر السابق الشرق) وكأنه يرد على المعز عبدالله الذي قال أن ود ابراهيم هو من كشف ذلك الانقلاب!!!؟، ويبقى المهم هنا هو السياق الذي ورد فيه كل ذلك وهو استنكار الرابط بين قوش وود ابراهيم، لكن بالرجوع لحديث قطبي فإنه ليس هناك رابط بينهما!!؟. ما القضية اذا؟، ومن هو المتهم؟، ولماذا؟.

وجه اسحاق احمد فضل الله اتهاماً صريحاً لعلي عثمان اذ اورد في مقاله ذاك ما يلي: "...كان علي عثمان ظهيرة يوم الجمعة يتحدث في قاعة الصداقة مخاطباً مؤتمر الحركة الاسلامية...وبعنف يختلف تماماً عما عرف به الاستاذ علي عثمان من هدوء، كان الرجل يطلق التحذير والحضور (2500) من قيادات الحركة الاسلامية يشعرون بشئ مثل خيط الدخان أو خيط النار يتصاعد ولا يعرفون، ساعة الظهيرة تلك كانت هي ذات ساعة الانقلاب، ولما كان الخطاب المدوي في القاعة كانت عربات جنود الامن تنطلق بجنون في طرقات الخرطوم تعتقل قادة الانقلاب، وكأن المعركه معركة اطرافها هي السودان والحزب الحاكم في السودان والحركة الاسلامية في السودان والمخابرات العالمية" ( الشرق العدد 409 16يناير 2013م)

لكن آخر ومن داخل (عرين القوات المسلحة) يتهم الرئيس نفسه!!!؟. على صفحات الراكوبة كتب المقدم (وليس المقدم معاش) خليل محمد سليمان ما ملخصه " ذهب عدد من قادة المحاولة للرئيس البشير، وتناولوا معه وجبة الافطار، وتحدثوا معه في امر القوات المسلحة، وأن الامر اذا استمر على هذه الحال ستحدث انقلابات داخل القوات المسلحة، وعرضوا عليه أنهم سيقومون بعملية تصحيحية لحرصهم على استمرار النظام، وعرضوا عليه أن يكون الرئيس، لكنه تجاهلهم". هل هذا يبرر العفو الرئاسي الفوري الذي حظي به المحكومون في المحاولة الانقلابية؟، واذا كانت الاجابة: ربما، لماذا اذن بقي صلاح قوش دون محاكمة حتى الآن؟.

هل يمكن أن نفترض أن كلاً من علي عثمان والرئيس مشاركون (غير متهمين)؟، بمعنى أنهم على علم كل على شاكلته وغرضه بما جرى؟. يبدو أن سيل الاسئلة اقوى من أن توقفه اجابات بينات، ولكن كيف نفسر ما حدث ويحدث. لنحاول فرضية الصراع على خلافة البشير فالأسئلة كلها لها خلفية واحدة هي صراع وراثة البشير. ونستصحب معنا ما تناقلته بعض الصحف والمواقع على النت حول استجواب غازي صلاح الدين.

لنلقي نظرة على الاسماء الاكثر لمعاناً ضمن هذه المحاولة الانقلابية!!!، سنجد ود ابراهيم، صلاح قوش، وعلى طرف منها غازي صلاح الدين.

ذكرت صحيفة الاتحاد في سياق تناولها لأخبار المحاولة الانقلابية، أن اول ظهور لود ابراهيم كان عندما أعلنت اسمه بعض الصحف في تسريبها عن التشكيل الوزاري الأخير بالسودان سبتمبر الماضي، واشارت فيه وقتها أنه مرشح لوزارة الداخلية، وأن في ذلك تمهيداً لخلافته البشير في قيادة السودان (الاتحاد 8 ابريل 2013م).

معروف أن صلاح قوش وصف مراراً بأنه طموح وأنه يرتب نفسه لوراثة البشير، وكانت وثائق ويكيليكس قد كشفت عن ذلك ولكن بالترتيب مع علي عثمان، ومعروف كذلك أن صلاح قوش هو الوحيد الذي حول الأمن إلى قوات ضاربة عالية التسليح، وأن ذلك كان وراءه ما وراءه، وأن ما نقلته وثائق ويكيليكس قوله أنهم والحركة الشعبية يكرهون الجيش، يكشف أنه كان ساعياً لشئ ما.

أما غازي صلاح الدين فهو الاخر موصوف بالطموح، وكان أحد اشقاء الرئيس قد قال في حوار مع احدى صحف الخرطوم أنه يرى في غازي أنسب وريث لشقيقه الرئيس عمر البشير.

الواضح أن كل هؤلاء مرشح لوراثة البشير، وأن علي عثمان لا يرغب في أن ينازعه منازع على موقع الرئاسة وهو النائب الأول، والرئيس نفسه لا يرغب في ترك مقعد الرئاسة. ومن الصعب أن نخلص إلى أن البشير وعلى عثمان قد توافقا على التخلص من كل المرشحين المحتملين. ولكن الخلاصة الاكيدة الوحيدة أن محاولة الانقلاب الاخيرة اطاحت بكل هؤلاء وبضربة واحدة، ختمت بابعاد غازي بعد التحقيق في شأن المحاولة، وعلى خلفية تصريحاته عن عدم دستورية ترشيح البشير لدورة اخرى، وكذلك ما دار خلال مؤتمر الحركة الاسلامية الاخير.

الذي نعرفة جيداً وتابعناه منذ زمن بعيد (قبل انقلاب الانقاذ) ومنذ قدوم علي عثمان نائباً للشيخ الترابي، أن منهج على عثمان كان اقصاء كل من يشكل خطراً على موقعه ولو جاء على سبيل (الونسة) وابداء الرأي. كما يمكن القول أن صلاح قوش اصبح في حسابات على عثمان احد منازعيه، فصلاح لو نجح في استلام السلطة لن يكون على عثمان إلا الرجل الثاني بالدولة، وهي حالة طالت وطأتها على الرجل ويرجو أن يكون الاول ولو إلى حين. فعلي عثمان صاحب مصلحة في ابعاد قوش رغم ان قوش محسوب عليه، ولكن من يثق في من؟.

لم ينتهِ سيل الاسئلة، لم يظهر نافع علي نافع على هذا المشهد؟، هل هو منافس في معركة وراثة البشير، أنه قنوع كما حدث صلاح قوش من قبل من أن نافع وعوض الجاز لن يكونا بالنهاية سوى مع علي عثمان، او من آلت له السلطة؟.

Post: #211
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-18-2013, 07:44 AM
Parent: #210


بينها الإرهاب ومعارضة السلطة:

توجيه «5» تهم لمدير الأمن السابق صلاح قوش


الإثنين, 17 حزيران/يونيو 2013 10:28
الصحافة:


وجهت لجنة التحري والتحقيق في المحاولة الانقلابية الاخيرة امس، خمس تهم تتعلق بمعارضة السلطة بالقوة، والاشتراك الجنائي، والارهاب الي مدير جهاز الامن والاستخبارات السابق اللواء صلاح عبدالله قوش واللواء صلاح أحمد عبدالله،بجانب تهمة ترويع المجتمع وعدم بث الطمأنية تحت المواد«5»و«6» من قانون الارهاب،ونفى المتهمان، رداً على سؤال قاضي المحكمة تسجيل اي اقرار قضائي. وكشف عضو هيئة هيئة الدفاع عن قوش المحامي عمر حميدة لـ«الصحافة»، ان الهيئة ستعقد اليوم اجتماعا وستقرر عما اذا كانت ستستأنف التهم الموجهة لقوش من لجنة التحري ام انها ستذهب الي المحكمة للدفاع هناك.
وكانت المحكمة قد جددت حبس صلاح قوش واللواء صلاح عدة اسابيع علي دفعات بتوصية من لجنة التحري لاكمال تحرياتها ،كان اخرها الاسبوع الماضي حيث طلبت لجنة التحري امهالها مدة لاخذ اقوال شاهد اتهام اخير في القضية، فاعطتهم المحكمة اسبوعا ، وجددت حبس قوش لاسبوع آخر.
وتملك لجنة التحري التي كونها وزير العدل محمد بشارة دوسة سلطة الاجراءات الجنائية في اطلاق سراح المتهمين بالمحاولة الانقلابية، او توجيه التهم اليهم بعد اكمال التحريات والتحقيقات اذا كانت البينات ضدهم تشكل تهما بنص القانون .
واطلقت النيابة الاسبوع الماضي خمسة متهمين بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الاخيرة من بينهم معتمد كوستي السابق .
واعلنت اللجنة في جلسة امس، انها قد اكملت تحرياتها وتحقيقاتها مع قوش، ورأت ان البينات ضدهم تشكل خمس تهم ، وحولت الملف الي المحكمة. وستحدد المحكمة جلسة لاحقا بعد انقضاء الفترة المحددة لاستئناف المتهمين البالغة اسبوعا لبدء المحاكمة.


----------------

عمر البشير يشرع في التحضير للإطاحة بعلي عثمان
June 17, 2013
المحلل السياسى لموقع
(حريات)
أفاد مصدر موثوق ومطلع (حريات) بأن عمر البشير قد حسم أمره وقرر الإطاحة بنائبه علي عثمان محمد طه.
وأضاف ان التحضير لهذه الخطوة بدأ في إثيوبيا شهر ابريل الماضي ، حين أخر عمر البشير عودته للبلاد لأخذ إجازة ومعه وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ، وقال ان الإجازة لم تقتصر على اللهو والعبث وإنما كانت لإحكام ترتيب الإجراءات الإستخبارية والعسكرية للخطوة المرتقبة .


وأضاف ان التحضيرات ظلت جارية منذ ذلك الحين ولكنها إرتبكت اثر عمليات الجبهة الثورية في أب كرشولا وأم روابة ، وقال انه مما سرع بها مرة أخرى رفض علي عثمان ومجموعته – علي كرتي ، عوض الجاز ، وحتى الكاروري – لقرار عمر البشير بإيقاف تصدير نفط الجنوب ، الأمر الذي رأى فيه عمر البشير أحد أسباب عدم تأييد المجتمع الدولي لقراره مما إضطره للتراجع .
ورد المصدر المطلع والموثوق سرعة إستجابة عمر البشير لمقترحات أمبيكي إلى خلفية التحضير للإطاحة بعلي عثمان ، حيث هدفت الإستجابة السريعة إلى قطع الطريق على لقاء رياك مشار وعلي عثمان ، وعدم إعطاء علي عثمان ميزة انه رجل الدولة العاقل القادر على حل المشاكل ، وهي الصورة التي يجهد في رسمها عن نفسه وتضيف مزيداً من الدوافع لعمر البشير للإطاحة به .
وأضاف المصدر ان تصريحات محمد بشير عبد الهادي مقرر مجلس شورى المؤتمر الوطني أمس عن إدراج ترشيح عمر البشير لدورة رئاسية جديدة في إجتماع مجلس الشورى الجمعة القادم يؤكد الشروع الفعلي في إطاحة علي عثمان ، حيث تهدف الخطوة إلى إعتماد عمر البشير رسمياً كمرشح للرئاسة ، مما يحسم ما تسميه مجموعة البشير بمناورات علي عثمان وإغلاق الباب نهائياً أمام إحتمال وراثته لعمر البشير .
وقال ان البشير كان يراهن أصلاً على حدوث خلافات بين مرشحي خلافته بحيث يتفقون في النهاية على انه لا بديل للبشير سوى البشير ، فإذا تفاقمت الأوضاع وإضطر إلى التخلي عن السلطة تقضي خطته البديلة توريث بكري حسن صالح أو الشخصية العسكرية التي يرشحها .
وأضاف ان تسرع غازي صلاح الدين في إعلان رفضه ترشيح عمر البشير لدورة جديدة وإسناده لموقف ضباط المحاولة الإنقلابية و (سائحون) أربك الحسابات التاكتيكية لعمر البشير ، هذا فضلاً عن تقارير نافع علي نافع الإستخبارية التي تؤكد تورط علي عثمان وغازي صلاح الدين في المحاولة الإنقلابية ، والجزم بأنه لولا علي عثمان لما إستطاع صلاح قوش التنسيق مع ود إبراهيم وغازي صلاح الدين .
وأضاف المصدر ان عمر البشير بات على قناعة نهائية بأن الخيار المطروح من نخبته الإسلامية لا يوفر مخرجاً آمناً له ولأسرته . ووفقاً لهذا الخيار المسمى بـ ( العملية الدستورية) والمؤيد من علي عثمان والقطريين والأمريكان فعلى عمر البشير ألا يترشح في إنتخابات 2015 في مقابل ان يوفر له ملاذ آمن في قطر أو السعودية ، وهو يرى بأنه إذا فقد السلطة لصالح علي عثمان أو أي من إسلاميي حزبه فلن تكون هناك ضمانات كافية بعدم تسليمه لاحقاً ، وان ضمانته الحقيقية بقاؤه في السلطة أو في حال الإضطرار تسليمها لعسكري من خلصائه الذين لن يتخلوا عنه لأية حسابات سياسية .
وقال انه بناء على هذه القناعة قرر عمر البشير التخلص من أهم المدنيين المرتبطين بما يسمى بالعملية الدستورية وهما علي عثمان وغازي صلاح الدين بحيث لا يتبقى للقوى الدافعة لأجل هذا السيناريو سوى بكري حسن صالح والعسكريين الآخرين .
وأضاف المصدر ان عمر البشير لا يرى في نافع وعبد الرحمن الصادق المهدي خيارين حقيقيين ، ورغم مناورته أحياناً بهما ، إلا انه على قناعة بألا فرص حقيقية لهما ، ولهذا لا يرى فيهما خطراً يستوجب التخلص منهما في الأمد القريب .
وأضاف المصدر انه يتوقع إطاحة البشير بعلي عثمان قريباً جداً إذا لم تتصاعد العمليات العسكرية للجبهة الثورية وتربك الأولويات من جديد .
وتوقع ان تؤدي الخطوة إلى مزيد من الفرز والإستقطاب في أوساط الإسلاميين الداعمين لعمر البشير وإلى تزايد فرص الدكتور الترابي في التحرك ضد المجموعة الحاكمة .
وأكد ان الإطاحة بعلي عثمان في حد ذاتها لا أهمية كبيرة لها خصوصاً وقد تحول الإسلاميون إلى موظفين في الدولة أحرص على إمتيازاتهم من أن يقفوا مع علي عثمان الذي سبق وهندس الإطاحة بشيخهم الترابي ، ولكن الخطوة تكتسب أهميتها من أزمة النظام وإنسداد الأفق ، خصوصاً مع خطوات عمر البشير ذات الطابع اليائس والإنتحاري والتي تهدد بالإطاحة بمكتسباتهم في (التمكين) لأكثر من ربع قرن

------------

المذعـــورون!!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الثلاثاء, 18 حزيران/يونيو 2013 08:54


قبل أن يتبدَّد صدى صوت الرئيس البشير وتوجيهه للوزير عوض الجاز بوقف ضخّ نفط الجنوب عبر السُّودان بدأت (اللولوة) والتراجع عن إنفاذه بقصة الستين يوماً ثم بمقترحات أمبيكي التي صدرت تصريحات حكومية تؤكد قبولها بما يعني خنق قرار الرئيس في مهده.
بالطبع لاحظ الناس الحملة الشعواء التي شنَّتها بعضُ الأقلام والفضائيات على القرار باعتباره يؤثر على معايش المواطنين وبادر المعارضون إلى الاستشهاد بارتفاع الدولار حتى قبل أن تتحرَّك مؤشراته إلى أعلى ووالله إن أكثر ما يُزعجني في هذه الحالة السُّودانية.. أعني حالة الرجفة والذُّعر التي باتت ملازمة لكثيرٍ من النُّخب في السُّودان أنَّها لا تستصحب مجمل المعاني والقِيم الوطنيَّة ولا تستفزُّها حالة الاحتقار التي يعاني منها السُّودان من تلقاء دولة الجنوب ولا تُلقي بالاً لكل ما فعلته وتفعله دولة الجنوب بالسُّودان احتلالاً للأرض ودعماً للمتمرِّدين.. لا بل إنَّ ذاكرة تلك النخب ربما نسيت كل ما جرى في أب كرشولا وغيرها من مذابح تداولها الإعلام بشكل كثيف كان كافياً لإيقاظ الغافلين النائمين على العسل عمَّا يدبَّر لهم وللسُّودان من مؤامرة تشيب لهولها الولدان.


لم يسأل المتباكون على الجنيه السُّوداني عمَّا حلَّ وما يمكن أن يحلّ بالجنيه الجنوبي جراء وقف بترول الجنوب الذي يضخّ في خزانة سلفا كير أضعاف ما يضخُّه في خزانة السُّودان بل إنهم نسُوا أنَّ ما يضخُّه البترول في خزانة الجنوب سيُطيل أمد الحرب من خلال شراء الأسلحة للجيش الشعبي ولقطاع الشمال والحركات الدارفوريَّة المتمرِّدة مما يعني أنَّنا سنخسر الكثير في سبيل التصدي لهؤلاء وسنُنفق أضعاف ما كنا سنكسبه من بترول الجنوب في تغذية الحرب دفاعاً عن أرضنا وتصدِّياً للأعداء.
نعم سنخسر أموالاً كانت تأتينا لكن ما يخسرُه الجنوب الذي يحتلُّ الأرض ويتآمر علينا أكبر وهذا ما ظلَّ القرآن الكريم يبصِّر به المؤمنين ليعزِّيهم عن مصابهم في الحرب وآلامهم التي يعانون (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ).
بالله عليكم ما الذي يكسبُه المرتجفون من بثّ ثقافة الهزيمة والاستسلام بدلاً من شحذ العزائم؟!
لو كنا نحن من يحتلُّ أرض الجنوب ويدعم الثوار على سلطة الحركة الشعبيَّة لجاز الحديث عن نقد قرار وقف تدفُّق بترول الجنوب عبر الأراضي السُّودانية أمَّا أن تعترينا هذه الحالة المجنونة من الانكسار فهذا ما لا يجوز لأمَّة عزيزة لطالما تغنَّى شعراؤها ومبدعوها بقِيم النخوة والشجاعة والمروءة والتضحية والفداء والعزَّة ودعاها ربُّها سبحانه وتعالى قبل ذلك إلى الجهاد والاستشهاد في سبيل القِيم العُليا.
أعجب والله ممن قرأوا تاريخ الحرب العالميَّة الأولى والثانية وكيف فقدت أوربا عشرات الملايين من شبابها وكيف تضوَّرت جوعاً في سبيل حريتها وكرامتها بينما يتباكى المذعورون على فقدان حفنة دولارات كانت أصلاً متوقِّفة منذ أكثر من سنتين وتحديداً منذ أن غادرنا الجنوب إلى أرضه.
لقد انتقَدَنَا أحد هؤلاء المذعورين لأننا كتبنا أنَّ أعضاء مجلس شورى منبر السلام العادل دوَّت أصواتُهم بالتكبير عندما أُعلن عن قرار وقف تصدير بترول الجنوب ولو كان الرجل يصدر بذات مشاعر أولئك الأعضاء لتفهَّم لماذا فرح المنبريُّون بالقرار الذي جاء تعبيراً عن كرامة وحرِّيَّة ونخوة ورجولة الشعب السُّوداني الذي يأبى الضَّيم والانكسار والهزيمة أمام دُويلة صغيرة لم تبلغ الفطام تتحرَّش بنا وتحتل أرضَنا وتطمع في أن نطعمها ونسقيها ونغذِّيها لتستمر في إيذائنا والفتك بنا.
أما أمبيكي وآليتُه الرفيعة وغيرُها من المنظمات الإقليميَّة والدوليَّة فإنها والله لا تفعل أكثر مما فعلت من قبل من تآمر رأيناه في محطات كثيرة ليس أقلها نيفاشا ثم قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي التي استُنسخت في قرار مجلس الأمن رقم «2046» والذي كان من إنتاج أمبيكي.
إلى متى تثق حكومتنا السنية في هذا الرجل الذي يقتات من ظهورنا وكرامتنا وحريتنا؟!
متى تعلم الحكومة وتقتنع أن أمبيكي جزء من آليات مشروع السُّودان الجديد؟!


--------------



حديث المدينة السبت 15 يونيو 2013

عثمان ميرغنى


(خرمنا).. في انتظار هذه اللحظة!!


هل سمعتم تصريحات البروفسير رئيس جامعة الخرطوم التي أدلى بها في مؤتمره الصحفي صباح أمس؟.. هذا ما ظللنا نبحث عنه، ولقد (هرمنا في انتظار هذا اليوم..).
قال البروف.. أن جامعة الخرطوم المؤسسة العريقة التي أنجبت خلاصة أبناء هذا الوطن.. بكل تاريخها العتيد.. لن تقف -على شاطئ النيل- تتفرج على مايجري في البلاد.
البروف قال.. أن جامعة الخرطوم مؤسسة يوقرها كل أفراد الشعب السوداني.. من كل فج – سياسي- عميق.. وكلمتها محفوفة بالرزانة الوطنية.. وعلى هذا قررت جامعة الخرطوم طرح مبادرة وطنية شاملة.. تُنهي حالة الإنتحار البطئ التي يمارسها الوطن.
وقال البروف.. الوطن ليس متجراً أو شركة يملكها كائن من كان.. بل هو أرض مقدسة في قلب كل من انتمى للملة السودانية..
وأجمل ما قاله البروف رئيس جامعة الخرطوم.. أن الجامعة وهي تقدم هذه المبادرة.. ليست معنية بالحكومة ورضائها.. ولا درجة ابتسامة الحزب الحاكم أو عبوسه.. ولا غيرهما.. لأن الجامعة تنطلق من منصة الوطن لا "الوطني"..
خلاصة خطة الجامعة التي طرحها رئيسها، تشتمل على دعوة جامعة الخرطوم لمؤتمر "مائدة مستديرة" بأعجل ما أمكن.. ويفضَّل أن يكون قبل شهر رمضان هذا.. تدعو الجامعة له الأحزاب بمختلف مشاربها، الحاكمة والمعارضة.. وتدعو أيضاً حاملي السلاح، وتضمن الجامعة لهم سلامتهم طوال أيام المؤتمر ولحين مغادرتهم البلاد إلى الجهة التي يرغبون فيها.


مشروع جامعة الخرطوم لحل الأزمة السودانية أعده خبراء (معهد دراسات السلام) التابع للجامعة.. عكفوا عليه لعدة أشهر حتى أنضجوا تفاصيله.. وللذين لا يعرفون (معهد السلام) بجامعة الخرطوم.. هو ذلك المبنى الأنيق الضخم على شاطئ النيل جوار مدخل جسر القوات المسلحة.. مبنى من عشرة طوابق يحتشد فيه أكثر من مائة خبير سوداني من حملة درجة الأستاذية والدكتوراة.. يعملون ليل نهار لاستنباط "عينات" جديدة من معادلات السلام والتعايش التي تعيد للوطن تماسكه وازدهاره الإجتماعي.
صحفي مشاغب سأل رئيس الجامعة في المؤتمر الصحفي.. ماهو رد فعل الجامعة إذا رفضت الحكومة مشروع الجامعة ومنعت قيام مؤتمر المائدة المستديرة؟ رد عليه البروف بكل ثقة (سيكون ذلك بمثابة اشهار "تفليسة".. أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي) ولم يترك رئيس الجامعة حاجب الدهشة لدى الحضور يرتاح في مكانه فأكمل الجملة المفيدة ( لن يشرفنا بعدها.. أن نعمل أو ننتسب لجامعة بلا ضمير.. ناقصة عقل ودين..)


لكن الصحفي المشاغب تابعه بسؤال آخر ( ستفقد منصبك.. ويطردوكم من الجامعة..).
رد البروف.. (إذا خشي الأستاذ الجامعي على رزقه.. فأطبق على فمه وقضم لسانه.. فما يفعل المواطن الذي يقضي نهاره يحفر أو يزرع .. إذاً، نصبح قطيعاً من الأغنام الذليلة..)..
قطعاً.. رئيس الجامعة موعود بإحدى الحسنيين.. إما أن (يقوم) المؤتمر.. أو (يقوم) رئيس الجامعة للبحث عن عقد عمل في الخليج

Post: #212
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-20-2013, 08:48 AM
Parent: #211

{ التصريحات التي أطلقها معتمد "البرام" "صلاح داوداري كافي" عن وجود حشود عسكرية بالقرب من رئاسة محلية "البرام" لقوات قادمة من دولة جنوب السودان هي تصريحات (مضلة جداً) وتوحي للقارئ بأن السيد المعتمد يتواجد في محلية "البرام"، وأن الجيش الشعبي القادم من بحيرة أبيض على الحدود مع دولة الجنوب يستعد للهجوم على "البرام"!!. والواقع أن كل محلية "البرام" التي يتحدث عنها السيد المعتمد تقع تحت سيطرة المتمردين وسلمها المعتمد السابق "عبد الباقي قرفة" "لعبد العزيز الحلو" (روب في كورة)، وظل المجاهد "كافي طيارة" يقاتل في سبيل استعادة السيطرة على "البرام" والتي يتواجد معتمدها إما في الخرطوم أو "كادقلي" المهم إنه معتمد بلا محلية!


يوسف عبد المنان
المجهر
19/6/2013


--------------



بروفيسور "حسن مكي" في حوار الساعة مع (المجهر) (1 - 2)
16/06/2013 15:16:00
حجم الخط:
حوار- صلاح حمد مضوي

دائماً ما يقدم المفكر الإسلامي وخبير القرن الأفريقي، مدير جامعة أفريقيا العالمية السابق البروفيسور "حسن مكي"، الحائز على درجة الأستاذية في الدراسات الأفريقية في العام 2000م.. دائماً ما يقدم رؤيته حيال التطورات المتلاحقة التي تشهدها القارة الأفريقة لما يتمتع به من قدرة فائقة في تحليل قضايا القرن الأفريقي. وللرجل مؤلفات في الشأن من بينها (الأرومو - دراسة تحليلية)، (تطور أوضاع المسلمين الإرتريين)، (السياسات الثقافية للصومال الكبير 1886-1986)، (أوضاع الثقافة الإسلامية في جنوب السودان)، بالإضافة إلى عدد من البحوث العلمية المنشورة في الدوريات داخل وخارج السودان. ويقدم د. "حسن مكي" في هذا الحوار رؤيته لتداعيات بناء (سد الألفية) الأثيوبي الذي أثار لغطاً كبيراً في مصر والسودان، وأدى إلى تجاذبات في المواقف وردود أفعال واسعة، كما قدم في هذا الحوار رؤية يعدّها مخرجاً للأزمة السودانية المستفحلة، وتصوره لسبل المعالجة والحلول، فإلى مضابط الحوار:


{ د. "حسن مكي".. كيف تصور مستقبل العلاقات بين دولتي الشمال والجنوب في ظل حالة التجاذب المستمر؟
- الجنوب ليس شيئاً واحداً، وكذلك الشمال، وهنالك في الشمال من يهلل ويكبر لسقوط (الإنقاذ)، وحتى الآن أكثر الناس حرصاً على إسقاطها هم من جاءوا بها، وهم مجموعة (المؤتمر الشعبي) بزعامة "الترابي" وكذا، وهم موجودون في الدولة وفي أجهزتها، والدولة كذلك باتت (مخترقة) نتيجة للتدويل، الذي يتم الآن بأموال كبيرة، فميزانية القوات الموجودة الآن بدارفور تبلغ (2) مليار دولار، بحيث تكاد تعادل كل ميزانية السودان، والمخاطر كبيرة.. الشمال ليس شيئاً واحداً، والسلطة مخترقة، وفي الجنوب الاختراق واسع، لذلك قد يقول "سلفا كير" حديثاً إلا أن أجهزة أمنه واستخباراته تتجه اتجاهاً آخر، وفي تفكير آخر، خاصة مع سيطرة (أولاد أبيي) وغيرهم على الأوضاع.
{ تناقلت وسائل إعلام توقيع دولة الجنوب مع شركة (تويوتا) اليابانية لبناء خطوط أنابيب بديل يتجه لميناء (لامو) الكيني.. يبدو أن الجنوبيين بدأوا يحددون مستقبلهم بأنفسهم؟
- كل ذلك مجرد كلام و(هرطقة) ليس إلا.
{ الحكومة أعلنت عن التعبئة العامة والاستنفار وعدنا إلى مربع فتح المعسكرات مرة أخرى.. كيف ترى الأمر؟
- القوة مهمة، ولو كانت القوة واردة لما انفصل الجنوب، لناحية وجود استحالة مادية في الخروج عن الدولة، واستحالة مادية في التمرد، ولكن القوة ليست هي فقط القوة العسكرية، بل يجب أن تكون معها قوة اقتصادية وسياسية وفكرية واجتماعية.
{ لكن القوة لم تحل المشكلة بين الشمال والجنوب بل حلتها (نيفاشا)؟
- لأن القوة لم تكن موجودة، والوضع السوداني كان هشاً وضعيفاً، المشكلة ليست في (نيفاشا) بل في الأجنبي، (نيفاشا) كانت إملاءً وليست اتفاقية، لأن موازين القوى ليست في الصالح، لم يكن بينهم عربي، ولا نصير واحد.
{ هل ستستمر دولة الجنوب؟
- بالطبع ستستمر في دعم وجود هذا المخلوق، وستوفر له أكسجين الحياة، والجنوب في النهاية ليس دولة بمعايير الدول، أنما هو (دولة فاشلة) تحكمها منظمة عسكرية، وستستمر.
{ أثير لغط كثيف حول (سد الألفية) الأثيوبي.. كيف تقرأ ذلك؟
- لقد أقمنا ندوة ضخمة في مركز الجامعة للبحوث والدراسات عن هذا السد، وأتينا بمتحدثين من السودان وأثيوبيا، وكان من بينهم وزير الري والموارد المائية الإثيوبي نفسه، وكبير مهندسي السد، ومن السودان تحدث خبراء السدود وعلماء الفكر السياسي السوداني، ووجهنا الدعوة للسفارات العربية والأفريقية وكانت ندوة مشهودة، ولو بذلت الدولة نصف ما بذلناه، وأيضاً الصحافة السودانية، لتوافرت معلومات كثيرة عن هذا السد.
{ على الجانب المصري يبدو وكأن المصريين فوجئوا بقيام هذا السد عقب تحويل أثيوبيا لمجرى النيل الأزرق.. لماذا برأيك؟
- الإعلام المصري سقط، ليس في (سد الألفية)، بل حتى في ما بعد (ثورة يناير)، حيث كال اتهامات جزافية وكاذبة، اتهامات لدول وأشخاص، والإعلام المصري مثل (فضيحة) في الحقيقة في هذه الأوضاع. لذلك ما يحدث الآن هو أن الإعلام المصري كأنه في (حالة هوس)، ولكن ما يحيرني في الإعلام المصري أنه الآن يتبنى الأجندة اليهودية والإسرائيلية، لأن إسرائيل أصلاً تريد تحويل اهتمام الشعب المصري بأن الخطر إنما يأتي من الجنوب، من السودان، ومياه النيل وحرب المياه، بدلاً من كونه يأتيهم من الشرق، وبالتالي يجب على مصر مصالحة إسرائيل وتتفرغ لحرب المياه، والإنسان دائماً ما تقوده الأوهام عوضاً عن حقائق الواقع.. والحقيقة أن (سد الألفية) لا يشكل خطراً على حصة مصر من المياه، ما يشكل خطراً على حصتها هي (مفوضية عنتيبي)، وهذان مشروعان مختلفان.
{ كيف ذلك؟
- (مفوضية عنتيبي) تريد فتح ملف اتفاقيات مياه النيل، أما سد الألفية فهو (مجرد خزان) مثله مثل (السد العالي)، و(سد الألفية) نفسه يخزن نصف ما يخزنه (السد العالي)، وفي تلك المنطقة لا يمكن حجز المياه، وإلا لانهار السد وتضيع أثيوبيا نفسها والسودان، وفي ذات الوقت ليس في هذه المنطقة مجال للزراعة المروية لأن بها أمطار تستمر لسبعة أشهر في العام، ولا تحتاج إلى المزيد من الأمطار، ويخرج منها نهرا (الدندر) و(السوباط) وأنهار صغيرة أخرى.
{ هل يمثل (سد الألفية) خطراً على مصر والسودان كما يتم تداوله عبر بعض أجهزة الإعلام؟
- الاستفادة ستتم من هذا السد في إنتاج وتوليد الكهرباء لمصلحة الجميع.. وأعتقد أن الحكومة المصرية هي حكومة راشدة، ولكن بكل أسف فإن التصريحات (المسمومة) خرجت من البعض في السودان. بالنسبة للخطر على مصر والسودان، أقول لك إن نهر النيل كنهر دولي يتطلب وجود اتفاقيات لتنظيم المياه به، وحتى تزول الشكوك كان يفترض بإدارة السد أن تجعله شراكة ما بين مصر والسودان وأثيوبيا على أن يكون لها النصيب الأعظم من الأسهم، وتكون الإدارة والتمويل مشتركين، ولكن انفراد أثيوبيا بالمشروع ووضعها مصر والسودان أمام الأمر الواقع هو الذي يفتح باب التساؤلات والشكوك، ولكن بدبلوماسية والتواصل يجب أن لا نخسر أثيوبيا الدولة المهمة ذات الامتدادات والتشعبات الدولية، وبها (100) مليون من البشر، وأكبر تجمع سكاني أثيوبي هو التجمع الإسلامي، فنصف سكانها هم من المسلمين وهم قادمون، وأصبحوا سادة الدولة، ولكن إذا ذهبنا في اتجاه الأجندة الاسرائيلية بأن يكون هنالك عداء لأثيوبيا، فإسرائيل تريد أن تحترق العلاقات العربية الأثيوبية على نحو ما حدث في دارفور.
{ بعض وسائل الإعلام ذهبت بعيداً بأن بعض المنظمات اليهودية هي من قام بتمويل بناء (سد الألفية)؟
- قد يكون ذلك صحيحاً، لأنه يخدم (إسرائيل)، وأي مخطط تضعه هذه الدولة ينجح بعشر مرات مما خطط له، من ذلك مخطط دارفور، والوقيعة بين العقل العربي والعقل الأفريقي. والحديث عن (الجنجويد) أشعل نار العصبية والجهوية والمناطقية بالسودان، لذلك يجب علينا أن لا نخلي القاطرة الأثيوبية ونتركها للعقل الإسرائيلي، والخزينة الأثيوبية يجب أن لا نتركها ليملأها (الشيكل) الإسرائيلي.
{ ماذا كان يجب على مصر أن تفعل حيال هذا المشروع؟
- التواصل مع السودان ومحاولة كسبه باعتباره (وسيطاً)، ولا تجعل السودان كأنه (في جيبها) وتعتبر أن أي موقف مصري يمكن أن يتبناه السودان، وأن السودان يعمل بمنطق (عليّ وعلي أعدائي)، ثم أن أثيوبيا دولة صديقة، والشعب الأثيوبي شعب ودود وأخوة يجب أن نكسبهم، ويجب أن لا يعتبر (خميرة عكننة) لمصر والسودان، وربنا حينما وضع نافورة المياه في الهضبة الأثيوبية وضعها لسر ما، وحينما جعل الهجرة الأولى إلى الحبشة جعلها لسر أيضاً، ويجب أن نحمي ظهر أثيوبيا من الأمريكان واليهود وغيرهم، و(تسميم) العقول بالنسبة للعلاقات العربية الأثيوبية ليس من شأننا في هذه المرحلة، ولن نكسب.
{ ما هو المطلوب إذن؟
- المطلوب هو تحصين أثيوبيا ضد التأثيرات السلبية، وذلك لن يتأتى بالحمل عليها أو بالتصريحات (الملغومة) ضدها.
{ كيف ترى مستقبل (المصالحة الوطنية) في السودان؟
- أعتقد أن من يقف في طريق المصالحة الوطنية تمسكاً بمنصب أو وظيفة، أو استخداماً للدين وما شابه، إنما يرتكب جريمة في حق الوطن.
{ البعض دعا إلى تكوين حكومة قومية باعتبارها حلاً للأزمة.. هل أنت معها أم ضدها؟
- أنا ضد استخدام المصطلح لتمديد عمر النظام، يجب أن تكون هنالك حكومة يرأسها رئيس وزراء جديد له كل الصلاحيات وهو من يقوم بتكوين الحكومة.
{ ماذا عن مسائل الدستور والتحول الديمقراطي؟
- هذه كلها متروكة لحكومة الترتيبات الانتقالية، وليس لهذه الحكومة.
{ هل تقبل مؤسسات (المؤتمر الوطني)؟
- هذه ليس لها حول ولا قوة ولا طول.
{ ماذا عن مستقبل (الجبهة الثورية)؟
- بقيام الانتخابات، وفي حال وضعها للسلاح فإن (الجبهة الثورية) ليس لديها مستقبل سياسي كبير، وهي نفسها قوى ليست متجانسة، ورصيدها في الأعمال قد لا يؤهلها لقيادة السودان، إلا أنها ستكون موجودة، لأن التمثيل النسبي سيسمح بتمثيل أية قوى سياسية، ويستحيل بالتالي إقصاء أية قوى في المرحلة المقبلة، وليس من الحكمة إقصاء أي منها.
{ هل يتم تكوين الحكومة القومية أولاً ثم تتم الدعوة لانتخابات أم كيف ستسير الأمور؟
- ذلك متروك لحكمة رئيس الوزراء القادم، فإذا شاء أن ينهي الحروب فذلك أمر مطلوب، إذا وجد تجاوباً من الحركات التي رفعت السلاح وقام بإدخالها في الحكومة القومية، فذلك يعني (ليلة قدر على السودان)، أما في حال لم يحدث ذلك فإن حكومته ستكون ذات الحكومة (الأكتوبرية).. بمعنى أن يتم تكوين الحكومة، ثم تدخل هذه الحكومة بعد ذلك في التفاوض مع الحركات المسلحة.
{ هل ستقبل (الجبهة الثورية) بذلك؟
- لا أعتقد أن الحركات المسلحة ستكون (مستعجلة) في الدخول في الحكومة، وإذا حدث هذا، فإن ذلك سيكون (عصمة) للسودان


--------

بروفيسور "حسن مكي" في حوار الساعة مع (المجهر) «2 - 2»
17/06/2013 17:07:00
حجم الخط:
حوار- صلاح حمد مضوي

دائماً ما يقدم المفكر الإسلامي وخبير القرن الأفريقي، مدير جامعة أفريقيا العالمية السابق البروفيسور "حسن مكي"، الحائز على درجة الأستاذية في الدراسات الأفريقية في العام 2000م.. دائماً ما يقدم رؤيته حيال التطورات المتلاحقة التي تشهدها القارة الأفريقة لما يتمتع به من قدرة فائقة في تحليل قضايا القرن الأفريقي. وللرجل مؤلفات في الشأن من بينها (الأرومو - دراسة تحليلية)، (تطور أوضاع المسلمين الإرتريين)، (السياسات الثقافية للصومال الكبير 1886-1986)، (أوضاع الثقافة الإسلامية في جنوب السودان)، بالإضافة إلى عدد من البحوث العلمية المنشورة في الدوريات داخل وخارج السودان. ويقدم د. "حسن مكي" في هذا الحوار رؤيته لتداعيات بناء (سد الألفية) الأثيوبي الذي أثار لغطاً كبيراً في مصر والسودان، وأدى إلى تجاذبات في المواقف وردود أفعال واسعة، كما قدم رؤية يعدّها مخرجاً للأزمة السودانية المستفحلة، وتصوره لسبل المعالجة والحلول، فإلى مضابط الحوار:

} يقول بعض المراقبين إن الراهن السوداني بات شديد التعقيد.. كما أن عسكرة المشهد برمته ربما تفضي إلى نهايات أقرب إلى الصوملة أو دخوله إلى وضع يصعب الرجوع عنه.. كيف تقرأ أنت الواقع الحالي؟
- أرجو أن لا يحدث ذلك، لأن حتى الفرقاء المتصارعين فيهم من العقلاء من لا يرجون أن يصل الوضع إلى ذلك، ولكن المشكلة في السودان أن القادة سواء أكانوا في المعارضة أو الحكومة، ونتيجة لظروف السودان الثقافية وضعف الطبقة الوسطى وترامي أطراف البلاد، بالإضافة إلى استشراء العصبية والجهوية وغيرهما من الإشكالات، يصبح القائد أهم من مؤسسته، ويصبح رئيس الحزب أهم من الحزب، كما يصبح رئيس الدولة أهم من الدولة، وبالأخير يصبحون كلهم أهم من الشعب.
} أين الشعب من كل ذلك؟
- للأسف الشديد الشعب أضحى مغيباً، والنخبة السياسية التي لديها القدرة على تعريف جملة مفيدة مغيبة كذلك، وباتت البلاد كأنها (عزبة) أو مملكة خاصة، وحدث هذا في الأمور الدبلوماسية في (سد النهضة) على سبيل المثال، من قام بـ(تسميم) علاقات البلاد مع إثيوبيا بغير سبب، ودون حتى أن يفهم معطيات ومطلوبات العلاقات السودانية الإثيوبية، ما يدل على أن الأمور باتت خارج دائرة السيطرة، ولكن السودان يعصم حيث تعصمه طبقاته الوسطى والمستنيرة، ففي أكتوبر جلست هذه المجموعة وعصمت البلاد من الانفلات، فكان قرار تكوين الحكومة الإكتوبرية الأولى التي تراضت عليها كل القوى السياسية، وفي (أبريل) كذلك حينما فعلها العقلاء في الجيش مع العقلاء في الوسط السياسي عندما انحازوا لمطالب الشعب السوداني، وسيحدث ذلك للمرة الثالثة.
} تتحدث عن التغيير وأنه سيحدث لا محالة..ما هي المعطيات التي تستند إليها؟
- التغيير السياسي في السودان يأتي بشروطه، ولن يأتي تقليداً لما حدث في (مصر) أو (تونس) أو غيرهما، أعتقد أن المؤسسات سواء في المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية، أو المؤسسات المدنية ستتراضى، وأعتقد أن الرئيس "البشير" نفسه يعلم بأن الأزمة مستحكمة، وأنه آن الأوان لأن يضع البلاد في اتجاه جديد، اتجاه مصالحة وتغيير، واتجاه قبلة سياسية جديدة.
} فرض العمل العسكري نفسه في خاتمة المطاف.. ونرى اليوم اشتداد المواجهة العسكرية ما بين الحكومة و(الجبهة الثورية)؟
- أولاً (الجبهة الثورية) لم تدخل قلوب الناس وفقدتها عوضاً عن أن تكسبها، لأنها حينما دخلت إلى (أبي كرشولا) لو أنها أحسنت التعامل مع الناس، وقالت من دخل دار (المؤتمر الوطني) فهو آمن، ومن دخل دار (حزب الأمة) فهو آمن، لكسبت القلوب، ولأكسبها مثل هذا الخطاب حب الشعب السوداني، لكنها دخلت إلى هناك على (المساكين) والمستضعفين، فأذلتهم وذبحتهم وشردتهم، فحكمت (أبو كرشولا) بدون سكان، وذلك لا يمكن أن يكون (فتح)، و(الجبهة الثورية) حتى إذا جاءت إلى الخرطوم وجعلت كل أهل المدينة لاجئين، بحسب ما كان يرد في الخطابات الأولى لحركة (تحرير السودان) وغيرها، وحديثها عن تحرير السودان من الثقافة العربية الإسلامية، وكذا، واستبيحت الخرطوم، في النهاية ستقهر، لأنها ترتكب ذات الخطأ الذي وقعت فيه الحركات في دارفور حينما أساءت إلى المجتمع، فتحرك المجتمع وصفى حسابات تاريخية.
مقاطعة..
ولكن (الجبهة الثورية) بحسب ما تقول هي طورت من خطابها السياسي.. وضمت قيادات من الوسط من أمثال "التوم هجو" و"نصر الدين الهادي المهدي" وتقول إن قيادات من الشرق ستنضم إليها من أجل إقامة سودان جديد؟
- أرجو أن يكون ذلك صحيحاً، ولو أنها فعلت ذلك لكسبت قلوب الناس، ولكن ما فعلته في (أبو كرشولا) حيث فر منها (34) ألف مواطن، صوت إدانة كبيرة، وأرجو أن لا تكون مثلها ومثل الأحزاب السودانية الأخرى أن تستنصر وتستعين بـ(المغفلين النافعين)، وهذا ليس وقفاً على (الجبهة الثورية)، فـ(المؤتمر الوطني) أيضاً به جبهة كبيرة من (المغفلين النافعين) و(حزب الأمة) كذلك، وفي النهاية يكون رئيس الحزب أهم من حزبه ومن النخبة ومن المكتب القيادي، وعلى أي حال ما فعلته (الجبهة الثورية) في (أبو كرشولا) أنها دخلت إلى هناك وكانت تحمل قوائم بأسماء مكتوبة، وذهبوا إلى رئيس (المؤتمر الوطني) وكأنه هو رئيس الحزب في السودان، وهو نفسه شخص مغلوب على أمره، وليس له من السلطة سوي توزيع (شوية شوالات سكر وجركانات زيت)، ذبحوه ذبح الشاة وذبحوا أحد الجزارين ذبح الشاة وكوموا لحمه، وهذا يعتبر (جنون).
} البعض يلوم (المؤتمر الوطني) بأنه سد الأفق أمام ايجاد أية حلول سياسية سلمية وجعل العسكرة هي السبيل الوحيد وبالتالي من أراد التغيير أمامه فقط خيار الالتحاق بـ(الجبهة الثورية) التي يقوى عودها يوماً بعد الآخر؟
- قد يكون ذلك صحيحاً ولا أنكره، ولكن البديل لابد أن يكون أفضل، على الأقل لم يقم (المؤتمر الوطني) بذبح الناس ذبح الشاة. لكن الإساءة حتى للمقتول، وتصفية الحسابات، وتهجير المساكين بعدد (34) ألفاً، وهم لا يعرفون لا (مؤتمر وطني) ولا (جبهة ثورية) ولا غيرها، وهم أصلاً كانوا في معاناة ومهمشين، ومعدمين ومعذبين في الأرض، يتم تعذيبهم مرة أخرى فيكون العذاب مزدوجاً، فمن يقبل بذلك سوى الإنسان و(السادي) المأساوي.
} قلت إن السلطة الحاكمة (حررت شهادة وفاتها).. ما هي الحيثيات التي استندت عليها؟
- مايحدث الآن، إذا لم تغير السلطة مناهجها ومسالكها، وما لم تنظر إلى الوضع القائم نظرة فاحصة، فليس معنى ذلك أنها إذا استمرت لـ(23) عاماً فإنها ستستمر لذات المدة مرة أخرى، الإخفاقات التي تحدث الآن سواء أكانت عسكرية أو سياسية أو اجتماعية كافية لوأد النظام، ولكن قل اللهم مالك الملك، وأعتقد أن النظام الآن ينتقل، ولا أحد يعلم الغيب سوى الله، ينتقل من مرحلة (تؤتي الملك من تشاء) إلى مرحلة (تنزع الملك ممن تشاء)، ولكن إذا لم يصلح النظام ما فيه، فإنه سيتم تحرير شهادة الوفاة له من الداخل أو من الخارج.
} بمناسبة (الداخل) لوحظ أن كل مبادرات (الإصلاح) لم يترك لها أن ترى النور.. ما هي الأسباب؟
- هي رأت النور بالفعل، والدليل وجود محاولة انقلاب عسكري كاملة، كل دارس للعلوم السياسية، يعلم بأن الأرض تنقص من أطرافها، والله سبحانه وتعالى قال إن الملك ينقص من أطرافه، انفصال الجنوب وتداعي دارفور، واليوم (كردفان) وغداً (الشرق) إذا هنالك (اختلال) في المركز، أعتقد أن الكلمة بلغت رئيس الجمهورية بدليل أنه عفا عن الذين كانوا ينوون الإطاحة بالنظام، وهؤلاء كانت لديهم المقدرة، وحتى لو لم تنجح الإطاحة فكان سيحدث تخريب كبير.
} ماذا يعني عفو الرئيس عن هؤلاء؟
- يعني أن الرئيس يشعر بأن الأوضاع السياسية تدفع الناس دفعاً إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات، وتجعلهم يخرجون من طورهم، وأن هنالك مفارقات كبيرة، وبلا شك فإن إلمام الرئيس ومعرفته بأوضاع السودان أفضل مني ومنك، فالتقارير بين يديه، وهنالك رجال مخلصون في الأمن والاستخبارات يبصرونه ويضعونه على الخارطة.
} إلى ماذا يمكن أن يفضي رفض محاولات الإصلاح المتكررة؟
- الإصلاح في ظل الأوضاع الراهنة ليس بالأمر السهل، وذلك لأن رئيس الجمهورية نفسه أحياناً يجد نفسه مكبلاً، وأن أي إصلاح ربما يأتي بانشقاق جديد ويضعف مركزه وجيشه وأمنه وهيبته، لذلك لابد أن يكون حذراً، ولكن هذا الحذر إذا لم تكن معه حكمة سياسية، ويعلم أن الأمور بلغت وضعاً لا يمكن السكوت عليه، فستكون الفاتورة مكلفة، لذلك فإن الرئيس "حسني مبارك" في آخر أيامه لو أنه استطاع فهم الرسالة وقاد التغيير، لكان وضع مصر الآن مختلفاً، لكنه تأخر جداً إلى أن انفلتت الأمور، وجاءت بعدها سلطة جديدة لم يكن أحد يعرف قادتها، ولم يكون في الحسبان، وحتى (الأخوان المسلمون) في مصر قالوا ليس لديهم مرشح لرئاسة الجمهورية، وحينما رشحوا رشحوا "خيرت الشاطر" ثم رشحوا "مرسي"، وحتى في الانتخابات كانت هناك محاولة للدعوة للانتخابات للمجيء بـ"أحمد شفيق"، إذاً كلما تأخرت كلما تعقدت الأمور.
} (الإنقاذ) هذا الشهر في طريقها لاكمال قرابة ربع قرن في الحكم.. فكيف تقيِّم تجربتها
- هنالك إخفاقات، كما أن هنالك نجاحات، ومن نجاحات الإنقاذ هو تحالف الحكومة السودانية مع الصين، والذي لولاه لما كان النفط أو سد مروي، ولولا الصين لما كانت الطرق والجسور، ولما كانت تعلية الروصيرص ولا كان الوضع الاقتصادي سيستقيم فهذا انجاز كبير، ولكن أكبر إخفاق كان في المشروع السياسي، وذلك أن العاملين في المشروع السياسي أضحوا موظفين في الحزب، باتوا (بيروقراطيون) وليسوا ساسة، وكل من يشتم فيه رائحة السياسة يتم إبعاده، يتم إبعاد كل من يمتلك الحكمة السياسية أو الاجتهاد السياسي.
} لماذا برأيك؟
- لأنهم يريدون الناس أن يكونوا كطوابع البريد أو كأحذية (باتا) يتشابهون، ويؤدون وظيفتهم ويتم بهم إرسال الخطابات و(المراسيل)، ويريدون الحزب أن يكون مثل المؤسسة العسكرية قائماً على الطاعة والضبط والأمر، وهذا الوضع للأسف الشديد أدى إلى فساد سياسي واقتصادي نسمع عنه، وأدى إلى (تنميط) الأشخاص، وبات الحزب غير قادر على بلورة الرؤى والأفكار والقيادة السياسية، وصار غير قادر على القيادة وإنتاج الحكمة السياسية، أصبح فقط متلقياً للأوامر، الحزب يبدو لي في حالة افلاس سياسي وفي هذه الحالة ترتبك الدولة، وحينما يتعطل العقل السياسي يصبح الوضع كالثعبان الذي قطع رأسه.
} هنالك تقارير تحدثت عن دعم دول أفريقية للحركات المسلحة.. ما مدى صحة مثل هذا الحديث؟
- أنا ليس لدي شك على الإطلاق بأن الحرب التي تدار ضد السودان هي حرب سرية، وهذه الحرب فكراً ومدداً تنطلق من (جنوب السودان) ومن ورائها (إسرائيل) التي هي وراء كل الفوضى الخلاقة الضاربة في المنطقة، كما تقوم بهذه الحرب أجهزة استخبارات مقتدرة، وتستعين بكل وسائل العلم، وهنالك دور مزدوج للاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وأخشى ما أخشاه أن التصريحات المسمومة التي جاءت من بعض المسؤولين حول قيام (سد الألفية) تحدث انقلاباً علينا في (إثيوبيا)، وأي تحول يحدث في هذه الدولة أو في (تشاد)، فإن الموازين العسكرية ستنقلب رأساً على عقب


---------------

Post: #213
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-23-2013, 06:32 AM
Parent: #212

البشير: لن نسمح بمرور بترول الجنوب إلا بفك الارتباط مع المتمردين
الانتباهة
نشر بتاريخ السبت, 22 حزيران/يونيو 2013 09:49


البشير يطالب المعارضة بالاستعداد للانتخابات بدلاً من الحديث عن خطة الـ (100) يوم..ويؤاكد أن سد النهضة لن يوقف المياه عن مصر

الخرطوم: صلاح مختار
أكد الرئيس عمر البشير بعدم السماح لبترول دولة الجنوب بالمرور عبر الأراضي السودانية حال عدم التزام جوبا بعدم دعم وإيواء الحركات المتمردة والالتزام بالاتفاقيات الموقعة، وحذر من القبلية، وطالب بضرورة التصدي لها ووصفها بأحد التحديات التي تواجه البلاد، ودعا المعارضة للعمل والتحضير للانتخابات المقبلة بدلاً من الحديث عن إسقاط النظام في «100» يوم، وحثَّ على ضرورة التشاور فيما يتعلق بسد النهضة، مشيراً إلى أن للسد مصالح وأضراراً.
وطالب البشير دولة الجنوب الالتزام بتنفيذ مصفوفة الاتفاق الموقعة مع السودان، ووقف الدعم للتمرد في السودان، وقال: «إذا حكومة الجنوب أوقفت الدعم للتمرد بنعرفه، وإذا لم توقف الدعم أيضاً بنعرفه»، وأكد قدرة الحكومة على الحصول على المعلومات الخاصة بذلك، ونوه إلى أن دولة الجنوب تريد من تنفيذ المصفوفة البترول فقط، وجدد قرار الحكومة بتنفيذ الاتفاقيات حزمة واحدة، وقال: «لا نقبل التجزئة»، وشدد بالقول: «ما لم تلتزم دولة الجنوب بنسبة «100%» ما في بترول يمشي بورتسودان».
وأكد البشير في فاتحة أعمال اجتماعات شورى المؤتمر الوطني في دورته السابعة بقاعة الشهيد الزبير أمس، أن علاقة السودان الخارجية ممتازة عدا مع دولة الجنوب، وقال: «رغم ما فعلته الحكومة معهم كان ردهم مزيداً من التآمر» ووصف ذلك بــ «الطبع اللئيم»، وأضاف أنهم وجهوا كل دعمهم للحركات، وقال إننا لم ننكر كنا ندعم المليشيات مثلما كانوا يدعمون التمرد لكن بعد توقيع الاتفاقية التزمنا بعدم الدعم ورحلنا المليشيات، وشن هجوماً واسعاً على الجبهة الثورية وحركة العدل والحركة الشعبية، ودعا إلى وصف تلك القوى بـ «الخونة والمرتزقة والعملاء».
وجدد موقف الحكومة الرافض لدخول أية منظمات أجنبية إلى جنوب كردفان.
######ر البشير من حديث المعارضة لتغيير النظام في «100» يوم، داعياً إياها للاستعداد للانتخابات المقبلة، وقال إن فترة العامين ليس وقتاً طويلاً، وأضاف قائلاً: «إذا كانت المعارضة تأمل في أن يخرج المواطنون في مظاهرات، وتنحاز القوات المسلحة إلى المظاهرات لإسقاط المؤتمر الوطني، أقول إن الوطني ليس مثل الاتحاد الاشتراكي وليس هو الاتحاد الاشتراكي وليس بحزب حكومة وإنما حزب حاكم»، وأضاف إن الأيام أثبتت أن القواعد الحية والنشطة في الشعب السوداني هي المنتظمة في صفوف الوطني، وجدد البشير دعوته للقوى السياسية للحوار والتشاور حول الدستور، وقال: «دعونا كل القوى إلا من أبى»، وأضاف قائلاً: «نريد مشاركة واسعة في الدستور حتى يصبح معبراً حقيقياً للشعب».
ووصف الرئيس الصراعات القبلية بالمهدد للدولة، وقال إن الصراعات القبلية تأكل الدولة من الداخل وتعمل على وضع حواجز ضخمة في النسيج الاجتماعي بين القبائل، وحمل عضوية الحزب مسؤولية إنهائها، وطالب أن يكون ذلك تحدياً لعضوية الوطني خلال المرحلة المقبلة. واتهم البشير، صراحة عناصر وأيادٍ داخل القبائل بتأجيج النزاعات لتفتيت الشعب السوداني وتفريقه ليقاتل بعضه.
وحمل البشير عضوية الوطني مسؤولية الإصلاح، ودعا القيادات القبلية إلى الاحتكام إلى الأعراف لحل الخلافات والقضايا دون اللجوء إلى النزاعات، وحذر من أيادٍ قال إنها تعبث بين القبائل للإيقاع بها. وطالب عضوية الحزب برفع التمام خلال الاجتماع المقبل إذا نفذناه ننفذ أهداف أعدائنا.
وكشف البشير عن أسباب تأجيل المؤتمر العام للمؤتمر الوطني المزمع انعقاده نهاية العام الجاري، وقال استحضرنا تجربة المؤتمر العام السابق في 2009 والتي اعقبته مباشرة الانتخابات في 2010 التي دخلها وهو جاهز من القاعدة إلى القمة، وأضاف قائلاً: «عندما جئنا لنحضِّر للمؤتمر هذا العام برزت قضية الانتخابات في 2015 والتي سوف تكون هناك مدة كبيرة، والمطلوب منا عمل دورات استثنائية في 2014 لتحضير الحزب للانتخابات، ولذلك برزت فكرة مطابقة دورات المؤتمر مع دورات الانتخابات وجاء قرار تمديد الدورات من أربع إلى خمس دورات».واعتبر الحديث عن تجديد دورة رئيس الجمهورية اجتهادات إعلامية، وشدد بأن الذي يقدم مرشح المؤتمر الوطني للانتخابات هو المؤتمر العام المقبل، وقال إن مجلس الشورى أو غيره ليس مناطاً به اختيار مرشح الحزب في الانتخابات.
وأشار البشير إلى احتجاجات بعض الأعضاء حول إجازة محضر الاجتماع السابق، وقال إن كل التوصيات تذهب إلى الحزب وإلى الجهات المسؤولة، وقال هناك توصيات لا يمكن أن تنفذ في «6» شهور أو في سنة، إنما سياسات تنفذ على المدى الطويل وليست توصيات تضع على الأضابير.
ونوه البشير إلى أن المؤتمر الوطني ليس حزباً فيدرالياً رغم أنه في نظامه يطبق ذلك، غير أنه قال لكي نحفظ وحدة البلاد لا بد أن نكون حزباً مركزياً سياساته وتوجهاته امتداد لسياسات المركز، وطالب الولايات أن تلتزم بالسياسات التي يرسمها الحزب، وقال: «ما في زول يخرج عن السياسة المقررة من الحزب».
ودعا البشير إلى عدم الانجرار وراء الحديث عن هيكلة الدولة لتقليل الانفاق، وقال إن أكبر إنفاق للدولة هو دعم المحروقات والدقيق والكهرباء والدعم المباشر وغير المباشر للسلع والخدمات الذي يبلغ «14» مليار جنيه أي «14» ترليون جنيه بالعملة القديمة، لافتاً إلى أن ميزانية الدولة تبلغ «25» مليار جنيه، وأكد أن نصف الميزانية تذهب إلى دعم السلع المباشر وغير المباشر، وأضاف أن أكثر المستفيدين من الدعم غير المباشر هم أصحاب القدرات والإمكانيات.
ووجه البشير بإحالة أي متجاوز للمال العام للقانون، وقال لن نتستر على أحد، وأكد عدم الإطلاع على تقرير المراجع العام إلا من وسائل الإعلام، عقب تقريره للبرلمان، وأشار إلى أن أغلبية التجاوزات في اللوائح والنظم المالية، وأرجع ذلك إلى ضعف الجانب الحسابي والمالي الموجود في الدولة بسبب الهجرة الضخمة للكوادر إلى الخارج، وإلى ممارسات بعض المسؤولين الذين يقولون«ما دام القروش ما دخلتها في جيبي ما مشكلة»، داعياً إلى ضرورة التقيد باللوائح والنظم.
وتعرض البشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه السودان، وقال إن التآمر سيظل مع قوى الشر، وأشار إلى أن التحالف الأمريكي الصهيوني لديه قناعة أنه مسيطر على دول العالم، مواردها وسياساتها ولا يقبل خارجين عن النظام. وقال: «نحن خارجين عن النظام وسوف نظل خارجين عنه»، وأضاف قائلاً: «لو كان التغيير بيد أمريكا ما كان حسني مبارك أو شاه إيران أو موبوتو سقطوا، وهم الآن رحلوا ونحن قاعدين رغم أنفهم»، غير أنه لفت إلى أن التآمر يحتاج لمزيد من الترابط والتماسك، وقال: «لا نعتقد أن أمورنا تمضي إلى أحسن ويجب أن تكون هناك امتحانات وابتلاءات»، داعياً إلى استمرار الاستنفار.
ووصف الرئيس موقف الحكومة المصرية من بناء سد الألفية بالحساسية الشديدة للمصريين، وقال إن لهم حساسية من أي مشروع على النيل، واعتبر نصيب السودان المتبقي من مياه النيل الذي يقدر بنحو «6» مليارات متر مكعب سلفية عند المصريين بنص اتفاقية مياه النيل. وقال: «لدينا دين ثقيل عليهم»، وأكد أن سد الألفية له سلبيات وإيجابيات على السودان ومصر، غير أنه أكد أن إثيوبيا على استعداد للتشاور حول بناء السد. وقال إنهم منفتحون معنا ومع المصريين لتعظيم الإيجابيات وتلافي السلبيات، مشدداً على أهمية التشاور. وأكد البشير تجاوب الحكومة الإثيوبية خلال مراحل التصميم، وقلل من مخاوف انهيار السد، وقال: «ما أظن أن الإثيوبيين أقل حرصاً على سلامة السد». وقال إن السد لن يوقف المياه عن مصر.
وفي السياق أجاز مجلس شورى الوطني في ختام أعماله أمس تعديلات النظام الأساسي قضى بموجبه تمديد الدورة التنظيمية إلى خمس سنوات بدلاً من أربع كما أجاز لائحة التكوين لاختيار الأجهزة من الأساس إلى المؤتمر العام إضافة إلى إجازة مقترح الكلية القومية على أساس المؤتمر القومي. وأكد نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب نافع علي نافع في مؤتمر صحفي أمس أن «الشورى» ركز خلال مداولاته على قضية الصراعات القبلية، وأكد أن الحزب قريبًا سيولي القضية اهتمامًا مشيرًا إلى أنها اصبحت من أكبر التحديات، وكشف عن عزم المكتب القيادي تشكيل لجنة خاصة لحشد الخبرات وتقديم المقترحات لحل المشكلة، وأكد أن الشورى دعا إلى ضرورة جذب الاستثمار والاهتمام بذوي الدخل المحدود.



-------------


مصدر عسكري يكشف أسرار الاطاحة بهيئة الاركان
June 21, 2013
(مصطفى سري – الشرق الأوسط)


كشف مصدر عسكري من الضباط الذين يطلق عليهم الإصلاحيون فضل حجب هويته لـصحيفة (الشرق الأوسط) عن أن الأسبوع الماضي شهد مواجهة بين طاقم من ضباط القوات المسلحة مع وزير الدفاع، وقال : إن الاجتماع الذي تم عقده يوم الجمعة الماضي كان في إطار تنوير داخلي، مشيرا إلى أن عدد الضباط الذي كان يفترض أن يحضر الاجتماع (50) ضابطا لكن
الحضور وصل (250)،

وأضاف (أحد الضباط وبرتبة عميد جاء من مناطق العمليات في جنوب كردفان تحدث بعنف وقال: إن الجيش فقد هيبته وتتم إهانته من قيادات سياسية ومن صحافيين محسوبين في حزب المؤتمر الوطني)، في إشارة إلى الحديث الذي أدلى به نافع علي نافع أمام التشريعي لولاية الخرطوم الأسبوع الماضي والذي ذكر فيه أن القوات المسلحة فقدت القدرة القتالية والقوات ليست كافية لمواجهة الجبهة الثورية، مما أثار سخط القوات المسلحة التي ردت على لسان المتحدث باسمها الصوارمي خالد سعد وقال: إن الجيش الوطني إذا كان غير قادر لكانت الجبهة الثورية داخل الخرطوم.


وقال المصدر إن قيادات سياسية في الحزب الحاكم ظلت تسخر من القوات المسلحة في مجالسها الخاصة، وأضاف (هذا يوضح أن قيادة الجيش وقفت صامتة ولم ترد على تلك الإهانات لرد كرامة الجيش وظلت عاجزة حتى في الرد على أحد الصحافيين الذي كتب مقالا مسيئا عن القوات المسلحة)، مشيرا إلى أن أحد الضباط الذين حضروا الاجتماع وجه حديثا مباشرا إلى وزير الدفاع انتقد فيه أداءه، وأضاف (لقد قال للوزير أنت فني طيران ولست عسكريا)، وقال: إن الضباط تطرقوا في اجتماعهم مع وزير الدفاع وآخرين إلى الوضع السياسي الراهن في البلاد، وأشاروا إلى اجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني الذي سيبدأ اليوم في الخرطوم، وقال: إن الضباط أشادوا بقرار البشير في عدم ترشحه إلى ولاية جديدة في رئاسة البلاد، وأضاف (لكنهم رفضوا أن يكون البديل من المدنيين)، في إشارة إلى أن هناك ترشيحات بأن يتقدم النائب الأول علي عثمان محمد طه أو مساعد البشير الدكتور نافع علي نافع،


وقال: إن وزير الدفاع وعد بالرد خلال (3) أيام لكنه بدلا من ذلك أحال (15) من الضباط الإصلاحيين إلى التقاعد، وأضاف (هذا توقيت غير معهود في أعراف القوات المسلحة وقد قام البشير بإصدار قراره يوم الخميس ليسبق اجتماع مجلس الشورى القومي للمؤتمر الوطني)، وتابع (مثل هذه القرارات في الإحالة وتغيير هيئة الأركان تتم في شهر يناير/ كانون الثاني).



وقال المصدر العسكري إن تعيين هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الجديدة تعتبر من الموالين إلى مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، وأضاف (يطلق عليهم داخل القوات المسلحة بمجموعة نافع)، معتبرا أن نافع يريد أن يطمئن بمساندة الجيش له إذا تقدم إلى ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة في حال كان هناك إصرار من البشير بعدم الترشح مرة أخرى، وقال (نافع يتخوف من تكرار سيناريو مؤتمر الحركة الإسلامية الذي انعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حيث حدثت بعده مباشرة محاولة انقلاب بقيادة ود إبراهيم وتمت محاكمتهم ومن ثم إعفاؤهم من البشير).


--------------

كمال عمر : المؤتمر الوطنى أسوأ من الاتحاد الاشتراكى فساداً وفشلاً
June 22, 2013
(حسين سعد – حريات)

طالبت قوي الاجماع المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لاغاثة النازحين في المنطقتيين وتحدت المؤتمر الوطني بمنازلتها في الشارع وإتهمته بإشعال الصراعات القبلية الدامية وجددت موقفها القاطع بعدم مشاركتها في وضع دستور جديد بالبلاد فى ظل غياب الحريات ووصفت النظام بإنه يحتضر ويعاني من سكرات الموت وأكدت بان خطته الرامية لاسقاط النظام المعروفة بالمائة يوم بإنها جايه جايه.
وقال رئيس لجنة الاعلام بقوي الاجماع الاستاذ كمال عمر ان مجلس شوري المؤتمر الوطني هيئة هلامية لا مكان لها ووصف خطاب البشيرامام المجلس بإنه يعبرعن حالة الانهيار التي يعيشها النظام.
واضاف كمال عمر ان النظام تسبب في الاوضاع المتدهورة بشكل يومي كعادة الطغيان واعتبر الانتخابات بإنها ليست وسيلة للتحول الديمقراطي بالبلاد في ظل غياب الحريات. واكد (المؤتمر الوطني تفنن في تزوير الانتخابات وتبديل صناديق الانتخابات حتي في انتخابات الحركة الاسلامية)مشيرا الي ان كافة مؤسسات الدولة حزبية وغير مؤهلة لاجراء هذه العملية الديمقراطية .وقال انهم في القوي السياسية وفي المعارضة اذا كانوا ينتظرون الانتخابات لما طرحوا اسقاط النظام ولما ظلوا يعارضون سياسات النظام ويدفعون فاتورة ذلك (تشريداً وإعتقالاً).
وردًا علي حديث البشير بشان الصراعات القبلية واتهامه لدوائر تقف خلف ذلك قال كمال عمر ان المواجهات القبلية الدامية التي تمددت في السودان وانتشرت انتشار النار في الهشيم يقف خلفها المؤتمر الوطني بتسليحه ودعمه لبعض القبائل واشعال نار الفتنة القبلية واوضح ان عنصرية النظام نموذجها الفاضح حديث بعض قياداته عن الاصلاء في البلاد واشعال الحرب العنصرية في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور وملاحقة النوبة (جبل جبل وكركور كركور ) وحرمان نحو مليوني نازح من الغذاء والدواء واستهداف طلاب دارفور بالجامعات ومنع طلاب الجبهة الثورية من حقهم في حرية التعبير بالجامعات وردد(عنصرية وجهوية النظام فصلت الجنوب من قبل)وتابع متسائلاً (هل هناك عنصرية وفتنة اكبر من ذلك ). وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لاغاثة النازحين في المنطقتيين الذين يعيشون اوضاعاً انسانية قاهرة.
وقال رئيس لجنة الاعلام ان المؤتمر الوطني هو المسؤول عن الجهوية بالسودان وتمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم المجتمع ووصف حديث قيادات المؤتمر الوطني عن خطة المائة يوم لاسقاط النظام والتقليل والسخرية منها بانها (لغة المستبد والطغاة) وقال ان النظام لم يري تجربة الربيع العربي وانتفاضة تلك الشعوب في مواجهة انظمة اقوي منه لكنها لم تصمد امام جحافل شعوبها ######ر كمال بقوله (هذه اللغة كان يرددها القذافي وبن علي)وتابع(هذه لغة الاحتضار وسكرات الموت) واردف بشكل قاطع(المائة يوم جايه جايه) .
ورداً علي حديث البشير بان المؤتمر الوطني ليس الاتحاد الاشتراكي قال القيادي بقوى الاجماع ان المؤتمر الوطني اسوأ من الاتحاد الاشتراكي فسادا وفشلا .
وتحدي رئيس لجنة الاعلام النظام بازالة كافة القيود ومنازلة المعارضة وجماهير الشعب السوداني الراغبة في التغيير واضاف النظام لن يصمد امام جحافل التغيير وقال انه لا سند له وسط الشعب سوي بعض المنتفعين والانتهازيين وتابع(اذا كان النظام يعتمد علي ناس التركي والمتورك سوف يتركونه حال فقدانه للسلطة)وقطع بعدم مشاركة المعارضة في اعداد (دستور الطغاة) وقال لن نشارك في وضع دستور في ظل الاوضاع الحالية بالبلاد التي تعاني من غياب الحريات والحروبات وزاد (لن نشارك لكي نمنح البشير شرعية جديدة لا يستحقها) واكد (المطلوب وضع انتقالي كامل).




----------------


صور من الفساد المحمي بالقانون

نشر بتاريخ الخميس, 20 حزيران/يونيو 2013 09:25
مؤسسات حكومية...قلعة تحرسها القوانين الخاصة..الذراع القوية لوزير المالية... أخيراً وجدت من «يلويها»

عرض وتحليل:أحمد يوسف التاي

اعترف وزير المالية علي محمود بضعف ولاية وزارة المالية على المال العام، وأرجع الضعف إلى وجود قوانين خاصة تُكبِّل عمل وزارته، وأن هذه القوانين تعلو على القوانين العامة، وقال في اعترافات جريئة في حديث له أمام البرلمان: «ضراعنا قوية جداً، لكن القانون الخاص أقوى مننا»، وطالب البرلمان بالتقصي عن التجاوزات التي تتم بالتعاقدات الخاصة التي كشف عنها المراجع العام في تقريره، وقال إن هذه التعاقدات تجاوزت ترليون جنيه.
إذن، وتأسيساً على الحديث أعلاه هناك إقرار رسمي من وزير المالية بأن وزارته عاجزة عن ضبط المال العام وحمايته من النهب والضياع والاعتداء عليه، ولا تستطيع حمايته من المعتدين على النحو المطلوب، لكن السؤال المهم: هل كان اعتراف وزير المالية علي محمود هو أول اعتراف رسمي من جانب مسؤول كبير ممسك بقلادة المال العام؟! وما هي الإجراءات العملية التي اتخذتها الدولة لتجاوز حالة الفوضى وضياع المال العام على هذا النحو المزري؟ الإجابة عن هذا السؤال تقول: كلا إنها ليست المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول كبير بضعف ولاية وزارة المالية على المال العام، ولم يكن ذلك هو الإقرار الرسمي لأول مرة بالفشل، فقد سبق أن كشف محافظ بنك السودان المركزي د. محمد خير الزبير في منتدى قضايا التنمية الذي نظمه مركز البحوث الانمائية بجامعة الخرطوم وصندوق دعم المانحين بالبنك الدولي بقاعة الشارقة في فبراير الماضي، كشف عن إهدار الكثير من الموارد ــ يقصد الموارد المالية ــ نتيجة لضعف ولاية وزارة المالية على المال العام، مما يتطلب بذل جهد كبير في مجال إعادة هيكلة المؤسسات والهيئات الحكومية على نحو يساعد على تعزيز سيطرة وزارة المالية على المال العام، منوهاً لسعي البرنامج الإسعافي لتقوية هذه الولاية على المال العام من خلال القرارات التي أصدرها الرئيس السوداني البشير بتصفية «27» شركة حكومية، وقراراً آخر بدمج بعض الهيئات العامة لزيادة الإيرادات للخزينة العامة، لمزيد من ضبط المال العام.

الذراع القوية باتت «ملوية»:
سؤال آخر يفرض نفسه بإلحاح، إذن ما هي الأسباب الحقيقية التي تجعل ولاية وزارة المالية على المال العام ضعيفة إلى الدرجة التي أهدرت المال العام وجعلته نهباً بين يدي لصوص المال العام، وإمبراطوريات الفساد؟! وزير المالية علي محمود نفسه يدفع بإجابة واضحة لا لبس فيها، حيث أكد الوزير أن سبب ضعف ولاية وزارته على المال العام ناتج عن أسباب أجملها محمود في: وجود قوانين خاصة تُكبِّل عمل وزارة المالية والاقتصاد الوطني، هذه القوانين الخاصة تعلو على القوانين العامة، وقال الوزير في إشارة إلى قوة وفاعلية القوانين العامة الموجودة، لو طبقت دون تدخلات سياسية تدخل من باب القوانين الخاصة، قال «ضراعنا قوية جداً، لكن القانون الخاص أقوى مننا»... وبدا واضحاً أن الوزير علي محمود أراد أن يبعث برسالة لنواب الشعب وهي أن هذه الذراع القوية جداً وجدت من «يلويها» بقوة القوانين الخاصة التي بدت فوق كل القوانين، وإمبراطورية تحصن بداخلها كل التجاوزات التي أزعجت وزير المالية.
قوانين تحمي الفساد:
وزير المالية الذي جأر بالصوت العالي من وجود هذه القوانين الخاصة التي تحمي الفساد وتحصن أوكاره وتهيء الأجواء والمناخ الخصب لتفريخ الفساد والاعتداء على المال العام وإضعاف ولاية وزارة المالية عليه وضياع هيبة الدولة وانتهاك قدسية قوانينها العامة، بدا من خلال حديثه مستنجداً بالبرلمان، ومطالباً إياه بضرورة العمل على إلغاء هذه القوانين الخاصة التي خلقت إمبراطوريات وقلاعاً محصنة داخل كثير من الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية التي أدمنت تجنيب المال العام وتجاوز القوانين العامة ومجابهتها بقوانين خاصة أقوى تستطيع لي ذراع وزير المالية وتعويق المهمة الأولى لوزارته، وهي حماية المال العام والولاية عليه وضبط الصرف والإنفاق... ولعل من أقبح أوجه الفساد التي تساعد القوانين الخاصة على حمايتها وتحصينها هي تلك التجاوزات التي تحدث بالتعاقدات «الخاصة» التي كشف عنها المراجع العام، وقال إنها تجاوزت المليار جنيه، وقطع المراجع العام بأن كل التعاقدات الخاصة التي تمت بالدولة، ومن بينها تعاقد مع خبيرين بهيئة الطيران المدني بمبلغ «607» آلاف دولار في السنة، كلها تعاقدات تمت دون علم مجلس الوزراء حسب القانون.
ماذا سيفعل البرلمان؟
ولخطورة هذه الظاهرة دعا وزير المالية النواب إلى مراجعة القوانين الخاصة، وأضاف في معرض استنجاده بالنواب: «خارجونا منها»... لكن السؤال الأهم: هل يستطيع البرلمان نجدة وزير المالية، ويعمل على إلغاء القوانين الخاصة؟! الإجابة الراجحة وفقاً لكثير من المعطيات والمؤشرات: لا.
مدخل لصوص المال العام:
الإجابة عن السؤال المطروح حول الأسباب الحقيقية التي تجعل ولاية وزارة المالية على المال العام ضعيفة!! جاءت أيضاً بشكل أكثر جلاءً من وزير العدل محمد بشارة دوسة الذي قال: «إن أهم أسباب إهدار المال العام، تكمن في: «تساهلنا في تنفيذ القوانين التي تحمي المال العام»، ووصف هذا التساهل بالمنفذ للاعتداء على المال العام، وحمَّل دوسة المسؤولية كاملة للجهاز التنفيذي، متهماً إياه بالضعف في تطبيق القوانين والنظم التي تحمي المال العام، من الاعتداء.
حكاية «فاكة»:
إجابة أخرى عن السؤال أتت من مدير عام إدارة الولايات بديوان المراجع العام السابق سر الختم عبد الله إدريس الذي أقر هو الآخر في تصريحات صحفية سابقة بعدم وجود انضباط في العمليات المحاسبية في إدارة الوحدات التي تعمل في أغلب الأحيان دون تنسيق كامل مع الإدارات المالية، وأحياناً لا تعرف ما يدور بها فضلاً عن غياب مراقبة الأداء لهذه الوحدات. وأضاف قائلاً: «لاحظت خلال فترة عملي بالديوان أن المنشورات والقوانين واللوائح لا تطبق بالصورة المرجوة، وكثيراً ما نجد الصرف خارج الميزانية، وهناك أرانيك مالية صادرة من جهات أخرى غير المالية وهي أرانيك غير قانونية محاسبياً، ولا علاقة لها بأورنيك «15» المعروف للجميع وهذا يقود إلى عدم التعامل بالإجراءات المحاسبية المعروفة داخل هذه المؤسسات لأنها تقوم بجمع الأموال وصرفها دون وجود مراجعة حقيقية من الديوان ودون رقابة من وزارة المالية.
الخصم والحكم:
ثمة إجابة ثالثة عن السؤال نفسه دفع بها الخبير الاقتصادي الدكتور الحاج حمد، الذي يشير إلى أن النظام القانوني الحالي والخاص بالإجراءات المالية والمحاسبية المتبع في الدولة ضعيف ويحتاج إلى تعديلات كثيرة، ويرى أن من بين أسباب ضعف ولاية وزارة المالية على المال العام وتفشي ظاهرة الاعتداء، أن المراجع العام لا يملك أية صلاحيات كافية، فهو يقوم بمراجعة حسابات المؤسسة ويحدد فيها الخلل والاختلاسات وجوانب الإخفاق ويسلم التقرير لذات المؤسسة أو الوزارة التي قام بمراجعة حساباتها، وحينها يبقى الأمر في يد الجهة المعنية، إما أن تقدم تلك الاعتداءات للنيابة أو أن تتجه إلى لملمة الأمر بمعالجته داخليا.ً وقال حمد يجب أن يملك المراجع العام سلطات حمل تلك الملفات للنيابة. وربط المراجع مع نيابة الثراء الحرام بدلاً عن تسليمه التقرير للجهة الحكومية التي قام بمراجعة حساباتها.. غير أن نواباً بالبرلمان رأوا ضرورة أن يمنح المراجع العام سلطة الاعتقال لأي مسؤول أو أية جهة تحوم حولها شبهة الفساد والتحري معها.
الجديد في عالم الفساد:
أما آخر المستجدات في عالم الفساد وإضعاف رقابة وزارة المالية على المال العام، فقد جاءت من المراجع العام الذي أعلن عن تحويله قضية جديدة للاعتداء على المال العام بإحدى المؤسسات الحكومية، لنيابة المال العام بسبب تجاوزات في صرف حافز فاق الـ «100%»، هذه القضية تزامنت مع مطالبات برلمانيين بفضح أسماء المعتدين على المال العام ومحاسبتهم، متهمين جهات ووزارات حكومية بتزوير أرانيك مالية تخص المالية لتحصيل أموال من المواطنين دون رقيب.
الأمر الذي دفع عضو البرلمان بروفيسور الحبر يوسف نور الدائم، إلى القول إن بعض المسؤولين على علاقة بالمخالفات، وقال: «التقول عليه موسى تلقاه فرعون


---------------

فـضــائـــح!!
الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الخميس, 20 حزيران/يونيو 2013 09:19


أشكُّ والله أن توجد في كل الدينا حكومة يشكوها أحد أهم وزرائها للبرلمان ويفضحها ويشتمها ويقول فيها أكثر بكثير مما قال مالك في الخمر.
وزير الماليَّة علي محمود كان شجاعاً للغاية وهو يطرح مشكلاته أمام البرلمان بالرغم من علمه أنَّه أعجز منه فهو برلمان لا يهش ولا ينش ولا يملك إلا أن يستقبل من الوزراء من يرضى أن يعرض بضاعته أمامه أما الوزراء الأقوياء فهم أكبر من أن يخضعوا لمساءلته بالرغم من أن تلك المساءلة لا تتجاوز التنوير الذي يعقبه في الغالب الإشادة والمباركة!!
علي محمود قال «ضراعنا قوية جداً لكن القانون الخاص أقوى منا»!!


يا سبحان الله!! هل قلتَ أيها الوزير كلامَك هذا في مجلس الوزراء الذي أنت جزءُ منه قبل أن تُثيره أمام البرلمان الذي لا تُخاطبه إلا لماماً وماذا قال لك مجلس الوزراء رداً على تساؤلاتك المشروعة؟! أطرح سؤالي هذا بالرغم من علمي أن الإجابة ستكون بالإيجاب.
أعلم يقيناً أنَّ الوزير لم يطرح كلامَه هذا إلا بعد أن جفَّ حلقُه من الشكوى أمام القطاع الاقتصادي الوزاري وأمام مجلس الوزراء ولم يورد تصريحاته هذه إلا لكي يبرئ نفسه من المسؤوليَّة وأخشى ألا يكون حديثه هذا حديث مودِّع.
ثم طلب الوزير من البرلمان التقصِّي عن التجاوزات التي تتم بالتعاقدات الخاصَّة التي كشف عنها المراجع العام والتي قال إنها تجاوزت المليار جنيه أو الترليون بالقديم ووصف الوزير الأمر بالخطير!!
إذن فإن الوزير في جلسة البرلمان لم يكن يمثل الحكومة ولم يكن يدافع عن سياساتها إنما كان يقوم بما ينبغي أن يقوم به البرلمان فضحاً لفسادها وتعرية لعجزها عن مواجهة الممارسات الخاطئة والفاسدة.


لقد كان اعتراف الوزير علي محمود بضعف ولاية وزارة المالية على المال العام تكراراً لاعترافات سابقيه منذ بداية الإنقاذ ولا أزال أذكر تلك المعركة التي خاضها الوزير السابق الزبير أحمد الحسن الذي يتقلَّد اليوم منصب الأمين العام للحركة الإسلاميَّة حين ألغى جميع قوانين الهيئات والمؤسَّسات من أجل الإبقاء على قانون واحد للهيئات حتى يحقِّق تلك الغاية وكنتُ أقول إنَّها معركة في غير معترك ولن تحقِّق المطلوب لأن المشكلة لم تكن في القانون إنما في الإرادة السياسيَّة التي تُعتبر أساس الحكم فما من مشكلة سياسيَّة أو اقتصاديَّة بما في ذلك ما يشكو منه علي محمود إلا وهي من إفرازات تلك القضيَّة التي تسبَّبت في كل أو جل مشكلات السودان.
في نفس الخبر الرئيس الذي ورد في «انتباهة» الأمس ألقى وزير العدل محمد بشارة دوسة حجراً كبيراً في بركة الصمت التي حركها علي محمود بحديثه الجريء فقد حمّل دوسة الجهاز التنفيذي المسؤولية عن إهدار المال العام.
حديث دوسة تحصيل حاصل وتنبع قيمتُه من كونه صادرًا عن وزير العدل الذي يُعتبر المفتي القانوني للدولة ولكنه يُشير كذلك أو يؤكِّد على مشكلة الإرادة السياسية التي جعلت وزير المالية يشكو جهازَه التنفيذي للبرلمان بدلاً من أن يُدافع عنه ويتصدَّى لمن ينتقدون الحكومة من أعضاء البرلمان.
اتهام البرلمان للحكومة بخرق قرار مجلس الوزراء القاضي بتصفية الشركات الحكوميَّة من خلال مساهمتها في إنشاء خمس شركات في المركز والولايات خلال شهر مارس الماضي يكشف جانباً من مشكلة القرار السياسي المرتبط بالإرادة السياسيَّة فإذا كانت هناك لجنة مكوَّنة منذ نحو عشرين عاماً لتصفية شركات القطاع العام لكن تلك الشركات لا تزال تتزايد كالفطر بالرغم من أنَّ هناك قرارات صادرة بإلغائها من مجلس الوزراء وبالرغم من أن المهمة الثانية حسب علمي لوزير الماليَّة تتمثل في تحرير الاقتصاد وتصفية شركات القطاع العام التي سبق لرئيس الجمهوريَّة أن سمَّاها بشركات النهب المصلح!!
أيها الناس هل بعد كل هذا يجوز لنا أن نتحدَّث عن مكافحة الفساد بينما وزارة الماليَّة تقذف الحكومة بالطوب من خارج أسوار مجلس الوزراء شاكية باكية من قلة حيلتها وهوانها على أمها وأبيها؟!



----------------

Post: #214
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-23-2013, 11:19 AM
Parent: #213

ماذا بين نافع والجيش؟!!..

نشرت يوم 22 يونيه 2013

أبوذر علي الأمين ياسين

هل استغنى نافع علي نافع عن الجيش؟، وما دافعه لذلك؟، وبما أنه ليس هناك معيار واضح بحسب نافع نفسه يحدد أهل السودان الأُصلاء هل بعد ان تنتهي معركة نافع مع الجبهة الثورية سيحارب نافع الجيش أم سيحارب كل السودان؟، وكيف يريد نافع أن يستنفر الناس للقتال ووفقاً لأي معايير؟، أم أن الأصلاء هم فقط من ينخرطون في حرب نافع؟!.

معروفة للكل عقدة نافع (اسقاط النظام) أو (مشاركته بغير شروطه)، لكنا نلمس هذه المرة تهديداً مباشراً تعرض له نافع كان خلف كلمته (المتلفزة) أمام مجلس تشريعي ولاية الخرطوم، والتي قوبلت برد (مذاع) عبر راديو السودان من الناطق باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد، وكلنا يتذكر التهديد المباشر الذي استهدف حزب المؤتمر الوطني وجاء عبر كلمة صحيفة القوات المسلحة، وكان المستهدف غير المباشر بذلك التهديد هو نافع على نافع صاحب اتفاق (نافع/عقار) الشهير، والذي كان محض تهديد باجتياح عسكري لحزب المؤتمر الوطني، مفاده أن الحاكم هوالجيش ولا أحد غير الجيش مهما تصور لنفسه من دور أو موقع في الحكومة أو حزبها، وأقل ما يفيد في كلمة القوات المسلحة تلك أن حزب المؤتمر الوطني هو حزب تابع للجيش، مثله مثل الدفاع الشعبي وحرس الحدود.

ازعان نافع وخضوعه وتنازله عن الاتفاق بلا مقاومة تذكر مثل انتصاراً واثباتاً لأحقية الجيش بالحكومة والحزب. صحيح وقتها (لحس نافع كوعه) لحسة معلنة عبر الاثير المذاع. ولأن ذلك لا يشبه نافع الذي عرفه الناس منافحاً بلا حدود أو قيود عن الحكومة، توقع الناس شيئاً ما، وأن نافع لن يسكت على ذلك ولو بعد حين ، وهو المهاب داخل الحزب والحكومة والكل يخشاه أو يتجنب صراعه.

وبعد كلمته أمام تشريعي الخرطوم والتي جاء فيها "إن القوات المسلحة ليس لديها قوة قادرة لردع متمردي الجبهة الثورية، مؤكدا حاجتها الماسة للدعم الحقيقي والاستنفار وسط الشعب، وأضاف «أي حديث غير ذلك ليس صحيحا ولا بد أن نكون واضحين في ذلك»"،( الشرق الاوسط 14 يونيو 2013م)، ثار السؤال هل أعلن نافع أخيراً الحرب على القوات المسلحة مستفيداً من خلفية العجز والاخفاق الذي رافق الانتصارات المتتالية للجبهة الثورية على كافة محاور ومناطق الحرب السودانية /السودانية؟، ومضى كالعهد به إلى أقصى الشوط يرجو استبدالها بإستنفار (الشعب) فقط لأن الجبهة الثورية تريد اسقاط النظام؟.

لم تُمهل القوات المسلحة نافعاً طويلاُ اذ رد عليه ناطقها الرسمي الصوارمي مدافعاً بشدة عن القوات المسلحة السودانية، ""مايهمنى فى هذا الجانب هو ان اؤكد ان الجيش السودانى هو الذى يقوم بردع أى متفلت، ولولا ان الجيش السودانى يقوم بردع المتفلتين سواء أكانوا ينتمون لما يُسمى بالجبهة الثورية وبقية الحركات المتمردة الأخرى، لكانت هذه الحركات الآن قد أستولت على مدينة الخرطوم وتم اسقاط النظام تماماً". واردف الصوارمى قائلاً " فالجيش حقيقة هو الذى يحمى الوطن وهذا الأمر لايحتاج منا الى تأكيد"". (الراكوبة نقلا عن سودان راديوسيرفز 17 يونيو 2013م)

إذا وقفت على كلمات مثل (الجيش يقوم بردع أي متفلت) و (لتم اسقاط النظام تماماً) فحديث الصوارمي يستبطن الكثير من التهديد. صحيح أنه لطَّف (أي متفلت) بـ (سواء أكانوا ينتمون لما يسمى الجبهة الثورية وبقية الحركات) كما لطف (لولا الجيش...لكانت الحركات استولت على مدينة الخرطوم وتم اسقاط النظام) بـ (فالجيش حقيقة هو الذي يحمي الوطن). لكن (أي متفلت) الاولى كانت مقصودة، بل وعززها الصوارمي بأن الذي (يحمي النظام) هو الجيش ولا احد غير الجيش.

والخلاصة التي يمكن الانتهاء إليها من حرب نافع والقوات المسلحة هي أن الجيش هو الذي يحكم وهو الذي يحمي النظام ، بحسب الصورامي. بالمقابل الجيش ليس لديه القوة القادرة على ردع متمردي الجبهة الثورية. بحسب نافع. هكذا يئس نافع من الجيش، ويبدو أن الجيش يواجه تفلتاً غير متوقع من داخل الحكومة والحزب هذه المرة وعنوانها يمكننا الاستغناء عن الجيش في سبيل حماية النظام.

ولكن إذا كان كل من نافع والصوارمي وبما يمثلانه يعملان على (حماية النظام) كهدف أسمى من الوطن ففيمَ اختلافهما اذا لم يكن التهديد للنظام نابعاً وفاعلاً بينهما تحديداً وليس من قبل الجبهة الثورية؟، خاصة وأن هذه التصريحات أوضحت أن الجبهة الثورية وكل ما يدور انما يتم توظيفه لحسم معركة النظام وهنا في الخرطوم. بل الجبهة الثورية سلاح مشهور ضد كل من يريد تغييراً للنظام ولو من داخل النظام، (يمكن ملاحظة ذلك من ما جاء بكلمة نافع امام تشريعي الخرطوم حول الرسائل للقوات المسلحة والاصلاحيين). السؤال: ما الذي أخرج هذه الحرب للعلن وعبر التلفاز والاذاعة؟.

دار همس على نطاق واسع وسط اسلاميي المؤتمر الوطني حول مذكرة للجيش رفعت للرئيس البشير حوت الكثير من المطالبات (جملتها 22) ما يهمنا منها، المطالبة بتكوين حكومة انتقالية تُنهي الحرب التي تسبب فيها (سياسيو المؤتمر الوطني) وتفسح المجال لحكومة مدنية.

لمست المذكرة الوتر الحساس لنافع (تغيير النظام) وجاءت من قبل القوات المسلحة التي هددت من قبل وعلى خلفية اتفاق (نافع عقار) باجتياح المؤتمر الوطني عسكرياً، لذلك نافع يتبنى الآن خط الدفاع (بالشعب) وعبر الاستنفار، وأن القوات المسلحة بلا قدرة رغم الترتيبات التي تجريها وزارة الدفاع كما ورد في كلمته أمام مجلس الخرطوم. وأنه لا بد من الاستنفار الشعبي وأن أي شئ غير ذلك ليس صحيحاً ولا وضوح فيه.

ولكن هل فعلا يراهن نافع على (الشعب) لمواجة القوات المسلحة؟، واذا كان ذلك حقيقياً ما الداعي للتمييز بين الأصلاء وغير الاصلاء؟. الواقع أن نافعاً إنما يدافع عن نافع وموقعه الذي يرجو الخلود فيه (وهذا مستحيل)، أو أنه ليس أمامه إلا ان يستولى على الحكم وبيده هو لا بيد غيره. ولكن هذا فوق طاقات نافع وتهزمه قدراته اذا ما فكر مجرد تفكير فيه. ذلك أن نافعاً له عقلية واحدة وأداة واحدة هي القوة والردع. والكل أمام هذه العقلية سواء، مهما كان موقعهم في الحكومة أو الجيش أو المعارضة أو الجبهة الثورية. فكل من يهدد مكانة نافع وموقعه (الخالد) هو ضد الدين والوطن والأهم من الدين والوطن أنه يريد أن يسقط النظام. والنظام انما خلق لنافع أو كأنه وجد نفسه كذلك منذ أن ولدته أمه!!!؟.

وعقلية نافع لا تقبل أن تجري أمور جسام تمس موقعه وهو عنها بعيد وإن جاءت من القوات المسلحة، والأكيد أن ضربة اتفاقية نافع عقار كانت مؤلمة له إذ كانت بمثابة الاعلان لكل من خاف نافع داخل الحزب والحكومة أن يواجهه ويتجرأ عليه. خاصة وان ذلك كان من الصعب اذا لم يكن من المستحيل. كما أن عقلية نافع لا تعرف العيش إلا في وسط مضطرب، فحالة انهاء الحرب وعموم السلام ولو جاء وهذه الحكومة كما هي الآن لن يكون ذلك مصدر اطمئنان لنافع فلابد أن يكون هناك متمردون وأحزاب عملاء دول كبرى لها مشروع وشعب سوداني ولكنه غير اصيل.

عليه كيف يمكننا أن نتعرف على الأصلاء الذين عناهم نافع؟. ببساطة نافع ذاته، أنهم كل من يقدم على نفيره ويتجند، هذه أول الشروط ولكنها غير كافية، اذ أن نافع وبحسب عقليته لا يقبل إلا من يزعن ويطيع ويعمل بما يرى نافع، وهذا واجب كل سوداني اصيل بعد أن ينضم لكتائب نافع التي هي فقط الشعب السوداني الاصيل وغيرها لاضرورة لهم ولا معنى لوجودهم أو كونهم سودانيين. بل غيرهم هم المارقين العملاء المتمردين ولو كانوا الجيش السوداني ذاته. كما أن للأصلاء ميزتهم على الاخرين وتمثل أهم شروط التصنيف (سوداني أصيل)، وهي أن الدفاع انما هو عن نافع وعن نافع فقط وكل من يريده نافع. فاذا ذكر النظام فالنظام نافع، واذا ذكر السودان فالسودان نافع وهكذا حتى تصل إلى الهامش حيث الدفاع عن الدين والدولة الاسلامية والمشروع الحضاري هو فقط الدفاع عن نافع.

ما زلت على قناعة بأن المؤتمر الوطني سيتعرض لاجتياح عسكري. لذلك الحروب كلها تصب في صالح أهل الحزب، وتوظف لصرف الجيش عن الاقدام على ذلك خاصة وان تهديده اعلن من وقت طويل، بل إن سعي صلاح قوش لبناء قوات ضاربة للأمن، وابقاء الدفاع الشعبي وغيره من القوات الضاربة بأيدي خارج القوات المسلحة هدفه هو هذا (متى ما مثل الجيش تهديداً للقيادات الدائمة بالمؤتمر الوطني والحكومة يجب أن يجد القوة التي تقابله) بعد أن تستنفد الحروب التي يزج فيها كل قواه وطاقاته وامكانياته. ورغم كل ذلك بات عندي يقين أن أول المغادرين من الخالدين في الانقاذ انما هو نافع ثم يتبعه آخرون.

توقع الكثيرون أن يلحس نافع كل ماقاله في حق الجيش أمام تشريعي الخرطوم بود النعيم!!. لكن ذلك لم يحدث، بل مضى نافع في خط تجييش كل الشعب ضد (العملاء والمارقين ...إلخ)، قد يكون (احتمالاً) أن ذلك جرى سراً عكس ما كان عليه الحال مع اتفاقية (نافع/عقار) نقصد بالتحديد وفقاً لـ (فقه السترة). لكن ما جرى بود النعيم يشي بغير ذلك وأن خط نافع الان ليس مهماً الارتكان للقوات المسلحة، وانه يمكن تجاوزها لحسم الامور. والايام حبلى تلدن كل عجيب.

Post: #215
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-24-2013, 08:50 AM
Parent: #214

تعرض أسامة توفيق، القيادي في مجموعة «سائحون» الإسلامية التي تدعو للإصلاح إلى محاولة اغتيال ليل السبت الأحد أثناء قدومه من اجتماع للمجموعة في شأن الحراك الإصلاحي. وروى توفيق أنه كان قادماً من حي الخرطوم بحري في اتجاه الخرطوم عبر جسر «المك نمر» وعند وصوله إلى منتصف الجسر اتجهت صوبه سيارة من دون لوحات كانت تسير ناحية اليسار فحوّلت مسارها إلى أقصى يمين الجسر واصطدمت بسيارته محاولة دفعه للسقوط من أعلى الجسر في النهر، لكنه نجا. وأضاف أنه استطاع السيطرة على سيارته وحاول اللحاق بالسيارة الأخرى التي كانت تلاحقه ولكنها تجاوزت الإشارة المرور الحمراء ولم يتمكن من اللحاق بها. وعن ما إذا كان يتهم أي جهة بتدبير محاولة اغتياله، قال توفيق إنه رفع الأمر إلى الشرطة والنيابة والجهات العدلية.

الحياة
24/6/2013

----------

إسلاميون يحذرون من «نشاط شيعي» في السودان عبر إيران
الخرطوم - النور أحمد النور
الإثنين and#1634;and#1636; يونيو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;
توعد نائب الرئيس السوداني، الحاج آدم، قوى المعارضة بحرب أشد من حرب الحكومة على الحركات المتمردة ووصف المعارضين بـ «الطابور الخامس والمنافقين»، واعتبرهم اشد خطراً من المتمردين، فيما طالبت جماعات إسلامية الخرطوم بقطع علاقتها مع طهران وانتقدوا السماح بنشر الفكر الشيعي في البلاد.

وذكر الحاج أن الانتخابات التي ستجري في 2015 ستأتي برئيس جديد ومؤسسات جديدة، ونصح المعارضة بالاستعداد للانتخابات.

إلى ذلك حذرت جماعات إسلامية في الخرطوم من نشاط «الرافضة» وتمدد الفكر الشيعي في السودان، ووصفت الوضع في البلاد بـ «الخطير»، واتهمت السفارة الإيرانية في الخرطوم بفتح مراكز للشيعة باسم جعفر الصادق، واستقطاب حفظة القرآن لتعليمهم الفكر الشيعى ونشره في البلاد، وطالبت بقطع العلاقات مع إيران. واقترح كشكش أن يذهب العلماء والدعاة للمسؤولين في الدولة ومخاطبتهم في شأن النشاط الذي يقوم به «الرافضة» حتى لا تعاني الدولة مستقبلاً من الطائفية مثل لبنان والعراق، مستنفراً الشباب للجهاد في سورية التي قال إن «الرافضة» استنفروا لها جنودهم من لبنان وشتى البقاع.

وكشف الشيخ أبوزيد محمد حمزة، رئيس جماعة «أنصار السنة - الإصلاح» عن أن نشاط الرافضة في العاصمة والولايات تشرف عليه وتموّله السفارة الإيرانية في الخرطوم عبر المستشارية الثقافية والمركز الثقافى، بجانب مؤسسة «السجاد» التعليمية.

واستعرض الداعية الإسلامي الدكتور محمد عبد الكريم شريطاً مصوراً عن الجرائم التي نفذها الرافضة بحق السنة في البلدان العربية وأنواع التعذيب التي مارسوها بحقهم، الأمر الذي أغضب الحضور وتعالت أصوات العديد منهم أثناء الندوة مطالبين باتخاذ إجراءات حاسمة من قبل السلطات لوضع حد لنشاط «الرافضة» في السودان. ودفع الأمين العام للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الشيخ مدثر أحمد إسماعيل برسالة إلى الحكومة السودانية طالبها بألا تقبل من إيران أي دعم نظير السماح لهم بنشر الفكر الرافضي في البلاد. وأضاف «نحن نصبر على الجوع والعطش ولا نصبر على الطعن في عرض أصحاب النبي».

الحياة


----------------

الترابي لـ «الحياة»: نظام البشير فاسد وجبروتي ونصر على إسقاطه لأنه منسوب إلى الإسلام
الدوحة - محمد المكي أحمد
الثلاثاء and#1633;and#1633; يونيو and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;
قال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الدكتور حسن الترابي إن «الوضع في السودان ساء وبلغ من السوء مدى واسعاً، والبلد في اضطراب شديد»، وشدد على «أننا أشد الناس حرصاً على التحوّل (الديموقراطي) واسقاط النظام لأنه منسوب تاريخاً إلى الإسلام، ولا نريد أن يُمثّل الإسلام نظام فاسد وشديد الفساد وجبروتي».

وتوقع الزعيم الإسلامي السوداني، في حديث إلى «الحياة» في الدوحة، «انهيار النظام بحركة ثورية شعبية»، وارجع قرار وقف تدفق بترول جنوب السودان عبر الشمال إلى «الرئيس (عمر البشير) الذي صدّهم بعد اتفاقه معهم (مع الجنوبيين) وقال لهم إشربوه (أي اشربوا بترولكم)».

وقال الترابي إن السودان «في اضطراب شديد، وتسمع أناساً من داخل النظام استيأسوا ولا يعرفون هل هم حركة إسلامية أم مؤتمر وطني»، اي الحزب الحاكم. واعرب عن اعتقاده بأن النظام يمكن أن ينهار «مثلما انهارت من قبل حكومات سودانية بحركة ثورية شعبية (في ثورتي عامي 1964 و1985)... الشعب السوداني كله هاجت فيه مظالمه ويمكن بحادثة واحدة، حتى لو لم تكن سياسية، أن تشعل فيه النار، ونخشى فقط حدوث فوضى ونريد ضبط ذلك».

وتابع: «نحن (قوى المعارضة) وضعنا دستوراً انتقالياً يجمع القوى السياسية كلها حتى لا نغضب أحداً، وستكون هناك (في الفترة الانتقالية بعد اسقاط النظام) أجهزة تحكم (لمدة محددة) لتعالج المشكلات الملحّة وتبسط الحريات للأحزاب، ثم تقوم انتخابات تأسيسية، والشعب هو الذي يسمح بالخيارات الدستورية، وهو يولّي من يوفر له خياراته». وشدد على أن «المعارضة لا تقبل بحكومة قومية في إطار النظام (الحاكم)، فالحكومة القومية تُشكّل بعد اسقاط النظام، ولا أحد يشترك في انتخابات يجريها النظام، ولا بد أن نجعل بيننا وبين الانتخابات (بعد بدء الفترة الانتقالية) مدى (أي فترة زمنية محددة)».

وشدد الترابي على انه «لو قام انقلاب من داخل القصر فستقف كل المعارضة ضده وتقاومه إلى أن يقيم انتخابات تكفل الحريات. لا نبالي كثيراً بمن يأتي سواء من داخل القصر أو من خارجه. أما إذا قامت القوات المسلحة كلها وتولت السلطة ولم تحكمنا عسكرياً وتركت للناس اقامة حكومة انتقالية من مستقلين أو حزبيين فهذا هو النمط الآثر».

وأوضح: «موقفي تجاه اسقاط النظام ثابت، فنحن أكثر إلحاحاً من غيرنا (على اسقاط نظام البشير)، لأنه منسوب تاريخاً للإسلام، ونحن لا نريد أن يُمثّل الإسلام نظام فاسد، شديد الفساد، نظام يمزق الوطن، ويمكن أن يمزّق بقيته، نظام جبروتي يسجن الناس، نظام أدى إلى أزمات اقتصادية».


--------------


يا نافع... هل هي دولة الوطن أم دولة الوطني؟! يا شعب السُّودان.. هل هي دولة الوطن أم دولة الوطني؟!

الطيب مصطفى

نشر بتاريخ الأحد, 23 حزيران/يونيو 2013 09:21


أكتب الآن وقلبي يتفطَّر ألماً ويكاد ينزف دماً أنَّ الجلسة الافتتاحيَّة لمجلس شورى المؤتمر الوطني تُنقل على الهواء مباشرةً من تلفزيون جمهورية السُّودان وليس من تلفزيون المؤتمر الوطني!!
قبل أيَّام قليلة انعقد مجلس شورى منبر السلام العادل وأُعلن عنه في الصحف وملأت لافتاتُه شوارع العاصمة قبل انعقاده لكن تلفزيون جمهورية السُّودان ووكالة السُّودان للأنباء وجميع إعلام السُّودان الرسمي لم يورد خبراً صغيراً عن أيٍّ من اجتماعاته دعك من أن ينقله على الهواء مباشرةً!!
أعجب ما في الأمر أنني استمعتُ إلى جزء من محضر الاجتماع السابق لشورى المؤتمر الوطني الذي تلاه المقرِّر الأخ محمد البشير عبد الهادي وكنتُ بين الضحك والبكاء أنَّ الوقائع تحدثت عن التداول السلمي للسلطة وعن دعوة المؤتمر الوطني للقوى والأحزاب السياسيَّة للاستعداد للانتخابات القادمة بعيداً عن الاستقواء بالسلاح وأطنبت في الحديث عن الديمقراطيَّة والحريات!!
لستُ أدري وقع كلامي هذا في نفوس قيادات الوطني وقاعدته فأنا أعلم يقيناً أنَّهم يعلمون صحَّة ما أقول بل يعلمون أنَّ حزبهم يقول ما لا يفعل وأنَّ الشعارات المرفوعة مجرد كلام والسلام لا يُراد به غير الاستهلاك المحلي وأنه لا ينطلي على أحد.


صدِّقوني إنه ما من شيء يُثير التوتُّر في الساحة السياسيَّة بين جميع الأحزاب والحكومة أكثر من انسداد الأفق السياسي وكبت الحرِّيات وعدم إتاحتها والرفض الدائم لتهيئة المناخ للتداول السلمي للسلطة فلماذا يُصِرُّ المؤتمر الوطني على توتير الأجواء؟!
هب أنَّ هناك بعض القوى المتمردة أو أحزاباً سياسيَّة تتحالف مع تلك القوى المتمرِّدة الحاملة للسلاح فلماذا لا تُتاح الحرِّيَّة لمن أعلنوا رفضهم لحمل السلاح وأدانوا التمرُّدات والعمليَّات العسكريَّة التي قامت بها الجبهة الثوريَّة وغيرها من القوى الخارجة على القانون؟!


الهيئة العليا للدستور واللجان المنبثقة عنها بما في ذلك لجنة المشير سوار الدهب التي أتشرَّف بعضويتها ظلت تتحدَّث المرة تلو المرة وتطالب بتهيئة المناخ وذلك بعد أن قابلتْ عدداً من قيادات الأحزاب السياسيَّة بغرض ضمِّها إلى هيئة الدستور وكان إطلاق الحُرِّيات وتهيئة المناخ المطلب المتَّفق عليه بين جميع تلك الأحزاب.
إنَّ على المؤتمر الوطني أن يعلم أنَّ من مصلحة الوطن ومن مصلحته كذلك أن يتم التداول السلمي الديمقراطي ليس اتِّعاظاً بتجارب دول الربيع العربي فحسب وإنما لأنَّ العالم أجمع يسير في هذا الاتجاه باعتباره الأفضل لتحقيق النهضة ومكافحة الفساد وتحقيق السلام خاصَّة بين مكوِّنات المجتمع المتعدِّد اثنياً وثقافياً.


سؤال أوجِّهه لقيادات المؤتمر الوطني ممَّن يعلمون أنَّ الله سائلهم يوم الحساب عمَّا يقولون وعمَّا يتعهَّدون به بموجب الدستور وأمام الشعب كيف بربِّكم تستطيع أحزاب لا تملك دُورًا لمباشرة نشاطها مخاطبة الجماهير وأنتم تحرمونها من الساحات والميادين العامَّة وهل تستطيع هذه الأحزاب منازلتكم وأنتم تصولون وتجولون من خلال الفضائيات والساحات العامَّة والدُّور المنتشرة في كل مكان؟!
منبر السلام العادل الذي يُعتبر من أنشط الأحزاب له دار في كل عاصمة من ولايات السُّودان هذا إذا استثنينا الخرطوم التي تنتشر فيها دُوره في المحليات فكيف يخاطب الجماهير من داره الوحيدة مثلاً في مدني أو مدينة القضارف والتي لا تسع لأكثر من مائتي شخص وبالرغم من ذلك تدعونه إلى منازلتكم وتتحدَّونه وغيره من الأحزاب؟!


أين العدل الذي هو نقيض الظلم الذي لطالما قلتم إنه ظلمات يوم القيامة وهل كنتم أيها الإسلاميون ترضَون ذلك من الأحزاب إن هي حكمت وكنتم في المعارضة؟!
يا د. نافع أسألك بالله هل يحقُّ لك أن تهاجم أحزاب المعارضة مستغلاً موقعك التنفيذي في أكبر الساحات العامَّة في كل مدن السُّودان ومعك الولاة والحكومات والشرطة وأجهزة الدولة جميعها؟!


لقد قلتَ مخاطباً الجماهير في واوسي قبل يومين متحدِّثاً عن المعارضة (هؤلاء إذا هدَّدوا مائة سنة لن يفعلوا شيئاً) وقبلها تحدثتَ بعبارات (لحس الكوع) وغير ذلك فهل من العدل أن تحرم المعارضة من مخاطبة الجماهير ثم تدعوها لمنازلتكم في الانتخابات؟!
بالله عليك يا نافع ماذا يفعل من يشعر أنَّ كل الطرق قد سُدَّت أمامه غير أن يتصرف تصرُّف اليائس؟! لن نيأس ولن نلجأ إلى الخيارات المجنونة بالرغم من أنَّكم تدفعون الناس دفعاً إلى ذلك.
طبعاً هذا كوم واحتكاركم للثروة ناهيك عن السلطة كوم آخر.
هل يقرأ زعيم الحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن هذا الكلام وماذا تراه يقول؟!

Post: #216
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-25-2013, 06:13 AM
Parent: #215





خطاب الرئيس في شورى المؤتمر الوطني ..

بقلم: الدكتور الطيب زين العابدين
الثلاثاء, 25 حزيران/يونيو 2013 05:50


افتتح المشير عمر البشير رئيس المؤتمر الوطني في صباح الجمعة (21/6) بمركز الشهيد الزبير اجتماع مجلس الشورى القومي (حوالي 600 عضوا) الذي طوّف في خطابه الشفاهي على العديد من القضايا التي تستحق النقاش الموضوعي الجاد ولكنها بدلاً من ذلك وجدت الصياح العاطفي من منصة رئاسة الاجتماع بأنهم لا يريدون غير البشير رئيساً للحزب وللبلاد، وذلك رغم ما ينص عليه دستور البلاد ولوائح المؤتمر الوطني بعدم التجديد لأكثر من فترة واحدة في المواقع القيادية. وردد الحاضرون بحماسة أقل مما اعتدنا عليه في الماضي صياح المنصة، وهل يستطيعون غير ذلك؟


وسبق للرئيس أن صرّح لوسائل الإعلام بأنه ينوي التنحي عن رئاسة البلاد وعدم الترشح مرة أخرى لأنه قضى فيها ما يكفي وصدق في ذلك، وقال في ذات الاجتماع إن الجهة التي ترشح الرئيس للانتخابات هي المؤتمر العام القادم للحزب أو مجلس شورى المؤتمر القادم، ومع ذلك استمع برضى ظاهر لصيحات المنصة ولترداد الحاضرين بإعادة ترشيحه! وكشف البشير أنهم بصدد مراجعة كاملة لنظام الحزب الأساسي وهياكله ليصبح أكثر فاعلية ونشاطاً، وقد سمعنا من قبل من ذات الرئيس بأن حزبهم هو نموذج يحتذى لكل الأحزاب في السودان وخارج السودان. فلماذا يحتاج هذا الحزب النموذج لمراجعة كاملة في نظمه وهياكله؟

وما هي عيوب النظم والهياكل الحالية التي حالت دون تمام فاعليته ونشاطه؟وأخشى أن يكون الرئيس يطمع في سلطات أكثر لنفسه بعد أن استفرغ سلطات الحكومة والبرلمان والحزب والحركة الإسلامية ليقلص بعد ذلك سلطات الولايات وأجهزتها الحزبية والتشريعية والتنفيذية. فقد قال بعضمة لسانه في ذات الجلسة إن الدولة فيدرالية ولكن الحزب مركزيوعلى قيادات الحزب بالولايات أن تلتزم بسياسات الحزب ولا تحيد عنها،وهذا يعني بوضوح أن رئيس الحزب يستطيع أن يصرف أوامره لكل أجهزة الحزب في المركز والولايات لتقوم بتنفيذ ما يوكل إليها من خلال أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية وكأنما المشير يريد أن يستنسخ تجربة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي المنهار حتى تتنزل عليه الجلاسنوست الخروتشوفية من حيث لا يدري ويحتسب. وقال أيضاً إننا لا نريد عملاً في المساجد أو الصوالين لأننا حزب مفتوح وليس بيننا سر أو عصبية لرأي أو قرار، وهو يشير من طرف خفي إلى اجتماعات كتلة الإصلاح التي ما زالت متمسكة بأطروحاتها رغم فشلها في مؤتمر الحركة الإسلامية المختطف، وقد حاول من قبل تهديداً أكثر صرامة مع مجموعة "سائحون" ولم يجد تهديده فتيلا.


والحقيقة أننا من خارج الحزب لا نرى فيه نموذجاً يحتذى بحال من الأحوال. فهو حزب يندر ما يحدث فيه تصويت داخل مكتبه القيادي الذي يمثل أعلى أجهزته التنظيمية إلى درجة قاطع بعض أعضائه جلساته المكررة غير المفيدة لأن القرارات فيه جاهزة يدلي بها الرئيس في نهاية الجلسة دون أن يجرؤ أحد على التعقيب، وهو لا يستشار في أهم أمور الدولة وقراراتها المصيرية مثل اتفاقية نيفاشا ورفض اتفاقية نافع-عقار وعقد اتفاقيات التعاون التسع مع حكومة الجنوب أو قفل أنبوب بترول الجنوب في المرة الأولى والثانية، وهو حزب يخلع رئيس هيئته البرلمانية ويفرض عليها رئيساً آخر دون إستشارتها رغم أنف اللوائح التنظيمية. وهو حزب ليس في قيادته العليا شخص منتخب سوى الرئيس (عن طريق التهليل والتكبير) فكل البقية نواب له يختارهم الرئيس كما يشاء وبالعدد الذي يحدده وبالتكليف الذي يمنحه لكل منهم وكأنهم موظفون في البلاط الملكي، وهو الحزب الذي يقيل الولاة المنتخبين كما يشاء ويعين غيرهم، وهو الحزب الذي يحتفظ بقيادته العليا في الحكومة لربع قرن من الزمان دون إحلال أو تجديد! والحقيقة أن حزب المؤتمر الوطني حزب فوقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى صنعته الحكومة القابضة بنفوذها الشمولي ومناصبها العديدة وأموالها الميري ودورها الفسيحة وهو لا يصلح إلا لتلقي التنوير من قيادته عند الملمات،


والتأييد والتصفيق والتحشيد لخطابات القيادة العليا، والتهليل والتكبير بديلاً عن الانتخابات التي تستغرق وقتاً لا لزوم له. ولا أحسب أن عضوية المؤتمر الوطني ترغب في تغيير النظم والهياكل بقدر ما ترغب في تداول السلطة وتعاقب الأجيال داخل أروقة المؤتمر الوطني العميقة، فقد نشفت عظام الشلة المتنفذة على كراسي السلطة الحزبية والحكومية! وكأني بالشباب والكهول يقولون بلسان المتنبي (أبا المسك هل في الكأس فضل أناله فإني أغني منذ حين وتشرب) وقد بلغ ذلك "الحين" أضعاف ما بلغه "حين"أبي الطيب المتنبي مع كافور الإخشيدي!


وتعرض الرئيس بصراحة مغلظة لقضية الدعم للمحروقات والدقيق والقمح والكهرباء وقال إنه يكلف الدولة 14 مليار جنيه (جديد) أي أكثر من نصف ميزانية الدولة، وقال إن الفصل الأول (تعويضات العاملين) يستغرق نصف الميزانية، وسمعنا من وزراء المالية السابقين أن القوات النظامية (الأمن والجيش والبوليس) تأخذ حوالي 70% من الميزانية، فكيف نوفق بين هذه النسب المئوية المرتبكة التي تفوق جملة الميزانية مرة ونصف دون أن يضاف إليها الصرف الرئاسي والسياسي البازخ ودعم الولايات بالإضافة إلى النذر اليسير الذي يصرف على خدمات التعليم والصحة. وهناك شك كبير في أن الكهرباء تحتاج لدعم فقد قام رؤساء شركات الكهرباء بدراسة في العام الماضي أو الذي قبله حول تسعيرة الكهرباء وقالوا إنها تربح بنسبة 54% وأوصوا بتخفيض السعر بنسبة 30% ولكن السيد وزير الكهرباء والسدود رفع السعر بنسبة 250%! وقد ذكر تقرير لجان المجلس الوطني حول تقرير المراجع العام لأداء ميزانية 2011م أن كلاً من وزارة النفط والكهرباء والسدود والمشاريع المتعثرة سجلت وفراً في تعويضات العاملين بنسبة 100% دون أن ترد الوفر لوزارة المالية التي لا تمارس رقابة على هذه الوحدات المتنفذة بقوة وزرائها المقربين من الرئاسة. ويعترف الرئيس بأن المرتبات ضعيفة ومع ذلك يريد أن يرفع الدعم مما سيزيد أسعار السلع والخدمات التي زادت بثلاث أضعاف في السنتين الماضيتين.


والسؤال الساخن هو: إلى متى يتحمل الناس هذا الغبن الفاحش في المعاش في حين يلغف آخرون من مال الميري دون حساب؟ ولماذا لا تلجأ الحكومة لسد العجز المالي بمعالجة المفارقات الأخرى التي تحفل بها الموزانة ويوردها المراجع العام كل سنة في تقريره مثل: الإعفاء الجمركي السائب الذي بلغ 913 مليون جنيه في 2011، إيرادات مخالفات الجمارك التي بلغت 127 مليون جنيه ويذهب نصفها لأفراد شرطة الجمارك حقوقاً مكتسبة لا تمس، عائدات استثمارات الحكومة التي سجلت 12% فقط من الربط المقدر لها وهو 200 مليون ولم تحقق أي تحصيل لوزارة المالية، فلماذا تبقى إذن؟ وقد زاد إنفاق الحكومة القومية خلال 2011 عن المبلغ المعتمد لها في الموازنة بنسبة 10% أي حوالي 2,5 مليار جنيه، وزادت إيرادات التخلص من الفائض بنسبة 300% من الربط المحدد لأن وحدة التخلص من الفائض وضعت رسوماً إضافية دون سند قانوني ولا يتم توريد تلك العائدات لوزارة المالية، تجنيب الوزارات الاتحادية لبعض إيراداتها التي بلغت في 2011 حوالي 472 مليون جنيه.

هذا بالإضافة إلى المخالفات المالية الأخرى التي تبلغ مئات الملايين وترقى لمستوى جرائم الفساد ولا يسترد منها إلا القليل، ولا تفعل الحكومة حيالها شيئا لأن معظم المخالفين من أهل الثقة المقربين (وحدة تنفيذ السدود وصندوق دعم الطلاب نموذجا). في هذه ال########ة الهايصة من الخمج والفساد المالي، لماذا تلتفت الحكومة فقط لرفع الدعم عن بعض السلع الأساسية الذي اكتشفت فجأة أنه لا يذهب لجيوب الفقراء ولكن يستفيد منه الأغنياء. وأين الأغنياء؟ إنهم جميعاً داخل حزب المؤتمر الوطني! قال لي أحد رؤساء التحرير الذي شهد احتفال إرتريا بعيد استقلالها أن أسياس أفورقي جاء للحفل بعربة بي إم دبليو موديل 2000 في حين جاء حكام شرق السودان من البحر الأحمر وكسلا بعربتين أو ثلاث فارهة من الماركات إياها وجديدة لنج.


وقال البشير في خطابه إنهم دعوا الأحزاب السياسية إلى المشاركة في وضع الدستور الجديد وقد سبق أن مد دعوته حتى للحركات المسلحة ولمنظمات المجتمع المدني حتى يجد الدستور مشاركة واسعة من أجل وثيقة يتوافق عليها الجميع وتمثل الشعب السوداني، ولكنها أشبه بدعوة مراكبية حين يدعون الآخرين للأكل وهم يمخرون بعيدا في عباب البحر لا يستطيع أحد أن يصل إليهم. كيف يشارك حملة السلاح في حوار حول الدستور والحرب تدور في مناطقهم في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وفي بعض أجزاء دارفور ورؤسهم مطلوبة للسلطة لأنهم خونة ومرتزقة وعملاء؟ وكيف تشارك الأحزاب السياسية وهي تمنع البتة من إقامة ندوات خارج دورها وأحيانا داخل دورها؟ وكذلك منظمات المجتمع المدني التي تلاحق في بعض الولايات كما يلاحق بائعي المخدرات، وتقفل بعض مراكز الدراسات البحثية، وتوقف الجرائد وبعض كتابها ويحظر على رؤساء التحرير مزاولة عملهم، وتصادر الجرائد صباحا بعد أن تكلف أصحابها مبالغ كبيرة، ويلقى القبض على المشاركين في مناقشة ميثاق كمبالا بمجرد وصولهم مطار الخرطوم دون تهم محددة ضدهم، إلى غير ذلك من الممارسات التعسفية التي تكشف عن استبداد وقمع لا يشجع على الحوار وتبادل الرأي.

وانتقل الرئيس إلى لب المشاكل التي استشرت في عهده بصورة غير مسبوقة وهي مشكلة الصراع القبلي التي أصبحت الحكومة تقف أمامه مكتوفة اليدين، فقد ذكر إنها من أكبر القضايا التي تشغلهم كاشفاً عن وجود أيادي وعناصر داخل القبائل تعمل على إشعال النار بينهم، وحرض عضوية المؤتمر الوطني للتصدي لهذه الظاهرة القبيحة لأن الأجهزة الحكومية وحدها لا تستطيع حل الصراعات القبلية. ولكن معظم الدراسات والرسائل الجامعية التي كتبت عن الصراع القبلي في دارفور تقول إن الحكومة هي من أجج تلك الصراعات بممارسات غير مدروسة وغير مسئولة جرياً وراء مكاسب سياسية عاجلة للحزب الحاكم مثل: تسييس الإدارة الأهلية التي كانت تلعب دوراً إيجابيا في حلحلة المشاكل القبلية قبل أن تصبح نزاعاً تزهق فيه الأرواح،وإعطاء مناصب إدارية لقبائل وافدة على حاكورات قبائل أخرى في مخالفة للعرف السائد، وتسليح مليشيات قبلية عربية لتحارب قبائل يتهم بأنها تأوي المتمردين الزرقة، وهذه القبائل العربية تحمل اليوم سلاح الحكومة وتلبس الزي الحكومي لتحارب بعضها بعضاً في ولايتي جنوب وشمال دارفور. وقد أصبحت القبيلة هي العصبية الوحيدة التي يلوذ بها الناس بعد أن حوربت الأحزاب السياسية والطوائف الدينية ومنظمات الشباب المدنية وكل كيانات المجتمع غير المنضوية تحت لواء الحزب الحاكم أو المنافسة له. لقد جاءت الشكوى متأخرة طويلاً بعد أن سبق السيف العزل وخربت مالطة على يد حكومة الإنقاذ!



Post: #217
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-26-2013, 09:40 AM
Parent: #216

بدء محاكمة وزير الإرشاد السابق بتهمة تبديد المال العام

نشر بتاريخ الأربعاء, 26 حزيران/يونيو 2013 09:16


بدء محاكمة أزهري التجاني... توديع «فقه السترة»!!

الخرطوم: نجلاء عباس
بدأت جلسة إجرائية بمحكمة المال العام بالخرطوم شمال برئاسة مولانا أسامة حسن أولى جلسات محاكمة وزير الإرشاد والأوقاف السابق أزهري التجاني والأمين العام السابق للأوقاف الطيب مختار والأمين العام لأوقاف السودانيين بالمملكة العربية السعودية خالد سليمان بتهمة تعدّيهم على المال العام وتبديد مبلغ «633» ألف ريال سعودي بشكوى مقدَّمة من هيئة الأوقاف الإسلامية وحددت المحكمة جلسة أخرى.

بدء محاكمة أزهري التجاني... توديع «فقه السترة»!!

> تقرير: معتز محجوب

يبدو أن توجيهات الرئيس المشير عمر البشير المتكررة بخصوص محاكمة كل من تثبت عليه تهمة أو شبهة الفساد لم تسقط ولن تسقط كما كان يريد البعض لها، ويبدو أن أسئلة الكثير من الصحفيين عن لماذا لا تحاكم الحكومة أحد رموزها في تهم الفساد؟ ولماذا يتم في الغالب تقديم صغار الموظفين كبش فداء نتاج ما يحدث من فساد... كل ما سبق في طريقه للانتهاء تمامًا عقب بدء محكمة المال العام أمس بالخرطوم شمال برئاسة مولانا أسامة حسن أولى جلسات محاكمة وزير الإرشاد والأوقاف السابق أزهري التجاني والأمين العام السابق للأوقاف دكتور الطيب مختار بتهمة تعديهم على المال العام وتبديد مبلغ «633» ألف ريال سعودي بشكوى مقدمة من هيئة الأوقاف الإسلامية وحددت المحكمة جلسة أخرى.

حسنًا... ما سبق كان مشوارًا قد ابتدأته الصحيفة خلال خبطات صحفية العام السابق عندما تحصلت على عدد من الوثائق كان المراجع العام لجمهورية السودان قد أودعها للبرلمان عبر ملف شهير للفساد بالأوقاف، أما موضوع المحاكمة الذي يجري الآن فقد ذكرته «الإنتباهة» منذ تلك الفترة عبر تحقيق شهير استمر لعدة حلقات وسمّته باسم «فساد الأوقاف... الصدمة» ونال خلالها كاتب هذه السطور ما ناله من بلاغات لإثنائه عن المضي قدمًا في هذا التحقيق إلا أن عدالة القضاء السوداني برأت الصحيفة من تهمة إشانة السمعة حينها لتقديم الصحيفة كل الوثائق من جميع الجهات التي تثبت براءتها «المراجع العام ونيابة المال العام».. حسنًا وللتذكير بالوثيقة محل الاتهام للوزيرالسابق للأوقاف وللأمين العام فنرجع لتقرير كان معنونًا بالاسم القادم.


سري للغاية:


«سري للغاية» كانت مكتوبة بقلم مختلف بالوثيقة «تقرير» التي تحصلت عليها «الإنتباهة» من مصادرها معنونة بجمهورية السودان وديوان الأوقاف وفريق مراجعة الأوقاف بالرقم «د م ق /ف م أ س /1» وموجهة لوزير الإرشاد ناظر عموم الأوقاف، واحتوى التقرير على تفاصيل تهمة صرف مبلغ «633.467» ريال سعودي بدون وجه حق مسؤولية الأمين العام المقال الطيب مختار وآخرين بديوان الأوقاف، وكشف التقرير عن أنه تم استخراج هذه المبالغ بالريال السعودي بشيكات ونقدًا تتضمن دفعيات للطيب مختار عبارة عن أجر شهري ومخصصات أخرى، فضلاً عن احتواء التقرير على مبالغ مستخرجة للطيب عبارة عن سلف أجور وإيجار عربة بلغت «253.232» جنيهاً للأعوام «2009 و2010و2011».

وكشف التقرير عن بنود العقد الذي وقَّعه الوزير السابق مع الأمين العام المقال والمتضمن للمزايا التالية: أربع تذاكر سفر للخارج بدرجة رجال الأعمال نقدًا «لم تحدد محطة الوصول»، إضافة لتكلفة الإنترنت للاستعمال الشخصي والرسمي، وإعفاء من ضريبة الدخل الشخصي والزكاة، عربة أو بدل عربة تم رصد إيجارها الشهري بـ«3» آلاف جنيه، ونص العقد على أن يدفع الطرف الأول للطرف الثاني «20» ألف جنيه كأجر شهري، إضافة إلى أن العقد غير موثق بوزارة العدل، وكشف المراجع العام عن أن العقد ينص على أنه لا يحق لأي طرف أن يكشف عن بنود العقد أو أن يُطلع طرفاً ثالثاً على محتوياته إلا بموافقة الطرفين.
وقال تقرير المراجع العام السري والذي تحصلت «الإنتباهة» عليه إنه وفق القوانين واللوائح والقواعد الشرعية يتضح أن إجراءات إبرام عقد الطيب مختار وما ترتب عليها من التزامات مالية تم دفعها غير مبرئة للذمة ومخالفة لقرارات مجلس الوزراء ووزارة العمل، وكشف عن أن طرفي العقد لعلمهما بمخالفة العقد للإجراءات الخاصة بالتعاقد تم رصد مبلغ الأجر بخط اليد في العقد، وطالب تقرير المراجع العام حينها باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتسببين المذكورين وهم: أزهري التجاني وزير الأوقاف السابق، والطيب مختار الأمين العام لديوان الأوقاف، وخالد سليمان أمين أوقاف الخارج، وعبدالمنعم أحمد المحاسب بأمانة أوقاف الخارج».
وكان ما سبق نشرته «الإنتباهة» حينها منذ عام سابق ويبدو أن طبخة القضية قد نضجت باعتبار أن الملف الآن بطرف القضاء وأن النيابة المختصة قد وجدت في القضية ما يستحق الذهاب للمحكمة، وبغض النظر عمَّا تسفر عنه المحاكمة من اتهام أو تبرئة للمتهمين، إلا أن الحكومة يبدو أنها قد نجحت في التقدم خطوة للأمام في محاكمة المفسدين وفي الإفصاح عنهم كما كان يطالب الجميع، ويبدو أن خانة «فقه السترة» قد ذهبت إلى غير رجعة، وهذا بطبيعة الحال ما يتمناه الكثيرون حتى قادة وأعضاء الحزب الحاكم أنفسهم، ويبدو أن تأكيدات رئيس الجمهورية ونائبه الأول على أن لا كبير على القانون أصبحت الآن واقعًا معيشًا، لا نريد أن نسبق الأحداث أو نتهم من نتهم لكن نريد أن نؤكد أن الحكومة أصبحت جادة في اجتثاث الفساد، وما سبق من محاكمة هي خطوة من ضمن خطوات قادمة يتمناها الجميع حتى يتعافى جسد الوطن مما به من جروح!!!



----------------

صور من الفساد المحمي بالقانون (2)..التعاقدات الخاصة..
التفاصيل
نشر بتاريخ السبت, 22 حزيران/يونيو 2013 10:36
شبهة تمكين أهل الولاء من النهب «المصلح»!!..«الإنتباهة» تنشر نصوصاً مذهلة لتعاقدات مضروب عليها سياج من التكتم..أكثر من «50%» من أموال الدولة خارج سيطرة وزارة المالية

أحمد يوسف التاي

تظل التعاقدات الخاصة في المؤسسات والوزارات والشركات الحكومية واحدة من صور الفساد المفضوحة في كثير من جوانبها الغامضة، وهو أمر وصفه الرئيس البشير في وقت سابق بـ «النهب المصلح» وهي أيضاً وسيلة من وسائل السطو على المال العام، والنهب المحصن بالقوانين الخاصة، وهو أمر يبدو أنه قد طفح كيله، وبلغ منتهاه، وتصاعد بخار غليانه إلى خارج الأسوار العالية والأبراج العاجية، ولم يعد فقه السترة يجدي معه نفعاً لطالما أنه مازال بالإمكان تقديم كباش فداء، ولعل هذه الخطوة تعيد جزءاً يسيراً من ثقة المواطن في الدولة وهيبتها وقدسية قوانينها... والمراجع العام وفي آخر تقاريره أمام البرلمان أكد أن كل «التعاقدات الخاصة» التي تمت بالدولة ومن بينها تعاقد مع خبيرين بهيئة الطيران المدني بمبلغ «607» آلاف دولار في السنة، تعاقدات تمت دون علم مجلس الوزراء، وهو أمر يخالف نص القانون!!. ويعتقد الكثيرون أن مثل هذه المخالفات ذات الصلة بالتعاقدات الخاصة يتم التفكير في ارتكابها أولاً، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة تفصيل القوانين الخاصة التي تحمي هذه الممارسات التي تنهب أموال الدولة وتضعها بين يدي «أهل الحظوة، والولاء» دون وجه حق، وبذلك تمر كثير من المخالفات والتجاوزات الخطيرة دون عقاب أو محاسبة لأن كل شيء في السليم وبـ «القانون».. ولا شك أن وجود قوانين خاصة «سيوبر» تحمي الفساد من أية مساءلة وتحصنه داخل قلاع حصينة، يجعل القوانين العامة وحتى الدستور نفسه بلا قيمة، وفي هذه الحالة تصبح ولاية وزارة المالية على المال العام صورية أو مجرد ديكور فقط، وهنا يصبح وزير المالية «كومبارساً» وتصبح أكثر من 50% من الأموال العامة خارج سيطرة وزارة المالية، بحسب رأي كثير من الخبراء الاقتصاديين.

فساد مشروع
ويرى ذات الخبراء أن قضية الفساد الأساسية التي أصابت الدولة بصداع نصفي لا يمكن اختزالها في اختلاسات بعض الموظفين وحالات خيانة الأمانة والتجاوزات التي تحدث في كل عام من صغار الموظفين التي تظهر سنوياً في تقارير المراجع العام، فهذه كلها تعتبر «أعراضاً» فقط لأمراض خطيرة تفت عضد الدولة وتصيب اقتصادها المنهك في مقتل، ومن هذه الأمراض الخطيرة، استغلال النفوذ السياسي في إبرام صفقات غامضة وعامولات، والعمل على تعطيل وتغييب القوانين واللوائح التي تحمي المال العام وإضعافها بأخرى خاصة تجعل للخيانة والفساد مشروعية، بل تحميها بتشريعات خاصة تجعل الجرم إجراءً قانونياً سليماً لا يعاقب مرتكبه، ولعل هذا ما أشار إليه وزير المالية علي محمود بوضوح.. وهذا هو بيت الكلاوي الذي نريد أن نقتحمه في هذه الحلقة، ونفضح ممارساته بإلقاء مزيدٍ من الأضواء عليه، وهو عملية «تغييب وتعطيل قوانين حماية المال العام»، والإجهاز عليها.. كيف يتم ذلك وبأية وسيلة وما هي الممارسات التي حدثت فعلاً؟ هذا ما سنعرفه من خلال الأسطر أدناه:
رغم أنف الدستور
أما كيف يتم تغييب وتعطيل قوانين حماية المال العام، فقد حدثنا وزير المالية عن كيفية ذلك أمام البرلمان حينما بلغ لديه السيل الزبى، وظن ألا ملجأ ولا مناص سوى تبرئة ذمته مما يحدث أمام نواب الشعب، وفهم الكثيرون استنجاد وزير المالية بالبرلمان في إطار تبرئة الذمة واللجوء للرأي العام المحلي كآخر طلقة يدافع بها عن نفسه، رغم إدراكه التام أن البرلمان ربما أضعف من أن يقوم بمهمة إلغاء قانون التعاقدات الخاصة وإغلاق هذا الباب في وجه عمليات نهب المال العام المحصنة بالقانون.. فقد ذكر وزير المالية علي محمود أن القوانين الخاصة التي تشرِّع للتعاقدات الخاصة باتت فوق الجميع، ورغم أنف الدستور والقوانين، كما أشار لذلك وزير المالية تماماً في حديث «الضراع القوية» و «الأقوى» منها، وهي القوانين التي تبيح التعاقد الخاص، وتمكن أشخاص من التلاعب بالمال العام، وتمنع وزارة المالية من ممارسة دورها في المحافظة عليه وضبطه.
كشف التحايل
وثمة أسئلة ملحة تحوم حول هذا الملف الخطير نطرح منها: من أين استمد التعاقد الخاص «الضراع الأقوى» مشروعيته وصفته القانونية؟ وما هي دواعي وجود مواد قانونية «تمكن» للتعاقد الخاص؟ وهل ثمة حاجة ماسة لهذه التعاقدات المفضية للفساد؟ ومن كان وراء إقحام هذه المواد؟ ولأجل ماذا وكيف تم فيما بعد استغلال هذه المواد الخاصة بالتعاقد وتوسيع دائرة استثناءاتها؟ وكيف تم تجاوُز الشروط الخاصة بالتعاقد على النحو الذي أباحه قانون الخدمة المدنية لسنة 2007م؟
«1» تقول المادة «27» من قانون الخدمة المدنية القومية لسنة 2007م: يصدر قرار التعاقد من مجلس الوزراء بناءً على توصية من الوزير المختص.
«2» المادة 27/2 شروط التعاقد تكون مع السودانيين أو الأجانب لأداء مهام محددة تحتم الضرورة أداءها عن طريق التعاقد.
«3» المادة «4» من لائحة الخدمة المدنية القومية لسنة 2007م تنص على: «يجوز لمجلس الوزراء بقرار منه بناءً على ترشيح الوزير المختص وتوصيته ووزير المالية في حالات استثنائية، تعيين سوداني من ذوي التأهيل العلمي والخبرات الرفيعة أو النادرة بعقد خاص لأداء مهمة محددة لفترة أو فترات محددة، ويحدد العقد ما يمنح له من أجر وبدلات ومخصصات».
«4» قرار مجلس الوزراء 485/2004م الصادر في 16/10/2010م في شأن تحديد مخصصات وامتيازات الخبراء الوطنيين والمستشارين وأسس التعاقد الخاص، حيث نص في سابعاً بند رقم «4» منه على: «يكون تعيين مديري الهيئات والمؤسسات العامة الاقتصادية وشركات القطاع العام في المدة التي يتفق عليها وزير المالية والوزير المختص والأجهزة المختصة الأخرى».
مراكز القوة
سؤال يقفز إلى الذهن مباشرة وهو: لماذا اشتكى وزير المالية من التعاقدات الخاصة طالما أن القوانين واللوائح التي تنظمها تشترط مشاورة وتوصية وموافقة وزير المالية ومجلس الوزراء؟ وسؤال آخر يطرح نفسه أيضاً: هل يستطيع وزير المالية رفض أي تعاقد يرى فيه مخالفة وتبديداً للمال العام ويعرقل أداء وزارته في ضبط المال العام وحمايته من كباراللصوص؟ فإذا كان يستطيع ذلك فلماذا اشتكى للبرلمان؟ وإذا كان لا يستطيع فما فائدة النصوص القانونية التي تلزم الوزير المختص بموافقة وزير المالية ومشاورته في عملية التعاقدات الخاصة؟! إذن الصحيح أن وزير المالية اشتكى من مراكز القوى التي ربما «لوت» ذراعه القوية، وليس من خلل إجرائي في النصوص القانونية التي تنظم التعاقد، با عتبار أن مراكز القوة هذه صاحبة مصلحة في استمرار هذا الوضع الذي اشتكى منه الوزير وأعاق مهمته في منع لصوص المال العام من نهب خزينة الدولة.
تغييب وزير المالية
ويعزز النقطة أعلاه أن وزير المالية والمراجع العام كشفا أن كثيراً من التعاقدات الخاصة في المؤسسات والشركات والهيئات العامة تتم دون مشاورة مجلس الوزراء، مما يعني ارتكاب تجاوزات واضحة وصريحة لـ «المادة 27» من قانون الخدمة المدنية القومية لسنة 2007م وكذلك لائحة الخدمة المدنية.. ويبدو جلياً أن وزير المالية أيضاً بدا مغيباً في هذا الجانب ولم تتم مشاورته ولم يعتد أصحاب التعاقدات الخاصة برأيه مثلما يفعلون مع مجلس الوزراء، وإلا لماذا اشتكى للبرلمان .!!ففي مثل هذه الحالات يتم التعاقد بعيداً عن القانون وشروطه ولوائحه المنظمة، ويبدو المشهد هنا في قمة الفوضى والغوغائية التي تجعل الوزير أو المسؤول المختص يتصرف بسلطة مطلقة في «تمكين» الخبير أو المستشار «الوطني» من ناصية المال العام دون وجه حق، وفي تجاوز وإهدار واضح للمال العام.
نماذج من التعاقدات السرية
وطالما أننا نستعرض الآن أنماط وأشكال التعاقدات الخاصة التي طالب وزير المالية بإلغائها، يجدر بنا أن نشير إلى بعض النماذج من التعاقدات الخاصة السرية التي تبرم في الخفاء بين وزراء ومديرين أو خبراء، لتتجلى لنا الحقائق بشكل أكثر جلاءً، وخير مثال لذلك التعاقد السري الذي تم بين وزير الإرشاد والأوقاف الدكتور أزهري التيجاني ومدير عام ديوان الأوقاف الدكتور الطيب مختار، والذي تم إبرامه في 1/1/ 2009م بالخرطوم.. والطرف الأول فيه الدكتور أزهري التيجاني عوض السيد وزير الإرشاد والأوقاف وناظر عموم الأوقاف الإسلامية السابق.. والطرف الثاني الدكتور الطيب مختار الطيب أمين عام ديوان الأوقاف القومية الإسلامية، ومدة العقد عامان من تاريخ التوقيع عليه.. وقد اشتمل العقد على التفاصيل والمزايا التالية:
الأجر الشهري «20» مليون جنيه بـ «القديم» والأجر السنوي «240» مليون جنيه.
بدل عربة = «36» مليون جنيه.
العلاج = «60» مليون جنيه.
الإجازة = «20» مليون جنيه
عيد الفطر= «40» مليون جنيه
عيد الأضحى = «40» مليون جنيه
بدل السكن = «80» مليون جنيه
تأمينات اجتماعية = «80» مليون جنيه
الإجمالي = «596» مليون جنيه
ويشتمل العقد أيضاً على المزايا التالية:
«4» تذاكر سفر ذهاباً وإياباً خلال العام بدرجة رجال أعمال أو ما يعادلها نقداً.
تكلفة استخدام الإنترنت للاستخدام الرسمي والشخصي.
بدل مأموريات وتذاكر خارج السودان.
الحوافز وفق التطوير والاستثمار.
إعفاء من ضريبة الدخل الشخصي أو أية ضرائب أخرى.
عربة أو بدل عربة تقدره الإدارة، مع الوقود والتأمين الشامل والصيانة للاستعمال الشخصي والرسمي مع سائق.
ملاحظات حول العقد
and#1645; يلحظ أن العقد غير موثق بواسطة وزارة العدل.
and#1645; يلحظ أن العقد بدون شهود.
and#1645; في ثالثاً «م» نص العقد على: «لا يحق لأي طرف أن يكشف بنود هذا العقد أو أن يطلع أي طرف ثالث على محتوياته إلا بوافقة الطرفين.
تقرير سري
وقد جاء في تقرير سري أعده فريق من ديوان المراجعة القومي في 17 يناير 2012م بشأن التحقيق في تجاوزات مالية واعتداءات على أموال الأوقاف بالخارج، جاء فيه: «أفادنا أمين أوقاف الخارج السيد خالد سليمان إدريس بأن الأمين العام لديوان الأوقاف الطيب مختار يحتفظ بعقد عمله ولم يودعه الملف لوجود نص في العقد يشير إلى حق الاحتفاظ بالعقد بين الطرفين المتعاقدين فقط «وزير الأوقاف أزهري التيجاني والأمين العام لديوان الأوقاف الطيب مختار الطيب».
وكشف التقرير أنه في أكتوبر من عام 2011م خاطب ديوان المراجعة العامة القومي وزير الأوقاف والأمين العام لديوان الأوقاف، وطلب مده بنسخة من العقد، ولم يُستجب لذلك، وقد تمت المقابلة في مايو 2011م لذات الطلب. وأضاف التقرير أنه في يوم 21/12/2011م استلمنا من الأمين العام لديوان الأوقاف المكلف صورة من عقد الطيب مختار، وقمنا بمطابقته مع العقد الموجود بطرف وزير الإرشاد والأوقاف.
أخيراً
ثم يبقى أن نتساءل لماذا تخفي الأطراف المتعاقدة تعاقداً خاصاً كما في الأنموذج أعلاه هذه التعاقدات، وتضرب عليها سياجاً من التكتم حتى على ديوان المراجع العام رغم أن الأمر شأن عام ويخص الأموال العامة للدولة؟ أليس هذا دليلاً على شبهة الفساد والمخالفات والتجاوزات التي لا يريد أصحابها أن يطلع عليها أحد؟ والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه أحد، وهل نصُّ العقد الخاص على إخفائه وعدم السماح لأي طرف ثالث بالاطلاع عليه بدعة أتى بها أزهري التيجاني والطيب مختار وحدهما؟ أم أن كل العقود الخاصة تتضمن هذا الشرط «شرط التكتم» وإخفائه حتى عن المراجع العام ووزير المالية ومجلس الوزراء؟ أو ليس هذا شبهة فساد مفضوح ومتعمد؟!

«
------------------
حريات) تنشر ترجمة كاملة لأقوال الخليفي : خدمت جهاز الأمن وحادثة مسجد الثورة نتاج خدماتي
June 24, 2013

(حريات)
تداولت بعض المواقع مؤخراً وثيقة تابعة للخارجية الأمريكية أفرج عنها قبل سنوات بشأن حادثة مسجد الثورة الحارة الثانية التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية في فبراير 1994م والتي راح ضحيتها العشرات، ونفذها محمد عبد الرحمن الخليفي الليبي الجنسية مع ثلاثة سودانيين آخرين.
وكان الخليفي ومن معه قد أطلقوا النار على جامع أنصار السنة المحمدية أثناء الصلاة حيث قتل 16 مصلياً وجرح عديدون، وهزت الحادثة حينها الرأي العام السوداني، ولكن ظلت تفاصيل الحادثة خاضعة للكثير من اللغط، كما تم التعتيم الإعلامي على المحاكمة والتضييق على حضورها، وتم تعيين قاضٍ مقرّب من النظام في محاولة للتغطية على العلاقة التي تربط منفذي الهجوم بالنظام وأجهزته الأمنية.
ووفقا لموقع (انتل واير) فإن كاتب الوثيقة المفرج عنها هو السفير الأمريكي حينها دونالد بيترسون، وقد وجهها لوزارة الخارجية بواشنطن، مع صورة لسفارات بلاده في القاهرة والرياض وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا وأسمرا وباريس ولندن.
وكانت صحيفة (الراكوبة) بادرت بنشر جزء مترجم من الوثيقة، وهي عبارة عن تقرير حول بدء محاكمة المتهمين في مجزرة الثورة في يونيو 1994م.
وكانت الوثيقة مصنفة سرية وأفرجت عنها الخارجية الأمريكية في مايو 2007م، ونشرها موقع (انتل واير) الأمريكي المتخصص في قضايا الإرهاب والمخابرات والأمن القومي حينها، حيث نشرت الوثيقة وفقا لقانون الوصول للمعلومات الأمريكي. ولكنها لم تنتشر بين المواقع السودانية إلا هذا الشهر.
ويرى موقع (انتل واير) أن أهمية الوثيقة تكمن في أنها تدحض الفكرة الشائعة عن أن أسامة بن لادن تعرض لمحاولة اغتيال عام 1994م، بينما الوثيقة تؤكد أن الخليفي ومن معه كانوا أتباع لبن لادن، وإطلاق النيران الذي جرى كان بسبب خلاف حول (أخلاقيات الإسلام) “بين القاتل الليبي المسلح وأكبر زعيم إرهابي مطلوب في العالم”. فقد التجأ الخليفي لشيخه بن لادن طالبا النصح، وفوجيء بإدانة بن لادن لمجزرة الثورة، ثم بأمر بن لادن لحرسه بمنع الخليفي، ما فهم أنه يعني قتله، وبالتالي جرى تبادل النيران الذي أدى إلى مقتل البعض من الجانبين، ومن ثم القبض على الخليفي وتقديمه للمحاكمة.
ويرى موقع انتل واير في الوثيقة تكذيبا لما ظل يكرره رئيس حرس بن لادن علي محمد من أن الأول قد تعرض لمحاولة اغتيال في ذلك الحدث.
وتكشف الأقوال المنسوبة للخليفي والمرفقة في وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية عن مدى علاقة منفذي المذبحة بجهاز الأمن، وضلوع أشخاص سماهم كشرف الدين المختار المسئول في منظمة الدعوة الإسلامية، وغازي صلاح الدين العتباني وزير الدولة لشئون الرئاسة حينها، في تخطيط العملية وتنفيذها. كما تكشف دور الترابي وبن لادن في تغذية الكراهية ضد أنصار السنة في السودان والتحريض عليهم.
وتكشف الأقوال المزعومة للخليفي ضلوع رموز النظام حينها في تحريضه ومن معه ضد رموز المعارضة السودانية حيث خططوا لاغتيال كل من الصادق المهدي، عبد الرحمن الميرغني (ممثل السيد محمد عثمان الميرغني في الخرطوم) والمرحوم محمد إبراهيم نقد باعتبارهم (أئمة الكفر). وروى الخليفي اشتراك زملائه السودانيين في محاولة لاغتيال محمد عثمان الميرغني بالقاهرة أحبطها المصريون، كما روى اشتراكه شخصيا في محاولة لاغتيال الصادق المهدي في مسجد الأنصار بأم درمان، بيد أن الحراسة المشددة ووجود الشرطة حالا دون تنفيذ مخططهم. كما كشف تخطيطهم ثم تنفيذهم لاغتيال قادة جماعة أنصار السنة المحمدية وذكر أنه علم من بن لادن والترابي أن قيادات الطائفة، أبو زيد والهدية والناجي، ليسوا صحيحي الإسلام، وأن الطائفة عميلة للأسرة الوهابية الحاكمة في السعودية وللسفارات الصليبية.
ووفقا لأقوال الخليفي الواردة بنصها في الوثيقة، فإنهم ينتمون لتنظيم (جهاد السودان) ويعملون ضمن أجهزة أمنية بعضهم برتب معينة ذاكرا أنه رفض الرتب باعتبار أن جيش النبي محمد (ص) ليست فيه رتب، وقال إنه شرع في المجزرة بدعم من المخابرات السودانية، التي كانت على علاقة وثيقة مع بن لادن. وقال ان الهجوم على المسجد كان بأمر من قبل المسؤولين السودانيين وأقره بن لادن. وقال الخليفي إنه انضم لجهاز الأمن السوداني (بإخلاص وتفان شديدين، لم أكذب على أي من أعضائه وكنت لهم كأسامة بن زيد للنبي محمد. لقد خدمتهم بإخلاص وأطعت أوامرهم. إن حادث مسجد أم درمان هو نتاج لهذه الخدمات).
وتظهر الوثيقة غضب الخليفي من نسبته إلى تنظيم (التكفير والهجرة)، وينعت عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية حينها بالجاهل لتكراره تلك التهمة، وبالكاذب لادعائه أنه لم يقابله وأنه لا يعرف بيت الترابي، وقال إنه قابل عبد الرحيم مرارا في لقاءات اجتماعية بمنزل الترابي، وإنه يعرف منزل شيخه الترابي “مثلما يعرف الطائر عشه”.
وتؤكد وثيقة الخارجية الأمريكية المفرج عنها بأن سفارة الخرطوم لم تستطع الحكم على الوثيقة التي تحتوي أقوال الخليفي المزعومة، ومدى وثوقيتها، برغم قطع البعض لهم أنها أصلية وليست مزورة.
من جهته يذكر جي إم بيرقر الكاتب في موقع انتل واير في تحليله للمسألة إنه (يميل إلى الاعتقاد أنها أصلية). ويقول: (إذا كانت الوثيقة مزورة لأغراض سياسية، فهي غير فعالة تماما كأداة للدعاية. وعلى الرغم من أنها تورط بن لادن والترابي، فإنها لا تتهم الترابي شخصيا كمخطط للهجوم وتجعل موقف بن لادن غامضا، بما تذكره من حيرته الأخلاقية تجاه المجزرة. لذلك فهي لا تخدم أغراضا سياسية لأولئك الذين يعارضون بن لادن والترابي “مثل الطائفة الضحية”. ولكنها أيضا لا تبرئهم، إذ تضع الهجوم بشكل واضح جدا تحت قدمي المخابرات السودانية. ونظرا للغموض حول المسؤول، وباعتبار وفرة التفاصيل الإضافية فيها، فإن الوثيقة تشكل حلقة قوية من الحقيقة. ومع ذلك، ينبغي التعامل معها بحذر). مع الوعد بأن تواصل انتل واير INTELWIRE التحقيق في هذا الحادث.
(حريات) إذ تنشر ترجمة كاملة للوثيقة الطويلة والتي تحتوي على الأقوال التي يزعم أن الخليفي أدلى بها أمام الشرطة فور اعتقاله، تطالب كذلك بإدراج الحادث في مفكرة التحقيق والمساءلة القادمة بلا شك، هو وغيره من المجازر التي ارتكبها النظام أو حلفائه من الجماعات المتشددة في أماكن وتواريخ متفرقة، مثلا، مجزرة العيلفون للطلاب، مجازر السدود ككجبار، مجزرة بورتسودان، مقتل الطالب بشير، مقتل الفنان خوجلي محمد عثمان، وغيره من الجرائم الواضحة أو الغامضة والتي لم تبتديء بمجزرة الثورة ولم تنته بمجزرة جامعة الجزيرة هذا العام.
(نص وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية الصادرة في 1994م والمفرج عنها عام 2007)
(المصدر انتل واير- ترجمة حريات)
سري
من: سفارة الخرطوم
إلى: وزارة الخارجية، واشنطن
(والسفارات في القاهرة والرياض وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا وأسمرا وباريس ولندن).
الموضوع: بدء محاكمة القتلة المشتبه بهم في حادثة مسجد أم درمان
ملخص: بدأت محاكمة اثنين مشتبه بهما في مذبحة مسجد الثورة في فبراير 1994م. تقول أسر القتلى والجرحى وطائفة أنصار السنة التي ينتمي لها معظم الضحايا إن المتهمين يعملان لصالح حكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية، ويتهمونها بالقيام بالتغطية على ذلك. دوائر المعارضة تتبادل ما يزعمون أنه أقوال المتهم الأساسي للشرطة. وفي الوثيقة يقول إنه ارتكب جريمة المسجد بأمر الحكومة/الجبهة الإسلامية القومية، ولا نستطيع القطع ما إذا كانت الوثيقة أصلية. انتهى الملخص.
بداية المحاكمة
- بدأت في الخرطوم في 14 يونيو محاكمة الاثنين الناجيين من المتهمين في هجوم فبراير على مسجد أنصار السنة بالثورة بأم درمان، والذي قتل فيه 16 شخصا وجرح العديدون. ويزعم المدعى عليهما، وهما محمد عبد الرحمن الخليفي الذي وصفته حكومة السودان باعتباره قائد المغتالين، ومحمد الماحي، بأن المحاكم السودانية غير أسلامية وليس لها سلطة لمحاكمتهما. وقد رفضا التمثيل القانوني عنهما.
أسر الضحايا تتهم الحكومة/الجبهة الإسلامية بالقيام بالتغطية:
- أسر القتلى والجرحى وطائفة أنصار السنة التي ينتمي لها معظم الضحايا أعلنت مزاعمها بأن المدعى عليهما كانا عميلين لحكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية ويتحدثون عن قيام الحكومة بالتغطية. (ملحوظة: كان أنصار السنة الوهابيون والموالون للسعودية يعارضون الحكومة السودانية/ الجبهة الإسلامية القومية بشدة لمدة تزيد عن العام).
- في بداية المحاكمة هدد المحامون الذين يمثلون الجرحى وأسر القتلى بمقاطعة الجلسة إذا لم تفصح القضية عن الذين قاموا بتخطيط الهجوم في الحكومة/الجبهة الإسلامية القومية. وطالبوا بإحضار زعيم الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي، ووزير الدولة لشئون الرئاسة والقيادي بالجبهة الإسلامية غازي صلاح الدين العتباني، ورجل الأعمال السعودي المقيم بالخرطوم أسامة بن لادن للمحكمة. ولكن المحامين لم ينفذوا تهديدهم، حينما رفض القاضي طلبهم قائلا إنه لا يريد تسييس القضية.
- حالما بدأت المحاكمة تم اعتقال أحد المحامين الذين يمثلون الجرحى وأسر القتلى، وكان ذلك المحامي قد وكل أيضا عن معارضين للحكومة في عدد من القضايا، حيث اعتقل لساعات عديدة من قبل جهاز الأمن وتم ضربه، (اتهمه منسوب الأمن الذي ضربه بأنه أحرج الأمن في محاكمات سابقة بتقديم الدليل على التعذيب الذي تقوم به الحكومة) وعلى أي حال فقد استمر في تمثيل الادعاء بعد ذلك.
ترؤس قاض ينتمي للجبهة الإسلامية القومية للمحكمة:
- عينت حكومة السودان نائب رئيس القضاء عبد الرحمن شرفي، المقرب من الجبهة الإسلامية القومية، ليرأس المحكمة. ويذكر مراقبون عديدون أن تعيين مسئول في رتبته ليعمل كقاض رئيس في محكمة ليس أمرا معتادا. وقد ساهم تعيينه في التخمين أن هناك محاولة تغطية. ظاهريا فإن المحكمة علنية ولكن الأمن يقوم بتفقد بطاقات كل الحاضرين، ويثبط العديد من المعارضين من الحضور. والتغطية الإعلامية للمحكمة محدودة.
المعارضة تتداول أقوال منسوبة للمدعى عليه:
- مباشرة بعد اعتقال الحكومة للمتهمين، بدأت دوائر المعارضة في تداول وثيقة يصفونها بأنها الأقوال التي أدلى بها المتهم الأساسي للشرطة بعد اعتقاله.
- ووفقا لتلك الوثيقة فإن الخليفي اعترف بأن المغتالين الأربعة (اثنان منهما قتلا لدى اعتقالهما) ينتمون إلى جماعة إسلامية متشددة تسمى (جهاد السودان).

- وزعم بأن أربعتهم كانوا من المجاهدين الأفغان الذين تدربوا على يدي حرس الثورة الإيراني في وادي البقاع اللبناني قبل ذهابهم لأفغانسان في 1988م.
- وذكر بأن الأربعة كانوا من جماعة أسامة بن لادن الذي التقوه حينما كانوا مع المقاومة الأفغانية، وعملوا معه حينما جاءوا للسودان.
- وزعم بأن أربعتهم ينتمون أيضا لتنظيم أمني سوداني مرتبط بالحكومة السودانية، وبزعيم الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي، وبمنظمة الدعوة الإسلامية التي مقرها الخرطوم.
- وذكر أن أربعتهم أمروا من قبل أسامة بن لادن ومسئول بالدعوة الإسلامية باغتيال الصادق المهدي وغيره من قادة المعارضة السودانية. وذكر الخليفي بأن مجموعتهم خططت لقتل الصادق، ولكنها لم تستطع تنفيذ المخطط نسبة للحراسة الأمنية التي أحاطت به وقتها.
- وقال بأنهم بدأوا الهجوم على المسجد وفقا لأوامر صدرت من حكومة السودان، خصوصا وزير الدولة غازي صلاح الدين.
- لا يمكننا التأكد من وثوقية تلك الوثيقة، ولكن أحد الموثوق بهم من معارفنا قال إنه أخبر (*من قبل ضابط بالشرطة*) بأن الوثيقة أصلية. (*وكان الضابط*) قد تم رفته بشكل غير متوقع مباشرة بعد المجزرة. وهناك اعتقاد شائع داخل دوائر الشرطة بأنه أعفي لأن الحكومة تشك بأنه هو الذي قام بتسريب أقوال الخليفي المزعومة للمعارضة.
- ما إذا كانت حكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية ضالعة في المجزرة التي ارتكبت ضد جماعة دينية معارضة للنظام بشدة فإنه أمر لا يمكننا القطع فيه. ولكن المؤكد هو أن الأمر يشكل حرجا للحكومة/ الجبهة الإسلامية القومية، التي حولت التحقيق من أيدي الشرطة وسلمته لفريق خاص مكون من الأمن. وحينما نضع في الاعتبار علاوة على ذلك شخصية وسلوك القاضي الرئيسي، فإنه من غير المنظور أن تقوم المحكمة بتتبع دقيق لأي دليل قد يربط المغتالين بالنظام.
نص الأقوال المنسوبة للخليفي:
فيما يلي الأقوال التي أدلى بها الخليفي (المتهم الأساسي) لمخبري الشرطة:
الاسم: الخليفي
الجنسية: ليبي
الأقوال:
ياسر وعبد الباقي (ملحوظة: اثنان من القائمين بالاغتيال قتلا إبان اعتقالهما) شهيدان حقيقيان وسوف يجدان جزاؤهما عند الله. لقد كانا من أعز أصدقائي. لقد كانا من بين القلة من المسلمين الحق في السودان. ياسر كان واحدا من الذين شاركوا في انقلاب يونيو 1989. لقد كان هو الذي أوكلت إليه مهمة اغتيال الخائن عبد الرحمن سعيد، ولكنه وجد أنه قد اعتقل.
لقد التقيت بياسر وعبد الباقي أول مرة في سهل البقاع اللبناني. عرفتهما كمجاهدين من السودان وهما سودانيين حقيقيين لأبويهما وأميهما. وقد تلقينا تدريبنا العسكري سويا على يدي الحرس الثوري الإيراني في العامين 1987- 1988. بعد التدريب ذهبنا إلى بيشاور، بباكستان، ومنها للجهاد في أفغانستان. كان ياسر وعبد الباقي مجاهدين مخلصين وكانا يخططان لإيقاع عقوبة الكفر على محمدعثمان الميرغني (وهو الزعيم الروحي للحزب الاتحادي الديمقراطي المحظور حاليا والذي يعيش في المنفى غالبا في مصر) وقد قاموا بالهجوم على منزله ولكن أحد العملاء المصريين أحبط خطتهم.
ويعود لياسر وعبد الباقي فضل إنشاء منظمة نداء الجهاد السودانية. وقد قصدوا بإنشاء تلك المنظمة رضاء الله ونيل غفرانه فقط. وقد ودعتهما وهما في طريقهما لمناطق العمليات في الجنوب (أي جنوب السودان) ليقاتلوا الشيطان وجنود الكفر. وحينما عادا انضم ثلاثتنا لجهاز الأمن الثوري الإسلامي في قسم خاص يسمى “حركات التحرر الإسلامية” وكان المنسق هو المجاهد شرف الدين مختار، وهو مسئول كبير في منظمة الدعوة الإسلامية (هذه المنظمة الطوعية الإسلامية مقرها الخرطوم وتديرها الجبهة الإسلامية القومية) وهو كذلك ممثل الشيخ حسن الترابي في الأمن. كان ياسر برتبة ملازم وعبدالباقي كان عريفا. وقد رفضت أن تكون لي أية رتبة خلاف كوني جندي عادي، وقد أذن لي شيخي حسن الترابي بذلك محترما لرغبتي ومقرا لها، وكل ما في الأمر أنني اعتقد أن جيش النبي محمد ليس فيه رتب.
وحينما أراد شيخي بن لادن ذات مرة رجالاً جيدين موثوقين ذوي إيمان قوي للعمل معه، رشحت له ياسر وعبد الباقي ضمن 18 شخصاً آخر من بين أفضل المجاهدين من الصومال والجزائر ومصر. وحالما أحب ياسر وعبد الباقي شيخ أسامة، لأنه هجر الثروة والحياة السهلة وانضم للجهاد والسعي لنشر الإسلام.
لقد التقيت بشيخ أسامة أول مرة في بيشاور، بباكستان، ومرة أخرى عبر الشهيد بسام السوري الذي أقمت في بيته بالرياض حينما تركت زملائي الليبيين. وحينها قدمني بسام لشيخ أسامة. ومنذ ذلك الوقت صار شيخ أسامة بن لادن وشرف الدين (مسئول الدعوة) أعز الناس إليّ.
لم أكن أعرف عن مجموعة أنصار السنة السودانية إلى أن استمعت لشيخي الترابي وشيخي بن لادن. فعرفت من كليهما أن أبو زيد والهدية والناجي (وهم كبار قادة أنصار السنة) ليسوا مسلمين صادقين. وقد أثبت شيخاي الترابي وبن لادن أيضا بمالا يدع مجالا للشك أن أنصار السنة هؤلاء جواسيس للأسرة الوهابية الحاكمة في السعودية. إنهم عملاء للسفارات الصليبية. وهم على صلة بالسفير محمد صبري، سفير الأسرة الحاكمة في السعودية (محمد بن صبري سليمان صبري هو السفير السعودي في الخرطوم). وبعد ذلك عرفت أكثر عن فساد الأسرة الحاكمة في السعودية من شيخي بن لادن الذي ساعدني في العام الماضي 1993م على الذهاب إلى السعودية، باسم محمد عبد الرحمن، للقيام ببعض الأعمال ولمعرفة المزيد عن الوهابية وأنصار السنة.
وحينما عدت طلب مني شيخي أسامة بن لادن وأخي شرف الدين الإعداد لاغتيال بعض الرموز السياسية السودانية أمثال الصادق المهدي، وميرغني عبد الرحمن (ممثل عثمان الميرغني في الخرطوم) ومحمد نقد، لأنهم أئمة الكفر. فذهبنا بدون أي جهد منا للتخفي للمكان الذي يصلي فيه الأنصار عادة بأم درمان. ولكن مع الحراسة المشددة والأعداد الكبيرة من الشرطة التي تحرس المكان، لم نستطع تنفيذ خطتنا. وكان معي في هذه العملية أخي المجاهد محمد المنصور الذي جاء خصيصا لأداء هذا الواجب الإسلامي من معسكر أبو نعام. وقد ذهب محمد المنصور إلى أبو نعام مع 10 من المجاهدين الليبيين الآخرين من لواء الشهيد الليبي أحمد الأحوص. هذا اللواء يعمل تحت إشراف إبراهيم عمر. حينما كانت هذه المجموعة في الخرطوم نصحها أخي شرف الدين بمغادرة الخرطوم لأن السفير الليبي السابق رمضان بشير علم بشأنهم وبدأ في تعقبهم.
أقول لكم إنني انضممت لجهاز الأمن السوداني بإخلاص وتفان شديدين، لم أكذب على أي من أعضائه وكنت لهم كأسامة بن زيد للنبي محمد. لقد خدمتهم بإخلاص وأطعت أوامرهم. إن حادث مسجد أم درمان هو نتاج لهذه الخدمات.
ولتنفيذ عملية مسجد أم درمان قمنا باستئجار منزل بالقرب من أمبدة بغرب أم درمان. وقد ساعدنا ضابط من جهاز الأمن الإسلامي، تحت إمرة أخي غازي صلاح الدين، في استئجار المنزل. ودرج أخي غازي صلاح الدين على زيارتنا بين الفنية والأخرى في الساعات الأخيرة من الليل. وقد أخبرني في زيارته الأخيرة بأن الأخ شرف الدين سوف يأتي ليناقش معي الخطة. وهذا ما حدث وقبل 20 يوما من العملية تم إخباري بأن اثنين من المجاهدين السودانيين الذين أحبهما سوف ينضمان إلي في المنزل وأن ثلاثتنا سوف نقوم بتنفيذ الخطة.
أقول لك، إننا قد تعاونا بإخلاص مع قيادة الثورة الإسلامية وفقا للتعاليم الإسلامية. إننا لسنا قتلة ولسنا من منظمة “التكفير والهجرة” كما ادعى عبد الرحيم محمد حسين الذي لا يدري. هذا الجاهل أنكر معرفته بي، بالرغم من أنه كان يراني اجتماعيا في منزل الترابي. وكنت آراه يأتي كلما تحدث ضائقة. قال لي في المستشفى: كيف تقتل نفسا حرمها الله؟ وذكرت له أن الأمر أكبر من مقدراته على الفهم، واستشهدت بآية قرآنية تقول إنه ينبغي القضاء على المنافقين والكفار وذرياتهم كذلك. ولا أدري هل فهم ما عنيته أم لا. أقول لك يا أخي إنه لم تكن هناك مؤامرة كما يقول هذا الإعلام الجاهل بل طاعة لأوامر الله، نفذت في رابعة النهار ضد أناس عصوا الله وأوامر الرسول.
بعدما نفذنا عمليتنا اتجهنا وفقا لتوجيهات شرف الدين لمنزل خاص بمنظمة الدعوة الإسلامية في منطقة بالقرب من مايو جنوبي الخرطوم. حيث أمضينا ليلتنا هناك وفي اليوم التالي اتجهنا إلى منطقة بالقرب من الرياض (أيضا جنوبي الخرطوم) حيث منزل المجاهدين الليبيين، وذلك لمعرفتي بأخينا محمد المنصوري ورغبتي في إخباره بما قمنا به وطلب مشورته. لم نفكر أبداً في الهروب لأن المجاهدين الحقيقيين لا يفعلون ذلك أبداً. إنهم يحبون دائما ملاقاة ربهم. ولو كنا أردنا الهرب لكان ذلك هينا ولما كان أحد وجدنا. نصحنا الأخ المنصوري بأن نسلم أنفسنا ولكننا رأينا أن من الحكمة الذهاب لبن لادن الذي يقع منزله بالقرب من منزل المجاهدين الليبيين.
وجدنا بن لادن يجلس في كرسي في حديقة منزله. حينما رآني قال غاضباً “لماذا ارتكبت مثل هذه الجريمة؟ هذا ليس ما كنا نريد”، وذكرت له بأننا مجاهدين نعمل لتحقيق إرادة الله، وأن ما حدث كان إرادة الله وأننا كنا مدركين لكل العواقب. إنها حرب بين الإسلام والكفر سوف تؤثر على الجميع. غادر بن لادن حديقته ولدى دخوله للمنزل صرخ قائلا “أوقفوه”. علمت أن ذلك كان أمرا بالتخلص مني، لذلك بدأنا اطلاق النار وفعل حرس بن لادن نفس الشيء. كان هنالك ثلاثة إيرانيون ومصري يدعى جبر تعرفت عليه في بيشاور. قتلنا ثلاثة منهم. نزل أسامة بن لادن إلى الطابق التحتاني (تحت الأرضي) حيث يوجد مخبأ، أدركت ذلك لأنني كثيرا ما ذهبت لذلك المنزل. تلقيت إصابة من أحمد الجزائري وهو حرس لبن لادن تعرفت عليه في بيشاور. أحمد نفسه قتل عبد الباقي وجرح ياسر في قدمه. إنني اتهم شرطة البشير بقتله.
لقد جئنا أحمد وبن لادن وشخصي من باكستان للسودان معاً. وأعلم أن أحمد مجاهد صلب جيد التدريب، وقد تدرب على يدي المخابرات الأمريكية.
حتى أوائل العام 1983م أشرف شيخي بن لادن على 800 من المجاهدين العرب والأفارقة، تم تحضيرهم جميعاً لخدمة الثورة الإسلامية في السودان. إن بن لادن مربوط بشكل مباشر بالترابي وهو أيضا مسئول من الجهاد في مصر وليبيا وتونس والجزائر إضافة إلى موريتانيا. الحقيقة هي أن بن لادن استخدم ثروته من أجل الجهاد.
أريد أن أقول إن شيخي اتهمني بأني قاتل والله يعلم الحقيقة. إنني أقول ذلك لأرضي ضميري وفي نفس الوقت لشرح ما حدث لكي أموت بسلام.
وإذا كانت لدي أمنية، فإنني أتمنى أن أرى شيخ الترابي لأدافع عن نفسي وأدحض كل التهم التي وجهها ضدي الجاهل عبد الرحيم حسين، ومنها أنني لا أعرف منزل شيخ الترابي، إنني أعرف منزل شيخي كما يعرف الطائر عشه. الترابي رائد في الحركة الإسلامية العالمية وصانع الحركة الإسلامية الحديثة. لقد اتهموني بمحاولة قتل شيخ الترابي. هذه كذبة. كيف يمكنني أن أقتل رجلا بكل تلك الحكمة؟ إنني أقول إذا لم يختتم خط النبوة بمحمد، فسوف أقول إن الترابي هو نبي هذه الأمة. مشكلة الترابي هي أن المجتمع السوداني قائم على القبلية والطائفية. السودانيون يعرفون الإسلام عبر شيوخهم الذين يتجاهلون الإسلام الحق ويرتكبون كل أنواع الخطايا.
إنني مقتنع الآن أن هناك قادة إسلاميون في السودان ولكن لا يوجد مسلمون. لقد دهشت في البداية حينما وجدت أن بعض المجاهدين يكرهون نظام البشير ويصفونه بأنه غير أخلاقي، ولكنني الآن وجدت أنهم كانوا على حق. إنني لست آسفا على ما فعلته ولا على ما سوف يحدث لي.
ما الذي سوف تقولونه إذا ذكرت لكم أن بعض الإسلاميين الذين وثقت فيهم وشوا بأعمالي للسفير الليبي؟
انتهى النص
ملحوظة: النص الوارد بين الأقواس هكذا (**) نص مخمّن للربط، فالنص الأصلي محذوف لدواعي سرية متعلقة فيما يبدو بأسماء المصادر التي أمدت السفارة بمعلوماتها حول وثوقية أقوال الخليفي

Post: #218
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-27-2013, 10:57 AM
Parent: #217

الأمين العام للحركة الإسلامية ولاية الخرطوم: نتفق مع رأي البرلمان حول القرض الربوي


نقدر رأي مجموعة (السائحون) ولا حرج من دعوات الاصلاح
06-27-2013 08:20 AM

(سونا) أكد الأستاذ عبد القادر محمد زين الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم أنه مع رأي البرلمان إذا رأى في تقديره الضرورة القصوى للقبول بالقرض الكويتي لكهرباء شرق السودان.
أضاف في تصريحات محدودة بالبرلمان أنه يقدر رأي مجموعة (السائحون) وغيرها حول القرض ويستحق أن يُسمع لأنها مجموعات شاركت في جميع العمليات الجهادية، مؤكدا أنهم في الحركة الإسلامية بابهم مفتوح لمزيد من الحوار، موضحا بأننا نقصد بالشورى الالتزام بكل موجهاتها، وأضاف أن هناك عددا كبيرا من الإسلاميين خارج إطار الشورى وإننا في حاجة للمزيد من الحوار مع كل المجموعات التي تحسب على المشروع الإسلامي ، مطالبا بضرورة إعادة دراسة تجربة الحركة الإسلامية في جميع مراحلها من القرن السابق حتى مرحلة الإنقاذ حتى نستوعب كل الطاقات والإمكانات لمصلحة الدين والوطن.

وحول المذكرة التي رفعتها بعض القيادات الإسلامية لرئيس الجمهورية للإصلاح قال "لا حرج إن كانت هنالك دعوة للتصحيح". وعن مطالب النواب في جلسة البرلمان الذي أجاز قانون الخدمة الوطنية في مرحلة السمات العامة بزيادة فترة التدريب للخدمة الوطنية، قال إنه يقدر هذه المسألة ولا اعتراض عليها ولكن هذه تحكمها ميزانيات إضافية، مشيرا إلى أن فترة الشهر ونصف كافية وتؤدي الغرض المطلوب بدليل أن المجندين يطبقون البرنامج ويؤدون مناشط يعبرون فيها عن استيعابهم للأمر بصورة عالية، مؤكدا أن فترة الشهر ونصف تقدم فيها جرعات كبيرة من الثقافة الدينية والعسكرية والوطنية عبر معلمين وأساتذة أكفاء.
وفي رده حول عدم انضباط بعض مجندي الخدمة في بعض المؤسسات ، قال "نحن نريد من الجهات التي لديها مجندو خدمة وطنية أن تستفيد منهم بدرجة قصوى وأن لا تضيع الفرصة وسنعمل على التنسيق مع الجهات المخدمة حتى تُؤدى هذه الخدمة بوجهها الأكمل وأن لا يحدث أي تجاوز.

Post: #219
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-30-2013, 05:00 AM
Parent: #218

مجموعة (سائحون) تخرج عن الطوع June 29, 2013
(حريات)
أجازت مجموعة (سائحون) تعديلات فى قيادتها التى تسميها بـ(المنصة) أول امس ، كرست استقلاليتها عن المؤتمر الوطنى .
وبحسب موقع (سائحون) على الفيسبوك فان القيادة الجديدة

(1/ الامين العام : الاستاذ / فتح العليم عبدالحي ،

2/ نائب الامين : الاستاذ /عبدالقادر الطيب ،

3 / نائب الامين : الاستاذ / محمد عبدالله شيخ ادريس ،

4 / المقرر : الاستاذ / مجدي عوض ابشر ،

5 / امانة المال : السيد/ نزار عطا ،

6 / امانة الاعلام و الناطق الرسمي :الاستاذ / علي عثمان،

7/ امانة السلام والمصالحة الوطنية : المهندس/ عبدالماجد منصور ،

8/ امانة الاصلاح السياسي والدستوري : الدكتور / عصمت محمود ،

9/ امانة العمل الاجتماعي : الاستاذ / محمد احمد ابو سامي ،

10/ امانة الفكر والثقافة والهوية: الاستاذ / ابوبكر طاهر ابوبكر ،

11/ امانة الاصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية : الدكتور / اسامة عيدروس ،

12/ امانة حوار الاسلاميين : الاستاذ / عادل عبداللطيف ،

13/ امانة الولايات القطاع الاول : السيد /عثمان فقيري ،

14/ امانة الولايات القطاع الثاني: الاستاذ/ انور عوض ،

15/ امانة الولايات القطاع الثالث : الاستاذ / مختار حمزة ،

16/ امانة ولاية الخرطوم : الاستاذ /جميل الله عبدالرحمن ،

17/ امانة الفئات : المهندس/ غاندي معتصم.

18/ اعضاء منصة :ــ 1/ الدكتور / اسامة توفيق ، 2 / المهندس/ ابوبكر محمد يوسف ، 3/ المهندس/ هشام بابكر ، 4 / الاستاذ / بخيت ليلي ، 5/ الاستاذ / محمد صديق الشفيع ، 6/ الدكتور /خالد ابوسن).


ومما يؤكد خروج التشكيل الجديد لقيادة (سائحون) عن طوع المؤتمر الوطنى ، ان نافع على نافع قال فى ندوة للجالية السودانية ببكين ، بحسب ما أورد موقع (الشروق) …ان أحزاباً تبنّت في بادئ الأمر نظرة سالبة لـ”سائحون”، واعتبرتها مشروعاً مفتعلاً من الوطني لاستقطاب شبابها، خاصة بعد انضمام مجموعة كبيرة من شباب أحد الأحزاب لهذه المجموعة).


واضاف نافع (ومع مرور الوقت رأى ذلك الحزب أنه لا يستطيع إيقاف تدافع شبابه نحو (سائحون)، ولا يستطيع ضم المجموعة إليه، لذلك دفع بكوادر منه للمجموعة، للانحراف بمسارها بما يخدم مصالحه، وحاولت تلك الكوادر الحديث بأن (الوطني)لا يمكن الإصلاح من داخله، ولابد من طريق ثالث).



---------------


كمال عمر : نجحنا في إفشال زيارة نافع ونترصد ونلاحق قيادات أخرى من الحكومة خارجياً
June 28, 2013
(حريات)
قال الأستاذ كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي والناطق باسم تحالف قوى الإجماع ان المعارضة نجحت في إلغاء زيارة نافع علي نافع لواشنطن .
وأضاف في تصريح لصحيفة (السوداني) اليوم ، ان ( مجموعات الضغط من السودانيين والمعارضة بأمريكا شكّلت ضغطاً على مؤسسات اتخاذ القرار، ونجحت في منع زيارة نافع إلى الولايات المتحدة).

وقال ان قوى الإجماع تقوم حالياً بتنسيق كبير مع جميع السودانيين في الخارج لمحاصرة وترصّد المسؤولين الحكوميين : ( مجموعتنا بالخارج ستترصد وستلاحق بعض قيادات الحكومة بإجراءات جنائية ضد ما ارتكبته من قضايا جنائية بالبلاد).


وقال مراقب سياسي مطلع بان نافع يشير بتلميحاته الى المؤتمر الشعبى ، ولكن الحقيقة ان الامين العام الجديد للمجموعة (فتح العليم عبد الحى) من أعضاء المؤتمر الوطنى ولكنه عرف بالاستقلالية والنزاهة المالية مما يفقد نافع القدرة على السيطرة عليه وابتزازه ولذا لجأ الى اتهامه والقيادات الجديدة بالانتماء للمؤتمر الشعبى .

Post: #220
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-30-2013, 10:50 AM
Parent: #219



عصام البشير:

اطالب المسؤولين بالدولة بالتداول السلمي للسلطة،

وإتاحة الفرصة للأجيال الشابة لينالوا حظهم في إدارة مؤسسات البلاد،


نتمنى لحكامنا تقليد سنة قطر
06-29-2013 12:33 PM
الخرطوم: أنس الحداد:

طالب د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، الدولة بضرورة سد المنافذ التي يتسلل من خلالها الأعداء للبلاد حتى يتحقق الآمن والاستقرار في الولايات التي تشهد نزاعات قبلية وحروبات.

ودعا في خطبة الجمعة في مجمع النور بكافوري أمس، المسؤولين بالدولة للتداول السلمي للسلطة، وإتاحة الفرصة للأجيال الشابة لينالوا حظهم في إدارة مؤسسات البلاد، وقال إنّ احترام الناس للمسؤولين لا يأتي إلا بالتداول السلمي للسلطة، وأشار إلى أن العديد من الدول الغربية من بينها إسرائيل تسعى لخلق فوضى أمنية في الدول العربية لضمان استقرار شعوبها على حساب الدول العربية، وأشاد بتنحي أمير دولة قطر عن امارة الدولة وتسليمها لنجله، وقال: ما حدث في قطر نتمنى أن يكون سنة لحكامنا، وأضاف: نحن أحوج ما نكون لهذه السنة في المؤسسات كافة ويجب أن تشيع في كل الدول.

الراي العام



-------------



حسن زرق: ما في مذكرة تصحيحية رفعت للحزب أو لرئيس الجمهورية





06-30-2013 06:02 AM

الخرطوم- متوكل أبو سن

نفى القيادي بالمؤتمر الوطني د. "حسن عثمان رزق" ما تردد عن دفعهم بمذكرة إصلاحية لقيادة المؤتمر الوطني، ووصف ما تردد بأنه "كلام جرايد"، وقال في تصريح مقتضب : (لم ترفع أي مذكرة لا للحزب ولا لرئيس الجمهورية).
واستبعد "رزق" قيام أي مجموعة من قواعد أو قيادات الحزب برفع مذكرة إصلاحية للحزب أو لرئيس الجمهورية، وقال: (بحسب معلوماتي ما في مذكرة رفعت للحزب ولا للرئيس).

المجهر



-------------

هيئة دفاع (قوش) تتوقع رد وزير العدل خلال يومين.





06-30-2013 06:04 AM
الخرطوم : آثار كامل:

قال المحامي نبيل أديب عضو هيئة الدفاع عن الفريق أول صلاح عبد الله (قوش) مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، واللواء صلاح أحمد عبد الله المتهمين في المحاولة الانقلابية الأخيرة، قال إنّ هيئة الدفاع تتوقع الأسبوع الحالي رد وزير العدل على مذكرة الاستئناف التي تقدمت بها الهيئة عن المتهمين.

يذكر أنّ لجنة التحقيق التي كوّنها وزير العدل وجهت تهماً للمتهمين تتعلق بالجرائم الموجهة ضد الدولة وهي المواد (21/50/63) التي تتعلق بالاشتراك الجنائي وتقويض النظام الدستوري والدعوة لمعارضة السلطة العامة بالعنف والقوة الجنائية والمادتين (5 و6) من قانون الإرهاب.

الراي العام

Post: #221
Title: Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012
Author: الكيك
Date: 06-30-2013, 11:21 AM
Parent: #220

قيادي في ثورة الإنقاذ: قادة الإسلاميين حادوا عن الطريق

نشر بتاريخ الأحد, 30 حزيران/يونيو 2013 08:08
الخرطوم: الإنتباهة


عدَّد خبراء وإستراتيجيون عسكريون مواطن نجاح وفشل حكومة الإنقاذ الوطني في السودان التي يصادف اليوم الذكرى الـ «24»، منذ قيامها في الثلاثين من يونيو في العام 1989م. ودعا اللواء ركن «م» إبراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ، الحكومة لتغيير سلوكها مع الآخرين في ممارسة الحكم، منتقداً أسلوب الموازنات القبلية الذي انتهجته، وأكد إيدام لـ «الإنتباهة» أن الإنقاذ انتهت مبكراً بخروج العسكريين منها في العام 1993م حينما حُلَّ مجلس قيادة الثورة، مضيفاً أنها فشلت في أن تسكت صوت السلاح الذي جاءت من أجله، وخلقت هوة كبيرة في المجتمع السوداني، وفشلت في إحداث خروقات في القضية الوطنية بلم شمل القبائل وترسيخ عرى الوحدة واللحمة الوطنية ــ حسب قوله ــ

مشيراً بذلك إلى الحروبات المتأججة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. ولفت إلى الاختلال الذي أصاب الاقتصاد، وقال إنه إذا ما صرفت إيرادات البترول على الزراعة وحدها لكفت السودان ما أصابه من قحط اقتصادي وتردٍ في الخدمات. مؤكداً أن المدنيين من قيادات الجبهة الإسلامية حادوا بالإنقاذ عن الطريق، وأضاف أن العسكر لم يكن هدفهم الحكم وإنما جاءوا من أجل الإصلاح ومن ثم تسليمها لحكومة منتخبة من الشعب. وقال إيدام لا بد من أن تقوم الحكومة بـ «خطوات تنظيم» وتبدأ بالحكم بين الناس بالعدل في التنمية والمناصب وبقية مناحي الحياة


-------------

رفقاً بهؤلاء الشباب


الطيب مصطفى


نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 حزيران/يونيو 2013

08:34
أعلم يقيناً أنَّ الشباب المعتقلين فيما عُرف بخليَّة الدندر (الإرهابية) ارتكبوا خطأ فادحاً لكني أعلم كذلك أنَّهم شباب صادقون لم يفعلوا فعلتهم إلا اعتقاداً بأنهم يخدمون دينهم.
أكثر ما يشفع لهؤلاء الشباب أنَّهم في أعمار صغيرة تستحق التعامل الرفيق كونهم في طور التوجيه والنصح سيَّما وأنَّهم لم ينخرطوا في أفكارهم تلك إلا تأثراً بكتاب قرأوه أو شيخ استمعوا إليه أو درس تلقَّوه الأمر الذي يحتِّم علينا أن نمنحهم فرصة أخرى بل إن الأوفق أن يخضعوا لجلسات مراجعات فإذا كان من يرتكب ما يُدخل المسلم في دائرة الردة يُستتاب فمن باب أولى أن تُتاح الفرصة فيما دون ذلك من جرائم وموبقات.
إنني لأدعو الأخ د. عصام البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي أن يقود مبادرة للعفو عن هؤلاء الشباب فقد صدر عفو رئاسي قبل أشهر قليلة عمَّن قاموا بمحاولة انقلابية نزل برداً وسلاماً على المجتمع وأسهم في تضميد جراح كانت غائرة في صفوف الإسلاميين.
إن العفو قيمة عُليا قُرنت في آيات سورة آل عمران بالإحسان (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).


إني لأطلب أن يشمل العفو مَن تورَّطوا في قتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيلد وأن يُضم الفريق صلاح قوش الذي عُفِي عمَّن اعتُقلوا معه في نفس المحاولة الانقلابيَّة بل ليت العفو يمتدّ إلى جميع المعتقلين السياسيين وأن تعود الصحف الموقوفة إلى الصدور من جديد ف ssمن شأن إتاحة مناخ الحريات وإعلاء قيمة العفو أن يُشيع جواً معافى يرسِّخ السلام وينشر الفرح في أرجاء الوطن العزيز.
شباب خليَّة الدندر في حاجة إلى أن يعلموا أنَّ طاقتهم الإيمانية الهائلة أولى بها أن تُوجَّه لأعداء الدين جهاداً واستشهاداً فلو قرأ هؤلاء الشباب على سبيل المثال ميثاق الفجر الجديد وما ينطوي عليه من أفكار تنصُّ صراحةً على الحرب على الشريعة بل لو علموا أنَّ ما حدث في أب كرشولا من مذابح تعرَّض لها المُستضعَفون من الرجال والنساء والولدان هو ذات ما نصَّت عليه وثيقة الفجر الجديد وأنَّ مَن قاموا بتلك المذابح هم مَن صاغوا وأبرموا تلك الوثيقة ومَن تواثقوا على ميثاق إعادة هيكلة الدولة السُّودانية التي أُنشئت بموجبها الجبهة الثوريَّة السودانيَّة وقام عليها المشروع البكر مشروع السودان الجديد... لو علم أولئك الشباب ذلك لكان فعلُهم مختلفاً.
إنها طاقات إيمانيَّة هائلة أنا على يقين أنَّنا نحتاج إليها لنصنع بها سودان العزَّة والكرامة وهناك كثيرٌ من أمثال هؤلاء الشباب هاجروا طلباً لجهاد أعداء الله في الصومال ومالي بالرغم من أنَّ ما هاجروا إليه في الخارج موجود داخل أوطانهم وأولى