فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2012, 11:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012

    ترجمة النص الكامل لشهادة الدكتور حسن عبد الله الترابي أمام الكونجرس الأمريكي بتاريخ 5 ـ مايو ـ 1992

    د. الترابي:

    السيد: الرئيس السادة: أعضاء الكونغرس المحترمين

    بدأت العمل الإسلامي منذ الحياة الطلابية وانتقلت لبريطانيا ثم فرنسا. وقد ساعدتني الدراسة في أوربا في فهم وإدراك الهوية الإسلامية بصورة واسعة. وعندما التزمت بالعمل الإسلامي شاركت مع إخوتي وعدد من الأحزاب السياسية والهيئات بالدعوة لتطبيق الشريعة والدستور الإسلامي. ومن أجل هذا اعتقلت لمدة سبع سنوات في عهد النميري. وعندما ظهرت حركة المد الشعبي الإسلامي حاول النميري مسايرة الصحوة الإسلامية وتبنيها سياسياً وبذا أصبحت وزيراً للعدل.


    لم يسمح النميري لي بتطبيق البرنامج الإسلامي التدريجي وأسلمة القوانين والمؤسسات العامة، ثم اختلفنا وغدر النميري بنا وتم اعتقالي مرة أخرى .وعدت مرة أخرى وأصبحت أكثر نشاطاً في الحياة العامة وخلال العهد الحزبي وعند الحكومة الإئتلافية أعددنا القانون الجنائي الإسلامي. وعندما فشلت الديمقراطية في استقرار الحياة قام الجيش باستلام السلطة ووضعت تحت الاعتقال التحفظي لفترة قصيرة .لم آت لأمريكا بصفة رسمية ولكن حضرت للإدلاء بشهادة والحديث عن الأصولية الإسلامية التي أصبحت ظاهرة عامة. كما حضرت بهدف شرح ظاهرة الصحوة الإسلامية التي عمت أفريقيا والعالم الإسلامي. تقوم الصحوة الإسلامية على نقيض المجتمع الإسلامي التقليدي الهاجع الذي يحصر الدين في العبادة الشخصية.



    تتمثل الصحوة الإسلامية، والبعث الإيماني وإعادة صياغة السلوك الجماعي والفردي والتحرر الفكري وتكثيف النشاط الإجتماعي والسياسي لسد الفجوة الماثلة الآن بين المجتمع الإسلامي التقليدي والقيم الإسلامية العليا. بالرغم من ظهور الحركة الإسلامية في أفريقيا لكن من الأفضل فهم وإدراك الحركة الإسلامية بصورة شاملة خاصة بأبعادها العالمية، كما يجب النظر إليها كحركة متكاملة لتغيير كل المجتمع وليس مجرد حركة فردية أو حركة تغيير سياسي. ومن الأحسن الحكم عليها في إطار الصحوة الإسلامية التي نشأت منذ 40 عاماً ولكن العالم نظر إليها أخيراً .لقد شهدت معظم الدول الأفريقية وكل العالم الإسلامي حركات وطنية قادت الشعوب لنيل الاستقلال الوطني ولكنها اتجهت وجهة اشتراكية وعندما سقطت الشيوعية وفشلت في الوفاء بشعاراتها حدث اتجاه عام من المثقفين وعامة الشعب نحو الإسلام كمنهج حياة وطريق وحيد للتقدم والرخاء. ولعل الكثير من القطاعات السياسية والمدنية والعسكرية قد شملتها الصحوة الإسلامية الحديثة خاصة أن هذه الصحوة بدأت في وادي النيل مبكراً وبذا بدأ الإسلام في الظهور مرة أخرى .وحدث اتجاه في الحياة العامة لإحداث التأثير على الحياة السياسية وقد قوبل هذا الإتجاه برد فعل مضاد ولذلك اتجهت الحركة الاسلامية للقطاع الحديث المثقف الذي يعتبر أكثر إستجابة لروح التجديد وأكثر مناعة من وسائل الضغط .لقد بدأ التطور الطبيعي للصحوة الاسلامية فكرياً ونظرياً وفي نفس الوقت حدث تجديد للفقه التقليدي وظهر في هذا الجو فقه مثمر وكتاب وظهرت مجموعة صغيرة منظمة تعمل للإسلام . وعندما نضجت الحركة الاسلامية اتسعت شعبيتها وخلال فترة السبعينات أصبحت ظاهرة شعبية عمت كل أفريقيا ومن ثم امتدت للعالم الإسلامي .كما ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في قوتها ولكن أضحت أكثر وضوحاً في الانتخابات الحرة .



    وخلال الفترة الأخيرة أدى اهتمام وسائل الاعلام العالمية بالاسلام لتطور حركة البعث الاسلامي .الآن مازالت الحركة الاسلامية في غرب أفريقيا في مرحلتها الأولى. وتطورت في وادي النيل ونضجت لأنها نشأت منذ وقت طويل. في المغرب العربي والجزائر خاصة ظهرت الحركة الاسلامية كحركة شعبية والآن تمر بنفس التطور والنمو الذي ذكرته من قبل .بالرغم من أن الحركة الاسلامية معروفة ومنتشرة وذات ملامح عامة ومعروفة للعالم لكن هنالك ملامح ومميزات خاصة بكل حركة إسلامية على حدة ويعتمد ذلك على وضعها الخاص، وكلما كانت الحركة الاسلامية منظمة تظهر عليها الحداثة والعصرية والتطور التدريجي البطيء. الحركة الاسلامية مرفوضة دائماً من العلمانية التي تنادي برفض الوجود الاسلامي وقد أدى هذا لتماسك الحركة الاسلامية وتقويتها. ويمكن أن نقارن بين حالة المغرب العربي عندما أتاح فرصة للاسلام للتعبير عن نفسه أصبح الدين الرسمي في سياسة الدولة.



    وعندما حاولت الحركة الاشتراكية القومية جعل تونس بلداً علمانياً زاد ذلك من نشاط الحركة الاسلامية التونسية وعندما تقوى التقليدية فهي بصورة أو أخرى تعوق تقدم وتطور الحركة التجديدية ولكن الشيوعية والاشتراكية فرضت نفسها بالقوة وقد مهدت التقليدية الطريق لتطور الحركة الاسلامية. ونجد الآن الاسلام في عيون الجماهير وبدون منافس وعندما أعطيت الحركة الاسلامية الحرية تقدمت بطرح متقدم ومتفاعل مع الرأي العام ووجدت استجابة كبيرة للطرح الاسلامي وتبنت تطبيق الشريعة الاسلامية بصورة تدريجية حتى لا يحدث عدم استقرار في المجتمع ونستطيع بذلك تقديم نموذج مثالي للإسلام .


    وقد التزمنا التقيد الشديد باللعبة الديمقراطية. ولكن عندما كبتت وكبحت الحركة الإسلامية ولم تعط الزمن الكافي للتفاعل مع الرأي العام أدى هذا لظهور الفكر التجديدي ولأن تصبح حركة عاطفية تدافع عن قواعد الدين بدون برامج أو خطط. وعند الكبت والإضطهاد تنقسم الحركة الاسلامية لمجموعات صغيرة تسيطر عليها الروح الثورية توجد ملامح مشتركة بكل الحركات الاسلامية فهي في مجموعها حركات حديثة لأن قيادتها من الصفوة المثقفة المتعلمة ذات التفكير المتحرر وفي بعض المناطق نجد عامل التفكير التقليدي للاسلام وهذا في المجتمعات الملكية بينما نجد الحركات الاسلامية ذات تنظيم ديمقراطي ولاتتبع لقيادة روحية أو عدد من الاتباع بل ذات حرية ديمقراطية في تنظيمها الداخلي الذي يحاط بدرجة عالية من السرية حتى تحمي نفسها ضد القمع والاضطهاد .والحركات الاسلامية ذات تفكير عالمي في روحها وهذا بوعي قيادتها ونظرتها الشاملة للحياة .نجد في غرب أفريقية الحركة الاسلامية أكثر عالمية ونجدها أكثر وطنية ومنغلقة على نفسها في الجزء الغربي من شمال أفريقيا . لايوجد مركزية أو تنظيم عام مشترك لإدارة الحركات الاسلامية ولكنها تتصل مع بعضها عبر المؤتمرات وتبادل الفقه .

    وتعتبر الحركات الاسلامية التي سمح لها بتطبيق برامجها أكثر تطور وقد أدى هذا لتطور الطرح الإقتصادي الذي يستند على العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية العامة. ولانجد اتجاه نحو الاشتراكية والتأميم والسيطرة على الأسعار والطرح الاشتراكي على العموم. وفي الحقيقة النشاط الفكري قام كرد فعل ضد الشيوعية وأدى لتطوير النشاط السياسي وفرصة للتعبير عن رأي الحركة الاسلامية ويوجد اعتقاد راسخ في القانون الالهي والقانون الاسلامي والشريعة الاسلامية وليس هذا لاختبار قوة وهيبة الدولة إنما بمثابة الحد الأدنى الذي يجب التقيد به من جانب الدولة والحرية الفردية ليست رخصة بل هي التزام لكل الأفراد من عند اللل للتعبير عن استقلالية الفرد والمشاركة الفعالة بالرأي وعلى الدولة إعطاؤهم مزيد من الحرية والاستقلالية وللمجتمع في القيم الاسلامية ـ منفصلا ومستقلا عن الدولة ـ القيام بمهام عامة متعددة ماعدا التي تتمتع بها الدولة .


    وقد أكدت الممارسة السياسية بشدة على الالتزام الاخلاقي لمنع الفساد في إدارة الدولة خاصة في الانتخابات، والإسلام يقبل رأي الاغلبية في اتخاذ القرار عبر الإقتراع والمنافسة ولكن بفضل روح الإجماع ولو اختلف واحد فقط على الجماعة فهو يؤثر في الإستقرار السياسي للدولة بعيد عن الخلاف لأنه يمثل نظام جديد للتغيير الإجتماعي وفي أغلب الأحيان يخلق هذا مجتمع متسامح يرعى مصالح الاسلام ولايهدد استقرار الإفراد واحتمال النشأة الروحية للحركات الاسلامية ساعدت كثير في دورها المقدر في الحياة العامة وقد يأتي الوقت المناسب لكثير من الحركات الاسلامية في غرب أفريقيا للتأثير على الحياة العامة أو الحياة السياسية التي تحدثت عنها . أما بخصوص احترام الأقليات الأخرى التي لا تدين بالإسلام فلا توجد مشكلة إطلاق بين الحركات الإسلامية وبين الأقليات الأخرى. في الحقيقة عدم تطبيق الإسلام وغياب المجتمعات المسلمة خلق بعض المشاكل أو المخاوف لأن الإسلام أصبح طرح نظري بل ويقارن مع الديانات الأخرى بعيد عن التعاليم والقيم الاسلامية وهذا هو الذي يفرق بين المسلمين وغير المسلمين خاصة المسيحية والحركات الاسلامية، قامت بإعطاء مزيد من الحرية للأقليات وإذا رجعنا لسيرة وتأريخ الاسلام نجد أن هنالك حرية العبادة وممارسة الشعائر التعبدية كانت مكفولة بل أيض الحرية الثقافية وبصورة مقننة وشرعية. وفي هذا السياق وبلا مركزية قوانين الشريعة الاسلامية توجد استجابة لاختلاف الاقليات في مناطق مختلفة داخل القطر الواحد .

    الاسلام علمنا ليس تسامح الاقليات فحسب بل هنالك علاقة إيجابية ترتكز على العدالة والنزعة نحو الخير. تؤيد الحركات الاسلامية الانفتاح نحو العالم والاسلام دائم منفتح وقد تفاعل مع الثقافة الاغريقية والتقاليد الرومانية، والمسلمين المعاصرين تعلموا في الغرب وعلى إستعداد للتعامل والتعايش مع كل الثقافات العالمية وتوحيد كل الحضارات المختلفة والمنفذ أن المسلمين هم الوحيدون الذين يملكون هذه الروح الوسطية والحركات الاسلامية منفتحة سياسي نحو العالم وهي ليست قومية ضارة أو متعصبة لوطنها وربما يكون مرد ذلك لأن الاسلام لم يؤكد على الحدود الوطنية المغلقة بين الدول بل اعتبر كل المناطق التي يعيش فيها المسلمون هي عبارة عن رقعة واحدة مفتوحة للجميع ولهم حرية التنقل والحركة وتبادل المعلومات والتجارة .


    والاسلام لا يؤمن بهذه الحدود التي لم يرسمها المسلمون في يوم من الايام حتى تكون هنالك علاقات حميدة بين الأديان الأخرى ولا يكون هنالك تفريق بين المجتمعات بسبب الدين . الاسلاميون ينظرون للغرب كقوة مهددة لهم ونموذج منافس لهم ولكن هنالك قيم إيجابية عديدة في الاسلام وقد تطورت هذه القيم في الغرب كالحرية والمشاركة والحكومة الاستشارية وحقوق الانسان وحرية الملكية وعلى هذا السياق توجد أشياء مشتركة .حقاً كان في البداية النظر للغرب على اعتبار أنه قوة امبريالية تعمل على تطبيع الشريعة الاسلامية وأصبح هذا جوهر البعث والصحوة الاسلامية وبقدومها تطور الفكر والصحوة الاسلامية والقيم العليا الآن تعكف للنظر في إيجاد وتوجيه المجتمعات نحو المثل الاسلامية العليا وفي هذا الجانب السياسة الغربية مماثلة وتؤيد الأنظمة التي تكبت وتضطهد المسلمين وكما ينظر الغرب للديمقراطية بمكيالين خاصة عند تقدم الإسلام للأمام داخل الدول الاسلامية وينقلب الموقف من الحرية للكبت ولايسمح للحركات الاسلامية بحرية العمل في العملية الديمقراطية. الحركات الاسلامية تناصر كل الأصوات الاسلامية بالعالم وهي تأثرت نوعاً بالثورة الاسلامية الايرانية النموذج والثورة الشعبية السلمية بايران ولكن لم تتأثر بالنتائج الايجابية التي حققتها إيران وقد يصعب على إيران نقل نموذجها للدول الأخرى. علاوة على ذلك ايران لا تتمتع بنفوذ في أفريقيا مثل العرب ولكن مازالوا حاصرين أنفسهم في المؤسسات التقليدية كالمساجد والمدارس ولكنهم يقومون بتمويل الحركات الاسلامية بصورة أو أخرى، الحركات الاسلامية اهتمت بالقضية الأفغانية والتطور الذي حدث في دول آسيا الوسطى واعتبروا الاتحاد السوفيتي دولة امبريالية واهتموا كثير بانبعاث دول آسيا الوسطى من جديد .

    تهتم الحركات الاسلامية بقضية فلسطين وتعتبر بيت المقدس مركزاً من مراكز العبادة وهو بهذا يشكل هماً من هموم الاسلام. الآن يشهد المجتمع الفلسطيني صحوة إسلامية كبيرة وذلك نتيجة لفشل الحركة القومية الفلسطينية والعالم العربي في ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية .

    الاسلاميون أكثر ادراكاً ووعياً بالشئون الدولية والحياة العامة. وإذا نظرنا في العصر الحالي نجد القليل من الصحوة الاسلامية قد أخذت شكل الدولة الاسلامية مثلا ايران لم تكتمل التجربة بعد والسودان مثال آخر في افريقيا والسودان يحاول الآن تطبيق الشريعة الاسلامية على كل أوجه الحياة المؤسسات الديمقراطية ولكن ليس بنقل النموذج الغربي الذي انهار أكثر من مرة اثر فشله في تمثيل مصالح الشعب وتحقيق قيم المجتمع الاقتصادية . والدين هو مبعث رخاء وتقدم بالدولة لتكون أكثر مقدرة لتحقيق القيم الاجتماعية لتكون أقرب للقيم الدينية والسودان الآن يحاول أن يقدم نموذج للتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين . مشكلة الجنوب تشكل هاجساً مزعجاً للسودان وهي غير مرتبطة بالاسلام وقد تفجرت منذ عهد طويل نتيجة للتنمية غير المتوازنة بين الشمال والجنوب ونتيجة لأغلاق الجنوب لفترة طويلة جداً والآن عملية السلام مستمرة والأجندة المطروحة هي الفيدرالية واللامركزية السياسية والثقافية والقانونية والسودان عندما يستقر سوف يفجر طاقاته الضخمة .السودان بحكم الصحوة الاسلامية فهو مرتبط كثيراً بدول الجوار سواء في القرن الافريقي أو غرب أفريقيا أو وسط أفريقيا وقد قدم نموذجاً متطوراً للإسلام. وجذب انتباه كل العالم الاسلامي والمسلمين
    سيدي الرئيس :


    هذا هو الاطار العام للصحوة الاسلامية المعاصرة أو الأصولية الاسلامية لمن يريد أن يسميها ذلك .

    ديمالي: أشكرك د. الترابي ماهي الأصولية الاسلامية؟


    د. الترابي: في الحقيقة أن هذه الكلمة ليس لها مرادف في اللغة العربية والاسلامية، بل استخدمت لوصف ظاهرة المسيحية هنا بعد الحرب والرغبة في الالتحاق بالمقدسات أما هذه الحركة فيمكن مقابلتها بالنهضة الأوربية إذ أنه يجب ترجمة التجديد الفكري في صياغة المجتمع بصورته النشطة مما كان فيه من ركون واسترجاع معتقدات المجتمع المندثرة. لذلك لم تأخذ الكلمة مفهومها الصحيح الشاخص إلى الامام ولاهي متزمتة ولا رجعية .

    ديمالي: هل للحركة الاسلامية مبدأ سياسي للاستيلاء على الحكومات أو المشاركة في كل الحركات الديمقراطية في أفريقيا أو في أي مكان آخر في العالم؟

    د. الترابي: نعم طالما يتيح النظام قدرا من الحريات للتعبير والتنظيم فالاسلام يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاسلام، ولما كان المبدأ دينيا فهو لابد أن يأتي عن طريق الاستمالة والاقتناع ولما كان نموذج النظام الاسلامي لم يكن له سابق فاحتاج لبعض الوقت ليتطور النظام لذلك ترغب الحركات في العمل في جو سالم وديمقراطي للاسلام وتطبيق متدرج يقيم الاسلام .

    وعندما يكون الأمر غير ذلك تأتي المشاركة الفكرية الاسلامية غير ايجابية وذلك يؤدي لصور من الثورات. وفي كثير من الأحيان فضلت الحركات الاسلامية الصبر على المكاره ولم تجنح لإرهاب .

    ديمالي: هناك العديد من الادعاءات من دول شمال وغرب إفريقيا المجاورة لكم تشير لتعاون ايران معكم في مجالات التدريب العسكري والتمويل هل هذه التقارير صحيحة؟ وإذا كانت كذلك فما هى علاقة شمال افريقيا مع الحركة في ايران؟

    د. الترابي: جميل، لم تكن ايران في تاريخها قريبة من دول شمال افريقيا بصورة عامة ولما انفتحت ايران في علاقاتها الخارجية تعثرت علاقتها مع المملكة العربية السعودية، كما أنها انحازت للمغرب في قضية (البوليساريو) وفي هذا الاطار تقاربت ايران والسودان ـ ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس الايراني أعطت العلاقة بعدا أكبر . وبعض الدول التي تغير وتنافس ايران على أمن الخليج شعرت بأن هذه العلاقة تهدد وجودها لذلك هي تشيع هذه الإفتراءات. وفي الحقيقة لم تبد البروتوكول السوداني الايراني في التعامل التجاري والصناعي والبترول واستيراد المواد الغذائية .وليس هناك وجود لأي اتفاق عسكري لافي شكل خبراء ولاعناصر أدنى ولا دعم مادي للسودان كما يدعون. ولادعم للبنك المركزي ـ لكن يمكن أن يكون هناك اعتمادات في مجال التعاون السابق الذكر . وحتى في المجالات الثقافية فهى ضعيفة إذ أنه يوجد طلاب سودانيون بالباكستان والهند بأعداد تفوق أعداد الطلبة السودانيين بايران. لذلك العلاقات بين السودان وايران تجارية محضة .

    رونالد باين: السيد في نفس المحور هناك ادعاء بأن ايران تدرب عسكريين سودانيين، وأنا أعلم أنك لا تمثل الحكومة إلا أن الأدعاء يقول كذلك فكيف بدأت هذه الاشاعة ولاسيما أنك تنفي ذلك؟

    د. الترابي: لعل هذه الادعاءات جاءت من شمال السودان ذلك أن ايران تدرب قوات الدفاع الشعبي. وهذا الدفاع الشعبي ماهو إلا كالحرس الوطني عندكم هاهنا وبرنامج الدفاع الشعبي لإعادة صياغة الخدمة المدنية من الانضباط ولتطوير وترقية الاداء. وهي مسألة بدائية وأولية لا أكثر ولا أقل وأنا على ثقة أن السودان لايسعى وراء هذه الخبرة ولا ايران تمد السودان بسلاح وحقيقة أن السودان ليس في حاجة للتدريب على كيفية استخدام هذا السلاح .

    وأعتقد أن هذه الادعاءات هي جزء من الخلاف بين دول الخليج مع ايران فيما يختص بالأمن في الخليج ، إذ أن دول الخليج ترهب أن تقوم ايران بتنظيم أمن المنطقة مع جيرانها من الدول الأخرى. وطبع هناك من الدول العريقة التي نحن نرى أنها الآمن والأقدر على حماية الخليج ودويلاتها. وعلى هذه الشاكلة اتسعت دائرة تلك الاشاعات .

    رونالد باين: أشكرك. كذلك أفهم أن هنالك توتر في الخرطوم شمال وسط المسيحين الاقباط والكاثوليك ومجموعات أخرى على ماأفهم أنهم يقعون تحت طائلة التشريعات الاسلامية في المسائل الجنائية .

    د. الترابي: جميل، فيما يختص بالقوانين لم يتخذ القانون العام الدين كعامل تفرقة وطبع هناك مسيحيون بالعاصمة وفي المجلس الأعلى ومجلس الوزراء ودواوين الخدمة العامة والسلك الدبلوماسي، أما القانون الخاص هو الذي يؤسس على الدين ولكل مجتمع معتقداته وأعرافه التي يحكم بها . والقانون الجنائي اقليمي بمعنى أينما وجدت أكثرية مسلمة فالقانون اسلامي. وغير ذلك للمناطق التي فيها غير المسلمين أغلبية وإن كان بينهم مسلمون ولم يعرف السودان توتر بين الأديان قط بالرغم من أن المسيحين يأتون للشمال هرب من الحرب بالملايين وليس في اتجاه الخرطوم فقط بل إلى كافة أنحاء السودان. وكذلك هناك من يذهب إلى المناطق الأخرى هرب من الجفاف، وكل مايمكن أن ينشأ من توتر فهو في الغالب بسبب التداخل في المراعي بين القبائل الرعوية عدا ذلك فلايوجد أي توتر في المدن .

    رونالد باين: أخير ، هنالك عدد من المسيحين الذين يرغبون ويهاجرون لاستراليا وانجلترا ولاماكن أخرى ـ وكذلك أسأل عن السمعة السئية لسجون السودان، وأن هناك مسجونين بغير محاكمة وهناك مايسمى بسجون الأشباح التي تعتبر غير رسمية؟

    د. الترابي: نعم هناك عديد من السودانين يتركون مناطقهم نسبة للحروب ويلجأون لدول الجوار وغيرها وبعضهم إلى داخل السودان ولايجدون عداوة في ذلك اطلاقا . وأن السجن التحفظي في السودان نسبة للحفاظ على الأمن ومجابهة المشاكل الاقتصادية، وهو مسلك تسلكه كل الدول الأوربية آسيوية وأفريقية، وقد كان هذا النظام معمولا به على مر مختلف أنواع الحكم في السودان العسكري وحتى الديمقراطي. وذلك لمجابهة الأوضاع الطارئة، وبالمقارنة مع دول الجوار فوضع السودان أخف وطأة منها في هذا الشأن ولعل تلك الدول تتفوق على السودان بصغر حجمها وتناغمها القبلي أغلب على السودان كذلك . كماأنها لم تترك سدى بل تحملها التنظيم القانوني أذ أنه في قانون السودان لايجوز الحجز التحفظي فوق ثلاث شهور بعدها يؤخذ المتهم للمحاكمة كحد أقصى. وإذا حكم عليه تحسب له الفترة التي قضاها من قبل ثم يقتاد لسجن كوبر، ولايوجد الآن سوى عدد زهيد وقد سجنت أنا نفسي في هذا السجن عدة مرات والمعاملة فيه إنسانية للغاية .والبعثات الدبلوماسية متاح لها تفقد المحتجزين، ولما مر السودان بالتواترات السياسية وأدخل عدد منهم السجن المركزي بكوبر أشيع عن سوء معاملتهم .وكما ذكرت الآن من حق أي مسجون أن يسأل عن سبب احتجازه أمام القضاء وهم كفيلون بانصافه، ومن حقه الإستئناف أمام القضاء أيض ويمكن أن يفعل ذلك خلال الثلاث شهور .

    مستر هاوارد ولبي: السيد ... أشرت لمسألة الحجز التحفظي وقلت أنها نتيجة وليست سبب المشاكل التي حدثت في السودان . د. الترابي من المعروف أنك القوة المحركة من خلف البشير في السودان، وملف السودان من أسوأ ملفات حقوق الانسان في أفريقيا وبالتالي العالم وحسب علمي أنك اعتمدت في مصادرك على عمل قمت به أنت، لذلك أود أن أسمع منك استيضاحاً لماذا منظمات حقوق الانسان ( ) مازالت تقاريرها تشير لوجود سجون سرية والتي أشار إليها البعض الآن بانها (سجون الاشباح) وأن كثير من مرتادي هذه السجون قد ماتوا. إذن كيف يتسنى لك الدفاع عن سجل حقوق الإنسان في ظل حكومتك الحالية.؟

    د. الترابي: مع احترامي فيما يتعلق بموقعي الشخصيي عضو الكونجرس المحترم أولا لا أصف نفسي كقوة محركة من خلف عمر البشير إلا أنني شخصية إسلامية وهناك حكومة قائمة ..

    ولبي: (مقاطعاً) أسمح لي لا أريد المقاطعة بل أريدك أن تعلق على الموضوع وشخصيتك ليست الموضوع إنما الموضوع هو سجل حقوق الإنسان .

    د. الترابي: نعم هذا صحيح سأعود لصلب الموضوع فمهما يكن من أمر فسجل حقوق الإنسان في السودان لايمكن مقارنته 20 ـ 30 سجين سياسي في السودان مع 000 . 50 وأكثر في أي دولة من دول شمال أفريقيا من ذلك أقصد أنه لا يمكن أن يكون أسوأ سجل في حقوق الإنسان إطلاقاً هذه واحدة .

    ولبي: (مقاطعاً) هذا يعني أنكم تخرقون حقوق الإنسان لأن غيركم يفعل ذلك؟ هل هذا ماتقصده؟

    د. الترابي: السيد العضو المحترم أنت تقول عندنا أسوأ سجل لحقوق الإنسان وأنا أعقد لكم مقارنة .

    ولبي: إنني كثير الرغبة لتفسيرك حول التعذيب والقتل والفصل من الخدمة المدنية والعسكرية بالآلاف وذنبهم أنهم لا ينتمون لكم (الجبهة القومية الاسلامية) وفي تصوري أن هذه التصرفات في حقوق الانسان والديمقراطية لا تغتفر للسودان كيف تفسر ذلك؟

    د. الترابي: فلننتقل لنقطة أخرى طالما اقتنعتم أن سجلنا في حقوق الانسان ليس هو الأسوأ .

    ولبي: إنني لم أقتنع بذلك .

    د. الترابي: آسف لأنك أشرت الى أنه الأسوأ وكنت أنا أحاول عقد مقارنة لكن لابأس دعني أسلط الضوء دون مقارنة .

    الآن السودان يستضيف حوالى مليون لاجيء وأكثرهم غير مسلمين ولو كان هناك أي عداء ديني لظهر ذلك جلياً ومن النادر أن تجد بين الدول اليوم من يستضيف مثل هذه الاعداد من اللاجئين، وهذه كلها يجب أن تحفظ في سجلنا لحقوق الإنسان .

    حقيقة يوجد هناك تطهير من الخدمة المدنية الذين يربو عددهم على الخمسمائة الى سبعمائة وخمسين ألف شخص، ثم تطهير حوالي ألف من كل هذه الأعداد، ولعلها ظاهرة مألوفة بمجيء أي نظام جديد لوضع رجالاته في الوظائف الحساسة ومع ذلك هذا البرنامج التطهيري، والجميع الآن يتمتع بحق التوظيف في القضاء والخدمة المدنية..الخ .

    ولبي: هل تحاول أن تفهمنا الآن وبصدق أنكم لا تبذلون جهدا لفرض توجه اسلامي على السودانيين عامة وهل هذا ماتريد أن تقوله لهذه اللجنة؟

    د. الترابي إذا كنت تقصد الاسلام كقيمة دينية فإن الإسلام لايعترف ولايولد العنف والإرهاب، لذلك الإسلام لايقبل أن يفرض على الناس بالقوة .

    ولبي: ألم يكن هناك جهد لتأهيل المجتمع السوداني لتطبيق القوانين الاسلامية في السودان ؟

    د. الترابي: بل كان بالطبع.. وهناك منظمتان خاصتان تعملان في السودان بين 15 ـ 20 كنيسة في السودان هذا يعني أن السودان قطر مفتوح لكل الديانات بما في ذلك الكنائس التابعة لأمريكا .

    ولبي: لذلك كل هذه المنظمات وحكومتنا الأمريكية لم تصب الحقيقة فيما يخص حقوق الإنسان في السودان ولم يتم تعذيب الناس، ولم تقس حكومتهم عليهم لسبب ديني أو سياسي، والمواطنون في السودان أحرار في حركتهم دون وجل من أفراد حزبك السياسي؟ هل هذا ماتحاول أن تخبرنا به؟ وكل هذه التقارير من فراغ؟

    د. الترابي: كل الدول التي اختارت أن ترسل مبعوثيها من أفراد البرلمان البريطاني والأوربي وأتوا بأنفسهم ليروا ويتحققوا من هذه الاشاعات وهى أصلا للتحفيز السياسي قد خرجوا من السودان بفكرة مختلفة تماماً عن ما أشيع وانطباعاتهم المسجلة تشير لذلك .

    كما أتيحت فرصة لأفراد من البرلمان الأوربي لمقابلة السياسيين المعارضين الذين هم أحرار في السودان يقابلون الصحفيين والاذاعات العالمية ـ وكذلك بعثة البرلمان البريطاني التي زارت السودان خرجت بفكرة مغايرة لكل الاشاعات التي تطلق وهذا ماأخبروني به بأنفسهم

    ولبي: قلت في مركز الدراسات العالمية الاستراتيجي بواشنطن أنه لم تقم أي مظاهرة شعبية منذ تولي البشير السلطة الاسلامية في السودان .

    فهل يمكن توضح لنا ظاهرة حظر التجول ـ إغلاق الجامعات عدة مرات والمحاولات الانقلابية لأكثر من مرتين منذ تولي البشير الحكم، والتقارير السيئة لحقوق الانسان المستمر في السودان؟

    د. الترابي: حسناً هناك سياسات اقتصادية جديدة فرضت لذلك كان لزاماً على الحكومة تنفيذ هذه الاصلاحات بالقانون، ولم يكن هناك سوى التشريعات لتغيير القطاع العام للخاص. وكان أيضاً لابد من السيطرة على الأسعار وهذا يحتاج لبعض القوانين وتحرير الاقتصاد، وأشرت إلى أنه لم تكن هناك أي حركة شعبية نسبة لتقبل الناس لهذه الإجراءات .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعات عدة مرات ولماذا حظر التجول؟

    د. الترابي: حسناً الجامعات في العالم الثالث .

    ولبي: (مقاطعاً) أنا لا أتحدث عن جامعات العالم الثالث بل عن السودان؟

    د. الترابي: أنا كنت طالباً بفرنسا والطلبة هناك كانوا يقودون أعمالاً مماثلة وتغلق الجامعة لمثل هذه المظاهرات وصدام مع البوليس عدة مرات .

    ولبي: إذا كل شيء يدعم نظامك إذن كان الطلبة يتظاهرون تأييداً لسياساتك؟ هل هذا ما تريد أن تخبرنا به؟

    د. الترابي: أنت محق في ذلك ظل طلاب الجامعات إسلاميين منذ بداية السبعينات، وكل الاتحادات كانت إسلامية والتصويت في صالح الإسلاميين دوماً .

    ولبي: إذن لماذا أغلقت الجامعة إن هي كذلك؟
    د. الترابي: سأجيب إذا سمح لي عضو الكونغرس المحترم بدقيقة. رأت الحكومة أن نظام الجامعات في السودان محدود إذ أنه لا يمكن أن تبعث الحكومة بالطلبة إلى الخارج وهى قد أنشأت العديد من الجامعات، وكذلك كانت جامعة الخرطوم بالذات تأوي كل الطلبة حتى الذين يسكنون الخرطوم. لذلك غيرت الحكومة هذه السياسة والآن تمنح الطلبة المحتاجين لذلك فقط دون سائر الطلبة، ولم يرض بعض الطلبة أن يحرموا من تلك الإمتيازات التي اعتادوا عليها طيلة هذه السنين، وكان من الأجدى إنشاء جامعات أخرى لعدد آخر من الطلبة عوضاً عن الصرف على جامعة واحدة، تلك هي أسباب إغلاق الجامعة .

    فيما يختص باللاجئين السياسيين، فهذه ظاهرة لازمت حتى الفترة الديمقراطية والعديد من الجنوبيين رفضوا المشاركة في الحكم الديمقراطي وظلوا خارج السودان، ويعلنون عن اتجاهات مختلفة لحل مشاكل السودان، وهذه ظاهرة عند كل دول العالم .

    واليوم في السودان رئيس الوزراء السابق وزعيم الأغلبية في البرلمان السابق يتمتعون بكامل حريتهم في السودان ويقابلون الصحفيين والإذاعيين العالميين وتذاع مقابلاتهم وتنشر مقالاتهم. وكذلك رئيس الحزب الشيوعي .

    ولبي: بالرغم من أنني استنفدت وقتي إلا أنني أود أن أشكر السيد المدير وأن يسمح لي بثلاث أسئلة مباشرة .

    منذ يناير تعمدت حكومتكم ترحيل نصف مليون من الخرطوم لأقصى المناطق الصحراوية بالقوة حيث لا بنيات أساسية للإعاشة بينما سمحتم للإسلاميين فقط للعمل في وظائف المبعدين فما هي ملاحظاتك عن هذه السياسة؟

    د. الترابي: تحدثت عن من هجروا إلى أواسط الصحراء هذه طبعاً دعوى غير واقعية إنما رحلوهم للمنطقة الصناعية بالخرطوم بحري .

    ولبي: لا يوجد فيها البنيات الأساسية للإعاشة .

    د. الترابي: جيد، الآن نتناول هذا الأمر بعد أن استجلينا أمر أواسط الصحراء! أولا .

    ثانياً ليست هناك بنيات أساسية كما في مكانهم الأسبق لا إمداد ماء ولا كهرباء. أما المنطقة الجديدة فهى شاسعة ويمكن أن يبنوا فيها منازلهم ثم يصلهم إمداد المياه والمدارس وهو لا شك أفضل من مكانهم ذي قبل .

    ولبي: لقد سمعنا هذا الحديث قريب في ..

    د. الترابي: نعم سأجيب على سؤالك. فيما يختص بتخصيص المنظمات الإسلامية بالعمل فهذه ليست حقيقة أيها العضو المحترم، ولعل مجلس الكنائس السوداني هو أحد هذه الأربعة والأخرى الهلال الأحمر المقابلة للصليب الأحمر في بعض الدول الأخرى وهي وكالة غوث حكومية وهذه المنظمات ليست لها علاقة بالعمل الإسلامي ولا المسيحي، وهناك وكالات غوث أفريقية وللحقيقة هذه المنظمات تدار بواسطة مسلمين إلا أنها وكالات غوث وليست بعثة تبشيرية، وهناك بعثات مشابهة لبعثات وجمعيات الكنيسة وهي ليست تجمع جمعيات تبشيرية سودانية مثل مجلس الكنائس السوداني . هذه هي الوكالات الأربعة المعتمدة لدى الناس بالاغاثة .

    ولبي: حديثك الآن يختلف تماماً عما وردنا في بعض التقارير الدولية التي لا تطابق أقوالك .

    عندي سؤالان آخران السيد المدير لو أمكن وبعدها ساغادر وستخلص منى ...

    ديملي: أنا لا أريد أن أتخلص منك بل أريدك أن تجلس وتستمع

    ولبي: أشكرك، قلت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدوليه هنا في واشنطن أنه في تصوراتك أن المرأة السودانية مكرمة في ظل نظام عمر البشير. إنني أبدي أستغرابي كيف توفق بين حقيقة أن (إتحاد المرأة السودانية) كأكبر تنظيم نسائي قد حل والعديد من النساء حرمن من مغادرة البلاد بدون محرم وكذلك منعت المرأة من الخدمة المدنية ؟

    د. الترابي: حسن، فيما يختص بشأن المرأة في السودان، أولا غير صحيح أن المرأة منعت من الخدمة المدنية، فهن مازلن مديرات، وزيرات، عضوات برلمان .

    ولبي: السيد رئيس الجلسة معذرة أدري أنني أخذت الكثير من الوقت الإضافي وجاءت أسئلتي منفعلة لأنني أعلم أن هناك الكثير والمحزن في السودان والحكومة السودانية التي يقف وراءها هذا الرجل .

    كما أنني وجل أن يأخذ الناس بشهادة هذا الرجل خصوصاً للذين ليست لديهم خلفية عن السودان وحكومته المتورطة في الإرهاب داخل وخارج السودان والتي لاتراعي للإنسان حقوقاً والتي تمنع غوث المدنيين في جنوب السودان الذين تشن عليهم الحكومة الحرب .

    وهذه الحكومة ليس لدى الولايات المتحدة ما تفعله حيالها، أشكرك أيها الرئيس .

    (تصفيق من بعض الحضور).

    ديملي: يجب أن يعلم أن النظم هنا تمنع أي إزعاج للشاهد، ولو استمر هذا الإزعاج يجب علي الضيوف مغادرة القاعة نرجو الالتزام .

    د. الترابي: أود أن أقدم دعوة لكل من يهتم بالسودان لزيارة السودان بصورة رسمية أو بصفة شخصية ليقف على هذه المعلومات من مصادرها الأولى بدلا من مصادر أخرى مغلوطة في معظم الأحيان. (أشكرك أيها الرئيس).

    ديملي: أبدي أسفي وأمتعاضي لمغادرة العضو السابق بعد ما استطال في أسئلته وكان من المفروض أن يسمع لبقية أسئلته وربما هناك من يختلف معه في الرأي .

    أتاح الرئيس الفرصة للسيد قلمان

    قلمان: أشكرك السيد ديملي لتنظيمك هذه الجلسة حتي نستطيع فهم مشاكل شمال أفريقيا كما أنني أود أن أرحب بدكتور الترابي مرة أخرى وكان لنا شرف اللقاء في الأيام القلائل السابقة. ونرحب بك مرة أخرى في هذا الإجتماع، د. الترابي وضعك (أصولي) هل ذلك حقيقة، وأنك حقيقة صانع السياسة السودانية اليوم بوصفك رئيس المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لم أدخل في مضمار صناعة القرار السياسي اليوم في السودان، إنما أنا مفكر إسلامي وكتاباتي وأفكاري الإسلامية تلبي طموحاتهم لتجسيد الإسلام في حياتهم الخاصة والعامة بصورة عامة، وتأثيرنا بالطبع يمتد في أفريقيا والشرق الأوسط وهى منطقة انتمائنا .

    قيلمان: ماهو دورك في المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لا أعلم شيئاً عن هذا المجلس الأربعيني، بل هناك برلمان تشريعي، ومجلس وزراء السلطة التنفيذية ومجلس قيادة الثورة الذي يرعى ترتيباتها الدستورية. هناك ادعاء بوجود مجلس أربعيني سري وهي دعوة غير حقيقية حسب علمي .

    قيلمان: بالطبع ستدعي أنه لايوجد مايسمى بالمجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: ربما يوجد مجلس أربعيني إلا أنني لا أدرى عنه شيئاً ، إلا أنني لا أعلم عن ذلك شيئاً وبكل ثقة .

    قيلمان: هل لك يد في صنع القرار في السودان .

    د. الترابي: لا ولا في الحياة العامة، إلا أننا نتابع الأوضاع بحكم أن كل القادة السياسيين عليهم المشاركة في هذا النظام حتي يتم الاستقرار في السودان وتذويب كل الخلافات السياسية .

    قيلمان: أنت مصنف في بعض الأحيان أنك المعبر عن الصحوة الإسلامية التي تعم شمال أفريقيا هل هذه حقيقة ووصف منطبق عليك ؟

    د. الترابي: بحكم انتمائي لتلك المنطقة العربية و الأفريقية الإسلامية وبحكم أنني عامل ومفكر لدين الإسلام فأنا رقم فيها .

    قليمان: هل يتلقى رئيس السودان أي توجيه أو نصح منك ؟

    د. الترابي: لا أفعل ذلك لإنني لا أملك أن أتقدم له بذلك .

    قيلمان: هل لك علم بالعلاقات العسكرية بين الحكومة السودانية وإيران ؟

    د. الترابي: من السهولة أن يعلم الإنسان عن شىء من هذا القبيل لأن المجتمع السوداني متفتح، بل ومن الصعوبة أن تحافظ الحكومة على سر كهذا، ولا أحد في السودان يعلم عن هذا الاتفاق العسكري بالتأكيد، ولم ير أي شخص أي وجود لخبراء عسكريين أو أسلحة إيرانية في السودان لأنها تمر عبر الأراضي السودانية من الميناء خلال ترحيلها .

    قيلمان: ماذا عن إمداد السودان بالاسلحة الإيرانية، هل تعلم عن ذلك شيئاً ؟

    د. الترابي: أنا لا أعلم عن ذلك شيئاً وحسب ما عرفت أن السودان لايشتري أسلحة من إيران إنما من الصين وبعض الدول العربية .

    قيلمان: أمامي الآن دورية أسبوعية ( ) للتحليل العسكري حول الإمدادات في العالم الصادرة بتاريخ 9/5/1992م والتي تقول (ولقد تم تسليح الجيش الحكومي الجديد من الممول الجديد بالسلاح للسودان وهو إيران. تقول مصادر في القاهرة أن سفن محملة بآلاف الأطنان من السلاح بدأت تصل السودان منذ أغسطس واستمرت حتى سبتمبر وقد جلبت خمس طائرات مقاتلة طراز F -6 الصيني لسلاح الطيران السوداني وقد دعم الجيش السوداني بأسلحة خفيفة تكفي لتسليح ثلاث وحدات مشاه خصصت لحرب جنوب السودان. وفي أواخر العام السابق وصلت شحنة أخرى وكلها من إيران بالإضافة لشحنة منتصف ديسمبر كمية غير محددة من الأسلحة الخفيفة الصينية وذخيرة بسفن إيرانية لبورتسودان وكذلك 159 طن شحنة ذخيرة في نوفمبر السنة السابقة وأخيراً رفضت الصين مد السودان بالمزيد لأن السودان لم يستطع أن يدفع ما عليه من نقود .

    دعمت ايران هذه الصفقات ورفعت قيمة الدعم إلى400 مليون في ديسمبر الماضي كما ستمد ايران السودان ب 000ر100 طن من البترول شهري لاعتماد قدره 300 مليون دولار. وصف هذا الدعم أنه دعم طويل المدى. كما أن حوالى 1000 -2000 من الحرس الثوري الإيراني لتدريب الجيش السوداني في حين أن طهران تقلل من أعداد الحرس الثوري الإيراني في لبنان .

    هل لك علم بكل هذا؟

    د. الترابي: طالما هذا التقرير من القاهرة فهو غير مدهش ولعل هذه التواريخ كلها قبل زيارة رفسنجاني ولم يكن بين السودان وإيران أى تعاون للمساعدات ولا بروتوكولات .

    فيما يختص بالسفن الإيرانية فهذه ليست غريبة لأن السفن الإيرانية نشيطة في منطقة المحيط الهندي. وليس هناك بترول إيراني يصل السودان وكل هذا البترول فهو من ليبيا على أساس تجاري محض، ولم يصلنا من إيران حتى ولو طن واحد من إيران حتى الآن. لم يسمع أحد في السودان عن كل هذا الدعم المادي من إيران ـ ولاسيما لم يكن قد عقد أي بروتوكول تجاري من قبل زيارة رفسنجاني .

    فيما يختص بتواجد 1000 - 2000 من قوات الحرس الوطني الإيراني وإذا كان الأمر كذلك لسمع ورأي الناس ذلك ومازالت معسكرات التدريب مفتوحة لاستقبال أي زائر ومعظمها حول الخرطوم خصوصاً قوات الدفاع الشعبي وكل شخص يمكنه زيارتهم. وكما تعلم السيد عضو الكونغرس المحترم أن إيران أنهكت لدرجة ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة ...

    قيلمان: (مقاطعاً الترابي) أقاطعك .. لأن وقتي يمر بسرعة تقول أنه ليست هناك سفن إيرانية جلبت سلاح للسودان ؟

    د. الترابي: نعم .

    قيلمان: وليس هناك تدريب إيراني عسكري للقوات السودانية، هل هذا ما تقوله لنا؟

    د. الترابي: هذا صحيح .

    قليمان: أريد أن أسأل سؤالا أو اثنين و أنا آسف أنني سأترك القاعة لأنني..

    ديملي: ملاحظة، أنا عضو كونغرس من 21 سنة ولم أعرف من يعطي فرصة للتعبير عن الآراء أكثر مني للأعضاء .

    قيلمان: أشكرك السيد الرئيس إلا أنني .....

    ديملي: وأرجو أن يعرف كل عضو انتقد د. الترابي قد أتيحت له الفرصة الكافية لذلك وكان الحديث حراً كذلك .

    قيلمان: أشكرك أرجو أن أشير إلى أنني لم أنتقد د. الترابي بل نريد أن نعرف بعض المعلومات والمشاكل السودانية .

    أفهم يا دكتور الترابي وأشكرك السيد الرئيس على هذه الفرصة ـ أن حكومة البشير قدمت دعوة لمنظمة أبونضال ومنظمة الجهاد الفلسطيني للسودان هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا بالطبع يخالف كل ما يعرفه السودانيون وأن هذه هى المنظمة الوحيدة التي لم تدع للسودان ولا وجود لها مطلقاً .

    هناك بضع مئات من الفلسطينيين وكل السودانيين يعرفون انتماءاتهم ـ معظمهم ينتمون لمنظمة التحرير وحماس، أما أبونضال فهو ليس إسلامياً وهذا معروف لدى العالم أجمع، وسياسة حكومتهم أن لا يدخلوا السودان . ولعل الفلسطينيين الذين تنتهي فترة إقامتهم في الخليج ولا تسمح لهم الإجراءات الرسمية أن تدخلهم أي بلد آخر فالسودان يسمح لهم بالدخول لأرض السودان، وهناك بضع مئات منهم ..

    قيلمان: هناك بعض الأقوال أنهم يتدربون داخل الأراضي السودانية. هل لديك أي معلومات عن ذلك، الفلسطينيين ومجموعة أبونضال .

    د. الترابي: كل غير سوداني تدرب في السودان يمكن أن يعرف، وهذا ادعاء ليس له أي أساس ..

    قيلمان: هل استخدمت حكومة السودان أو مجموعتك العنف والإرهاب لإسقاط أي حكومة وبالتالي السيطرة على الدولة؟

    د. الترابي: الإرهابي مجرم في قيم الإسلام وقد استلهمت هذه الحركات مبادئها من المعتقدات الإسلامية. ومعظم الحركات الإسلامية اتخذت أهداف كبرى كإعادة صياغة المجتمع كما أنهم يعلمون أن الإرهاب لا يخدم هذه الأهداف وأن استهداف الأشخاص ليس من صميم هذه الهموم، ومعظم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا معروفة لدى العالم بأسره سواء كانت إسلامية أو يسارية وإن كانت لهذه المجموعات أي علاقات دولية فلها علاقات مع مثيلاتها في دول الغرب الأوربي أيضاً ولا أعلم عن أي حركة إسلامية لها مثل هذه الأنشطة .

    قيلمان: د. الترابي هل جماعتك أو الحكومة أيدت أي تأييد لاعتداء صدام حسين على الكويت في أغسطس 1990؟
    د. الترابي: لم تعبر الحركات الإسلامية في العالم عن نفسها بصورة تلقائية عفوية إلا أنه كانت هناك حركة للقادة الإسلاميين بين جدة ـ بغداد وطهران ثم جدة في محاولة لإيجاد الحل السلمي لهذا الحدث وقد رفضت ضم الكويت للعراق بوضوح وكان يجب إعطاء فرصة للمحاولات العربية والإسلامية لحل المشكلة دون اللجوء للحل بالقوة والحرب. هذا هو موقف كل الحركات الإسلامية وأعلن ذلك في بيروت وكنت أنا المتحدث باسم هذه المجموعات في الأردن .

    قيلمان: د. الترابي في ديسمبر السابق خاطبت المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي وقلت الآتي (كل من لا يقتنع بالقرآن سيقتنع بالقوة) (وأن المواجهة لا مناص منها ويجب أن نستعد للنضال) هل يمكنك أن تشرح لنا ماذا كنت تقصد؟

    د. الترابي: هذا تغيير كلي في النص الذي قلته .

    قيلمان: إذن أعطنا النص الصحيح .

    د. الترابي: حقيقة هذا الحديث لم يرد بتاتاً وهذه معلومة خاطئة، ففي هذا المؤتمر انتخبت فيه أميناً عاماً ، وقد وفد إليه الكثير من الممثلين الدبلوماسيين والإعلاميين من كل الدول العربية، واعتبر مؤتمراً جامعاً للتشاور لذلك لم تكن هناك أي عبارات عدائية تجاه أي كائن كان عربي افريقي أو مسلم ولا تجاه أي قوى عالمية شرقية أو غربية، بل كانت هناك توصيات، على أن يحدث تنسيق بين الإتجاهات المختلفة في العالم العربي ـ القوميين الإسلاميين وبين الحكومات والمعارضة وبين العراق ودول الخليج، هذه هى توصيات المؤتمر وأهدافه، وكانت هذه هى روح المؤتمر من أجل ذلك.

    قيلمان: في ذلك المؤتمر التوفيقي

    ديملي: السيد المحترم وقتك انتهى .

    قيلمان: متابعة لما سبق السيد الرئيس تعلم أن هناك فرص لدول غير اسلامية ودول إسلامية في هذا الجزء من العالم هل هذا صحيح؟

    د. الترابي: هذا من صميم المباديء الإسلامية، وعلى مدى التاريخ الإسلامي رسخت هذه المباديء والوجود الإسلامي وغير الإسلامي في المجتمع المسلم، وهذه هى حقيقة الإسلام أن يتعايش إيجابياً مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، وهذا هو سبب تطوير المسلمين للقانون الدولي لتنظيم العلاقة بين غير المسلمين _والمسلمين قبل أن يعرف العالم القانون الدولي بمئات السنين .

    قيلمان: وهل هذا ينطبق على المسيحيين والدولة اليهودية على السواء؟

    د. الترابي: المسيحيين واليهود وحتى من ليست لهم أديان كلهم يعاملوا على السواء .

    قيلمان: أشكرك .

    د. الترابي: أشكرك جداً

    ديملي: د. الترابي أشكرك على هذه الشهادة انتهت الأسئلة وإذا كانت لديك أي تعليقات اضافية يمكنك تسجيلها على الشريط ولك جزيل الشكر .

    انتهت الشهادة


    --------------------



    والي القضارف : انا من مدرسة داخل حزب البشير توافق على التطبيع مع إسرائيل

    04-02-2012 12:30 PM
    تحدث بصراحة وكشف المستور.. والي القضارف: لو كنت وزيراً للخارجية لطبعت علاقاتنا مع إسرائيل.. انا من مدرسة داخل حزب البشير توافق على التطبيع مع إسرائيل

    حسن محمد علي


    واصل والي ولاية القضارف كرم الله عباس الشيخ احاديثه المثيرة للجدل وصب امس لدي القاء خطابه في فاتحة أعمال المجلس التشريعي لدورته الخامسة صب جام غضبه علي الصحافة والمركز، فيما وعد بتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل حال تسنمه حقيبة وزارة الخارجية، واستدرك الوالي بقوله: "ولكن هل يصبح المزارع وزيراً للخارجية" مشيراً لعلاقات بعض الدول مع إسرائيل مثل مصر والأردن وقطر، وقال "انا من مدرسة داخل المؤتمر الوطني توافق على التطبيع مع إسرائيل"،


    وقطع والي القضارف بعدم تقديم أي دعم مالي للوحدات الاتحادية بولايته، وقال: "لن أقدم أي دعم مالي لصالح الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمية الوطنية"، ودعا كرم الله تلك الوحدات لإبلاغ إداراتها المركزية بذلك، وقال: إن الميزانية المخصصة لهم والبالغة (461) الف جنيه اولي بها مرضي الكلازار وسوء التغذية في ولايته، فيما عاد وأكد استعداده لاستنفار مائة ألف مقاتل، وأشار والي القضارف لشروع حكومته عبر المستشار القانوني بفتح بلاغات ضد الصحفيين ومراسلي الصحف بولايته ووصف بعضهم بعديمي الاخلاق وأصحاب الأجندة والأغراض الخاصة، وهدد بزجهم في السجون، واقسم والي القضارف بعدم استجابته لأي جودية في هذا الأمر، كاشفا عن بند جديد لايرادات الولاية من عائد الشكاوى ضد الصحافة،


    وشن والي القضارف هجوما هو الأول من نوعه على مدير هيئة الغابات الاتحادية عبد العظيم ميرغني وعلى وحدته، مصدراً قراراً في هذا الخصوص قضي بفصل الغابات الولائية وتبعيتها لحكومة الولاية فيما وجه بعدم استقبال أي مسؤول من الغابات الاتحادية، وأردف قائلاً: "نحن لسنا في حوجة لهم وإذا زارنا مدير الغابات الاتحادي لن التقيه" كاشفاً عن تجاهل الغابات الاتحادية ومديرها لحادثة الفتيات اللائي غرقن اثناء مطاردة في إحدى غابات القضارف، مشيراً لسن تشريعات وعمل سياسات لادارة الغابات الولائية بصورة منفصلة، وجدد والي القضارف حديثه بملاحقة المركز قضائيا لنيل استحقاقات الولاية، كاشفاً عن مذكرة تفصيلية تحوي تلك المطالب سلمها للنائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه وسيقدمها لمجلس الولايات ومن ثم إلى المحكمة الدستورية حال عدم إنصاف ولايته.

    التيار



    الوطني يعتزم محاسبة كرم الله بشأن دعوته للتطبيع مع إسرائيل .
    الثلاثاء, 03 نيسان/أبريل 2012 06:
    .الانتباهة
    الخرطوم: أم سلمة العشا
    جدد المؤتمر الوطني رفضه القاطع لتطبيع العلاقات مع إسرائيل باعتبارها دولة معادية للسودان، فيما يتجه لمساءلة والي القضارف كرم الله عباس عن دعوته لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لمعرفة دواعي طرحها ومناسبة توقيتها، وهل تشكل تياراً أو حالة أو ظاهرة فردية لتتم مراجعتها وضبطها.واعتبر الوطني مثل هذا الحديث مرفوضاً، فضلاً عن أنه يخالف الأطروحات المتفق عليها، لافتاً الانتباه إلى وجود كليات تحكم العلاقة بين المركز والولايات وفقاً للوائح والقوانين المعروفة، مؤكداً وجود أسس ومحاسبة لتجاوزات ولاة الولايات.
    وحمَّل أمين الإعلام والتعبئة بالمؤتمر الوطني بدر الدين أحمد إبراهيم في تصريحات للصحافيين أمس، مسؤولية تصريحات كرم الله للمجلس التشريعي، باعتبار أنه الجهة المسؤولة التي ترفض أو توافق على هذه التصريحات داخل الولاية، وتوعَّد بمحاسبته من قبل الحزب.
                  

04-04-2012, 08:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    قتيل جامعة القرآن ومفقود آل يعقوب
    April 3, 2012

    حيدر المكاشفى


    آخر تطورات ومستجدات قضية قتيل جامعة القرآن الكريم الطالب ربيع أحمد عبد المولى الذي راح مبكياً على شبابه في ديسمبر من العام الماضي رحمه الله على يد مجموعة من زملائه بالجامعة و«إخوانه» في حركة الطلاب الاسلاميين بسبب إنشقاقه عنهم وأخذه عليهم جملة من الممارسات دفعته ليس لترك التنظيم فحسب بل والمجاهرة علناً بتلك المآخذ، كشفت آخر هذه التطورات حسب مجريات جلسة المحاكمة التي إنعقدت الأول من أمس ونشرتها بعض الصحف أمس، أن عملية الاغتيال لم تكن إعتباطية أو فجائية وقعت نتيجة الاستفزاز المفاجيء ولم تتم على يد مجموعة متفلتة من عوام التنظيم، وإنما كانت عملية مدبرة ومخطط لها باحكام لدرجة تجهيز وإعداد أدوات التعذيب التي أفضت إلى مقتل هذا الطالب، وهي حبل قماش مفتول وطوق حديدي وخرطوش مياه وإختيار المكان المناسب وتأمينه كيما تتم عملية التعذيب في أمان وباطمئنان،

    وتولى التحقيق معه وإيقاع الجزاء القاتل به مجموعة من قيادات التنظيم بالجامعة، وهنا تكمن الخطورة لكون أن مثل هذه الممارسة القمعية القاتلة الخطيرة ليست شيئاً فردياً معزولاً ولا عملاً متهوراً وفالتاً، وإنما ممارسة مؤسسية يضطلع بها التنظيم كواجب من صميم واجباته في تأديب من يخرجون عنه وإرهابهم وتخويفهم من أن يمسوا التنظيم بسوء أو يكشفوا للملأ ما قد عرفوا وعلموا ما بداخله حين كانوا أعضاء أو قيادات فيه ولعله لذلك ولإرهاب أي خارج عن التنظيم وللجمه حتى لا يجرؤ على أن يفتح فمه بكلمة «بِغِم» في حق التنظيم وأسراره «الغميسة» التي اطلع عليها بحكم موقعه السابق فيه، تم إنشاء ما يسمى بجهاز أمن الطلاب كفرع مهم ونافذ ومن أهم أفرع التنظيم وقطاعاته ومكاتبه…

    وإن كان الناس قد علموا بما جرى لقتيل جامعة القرآن الكريم واستلم ذووه جثمانه ودفنوه، فالله وحده يعلم ما جرى لآخرين منهم محمد الخاتم موسى يعقوب ابن زميلنا الكبير الكاتب الصحفي المعروف موسي يعقوب الذي ظل إختفاءه لنحو ستة أعوام لغزاً محيراً حيث لم يعرف أهله عنه شيئاً طوال هذه السنين المتطاولة، وهل هو حيٌ فيرجى أم ميت فينعى،

    وقصة مفقود آل يعقوب تشبه كثيراً في سببها قصة قتيل جامعة الخرطوم من حيث أن المفقود محمد الخاتم كان أحد أبرز القيادات الشبابية في تنظيم الحركة الاسلامية بل كان أحد المقاتلين الذين خاضوا حرب الجنوب منذ سن باكرة ويحمل في جسده آثاراً من تلك الحرب اللعينة، كما ترقى في سلم التنظيم الإسلامي بالجامعة حتى تبوأ منصب رئيس مجلس الشورى وإنخرط بعد التخرج عاملاً بهمة بعدد من المواقع المهمة ذات الصلة بالعمل التنظيمي، ولكنه مثل فقيد جامعة القرآن وقف على ما جعله يخرج على التنظيم وينقلب على «إخوانه» فصار بحركيته المعروفة يذمهم وينتقدهم ويكشف عن سوءاتهم لدرجة كشفه عمن لهم علاقة وإرتباط بالمخابرات الاميركية والموساد الاسرائيلي، لم يترك منبراً ولا ركن نقاش إلا واعتلاه مبشعاً بإخوانه السابقين، ثم فجأةً وفي عصر جمعة من عام 6002م يختفي وإلى هذه اللحظة وكأنه «فص ملح وداب»، فمن يا ترى صاحب المصلحة في إختفائه كل هذه السنين أو لا قدر الله قتله و«متاواته» ولا من شاف ولا من دري… هل تدرون؟!!


    --------------------

    .بين الحريات الأربع وأحصنة طروادة!! .
    الثلاثاء, 03 نيسان/أبريل 2012 06:35

    الطيب مصطفى

    إدريس عبد القادر رئيس وفد التفاوض الذي تحدَّث أمام البرلمان بعد الاعتداء على هجليج وقال إنهم سيقاتلون بيد وسيفاوضون بالأخرى نسي أنه قال قبل ذلك في أكثر من لقاء أذكر منها ذلك الذي أُجري في نادي النفط مع بعض الصحفيين وأوردته الصحف (الأهرام اليوم مثلاً بتاريخ 91/3/2102م) نسي أنه قال إن اتفاقية الحريات الأربع (ستصبح ملغية حال نشوب الحرب بين الدولتين من جديد)!!
    لكن يبدو أن الرجل (لحس) كلامه بعد هجوم هجليج الذي أعقب زيارة عدو السودان الأكبر باقان أموم للخرطوم واستقباله بالأحضان من قبل أولاد نيفاشا في مطار الخرطوم ثم الاحتفاء به وإقامة العشاء الفاخر الراقص على (شرفه)!!
    لم يتوقف الهجوم بعد هجليج وإنما انتقل إلى تلودي بعد ذلك ثم ها هو سلفا كير يستنفر قواته في الولايات الحدودية وبالرغم من ذلك وبالرغم من حديث نائب الرئيس الحاج آدم عن توقف المفاوضات بعد اعتداء هجليج وإلغاء اتفاق الحريات الأربع إلا أن إدريس (وزير الدولة!!) ألغى إعلان نائب الرئيس وبالتالي لم تُلغَ المفاوضات كما لم تُلغَ اتفاقية الحريات الأربع وها هو وفد التفاوض يغادر إلى أديس أبابا في نفس الوقت الذي يعتدي فيه الجيش الشعبي على الأراضي السودانية ويُمطر تلودي بوابل من القذائف ويقتل نساءها وأطفالها!!
    بربِّكم ما هو السر الباتع الذي يجعل الحكومة والمؤتمر الوطني ينكسر وينهزم ويستسلم بهذه الكيفية المهينة؟! إنها الهزيمة النفسية لا غير.
    قارنوا بين حالنا اليوم ونحن نقاتل داخل أرض الشمال ونقدِّم التنازلات تلو التنازلات للحركة والجيش المحتل وبين حالنا يوم جاءت الإنقاذ حين كانت القوات المسلحة تقاتل في جنوب السودان وليس في الشمال؟! هل نحن في عافية أكثر اليوم أم قبل يوم واحد من مجيء الإنقاذ؟!
    كبير أولاد نيفاشا إدريس عبد القادر قال في لقاء نادي النفط إن الاتفاقية محاولة لبناء الثقة بين الدولتين خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأمنية!!
    بالله عليكم أية ثقة تلك التي تُبنى بين دولتين تشنُّ إحداهما الحرب على الأخرى قبل أن يجفّ مداد الاتفاق؟! لن أُذكِّر بوقف التفاوض بواسطة الرئيس البشير عندما قام قرنق باحتلال توريت والعودة إليه بعد أن حُرِّرت تلك المدينة الواقعة في أقصى الجنوب السوداني.
    قارنوا ذلك بما هو حادث اليوم وإدريس يصر على استمرار التفاوض بالرغم من أن الاعتداء هذه المرة كان في أرض السودان الشمالي بل إن الاعتداء لا يزال مستمراً حتى اليوم وحتى الغد!!
    (الظرفاء والعقلاء) من صحافيي الغفلة لا يزالون يواصلون عملية التخذيل لقواتهم المسلحة ولا يزالون يحذِّرون من الحرب بالرغم من أنها مفروضة علينا وتدور رحاها داخل أرضنا بل إن صحافيي الغفلة يهاجمون من يحرصون على تحرير أرضهم ويسمونهم بدعاة الحرب والكراهية!! يفعلون ذلك بالرغم من أنهم مسلمون وبالرغم من أن قرآن ربِّهم يذكِّرهم ويحضهم على قتال المعتدين (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) وبالرغم من أن آيات سورة التوبة تزأر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) وبالرغم من أن القرآن الكريم يأمر الرسول الكريم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ).
    أتعلمون قرائي الكرام لماذا سمَّينا أولاد نيفاشا ونسمِّي صحافيي الغفلة من الخوّارين بالمنبطحين؟! تمعّنوا بربِّكم في العبارة القرآنية (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) ألا تعني (انبطحتم)؟! ألا يفسر سلوك أولاد نيفاشا وصحافيي الغفلة تلك الآية (لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)؟! هل تعني كلمة قاعدون شيئاً آخر غير (منبطحون)؟!
    لماذا بربكم يرفض أولاد نيفاشا أن يصدقوا أن الحركة الشعبية تعمل وفق إستراتيجية إقامة مشروع السودان الجديد التي كان باقان أكثر المتحدثين عنها بعد قرنق وأكثر من شرحوا حقيقة أن المشروع باقٍ وسينفَّذ سواء كان ذلك من خلال الوحدة أو من خلال الانفصال، وأنهم شرعوا في إنفاذه من خلال ما سموه بالخطة (ب) بعد الانفصال وأنهم سمَّوا جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وأبيي بالجنوب الجديد الذي سيكون منصّة الانطلاق لإقامة المشروع وأنهم ما احتفظوا باسم حركتهم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) وجيشهم (الجيش الشعبي لتحرير السودان) بعد الانفصال إلا لإقامة مشروع السودان الجديد الذي يرمزون إليه بعبارة (تحرير السودان) التي يحملها اسم حركتهم وأن الحريات الأربع جزء من مشروع السودان الجديد حيث تدخل أحصنة طروادة إلى السودان لتصبح قنابل موقوتة وخلايا نائمة أو صاحية تُستخدم عند اللزوم لمساندة المقاتلين في جبهات القتال الأخرى.
    تمعَّنوا بربِّكم في المادة 4/2 من اتفاقية الحريات الأربع: (لا يجوز حرمان الشخص الذي يتمتع بأيٍّ من الحريات التي يمنحها هذا الاتفاق من هذه الحرية بسبب تعديل أو إنهاء هذا الاتفاق)!!
    هذا يعني أن باقان راعي مشروع السودان الجديد بعد مصرع قرنق يريد أن يحمي من يُدخلهم إلى السودان من الجواسيس والمقاتلين والمجرمين من الترحيل إلى جنوب السودان إذا أُلغيت الاتفاقية لأي سبب من الأسباب!!
    بقي لي أن أسأل الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ما إذا كان يذكر تصريح نائب وزير الدولة البريطاني حين زار السودان قبل نحو عام وقال في مؤتمر صحفي عُقد في بيت السفير البريطاني ونُشر في جريدة (الصحافة): «إن علي عثمان وعده بالموافقة على منح الحريات الأربع للجنوبيين»؟!
    أيها الناس استيقظوا قبل فوات الأوان!!



    ------------

    الهزيمة النفسية!! (1 ــ 2) .
    الأحد, 01 نيسان/أبريل 2012 07:02

    .الطيب مصطفى

    ويقول كبير المفاوضين من أولاد نيفاشا أمام البرلمان حتى بعد اعتداء الجيش الشعبي (لتحرير السودان) على هجليج قبل أن يصل باقان إلى منزله في جوبا في طريق عودته من الخرطوم التي استُقبل فيها استقبال الفاتحين.. يقول كبير المفاوضين إدريس عبد القادر: (سنقاتل بيد ونفاوض بالأخرى)!! في فقه جديد لم نعهده في تلك الأيام العطِرات.. أيام الشهداء علي عبد الفتاح ووداعة وعبد المنعم الطاهر الذين أغبطهم أن الله اتّخذهم شهداء قبل أن يشهدوا سيادة فقه الانبطاح والانكسار أمام الجيش الشعبي الذي ما كان يقوى على القتال في أحراش الجنوب فإذا به يقاتل اليوم في هجليج وبحيرة الأبيض في أرض الشمال ويستقبل ########ه بالأحضان وبالغناء والرقص والضحكات الحانية.
    حتى أُقيم الحجة على ما أقول أُحيلُكم إلى معركة خاضتها قواتُنا المسلحة ومجاهدونا قبل أن تُبرم نيفاشا، فقد أراد قرنق أن يفاوض من مركز قوة فما كان منه إلا أن غدر بقواتنا المسلحة ودخل توريت مستغلاً حالة الاسترخاء التي نتجت عن مناخ التفاوض. حينها زأر الرئيس البشير ولم يقل ما قاله منبطحو الحريات الأربع: (سنقاتل بيد ونفاوض بالأخرى)، بل قال: (لا تفاوض قبل أن تُحرَّر توريت) وأوقف التفاوض إلى أن حُرِّرت توريت وهُزم جمع قرنق وولّى الدبر... ولكن ليت ما كان لم يكن فقد أحالت نيفاشا ذلك النصر المبين وتلك الفتوحات الربانية في ميادين القتال إلى هزيمة ساحقة ماحقة في مائدة التفاوض وإذا بالهاربين من توريت (حرباً) يدخلون الخرطوم والنيل الأزرق وجنوب كردفان (سلماً)!!


    بربكم أيهما أولى: أن نقف ذلك الموقف ونوقف التفاوض الآن والجيش الشعبي يحتل أجزاء من أرض الشمال أم قديماً حين كنا نقاتل في أرض الجنوب التي لم تعد وما كانت في يوم من الأيام موطناً حقيقياً لنا؟!
    وتصفنا صحافة الغفلة و(التعقل) بدعاة الحرب وبالمتطرفين وبالعنصريين وبمهدِّدي الأمن القومي.. تلك الصفة التي أطلقها علينا عادل الباز وتبعه فيها إدريس عبد القادر وهو يستقبل باقان بذلك العشاء الفاخر الذي أعقبه غزو هجليج الذي فقدنا فيه أرواحاً طاهرة.. باقان أصبح لا يهدد أمننا القومي بالرغم من أن قواته تحتل أرضنا أما نحن فقد أصبح باقان أقرب إلى أولاد نيفاشا منا!!


    يصفنا هؤلاء بتلك الصفات وكأنَّ جيشنا ومجاهدينا هم الذين يحتلون أراضي دولة الجنوب.. إنه الهوان الذي يأباه الله لعباده المؤمنين إذ ينهاهم: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ).
    ويكتب عثمان ميرغني مقالاً بعنوان: (صوت العقل) ينتقد فيه الحاج آدم نائب الرئيس حين أعلن بعد الاعتداء على هجليج (تعليق المفاوضات في كل مساراتها) ذلك الإعلان الذي ألغاه إدريس حين أعلن من داخل البرلمان: (سنقاتل بيد ونفاوض بالأخرى).. يكتب عثمان ميرغني معضِّداً صوت الانبطاح ويسمِّيه تعقُّلاً بل ويقول: إن المفاوضات تحمي ظهر الجيش من (الأجندة الأجنبية) و(تمنح السودان موقفاً أقوى أمام المجتمع الدولي)!! وكأنَّ المجتمع الدولي والأجندة الأجنبية توقفت في يوم من الأيام عن الكيد لنا وكأنَّ الأجندة الأجنبية والمجتمع الدولي الذي وعدنا بالمنِّ والسلوى إن نحن وقّعنا نيفاشا أنجز ما وعد ولم يُشعل دارفور قبل أن يجفَّ حبر نيفاشا وكأنَّ المجتمع الدولي ساندنا ونحن نقدِّم التنازلات تلو التنازلات ولم يزد من العقوبات المفروضة علينا ولم يساند الحركة الشعبية ودولتها المعتدية في كل محفل وكل مكان بالسلاح والمال والقرار.
    لا نريد يا هؤلاء (العقلاء) أكثر من أن نحرِّر أرضَنا من دُويلة ناشئة.. لا نريد اعتداء عليها لكننا نرفض الدنيَّة في ديننا وأرضنا وشعبنا.


    لقد بُحَّ صوتُنا ونحن نتحدَّث بالوثائق عن إستراتيجية الحركة الشعبية وعن مشروع السودان الجديد لتحرير أرضنا منها، وهل سُمِّيت الحركة باسم (تحرير السودان) إلا اتّساقاً مع ذلك المشروع الذي كان معلوماً للحكومة وللمؤتمر الوطني قبل بدء مفاوضات نيفاشا؟ إن قول باقان عن (الخطة ب) التي يسعون إلى إنفاذها لإقامة المشروع بعد الانفصال معلوم ومنشور على رؤوس الأشهاد، لكن إدريس وسيد الخطيب وغيرهما يرفضان أن يصدِّقا باقان ويُصِرّان على أن الرجل لطيف وظريف وصادق ولا يريد إلا الخير لبلادنا وشعبنا بل ربما كانا يفسران حديثه عن الرقيق وعن العبودية وعن ###### الخرطوم تفسيراً باطنياً باعتباره من أولياء الله الصالحين!!
    حتى النور أحمد النور سار في ركاب (العقلاء) الظرفاء وطفق يُطلق علينا الصفات أما بنو علمان والشيوعيون من أمثال المكاشفي فهؤلاء معلوم توجههم المساند على الدوام للحركة الشعبية حتى تريحهم من الشريعة.. أليس هذا المكاشفي من المتيمين بمحمود محمد طه وبرسالته الثانية التي (أُوحي إليه) أنها نصّبته رسولاً بعد محمد صلى الله عليه وسلم؟

    بالرغم من تأكيد وزير الدفاع قبل الهجوم على هجليج أن أي اعتداء من الجيش الشعبي على السودان سيُلغي اتفاقيّة الحرِّيات الأربع، إلا أن من أوشكوا أن يستقبلوا باقان في مطار الخرطوم ثم في ذلك العشاء الفاخر في قلب الخرطوم بنشيد (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) ومن غنّوا مع باقان ورقصوا وانبسطوا وضحكوا، لا يزالون يعانون من مرض (نقص الكرامة المكتسب) حتى بعد أن اقتحم جيش سلفا كير الحدود وفعل بهجليج ما فعل قبل أن يصل باقان إلى بيته في جوبا في طريق عودته من الخرطوم!!


    باقان الذي ذكَّرنا الكرنكي بمقولته أمام الكونجرس بتاريخ 92/7/9002: (السودان دولة عنصرية فاشية تمارس الاضطهاد الديني والعنصري وتمارس التطهير العرقي ضد غير المسلمين).. تلك المقولة التي أسقطت محاولة المبعوث الأمريكي السابق غريشن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب نسيها أولاد نيفاشا وهم يوقِّعون مع باقان الحريات الأربع بل ويستقبلونه في المطار.. الأنكى أن أولاد نيفاشا لم يستفزهم تقدم باقان ببند من سمّاهم بالرقيق من أبناء الجنوب الذين زعم أنه قد تم اختطافهم واستعبادهم في السودان وعددهم «53» ألفًا، والذي طالب السودان خلال جلسة التفاوض الأخيرة بتحريرهم!!


    ثم جاء هجوم هجليج ووجد إدريس عبد القادر الجرأة لكي يخاطب البرلمان ويُبقي على الحريات الأربع ويقول إنهم يرهنون (تنفيذ الاتفاقيات الإطارية التي تم التوصل إليها في الجولة الأخيرة بحدوث تقدُّم في الجانب الأمني بأن تمتنع دولة الجنوب عن دعم الحركات المتمردة وإيوائها وتطبيق اتفاق وقف العدائيات الموقَّع بين الطرفين)! قال هذا وكأنَّ ما حدث في هجليج حفل عشاء شبيه بحفل الخرطوم جمع الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية ورقص فيه الجميع وتبادلوا الأنخاب!!
    ليس ذلك فحسب وإنما اجتمع القطاع السياسي للمؤتمر الوطني وأبقى على اتفاق الحريات الأربع حتى بعد الاعتداء على هجليج.. يقول الخبر إن أمين الإعلام والتعبئة (قلّل من أثر مطالبة بعض الأصوات بإلغاء اتفاق الحريات الأربع مع دولة جنوب السودان عقب الاعتداءات الأخيرة)!!
    هل تذكرون تصريح الحاج آدم رئيس القطاع السياسي ونائب رئيس الجمهورية حين حذَّر من أن أيَّ اعتداء على السودان سيُلغي اتفاق الحريات الأربع؟! ذهب كل ذلك التهديد والوعيد أدراج الرياح فنحن أمام حالة مَرَضيَّة تسمَّى (الهزيمة النفسيّة).


    لقد أرقنا مداداً كثيراً حول الحريات الأربع وقلنا إنها تشكِّل خطراً على أمن بلادنا وإنها قفز فوق المراحل وإن دولاً أخرى مجاورة تعيش شعوبُها والشعب السوداني في سلام ووئام ولا يعكِّر العلاقة معها أي حرب أو نزاع وإنه إذا كان لا بد من حريات أربع فإن تلك الدول هي الأولى بدلاً من دولة جنوب السودان التي ما أرادت تلك الاتفاقية ولم تُردها الدول المساندة لها إلا نكايةً بالسودان وتهديداً لأمنه واستقراره لكن متى كان لقصيرٍ أمر؟!
    قالوا إن المُضيّ قدماً في إنفاذ الاتفاقية مرهون بتحقق السلام وإن أيَّ عدوان على السودان يُلغيها لكن متى كانت وعود المؤتمر الوطني وحكومته ذات قيمة ومتى كان الشعب يحتل أولوية في سياسة المؤتمر الوطني الذي اعتاد أن يتخذ أخطر القرارات بدون أن يستفتي الشعب المغلوب على أمره؟!
    أقول إنه بما أن ما حدث في هجليج لم يحرِّك ساكن منبطحي المؤتمر الوطني فإني أقترح أن نضيف حرية سادسة هي (حرية الاعتداء) التي اقترحها الطاهر ساتي حتى لا يغضب شعب السودان من أفعال الجيش الشعبي عندما يعتدي على هجليج أو حتى الخرطوم!!


    طبعاً هناك من يسأل.. كيف تقفز من (أربعة) إلى (ستة) مباشرة وتتحدث عن الحرية السادسة وتتجاوز الخامسة؟! لكني أُذكِّر بأن الحرية الخامسة محجوزة لاقتراح د. عبد الماجد عبد القادر عندما عرض (حرية التبول فوق رؤوس الشماليين)!!
    إنها والله نفس حالة الاستسلام التي أحالت انتصارنا في ميدان القتال إلى هزيمة ساحقة ماحقة في مائدة التفاوض في نيفاشا التي أسلمت الجنوب إلى الحركة الشعبية وجيشها الشعبي بعد أن كان ذلك الجيش عاجزاً عن دخول جوبا ومدن الجنوب الكبرى مثل جوبا وتوريت وملكال وواو بل والصغرى مثل أويل ومقوي.. إنها الهزيمة النفسيّة التي ساوت بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي وأدخلت ذلك الجيش المتمرد إلى الخرطوم والنيل الأزرق وجنوب كردفان وعجزت عن إخراجه خلال الفترة الانتقالية من الشمال ومن تلكم الولايتين بينما انسحبت القوات المسلحة السودانية من الجنوب الأمر الذي أشعل ولا يزال جنوب كردفان والنيل الأزرق وجعل من الهجوم على هجليج وبحيرة الأبْيَض أمراً سهلاً وميسوراً.
    أعجب أن يكون القرار السياسي بهذا الضعف وهذا الاستخذاء ولا نفكر فيما يُحدثه ذلك السلوك من تأثير على المقاتلين في جبهات القتال.. أولئك الذين يبحثون عمّن يُقنعهم أن (وراء مؤمن) حتى (يرموا قدام).. أولئك الذين يبحثون عمّن يرفعون شعارات العزّة والكرامة ويغضبون ويزأرون ويُتبعون تهديدهم ووعيدهم بالفعل والعمل لا الذين يحسبون كل صيحة عليهم ممَّن يستقبلون باقان بالأحضان ويرقصون معه ويغنّون في تجاهل تام لما فعل ويفعل ولما قال ويقول ولما يُضمر من شر ويحمل من حقد.
                  

04-05-2012, 04:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    .مكالمة أوباما وزيارة البشير إلى جوبا!! .
    الأربعاء, 04 نيسان/أبريل 2012 06:56

    . الانتباهة
    الطيب مصطفى



    قبل أن أفسح المجال للأديب الأريب العميد محمد عجيب، القلب النابض المعبِّر عن مشاعر فرسان القوات المسلحة فيما يجري في الساحة السياسية هذه الأيام من انبطاح وتثاقل إلى الأرض وقعود واستسلام... قبل أن يحدِّثكم محمد عجيب رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق من خلال مقاله المنشور في نفس الصحيفة عن (الخوازيق الأربعة) التي يريد المنبطحون أن يغرسوها في أحشائنا وعن خُدعة سفر الرئيس إلى جوبا أود أن أعلق على تلك المكالمة الهاتفية المدهشة التي أجراها الرئيس الأمريكي أوباما مع رئيس دولة الجنوب سلفا كير لكي أدلل بها على صحة رؤيتنا حول مؤامرة توقيف الرئيس البشير خلال زيارته لجوبا والتي أبطلها ذلك الخلاف المحتدم بين معسكر سلفا كير ومعسكر أولاد قرنق المدعومين من أمريكا ففي حين كان أولاد قرنق يرغبون في اصطياد فيل من خلال تلك الزيارة المريبة التي قام بها عدونا اللدود باقان أموم للخرطوم بعد أن قال فيها وفي رئيسها أكثر مما قال مالك في الخمر حيث قام باقان خلال تلك الزيارة بدور الإنسان اللطيف الودود المبتسم الضحوك ربما لأول مرة في حياته المترعة بالشر والأحقاد في محاولته المستميتة لاستدراج البشير إلى جوبا بذات الطريقة التي استدرج بها جورج أطور وقلواك قاي وغيرهما من الذين قضوا برصاص الحقد الأعمى عقب وصولهم إلى مواقع الكمين...


    أقول إنه في حين كان أولاد قرنق يُضمرون شراً للبشير للقبض عليه وتسليمه أحبط الله المؤامرة رحمة بهذا الشعب من أن تطأه خيول المغول الجُدد جراء ما يمكن أن يحدث من اضطراب سياسي وفراغ دستوري لا توجد جهة مؤهلة لملئه غير الحركة الشعبية (لتحرير السودان) التي تحمل مشروعاً استعمارياً ما انفكّت تعلن عنه آناء الليل وأطراف النهار هو مشروع السودان الجديد وذلك حين نفذ سلفا كير الهجوم على هجليج بمعزل عن أولاد قرنق!
    ما دعاني لكتابة هذا المقال القصير الذي أردتُ أن أمهِّد به لمقال محمد عجيب هو ذلك الاهتمام الكبير الذي أبداه أوباما خلال مكالمته مع سلفا كير حول زيارة البشير ففي رأيي أن المكالمة كانت بمثابة عتاب على إقدام سلفا كير على تخريب خطة زيارة البشير لجوبا والتي تسبّب فيها الاعتداء على هجليج قبل أن يصل باقان إلى جوبا من زيارته التآمرية للخرطوم ولذلك أكد أوباما على أهمية توفير المناخ الملائم من قِبل سلفا كير لإتمام الزيارة بما في ذلك عدم التصعيد وإيقاف الحرب وضبط النفس!!


    أوباما معنيّ بأمرَين أولهما تحقيق خبطة انتخابية يدعم بها حظوظه التي تضاءلت كثيراً حيث سيكسب رضا بعض القطاعات الداعمة للحركة الشعبية مثل كتلة السود والقوى الداعمة لجبهة (أنقذوا دارفور) والكنيسة واليهود وهى (خبطة) قد لا تقل كثيراً عن (خبطة) مقتل الشيخ أسامة بن لادن والأمر الثاني إعطاء مشروع السودان دفعة قوية كونه مشروعاً أمريكياً في الأساس انتُدب له جون قرنق وأولاده من بعده بقيادة باقان الذي لن يهدأ له بال قبل أن يحقق حلم حياته بإقامة مشروع السودان الجديد ولعلّ الناس يذكرون كيف تحدّثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن أن الرئيس البشير وليس الحكومة السودانية هو الذي يشكِّل عقبة في إنفاذ الأجندة الأمريكية في السودان!!
    إلى مقال محمد عجيب صوت القوات المسلحة والمجاهدين
    العشـاء الأخـير!!
    > مدخل أول..
    القوات المسلحة كائن حي.. يحيا ويتنفس.. وله حواس خمس.. حاسة الشم من أقوى حواس القوات المسلحة.. و.. دعنا نبدأ من تلك الحكاية القديمة.. من حوار الحضارات بين الأم وابنها الصغير.. عندما كانت الأم تضع على كتفيها معطفاً من الفرو الثمين المصنوع من جلد الدُب القطبي النادر قالت لابنها: هل تعلم يا بُنى من هو ذلك الحيوان المسكين الذي يشقى ويضحّي بحياته من أجلنا ليوفر لنا هذا الفرو الثمين..؟ والطفل يُطرق خاشعاً ويجيب بعبارة تلغرافية تختصر المشهد وتلخص الحدث: نعم.. إنه بابا!
    في هجليج كانت القوات المسلحة تنسج من الأرواح والمهج دثاراً من العز الثمين والوفاء النادر تزدان به أعطاف أهل السودان من حلفا إلى ....
    (عفواً لا أدري حدودك يا وطني من حلفا إلى أين..؟ إلى أين أنت يا وطني..)
    نكتفي بأن القوات المسلحة تنسج دثاراً للعز من الدماء والمهج في هجليج..
    فهناك من يرى في القوات المسلحة أباً.. وهناك من يرى فيها دُبّاَ قطبياً يوفر دثاراً من الفرو الثمين.. وهناك من يُريد دثاراً من الفرو الثمين ولتكن القوات المسلحة من تشاء.. أباً أو دُباً قطبياً..
    > مدخل ثاني..
    والإنقاد في أيامها الأولى يشتم الناس من أعطافها عبق التوجه ويجدون ريح يوسف في لحن القول وفصل الخطاب فيركبون الموجة.
    والإنقاذ في أيامها الأولى كانت مرهوبة الجانب مهابة الجناب، لا يأكل الناس لها تمراً لا شرىً ولا قرىً ولا يطعمون لها سكراً ولاخبزاً إلا بالبطاقة، في تلك الأيام الخوالي وقف أحد ركاب الموجات أمام صاحب بقالة وخاطبه قائلاً: «بسم اللّه.. والحمد للّه.. والصلاة والسلام على رسول اللّه.. سيدنا محمد بن عبد اللّه.. الرحمة المهداة والنعمة المسداه.. ومن والاه.. إلى أن يرث اللّه الأرض وما عليها.. أما بعد: عليك اللّه ما عندك زيت سمسم!».
    تفرس صاحب البقالة في وجه الزبون جيداً ـ ويبدو أن صاحب البقالة أيضاً زميل ـ تفرس جيداً في وجه الزبون ثم تنحنح قليلاً ورد عليه قائلاً: «إن الحمد لله.. نحمده.. ونستعينه.. ونستغفره.. ونستهديه.. ونتوب إليه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا.. ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فهو المهتد.. ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.. أما بعد: زيت سمسم مافي.. شوف ليك بقالة ثانية..!».
    هكذا كانت البداية.. وهكذا كانت الإنقاذ.. مهيبة الجانب مرهوبة الجناب.. ومن يومها والناس يركبون للإنقاذ لجج الموج العتيا.. حتى ما بقي في ظهر الإنقاذ مركب ولا موطئ لقدم.. وحتى إذا جاء أهل بدر قالت الإنقاذ لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً.. وحتى جفّت الدموع..
    كانت الإنقاذ ثورة.. فكان الناس يتقون باسمها ولو بشق تمرة.. ولو بشق (زيت سمسم)..
    جاءت الإنقاذ شعثاء غبراء ذات أطمار.. تخرج من رحم الغيب وتقرأ (وجعلنا من بين أيديهم سداً..) فتعمى عنها أبصار مصر مبارك وأقمار السي آي إيه الإصطناعية وتخرج مهاجرة إلى الله تبحث عمن يلحق بها خلف ذلك الوادي تثكل له أماً أو ترمل له زوجة.. ثم تشير بيدها شرقاً فيتهاوى نظام منقستو في إثيوبيا.. ثم تشير غرباً فيتهاوى نظام هبري في تشاد.. فكأنها وليٌ من أولياء الله الصالحين..
    ثم الإنقاذ يعنّ لها أمرٌ ما فتركن إلى المجتمع الدولي شيئاً قليلاً.. و..


    ومياه كثيرة تعبر جسر الإنقاذ.. والجسر يتسع.. حتى مرت من تحته نيفاشا وبرتوكولاتها الثمانية.. والتفاصيل.. وشيطانها الشهير.. وحتى أصبح الصبح.. صبح الهجوم على هجليج..
    الهجوم على هجليج يقلب طاولة الأحداث ويعيد ترتيب الأوراق من جديد.. وحكومة الإنقاذ تُدخل يدها في جيبها.. وتُلقي عصاها.. فإذا احتشاد المجاهدين كاحتشاد الناس يوم الزينة أو أشد حشداً.. والإنقاذ تضرب بحر الأحداث وموجه المتلاطم بعصي التعبئة والنصرة لينفلق لها عن طريق في البحر يبساً.. فإذا الحريات الأربع وقد ذهبت مع الريح.. وإذا الاتفاق الإطاري وتوقيع الأحرف الأولى يعيش أيامه الأخيرة..
    ولجنة الاستنفار والتعبئة لا حاجة لها في شيء من الاستنفار والتعبئة بعد أن قام الأخ المجاهد باقان بالمهمة على أكمل وجه وعلى أنغام إيقاع راقص في حفل العشاء الفاخر..
    شيخ باقان لم يكن يدري أنه العشاء الأخير..
    ووفد حكومة الجنوب الذي يوجه الدعوة لرئيس الجمهورية لزيارة جوبا كان فيه بعض الملاحيظ.. كان من تلك الملاحيظ أن في الوفد دينق ألور وباقان.. وكان من تلك الملاحيظ أن حكومة الجنوب سبق أن تقدمت بالدعوة للواء (المتمرد عليها) جبريال تانج.. وأن جبريال تانج ذهب للجنوب.. فذهب.. وكان من الملاحيظ أن حكومة الجنوب تقدمت بالدعوة للواء (المتمرد عليها) جورج أطور..
    وأنه ذهب.. فذهب..
    وفي سِفر الحركة الشعبية القديم من الملاحيظ وصفحات الغدر والخيانة أرتالاً من الذاهبين.. وحكومة الجنوب الوليدة ليست إلا شبلاً من ذلك الأسد.. وأن لها سجلاً حافلاً مع الذاهبين إليها للتفاوض فكانوا من الذاهبين.. ولعله من نافلة القول إن الرئيس البشير ليس أكرم عند حكومة الحركة الشعبية من أطور أو جبريال تانق.. وإن روجر ونتر القابع في جوبا ليس أقل لؤماً من باقان وعرمان.. دولة الجنوب قبل قفل أنبوب النفط ما كانت تأكل لنا تمراً.. لا شرىً ولا قرىً.. حتى أعزّنا الله بقفل أنبوب النفط.. فو الله لا نعطيها إلا السيف كما حدث قبل أيام في هجليج..
    من أراد الحريات الأربع فليذهب إلى هجليج..
    فالقوات المسلحة هناك تنفذ بعث أسامة وتُمضي برتوكول الحريات الأربع بالأحرف الأخيرة..
    حرية التنقل والجري على ساقين.. أو على أربع..
    وحرية أن تمتلك نَفَسَك (الطالع ونازل).. ونَفْسك التي بين جنبيك أو أن تُلقي بها في طريق القوات المسلحة جنوب هجليج..


    وحرية العمل الدؤوب من أجل الوصول إلى ربكونا.. وحرية الإقامة في فارينق.. عندما تتطابق مواقف الحكومة مع موقف القوات المسلحة تقترب من نبض الجماهير.. وتعود الإنقاذ ثورة تملك كل البريق.. ويُنزل عن ظهرها كل من يحيل طلب زيت سمسم إلى خطبة عصماء من خطب الجمعة.. ويُنزل عن ظهرها كل من يحيل رفض الطلب إلى خطبة عصماء من خطب يوم النحر..
    محمد عجيب


    -----------------


    من تلبيس إبليس.. إلى تلبيس إدريس .
    الأربعاء, 28 آذار/مارس 2012 07:35 . : / 4
    سعد احمد سعد


    إني والله شامت بك يا إدريس.. وإني والله شامت بك يا سيد الخطيب.. ولقد آن لكما منذ اليوم أن تستقيما ولا تتبعانِّ سبيل الذين لا يعلمون.
    ولكنني على يقين أنكما لن تفعلا.. فكلاكما لحمته وسداه المكابرة.
    وإن من حكمة الصانع المبدع أن تجتمع المكابرة والانبطاح في شخص واحد..
    لا أستطيع أن أتصوَّر الآن ذلك القدر الهائل من الصلف والتكبُّر والاستعلاء الأجوف الذي كان يبديه سيد الخطيب في الحوار أمام الطيب مصطفى.... ولا أستطيع أن أتصوّر دموع التماسيح التي ظلت تنهمر من عيون رئيس وفد الانبطاح والانكسار والاستخذاء..
    تصوّروا..إدريس يعظنا بأنه يخشى علينا من غضب الله إذا لم نبصم له على انبطاحه أمام باقان ودينق ألور ونمرر له مخازيه الأربع.


    لو كان عند إدريس شيء من الكرامة فعليه الاستقالة والانسحاب من المسرح السياسي إلى الأبد.. ولو كان عند سيد الخطيب شيء من المصداقية أو بذرة من الورع فعليه الاعتذار للشعب السوداني وللأخ الرئيس عمر البشير ولأهل الإنقاذ وللأخ الطيب مصطفى..
    وعليهما الاثنان الإقلاع فوراً عن عادة الانبطاح المرذولة وعادة الانكسار المستهجنة وليبدآ بالاستقالة.
    والاستقالة بداية مشوار الشرف واستعادة الذات..
    أما قصة الإنقاذ مع الجنوب والوحدة.. والحريات الأربع فهي أحلام سيء الذكر ظلوط، وهي دليل آخر على رقة الدين.. واتباع الهوى..
    فقد والله أكثرنا عليهم من التذكير والتنبيه وأن الحركة الشعبية لا تبغي السودان إلا شراً ولا تبغيه إلا غائلة.
    والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد استبان الصبح لذي عينين.. ولم يعد الأمر في حاجة إلى استدلال ولا إلى نصوص ولا إلى شواهد، فالدليل والنص والشاهد هو جنود الجيش الشعبي الذين داسوا بأقدامهم القذرة كل التاريخ السياسي لإدريس عبدالقادر ولسيد الخطيب قبل أن يدنسوا التراب الطاهر وقبل أن يتطاولوا على فقه الدار وحكم الدار وينالوا من أهل دار الإسلام وهو المصطلح الغائب المغيّب على أمثال إدريس وسيد الخطيب اللذين جاءا يرهنان ميراث الأمة لنزوة من نزوات الطيش والانبهار.. ويبيحان الأرض والعرض والكرامة لمن لا يعفّون عن القبيح ولا يتأثمون من المعاصي.
    إن قضية اعتداء الحركة الشعبية وجيشها على أرض هجليج أمر محسوم وسكة مطروقة والخطة فيها لا تتعدى إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة.


    لقد كنا نعجب كيف تسنى لهذه الحفنة المستغفلة من المثقفاتية أن يرفعوا أصواتهم بمثل ما رفعها به إدريس وسيد الخطيب في الوقت الذي كان السودان كله يبحث بلسان واحد.. بدءًا من قمة السلطة وانتهاءً بآخر فرد من الأمة.. لا للحريات الأربع لا لسفر الرئيس إلى جوبا.. لا للانكسار ولا للانبطاح.
    إن من حسن فعل الله سبحانه وتعالى للإنقاذ أنه اختار لها ولم يوكلها إلى اختيارها هي ولا لاختيار جهالها ومستغفليها.. بل ولا لاختيار علمائها وفقهائها، لقد اختار لها طريق الكرامة والعزة والإباء..
    إن الله سبحانه وتعالى هو الذي قال للحريات الأربع لا.. لما عجز عن قولها إدريس، وهو سبحانه وتعالى الذي حال دون سفر الرئيس إلى جوبا بينما كان البلهاء والعلمانيون والعملاء يصرّون على سفر الرئيس ويحسِّنون له أن يسلم نفسه إلى باقان وعرمان وسيلفا كير.. فقال الله لا، بوحي الحديث لا بوحي الكتاب.
    على الإنقاذ حتى تستقيم على الطريق أن تفعل عدة أشياء..


    أولاً: أن تتخلص من المخذلين والمنبطحين والأدعياء ممن ينتسبون زورًا وبهتاناً إلى المسيرة الإسلامية.
    ثانياً: عليها إسكات الأصوات العلمانية التي تنهش في جسد الأمة وتوجه أنيابها ومخالبها وأظفارها لشرائع الإسلام وأحكامه بالسلاح الأممي والسند الأجنبي.
    ثالثاً: على الإنقاذ أن تضبط الشارع السوداني.. وأن تنزل على أقوال أهل العلم وأهل الفقه وأهل الغَيرة على دين الله.
    رابعاً: على الإنقاذ أن تشنَّ الحرب الضروس على الفساد والمفسدين وأن توقف الجبايات والمكوس والاختلاسات والسرقات.
    خامساً: على الإنقاذ أن تسن منهج المحاسبة قبل المعاقبة مع الولاة والوزراء والمتنفذين في المركز والولايات.
    سادساً: على الإنقاذ أن توقف هذاالطوفان من الأجانب الذين استباحوا أرض السودان وحرماته وكاثروا أهل البلد وزاحموهم بلا مسوِّغ ولا مبرر.
    سابعاً: على الإنقاذ أن تهتم بالشباب والناشئة في مجالات التعليم والتوظيف والتأهيل والزواج.
    وأخيراً وليس آخراً على الإنقاذ أن تعيد سيرتها الأولى في إعلاء راية الجهاد وتجييش المقاتلين ورفع شعار: «هي لله.. هي لله..لا للسلطة ولا للجاه».


    الذي كان قد حوّله الانبطاحيون والمستوزرون وسفهاء الأحلام إلى شعار ينبئ عن السخرية والاستفزاز:
    «لا لله لا لله هي للسلطة هي للجاه».
    والإنقاذ في آخر المطاف ليست فوق المحاسبة ولا فوق المراقبة ولا هي فوق الناموس ولا هي فوق قانون الإدالة والتمكين.
    «وإن تتولوا يستبدلْ قوماً غيرَكم ثم لا يكونوا أمثالَكم».
                  

04-08-2012, 05:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    المفكر اللبنانى الدكتور رضوان السيد كتب مقالا مهمااليوم بصحيفة الاتحاد الاماراتية اتمنى ان يقراه كل الشباب فى السودان وفى العالم عن دعوة الاخوان المسلمين لتطبيق الشريعة الاسلامية..
    اقرا المقال

    . رضوان السيد

    حماية الدين من السياسة في زمن الثورات
    تاريخ النشر: الأحد 08 أبريل 2012

    أكد خيرت الشاطر مرشّح "الإخوان المسلمين" لرئاسة الجمهورية أنّ هدفه الأول والأخير إنما كان ولا يزال تطبيق الشريعة! وهي الرؤية المشوهَّة للدين التي دأبت أحزابُ الإسلام السياسي على نشرها عبر عدة عقود، والحصول على شعبيةٍ عن طريقها. وهذه الرؤية تخالفُ بالطبع شعارات الجماعة بشأن الدولة المدنية والديمقراطية التعددية. إنما الأهمُّ من ذلك أنها رؤيةٌ تغامر بالدين ومصائره، وتزيدُ من إدخاله في حمأة الصراع السياسي. فالقولُ من جانب "الإخوان" إنَّ برنامجهم (السياسي) هو تطبيقُ الشريعة، لا يعني أنّ الشريعة غائبة اليوم، بل ومنذ مدة، عن الدولة والمجتمع، وهذا يسلب الشرعية عن مصر ونظامها ومجتمعها، ويضعُ على الإسلاميين مهمةَ إعادة الدين إليهما، كأنما هم رُسُلُ الإسلام الجدد. والمعروف أن صراعاً نشب في الستينيات والسبعينيات بين فِرقٍ من الإسلاميين بشأن الشريعة، وهل يكون من الضروري تكفير الدولة فقط، أم الدولة والمجتمع باعتبار غياب الشريعة عنهما!

    ووقتها ميَّز شيوخ "الإخوان" أنفسهُم في كتاب "دُعاة لا قُضاة"، بأنهم دعاة هداية وليسوا قضاةً لإصدار أحكامٍ بالإيمان أو الكفر على الدولة والمجتمع. بيد أن ذلك لم يَحُلْ دون تضامن الجميع مع السادات أواخر السبعينيات حين أضاف إلى الدستور المادة التي تقول إن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. وخطورةُ هذا كلِّه في ثلاثة أمور: سلْب الشرعية عن المجتمع والدولة وإعادة فرضها عن طريقهم، والإصرار على دمْج الدين والدولة، وزجّ الدين في الصراع على السلطة، بحيث يؤدي ذلك إلى شرذمة الدين وبالتالي المجتمع تحت وطأة التنافُس على المناصب والمغانم، باسم الدين. وهذه التصورات كلُّها أثرٌ من آثار الصراع الذي تمادى بين الإسلاميين وأنظمة الاستبداد طوالَ عقود، ولا علاقة له بالدين وصورته وفهم المجتمعات العربية والإسلامية له في تاريخها وحاضرها.

    فمنذ نزول القرآن احتضنته الأمةُ وجماعتُها، وما عاد هناك انفصالٌ بينهما. أما هذا التفكير الانفصالي، فيرمي إلى وضع الدين في يد جماعةٍ أو حزبٍ، والاستئثار به للسيطرة عن طريقه على الدولة والنظام السياسي. وإذا كان ذلك إنما يضع "الشرعية" في يد حزب أو فئة، فإنه من جهة أخرى يُدغمُ الدين بالدولة والنظام السياسي بحيث تنتهي مسألة المواطنة التي تقوم عليها الدول والمجتمعات الحديثة، فتظهر دولةٌ دينيةٌ ثالثةٌ في المشرق بعد إسرائيل ونظام ولاية الفقيه بإيران. وهناك احتمالان لجهة إمكان إقامة هذا النظام المتخيَّل: أن يسيطر من خلاله حزبٌ واحدٌ على النظام السياسي، فيقوم نظام توتاليتاري مستند إلى الدين وباسمه. أو تكون الأحزاب الدينية متعددة، فتجري مُزايدةٌ صراعيةٌ على الدولة والنظام، ويذهب كل حزب إلى أنه الأكثر إسلاماً، وبالتالي الأحقّ بالسيطرة، ويتنازع مع الأحزاب الأخرى باسم الدين، فيدفع ذلك باتجاه الشرذمة الاجتماعية وربما الدينية. وهذا ما يحصل في مصر الآن، ومجتمعات عربية أخرى بعد الثورات. فهناك أحزاب متعددة لهذا الإسلام السياسي، وهي تُقْبلُ على التصارُع فيما بينها، ولا تُفاجئُ المجتمعات بالكثير من الأمور التي لا تعرفها عن الدين والأخلاق من قبل. ويعمل هذا الأمر على إفساد الممارسة السياسية، والحياة العامة التي قامت الثورة لإصلاحها وتصحيحها. ومن المؤكد أن ممارسة العمل السياسي تحت شعارات دينية مُضرٌ بالدولة والشأن العام، لكنه أكثر إضراراً بالدين، وهو أمر نُعنى به في هذه الكلمة.

    إنَّ الطريف والدال في هذا السياق، النموذج الذي تعرضُهُ الحالة الأميركية اليوم، بل ومنذ عقود في تأثير الإنجيلية السياسية السلبي على الدين والأخلاق العامة. فبحسب "روبرت بللا" هناك "دينٌ مدنيٌّ" في الولايات المتحدة، هو عبارة عن قواسم مشتركة كبيرة فيما يتعلق بالإيمان والأعراف الأخلاقية العامة. والمعروف أن البروتستانتية تشهد نهضات وإحيائيات كل حقبة. إنما تميز الإحياء البروتستانتي في سبعينيات القرن الماضي باهتمامه بالتأثير على الحياة العامة، عبر دعم السياسيين الذين يؤيدون أطروحاته في منع الإجهاض، وملاحقة المثْليين، وإقرار التعليم الديني في المدارس، وتحريم حبوب منع الحمل.. إلخ. وكان كارتر أول مَنْ أفاد من التسييس الإنجيلي عندما اعتبر نفسه من "المولودين ثانية" أي حركة التوبة الإنجيلية. وأفاد من بعده ريجان، بالتركيز على مصارعة الشيوعية والإلحاد. ثم بلغت الإفادة ذروتها في زمن بوش الابن، عندما اقترب أتباع الإنجيلية الجديدة من حاجز 50 مليون ناخب، فصار الدين والتزايدُ فيه أداة رئيسية في الحياة السياسية الأميركية. ولأن الحركات الدينية المسيَّسة امتلكت برنامجاً محافِظاً في المجتمع والدولة، فإنّ أنصارها والمستفيدين منها من الساسة، كانوا في الغالب من الحزب الجمهوري. ولذا، وعلى مشارف القرن الحادي والعشرين، شاعت المقولة الطريفة: إذا أردتَ أن تكون مسيحياً حقيقياً، فعليك أن تدخل في الحزب الجمهوري! وكانت لذلك كلِّه آثار سلبية على الدين والتدين بالولايات المتحدة. ففي عام 2010، وفي استطلاعات واسعة، وبالمقارنات مع السبعينيات، تبيّن أن الإلحاد زاد في أميركا من 4 إلى 12 في المئة، وأنّ نسبة المؤمنين غير الممارسين زادت من 14 إلى 26 في المئة، وأن الشبان بالذات يُعرضون عن الدين لارتباطه بحزبيات وأجندات محافظة في المجتمع والدولة. وقد أدرك سوءَ هذا المآل بعض كبار رجال الدين أيضاً، فَدَعَوا إلى الابتعاد عن خلْط الدين بالسياسة والسياسيين، أياً تكن المُغْريات الكامنة في ذلك!

    هذا يعني أن انطلاق الحراك الحُرّ بعد الثورات العربية، أطلق سراح الأحزاب الدينية التي ما قاومت أبداً إغراءات استخدام الدين في المجال العام. وقد قال بعض المتشددين إن هذا هو زمنُ الإسلام، كأنما لم نكن مسلمين من قبل! فالظهور الشديد للدين في المجال العام، يجعل من الصعب ألا يؤثر هذا الظهور على سمعة الدين وسماحته واتّساعه للمجتمع بشتى أطيافه. إن الحزبية حاصرة وليس جامعة. وإذا واجهتها حزبية أخرى باسم الدين فهذا يعني خصاماً كبيراً، ومُزايدات كثيرة، تدفع القوى الشابة والحية في المجتمعات إلى الانصراف عن الحزبيات إلى مسارات أخرى تستبعد الولاءات والحواصر الحزبية. وكما أفهمُ مجتمعاتنا، فإنها لن تُعرض عن الإسلام، بل تختار وستختار التديُّن التقليدي غير الحزبي، والذي يفصل الدين والتدين عن السياسة، وأعني العودة إلى المذاهب الفقهية التقليدية في شؤون العبادات والتعليم والإرشاد الديني العام.

    لقد أدرك الأزهر بمصر أخطاء هذا التسييس على الدين، لذلك صار إلى إصدار وثائقه التي صارت مشهورة: بشأن نظام الحكم ومستقبله بمصر وأنه لكل المصريين على أساس المواطنة والحريات الأربع: العقيدة والعبادة، وحرية التعبير، والإبداع العلمي، والإبداع الفني. وكانت آخر وقائع التسييس للدين بمصر واقعتين: اللجنة التأسيسية للدستور والتي سيطر عليها الإسلاميون وانسحب منها الليبراليون وممثل الأزهر، ثم ترشيح "الإخوان" لنائب مرشدهم العام لمنصب رئيس الجمهورية، بعد أن كانوا قد تعهدوا بعدم ترشيح أحد منهم أو من حلفائهم للمنصب المذكور!

    إن الدين هو أساس المنظومة القيمية التي تسود في المجتمع دونما تفرقة ولا تمييز. لكنه عندما يقتحم المجال العام، ويدخل إلى بطن الدولة، فإنها كفيلة بتفتيته وشرذمته بالأهواء الإنسانية والسياسية والتي لا تترك أحداً على حاله أو على طبيعته. ولذلك، ومن أجل حفظ الدين، ووحدة المجتمع في زمن الاضطراب الثوري، يكون علينا أن نحفظ ديننا وقيمنا من حزبيات المجال العام، أو تنقسم مجتمعاتنا السياسية إلى نصير للحزب الديني، وآخر ضد الدين أو الحزبية الدينية، وليس ذلك من مصلحة الدين ولا المجتمع في شيء. فليكن شعار المتدينين: صَون الدين من الصراع السياسي في زمن الثورات!


    إغلاق
    جريدة الاتحاد
    الأحد 16 جمادي الأولى 1433هـ - 08 أبريل 2012م
    www.alittihad.ae



    جم
                  

04-08-2012, 11:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    رفقــاً بمـرارتــي يا هــذا!! .
    الأحد, 08 نيسان/أبريل 2012 06:55 .

    الطيب مصطفى


    وكأنه ظنَّ أنَّ من شروط تولّيه منصبه الجديد كأمين سياسي للمؤتمر الوطني أن ينبطح ويتثاقل إلى الأرض ويكشف (ظرفه ولطافته) وتودده لدولة جنوب السودان التي تحتل أرضنا وتدعم المتمردين على دولتنا وتقتل وتُريق دماء نسائنا وأطفالنا في أم دوال وتلودي... خرج علينا د. حسبو محمد عبد الرحمن بتصريح غريب يقول فيه إنهم يعاملون الجنوب (كالأخ الصغير) ولذلك يسعى السودان (لتهدئة الأوضاع معه)!!


    يقول الرجل ذلك بدون أن يطرف له جفن وبدون أن يفكر في وقع كلامه هذا على معنويات المرابطين في الثغور من الذين يرون رفاق السلاح من إخوانهم يُقتلون أمام ناظريهم، ولا على الجرحى الذين يستقبلهم حتى الآن المستشفى العسكري بأم درمان وغيره من المستشفيات في مناطق أخرى من السودان!!
    ذلك (الأخ الصغير) يا حسبو هو الذي يقول رئيسُه في رئيسك إنه مجرم حرب وإنه لص يسرق بترول الجنوب.. ذلك الأخ الصغير يا حسبو هو من يحتل أرضك ويُضمر لك شراً ويتوعدك بالويل والثبور ويؤلِّب عليك أمريكا والعالم ويشوِّه سمعتك بين العالمين ويقول في بلادك إن السودان يتاجر بأبناء الجنوب ويسترقّهم.


    بالله عليكم هل من اتساق بين التعبئة التي أعلنها الرئيس واستنفر بها ولايات السودان وبين منطق (الأخ الصغير) والدعوة إلى التهدئة التي تحدَّث عنها حسبو؟!.. نفرة (الردع) يا حسبو مقصود بها ردع الأخ الصغير حتى يكفّ عن تجاوزاته واعتداءاته!!


    من أسفٍ فإن خطابنا السياسي متناقض متنافر وكلٌّ (يشوت) عكس الآخر.. ففي حين تجد القابضين على الجمر المرابطين والمجاهدين الذين يواجهون الموت ويبذلون الأنفس في وادٍ تجد السياسيين في وادٍ آخر، وأهم من ذلك أنهم لا يفكرون فيما يُحدثه حديثهم في نفوس المقاتلين وفي روحهم المعنوية التي بها يقاتلون ويواجهون أهوال الحرب وعذاباتها، وليس أكثر إيلاماً من أن يحس المقاتل بالخذلان من أصحاب القرار من السياسيين (المرطِّبين) في مكاتبهم الباردة وما أيسر من أن ينسرب الشيطان إلى نفسه الأمّارة من خلال أحاديث التخذيل المستفزّة وغير المسؤولة التي يهرف بها هؤلاء بدون أن يفكروا في آثارها المدمرة.


    لطالما تحدثنا عن أثر ضحكات مفاوضينا مع باقان في مائدة التفاوض وكذلك أثر حفلهم الصاخب وعشائهم الفاخر المقام لذلك العدو اللئيم في قلب الخرطوم والذي تناقلته فضائيات الخرطوم وصحافتها!! وربما رآه أولئك الرابضون في الخنادق ومن يواجهون الموت بصدورهم العارية.
    ثم تحدَّث حسبو عن الحريات الأربع مع دولة جنوب السودان وقال ـ وما أبأس ما قال!! ـ (إنها مع الجنوب أوفق من الحريات مع مصر بحسب القواسم المشتركة بينهما)!!
    والله لو أتينا بأحد رعاة الضأن في بادية البطانة بعد التأكد من أنه لم يقرأ صحيفة منذ عشر سنوات لما قال مثل هذا الكلام الساذج!! فباللّه عليكم أي قواسم مشتركة تلك التي تجمعنا مع الجنوب الذي لم نذق طعم الراحة منذ أن زُرع في أحشائنا؟!


    الحريات مع الجنوب أوفق من الحريات مع مصر... يقول الأمين السياسي هذا الكلام بالرغم من أنه يعرف أن الحريات مع بوركينا فاسو أوفق من الحريات مع جنوب السودان وبالرغم من أنه يعرف أن الحريات مع مصر والعلاقة الشعبية وحتى الرسمية بين الدولتين أيام مبارك أفضل مليون مرة منها مع دولة وشعب جنوب السودان فما بالك بها اليوم بعد انبلاج الفجر في أرض الكنانة؟!
    هل نحن في حالة حرب مع مصر أيها الأمين السياسي للمؤتمر الوطني؟! بل هل نحن في حالة حرب مع إريتريا أو تشاد أو إثيوبيا أم مع دولة جنوب السودان؟!
    إيهما أوفق إقامة حريات أربع مع أيٍّ من تلك الدول أم مع دولة جنوب السودان التي تحكمها الحركة الشعبية التي تناصبنا العداء وتحمل مشروعاً توسعياً يستهدف بلادنا وهُويتنا؟!
    إن الحديث عن إقامة حريات أربع مع دولة لا تزال تتحرش بنا ويقول مسؤولوها بل رئيسها في بلادنا ما لم يقله أحدٌ من العالمين قفْز فوق المراحل وما كان ينبغي لأي مسؤول سياسي أو تنفيذي أن يتحدث عن ذلك الاتفاق بعد الهجوم على هجليج الذي تبعه بعد ذلك الهجوم على تلودي وأم دوال ناهيك عن أن نصف دولة الجنوب التي لا تزال تحتل أرضنا وتحلم بالمزيد بالأخ الصغير!!


    ثم قال حسبو الذي يشغل عدة مواقع في وقت واحد فهو الأمين السياسي وهو رئيس كتلة نواب دارفور في البرلمان هذا فضلاً عن مواقع أخرى لا نعلمها الله يعلمها.. قال عن مطالبة الرئيس الأمريكي جوبا بوقف العدائيات (إنه حديث ممتاز)، وتابع بأن السودان (لن يلتفت إلى تحركات التيارات الأمريكية المعادية له طالما أن قيادة البلد داعمة للسلام)!!


    لستُ أدري والله هل يجهل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني أن الرئيس الأمريكي أضعف من أن يتحكّم في القرار في بلاده التي تحكمها مراكز قوى في الكونجرس وفي مراكز الضغط الأخرى التي ظلت تحول دون أي انفراج في العلاقة بالرغم من كل ما قدمه السودان من تنازلات توشك أن تقضي على بلادنا؟! ألا يعلم أن العقوبات التي لطالما عانينا منها بما في ذلك إفشال افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض قبل يومين هي من صنع مراكز قوى تتربص بالسودان وتكيد له؟!
    متى يضبط المؤتمر الوطني تصريحات مسؤوليه ومتى تُسكِت الحكومة التصريحات غير المسؤولة؟!
                  

04-08-2012, 08:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)


    الترابي يقر بفشل الحركة الإسلامية في السودان
    الأحد, 08 أبريل 2012 10:09 hiba
    الخرطوم: صبري جبور

    هاجم الدكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي، النظام الحاكم وقال في عهده استشرى الفساد في كافة المجالات، واصفاً إياه بالطاغوت، لافتاً النظر إلى أن السلطان قفل باب الاجتهاد والتفكير والتجديد بمثابة الشيء الحرام، لأنهم يعتمدون على التقليد فقط. وقطع الترابي خلال مخاطبته ختام فعاليات مؤتمر النساء الثالث، بأن الحركة الإسلامية في السودان ابتليت وفشلت وأخفقت، وأضاف لكنها نهضت في دول العالم الإسلامي خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي أطاحت بالطغاة والجبابرة، مؤكداً عندما تضعف القوي يرتد عليك، وطالب الترابي المرأة بضرورة العمل لإصلاح حال المجتمع.
    ي ع ذات
                  

04-10-2012, 04:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    السودان: الإصلاح الإسلامي.. ترقيع.. انصرافية.. أم حل راديكالي؟
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2012-04-09


    أثارت المقترحات التي تقدمت بها شخصيات ومجموعات مصنفة إسلامياً لإصلاح الأوضاع السياسية في السودان جدلاً حاداً واعتراضات كثيرة، وحق لها.
    وقد رأى فيها البعض انصرافية ومحاولات يائسة لإنقاذ ما لا يمكن إنقاذه من نظام فاسد متهالك، قائلين إن الحل في التخلص من الإسلاميين ومقترحاتهم معاً، لأنهم رأس الداء وأس البلاء. فقد ارتكبت في البلاد كبائر لا تحصى باسم الإسلام وتحت عباءته، بلغت حد تمزيق البلاد وإشعال الحرب والنزاعات في كل أطرافها. وكان إنكار الإسلاميين لها خافتاً إن لم يكن معدوماً، بينما جهد البعض في أن يجد لأصحابها الأعذار. وهذا قد يشير إلى أن الخلل قد لا يكون في الإسلاميين كأشخاص، وإنما في النهج الذي يتبعونه ويسمونه إسلاماً. وعليه فإن مساعيهم لبيع النبيذ القديم في قنان جديدة (وفي ظل ما نشهده هذه الأيام فإن استخدام مثل هذه المجازات في حق الإسلاميين قد لا تكون مستهجنة كثيراً) يجب ألا تنطلي على أحد.


    وهناك بعض الوجاهة في مثل هذه الاعتراضات. ذلك أن الخلل الذي رافق الممارسات الإسلامية في السودان أو غيره لا يبدو خللاً عارضاً. على سبيل المثال، نجد أن الحركة الإسلامية في السودان قد انشقت إلى فصيلين متقاتلين، ولكن أياً منهما لم ينجح حتى الأن في إدانة الممارسات الخاطئة التي كانا فيها شريكين، ويتبرأ منها، ويعتذر عنها لله تعالى أولاً، ثم للشعب السوداني ثانياً، ويقترح نهجاً واضحاً للتكفير عن أخطاء الماضي، وانتهاج خط جديد يختلف جذرياً عما سبق. بل غاية ما نراه هو التلاوم وتبرئة النفس. وليست هذه المشكلة قاصرة على السودان، حيث نرى ممارسات مماثلة من حركات إسلامية أخرى، في العراق مثلاً وفي إيران وأفغانستان وغيرها، ويخشى أن تتكرر المصائب في مصر وبقية بلدان الربيع العربي.
    وهذا بدوره قد يطرح سؤالاً جوهرياً: إذا كان هذا ما ترونه، فلماذا ظللتم كل هذه المدة تدعون إلى الإصلاح من داخل النظرة الإسلامية؟ ألم يحن الوقت ليقال إن ما يسمى بالنهج الإسلامي هو ضلال مبين لا علاقة له بالدين، وأن يترك للناس أمر دنياهم يسوسونها بما يرونه؟
    هناك بلا شك أمران مختلفان تحت النقاش هنا: الحديث عن إصلاح الفكر الإسلامي من جهة، وعن إصلاح الأوضاع السياسية في السودان من جهة أخرى. وهكذا الأمر في كل بلد. فالبلدان هي شراكة بين كل مواطنيها، ومنهم المسلمون وغيرهم، ومؤيدو الحركات الإسلامية ومعارضوها. وعليه فإن إصلاح أمور البلاد يكون بالتوافق بين أهلها والتراضي بينهم على أسس الحكم وأساليبه. وقد اصطلح الخلق في عصرنا هذا على أن الديمقراطية هي الأسلوب الأمثل لتحقيق هذه الأغراض، وعليه فإن أي حديث عن الإصلاح في السودان وغيره لا بد أن يكون عن كيفية تحقيق الديمقراطية فيه وترسيخها.


    السجالات في أوساط الفكر الإسلامي ظلت، بالمقابل، ومنذ انهيار مؤسسة الخلافة (التي لم تكن على كل حال سوى هيكل أجوف لا معنى له منذ قرون متطاولة) تدور حول الشكل الأمثل للحكم الإسلامي في العصر الحديث. فهناك من ينادي بإحياء الخلافة، وتسمية خليفة يدين له مسلمو العالم كافة بالولاء، حتى وإن كانت هذه خلافة إسمية شكلية. وكثير من هؤلاء يرى أن استعادة الخلافة بشكلها الذي سماه ابن خلدون ملكاً (أي حكماً فردياً استبدادياً) يفي بالغرض، بل هو غاية المنى. وهم على استعداد لـ 'مبايعة' كل من يسمي نفسه حاكماً إسلامياً، وإعلان الولاء والخضوع له في المنشط والمكره، والحق والباطل. وقد جرت على هذا المنهج جماعات مسلحة انتشرت في مناطق مثل أفغانستان وباكستان والجزائر والعراق والصومال واليمن (وأخيراً في شمال مالي)، حيث أعلن كل منها ما سماه 'إمارة إسلامية' يحكم فيها بأمره. وما يزال حزب التحرير يدعو إلى استعادة الخلافة بشكلها الأموي العباسي باعتبارها النموذج الأمثل للحكم الإسلامي.


    في العقود الماضية، أعاد كثير من المفكرين والسياسيين النظر في هذه الأطروحات. كانت البداية في إيران، حين أنشأت ثورة عام 1905 نظاماً برلمانياً استلهم الدستور البلجيكي، مع إنشاء لجنة برلمانية من خمسة أعضاء من علماء الدين عهد إليها بمراجعة التشريعات الصادرة عن البرلمان للتأكد من مطابقتها لأحكام الشريعة الإسلامية. وقد ألهم هذا النموذج مفكرين مثل الشيخ رشيد رضا الذي رأي فيه تطبيقاً لفكرة ما أصبح يسمى بـ'الدولة الإسلامية' التي أصبحت التعبير البديل لفكرة الخلافة. وقد تبع الشيخ حسن البنا هذا المنحى حين قال إن النظام البرلماني هو الأقرب لمفهوم الحكم الإسلامي. أما الشيخ أبو الأعلى المودودي فقد اقترح ما سماه بالديمقراطية 'الإلهية' نظاماً للحكم، وهي بحسب تعبيره ديمقراطية من حيث انتخاب الحاكم، ولكنها خاضعة للشريعة الإسلامية، وهي في الواقع دكتاتورية منتخبة، لأن الحاكم بعد انتخابه يكون هو الحكم الفصل في أمر الشريعة. وقد حول آية الله روح الله الخميني هذا النموذج إلى واقع عملي حين طبق مبدأ 'ولاية الفقيه' القائم على فكرة انتخاب شخص يكون هو الحكم الفصل في تطبيق أحكام الدين الإسلامي، لا ينازعه في ذاك منازع.


    وتعتبر الحالة السودانية حالة خاصة في هذا المجال، إذ كانت المفارقة في أن الحركة الإسلامية السودانية بقيادة الشيخ حسن الترابي كانت من الحركات الإسلامية القليلة (إضافة إلى الحركة التونسية) التي أعلنت أنه لا يوجد أي تناقض بين الحكم الإسلامي والديمقراطية. وكان الشيخ الترابي يرفض أن تكون للعلماء سلطة خاصة في الدولة الإسلامية، ويرى أن رأي الشعب (كما يعبر عنه في مؤسساته المنتخبة) لا يعلى عليه. ولكن الحركة خالفت هذه الرؤية حين تولت السلطة، ومارست الحكم الدكتاتوري. والأسوأ من ذلك أنها حاولت إضفاء شرعية إسلامية متوهمة على هذه الدكتاتورية، واستعانت في ذلك بجهات مثل الحركات السلفية وحركة الإخوان المسلمين المنشقة عنها، رغم أنها كانت في الماضي تخالف أطروحات هذه الجماعات.
    من هنا يمكن أن يقال أن هناك سببا إضافيا للفصل بين الحديث عن إصلاح الفكر الإسلامي وإصلاح أوضاع السودان، كون الممارسات لم تكن تستند حتى على فكر الحركة الإسلامية نفسها، بل كانت انحرافاً عنه. ولكن بالمقابل فإن هنا ما يدعو للربط بين الاثنين. ذلك أن هناك تيارات إسلامية عريضة ما تزال تؤيد الوضع الحالي، وهذه التيارات لها نفوذ ليس فقط على الحكومة، بل على الشارع. وإذا اقتنع الشارع برؤية هذه التيارات، فإن الإصلاح والتغيير يصبح أصعب.


    ولعل الأهم من ذلك هو أن التحولات الديمقراطية التي شهدها العالم العربي، والتي نتمنى ونتوقع أن يشهد السودان مثلها قريباً، قد أتت بالحركات الإسلامية إلى السلطة عن طريق صناديق الانتخاب. وقد أثبتت التجربة أن نجاح التحول الديمقراطي في تلك البلدان اعتمد على درجة نضج وتطور فكر الحركات الإسلامية. ففي البلدان التي تصالحت فيها هذه الحركات مع الديمقراطية، كما كان الحال في تونس والمغرب وليبيا، كان النجاح كبيراً، بينما تتعثر الأمور في بلدان مثل مصر والأردن والكويت والبحرين.


    من هذا المنطلق، يمكن أن يقال إن منهجنا الذي يربط بين إصلاح الفكر الإسلامي وتطوير مناهج الحركة الإسلامية في السودان وغيره، هو المنهج الإصلاحي الأكثر راديكالية، وليس منهجاً 'ترقيعياً' يقصد منه وضع المساحيق على شكل شائه قائم. ذلك أن إصلاح الفكر الإسلامي يحل مشكلة الديمقراطية بصورة حاسمة وشاملة، ويلغي الإشكالية القائمة حول التخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، وبالتالي إجهاض الديمقراطية من داخلها. فلو كان الإسلاميون بالفعل يستلهمون نماذج استبدادية، مثل نموذج 'خلافة' الملك الانقلابية (وهي نموذج مبكر لمنهج الانقلاب العسكري كان السلاجقة أول من ابتدره)، أو دكتاتورية الفقيه والأمير، فإن مشاركتهم في العملية الديمقراطية تكون مضرة بها، بينما منعهم من المشاركة يلغي الديمقراطية سلفاً.


    من هنا فإن الجهد الذي ظللنا وغيرنا نضطلع به لعقود ليس ترفاً فكرياً ولا انصرافية عن مواجهة الواقع، بل هو يصب في لب الموضوع، ولا يمكن أن يحدث تقدم في السودان أو غيره من البلدان الإسلامية بدون معالجة هذه القضايا وحسمها والوصول فيها إلى توافق واضح. ويكتسب هذا الأمر أهمية إضافية في السودان، وذلك بسبب استناد الوضع الحالي إلى تأييد تيارات إسلامية قوية، وتوقع أن يكون لهذه التيارات نفوذ كبير حتى بعد زوال النظام، وربما بسبب زواله. وهذا بدوره يلقي بواجبات إضافية على هذه التيارات، وعلى المفكرين الإسلاميين عموماً، لتحرك فاعل لا يفتر من أجل إنقاذ الوضع، والتصدي لما تعرضت له صورة الإسلام من تشويه يعتبر من باب الصد عن سبيل الله، وإنه لإثم لو تعلمون عظيم.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
                  

04-10-2012, 06:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)


    !
    محمد وقيع الله
    قيادي من حزب المؤتمر الشعبي يسب الصحابة!


    عندما يترافق الجهل بالتاريخ مع ضعف الإحساس بحقائق الإيمان مع التوتر الحزبي العميم ينجم الخطر العظيم.

    وبهذا انزلق القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المارق، الدكتور بشير آدم رحمة، في منزلق خطر بسبه لصحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووصف أحد أجلائهم بداء الدكتاتورية.

    وقال ردا عن سؤال وجهه إليه الصحفي الأستاذ الصادق المهدي الشريف:" لو جاء صحابي للحكم في جو شمولي سوف يصبح دكتاتوراً .. ولديك مثال في معاوية بن ابي سفيان".

    ألا تبا لك أيها الكادر الشعبي المارق!

    فوالله لأنت وشيخك لا تحملون عشر معشار أفضال سيدنا معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأمين الوحي الشريف، ولا تدركون مُدَّه ولا نَصيفه.

    هذا ولم تدهشنا قِحة هذا المتحدث من قبل حزب المؤتمر الشعبي المارق، وجرأته في سب إمام الخلفاء بعد الراشدين، والتعدي على حرمته.
    فقلة احترام الرموز الدينية بعض أقل ما يمكن أن يرثه من يكثر من مخالطة حسن الترابي ومن يتشبع بأهوائه ويتردى في ميوله الوخيمة.

    وقد تجاهل هؤلاء نهي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن التعرض لأصحابه بأقل سوء.

    وقد روي عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه نهى سيدنا خالد بن الوليد، وهو من هو في الفضل، عن التعرض لسيدنا عبد الرحمن بن عوف، لأنه سبقه في درب الإيمان.

    فكيف ساغ لمن تأخر جدا في سلك الزمان ودرب الإيمان، من أهل السودان، أن يفتري الكذب والبهتان، على سيدنا معاوية بن أبي سفيان، الذي أسلم باكرا، في عام عمرة القضاء، وهو ابن عشرة وثمان، وعده الإمام عبد الله بن عباس من الفقهاء الأعيان؟!

    لا شك أن حسن الترابي هو من علم بشير آدم رحمة وأرشده إلى ذلك.

    ولا شك أنه هو من جرأه على التطاول على عظماء الإسلام وكبار أهل الإيمان.

    فقد أكثر حسن الترابي في كتاباته ومحاضراته في معارضة معنى الحديث النبوي الصحيح الشريف الذي رواه مسلم :" خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ". زاعما أن مدلوله ليس ضروريا في كل الأحوال!

    وذلك رغم أن معناه متساوق مع ما جاء في القرآن الشريف عن الموضوع نفسه، وهو قول الله تعالى:(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً). الحديد: 10.

    ومتساوق مع قول الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). التوبة: 100

    فهذا مما يفيد أن الله تعالى قد تاب عن الصحابة، ورضي عنهم، ومن ثم ما جاز لنا أن نتعرض لهم أو أن ننتقدهم بسوء.

    فحسناتهم تغمر سيئاتهم ولهم بفضل سابقتهم حسن المآل بإذن الله.

    وقد أحسن إمام السنة المفكر المنصف تقي الدين، إذ قال: إن كثيرا مما يروى في حق الصحابة كذب مختلق، وبعضه له أصل لكن زيد فيه ونقص ... وإن الذنوب المحققة التي تصدر من الصحابة، قد يغفر لهم منها ما لا يغفر لغيرهم.

    فإذا كان الإنسان من سائر المسلمين يغفر له بالتوبة، ويغفر له بشفاعة النبي، صلى الله عليه وسلم، ويغفر له بالحسنات، فالصحابة أولى بذلك لجهادهم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، ولسابقتهم في الإسلام.

    أفهذا الكلام السديد أهدى أمَّا سمعتموه أيها الشعبيون الشعوبيون من شيخكم الدكتور الترابي في حديثه التعريضي بهذا الشأن؟!

    لم يكن الجو شموليا

    وهل صحيح أن معاوية، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، جاء ليحكم في ظل جو شمولي، كما زعم هذا المتهجم المتجهم الجهول: بشير آدم رحمة؟!

    لم يكن الجو شموليا آحاديا، وإنما كان جو حريات، وكان وضعا سياسيا به سيولة شديدة، وتعددت وتعارضت فيه الآراء والسلطات.

    وكان معاوية، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، حينها واليا على الشام، وذلك منذ أن ولاه إياها عمر بن الخطاب، ثم ولاه من بعده عثمان بن عفان، عليهم جميعا شآبيب الرضوان.

    وقد تولى معاوية الحكم وانفتح على جميع الأقطاب والأحزاب إلا من أبى.

    وقد روي في شمائله، رضي الله تعالى عنه، أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه، فقالوا كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين؟ قال عمير وهو أحد الصحابة: لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به. رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني.

    وقد تمكن معاوية، رضي الله تعالى عنه، من بسط الاستقرار السياسي، وأقبل على نشر الإسلام في أرجاء الأرض، ومهد السبيل لازدهار دولة الإسلام وحضارته.

    وقد رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، في إحدى مناماته، من مآثر معاوية، رضي الله تعالى عنه، ما تبسم له عجبا ورضا!

    عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى، الله عليه وسلم، يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: أناس من أمتي عرضوا عليَّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرَّة. قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:أنت من الأولين. فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين، فنزلوا الشام، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت. رواه البخاري.

    فضائل معاوية التي يجهلها بشير آدم رحمة
    ولسيدنا معاوية، رضي الله تعالى عنه، فضائل ومناقب شتى سجلها له السلف الشريف.

    فقد روى الإمام الطبري في تاريخه أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خرج إلى الشام، فرأى معاوية في موكب يتلقاه، فقال له عمر: يا معاوية، تروح في موكب وتغدو في مثله، وبلغني أنك تصبح في منزلك وذوو الحاجات ببابك. قال: يا أمير المؤمنين، إن العدو بها قريب منا، ولهم عيون وجواسيس، فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزا. فقال له عمر: إن هذا لكيد رجل لبيب، أو خدعة رجل أريب، فقال معاوية: يا أمير المؤمنين، مرني بما شئت أصر إليه. قال: ويحك! ما ناظرتك في أمر أعيب عليك فيه إلا تركتني ما أدري آمرك أم أنهاك.
    وروى الإمام ابن كثير في تاريخه عن علي رضي الله عنه أنه قال بعد رجوعه من صفين: أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموها، رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل.
    وروى الإمام الذهبي في سير أعلام نبلائه أن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: ما رأيت بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم أسود، أي أشد سيادة، من معاوية. فقيل: ولا أبوك؟ قال: أبي عمر، رحمه الله، خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه.
    وروى ابن عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب.

    أي أنه كان انفتاحيا، ولم يكن شموليا بلغة العرب الهجين، المترجمة عن لغات الأعجمين.

    وهي اللغة التي يلهج بها البيطار، بشير آدم رحمة، ويتهم سيدنا معاوية، رضي الله عنه، ببعض مفاهيمها ومصطلحاتها، التي لا يفهم رحمة إلا أقل معانيها الباطلة.

    ولهي مفاهيم أشد انطباقا على حزب المؤتمر الشعبي.

    حزب الرجل الواحد الذي إذا اندثر اندثر الحزب وذاب!

    --------------------

    المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان الأستاذ بارود صندل رجب

    محمد وقيع الله



    شغل الأستاذ بارود صندل رجب المحامي نفسه بما لا يحسنه من المهام الكبار حين تولى الدفاع عن الدكتور حسن الترابي الذي وصفني بأني خصمه الألد!

    ويا ليت شعري أي مقياس استخدمه هذا القانوني الذي يفترض أن يكون قَيِّما على العدالة في هذا التصنيف الذي بوأني به هذا المقام المنيف!
    ولا أرى إلا أن الصواب قد جانب جناب هذا المحامي الذي أخذ على عاتقه تولي الدفاع عن حسن الترابي ولم يستنكف آنفا أن يتولى الدفاع عن القتلة العنصريين الذين استباحوا دم أخينا الشهيد محمد طه محمد أحمد رحمه الله!

    وقد برز خطأ هذا المحامي الذي يحامي بالباطل واضحا عندما نصبتني خصما ألد للدكتور حسن الترابي.

    إذ ليس لي مع الدكتور الترابي خصومة شخصية ولا سياسية.

    وذلك لسبب واضح جلي هو أني لا أتعاطى العمل السياسي لا امتهانا ولا هواية.

    ولم أتمتع بالانتماء إلى أي حزب سياسي في حياتي.

    ولم أكُ في يوم من الأيام عضوا في جهاز الحكم الإنقاذي الذي كان يتولاه الدكتور حسن الترابي قبل أن ينتزع الحكم منه ويخلع عنه.

    وليست لي، بحمد الله تعالى، أي تطلعات سياسية أو زعامية أو اقتصادية من أي نوع كانت.

    فهذه هي أحقر التطلعات والأمنيات وأسفِّها وأسفلها في نظري.

    بأي مشيئة يا بن صندل؟!

    ولذلك لا أدري بأي مشيئة وضعني هذا السياسي القانوني الديماغوغي المفرط في تعصبه لحزب المؤتمر الشعبي المارق، الأستاذ بارود بن رجب، في مصاف خصوم شيخه الدكتور حسن الترابي، وفي الذؤابة منهم، طالما انتفت جميع الحيثيات التي يمكن أن تجعل مني خصما لدودا أو غير لدود له؟!

    وطالما أنني لا أخاصم في سبيل منصب من المناصب، التي كان يتسنمها الأستاذ بارود قبل أن يفقدها ويظل يلهث في سبيل أن يسترجعها، وهي نوع المناصب التي أنا بعيد عنها كل البعد، وقد نزهت عنها نفسي من أول يوم، وركلتها عندما عرضت علي، ويستحيل في حقي أن أقبلها في أي يوم.

    فأنا امرؤ يسيرٌ يسيرُ، بفضل الله تعالى، على نهج مستقل عن نهج الحركة الإسلامية السودانية، وينأى عن حزبيها المنشقين المتصارعين على فتات الحياة الدنيا الحقير.

    ولا أزال معتصما، بحمد الله تعالى، بموقفي الاعتزالي لمغريات الحياة الدنيا سائرا على هدي إمام الفكر والهدى عباس محمود العقاد القائل:

    خذوا الدنيا بأجمعها فدنياواتنا ذخر!

    فهذه الدنيا الدنية الفانية كلها، قد تركنا لكم يا أستاذ بارود صندل رجب، ويا بقية الصحب، لتنافسوها، وتتقاتلوا عليها، ولتدوسوا من أجلها كل القيم!

    تخبط غير شكل!

    وهذا المدعو الأستاذ بارود رجب الذي يتخبط في قوله، ولا يدري ما يقول، يقول عني:" وها هو محمد وقيع الله ينضم لهؤلاء [يقصد إلى خصوم الترابي ونقاده، وكل ناقد للترابي هو خصم مبين له بنظر أتباعه المتعصبين المهرجين من أمثال بارود صندل رجب!] ولا نكاد نفهم غبينة الرجل حتي يسل كل سيوفه بهذه الصورة هل أشتاق إلي الوظيفة فسلك هذا الطريق!! معرفتي للرجل منذ كنت طالبا في الجامعة الإسلامية جعلتني أسقط هذا التهمة مؤقتاً".

    إذن فأنت تعرفني وتعرف زهدي في المناصب من قديم، فما الذي أغراك بالكذب اليوم لتنسب إلى من الأهواء ما تعرف بطلانه عن يقين؟!

    فأنت تعرف عن يقين أني لم أتقلد وظيفة، ولم أذق طعم الوظائف الشهية، التي تقلبتم فيها، ونعمتم بها، وجاهدتم في سبيل الإستئثار بها، وحرمان منافسيكم منها، هؤلاء الذين كتبت لهم الغلبة أخيرا عليكم، فأطاحوكم، وحطموا أحلامكم، وأهانوكم، وشردوكم كل مشرد، فتخليتم في فزعكم وجزعكم وحمقكم عن المبادئ الإسلامية السامية، وفزعتم إلى المبادئ العنصرية الدانية، وعمدتم إلى إشعال الحرب الأهلية انطلاقا من دارفور حتى تستعيدوا بها سلطانكم السليب في الخرطوم وهيهات .. هيهات؟!

    ثم إني لا أحمل غبنا ولا غبينة على الدكتور حسن الترابي كما تقول، فالدكتور الترابي لم ينتزع مني سلطة كانت لي، ولا جردني من شيئ كنت أملكه بأمره.

    وإن توجب علي أن أنطق بكلمة حق الآن، فسأقول إني لم ألق منه إلا معاملة كريمة طوال عهدي به، ذلك مع أني كنت طوال هدي به أتعامل معه بتحفظ شديد ولا أتبسط معه في قول ولا تصرف.

    ولم أكن آوي إلى داره لأقضي عنده ليالي السمر الكسالى الطويلة كما كان يفعل المتبطلون الذي أضاعوا وقته وأضاعوه!

    وعندما سألني بعض أتباعه قبل سنوات لماذا تغير موقفي منه بهذا الحد الحاسم؟! أجبتهم بأنه هو الذي تغير لا أنا!


    تندَّر الدكتور حسن الترابي، زعيم حزب المؤتمر الشعبي المارق، وتفكَّه وتطاول كثيرا على قيادة حزب المؤتمر الوطني، بمناسبة المذكرة الاحتجاجية الأخيرة التي دعيت بمذكرة الألف عضو، والتي قدمت إلى قيادة المؤتمر الوطني.

    وادعى أن مذكرة أخرى ستتلوها عن قريب يرفعها ناقدون أخر إلى زعامة حزب المؤتمر الوطني وزعم أن المذكرة القادمة ستزيد الشرخ اتساعا وعمقا في صفوف الوطنيين.

    ولكنه فوجئ وهو في غاية من الاستمتاع بما يحلم ويقول بمذكرة عاصفة سلمها بعض كوادر حزبه إلى مدير مكتبه، الذي سلمها لحضرته، فقرأها وتدبر ما فيها، واضطرب من وقعها الصاعق، وغادر مكتبه على الفور، إذ أحس بأنه أتي من مَكمنِه الآمِن، وقديما قيل: من مَأمنِه يؤتى الحَذِر!

    وقد احتشدت هذه المذكرة الناقدة بكثير مما يأخذه الإسلاميون والمراقبون المنصفون على سياسات الدكتور الترابي التي يقود بها حزب المؤتمر الشعبي الشارد.

    واحتشدت بنقد الدكتور الترابي شخصيا واتهامه بالتفرد والدكتاتورية وإلغاء الشورى.

    وانتقد أصحاب المذكرة في هيئة القيادة العامة لحزب المؤتمر الشعبي، ما تنتقده قيادة حزب المؤتمر الشعبي من ممارسات قيادة حزب المؤتمر الوطني، وهي النزعة الاستبدادية التي تتحكم بالقيادة، وتهمل أراء الكوادر الوسيطة، وتعطل ممارسة الشورى.

    وهنا ذكر أصحاب المذكرة التصحيحية المرفوعة إلى الترابي أنه قد:" كان لغياب الشورى كبير الأثر في تأزم الأوضاع بالحزب، فمنذ ذهاب رئيس هيئة الشورى لن (هل يقصدون لم أم لن؟! إن لم هي الأصح نحوا، ولكن لن هي الأصح معنى فيما يبدو!) تنعقد أي جلسة، واستعيض عنها بوسائل أخرى (الشورى بالتمرير) لم تلبِ طموحات العضوية في أن يكون أمر الحزب منبسطاً للجميع، والله عز وجل يقول:(وأمرهم شورى بينهم)، لذا لا بد من عودة هذا الجسم الهام حتى يؤدي دوره المطلوب كاملاً، خاصة أنه مطلوب منه اعتماد البرنامج العام للحزب سنوياً وإقرار العلاقات السياسية والإستراتيجية مع القوى الأخرى، إضافة إلى المهام الأخرى المتمثلة في محاسبة القيادة واعتماد الموازنة والحسابات المقدمة من القيادة كل سنة، وغير ذلك من المهام".

    فهاهم يعترفون بأنه منذ أن انشق عن حزبهم المارق رئيس مجلس شوراه السابق المدعو بدر الدين طه فقد تعطلت أعمال المجلس وهجروا ممارسة الشورى بالحزب!

    وإذا كانت الشورى معطلة في حزب المؤتمر الشعبي، باعتراف أقطابه هؤلاء، فلماذا ينتقد زعيم الحزب حسن الترابي، زعماء المؤتمر الوطني بهذه الدعوى؟! ولماذا يردد صباح مساء دعوته إلى بسط الحريات في البلا،د وكأنما هنالك كبت شديد للحريات بالبلاد؟!

    وهذا ما لا يوافقه عليه، ولا يجاوبه فيه، أكثر المراقبين المنصفين، وأكثر المواطنين الحادبين.

    وقد كان على الدكتور حسن الترابي أن يكف قبل أي شخص آخر عن الحديث عن الشورى والمطالبة بتفعليها.

    فقد كان هو أكثر من بشر بها، من قبل، من بين طوائف المفكرين الإسلاميين، وأكثر من تآمر على قضيتها، من بعد، من بين طوائف السياسيين الإسلاميين.

    وكأني بهؤلاء الشعبيين الناقدين لوجهته هذه، وهم على وشك أن يشهروا في وجهه الآية الشريفة التي جاءت على لسان فرعون: (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ)، وهي الآية التي دأب على إشهارها في وجه الوطنيين منذ أن انتزعوا منه السلطان!

    ولا أدري ما الذي وخز ضمير هؤلاء الشعبيين الناقدين، الذين تجرأوا متأخرين على رفع هذه العريضة الاحتجاجية إلى مقام زعيمهم الترابي، وكأنهم اكتشفوا أخيرا أنه يعطل ممارسة الشورى في إدارة حزبهم؟!

    فأي غشاوة كانت على أعين هؤلاء، حجبت عنهم الرؤية الصحيحة، التي كان ينبغي أن يتبصروا بها منذ أن أقدم زعيمهم على جمع الرعيل الأول من رجالات الحركة الإسلامية، وقدم لهم هدية عظيمة، أوحى بها إليهم بانتهاء عهدهم، والاستغناء عن خِدماتهم، وانتفاء الحاجة إلى آرائهم، ثم حل بتوديعهم مجلس الشورى، وتفرد بالأمر والنهي؟!

    فأي ضلالة بعيدة سدر فيها هؤلاء الأشخاص الذين كتبوا هذه المذكرة، وعمهوا في غياهبها لعقد ونيف من الزمن، ثم جاؤوا في الوقت الضائع يتخافتون ويتساعون بأسلوب حيي لين مهادن، لإصلاح فساد عضال، لازم حزبهم منذ أيام نشأته الأولى، وتعمق وتجذر وتأصل وانتشر فيه جميعا، ولا شفاء له منه ولا نجاء.

    فهو حزب مريض ذاوٍ ذابل لا محالة. وأزمانه قد باتت محدودة معدودة، ولا يرى له مستقبلا طيبا من له معرفة طيبة بفلسفة التاريخ!
    إنه ليس سوى حزب ضئيل حانق حاقد، انحصرت جل همومه في غضون طوره الحالي في تدبير الإنقلابات العسكرية، وإدارة الحروب الأهلية على أسس عنصرية.

    وما برح يتهاوى في المهاوي، ويرتطم بالمعاطب، ولا يتدبر ولا يتئد، وهو الطريق إلى طور جديد، يتحول فيه إلى نِحلة عقدية ضالة، وتكتل حزبي سري غامض مغلق، لا مجال فيه لتبادل الرؤى والأفكار.

    وسينتهي كما انتهت من قبله جميع الحركات التي قامت على وحي العواطف العاطفة، والمشاعر العاصفة، والميول المنحرفة إلى تقديس شخص الزعيم!

    عندما يمسك الأستاذ بارود صندل رجب بالقلم فإنه لا يدري ماذا يكتب ولا ما كتب قبل قليل.

    ولذا تسود كتاباته التناقضات الشائنة التي هي شر ما يشين أعمال الفكر والكتابة وأيضا أعمال المحاماة.

    وإذا استبعدنا الأستاذ صندل عن مجال الفكر الذي يتطفل عليه وحصرناه بمجال مهنته في المحاماة نقول إن المحامي الناجح هو الذي يتحرى أن تكون حجته مستقيمة وأن تتناسق أقواله ولا يخبط بعضها بعضا.

    لأن ذلك يؤدي إلى استبعاد أقواله وشهاداته وبيناته من قبل القاضي الفطن العادل ويخسر هذا المحامي المتخبط موضوع الدعوى.

    وهذا هو شأن المحامي الأستاذ رجب معي إذ لا يكاد يقول شيئا عني حتى يعدو عليه سراعا فينقضه نقضا.

    أي الدافعين صحيح؟

    وقد نقلت إلى القارئ من أقوال هذا المحامي اتهامه لي بأني أسعى وراء منصب تنفيذي بالحكومة وأن ذلك هو دافعي لنقد آراء وممارسات شيخه حسن الترابي.

    فاسمعوا إليه ماذا يقول الآن؟

    يقول:" أذن (يقصد إذن!) الخلاف الفقهي والفكري هو الذي دفع محمد وقيع الله لهذه الهجمة فأن (يريد فإن!) كان هذا فأن(يريد أيضا فإن!) الاختلاف في العقول والإفهام (يريد الأفهام!) يترتب عليه اختلاف في المواقف والآراء وهذا شئ طبيعي، فقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكانت لهم مدارس مختلفة في الفقه ولا يزال العلماء إلى كتابة هذه السطور يختلفون فيما بينهم في الكثير من مسائل الفقه والفكر والسياسية وغير ذلك من فنون العلم والمعرفة وهذا الخلاف في الرأي فيه أثراء (يقصد إثراء!) للفكر ومدعاة لتلاقح الأفكار وتعارك الإفهام (لا ندري كيف يكون إثراء الفكر قبل تعارك تياراته وتلاقحها؟!) وبالتالي فأن (يريد أيضا فإن!) هذا الخلاف محمود (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية).
    ويعلم محمد وقيع الله أن الحوار الغرض منه (الصحيح أن يقول إن الغرض من الحوار هو) الوصول إلى الحقيقة وتحري الصواب بعيداً عن التعصب للرأي والانقياد للآراء الفاسدة وأن من ادآب (يقصد آداب!) الحوار اختيار الألفاظ المهذبة التي لا تسئ إلى الآخرين وفوق هذا فأنه (يريد فإنه!) يلزم تحديد مواطن الخلاف تحديداً واضحاً حتى يتبين أساساً الخلاف (تحرير مسائل الخلاف)".
    وطبعا من الألفاظ المهذبة عند الأستاذ صندل أن يصف محاوره بأنه طير وأنه حمار كما قال عني في مقاله المهذب شديد التهذيب.

    وبعيدا عن هذا دعونا نسأل هذا المحامي غير النابه: أليس مما يشين مرافعاتك ودعاويك أن تتعارض بهذا النحو الفاضح؟!

    فقد زعمت من قبل أن دافعي لنقد الترابي كان غير هذا الدافع، ثم جئت الآن لتستخدم لفظ (إذن) الذي هو من أدوات الإستنتاج وتقول إن دافعي لم يكن ماديا وإنما هو دافع فقهي علمي صرف.

    فأي الدافعين هو الصحيح؟!

    ويحق لنا أن نسألك: هل أنت واع حقا بما تقول وتدعي؟!

    أم أنك حين تمسك القلم تجتاحك عواصفك الغلابة العاصفة، ويضمر عقلك وينكمش إلى الحد الأقصي، بحيث لا يقدر ذهنك على تمييز ما يجري به قلمك على القرطاس؟!

    كل ما هنالك أن الأستاذ صندل لا مبدأ له فهو يهجم على خصومه بما يتفق وبالتالي يخسر كل دعاويه حتى وإن كان على حق ولا يكون على حق من لا مبدأ له!

    تحالف الشعبيين والشيوعيين

    وللأستاذ بارود تعصب فظيع يدعوه لتبرير كل جرائر شيخه الترابي وآثامه الكبار بل وتناقضاته الانتهازية التي أصبحت ميسم أقواله وأعماله ومساعيه.

    فعندما ظهر الدكتور الترابي زعيما واعدا في وسط ستينيات القرن الماضي أسهم بعلمه الدستوري المقارن في تزويد الجمعية التأسيسية التي كان عضوا فيها وأسهم بتزويد الحكومة الطائفية بالمبررات الدستورية التي يمكن الاستناد عليها لإصدار قرار بحل الحزب الشيوعي السوداني.

    وإلى عهد قريب ظل الترابي يفاخر بأنها كانت أول مرة في تاريخ السياسة على محيط العالم أجمع أن يتم حل حزب شيوعي في وضع ديمقراطي باستخدام بحيثيات دستورية صائبة.

    وإلى عهد أقرب بقي الترابي يردد أن أخطر ما واجهته الحركة الإسلامية في تاريخها القديم هو الخطر الذي مثله الشيوعي السوداني.

    أما الآن فقد نسي الترابي كل هذا التاريخ وأصبح يخطب ود الشيوعيين ويستعين بهم لتدمير خصومه الإنقاذيين.

    ولأننا نتحدث على مستوى المبادئ وحدها، ولا نخوض صراع السياسة، ولا نقبل أن نتمرغ في أوحالها الدنسة، فقد صار لزاما علينا أن نندد بالحلف الشعبي الشيوعي المشؤوم الذي عقده الدكتور حسن الترابي وتعاقد فيه (إسلاميون) وشيوعيون مهزومون منكوبون ليقوضوا به حكم الإنقاذ.

    وهذا هو في الواقع أحد أكبر أسباب غضبي على حزب المؤتمر الشعبي المارق وعلى قيادته الاتباعية الخاضعة التي شعارها الدائم: إن أحسن حسنٌ أحسنا وإن أساء أسأنا!

    وهذا الموقف المبدئي من طرفي هو الذي طاب لهذا المحامي الذي يحامي بالباطل أن يصوره كالتالي:" يرى الدكتور أن تحالف الشيخ حسن وحزبه مع الحزب الشيوعي السوداني ردة تستوجب الرجم فهل يري الدكتور نفس الرأي في التحالف الإستراتيجي بين المؤتمر الوطني الإسلامي السوداني والحزب الشيوعي الصيني!!".

    وأقول لهذا المحامي المدعي المفتري إني لم أقل هذا الكلام من حيث الأصل.
    ولو كان مصرا على دعواه فليجئني بنصه كما ورد على لساني أو قلمي فلست ممن يلقون القول جزافا، وإني على ثقة من كلماتي التي أقولها مثلما إني على ثقة من طريقي الذي أسير عليه.

    ولست أدري إن كان هذا المحامي غير النابه قد درس الشريعة الإسلامية مع دراسته القانون الوضعي أم لا، وإن كان درسها فقد كان يتوجب عليه أن يعلم أن حد الرجم ليس هو الحد الموضوع لعقاب المرتد.
    وخطأ مثل هذا لا يمكن أن يصدر عني أبدا، فهذه إحدى المعلومات الأولية في دراسة الدين، ولا يمكنني بحكم دراستي للشريعة بجامعة أم درمان الإسلامية الزاهرة أن أتورط في خطأ شنيع كهذا.
    وكل ما هناك هو أن هذا المحامي حين يمارس أعمال الفكر والكتابة متهجما عليها لا يضبط فكره جيدا، ولا يعقله عقلا محكما حتى يعقل ما يكتبه وما يقوله، وكل ما طاف بذهنه الكليل، أو جال بخاطره العليل، ساغ له أن يبادر إلى وضعه على القرطاس، غير مبال برأئ القارئ المدقق بما يهرف به من فوضى القول وزيف الاتهامات التي ينسجها كما يهوى من وساوسه وينسبها إلى خصومه الأبرياء.

    وعسى ألا تكون تلك هي طريقته المثلى التي ينتهجها في حقل القانون وعسى ألا يكون ذلك دأبه ووكْده وهو يترافع أمام القضاة.

    طبيعة العلاقة

    وعودا إلى أصل الدعوى أقول لهذا المحامي المدعي إن علاقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، بالحزب الشوعي الحاكم في الصين، هي علاقة حكومة بحكومة، ولا يمكن أن تقام علاقة مع جمهورية الصين الشعبية، بدون أن تقام علاقة مع الحزب الشيوعي الصيني.

    فالحزب الشيوعي الصيني هو الحكومة الصينية والعكس صحيح.

    وهذه العلاقة المتوطدة بين حزب المؤتمر الوطني السوداني والحزب الشيوعي الصيني ليست موجهة ضد حزب المؤتمر الشعبي السوداني، كما هي موجهة علاقة حزب المؤتمر الشعبي بالحزب الشيوعي السوداني ضد حزب المؤتمر الوطني.

    وهذا هو الفارق الأكبر بين هذين النوعين من العلاقات، فهي علاقة دولة بدولة، مثل علاقة أي دولة مع أي دولة أخرى، لا يمكن أن تكون محكومة بتكتيكات صغيرة ########ة، كتلك التي تحرك وتحكم تحرك حزب المؤتمر الشعبي للتحالف مع الحزب الشيوعي السوداني ضد حزب المؤتمر الوطني.

    ولم يشترط الحزب الشيوعي الصيني على حزب المؤتمر الوطني ما اشترطه الحزب الشيوعي السوداني على حزب المؤتمر الشعبي، حيث اشترط عليه أن يعلن التوبة النصوح فيعلن الندم عن الماضي ويعلن العزم عن عدم الرجوع إليه.

    وقد سارع حزب المؤتمر الشعبي إلى قبول الشرط وأعلن – غير صادق – ندمه عن ماضيه وعزمه عن مفارقته والقطيعة معه بحذافيره.

    وهذان الفارقان الأكبر والكبير هما الاذان تَعشَى عنهما عينا المحامي الذي لا يحب أن يرى إلا ما يشتهي، ويتعامى عن رؤية ما لا يشتهي أو يتجاهله وكأنه ما كان!

    كل شيئ إيجابي مفيد في سجلات إنجازات الحركة الإسلامية السودانية لا يتردد أمثال بارود صندل رجب في نسبته تلقائيا إلى شخص الدكتور الترابي.

    وهذه مبالغة شديدة في التقدير وخطل وخيم في التقويم حيث لا يرى هؤلاء الأفراد المتعصبون من أتباع حزب المؤتمر الشعبي الشارد في قوام الحركة الإسلامية السودانية وهيكلها العام إلا شخص الدكتور الترابي وكأنه لو لم يكن ما كانت وما قامت لها قائمة.

    أين بلاء الآخرين؟!

    وإزاء ذلك جاز لسائل أن يسأل: أين بلاء الحركيين الآخرين إذن وأين جهادهم الطويل؟!

    وهل يا ترى كانوا مجرد هوامش على فكر الدكتور الترابي وحواشي على سيرة حياته وحركته كما قال كبير غلاة الشعبيين المحبوب عبد السلام؟!

    وأين التأثيرت الخارجية الكبرى من مجاهدات الحركات الإسلامية العالمية، ومن فكر مفكريها كالمودودي والقطبيين والندوي وحوى وابن نبي إن اقتصرنا على أمثلة قليلة يمكن أن تتعدد لتضم العشرات بل المئات من العلماء وكبار الدعاة والمفكرين؟!

    وأين الدين الإسلامي نفسه الذي صنع الترابي وصنع الآخرين وذلك قبل أن يتخلى الترابي عن درب الدين الإسلامي القويم؟!

    ومن عجب فإن هذه الثلة من المتعصبين المهووسين من أتباع حزب المؤتمر الشعبي لا يتشككون في أن الصبغة الإسلامية على الدولة الإنقاذية قد حالت وزالت، وأن هيبة الحركة الإسلامية قد انطوت بخسوف نجم الترابي وهبوطه من مركزالقيادة فيها، ولهذا يقول بارود:" ذهبت الهيبة مع (الصحيح أن يقول من أو عن!) الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ الترابي أما المجموعة الحاكمة فأثرت (يقصد آثرت!) الانبطاح لتأكل الدنيا بالدين وكل أناء (يقصد إناء!) ينضح بما فيه..... أما رفع اسم السودان شامخاً في العالمين كان هذا يوم سادت الحركة الإسلامية وكانت ممسكة بمقاليد الحكم فوثب شباب الحركة الإسلامية استنفاراً (كلمة استنفارا لا داعي لها في هذا السياق!) للجهاد والبناء يد تحمل البندقية وأخرى تبني وتعمر فارتفع اسم السودان عالمياً بالإعجاب من الشعوب المقهورة والتي وجدت ضألتها (يقصد ضالتها!) نموذجا يحتذى به في الانفكاك من أسر التبعية إلى سعة الحرية والانطلاقة فكان رئيس البلاد حيثما حل أقبلت عليه الشعوب تبايعه خارج السودان، حكى لنا أحد الأخوة (يقصد الإخوة!) أنه حضر البيعة التي تلقاها الرئيس في أحدي (يقصد إحدى!) زيارته للسعودية في مدينة جدة عند القنصلية السودانية شاهد (يقصد فشاهد!) هذا الأخ عند تلاوة صيغة البيعة (التي!) شارك في أدائها حتى الشرطة السعودية التي كانت تحرس القنصلية, كانت صلابة مواقف السودان محل أعجاب (المقصود إعجاب!) حتى من الأعداء الذين يئسوا من أزالة (المقصود إزالة!) النظام فأقبلوا يتعاملون معه معاملة الند للند أما اليوم فقد تبدل الحال وسبحان الله مغير الأحوال".

    والحمد لله فهذا اعتراف من بارود الغافل بهيبة رئيس الدولة، المشير البشير، وحب المواطنين له، وهو حب ناله بشمائله وفضائله ومجاهداته ومناقبه، ولم يرثه عن الدكتور الترابي ولا فقده يوم تخلى الترابي عنه، بل إنه قد ازداد منذ تخلى الترابي عنه، وتضاعف يوم تكالبت قوى البغي العالمي عليه.

    خيانة حزب المؤتمر الشعبي العظمى للوطن

    وقد حُظيت هذه القوى الأجنبية الباغية بمساندة حزب المؤتمر الشعبي الأثيم، ونالت الدعم الأدبي من رئيسه ونائبه علي الحاج الذي بشرنا باحتلال وشيك للسودان بواسطة القوى الأطلسية بمقتضى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهي القوى التي تصدى لها الزعيم البشير وأنذرها بأنه سيقود قوى البلاد جميعا في مواجهتها فانجلى تهديدها وانقشع وعيدها.

    وهي القوى الأجنبية الباغية التي ساندها حزب المؤتمر الشعبي يوم ساند دعاوى المحكمة الجنائية الدولية التي تطوع حسن الترابي فقدم نفسه شاهد زور فيها ضد البشير، فأخل بواجبات المروءة والوفاء وفقد احترام جميع الشرفاء.

    وهي القوى الأجنبية الباغية التي ساندها حزب المؤتمر الشعبي بتقديم العون (المعلوماتي) والأمني المفبرك لمسؤوليها، حيث قام الكثير من كوادر هذا الحزب الباغي بتقديم المستندات والوثائق المزيفة إلى استخباريي السفارة الهولندية وغيرها.

    ولا شك أن تربص قوى البغي الغربية الصليبية بالسودان هو مما يبهج أرباب المؤتمر الشعبي، ويعزون به أنفسهم، ويروِّحون به عن أتراحهم، ولذلك يمكن أن نعذر هذا البارود وهو يعزي نفسه وينفث عن باطنه الغيظ بترداد هذا الهراء.

    احتراق دار فور

    ومن هذا الهراء ما ردده بارود عن إقليم دارفور الذي أحرقه المؤتمر الشعبي مستخدما تنظيمه العسكري الإجرامي المسمى زورا بحركة العدل والمساواة:" جاءت أحداث دارفور والتي زادت الطين بلة, مأساة دارفور التي حركت الضمير الإنساني في العالم كله وحكومتنا تحاول إخفاءها وهي تزيد لهيبها أصبحت وصمة عار علي البلاد ونهجها، فأدخلت البلاد في الأجندة الدولية فأصدر مجلس الأمن أكثر من عشرين قراراً ضد السودان منذ 2003م وحتى الأن (يقصد الآن!) في ظاهرة غير مسبوقة، وتوالت الأدانات (يقصد الإدانات!) من الهيئات الدولية للحكومة السودانية".

    وهكذا يبدي بارود فرحه الجم الغامر بتحرشات مجلس الأمن والقوى الغربية المعادية بالسودان، ولا يخفي ابتهاجه باشتعال ملف دار فور دوليا، وهو الملف الذي أوقدوا ناره وأطفأه الله تعالى بالصاروخ الذي اجتاح خليل!

    الخمسينية البشيرية

    ولم ينس رجب أن يتاجر بموضوع الفساد الذي ابتدر التجارة به شيخه الترابي عندما ذكر في عام 1998م أن نسبة الفساد إلى بضعة عشرة بالمائة.

    وقد قال ذلك كذبا واعتباطا، ولم تكن لديه احصاءات موثقة، وما قاله إلا بين يدي خصامه ومفاصلته لتلاميذه، ولولا ذلك لما صدر منه ذاك القول، حيث كان قبل ذلك يتستر على تلاميذه المفسدين ويدافع عنهم؟!

    وقد احتذى رجب حذو شيخه في إطلاق القول على عواهنه واتخاذ انسب والأرقام هزوا فقال:" أما الآن وبعد أكثر من أثني (يقصد اثني!) عشر (يقصد عشرة!) عاماً فأن (يقصد فإن!) نسبة الفساد ربما تجاوزت نسبة 90% في أحسن الأحوال ". وهذه هي طبائع المتطرفين في إصدار الأحكام بلا بينات، ومن عجب أن يتصرف هكذا شخصان ينتميان لمهنة القانون، التي لا يبدو أنهما تعلما منها القسط والعدل، ولو على قوم لهم عليهم شنآن!

    وقد توجع الأستاذ بارود كثيرا عندما قرأ مقال الخمسينية البشيرية الذي دعتنا حماقة رباح إلى إعادة نشرها في غير هذا المكان.

    وقال في لفظ غثٍّ ومبنى رثٍّ:" فكيف لباحث أكاديمي وسياسي متابع ومقرب من السلطة ينفي وجود الفساد ويصف القادة بالنقاء والشرف، حقاً انقلبت الصور رأساً علي عقب فمن يستعدلها, أن (يقصد إن!) ما ذهب إليه محمد وقيع الله يضعف حجته في مثل نسج العنكبوت ضعفاً ( لا داعي لكلمة ضعفا في هذا السياق!) ولا بصيرة له في وجه الحق والعدل, سنظل نجوس خلال خمسينية محمد وقيع الله حتى نأتي علي آخرها بأذن (يقصد بإذن!) الله.

    وقال إن ذلك أمر سهل ميسور بالنسبة له لا يكلفه أدنى رهق:" ولمناقشة الدكتور في هذه النقاط لا نحتاج لكثير عناء في بيان خطل رأيه وبؤس فهمه فالإنقاذ التي يعتبرها نموذج تطبيقي توحيدي إسلامي (يقصد نموذجا تطبيقيا توحيديا إسلاميا!) أوصلت البلاد الي الهضيض فالسودان في ظل هذا النظام التوحيدي الإسلامي تبؤا (الإملاء الصحيح للكلمة هو تبوأ!) مقعد (يقصد مقعدا!) متقدماً في سلم الدول الأكثر فشلاً والأكثر فساداً في العالم!!

    ولكنا انتظرناه أسابيع عددا عجز في غضونها عن تنفيذ ما وعد به، فما جاس خلال الخمسينية البشيرية، ولا أتى عليها لا من أولها ولا من آخرها.

    ولم يكن بدعا في ذلك، وما كان العاجز الوحيد، فقد عجز وهرب عن التصدي لنقدها من هو أقوى منه فكرا ومنطقا وعارضة وبيانا.

    وأنا أعلم كم أحدثت الخمسينية البشيرية في أوساطهم من رجَّة عنيفة، وكم صكتهم بوقائعها الصحيحة، وأفقدتهم صوابهم، وكم (فقعت) بل (فرقعت) مرائرهم، وشوت أكبادهم، وأدمت منهم القلوب.








    - صحيفه الرائد
                  

04-11-2012, 09:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    وأنكشف المستور وتعري القوم ..

    بقلم: بارود صندل رجب - المحامي
    الإثنين, 09 نيسان/أبريل 2012 10:59


    كتبنا كثيراً عن انحراف مجموعة المؤتمر الوطني الحاكمة عن الخط الرسالي وهذا الانحدار الانحرافي الذي بدأ منذ تمرد هذه المجموعة علي الحركة الإسلامية وإنسلالها عن مثلها وقيمها أنسلال الشعرة عن العجين انحيازا للسلطة والمال،تسارع خطي هذا الانحدار إلي درجة أنه كاد أن يصل القاعة ،والذين يعلمون كنه هذه المجموعة ما كانوا يظنون أن يبلغ الانحراف هذه الدرجة التي وصلت إليها ولله في خلقه شئون وبالرغم من وضوح الرؤية في انحراف هؤلاء بحيث يعلمه كل من به ذرة من عقل و صدق ولا يحتاج الأمر إلي درس عصر ومع ذلك ظل البعض يظن الخير في هذه المجموعة التي استغلت الدين أسوا استغلال يشهده التاريخ فقد فات هؤلاء الأمويين والعباسيين في استغلال الدين لتحقيق مأربهم في السلطة والمال فأمثال هؤلاء مجرد لصوص يقطعون طريق الله علي العباد ويأكلون الدنيا بالدين فقد انكشف حقيقتهم في الفساد الذي استشري في مفاصل الدولة حتى تبوات هذه البلاد القمة علي مستوى العالم في الفساد ,


    أصبح للفساد جولة وصولة لا يجرؤ أحد علي مواجهته ، امتدت أيادي المفسدين إلي حد منع النشر عن الفساد في الصحف السيارة !! امتدت هذه الأيادي وللتعمية علي الشعب علي تعيين أحد فرسان الفساد مفوضاً لمحاربة الفساد (هذه زمانك يا مهازل فامرحي) أما سوء إدارة البلاد فحدث ولا حرج مثال واحد يكفي للتدليل علي ذلك مهزلة افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض !؟ وفي الوقت التي تسعي فيه الحكومة إلي جذب الاستثمارات العربية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية يتهم احد المستثمرين السعوديين ولاة الولايات (أمراء الولايات) بالفساد وأنهم يعيقون الاستثمار ومرتشين هذا الاتهام الخطير لم يحرك ساكناً ، لم يتحرك مفوض محاربة الفساد ولم تتحرك وزارة العدل ولا يحزنون !! إذن كيف للاستثمارات الأجنبية أن تتدفق علي البلاد في ظل هذا الفساد ؟ أصبح الفساد سمة بارزة لهذه الحكومة من قمة الرأس إلي أخمس القدميين ,


    الكل غارق في هذا المستنفع الاّسن ، هذا الوضع يزداد سوءاً والمجموعة الحاكمة تماري في الباطل وهي تتناسى أن الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل أبداً ،في الأسبوع الفائت نزلت علي الحكومة نازلتان كبيرتان تكشفان الغطاء الأخير عن النظام وإدعاءاته ، فقد صرح والي القضارف المدعوا عباس كرم الله وفي خطاب رسمي أمام المجلس التشريعي الولائي مطالباً بتطبيع العلاقات مع اسرئيل وأردف قائلا أن تياراً عريضاً في المؤتمر الوطني يتبني هذا الطرح ؟! هكذا ضربة لاذب يكشف هذا الوالي ما تخفيه الصدور، نحن لا نستغرب من هذا التوجه فهذه المجموعة وفي سبيل بقائها في السلطة مستعدة للتحالف مع الشيطان الرجيم نفسه فالثابت الوحيد عندها السلطة و ما إدراك ما السلطة !! وهي تعتقد أن اسرئيل تملك مفاتيح ومغاليق العالم فالعلاقة معها سوف تفتح الطريق نحو أمريكا وأوربا ورضا هؤلاء يعني استدامة الحكم !! مساكين هؤلاء الاّ يرون أن أنصار إسرائيل وأمريكا في العالم العربي والإسلامي تساقطوا تباعاً وتهاوت الأصنام وأمريكا و إسرائيل عاجزتان عن فعل شئ!! وماذا تجني البلاد من العلاقة مع إسرائيل ؟ هل تتدفق الأموال الإسرائيلية إلي البلاد لانقاذها من أزمتها ، هل تساعدنا إسرائيل في استتباب الأمن في طول البلاد وعرضها وهل تساعد أسرئيل في تدفق بترول الجنوب عبر الشمال أما أنها تساعد في سرقة بترول دولة الجنوب ، لم يوضح هذا الكمبارس ما هي الفائدة والمصلحة التي تتحقق للبلاد من هذه العلاقة الاثمة ،

    نحن لانسأل موقف المجموعة من مشروعها الحضاري ونظرتها إلي دويلة أسرائيل المغتصبة للأرض , رغم معرفتنا التامة بتوجهات المجموعة المتسلطة ، ظننا وان بعض الظن أثم أن هذا التصريح لم يمر مرور الكرام وأنه يكفي للإطاحة بهذا الوالي المهرج وأن المؤتمر الوطني من قاعدته إلي قمته سوف يغضب غضبة مضرية يضطر معها كرم الله إلي حزم أمتعته ومغادرة البلادمستقيلا أو مطرودا , ولكن جاءت ردة الفعل خجولة وضعيفة أدهشت الجميع وهذه قرينة تدعم ما ذهب إليه كرم الله في أنّ تياراً نافذاً في المؤتمر الوطني يتبني هذا الطرح !! وهذا النفث مجرد بالون أختبار وسيمضي هذا الحدث بطريقة عادية كما مرت أحداث كثيرة !! والاعجب من هذا التصريح اللاحق لهذا الوالي الذى يقول فيه أن ولايته جهزت مائة ألف مجاهد دعما لنفرة الرئيس لردع المارقين كيف يستقيم هذا وهو يدعوا لتطبيع العلاقات مع العدو الاول للأسلام أين ذهبت خيبر خيبر يا يهود !! والناس في ذهول من هذا فإذا بوالي جنوب كردفان القاضي السابق والمطلوب للعدالة الجنائية الدولية أحمد هارون يظهر في شريط فيديو بلحمه ودمه وهو يخاطب القوات المسلحة بل يصدر توجيهات بقتل الأسري(أمسح أكسح ما تجيب حي) وقادة قواتنا المسلحة يهتفون ويكبرون ويأمنون , من أي شريعة أتي هذا الأفكاك بهذه الأحكام الجاهلية ؟ من أي شرعة دولية أخذ هذا المتجرد من الإنسانية المنحدر نحو الحيوانية البهيمية هذا الفعل المنكر الشنيع ,و لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ..


    لا أكاد أصدق ما قاله هذا الوالي شبيه الحجاج بن يوسف حتي وقفت علي نفيه البائس فتأكدّ لي بما لا يدع مجالا للشك صدق ما نسب إليه .... انتظرنا يوماً , أثنين – أسبوعاً لعل حكومتنا السنية حارسة الدين سوف تقيم الحد علي هذا الوالي (مصاص الدماء) ولكن وكعادتها لزمت الصمت المريب والسكوت في موضع الحاجة الي البيان رضا , دليلاً علي مباركتها لأفعال هذا الوالي!! الم أقل لكم أن هؤلاء القوم مثلهم كمثل الذى أتاه الله الايات البينات فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فأصبح من الفاووين ، فأمثال أحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين وبقية الجوقة من الغاويين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون وسيعلم هؤلاء أي منقلب ينقلبون !! هل فات علي قادتنا في القوات المسلحة وبقية القوات النظامية القواعد الإنسانية التي درسوها ورسموها في قانونهم ؟ الم يلتزموا بالعهود والمواثيق الدولية الخاصة بالأسري ويضمنوها في قانونهم وفوق هذا وذاك أين أدب الإسلام وشرعه في التعامل مع الأسرى أي وصمة عار يجلبونها علي جبين القوات المسلحة ، لماذا لم يتصدوا لمقالة السوء التي أطلقها هذا الذي يلهث كال###### أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ، أتظن قواتنا المسلحة أنها سوف تنتصر علي المتمردين والخارجين بمثل هذه التصرفات التي تتنافي مع ديننا وخلقنا ومثلنا؟؟


    أن إساءة النظام للإسلام ولاهل السودان بلغ مبلغا لا يجوز السكوت عليه ,دمغ الاسلام بكل سوء ، تدمير لقيم أهل السودان , عنصرية نتنة تعشعش في عقول هؤلاء يزرعونها بين أهل السودان لتقطيع أوصاله وتحويلنا إلي شيع وطوائف تقاتل بعضها بعضا علي لا شئ ، نقول لإخواننا الذين مازالوا يرجون خيراً في هؤلاء ، قد أنكشف المستور وتعري القوم تماماً فلا مناص من الانفضاض من حولهم وتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم ليكونوا عبرة وعزة لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المتاجرة بدين الله ليأكل به الدنيا ، يجب أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخ حركة الإسلام السياسي في هذه البلاد ، ولنعمل معا لإسقاط النظام تبرئة للإسلام من أفعاله وأنقاذا للبلاد من شروره إلاّ هل بلغت اللهم فأشهد!!
                  

04-15-2012, 06:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    .نواب الوطني بالبرلمان يطرحون الثقة عن وزير الدفاع .
    الأحد, 15 نيسان/أبريل 2012 06:28

    . .أكد بروفيسور إبراهيم أحمد عمر القيادي بحزب المؤتمر الوطني، أن استدعاء وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين من قبل المجلس الوطني ومجلس الوزراء وقياديي المؤتمر الوطني، يأتي على خلفية احتلال هجليج، إرساءً لمبدأ المحاسبة، وقال إبراهيم في صالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس: «ما في أمر يمشي بغير محاسبة».إلى ذلك كشف العضو البرلماني عبد الرؤوف بابكر سعد، عن اجتماع لكتلة نواب المؤتمر الوطني بقيادة رئيسها د. غازي صلاح الدين بما يفوق ثلثي عضويتها للتداول حول بيان الوزير أمام المجلس، وأشار إلى أن الاجتماع خلص إلى ضرورة طرح الثقة عن وزير الدفاع، لجهة ما سماه وجود علة في قيادة القوات المسلحة، وأبان عن تعهدات من رئيس الكتلة برفع مقررات الاجتماع للرئيس عمر البشير، القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة.

    الانتباهة
    ------------------

    سيدي الرئيس هجليج أولى من توريت .
    الأربعاء, 11 نيسان/أبريل 2012 06:20 .

    الطيب مصطفى

    {
    اسحـــبوا الثقــة مــن هــذا الـوالــي
    قبل أن يتسبّب في كارثة!!

    يا سبحان الله.. ما من والٍ انتقدنا تنصيبه أو ترشيحه قبل أن يظفر بمنصبه إلا تبيَّن صحّة ما قلناه ومن أولئك الذين حذّرنا من أول يوم أنهم سيكونون وبالاً على ولايتهم وعلى السودان والي القضارف كرم الله عباس.. رجل محدود الثقافة والقدرات وخاض مشكلات كثيرة مع كل أو معظم الولاة الذين سبقوه بمن فيهم والي الخرطوم الحالي المشهور بروحه وطبعه الوفاقي ورغم ذلك رُشِّح ليكون والياً على القضارف!!
    بالله عليكم أليس هذا كافياً ليُقصى من أية محاولة لتعيينه وزيراً أو معتمداً ناهيك عن أن يصبح حاكماً كامل الصلاحيات لإحدى أهم ولايات السودان ليس فقط من الناحية الاقتصادية إنما كذلك من الجانب الإستراتيجي كونها تحتل موقعاً جغرافياً خطيراً بجوار إثيوبيا التي فجّر الرجل خلال الأيام القليلة الماضية معها مشكلة نخشى أن تورِّطنا في حرب جديدة تزيد من أوجاعنا وأسقامنا!!


    كرم الله بسبب جهله وثقافته المحدودة لا يدري الوصف الوظيفي لمنصبه ولا حدود صلاحياته لذلك لطالما خاض مشكلات مع المركز وتدخّل فيما لا يعنيه وأضحك عليه الناس بسبب تصريحاته غير المسؤولة.
    مشكلتنا أننا لا نحدِّد المواصفات المطلوبة للمنصب قبل أن نُقدم على ترشيح شاغله خاصة المواصفات الشخصية متجاهلين نصيحة الإمام علي كرم الله وجهه أن (قيمة كل امرئ ما يُحسنه) وكلٌّ ميسّر لما خُلق له فمثلاً في بلد مهدَّد في وحدته الوطنيَّة ينبغي أن تكون أهم صفة في الوالي أن يكون شخصية وفاقية، متواضعة، سهلة بعيدة عن روح وطباع التشاكس، شديدة الولاء للسلطة المركزية شديدة الإيمان بوحدة الوطن، مثقف وصاحب خبرات إدارية وتنفيذية متميِّزة وأعجب أن توفَّق السلطة في اختيار رجال في وزن فتحي خليل والزبير بشير وتخفق حين تختار نقيضهما تماماً ولا تثنيها مشاكساته السابقة التي أحدث من خلالها الكثير من المشكلات قبل أن يصبح والياً.
    كذلك إذا أردت مفاوضاً جيداً ينبغي أن يكون صاحب شخصية قوية صلبة معتدّة بنفسها لا تنحني للضغوط مهما تكاثرت وتشعّبت، مع دراسة شخصية مفاوض الطرف الآخر أما مفاوضونا فحدِّث ولا حرج!! فلا هم مؤهلون لمواجهة وحش الحركة الكاسر (باقان) ولا هم قابلون للتغيير في بلاد لم تُنجب (عباقرة) غيرهم!!


    نرجع لكرم الله لنقول إننا تحمَّلنا كل نزواته وتصريحاته وأفعاله السابقة لكن هل نصبر عليه حتى بعد أن أصبح بقاؤه مهدِّداً لأمننا الوطني بعد المشكلة التي فجَّرها مؤخراً مع إثيوبيا؟!
    تقول أخبار الأمس إن إثيوبيا نشرت قواتها على طول الحدود مع السودان كما طالب وفد عسكري إثيوبي بتسلم عدد من الأسرى الإثيوبيين وجاءت هذه التطورات بعد التصريحات الملتهبة والتصعيد العسكري من جانب سلطات ولاية القضارف حيث تقول الأنباء إن القوة المرافقة لموكب الوالي قتلت خلال المناوشات التي حدثت مع القوة المسلحة الإثيوبية جندياً إثيوبياً وأسرت «12» فرداً آخرين وتقول الأخبار كذلك إن آلاف السودانيين نزحوا من المناطق الحدودية جراء تلك المناوشات!!
    أزيدكم عجباً!! فقد أكَّدت حكومة القضارف عزمها على تقديم شكوى للحكومة الإثيوبية عبر السفارة السودانية بأديس أبابا بعد الاعتداء المسلح على موكب الوالي!!
    ألم أقل لكم إن الرجل يظنُّ أنه في دولة قائمة بذاتها وأن السفارة السودانية في أديس أبابا تتبع له وليس لوزارة الخارجية بالخرطوم؟!


    على كل حال لا أستبعد أن يُمنح كرم الله وسام ابن السودان البار جراء صنيعه وتصرفاته وتصريحاته حتى لو أدت إلى فتح جبهة حرب جديدة مع إثيوبيا طالما أن مفاوضي الحريات الأربع من أولاد نيفاشا لا يزالون يمسكون بخناق السودان (حتى يفطِّسوه) لا تُنهي مهمتهم كارثة نيفاشا التي أحالت انتصارنا في ميدان القتال إلى هزيمة منكرة في مائدة التفاوض ولا يتسبب في إعفائهم الاتفاق الإطاري الذي وقَّعه د. نافع في أديس أبابا ثم رُفض من قِبل الرئيس البشير في اليوم التالي ولا تجعلهم الحريات الأربع التي مرّغوا بها أنف السودان يستحون ويستقيلون حتى بعد أن اعتدت حكومة الجنوب على هجليج قبل أن يصل باقان إلى منزله في جوبا عائداً من الخرطوم التي استقبله أولاد نيفاشا في مطارها استقبال الفاتحين وأقاموا له حفلاً وعشاء راقصاً!!


    لا أتوقع أن تفعل الخرطوم لكرم الله شيئاً ولماذا تفعل وقد سكتت عن أفعال أولاد نيفاشا الذين ألحقوا من الأذى بالسودان أضعاف ما فعله كرم الله والذين أذلونا ولا يزالون بالحريات الأربع التي أتاحت لأبناء الجنوب في المادة 4/2 أن لا يضارّوا مهما فعلوا ولا تُسحب منهم الحريات التي ينالونها إذا أُلغيت الاتفاقية حتى لو ارتكبوا كل موبقات الدنيا في حق السودان وحتى إذا خربوا ودمروا وقتلوا وتجسسوا!!
                  

04-15-2012, 08:27 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    Quote: قلمان: أشكرك السيد ديملي لتنظيمك هذه الجلسة حتي نستطيع فهم مشاكل شمال أفريقيا كما أنني أود أن أرحب بدكتور الترابي مرة أخرى وكان لنا شرف اللقاء في الأيام القلائل السابقة. ونرحب بك مرة أخرى في هذا الإجتماع، د. الترابي وضعك (أصولي) هل ذلك حقيقة، وأنك حقيقة صانع السياسة السودانية اليوم بوصفك رئيس المجلس الأربعيني ؟

    د. الترابي: لم أدخل في مضمار صناعة القرار السياسي اليوم في السودان، إنما أنا مفكر إسلامي وكتاباتي وأفكاري الإسلامية تلبي طموحاتهم لتجسيد الإسلام في حياتهم الخاصة والعامة بصورة عامة، وتأثيرنا بالطبع يمتد في أفريقيا والشرق الأوسط وهى منطقة انتمائنا .


    سلامات يا الكيك ...

    الترابى دا ما نصيح ووصفه بالمغرور والمتنطع دا شوية عليهو ......والله الزول دا مانصيح
    يتكلم وكأنه يعتقد ان الناس لا يقرؤن كلامه او لا يعرفون ما يحدث داخل السودان وداخل التنظيم والحكومة .
    بالله شوف هسي بعد التاريخ دا والاحداث التى مرت بها تجربته في قيام دولة اسلامية نموذجية
    كما قال المكروه عبدالسلام - اول حركة اسلامية تصل الى السلطة في العالم السنى - بالله شوف الخاتمة كانت كيف !
    الا تشبه سوء الخاتمة هذه قبح الاكاذيب التى ينطق بها الزول الضلالى دا في معرض رده على مستجوبيه وهو يعلم انه يكذب ولا يملك غير الكذب والتضليل ؟



                  

04-16-2012, 04:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: عمر دفع الله)

    فنانا الكبير صاحب الريشة الذهبية
    عمر دفع الله
    تحياتى الخاصة
    ما علقت عليه وموجود باعلى هذا البوست هو الاساس الذى قامت عليه الانقاذ لهذا اجد ان التوثيق مهم جدا لهذه المرحلة من تاريخ السودان وتاريخ تنظيم الاخوان المسلمين وتناقض خطابهم السياسى مع الدينى ومع واقع المجتمع السودانى
    لقد عمل الترابى فى اول حكمه بازدواجية كانت السبب الرئيسى فى فشله فى ما بعد لانه اعتمد على السمع والطاعة وتعود عليها فى حين انه نسى شيئا مهما جدا وهو التربية فى تعجله من اجل عمل تنظيم كبير يصل به الى السلطة ..
    الا ان الايام كشفت له ان الشعارات و التنظيم وحده لا يكفى وادرك بعدها اهمية التربية عندما كشف له الابناء عن عقوق ما كان يتوقعه لايزال يكرر تحسره على نقض العهود والمواثيق اى نقض البيعة من اقرب الناس اليه ..ما كان يتوقع ان يحدث منهم ما حدث ..
    تحياتى لك وانت تعبر بقلمك وريشتك عن واقع مرير اعتقد انه مهم جدا لواقعنا المائل الان فى وطننا الذى نحبه جميعا المسمى بالسودان ..

    (عدل بواسطة الكيك on 04-16-2012, 07:34 AM)
    (عدل بواسطة الكيك on 04-16-2012, 07:34 AM)

                  

04-17-2012, 06:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    الترابي يستبعد ترشيح «المؤتمر الوطني» رئيساً بديلاً للبشير.

    .

    04-17-2012 07:54 AM


    الخرطوم (الاتحاد) -

    استبعد زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي، ترشيح خليفة للرئيس عمر البشير في الوقت الراهن، مؤكداً أن قيادات الحزب “لن تجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة”، وألمح لعدم وجود قيادي مؤهل لملء المقعد. وتنتهي ولاية الرئيس السوداني عمر البشير عام 2015، لكن المؤتمر العام لحزبه سينتخب رئيساً جديداً يترشّح في انتخابات الرئاسة القادمة بعد نحو 36 شهراً.

    وأفادت صحيفة “المجهر السياسي” السودانية المستقلة في عددها الأول الصادر أمس، أن مجموعة داخل الحزب والحركة الإسلامية شرعت في الترتيب للخطوة من خلال جلسات تفاكرية لبحث أسماء قيادات الحزب التي تحظى بالرضا والقبول لخلافة البشير.

    وذكرت الصحيفة أن مجالس الإسلاميين تداولت أسماء: “علي عثمان محمد طه، نافع علي نافع، غازي صلاح الدين، مصطفى عثمان، إبراهيم الطاهر، علي كرتي، أسامة عبدالله”. لكن الترابي وضع تحليلاً مسبقاً في حوار نشرته الصحيفة حول هذه المجموعة، ملمحاً إلى أن الجميع غير مؤهل لتقلد منصب رئيس السودان، ووصف نائب الرئيس بالحريص والحذِر، والشخص الأول يحتاج أن يقترح على الناس ويعبّر عن القرارات. وفند الترابي التوافق على شخص نافع - ،و أكد أنه لا يستطيع أن ينشر دعوته ويمد شعبية حزبه، كما اعتبره غير سياسي، ودخل إلى الحركة الإسلامية لمهام أمنية، قائلاً “إن إدارة السياسة تستند إلى حجج وحيثيات ومبادرات ولربما لا يبلغ هذا المقام”.

    واعتبر الترابي، رئيس البرلمان، أحمد إبراهيم الطاهر، وعلي كرتي وأسامة عبدالله ومصطفى عثمان متأخرين عن هؤلاء في الترشح، مؤكداً أن الأخير طيب العلاقات سمح الصلات، لكن تصعب عليه بعض المواقف، مضيفاً: “وفي الحياة ابتلاءات”.

    وقال الترابي، في هجوم مبطن على الفريق صلاح عبدالله، إنه لا يصلح للمنصب لأنه مهندس ويجيد التعامل مع الخرسانة والسيخ بقوة وفاعلية، لكنه لا يستطيع أن يتعامل مع بني البشر.

    واستبعد ترشيح غازي صلاح الدين العتباني، قائلاً :نحن لسنا في بلد مثالي، الناس هنا يقيّمون الشخص بقبيلته لا بعلمه وكفاءته، وقال إنه (العتباني) بجانب أمين حسن عمر وعبدالرحيم علي وسيد الخطيب يعتبرون مفكرين قد يكتبون كتباً، ولكن لا يصلحون للسياسة.

    جريدة الاتحاد
                  

04-19-2012, 05:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    زوج الست وزيرة الدولة وعلاقته بجيش الرب اليوغندي المسيحي..!!.

    04-18-2012 07:06 PM
    خالد ابواحمد

    للقراء الكرام أحكي لكم هذه القصة التي تكشف مدى كذب العُصبة الحاكمة والذي كرّسته في أدبياتها ورسخته في عقول الكثير من منسوبيها، في العام 1997م غادرت الخرطوم لمدينة جوبا وبرفقتي الفقيدين العزيزين جعفر محمد جعفر المصور والمراسل الحربي وموسى ابراهيم المصور البارع الحازق، وفي جوبا قابلنا العقيد ابراهيم شمس الدين وطلب منا الذهاب معه لمدينة توريت لتصوير الواقع هناك على الأرض وبالفعل غادرنا جوبا على متن مروحية عسكرية كبيرة وقمنا بتصوير شامل للحياة والأستقرار الأمني والاقتصادي في توريت العريقة، دخلنا السوق ووجدناه عامراً بالزبائن وكان عدد كبير من الشماليين هناك لهم محلات تجارية كبيرة ويعيشون مع أخوانهم الجنوبيون في أمن وأمان، وفوجئنا بإقامة الصلاة في السوق وانتشر المُصلون في مكان كبير للصلاة، ووثقنا تلك اللحظات، ثم دلفنا لمكتب المحافظ وأتذكر كان واحداً من أخوتنا الجنوبيين من الحركة الاسلامية وجلسنا معه وأجرينا معه حديثاً تلفزيونياً حول الأوضاع في توريت، المهم انتهت المهمة وعندما جئنا للخرطوم فكرنا بعد اجتماع مطول في عمل حلقة تلفزيونية مدتها 40 دقيقة بعنوان (من توريت) وكانت من إعدادي وإخراجي وتصوير الزميليين العزيزين تغمدهما بواسع رحمته.

    وبدأنا فعلياً في الإعداد وسجلنا الصوت وبدأنا في المونتاج وفي النهاية إحتجنا لبعض المشاهد من الجنوب وفيها زراعة وشجر وبيئة جنوبية لنكمل بها عملنا، وأثناء بحثي في الأشرطة الأخرى داخل مكتبة (ساحات الفداء) وجدت شريطاً تلفزيونياً في مكان قصي وفي إحدى الأرفف العلوية فشاهدته فوجدت فيه ضالتي المنشودة، ومن بينها مشهد لرجل يلبس قميص ملون ويضع في رأسه طاقية من القش ويبدو سعيداً، فقمنا بإدخال هذا المشهد في الحلقة التلفزيونية، وبعد الفراغ من العمل وموافقة المدير التنفيذي طلب مني تسليمها للتلفزيون وقد كان، وبعد يومين أو ثلاثة تم بثها، جاء للمؤسسة الزميل هيثم بابكر زوج الست وزيرة الدولة بالاعلام سناء حمد قال ليّ بالحرف الواحد وقد بدأ عليه الضيق "ماذا فعلت يا ابواحمد"..؟؟.

    قلت له: في أي موضوع..؟؟.

    رد عليّ بخنق شديد من الذي قال لك استخدم المادة التي وجدتها في ذلك الشريط..؟؟.. ويقصد الشريط الذي أدخلت منه بعض المشاهد وكمّلنا به الحلقة.

    قلت له: الشريط موجود في المكتب مثله وأي شريط ولم أجد عليه عبارة (غير مسموح) كما الكثير من الأشرطة الموضوعة في أماكن بعيدة ومكتوب عليها بخط كبير وواضح فاستخدمته باعتباره جزءاً من المكتبة.

    سالني: ألا تعرف هذا الرجل الذي يلبس طاقية القش الذي أدخلته في الحلقة التلفزيونية..؟.

    كان ردي نعم لم أعرفه..!!.

    المهم ..ذهب مني مُغاضباً..وسريعاً دخلت المكتبة ورأيت النسخة الإضافية التي نسخناها من الحلقة التلفزيونية التي بثها التلفزيون ونظرت في الرجل ملياً، وبعد فترة اكتشفت أن الرجل هو قائد جيش الرب اليوغندي جوزيف كوني، ولاسيما وأن مشاركتي في العمليات العسكرية قد عرفتني ببعض اليوغنديين من ضباط جيش الرب الذين كانوا يعملون معنا كأدلاء ومُرشدين للطرق الواصلة لمعسكرات حركة التمرد السودانية الجنوبية، وأتذكر بذهن متقد انه في يوم الإثنين 11 ديسمبر 1995م كنا في مهمة استطلاعية لمواقع الحركة الشعبية وكنت مسؤول مجموعة الاستطلاع وكان يرافقنا الفقيد الراحل النقيب استخبارات مصطفى المهدي عليه رحمة الله أحد أبطال القوات المسلحة الحقيقيين (شقيق تاج الدين المهدي الرئيس الأسبق لجهاز شئون المغتربين)، كما كان معنا ضابط يوغندي من جيش الرب طلب مني مناداته بكلمة (كابتن) وانتهينا من مهمتنا اليوم الثاني وقد صافحني بيده مودعاً، وبعد ساعات فقط بدأت المعارك بقوة ورأيت ما لم أكن أتوقعه ألبتة.. (ذكرت ذلك في مقال سابق) حوالي ألف طفل يوغندي شاركوا معنا في هذه المعارك التي فقدنا فيها الكثير من الشباب الغض النضير وجلهم من طلبة الجامعات وفي كل المجالات الأكاديمية، ولا أدري إن كان هؤلاء الأطفال أُبيدوا على بكرة أبيهم أم أحياء يرزقون..!!.

    لذا لم أفاجأ بوجود زعيم جيش الرب اليوغندي (المسيحي) بالسودان بينما كانت العُصبة الحاكمة تُقسم بالله لكل الذين طلبوا منها محاكمته أو القبض عليه لقتله الأبرياء في الشمال الأوغندي في صراعه مع الحُكم، وظلت تنفي وتنفي حتى، غادر جوزيف كوني السودان بعد أن اختلفت المصالح مع الحكومة السودانية التي تصالحت مع النظام اليوغندي، فإن دنيا العمل مع العُصبة الحاكمة في السودان كلها كذب وتلفيق وغش وحلف بالله وضياع حقوق وانتهاك حرمات، ولذا يستغرب الكثير من رفقتي القُدامى وأصحابي وزملائي في العمل الاعلامي المنتشرين على نطاق العالم من قناعاتي الراسخة والتي لا يمكن أن تتحول يوم من الأيام حول فساد حُكام (الانقاذ)، وهذه القناعات يسندها الواقع المتردي وقبل سنوات دخلت في تحدي مع أحد الاخوة وذكرت له بأن النفرة الزراعية والنهضة الزراعية التي أعلنت عنها الحكومة ما هي إلا ذر رماد في العيون وقلت له ستفشل أيما فشل بالفعل فشلت بعد أضاعت مئات الملايين في الاعلام والترويج الكاذب، وكان الاخ يستغرب من صدق حدسي، وذكرت له بأن المسألة ليس حدس ولا سحر لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم وفي أكثر من موضع وهو أصدق القائلين.
    (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) يونس 17
    (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون)..النحل 116

    ألا ترى يا هداك الله أن تلفزيون (السودان) يكذب صباحاً ومساءً..كذباً يقع من طوله أبليس.. على شاكلة أن "حكومة السودان كالعهد بها تلتزم بالمواثيق الدولية"..(كذب السيح والريح) كما يقول عمنا العزيز عطية مختار أسأل الله تعالى أن ينعم عليه بالصحة والعافية وهو رجل صاحب فكاهة، وهو والد الأخ العزيز عادل عطية زوج الزميلة الكاتبة الصحفية استيلا قاتيانو التحية لها وهي تخوض معركة البقاء وقد فعلت معها العُصبة ما قاله الله سبحانه وتعالى (.....يفرفون به بين المرء زوجه..)إلخ الآية.

    إن الهزيمة الإعلامية لها أكثر من جانب لكن أهم ما فيها العامل النفسي والمعنوي المرتبط بمعنويات الجيش من جانب ومؤيدي العصبة من جانب آخر لأن كل جلسات (التنوير) الخاص بالعضوية العسكرية والسياسية كانت تؤكد لهم بأن تحرير هجليج قاب قوسين أو أدنى والآن قاربت المدة على الاسبوع..ألم أقل لكم بأن هذه المرة تختلف عن سابقاتها..!!
                  

04-22-2012, 05:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)



    أكان عجبا للناس أن يجحم حزب المؤتمر الشعبي عن إدانة غزو هجليج؟!

    محمد وقيع الله
    الرائد

    عجبت لعجب بعض الناس من إحجام حزب المؤتمر الشعبي عن إدانة غزو حركة التمرد الجنوبية لمدينة هجليج.

    ولم أر لهذا العجب داعيا أو تبريرا طالما أن بقايا عصابات ما يسمى بحركة العدل والمساواة، التابعة لما يسمى بحزب المؤتمر الشعبي، كانت تخللت جند الغزو الجنوبي العادي وتلثَّثت بهم!.

    فقد ثبت أن أكثر من مائة سيارة دفع رباعي منهوبة من أموال الشعب الليبي، جلبها الهالك جبريل معه، حملت مجندي عصابات العدل والمساواة، من أطفال وشباب دار فور المختطفين، ودفعت بهم إلى أجيج هجليج.

    وقبيل ذلك كان أتباع الدكتور حسن الترابي من فلول حركة العدل والمساواة اندفعوا في حركة الغزو الجنوبي الأولى لهجليج، وهي الحركة التي تم دحرها قبل أن تنجح الغزوة الثانية في اختراق المدينة.

    ولم يكن صعبا معرفة هدف عملاء حزب المؤتمر الشعبي في الغزوتين كليهما.

    فقد هدفوا إلى تدمير تجهيزات صناعة النفط في المدينة، ليلحقوا أكبر الضرر بالاقتصاد السوداني، ظانين أنهم يسددون بذلك ضربة قاتلة إلى نظام الانقاذ، الذي حذفهم من معادلة الحكم، وجرفهم من تيار القوى السياسية الوطنية، فاتجهوا إلى التحالف السياسي والعسكري، غير المبدئي، وغير الأخلاقي، مع كل من يعادي نظام الانقاذ.

    وقد فارقت ألباب أرباب المؤتمر الشعبي أسباب الحكمة ودواعي الصواب، فانخرطوا في عداء متطرف لدولة الانقاذ، جازوا به كل الخطوط الحمر، حتى انزلقوا في عداء مباشر مع كل التوجهات السياسية الشعبية الوطنية السودانية.

    وصاروا أقل التزاما في مجال الوطنية، وأكثر تماديا في الانتهازية، وأشد إلحاحا في اللؤم، وأقل رصيدا في الحياء من قيادات الحزب الشيوعي السوداني.

    فقد اضطرت قيادات الحزب الشيوعي، إثر الضغط الشعبي القوي، وتحت وطأة الشعور السافر بالحرج، إلى إصدار بيان متلجلج، عبروا فيه عن معارضتهم الحذرة لخطة حلفائهم الاستراتيجيين وأوليائهم الحميمين من الجنوبيين في غزوتهم لإقليم هجليج.

    ثم توقف القادة الشيوعيون على مسافة حالت بينهم وبين الوصول إلى المحطة المطلوبة التي بلغها غيرهم، فلم يدينوا الغزو صراحة، وخلطوا الأمور ولبَّسوها، وساووا بين الجاني والمجني عليه في قولهم المبهم:" لاشك في أن احتلال هجليج لا يخدم قضية لأي من دولتيْ السودان. وسيضر بمصالحهما ومصالح شعبيهما معاً".

    وأضافوا إلى ذلك دعوتهم الباطلة للحكومة السودانية لإيقاف اعتداءاتها على أرض الجنوب، فقالوا:" نرفض توسيع نطاق الحرب بقصف بانتيو "!
    وفي هذا القول الأخير تصديق لإرجاف الغزاة الجنوبيين، وترويج لذرائعم التي تذرعوا بها لغزو هجليج.

    وبالطبع فلابد لكل غاز مبادر بالعدوان من أن ينتحل ذريعة يتكئ عليها ويسوغ بها عدوانه ويسوِّقه.

    وقد أصبح قادة المؤتمر الشعبي أقل وطنية حتى من الدكتورة مريم الصادق، التي خرجت من طورها المتشنج في عداء الإنقاذ، وتجرأت هذه المرة فأدانت حركة الغزو صراحة، وتبرأت من موقفها القديم المتردد، الذي غضت به الطرف عن تصرفات ما كان يسمى بالحركة الشعبية بقطاع كردفان، وأشادت فيه بتصرفات زعيم التمرد في إقليم النيل الأزرق مالك عقار.

    وقد وقفت الدكتورة (الأنصارية) يومها قلبا وقالبا مع أعداء الأنصار، وأعداء المسيرية الأحرار، حيث أبدت ترحيب ما يسمى بدائرة الاتصال والتنسيق السياسي في حزب الأمة القومي الذي ترأسه:" بالحديث المسئول والشامل الذي جاء على لسان رئيس الحركة الشعبية بالسودان الشمالي القائد مالك عقار ... والذي شمل كل القضايا الوطنية الملحة الآن وضرورة التصدي لها لمنع نشوب أي حروبات جديدة وتركيزه الواضح على ضرورة مشاركة القوى السياسية والمجتمع المدني الوطني في ايجاد حلول لكافة القضايا، وندعم هذا الاتجاه ونؤيده"!

    واليوم إذ نحمد للدكتورة الأنصارية إصلاحها لموقفها القديم التالف، الذي سجل في رصيدها اللا مبدئي السالب، فإننا لا نزال ننعي على حزب المؤتمر الشعبي التالف إمعانه في الغواية والضلال، وسدوره في سلك الخيانة الوطنية، وهو الأمر الذي قاده إلى الدخول في حالة عداء سافر مع كافة قطاعات الشعب السوداني الحر الأبي.

    ولكن ماذا يعني الشعب السوداني الحر الأبي لهذا الحزب غير الشعبي، المدعو بحزب المؤتمر الشعبي، والذي أدرك تماما تخلي الشعب عنه ونفوره منه؟!

    إن الشعب السوداني الحر الأبي لا يعني شيئا بالنسبة للحزب المدعو بالمؤتمر الشعبي!.

    ولذا اعتمد زعيمه خطا آخر غير شعبي، هو خط التآمر العسكري على الإنقاذ وعلى الوطن.

    ومن قبل أرسل عناصره العنصرية لغزو أم درمان.

    ويومها أدان الجميع الغزو إلا هو، فلم يكن ممكنا أن يدين أتباعه، وإلا تفلتوا منه.

    واليوم يتكرر الفصل نفسه، فعناصره العنصرية شاركت مشاركة فعالة في غزو هجليج، ولذا لم يكن ممكنا أن يدين الغزو بجملته وعناصره من ضمن عناصر الغزو!.

    -------------------


    المخـــذِّلـــــون!! .
    الخميس, 19 نيسان/أبريل 2012 06:29 .

    الطيب مصطفى


    وينبري فقيه آخر الزمان عثمان ميرغني ليتشفّع في طلاب كلية الشرطة الجنوبيين الذين صدر قرار بفصلهم بعد أن ابتهجوا واحتفلوا من داخل الخرطوم التي تعلِّمهم باحتلال الجيش الشعبي لمنطقة هجليج ويخاطب عثمان ميرغني رئيس الجمهورية بكل قوة عين طالباً منه إلغاء قرار فصل أولئك الطلاب!!
    أتعلمون حجة الرجل وهو يتشفع ويتوسل حتى تستمر كلية الشرطة في إكمال تدريب هؤلاء الطلاب على استخدام السلاح لكي يحاربونا به في معركة هجليج القادمة بل ربما في الخرطوم إن تمكن أشباه عثمان ميرغني من حكمها ذات يوم؟! قال عثمان متحدثاً عن طلاب كلية الشرطة الجنوبيين الذين ابتهجوا باحتلال دولتهم لأرضنا: (هؤلاء الشباب هم قادة المستقبل.. الطريقة التي نعاملهم بها هي التي تصنع وجدانهم نحونا في المستقبل).


    يقول عثمان هذا الكلام وهو بكامل قواه العقلية.. يقول ذلك عن صناعة وجدانهم نحونا وينسى ما فعله ذلك الوجدان وهو يدفعهم إلى إذلالنا والإساءة إلينا واستفزازنا واستفزاز زملائهم الطلاب الشماليين في قلب الخرطوم وداخل كلية الشرطة التي تعلِّمهم على حساب البلد الذي يُغدق عليهم من خيره وعلى حساب شعبه المتضوِّر جوعاً إلى خدمات التعليم والصحة!!
    لو كان لهؤلاء وجدان يحس ويشعر لكتموا فرحهم داخل قلوبهم بدلاً من عضِّ اليد التي أطعمتهم أما أن يحتفلوا ثم يستفزوا ويُسيئوا إلى الطلاب الشماليين فهذا والله أمرٌ غريب بالرغم من أننا شهدنا نماذج له في سلوك كثير من أبناء الجنوب منذ أن ابتُلينا بزرع هذه الشوكة السامة في خاصرتنا والتي لم نحصد طوال مسيرة الوحدة معها غير الدماء والدموع والتخلف.
    (الطريقة التي نعاملهم بها هي التي تصنع وجدانهم نحونا) هذا ما قاله عثمان... نفس اللغة التي ظل يرددها قبل أن يقرر الجنوبيون (الانعتاق) من التوحد معنا... استقبلناهم بالملايين عندما فروا من الحرب التي أشعلها مواطنوهم في جنوب البلاد بتمردهم على سلطان الدولة... لم يتعرض جنوبي واحد عاش في الشمال للمضايقات بينما تعرض الشماليون في الجنوب للقتل ومصادرة الممتلكات والنهب والحرق منذ تمرد عام 5591 الذي شهد أول عمليات تطهير عرقي في السودان طالت النساء والأطفال والشيوخ. ظل الطلاب الجنوبيون يُدلَّلون ويُدلَّعون ويُقبلون في جامعة الخرطوم (الجميلة ومستحيلة) بمعدَّلات قبول استثنائية وفي بقية الجامعات وظلوا يُمنحون مخصصات ثابتة يسيل لها لعاب الطلاب الشماليين ويقيمون في الداخليات المجانية.. هؤلاء الذين أُغدقت عليهم فرص التعليم المجاني مع العيش الهانئ كانوا هم النخب التي قادت جميع التمردات ولم يحمل (وجدانُهم) غير الكراهية والتمرد والموت والخراب والدمار تجاه الشمال وشعبه الطيب.


    خصّصنا عشرات المليارات أودعناها في صندوق سمّيناه بصندوق دعم الوحدة وكان وبالاً علينا بل كان جزءاً من فاتورة الغفلة التي دفعنا ثمنها غالياً في شكل تنازلات مجانية بدأت منذ نشوء العلاقة الشائهة بين الشمال والجنوب مروراً بجميع الاتفاقيات بما فيها اتفاقية أديس أبابا (2791) ثم كارثة نيفاشا التي تسبَّبت في خراب ودمار لا نزال ندفع ثمنه حتى اليوم ثم الفترة الانتقالية التي انسحب خلالها جيشُنا من الجنوب بينما بقي الجيش الشعبي حتى اليوم في الشمال ثم الاتفاق الإطاري الأول (نافع) ثم اتفاق الحريات الأربع وما أدراك ما الحريات الأربع؟!
    ماذا فعلت كل هذه التنازلات في (وجدان) النخب الجنوبية غير مزيد من الكيد والحقد الذي رفع سقف طموحاتهم لدرجة رسم مخطط استعمار السودان الشمالي من خلال مشروع قرنق الأمريكي المسمى بمشروع السودان الجديد؟!


    عثمان ميرغني ينسى أن الهالك قرنق كان عقيداً في القوات المسلحة السودانية عندما هرب إلى الجنوب ومارس الخداع وتمرد ودخل بور في مايو 3891 وشارك في العمليات ضد القوات المسلحة السودانية التي كان جزءاً منها، فيها تدرب وتدرج في سلكها العسكري وكذلك الحال بالنسبة لمعظم القيادات السياسية والعسكرية الحالية في جنوب السودان بمن فيهم رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير وأهم من ذلك ينسى عثمان أن جميع هؤلاء الطلاب الدارسين في كلية الشرطة مبتعثون من الحركة الشعبية بما يعني أنهم جزء من السلطة التي تحكم جنوب السودان اليوم وتخوض الحرب على السودان بل وتحتل هجليج ولذلك لا غرو أن يحتفل هؤلاء باحتلال دولتهم لهجليج ولأرض السودان التي يبغضون.. والغريب ليس أن يُفصلوا اليوم بعد احتفالهم الاستفزازي إنما في أن يُقبلوا أصلاً في كلية الشرطة بالرغم من علم وزارة الداخلية أن هؤلاء مبتعثون من قِبل الحركة الشعبية ومقبولون بدرجات أكاديمية أدنى من المعدَّل الذي يؤهِّل للانخراط في كلية الشرطة!! كم يا تُرى يوجد من أمثالهم حتى اليوم في كلياتنا وجامعاتنا ومؤسساتنا من الخلايا النائمة والقنابل الموقوتة؟!


    أما فتوى عثمان حول الآية (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فإنه فقه جديد يذكرني بفقه محمود محمد طه الذي أهّله لأن يصبح رسولاً بعد محمد صلى الله عليه وسلم يعفي نفسه من الصلاة!! يا عثمان هذه الآية وأمثالها تتحدث عن المسلمين المؤمنين ولا تنطبق حتى على المنافقين ناهيك عن الكافرين الذين قال الله تعالى فيهم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
    يا عثمان إن القرآن الكريم أوصى المسلمين بالحذر (خذوا حذركم) وقال تعالى: (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ).
    إن الوجود الجنوبي المدني يشكل خطراً على أمننا فما بالك بالعسكري ومن طلاب كلية الشرطة المنتمين للحركة الشعبية والجيش الشعبي؟!

    إنني أحذِّر من نشر ثقافة الاستسلام والتخذيل ومن الطابور الخامس ومن الخلايا النائمة والقنابل الموقوتة بل إني أحذِّر ممن يفتّون في عضدنا وينشرون الانبطاح والهزيمة النفسية.
                  

04-23-2012, 05:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    إلى الطاعنين الدولة من الخلف..
    عوض جادين تغير يا سادة .
    .علي أبايزيد * .
    الأربعاء, 18 نيسان/أبريل 2012 05:31

    . الانتباهة

    تلاحظون الحملة الإعلامية الكبيرة ضد قرار سيادي صادر عن الدولة لتوحيد الخطاب الإعلامي بأن التصريحات الرسمية مسؤولية الناطق الرسمي باسم الحكومة في القرارات والتوجيهات التي تصدر عن الحكومة، كما قضت هذه السياسة بالرجوع إلى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة فيما يخص القوات المسلحة وأيضًا الرجوع إلى الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني في الأمور المتعلقة بتصريحات الحزب.


    كما تتزامن الحملة ضد قرار سيادي آخر من وزير الإعلام بإيقاف مدير سونا الأستاذ عوض جادين في قرار لم يصدر من سطر واحد بل بحيثيات واضحة المعالم مع توفير فرصة الدفاع والقضاء السوداني مشهود له بالنزاهة ولن يجرِّم أحدًَا أو يبرئ أحدًا إلا وفق القوانين، وما تقوم به المراجعة هو تكثيف المراجعة والتدقيق لتوفير المزيد من المعلومات لكى لا يُظلم أحد لا الدولة فى المال العام الذى يخص الشعب السودانى ولا الشخص الذى كان مسؤولاً عن إدارة تلك الأموال خلال فترة توليه مهام مسؤوليته.
    وهذا الإجراء من مقتضيات الحكم الراشد الذى يتطلب تطبيقة الشفافية والنزاهة وتوفير العدالة.. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» (رواه البخاري)...


    وتأتى هذه الحملة الكبيرة بصفة رئيسة من بعض الإسلاميين دون الرجوع الى اخوانهم الآخرين لتحري المعلومات الدقيقة او الوقوف على الحقائق كما تلزمنا بذلك أخلاق الإسلام وأخلاق المهنة الصحفية وهى مهنة أمانة فى اعناق من يحترفونها لكى يرفدوا مجتمعهم بالمعلومات الصحيحة والدقيقة لأن الإسلام يبشع بالكذب والافتراء على الناس بعلم أو دون علم.
    ولعلم السادة الأعزاء القلقين على مجرى العدالة فإن ديوان المراجعة سلطات حيادية تجد فى عملها بمسؤولية ووعي ووطنية عالية وتحرص على عدم اهدار المال العام. وليس من مهام عملها تلفيق الاتهامات على الأفراد أو الجماعات بل يؤدون عملهم بلوائح وقوانين مجازة من قبل الدولة.
    ورغم ان البلاد تخوض حربًا ضد عدو غادر ولئيم لا يؤمَن جانبه على حدود بلادنا الجنوبية الا ان البعض لايولون الموضوع اهمية حسبما تقتضى الوطنية ولكنهم ذهبوا الى الإتجاه الخاطئ فى الدفاع عن الأشخاص والإدلاء بملعومات خاطئة مضللة للرأى العام بما يؤثر فى مجرى العدالة.


    وليس الأمر كما توهموا بأن السيد عبد الله على مسار وزير الإعلام يخوض حربًا مع هذا او ذاك فى حين أنه ينفذ فى الواقع خطة الدولة فى مجال الإعلام بتطابق تام مع اخوانه فى مجلس الوزراء وقيادته العليا التى اكدت وظلت تؤكد ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي، وقد سمعنا مثل هذا التوجيه من نائب رئيس الجمهورية فى جمع غفير امام الإعلاميين وكان فيهم مجموعة مقدرة من الإسلاميين سمعوا المقالة الواضحة بأن الاتجاه الجديد هو توحيد الخطاب الإعلامى.. فماذا فعل السيد مسار غير هذا؟
    أما موضوع إيقاف الأستاذ عوض جادين فقد اورد البعض حيثيات بعيدة عن الواقع والحقيقة والقانون، فقد اورد بعضهم ان القرار تصادم مع التعيين الصادر من رئيس الجمهورية لمدير سونا وهذا افتراض خاطئ لأن مهام وزير الإعلام محاسبة من دونه فى الوظيفة فى وزارته.. ولماذا كان الوزير وزيرًا إذا مُنع من محاسبة معاونيه؟ كما ان افتراض أن سونا تتبع للوزير المختص وهل هذا وزير آخر موازٍ لوزير الإعلام او يعلو عليه فى القرار؟ من المعروف ان المسؤول الأول من الهيئات هو وزير الإعلام وما تقسيم المسؤوليات الى الإشراف الا تقسيمًا داخليًا فى الوزارة لتسهيل انسياب العمل فى الظروف العادية، اما جعل وزير دولة فوق او مواز لوزير اتحادى فهذا خلط واضح للمهام والمسؤوليات لا مكان له فى المؤسسية.
    أما الادعاء بأن مراجعات مالية الهيئات لا تتم بالمراجعة الداخلية وان المراجعة تتم بواسطة المراجع العام فهذا تضليل آخر أو عدم فهم لمهام المراجع العام والمراجع الداخلى فإن لكلٍّ تخصصة ومهامه وواجباته فكما ذكرنا من قبل فإن المراجعين يعرفون مهامهم بكل دقة ولا مكان للزج بمثل هذه المغالطة.
    وهناك حجة اخرى يوردها الإخوان دائمًا بأن الأستاذ عوض جادين من ابناء الحركة الإسلامية وجاهد فى الحقل الإعلامى وهو من قام بتسجيل بيان الإنقاذ الأول.. وهل هذا يعنى عدم المساءلة والمحاسبة؟ ألم تجر مياه كثيرة تحت الجسر منذ عشرين عامًا؟ هل ظل كلٌّ فى موضعه منذ ذلك التاريخ؟.


    ثم ما علاقة استدعاء التاريخ بهذه القضية المثارة؟ إن لم يكن غير التشويش وعدم المراجعة والمحاسبة بل الوقوع فى حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذى ذكرناه آنفاً؟ ايترك الأستاذ عوض جادين لهذه الأسباب؟ أين من كانوا فى بداية الإنقاذ الآن؟ هل نحاسب الحاضر والمستقبل بالماضي؟ بكان وكان ؟ أهذا رشد؟ هل هكذا تسير امور الأمم؟
    الم يتغير الأستاذ عوض منذ ذلك التاريخ؟ نحن نقول بعد تجربة وممارسة وقرب شديد أن الأستاذ عوض جادين تغير تمامًا من ذلك الموقف الذى كان فيه لأننا كنا معه ننصحه فلا يستمع الى نصيحتنا، وابلغناه بعدم الفردية فى اتخاذ القرارات المالية بشكل خاص.
    وليعلم الإخوة ان الانفراد بالقرار هو السبب الرئيس الذى جر هذا الإيقاف، بل كان المراجع الداخلى يرفع إليه المخالفات شهريًا فى خطاب رسمى ولا يعيرهم اهتمامًا نظرًا لأن الأستاذ عوض استغل ذلك التاريخ ليطرد الجميع من حوله للانفراد بالقرار وهي الآفة التى ستطيح الكثيرين ان لم يرجعوا من هذا الطريق المهلك.
    ونقول للإخوة الكرام إننا ما تركنا نصيحة سرًا أو جهرًا الا وقدمناها للسيد عوض جادين وكان الإصرار الغريب والصد العنيف الذى يرقى الى مستوى الإساءة الشخصية لنا احيانًا. وقد ذكرنا له فى نصحنا ان هذا الطريق وهو طريق الاستبداد بمعنى الاعتداد بالرأى وعدم إعطاء فرصة للرأي الآخر سيوصله الى طريق مجهول لا تؤمن عواقبه.. قلنا ذلك قبل اربع سنوات وظللنا نردد ذلك فى أى لقاء سواء اللقاءات العامة حيث كان رده دائمًا انه سيعمل وفق سلطاته التقديرية ولن يتنازل عنها ابدًا وظل هذا أيقونة دائمة له فى جميع اللقاءات الخاصة بهيئة تحرير سونا.


    والأستاذ عوض جادين تغير فعلاً منذ ان كان مديرًا للتفزيون القومى بالتراجع عن ذلك الموقف الباهر الى موقف بارد اتصف بالخمول وعدم الرغبة ونورد الحقائق التى لن ينكرها مكابر أنه عندما كان مديرًا للتلفزيون لم يكن متحمسًا فى اداء عمله، صحيح كان يمنح الحوافز للعاملين فى التلفزيون كما فعل فى سونا ايضًا ولم يبخل على الناس هنا، ولكن صميم العمل مسه عدم الحماس والإقدام على الفعل، فمثلاً القرارات الدولية ضد السودان التى جندت لها الدولة كافة الإمكانات المالية والشعبية عمل على عدم نقل الأحداث والفعاليات التى تمت فى تلك الفترة ومنها ان السيد جمال الوالى تكرم ببعث نادي المريخ الى دارفور لعكس الاستقرار وتطمين العالم بأن دارفور آمنة وليست مشتعلة كلها كما يروج الإعلام الغربى، بل ان السيد صلاح ادريس الذى كان يتولى رئاسة نادى الهلال فى تلك الفترة بعث بفريق الهلال الى دارفور وهو اتحادى ديمقراطى معروف مما عكس غيرته وحبه للوطن السودان.


    وتحجج الأستاذ عوض جادين بالنواحي الفنية ولم يبث تلك اللقاءات الشعبية المهمة التى تعكس عدة اشياء بالصورة والصوت ومنها الاستقرار والتعايش السلمى بين المواطنين ومدى توفر الأمن.
    مباريات كرة القدم ببعدها الشعبى الجذاب تعكس للعالم تلك الأمور بصورة جلية، والتجربة الماثلة هي تجربة هجوم حركة العدل والمواساة على الخرطوم حيث ظن بعض الناس فى الخارج ان الخرطوم محتلة وبمبادرة ذكية فتحت ابواب استاد الخرطوم لنقل مباراة المريخ وفريق أفريقى زائر مما ادى الى وضع حد حازم على الإشاعات والادعاءات الكذوبة لأن المنطق لا يقبل تجمع اكثر من ثلاثين الف شخص فى ظل عدم توفر الأمن.


    ونأتى لقاصمة الظهر التى تسببت فى نقل الأستاذ عوض جادين من التلفزيون وهى زيارة الرئيس الصينى الى السودان إذ لم يعمل على مجرد تسجيل تلك الزيارة وهى نادرة لرئيس صينى الى البلاد لا تتكرر فى كل وقت وأضاع على الأجيال القادمة صوراً حية لتلك الزيارة الكبيرة التى لا شك ان القيادة بذلت جهودًا خارقة لإتمامها.
    ثم تلا ذلك رحلة سونا وكم هى مريرة وكم كانت قاسية على المستوى المهنى وعلى مستوى العاملين فى الوكالة، وتجربتنا مع الكثيرين من المديرين الذى تعاقبوا على رئاسة سونا منذ الأستاذ مصطفى أمين الذى اشتهر بالعدل والإنصاف واعطاء كل ذى حق حقه ولذلك كانت تنطلق سونا بمهنية وتجرد وليس كما يظن البعض ان نهضة سونا كانت بسبب تأييد المرحوم جعفر النميرى رئيس السودان الأسبق فحسب، بل روح العدالة والمشاركة حتى أدنى المحررين درجة والتشجيع المستمر للصحفيين والعاملين مع مساواتهم واعطاء كل ذى عطاء حقه، وسار عدد مقدر من مديرى سونا فى هذا الطريق لم ينقصوا من قدر احد او النيل منه بأنه كادر مساعد فقط ليس الا كما شهدنا هذه التفرقة مع الأستاذ عوض جادين وبصورة مكررة وممجوجة مما خلق واقعًا مملاً واختناقًا وغضبًا لدى الغالبية العظمى من العاملين بمن فيهم الصحفيون.
    الأستاذ عوض جادين تغير ياسادة نقولها الف الف مرة.. ليس هو كما بدأ.

    مدير إدارة البحوث والمعلومات سونا


    ---------------

    إسعاد القوم.. بالرد على حيدر التوم

    الجمعة, 20 نيسان/أبريل 2012 07:40
    .سعد احمد سعد


    نشرت الجريدة وهي صحيفة يومية سودانية مقابلة مطولة مع الأخ حيدر التوم خليفة مساعد الأمين العام لهيئة علماء السودان وقد جاءت المقابلة مشحونة بمواضع الاستدراك على الصحيفة وعلى الأخ حيدر.. من أجل التوثيق فإن المقابلة جاءت في عدد الثلاثاء 17 ربيع الثاني 1433هـ الموافق 10 مارس 2012م. وأول ما يُستدرك فيه على الجريدة المانشيت في الصفحة الأولى الذي أغضب الأمين العام لهيئة علماء السودان وطلب من إدارة الصحيفة اعتذاراً في الصفحة الأولى. والمانشيت جاء هكذا: «هيئة علماء: السلفيون والتكفيريون يحتقرون العقل» وقواعد المهنة تقتضي أن يُنسب القول إلى قائله بدون شطط وبدون تزيد.. والأمانة تقتضي القول بأنني بحثت عن العبارة في المقابلة فلم أجدها خاصة مفردة «يحتقرون» ولما سألت الأخ حيدر قال: «هؤلاء هم ناس الصحيفة».
    وقد اختارت الصحيفة ـ وأظنها تفعل بدافع الإثارة ـ مجموعة من العباراة أبرزتها بخطوط عريضة من مثل
    «تحريم الربا اسمًا وممارسته فعلياً أبشع أنواع علمنة الدين» «مصطلح اقتصاد إسلامي مضلل وتزييف للواقع»
    «الفكر التكفيري يعبر عن حالة انكفائية نحو الداخل»
    «لست ضد اجتهاد السلف ولكنني مع التجديد»
    وهذه كلها فرقعات إعلامية ومحاولة لكهربة الجو وكهربة الهيئة من فتاة لا تحسن الحجاب ولا تفرق بين هيئة علماء السودان وقناة النيل الأزرق.. وأسأل الجريدة وأسأل الأخ حيدر أليست العبارة الأولى عبارة تكفيرية تخالف نصاً صريحاً بالامتناع عن نسبة الكفر لمن أقر بالتوحيد بسبب ذنب أو فعل «يعني بسبب ممارسة»؟!
    «الكف عمن قال لا إله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نُخرجه من الإسلام بعمل» أو ليس الذنب والفعل هما الممارسة
    إن الفعل الأرشد والأحوط من الأخ مساعد الأمين أن يلج إلى جوهر المعاملات «الربوية» التي يتهم بها البنوك السودانية ـ إذ ليس في السودان اليوم بنوك إسلامية وأخرى غير إسلامية ـ ويحللها معاملة معاملة ويعرضها على النصوص المحكمة لا على أقوال يوردها مجردة من النصوص!!
    لا أعلم معنى أو مدلولاً لعبارة علمنة الدين إلا الكفر وأنا لا أدافع عن البنوك السودانية رغم أنني أعلم أن هناك محاولات جادة للتقويم والانضباط الفقهي في المعاملات المقررة والتي يدور عليها دولاب العمل اليومي.. من مثل المرابحة.. والمضاربة.. والمشاركة وقد توفر من جراء الممارسة فهم عام بأن المرابحة تقتضي تملك البنك للسلعة تملكاً تاماً وصحيحاً وأنه لا يجوز له أن يبيع ما لا يملك.. وأن للأمر بالشراء الحق في الامتناع عن الشراء.. وأن البنك يبيع السلعة بأجل بسعر محدد لا يرتبط بنسبة مئوية شهرية أو سنوية..
    ولا يعني قولي هذا أن البنوك السودانية التي تتعامل بالصيغ الإسلامية مبرأة ومنزهة عن النقد ولكن ينبغي أن تؤخذ الحالات مجردة وتحلل حالة حالة وتقدم فيها الحلول والمقترحات المبنية على الاجتهاد المنضبط.
    ويقول حيدر إن «مصطلح اقتصاد إسلامي مضلل وتزييف للواقع» ويبدو غريباً جداً أن يقول الأخ حيدر في إجابته عن سؤال الصحفية عن وجود فعلي للاقتصاد الإسلامي:
    «الاقتصاد مجموعة متكاملة من العلاقات التبادلية التي تنتج منافع ضمن حركة المجتمع وتحفظ وجوده وتطوره واستمراريته وشكل علاقات الإنتاج فيه يحدد نوعه «اقطاعي ـ اشتراكي ـ رأسمالي» ولكن ابتسار مصطلح اقتصاد على الاقتصاد الإسلامي هو تزييف للواقع والأحداث، فإن تبادل المنافع ضمن منظومة قيمية فكرية في إطار أخلاقي ومحددات قانونية هو الإطار الأمثل لعمل الاقتصاد».
    ومن أعجب ما قرأت للأخ حيدر التوم قوله بعد هذه العبارة مباشرة «إن إقحام الدين في الاقتصاد بالصورة التي تحدث اليوم هو مثل استدعاء الثابت لحل مشكلة المتحول من دون اعتبار لطبيعة هذا المتحول». وعجيب أن يكون تحليل الأخ حيدر متناقضاً ومختلاً بهذا القدر وهو خلاف ما عهدناه فيه من قبل. فالاقتصاد الإسلامي موجود نظرياً وتطبيقياً ومحكوم بأطر أخلاقية ومحددات قانونية.. وهو بذلك يخالف الاقتصاد الإقطاعي والرأسمالي والاشتراكي وتحريم وتجريم «بالمعجمة» الربا هو خير شاهد، ومحاكم ونيابات الثراء الحرام. وليس هذا هو كل الاقتصاد الإسلامي.. بل هذا مثال شارد اخترناه عفو الخاطر وإلا فإسلامية المعاملة الاقتصادية أوسع من أن تحصيها مقابلات حيدر الثلاث في الجريدة أو مقالات أصل المسألة في الإنتباهة.. وهي لن تزيد على ثلاثة. ولذات السبب فإن هناك اقتصاداً آخر غير إسلامي ليس فقط لتحليله الربا بل تحليله الاحتكار وتحليله أشياء أخرى كثيرة تدخل في الأطر الأخلاقية وكثيراً جداً في الأطر القانونية.. فالاقتصاد الإسلامي واقعي يستجيب لحاجيات وظروف المجتمع وهو في أطره الطبيعية وأطره الاستثنائية تحكمه كليات وأصول وأحكام شرعية.. حتى الضرورة الاقتصادية تقدر بقدرها.. ولا تطلق لها الأعنّة.. وآيات الضرورة في مواقعها من كتاب الله لها مدلولات لا تخفى إلا على محروم من الفهم مقتر عليه في الأخذ من كتاب الله. والاقتصاد الإسلامي اقتصاد سوق وهو لصالح المجتمع كله لا لصالح المنتج وحده ولا لصالح المستهلك وحده..
    وهذا هو الفرق بينه وبين الأنواع الأخرى التي عدّدها حيدر. والأخلاق فيه تسبق القانون.. الذي يأتي في النهاية وليس بالضرورة أن تكون كل الممارسات باسم الاقتصاد الإسلامي هي الاقتصاد الإسلامي.. لذلك ينبغي اتخاذ الحيطة والحذر حتى لا يبدو نقد هذه الممارسات هو نقد للاقتصاد الإسلامي ذاته.
    إن انكار وجود شيء اسمه الاقتصاد الإسلامي هو هجوم يتخطى الممارسة والتطبيق إلى الأصل والنظرية وهذا شيء خطر لأنه يقدح في لُبّ التشريع.

    إن الأخ حيدر التوم رغم موقعه المرموق في هيئة علماء السودان إلا أنه يتحدث عن التجديد وكأنه دعوة إلى تجديد الأصل.. إن فكرة التجديد في الإسلام نجد جذورها في حديث المجدد وهو أن الله سبحانه وتعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها دينها.
    والمقصود بالتجديد هنا هو إحياء الإيمان وإحياء الأمة لا استبدال نص بنص ولا اجتهاد باجتهاد ولا فتوى بفتوى.
    والفتوى لا تتجدد أصلاً والسبب في ذلك أن الفتوى تصدر لمن طلبها وتنطبق عليه وحده دون سواه.. ولا تنطبق على غيره إلا على من أشبهت حالُه حالَه وظروفُه ظروفَه والفتوى إذا اعتبرت الفرد والظرف والزمان والمكان فلا سريان لها إلا على هذه الأحوال.
    ويقولون الفتوى تتغير بتغيُّر الزمان والمكان.. وكان بعضُ الفقهاء إذا سُئلوا عن حادثة تساءلوا: هل وقعت فإذا قيل لهم لم تقع لم يفتوا وقالوا دعوها حتى تقع.
    وهؤلاء المتنطعون في الفتوى كان يقال لهم «الأرأيتيين».
    من قولك أرأيت لو كان كذا.. وكان كذا.
    فالفتوى بنت زمانها ومكانها.. فإذا تغير الزمان والمكان أصبح من الممكن ـ وليس من الضروري ـ أن تتغير الفتوى ولكن الكليات التي تحكم الفتوى تظل كما هي.. وعلى حسب استشهاد الأخ حيدر بقوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».
    فالتجديد ليس في الأصول ولكنه في الفتوى.. ولو لم يكن الأمر كذلك لكان لكل فقيه ومفتٍ دين غير دين سواه من الفقهاء والمفتين».
    ويتحدث الأخ حيدر التوم استجابة لتساؤلات الصحفيّة التي لا تحسن الحجاب عن التكفير والتكفيريين ويتحدث عن صعود الفكر التكفيري ويربطه بالخوارج ويسميه الفكر الخوارجي والأخ حيدر بقوله هذا لم يوعب في الأمر تفكيراً ولا تحليلاً فالخوارج كفّروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا وحده كافٍ لاستحقاقهم اسم التكفيريين..
    ويزعم الأخ حيدر أن التكفيريين يتمترسون خلف السلف والسلفية..
    وحقيقة الأمر أن سلفيي هذا العصر ليسوا تكفيريين والتكفيريون شيء آخر غير السلفيين.
    والسلفيون ـ وأنا منهم، منهم هيئة العلماء ومنهم الحركة الإسلامية التي تحكم السودان اليوم ـ وأنصار السنة والرابطة الشرعية وجمعية الكتاب والسنة، والإخوان المسلمون بقيادة الصادق عبد الله عبد الماجد ومن تفرع منهم أبو نارد وصديق علي البشير، وينبغي أن يكون منهم المؤتمر الوطني والمنبر وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي إلا الشيوعي وصاحب الفتاوى..
    وينبغي أن يكون منهم حيدر التوم خليفة بمكانته في هيئة العلماء وبغيرها..
    هؤلاء جميعاً يعلمون أن الإسلام لا يبيح تكفير الأعيان.
    «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما»..
    ولا يدخل في هذا تكفير غير أهل الملة كما يزعم بعض الكتاب من عدم كفر اليهود والنصارى..
    بل لا يدخل فيه تكفير الشيوعيين والعلمانيين وكل من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة..
    ولو كان الأمر على إطلاقه لم يجز تكفير أحد لا من أهل الملة ولا من غيرها..
    إن الفكر التكفيري اليوم فكر محاصَر بصحيح القرآن وصحيح السنة وبحركة الناموس التي نشاهدها.. والفكر التكفيري للأسف الشديد يتغذى من التطرف اللا ديني والتطرف العلماني ومن تطرف الصليبية والصهيونية في محاربة الحقيقة الإسلامية المشرقة ومن صمت المتنفذين من أهل السلطة في بلاد الإسلام..
    إن اتهام السلفيين بأنهم تكفيريون اتهام باطل.. والتكفيريون في المقام الأول ثلة وأفراد وليسوا سلفيين أصلاً ولا علاقة لهم بالسلف الصالح الذين هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون التي ذكرها الحديث.
    واتهام الأخ حيدر للسلفيين بأنهم يأخذون عن الصحابة ولا يأخذون عن القرآن ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتهام غير صحيح وأول من ينقضه هو حيدر التوم نفسه بعبارته التي أوردها «ومن قصد البحر استقل السواقيا»
    فالبحر هو الكتاب وهو السنة والسواقي هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون ومن تبعهم إلى قرنين أو ثلاثة.
    واجتهاد الصحابة ليس اجتهاداً لنا في نوازلنا إلا بقدر المشابهة والمماثلة.
    فإذا كان الاجتهاد وكانت الفتوى متعلقة بالثابت فاجتهادهم لأنفسهم اجتهاد لنا لا محيص عن ذلك.. وإذا كان الأمر متعلقاً بالمتحوِّل كما يقول حيدر فالاستئناس بفتواهم مما أوجبه علينا الدين:
    «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ـ وإياكم ومحدثات الأمور» إلى آخره.
    ومن المحال أن يقال إن الإسلام في هذا العصر عاجز عن التعامل مع المتحوِّل لعدم وجود النصوص أو لعدم فهمها فهذا طعن في الدين وطعن في الأمة التي أثبت الله لها الخيرية فهي خير الأمم في كل زمان ومكان.
    والاقتصاد العالمي اليوم رغم ظاهرته الانفجارية ورغم تفوق الغرب علينا في الإنتاج والاستهلاك والترويج والقدرة الشرائية والقدرة التنافسية إلا أن فقه البيوع وفقه المعاملات الاقتصادية لا يزال ثرياً وغنياً ومؤهلاً لأن يواجه كل عواصف الغرب وكل ثرواته وترفه وشروره وآثامه ومؤامراته ودعاواه الفارغة بالاستعلاء والهيمنة والاستكبار.

    --------------------


    صحيفة الإنتباهة .
    بسم الله الرحمن الرحيم ...
    العدد 2201 الأحد 22-أبريل -2012
    الموافق غرة جمادى الأخرة 1433

    د.محمد وقيع الله


    الدكتور بشير آدم رحمة يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!.. د. محمد وقيع الله




    الإثنين, 09 نيسان/أبريل 2012 07:33



    .عندما يترافق الجهل بالتاريخ، مع ضعف الإحساس بحقائق الإيمان، مع التوتر الحزبي الطائفي العميم، ينجم الخطر العظيم. وبهذا انزلق القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المارق، الدكتور بشير آدم رحمة، في منزلَق خطر بسبّه لصحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ووصف أحد أجلائهم بداء الدكتاتورية.
    وقال ردًا عن سؤال وجهه إليه الصحفي الأستاذ الصادق المهدي الشريف: «لو جاء صحابي للحكم في جو شمولي سوف يصبح دكتاتوراً.. ولديك مثال في معاوية بن أبي سفيان».
    فتالله إنك لا تحمل، ولا يحمل شيخُك وزعيم حزبك، عُشر معشار أفضال سيدنا معاوية بن أبي سفيان، صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأمين الوحي الشريف. وإنك، وإنه، ومعكما مع عضوية حزبكم كلها مجتمعة، لا تدركون مُدَّ سيدنا معاوية بن أبي سفيان ولا نَصيفه.
    قلة احترام الرموز الدينية
    هذا ولم تدهشنا قِحة هذا المتحدث من قبل حزب المؤتمر الشعبي المارق، وجرأته في سب إمام الخلفاء بعد الراشدين، والتعدي على حرمته.
    فقلة احترام الرموز الدينية بعض أقل ما يمكن أن يرثه من يكثر من مخالطة حسن الترابي ومن يتشبع بأهوائه ويتردى في ميوله الوخيمة. وقد تجاهل هؤلاء نهي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن التعرض لأصحابه بأقل سوء. وقد روي عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه نهى سيدنا خالد بن الوليد، وهو من هو في الفضل، عن التعرض لسيدنا عبد الرحمن بن عوف، لأنه سبقه في درب الإيمان. فكيف ساغ لمن تأخر جدًا في سلك الزمان، ودرب الإيمان، من أهل السودان، أن يفتري الكذب والبهتان، على سيدنا معاوية بن أبي سفيان، الذي أسلم باكرًا وهو ابن عشرة وثمان، وعده الإمام عبد الله بن عباس من الفقهاء الأعيان؟!
    لا شك أن حسن الترابي هو من علّم بشير آدم رحمة ذلك وأورده إلى مراتع الغي الوخيم.
    ولا شك أنه هو من جرّأه على التطاول على عظماء الإسلام وكبار أهل الإيمان.
    فقد أكثر حسن الترابي في كتاباته ومحاضراته في معارضة معنى الحديث النبوي الصحيح الشريف الذي رواه مسلم :«خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». زاعمًا أن مدلوله ليس ضروريًا في كل الأحوال!
    وذلك رغم أن معناه متساوق مع ما جاء في القرآن الشريف عن الموضوع نفسه، وهو قول الله تعالى: «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً». الحديد: 10..
    ومتساوق مع قول الله تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ». التوبة: 100
    فهذا مما يفيد أن الله تعالى قد تاب عن الصحابة، ورضي عنهم، ومن ثم ما جاز لنا أن نتعرض لهم أو أن ننتقدهم بسوء.
    فحسناتهم تغمر سيئاتهم ولهم بفضل سابقتهم حسن المآل بإذن الله.
    وقد أحسن إمام السنة المفكر المنصف تقي الدين في قوله المبين: إن كثيرًا مما يُروى في حق الصحابة كذب مختلق، وبعضه له أصل لكن زيد فيه ونقص... وإن الذنوب المحققة التي تصدر عن الصحابة، قد يغفر لهم منها ما لا يغفر لغيرهم.
    فإذا كان الإنسان من سائر المسلمين يُغفر له بالتوبة، ويُغفر له بشفاعة النبي، صلى الله عليه وسلم، ويُغفر له بالحسنات، فالصحابة أولى بذلك لجهادهم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، ولسابقتهم في الإسلام.
    أفهذا الكلام السديد أهدى أم ما سمعتموه أيها الشعبيون الشعوبيون من شيخكم الدكتور الترابي في حديثه التعريضي بهذا الشأن؟!
    لم يكن الجو شموليًا
    وهل صحيح أن معاوية، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، جاء ليحكم في ظل جو شمولي، كما زعم بشير آدم رحمة؟!
    لم يكن الجو شموليًا آحاديًا، وإنما كان جو حريات، وكان وضعًا سياسيًا به سيولة شديدة، وتعددت وتعارضت فيه الآراء والسلطات. وكان معاوية، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، حينها واليًا على الشام، وذلك منذ أن ولاه إياها عمر بن الخطاب، ثم ولاه من بعده عثمان بن عفان، عليهم جميعًا شآبيب الرضوان.
    وقد تولى معاوية الحكم وانفتح على جميع الأقطاب والأحزاب إلا من أبى.
    وقد رُوي في شمائله، رضي الله تعالى عنه، أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه، فقالوا كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين؟ قال عمير وهو أحد الصحابة: لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهد به. رواه الإمام أحمد والإمام الترمذي وصحّحه الإمام الألباني.
    وقد تمكن معاوية، رضي الله تعالى عنه، من بسط الاستقرار السياسي، وأقبل على نشر الإسلام في أرجاء الأرض، ومهد السبيل لازدهار دولة الإسلام وحضارته.
    وقد رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، في إحدى مناماته، من مآثر معاوية، رضي الله تعالى عنه، ما تبسم له عجبًا ورضا!
    عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى، الله عليه وسلم، يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: أناس من أمتي عرضوا عليَّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرَّة. قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:أنت من الأولين. فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيًا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين، فنزلوا الشام، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها فماتت. رواه البخاري.
    فضائل معاوية التي يجهلها البيطار
    ولسيدنا معاوية، رضي الله تعالى عنه، فضائل ومناقب شتى سجلها له السلف الشريف، يجهلها هذا البيطار الجهول المدعو بشير آدم رحمة.
    فقد روى الإمام الطبري في تاريخه أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خرج إلى الشام، فرأى معاوية في موكب يتلقاه، فقال له عمر: يا معاوية، تروح في موكب وتغدو في مثله، وبلغني أنك تصبح في منزلك وذوو الحاجات ببابك. قال: يا أمير المؤمنين، إن العدو بها قريب منا، ولهم عيون وجواسيس، فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزًا. فقال له عمر: إن هذا لكيد رجل لبيب، أو خدعة رجل أريب، فقال معاوية: يا أمير المؤمنين، مرني بما شئت أصر إليه. قال: ويحك! ما ناظرتك في أمر أعيب عليك فيه إلا تركتني ما أدري آمرك أم أنهاك.
    وروى الإمام ابن كثير في تاريخه عن علي رضي الله عنه أنه قال بعد رجوعه من صفين: أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموها، رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل.
    وروى الإمام الذهبي في سير أعلام نبلائه أن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: ما رأيت بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم أسود، أي أشد سيادة، من معاوية. فقيل: ولا أبوك؟ قال: أبي عمر، رحمه الله، خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه.
    وروى ابن عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه على أرجاء وادٍ رحب.
    أي أنه كان انفتاحيًا، ولم يكن شموليًا بلغة العرب الهجين، المترجمة عن لغات الأعجمين.
    وهي اللغة التي يلهج بها البيطار، بشير آدم رحمة، ويتهم سيدنا معاوية، رضي الله عنه، ببعض مفاهيمها ومصطلحاتها، التي لا يدرك هذا البيطار إلا أقل القليل من مدلولاتها الباطلة.
    ولهي أشد المفاهيم والمصطلحات انزلاقًا وانطباقًا على حزب المؤتمر الشعبي المشؤوم.
    حزب الرجل الواحد الذي إذا ما ذوى ذبل حزبه من بعده واندثر وذاب وغاب!

    التعليقات (3)
    .المزيد من المقالات...
    التدين لا يكون رخيصًا!..د. محمد وقيع الله هنيئاً لنيالا بالوالي حماد!! إنتاج آخر من مصنع سيدنا يوسف حامد العالم لإنتاج الرجال/ د. محمد وقيع الله جربوع الذي أخلد إلى الأرض وأنكر أن الاجتهاد في كل عصر فرض «4 من 4» جربوع الذي أخلد إلى الأرض وأنكر أن الاجتهاد في كل عصر فرض «3من4» جربوع الذي أخلد إلى الأرض وأنكر أن الاجتهاد في كل عصر فرض! «1 ــ 4» حول مقالات الشيخ طنون عن الدستور الإسلامي لا حل لمشكلة المناصير إلا الحل النبوي! الترابي وخليل وإسرائيل! الترابي بين يدي هالة!! حتى تكرم في الامتحان: تعلم كيف تذاكر.. الامتحان الأكبر «8» « البداية السابق 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 التالي النهاية »الصفحة 1 من 71
    ....
    جميع الحقوق محفوظة | صحيفة الانتباهة 2011أعلى.

    ------------------

    لماذا يهاجم هذا العبيد اتحاد الصحفيين العرب!؟..

    د. محيي الدين تيتاوي .
    السبت, 14 نيسان/أبريل 2012 07:39


    ونحن مشغولون بقضية الوطن والاستنفار لمواجهة العدوان الغاشم لحركة التمرد الجنوبية على أرضنا وعرضنا كوطنيين فهمُّنا سلامة الوطن وحماية الأرض والعِرض واستخدام جميع الأسلحة الممكنة وعلى رأسها سلاح الإعلام فالدبلوماسية ثم رد الصاع صاعين للمعتدي الذي يقاتلنا بالوكالة.. ونعمل على جمع الصف الوطني يخرج علينا الناطق باسم الدبلوماسية السودانية والأمين العام «المكلَّف» لمجلس الصحافة العبيد مروح بهجوم غير مبرَّر وغير حكيم وغير دبلوماسي على اتحاد الصحفيين العرب الذي وقف مع السودان في الهجمة الدولية والمحكمة الجنائية ضد رمز السودان الأول المشير البشير عندما انتقل بكل ثقله وعضويته التي تضم جميع الدول العربية وأصدر البيانات حول قضية دارفور والجنائية.. اتحاد الصحفيين العرب الذي يضم السودان عضواً مهمًا وفاعلاً وانتخب مرشح السودان نائباً للرئيس «ويبدو أن هذا هو مكمن هذا الهجوم» وقف الاتحاد هذا الموقف لصالح السودان والرئيس البشير في وقت كان فيه البعض مشغولاً بتجارة الذهب والتهريب!؟!
    إنني لا أرى أي مبرر لهذا الهجوم الغاشم الذي يشابه هجوم سلفا كير وقواته المتمرده على أرض السودان.. والآن فقط علمنا الجهة التي اعتدت على مشروع القانون ودست تلك المادة التي لم تناقشها اللجنة ولم تكن ضمن الموضوعات التي أوصت بتعديلها.. والآن فقط يتضح المعتدي الذي أغاظه أن يؤيد اتحاد الصحفيين العرب أحد أعضائه في المطالبة بحق أصيل معمول به في جميع النقابات العربية، ولا أدري كيف سيصف الناطق باسم الدبلوماسية السودانية التي أفلحت في إنجاح مسعى السودان لإقناع المجتمع الدولي وجعله يقف إلى جانب الحق السوداني الأصيل في نزاعه مع عصابات جنوب السودان ومتمردي سلفا كير.. نعم نجحت الدبلوماسية «الحقيقية» في اختراق دبلوماسية سوزان رايس ودفعها على توجيه رسالة واضحة ولاول مرة ضد حكومه الجنوب وفي حق السودان..

    هذه هي الدبلوماسية الحقيقية «وليس المصنوعة» والمجاملة من غير ما طائل !؟ فماذا هو قائل للاتحاد الدولي للصحفيين ومساندته لاتحاد الصحفيين السودانيين.. وماذا هو قائل لاتحاد شرق إفريقيا الذي شرف السودان ليكون رئيساً له ولفترتين وبالانتخاب الحر!؟! هذا التهافت من الأمين العام المكلف ولماذا يكلَّف شخص فاشل في كل المهام التي كُلِّف بها .. أهو «إعجاب» أم مجاملة لا طائل من ورائها على حساب المؤسسات وعلى حساب البلد الذي يواجه بسبب مثل هذه التصرفات ووضع الندى في موضع السيف هكذا حتى تضيع كل مقدرات الشعب..


    لم أكن أود أن أدخل في جدل انصرافي في مثل هذا الظرف الدقيق الذي يحتاج إلى جهد كل وطني غيور حيث لا صوت يعلو صوت المعركة.. معركة الكرامة والعزة والجهاد والتضحية.. ولكن جُررنا جراً ودفعنا دفعاً لكي نرمي من يحاول افتراسنا من الخلف بحجر صغير حتى يصحو من الغيبوبة التي يعيش فيها ويدرك أبعاد ما ظل يردده ولنا عودة بإذن الله لوضع النقاط فوق الحروف وتحتها حتى يعرف كلٌّ قدر نفسه وفكره وحجمه..


                  

04-25-2012, 11:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    بيان من المؤتمر الشعبي في شأن حرق كنيسة الجريف غرب
    الثلاثاء, 24 نيسان/أبريل 2012 19:16
    Share


    بسم الله الرحمن الرحيم



    المؤتمر الشعبى:
    أمانة التداعى الدينى والعلاقات الملية

    بيان من المؤتمر الشعبى فى شأن حرق كنيسة الجريف غرب

    يقول تعالى : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب)

    صدق الله العظيم

    ظل السودان طيلة تأريخه السياسى يعيش فى سماحة رغم تنوع ثقافاته وتباين أعراقه وتعدد دياناته حتى صار مثلا يحتذى بين الدول ،فإن ما يجمع بين مكونات شعبه أدعى للترابط والوحدة والتعايش المفضى للسلام الأجتماعى .

    فى ظل الأحداث المضطربة والتوتر الأمنى والخطاب التصعيدى الصادر من بعض القادة والسياسيين إرتفعت معها حفيظة بعض المتطرفين المتربصين والساعين للفتنة والجاهلين بأمور دينهم الذى يدعو الى التى هى أقوم ويهدى الى سبل السلام .

    قامت مجموعة من المواطنين وبدافع ثأرى عقدى أهوج وأخذوا القانون بيدهم دون تفويض وبحماية من سلطات المحلية تحت سمع وبصر رجال الأمن الموكلين بالحراسة ، قاموا بكسر الجدار وتجريف الأشجار والإعتداء على ممتلكات الكنيسة كلها .قاموا بحرق كافة الفصول الدراسية ودير العبادة وغرف الطعام والمخازن والمكتبات دون وازع ، كما قاموا بكسرالخزن ونهب الاموال وتهشيم الأبوب والنوافذ الزجاجية وأجهزة الحاسوب ومكنات التصوير والآلات الموسيقية والمراوح والمكيفات وكل ما وقع باليد أو رأته عين عمل أشبه بفعل هولاكو التتر وغجر البربر .

    لقد وقف المؤتر الشعبى على حجم الدمار الناجم والحرق الكامل لكل مؤسسات الكنيسة المشيخية السودانية ويصدر الآتى :
    أولا: ان المؤتمر الشعبى يدين بشدة هذا الفعل الشنيع والذى لا يمت الى الدين أو الخلاق بصلة .
    ثانيا: ان المؤتمر الشعبى ينادى بأن تتخذ الاجراءات القانونية فورا ودون ابطاء او تسويف حتى ينال كل مجرم عقابهوفق ما اقترفت يداه .
    ثالثا : ان المؤتمر الشعبى يدعو أئمة المساجد وقيادات المجتمع بتناول هذه القضية الحساسة فى خطبهم المنبرية درءا للفتنة وإبراءا للذمة وإحقاقا للحق وعلى السلطات المسئولة ان تقوم بواجبها تجاه حماية الرعايا والمواطنين كافة

    (يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون) صدق الله العظيم
    المؤتمر الشعبي أمانة التداعي الديني والعلاقات الملية


    ------------------

    مـتـى يفهـــم هــــؤلاء؟! .
    الإثنين, 23 نيسان/أبريل 2012 07:28
    الانتباهة
    الطيب مصطفى


    ولا يزال بعض المخذِّلين، حتي بعد أن شهدوا الإجماع الشعبي المطالب بتحرير جوبا من الحشرة الشعبية، لا يزالون يُصرُّون على الانبطاح والانكسار والتثاقل إلى الأرض والتعاطف مع دولة جنوب السودان التي تشنُّ الحرب على ما يُفترض أنها بلادهم!!
    من هؤلاء الذين يُصرون في يوم الفرح الاكبر على نشر ثقافة الاستسلام والسباحة ضد التيار شخص يسمى عبدالباقي الظافر الذي كثيراً ما يهرف بما لا يعرف ويهذي بكلام غريب!! يا سبحان الله... دويلة الحركة الشعبية التي لا تزال تتخلّق تشنُّ الحرب علينا وتحتل أرضنا بينما هذا (الظافر) يدعونا إلى إدارة خدِّنا الأيسر أو إلى (التعقل) وعدم إعمال مبدأ المعاملة بالمثل بالرغم من أن قرآننا يدعونا (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) وبالرغم من أن مبدأ العين بالعين والسن بالسن مبدأ إسلامي وإنساني تُجمع عليه البشرية جمعاء.


    يقول الظافر (فكرة استئصال الآخر ليست في مصلحة الخرطوم) عجيب والله... هذا الرجل يعلم أن الحركة الشعبية تتبنّى مشروعاً استئصالياً يسمى مشروع السودان الجديد لم تُخف في يوم من الأيام أنها تستهدف به احتلال السودان بل إن اسم الحركة الذي تُصرُّ عليه حتى بعد أن خرجت من السودان وكوَّنت دولتها يعبِّر عن ذلك الهدف (تحرير السودان) كما أن باقانها الحقود قال على رؤوس الأشهاد إن مشروع السودان الجديد ليس مرهوناً بالوحدة وإنما ستسعى الحركة إلى إقامته في السودان حتى بعد الانفصال.
    بالرغم من ذلك يقول هذا (الظريف) حديثه هذا الذي ينضح بالاستسلام وينسى أن ينصح دويلة الحركة الشعبية في أي يوم من الأيام بالكفّ عن مشروعها الاستئصالي وبالتحرُّش بالسودان.


    الظافر هذا يحمل جنسية أمريكية ولذلك لا يكترث كثيراً إن احتلت الحركة الشعبية السودان واستعبدت شعبه الأبي فهو سيجد بديلاً يهرب إليه بمجرد أن تطأ خيول المغول الجدد الخرطوم وقبل أن يُسترق أو يُعتقل أ ويُقتل وبهذه المناسبة هل يكون الشخص المتنازع الولاء بين جنسيته الأولى وبين جنسية الدولة الأخرى التي تفضلت عليه بجنسيتها بعد أن تحققت من حسن سيره وسلوكه وولائه (الوطني).. هل يكون مثل هذا الشخص مستقيماً في أحكامه حادباً على مصلحة الدولة التي اختار غيرها موطناً؟! مثلاً هل يكون ولاء الظافر لدولته الأولى السودان التي خرج منها مغاضباً أم لأمريكا (أرض الفرص والأحلام!!) التي يقول إنها أنعمت عليه بالحرية التي لطالما شكا من فقدانها في السودان؟! أين تراه ينحاز عندما تصبح حبيبته الجديدة معادية لدولته القديمة تضيِّق الخناق عليها وتعوِّق تنميتها وتحُول دون افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض الذي كلّفها أكثر من مليار دولار؟! أين تراه ينحاز حينما تشنُّ دولتُه الجديدة الحرب على السودان وتفرض عليه العقوبات وتضمه إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب؟! أين تراه ينحاز لدولته القديمة أم لدولة جنوب السودان المتحالفة مع دولته الجديدة (أمريكا)؟! بل أين ينحاز إذا خاضت أمريكا الحرب ضد السودان كما فعلت في العراق.. للقوات المسلحة أم لقوات المارينز؟!


    لذلك لا غرو أن (يحن) الظافر على دولة جنوب السودان ويرفض استخدام عبارة (الحشرة) في وصف الحركة التي تحكمها بل يرفض استئصال الحركة الشعبية بالرغم من أنها لم تكتفِ بعزمها العمل على إسقاط الحكومة إنما على استئصال هُوية السودان من خلال العمل على استعماره (عديل) وهل يعني مشروع السودان الجديد شيئاً آخر غير (تحرير السودان) الذي يعبِّر عنه اسم الحركة؟!
    ثمة سؤال بريء لهذا الظافر: من هو حتى يحكم بأن استئصال الحركة الشعبية ليس في مصلحة الخرطوم وباسم من يتحدث ومن الذي أوحى إليه أن ذلك ليس من مصلحة السودان؟! هل يعبِّر عن الظافر الأمريكي أم السوداني؟
    قال الظافر (إن أكبر مأزق تواجهه إستراتيجية الرئيس البشير سيكون المجتمع الدولي.. السودان سيفقد تعاطف المؤسسات الدولية التي أعلنت صراحة إدانتها للغزو الأجنبي لمنطقة هجليج)!!


    حقّ للظافر أن يُشفق على السودان من غضب أمريكا موطنه الجديد التي يُعبِّر عنها باسم الدلع (المجتمع الدولي) وكأنَّ أمريكا رفعت عنا العقوبات جرّاء غزو الحركة الشعبية لهجليج أو كأنها فكّت شفرة مصنع سكر النيل الأبيض؟! ماذا يفيدنا إدانة أمريكا للحركة الشعبية وهل تُعتبر مجرد الإدانة تعاطفاً؟! أمريكا أعملت فينا سيف مجلس الأمن بقرارات وعقوبات متتالية لمجرد أننا استخدمنا حقنا في إنهاء التمرد على سيادتنا الوطنية في أرض دارفور السودانية بينما اكتفت بإدانة (حبيبتها) الحركة الشعبية بالرغم من أنها اعتدت وغزت أرض دولة أخرى هي السودان!! لكن مجرد إدانة الحركة من قبل الحبيبة أمريكا يُعتبر عند الظافر مكسباً كبيراً!! ألم يقل الشاعر جميل بن معمر في معبودته ومعشوقته بثينة إنه يرضى منها (بالنظرة العجلى وبالحول ينقضي أواخره لا نلتقى وأوائله؟!)


    إن الظافر وأمثاله من المنبطحين لا يريدون لشعبنا ووطننا العزة ولذلك يقول: (إظهار السودان بمظهر الضحية أفضل بكثير من إرسال صورة سالبة بأننا مجرد غزاة)!! يقول ذلك بالرغم من أن دولته أمريكا تبرطع في العالم وتغزو وتفعل فيه من وراء البحار ما تشاء وبالرغم من أنها لا تحترم إلا الأقوياء ولا تحتقر وتدوس بالأقدام إلا الضعفاء والمهرولين اللاهثين لاسترضائها!!


    لن أتحدَّث أو أعلق على تعاطف هذا السوداني الأمريكي مع الحركة الشعبية وهو يتحدث في بداية مقاله عن أن الحركة الشعبية نافست الحزب الحاكم بضراوة وكسبت النيل الأزرق بالرغم من علمه أنها لم تفز إلا بالتزوير وأهم من ذلك أن النيل الأزرق ليست جزءاً من دولة جنوب السودان حتى تخوض الحركة انتخاباتها لكني أعجب من (تحريشه) على الرئيس البشير لأنه استخدم كلمة العصا لتأديب الحركة الشعبية حيث قال إن (مفردة العصا ارتبطت بأبعاد عنصرية في التراث العربي) وأقول إنه المرض والغرض وسوء الطّويّة الذي جعله يشير تلك الإشارة (ال########ة) ولولا سوء النية والعداء والصيد في الماء العكر لقال إن العصا تُستخدم في الدبلوماسية لترمز إلى استخدام القوة أو الضغط فعبارة (العصا والجزرة) (Carrot and stick) لا تكاد تخلو منها أجهزة الإعلام والصحافة والسياسة والدبلوماسية في يوم من الأيام لكن ماذا نفعل مع هؤلاء الذين ينطوون على الحقد والمرارة حتى ولو أدى ذلك إلى خروجهم على إجماع الشعب السوداني في يوم فرحه العظيم.
    سؤال أختم به مقالي: تُرى لو خُيِّر الظافر بين جنسيته الأمريكية والسودانية أيهما يختار؟!
                  

04-26-2012, 09:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    الإسلامويون السودانيون:عودة العنصرية والحرب الصليبية ..

    بقلم: د. حيدر إبراهيم علي
    الإثنين, 23 نيسان/أبريل 2012 20:28
    e

    [email protected]

    يشعر السوداني بكثير من الحرج والضيق حين يجد نفسه ينتمي الي وطن واحد، ويحمل نفس الجنسية المشتركة مع هؤلاء العنصريين والدمويين الذي يملأون أجهزة الإعلام ضجيجا وجهلا. ويخشى العاقلون انتشار هذه الروح والمزاج بسبب شحن الاعلام والتعبئة المجنونة. فقد علمنا التاريخ كيف حولت النازية والفاشية، الشعوب الواعية الي كتل جماهيرية تردد الهتافات العنصرية ثم تساق كالقطعان الي الحروب. وتعمل هذه النظم علي تعطيل العقل وإثارة اسوأ في الانسان من غرائز حيوانية تتلذذ بالدم وعذابات الآخرين.وهذا ما يفعله النظام السوداني هذه الأيام. فهو يعود بالشعب السوداني الي العنصرية والي تاريخ تجارة الرقيق التي مازلنا نعمل علي محو عارها ولو شكليا وظاهريا.فقد الغيت تجارة الرقيق في عشرينيات القرن الماضي علي يد الإدارة البريطانية، ولم يقم بذلك السودانيون: من رجال دين أو زعماء قبائل أو أفندية.وهذا سبب الغاء المؤسسة مع استمرار ثقافة الرق إذ مازالت كلمات"عبد" و "عبيد" متداولة بين الشماليين،وللمفارقة حتي بين الشباب والجيل الجديد.ويعمل الحاكمون وابواقهم علي ايقاظ هذه الروح العنصرية التي لم تمت تماما،وتحت شعارات قومية ووطنية تدعي الدفاع عن البلاد.وهي تعمل علي تمزبق ما تبقي من وحدة ونسيج اجتماعي، وكأنها تنفذ المخططات التي تقول أنها تستهدف البلاد بسبب الجهل والشبق للسلطة والكنكشة لحماية الامتيازات.

    رغم التظاهر وإدعاء التسامح بين السودانيين،إلا أنه في الحقيقة هناك عنصرية نائمة ومتمكنة لعن الله من ايقظها والآن ينشط الإسلامويون لايقاظها بشتي السبل. وكرست العنصرية ثقافيا في اللغة والعلاقات الاجتماعية فمازالت الفاظ العبودية حيّة في مخاطبة النساء والرجال من غير العرب. كما أن التجاور والمصاهرة والتفاعل لم تسقط حدودها الفاصلة.احتفظ بحالة قضائية مفزعة تخص قضية زواج،ورغم أن الاستئناف رفضها الا أن قرار المحكمة الابتدائية يعكس بعض اتجاهات التفكير السائدة. ونقرأ:-" أصدرت محكمة الخرطوم بحري الجزئية دائرة الأحوال الشخصية حكمها في القضية800/1972 في يوم7/8/1972 حضوريا، برفض طلب المطعون ضدها بالإذن بزواجها من مرغوبها (...) وعرضت الدعوى علي محامي والد طالبة الزواج فاجاب أنه يؤسفه أن تتورط بنت من بناتهم في أمر لا يقبله الشرع ولايجيزه ولا يستند علي قانون،إذ أنها تريد أن تتزوج بشخص بعيد كل البعد عن وسطها وعائلتها ومستواها لأنّ في أصله رقا، وهو معروف به كما أنّ له الولاء علي أصوله معروفون به." وأنكرت طالبة الزواج بأن هناك رقا في أصل خطيبها،وأنه علي فرض أنّ في أصله رقا فإنها رأت المساواة بين الأحرار والعبيد. وهنا اثيرت مسألة الكفاءة في الاسلام والتي حصرها المحامي في الدين والحرية والنسب.ثم شهد الشهود الاربع وخلاصة الشهادات: أن الخاطب هو من موالي .. بجريف نوري، وإن والده وجده وجميع أصوله موالي أسرة....(كتب الاستاذ/أبوبكر سليمان الشيخ،دراسة رصينة وافية عن قرار نقض القضية).


    وهذا دليل دامغ علي أن كثيرين لم يغادروا محطة الرق التاريخية ومن بينهم قضاة شرعيون ومحامون وأسر من الطبقات الوسطي تتعلم بناتها في الجامعات. تساءلت في كتابي: (ـأزمة الأسلام السياسي) عن نسبة التزاوج في عضوية الجبهة الإسلامية بين الجعليين والشايقية وأبناء الجزيرة مقابل "أولاد الغرب" والجنوبيين والمنبتين. لم تغفر لهؤلاء الإسلاميين إسلاميتهم الملتزمة لأن العادات والعرف أقوى من الدين.
    جعل الله كيد الإسلامويين في نحرهم بعد المفاصلة، وقاموا بفضح بعضهم البعض. ففي زيارة (الشيخ حسن الترابي) الأخيرة للقاهرة، فتح باب تبادل الاتهامات بين البشير والترابي واحاديثهم عن "الفروخ" الاسلاميين. وقال الترابي: " البشير ديكتاتور، وهو الذى كان طوال الوقت يفضل فصل الجنوب ليتفرغ لقمع أبناء شمال السودان المطالبين بالحريات، كما أنه عنصرى، يطلق على الجنوبيين لفظ العبيد، بل إن وزيره لعدة سنوات على الحاج، وهو طبيب من أقصى غرب السودان، كان البشير يطلق عليه الفريخ، ومعناها العبد الصغير وهى كلمة للتحقير. "(ندوة صحيفة:الشروق المصرية 13/8/2011)
    وبالطبع لم يسكت سدنة ( البشير) عن ضرب شيخهم اللدود لرئيسهم تحت الحِزام - فكشفوا عن عُنصريته أيضاً حين قال أحد رموزهم وبالنص: :


    "ما بين الرئيس البشير وعلي الحاج ما صنع الحداد والاتهامات والاساءات بينهم معروف مُسبباتها وأهدافها - أما عُنصرية حسن الترابي فهي حتى على المُخلصين له من أبناء الغرب فقد قال عندما رفض مصطفى إسماعيل الاستقاله فور المُفاصله
    الشهيره: "شوفوا بالله دناءة مصطفى إسماعيل وعدم وفائه - الفرخ محمد الامين خليفه إستقال وهو أبى." (عن عزت السنهوري،في: الراكوبة،1/9/2011)
    انطلقت العنصرية هذه الايام من عقالها تحت دعاوى الوطنية والدفاع عن الأرض والعرض. رغم أن الاسلامويين فرطوا في اجزاء عزيزة بل عن ثلث الوطن. والطائرات الصهيونية تعربد علي شواطئ البحر الأحمر،وقبلها ضرب مصنع الشفاء في قلب العاصمة ولم يقطع النظام علاقاته رغم أنه في تلك الآونة كان قد دنا عذابها. واللغة المستخدمة ضد الجنوبين هذه الأيام تدعو للخجل وتثير الاشمئزاز.وأنظر إلي الأدب الرئاسي:-" تعهد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتحرير الجنوب تماماً من الحركة الشعبية التي وصفها بـ(الحشرة الشعبية لتدمير السودان)، واعتبر تحرير شعب الجنوب من الحركة مسؤولية إخلاقية لحزبه لأنه مكنها "الحركة الشعبية" وساهم في تكوينها وقال:(لذلك علينا تصحيح هذا الخطأ وتحريرشعبنا في الجنوب من هذه الآفة). وأضاف: (نحن قلنا فهموا الدرس وبقوا يعرفوا ولكن طبع الحشرات الغدر والخيانة ) إذ إنهم سرعان ما (انقلبوا) 180درجة ، و(إذا أكرمت اللئيم تمردا).وشدد الرئيس على أن العين بالعين و السن بالسن (والدقة بالدقة) والبادئ أظلم.كما فطن كثير من المتابعين لرمزية العصا وقصيدة المتنبي في كافور.


    كالعادة سارعت جوقات المطبلاتية للتأسي بأدب الرئيس عوضا عن نصحه. وكانت المزايدة علي لغته العنصرية، فأضاف أحدهم:الحشرة السامة. وعنون المستشار السابق مقاله بجريدة (الصحافة 21/4/2012): شر الدواب...الحركة الشعبية. وختم أحد منظري النظام اسفيريا مقاله بقصيدة مدح لصدام وهذا سوء تقدير فكأنه يتمني لرئيسه نفس المصير،والمهم هو العنصرية المباشرة:-
    وللشعر مساحة ( للشهيد صدام حسين)
    لا تأسـفن على غـدر الزمـان لطالما رقصت على جثث الأسود كلابا
    ولا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها، تبقى الأسود أسودٌ والكلاب كلابا
    تبقـى الأسـود مخيـفة في أســرها حتى ولو نبحـت عليـها كلابا
    وعـبد قـد ينــام على حريـــر ..... وذو نسب مفارشه التــرابا
    (سودانايل 22/4/2012) أما الوجه الآخر للعنصرية،فتظهر في تأكيد أننا شعب الله المختار.وهذه نفس أسس الفكرة النوردية التي تبناها الألمان في عشرينيات القرن الماضي وقامت عليها الايديولوجية النازية.نقرأ:_" أكد د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني استمرار مسيرة الإنقاذ لحين انصلاح الأمر وظهوره كفلق الصبح والشمس في رابعة النهار. وقال لدى مخاطبته حفل تكريم أسر الكوادر الطبية بتنظيم من منظمة الشهيد وجمعية المهن الطبية: نحمد الله أن اختار السودان أرضاً واختار أهل السودان شعباً ليفضلهم على سائر الأمم بأن ترفع فيها راية الجهاد التي هي من مُستلزمات نصر الله ومن مُستلزمات التوبة والأوبة، وزاد: إذا كانت هذه البلد مُصطفاة ومفضلة عند الله بهذا الاختيار، وإذا كان شعب السودان كذلك، فإنّ الشهداء في طليعة هذا التكريم وهُم أفضل من اصطفوا من هذه الأمة، وطالب برعاية أُسرهم.".


    لا تكتمل عنصرية الاسلامويين إلا بإضفاء الدين أو قدسنة العنصرية لكسب تأييد البسطاء وتهييجهم. وتحولت الحملة العنصرية سريعا لحرب صليبية جديدة استهلت بحرق الكنائس.وبادرت قوى الحرب الصليبية بالتحرك، حيث طالبت جبهة الدستور الاسلامي بمحو نيفاشا وما ترتب عليها من اتفاقيات بين السودان وجنوب السودان، مؤكدة أن السودان مستهدف من قبل الصهيونية العالمية وامريكا والدوائر الاستعمارية الاروبية.وشددت جبهة الدستور الإسلامي في بيان تحصلت عليه (smc) على مطاردة فلول التمرد واستكمال النصر بإسقاط نظام الحركة الشعبية مؤكدة أن السودان أصبح على أبواب مرحلة وطنية جديدة.وطالبت الجبهة حسب البيان بالغاء اتفاق نيفاشا وما ترتب عليه من آثار وتطهير البلاد من العملاء واشباههم مهنئة القوات المسلحة الباسلة والمجاهدين بالنصر الذي تحقق بتحرير منطقة هجليج، مطالبة بإقامة الدستورالإسلامي وتحكيم شرع الله وإعلاء راية الجهاد
    (22/4/2012)


    دعا الشيخ عبد الحي يوسف إمام وخطيب مسجد الدوحة، رئيس الجمهورية لمواصلة حملات التعبئة والاستنفار والاستمرار في إعلان الجهاد في سبيل الله؛ حتى بعد تحرير ، هجليج. إن المعركة ليست "هجليجاً" فقط لكنها معركة مع أعداء الله تعالى في الداخل والخارج، مشددا على ضرورة إجلاء الجنوبيين بالسودان الشمالي كافة. وقال إن دعوة البعض لحفظ الود مع الجنوبيين فيه خيانة للدين والوطن، مطالباً بتوقيع عقوبات رادعة ضد الجنوبيين العملاء والجواسيس (21/4/2012)
    و يروي أحد الصحفيين هذه الحكاية الموحية:-"

    فقد كنتُ في طريقي لأداء صلاة الجمعة يوم الأول من أمس بمسجد في الحاج يوسف (الرَّدميّة) مربع (2) )فوجمتُ ثم تأكدتُ من أنّ الكلمة (الصّادمة !!) هذه صادرة عن المسجد الذي كنتُ على بُعد خطوات منه فوقفتُ قليلاً ريثما أعي ما يعنيه إمام المسجد المذكور من كلمة (العبيد) هذه عبر مكبرات الصّوت وأدركتُ بعد هنيهة أن الإمام يقصد قادة حكومة دولة جنوب السّودان ويصفهم بأنّهم (عبيد العبيد !!) وليسوا (عبيداً !!) وحسب (صلاح عووضة:الجريدة 22/4/2012)
    وفي نفس اليوم تم الاعتداء علي الكنيسة الانجيلية بالجريف غرب ونشرت مقاطع فيديو توضح انصار محمد عبد الكريم وهم يهتفون ( لا كنيسة بعد اليوم ، لا مسيحية بعد اليوم ) – راجع حريات،يوم 22 ابريل.ويروي (القس مطر) الاحداث قائلا:" انه بحسب نداء محمد عبد الكريم تجمع ما بين 600 الي 700 شخص في المسجد وتحركوا نحو الكنيسة ، وكانت بينهم جماعات متطرفة."واضاف:" ما حدث لا يصدق ، في المجمع ثلاث كنائس ، تم تدمير اثاثاتها وحرقها ، وهناك مخزن للكتاب المقدس ، اخرجوا منه نسخ الكتاب المقدس ، واضاف بحسرة : تم حرق الكتاب المقدس . وحرقت مدرسة الكتاب المقدس عن بكرة ابيها ، وحرقت الداخليات ، وحرقت الاشجار ، واحضرت جرافات لجرف الاشجار ، وهدم الحائط الشرقي للمبني تماما ، كما هدم جزء كبير من الحائط الجنوبي ."

    ************

    يقول (فولتير) في كتاب بعنوان"مقبرة التعصب"(1767):"إن التعصب هوس ديني فظيع،مرض معد يصيب العقل كالجدري.وهؤلاء المتعصبون قضاة ذوو اعصاب باردة يحكمون بالإعدام علي الإبرياء الذين لم يفكروا بنفس طريقتهم(...)وهم فوق القوانين وليس من قانون إلا من حماسهم وتهورهم.فما الذي يمكن قوله لشخص هو علي يقين من دخول الجنة حين يقتلني أو يقتلك".
    ان السودانيين مهددون هذه الأيام بالإصابة بهذا المرض المعدي والهوس الديني. هذا واجب علي الوطنيين والديمقراطيين والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى الحية؛ مقاومة ومواجهة حملة العودة الي العنصرية والحرب الصليبية التي يقودها النظام الإسلاموي للقفز علي أزماته المستحكمة وترحيلها الي حرب في الجنوب والغرب والنيل الأزرق. معركة السودانيين الحقيقية في الخرطوم ضد العنصرية والفتنة الدينية.المطلوب حملات التوعية والاستنارة وليس الاستنفار والتعبئة العسكرية.يجب الا ينفرد هؤلاء المرضي والمهوسون بعقول شبابنا.هذه مهام اللحظة:لا للظلامية والعنصرية المقيتة.
                  

04-29-2012, 07:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    .سودان ما بعد إدريس.. وسيد الخطيب .
    السبت, 28 نيسان/أبريل 2012 07:10

    سعد احمد سعد

    سودان ما بعد دموع إدريس عبد القادر.. وسودان ما بعد استعلاء واغترار سيد الخطيب.. وسودان ما بعد هجليج.. بوركت هجليج.. وبورك من استعادوها.. بالدماء الزكية.. والأنفس التقية.. والأرواح النقية.. والجباه المصلية.. المخبتة.. بوركت هجليج.. فقد جبت هجليج ما قبلها.. وأبطلته .. وجعلته نسياً منسياً.


    لقد جبّت هجليج دموع إدريس عبد القادر .. وجبّت خوفه من سخط الله إن نحن لم نوقع ونجيز الحريات الأربع.. التي استحقت عن جدارة أن تسمى العبوديات الأربع.. لقد جبّت هجليج استعلاء سيد الخطيب واغتراره وتطاوله على الطيب مصطفى.. حتى كاد أن يمسي الحق باطلاً والباطل حقاً.. وأعجبته الحريات الأربع وفكرتها الشيطانية حتى أوشك أن يمشي المطيطاء.. ولعله فعل.. ولقد جبّت هجليج مفاوضات البترول.. ومفاوضات الحدود ومفاوضات التبادل التجاري.. بل جبّت هجليج مجرد فكرة حسن الجوار وأوشكت أن تجُب سياسة التبادل الدبلوماسي.. إن هجليج جبّت كل شيء.. ليس فقط الانبطاح.. بل جبت حتى حسن النوايا.. لقد أصبحت القاعدة الأساسية والكلمة المفتاحية في السياسة السودانية تجاه جنوب التمرد وجنوب الحركة الشعبية .. وجنوب الغدر والخيانة.. هي كلا.. كلا.. كلا..


    كلا.. لبقاء الجنوبيين في السودان بعد أبريل.. ولا لساعة واحدة..
    لقد تواثق أهل عدد كبير من الأحياء على عدم التعامل مع الجنوبيين في أي شكل من الأشكال.. لا في الاستخدام ولا في الإيجارات.. ولا في البيع والشراء.. بل بلغ الحد بالبعض أن منعوا التعامل معهم بمجرد النظر.. وهو يعني إخراج الجنوبيين من الأحياء.. ومن القرى والمدن.. فلن يطيب لهم بقاء ولا عيش حتى لو وفقوا أوضاعهم واستخرجوا تصاريح إقامة ثم كلا للحريات الأربع.. وهي حريات الخيانة والتآمر والتجسس والعمالة.
    ثم كلا لمرور البترول عبر أراضينا.. ولو بملء الأرض ذهباً.. ثم كلا لوجود الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، كلا لوجودهما في جنوب كردفان أو جنوب النيل الأزرق أو أي مكان آخر في السودان.. ولن يكون ثمة وجود قانوني لأي تنظيمات عسكرية إلا القوات النظامية والدفاع الشعبي..
    ثم كلا.. وألف كلا للتبادل التجاري والسلعي عبر الحدود.


    إن هذا مرفوض على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي.. مرفوض بالطرق القانونية.. ومرفوض بالتهريب وبالطرق غير القانونية.. ويعتبر في الحالة الأخيرة خيانة عظمى وعمل لصالح دولة عدو وفي حالة حرب مع السودان مما يقتضي إيقاع عقوبة الخيانة العظمى على مرتكبيه.
    كذلك كلا.. وألف كلا لتجمع كاودا تجمُّع الخيانة والعمالة والارتزاق بعد هجليج.. وقبل هجليج.. وقبل إدانة العدوان على هجليج.. وبعد إدانة العدوان على هجليج.. كلا وألف كلا لتجمُّع كاودا بدءًا.. وعوداً.. وختماً..
    ولقد جبّت هجليج برنامج أديس أبابا.. محاولات أمبيكي والمجموعة الإفريقية بما لها وبما عليها..
    لقد فرغ السودان من هذا الملف القذر وطواه.. بل طوته هجليج.. وأبدلتنا به اليقظة والحيطة والحذر.. وسوء الظن.. والريبة.. والشك في كل أمر وفي كل شيء.
    لقد أوشك حسن الظن أن يوردنا المهالك.. ويقينًا فإن سوء الظن سوف ينجينا من المهالك.. وأن يغضب منك من تسيء به الظن وهو ليس له بأهل خيرٌ لك ألف مرة من أن يرضى عنك من تحسن به الظن وهو ليس له بأهل..
    وبعد أن جبّت هجليج دموع إدريس.. وبعد أن جبّت استعلاء سيد الخطيب واغتراره.. فقد جبّت هلجيج نيفاشا.. كلها بقضها وقضيضها.. وبغثها وغثائها.
    إن هجليج لم تجب فقط الحركة الشعبية ولا الجيش الشعبي وحدهما.. لقد جبّت شيئاً اسمه حكومة جنوب السودان ودولة جنوب السودان..
    لقد جبّت هجليج نيفاشا.. وكل ما ترتب على نيفاشا .. لقد أصبح في الجنوب تمرد على رأسه رجل اسمه سلفا كير ومعه أفراد عصابة أسماؤهم باقان ودينق ألور والحلو وعرمان وعقار وتعبان دينق وغيرهم من قيادات التمرد في جنوب السودان..
    إن الذي نقوله اليوم لا يبطل شيئاً مما قلناه بالأمس.. لقد دعونا إلى الانفصال لأن نيفاشا كانت أكبر مهدد للهوية وللشريعة وللوطن.
    واليوم أصبح التمرد الجديد بعد هجليج أكبر مهدد للهوية وللشريعة وللوطن..
    ومثلما أسقطنا نيفاشا وقذفنا بها في قمامة التاريخ فسوف نُسقط بإذن الله التمرد الجديد ونلقي به في مزبلة التاريخ.. ولسوف نُسقط ونمحو جنوب نيفاشا وننشئ مكانه جنوب السودان الجديد.
    وأقول للأخ علي كرتي وزير الخارجية.. رجاءً لا تتكلموا عن المفاوضات لا بعد شهر وبعد سنة ولا بعد ألف سنة.. فالكلام عن المفاوضات في أديس أو في الخرطوم لا يزيد على كونه طعناً في هجليج.
    إن هجليج لم تعد حقلاً للبترول وفي بقعة في أقصى جنوب السودان «الجديد».
    إن هجليج أصبحت قيمة حضارية.. أصبحت صفحة من صفحات التاريخ.. اصبحت مفخرة للكبار.. وأسطورة وأحجية للصغار.


    إن هجليج أصبحت نهاية حقبة.. وبداية حقبة..
    تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت..
    فارفعوا أيديكم عن هجليج!!



    ----------------

    المؤتمر الشعبي.. تواصل الخذلان والصعود نحو الهاوية...
    .عبد الظاهر المقداد أبو بكر .
    الجمعة, 27 نيسان/أبريل 2012 07:35

    . حين يعلن سلفا كير للعالم خبر اعتدائه على أرض السودان ودخوله منطقة هجليج النفطية السودانية، ويُفشل بذلك على الحلفاء خطتهم بأن يتبعوا ذلك باتهام الحكومة، وفهمت بعض الأحزاب الرسالة، لكن نصف الإسلاميين الآخر وشيخه واصل الرقص حين انكشف أمره فليس هنالك معنى لأن يُغطي دقنه حين يرقص تحت الأضواء الكاشفة، والوطني والوطنيون يتدافعوا ويعلنون أنه حين يكون المكلوم هو الوطن فلا معنى للمساومة الرخيصة وأنصاف المواقف، وأبناء الشعب من قواته المسلحة يذودون وينتصرون ويموتون، والتاريخ يحاكم شيخ الإسلام وقومه التُبع، وحين يقول الشعبي فإنه يعبر عن شيخ الإسلام، وحين يقول شيخ الإسلام فإنه يعبر عن نفسه المأزومة ومرارات السنين التي لا تعرف العدل مع الآخر حتى لو كان الآخر هو الوطن فليسقط كما سقطت. والشعبي وحده من يسقط في الوطنية، والشعب وحده من يتحمل نتائج مقولات ومؤامرات شيخ الإسلام، والشعبي لا يتكلم، ومن تقدم أتهم من قبل شيخ الإسلام بالجنون أو عامل السن أو المرض أو القرب من الوطني، والمقولة القديمة تتلمع وتلحق بشيخ الإسلام «كل يؤخذ ويرد من قوله إلا شيخ الشعبي»، والبتكلم بنطرد، والدكتور السياسي يعلن للمريدين أن الحزب حزب الشيخ والشيخ لا يريد حزباً، ومن يخالف الشيخ وأبناءه يطرد من الرحمة، ويتهم حتى لو كان من الكبار وليس هنالك فرق بين الرجال «والنساء».


    وفي الشعبي كانت نجوى والرفق ليس بالقوارير، وأفضل الذكر في الشعبي الديمقراطية، وشيخ الإسلام الذي يملأ الأرض ضجيجاً حول الديمقراطية «يحكي للأتباع عن ديمقراطية الصادق الإمام والسيد الميرغني الزائفة التي دخلوها بكذبة السيد الذي جده العباس وود المهدي، وحين يذكر بيت المهدي يتوقف ليس لاحترام النسب ولكنه يشير بعينيه إلى أحد أبنائه الذي يحب بيت الأجداد وتجربة الخال الوالد، وهو يتصرف في الشعبي على أنه الوارث، وقد نعي بنفسه الديمقراطية وشيخ الإسلام الذي أخذ على حكومة الصادق التعاملات الخارجية غير المتوازنة التي لا تقوم على نهج العزة والاستقلالية، ويأخذ على السيدين ارتهان الإرادة الوطنية للخارج ويجبر حزبه على قبول القوات الدولية،

    فخرج المجاهد الذي قضى شبابه في الجهاد، وقدم أخوانه من القاعة وهو لا يغشى الشعبي إلا لمماً. ومن يومها لا يخفى تبرم شيخ الإسلام وأن تظاهر، وشيخ الإسلام يتهمه بالجنون، والنجوى تصبح همساً وتتعالى حتى تصبح جهراً، والشيخ الأكبر الذي لا يرى في الشيخ وحزبه من حركيين أو إسلاميين يزار في المواسم، وشيخ الإسلام يعلن الإستراتيجية القادمة في التعامل مع الآباء القدامى، وسياسة التركيع والشورى من داخل القضبان تدور، والغضب الأعمى يستحكم، والبركان يتفجر وتتولد عنه الحركة الأم، والشعبي يتناقص،

    والحركة تتضخم، والشعبي يصبح وكراً ضد الشعبي وفكرته، والناس ترحل، والتقارير ترفع، وشيخ الإسلام يعلم فيتبسم، والشعبي يصبح مصنعاً، والبضائع تتصدر، ومجموعة متحمسة تسأل عن دور الحزب في الحياة العامة أو دور الحركة الإسلامية في الدعوة، والكادر الحركي يخبرهم بأنه ليس ثمة حزب يذكر، ونحن لم نقصد ذلك، والحزب ليس له مال، وشيخ الإسلام له بيت آخر في الغرب ورصيد في بنك الثوار، والأخبار تنقل، والشهود يحضرون، والمحكمة تعلن، ومصر تستقبل، وكادر الشعبي يحضر، والرحلة تبدأ بين برلين وباريس ومصر، ولندن أسهل من السفر الى الجزيرة، وشيخ الاسلام يفتي، والرئيس يجب أن يسلم، والأحزاب الوطنية تتقدم، والشعب يراقب ويعلن أن المساس بالرئيس مساس بالسيادة الوطنية، والشيوخ في الشعبي يعلنون أنهم ضد الجنائية، وشيخ الاسلام يهدد بالاستقالة، والصوت يخفض والحق يموت، والشعب يموت، والشعبي يموت،

    والشعبي يقبل بذلك خوفاً من غضب الشيخ، والخالق يستبعد، والحزب الشيوعي يترضى الأحزاب، ويستأذن بدخول الشعبي للتحالف، والشعبي يدخل مطأطأً رأسه ويسمع ما يملى عليه وينسى دينه، والاحزاب تعلن توبته ورجوعه وشيخه عن عقلية الدين المتخلفة، والشعبي يسير خلف الضامن، والدستور العلماني يعد في الغرفة الأخرى، والشعبي يوقع ولا يجرؤ على الغياب، والدستور الاسلامي يسقط ويحاسب عبد الله حسن أحمد على حضوره، ويستجوب ويؤنب ويستتاب، والأمين السياسي يقسم لهم ليرضوا عنه، وجماهير الشعبي تظن أن سليمان حيَّاً، وتعيش على الثقة وتقتات الموقف القديم، ولا يدرى كم بدل شيخ الاسلام المعالم وأسقط الرويبضة الهيبة، وهو يلهث وراء الاحزاب التي يعلم رأي شيخه الداخلي فيها، وهو كما يصفهم «بعضهم عملاء لليسار العالمي وبعضهم عملاء للبعث العربي والبيتين الكبيرين اللذين أبطآ مسيرة الاسلام أكثر من ثلث قرن، وبعضهم رجال لا يمثلون إلا أنفسهم».


    أو ليس هذا تصنيف شيخ الاسلام للاحزاب، فماذا يرجو منهم وماذا يرجون منه؟ وحين هجمت الحركة الشعبية على جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وأبيي، طالب شيخ الإسلام القوات المسلحة بالانسحاب، وحين لم تراع قيادة الخرطوم مشاعر الشعب والشعبي هناك وحين خربت قوات الحركة الشعبية الديار وقتلت الأبرياء وسفكت الدماء وحين صار الأمر وطناً ولا وطن، انحازت قواعد الشعبي للوطن بعيداً عن شيخ الإسلام الذي لم يقدر محنتهم، ولم يرع أخوتهم، ولم يحفظ حرمتهم، وكلما تكلم بوق شيخ الاسلام الأمين السياسي لسداد ما عليه من فاتورة لباقان وعرمان، عاد الرشد لقواعد الشعبي وتبين لهم أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وأعراضهم تحت الرصاص، وليس لهم من عاصم بعد الله إلا القوات المسلحة. وكان مبرره الرئيس بل والوحيد في انقلاب الإنقاذ هو الحالة الأمنية وما تعانيه القوات المسلحة، وقد قال يومها معلقاً على حكومة الصادق المهدي: «وقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحرض المؤمنين على القتال، وكان هؤلاء الذين وليناهم أمر القوات المسلحة يخذلونهم ويمنونهم ويعدونهم سراب المؤتمر الدستوري القريب، والذي يجب من أجله أن تلقي السلاح وأن ترتاح، ويعملون علي ضرب القوات المسلحة بمسخ هويتها وكسر عزيمتها الدفاعية».


    وحين تكتمل القصة التاريخية وما فعلت الأحزاب، تتوقف الأسئلة النهمة التي تجتر التاريخ، ويعود الحاضرون لواقعنا، والكل يتساءل من يؤدي ذات الدور ولمصلحة من؟ فالميرغني أدان العدوان وساند، والمهدي أدان الموقف وتفقد الجرحى وترحم على الشهداء، والشيوعي أصدر بياناً، وحين وقفوا على باب الإجابة كانت أعين شيخ الإسلام ترمقهم، فعاجلتهم حيث لا مفر من الحقيقة أن عمار تقتله الفئة الباقية، وحيث قتل عمار ومعلوم من قتله وحتى يدفع التهمة بعيدة عن الأتباع الذين تمت تعبئة مشاعرهم بقميص عثمان لقتال علي، قال مفتيهم «إنما قتل عمار الذي أخرجه»، وشيخ الاسلام يقول لأهل الشعبي إنما قتل القوات المسلحة الذي أخرجها، ولقد كان مما تحمده القوات المسلحة ويحفظه الشعب للإسلاميين دعمهم للقوات المسلحة وهم في المعارضة، وبل ونزول النواب من عرباتهم ودفعها للقوات المسلحة. وفي ذلك أكبر إشارة إلى أن الإسلاميين يومها يدركون الفواصل بين الحكومة والوطن، وبين الأصالة والعمالة.


    وحين كان وفد التفاوض يفاوض الجنوبيين على بضع في المئة تساوياً مع أهل الأقاليم، كان شيخ الإسلام وأبناؤه من السدنة يتحدثون عن الميز التفضيلية للجنوب المظلوم. وحين كان الوفد يتحدث عن عاصمة إسلامية نسبة لمشاعر الأغلبية، كان شيخ الإسلام وقيادته تجير الحرية الشخصية وبارات الخرطوم التي هيجت مشاعر الإسلاميين داخل الجمع الشعبي. وحين كان الوفد يتحدث عن الوحدة وجواذبها، كان شيخ الإسلام يغلب الانفصال ويتحدث عن الفوارق وأن الجنوبيين يريدون الانفصال. وحين انفصل الجنوب واعترفنا به واحتفلنا معهم، قال شيخ الإسلام إننا فرطنا في الوحدة. واليوم وقد أصبح الجنوب دولة لها حدودها وعلمها وعملتها ورئيسها وجيشها وليست حركة متمردة في الداخل، وهي تعلن اعتداءها على الوطن وترابه، نجد شيخ الإسلام وحزبه يساندون الحركة الشعبية، ويشمتون في القوات المسلحة.

    والإنسان يسأل من يغازل الشعبي وشيخه بهذا الموقف غير الإسلامي وغير الوطني وغير السياسي؟ فلو كان يفعل ذلك ابتغاء مرضاة المجتمع الدولي فإنه لم يسكت على هذا الحادث من دول العالم ومنظماته الدولية العدلية والسياسية والأمنية إلا إسرائيل، ولو كان يحفظ به وُداً عند الجنوبيين فإنهم من اعتدوا على البلاد وشردوا المواطنين ولم يستتروا بذلك. ولو كنتم تريدون به إسقاط النظام واستلام السلطة، فما قول الشعب فيكم؟ بل وما قولكم في أنفسكم حتى لو أفلحتم في دخول بلادكم على جثث القوات المسلحة، وأنتم فوق دبابة المستعمرين الجدد؟ ولو كنتم تظنون ذلك من أجل الشعب فإن الشعب لا حاجة له بمن خرب الديار وقتل الأطفال وروَّع الآمنين وشرد المواطنين. ولا أظنكم تعتقدون أن هذا الأمر دين، فلصالح من هذا الموقف إذن؟ والإجابة حاضرة في تفاصيل مسيرة شيخ الإسلام بأن موقفه من إخوة الأمس ليس إلا موقف نفسي، ولن ينتهي الى أن يراهم مقرنين في سجون المجتمع الدولي وتحت رحمته، أو توزع أشلاءهم ودماءهم في الحرب المستعرة، أو أن يأتوا إليه طائعين، وحيث يعمل شيخ الإسلام على الظفر بإحدى الثلاث، فإن ذلك دونه القيم والوطن، ولا قيمة للشعبي في ذلك ولا أثر
    الانتباهة
                  

04-30-2012, 11:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    استقالة مســـار ...!! .
    الإثنين, 30 نيسان/أبريل 2012 07:06 .

    الصادق الرزيقى

    على خلفية التحقيق مع مدير وكالة السودان للأنباء عوض جادين وإيقافه عن العمل بقرار من وزير الإعلام عبد الله مسار، وتدخُل رئاسة الجمهورية وصدور قرار رئاسي، بوقف التحقيق مع جادين وإرجاعه للعمل، تقدّم وزير الإعلام باستقالته محتجاً على الطريقة التي تمت بها معالجة هذه القضية التي شغلت الرأي العام مؤخراً، خاصة أن أسباب إيقاف مدير«سونا» والتحقيق معه، لها ما يبررها، بدليل ما نشر في الأيام الفائتة من معلومات ووثائق تقتضي التحقيق حتى تتبين براءة جادين من أي تهمة أو إثبات علاقته بموضوع التحقيق ...!


    واستقالة مسار تهزُّ صورة الحكومة في هذا التوقيت وبهذه الخلفية خاصة مع وجود أحاديث وخلافات بينه وبين وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد حبلت بها الصحف خلال الأيام الفائتة، تقدح في الطريقة التي تعاملت فيها رئاسة الجمهورية مع هذه القضية، التي كانت تتعلق بصلاحيات الوزير وسلطاته وكيفية إدارته للهيئات التابعة لوزارته، وكان بالإمكان معالجة المعضلة بطريقة مختلفة من رئاسة الجمهورية دون أن تؤدي لهذا التطور المؤسف ومغادرة الوزير لمنصبه في هذا الظرف الدقيق في قضية لا تستحق كل هذه الضجة لو تركت قي سياقها الطبيعي داخل الوزارة وفي إطار التحقيق الذي كان يمكن فيه معرفة الحقيقة: هل عوض جادين مخطئ أم مصيب في القضية التي تم فيها إحالة موضوعها للتحقيق؟...


    لقد أخذت هذه القضية منحىً ومنعطفاً غير محمود على الإطلاق وأعادت للأذهان الخلاف بين وزير الإرشاد والأوقاف السابق أزهري التجاني الذي أخرج من الوزارة لخلاف بينه وبين مدير إحدى الهيئات التابعة لوزارته، وأخطر ما في هاتين الحالتين أن مديري الهيئات التابعة للوزارات عند استقوائهم برئاسة الجمهورية ومن دون الرجوع لأصل الموضوع والاستماع للوزير نفسه، يصبحون في موقف أقوى من الوزير بما يطعن في المنصب الدستوري للوزير وصلاحياته وسلطاته ويقلل من احترامه ما دام الموظفون التابعون له قادرين على الانتصار عليه وظهورهم مسنودة إلى رئاسة الجمهورية ..!!


    هذه القضية وتداعياتها ما كان ينبغي أن تسير في هذا المسار الغريب، فلو تركت الأمور تسير على قضبان التحقيق الإداري وفق قوانين وأحكام الضبط الوظيفي لكسبت الدولة مهما كانت النتيجة، وليس من الحكمة أن تتدخل رئاسة الجمهورية في صلاحيات الوزراء دون النظر في أحقية الوزير في ممارسة سلطاته أو التنسيق معه في إصدار أي قرار على شاكلة ما جاء في قرار وقف التحقيق مع جادين وإنهاء إيقافه عن العمل، مع العلم أن القضية فيها عمل تجاري وشبهة فساد، ويمكن لمن يريد التفسير والتأويل الخاطئ أن يذهب في اتجاه أن تدخلاً حدث للتغطية على موضوع فساد والحيلولة دون ظهور الحقيقة.!


    بخروج مسار في حال قبول استقالته فقدت الحكومة حليفاً ومقاتلاً شرساً، بغض النظر من أي خلافات حدثت أو سوء تفاهم، ويحسب للرجل أنه أعلن التزامه بالخط العام في قضايا الوطن، لكن ما حدث رسالة سيئة لغيره من الوزراء الذين لن يجدوا أنفسهم يمارسون أي صلاحيات وسلطات مخولة لهم وسيف الخلاف مع المديرين العامين في الهيئات والجهات التابعة لهم مسلط عليهم، وسياطهم تلهب ظهورهم، فأي وزير سيعمل لينفذ برنامج وزارته وسياساته إذا كان الوزير بلا قرار ولا رأي ولا سلطة؟


    من مصلحة سيادة حكم القانون وتنقية الخدمة العامة من الشوائب ومنع التدخلات السياسية والاعتبارات الأخرى أن تنأى رئاسة الجمهورية عن أي تدخل إلا إذا كان في إطار المصلحة العامة والعليا فقط، غير هذا فإن أي تدخل يعيق إصحاح البيئة العامة في الخدمة المدنية ويشكل سوابق لن تحتملها الحكومة عندما تتكدّس أمامها بعد حين خلافات المراسلات والسعاة والفراشين وصغار الموظفين مع الوزراء ووزراء الدولة وتحتار في معالجة أرتال الشكاوى والخلافات.!
                  

05-01-2012, 10:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    الا ان الطيب مصطفى يختلف مع راى رئيس تحرير صحيفته حول اداء مسار وكتب فى الانتباهة قائلا


    بـين مسـار وهــوان المنصـب الــوزاري!! .
    الثلاثاء, 01 أيار/مايو 2012 06:47
    الطيب مصطفى

    سعدتُ كثيراً أن الرئيس أبطل قرار الوزير مسار الذي أوقف به الأخ عوض جادين ولعلَّ أكثر ما أسعدني ليس الانتصار لجادين وإنما الانتصار للمنصب الوزاري الذي جعل منه مسار أضحوكة يتندَّر بها الناس ويتناولونها في جلسات (الشمارات) بعد أن أتى الرجل بما لم تستطعه الأوائل من أفعال مقزِّزة أقامت حاجزاً سميكاً بينه وبين الوسط الصحفي بل وبين كثيرٍ ممَّن شاهدوه يتحدث بمناسبة وبدون مناسبة عبر الأجهزة التي أصبحت كما لو كانت مملوكة له يهرف من خلالها بما يقدح في مصداقيته ومصداقية الحكومة التي أصبح ناطقاً باسمها.
    لقد تولّى هذا المنصب كثيرون أكثر ثقافة وخبرة من مسار ولم يُحدثوا الضجيج والصَّخَب الذي أحدثه الرجل من أول يوم يطلُّ فيه على الوزارة مصطحباً زوجته لتكون مديراً لمكتبه بسلطات استثنائية وضجيج استثنائي!!
    كنتُ لا أصدِّق ما يُقال عن تصرفات الوزير مسار إلى أن رأيتُ بعيني صوراً من خطابات أرسلها وكيل الوزارة عبد الدافع الخطيب إلى مديري هيئات الوزارة يعلن فيها الوكيل عن أوامر أو توجيهات الوزير بفصل العامل فلان وتعيين العامل فلان وغير ذلك من القرارات والممارسات التي أحالت المنصب الوزاري إلى مَسْخَرَة.
    ثم جاءت الخلافات مع الوزيرة سناء والتوجيه بالحدِّ من سلطاتها ثم مع عوض جادين الذي واجه من أول يوم سيلاً من الاستفزازات والإهانات بالرغم من أن عوض هذا أكبر عمراً وأكثر خبرة من الوزير على الأقل في المجال الإعلامي الذي صال في أجهزته وجال بما لم يتوفَّر لغيره حيث مارس مختلف صنوف العمل الإعلامي بما في ذلك الإخراج التلفزيوني علاوة على خبرته الإدارية التي أعلمُها فقد صاحبتُ الرجل وخبرْتُهُ خلال عملي في التلفزيون ثم الوزارة. تخيّلوا أن الوزير يسأل عوض جادين في أول مكالمة عبر الهاتف قبل أن يلتقيه وجهاًَ لوجه! أين ذهبت ولماذا وماذا فعلتَ وكم أمضيتَ ومتى جئتَ؟ ثم يقول له بلهجة حادّة (لا بد من أن أجد تقريراً عن رحلتك تلك في مكتبي غداً)!! وكان السؤال عن رحلة رسمية قام بها عوض جادين إلى السعودية بإذن من مجلس الوزراء ووزارة المالية وكل الجهات المختصة!!
    أما ما حدث مع الوزيرة سناء فحدِّث ولا حرج!!


    أذكر أني طرحتُ في إحدى جلسات مجلس الوزراء فكرة (القيادة الرشيدة) التي ابتدرها الرئيس نميري وطالبتُ بتطبيقها مجدداً حيث قلتُ إن الوزراء ينبغي أن يكونوا في موقع القدوة وضربتُ مثالاً فقلتُ: لا ينبغي مثلاً أن يدرس أبناء وزير التربية في المدارس الخاصة ولا حتى وزراء الحكومة جميعًا بينما يطلبون من الجمهور أن يدرس أبناؤه في المدارس الحكومية وكذلك لا يجوز أن يترك والٍ لإحدى الولايات البعيدة مثلاً أولاده في الخرطوم بينما يدرس أبناء من يحكمُهم من رعاياه في المدارس الحكومية.. كنتُ أرى ولا أزال ان توضع ضوابط تحدد سلوك الوزراء والمسؤولين أُسوة بالقضاة الذين يُطلب إليهم الالتزام بسلوك معيَّن (حسب علمي)!!
    من أسفٍ إن عين الدولة كليلة عن ممارسات مسؤوليها ولذلك يفعل الوزير ما يحلو له لدرجة أن يعيِّن زوجته مديراً لمكتبه ولا يُسأل لماذا فعل ذلك ولذلك لا غرو أن يكثر الحديث عن الفساد.
    عندما سمعتُ الوزير مسار يتحدَّث في برنامج (في الواجهة) الذي يقدِّمه الأخ أحمد البلال الطيب مع الأخ عبد الرسول النور أشفقت والله من كثير مما جاء على لسانه خاصةً عندما تحدَّث عن ضعف تمثيل بعض القبائل في الحكومة!! حينها شعرتُ بأننا أمام مشكلة كبرى تتمثل في ضعف مريع في أدائنا السياسي هو الذي أفضى إلى ما نعاني منه اليوم.
    من يقول لأمبيكي هذا الكلام؟!

    عجبتُ أنه من المفترض أن يكون الجنوب إفريقي ثابو أمبيكي قد زار كلاً من السودان ودولة جنوب السودان من أجل بحث استئناف التفاوض بين الحكومتين اللتين تخوضان حرباً طاحنة تدور رحاها اليوم في جنوب كردفان!!
    بالله عليكم ألا يوجد رجل أعمال (مبسوط) يجد عملاً لهذا الرجل (العكليتة) الذي شبك فينا ويرفض أن يغادرنا إلى غيرنا مهما بلغ العداء بين الدولتين أو قل ألا توجد مشكلة سياسية أخرى في إفريقيا أو في العالم يمكن أن يُنتدب لها هذا الرجل وينشغل بها عنا؟! (خلّونا في الجد) فقد قال الخبر الذي ورد في صحيفة الصحافة إن أمبيكي يريد من خلال الزيارة (حثّ الطرفين على استئناف المفاوضات والتوقيع على اتفاق لوقف العدائيات)!!
    الأدهى والأمرّ أن أمبيكي ــ حسب الخبر ــ سيعقد سلسلة لقاءات مع رئيسي دولتي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفا كير بجانب وفدي التفاوض لجهة إقناع الأطراف باستئناف المفاوضات.
    إذن فإن أمبيكي سيجلس مع أولاد نيفاشا وكأنّ شيئاً لم يكن وكأنّ هجليج لم تُحتل وكأن الشعب لم يبتهج بعد تحريرها كما ابتهج من قبل منذ استقلاله وكأن الدولة ممثلة برئيسها وبرلمانها لم ترسم إستراتيجية جديدة للتعامل مع حكومة الجنوب التي تديرها الحركة الشعبية التي قضت الإستراتيجية الجديدة إعادة تسميتها بالحشرة الشعبية بعد أن قررت الحكومة كما قرر البرلمان اعتبارها عدواً إستراتيجياً لا مجال ولا أمل في إقامة علاقة مع دولة جنوب السودان قبل أن تُقتلع من حكم الجنوب.
    أُحيلكم إلى بعض التصريحات التي وردت على ألسنة المسؤولين السودانيين بدءاً من البشير الذي أطلق عليها الاسم الجديد (الحشرة الشعبية) والذي قال إنه لا بقاء للنظامين في نفس الوقت بمعنى أنه إما أن تذهب حكومة الخرطوم وإما أن تغادر حكومة الحشرة الشعبية كما أطلق الرجل نداء تحرير الجنوب من الحركة وذلك استجابة لهدير الجماهير في الساحة الخضراء (الشعب يريد تحرير الجنوب).
    الأستاذ علي عثمان قال معضِّداً حسب (الرأي العام) نقلاً عن حوار قناة النيل الأزرق في برنامج الطاهر حسن التوم: (لا يمكن الوصول إلى سلام مع الجنوب في ظل حكومة الحركة الشعبية) وذلك اقتناعاً بسلوكها العدائي منذ توقيع نيفاشا وانخراطها في الحكومة الانتقالية وقيادتها للمعارضة لذات الحكومة التي تشارك فيها بالنصيب الأوفر ثم سلوكها بعد إنشاء دولتها واحتلالها لأرض السودان بعد أن كانت عاجزة قبل نيفاشا عن دخول مدن الجنوب الكبرى بل والصغرى وكذلك تفهمًا لمشروع الحركة الإستراتيجي لاستعمار السودان.
    د. نافع تجاوز الحديث عن التفاوض والتحنيس وقال: (سنحاور الحركة بلغة هجليج التي لا يفهمون غيرها).
    القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في اجتماعه يوم الأحد قبل الماضي برئاسة د. الحاج آدم اتّخذ قراراً نهائياً بوقف التفاوض مع دولة جنوب السودان إلى أن تُحرَّر كل الأراضي السودانية في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.
    إذن فإنه لا مجال البتة للتفاوض بعد أن صُنِّفت الحركة أو قل الحشرة الشعبية أو حكومة دولة الجنوب الحالية عدواً إستراتيجياً لدوداً لا تعايش معه وبالتالي ينبغي أن يكون ذلك مفهوماً تماماً لجميع صُناع القرار خاصة أولاد نيفاشا الذين أظنّ أنه بعد هذه التطورات آن الأوان لأن يغادروا المسرح السياسي بكرامتهم متأسّين بعبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة الذي استقال بالرغم من أنه لا ناقة له ولا جمل في ما جرى لمصنع سكر النيل الأبيض كما أن على الحكومة أن تقول لأمبيكي (كتّر خيرك) وإذا احتجنا لك سنناديك!!

    ----------




    وقد ضلَّ مسار المسار؟! ..

    بقلم: خالد الاعيسر
    الثلاثاء, 01 أيار/مايو 2012 09:54
    Share


    [email protected]

    في الحادي والعشرين من يناير الماضي كتبت بصحيفة الأحداث العدد (1529) مقالاً عنوانه (مسار في المسار.. ولكن؟!).. كنت يومها كمن يسدي النصح للمهندس عبدالله علي مسار الذي عين وزيراً للإعلام ضمن التشكيل الوزاري (الحكومة العريضة)، وذلك استنادا الى معايشة لصيقة لتجارب سابقة ومحطات مرت بها وزارة الاعلام وترتب عليها أداء سلبي لبعض الوزراء الذين شغلوا المنصب قبل مسار.
    اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط وقع ما كنت أخشاه على الوزير يوم تعينه؟!. فقد أصدر الرئيس عمر البشير قراراً ألغى بموجبه قرار الوزير مسار القاضي بإيقاف مدير عام وكالة السودان للأنباء الأستاذ عوض جادين محي الدين، وقد وجه القرار الجمهوري وزارة الإعلام ووكالة "سونا" والجهات المعنية بتفيذ القرار.
    المؤسف أني أشرت في يناير الماضي الى أني لا أدعي معرفة مطلقة ولا سحراً يبيح الاستنتاجات وقراءة المجهول، ولكن الحقيقة أني كنت أشعر بأن عمر السيد وزير الإعلام في هذا المنصب لن يدوم طويلاً ما لم يتبع سياسة بعينها، أولى أولوياتها التحقق من مدى مصداقية مصادر معلوماته.. وقد كان.
    قد يكون المهندس مسار محقاً في قراراته بحق مدير وكالة "سونا" بحكم ترأسه للوزارة المعنية، ولكن طريقته لم تكن حكيمة في ادارة الملف، الأمر الذي جعل من وظيفة الوزير تبدو اليوم تشريفية أكثر من كونها وظيفة يملك صاحبها سلطة كما هو حال الوزراء، لا سيما بعد صدور قرار الرئيس عمر البشير الذي ألغى بموجبه قرارات الوزير.
    قد نختلف أو نتفق مع قرارات رئيس الجمهورية ومن قبلها قرارات وزير الاعلام، إلا أن الخلاصة النهائية تمثل ضربة قاصمة للوزير في سلطته، وكان من الأجدر بالوزير أن يتدارك الأمر بعين فاحصة قبل أن يصدر قراراته في حق الأستاذ عوض جادين محي الدين مدير عام وكالة السودان للأنباء، وذلك بالتوجه بطلب لرئاسة الجمهورية لإيقافه لحين ثبوت أي تهم تؤكد تورطه أو من يليه في أي عملية من شأنها أن تشكك في نزاهته بدلاً من إصدار أحكام تلغي القرار الرئاسي القاضي بتعينه مديراً لوكالة السودان للأنباء، وقد فات على الوزير مسار أن من بديهيات العمل السياسي أن قرارات الرئاسة لا تلغيها الا الرئاسة.
    لقد نصحنا مسار سراً وعلانية وعلى صدر صفحات الصحف، أن يستمع الى من هم حوله من مستشارين ورؤساء وحدات ومؤسسات وأن يطلب دائماً عون أطراف محايدة لتقييم أداء المؤسسات الاعلامية التي تقع تحت مظلته الادارية ومن ثم يقيم بنفسه كيفية اجراء الاصلاحات والتعديلات اللازمة واتخاذ القرارات الصائبة برويَّة وتريُّث.
    نعم.. كان من الأجدر بالوزير مسار أن لا يلقي بالاً لتشاكس اللوبيات داخل منتسبي المؤتمر الوطني بالمؤسسات الاعلامية المختلفة وعلى رأسها التلفزيون القومي "وعلى وجه الخصوص مدير أحد الادارت العامة (الهامة) بالتلفزيون والذي تخصص في صرف وزراء الاعلام المتعاقبين عن أداء مهامهم الجوهرية وعمل على غرسهم في وحل اهوائه الشخصية"، الأمر الذي أفرز حالة من تشتيت مجهوداتهم ومجهودات زملائه داخل الجهاز الحساس وصرفهم عن القيام بواجباتهم الوظيفية المنوطة بهم في المؤسسة العريقة.
    لقد طالبت الوزير في المقال المنشور في يناير أن ينأي بنفسه عن (القيل والقال) في هذه الصراعات «الشخصية» حفاظاً على هيبته كوزير ومردود فترة توليه لهذا المنصب الحساس والهام وصولاً لحلول إبداعية تكفيه شرور الرغبات الشخصية والطموح الفردي والتناطح.. ولكن بكل أسف، فقد وقع ما كنت أخشاه (وقد ضلَّ مسار المسار).
    وأنا أذ أكتب اليوم.. لا أدعي معرفة ولا أزعم زوراً ولكن الحقيقة أني ملمٍّ بتفاصيل المساعي التي بذلت لتقريب وجهات النظر واختلاف الرؤي بين الوزير والاستاذ محمد حاتم سليمان المدير العام للهيئة العامة للتلفزيون القومي، والذي بدأ معه مسار أولى معاركه بعد توليه المنصب..
    أتحسر كثيراً وأنا أكتب هذا المقال، لأن الوزير مسار كان من الممكن أن يضع بصمة واضحة وان يجري نقلة نوعية كبيرة في مجال العمل الاعلامي بحكم حماسته والثقة الكبيرة التي أولاها له رئيس الجمهورية بقناعة راسخة، ولكن للأسف مسار كثرت الشكاوى ضدّه، بل وقد أصبح يشكل صداعاً دائماً لكبار المسؤولين في الدولة على خلفية تعامله مع المنصب لاثبات نفوذه الشخصي الذي غاب عنه طوال فترة بقائه مستشاراً لرئيس الجمهورية، تلك الحقبة التي يصفها هو دائماً (بمرارة شديدة) بأنها كانت فترة لشراب الشاي وقراءة الجرائد ليس إلا؟!.
    آمل أن يستفد مسار من الدرس مع تمنياتي القلبية الصادقة له بالتوفيق في وظيفته القادمة، اذا شاء مواصلة العمل العام في المناصب الدستورية مرة أخرى.
    ذهب المهندس مسار وبقي الاستاذ محمد حاتم سليمان كما كان مديراً عاماً للهيئة العامة للتلفزيون القومي والأستاذ عوض جادين محي الدين مديراً عاماً لوكالة السودان للأنباء والاستاذة سناء حمد العوض وزيرة للدولة بوزارة الاعلام وغطى غبار التسويات عدد ليس بقليل من الضحايا الابرياء ممن عملوا في التلفزيون وسونا والاذاعة ووزارة الاعلام والذين يشابه حالهم الى حد كبير حال الأستاذ عوض جادين الذي أنصفه الرئيس بقرار جمهوري.
    ثمة همس في أذن الرئيس بحق هؤلاء لا بدّ من قوله، لماذا لا يعاد النظر في القرارات التي صدرت في حق من سرحوا عن العمل بقرارات من الوزير المستقيل، وقد يكون من بينهم أبرياء كذلك يا سيدي الرئيس؟!.

    صحيفة السودانيJoomla Templates and Joomla Extensions by ZooTemplate.
                  

05-03-2012, 07:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    هل يجهل صاحب «التيار» كيفية الاستنفار؟..
    حسن الصادق البصير .
    الثلاثاء, 01 أيار/مايو 2012 07:54

    .الانتباهة


    عاب رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني في عموده حديث المدينة على منبر السلام العادل تسيير كتيبة ووداع مجاهديه المتجهين لمناطق العمليات للمشاركة في صد الغزو الجنوبي مع القوات المسلحة، وتعجب لإقدام حزب على تشكيل كتيبة من المجاهدين محذراً من أن مثل هذا العمل ربما يتحول الى فرق عسكرية وجماعات خارجة عن إطار القانون والدولة كما حدث لطالبان في أفغانستان بعد حربها مع الروس.
    أود قبل أن أتبرع بالرد على هذا الفهم المغلوط أن أوضح أني لست عضواً في منبر السلام ولست ناطقاً رسمياً باسمه إنما أجد نفسي أحد المجاهدين الذين تخرجوا في مدرسة الدفاع الشعبي للتربية الجهادية التي غرست فينا معاني الفداء والولاء للوطن وعملت على تجييش أهل السودان.


    واختلف مع كاتب العمود فالمقارنة بين مجاهدي السودان وحركة طالبان تكاد تكون معدومة، فطالبان قامت كحركة في دولة تنعدم فيها المؤسسات وبرزت بمنهج وفكر مختلف وحّدت بينهم مواجهة العدوان الخارجي وقسمتهم المذهبية والطائفية اختلافهم فيما بينهم مما ساعد على تمكين العدو منهم والقرآن خير دليل على ذلك «لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» ثم إن العملاء والعلمانيين من بني جلدتهم أدخلوا عليهم الاستعمار الأطلسي.
    أما مجاهدو السودان فقد استطاعت مؤسسة الدفاع الشعبي التي خرجت من رحم القوات المسلحة أن تقدم تجربة متميزة في حشد طاقات الأمة واستنهاض الهمم واستنفار كافة قطاعات وشرائح المجتمع للانضواء تحت لواء الجهاد تحت قيادة الجيش الوطني في تلاحم فريد جسده شعار «جيش واحد شعب واحد».
    فانخراط المجتمع السوداني بكل طوائفه وقبائله وأحزابه واتحاداته تحت مظلة الدفاع الشعبي الذي أُسس بقانون يجعل من المؤسسة كيانًا قوميًا لا يفرق بين الناس في اللون السياسي أو الاتجاه الجغرافي أو المعتقد إنما ظلت أبوابه مشرعة لكل أبناء السودان للذود عن أرضهم وعرضهم ومكتسباتهم. فخرج في كتائب الدفاع الشعبي الطلاب من قاعات دروسهم والزراع من حقولهم والتجار من متاجرهم والدعاة من منابرهم وعضوية الأحزاب والجماعات من كياناتهم وتجمعاتهم. لمشاركة القوات المسلحة الخنادق والبنادق.
    والدليل على ذلك ما أُقيم من أعراس الشهداء في بيوت أنصارية وختمية وأبناء صوفية وسلفيين كانوا ضمن الدفاع الشعبي منهم من قضى نحبه ومنهم الجرحى والمفقودون.
    كما أنه ليس لحزب ارتضى العمل السياسي إمكانية تشكيل وحدات عسكرية لأنه لا يمتلك سلاحاً أو مهمات عسكرية.
    لكن في ذات الوقت فمن حق أي حزب تجري في عروقه قيم الوطنية وعقيدة قتالية جهادية من حقه أن يستنفر قواعده للالتحاق بكتائب المجاهدين ومن الفخر له أن يحتفي بهم ويودعهم ففي خروجهم وسام شرف في حقه لأن منسوبيه استجابوا لنداء الوطن حماية لعقيدتهم وأرضهم وعرضهم.


    فكاتب العمود إما أنه جهل كيفية استنفار قطاعات المجتمع وتحريض مؤسساتهم وأحزابهم لهم للانخراط في صفوف المقاتلين عبر الدفاع الشعبي وإما أنه صاحب غرض يسعى لخلق حالة من البلبلة للرأي العام المحلي ولفت الأنظار الى هوامش المواضيع حيث يركز الناس على دور الأحزاب ويتناسى الجميع الغزو والعدوان الأجنبي أو أنه يقصد توجيه رسالة للرأي العالمي بأن الأمر في السودان يختلط فيه الحابل بالنابل ويمكن لأي مجموعة أن تشكل مجموعات عسكرية جهادية «إرهابية».


    كذلك تساءل عثمان ميرغني عن إمكان إقدام حزب الأمة والاتحادي وحتى الحزب الشيوعي على تكوين كتائب جهادية، فعلى الرغم من أن السؤال ينطوي على مكر وخبث واضح إلا أن أحزاب الأمة والاتحادي ذات موروث جهادي وتاريخ نضالي ضد كل أشكال الغزو والعدوان على الأرض السودانية واندراج الكثير من منسوبيها في القتال إلى جنب القوات المسلحة لكن حول إمكانية أن يشكل الحزب الشيوعي كتائب فمع من ستقاتل كتائب الشيوعيين هل سيكونون مع ياسر عرمان وباقان وسلفا الذين مشربهم واحد أم سيكونون مع المجاهدين الذين يرفعون شعار «إما الى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين».


    وإذا لم تعِ الأحزاب السياسية دورها في تلك المرحلة ووقوفها بصلابة خلف قواتها المسلحة تكون أحزابًا خالية من معاني الولاء لوطنها وربما يكون لها أجندة أخرى لكن الحزب الذي يتفاعل مع قضايا وطنه خاصة في ما يتعلق بأمنه وسيادته وحدوده يكون هو الحزب صاحب الأرضية الصلبة في الوجدان الشعبي.
    وإذا ما استطاع العدو أن يوظف الأحزاب والحركات والأقلام لصالح مشروعه التوسعي فسيكون الخاسر هو الوطن والمتضرر هو المواطن.. فالكلام المعسول ولكن يحمل في دواخله السم الزعاف لابد للقارئ الحصيف أن يستدركه، فالوطن جراحه لا تتحمل مزيداً من الضربات.. فالمطلوب من الجميع توحيد كلمتهم ونبذ الفرقة والشتات للعبور بالبلد إلى بر الأمان
                  

05-06-2012, 05:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    استقالة كرم الله
    السبت, 05 مايو 2012
    - فى السودانى اليوم

    الخرطوم: السوداني


    سلم والي القضارف كرم

    الله عباس الشيخ في ساعة متأخرة من مساء أمس استقالته لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير الذي أصدر مرسوماً جمهورياً بتعيين الضو محمد الماحي والياً مكلفاً وأحال الاستقالة لمجلس تشريعي القضارف.
    وشهدت أزمة والي القضارف المثير للجدل الذي أقال حكومته أمس الأول تطوراً لافتاً عندما نجح مسؤول الشرق بالمؤتمر الوطني الشريف عمر بدر الذي أوفده الحزب على رأس وفد إلى القضارف في إجلاء الوالي المثير للجدل من موقع الأحداث الساخنة إلى الخرطوم ووصلا سوياً لحي الرياض بالخرطوم ظهر أمس حيث مقر النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الذي يحظى بتقدير وثقة الوالي الثائر، وسرعان ما انخرط الرجلان في اجتماع قصير انفض عند رفع أذان الجمعة ثم استؤنف في الثامنة والنصف مساء واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل.
    سياج من السرية
    واستبق كرم الله مغادرته القضارف للخرطوم بإصدار قرار بإعادة معتمدي المحليات الحدودية بأمر تكليف لكل من معتمدي (القريشة ) بابكر مضوي، (الفشقة) علي الشيخ الضو، (باسندة) العقيد مجدي عباس ، (القلابات الشرقية) الفريق ركن عبدالله يونس.
    اجتماع كرم الله بالنائب الأول الذي أحيط بسياج سميك من السرية كان مفصلياً وانتهي لأن يترك الموقع طائعاً لآخر لديه الاستعداد للعمل بذات الأوضاع.
    اتساع الهوة
    كرم الله عباس الذي غاضب المركز أمس الأول على إثر خلافات بينه ووزارة المالية التي صوب نيرانه تجاهها لتماطلها في دفع استحقاقات القضارف يقول إنها متراكمة لدى المالية ، كان قد أمهلها حتى الثلاثين من مايو الجاري كآخر موعد لتحويلات ولايته من الأموال الاتحادية ولوح بأنه حال عد الاستجابة سيسلك طرق أخرى.
    وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع (السوداني) أن أزمة (25) عربة للدستوريين بولايته لم تسلمها له وزارة المالية وسعت من هوة خلافات الرجل مع الوزارة، على الرغم من تقديمه لبدائل للوزارة لتجاوز أزمة الموازنة بالتمويل عن طريق المرابحة من بنك الخرطوم بضمان ثم قدم عرضاً آخر بقبوله جزء من سيارات بعثة اليونميس التي آلت للحكومة السودانية. ويتهم كرم الله المالية ووزيرها بعدم التعاون مع لجنة شكلها النائب الأول لرئيس الجمهورية في يناير الماضي برئاسة نائب رئيس مفوضية الإيرادات لمراجعة استحقاقات ومتأخرات ولاية القضارف.

    وبرر كرم الله غضبة أمس الأول بان ولايته منذ عام 2006 لم تتسلم ولا مليماً من حصتها في مال التنمية في الوقت الذي أخذت فيه ولايات أخرى نصيبها وزيادة، واعتبر الخطوة تنكراً لما ظلت تقدمه القضارف من أموال للخزينة الاتحادية، ويشير إلى أن عدم تسلم الولاية لحصتها أدى إلى تدهور مريع في مستوى خدمات الصحة والتعليم، وطالب الرئيس ونائبيه ومساعديه بالتدخل لمعالجة مشاكل مواطن القضارف الذي يعد من ضمن مسؤولايتهم.

    ------------

    كرم الله والتلويح بالطوارئ...!!
    السبت, 05 مايو 2012
    إليكم - الطاهر ساتي


    ** قرار والي القضارف بحل مجلس وزراء حكومته من وسائل التعبير الصائبة، ويجب أن يعض على هذا القرار بالنواجذ لحين استرداد حقوق ولايته من الخزينة المركزية أو لحين إعلان المركز حالة طوارئ لإقالته، علماً بأن كرم الله نال ثقة المجلس التشريعي بالإجماع في اختبار (سحب ثقة).. نعم ليس من العدل أن يهنأ الوزير بالمنصب والراتب، بيد أن عجلة التنمية معطلة في أرجاء الولاية.. صراع كرم الله مع الأجهزة المركزية ليس بصراع حول سلطة، بل يصارع حول (حقوق أهل القضارف)، ولهذا تقابل عامة الناس أي قرار يصدر عنه بالترحاب، بل لسان حال الناس هناك يقول عقب كل قرار: (هل من مزيد؟).. ولو لم يكن كرم الله يتكئ على مطالب مشروعة ثم على دعم شعبي، لما تجرأ على السلطات المركزية بمثل هذا (القرار المحرج)..!!

    ** فلنرجع للوراء قليلاً.. المؤتمر الوطني لم يكن راضياً عن كرم الله قبل الانتخابات، وكثيرة هي مواقف كرم الله التي تقاطعت مع نهج المؤتمر الوطني في قضايا ولائية موثقة في ذاكرة الناس والصحف، ولذلك لم يكن الوالي بالقضارف يكمل دورته التنفيذية عندما كان كرم الله تشريعياً.. حاربه سادة المركز كثيراً، نسبوه للمؤتمر الشعبي ومع ذلك عجزوا عن هز ثقة الناس فيه، إذ كان يخرج من معاركه بالمزيد من قبول الناس.. وبهذا القبول تأهل لخوض الانتخابات الأخيرة، وفاز بمنصب الوالي فوزاً مستحقاً.. وقوى المعارضة لم تشهد لوالٍ بالفوز المستحق إلا لكرم الله..!!


    ** بصراحة: هذا القبول الشعبي الذي يحظى به كرم الله عباس الشيخ في القضارف لا يرضي البعض النافذ في الخرطوم.. فالخرطوم تريد ولاة تحركهم أجندة مراكز قواها، ولكن كرم الله ليس من الذين يمكن وصفهم بـ (عبد المأمور)، أو (عبد المركز).. نعم رشحه المركز في منصب الوالي، ولكن مكرهاً وتوجساً من قاعدته الشعبية التي تؤهله للفوز بهذا المنصب حتى ولو ترشح شيوعياً.. لم تنتخب القاعدة في القضارف حزباً، ولكنها انتخبت رجلاً له في الانحياز لقضايا البسطاء جهد لا ينكره إلا مكابر.. لقد ظلت مراكز قوى بالخرطوم تتوجس من قاعدته منذ وقت مبكر، ولكن لم تكن للخرطوم خيار آخر غير ترشيح كرم الله..!!


    ** تلك المراكز القوية التي حاربته - وسعت لحرقه - قبل الانتخابات، هي ذات المراكز التي تحاربه اليوم وتسعى لحرقه.. هكذا قضية كرم الله.. لقد وجهت رئاسة الجمهورية وزارة المالية أكثر من مرة بصرف استحقاقات ولاية القضارف، وكل التوجيهات موثقة في الصحف، وكلها تصطدم بصخرة التلكؤ ثم الوعود، عاماً تلو الآخر.. وزارة المالية ليست بسلطة أعلى من سلطة الرئاسة، ومن السذاجة أن نختزل الصراع بين كرم الله ووزير المالية، بل هناك من أقوى من وزير المالية بحيث لا يريد النجاح لهذا الوالي.. يريده هكذا والياً بلا تنمية وبلا خدمات حتى تنتهي فترته بلا أي إنجاز يشهد له بأنه كان يستحق هذا المنصب.. لو كان تابعاً لمراكز القوى- وإمعة لبعض النافذين- لما حدث ما يحدث حالياً، ولو كان فاسداً لما ناصرته جماهير القضارف، وعليه: قد نتفق أو نختلف في طرائق تفكيره في بعض القضايا، وهذا ليس مهماً.. فالمهم جداً هو تناصره جماهير القضارف وصحف الخرطوم وحتى ينزع كامل حقوق القضارف من الخرطوم، أو حتى تقلب له الخرطوم ظهر المجن بالإقالة.. وإذا أقالته الخرطوم بالطوارئ - أو بالتآمر مع مجلس تشريعي القضارف - فلن يكسب كرم الله غير المزيد من احترام الناس و(حب أهل القضارف)..!!

    ---------------

    والي القضارف يصل الخرطوم برفقة وفد «الوطني»
    عضو بتشريعي القضارف: الوالي جعل المركز شماعة لفشله

    القضارف:الخرطوم: صديق رمضان- عمار الضو:

    استدعت القيادة السياسية بالمؤتمر الوطني والي القضارف كرم الله عباس الشيخ أمس عقب فشل مباحثات اجراها مسؤول قطاع الشرق بالحزب الحاكم الشريف أحمد عمر بدر مع الوالي على خلفية اقالته لوزراء حكومته امس الاول.
    واعلن والي القضارف تكليف معتمدين في المناطق الحدودية بولايته مع اثيوبيا، واصدر قرارا بتعيين علي الشيخ الضو معتمدا لمحلية الفشقة، وبابكر جابر معتمدا لمحلية قريشة، كما عين الطريفي يونس معتمدا لمحلية القلابات الشرقية، والعقيد شرطة مجدي عباس معتمدا لمحلية باسندا.

    ووصل والي القضارف كرم الله عباس الشيخ للخرطوم مساء امس برفقة رئيس المجلس التشريعي لولاية القضارف محمد الطيب بشير وفريق المؤتمر الوطني الذي اوفد الى هناك منذ امس الاول.
    وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني بدرالدين ابراهيم لـ»الصحافة» ان الوالي وصل برفقة مسؤول قطاع الشرق بالمؤتمرالوطني، مؤكدا ان القيادة السياسية بالحزب الحاكم ستنخرط في لقاءات مع الوالي لبحث مآلات قراره باعفاء حكومته، قائلا ان الاجتماع الذي سيعقد في الساعات المقبلة كفيل بوضع حد للأزمة.
    وردا على سؤال حول ماذا اذا كانت هناك خطط بعقد اجتماع بين الرئيس عمر البشير والوالي، قال ابراهيم «هذه مرحلة لاحقة وثانية تعقب اجتماع القيادة السياسية في الحزب، ومن الوارد ان يتحقق ذلك».
    واعتبر عضو المجلس التشريعي بولاية القضارف والقيادي بالمؤتمر الوطني ابوبكر دج، ثورة والي القضارف كرم الله عباس على المركز معركة من غير معترك، واكد لـ«الصحافة» فشل الوالي في انزال برامجه الانتخابية على ارض الواقع لعدم قدرته على التخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات العلمية علاوة على فشله في توجيه موارد الولاية بشكل صحيح.

    وقال دج ، إن كرم الله يبحث عن شماعة يعلق عليها اخفاقاته لذلك دخل في صراع مع المركز، مؤكدا ان «ذهابه سيحرر الولاية من القيود التي كبلها بها».
    من جانبه، رجح القيادي بالحزب الحاكم ربيع عبد العاطي اقالة والي القضارف، واوضح لـ»الصحافة»: «ان اي والٍ هو مرشح المؤتمر الوطني وفوزه يجئ عبر اصوات عضوية الحزب» ، واضاف ان المركز سيكون حريصا على الإتيان بشخص يعمل على مصلحة الحزب وانسجامه.

    -----------------
                  

05-06-2012, 05:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    sudanarts3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    والي القضارف مستقيلاً : الإنقاذ يجب ان تغتسل ثلاثين مرة من الفساد
    May 5, 2012
    (حريات)

    إستقال والي ولاية القضارف كرم الله عباس من منصبه مساء أمس الجمعة 4 مايو .

    وكانت لجنة من المؤتمر الوطني برئاسة الشريف أحمد عمر بدر اجتمعت مع الوالي بالقضارف وخيرته بين ثلاثة خيارات ، الاعتذار أو الاستقالة أو إعلان الطوارئ واقالته .

    وأفاد مصدر مطلع من القضارف (حريات) ان الوالي رفض في البداية الخيارات الثلاث ، وهاجم اللجنة متهماً اياها بالفساد ، وقال ان الانقاذ فاسدة ، و(اذا كنا في السابق نقول ان المعارضة يجب ان تغتسل سبعة مرات ، فان الانقاذ يجب ان تغتسل ثلاثين مرة من الفساد ) .

    ولم تتوفر معلومات عن كيف غير الوالي رأيه وقبل الاستقالة .

    وظل كرم الله منذ شهور يشكو من عدم دفع استحقاقات الولاية ، ويكرر انتقاداته لوزير المالية الاتحادي .

    وقال كرم الله أول أمس ان حرمان الولاية من الموارد أدى إلى تدهور كبير في الخدمات وجعل قطاعات واسعة تعاني الفقر وسوء التغذية والسل والكلازار .

    وأضاف ان وزارة المالية الاتحادية تفتقر للمؤسسية والمهنية ، وان بعض وزراء الحكومة الاتحادية جاءوا إلى السلطة وهم ( بلا تاريخ) .

    وأكد انه لن يلجأ للتمرد المسلح ، ولن يستقيل أو يهرب ، ولكنه لن يساعد في بناء ( دولة المفسدين) .

    وحل كرم الله حكومة الولاية وأعلن عن تشكيل لجان مجتمعية ، ودعا أحزاب ( الأمة ، الاتحادي ، الشعبي ، الشيوعي ، البعث) للانضمام لها . وقال انه بالتعاون مع مجتمع الولاية ورجال الأعمال سيبني القضارف بدون دعم المركز .

    ووجه رسالة إلى رئيس الجمهورية ونائبيه ومساعديه يدعوهم إلى إقامة ميزان العدل ( حتى لا يسألوا أمام الله يوم القيامة عن الفقر وسوء التغذية) .

    وقرر كرم الله مساء أمس بصورة مفاجئة الإستقالة .

    واصدر المشير عمر البشير مرسوما جمهوريا بتعيين الضو محمد الماحي واليا مكلفا لحين اجراء الانتخابات .

    --------------

    05-06-2012 12:29 AM
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحوار القنبلة مع كرم الله عباس

    كرم الله عباس يغرد خارج سرب المؤتمر الوطني
    صديق الامس ، عدو اليوم ...

    * علي عثمان طلب مني الذهاب في إجازة طوييييلة وبعدها يشوف ..!!

    * كلها 60 يوم وتقام الانتخابات وأتحداهم هناك ( الحشاش يملأ شبكتو ) ..
    * أتمنى ألاّ أصبح مثل مالك عقار ( أكون وحيداً ) ..

    اجرته : هويدا سر الختم
    كرم الله عباس هنا في الخرطوم .. خرج من الولاية بعد أن أجبر على تقديم استقالته .. وحسب قوله أنه عائد إليها لا محالة .. عائد بمخزون حب كبير يجمعه مع شعبه في الولاية .. ما يجعل المباراة مثيرة خلال الأيام القادمة بين المؤتمر الوطني وكرم الله بعد 60 يوماً تحديداً .
    في البدء هي استقالة أم إقالة..؟؟
    إقالة .
    ولكنك قدمتها بنفسك ؟
    كان ذلك استجابة لطلب السيد الرئيس ( أميري ) وأنا كمسلم ملزم بطاعة الإمام ذي الشوكة حتى لو كان فاسداً .
    ماذا حدث من الوفد الحكومي الذي جاءك في القضارف برئاسة الشريف أحمد عمر بدر ؟
    أولاً : هو ليس وفداً وليس حكومياً .. هما شخصان .. الشريف أحمد عمر بدر ، ومحمد الطيب عبد الله ، من قبل الحزب ( وللحقيقة عرفوا يختارون من يرسلونه ) .. ولم يحدث شيء ، زيارة عادية ، زاروا فيها الولاية ، وتنقلوا بين المواطنين والأحزاب الأخرى .
    رجعت معهم الخرطوم ..؟
    نعم رجعت بطلب من نائب الرئيس علي عثمان ..
    ماذا يريد السيد النائب ..؟
    أوضحت له ما حدث بيني وبين وزارة المالية ، فيما يختص بتوجيهات سابقة له بتسليمنا عدد 25 عربة للولاية ، رفض وزير المالية تنفيذها .. ولكنه عاتبني لأنني لم أتصل به في خضمّ الأحداث الماضية..؟
    وهل فعلاً لم تتصل به..؟؟
    أنا لا أملك تلفونه المباشر .. لدي تلفون الخواض سكرتيره الخاص ، أتصل عليه كل ما أحتاج إلى مقابلته أو لشيء آخر .. ولكن طيلة فترة هذه الأحداث أتصل عليه وليس هناك إجابة .. وفي آخر المطاف أرسلت رسائل sms .. حتى الرئيس نفسه لا أملك تلفونه المباشر ، وإذا أردت شيئاً أتصل بالأخ طه مدير مكتبه .. وهكذا هي وسيلة اتصالي بالقيادة .. المهم أخبرته بذلك .
    ماذا قال ؟؟
    طلب مني أولاً الرجوع إلى الولاية وإرجاع حكومتي إلى الوضع الأول .. ثم السفر إلى العلاج بالخارج في إجازة ( طوييييلة ) هكذا نطقها .. وقال : بعدين نشوف !
    فسألته هل أرسلتم العربات إلى والولاية. فقال : لا .. قلت له : أنت تريد أن تقول لي قدم استقالتك .! قال : نعم ..!
    فأردفت قائلاً: وإذا لم أقدم استقالتي سوف تقيلونني بموجب قانون الطوارئ - كما حدث مع كاشا– وتابعت .. : ولكن قانون الطوارئ تحت الدستور ، وبالتالي لا تملكون عبره طريقاً لإقالتي ، وأنا والٍ منتخب .. ولكنني سوف أقدمها طاعة لأميري ونائبه .
    رويت له قصة سيدنا عمر بن الخطاب حينما عزل خالد بن الوليد وكان قائداً للجيش وهو في أوج انتصاراته.. خوفاً من الفتنة.. وقلت له: ربما تخافون عليّ من الفتنة ..!!
    ولكن حديثك هذا يدل على أنك استقلت ولم تـُقـَل ..؟؟
    يا أستاذة اكتبي عندك نصّ استقالتي :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    الأخ رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير
    الموضوع : استقالتي
    بالإشارة إلى الموضوع أعلاه ، ونزولاً واستجابة لرغبة الأخ الرئيس والأخ النائب الأول لرئيس الجمهورية أقدم استقالتي كوالٍ لولاية القضارف ، متمنياً للسودان العزة والرفعة والسداد والسلام .
    أخوكم كرم الله عباس الشيخ
    4/5/2012
    ولكن البيان الذي أذاعته الأجهزة الإعلامية قدّمها على أنها استقالة .؟
    البيان كاذب
    ثم ماذا بعد..؟
    كلها (60) يوماً ، وسوف تقام انتخابات وهم موجودون في الولاية وأنا موجود ، و( الحشاش يملأ شبكتو ) فإذا كانت انتخابات نزيهة سوف يرون بأنفسهم وأتحداهم أن يأتي شعب الولاية بغيري .. ولكنني أتمنى ألاّ أصبح مثل مالك عقار ( أكون وحيداً ) .
    هل أنت واثق من شعب الولاية..؟
    تمام الثقة وبنسبة 100% .. هذا شعبي قدمت له الكثير ، ولا يوجد في جميع الولايات التفاف حول والٍ مثل التفاف جماهير الولاية حولي ، وهم يعلمون جيداً حتى راتبي الخاص كنت أصرف منه في الولاية إذا تطلّب الأمر .. وسبق قبل ذلك في الانتخابات فعلوا ما فعلوا حتى يقصوني بعيداً ، ولكن شعب الولاية قال كلمته مرة حينما صعدت على رئاسة اتحاد المزارعين .. وحينما كنت على رئاسة المجلس التشريعي لأربع دورات .. وحينما أتيت والياً ..
    نحن الولاية الوحيدة التي تتقيّد بالمرسوم لوالٍ لا يأخذ أكثر من راتبه ، وهي عبارة عن (4000) جنيه ، منها 15% ضريبة دخل شخصي .. وحولي مجموعة من الصادقين لا يستهان بهم .
    أعود بك لوزارة المالية لماذا تستنكر عليكم حقكم ..؟؟
    وزارة المالية ليس لديها معيار تبني عليه استحقاق الولايات لذلك لا تستطيع أن تقيم جيداً . وفي النهاية لا أدري لماذا هذا التعسف .. المشكلة أن رئاسة الجمهورية تتدخل مباشرة في القرارات .. قبل ذلك عرضت عليهم تقسيم وزارة المالية إلى تنمية وتخطيط اقتصادي.. ووزارة خزانة .
    هل تفتكر أن هذا سيناريو محبوك منذ البداية لإيصالك لهذه النقطة ..؟؟
    ربما
    ماذا لديك مع دكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ..؟؟
    اذهبوا اسألوه .
    من في الحكومة لا يقبلك..؟
    جميعهم من القيادة وحتى من بالولاية من ناسهم .
    هل استقلالك بالقرار وجرأتك لها دخل في هذا ..؟؟
    ربما
    ماذا عن شيخ علي..؟؟
    عموماً هو أفضل من فيهم ، ملفاته منظمة .. وشيخ علي صنيعة شيخ حسن .
    تحدثت عن التأثير السلبي لاستعلاء القبلية . لماذا اتجه المؤتمر الوطني لهذا المنهج الضار ..؟؟
    سألت قبل ذلك شيخ علي هذا السؤال رد بأنهم محاصرون من الخارج ، ولذلك يحتاجون إلى هذا التوجه لدعم الحزب وتقويته .
    هل المؤتمر الوطني فشل في إدارة البلاد؟ ؟
    الذي يحكم هو المؤسسة العسكرية وليس المؤتمر الوطني .
    هل أنت راضٍ عن فترة قيادتك للولاية ..؟
    نحن الولاية الوحيدة التي لم تظهر لها أية تجاوزات بتقرير المراجع العام .
    هل ستترشح مستقلاً..؟
    أنا ( ود أنصار ) في الأساس ، قد أترشح باسم حزب الأمة وقد أكون مستقلاً ، جميع الاحتمالات مفتوحة .
    هل يقف شيخ علي إلى جانبك..؟؟
    لم أعد أثق في أي شخص .
    ماذا تقول لجماهير الولاية الذين يفتقدونك الآن .. عائد عائد يا كرم الله..؟؟
    شعب الولاية شعب نبيل .. وشعب واعٍ وشعب مغلوب على أمره تحاصره الظروف الاقتصادية والسياسية من كل ناحية ولكنه قدر التحدّي .

    الخرطوم .
    5 مايو 2012م
    هويدا سرالختم
    ********


    الوالي.. التربال
    05-05-2012 02:40 PM

    الوالي.. التربال

    الصادق المهدي الشريف
    [email protected]

    • أرسل لي الأستاذ والزميل الصحفي أحمد عمر خوجلي رسالة تواصل مُعبِّرة يوم أمسٍ الجمعة.. يقول :(قال بن القيِّم: مَن تطوَّق بنعم المخلوقين ومننهم، فهو مُضطّرٌ أن يفعل لأجلهم وأن يترك لأجلهم، لهذا فمن كمال الإخلاص أن لا يجعل العبد عليه مِنّةً لأحدٍ من الناس، لتكون معاملاته كلها لله.. إبتغاءاً لوجهه وطلباً لمرضاته).
    • ولم أذهب بالرسالة بعيداً عن الوضع في ولاية القضارف.. سيّما واليها وقائدها كرم الله عبّاس الشيخ.. الرجل الذي صار يقول الكلمة فتسيرُ بها الصحف إسبوعاً.. ويُعقدُ مؤتمراً فتلوكه المجالسُ شهراً.. لله درهُ.
    • والسؤال الحائر عند كثيرين: ما الذي يجعل الرجل مُبيناً في كلامه وقوياً في مواقفه الى هذه الدرجة؟؟.
    • الإجابة موجودة فيما قاله بن القيِّم.. فالرجل تربالٌ.. له من الاراضي الزراعية ما تتوه فيه العربات الدستورية.. ليس بحاجة لكي يمد يده الى المال العام ليضع في جيبه.
    • بوضعه المالي.. فهو غنيٌّ عن أموال الحكومة وأموال الحزب الحاكم.. يزرعُ الاراضي ويبيعُ مثل كبار تجار القضارف الذين تستدين الحكومةُ منهم الذُرةَ في احايين كثيرة.
    • بوضعه السياسي.. فهو لم يصل الى قيادة الجهاز التنفيذي بولايته محمولاً على أكتاف المؤتمر الوطني.. بل لو كان الأمر بيد المؤتمر لما منحه الفرصة ابداً.
    • لذا.. ليس للمؤتمر الوطني مِنّةٌ عليه.. فهو لم يدعمه مالياً.. ولا سياسياً.. ولا هو راضٍ عنه (كُلَّ) الرضى.. ولا (نصفه).. ولا (ثلثه).. ولا (ربعه).
    • جآءت به جماهير الولاية حينما كان المركز يُخزِّل عنه.. وانتخبه أهل القضارف والأمانة العامة تنظرُ إليه بعين السخط.
    • كذا.. تمّت محاولة لعزله عن منصب الوالي.. عبر الطريق القانوني.. وهو سحب الثقة منه عبر المجلس التشريعي.. فخاب بارئُ القوس وطاش السهم.. وصوَّت له مجلس القضارف معيداً الثقة فيه.. ولا يظننّ أحدٌ انّ تلك كانت خاتمة المطاف.. فمن المتوقع أن يعلن المركز حالة الطوارئ لأجله.. لأجل إزاحته.
    • بذا.. وبعد أن رفض تقديم إستقالته حسبما طلب منه أحدهم أو بعضهم في المركز.. فسوف تُعلن حالة الطوارئ.. وستكونُ سابقة في تاريخ السودان.. أن يتم إعلان حالة الطوارئ من أجل رجلٍ واحدٍ.. ليس له جيشٌ ولا حركة مسلحة.. والأجهزة النظامية بولاية القضارف الآن في حالة إستعداد كامل كما جاء بالصحف.
    • ثُمّ.. ما الذي قاله الرجل حتى يلقى كل ذلك العنت؟؟.. وما الذي فعله حتى يكابد كلّ تلك المحن؟؟.. الرجل لم يقل سوى (عايز حقي).. وفي المثل الشعبي (القال حقِّي.. غلب).
    • الولاية لها متأخرات على وزارة المالية الإتحادية.. ولها حقّ الحصول على تلك الأموال.. وحسب رواية الوالي فالأمراضُ تفتكُ بأهلها.. وهو مسؤولٌ عنهم.. لا بُدّ أن يبحث لهم عن مالهم.. يطعمهم به ويداويهم.. وأن صمت كان كمن مات وهو غاشٌ لرعيته.. وفي الحديث الشريف (من مات وهو غاشٌ لرعيته فقد حرّم الله عليه الجنّة).
    • لماذا لا يحاول المركز أن يسلك الطريق الآمن.. أن يمنح ولاية القضارف حقوقها.. ثمّ ليقطع فلينظر ما الذي سيفعله كرم الله بعد ذلك؟؟؟؟.


    -----------------

    كرم الله والبطون الخاوية
    05-05-2012 12:05 PM

    حروف ونقاط

    كرم الله والبطون الخاوية

    النور أحمد النور

    والي القضارف كرم الله عباس الشيخ ،وقد شغل من قبل رئاسة اتحاد المزارعين والمجلس التشريعي بولايته،وظل دوما مثيرا للجدل بتصريحاته النارية وأحاديثه التي تصدر من دون محسنات بديعية أو تشذيب فتصيب تارة ،وكثيرا ما خرجت عن المألوف وأخطأت هدفها،وقد كان يشفع له أن يتولى مناصب غير رسمية.

    ويبدو أن كرم الله جاء الى منصب الوالي يعتقد أنه بلغه على أكتاف الجماهير،ناسيا أن قادة الحزب في الخرطوم يرون ما لا يرى اذ يعتقدون أن "الشجرة" من رفعت منسوبي الحزب الى المناصب وليس الجماهير التي انتخبتهم،حتى لا يستأسد أحد على حزبه.،وهذا موضوع طويل سنعود له يوما.

    كرم الله بعد بالونة دعوته الى التطبيع مع اسرائيل ،دخل في مواجهة مع وزارة المالية ،ووجه نيران صديقة الى الوزير علي محمود ،فالخلاف حول نصيب الولاية من الدعم الاتحادي لا ينبغي أن يكون موضع نزاع لأنه محسوم عبر مفوضية تخصيص الايرادات التي حددت معايير لقسمة الدخل القومي وليس أمام وزارة المالية الا تطبيق ما يحال اليها من المفوضية.
    ما راج من معلومات أن كرم الله ذهب قبل يومين الى وزارة المالية للقاء علي محمود ولكن يبدو أن الوزير لم يكن راغبا في اللقاء، فاشار اليه أن يلتقي وزير الدولة وهذا ما أغضب كرم الله الذي عاد في اليوم التالي ودخل في ملاسنات مع الوزير اقتربت من أن تتحول الى اشتباكات لولا تدخل بعض من حضروا .

    كرم الله غادر الخرطوم غاضبا الى ولايته ودخل اذاعتها وحل حكومته ثم انتقل الى ساحتها في لقاء جماهيري موجها مدفعية ثقيلة الى الحكومة المركزية ونعتها بالقبلية والجهوية والعنصرية، وقال حسب مراسلي الصحف هناك الذين نشرت صحف الخرطوم تقاريرهم الخبرية إن الحكومة المركزية تتعامل في إدارتها لشؤون البلاد بمعايير الكيل بمكيالين بالمحاباة والمحسوبية، ووصف شعار الجمهورية الثانية بأنه يشتمل على ذات "الأوساخ والأدران والشعارات الجوفاء للفترة السابقة" على حد تعبيره - مطالباً الحكومة المركزية بالاغتسال سبعين مرة على غرار ما كانت تطلبه من المعارضة سابقاً، وقال إنه ينتظر مستقبلاً بائساً في المرحلة المقبلة بسبب انهيار وتدني مؤسسات الحكم التنفيذية والمدنية والسياسية والتشريعية، وانتشار الفساد والمحسوبية في مفاصل الدولة. ودعا الحكومة الاتحادية لأخذ العبر والاتعاظ من انهيار الجبابرة والطغاة وسقوطهم في ثورات الربيع العربي، واتهم وزارة المالية بمحاولة خنق حكومته بعدم دفع مديونيات واستحقاقات الولاية على المركز بهدف إيقاف برنامجه الإصلاحي في الولاية، وهدد بتمرد أهل الولاية إذا تمادى المركز في هدر حقوقهم.

    وأكد كرم الله أنه لن يستقيل، وسيقود حكومة الولاية من أجل مكافحة الفساد والمفسدين والمحافظة على حقوق الفقراء والمزارعين والضعفاء ، ووصف بعض القيادات النافذة في الخرطوم بأنها جاءت إلى الحكم من الريف "فقيرة وشعثة مغبرة"، لكنها تجبرت وتكبرت بعدما امتلكت زمام الأمور وتمتعت ببريق السلطة ورغد العيش والسكن في الأحياء الراقية في المنشية والمعمورة، وطالب كرم الله رئيس الجمهورية ونائبيه بالتنحي إذا لم يستطيعوا قيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
    قيادة الحزب الحاكم شعرت بخطورة موقف كرم الله باعتباره عصيانا سياسيا، وسارعت الى ابتعاث مسؤول الشرق في الحزب الشريف عمر بدر الى القضارف لاحتواء الأزمة، لكن يبدو أن مهمته لم تحقق هدفها ،لذا فقد استدعي الوالي الثائر الى الخرطوم للقاء القيادة السياسية ،وأمامها مطالبته بالاعتذار عن أقواله وخطابه الذي وزع فيه النيران يمينا ويسارا،أو تقديم استقالته ،أو الطلب من مجلس الولاية التشريعي بسحب الثقة عنه،والخيار الأخير استخدام الطوارىء لاقالة الوالي وتعيين بديل عنه،وكلها خيارات ستترتب عليها تداعيات شتى،وستكون لها آثار سياسية غير مريحة.

    موقف كرم الله من وزارة المالية ليس صراعا شخصيا مع علي محمود،الذي يرمز للخزينة العامة، وغالبية الولاة يشعرون بما عبر عنه والي القضارف ويعتقدون أن ولاياتهم مظلومة من الخرطوم ،ولكنهم صامتون يفرغون الهواء الساخن من صدورهم داخل غرف مغلقة،..فالظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد تجعل الولايات تكد لتوفير الفصل الأول "مرتبات" ، أما الخدمات والتنمية فلا موارد لها،فلا تجعلوا من كرم الله كبش فداء ،وزعوا موارد البلاد بعدالة،واحذروا مواطني الولايات الذين يجد مثل خطاب والي القضارف مكانا في أفئدتهم ،وصبرهم له نهاية ، فلا تدفعوهم الى الخيارات الصفرية.

                  

05-06-2012, 07:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    مع الاحداث

    كـرم الله : حكاية رجل يعشق المطبات


    الخرطوم: عبد المنعم أبوإدريس


    ما أقدم عليه والي القضارف كرم الله عباس الشيخ في السابعة والنصف من صباح الأربعاء وهو يدخل لمباني إذاعة ولاية القضارف وهي تبث برنامجاً على الهواء ليقطع الإرسال ويذيع بنفسه قراره القاضي بحل حكومته التي تضم ممثلي حزبه المؤتمر الوطني والأحزاب المتحالفة معه تحت دعوى أن المركز ممثل في وزارة المالية لم يف بالتزامته المالية تجاه ولاية القضارف منذ أكثر من ثمانية عشر شهراً. وكان وقتها عائداً لتوّه من العاصمة الخرطوم ومحاولة مطالبة وزارة المالية الاتحادية سداد مطلوبات ولايته.


    وأقدم الوالي على حل حكومته لأن المركز لم يدفع له الميزانية إضافة للطريقة التي أذيع بها القرار. فالمعروف عن قرارات الولاة ترسلها مكاتبهم للأجهزة الإعلامية وتتلوها في نشرتها الإخبارية ولا تقوم هذه الأجهزة بقطع إرسالها لإذاعة قرار، وحتى الأجهزة القومية لا تقطع إرسالها إلا للامور الكبيرة كما حدث يوم العشرين من أبريل الماضي عندما قطع تلفزيون السودان برامجه المعتادة وأخذ يبث الأناشيد الوطنية استعداداً لبيان وزير الدفاع الخاص بتحرير هجليج.
    وفتح القرار العديد من الأسئلة هي إقدام الوالي نكاية في المركز أم انه قرر أن يتقشف في المنصرفات ويحيل كل دستوريي الولاية للقاعد ويدير الولاية لوحده.


    وفي الجانب الآخر فإن الطريقة في إذاعة القرار هي جزء من شخصية الوالي المثيرة للجدل واللا اهتمام منذ ان ظهر نجمه في ساحة العمل العام من خلال رئاسته لاتحاد مزارعي القضارف في تسعينيات القرن الماضي ووقتها كان مزارعو الزراعة الآلية في كل ولايات السودان والقضارف على وجه الخصوص يشكون من سيف الإعسار من جراء فشلهم في الإيفاء بديونهم التي أخذوها من المصارف لتمويل عملياتهم الزراعية.
    وخاصة انه يعد من كبار مزارعي الزراعة الآلية في المنطقة من خلال مشاريعه الكائنة في محلية باسنودة قرب الحدود الدولية مع إثيوبيا، كما انه ورث العمل في الزراعة الآلية من والده عباس الشيخ والذي كان تاجراً معروفاً في شرق السودان قبل أن يبدأ الإقبال على الزراعة الآلية في منطقة القضارف مطلع أربعينيات القرن الماضي.
    ومع تطبيق النظام الفيدرالي في السودان وتقسيمه لست وعشرين ولاية خرج كرم الله من الجزء الغربي للولاية والذي يقع فيه مبنى اتحاد مزارعي القضارف نحو المجلس التشريعي للولاية والذي كان وقتها مجلسا معينا فصار كرم رئيسا له.


    وبدأ نجم كرم الله يلمع بصحف الخرطوم من خلال مطالبته المتكررة لحكومات ولايته بحل مشكلات المزارعين المتمثلة في الإعسار مما جعله يحمل معه همومه كمزارع الي منصة المجلس التشريعي.
    ومع دخول عام 2001 وإجراء انتخابات المجالس التشريعية بموجب قانون التوالي الذي أجيز في عام 1998 وانتخاب كرم عضوا في المجلس وتقلده لرئاسته لدورة أخرى ووقتها كان القضية الابرز في ولاية القضارف هي أراضي الفشقة والتي تبلغ ثلاثة ملايين فدان وأخذ المزارعون الإثيوبيون يزرعونها منذ عام 1996 بعد المواجهات التي دارت بين الحكومة السودانية والمعارضة التي كانت تلقى مساندة من إثيوبيا في تلك السنوات عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك
    ووصل الحد بكرم الله أنه طالب والي ولاية القضارف عبد الرحمن الخضر في عام 2005 بتجنيد الجيوش لإعادة أراضي الفشقة ومثل هذا أول صدام بين الوالي وقتها عبد الرحمن الخضر وكرم الله وفسّر بعض المراقبين تلك الحالة بأنها في إطار الصراع الاقليمي لأن الحكومة السودانية كانت علاقتها مع إثيوبيا في أحسن حالتها، بل ان القضارف صار بينها وبين اقليم الامهرة الاثيوبي المتاخم لها اتفاقيات تعاون في نختلف المجالات في حين وقتها كانت العلاقة الاثيوبية الاريترية في أسوأ مراحلها وكل من إثيوبيا وإريتريا تحاول استمالة السودان لجانبها.


    ولكن سرعان ما خيب كرم الله هذا التحليل عندما أعلن عن معارضته صراحة لاتفاق سلام شرق السلام الذي أبرمته الحكومة السودانية مع جبهة شرق السودان في العاصمة الاريترية أسمرا في الرابع عشر من اكتوبر 2006 وبرعاية كاملة ووساطة من إريتريا ليؤكد كرم الله انه ينطلق من مواقفه الذاتية.
    وأخذت الامور في التدهور بينه والوالي عبد الرحمن الخضر من خلال ما ظل يصدح به كرم الله حول أداء الجهاز التنفيذي، وسرعان ما أخذ معركته لأجهزة الإعلام والأماكن العامة في ولاية القضارف وهو يعزف على وتر أنه يريد أن يلي أمر القضارف أبناء الولاية. متهماً الخضر بأنه لا ينتمي للقضارف ووصل الأمر بين الاثنين حد المواجهة المباشرة حتى تدخلت الخرطوم وأقالت الخضر من الولاية وكرم الله من رئاسة المجلس التشريعي، بل انها جردته من عضوية المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بولاية القضارف.
    وعند إعداد الوطني للانتخابات عقد اجتماعا لمجلس شوراه في القضارف ليختار ثلاثة مرشحين يرفعون لرئاسة الحزب ليختار مرشحه من بينهم وأعلن مناصرو كرم الله بأنه حاز على أغلبية أصوات هيئة الشورى. وحدث شد وجذب في اجتماع مجلس الشورى حتى أعيد الاجتماع مرة ثانية على إثر تهديد كرم الله بأنه سيتر شح مستقلا في مواجهة مرشح الوطني.
    ويبدأ في الحشد ويعلن عدد من شباب ولاية القضارف إطلاق منتديات مناصرة كرم الله على الانترنت ورغم ان الموقع مازال موجودا على الشبكة العنكبويته إلا انه لم يعد نشطا.
    وإزاء العلاقات الاجتماعية التي يتمتع بها كرم ومخاطبته لعدد من قضايا أهل القضارف يحدث التحول ويعلنه المؤتمر الوطني مرشحا له ليفوز كرم الله في الانتخابات ويبدأ في التصريح بأنه فاز لوحده وليس بسند من المؤتمر الوطني.


    وقضى كرم الله عاما ونصف في حالة هدوء مع الحكومة المركزية، ولكنه في الحادي والعشرين من يناير 2012 بدأ في إطلاق مدفعيته المهاجمة لحكومة المركز ممثلة في وزارة المالية فعلى إثر مخيم علاجي أقامته مؤسسة البصر الخيرية بالقضارف قرر كرم الله ان يمنح المؤسسة مبنى الامانة العامة لحكومة الولاية الذي بناه الخضر أثناء توليه للولاية لتحيله لمستشفى للعيون، وعلى الفور حمل أغراضه وأحال منزل الوالي لمكتب للوالي بعد ان أعاد أسرته لمنزله دون ان ينتظر موافقة المؤسسة على العرض.
    وفي ذات اليوم هاجم المالية الاتحادية واتهمها بالمحاباة في عدم دفع مخصصات ولايته، متهماً الوزير شخصيا بالمحاباة وقال إنه شكاه للرئيس ونائبه الأول، وانه الآن يتجه لمقاضاة الحكومة الاتحادية لدى المحكمة الدستورية.
    وإن كان حدث ذلك التهديد كان سيكون سابقاً في السودان..
    وبعد أسبوعين من حادثة التهديد بالمقاضاة هدد كرم الله بأنه لن يدفع من ميزانية ولايته لقوات الدفاع الشعبي أو الشرطة الشعبية أو الخدمة الوطنية؛ وجاء هذا التهديد بعد أن أعلن الرئيس البشير الاستنفار لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق، ووجه كل ولاية بأن تعد لواءً من مقاتلي الدفاع الشعبي.
    وفي ذات يوم رفضه تمويل هذه المؤسسات أعلن أن ولايته ستقدم عشرة آلاف مقاتل من مقاتلي الدفاع الشعبي وفرض على أعضاء حكومته الدخول لمعسكرات التدريب وقد كان،


    ولكن كرم بعد ستة أيام من توعده بجرجرة الحكومة الاتحادية في المحاكم كان يقبل رأس الرئيس البشير الذي كان في زيارة تفقدية لسدي أعالي نهر عطبرة وستيت اللذين يقعان في القضارف وكسلا.
    وفي إثر هذا الغبار سافر كرم الله لأسبانيا من أجل الترويج للاستثمار في الولاية ليعود ويطالب في خطبة عند استقبال أهل القضارف له يوم السابع من ابريل 2012 بالتطبيع مع إسرائيل مما جعل أحد أعضاء المجلس التشريعي لولاية القضارف أبوبكر إبراهيم دج يقدم اقتراحا بسحب صوت الثقة عن الوالي كرم الله، ولكن الاقتراح لم يحز على الاغلبية الكافية وكان ذلك في يوم 15 أبريل 2012
    ليسافر كرم الله بعده لمنطقة باسندة لتفقد المشاريع الزراعية وهناك يدخل في مشادة مع أحد الرعاة الاثيوبيين ويتبادل حراسه إطلاق النار مع رفقاء الراعي الإثيوبي وينجو هو ومن معه وكاد الأمر أن يدخل العلاقة بين الدولتين في توتر، ولكنه سرعان ما تم احتواؤه عقب اعتذار حاكم إقليم الامهرة ايالو غوبيز لكرم الله عن الذي جرى.


    وكل الأزمات السابقة إضافة لأزمات جانبية مع إدارة الغابات الاتحادية وأخرى مع الصحف متهماً إياها بأنهت حرفت أحاديثه قبل ان يعود يصالحها بدعوة غداء لرؤساء تحرير الصحف في فندق السلام روتانا.
    وكل هذه المطبات خرج منها كرم الله ولكنه هذه المرة دخل في منطقة إن خرج منها سالما فلن يوقفه أحد


    --------------


    التاريخ: 5-مايو-2012 العدد:6747 سياسة تاريخ اليوم: 06-مايو-2012


    كرم الله .. ثلاثة احتمالات أرجحها الإقالة ..!!


    الصحافة


    تقرير:صديق رمضان: بدعوته لرئيس الجمهورية ونائبيه ومساعديه باقامة ميزان العدل «حتى لايسألوا أمام الله يوم القيامة عن الفقر وسوء التغذية» يكون والي القضارف كرم الله عباس الشيخ قد خط فيما يبدو آخر فصول قصته مع الحكومة المركزية التي لم تخف غضبها من وال تعتبره متفلتا فيما يصفه انصاره بالثائر.
    وكرم الله الذي اكمل عامين من فترة حكمه يعتبر من اكثر حكام الولايات الذين دخلوا في مواجهات مباشرة مع المركز لاسباب ودواعي مختلفة ولم تهدأ ثائرته برغم سياسة العصا والجذرة التي اتبعت ضده من قبل قيادات الحزب الحاكم لاجباره على التوقف من توجيه النقد العلني للحكومة المركزية، وتباينت الآراء ازاء مواقفه التي لم تعرف مهادنة او توقف ضد الحكومة الاتحادية ومعارضيه بالولاية خاصة داخل حزبه فهناك من يرى ان الرجل كان على صواب في الكثير من المواقف والتصريحات ،حيث يعتبرون على سبيل المثال ان هجومه المتواصل على وزارة المالية ومفوضية تخصيص الايرادات فيما يتعلق بحقوق لايته لم يأتِ من فراغ ، ويشيرون الى ان هناك عدد من حكام الولايات عبروا عن بالغ غضبهم من الازدواجية التي تتعامل بها وزارة المالية في الدعم الجاري والتدفقات النقدية المختلفة للولايات ،


    ويضربون المثل بوالي جنوب دارفور الاسبق عبد الحميد موسى كاشا ووالي البحر الاحمر محمد طاهر ايلا الذين سبق لهما ان دخلا في صراع مكشوف ضد وزارة المالية ، وايضا يعتبرون رفضه دعم المؤسسات الامنية والجهادية الموجودة بولايته قرار يحمل قدرا كبيرا من الصواب لجهة ان اكثر من 70% من الموازنة العامة تذهب للأمن والدفاع وهذا يعني ان دعم هذه الجهات مسؤولية اتحادية، وحتى مطالبته التطبيع مع اسرائيل يرون انها ليست جديدة وان عدداً من قيادات الحزب الحاكم جهرت بهذا الرأي وعلى رأسها مصطفى عثمان اسماعيل كما اثبتت وثائق ويكيليكس، كما ينظرون الى تأكيده اشراك حزبي الشيوعي والشعبي في حكومته ياتي انطلاقا من حرصه على جمع الصف الوطني ،ويصفون تحميله رئيس الجمهورية ونائبيه ومساعديه مسؤولية الفقر وسوء التغذية بالقضارف وغيرها من ولايات السودان بالشجاعة ويؤكدون ان كل ماذكره فيما يتعلق بالفقر وسوء التغذية صحيح ،ويؤكدون ان مطالبة الوالي بحقوق مواطني ولايته ليس بالبدعة ولا الامر الذي يثير غضب المركز عليه، ويرجعون لجوءه الى الاعلام لايصال رسائله الى المركز مسلك طبيعي في ظل تجاهل الحكومة لمطالبه، ويؤكدون ان الضغط الشعبي وفشل الرجل في انزال برنامج التغيير الذي بشر به خلال حملته الانتخابية من الاسباب المباشرة التي قادته للدخول في مواجهة ضد مركزية الدولة وحزبها الحاكم ، ويؤكد مناصرو كرم الله انه المسؤول الوحيد الذي جاء باصوات كل المواطنين وذلك لأنه يتصف بالنزاهة والصدق.


    وعلى الضفة الاخرى يقف تيار مناهض لكرم الله يرى اصحابه ان اختياره مرشحا للمؤتمر الوطني في انتخابات 2010 كان خطأ كبيراً وقع فيه الحزب الحاكم الذي يشيرون الى انه كان يخشى ترشحه مستقلا ، ويعتبرون ان الرجل يفتقد لصفات رجل الدولة ، وان تصريحاته تفتقر للانضباط واللباقة، ويؤكدون ان قراراته تأتي غير مدروسة ووليدة لحظات انفعال وانه سرعان مايتراجع عنها، ويعيبون عليه اختزال المؤتمر الوطني بالولاية في شخصه وابعاده لكل القيادات التي تتصف بالخبرة وقوة الرأي والشخصية، وينتقدونه لاستعماله لالفاظ تنقصها الكياسة للتعبير عن مواقفه ومهاجمة معارضيه وذلك لأنها لاتليق بمن يتنسم موقعا رفيعا في الدولة ،


    ويؤكد اصحاب هذا الرأي ان كرم الله فشل في ترجمة وعوده الانتخابية على ارض الواقع ليس لضعف امكانيات الولاية وعدم الدعم المركزي ولكن لضعف امكانياته وتفضيله اختيار عناصر ضعيفة في حكومته، وانه يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله ، وان صراعه مع المركز الهدف منه الظهور بمظهر البطل الشعبي.
    اللافت في صراع والي القضارف الاخير انه حظي بدعم كبير من الاحزاب بولايته خاصة المعارضة فالمؤتمر الشعبي وحزب الامة اكدا وقفتهما خلفه وهذا ماكشف عنه لـ(الصحافة) نائب الامين العام للمؤتمر الشعبي عبد المعين محمد عبد القادر الذي ارجع تأييدهم لدخول والي القضارف في صراع مع المركز الى انهم لايعارضون من اجل المعارضة بل يتعاملون بموضوعية مع مختلف القضايا التي تهم الولاية والسودان ، كاشفا عن تحفظاتهم على اداء كرم الله، ولكنه قال ان هذا لايمنعهم من الوقوف بجانبه في معركة استرداد حقوق مواطني الولاية لدى المركز ، ويضيف: نعم لدينا مأخذ على قرارات وخطابات كرم الله ، بيد ان هذا لاينفي انه رجل نزيه وشجاع ويعمل من اجل المواطن ، ومطالباته مشروعة ولاغبار عليها فهو يبحث عن مصلحة ولايته في المقام الاول ، ويرى القيادي بالشعبي ان سياسات الدولة تجاه الولايات التي وصفها بالخاطئة سبب مباشر للخروج على الدولة ، وتوقع في حالة عدم انصاف ولاية القضارف ان تنتقل اليها ثورة الهامش ، وحذر من مغبة التفكير في اقالة الوالي الذي اكد بانه يتمتع بقاعدة شعبية لايمكن انكارها، ورفض نائب امين الشعبي الاتهامات الموجهة لحزبه بسبب وقوفهم خلف كرم الله ويؤكد انها من اجل المواطن وليس لغرض آخر.


    ولكن عضو تشريعي الولاية والقيادي بالمؤتمر الوطني ابوبكر دج يعتبر ان ثورة والي القضارف على المركز معركة من غير معترك، ويؤكد في تصريح لـ(الصحافة) فشل الوالي في انزال برامجه الانتخابية على ارض الواقع ، مرجعا فشله اليى عدم قدرته على التخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات العلمية ، علاوة على فشله في توجيه موارد الولاية بشكل صحيح ، وقال ان كرم الله يبحث عن شماعة يعلق عليها اخفاقاته لذلك دخل في صراع مع المركز، ويرى القيادي بالوطني ان مواقف والي القضارف عندما كان رئيسا للمجلس التشريعي معروفة ، ويضيف: حينما كان يدخل في صراع مع احد الولاة الذين تعاقبوا على الولاية وعندما يشعر بضعف موقفه كان يلجأ للاستقالة حتى لايظهر بمظهر الضعيف وحتى يتدخل البعض لاثنائه عن الاستقالة ، وهو حينما قال انه سيدفع باستقالته في هذا الشهر توقع ان تجد الرفض ولكن حينما لم يهتم بحديثه احد اكد انه لن يستقيل، ويقول دج (هكذا هو كرم الله الذي يلتف حوله حاليا المنتفعون منه الذين لم يكونوا يحلمون بالوصول الى ماوصلوا اليه في عهده، وبصفه عامه ذهابه سيحرر الولاية من القيود التي يكبلها بها).



    ثلاثة خيارات (الاقالة او الاستقالة او الاعتذار)، هي ما وضعها وفد الشريف بدرامام والي القضارف الذي رفضها وعاد برفقة الوفد امس، وحسبما رشح من انباء يتوقع صدور قرار اعلان حالة الطوارئ واقالة كرم الله عباس الشيخ اذا اصر على مواقفه ورفض الاستقالة، وهذا ما المح اليه القيادي بالحزب الحاكم الدكتور ربيع عبد العاطي في حديث لـ(الصحافة) ، مشيرا الى ان اي والي هو مرشح المؤتمر الوطني وان فوزه يجيء عبر اصوات عضوية الحزب، مشيرا الى انه في حالة ان يكون الخلاف بين والي القضارف والمركز فان هذا قد لايعني انه على خلاف مع حزبه، غير ان عبد العاطي اشار الى ان الخلاف اذا كان بين الوالي وحزبه بالولاية فان الوضع يختلف تماما ، ففي هذه الحالة اعتبر القيادي بالمؤتمر الوطني ان كرم الله الوالي يعبر عن نفسه وليس الحزب، مبينا انه في هذه الحالة يفرض حرص مركزية الحزب على تناغم الحزب الاتيان بشخص يعمل على مصلحة الحزب وانسجامه.


    ويبقى السؤال: هل سيشرب كرم الله عباس الشيخ من ذات الكأس التي شرب منها حكام ولايات منتخبين مثل عبد الحميد موسى كاشا ومالك عقار، وهل يكون كل وال يطالب بحقوق ولايته وينتقد سياسات الحكومة المركزية الاقالة او الاجبار على الاستقالة او حجب الدعم ، ولماذا تتباعد خطوط التلاقي في كثير من الاحيان بين بعض حكام الولايات والمركز، يجيب المحلل السياسي والاستاذ بجامعة الجزيرة مهند علي محمد نور على بعض التساؤلات السابقة مرجعا في حديث لـ(الصحافة) نشوب ازمات بين الولاة والحكومة المركزية الى عدم قدرة حكام الولايات على انزال برامجهم الانتخابية على ارض الواقع ،


    مؤكدا ان هذا الامر وضعهم امام ضغوطات كبيرة من قبل المواطنين الذين يتهمون في كثير من الحالات حكام الولايات بالفشل ، وقال ان هذه الازمات تعود الى عدم الوعي بالتحولات الاقتصادية المتوقعة وانعكاساتها على التنمية والخدمات، وقال ان حكام الولايات باستثناء الجزيرة، الخرطوم والشمالية يشعرون بأن هناك ظلما بينا يقع على ولاياتهم، وقال ان هذا الامر يدفع بعضهم لمهاجمة المركز، وتناول المحلل السياسي حالة والي القضارف السياسية وارجع حدة انفعاله ضد المركز الى ماتردد قبل توليه المنصب بتقليل المركز لدعمه للولاية بسبب انه ترشح (غصبا عن المركز)، كما اشار الى ان ضعف نواب القضارف في الهيئة التشريعية القومية وعدم قدرتهم على ممارسة الضغط على وزارة المالية دفع والي القضارف للقيام بالمهمة منفردا، واعتبر نور ان تجربة كرم الله في المجلس التشريعي واتحاد المزارعين جعلت منه شخصية مصادمة ،


    ويضيف: في كل الاحوال تبقى مطالب كرم الله عباس مشروعة ، والتصعيد الخطابي الذي لجأ اليه قد لايتناسب مع فداحة الظلم الواقع على الولاية بل يتضاءل امامه ، ولكن تداخل المصالح بين وزير المالية وجهات حزبية واعلامية وحكومية ضخم الامر وحاول تصويره كتمرد لتمرير مخطط التضحية بالوالي كرم الله وابعاده من الساحة السياسية، بينما يعتبر المحلل السياسي الدكتور حامد عثمان في حديث لـ(لصحافة) ان لجوء المركز الى اقالة حكام الولايات الذين يطالبون بالدعم سياسة خاطئة، مؤكدا انها تسهم في تعقيد المشكل السياسي السوداني الذي وصفه بالمتأزم، وقال ان المركز بذلك يصادر رغبات الجماهير التي اتت بالوالي، مطالبا باعادة النظر في الدعم الاتحادي وسياسة المركز تجاه الولايات.

                  

05-07-2012, 07:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    منبر السلام: تصريحات كرتي ستضيع السودان

    الخرطوم: شوقي عبد العظيم


    أعلن منبر السلام العادل رفضه القاطع لقرار مجلس الأمن رقم (2046) القاضي بإعادة التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان، وتوعد رئيس المنبر الطيب مصطفى بمناهضة القرار وعدم القبول به مهما كانت المبررات.

    وقال لـ(الأحداث) أمس "القرار مرفوض وسنقاومه بكل الطرق" إلا أنه أكد أنهم سيتبعون طرقا سلمية في المناهضة، وعد مصطفى إلزام القرار بضرورة الوصول إلى حل سياسي بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال مستحيلاً، وطالب في الوقت ذاته بمحاكمة منسوبي قطاع الشمال وأضاف (لا تفاوض مع ما يسمى الحركة الشعبية قطاع الشمال،
    ولن نجلس معهم إلا في قاعة المحكمة وياسر عرمان والحلو وعقار يجب أن يقدموا للمحاكمة) وبمعرض رده على وزير الخارجية علي كرتي الذي انتقد عبر برنامج إذاعي أمس الأول والذى قال فيه (من يقولون بأنه علينا بل القرار وشرب مويته، سيغرقون السودان) قال الطيب (كرتي من سيضيع السودان بتصريحاته، هو ومن تفاوضوا في أديس ومن سيعودون للتفاوض) وأضاف (إن عادت الحكومة للمفاوضات بعد الذي حدث في هجليج فهي حكومة لا تحترم نفسها ولا شعبها) .
                  

05-07-2012, 08:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    .تــباً للمنبطحــين!! .
    الإثنين, 07 أيار/مايو 2012 06:55

    .الطيب مصطفى

    الظرف السياسي يقتضي أن أوجِّل الدفاع عن نفسي في مواجهة الجهات والأفراد الذين تحرّكوا في وقت واحد للنّيل مني رغم علمهم بما حقّقه منبر السلام العادل وصحيفة الإنتباهة من رؤى بصّرت الجميع بالأخطار المحدقة بالبلاد.


    أعجب ما في الأمر أن ينبري علي كرتي وزير الخارجية للدفاع عن قرار مجلس الأمن ويورط السودان في مواقف يعلن عنها قبل أن ينعقد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني وينظر فيما تنطوي عليه تلك القرارات المدمرة التي سلبتنا كل ما حققناه من انتصارات في هجليج بل إن كرتي كتب إلى مجلس الأمن ومفوضية الاتحاد الإفريقي ورئيس مجلس السلم الإفريقي يبلغهم بموافقة السودان على قرار مجلس الأمن وخارطة الطريق بشأن تسوية الخلاف بينه وبين جنوب السودان بالرغم من أن قوات الحركة الشعبية لا تزال تحتل الأراضي السودانية وبالرغم من أنها احتلت مؤخراً ــ بعد هزيمتها في هجليج ــ احتلت ثلاث مناطق في جنوب دارفور لا تزال تقيم فيها وتدنسها.


    لقد قلناها مراراً إن الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن ومجلس السلم الإفريقي كلهم منحازون إلى دولة جنوب السودان ويكفي أنهم سمّوا هجليج من ضمن المناطق المتنازَع عليها بالرغم من علمهم أنها سودانية وبالرغم من أنهم طالبوا في البداية الحركة وجيشها الشعبي بالانسحاب منها.
    الغريب بحق أن وثيقة مجلس السلم الإفريقي الذي أصبح يُحيل قضايانا إلى مجلس الأمن بدون إذن منا.. أن هذه الوثيقة تُلزم الطرفين بالوصول إلى اتفاق خلال ثلاثة أشهر وبالعدم فإنه سيفرض حلاً بالقوة على الطرفين من خلال مجلس الأمن هذا يحدث رغم أن أرضنا محتلة ورغم أنه من حقنا أن نحرِّرها بالقوة كما احتُلت بالقوة!!


    إن مجلس الأمن وشيطانه الرجيم المندوبة الأمريكية المعادية للسودان سوزان رايس لم يكن في يوم من الأيام متعاطفاً مع السودان كما أن مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي «يرحب بانسحاب الجنوب من هجليج ويدعو إلى وقف القصف الجوي على جنوب السودان» في تواطؤ عجيب يشيد فيه بانسحابه من أرض ليست أرضه بينما يطالب السودان بالتوقف عن تحرير أرضه.. إن هذا المجلس ليس محايداً بيننا وبين جنوب السودان.
    بعد كل الإجماع الوطني الذي أنعم الله به علينا بعد هجليج تتسلل ذات الروح القديمة... روح التثاقل إلى الأرض... روح الانبطاح... روح الانهزام... بعد أرتال الشهداء الذين مضوا إلى ربهم تعود ذات الروح القديمة لتشيد بمن يتآمرون علينا من حلفاء الحركة الشعبية وتسلم رقابنا إلى ذات الجلادين الذين ورّطونا في نيفاشا وألحقوا بنا الكثير من الأذى الذي لا نزال نتلوّى من آلامه.
    أنا حزين والله أن بعض بني وطني يحتقرون هذا الشعب ويحكمون بفقه «ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».


    سيدي الرئيس البشير عوِّل على هذا الشعب الذي التفّ حولك وحول قواته المسلحة ومجاهديه عقب تحرير هجليج ولا تركن إلى الذين ظلموا وثِقْ أن الله ناصرك إن اعتصمت بحبله المتين.
    إنها لحظات فارقة في مسيرة هذه البلاد فإما أن نسير بالروح المنبعثة بعد هجليج وإما أن نرجع إلى تلك الأيام النحِسات ونطبق الحبل حول رقابنا ونسلمها إلى الأعداء
                  

05-08-2012, 06:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)



    الفوضى غير الخلاقة في نظام الإنقاذ ..

    بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
    الإثنين, 07 أيار/مايو 2012 19:23
    (1)

    ليس هناك جديد في صراع الديكة الذي شهدته وزارة الإعلام السودانية في الأيام القليلة الماضية، وانتهي باستقالة/إقالة الوزير ووزيرة الدولة، سوى التكرار الممل لمثل هذه المسلسلات التي أصبحت من بعض "ثوابت" نظام الإنقاذ.


    (2)

    ليس المهم في هذا المقام من أخطأ ومن أصاب في هذه المنازلة التي ادعى فيها الوزير وجود مخالفات مالية في وكالة السودان للأنباء تستدعي التحقيق، بينما ادعى مدير الوكالة أن الوزير ضغط عليه لصالح شركة خاصة حتى يفرض استمرار تعاقدها مع الوكالة، وانحازت الوزيرة ومعها النظام لمدير الوكالة ضد الوزير. ولكن القضية تتعلق بالمنهج وأسلوب حسم الخلاف، والغياب الكامل للمؤسسية والأسس الموضوعية لذلك.


    (3)

    منذ أن قام نظام الإنقاذ، ظل صراع المناصب والصلاحيات يتفجر في كل المواقع، حتى وصل إلى القمة في صراع القصر والمنشية ثم المفاصلة عام 1999. والخلاف في كل هذه المواقع خلاف مواقع وأشخاص، لا علاقة له بقضايا حقيقية أو مبادئ. وليس هناك فرق بين صراع القصر والمنشية، وبين المنازلات والمبارزات التي شهدتها مواقع أخرى، مثل أجهزة الأمن، ووزارة الخارجية، وسودانير وإدارة السلام وكثير من السفارات ومواقع أخرى كثيرة. ففي كل هذه الخلافات كان كل من الطرفين يدعي أنه أكثر تطرفاً في إسلاميته من أخيه، ولكن كل كان يريد أن يفرض إرادته.


    (3)

    هناك مثال آخر من الصراعات، قد يبدو مختلفاً في ظاهره، وهو الصراع مع الحلفاء، كما حدث مع رياك مشار ومجموعته، ثم لام أكول بعد اتفاقية الخرطوم عام 1997. ومن هذا الباب أيضاً الخلاف مع مبارك المهدي ومني مناوي وطائفة أخرى ممن حالفوا النظام وشاركوه السلطة، ثم وجدوا نفسهم في قارعة الطريق. ويدخل في هذا الصراعات بين شريكي الحكم بعد نيفاشا. ولكن الخلاف ظاهري فقط، لأن مصدر الأزمة واحد، وهو غياب المرجعية المؤسسية، مما جعل ساحة الدولة أشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف.


    (4)

    غياب المؤسسية، أو بالأحرى تغييبها، كانت سياسة متعمدة، مبعثها الوضع السياسي، حين كان الممسكون بالسلطة في أول الأمر بغير مناصب رسمية في الدولة. وعليه بالرغم من الخطاب الرسمي الذي كان يتحدث عن "فرض هيبة الدولة"، فإن كثيراً من مؤسسات الدولة كانت تفتقد الهيبة والمسؤولية لأنها كانت تدار إما من خارجها، أو من قبل أشخاص في رتبة أدنى. وهناك نوادر كثيرة عن مسؤوليين قياديين في مؤسسات حساسة، منع بعضهم حتى من دخول المؤسسات التي يديرونها بأوامر من بعض مرءوسيهم!


    (5)

    كانت القيادات تشجع تجاوز المؤسسية أيضاً بدوافع ثورية، على طريقة "الثورة الثقافية" في الصين، أو بنهج قريب من "اللجان الثورية" في ليبيا، بينما كانت هنالك دوافع تتعلق بالتنافس الشخصي في المواقع القيادية العليا. بنفس القدر، فإن بعض أصحاب الطموح قرر الاستفادة من هذه الأوضاع غير المستقرة لدفع أجندات خاصة. ففي ظل تعدد مراكز القوى وعدم وضوح خطوط المسؤولية، كان كثير من المسؤولين يمسكون عن مساءلة مرءوسيهم عن التجاوز خشية أن يكون الشخص المعني "مسنوداً".


    (6)

    يبدو أن شيئاً لم يتغير بعد في طريقة عمل السلطة، رغم أن "المفاصلة" كان ينبغي أن تنهي ازدواجية مراكز القرار، ورغم أن اتفاقية نيفاشا وإقرار الدستور الانتقالي وعقد الانتخابات على كل المستويات كان ينبغي أن تغير طبيعة الحكم وتكرس المؤسسية. على سبيل المثال، لم نسمع حتى الآن صوتاً للبرلمان "المنتخب ديمقراطياً" والممثل لصوت الشعب. وقد كان أضعف الإيمان أن يعقد البرلمان جلسات تحقيق تتناول القضايا موضع النزاع هنا، وهي شبهة الفساد من جهة واستقلالية ومهنية المؤسسات القومية، مثل وكالة السودان للأنباء، من جهة أخرى. ولكن من محاسن هذا البرلمان أنه يعرف قدر نفسه، ولا يتدخل فيما لا يعنيه، وهي كل شؤون الحكم وإدارة البلاد.


    (7)

    كل حديث عن إصلاح للأوضاع في البلاد، أو توافق بين القوى السياسية، لامعنى له ما لم تكن البداية احترام المؤسسية والانصياع للقوانين السارية. ذلك أن جوهر مآخذ المعارضين على الأوضاع القائمة هو أن هناك قوانين جائرة واحتكار لمؤسسات السلطة من قبل جهة واحدة. هذا الوضع يعالج بتعديل القوانين وتوسيع المشاركة في المؤسسات. ولكن هذه الإجراءات لا معنى لها ما لم تحترم القوانين "الجائرة" السارية، وتراعى حدود صلاحيات المؤسسات القائمة. فإذا كانت الأجهزة الأمنية مثلاً تمارس البلطجة على الإعلام، وتقوم بإغلاق الصحف ومصادرة ممتلكاتها في مخالفة للقانون، ولا يحرك القضاء أو النيابة العامة أو البرلمان ساكناً لفرض هيبة القانون، فأي معنى لوجود الدولة أصلاً؟


    (8)

    تشهد البلاد هذه الأيام حملات تعبئة محمومة للدفاع عن البلاد والحفاظ على هيبتها وسيادتها ومكانتها في وجه العدوان الخارجي، ولكن يجب أن نتذكر أن خط الدفاع الأول عن البلاد هو احترام كرامة المواطن وهيبة القانون. فهيبة الدولة تنبع من كونها دولة أولاً، أي أنها مجموعة مؤسسات ذات شخصية اعتبارية منفصلة عن أشخاص من يحتلون المواقع فيها، وليست مجموعات إقطاعيات خاصة يوزعها "السلطان" على من يشاء. والمشكلة الآن هي أن العقلية السائدة هي أن المنصب إقطاعية خاصة، وأن هناك مسؤولين أكثر من اللازم يرون أنهم فوق القانون ويعملون خارج إطاره، في حين أن مؤسسات لا وجود لها خارج إطار القانون الذي يحدد طبيعتها ولا بد أن تكون خاضعة له.

    (9)

    كان من الممكن أن يطمئن المواطن لو أن أزمة وزارة الإعلام أظهرت أن مؤسسات الدولة تؤدي واجبها بالصورة المطلوبة، فتتحرك الجهات العدلية للتحقيق في تهم الفساد والتجاوز المالي، فتعاقب مرتكبيها أو تسائل من أطلقوها بغير وجه حق، ويؤدي البرلمان واجبه في مساءلة الوزراء. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد الأحداث الأخيرة هو: إذا كانت المؤسسات المعنية لا تتحرك لإحقاق الحق وإنصاف المظلوم حين يتعلق الأمر بالوزراء وكبار المسؤولين، فأي فرصة ل "محمد أحمد" في أن يجد الإنصاف؟



    -----------

    أدوات الحزب الحاكم يكررون الاعتداء على حملة الدعوة من شباب حزب التحرير بجامعة القرآن الكريم!
    الإثنين, 07 أيار/مايو 2012 19:22
    Share

    بيان صحفي
    على طريقة الشبيحة والبلاطجة
    أدوات الحزب الحاكم يكررون الاعتداء على حملة الدعوة
    من شباب حزب التحرير بجامعة القرآن الكريم!

    بمباني اتحاد طلاب جامعة القرآن الكريم، قامت عصابة من أدوات النظام، عرّفت نفسَها بأنها تتبع للحرس الجامعي بجامعة القرآن الكريم، بالاعتداء بالضرب المبرح على عضويْ حزب التحرير؛ الأخ/ معتز محمد إسماعيل عمر والأخ/ محمد عمر محمد البشير، حيث تم ربطهما بالحبال وضربهما بالسياط حتى سالت دماؤهما، وتعذيبهما على رؤوسهما مستخدمين الأمواس، مما استدعى نقلهما لتلقي العلاج بحوادث مستشفى أمدرمان، وذلك على خلفية توزيع نشرة حزب التحرير- ولاية السودان بعنوان: (دعم الدولة للمحروقات محض كذب وتضليل).
    إننا في حزب التحرير – ولاية السودان، إزاء هذا الواقع، نوضح الآتي:
    أولاً: إن ضرب هؤلاء الشباب من حملة الدعوة داخل مباني اتحاد طلاب جامعة القرآن الكريم يكشف عن حقيقة هذا الاتحاد بوصفه ذراعاً قمعياً لنظام باطش، بدل أن يكون نائباً عن الطلاب في طرح قضاياهم، وما قضية الطالب الذي قُتل في دار الاتحاد عنا ببعيدة.
    ثانياً: إن هذا الجهاز المسمى بالحرس الجامعي؛ هو من جنس هذا الاتحاد، فإنهم وأشباههم صور متعددة لبلاطجة وشبيحة هذا النظام؛ الذي حكم الناس بأنظمة الكفر طوال ثلاث وعشرين سنة عجافاً فمزّق البلاد وأذلّ العباد.
    ثالثاً: إن الذي حدث بجامعة القرآن الكريم يوم 06/05/2012م، والذي حدث قبله في يوم الثلاثاء 07/04/2012م بجامعة النيلين ليدلّ على مدى الذعر والضعف الذي يعتري هذا النظام الآيل للسقوط حتماً، فليس هناك أخوف وأضعف ممن يناقض قوله من حديث مزعوم عن حرية التعبير فعله؛ الذي هو محض بلطجة، يقابل حسنةَ الدعوة إلى الله أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر بسيئةِ فعلِ الشيطان تأخذه العزة بالإثم: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ.
    رابعاً: إننا نحمّل هذا النظام وحزبه البعيد عن الإسلام في كل أفعاله وأقواله، نحمّله وزر هذه الأعمال البربرية الهمجية التي تجعلهم أشداء على المؤمنين، أذلة مع الكافرين، ونقول لهم إنكم لم تعرفوا بَعْدُ حزب التحرير؛ الذي لم تُلِنْ قناتَه يوماً أفعالُ شياطين الإنس من الكافرين وأذنابهم التي تصل إلى التعذيب المفضي للاستشهاد في سبيل الله، فكيف بكم وأنتم يناقض فعلُكم قولَكم؟! ونقول لهم انظروا إلى مَنْ كان حولكم كانوا أشد منكم قوة وبطشاً، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، فإن الله يمهل ولا يهمل.
    إن ساعة الحساب في ظل الخلافة الراشدة قريبة جداً إن شاء الله، تنصب محاكمها بالعدل، تقتص من أمثالكم الذين يصدون الناس عن الدعوة إلى الله يبتغون مرضاة نظام يحكم بالكفر، ومغضوب عليهم من رب العالمين: الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (3 سورة إبراهيم)

    ابراهيم عثمان أبو خليل
    الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
    \\\\\\\\\\\\\\\


    ---------------

    جهاز أمن حزب البشير يزور وثيقة وينسبها للترابي

    05-08-2012 07:17 AM
    اتهم حزب «المؤتمر الشعبي» المعارض جهاز الأمن السوداني بتزوير وثيقة نسبت إلى الأمين العام للحزب حسن الترابي يعلن فيها تخليه عن حزبه الحالي والاتجاه إلى إنشاء كيان جديد. وكانت صحيفة مقربة من دوائر متنفذة في الحكومة نشرت تقريراً قالت إن الترابي «أعده تمهيداً للتخلي عن حزبه الحالي وانشاء آخر جديد، بعد أن تيقن من أن حزبه في طريقه إلى الزوال ولم يحقق ما كان يصبو إليه».

    ونشرت الصحيفة ما قالت إنها «رؤية الترابى للحزب الجديد الذي يسعى إلى تأسيسه». ونسبت الوثيقة إلى الترابي قوله ان «الحركة الإسلامية إذا استطاعت تجديد وطرح نفسها بتجديد رؤيتها ومؤسساتها التنظيمية وبناء هيكلها، فستكون ولجت مرحلة ما بعد حزب المؤتمر الشعبي... وإذا حدث التجديد اللازم فإن شرطه أن تكون الحركة منفتحة على المجتمع الواسع ومتفاعلة معه، فلا تستحيل إلى بنية فوقية متعالية ومتمايزة عنه».

    وأشارت الصحيفة إلى أن الترابي اعتبر أن «هدفه رفع التعسف عن تصرف الأمراء (المسؤولين) في الكيان الجديد وتصرف الأعضاء على السواء، ودعا إلى ضبط مبادرتهم ضمن قواعد وشروط وعهود متفق عليها لا يكون التكليف بموجبها إطلاقاً ليد الأمراء في جميع الشؤون والمجالات والميادين».

    لكن الترابي نفى هذا الاتجاه. وحمل المسؤول السياسي في حزبه كمال عمر في شدة على جهات لم يسمها قال إنها «تنفذ مخططاً يستهدف قيادة الحزب»، محذراً حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم من «التمادي في استهداف الترابي». ونفى وجود أي مذكرة في هذا الشأن.

    دار الحياة
    7/5/2012
                  

05-09-2012, 09:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    خطاب مفتوح إلى د. آمين حسن عمر .
    الإثنين, 07 أيار/مايو 2012 08:01

    .سعد احمد سعد


    أود يا أخي د. أمين حسن عمر بعد واجب التحية والسلام وواجب التجلّة والاحترام أن أشكو إليك ما ألاقيه من العنت عنت الكتابة وعنت «أصل المسألة» وعنت مواجهة الإخوة والأحباب ونشر هذه الخلافات بين الناس وعلى صفحات الصحف السيارة..
    وأشكو إليك أنني كثيراً ما أضطر إلى مقاضاتك ومحاكمتك إلى النصوص وإلى «أصل المسألة» التي تكتب عنها.. ولا أذيع سراً إذا اعترفت بأنني والله كرهت هذا وتعبت منه ورأيت أنه يضيع كثيراً من الجهد والوقت على أهل الدعوة ـ وأحسبك منهم ـ ويضيع كثيراً من الوقت والجهد على جمهور المتقلين.. بل ويحدث شرخاً في البناء وفي الأساس الذي تقوم عليه الأمة!!
    لماذا تختلف في المسلمات؟ لماذا نختلف في الأصول؟


    اختلفنا يا أخي دكتور أمين حسن عمر من قبل في أمور كثيرة لا يجوز الاختلاف حولها..
    اختلفنا من قبل في ولاية الكافر على المسلم.. وهي لا تجوز قولاً واحداً.. ولو كانت تجوز لما أوحى الله الوحي ولما بعث الرسل.
    واختلفنا حول ختان السنة.. ووقفت أنت مع من يدعون إلى تحريمه.. وتجريمه.. ونحن نقول إنه لا تحريم إلا بنص..
    واختلفنا حديثاً حول مفهوم التجديد.. فأنت تدعو إلى تجديد شامل للدين.. ونحن نقول إن الدين لا يتجدد إنما الذي يتجدد هو التديُّن.. تديُّن الفرد وتديُّن الأمة..
    فالمجدد يأتي لا لتجديد الأحكام.. ولكن لتجديد الالتزام بها والدعوة إليها..
    والفتوى لا علاقة لها بتجديد الدين ولا بتجديد التديُّن.. الفتوى أمر فردي مرتبط بشخص وعين ومقيّد بزمان ومكان وواقعة..
    واليوم أرانا نختلف من جديد!!
    فلماذا يا أخي دكتور أمين؟ أسأل نفسك هذا السؤال.. وتريَّث في الإجابة..
    فقد وجهته لنفسي وقسوت عليها واتهمتها، بل أمطرتها بوابل من الاتهامات والاستدراكات، اتهمتها في الفهم.. وفي صدق النوايا.. وقلت ربما كان ذلك غَيرة.. أو حسداً.. أو.. أو...
    ولكنها.. وقفت.. وصمدت.. وردّت عليّ.. وقالت: هم يمطرونك بسيل من المخالفات.. وأنت تمطرني بوابل من الاتهامات والتشكيكات التي هي أيضاً لا تعتمد على أصل ولا على نص..


    ثم قالت لي.. وهل مضى وقت طويل على قول د. آمين في الحركة الإسلامية حتى جاء ليقول في التطرُّف قولاً لا يسنده فيه كتاب ولا سنة؟ ولا تسنده فيه سياسة شرعية ولا سياسة سلطانية ولا يسنده فيه حق ولا عدل؟
    د.أمين يقول إن حرق الكنيسة في الجريف غرب تطرُّف وهو أمر مرفوض!!
    إنّ زلات الأخ أمين في هذه المقالة التي جاءت ضمن مقابلة صحفية كاملة في إحدى الصحف السيارة.. كثيرة ومختلفة.
    أول هذه الزلات أن الذي أُحرِق في الجريف غرب ليس كنيسة ولكنها إرسالية أمريكية قديمة.. والإرسالية وإن كان بها طابع ديني.. إلا أنها ليست كنيسة.. وليست مقراً تعبُّدياً.. بل هي مؤسسة تبشيرية تخلط الدين بالعمل الطوعي الإنساني.. ودعنا نقف عند هذا الحد ولا نسهب في وصف ما تقوم به الكنيسة لأننا سوف نعود إليه..
    ثاني هذه الزلات أن هذا العمل الذي قام به جمهور من الناس.. وإن كان خاطئاً ومتجاوزاً للقانون إلا أنه ليس تطرفاً.. والسبب في ذلك يا أخ دكتور أمين في غاية الوضوح وفي غاية النصاعة.. وهو أن الإرسالية ظلت في هذا المكان منذ عشرات السنين لم يتعرّض لها أحد.. ولم يذكرها أحد ولم يشر إليها أحد.. ولم يمسها أحد.. ولو كان الدافع هو التطرُّف لما بقيت يوماً واحداً..
    ولماذا يخفى على دكتور أمين حسن عمر الملابسات التي حدث فيها هذا الحدث؟
    إن الحدث ارتبط بأشياء كلها استفزازية.. أول هذه الأشياء بقاء الجنوبيين في الشمال بعد الاستفتاء وبعد إعلان الدولة في الجنوب مع استمرار التحدي ومحاولات الالتفاف حول الانفصال.. والبقاء في الشمال لا على وجه الضيافة ولا على الوجه الدبلوماسي الذي تتيحه الأعراف الدبلوماسية.. بل على أساس استعلاء وإهانات وتطاول وتحرُّش بالمواطنين.
    ثاني هذه الأشياء، الانبطاح الذي تظهره وفود التفاوض بلا أدنى مبرر.. لأن الهوان والانبطاح رغم أن له مبررات وأسباباً إلا أنه يظل انبطاحاً ويظل انكساراً..
    ثالث هذه الأشياء، هو احتلالهم لهجليج ودعواهم أنها سودانية.. وقد فعلوا فيها ما فعلوا!!
    وهجليج التي أصبحت معلماً في العلاقة بين السودان ودويلة الجنوب التي ما تزال تبحث عن هوية.. وعن مستقبل لا نحتاج إلى كثير شرح ولا مزيد بيان.
    ورابع هذه الأشياء هو زيادة تردد ما تبقى من أبناء الجنوب حتى تاريخه على المركز أو الإرسالية التي لا تحتاج إلى اتهام..
    خامس هذه الأشياء ــ والذي أرجو ألا يغيب على فهم وفطنة وفكر الدكتور أمين حسن عمرــ هو الوجود الاستفزازي المخالف للأصل الشرعي سواءً كان المبنى إرسالية أو كنيسة، ففي الحالتين لا يجوز إقامة إرسالية تبشيرية في هذا المكان لا بعد الاستفتاء ولا قبله.. ولا يجوز إقامة كنيسة.. وليس لإقامتها مبرر مطلقاً لا في كتاب ولا سنة..
    فالشروط العمرية ستة مستحقة وستة مستحبة وهي متعلقة بأحكام أهل الذمة على أرضهم التي فتحها المسلمون عنوة.. لا تبيح لهم إقامة الكنائس إلا وفق شروط صارمة وقوية ولا تبيح لهم التبشير قولاً واحداًَ وحكماً مطلقاً.. ومنع التبشير يدخل في الشروط المستحقة.. وسميت مستحقة لأنها لازمة لهم في كل حال سواءً ذكرت أم لم تذكر..
    وإقامة الكنائس تدخل في الشروط المستحبة التي يلزم ذكرها في العهد عهد الذمة وعلى أرضهم.. ولابد من الإذن قبل إقامة الكنيسة ولا بد من المبرر.. حتى ترميم الكنائس في أرض الذمة لا يكون إلا بإذن..
    والجريف غرب ليست أرض ذمة بل هي أرض إسلامية والوجود غير الإسلامي فيها طارئ قبل الانفصال وبعده ولا يجوز استحداث كنيسة فيها ولا ترميمها ولا يجوز تقديم مجرد طلب للإذن بإقامة كنيسة..
    والوحدة المتوهمة والمدعاة قبيل الانفصال لا تبرر إقامة الكنائس في الشمال لأنها وحدة وهمية خالفت مفهوم الأمة الواحدة أمة الإسلام..
    أما مفهوم أمة السودان فهو مفهوم عبثي حداثي مصادم للأصل الشرعي الذي جاء في القرآن.. فالسودانيون شعب وليسوا أمة ولكنهم جزء من الأمة الإسلامية.. وهذا مفهوم الأمة في القرآن.
    إن على أمين حسن عمر أن يرجع لأحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم والخراج لأبي يوسف والاستخراج في أحكام الخراج لابن رجب الحنبلي والأحكام السلطانية للفراء والماوردي.. ولعامة كتب الفقه والسياسة الشرعية..
    إن الذي حدث في الجريف غرب كان مجرد ردة فعل جماهيرية غاضبة على سلسلة متصاعدة ومتنامية من الاستفزازات والإهانات.. ولا يزيد على كونه شغباً لا ضمانة فيه لفساد على أحد.
    إن ردة الفعل في المادة تأتي دائماً مضادة للفعل في الاتجاه ومساوية له في القوة.. ولكن في الصراعات البشرية لا تأتي هكذا.. بل تأتي في كل الاتجاهات ومتجاوزة للفعل في القوة والضعف.. إلا في النبوات والرسالات وأمور الوحي فقد ضبطت وأحكمت، ومع ذلك هناك نماذج من تفلتات المؤمنين المذكورة والمعلومة.. والتي لم يعاقب عليها أحد..
    إن أمين حسن عمر فقيه.. ودبلوماسي.. ومفاوض من العيار الثقيل فكيف أجاز لنفسه أن يستعدي المجتمع الدولي على أهله وأهل دينه وشعبه وأمته بهذا القول المتعجل والمتسرِّع والمخالف لحقائق الأشياء وحقائق الواقع وحقائق الشرائع..
    أخي أمين.. ليتني لا أحتاج إلى الرد عليك بعد اليوم!! أسأل الله لي ولك العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.
                  

05-10-2012, 07:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    عندما تكذب وزارة الخارجية وتضلل الشعب!!

    .
    الخميس, 10 أيار/مايو 2012 06:45

    .الطيب مصطفى

    هل تذكرون قرائي الكرام اتفاق أديس أبابا الإطاري المشؤوم الذي وقّعه د. نافع مع عقار بمشاركة أولاد نيفاشا بتاريخ 82/6/1102 واعتذر عنه بشجاعته المعهودة بعد أن أبطله المكتب القيادي للمؤتمر الوطني والرئيس البشير وقالوا فيه ما لم يقل مالك معشاره في الخمر مبينين خطورته على مستقبل البلاد والتي لا تقل بأي حال عن خطورة نيفاشا التي لا نزال نتمرغ في جمرها ولهيبها؟!


    هل تعلمون أن قرار مجلس الأمن الذي تدافع عنه حمائم وزارة الخارجية أعاد ذلك الاتفاق وفرضه ــ بإيعاز من أمريكا ــ على السودان بنص الفقرة (3) والتي تقول: (يقرر المجلس أن يقوم السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان ــ قطاع الشمال ــ بالتعاون الكامل مع فريق الاتحاد الإفريقي رفيع المستوى ومع رئيس منظمة الإيقاد من أجل التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات على أساس اتفاق 82/6/1102م حول إطار عمل للشراكة السياسية والتدابير الأمنية والسياسية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان)؟!
    إذن فإنه حسب قرار مجلس الأمن على السودان أن: (يبل رفضه لذلك الاتفاق الإطاري ويشرب مويته) فقد أقر مجلس الأمن ذلك الاتفاق المهين رغم أنف السودان متدخلاً في شأن داخلي سوداني وفارضاً عقار وعرمان والحلو على السودان بحركتهم الشعبية (شمال) التي مُنحت شرعية مجلس الأمن لتتبوأ مكاناً علياً في مستقبل السودان!! الأدهى والأمَرّ أن منطمة (الإيقاد) التي أنتجت كارثة نيفاشا تحت رعاية وإشراف أمريكا وصويحباتها فُرضت علينا بموجب هذا القرار وأصبحت المنظمة التي لا علاقة لها بالشأن السياسي من دهاقنة السياسة وانتقلت من مهمتها الأساسية (التنمية) التي أُنشئت من أجلها لتتعلم الحلاقة في رؤوسنا نحن اليتامى المغلوبين على أمرنا والذين لا حول لنا ولا قوة!!


    منظمة الإيقاد Inter-Governmental Authority for Development (IGAD) التي تعني ترجمتها: السلطة بين الحكومات من أجل التنمية.. والتي كانت بمثابة الغطاء الذي ورّطتنا به أمريكا في نيفاشا تعود من جديد والأدهى والأمَرّ أن أعدى أعداء السودان يوري موسيفيني رئيس يوغندا سيكون في الغالب على رأسها بعد شهر أو يزيد ولذلك تنصِّب أمريكا الإيقاد وتعيد عرمان وعقار على رؤوسنا وتفرض ذات الاتفاقية التي رفضناها قبل أقل من عام لتكون إطاراً لإبرام نيفاشا «2»!!
    وبالرغم من ذلك تعقد وزارة الخارجية مؤتمراً صحفياً تدافع فيه عن قرارات مجلس الأمن وتكذب وتضلل الشعب السوداني وتقول إن ما يُسمّى قطاع الشمال لم يُعترف به بموجب القرار إذ يقول أحد عباقرة الخارجية يسمى السفير دهب الذي عُيِّن (مديراً للأزمة) يقول: (هذا ليس اعترافاً بالحركة الشعبية ـ قطاع الشمال أو إضفاء صفة شرعية عليها)!!


    طبعاً لا يُعتبر الكذب وتضليل الرأي العام مشكلة في دولة المشروع الحضاري وصدِّقوني إن الكاذب قد يُرقّى مكافأة له على خداع هذا الشعب (الصدِّيق) الذي كثيراً ما يتعرض لحملات غسيل مخ تصوِّر له الفسيخ شربات والزقوم عسلاً مصفى.. ألم تلحظوا ما يقدِّمه الأخ الطاهر حسن التوم حين يستضيف ثلاثة من محبي اتفاق مجلس الأمن (حتى تكتمل الصورة) والخديعة؟!
    من تراه حوسب على جلايطه من قبل؟! هل حوسب من ورّطونا في نيفاشا؟! هل حوسب من ورّطونا في اتفاق أديس أبابا الإطاري الذي نحن بصدده الآن؟! هل حوسب من ورّطونا في اتفاق الحريات الأربع وأوشكوا أن يتسببوا في تسليم عنق البشير لسلفا كير؟! لم يحاسَب منهم أحد بل عُيِّنوا مفاوضين دائمين إلى يوم الدين وقد حملت إلينا أخبار الأمس أن الحكومة أعادت في مفاوضينا من أولاد نيفاشا الثقة ليعيدوا الكرة حتى (يفطسوا) السودان.. مشكلة السودان أن نساءه عقمن عن إنجاب عباقرة غير هؤلاء ولذلك فإن الحكومة معذورة في تخليدهم!!
    بربِّكم من يُحاسَب في بلادي؟! من حوسب على غزو هجليج؟! إذن فلماذا يحاسَب دهب لمجرد أنه كذب وخدع وخادع الشعب السوداني؟!


    الغريب ليس في انبطاح الخارجية وكذبها وتضليلها للشعب السوداني إنما الغريب في أن وزيرها علي كرتي يرفض أن (يتدخل الناس فيما لا يعنيهم) بعد أن امتلكت وزارة الخارجية السودان وأدخلت شهادة بحثه في خزانتها!! علي كرتي ينتقد ويسخر من الذين انتقدوا قرار مجلس الأمن ويقول إنهم سيُغرقون السودان أما هو فقد أوتي الحكمة وفصل الخطاب ولا معقِّب لحكمه ولا ينبغي للناس أن يتدخلوا فيما لا يعنيهم حتى لو كان قرار مجلس الأمن يهدد ويتوعد بإعمال الفصل السابع بالتدخل العسكري الذي أكاد أجزم أنه لن يطول أولاد نيفاشا وأشباههم!!


    ألم يعقد كبير مفاوضينا من أولاد نيفاشا مؤتمراً صحفياً سخر فيه وتهكم من المعترضين على اتفاقه مع باقان؟! ألم يتهمهم بأنهم يهددون الأمن القومي للسودان؟ ألم يَعِب على الشعب السوداني أنه لا يحمد الله ولذلك فإنه يخشى عليه من العقوبة الربانية لأنه لم يحمد ويشكر على نعمة اتفاق أديس مع باقان؟!
    قرار مجلس الأمن الذي يشكر الحركة على انسحابها من هجليج بدلاً من أن يقرّعها ويعاقبها على عدوانها يستحق في نظر (محللي) الخارجية الدفاع عنه والإشادة به تماماً كما فعل وكيل الخارجية في المؤتمر الصحفي وهو يشيد بالرئيس الأمريكي أوباما!! أما مطرف صديق سفيرنا الجديد في جوبا والذي تحدّث بل كان المتحدِّث الرئيس في المؤتمر الصحفي فسنقول عمّا قال حديثاً آخر لكن خبِّروني لماذا لا يزال مطرف يركِّب ماكينة وزير أو وكيل الخارجية حتى بعد أن أصبح سفيراً؟!

    -------------------

    مجذوب أبوعلي: حزب البشير لم يعط عملية الشورى حقها..

    اذا انعدمت الشوري البديل لها الاستبداد وهو الهلاك



    05-10-2012 07:51 AM


    الخرطوم: حمد الطاهر :

    دمغ مجلس شوري الولايات بالمؤتمر الوطني ،العمل الفكري والثقافي بـ» الهش والضعيف» وطالب قيادات الحزب بإعطاء عملية الشوري حقها وضبط الخطاب السياسي وعدم التفلت .
    وقال رئيس مجلس الشوري القومي، الشيخ ابوعلي المجذوب ابوعلي، لدي مخاطبته لقاء رؤساء مجالس شورى الولايات امس ،ان الانقاذ جاءت بالشوري التي كانت معدومة في السابق، واضاف « لكننا لم نعطها حقها الفقهي « ونحتاج الي تمكين الشوري حتي لا تكون صورية، وقال «اذا انعدمت الشوري البديل لها الاستبداد وهو الهلاك» ودعا الي ضرورة توحيد الصف لمجابهة المؤامرات التي وصفها بـ» غير الجديدة علي الانقاذ وقياداتها .»
    من جهته، اقر رئيس لجنة مجالس شوري الولايات، احمد حسب الرسول بدر، بالضعف في تكوينات شعب الاساس ،وقال ان العمل الفكري ضعيف والثقافي هش ولابد ان نعيد للفكر قوته ،واضاف هذه رسالة نبعثها لقيادات المؤتمر الوطني ان « اعطوا الشوري ما تستحق « ،ودعا بدر، الي ضرورة ضبط الخطاب السياسي بأن يكون للمؤسسة لا للافراد وحسم التفلت ووضع استراتيجية واضحة « دون زعل او جهوية او وقوف علي الرصيف ،» والتصدي لكل من يريد الخروج عن الصف

    الصحافة
    9/5/2012
    ---------------

    الترابي والمشروع القادم ..

    هل نسي الشعب أم الترابي يتناسى؟..

    عبد الظاهر المقداد أبوبكر .
    الأربعاء, 09 أيار/مايو 2012 07:27




    . كان جدي لأبي متصوفاً، وكان متزهداً في الدنيا إلى الخلوة والانقطاع عن الناس ومجالسهم ومؤانستهم التي لا يغشاها إلاّ لماماً، لكنه على قلة ما يصدر عنه من أقوال لاحظت فيه أنه كلما جاء ذكر الدكتور الترابي في حديث عابر أو في سياق أخبار تغيّر وجهه، لكنه لا يفصح، ولأن الموقف قد تكرر، سألته ذات مرة عن السر المخفي وراء هذه التعابير، فقال لي: «يا ابني هذا الرجل في الثمانينيات طاف بكل الطرق الصوفية وشيوخها، والجماعات الدينية
    من إخوان مسلمين وسلفيين وأنصار سنة، داعياً إياهم إلى تكوين جبهة عريضة تساهم في إعادة الإسلام إلى حياة الناس في السودان، وذلك بتحكيم شرع الله، فاستجبنا له وهجرنا له كل سجاداتنا، وحشدنا له الأتباع والمريدين في ما يسمى بالجبهة الإسلامية، خدعنا بالدين فانخدعنا له، لكنه غشنا واختلى لجماعته في السر يتآمرون علينا، لكن حسبنا الله وهو ولي المؤمنين».
    كان جدي يحكي كيف أن الترابي حمل قلبين في جوفه، كان يخرج علينا بغير الذي يلاقي به جماعته من دوننا، وظهر ذلك لنا عشية وصوله إلى السلطة من قبل ومن بعد، وظهر لنا كيف أننا لا نساوي عنده إلا راحلة استعملها للوصول إلى حيث يريد، حتى إذا ما وصل ذبحها إكراماً لها ووفاءً.
    كان جدي يعتبر هذه الكلمات من ظلام السنين ويجتر الأسى الذي كادت حرارة أنفاسه تحرقني، وبينما جدي يحكي تركته وذهبت إلى أيام افتراق الإسلاميين الأولى، وقد كنت أحاول جاهدًا أن أعرف على أي شيء افترق الصف وتخاصم وتدابر إخوة الأمس، وكلمات الترابي التي ما يزال صداها يرجع إليّ ، وهي تملأ الميادين، وهو يقول: «قاتل الله السرية فقد خدعنا الناس حين كنا نتستر بكيان من دونهم، ونخرج لهم القرارات للموافقة الشكلية»، وأنا راجع من أيام الفراق الأولى، لم أرجع إلى جدي قبل أن أنزل على صحف الأيام الفائتة، وفيها تصريح للدكتور بشير آدم رحمة، يقول إن الترابي يسعى إلى الانتقال من الشعبي وتأسيس كيان جديد بذات الشكل الذي أسس به الجبهة الإسلامية القومية سابقاً،


    أو كما قال وعلى خلفية ما قال جدي وصرح به الدكتور بشير، تدافعت إليّ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة قبل الرحيل، ألا وهي: لماذا الرحيل؟ وقد قضت طبائع الأشياء أن الإنسان لا يرحل من مكان إلا إذا استنفذ أغراضه فيه، إما بفشل المهمة أو تحقيق أغراضه فيه، خاصة وأن المتتبع للمؤتمر الشعبي يرى أن هناك رؤيتين في الحزب، الأولى تقول إن هذا الحزب لا تتاح له الحرية حتى يطرح برامجه وأفكاره عبر أجهزته ووسائله، ولذلك لا يمكن بهذه الرؤية الحكم على تجربته بالفشل أو النجاح، خاصة وأنها لم تخضع لتقييم حقيقي، وعلى ذلك يسقط أولى مبررات الرحيل، فليس في التجربة غير الخبرة إشارة للنجاح أو الفشل، وهذا الرأي عليه أهل الأمصار والولايات الطرفية والذين تعلم التنويرات على قلتها عبر التلفونات. والرأي الثاني يتبناه العالمون ببواطن الأمور في المركز أن هذا الحزب تفاعل مع قضايا البلاد، وقدّم أطروحاته، لكنه قدم أسوأ التجارب منذ أن فارق السلطة، حتى أثقل بأحمال لا يستطيع التعايش معها أو حملها أو الدفاع عنها، وقد كانت كوادره وما زالت طليعة لكل أزمة في البلاد، وكل فتنة طرحت واطرحت وسلِّحت وحاربت ودوِّلت، ويقف المركز داعماً لها وكوادره مشاركة فيها، ويبلغ الترابي في السكوت عليها أو التعبير عنها حد الرضى، بداية من دغدغة عواطف الحركة الشعبية بمذكرة التفاهم، وإلى الجبهة الثورية، وكياناتها المتحالفة.



    وأجد نفسي مع الرؤية الثانية وأن الذين يتبنونها في الحزب أصدق وأنجع عن أولئك التابعين لملوكهم، فضلاً عن أن الرحيل لا يقرره حزب، ولا ينوي عليه، لكنه مرهون بالترابي، وهو من يحدد كيف ومتى ولماذا، وعلى الحزب
    التنفيذ والسلام، ولا نجد قوماً في الشعبي مجتمعين إلاّ وحديثهم «إن الشيخ داير يعمل حاجة جديدة» حيث لا دور للحزب ومؤسساته إلاّ ما كان من أمر المباركة، ولا صوت له إلا ما تناغم مع الترابي، وليس في هذه القاعدة من شذوذ أو شواذ، ومن شذّ شذّه في المؤتمر الوطني، لكن الترابي الذي ينوي الرحيل وينادي في القوم: الرحيل الرحيل أين تقديراته حين ظن أن القفزة التي خرج بها من سفينة الإنقاذ هيمان خشية الغرق، أن الأحزاب والكيانات والشعب سوف يتقبلونه طليقاً أخاً كريماً وابن أخ كريم، ففسحوا له في المجالسة ويحنون له رؤوسهم حتى يقودهم مرة أخرى، لكنه ما اتجه صوب الشعب إلاّ صدمته الشعارات الواعية التي حمّلته المسؤولية فيما وقع بالبلاد والعباد فرجع قافياً يصفهم بالتخلف، وتوجه صوب بوابة الأحزاب ليتقدّم عبرها للشعب، لكنه استفتح ولم يؤذن له حيزاً بالتحالف إلاّ بشق الأنفس، وبعد أن أزاح عن حزبه كل ما يمت للتجربة الإسلامية بصلة، حتى


    القيادات المعبِّرة عن الفكرة استبدلها بآخرين أقرب للعلمانيين منهم للإسلاميين، والذين ظلوا يمارسون قتل فكرته أمام الأحزاب، بالقسم مئات المرات معلنين توبتهم وعزمهم على عدم الرجوع، وقد رضوا بحضور شكلي في كل محفل للأحزاب، وهي لا تنسى أن تذكرهم أنهم بلا مقعد وتعلن في كل لقاء أمام الجماهير أن «أبو» الإسلاميين قد تاب وآب إلى رشده، وعدل عن رأيه في الدستور الإسلامي وثلث الحضور غاضب وثلثه عجب وثلثه يعجب، ولأن الترابي وحده الذي يعلم ما تحمله له الأحزاب والشعب وكياناته في سابق التجارب، لذلك ظل رأيه أن الكيانات جامدة، وأن الأحزاب متخلفة، وأن الشعب بلا ذاكرة، ونحن نقول إن الرهان على هذا خاسر من جهة الأحزاب فهي تدرك عبر تجربتها أن الترابي يقدِّس الوسيلة التي توصله إلى حيث يريد، مهما كانت غير صحيحة، والكيانات تعلم أن الترابي يضحي براحلته على أبواب الوصول إكراماً لها وعرفاناً. فقد فعل ذلك مرارًا، فمنذ دخوله إلى جسم التيار الإسلامي قام بتخطي الرقاب التي سبقته، والمرور أمام الجباه الساجدة من الشيوخ الذين كان لهم فضل السبق والصدق، والذين لهم شرف حمل
    دعوة الإخوان من مصر إلى السودان،


    وكان جيل الرواد والجيل المؤسس، ولكن الترابي تجاوزهم، ولم يلتفت إليهم من قبل أن يحكم ومن بعد ما حكم وعارض، ومنذ أن كان أستاذاً في جامعة الخرطوم، والبلاد تتقلب في معسكري البيوت الكبيرة في قوة اجتماعية ذات صلة بأحد المعسكرين، تدعم حركته الوليدة وقيادته المختلف عليها، فصاهر آل المهدي، وأصبح جزءًا من الأسرة الكبيرة، لكنه سرعان ما ظهرت فيه نزعة الميراث المبكر، فظل يشن الهجوم على الإمام الصادق المهدي معارضاً وحاكماً، وحين آلت إليه المسؤولية في الدولة جعله لاجئاً في العواصم الغربية والإفريقية، وظلت تطارده كلماته في الأيام القليلة الفائتة، والذي توِّج بالصلح بين الرجلين في دار حق، والترابي الذي وقّع المصالحة مع النميري، ما كان ليذر البيت الذي وهبه قوائم ينهار عليه، فخرج منه حتى لا يوصف بالسادن وشعارات الأحزاب وهتافاتها تطارده «العار العار يا مستشار»!!.والترابي الذي جمع من قبل كل الكيانات الإسلامية وأعطاهم عشم العودة للإسلام، واجتمعت معه في الجبهة الإسلامية، كل الكيانات، لكنه تآمر عليهم وفارقهم حين الوصول إلى السلطة، وتعامل معهم بالمثل الذي يردده الإمام الصادق المهدي حين خرج مبارك الفاضل وأسس حزب الإصلاح والتجديد« الطين في الكرعين ما بيبقى نعلات»،


    وحتى هذه اللحظة وهو يسعى لكي يقودوا معه المرحلة القادمة لكن كلماته لم تقف ولم تخض في الخاص والعام من الصادق المهدي، وحتى أزرق طيبة ذو الأصول اليسارية أو كما قال مرورًا برجعية الإخوان وتخلُّف السلفيين وموات دين المتصوفة، فكيف يؤسس حلفاً مع كيانات يراها كذلك، والترابي الذي وقع على ميثاق حماية الديمقراطية وحراستها من أن يعتدي عليها أحد، نكث على عقبه وأعلن انقلاباً صريحاً عليها وعلى عهدها الباطل غير الملزم له، والشاهد على العصر وللعيان أن الترابي الذي وصل للسلطة محمولاً على أكف وأكتاف القوات المسلحة وفي حراستها وحمايتها بعد أن بعث إليها الكثيرين من الخُلّص النوابغ من فلذات كبد الحركة الإسلامية، ظل منذ المفاصلة يتنكر لها ولفضلها في خطابه الذي يقدح به القوات المسلحة وجهدها وجهادها، ويعظم فيه الخارجين على البلاد والمهددين لأمن العباد، وبدا ذلك منذ مذكرة التفاهم، والجيش على خط النار، فمن يقبل خيانة في المدينة وطعنة في الظهر من حركة العدل والمساواة، التي دعمها بالكلمة ــ على حد قوله ــ حتى إذا انهالت عليها الدعومات بعد أن مسحها ببركته وألقى عليها محبته فعاثت في الأرض الفساد، واليوم يجدد العدوان في الحلف الكبير، تحالف الجبهة الثورية، بدعم دولة الجنوب وقياداتها، ولم نسمع للشعبي ولو همساً، كأن لم يكن لهم لسان،


    لكن حتى إذا ما اشتكى باقان أو عرمان سلقوا الحكومة بألسنة حداد، لا تفرق بين السلطة والوطن، لا لأنهم لا يعلمون، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
    أما الشعب الذي يراهن عليه الترابي على غفلة وعدم وعي وضيق ذاكرته، والذي لم يكن موقفكم منه كذلك وقد تدانت لكم الأرض وتكالبت عليكم الأعداء، وأنتم في أشد الحاجة إليه، فقد أخرجتم الأحاديث حتى الموضوعة التي تمجده «حيث كانت الحركة وأنتم قادتها تربي الشباب على أن النبي يشتاق إلى إخوانه من بني السودان من رعاة الشاه»، فهل تغيرتم أنتم أم تغير الشعب، ولكن الشعب هو الشعب الذي ربى ورعى واحتشد حول برامجكم، وقدم وأفاض من ضنك عيشه وأفنى العمر والأولاد رجاء المشروع الذي طرحتم له، وظل مصابرًا يربط الحجر على البطون تنفيذًا لشعاراتكم: «الإسلام قبل القوت.. شريعة شريعة ولا نموت» وظل يسكب الدمع السخين على فقد الأبناء، وأنتم تتلون عليه «من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة» وتتبعونها «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون»، لكنكم لم تقدروا له جهده على سنة النكران عندكم، وكنتم عصيين على الحلول التي أتت من العلماء والأمراء والمجاهدين وقتلتم الوحدة الإسلامية الكبرى حين رضيتم ودعمتم وسكتم عن ما يُكاد للوطن، والعدو هو العدو والحق هو الحق، حتى لو تغيّر الزمان، وقد غركم تغلب الذين كفروا في البلاد فخرجتم فرحين ترفضون التفوق الحر، ونسيتم في لحظة الانكسار وحلم الحيارى الهائمين على وجوههم، يريدون أن يسمعوا نداء الأذان وحسب.


    أو ليسوا هم القائلون «أخي في الهند أو في المغرب، أنا منك أنت مني أنت بي، لا تسل عن عنصري عن نسبي إنه الإسلام أمي وأبي» وفتحتم عليهم باباً واسعاً من أمانة الروح الجهادية، والتي قدتموها بالفتاوى، والخطاب الذي رفعتم به الجهاد وأعلنتم به أبواب الجنان من أن تردها أرواح صادقة بعد خروجكم من السلطة، وأدخلتم الشوائب في استنزاف السياسة واختلاف الحزبية، لكن الشعب يدرك حدود المتفق عليه، وهو الوطن وترابه، ويدرك حدود المختلف فيه قائلاً الله من فتن يمر فيها الحليم حيران وتنهض فيها الأرواح ويضع فيها الوطن، وكلما أرى فإن مشروع الترابي هذا لن يرى النور إلا في بلد ليس السودان وشعبه وأحزابه وكياناته، فليس للسودان عزة غير ترابه والتي يدعم الترابي أو يسكت عن دعاة الحرب فيها، وليس للشعب ثقة في مشروع يطرحه الترابي بعد أن صبروا وجاعوا وجادوا بكل شيء رجاء الشريعة التي قال الترابي إنها غير موجودة، وليس للكيانات والأحزاب عهد مع الترابي بعد أن لدغت منه وما تزال، ولكن مع كل هذا التحليل هناك سؤال، لو تناسى الوطن آلامه والشعب خذلانه والأحزاب خيانتها وأغمضوا عيونهم وسألوا الترابي عما هو الجديد الذي يقدمه في المشروع القادم،


    والرد على هذا السؤال على الترابي فقط، وذلك لسببين، الأول أن الترابي حده من يعلم ويفعل ويقرر، وليس حزبه الذي لا يسعه غير التبسم ضاحكاً من قول الترابي، ولا يرجح إلا الصبر ولا يحرك العقل حتى يتدبر مما يدعوه إلى اتخاذ موقف، وهؤلاء لا يقدر عليهم، والثاني أن الترابي هو من أخذ عن التيارات الإسلامية السلطة ووصفها بالجمود والتخلف، ذلك لأنها تريد أن تعيش الإسلام في صور السالفين، لا في عهدهم، فهل الرجوع إلى نظام جهوي مضى عليه أكثر من ثلث قرن يتجاوز الصورة للعبرة؟، أم أن الترابي ينوي الرحيل ضحى، ويمكن للمرء أن يكره بثه، لكنه يرحل حتى إذا ما عاد إلى حالته الطبيعية رجوع الفقيه، أما الرحيل الذي اعتاده الترابي هو بلا رجعة، ولم تكن أسبابه موضوعية أو مقنعة، وأكبر من ذلك حتى تعرف أسباب الرحيل والدواعي،


    فهل الشعب وأحزابه وكياناته جاهزة لكي تُملك الترابي أعناقها وتستأمنه على الوطن من جديد لكي يقوم به إماماً وقد أعطى ذلك بشرعية وغير شرعية، لكنه حمل الوطن وشعبه وأحزابه إلى غياهب الجب، ثم جاء إلى الشعب يبكي ويعتذر أنه ذهب يستبق وترك الوطن فأخذه عبود أو النميري أو البشير وثقته في الشعب ليست كما يراها الترابي بلا ذاكره، وثقته في كيانات الشعب ليست كما يراها الترابي متخلفة، وثقته في الأحزاب أنها برغم غربة السنين والجوع وحرارة السجون إلا أن تجربتها تؤهلها لإدارة وطن يحكم وهو يميزه الأزمات، وتدرك معنى الوطنية وحدود الاختلاف، وللترابي ولا أقول للشعب رأيه رهانه، ولي رأيي ورهاني وللشعب كلمته وللأحزاب فعلتها، والله يحكم آياته ويفعل ما يريد فانتظروا إنا منتظرون
                  

05-14-2012, 09:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    أ.د. الطيب زين العابدين


    التحليل النفسى للحكومة السودانية



    يفترض التحليل السياسي أن الحكومة (ديمقراطية كانت أم غير ديمقراطية) تبحث عن مصلحتها في المقام الأول بمعنى أنها تريد أن تبقى في الحكم لأطول مدة ممكنة، وإذا انتهى عمر الحاكم الافتراضي بموت أو مرض أو عجز أو فشل انتخابي (في الحالة الديمقراطية فقط لأن الحكومات غير الديمقراطية لا تفشل في الانتخابات أصلاً) يبحث قبل نهاية مدته عن وريث له من أسرته أو طائفته أو حزبه حتى يستمر نظام الحكم السابق بصورة أو أخرى. وفي المقام الثاني تبحث الحكومة عن مصلحة شعبها لأن ذلك يعطيها المبرر لاستمرار سلطتها سواء كان ذلك عبر الانتخابات الحرة (في الحالة الديمقراطية) أو باستغلال نفوذ الدولة وآلياتها القمعية في الحالات الأخرى بالإضافة للدعاية المبالغ فيها لما حققته الحكومة من إنجازات ومكاسب للشعب. ولكن عندما نجد حالة لا تتوخى فيها الحكومة مصلحتها ولا مصلحة شعبها فإن التحليل السياسي يقف عاجزاً عن تفسير مثل تلك الحالة النادرة، فكيف يتعامل المحللون مع مثل هذه الحالة؟ وبما أننا نعني هنا الحالة السودانية فإن أقرب تحليل أراه لتفسير سلوك الحكومة إزاء التعامل مع مشكلة الاعتداء على منطقة هجليج وما نجم عنها من قرارات دولية هو التحليل النفسي لا السياسي الذي يفترض مصلحة الحكومة والشعب.

    وقبل الاسترسال في التحليل النفسي الذي أراه أستشهد بمثلين يؤيدان ذلك المنحى في تفسير السلوك السوداني جمعياً كان أم فردياً. أحفظ مقولة للأخ جعفر شيخ إدريس(شفاه الله من وعكته الأخيرة) منذ حقبة الستينيات يقول فيها: إن سلوك الإنسان السوداني يحكمه عاملان الدين والرجالة، فإن اتفقا سهل عليه اتباعهما وإن اختلفا كان أقرب أن يتبع منطق الرجالة أكثر من منطق الدين بما ذلك الإسلاميون. وقد سخر أمين حسن عمر ذات مرة في تعقيبه على محاضرة غازي صلاح الدين عن "صعود الحركات الإسلامية" بقاعة الشارقة من مقولة شباب الإسلاميين في السودان: "فليعد للدين مجده أو ترق فيه الدماء كل الدماء"!فقال أي سياسة هذه وأي دين هذا الذي تراق فيه كل الدماء؟وماذا بقي للدين بعد أن تراق كل الدماء؟ المثل الثاني من عهد الصبا الأول في الخمسينيات، كنا إذا واجهنا صبياً أقوى منا في مشاجرة لا نضمن عاقبتها نجر خطاً على الأرض ونقول له: إن كنت راجل فتجاوز هذا الخط وغالباً ما يفعل، فإذا كان الطرف الأول مترددا من العراك يجر خطاً ثانٍ أبعد من الأول ويدعوه لتجاوز الخط الثاني ويستعد لما يترتب على ذلك من عواقب. وهذا يعني في عرفنا دعوة للصبية الآخرين أن يتدخلوا للحجز بين الطرفين قبل أن يبدأ الشجار.

    لقد كان الاعتداء على هجليج في العاشر من أبريل الماضي خطأً جسيماً من قبل حكومة الجنوب لا تملك الحكومة السكوت عليه بحال من الأحوال، فحكومة الجنوب ليست في قوة الحكومة المصرية التي استولت على حلايب حتى نرسم لها خطاً ثانياً ونطلب منها تجاوزه. وكان الرد العسكري سريعاً وحاسماً أدى لاستعادة هجليج بعد عشرة أيام من اجتياحها، وقد أعلنت حكومة الجنوب نيتها الانسحاب في صباح ذلك اليوم استجابة للمطالب الدولية التي جاءتها من كل حدب وصوب بمن فيهم أعز أصدقائها. وأصرت الحكومة أن تعلن أمام الحشود الجماهيرية أنها استردت هجليج عنوة واقتدارا وليس بسبب انسحاب الجيش الجنوبي، وكان من المصلحة السياسية أن نؤكد على نية الإنسحاب لأنه يعني اعتراف الحكومة الجنوبية بخطئها في اقتحام هجليج لأنها منطقة سودانية لا خلاف عليها، ولكن الحكومة السودانية أرادت أن تثبت للملأ "رجالتها" وقدرتها على استرداد أرضها.

    وكلفتنا تلك الرجالة أن رحبت القوى الدولية بانسحاب حكومة الجنوب من هجليج، وأن تتضمن القرارات الدولية تهديد الطرفين بعقوبات تحت الفصل السابع لمن يتسبب في إفشال المفاوضات السلمية لحل المسائل العالقة مع أن السودان هو المعتدى عليه، ولكن التصريحات النارية التي أطلقت جعلت السودان محل اتهام بمحاولة الاعتداء على جنوب السودان مما يهدد الأمن الدولي، وشجع ذلك الموقف حكومة الجنوب -وهي أيضاً ليست أقل رجالة من حكومة الشمال- أن تتمادى في دعواها بملكية هجليج وترسمها ضمن خريطة الجنوب المعتمدة.

    وقبلت الحكومة بقرار مجلس الأمن الدولي وكذلك قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي، وهذه خطوة موفقة ولو كانت تكتيكية ولكن لماذا نفسدها بتصريحات إعلامية تستفز الجهات التي أصدرت تلك القرارات من أمثال: نحن لا ننفذ إلا ما نريد، ونحن لا نتفاوض إلا تحت ضمانات قوية بأن حكومة الجنوب لا تكرر الاعتداء على السودان (هل هناك مثل هذه الضمانات؟)، ولا بد أن يبدأ التفاوض بالمسائل الأمنية قبل أن ينتقل للقضايا الأخرى، ولا تفاوض مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال) خارج حدود السودان (وكأننا لم نتفاوض من قبل في كل عواصم العالم مع قوى سودانية وحول قضايا سودانية)، ولا تفاوض معها إلا إذا وضعت السلاح. ولو سلمنا جدلاً أن هذه التصريحات جادة ومقصودة، فلماذا تقال في الهواء الطلق وليس داخل قاعة المفاوضات؟ فمثل هذه التصريحات تعطي العالم انطباعاً سلبياً بأن الحكومة ترفض قرار مجلس الأمن الذي ينص على المفاوضات دون شروط مسبقة وهذه اللاءات المتعددة تضع شروطاً لا يقبلها الطرف الآخر. فإذا قيلت داخل قاعة المفاوضات ستقع مسئولية فشل المفاوضات على الطرفين أنهما لم يستطيعا الوصول إلى اتفاق بينهما، ولكن شروط الحكومة المعلنة على الملأ تجعل المسئولية عليها وحدها إذا تجمدت المفاوضات أو إذا فشلت في بداياتها بحجة أن الحكومة لم تكن جادة ولم تكن حسنة النية استناداً على تلك التصريحات الفارغة. والتفسير النفسي لتلك التصريحات الضارة أن الحكومة عبأت عضويتها ضد حكومة الجنوب إلى درجة عالية حتى استحق التاجر الذي يهرب تمرة واحدة إلى الجنوب أن "يضرب ويقتل"، وكذلك فعلت مع الحركة الشعبية قطاع الشمال فوصمت قادتها بكل أنواع الخيانة والعمالة والتآمر. فكيف يجوز لها بعد ذلك أن تجلس مع هؤلاء الناس وتصل معهم إلى اتفاقات حول النفط والحدود والجنسية، أو مع قطاع الشمال إلى حد الاعتراف بحركتهم الشعبية حزباً سياسياً مشروعاً يعمل مثل غيره من الأحزاب. فهذا يعني أن الحكومة غير جادة في تلك الاتهامات، أي أنها تتكلم "ساكت"! ومن ثم تريد الحكومة "تنفيساً" تدريجيا لتلك الشحنة العاطفية التي آمنت بها في وقتها وبثتها في أتباعها النافعين حتى لا تفقد مصداقيتها أمامهم.

    وأسلوب آخر يدل على اختلال المؤسسية في الحزب الحاكم وفقدان التنسيق التام بين مراكز المسئولية المختلفة، وهي أن يصرح وزير الخارجية بقبول قرار مجلس الأمن ويهاجم ذات القرار أكثر من شخص يعملون في بعض أمانات الحزب العديدة ولا صلة لهم بصناعة القرار ولا بالشؤون الخارجية. ولا يقولن أحد إن هذه أدوار مختلفة موزعة بين عدد من الجهات، إنها فوضى داخل الكيان الحزبي الهلامي تجعل كل جهة تشعر وكأنها صاحبة قرار ولو عن طريق التصريحات الشفاهية التي لا تقدم ولا تؤخر، وتجعل السلطة المركزية تدعي أن كل الخيارات مفتوحة أمامها ولم تحسم الأمر بعد. النتيجة السياسية أن معركة وزير الخارجية تزداد صعوبة في المحافل الدولية التي تظن أن ما يقال على لسان المسئولين يمثل سياسة بلدهم. إن الظروف التي يمر بها السودان صعبة للغاية من كل النواحي ولا ينبغي أن تزيد الحكومة متاعبنا ومتاعبها بمصارعة طواحين الهواء، ومن الخير لنا جميعا أن نحل هذه المشاكل المعقدة بالتي هي أحسن عملاً بقول الله تعالى "وادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"

    ---------------------

    الحركة الإسلامية : فساد الكادر ومطالب التغيير





    05-14-2012 07:22 AM

    الخرطوم: مزدلفة محمد عثمان

    برغم السرية التي فرضت على اجتماعات شورى الحركة الإسلامية الملتئمة الجمعة بضاحية العيلفون إلا أن ما تسرب منها كان كفيلا بتأكيد حجم التململ وعدم الرضا حيال الأوضاع التي تعيشها البلاد في مستوياتها السياسية والتنظيمية والمنتقلة بطبيعة الحال إلى جسد الكيان الإسلامي وثيق الصلة بمفاصل الدولة وهياكلها الحزبية والتنفيذية ، والإشارة الأبرز التي نقلت عن المؤتمر- الذي شهدت جلساته منافشات مثيرة كما وصفت القيادية سعاد الفاتح - كانت ما قاله الرئيس عمر البشير بأن الحكم والسياسية أفسدا الكثير من عضوية الحركة الإسلامية على الرغم من أن مجيئهم كان من أجل القيم وتطبيق الشريعة الإسلامية، وعلى ما يبدو فإن الرئيس لحظتها كانت عينه على ملفات الفساد التي زكمت رائحتها الأنوف وهي تلتصق برموز في الحكم وآخرين في دواوين ذات ارتباط وثيق بالتدين، وغير خاف ما يدور من صراع في وزارة الإرشاد والأوقاف والاتهامات المتبادلة بالفساد المالي بين نافذيها السابقين والحاليين، بينما يضج تقرير المراجع العام سنويا بملايين الأرقام حول اختلاسات وتجنيب خارج الحسابات الرسمية في مؤسسات الدولة التي غالب منتسبيها من مؤيدي الحكومة لأنها أقصت منذ مجيئها قبل نحو عشرين عاما كل من لا يمت بصلة للتنظيم الحركي الإسلامي فارتبطت بالتالي كل الممارسات الصالح منها والطالح بالإسلاميين، ولم تجد على ما يبدو محاولات إخفاء فساد الإسلاميين والمساعي المحمومة لمعالجتها داخليا، فذاع صيت المفسدين وتناقلت المواقع الإلكترونية وثائق من هنا وهناك لقيادات منتسبة للتنظيم الإسلامي وآخرين من ذوي القربى ، فشهوة الحكم والمال كانت أقوى من أي وازع يحول دون الفساد والتمدد أفقيا ورأسيا، وهو ما قاله البشير أمام أكثر من 300 كادر منتمٍ للحركة الإسلامية حين أكد بأن قضايا الحكم والسياسية شغلت عضوية الحركة عن الهدف الجوهري المتمثل في بناء دولة الشريعة.
    واعتراف البشير النادر سبقه إليه عراب الحركة الإسلامية وقائدها حسن الترابي حين طفق يردد ومنذ مفاصلة الإسلاميين الشهيرة بأن المنقسمين عنه اغتروا بالمال والسلطان ونسوا مرتكزات الحكم القائم على أصول الدين في إشاعة الحريات واللامركزية في الحكم والشورى وما إلى ذلك من أسس يرى فيها الترابي الهادي صوب الحكم الرشيد.
    وما كان للبشير والترابي الصدع بما آلت إليه الأوضاع في تنظيمهم الإسلامي لو أن الأمور تدار داخل الحركة الإسلامية سرا كما السابق فتطورات الأوضاع التي أودت إلى الانقسام استلزمت تجاوز حالة الاستتار التي ضربتها الحركة الإسلامية على نفسها بكامل تنظيمها فلم تكن في بداية نشأتها تبرز للعمل السياسي إلا عبر واجهات سياسية تفرغ خلالها بعضاً من تدابيرها وجهدها في العمل السياسي العام على أن تكون تلك الواجهات مثل جبهة الميثاق والجبهة الإسلامية القومية محكومة وخاضعة لسلطان التنظيم السري (الحركة الإسلامية) وبذلك تكون شورى التنظيم أعلى سلطة من جميع مؤسسات الحزب الواجهة السياسية.
    وبعد تأسيس المؤتمر الوطني وتمكنه في السلطة ومفاصل الدولة كان القرار هو الخروج بجميع التنظيم وسياساته إلى العلن، وبذلك قام مجلس شورى الحركة بحل التنظيم ليكتمل تماما الخروج إلى علن المؤتمر الوطني، لتبقى مؤسساته مرئية النشاط فاعلة في المجتمع، وتضاءلت الرغبة في العمل الخفي مع انعدام الحاجة إليه بعد تمدد الإسلاميين في مفاصل الدولة والمجتمع على نحو لافت.
    لكن بعض الأصوات لم تلبث أن تعالت يدفعها الحنين إلى سالف عهدها الأول بالتنظيم السري فبدأت تضغط في اتجاه تأسيس حركة إسلامية جديدة موازية للمؤامر الوطني لها مجلسها الشورى وأمينها العام وهيكلها المنفصل بدستوره ولجانه، لكن مدى فاعليتها تبدو منعدمة كليا فهي ليست حزبا مسجلا ولا تملك مقرا معلوما لكنها مرتبطة بالسلطة على نحو قوي، خاصة وأن أمينها العام الممتدة دورته حتى نهاية العام هو النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ورئيسها مستشار الرئيس إبراهيم أحمد عمر وبالتالي فغالب عضويتها منتمون إلى الدولة والحزب الحاكم في أعلى درجاته الهيكلية وهو ما يجعل الحركة غير فاعلة من وجهة نظر البعض، فكل قادتها منشغلون بتصريف الأعباء اليومية للدولة، وبالتالي فارتباطها أوثق بالسلطة ولا تخرج عنها وهو في حد ذاته تقييد فعلي لحركتها يضمن السيطرة عليها.
    ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي الطيب زين العابدين في حوار صحفي أجري معه في وقت سابق بأن السلطة أفسدت الحركة الإسلامية فساداً شديداً، فالحرية صودرت والصحف أغلقت والأحزاب حلت، ويضيف بأن الحركة الإسلامية باتت أكثر سوءًا من عهد نميري لأنه كان فرداً معه مجموعة عساكر، أما الحركة الإسلامية فجعلت كل منسوبي الخدمة المدنية من كوادر الحركة الإسلامية، وبذلك أصبحت كل الدولة في قبضتها.
    ومن ذات الرؤية المتفقة على عدم فاعلية جسد الحركة تنامت أصوات تدعو إلى حلها والإعلان رسميا عن ذوبانها في المؤتمر الوطني الذي يواجه بدوره دعوات لا تنتهي تطالب بالإصلاح وإعمال الشورى بحق، خاصة وأن شكاوي عديدة ترتفع غضبا على تغييبها وصوريتها، بينما تتململ غالب قواعد الإسلامين من تطاول الانقسام الذي ذهب بالترابي وشيعته إلى طرف المعارضة، في حين الأوفق حسب ما يرى هؤلاء هو العمل سويا لتقوية جسد الحركة الإسلامية ، ولكن لا تبدو ذات القضية شغلا شاغلا لقادة الحركة الإسلامية الذين لم يناقشوا طبقا لمصادر ذات صلة ملف وحدة الإسلاميين في اجتماع العيلفون كما أنهم تغاضوا عن الحديث حول دمج الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطنى باعتبار أن الجهة الوحيدة صاحبة الحق في اتخاذ القرار هي المؤتمر العام للحركة المفترض التئامه خلال العام الحالي بالنظر إلى أنه مكفول كل أربع سنوات فانعقد خلال الأعوام ( 2000 و 2004 و 2008 ) بما يستدعي عقده قبل نهاية العام الجاري وعليه أجاز مؤتمر مجلس شورى الحركة الإسلامية في دورة انعقاده العادية والأخيرة من عمر المجلس الحالي، مسودة الدستور الذي أشار ولأول مرة إلى أن الحركة جسم سياسي فكري ثقافي ذو أهداف يسعى لتحقيقها وله حزب سياسي، على أن تكون الحركة مشرفة عليه.
    كما ناقشت الشورى تقوية الحركة الإسلامية وإحكام حلقات التنسيق بين الأجسام الثلاثة (الحزب، الحركة، الحكومة) عبر جسم تنسيقي يضم مؤسسات منتخبة تشمل ممثلين لرئاسة الجمهورية والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والأجهزة التنفيذية ذات الصلة.
    وأقر الاجتماع عقد المؤتمر العام في فترة أقصاها ديسمبر المقبل؛ لاختيار أمين عام جديد خلفاً لعلي عثمان الذي أكمل دورتين في قيادة الحركة وهو ما يمنع ترشحه لفترة جديدة، وترتفع بالتالي حظوظ الرئيس الحالي للحركة الإسلامية إبراهيم أحمد عمر للانتقال إلى الأمانة العامة خلفا لعلي عثمان بينما تراجعت أسهم غازي صلاح الدين الذي غاب عن اجتماع العيلفون وبرغم أن غازي نافس في الدورة الماضية علي عثمان بقوة وكان يلتف حوله عشرات الكوادر إلا أن عزلته تبدت مؤخرا سيما في أعقاب موقفه الأخير من قرار الاتحاد الإفريقي الذي انتقده بشدة واعتبره نيفاشا جديدة، لكن مصادقة المكتب القيادي للحزب على القرار ولو جزئيا مع ترقب اعتماده من البرلمان ربما يعكس إلى قدر كبير تراجع قدرة غازي على التأثير وإن كان الأمر في ظاهره يبدو خاضعا لرأي الشورى والأغلبية في الحزب والبرلمان، وما يجعل إبراهيم أحمد عمر الأكثر قربا إلى المنصب هو تأييده لفكرة دمج الحركة الإسلامية في الحزب فضلا عن تميزه بالهدوء البعيد عن المشاكسة بما يضمن للمؤتمر الوطني وأجهزته الحاكمة العمل في أجواء خالية من التوتر حال خسارة التيار الراغب في الاندماج.
    ويرى القيادي أمين حسن عمر في تصريح صحفي قبل يومين بأن هناك حاجة إلى التجديد ليس فقط في الأفكار وإنما في المواقف والقيادات، ويؤكد أن مفهوم التجديد يتجاوز الأطر والأسماء إلى محطة متقدمة، كما حرص على تأكيد انتفاء أي خلاف بين الحركة والمؤتمر الوطني، وقال إنهما يعملان في إطار متفق عليه وهو الإطار السياسي، وزاد قائلاً إن الحركة ليست ناشطة سياسياً، وإنما تنشط فكرياً وثقافياً واجتماعياً، لجهة أن أعضاء الحركة أعضاء في المؤتمر الوطني، وهو المناط به قيادة دفة العمل السياسي.

    السوداني


    -----------------


    وعاد المنبطحون من جديد!!
    .
    الإثنين, 14 أيار/مايو 2012 06:57

    الطيب صصطفى

    أودُّ أن أســـــــأل وزارة الخارجية السودانية التي قبلت بقرار مجلس الأمن بل الحكومة بأجمعها: من هم الذين ثبتت صحة رؤيتهم حول جولة التفاوض الأخيرة والتي أسفرت عن توقيع اتفاق بين الحكومة ودولة جنوب السودان في أديس أبابا تضمّن الاتفاق حول الحريات الأربع؟! من صدقت الأيامُ رؤيته بأن الجنوب تحت الحركة الشعبية وباقان وسلفا كير ليس جديراً بإبرام اتفاق معه يُتيح فتح الباب لمن يحمل سيفاً كما عبَّر عن ذلك د. أمين حسن عمر؟! من صدقت نبوءتُه أن باقان وسلفا كير لا يضمران إلا شراً بالسودان وبالبشير إذا زار جوبا كما قرر أولاد نيفاشا بتأييد من المكتب القيادي للمؤتمر الوطني؟!
    قبل ذلك من صدقت نبوءتُه حول مآلات نيفاشا حين كان الناس عقب توقيعها يسبِّحون بحمدها ويعتبرونها فردوساً أعلى وأنها ستأتيهم بالمنّ والسلوى وكنا نقول يومها إنها شجرة الزقوم وإن طلعها كرؤوس الشياطين وإنها ستُدخل السودان في نفق الثعابين السامة.. إن أردتم أن نعيد نشر ما كنا نكتبه قبل أن توقَّع نيفاشا وبعد توقيعها سنفعل لا لنتباهى وإنما لنقول لعلي كرتي ولمكتب المؤتمر الوطني القيادي ولبرلمانهم أن تواضعوا قليلاً واعلموا أن حواء والدة وأن تصعيركم خدَّكم لنصائحنا غرور وكِبْر لن تدفعوا ثمنه وحدكم وإنما دفع ثمنه ولا يزال هذا الشعب الذي صبر على تخبُّطكم وانبطاحكم كما دفع ثمنه هذا الوطن الذي أثخنتموه بالجراح جرّاء سياساتكم العرجاء في تعاملكم مع الشأن الجنوبي منذ تسلمكم السلطة حتى اليوم.


    من تصدى لاتفاق نافع عقار الإطاري الذي رفضتموه بعد توقيعه والذي كشف الكيفية التي تدار بها الشورى داخل حزبكم الذي يُغيَّب مكتبُه القيادي ومجلس شوراه وبرلمانُه عن أخطر القرارات؟! وهل نيفاشا التي قال قائلُكم حولها إن برلمان «الشعب» لا يحق له أن يغيِّر فيها شولة.. هل نيفاشا إلا دليل على ذات الطغيان الذي لا يزال مسيطراً على القرار في بلادنا؟! أرجع لأتساءل: من تصدّى لاتفاق نافع عقار قبل أن يستيقظ مكتبُكم القيادي فيرد ذلك الاتفاق؟!
    لولا العزةُ بالإثم التي تُمسك بتلابيبكم لما أبرمتم أمراً قبل أن تُشركونا في التشاور حوله بل لأخذتم برأينا قبل رأي مؤسساتكم المعطّلة بعد أن علمتم أننا أبعد نظراً وأكثر توفيقاً منها ولكن!!
    من أسفٍ فإن الروح التي تفجّرت بعد هجليج يقوم البعض بالإجهاز عليها بتواطؤ مقصود أو غير مقصود مع المتآمرين بالخارج.. يكتب غازي صلاح الدين مقالاً أجدر بماء الذهب من معلقات امرئ القيس والنابغة عن مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي استنسخ مجلس الأمن الأمريكي قراراته ليستنسخ بها نيفاشا من جديد وهل مجلس السلم والأمن الإفريقي وهل الإيقاد وهل الاتحاد الإفريقي إلا أحذية تحت قدمي الإدارة الأمريكية؟!


    لو لم يكن قرار مجلس الأمن متضمناً إلا ذلك الاعتراف المهين بالحركة الشعبية لتحرير السودان «شمال» وأرجو أن تتمعنوا في عبارة تحرير السودان ـ لو لم يكن متضمناً إلا ذلك الاعتراف الذي يُلزم الحكومة «وكراعها في رقبتها» بالتفاوض مع أولئك المتمردين «عرمان وعقار والحلو» وفق اتفاق أديس الإطاري لكفاه سبباً لأن يُرفض من قبل الحكومة التي تقبل به اليوم وهي ذات الحكومة التي رفضته عقب توقيعه في يونيو من العام الماضي!!
    هنيئاً لسيد الخطيب فقد أُعيد اتفاقُه الإطاري وأُقسم بالله إن سعداً هذا قال لي على هامش مناظرة قناة النيل الأزرق إنه من الخطأ أن يُرفض ذلك الاتفاق الذي أقنعوا به نافع في أديس أبابا وقام بتوقيعه!! هنيئاً له فقد عاد اتفاقُه مرة أخرى وما عليه إلا أن يُضيف إليه الحريات الأربع التي وقّعها مع باقان بعد ذلك.. هنيئاً لسيد ولإدريس فقد سمعتُ أن المؤتمر الوطني أعاد فيهما وفي صحبهما الآخرين من أولاد نيفاشا الثقة رغم أنف شهداء هجليج ورغم أنف الشعب الملتهب فرحاً بعد تحريرها!!
    إن هذه الحكومة ترتكب من الحماقات ومن الاحتقار لهذا الشعب ما يهدِّد وجودها فقد قال الشعب كلمته وعبَّر عن جاهزيته لسداد ثمن العزة والكرامة التي هتف لها لكن هناك بعض المنبطحين الذين «لبدوا» قليلاً ثم عاودوا محاولاتهم الانبطاحية التي لم تورثنا غير الخزي والهزيمة في مائدة التفاوض بالرغم من أننا كنا منتصرين في ميدان القتال قبل الطامّة الكبرى المسمّاة بنيفاشا.


    أعجب من تناقض التصريحات التي يُصر بعضُها على الالتفاف على تأكيد الرئيس أنه لا تفاوض قبل تحرير كامل التراب بل والتي تهدِّد باقتلاع الحركة وتؤكِّد أنه لا سلام طالما أنَّ الحركة تحكم الجنوب بينما نجد الخارجية تتحدَّث عن قبول قرار مجلس الأمن.. أعجب أن يقرِّر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني قبول قرار مجلس الأمن وفي ذات الوقت يرفض الحوار مع قطاع الشمال بالرغم من أن ذلك القرار يُلزم الحكومة بالتفاوض مع الحركة الشعبية «شمال» وفق اتفاق أديس أبابا الإطاري
    .

    ---------------------

    أصقور أم حمائم؟ أبزاة أم فواخت؟ أكماة أم سواجع؟ .
    السبت, 12 أيار/مايو 2012 07:28

    سعد احمد سعد


    لقد والله حزنا في أمركم يا أهل الإنقاذ؟ ما لكم في كل شأن من شؤون الحزم تقدمون رجلاً وتؤخرون أخرى؟
    لماذا لا تقدمون أثبت قدميكم.. وأقواها.. وأشدها نكاية في العدو؟ لقد أوشتكم أن يقال لكم كما قال أحد السلاطين لزعيم من زعماء دولته كان يتردد في طاعته فأرسل له قائلاً: «أراك تقدم في طاعتنا رجلاً وتؤخر أخرى فاعتمد على أيهما شئت والسلام..» والله أشد استغناءً عن طاعتكم من هذا السلطان عن طاعة زعيم من زعماء دولته وفرد من رعيته..
    فاعتمدوا على رجل الطاعة ولا تعتمدوا على رجل المعصية.. واعلموا أن طاعة مجلس الأمن وطاعة المجتمع الدولي هي من معصية الله.. وإن معصية مجلس الأمن ومعصية المجتمع الدولي هي من طاعة الله.
    أقول هذا لأني أحس همهمة وأسمع همساً وأرى معسكر الإنقاذ.. ومعسكر أهل السودان يكاد ينقسم إلى معسكرين.
    الصقور والبزاة والكماة في صعيد واحد
    والحمائم والفواخت والسواجع في صعيد
    وغريب وعجيب أن يكون في السودان بعد هجليج حمائم وفواخت وسواجع ألم يتعلموا من الدرس؟ وألم يستفيقوا من الصدمة؟ هل صحيح أن لجنة أمبيكي أفلحت في سَوق بعض حمائم الإنقاذ وصقور الحركة الشعبية إلى أديس؟
    وهل يحدث ذلك في جنح الدجى؟ وهل يتكتمون عليه ولا يطلعون عليه أحداً؟ أهو ما ألمح إليه الأخ وزير الخارجية من العودة إلى طاولة المفاوضات بعد تحرير هجليج؟
    أليس هذا ضرباً من ضروب الهوان؟
    ألا يعد هذا حالة من حالات غياب الوعي؟
    إن آثار العدوان على هجليج لما تمّح بعد.. وإن أقسام السيد رئيس الجمهورية مازالت أصداؤها تتردد في الآذان.. ومازالت مداولات ومطالبات المجلس الوطني المتعلقة بالتعامل مع بقايا الجنوبيين في السودان تتوالى وتتتابع... وفي آخرها يطالب المجلس الوطني بحظر دخول رموز الحركة الشعبية للبلاد ويطالب بمصادرة ممتلكاتهم.
    والمواطن الحائر الذي يعطي بغير من ويبذل بغير حساب لا يزال في حيرة من أمره في كيفية التعامل مع الجنوبيين الذين يشاركونه في كل شيء.. في السكن في الأحياء.. وفي الخدمات وفي وسائل المواصلات ويتحركون في طول العاصمة وعرضها.. لا يعترضهم أحد ولا يسألهم أحد ولا أحد يدري كيف يتعامل معهم وما هو الممنوع وما هو المباح في التعامل معهم في الاستخدام .. وفي الإيجار.
    ليس ذلك فحسب.. فحتى مؤسسات الدولة لعلها لا تدري حتى الآن كيف تتعامل مع من تبقى من مواطني دولة جنوب السودان حتى الآن؟! وبعد كل هذا يطمع طامع منا أو منهم أو من غيرنا ومن غيرهم أن يجلس معهم للتفاوض؟!
    أنا لا أدري من هذا الذي سوف تسول له نفسه الأمّارة بالسوء أن يذهب إلى أديس في مفاوضات سرية سيكون خجله وخزيه من إعلان نجاحها أكبر وأعظم من خجله وخزيه من إعلان فشلها!! إني أحذِّر الإنقاذ من أن تكفر نعمة المولى عليها وتعرض عن إحسانه وأفضاله.
    على الإنقاذ أن تتذكر كيف خرج الناس مرتين دون أن يطلب منهم أحد ودون أن يحشرهم أحد لإعلان الصمود والتأييد مرة ولإعلان الفرح والسرور مرة أخرى.. وإني والله أخشى أن يأتي يوم يخرج فيه الناس إلى الشوارع دون أن يطلب منهم ذلك أحد ودون أن يحشرهم أحد.. ثم لا يكون ذلك فرحاً ولا تأييداً..
    إن المواطن الذي أعطى بغير حساب.. وبغير من لن يغفر للإنقاذ أن تعود الأسطوانات المشروخة التي كان يديرها حمائم التفاوض قبل هلجيج.
    إن نية الإنقاذ .. فقط دون عملها.. كانت ستحملها إلى بر الأمان لأن نية المرء خير من عمله..
    إن الإنقاذ لو أرادت بكل هذا وجه الله خالصاً.. لما آل حالها إلى ما هو عليه الآن.. ولما كان هناك مجال للأقاويل ولا سماء للشائعات ولما استطاع تعبان دينق والي ولاية الوحدة الدنقلاوي المنسلخ من دينه ومن جلده أن يصمد دقيقة واحدة أمام الأستاذ محمد الحسن الأمين في برنامج الاتجاه المعاكس.. وعلى الإنقاذ أن تسأل نفسها.. ما الذي جرّأ أمثال تعبان وباقان وعرمان ودينق ألور وسيلفا كير ورياك مشار وغيرهم على الإنقاذ.. وعلى السودان.. وعلى دين الله وشرائعه وأحكامه!!
    اسألوا أنفسكم يا أهل الإنقاذ.. ثم استفيقوا



                  

05-16-2012, 11:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)


    وزير الخارجية ينتقد تصريحات مسؤولين ضد الجنوب وجوبا تتمسك بتبعية هجليج

    برلمان السودان يوافق بشروط على قرار مجلس الأمن



    تاريخ النشر: الأربعاء 16 مايو 2012



    الخرطوم (الاتحاد) -

    أعلن المجلس الوطني السوداني (برلمان)، موافقة مشروطة على قرار مجلس الأمن الدولي بشأن السودان وجنوب السودان الذي يقضي بالدخول في مفاوضات بين الدولتين. وفيما أوصى البرلمان، الذي أعلن موافقته المشروطة، بانتهاج سياسة خارجية متوازنة تلبي طموحات السودانيين وضبط تصريحات المسؤولين، مطالباً في الوقت نفسه بالتعامل مع حكومة الجنوب “دوماً بسوء الظن”، وشن وزير الخارجية السوداني علي كرتي هجوماً عنيفاً على مسؤولين حكوميين، قال إن تصريحاتهم أضرت بالبلاد خارجياً على شاكلة “الجماعة ديل ما بيجو إلا بالعصا” وإطلاق وصف “الحشرة الشعبية” على الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا والتهديد صراحة أو ضمناً بالزحف إلى جوبا (بنمشي جوبا).

    وحدد رد لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، على بيان وزير الخارجية الذي قدمه رئيس اللجنة محمد الحسن الأمين، 7 شروط للتعامل مع قرار مجلس الأمن 2046 تضمن أولوية التفاوض حول المسائل الأمنية والعسكرية قبل المسائل العالقة الأخرى، وعدم التعامل بعبارة «الأراضي المدعاة»، لأنها فضفاضة ويمكن أن تجعل السودان يدعي معظم أراضي الجنوب باعتبارها كانت جزءاً منه، ورفض التعاون والحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، إضافة إلى رفض تحويل دور الوسيط إلى محكم، وعدم القبول بقرارات تفرض من أية جهة، ورفض الاتفاقيات الحزبية الإطارية التي رفضتها الأحزاب، بجانب رفض السماح لمنظمات الإغاثة ذات الأهداف العدائية بالدخول لمناطق التمرد، ورفض تجريم السودان في دفاعه عن أراضيه.

    وأوصت اللجنة بانتهاج سياسة خارجية متوازنة تلبي طموحات الشعب السوداني، وضبط تصريحات المسؤولين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وإنشاء فضائية موجهة ناطقة باللغات العالمية الحية والأفريقية.

    وفي كلمته أمام البرلمان، أكد وزير الخارجية أن التصريحات التي تحمل إسقاطات عنصرية، التي أطلق بعضها علناً الرئيس السوداني عمر البشير في خطابات حماسية، “تفهم بطريقة خاطئة دولياً وإقليمياً وتسري في أفريقيا سريان النار في الهشيم، وتمثل حرجاً دبلوماسياً بالغاً للسياسة الخارجية السودانية”. وطالب بضبط تصريحات المسؤولين فيما يتعلق بالعمل الخارجي، مبيناً أن ثمة تصريحات تحيي من جديد ادعاءات جنوب السودان العنصرية التي سوق لها قبل الانفصال. وأكد أن التصريحات اليومية التي تقال هنا تفهم خارج إطارها مثل “الناس دي ما بتجي إلا بالعصا”، لافتاً إلى أنها تكرس لدى الأفارقة بيت الشعر العربي القائل: “لا تشتري العبد إلا والعصا معه”، دون أن يكمل شطر البيت الآخر (إن العبيد لأنجاس مناكيد)”. وأضاف “مثل هذا يسري في أفريقيا سريان النار في الهشيم، لا سيما أن القارة تعاني عقدة الاستعباد والدونية. وأشار إلى أن وزارة الخارجية لم تفشل في التعامل مع الدول الأفريقية، ولكن استمرار الادعاءات بالوتيرة نفسها بعد الانفصال وضعف التمثيل الدبلوماسي، والوجود الفعلي للحركة الشعبية في تلك الدول، شكلت عوامل ضد السودان.

    وأكد كرتي أن تمثيل السودان الدبلوماسي في دول وسط وجنوب أفريقيا ضعيف جداً، أما الدول التي يغيب فيها التمثيل “فحدث ولا حرج”. وقال كرتي إن أيلولة وزارة الخارجية للحركة الشعبية خلال الفترة الانتقالية بعد اتفاق سلام نيفاشا مثلت خطأ فادحاً يدفع ثمنه السودان حتى اليوم، مشيراً إلى أن وزير الخارجية وقتها الذي وصفه بـ”ألدّ أعداء السودان ـ في إشارة إلى دينق ألور (وزير الخارجية الحالي لدولة الجنوب) ـ تمكن خلال جولاته وصولاته الدولية المنفردة بتسميم الأجواء ضد السودان، لا سيما مع دول وسط وجنوب أفريقيا، وتابع «دا كلو حدث ونحن وأنتو قاعدين في السودان». وأكد كرتي أن الخارجية تبذل «جهوداً جبارة لترميم وجه السودان» خلال تلك الفترة التي وصل عدد دبلوماسي الحركة الشعبية فيها إلى 103 دبلوماسيين من جملة 500 سفير. واشتكى من ضعف الميزانية المخصصة للخارجية، وقال الضعف يصاحبه تقطيع وتأخير. وأكد أن وزارة الخارجية فشلت طوال السنوات الأربع الماضية في التوسع خارجياً إلا عبر سفارتين فقط. وكشف عجز سفارة السودان في روسيا عن دفع قيمة إيجار مبنى السفارة لمدة عام كامل، في حين نجحت دولة مثل بنين في سداد قيمة إيجارها. وأضاف “الأمثلة دامية ولا بد من البحث عن إمكانية لدعم الوزارة”.

    من جانبه، هاجم رئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين العتباني، قرار مجلس الأمن ووصفه بالسيئ والمنحاز، إلا أنه شدد على ضرورة التعامل معه لأنه غير متعلق بالسودان وحده وإنما بطرفين وأطراف أخرى، مطالباً بالامتثال للقرار ولا ينفع “أن نقول لم أره ولم أسمع به”. وأشار إلى أن تلك الدول ستتعامل معه نظرياً. وطالب غازي بمعاملة الخارجية باعتبارها وزارة من وزارات الأمن القومي، وشدد على ضرورة زيادة ميزانيتها. وقال “إن القرار 2046 معركة سياسية في المقام الأول، ولا بد من الاستعداد لها وتحديد هوامش للتفاوض من حيث وقفت نيفاشا، وتطبيق الاتفاقية كاملة غير منقوصة تشمل الحالة الأمنية في النيل الأزرق وجنوب كردفان”، مشيراً إلى أن هذه القضية غير قابلة للمقايضة وينبغي للمفاوضين عدم التنازل عنها قيد أنملة، وطالب بسن استراتيجية واضحة للتعامل مع قرار مجلس الأمن وتوحيد الرؤى الوطنية حولها. وطالب نواب في البرلمان خلال مداخلاتهم بضبط الخطاب السياسي «غير المنضبط» وضرورة التمييز بين معطيات الخطاب المحلي والموجه للعالم الخارجي، واعتبر النواب أن الجنوب يمارس مع الشمال سياسة «ضربني بكا سبقني اشتكي».

    وقال النائب فضل الله أحمد عبد الله، « لو ما ضبطنا خطابنا السياسي سيسبب كثيراً من العراقيل أمام الخارجية»، وأكد النائب دفع الله حسب الرسول أن رفض القرار يشكل ضرراً على السودان وليس من الحكمة رفضه، وقال «ما أزعجني هو وصف وزير الخارجية بـ(الانبطاح) بعد تمسكه بالقرار»، وأضاف «إن من بدأ حياته منسقاً للدفاع الشعبي لن ينبطح»، ورأى حسب الرسول أن كرتي آثر الرأي على الشجاعة ولم يرد أن يدخل في مواجهة مع العالم، معتبراً أن في التفاصيل متسعاً لانتزاع الحقوق، وشبه موقف كرتي بموقف الرسول محمد صلي الله عليه وسلم أيام صلح الحديبية الذي لم يقبل به كبار الصحابة.

    من جانب آخر قال نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار إن بلاده اضطرت للانسحاب من منطقة هجليج النفطية بسبب الضغط الدولي والإقليمي الكبير، “على الرغم من أنها تعتبر منطقة جنوبية محتلة”.

    وأكد مشار في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” أن حل الأزمة بين جنوب السودان والخرطوم لن يكون إلا عن طريق التفاوض، مشدداً على أن الملف الأمني بين الدولتين لن يحل إلا إذا عولجت قضايا النفط والحدود.

    وكانت الخرطوم وافقت في وقت سابق على خريطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الإفريقي من أجل وقف الصراع بين البلدين حول عديد القضايا، وأهمها منطقة هجليج النفطية. وقال رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير الشهر الماضي إنه مستعد للتفاوض مع الخرطوم بشأن القضايا العالقة بين البلدين، على الرغم من اتهام الخرطوم لجوبا بتوسيع دائرة العداء، بعد تجدد الاشتباكات الحدودية.

    وكان وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين قد قال عقب اجتماع مجلس وزراء دولة الجنوب في وقت سابق، إن “هجليج جزء من دولة جنوب السودان”. وأضاف أن جوبا كانت تعتزم “إجراء حوار مع السودان لاسترداد هجليج” بالطرق السلمية، و”ليس عن طريق القوة”، مشيراً إلى أن حكومة جنوب السودان بصدد “رفع قضية المنطقة للآلية الأفريقية لتضمينها في المفاوضات حول القضايا الخلافية الأخرى بين الدولتين”. يشار إلى أن الخرطوم أوقفت المحادثات مع جوبا بشأن رسوم مرور النفط الجنوبي، وغيرها من المسائل المعلقة بين البلدين، احتجاجا على احتلال هجليج. وأعادت الخرطوم السيطرة على منطقة هجليج في 21 من أبريل الماضي، بعد صراع مع جوبا، استمر لأسابيع، وذلك حسب وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين.


    إ جريدة الاتحاد
    الأربعاء 25 جمادي الآخرة 1433هـ - 16 مايو 2012م
    www.alittihad.ae



    ------------

    الطيب مصطفى: انتقاد كرتي لتصريحات البشير «قمة الانبطاح» .
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 06:48 .

    .الخرطوم: نادر بلة


    أكد خبراء سياسيون أن قرار مجلس الأمن رقم «2046» مؤامرة تُحاك ضد السودان وينتهك سيادته ويحتقر شعبه، واعتبروه استنساخًا لاتفاقية نيفاشا، وتخوفوا أن ينتهي القرار بفصل ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وطالبوا بضرورة إجهاض القرار، وأشار المتحدثون في ندوة منبر السلام العادل مساء أمس إلى أن ما يحدث للسودان انبطاح من قبل قياداته، مشيرين إلى أن الانبطاح يؤدي إلى الاستبداد وإشاعة ثقافة الهزيمة وطمْس الهُوية.

    ودعا رئيس حزب منبر السلام العادل المهندس الطيب إلى التصدي للقرار والوقوف بالمرصاد ضد شخصيات ــ لم يسمِّها ــ قال إنها تعمل على إرجاع السودان إلى أيام نيفاشا، ونادى الطيب لضرورة تأسيس رؤية إستراتيجية للتعامل مع دولة الجنوب، وطالب باستمرار التعبئة وعدم توقفها لجهة أن الحرب لم تنتهِ بتحرير هجليج مشيرًا إلى التصعيد العسكري في إقليم النيل الأزرق وجنوب كردفان.

    واعتبر الطيب أن قمة الانبطاح هي انتقاد وزير الخارجية لحديث رئيس الجمهورية ولخطابه، وقطع الطيب بعدم وجود سبب لخوف وزارة الخارجية وقبولها بالقرار، إلى ذلك أكد الناشط السياسي الدكتور محمد علي الجزولي أن قرار مجلس الأمن دمَّر العقيدة العسكرية للدولة موضحًا أنه أحبط الإدارة العسكرية التي قامت بتحرير مدينة هجليج


    -------------------

    قرار مجلس الأمن والقنبلة الموقوتة!! .
    الثلاثاء, 15 أيار/مايو 2012 0

    الطيب مصطفى

    .

    حقَّ لأمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني بروف إبراهيم غندور أن يصف قرار مجلس الأمن رقم «6402» بأنه كان (سلبياً جداً) وبأنه (منحاز جداً) وحقَّ كذلك للقانوني الكبير بروف أحمد المفتي أن يصف ذلك القرار في ندوة صحيفة (السوداني) بأنه (أسوأ قرار رآه في حياته) وقبل ذلك حقَّ لدكتور غازي صلاح الدين الذي لو سمعوا كلامنا حين طالبنا بأن يحتل منصب وزير الخارجية رغم أنه أقل من قامته لكان الحال غير الحال.. أقول حقَّ لغازي قبل ذلك أن يكتب محذراً ومنذراً من قرار الاتحاد الإفريقي الذي أحال قراره إلى مجلس الأمن بعد أن أصاب منا مقتلاً وفعل بنا الأفاعيل فقد كان مقال غازي بعنوان: (قرار الإتحاد الإفريقي استنساخ للإيقاد ثم نيفاشا جديدة).
    رغم أن كل هؤلاء وغيرهم كثيرين قالوا في قرار مجلس الأمن ما كان ينبغي أن يقذف به في مزبلة التاريخ إلا أن وزارة الخارجية رحّبت به كما لو كان نزل عليها بالمَنِّ والسلوى أو كأنه أدخل السودان الفردوس الأعلى!!
    لو لم يتضمن ذلك القرار الكارثي غير الإهانة التي ألحقها بالدولة حين أعاد الثقة في اتفاق نافع عقار بأديس أبابا في يونيو الماضي لكان ذلك سبباً كافياً لرفضه بحجة أن مجلس الأمن أرغم بقراره الحكومة على الإذعان والقبول بذلك الاتفاق الإطاري الذي رفضته بقرار من رئيسها ومن المكتب القيادي للحزب الحاكم وهل أبشع من أن يتدخل مجلس الأمن في شأن داخلي ويُرغم السودان على التفاوض مع عرمان وعقار والحلو رغم أنهم مطلوبون للعدالة بعد أن خربوا ودمروا وقتلوا وخانوا وطنهم وتعاونوا مع الأعداء في سبيل تمكينهم من احتلال أرض السودان؟!
    كتب غازي صلاح الدين عن منظمة الإيقاد التي نصّبت نفسها وصياً على السودان وقاضياً وانتقلت من طور إلى طور إلى أن انتهت إلى نيفاشا.
    هل تعلمون قرائي الكرام أن الإيقاد التي ورَّطتنا في شيطان نيفاشا عادت وصياً علينا بقرار مجلس الأمن مرة أخرى بل الأدهى والأمرّ أنها عادت في شخص رئيسها الجديد الذي سينصب خلال الشهرين المقبلين لينجز المهمة وأعني به الرئيس اليوغندي (يوري موسيفيني) الذي لم يُخفِ يوم من الأيام عداءه للسودان بل والذي هدد قبل أيام قليلة وتحدث وزير دفاعه عن أنهم سيوظِّفون طيرانهم لحماية ـ دولة الجنوب من الطيران السوداني؟! يقول القرار الذي أعدته عدو السودان الأمريكية سوزان رايس «إن على السودان والحركة الشعبية (لتحرير السودان) .. أكرر (لتحرير السودان!!) التعاون الكامل مع فريق الاتحاد الإفريقي رفيع المستوى ومع رئيس منظمة الإيقاد من أجل التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات على أساس اتفاق 82/6/1102م» أي أنه على حكومة السودان أن تتعاون مع موسيفيني الذي سيكون قاضياً علينا رغم أنفنا ووسيطاً بيننا وبين الحركة التي يدعمها ضدنا وبالطبع فإن موسيفيني هو الذي سيرفع تقريره إلى مجلس الأمن فيا حسرتاه!!
    بربكم أليس باطن الأرض خيراً من ظهرها؟!
    وبالرغم من ذلك يعقد رجال الخارجية المؤتمرات الصحفية ليدافعوا عن القرار بل وليقول قائلهم إن القرار لا يُعتبر اعترافاً بالحركة الشعبية لتحرير السودان!!
    هذا القرار الكارثي تضمّن مصائب كثيرة ولكن ثمة سؤال مهم: لماذا القبول بالقرار؟!
    المنبطحون يجيبون بأن عدم تنفيذ القرار يترتب عليه توقيع عقوبات وأجيب بالآتي مقتطفاً بعض إجابات سفير السودان بالأمم المتحدة دفع الله الحاج لصحيفة (الرأي العام) التي أجرى صحفيها اللامع فتح الرحمن شبارقة حواراً معه.
    إن القرار نصَّ على التهديد بالمادة «14» التي تتحدث عن عقوبات اقتصادية وسياسية أما العقوبات العسكرية التي يخشى منها المنبطحون فإنها تأتي في المادة «24» التي لم ترد في نص القرار.
    بربِّكم هل هناك عقوبات اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية لم تُوقعها علينا أمريكا؟! أردِّد الطرفة التي تقول إنه قيل للقرد: (عاوزين نسخطك) فما كان منه إلا أن سأل محدِّثيه: (يعني حا تقلبوني غزال؟!).
    لن يضيرنا أن نعترض على قرار مجلس الأمن ليس على غرار ما ظلت تفعله الدول المحمية من القرارات والعقوبات الدولية مثل إسرائيل وإنما بأن نفعل ما تفعله إيران أو سوريا التي صدر قرار من مجلس الأمن حدَّد العاشر من أبريل كآخر تاريخ لسحب آلياتها العسكرية من المدن ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث وقد تحدَّث مندوب السودان بالأمم المتحدة أن العقوبات لن تُطبَّق حتى إذا رفضنا تنفيذ القرار لكن هب أنها طُبِّقت هل من مقارنة بينها وبين خطورة استنساخ نيفاشا؟!
    أقسم بالله إنه أفضل ألف مرة أن نرفض القرار من أن نستجيب له ونفاوض عقار ونذعن لإرادة عرمان وغيرهما من الخَوَنَة والمارقين وأفضل ألف مرة أن نرفض من أن نضع رقبتنا تحت مقصلة موسيفيني والإيقاد لكي يستنسخوا نيفاشا مرة أخرى ويُدخلونا من جديد في كهفها المليء بالثعابين السامة.
    من يكتب لكم الآن سبق أن نصح مراراً وثبت أنه أبعد نظراً فهلاّ سمعتم نصحه هذه المرة!!

                  

05-17-2012, 06:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)


    لا للمزايدات الاعلامية، فالحركة الاسلامية فكر تنويري تربوي!! .
    بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 21:43


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
    هذا بلاغ للناس
    بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم*
    [email protected]

    توطــئة:
    - تابعت باهتمام شديد برنامج " حتى تكتمل الصورة" لمقدمه الإعلامي الطاهر التوم الذي استضاف فيه الدكتور كمال عبيد والاستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة " التيار" اليومية على ضوء اجتماع شورى الحركة الاسلامية ، ولا أريد أن أخوض أو أدخل في تفنيد المغالطات التي أبداها الأستاذ عثمان ميرغني ولا محاولة اثنائه على إصراره لتسجيل الحركة الاسلامية كتنظيم رغم محاولة الدكتور كمال أن يزيل اللبس والخلط الذي وقع فيه الاستاذ عثمان ميرغني وهو الذي تربى وتشرب بفكر الحركة حتى اختار لنفسه تياراً مخالفاً وهذا حقه، ولكن ليس من حقه أن " يضرب ويلاقي" كمن يحاول دس السم في العسل للتشويش على فكر الحركة الاسلامية اعلامياً وهو يعلم مدى تحصين الأنفس والأرواح في نهج ومنهج التربية داخل الحركة.،
    - من المعلوم أن الخارج أو المنشق على جماعة وكان واحد منها هو من أهل البيت فأنه يعرف عنها أكثر من غيره إلى يوم خروجه ولكن ليس من الأمانة بمكان أو من أاحترام أدبيات الاختلاف - ولا أقول الخلاف - أن توظِّف ما سمعت من عصف الأفكار وعرضها تبايناتها واختلافاتها واتفاقاتها وتحاول تفسيره لغير مقاصدها كأداة لإثبات أنك على صواب والآخر قبض الريح.
    المتــن:
    - لكن ما أحاول هنا توضيحه للأستاذ عثمان ميرغني بجهد المقل الذي إن أخطأ فله أجرٌ وإن أصاب فله أجران، ولا يدعي امتلاك الحقيقة وغيره قبض الريح، ومع إيماني بحرية التعبير لكني لا أتعدى حدود اللياقة وأدبيات الحوار والاختلاف كما فعل الاستاذ عثمان ميرغني في استعمال تعبير " تدليس" وهي لصفةً من النقائص التي تمس الأمانة، ولا تشبه الاسلاميين عموماً على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم ، فربما قد خان الرجل التعبير وهو الصحفي الذي يزن الكلمة قبل خروجها من فمه، كما أن الأستاذ عثمان حاول لزج باسم الدكتور الشيخ الطيب زين العابدين وهو رمزٌ له التقدير والاجلال والاحترام منا مهما اختلفنا معه في الوسائل، لأنني من الموقنين بأن ليس هناك اختلاف على المقاصد، وكما أننا تربينا على نهج ومنهج الاسلام فنحن نحترم كبيرنا ونوقره ولا داعي لكي يزايد زيدٌ أو عمر ويزج باسم الشيخ الدكتور الطيب زين العابدين في غير موضعٍ يستدعي ذلك، اللهم إلا لو كان لمجرد أن يحاول إثبات خطله الفكري.


    - كان الاستاذ/ عثمان ميرغني – طوال مدة الحلقة - يصر ويحاول اقناع الدكتور كمال عبيد بأن الحركة الاسلامية هي تنظيم سياسي واجب تسجيله كما تسجل السيارة في إدارات المرور حتى أخرج رخصة مركبته ليدلل على فكرته، ودون أن يتقبل أو يعترف ويدرك مبدأ أن الحركة الاسلامية هي مجموعة من البشر تواضعت فكرٍ آلت على نفسها وعاهدت الله على نشر هذا الفكر الاسلامي التنويري، كنهج ومنهج تربوي يجذب إليه الشيب والشباب من ذكرٍ وأنثى ليُنَشأ الجيل والاجيال القادمة على هدىً واستنارة بشئون دينهم وأن يكون ملماً بالدين والعبادات، متفقهاً في شئونه في دنياه وآخرته، وكون الاسلام معتقد ومنهج متكامل لإدارة شئون الحياة يشمل كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدفاعية وفهو لا يحتاج لترخيص ولا تسجيل لدى سلطة ما حتى يصبح شرعياً لأنه أصلاً يستمد شرعيته كونه رسالة إلهية، وأيضاً لأن الفكر في عمومياته مسألة معنوية روحية، وأن المنسوبين/ المنسوبات للدين الاسلامي لا يعملون أو يعملن في الخفاء ولا يزاولون/ يزاولن أمراً منكراً ممنوعاً ومحظوراً، أو أنه نشاط ربحي تتحصل عليه الدولة عوائد وضرائب حتى لا يقال أن صاحبه يتهرب من دفعها!!


    - سأعطي أمثلة عن مجموعات فكرية دينية سواء كانت صوفية أو طائفية- ليس انتقاصاً بل تمجيداً- فنطرح السؤال التالي: هل يستوجب لشيخ طريقة صوفية أن يطلب إشهار طريقته وترخيصها من السلطات أم أنها دعوة دينية تربوية روحية تستمد شرعيتها ومشروعيتها من الدين والشريعة؟! هل يقبل عقلاً ومنطقاً أن نطلب من طائفة دينية ككيان الانصار أو كيان الختمية أن تسجل الطائفة لدي السلطات؟!.. هل طُلب من كارل ماركس أو فريدريك انجلز كمفكرين أن يسجلا براءة إتراع تفكيرهما لدى أي السلطات الألمانية أم أنهم استمدوا شرعية فكرهم من اعتراف بعض الفئات المجتمعية بفكرهم فاكتسبوا جماعة من الاتباع المؤمنين فكرياً بنظريتهم؟! فما بالنا بمعتقد ديني أنزله الله على عبده محمد بن عبدالله نبياً ورسولاً للهدى، ونطلب من الحركة الاسلامية التي تستمدّ شرعيتها ومشروعيتها من هدي السماء، ودينٌ الاسلام المنزل من عند الله وفيه هدىً ورحمة للناس والعالمين. فهل يحتاج الأمر لسطلة بشرية مثلنا مثلها أن يُرَخص لنا ممارسة شعائر ديننا ، والاسلام نعمة نحافظ عليها بالشكر، والشكر لا يتم إلا بالمنافحة والمجاهدة لتحقيق مقاصد هذا الدين، والحركة الاسلامية وأنصار السنة وهيئة علماء المسلمين والأخوان كلهم يدعو لتربية فكرية اسلامية من خلال رسالة خالدة أنزلت للعالمين، فهل نطلب من سلطة بشرية أن تُرخص لنا ممارسة عباداتنا والدعوة إلي نشرها وكذلك المجاهدة في تربية الشباب ونحن نؤمن بدين سماوي تكفل - ووعد الله حق- بحفظه وهو القائل( إنّا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. الآية؟!


    - عندما صدع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة في جزيرة العرب هل احتاج من قريشٍ لترخيص ما حتى يدعو لسبيل ربه وينشر الدعوة المنزلة عليه، أو حتى طلبت قريشٍ منه أن يسجل الدين الذي يدعو له في دار الندوة؟!.. إن الدعوة ما هي إلا تربية روحية وفكرية ترتقي بالنفس من غياهب الجهل والبدع، وقد تواضعت عليها مجموعة من الناس على مختلف أعمارهم وأجناسهم وعروقهم سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً وهم يفرقون بين مجموعتهم التربوية الروحية الفكرية فرقةً ترتقي بالروح وتنقي الجسد من كل شائبة تقود لارتكاب المعاصي.
    الحاشـية:
    - لما كان الدين الحنيف نهج حياة متكامل فهذا لا يمنع ولا يحجر على الحركة الاسلامية أن تسهم وتلعب دور في جميع المناشط التي تعتقد أنها تستطيع أن تقدم فيها للمجتمع من العطاء ما ينفع الناس، ولا أحد يمنعها أو يحجر عليها أو يصادر حقها من أن تؤسس وتسجل أجسام تنظيمية تسجل لدى السلطات حزب يمثل توجهها الاسلامي الحضاري عبر القنوات القانونية كتنظيم سياسي وأن تكون من أهداف الحزب العمل على بسط وتنزيل ظلال ومبادئ الشريعة ومقاصدها على جميع تعاملات المجتمع الدنيوية السياسي المختصة في المجالات الحياتية المختلفة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو طوعية خيرية ، وأيضاً جمعيات تُسجّل لتعمل إحياء نار القرآن وتطبيق الشعائر التي عملت التيارات الفكرية الشيوعية الالحادية والليبرالية والعلمانية بجهد كبير على تصوير أن تطبيق الشريعة وتنزيلها إلى كافة مناشط الحياة الدنيوية مع تربية وتهذيب النفس على أساس عقدي والذي منه نبع فقه المعاملات ما هو إلا رجعية المراد بها إلهاء الشعوب، فالدين عندها أفيون الشعوب!!.فالحركة الاسلامية هي في واقعها حركة إسلامية، أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الإخوان المسلمين، وتربى أفرادها على مؤلفات الأستاذ البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبو الأعلى المودودي، وفكرها مرتبط بالهوية الإسلامية، والبعد عن الانتماء إلى الولاءات الأخرى, وتدعو لإحياء مجد الإسلام، وذلك بإتمام الدين وإقامة جوانبه التي أُميتت أو ضعفت.


    - إن الحركة الاسلامية في السودان هي في حالة حراك دائم ينتج عنه إثراء وتلاقح الأفكار لأنها تعتمد الشورى في هياكلها، والشورى في الاسلام تدعو للاجتهاد في والإبداع الفكري لينتج افكاراً بناءة وحتى المخطئ في اجتهاده فله أجر، إن الشورى لها ضوابط وأدبيات في إدارة وفن الحوار والاختلاف واحترام الغير والذات وأن ديننا يأمرنا بإنزال الناس منازلهم إن الشورى في الاسلام ليست كما هي في الأنظمة الوضعية، ففي كثير من الأحيان نلاحظ الممارسات الخاطئة للديمقراطية التي ذهب البعض إليها فلم يعد هناك حداً فاصلاً بين الفوضى والممارسة الرشيدة. فالحركة الاسلامية في السودان تأسست على مبادئ وأهداف جماعة الإخوان المسمين في مصر وتأثر بالجماعة في مصر كثير من الذين ابتعثوا للأزهر الشريف لذا كانوا نواة جماعة الأخوان المسلمين ثم توالى التطور إلى جبهة الميثاق الاسلامي ومرشدها ورئيسها الشيخ الدكتور حسن الترابي ولا أحد ينكر عطاءات الرجل ومجاهداته في تأسيس جبهة الميثاق الاسلامي وتطورها إلا جاحد، سواء اتفقنا أو لم نتفق مع أطروحاته الأخيرة. لقد نشأت الحركة الاسلامية في السودان كجماعة وعظ وإرشاد وتربية الناشئة تربية اسلامية روحية وتعريفهم بدينهم، وتقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه، ملزمةً أتباعها بأن يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته للمجاهدة والمنافحة الدعوة لنشر فضائل الاسلام بعيداً عن التشكيلات الحزبية والقضايا السياسية فهذه المهمة تترك للحزب، لذا كان يلجأ أعضاء الحركة الاسلامية في العمل على الترويج ونشر فكرها بمخالطة جميع شرائح المجتمع في المساجد والدور والمتاجر والنوادي، وإلقاء المواعظ والدروس والترغيب في في مجاهدة النفس والالتزام الاخلاقي بثوابت الدين.
    الهامـش:
    - أرى أنه حينما نخاصم يجب أن لا نفجر في خصامنا ومن حقنا أن نحقق طموحاتنا ولكن بشرف لا أن نمارس للمزايدات الاعلامية كوننا نملك وسائلها أو النفاذ إليها حتى لا يأخذ النقاش وكأنه نوع من أنواع الابتزاز الاعلامي وللنأي به عن هذا الانطباع يجب أن نتوخى العقلانية والموضوعية، فالحركة الاسلامية هي فكر تنويري وتربوي سيظل هكذا حتى يرث الله الأرض وما عليها، فالذين يعتبرون أن الحركة الاسلامية هي مطية لتحقيق مآرب دنيوية لم تتحقق ، فمن غير المقبول أخلاقياً ومن غير اللائق أن تذم وتقدح فيها، وتعتقد أن هذا هو السبيل لتصفية حسابات شخصية وتراكمات نفسية، كما أن من نافلة القول أن نذكر ونوضح عسى أن نزيل اللبس والخلط الذي جرى إيهام المشاهد المسمع به ضمناً أثناء الحوار، وعلينا أن نوضح أنه ليس هناك ما يسمى الدولة الدينية بل هناك دولة مدنية وقد نشأت نواتها في المدينة المنورة في عهد رسولنا محمد رسول الهدى والهداية صلى الله عليه وسلم وهناك دولة عسكرية حسب ما جاء في تفسير الفقيه الدستوري الدكتور أحمد كمال أبو المجد.!!
    كفاية كده.. وأسأل الله لي ولكم أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا.. أقعدوا عافية

    • كاتب وشاعر( عضو رابطة الاعلاميين بالرياض)


    --------------------


    محمد الأمين خليفة وكبوة جواد ..

    بقلم: عقيد م. هاشم بريقع
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 11:08

    bushra guma [[email protected]]


    نشرت صحيفة التيار فى الأيام القليلة الماضية حلقات من سرد تاريخى للعقيد د. محمد الأمين خليفة تحت عنوان (تجربتى من ود بنده الى القصر الجمهورى) وقد وقع بين يديّ عدد الأربعاء 16/5 وهو العدد الذى تصادف فيه سرد أطراف من أحداث ليلة إنقلاب الإنقاذ وما قبلها وما بعدها من وجهه نظر العقيد خليفة .


    قال العقيد محمد الأمين خليفة فى معرض حديثه للتيار (أيضاً قمت بتأمين الوحدات والأسلحة بمنطقة الخرطوم بحرى مثل سلاح النقل والمهمات والصيانة وكتيبة المظلات بشمبات ) فالذى عناه محمد الأمين خليفة هو تأمين التغيير وهى الأعمال التى تسبق أعمال التغيير ونجاح الإنقلاب وسلاح المهمات كنت انا قائد التنفيذ فيه ، وقد شاهدة العقيد محمد الأمين خليفة عند بوابة سلاح المهمات لمدة دقبقة أو دقيقتين إنطلق بعدها راجعاً ، ودون أن يقابلنى وكان حضوره فى ضحى يوم الجمعة وبعد أن قمت بتنوير القوة من الضباط والرتب الأُخرى وتوزيع المهام ، فلقد نسب محمد الأمين خليفة كل شئ الى نفسه ولم يتفضل بإثبات الحق لأهله وأنا زميله وإبن دفعته ، والله عز وجل يحذر من سوء عاقبة الذين يريدون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا لقوله تعالى : (فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ) صدق الله العظيم .


    ويتوعد نبينا عليه الصلاة والسلام ويحذر من (غمط الناس) وذلك فى حديث الكبر ، ولكى يعرف الناس من الذى قام بتأمين سلاح المهمات نعيد ذكر أحداث هذا التاريخ الذى لحسن الحظ جل شهوده من الأحياء فأقول : إن ليلة الخميس حسب جدول الإستعداد السارى كانت من وأجب زميلى العقيد الطيب الصديق ، فقمت أنا بإستبدالها له بليلة الإثنين القادم بحجة أنه عندى مهمه خاصة فى ذلك اليوم ، وحيث لم يكن الزميل الطيب على علم بهذا العمل ، والضابط الوحيد الذى رافقنى بتلك الليلة هو ملازم إسمه زكريا جاء من الإستخبارات ، وقد إفترش زكريا مرتبة على أرض المكتب نام عليها ، وبقيت طوال الليلة بين الجلوس على مكتبى ، والطواف على مرافق الوحدة وبيدى جهاز الإتصال وهو من الأجهزة التى كانت تعمل على الشبكة العامة التى تربط بين القيادة العامة والمدرعات والإذاعة وغيرها ، وصليت فجر الجمعة 30/ يونيو بوضوء العشاء ليوم الخميس 29/يونيو ، بدأت بإيقاظ وتنوير العقيد الأمين التجانى قائد ثانى سلاح المهمات والذى كان مبيته فى تلك الليلة فى إطار الإستعداد 100% ، ومن ثم قمنا بجمع وتنوير الضباط والصف والجنود .


    أذكر أنه فى نهار ذلك الخميس كان علىّ أن أذهب الى الدروشاب من أحياء الخرطوم بحرى لإحضار أُسرة اخى (حسين) إلى مكان قرب القيادة بالخرطوم ليسافروا على عربة إلى الاُبيض ،قال لى أحد أقارب الأُسرة بالدروشاب (ياخى متخلصونا من الجماعة ديل ) أخفيت شعورى بالمفاجأة وقلت له مداعباً مموهاً (حتأيدونا؟) فقال : بحماس شديد (نموت معاكم) وقلت له : ممعناً فى التمويه والدعُابة (إستعدوا) ، وأخبرونى بحاله صباح الجمعة ، عندما علم أننى أحد أبطال هذه الثورة التى تفجرت .
    وأخيراً تأتى هذه السطور إضطراراً لأ لحاجة سوى إحقاقى الحق ، ونؤكد هنا على حقيقة غائبة هى : أن أبطال ذلك التغيير لم يعرف منهم إلا الذين برزوا على سطح الأحداث من خلال المناصب ، أما الباقين فلم يعرفهم أحد حتى الأن وإختفت ملامحهم بين الرخام ، وأعتقد أن هذه تعتبر لعنه فى مسار الإنقاذ وحيث تم تقديم عشرات أضعافهم من كل نطيحة وسائبه ، ولقد فتح محمد الأمين خليفة صفحة فى تاريخ الإنقاذ ما سعينا يوماً الى فتحها ، وهى صفحة أبطال الظل التى ضُرب عليها بسور ظاهره السرية وباطنه دفن الرجال وطمس عطائهم وتضحياتهم . وظللنا هذه السنين ننتظر مجرد كلمة طيبة فى حقنا أو دعوة صالحة ، فلم نظفر من أحد بشئ من هذا أو ذاك ، وسنبقى –(إن حيينا) متفرجين حتى ترفع الأمانة ويبقى حسابها .

    عقيد م. هاشم بريقع
    0912245275


    --------------------



    الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام لـ«الأحداث»:

    نادمون ونرفض الانقلاب ولو كان ضد هذا النظام


    حوار: يوسف الجلال – تصوير: إبراهيم حسين



    قطع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر بأن حزبه لن ينفذ أو يدعم أيما انقلاب, حتى لو جاء ضد نظام المؤتمر الوطني، على حد قوله. وشدّد على أن المؤتمر الوطني يتعامل مع حزبه بعقلية المؤامرة, استنادا إلى الفترة التي أمضياها في تنظيم واحد. وقال في حواره مع «الأحداث» إن الشعبي لن يكرر تجربة الانقاذ أبدا, وعلى الوطني أن يعي أننا تجاوزنا مربع الانقلابات, وأردف يقول: « نحن على يقين بان السودان لن ينجح فيه أي انقلاب», واستغرب عمر الهجوم الضاري الذي شنه نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع على المعارضة ووصفه لها بالخائنة والعملية, وقال إن نافع منزعج لاننا أوصدنا ملف الحديث في كل القضايا وصوبنا جهدنا لاسقاط النظام, ورأى كمال أن إحالة مساعد الامين العام لحزبه إبراهيم السنوسي وأمين الكهرباء على شمار للقضاء تسويف, لجهة أن كليهما أمضى مدة الاحتجاز المسموح بها في قانون الأمن الوطني، وانتهى الأمين السياسي إلى أنه ليس أمام المؤتمر الوطني سوى «الهبوط الناعم» والقبول بالحكومة الانتقالية, وزاد: «اذا رفض الوطني هذا فليستعد للثورة الشعبية قريبا جدا», مشددا على أن كل اشراط الثورة ومسبباتها متوفرة, ولاسيما في الغلاء والضائقة المعيشية, وتزايد جبهات الحرب, ونفى عمر وجود أيما اتجاه أو نية لتغيير اسم المؤتمر الشعبي أو انشاء حزب جديد. وقال إن المؤتمر الشعبي يعد نموذج المفاصلة, وأن الشعبيين يعتزون بحزبهم كنموذج جيد. وزاد: «إن اسم الشعبي وبرنامجه يصلح للاستمرار في العمل السياسي». بيد أنه عاد ونوّه إلى إمكانية تغيير اسم الشعبي بعد الاطاحة بالنظام, ومضى يقول: «اذا قدرنا الانفتاح أكثر على الناس بعد زوال النظام الحالي, فيمكن أن نفكر في إنشاء حزب باسم جديد, لكن في الوقت الحالي افتكر أن المؤتمر الشعبي ماض في أداء دوره ورسالته».
    } بعد انقضاء المدة القانونية الواردة في قانون جهاز الأمن والمخابرات الوطني تمت إحالة المحتجزين ابراهيم السنوسي وعلي شمّار إلى القضاء, كيف ترون هذه الخطوة؟
    جهاز الأمن مارس سلطته في الاعتقال بموجب المادة (34), وقام باعتقال السونسي وشمّار, ولم يكن تطبيق القانون سليما, ولأن كليهما لم يخطر باسباب الاعتقال, الذي تجاوز المدة المسموح بها بثلاثة أيام, ليتم تحويلهما إلى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة بتهم تتعلق بالمادة (50) التي تتحدث عن تقويض النظام الدستوري, والمادة (58) التي تتحدث عن تحريض القوات المسلحة ضد الدولة, لأن كل المشكلة تتمثل في أن المحتجزين كانا في طريقهما إلى الخرطوم من جنوب السودان, وهذه جريمة عند المؤتمر الوطني في إطار الهجمة على الجنوب, ووقتها لم يكن الوطني يرغب في أيما علاقة مع الجنوب, بعد أن فصلوه, وهم يعلمون أن المؤتمر الشعبي يملك علاقة مميزة مع الجنوب, وهناك حزب باسم المؤتمر الشعبي في الجنوب, والسنوسي ذهب لتفقد أحوال الحزب, وأحوال المسلمين هناك, وليس هناك أي غرض غير هذا.
    } لكن جهاز الأمن يتحدث عن أنه ضبط وثائق تدعم توجيه التهم إلى المحتجزين؟
    جهاز الأمن يعمل بعقلية السلطة, والوثائق التي يتحدث عنها تمنيت أن يقدمها للرأي العام, لكنه لن يفعل ذلك, لأن هذه الوثائق تحمل رؤيتنا للنظام القائم, واحتمالات سقوطه, وقلنا فيها أن الحزب الحاكم أما أن يسقط بثورة شعبية وإما بعمل مسلح وإما بانقلاب عسكري. ونحن قلنا إننا سنعمل على اسقاط النظام بالثورة الشعبية, لكن لأن الحزب الحاكم عقليته مريضة وتؤمن بالمؤامرة وفوبيا الانقلابات, ظن أننا نخطط للاستيلاء على الحكم بانقلاب عسكري, مع أننا ضد الانقلابات.
    } لكن المؤتمر الوطني يتحدث عن أن الشعبي له سوابق وسبق ان تورط في محاولتين لاستلام السلطة بعد المفاصلة؟
    اذا كان هناك مأخذ على المؤتمر الشعبي فانه يتمثل في أننا خططنا من قبل لانقلاب الانقاذ وأتينا بهم, لكن نحن بعد المفاصلة أعلنا توبتنا من الانقلابات, وقلنا إننا لن نكرر السيناريو مرة أخرى. والتهم التي تحدث عنها النظام والتي كان متهم فيها نائب رئيس الجمهورية الحالي الحاج آدم وآخرين, لم تتم فيها إدانة حزب المؤتمر الشعبي, , وحتى الآخرين الذين أدينوا من عضوية الحزب ليس لهم صلة بالانقلاب, ونحن سنعمل ضد أي انقلاب, حتى لو حدث ضد هذا النظام. والتجربة التي خضناها في الانقاذ لن نكررها أبدا.
    } عفوا.. هل التوبة السياسية كافية, لأن يصفح الشعب عنكم؟


    نحن حزب يقوم منهجه على عبادة الله, والسياسية عندنا عبادة, وعندما نقول إننا تبنا, فإن ذلك يعني أننا نادمون على ما فات, وأننا سنعمل على تغيير الواقع واسقاط النظام الحالي, لأننا على يقين أن السودان لن ينجح فيه أي انقلاب.
    } في الوقت الذي كنتم تتاهبون فيه لاستقبال شمّار والسنوسي, قامت السلطات الأمنية باحالتهما للقضاء, بعد أن أمضيا في الاحتجاز المدة المسموح بها وفقا لقانون الأمن الوطني, كيف ترون ذلك؟
    نحن نعتقد أن هذه الخطوة تمثلا تسويفا جديدا, لأنه لا يُعقل أن تحتفظ بمعتقلين لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر, ثم بعد ذلك تقول إنك ستقدمهم للمحاكمة! وهنا لابد من أن نسأل عن الأسباب التي جعلت الأجهزة الأمنية لا تُقدم السنوسي وشمّار إلى الجهاز القضائي إلا بعد انقضاء المدة المسموح بها وفقا لقانون الأمن؟. ولا يعقل أن يقوم شخصان بتقويض النظام الدستوري, أو بتحريض القوات المسلحة ضد الدولة, وهذا يدخل تحت طالئلة التسويف.
    } أنت تقول إن إحالة السنوسي وشمار الى القضاء يندرج تحت طائلة استغلال الجهاز القضائي, وفي ذات الوقت ينتوي حزبكم الدفع بمذكرة إلى القضاء يطالب فيها بالافراج عن المحتزين, ألا يعد هذا تناقضا؟
    هذا هو المتاح لنا, ونحن ظللنا نتباع مع الأجهزة القضائية منذ المفاصلة وسنستمر, لكننا لا نعول على هذه الأجهزة, وسنستمر بوسائل أخرى للضغط والتعبئة السياسية.
    } لكن هذه التعبئة يقودها الشعبي لوحده, بينما تقف المعارضة صامتة وربما شامتة تجاه أزماتكم, في حين أنكم دائما ما تسعون الى مساندة معتقلي المعارضة؟
    أنا أتحدث معك حاليا بصفتي مسؤول اللجنة القانونية في تحالف قوى الاجماع الوطني, الذي قرر في آخر اجتماعاته, في يوم الأربعاء الفائت بدار «حق», أن يتولى ملف السنوسي وشمار برمته. والقضية الآن أصبحت قضية المعارضة. صحيح أن هناك أشخاصاً يتحركون في الشعبي من أجل القضية, لكنهم يتحركون تحت مظلة قوى الإجماع الوطني, وهناك محامون سيشاركون في القضية, وسنخلق زخم سياسي في المرحة القادمة, ليس للسنوسي أو شمار بل لكل المعتقلين.


    } عفوا.. لكن القوى السياسية منفردة أو مجتمعة عاجزة عن اسقاط النظام؟


    يا عزيزي التغيير الذي حدث في الدول العربية لم تفعله الأحزاب, وعملته الشعوب, والسودان فيه أحزاب قوية, ومرتبة ولها ارتباط بالشعوب, صحيح أن الربيع في السودان تأخر, لكن هناك أسباب أهمها التضييق الأمني.. نحن نعمل على إسقاط النظام, وأعددنا طرائق الحكم بعد زوال هذا النظام, وأعددنا رؤيتنا لقضايا الديمقراطية والحكم الرشيد, واعتقد أن المعارضة هي المخرج من الأزمة الخانقة التي يعيشها الوطن.
    } لكن المعارضة تعصف بها مشكلاتها الداخلية وأنتم في المؤتمر الشعبي موضع تسريبات تقول بأنكم ليسوا على قلب رجل واحد؟
    هذه فبركة من إعلام المؤتمر الوطني, الذي يتحدث عن خمسة مجموعات تسعى للإطاحة بالأمين العام, لكن على أرض الواقع ليس هناك نية للاطاحة بالترابي, وليس هناك منفستو لحزب جديد, وليس هناك مذكرات, والذي يحتاج إلى مذكرات هو المؤتمر الوطني, لأنه حزب يعاني خلل تنظيمي, ولنا معلومات عن مذكرات قادمة, نحن عندنا عدد من الناس شغالين داخل المؤتمر الوطني, وهو الآن عبارة عن «كيمان», وأولاد مناطق وأولاد قبائل وكل قبيلة تعمل لوحدها, والحديث عن أن الترابي أعد منفستو لحزب جديد كذبة, ولا يوجد تفكير في حل المؤتمر الشعبي لأنه يقوم على نظام أساسي, والترابي هو الأمين العام, لكنه لا يستطيع حل الحزب؛ لأن هذه الخطوة بيد اجهزة الحزب ونظامه الاساسي ومؤتمره العام, ونحن نختلف عن كل الأحزاب في أننا نطبق القضايا التي نطرحها, والمؤتمر الشعبي هو نموذج المفاصلة, ونحن نعتز بالمؤتمر الشعبي كنموذج جيد, ونعتبر أن اسمه وبرنامجه يصلح للاستمرار في العمل السياسي. ونحن لا نملك أزمة أسماء ويمكن بعد الإطاحة بالنظام - إذا قدرنا الانفتاح أكثر على الناس- ان نفكر في انشاء حزب باسم جديد, لكن في الوقت الحالي افتكر أن المؤتمر الشعبي ماض في أداء دوره ورسالته.


    } لكن هناك من يقول إن الشعبي لم يحقق أهدافه منذ المفاصلة؟

    نحن لم نتوقف عند قضية واحدة, ونحن في حالة تجديد مستمر في البرامج والأمانات والقيادات, وهم – يقصد المؤتمر الوطني – من وقفوا في موقعهم, هم الآن ليس لديهم مفكر, وليس لديهم حزب, والحزب يقوده شخص واحد, والآن هناك حزب جديد يطرح نفسه بطريقة قبلية, ويعمل في اتجاه منافسة المؤتمر الوطني, ويعتبر أنه ليس الحزب الأنسب, ونحن ليس لدينا أزمة, وفي كل يوم نجدد المعاني التي نتحدث عنها.
    } ظلت المعارضة محل اتهام بالعمالة, حتى أن نافع علي نافع وصفكم بالخيانة, وأنكم تأخرتم في إدانة الاعتداء على هجليج, وفعلتم ذلك حتى لا يصمكم الشعب بالارتزاق والارتهان للاجنبي؟
    هذا الشخص لسانه «متبرئ منو», وهو في حالة تخوين مستمر للمعارضة والمؤتمر الشعبي, وهذه عبارات أصبحت ممجوجة, ونحن لا نحتاج صكوك وطنية من نافع, وحزبه المسؤول من الحرب التي تدور في السودان, ونحن في تحالف قوى الإجماع الوطني سجلنا مواقف وطنية في حادثة هجليج وما بعدها, ولكن الذي يزعج نافع أننا أوصدنا ملف هجليج, وصوبنا جهدنا ناحية المؤتمر الوطني؛ لأنه أس البلاوي وسبب والأزمات والضيق الاقتصادي, لذا أغقلنا ملف هجليج, ولن نتحدث عنها, وسنتحدث عن إسقاط النظام, وأمام نافع والمؤتمر الوطني فرصة واحدة وهي الهبوط الناعم أو (soft landing) عبر القبول بفكرة الحكومة الانتقالية, وإذا رفض فكرة الحكومة الانتقالية فان أجهزتنا تعمل حاليا كلها وسُنخرج المواطنين للشارع ونُسقط نافع ونظامه, وعندها سيعرف الشعب السوداني الوطني المنتمي للسودان نحن أم نافع.. } طرح حزبكم مبادرة للعلاقة بين الشمال والجنوب, ألا يبدو ذلك غريبا مقارنة مع برنامج الرامي إلى إسقاط النظام؟


    نحن لنا علاقة مع الجنوب لم تنقطع أصلا ومتواصلة, ونحن لم نكن حزبا شماليا, وكان لنا امتداد في الجنوب, والآن هناك حزب منفصل في دولة جنوب السودان, ولنا علاقة متميزة مع الحركة الشعبية, والمواطن الجنوبي, ونحن بصدد اعداد برنامج سيصبح ورقة ضمن برنامج تحالف قوى الاجماع الوطني, لكي نخلق علاقة حقيقية بين الشمال والجنوب, لأننا لا نعترف بالانفصال ونعتبره نتاج لسياسية المؤتمر الوطني, وهو «طلقة أولى» وسنعمل على مراجعة هذه «الطلقة», لنعيد للوطن لحمته, والآن الحركة الشعبية تحدثنا في مناسبات مختلفة بأن الوطن سيتوحد اذا سقط المؤتمر الوطني, وقطعا سيسقط المؤتمر الوطني, وسيتوحد السودان شماله وجنوبه غربه وشرقه على دستور يحفظ لكل الأقاليم حقها الكامل.


    } تبشرون المواطن دائما, بأن سقوط النظام قريبا جدا, لكن شيئا من هذا لم يحدث فلماذا أنتم فاشلون في اسقاط الحزب الحاكم الى الآن؟
    أنت تعلم أن التغيير مثل يوم القيامة, واشراط التغيير كلها موجودة الآن, ومتمثلة في فشل المؤتمر الوطني ومتمثلة في إحساس المواطن بذلك, ونحن ماضون في اتجاه تعبئة الشعب بصورة قوية, ونحن نشعر بان سقوط النظام ليس بعيدا بل قريب, «وزي ما شايفين القيامة قريبة, فان قيامة المؤتمر الوطني شايفنها قريبة».

    -------------------

    تصريحات «قوش».. كسر جدار الصمت!! .
    الإثنين, 14 أيار/مايو 2012 07:27

    .الانتباهة

    تقرير: أسامة عبد الماجد

    ما إن يتيح رئيس الجلسة بالمجلس الوطني فرصة الحديث للنائب البرلماني صلاح عبد الله «قوش» إلا وتحسس الصحافيون أسلحتهم ــ أقلامهم ــ وأداروا أجهزة التسجيل ــ لتدوين حديث الرجل المثير للجدل والذي رغم ظهوره الإعلامي غير الكثيف وتصريحاته المقتضبة إلا أنه لا يزال محل اهتمام، وما إن يتناول أمراً ما إلا وانشغل به الناس، ولعل مرد ذلك أن صلاحاً كان الرجل الأول في المؤسسة الأمنية والاستخباراتية وقد ظلت تصريحاته تثير الانتباه حتى عقب تجريده من موقعيه التنفيذي والتنظيمي واكتفائه بيتيمة البرلمان على الرغم من مقولة له أشار إليها رئيس تحرير الأهرام اليوم عبد الماجد عبد الحميد في إحدى كتاباته وهي أنه لم يتحدث بعد ــ أي قوش ــ!!.
    وقيمة حديث صلاح الذي ظل صامتًا وهذا ما جعله لا يفقد بريقه حتى الآن بعكس آخرين منهم على سبيل المثال لا الحصر صديقه ورفيقه اللواء أمن «م» حسب الله عمر كونه كان مستودع أسرار الإنقاذ في أهم مراحلها ومحطاتها رغم الإطاحة غير المتوقعه التي طالته.. ولكن ماذا يعني حديث الرجل؟
    من الجيد قراءة ما بين السطور لكل تصريحات المهندس، ومن هنا تكمن قيمة عبارة «عندما يتحدث قوش» الذي لم يفصح حتى الآن عن إقالته المثيرة للجدل وعن ما دار بالبلاد في عهده بالجهاز.. والبائن الآن أن الرجل أراد الخروج من محراب الصمت عبر ثغرة غير متوقع أن تنطلق منها قذائف كلماته التي صوَّبها نحو سد مروي رغم محاولة مستميتة من أنصار له أو مشفقين عليه في اليومين الماضيين تخفيف انتقاداته للسد بينما يجدر هنا النظر لمن يقف وراء السد وهو الذي عناه قوش بكلماته بكل حال وهو الوزير أسامة عبد الله والذي يعد من المقربين جدًا من الرئيس البشير ما يعني قربه من مطبخ صناعة القرار إن لم يكن يؤثر فيه، ومعلوم الحديث الذي تتناقله مجالس الإسلاميين عن طموح أسامة في الرئاسة حال تمسك البشير بقراره القاضي بعدم الترشح العام المقبل بل وذهاب البعض لأبعد من ذلك باتهامه بالسعي وراء الأمر، وهذا يقترن بما كان يتردد عن طموح موازٍ لصلاح في الرئاسة رغم نفي القيادي بالوطني أمين حسن عمر لذلك في حوار أجريته معه نشرته «الإنتباهة»! فضلاً عن تمدد واضح لأسامة يدعو للدهشة إن لم يكن الشك وتمتعه بنفوذ يدعو للتعرف عليه، ويُعد أسامة واحدًا من مراكز القوى التي تتقاطع مع كل مراكز القوة والنفوذ المتعددة وقوش واحد من تلك المراكز بكل حال على الأقل قبل إقالته سواء من رئاسة جهاز الأمن أو المستشارية الأمنية، علاوة على أن المنطقه تجمع الرجلين ومن البدهي التسابق بين أبناء المنطقة الواحدة لأجل الوصول لنقطة النهاية والتي تمثل العاصمة «المركز».
    هذا على الصعيد السياسي، بينما هناك ميدان آخر فيه خصوم لقوش ومنافسون له في الميدان الذي كان يلعب فيه ــ جهاز الأمن ــ وهؤلاء بكل حال لن يحاول صلاح منازلتهم في الوقت الراهن على الأقل لعدة أسباب أولها أنه لن يدخل معهم في معركة «علنية» لجهة أن الطرفين ينطبق عليهما القول الدارج «دافننو سوا» أو لعدم تكافؤ مكامن القوة بينهما إذ أن الغلبة لمن هم في الجهاز لامتلاكهم عناصر الكر والفر والمناورة والنفوذ أو لعله من أصله لا يعقل أن تكون هناك منافسة أو مخاشنة بين الطرفين، لكن بكل حال من الممكن أن ينتاش صلاح شخصيات أو مجموعات داخل جهاز الأمن حال وجدها في طرف قصي ولا يتكئون لحظتها على حائط جهاز الأمن الشديد القوة والمنعة.
    ولذلك معارك قوش مع الآخرين والتي فيما يبدو قد بدأت بالكبار مباشرة مثلما هو قوش كذلك في الحلبة السياسية وليس الأمنية هي الأكثر إثارة وأهمية، لكن ولأن صلاح رجل مخابرات من الطراز الأول قد لا يديرها بالكامل بشكل مباشر وصريح، وهذا ما قد يقود البعض لاستبعاد وجود أدنى تنافس بين قوش وآخرين أو ما يشي بوجود تصفية حساب ــ إذا كان التعبير دقيقًا ــ بل الأمر برمته استخدام آليات وأدوات في معترك السياسة من أجل تقوية النفوذ والصراع حول المصالح وتشكيل مراكز قوة وضغط وهو أمر مشروع طالما كان خاليًا من التقاطعات ومن محاولات الضرب تحت الحزام.
    ومهما يكن من أمر فإن الفترة المقبلة قد تشهد الكثير من التطورات خاصة عندما تقترب لحظة تسمية خليفة للبشير أو تجديد الثقة فيه وفي الحالتين من الوارد جدًا أن يكون قوش حاضرًا وهو الذي ظل صامدًا وصامتاً!!

    --------------------

    .من ربا الفصــل الفسيئـــة إلى ربا الدولــة!! .
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 07:37

    سعد احمد سعد

    بدأت تجربة أول بنك إسلامي في السودان عام «1978م» وكان رائد البنوك الإسلامية هو بنك فيصل الإسلامي السوداني.. والذي بدأ نشاطه الفعلي في نهايات عام «1978» وبدايات عام «1979».
    ولم يكن للفكرة هدف سوى محاربة الربا في معاملات الأفراد وفي المعاملات الرسمية للدولة.. وكان هذا قبل بداية تطبيق قوانين الشريعة في عام «1983م».
    أي أن السودان ظل يحارب الربا لمدة تزيد على ـ أو قل لا تقل عن ـ 34 عاماً وهي مدة تزيد على عمر النبوة بمرة ونصف المرة.
    واليوم وبعد كل هذه الفسحة المديدة من الوقت وبعد ترقي الالتزام الشرعي من عهد نميري إلى عهد سوار الذهب إلى عصر الأحزاب التقليدية إلى عصر الإنقاذ الذي فاق الجميع من ادعاء الالتزام بكامل الشريعة الإسلامية عقيدة وعبادة وسياسة واقتصاد..
    بعد كل هذه المدة تأتي الهيئة العليا للرقابة الشرعية على الجهاز المصرفي والمؤسسات المالية لتصدر فتوى تبيح بها ربا الدولة!!
    إن أول ما يقدح في هذه الفتوى هو أنها تعلن فشل الحقبة الإسلامية بكاملها.. وتعلن فشل الإسلاميين في تحقيق قيمة شرعية كلية وأصل من الأصول الراسخة في منهج الإسلام في الحكم وفي الحياة .. وهي قيمة وأصل لا يمكن أن يقال عن المجتمع إنه مجتمع إسلامي وعن نظام الحكم أنه إسلامي وإن غياب هذه القيمة الشرعية والتفريط في هذا الأصل يقدح في إسلامية الدولة وإسلامية المجتمع.
    أنه لمن المؤسف حقاً أن الفتوى جاءت بمجهودات سودانية خالصة وتحت عباءات مؤسسات سودانية معتبرة ومحترمة وهذ زيادة على الهيئة العليا للرقابة الشرعية آنفة الذكر تتمثل في هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الوطني ومنتدى النهضة والتواصل الحضاري..
    وجاءت الفتوى تحت عنوان «فتوى بشأن تمويل مشروعات دولة السودان بالقروض».
    وبعد مقدمة طويلة منها مثلاً:
    ونظرًا لما يواجه السودان من التحديات الداخلية والخارجية من حروب وحصار واستحقاقات اتفاقيات السلام مما أثر سلباً على موارد السودان المالية ومشروعاته التنموية وبناه التحتية.. ونظرًا للحاجة للموارد المالية لمشروعاته واحتياجاتها الأساسية وعدم كفاية تمويلها من الداخل وأغلب مصادر التمويل الخارجي لا تتم إلا بالفائدة.
    ثم تستطرد الفتوى:
    «وبعد النظر والدراسة والمناقشة انتهى الموقعون على هذه الفتوى إلى ما يأتي:
    أولاً: إن الاقتراض بالربا من الكبائر الموبقات بنصوص الآيات والأحاديث الصريحة الواضحة في تحريمه فلا يجوز للفرد ولا للدولة الاقتراض بالربا «الفائدة»
    قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا...» البقرة «278 ــ 279»
    وقال تعالى :«يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة ...» آل عمران 130
    وأخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء» وغير ذلك من النصوص المعلومة.
    ثم تقول الفتوى:
    ثانياً: إن الدولة إذا وقعت في ضرورة أو حاجة عامة تنزل منزلة الضرورة فإنه يجوز لها الاقتراض الخارجي بالفائدة بالشروط الآتية:
    1/ استنفاد كل الوسائل في الحصول على مصادر تمويل مقبولة شرعًا من داخل السودان أو خارجه.
    2/ أن تقدر هذه الضرورة بقدرها زماناً ومكاناً وكماً وكيفاً دون تعد أو زيادة في كل حالة على حدة.
    3/ أن يكون محل التمويل مشروعات تنمية تلبي حاجات أساسية للدولة مثل تمويل مشروعات البنى التحتية الضرورية والخدمات الأساسية وكذا تحويل المهمات الدفاعية.
    4/ أن يترب على عدم التمويل الإضرار بالدولة أو الشعب إضراراً حقيقياً وليس متوهماً.
    5/ ألا يترتب على هذه القروض ضرر مساو للضرر الأصلي أو أكبر منه.
    6/ أن يناط تقدير الضرورة وتحقيق الشروط الخاصة بها بجهة تضم أهل العلم الشرعي والخبرة والاختصاص المالي والاقتصادي يفوضها ولي الأمر.
    وتستطرد الفتوى فتورد ما استندت إليه من نصوص في تحليل ربا الدولة بشروطها التي ذكرتها فتقول:
    وذلك كله استناداً إلى قول الله تعالى: «وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه» الأنعام 119 وقوله تعالى «فمن أضطر غير باغٍ ولا عاد فلا إثم عليه» البقرة 273 وقوله تعالى «وما جعل عليكم في الدين من حرج» الحج «78» وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» وإعمالاً للقواعد الفقهية الآتية:
    1/ المشقة تجلب التيسير 2/ الضرر يُزال 3/ الضرورات تبيح المحظورات 4/ الضرورة تقدر بقدرها 5/ الضرر لا يزال بالضرر 6/ الحاجي الكلي ينزل منزلة الضرورة.

    -----------------

    أحمد» ووحدة الإسلاميين وبديلهم..
    خالد حسن كسلا



    الخميس, 17 أيار/مايو 2012 07:14

    .كلمات قالها العضو القيادي بالحركة الإسلامية ووزير الداخلية في عهد نميري بعد مصالحة 7/7/1977م الدكتور أحمد عبد الرحمن حول وحدة الإسلاميين ـ وهو واحد منهم ـ وبديلهم في ذات الاتجاه الذي يسيرون فيه من أجل التغيير واستئناف الحياة الإسلامية، وهذا بالطبع معلوم. أما عن وحدة الإسلاميين فإن الشيخ أحمد عبد الرحمن قال لصحيفة السوداني وهو يتحدث باللغة العامية المختلطة باللغة الفصحى «أنا حديثي كان ثابتاً جداً منذ أن بدأنا في الخلافات في جيلنا هذا وبقيادتنا هذه ونحن على قيد الحياة ما فيش وحدة».. انتهى.. وقد عزا هذا الحكم القاطع بقوله: «لأن أساس الصراع غير موضوعي وهذا ما يجعل من الوحدة صعبة جداً فالجانب الشخصي كبير جداً وفيه صراع على السلطة».. انتهى.


    لكن قبل أن يتحدث الشيخ أحمد عبد الرحمن عن وحدة الإسلاميين وهو يجيب عن سؤال يشير إلى مسألة الوحدة مع المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي، ألم يخطر بباله أن حزب الترابي هذا انطبقت على كثير من أعضائه البارزين حالة بعض الخوارج الذين تخلّوا عن «الخروج» وعادوا يبايعون أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد جهد فكري كبير بذله سيدنا عبد الله بن عباس في المناظرة معهم؟! إن المجموعة التي تنشق عن حزب أو جماعة في الغالب يزيد حجمها شيئاً فشيئاً بالانضمام إليها بعد الخروج من الحزب أو الجماعة الأم، لكن المشهود في حزب الترابي «المؤتمر الشعبي» هو أن حالة بعض «الخوارج» بعد معركة النهروان قد انطبقت عليه،


    فقد عاد منه أهم أركان الحركة الإسلامية وأكثرهم تأثيراً وذكاءً مثل محمد الحسن الأمين وبدر الدين طه والحاج آدم يوسف والقائمة تطول، وقيل إن الأستاذ عثمان كبر ـ أخطر وأشطر والي ـ من أول العائدين من صف الترابي في فجر المفاصلة الشهيرة عقب قرارات الرابع من رمضان.. والآن من صبروا مع الترابي في صف «الخروج» حتى هذه اللحظة ينزعج كثيرًا منهم بسؤال مُرهق يقفز إلى أذهانهم يقول: «نحن إلى أين»، وإذا كان شعار أسبوع المرور هذا العام هو «إلى متى؟» فإن كثيراً من أعضاء حزب الترابي تتساءل ألسنة أحوالهم: «نحن إلى أين»؟ والشيخ أحمد عبد الرحمن يقول: «نحن على قيد الحياة ما فيش وحدة».. إذن هناك عودة بعد معركة النهروان وقد بدأت بقيادات الصف الأوّل وستستمر حتى يبقى الترابي وعلي الحاج وكمال عمر وجبريل إبراهيم ليواصلوا نشاطهم السياسي مع فاروق أبو عيسى وعلي محمود حسنين وياسر عرمان.. أوليس كل هؤلاء يجمعهم ـ وقلوبهم شتى ـ العمل لإسقاط النظام؟


    وقد قال الشيخ أحمد عبد الرحمن أيضاً حول مسألة إسقاط الحكومة: «الترابي ما عندو شقة مرّة».. أي أنه يمكن أن يبتلع قشة إسقاط النظام مع القش الآخر، حتى ولو كانت هي قشة مرّة مضرة بالصّحة ولا يُحتمل تذوقها ـ تحدث الشيخ أحمد عبد الرحمن عن «استحالة الوحدة»، لكنه لم يتحدث عن عدم استحالة العودة.. والعودة تعني بصورة أخرى الوحدة بخطوات بطيئة ومدروسة وبدون شروط القيادة ممثلة في الترابي حتى لا تتعرض للانهيار مرة أخرى إذا قدّر الترابي أن الحكومة لم تفِ بالشروط على النحو المطلوب، ويكون هذا التقدير في حال لم تحقق الوحدة طموحه كما كان اتفاق نداء الوطن مع الصادق المهدي.. لذلك أفضل الوحدة بطريق العودة إذن الوحدة ممكنة، لكن عن طريق العودة بعد «نهروان الرابع من رمضان».. وبهذا تكون مؤمنة من تقديرات الترابي التي تعرضها للانهيار.. أما عن بديل الإسلاميين، فقد قال الشيخ أحمد عبد الرحمن «صعب جداً على السلفيين أن يمثلوا بديلاً للإسلاميين».. طبعاً هذا خلط للأوراق لأن الصحيح هو أن كلاهما يشكل إضافة للآخر، ثم أن السلفيين هم أهل دعوة في هذه المرحلة التاريخية عصية التغيير.. أما الإسلاميون فهم أهل مشروع دولة إسلامية وهم في هذه الدولة يكونوا في أشدّ الحاجة إلى وجود السلفيين بحجم كبير باعتبارهم رقم انتخابي كبير وكذلك عنصر توازن في الساحة لصالحهم ووضعهم بين تمسك السلفيين بالدين وتفريط العلمانيين بمختلف مستوياتهم.

    نلتقي السبت بإذن الله


    ------------------

    عفواً دكتور الترابي، لقد استنفدت كل الفرص..

    عبد الظاهر المقداد أبوبكر .
    الخميس, 17 أيار/مايو 2012 07:15

    الانتباهة


    المتابع لمسيرة الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السياسية والتنظيمية والفكرية يجدها متنازعة الأفكار والمناهج والأهداف، ولعل كثيراً من الناس يتابع مسيرة الرجل منذ دخوله في تنظيم الإخوان، ثم تأسيسه
    لجبهة الميثاق، والجبهة الإسلامية انتهاءً بتكوين المؤتمر الوطني، ثم خروجه عقب المفاصلة الشهيرة التي حدثت بين الإسلاميين في العام 1999م وتأسيسه للمؤتمر الوطني الشعبي الذي قام بتغيير اسمه فيما بعد للمؤتمر
    الشعبي.
    وها هو الترابي الآن يفكِّر في تأسيس كيان جديد يتجاوز به حزبه السياسي وكيانه الخاص الذي أنشأه مكايدة للمؤتمر الوطني، ولعل هذه الفكرة قد جاءت للترابي بعد الجمود وعدم الفاعلية الذي أحسه في حزبه المريض، بل
    وعدم قبول المجتمع له بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الحزب الحاكم، لذا رأى الترابي أن التغيير في الاسم والمنهج والفكرة ربما تحدث تحولاً كبيرًا يعيده إلى دائرة الأضواء مرة أخرى «أو إلى خيوط الظلام»، مستندًا على
    أن التغيير بصفة عامة يجد القبول من المواطنين، وأن كثيرًا من الإسلاميين الذين ابتعدوا عقب المفاصلة ولم ينضموا لأي من المؤتمرين، يحاول الترابي استقطابهم لتكوين وعاء جامع، ثم ليبين الترابي للناس أنه شخصية قومية تجاوزت المرجعيات الإسلامية، وأنه في استطاعته بذات الآليات التي تم بها التغيير فيما سبق يمكن أن يكون التغيير القادم من خلالها، وكل ذلك جعل الترابي يضع مقومات النجاح في المقدمة. ولكن بذات القدر جهل الترابي أشياء أساسية تجعل من الفشل أكبر الاحتمالات لمشروعه الجديد، منها: أن شخصيته أصبحت شخصية مستهلكة لكل قطاعات الشعب السوداني، وليس له من جديد يقدمه، بل أن أكثر المواطنين تفاعلوا مع المؤتمر الوطني غريمه اللدود بعد خروج الترابي بحزبه وبرجاله، بل الأكثر من ذلك أن كثيراً من الأحزاب لم تتوافق مع المؤتمر الوطني في الحد الأدنى من القضايا الوطنية إلاّ بعد
    خروج الدكتور الترابي، بل أن الترابي ذاته قد اعترف في أحد لقاءاته أن عضوية الحركة الإسلامية ما عادت تلك العضوية كما في السابق، تؤمر فتطيع، بل هناك الكثير من المتغيرات التنظيمية الفكرية قد حدثت منذ أيام
    المفاصلة الشهيرة. وهناك عامل مهم جدًا يجعل من أحلام الترابي سراباً يحسبه ماء، وهو رأي الترابي الواضح والصريح في الشعب السوداني، ذلك الشعب الذي لا يحترمه الترابي بل ويعتبره مجموعة من الرجرجة والدهماء الذين يوالون أيّ حاكم ويقفون مع كل حكومة، فكيف يصنع الترابي كياناً جديدًا ويريد أن يلتف من
    حوله هذا الشعب الذي للترابي رأي سالب فيه، بل كيف يريد الترابي من هذا الشعب أن يثور ليسقط النظام ويأتي بالترابي محمولاً على الأعناق ليكون حاكماً عليهم.
    كما لا يخفى رأي الترابي الواضح والصريح في الطرق الصوفية التي يرى الترابي أنها عبارة عن مجموعات من الدراويش ليس لهم فكر واضح ولا هدف يسعون إلى تحقيقه، وأراد الترابي بدعوته هذه واستلطافه للطرق الصوفية أن يجعل منها معبرًا يعبر به إلى هدفه الأساسي الذي يريد تحقيقه، ألا وهو أن يأتي حاكماً على أهل السودان بشتى الطرق وبكل الوسائل.
    وفي أكثر من مرة يتحدث الترابي عن قواعد حزبي الأمة والاتحادي، التي يرى فيها الترابي زادًا لمشروعه الجديد، بعد أن اعتبر أن هذه القوى قد فقدت قواعدها بعد تحالفها مع المؤتمر الوطني، لذا يعتبر الترابي أنه الوريث
    الشرعي لهذه القواعد، التي بدأت ــ على حسب رأيه ــ تؤمن بأفكاره التجديدية.
    هذه الرؤية التي خرج بها الترابي علينا، جعلتنا أكثر يقينا أن الترابي ما زال يعيش في ضلاله القديم، وأنه ما زال يعيش في أوهامه التي ما فتئت تلازمه، وأن الترابي لا يرعوي من تجارب التاريخ، ولا يقرأ معطيات الواقع بعين فاحصة، بل نذهب أكثر من ذلك ونقول إننا الآن أكثر يقينا أن الترابي بهذه الأفكار التي خرج بها علينا إن كان ما كتب يعتبر فكره أن الترابي أصبح الآن لا يفكر، بل يحاول أن يسترجع الماضي، ويريد أن يعود الزمان كما كان في هيئته الأولى عندما كان الترابي هو الآمر والناهي،
    والمعطي والممسك، بل يريد الترابي أن يختم حياته التي جاوزت الثمانين بأن يكون من ضمن الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم السودان، حتى يسطر اسمه في سجلات التاريخ، ويذكره الناس ولو بحسنة واحدة فعلها في حق الشعب السوداني، ولكن هيهات!! فلا الشعب يمكن أن يحقق له ما يريد، ولا أحسب أن ما بقي من أيامه يسمح له بتحقيق أحلامه، والأعمار بيد الله.





                  

05-20-2012, 09:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    لماذا يهاجمون الطيب مصطفى ؟ .
    الجمعة, 18 أيار/مايو 2012 07:37 .

    الهجوم على المهندس الطيب مصطفى في هذه الآونة من دعاة التخذيل وصحفيي الغفلة الذين رضوا بالطعام في موائد اللئام فإذا عرف السبب بطل العجب وما الشخص الذي أشرت إليه في مقالك الفائت بأنه كتب مقالات لصالح جهات تسعى معتمدة على أمثال هؤلاء لتحقق مقاصدهم والسمة المميزة لهم باعترافه «أنهم يقبضون الظروف» وبالطبع يشنون الهجوم حسب الظروف.. يفتقرون للمبادئ والأفكار، هدفهم زعزعة الثقة في الشخصية المستهدفة، تأملوا هؤلاء ينشطون في مثل هذه الأجواء والبلاد تواجه العدوان من الحركة الشعبية لتدمير السودان.. نعم تعمل على زعزعة استقرار السودان وطمس هويته الإسلامية والتمكين لنظام علماني ترعاه حكومة إسرائيل ذلك النبت الشيطاني، فاليهود مع حلفائهم الأمريكان النصارى أصابعهم المحرك الرئيس لكل المؤامرات التي تحاك على كل الاتجاهات وفي كل البلدان لتكون لهم الهيمنة على العالم يستندون إلى نبوءات توراتية محرفة فالعدوان على هجليج وتخريب النفط جزء من هذه المؤامرات..

    لكن خاب فألهم فقد أثبت الشعب السوداني معدنه الأصيل فشهدنا التلاحم والتدافع العفوي لتحية قائد مسيرة البلاد ورمزها فكان الرد البليغ بوقوف الشعب السوداني صفاً واحداً مع قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى عند استرداد هجليج وكسر شوكة الحشرة الشعبية أعود وأقول إنني من المداومين على قراءة صحيفة «الإنتباهة» فإذا ذهبت بعد العاشرة صباحاً لا أجدها لأنها جاءت فكراً ومضموناً يُشير بدقة ويُحذر ويتصدى لمخطط الحشرة الشعبية والمهدد الكبير لبقاء الأمة السودانية مدفوعة بالجهات التي أشرت لها في هذا المقال «أمريكا وربيبتها إسرائيل» أما دور هؤلاء الذين يروجون بادعاء أن الطيب مصطفى اجتمع بقادة التكفير الشيوخ الاجلاء الذين ذكرتهم مواقفهم تدار حسب ما يريد الذي يملي عليهم يجعل الأمر محصوراً في عدم وجود مرجعية يبنون عليها أحكامهم وأوصافهم على الآخر، ليتهم يوظفون أقلامهم في ما ينفع الأمة ويفوتون الفرصة على المخطط الخارجي والابتعاد عن الاصطياد في الماء العكر. والسباحة عكس تيار الوطنية والعزة والكرامة.


    فالأستاذ الطيب مصطفى صاحب نظرة إستراتيجية وقراءة للشأن السوداني بصورة صائبة تؤكد حسن إدراك الرجل ونظرته الثاقبة، وخير دليل انتقاده اللاذع لوفد التفاوض ومآلات التنازلات مما جعل صحيفة «الإنتباهة» تتصدى لقضايا محورية الشيء الذي جعلها تتصدر قائمة الصحف من حيث المضمون والتوزيع لذلك جاء هذا الاستهداف والهجوم غير المبرر والحسد حاضر في مثل هذه الادعاءات الكاذبة والافتراءات الباطلة.
    سيف الدين أحمد عبد القادر
    «الهيكابي»



    ----------------

    بين المنبر و«التيار» والشانئين!! .
    الأحد, 20 أيار/مايو 2012

    الطيب مصطفى

    .
    وتواصل صحيفة «التيار» حملتها على منبر السلام العادل فما إن تجد أية معلومة مهما كانت ########ة أو كاذبة حتى تجعل منها خبراً مصحوباً بصورة لزوم الحضّ على قراءته.
    آخر هذه الأخبار ورد في الصفحة الأخيرة من «التيار» بعنوان: «تواصل انسلاخات المنبر» مع صورة لشخصي الضعيف.. يقول الخبر إن قيادياً بشؤون الولايات قدَّم استقالته ثم تبعه آخر يسمّى أبو حازم!!


    مثل هذه الأخبار صارت حكراً على «التيار» فما يمر أسبوع أو نحو ذلك إلا وتقرأ عن حدوث «انشقاقات وانسلاخات» في المنبر هذا فضلاً عن فتح الصحيفة صفحاتها لشابّين غاضبَين بسبب حل الأمانة التي كانا يعملان بها عقب آخر اجتماع لمجلس الشورى!!

    يحدث هذا في وقت ملأ المنبر فيه الدنيا وشغل الناس بعد أن اعترف الجميع إلا أصحاب الغرض بدور المنبر الفاعل في التأثير على مجريات الأحداث وببُعد نظره وثاقب بصيرته التي صدقت حين كانت جميع القوى السياسية الأخرى غارقة في بحور التخبط والغفلة وبدلاً من أن تشهد بالحق وتُقيم الشهادة لله امتثالاً لأمره سبحانه أو قل على الأقل تصمت إن كانت الأجندة أو الحسد يمنعانها من فضيلة الشهادة تقود الصحيفة حملة كذوب ضد المنبر وليس ضد الحركة الشعبية أو الحركات المتمرِّدة أو التنظيمات السياسية المتحالفة مع أعداء الأمة!!


    لكن هل يظن صاحب «التيار» الذي ظل يكيد للمنبر منذ إنشائه ويعلن عن إنسانية إسرائيل ويكتب عن عظمة أمريكا حين دعته لزيارتها... هل يظن أن ذلك الشنآن يؤثر سلباً على المنبر؟! كم توزِّع صحيفتُه وكم توزع إنتباهة المنبر؟! ألا يكفي أن الفرق بين «الإنتباهة» وصحيفته بلغ في بعض الأوقات أكثر من ثمانين ألف نسخة؟!

    منبر السلام العادل أيها المبغضون هو المدافع الأكبر بين جميع الأحزاب عن السودان.. الرافض للانبطاح.. المعبِّر عن كرامة وعزَّة هذا الشعب الذي التفَّ حول رؤيته ونُقسم بأننا نلمس ذلك من خلال شتى صنوف التعبير في كل مكان داخل السودان وخارجه ولا يقتصر الأمر على «الإنتباهة» التي تُعتبر لوحدها دليلاً ساطعاً على مكانة المنبر بين أبناء هذا الوطن العزيز.


    بلغ عدد الأحزاب المسجّلة لدى مجلس شؤون الأحزاب حوالى الثمانين حزباً كم منها يعلم عنه الناس شيئاً أو حتى سمعوا باسمه؟! هل يعلم المبغضون أن المنبر لا يتلقّى قرشاً واحداً من الدولة وبالرغم من ذلك هو الأعلى صوتاً؟! هل يعلمون أن بعض الأحزاب التاريخية تتلقّى مبالغ شهرية من الدولة ورغم ذلك لا يُحس بها أحد إلا من خلال تصريحات قياداتها أو قياديها الأول؟!
    منبر السلام العادل هو الحزب الوحيد الذي يعمل ويطرح رؤيته ويتفاعل مع المواطنين ويكفي الخدمات العلاجية الأسبوعية التي تقدَّم مجاناً لفقراء بلادي كما يكفي أن المنبر يقدِّم خدمات إصحاح البيئة ومحو الأمية في عدد من المحليات في الخرطوم كما قدم الإسناد الأكاديمي لطلاب الشهادة السودانية في شتى أنحاء العاصمة وعدد من ولايات السودان.
    لا نقول ذلك منّاً ولا أذى وإنما تصدِّياً للشانئين الهمّازين المشّائين بالنميم فمَن مِن الأحزاب الكبرى التي نشأت قبل استقلال السودان قدَّم خدمات علاجية مجانية ولو لمرة واحدة منذ إنشائه؟! نقول إن في قول الله تعالى: «إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ» مندوحة وسعة تُخرجنا من حرج الإعلان عن هذه الخدمات.


    أما «التيار» التي تناصب المنبر العداء وتتحدَّث عن انسلاخ عضو من المنبر وتجعل منه خبراً فإنا نقول إنه إذا كانت الأحزاب تعيش حالة بيات شتوي أو صيفي لا تخرج منه إلا في مواسم الانتخابات فإن المنبر يتحرَّك في الساحة في كل يوم بل كل ساعة في شتى أنحاء السودان وإن لم يتحرك فإن «الإنتباهة» تفعل الأفاعيل حيث تجدها تبشِّر برؤية المنبر مع الرعاة في أطراف البوادي ولا أبالغ إن قلت إن المنبر يكسب العشرات وأحياناً المئات كل يوم أو كل حين وليتك حضرت يا عثمان ميرغني لقاء سوق ليبيا يوم الأربعاء الماضي الذي وقف في ختامه أحد الفصحاء بدون أن يستأذن أحداً وفاجأنا بإعلان البيعة التي ليست من تقاليد المنبر حتى الآن ووقف معظم الحضور وربما كلهم، وكان عددهم لا يقل عن خمسين، مبايعين.. ولكن صحيفة «التيار» تتسقَّط أخبار المنبر وتتلقّى أحاديث الإفك وتجعل من الحبَّة قُبة وتتحدث عن انسلاخ فرد واحد!!

    «لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى» هذا ما قاله الله تعالى فيمن يؤذي المؤمنين الذين يحظون بعون الله تعالى وتوفيقه وفرمانه «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ» وليت الناس رأوا مشهد فاروق أبو عيسى قبل أسبوع أمام القاضي وهو يتحول من مدعٍ إلى متهم وليتهم رأوا منصور خالد وهو «يزوغ» من الدعوى التي رفعها ضد «الإنتباهة»؟! «لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى» وتعني أنهم لن يضروكم إلا بالكذب والبهتان ممّن ينتصرون لأنفسهم بعد أن نصّبوها مبدأً يحطمون في سبيله المبادئ والقيم وليتهم تمثلوا قول الشاعر:
    قومي همو قتلوا أميم أخي ٭٭ فإذا رميتُ يصيبُني سهمي
    فلئن عفوتُ لأعفونْ جللاً ٭٭ ولئنْ سطوتُ لأوهنَنْ عظمي
    سيظل المنبر وتظل «الإنتباهة» ينافحان عن الحق ويذودان عن هذا الوطن وسيظلان حرباً على الأعداء شاهرَين سيفيهما نحو القبلة ببوصلة لا تطيشُ وبمرجعية لا تضلُّ.


    إن منبر السلام العادل خرج من رحم معاناة هذا الشعب الذي عذّبه تآمر المستعمِر اللئيم الذي أدخله في نفق الثعابين السامة حين ورَّطه في وحدة مستحيلة بين الزيت والنار ولا يزال المنبر يواصل مسيرة تحرير هذه الأرض الطاهرة وقد بدأ مرحلة التعمير قبل أن يفرغ من استكمال مرحلة التحرير هو حزب جاء ليقود السودان نحو التقدم والنهضة بعيداً عن الفساد والتخبُّط وغير ذلك من المعوِّقات التي قعدت ببلادنا وهذه دعوة إلى شعب السودان لكي ينحاز إلى المنبر فقد جرَّب من عطَّلوا مسيرة هذه البلاد وآن له أن يجرِّب الجديد الذي صدقه في مرحلة التحرير وسيصدقه إن شاء الله في مرحلة التعمير.
    أقول للمؤتمر الوطني الذي يحتكر أجهزة الإعلام أن يمارس شيئاً من العدل الذي لا تقوم الشريعة إلا على أساسه فهلاّ غطّى تلفزيون السودان الذي أدرتُه لأكثر من سبع سنوات جزءاً من أنشطة المنبر!! لا نطمع في أن تعاملنا الحكومة كما تعامل أنشطة حزبها الحاكم كما لا نطمع في أن تُتيح لنا الحرية التي تحتكرها لحزبها فمتى استأذن المؤتمر الوطني من أجل إقامة نشاط سياسي؟!
    إنني أدعو من يرغب في التغيير أن ينضم إلى منبر السلام العادل من خلال الاتصال بالهواتف المنشورة أعلى هذه الصفحة



    ----------------

    بين كرتي والعصا والحشرة الشعبية!! .
    الخميس, 17 أيار/مايو 2012 06:39 .

    الانتباهة
    الطيب مصطفى


    بين يدي حديث وزير الخارجية علي كرتي أمام البرلمان أقول إننا لسنا من الرافضين لضبط الخطاب السياسي للمسؤولين بمن فيهم رئيس الجمهورية لكننا ضد التخذيل وبث ثقافة الاستسلام والهزيمة النفسية وضد إطفاء روح التحدي التي سرت في الأمة بعد انتصار هجليج ذلك أننا لا نزال أمة أرضها محتلة من قبل أفقر وأضعف دولة في العالم ولا نزال أمة مُتآمَراً عليها مُتربَّصاً بها ولا سبيل أمامها لمواجهة التحديات الجسام المحيطة بها من كل جانب سوى استخدام الخطاب التعبوي التحريضي الذي يُعلي روح الفداء والجهاد والاستشهاد.
    كان المخذِّلون ولا يزالون يصفوننا بدعاة الحرب ويردِّدون هذه العبارة كالببغاوات الحمقاء وهي تهرف بما لا تعرف ولو تحلَّوا بشيء من الجرأة لوصفوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بداعية الحرب ولوصفوا القرآن الكريم وهو يقول: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) بأنه يُؤجِّج لهيب المعركة ويُشعل نيران الحرب!!


    لم نرضَ أن يطلب وزير الخارجية من المسؤولين أن يتركوا شأن السياسة الخارجية لوزارة الخارجية وحدها وأن يتهكّم من الذين اعترضوا على قرار مجلس الأمن في سعيه الدؤوب لتبرئة وزارة الخارجية من الهزيمة السياسية والدبلوماسية النكراء التي حاقت بالسودان في مجلس الأمن وقبله في مجلس السلم والأمن الإفريقي والاتحاد الإفريقي فمهما اشتكى من ضعف التمويل فإن حجم الهزيمة كشف أننا نجلس في العراء بلا وزارة خارجية وكأننا بلا سفارة واحدة في العالم بالرغم من أن بعض سفرائنا يوزنون بماء الذهب كفاءة وخلقًا ومهما حاول المدافعون عن الخارجية الدفاع عن وزارتهم المتهالكة مستخدِمين الكذب والتضليل فإنهم لن يستطيعوا ولن ينجحوا إلا إذا نجح من ورّطونا في نيفاشا في تبرئة أنفسهم مما حاق ببلادنا وأرضنا المغتصَبة حتى اليوم.
    أقول هذا بين يدي حديث علي كرتي أمام البرلمان الذي واصل فيه الدفاع عن وزارته عن طريق الهجوم على الآخرين بما في ذلك تحميله جزءاً من الهزيمة لاستخدام عبارة (العصا) التي قال إنها فُسِّرت بالمعنى العنصري الذي أورده المتنبـــــــــــي في قصيدته (الدائية) الشهيرة بالرغم من علمه أن عـــــــــبارة العصـــــــــــــا يمتلئ بها الخطاب الدبلوماسي العالمي (سياسة العصا والجزرةStick & carrot ) التي لطالما استخدمتها الإدارة الأمريكية ضد السودان.


    كل الذي حدث أن كاتباً يحمل الجنسية الأمريكية ومعروف بكتاباته التخذيلية التي تفتُّ في عضد الأمة كتب في إحدى الصحف منتقداً استخدام الرئيس البشير لهذه العبارة ولعبارة (الحشرة الشعبية) فما كان من باقان إلا أن كرر تلك العبارة في حديث له بلندن الأمر الذي وجدته الخارجية فرصة سانحة لتُعلي من خطابها الناقد لحشر الناس أنوفَهم فيما تظن أنه لا يعنيهم فكان أن أضاف كرتي كذلك استخدام عبارة (الحشرة الشعبية)!! وكلمة (العصا) ليحمِّلها جزءاً من المسؤولية.. أما وزارته فهي الكمال بعينه وهي حامي حمى السودان ومحررة هجليج!!


    وهكذا تبلغ الدعوة إلى التخذيل درجة أن تُحصي على الرئيس كلماته التي ما قالها إلا في يوم الفرح الأكبر والناس معبَّأون وقد بلغ عددهم في الساحة الخضراء أكثر من مليون هذا علاوة على الشوارع الممتلئة بالفرح الغامر في شتى مدن السودان.. ما كان للرئيس أن يقول غير ما قال وأكثر مما قال تفاعلاً مع الأمواج البشرية المتلاطمة التي كانت تهتف: (الشعب يريد تحرير الجنوب) وتنادي باستئصال الحشرة الشعبية.


    ولكن وزارة الخارجية لا تريد للناس أن يفرحوا ولا للرئيس أن يتحدث بما يتوق الغاضبون من غدر الحركة وحقدها وكيدها إلى سماعه خوفاً من غضب (المجتمع الدولي) الذي احتقرنا رغم أننا مظلومون وتنكّر لنا رغم أننا أصحاب الحق المغتصَب ولستُ أدري ماذا كان سيقول كرتي لو كان الرئيس وصف الجنوبيين وليس حزب الحركة الشعبية بالحشرات؟!


    في الطرف الآخر لا أحد يسائل سلفا كير وهو يسيء إلى شعب السودان الشمالي ويصفه بالمستعمِر وإلى رئيسه الذي نعته بالمجرم والحرامي وإلى جنودنا البواسل وهو يتحدث عن كيف قتلوهم أيام تمردهم اللعين.. لا أحد يبالي بما يقول سلفا كير وهو يعترف باحتلال هجليج ويهدد بإسقاط الحكومة وبإنقاذ دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ويحتضن المتمردين ويحتفل بأول عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي لأبناء الشمال قبل استقلال السودان عند انفجار التمرد في توريت وغيرها من مدن الجنوب ولا أحد يقرع سلفا كير وهو يحرق هجليج حتى نُحرم من البترول رغم أننا سلمناهم بترولاً لم يوجفوا عليه خيلاً ولا ركاباً لكن متى كان للؤماء خلق أو دين؟


    إنها حال المنبطحين الذين يحسبون كل صيحة عليهم... ولا أزال أذكر كيف استدعاني مجلس الصحافة ليحقِّق معي إثر شكوى من صحيفة الحركة الشعبية (أجراس الحرية) في تلك الأيام النحِسات قبل أن يغادرنا الجنوب.. ليحقِّق معي بشأن استخدامي كلمة (الهالك) قرنق!!.. تخيلوا كيف كان مجلس الصحافة يُحصي علينا أنفاسنا وكلماتنا.. قلت لهم: (بالله عليكم هل استدعيتموني لأني قلت الهالك قرنق؟! طيب أقول لكم الآن: عليّ الطلاق هالك وابن هالك) وشرحتُ لهم كيف أن القرآن الكريم أورد تلك العبارة في نبي الله يوسف وهو مَن هو فلماذا يحتجون عليّ لأني استخدمتها في وصف ذلك العدو اللئيم (قرنق)؟! إذ قال الله تعالى متحدثاً عن يوسف: (حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا) وفي سورة النساء: (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ).


    أقول لكرتي ولغيره من أهل الدبلوماسية الناعمة إن دبلومساية القتال الذي كنتَ يا كرتي تحرِّض عليه عندما كنتَ ترتدي الزي العسكري في عرين الأبطال والمجاهدين (الدفاع الشعبي) تقتضي خطاباً آخر وأن أخوف ما أخاف منه أن نعود القهقرى إلى ذات الروح التي كانت سائدة قبل انتصار هجليج وأن تنطفئ جذوة التعبئة بالرغم من أن بلادنا لا تزال محتلة ووالله إني لأعجب لماذا عاد المجاهدون قبل تحرير بقية الأراضي المحتلة ولماذا لا نحتل بانتيو كما يحتلون بحيرة الأبيض وكاودا؟!
    إن عاقبة الانبطاح وخيمة ولا نصر أو جوار آمن مع الجنوب إلا باستمرار التعبئة واقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب فمتى يفهم المنبطحون؟!
                  

05-21-2012, 05:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    دستور الحركة الإسلامية في الميزان
    May 20, 2012

    الطيب زين العابدين



    أذكر أني دعيت في مطلع التسعينيات حينما كنت مقيماً في إسلام آباد إلى اجتماع لأعضاء الحركة الإسلامية في العاصمة الباكستانية، وقال الداعي للاجتماع إننا تسلمنا لائحة جديدة لقطاع المغتربين نريد أن نعرضها عليكم ونختار على أساسها تكوين الهيكل التنظيمي للحركة في باكستان. وكان ذلك بعد بضع سنوات من قيام الإنقاذ وانقطاع العمل التنظيمي بين الخرطوم وقواعد الحركة في الوطن وفي المهجر. وسألت ذلك الشخص: ولكن أين الدستور الجديد الذي ينظم كل شؤون الحركة الإسلامية وهياكلها التنظيمية بما فيها شريحة المغتربين؟ فرد بقوله: إنه لم يتسلم دستوراً من الخرطوم وطلب منه فقط شرح اللائحة المعروضة وتفعيلها. فأوضحت للحاضرين أني لن أكون عضواً في تنظيم لا أعرف أجهزته ولا كيفية تكوينها ولا مهامها. وعندما رجعت إلى السودان في إجازتي السنوية اتصلت بالأخ إبراهيم أحمد عمر وطلبت منه نسخة من دستور الحركة الجديد، فقال بصراحته المعهودة: لا أستطيع حتى تأتيني بموافقة الأمين العام الشيخ حسن الترابي! وعجبت لتنظيم يخفي دستوره عن شخص ظل عضواً في أهم أجهزته القيادية «مجلس الشورى» منذ أن كان طالباً بالجامعة في نهاية الستينيات إلى أن حل ذلك المجلس المنتخب على يد أمينه العام بعد قيام حكومة الإنقاذ. لا بد أن الدستور الجديد قد «طبخ» بصورة يستحي الأمين العام ومساعدوه أن يطلع عليها حتى أهل الحل والعقد في الحركة الإسلامية! وقلت له لن أفعل ذلك وليعتبرني خارج صف الحركة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

    ومنذ بداية سلطة الإنقاذ لقيت الحركة الإسلامية كبتاً وتهميشاً غير مفهوم وغير مبرر على يد الشيخ الذي بنى ذلك التنظيم طوبة طوبة منذ اندلاع ثورة أكتوبر في عام 1964م، واستمر ذلك الوضع الغريب بتغيير طفيف إلى حادثة المفاصلة في عام 2000م، فحاولت القيادة التي استولت على السلطة أن تعيد على استحياء تنظيم الحركة لا حباً فيه ولكن خوفاً من أن يستغله الشيخ المنتبذ ضدها، ولا أدري لماذا لم يفعل! ولما أمنت السلطة الجديدة مكر الشيخ أبقت التنظيم حبيس الظلام واللاشرعية تحت مسمى «الكيان الخاص»، ثم تفضلوا عليه باسم «الحركة الإسلامية» في 2005م عندما انتقل التنظيم إلى يد أمينة هي يد الرجل الثاني في السلطة، لكنه ظل مختفياً في الظلام بلا شرعية قانونية. وظهرت بعد فشل الحكومة في المحافظة على وحدة البلاد شكوى وململة واسعة في قواعد التنظيم الموالي للحكومة وقياداته الوسيطة اتخذت شكل مذكرات ومناقشات داخلية وتصريحات ضد كبت الحركة الإسلامية وتهميش دورها تماماً في سياسات الدولة وفي أنشطة الحياة العامة. وبرز اتجاهان في القيادة التنفيذية «التي هي قيادة للحكومة والحزب والحركة»


    يقول الأول بحل الحركة الإسلامية والاكتفاء بتنظيم المؤتمر الوطني، ويقول الثاني بالإبقاء عليها في حضن المؤتمر الوطني، أي أن تندمج فيه، بالطبع تحت قيادة المسؤول في الحزب. وعند مناقشة الأمر على مستوى عضوية الحركة في المحليات وبعض الكليات القيادية اتضح الرفض الواسع لكلا الخيارين. ومن ثم جاء مشروع الدستور الجديد الذي صنع بعناية على يد الأمين العام المنتهية ولايته هذه السنة، كحل وسط بين المنادين بشرعية الحركة وعلانيتها واستقلاليتها وبين رغبة المتنفذين في حلها أو دمجها، والذي أجازه مجلس الشورى «يتكون من 400 عضو» الذي انعقد يوم الجمعة 11 أبريل الماضي بعيداً عن أعين الفضلاء والإعلاميين. ويتطلب مشروع الدستور الجديد الإجازة من قبل المؤتمر العام «يتكون من حوالى 4000 عضو» والذي يحل موعده في أغسطس القادم، ولا يستبعد أن يؤجل إلى نهاية العام. ورغم تحفظاتنا الكثيرة على مشروع الدستور إلا أنه يعتبر خطوة متقدمة مقارنة بوضع التنظيم الموءود في الفترة السابقة.


    والسؤال المؤرق الذي يتردد على الذهن هو: لماذا عوملت الحركة الإسلامية بهذا الإجحاف المتعمد من قيادتها وهي التي جاءتهم بسلطة الإنقاذ التي يعتدون بها ويعتبرونها أكبر إنجاز للحركة الإسلامية في تاريخها بل وتاريخ الحركات النظيرة في العالم السني؟ وهي التي مازالت تمدهم بالكوادر الملتزمة المدربة في مواقع الدولة المختلفة، وبالحشود الجماهيرية وبالنشطاء الفاعلين في الحملات الانتخابية، كما تمدهم بالمجاهدين المستبسلين الذين يدافعون عنها حين يحيط بها الأعداء من كل جانب. لماذا استحق هؤلاء الشباب والكهول هذا الإجحاف والتهميش؟ ولماذا قبلوا هم بما وقع عليهم ولم يقولوا كما قال عنترة بن شداد حين دعاه سيده للمشاركة في القتال دفاعاً عن شرف القبيلة؟ إن العبد لا يحسن الكر والفر «أي القتال» ولكنه يحسن الصر والدر «أي حلب البهائم». واضطر سيده أن يقول له أقدم وأنت حر! أحسب أن قيادة الحركة التي تولت إدارة الدولة أرادت ممارسة سلطة مطلقة دون نصيحة من أحد وطاعة عمياء من قواعد التنظيم الذي تمت «عسكرته» في السنوات الأخيرة قبل مجيء الإنقاذ، وأن تكون الكوادر المهنية المثقفة عبارة عن موظفين ومسؤولين برتب عالية في جهاز الدولة. ولا مجال أو فرصة لمن يظن أنه صاحب أسهم في «الشركة الجديدة» ومن ثم يعطي نفسه الحق في النقد وإبداء الرأي حول هذا أو ذاك من السياسات والقرارات. وكان مناخ الحرب الأهلية في الجنوب والمعارضة الداخلية في الشمال والمحاصرة الخارجية من الدول العربية والغربية لا يشجع أولي الرأي في التنظيم أن يخالفوا القيادة علانية في سياساتها وقراراتها، فالموقف يتطلب الالتفاف حول قيادة الحركة التقليدية مهما كان الثمن، ثم انتقل الولاء بعد المفاصلة للرئيس الجديد! وعرفت الكوادر المتطلعة أن المناصب التنفيذية والمعاملة التفضيلية مع البنوك تذهب لأهل الطاعة والولاء وعلى من يريدها أن يسلك ذلك الطريق، وسقط الكثيرون في ذلك المنحنى الوعر!


    بدأ الدستور بديباجة تاريخية نمطية، أحسب أن دستور الحركة لعام 1982م كان أفضل منها وكأن العالم لم يطرأ عليه جديد منذ الثمانينيات. ولم تذكر الديباجة كلمة عن دور الحركة في تأسيس الدولة القائمة التي قيل إنها أعظم إنجازات الحركة الإسلامية، ولكنها ذكرت نشأتها في الأربعينيات من القرن الماضي في أوساط طلاب المدارس الثانوية والجامعات، ولم يفت عليها أن تقول إن الوثيقة اتجهت «إلى حسم موضوع وحدة القيادة» وكأنه أهم مشكلات الحركة! تقول المادة الرابعة في وثيقة الدستور «تعمل الحركة في المجال الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وفي كل مجال للنشاط الإنساني»، وقد كان النشاط السياسي محرماً على الحركة في اللوائح السابقة بعد الإنقاذ على أساس أن هذا العمل قد تولته حكومة الحركة الإسلامية وحزبها «المؤتمر الوطني». فهل يعني النص على النشاط السياسي أن الحركة الإسلامية ستعمل جهاراً نهاراً في العمل السياسي؟ «يلقوها عند الغافل» سيظل الأمر كما كان ولكن سيقال للحركة الإسلامية اليتيمة إنها ستمارس النشاط السياسي عن طريق المؤسسة المناسبة وهي ذات المؤتمر الوطني، وللحركة أن تتفرغ للأنشطة الأخرى غير السياسية مثل الدعوة والعمل الاجتماعي والثقافي، وأشك في أنها ستعطى فرصة في العمل الاقتصادي. وتنص ذات المادة على أن قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص «أي الحركة الإسلامية ذاتها التي كانت تسمى بالكيان الخاص»،



    المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم، هي القيادة العليا للحركة الإسلامية. وهذا يعني أن قيادات المؤسسة التنفيذية «الحكومة» والمؤسسة السياسية «المؤتمر الوطني» لا سلطان لعضوية الحركة عليهم لأنهم ينتخبون وفقا لنظم مؤسساتهم التنفيذية والسياسية، ومع ذلك فهم يشكلون وفقاً للائحة المرفقة مع الدستور ثلثي أعضاء القيادة العليا التي يتولى رئاستها «رئيس الصعيد التنفيذي «أي رئيس الحكومة» الملتزم ونوابه الملتزمون». وهذا ما أشارت إليه الديباجة «بحسم وحدة القيادة»، فليس المؤسسة السياسية هي التي تتبع الحركة الإسلامية ولكن العكس هو الصحيح! والأمين العام المسكين الذي سينتخب من مجلس الشورى «كان ينتخب من المؤتمر العام» قائداً للحركة الإسلامية سيجد نفسه محكوماً بقيادة عليا أغلبية عضويتها جاءته من خارج حركته الإسلامية التي يقودها، وهي ليست غلبة عددية فحسب، فهؤلاء يمثلون الدولة في أعلى مستوياتها ويملكون التصرف في كل مقدرات الدولة وإمكاناتها. وهل يغري مثل هذا المنصب المتواضع أصحاب الملكات والمقدرات في الحركة الإسلامية أن يتقدموا لنيله والمنافسة عليه؟ لا أظن ذلك، والنتيجة أن يختار للموقع شخص ضعيف المؤهلات لفظته المواقع التنفيذية ويقبل أن يتفرغ للمنصب مقابل مرتب طيب يقيم أوده مع أسرته الممتدة!

    وماذا سيكون الوضع القانوني للحركة الإسلامية؟ هل ستسجل كتنظيم سياسي له حق العمل في المجال السياسي كما تقول المادة الرابعة من الدستور؟ بالطبع لا، لأن رئيس الصعيد التنفيذي هو رئيس المؤتمر الوطني ولا يجوز له في قانون الأحزاب أن يكون رئيساً لحزبين. الخياران الآخران أن تتسجل الحركة في وزارة الإرشاد والأوقاف كجماعة دينية مثل هيئة شؤون الأنصار وأنصار السنة المحمدية وغيرهم من الجماعات الدينية، أو كجماعة ثقافية تسجل لدى وزارة الثقافة. ولكن هل ستسمح وزارة الإرشاد أو وزارة الثقافة بتسجيل جماعة تعمل في مجال الدين والثقافة ولكن دستورها ينص أيضا على العمل في مجال السياسة؟ وبما أن وزيري الإرشاد والثقافة من الملتزمين مع الحركة فربما يقبلا التغاضي عن هذه النقطة البسيطة أو يطلبا حذفها من الدستور المسجل لديهما تفادياً للحرج. ولكن المتنفذين في السلطة سيكون لهم رأي أفضل من ذلك، وهو أن لا داعي لتسجيل الحركة الإسلامية أصلاً في أي جهاز حكومي لأنها ستعمل في كل المجالات المذكورة في دستورها ليس بصورة مباشرة ولكن عبر مؤسسات مناسبة تكون هي المسجلة لدى جهات الاختصاص. وبمعنى آخر ستظل الحركة الإسلامية لا شرعية كما كانت ولكنها بمثابة شركة قابضة تعمل من خلال شركات أصغر، تتلقى منها تقارير الأداء مرة أو مرتين في السنة ويجوز لها أن تراجع أعمالها وتقدم لها بعض التوجيهات والنصائح. وكان الله يحب المحسنين!!
                  

05-21-2012, 08:13 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    Quote: وماذا سيكون الوضع القانوني للحركة الإسلامية؟ هل ستسجل كتنظيم سياسي له حق العمل في المجال السياسي كما تقول المادة الرابعة من الدستور؟ بالطبع لا، لأن رئيس الصعيد التنفيذي هو رئيس المؤتمر الوطني ولا يجوز له في قانون الأحزاب أن يكون رئيساً لحزبين. الخياران الآخران أن تتسجل الحركة في وزارة الإرشاد والأوقاف كجماعة دينية مثل هيئة شؤون الأنصار وأنصار السنة المحمدية وغيرهم من الجماعات الدينية، أو كجماعة ثقافية تسجل لدى وزارة الثقافة. ولكن هل ستسمح وزارة الإرشاد أو وزارة الثقافة بتسجيل جماعة تعمل في مجال الدين والثقافة ولكن دستورها ينص أيضا على العمل في مجال السياسة؟ وبما أن وزيري الإرشاد والثقافة من الملتزمين مع الحركة فربما يقبلا التغاضي عن هذه النقطة البسيطة أو يطلبا حذفها من الدستور المسجل لديهما تفادياً للحرج. ولكن المتنفذين في السلطة سيكون لهم رأي أفضل من ذلك، وهو أن لا داعي لتسجيل الحركة الإسلامية أصلاً في أي جهاز حكومي لأنها ستعمل في كل المجالات المذكورة في دستورها ليس بصورة مباشرة ولكن عبر مؤسسات مناسبة تكون هي المسجلة لدى جهات الاختصاص. وبمعنى آخر ستظل الحركة الإسلامية لا شرعية كما كانت ولكنها بمثابة شركة قابضة تعمل من خلال شركات أصغر، تتلقى منها تقارير الأداء مرة أو مرتين في السنة ويجوز لها أن تراجع أعمالها وتقدم لها بعض التوجيهات والنصائح. وكان الله يحب المحسنين!!


    ولله دي كارثة اخلاقية مابعدها............
    اليس هذا وصف لجسم شبحي يعيش في الظلام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    ماذا فعل لكم شعب السودان الطيب حتي تتامرون عليه كهذا؟
    ماهي مصادر تمويلكم؟
    وكيف تصرف؟
    ولماذ تطالبون كل من اراد ان يعمل علنا بالتسجيل؟
    لماذ انقلبتم علي نظام ديمقراطي لايوجد له مثيل في افريقيا والعالم العربي؟
    البلد التي علمتكم واتاحت لكم المنابر ومناخ حر ولم تسحلكم كما حدث في سوريا ومصر
    هل هذا هو جزاء سمنار!!!!

    بدون شك ان هذا الجسم الشبحي الخفي (الذي لا تستيطع ان تجد فرق بينه وبين اي تنظيم ماسوني)
    هو اداة استعمار السودان الحديث ( السودان يرزح تحت نير استعمار)
    لكن بوجوه سودانية. (فلاتخدعكم) حتي طريقة كلامهم مختلفة عنكم، سلوكهم لا يشبه السودانيين، لا يهمهم امر الوطن في شئ (حيث قسموه)
    بدلا من انزال فرق مسلحة تم استخدام ابناء هذا البلد التائهين من حيث الهوية حيث ارسل اخوان مصر في عام 1946 اثنين مبشرينهم لنشر
    فكر الاخوان الي السودان وفي شهور كونوا 25 حلقة للاخوان
                  

05-22-2012, 11:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: أحمد أمين)





    05-22-2012 10:18 AM
    عبدالرحمن الامين


    الحلقة 5 -الاخيرة

    الوثيقة القنبلة : مصطفي اسماعيل (سرا ) مع تسليم البشير للاهاي ، كرتي (علنا) وأمامه يطالب بتسليمه وعلي عثمان يعارض بصوت عالي !

    *بقلم *عبدالرحمن الامين
    [email protected]

    تحملنا لأجواء هذه الوثيقة ماتصدر الصفحة الأولي لجريدة (أخبار اليوم ) صباح 19 يونيو 2008 من بدء مباحثات في باريس بين موفدي بلادنا ، وزير الخارجية دينج ألور ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل . ولتزامن انعقاد قمة الساحل والصحراء في جمهورية (بنبن) مع موعد هذه الجولة الاوروبية ذهب دينج ألور منفردا للنرويج وهولنده . لحق به طبيب الرحي الثالثة في باريس بعد حضوره القمة نظرا للتوتر الكبير الذي شاب العلاقات مابين السودان وتشاد أنذاك وأفضي لقطع العلاقات الدبلوماسية بعد هجوم حركة العدل والمساواة علي أمدرمان . ففرنسا لها دور محوري يمكن ان تلعبه علي ثلاثة اصعدة هي تشاد ، ودارفور –ففي باريس يقيم كثيرون من قادة الفصائل أبرزهم عبدالواحد نور- فضلا عن أهتمام باريس بملف خارطة الطريق لأبيي وتطورات اتفاقية السلام . التحاق المستشار الرئاسي بوزير الخارجية هو تجسيد لسلوك المؤتمر الوطني وخطة اللعب مع وزراء الحركة الشعبية بطريقة (مان تو مان ) وفي كل الوزارات علي الاطلاق .

    عاد ألور للخرطوم ...لتولد هذه الوثيقة القنبلة ذات الشظايا العنقودية . أرسل القائم بالاعمال الأمريكي بالخرطوم لرئاسته بواشنطن مبرقا بحيثيات الاجتماع الذي تضمن 10 نقاط مركزة مصنفا البرقية ب(السرية) مضي للقول :

    التقي القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم البرتو فريناندز بوزيرالخارجية دينج ألور، يوم 24 يونيو، العائد لتوه من رحلة أوروبية شملت بضعة بلدان ( هولندا ، النرويج وفرنسا).. يستهل البرقية بنقطة رقم واحد وهي عبارة عن ملخص ماجري تناوله من حديث. تبين الوثيقة بوضوح أزمة الثقة مابين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في الكثير من الجوانب وليس من دلالة أعمق فضحا للمستور من طلب وزير الخارجية دينج ألور من فريناندز ان يلتقيه في مقهي بالخرطوم وليس بمكتبه في الوزارة.عن ذلك تورد الوثيقة نصا في النقطة 2 ( التقي القائم بالاعمال فريناندز بوزير الخارجية دينج ألور في يوم 24 يونيو . وكما هي العادة عندما تكون هناك موضوعات حساسة للتباحث بشأنها، فقد أجتمعا في مقهي محلي حيث أن الوزير يشك بأن المخابرات السودانية تتصنت علي مكتبه بوزارة الخارجية )! تعلقت النقطة 2 بأبيي وتطوراتها علي ضوء خارطة الطريق التي كان ألور قد وقعها نيابة عن الحركة في 8 يونيو . وصف ألور الاوضاع في أبيي بأنها ( علي حافة السكين وأنها يمكن أن تنفجر في أي وقت أو أن يحدث تقدما أضافيا يعلن خلال الايام القادمة ).أبلغ ألور جليسه الأمريكي انه قد حدثت مشكلة وصفها بانها "بسيطة " عند تكوين قوة الشرطة "بأبيي". قال انه بينما كان عقيد الشرطة ، وهو من أبناء دينكا نوك ، منهمكا في استقطاب مجندين محليين لملء شواغر 700 عنصر لقوة الشرطة ، أرسلت الخرطوم 75 عنصرا من كادوقلي غير مرحب بهم ولم يطلبوا. قال أن وزير الدولة المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية ، أحمد هارون ، أنكر بدءا ارسال المؤتمر الوطني لأي قوة شرطية ، غير أنه في النهاية اعترف بارسال المؤتمر الوطني لهؤلاء المخربين وقال بانه يمكن الاستفادة من خدماتهم بما يفيد ! طالب سلفا كير بسحب هذه القوة وتوارد أن أحمد هارون وافق علي سحبها

    .
    في النقطة (3) يقول دينج ألور أن هناك ماهو أخطر من القوة الشرطية وهو تمركز كتبة 31 في ابيي واحتلالها لمدرسة بنات واستخدامها كرئاسة لها . قال أن القوات المسلحة أبلغت هيئة الدفاع العسكري المشتركة يوم 23 يونيو انها لن تسحب القوة الا بعد اكتمال التحقيقات وهو مايري ألور بأنه تطويل يجعل الامر مفتوحا بلاسقف زمني . يري ألور بأن هذه القوة يجب أن تغادر بمجرد اكتمال تشكيل قوة الشرطة- كما نصت خارطة الطريق . ووصف محادثة غاضبة أجراها رئيس هيئة أركان الحركة الشعبية ( الجنرال أويي دينق أجاك) قال فيها مانصه ( اننا سئمنا من هذه التكتيكات للمؤتمر الوطني والجيش. اذا لم يسحبوهم فاننا مستعدون لفعل ذلك بالقوة وفورا). اشارت الوثيقة الي أن هيئة الدفاع العسكري المشتركة ستزور أبيي يوم 25 يونيو (اليوم التالي لهذا الاجتماع) لحل المشكلة. وأضافت أن العقيد قائد الكتيبة تمت ازاحته من منصبه وارسل لمصر في مهمة تدريب طويلة. الملاحظة الاخيرة في النقطة (3) أن ألور أبلغ فريناندز أنهم تعرفوا علي 12 اسم من منسوبي المؤتمر الوطني ممن تسببوا في العنف العرقي في "مناطق" أبيي وخرسانة وأويل. من هؤلاء أحمد هرون ، والمفاوض الدرديري أحمد محمد ومسؤولين سابقين في حكومة كردفان هما عيسي البشاري وصلاح أحمد سالو ووعد بتزويد فريناندز بقائمة لكل الاسماء.

    تبدأ النقطة 5 بعنوان يضج بالازدراء علي رئيس الجمهورية . العنوان هو (ماذا يظن البشير نفسه؟)

    تتعرض هذه الجزئية لما دار في اجتماعات دينج ألور في النرويج وهولندا قبل أن يلتحق به المستشار الرئاسي مصطفي اسماعيل في اجتماعات باريس .

    في النقطة 6 تقول الوثيقة نصا ( في باريس كما في النرويج تطرق الاوربيون مع المسؤولين السودانيين لموضوع المحكمة الجنائية الدولية . وكان وزير الخارجية الفرنسي كوشنير بالذات الأكثر حدة مبلغا اسماعيل وألور مانصه ( علي السودان أن يتعاون مع محكمة الجنايات الدولية . نحن جادون في ذلك . أنكم تتحدون العالم وسوف لن نسمح لكم بالهروب من هذا المأزق ... ماذا يظن البشير نفسه ،الرئيس بوش ؟ هناك قوة عظمي واحدة . يتوجب علينا أن نرضي باهمال الولايات المتحدة للجنائية الدولية لكننا سوف لن نقبل ذلك منكم "!
    وأبلغ ألور كوشنير ان الحركة الشعبية توافق علي ضرورة تعاون السودان مع الجنائية الدولية أما مصطفي أسماعيل فقد أوضح موقف حزب المؤتمر الوطني بالاتعاون مطلقا مع المحكمة أو الاعتراف بها .

    تحت عنوان( بيت المؤتمر الوطني منقسم علي نفسه ) جاءت النقطة 8 متعلقة بحديث ألور عن مهاتفته لعبدالواحد نور لمدة ساعتين ومقابلته لوفد حركة العدل والمساواة الذي حضر للقائه من لندن في باريس .قال ألور انه تحدث معهم علي ضرورة التصالح فيما بينهم والعمل معا ككتلة واحدة (عبدالواحد نور ، العدل والمساواة ومني ميناوي ) لنيل تنازلات من المؤتمر الوطني .

    أما النقطة 9 فسنوردها بكاملها بترجمة نصية فهي "أم القنابل "!
    يقول فيرناندز في برقيته (بعد كل هذه الاجتماعات المشار اليها ، وصف ألور اجتماعا شخصيا له مع مستشار الرئيس البشير "مصطفي "اسماعيل .اعترف اسماعيل بانه شخصيا يري بأن السودان يجب أن يتعاون مع محكمة الجنايات الدولية ويجب أن يتفاوض مع كل المتمردين ( فهي مسألة وقت فقط قبل أن نجلس "للتفاوض" مع حركة العدل والمساواة. ) كما أضاف. وقال أسماعيل (ان خطر محكمة الجنايات الدولية أصبح قريبا الان ) وشجع ألور بالحديث مع البشير ونائب الرئيس علي عثمان طه بشأن التعاون مع الجسم الدولي . وأبلغ ألور القائم بالاعمال فرناندز وصف اسماعيل لاجتماع جلسة استراتيجية عقدها مؤخرا المؤتمر الوطني بشأن الجنائية الدولية ( وهو الاجتماع الأول والوحيد الذي عقد لهذا الغرض .كرتي ، المتشدد الشرس دعا للتعاون ، أما البشير فبدأ متنازلا الا ان علي طه وبصوت عال وبقوة ندد حتي ولو بمجرد التفكير في ابداء اي لين في موقف السودان من محكمة الجنايات الدولية) ويمضي فرناندز فيما يشبه التحليل ليقول ( غضب طه " علي عتمان " ربما يكون سببه انه كان المسؤول عن ملف دارفور خلال السنوات المصيرية في 2003-2005. وتمضي الوثيقة للقول ( يتوقع ألور أن ادانة محكمة الجنايات الدولية المتوقعة لمسؤولين سودانيين كبار ( سوف تكشف هؤلاء المسؤولين امام الشعب السوداني ) وقال انها سوف تكشف ايضا التصدعات في النظام وسوف تقسمهم فيما يتشاجرون حول كيفية الرد).

    في الوقت الذ حملت فه النقطة الاخيرة (10) تأمينا عاما علي صدقية تحليلات ألور للأوضاع وتطابقها مع مرئيات القائم بالاعمال عموما الا أن فريناندز اضاف مايلي بشأن محكمة الجنايات الدولية ( ان اجراءات محكمة الجنايات الدولية في يوليو بامكانها ان ان تغير نوعيا ديناميكية الحراك الداخلي في السودان بالنسبة للنخبة الحاكمة وعلاقتها الصعبة بالغرب أو أن السودان سينجح رغم سوء تنظيمه بمزجة تركيبته المعتادة من الغش والخداع ، التعاون والتحدي . المتغير الثابت هو ان الحركة الشعبية سوف تناور باستمرار لاستخدام المستجدات السياسية المؤثرة علي السودان لصالحها في نزاعها وعلاقتها غير المتكافئة مع المؤتمر الوطني ).
    أنتهت الوثيقة.

    لو قدر لنا أن نقرأ الكف السياسية لما ستفعله هذه الوثيقة بأركان النظام ، فاننا نرجح أنها ستحرك الكثير في بركة تبدو لنا ساكنة لكنها تمور غليانا . فالخروج العلني لكرتي الاسبوع الماضي في البرلمان عن ارث عدم "انتقاد " تصريحات رئيس الجمهورية يمكن الان فقط فهمه في سياق سابق من المواجهة مع الرئيس في ذلك الاجتماع الذي وصفه طبيب الرحي الثالثة . أما "مفاجأة" ان يقود علي عثمان طه تيار التشدد فهي تنبئ عن هاجس حقيقي يذهب باتجاهين .أولهما هي أن القائمة السرية للاسماء ال51 غير المعلنة لمن سيطلبون للمثول أمام الجنائية الدولية ، غدت ومنذ 2008 كابوسا يقض مضجع "كل " من هم في كابينة القيادة الحالية وبالنتيجة ، يوحدهم علي التشدد . ففي التشدد طوق انقاذ للجميع وان اختلفت رؤاهم بشأن ادارة الدولة .الأمر الاخر هو ان علي عثمان سيجد في هذه الوثيقة ( بعد 4 أعوام) مايرمم به بعضا مما تآكل وانحسر من نفوذه بعد أن فتحت عليه النيران بسبب مالآت نيفاشا ومحاولة المتشددين الجدد التشكيك في ولائه بغرض تحجيمه ، علي أسوأ الفروض ، أو ابعاده وهو الهدف المرتجي . ففي نظر قيادات "العيلفون " انه الخطر المنزوع الفتيل مؤقتا ، وبالذات بعد أن أصبحت الوصفة الأممية هي تثبيت نائب الرئيس في القيادة والتضحية بالرئيس (اليمن نموذجا ). الجالسون علي الحواجز بقلوب شتي ، سرا مع الجنائية وعلنا ضدها ، فان أيامهم غدت معدودة . يمكن القول أيضا أن مجرد "نفي " هذه الوثيقة سوف لن يكفي . ففي السابق كان النفي يتعلق بجلسة لاتنقل أسرارا من الداخل بشخوص معرفين باسمائهم الأمر. أما في هكذا وثيقة فان المضاهاة تتيسر بسهولة للاستيثاق من صدقية مانسب للمستشار الرئاسي ، أو عدمها . والأمر كذلك سيكون طبيب الاسنان صادقا ببراءة كاملة في حالتين فقط : الاولي ان قيادة المؤتمر الوطني لم تعقد مثل ذلك الاجتماع الوحيد منذ صدور قرار الجنائية في مارس 2007 والي يونيو 2008 ، واستتباعا فان كرتي وعلي عثمان لم يتقولا بمثل ماأوردته الوثيقة...أما الحالة الأخري ، فهي أن يكذبها دينق ألور من جوبا !

    والي أي تحدث أي من تلك المعجزات فان طبيبنا ربما نهج نهجه من تكذيب ليستمر في منصبه ، خوفا وطمعا ، وهو ماسنأتي عليه .

    لابد من الاعتراف في ختام حلقاتنا عن الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل ، ان الكتابة عنه لم تكن بالأمر الهين . فالاحتشاد للكتابة توثيقيا عن طبيب الاسنان الذي أطار ضرس العقل من فك سياستنا الخارجية ، يستلزم صبرا وانت تغوص في حاويات أرشيف تصريحاته التي تثقل علي رافعات كاتربيلر. فالرجل ماعاف مايكرفونا ولا أشاح بوجهه عن كاميرا وما عبر بصحفي الي ورمي له "كلمتين ، ثلاثة". استحدث الكثير من المنهجيات ، منها ان الدبلوماسية هي طق حنك أجوف وان الفرقعات الاعلامية والفهلوة والتذاكي علي الاخرين تغني عن السياسات ذات البنية الاستراتيجية المتكاملة . فانصرف لايلوي علي شئ . قدمنا نماذجا لما قلنا أنه يطبع تصرفاته. بينا لسانه الذي لا يرتدع عن سوء القالة ان انطلق بالشتم وبالذات لبني وطنه. اهتبل الكوارث لاستنهاض حجج كسيحة القدمين ضد المقاطعات الامريكية ( وكلها تأسست وتفاقمت ابان استوزاره) . شهدنا علي تفويجه كرنفالات المدح الذاتي وتعداد الانجازات ان اعاد فتح سفارة أغلقها هو نفسه جراء سياساته الخرقاء (تونس تشاد ، ارتيريا ويوغندا ) ، ونضيف الكويت التي أغلقت قبل استوزاره . تسمعه يتحدث عن انجازات ضخمة لا وجود لها في عالمنا المعاش واختراقات دبلوماسية خوارق، فتتحير! فمنذ مجيئه حفظنا مقولته الشهيرة عن المقاطعات التي ماان فرض المزيد منها الا وصرح (هذه قرارات معادية للسودان تمكنا من احتواء آثارها السلبية وهي لا تهمنا "! يقول ذلك وفي المحافل الدولية تمرمطت بلادنا بين لجان الأمم المتحدة تارة متهمة بالعبودية ، وتارة كطاردة للمنظمات العالمية باغاثاتهم وأدويتهم لمن شردتهم الحروب المستمرة منذ 23 عاما أما أخر المرمطات فهي ان قائد هرمنا السياسي ، ووزير دفاعه وآخرين ،صنفوا كهاربين من قصاص العالم كمجرمي ابادة عرقية ! ايضا عرضنا لزهو فخاري بالنفس ، وكأن جمهوريتنا لم يمر علي خارجيتها سفراء بقامة علماء رحلوا عن فانيتنا منهم ، مثالا لا حصرا : جمال محمد أحمد ، فخرالدين محمد ، د.بشير البكري ، محمد عمر بشير ، صلاح عثمان هاشم ...وتقلدها وزراء أتقنوا تحويل الخيال المهني لمشروعات ابداع دبلوماسي تم تجييره لعلاقات خارجية نموذجية . رهط فيهم أحمد خير المحامي ، محمد أحمد محجوب ، مبارك زروق ، د.منصور خالد وفرانسس دينج وغيرهؤلاء الرجال كثير .

    استخدم طبيب الرحي الثالثة النفي كصواريخ باتريود لتدمير مقذوفاته الكلامية العبثية من جو السماء. فالنفي هو الماسحة لكل مايقوله ان تهددت مصالحه وظيفته أو تتطبع حديثه بمنطق الطير فأحرجه . عشرون عاما ونيف وطبيبنا يؤسس مناهج ديبلوماسيته علي ثلاث : الكذب والمزيد منه ، انكار الكذبة ، وتكذيب الكذبة بكذبة، فماعاد ممن يحتفلون بأول أبريل وهو يعيشه عاما قمريا !


    نشرت برقيات وكيليكس بضعة تسريبات مدوية تعلقت به ، أنكرها جميعا .....

    عن التطبيع مع اسرائيل قالت وكالة الانباء الفرنسية في برقية بتاريخ 29يوليو 2008 (قال مصطفى إسماعيل لدى لقائه البرتو فرنانديز مسئول الشؤون الأفريقية بالخارجية الامريكية "إذا مضت الأمور بصورة جيدة مع الولايات المتحدة، قد تساعدوننا فى تسهيل الأمور مع إسرائيل الحليف الأقرب لكم فى المنطقة"

    أنكر !

    تقول برقية ويكليكس أن فيرنانديز خابر طبيب الاسنان في 19 فبراير2008 ووبخه بشأن لهجة التصريحات التي أدلى بها د. نافع مخاطبا مسيرة جماهيرية في سودري بكردفان هاجم فيها الولايات المتحدة ناصحا وزيرة الخارجية رايس (أن تلحس كوعها) إذا اعتقدت أن السودان سيخضع للضغوط الأمريكية والغربية ووعد بان نشاط اليونميد في دارفور سيقيد ويحصر في المهمة المحددة ولن يُسمح بتجاوزها قيد اُنملة. وصف نافع القوات الهجين بأنها قوات من العجين وأن قوات العدل والمساواة قطاع طرق وقتلة. رد دكتور إسماعيل موافقا قائلا ان كلام نافع لا معنى له مضيفا ان تصريحات نافع المتفلتة هي للإستهلاك الداخلي الجماهيري..! وطلب وضعها في سياقها ونصح السفارة الامريكية بالإسترشاد بالتصريحات المكتوبة للرئيس البشير " التي لا تكن العداء للولايات المتحدة أو لقوات اليوناميد أو لإتفاقية السلام الشامل" وأضاف إسماعيل في حديثه مع السيد فيرنانديز أن كبار المسئولين بما فيهم الرئيس بوش يضطرون في بعض الأحيان إلى قول أمور عن السودان لإرضاء الجمهور المحلي في الولايات المتحدة، "ونحن نتفهم أن ذلك من أصول إدارة اللعبة."

    بعد انكشاف أمر ولوغ لسانه الثرثار في عرين نافع علي نافع ...أنكر !

    ثالثا ...

    في برقية أخري ، تبرع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل لفيرنانديز بمعلومة أن الرئيس البشير قبل دعوة حضور إجتماع القمة العربية في دمشق. ومضي ليطمئنه أن السودان لا يهتم بالسياسة الداخلية للبنان أو سوريا بقدر اهتمامه بعلاقات أخوية مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية وفق مصالحه الأساسية. وأضاف " إذ خُير السودان بين إرضاء أميركا أو سوريا فإننا سنختار الأمريكيين ليكونوا راضين عنا"، وأضاف بأن القضايا مع الولايات المتحدة التي تؤثر على العلاقة بين البلدين مثل تشاد/دارفور واتفاقية السلام الشامل لا صلة لها بالقضايا التقليدية للجامعة العربية. ثم انبطح ( إذا كانت علاقتنا معكم مثلما نتمنى أن تكون عليه وفي مستوى علاقتكم مع دول عربية أخرى فإننا سنبتعد عن سوريا وإيران وربما عن الصين.)

    عندما أنكشف الدثار ، انكر !

    ورابعا ...

    في برقية أخرى (08khartoum637) بعد أن رحب بعدم منح د. عبدالله حسن البشيرتأشيرة دخول لأمريكا ، ولرفع الحرج عن السفارة الأمريكية اقترح تولي المسألة والقيام بتسليمه الجواز بنفسه بل وإشتكى لفيرنانديز من أنه كلما سافر إلى الولايات المتحدة كعضو في وفد حكومي فإنه لايستثني من إجراءات التدقيق الصارمة بدوائر الهجرة بالمطار وينتظر هناك لعدة ساعات ، ولم يعده فيرنانديز بالنظر في تلك المشكلة أو توفير أي معاملة تفضيلية له . بلع "الكسفة" ثنائيا ، ولكن عندما ظهرت الوثيقة ........أنكر !

    ثم ....

    ومن واشنطن أورد الزميل عبدالفتاح عرمان قراءة لمحضر اجتماع بين المستشار إسماعيل والقائم بالأعمال بالسفارة الأميركية بالخرطوم البرتو فرنانديز في يناير 2009 .تقول البرقية أن اسماعيل أطلع فرنانديز علي قرارات استراتيجية اتخذتها قيادة المؤتمر الوطني تصب باتجاه "تقربها من الغرب"، أهمها ثلاثة أمور منها ترشيح شخص آخر بديلاً للبشير لدخول إنتخابات مايو 2009 ،وإحالة البشير للمعاش بعد عشرين عاماً قضاها في الحكم وتسليم أحمد هارون وعلي كوشيب .قال أسماعيل ان قرار الجنائية بالقبض على الرئيس البشير جعل المؤتمر الوطني يتراجع عن هذه القرارات !


    هنا ، أحس باللهيب فهذه أسرار من "جوه الجوه " ونكرانها لن يكون بسهولة سابقتها . أذن مالعمل ؟

    صمت المستشار لأيام متمنيا لهذه التسريبات الموثقة موتا سريريا سريعا ، الا ان تزايد الحديث عنها في صالونات خصومه الكثر في أروقة حزبه المتناحر جعله يتجه للاعلام نافيا .
    في تحليل المتابعين فان التسريبات المنسوبة لطبيب الرحي الثالثة في ويكيليكس أصابته في مقتل وفتحت عليه أفران جلبت سموما جهنميا وبالذات من جهة د.نافع علي نافع ومن اصطف وراءه من حملة الخناجر الطويلة . وخوفا من أن ينزلق لسانه فيؤذيه أكثر ، عمد الي تبني آلية لم نشهد طيلة سنوات خدمته اعتماده لها. قرر التواصل مع الصحف برد مكتوب معلب بديلا عن حوار مفتوح تتاح فيه الفرصة للصحافي بمتابعة الاجابة بسؤال ! آلية الردود المعلبة هذي يتم اللجوء اليها عادة (للسيطرة الكاملة)علي الرسالة التي "يريد" المتحدث أن يراها منسوبة اليه في اليوم التالي وليس "مايريد" الناس معرفته ! اذن هي وسيلة لافراغ الحديث الصحفي من عناصر المباغتة ان تصدي سائل محترف وتداخل باسئلة مزعجة .

    لم يكتب ردودا للدفاع عن نفسه فقط ، بل ذهب شوطا أضافيا بتصرف انفجر في وجهه كبالون سيئ الصنعة !

    كان ذلك في جريدة السوداني في 28 سبتمبر 2011 ، وهي الفضيحة التي أسمتها الصحيفة (وكيكليكس تو) عندما بعث للزميلة رفيدة ياسين "بمادة" تبدو كحوار معه لكنها لم تكن سوي أسئلة وأجوبة من ورشته الصناعية الخاصة ! نشرت (السوداني) المقابلة "الهامة" التي أجراها الصحفي مصطفي عثمان أسماعيل مع مستشار الرئيس مصطفي عثمان أسماعيل طرح فيها المفكر السوداني مصطفي عثمان أسماعيل موقفه مما نسب لمصطفي عثمان أسماعيل في ويكليكس !

    انتظر زوال آثار كحله المسبب للعمي في حديث (السوداني) ، وفي 9 أكتوبر 2011 كتبت الزميلة لينا يعقوب المحررة في جريدة (الاخبار) تقول ( نفى مستشار رئيس الجمهورية د.مصطفى عثمان إسماعيل التسريبات التي نقلها موقع ويكيليكس على لسانه.....وأوضح مصطفى في رد مكتوب لـ(الأخبار) ، أن ما ذكر على لسانه في موقع ويكيليكس "الأفاك" مجرد افتراء صريح على شخصه وحكومة السودان المجاهدة)!


    الدبلوماسية الدبابية ومقابلة الرؤساء بالهمبته والقلع :

    في عدد صحيفة الصحافة العدد رقم 5297 بتاريخ 18 مارس 2008، ابتدع الدكتور اسلوبا غير مسبوق في ممارسة الديبلوماسية سمه "دبلوماسية الكمين المتحفز " ، ومايقابله في لغتنا الدراجة مطابق لل" الربط والهمبته" . سألوه ان كان قد "قابل " الرئيس الأمريكي رد قائلا "عدة مرات" وشاء أن يستطرد ليوضح القنوات البروتوكولية التي اخترعها لأول مرة في تأريخ الديبلوماسية فبدأ "الحجوة " (مرة في غداء عملتو الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الجلسة الافتتاحية وانا قلت الليلة لازم اقابل كلنتون والوقت داك العلاقات مقطوعة تماما بيننا بعد ضرب مصنع الشفا .. كلينتون والامين العام للامم المتحدة ومعاهم بعض الرؤساء كانوا قاعدين في تربيزة وسط القاعة وبياكلو وانا جنب وزير خارجية الفلبين وانا ما باكل منتظر فرصة .. سألني وزير خارجية الفلبين انت مريض ؟ قلت ليه ايوه عندي صداع .. بمجرد ما شفتهم انتهوا من الاكل مشيت عليهم سلمت عليه وعرفتو بي نفسي قام على حيله وسلم علي بحرارة وقال انو مهتم جدا بالسودان .. اخذنا مع بعض زي 3 أو 4 دقائق.)...ثم واصل موضحا حصيلة محادثات الكمين (قلت ليه يا سيادة الرئيس ما اظن اقابلك ثاني عشان كده يا ريت لو تعين لينا مبعوث منكم نتناقش معاه في حل المشاكل البينا دي)....ثم هذا الثناء المبطن لنفسه علي انجاز الكمين عندما سئل ان كانت هنلك من صعوبة في مقابلة الرئيس الأمريكي بتلك الطريقة قال (طبعا .. بعدها قابلني كوفي عنان قال لي يا مصطفى انا مستغرب جدا انو الجماعة بتاعين الـ (FBI) ديل مالين المنطقة كلها وانتو عندهم متهمين انكم ارهابين كيف خلوك تصل كلنتون وانا كنت بتخيلهم حيكسرو عضامك)!!

    هل لاحظتم تعبير " قلت الليلة لازم اقابل كلنتون " ! ولعمري هذا تعبير لا تسمعه الا عند بوابات المدافرة بمستشفيات الولادة والمحاكم الشرعية للحظوة بدقائق مع الطبيب المناوب أو مولانا مقسم النفقة! تحولت هذه الحادثة المخجلة بقدرة فالق النوي الي انجاز يستحق الاعادة والتكرار للشعب السوداني بل وللعالم العربي عبر قناة الجزيرة مع التلاعب بالمدة التي قضاها مع رهينته الرئيس كلينتون . فبعد ان كانت في حديثه مع الصحافة 3-4 دقائق اصبحت مع مراسل الجزيرة لقاءا شهيرا !، اسمع ماقاله لمراسلها سامي كليب يوم 21 ابريل 2007 ( والتقيت بكلينتون في ذلك اللقاء الشهير الذي كما ذكرت أن كوفي عنان قال لي أنا أكثر شيء استغرب في أن أفراد الإف بي أي المنتشرين في الغرفة كيف أنهم لم يقبضوا عليك ويقلموا أصابعك وعظامك كيف تركوك أن تصل إلى الرئيس وتتحدث معه كل هذا الوقت)!!

    من باب المقارنة ، اسمعوه يفلسف مرئياته حول الفرق بين الدبلوماسية الشعبية والديبلوماسية الاحترافية عندما سألته جريدة الصحافة في 18 مارس 2008 قال ، لافض فوه (الحكاية دي انا بشبهها بي نهر ماشي لاقاهو جبل ... لو النهر ده دبلوماسية شعبية بتلف وتدور حول الجبل لغاية ما تتجاوزوا وتواصل سيرها .. اما لو كان النهر ده دبلوماسية رسمية طوالي حيقيف النهر ده ويطرق البوابة الى ان يفتح له ولابد ان تتأكد انو اذا انفتح الباب حيتم استقبالك لانك بتمثل دولة .) !!! سؤالنا البرئ : ومن فتح الباب لهذا الديبلوماسي الدباب عندما فاجأ الرئيس كلينتون كشبيح مع سبق الترصد والاصرار فأعد كمينا كلفه صوما عن الغداء وتصنعا كاذبا بالمرض لرصيفه الفلبيني وانبطاحه وقوفا علي اقدام كلينتون ؟ ياتري هل كان حينها يمثل رابطة مشجعي الليق ام لدولة لها علمها وسلامها الجمهوري بنوتة النشيد الوطني السوداني الذي كتبه احمد محمد صالح و لحنه العقيد احمد مرجان في سلاح الموسيقى و في 1958!!
    والمزيد من النماذج......
    لم تكن صحيفة الشرق الاوسط هي الاولي التي أبرزت له دليل تسجيلها الصوتي (17مارس2009) ونفيه قوله أن الشعب السوداني قبل الانقاذ ، لم يكن سوي شحادين لا يعرفون السكر وملذات الحياة ، بل لك هذه اللقطة المتلفزة من حوار مراسل الجزيرة سامي كليب يوم 21 ابريل 2007 معه (سامي كليب: موقف مجلس الأمن من قضايا السودان كان صعبا ومعقدا ولكن الولايات المتحدة الأميركية هي طبعا السبب، علاقات تعقدت ثم انفرجت ثم تأزمت بين الخرطوم وواشنطن وحين انفرجت في مرحلة سابقة يتردد مصطفى عثمان إسماعيل في التصريح قائلا نحن عيون أميركا في إفريقيا......مصطفى عثمان إسماعيل" مش عيون أميركا يعني أنا لم أقل عيون أميركا"....سامي كليب: لأ قلته في تصريح والتصريح موجود.) فابتلع نفيه بهدوء ...

    بثت قناة الجزيرة ولكل الدنيا يوم الاثنين 9ابريل 2012 ولمدة 10 دقائق شريطا صادما من جبال النوبة يظهر مآسي ومعاناة المدنيين فى الكهوف والجبال والاودية بلا أكل وبلا علاج واستضافت مستشارنا الرئاسي وموكيش كابيلا المدير السابق للامم المتحدة فى السودان . وأظهر الفيديو هارون الشهير واوامره لمليشياته بالكسح والمسح وحطام مدينة البرام التى اصبحت " مدينة اشباح " لم يجد المستشار الا انكار انهم يقتلون المدنيين قائلا " الحرب هى الحرب " بل هاجم الضيف الأممي الذي أفاد أن الوضع فى جبال النوبة اسوأ من أي شئ شهده وان الذي يحدث هو نموذجا لسياسة الارض المحروقة وهى من جرائم الابادة الجماعية التى تنص عليها اتفاقية روما للمحكمة الجنائية . وعندما واصل المستشار نفيه لما هو ماثل أمام الاعين من صوت وصورة تدخلت مذيعة الجزيرة لتقول له " لقد كنا هناك ولقد شاهدنا كل شىء بانفسنا "!


    في يوم 13 فبرير 2012 وفي منتدي الوسطية أستشهد مطولا بمقال للأستاذ الكبير عرفان نظام الدين صادف هوي في نفسه ....لابسا لبوس الرجل الداعي للحرية حتي تحسبه وهو يقرأ الاقتباس عضو قيادة في تحالف كاودا أو الناطق الرسمي باسم قرفنا ، هاك ما قرأه علي الناس:
    ( يقول الأستاذ عرفان نظام الدين في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 2 يناير 2012، (هذه الأحداث بكل تداعياتها وخلفياتها ونتائجهــا تلخص بكلمـة واحدة " نهاية" نهاية أنظمة عربية ظلت متربعة على عروشها وجاثمة على رؤوس الشعوب لعقود طويلة لم تكن تظن يوماً أنها ستسقط ولم يكن يتخيل الكثيرون أنها ستتهاوى بمثل هذه السهولة وكأنها قصور من ملح......"ومانحلم به هو "نهاية عهود الفساد ونهب الثروات وسرقة لقمة العيش من أفواه الجائعين والفقراء وأفلاس الشعوب ووضعها على شفير المجاعة والأذلال، لافقادها الأمل ومنعها حتى من الحلم بغد أفضل )

    سأله مقدم برنامج زيارة خاصة يوم 21/4/2007 قائلا (: طيب ولكن فيه وثائق تقول وتؤكد أنكم سلمتم الأميركيين بعض المطلوبين وربما أيضا سلمتم بعض الدول العربية من كان مشتبه به على الأراضي السودانية في مرحلة معينة مرحلة التعاون ضد الإرهاب؟) أجاب طبيب الرحي الثالثة ( ولم نسلم عربيا واحدا أو غير عربي.) وعند غير عربي هذه سأله المذيع عن تسليم كارلوس لفرنسا ! اجاب طبيب التبرير الكاذب قائلا( لأ كارلوس إلى فرنسا كارلوس تم في صفقة هذه الصفقة تقول إن كارلوس أولا دخل بجواز غير سوداني جواز أجنبي والنقطة الثانية كارلوس كان مطلوب بالانتربول) !

    هذه نماذج سابقة ، ولننتظر النموذج الجديد من ورشة النفي لهذه الوثيقة الجديدة ..

    --------------------

    صحيفة الإنتباهة .
    بسم الله الرحمن الرحيم .

    الطيب مصطفى

    .. العدد 2231 الثلاثاء 22-مايو -2012 الموافق غرة رجب 1433 .


    .


    وهكذا تطلّ الأفعى لتنفث حممها السامة من جديد.. إنه باقان أموم العدو الإستراتيجي للسودان يطلّ مخاطباً الأمم المتحدة بقوله: (يجب على الأمم المتحدة فرض عقوبات الآن على السودان لعدم التزامه بقرار مجلس الأمن الداعي لإنهاء الأعمال القتالية واستئناف المفاوضات بين الخرطوم وجوبا)!! يقول باقان ذلك بالرغم من أن قوات الحركة الشعبية لا تزال تحتل أرضنا في جنوب كردفان والنيل الأزرق ولا تزال تحتضن العملاء المتمردين من قوات ما يسمى بالجبهة الثورية السودانية!!


    لكن خبِّروني بربكم.. هل مشكلتنا مع باقان الذي نعلم علم اليقين أنه ينطوي على حقد دفين لا يقل بأي حال عن ذلك الذي أعلن عنه الشيطان الرجيم تجاه بني الإنسان.. هل مشكلتنا مع أعدى أعداء السودان أم مع الذين استقبلوه في مطار الخرطوم بالأحضان وبالضحكات ثم رقصوا معه وغنوا على أنغام الكابلي بعد أن تعشّى معهم وتجشأ.. هل مشكلتنا مع باقان الذي نعلم أن حقده على الشمال وشعبه الطيب لن ينطفئ إلا بموته أم مع أولاد نيفاشا الذين قبلوا دعوته للرئيس البشير لزيارة جوبا ليستقبله وهو يتلمّظ في انتظار لفّ الحبل حول عنقه؟!


    أقول هذا بين يدي تصريحات كبير أولاد نيفاشا إدريس عبد القادر الذي لا يزال يصرِّح ويتحدث حتى بعد حريق هجليج الذي اشتعل قبل أن يصل باقان إلى منزله في جوبا عائداً من الخرطوم!! لا يزال إدريس يتحدث ولا تزال حكومتنا تصر عليه مع بقية الثلة نظراً لأن نساء السودان عقمن عن إنجاب عباقرة من أمثالهم (يقهرون) باقان في مائدة التفاوض ويُنعمون عليه بالحريات الأربع حتى يتمكن جواسيسه وقنابله الموقوتة وخلاياه النائمة وضباط جيشه الشعبي الحقود من دخول الخرطوم والبقاء فيها والتمتع بكل ما يتمتع به أهلها الطيبون!!


    ألم يُنعموا على باقان وحركته من قبل باتفاق أديس الإطاري الذي فرضه علينا مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الإفريقي مجدداً بموجب القرار (6402)؟! ألم يتفضلوا عليه باتفاقية نيفاشا التي أحالت انتصارنا العسكري رغم دماء شهدائنا الأبرار إلى هزيمة ساحة ماحقة في مائدة التفاوض لا نزال نتجرع سمها الزعاف؟!
    لكن لماذا نلوم أولاد نيفاشا وقد رزقهم الله سبحانه قدرة فائقة على تحويل إخفاقاتهم إلى نجاحات باهرة يدافعون عنها و«يسردبون» في مواجهة الناقدين.. لماذا نلوم هؤلاء الذين لا يستفزهم عبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة الذي قدم استقالته من الوزارة بالرغم من أنه لا علاقة له بالإخفاق الذي صاحب افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض ولا نلوم من يفرضونهم على الشعب السوداني وعلى السودان؟!
    إنه سودان العجائب الذي يكافئ الفاشلين!! إنه سودان الغرائب الذي لا يحاسب على الهزائم التي يدفع ثمنها هذا الوطن وهذا الشعب المغلوب على أمره!!



    وتغرق صحافة الخرطوم في (شبر موية) وتستنزف طاقتها وتخوض في مستنقع فساد الأوقاف والحج والعمرة وهي والله قضايا خطيرة وكبيرة تكشف عن خلل فظيع في مؤسسات الدولة وعن (بلاوي) تئنُّ تحت وطأتها أجهزة الحكم وأنا على يقين أن ما خفي أعظم لكن هذه القضايا تعتبر (شبر موية) بالمقارنة مع نيفاشا وتداعياتها وبناتها من الاتفاقيات الأخرى وقرارات مجلس الأمن التي ما كانت لتكون لولا نيفاشا وصويحباتها اللائي يمسكن بخناق هذا الشعب الكريم وهذا الوطن العزيز.
    قضايا الفساد كوم لكن قضية العلاقة مع الجنوب ومشكلات السياسة الخارجية هي الأهم كونها مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تُمسك بتلابيبنا وعن التدخل الدولي في شؤوننا ليس من الكبار المتآمرين ولكن حتى من الصغار الذين يحشرون أنوفهم في شؤوننا ويذلوننا (دول الإيقاد الجائعة مثلاً)!!


    أعود لباقان أموم الذي نسي المنبطحون حين وثقوا به أنه يصدر عن مشروع توسعي استعماري يعبِّر عنه اسم الحركة التي لا تزال تحتفظ به حتى بعد أن خرجت بدولتها (الحركة الشعبية لتحرير السودان) فقد قال باقان في حديثه لوكالة رويترز إن حكومته مستعدة لإبرام اتفاق بشأن النفط لكنها تطالب بضمانات دولية (لمنع السودان من سرقة أو تحويل مسار نفط الجنوب)!!
    نفس اللغة القديمة (سرقة) نفط الجنوب.. ألم يصف باقان وسلفا كير الرئيس البشير بحرامي النفط بالرغم من أن وزير البترول خلال الفترة الانتقالية كان جنوبياً تابعاً للحركة الشعبية وبالرغم من شهادة شركات النفط الأجنبية والمراقبين الدوليين بأن الجنوب أخذ حصته بالكامل؟!


    إذن فإن باقان يطالب بضمانات دولية لاتفاق النفط وبالتالي فإن باقان لا يثق بالحكومة السودانية فبالله عليكم ما الذي جعل أولاد نيفاشا يثقون في باقان ويسلمونه عنق الرئيس بالموافقة على سفره إلى وكر الشيطان جوبا؟! ما الذي يجعلهم يمنحون باقان بثقة مطلقة حرية مطلقة لأبناء الجنوب أن يتمتعوا بما يتمتع به أبناء الشمال حتى بعد أن قرروا بكامل قواهم العقلية أن يغادروا السودان إلى وطن جديد وحتى بعد أن قال باقان وهو يغادر السودان عقب الانفصال: (ارتحنا من ###### الخرطوم) وقال: (وداعاً للعبودية)؟!
    وحث باقان مجلس الأمن على: «فرض عقوبات (الآن) واتخاذ إجراءات ضد الخرطوم» بحجة أن السودان انتهك المدى الزمني الذي حدده مجلس الأمن بالرغم من أن ذلك الجدول حدّد كذلك لحكومة الجنوب أن تُخرج قواتها إلى خلف حدود السودان وتتوقف عن دعم الحركات المتمردة وهو ما لم يحدث حتى الآن!!


    باقان لم ينسَ أن يوجِّه هجوماً كاسحاً ضد الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي لعدم تعاملهما بحزم مع السودان!! تخيلوا أنه رغم ذلك الانحياز السافر لدولة الجنوب فإن باقان يهاجم الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي أما نحن... أما وزارة الخارجية فإنها لا تهاجم وهل يجوز للظرفاء أن يهاجموا؟! وهل يستطيع المنبطح أن يقطب جبينه أو يكشر في وجه من يفاوضه أو يقف أمامه؟!
    هذا هو باقان الذي أستطيع أن أحكي لكم الكثير عن تاريخه الملطخ بالدماء والحقد الأسود على السودان الشمالي وشعبه ورغم ذلك أكاد أجزم أنه قد يعود إلى الخرطوم ويستقبله أولاد نيفاشا مجدداً ويتعشى ويتجشأ ويرقص ويدعو الرئيس لزيارة جوبا!! هل بقي بربِّكم من مرارتي ومرارتكم شيء لم ينفقع؟!

    ..
                  

05-24-2012, 08:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    عثمان ميرغني ومال عبيد
    05-16-2012 08:09 PM
    حديث المدينة

    حقنة..!!

    عثمان ميرغني

    مساء أمس الأول.. دعاني الأخ الطاهر حسن التوم للمشاركة في برنامجه الذائع الصيت (حتى تكتمل الصورة).. في مواجهة الدكتور كمال عبيد وزير الإعلام الأسبق.. الحلقة كانت حول اجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية (في ضاحية العليفون)..
    ربما.. كثيرون شاهدوا الحلقة فلا داعي للخوض في تفاصيلها.. لكن بالتأكيد لا أحد شاهد ما بعد الحلقة.. فعندما خرجنا من الاستديو وكان كمال عبيد لا يزال في فورة اشتعاله غضباً مما دار بيننا في الحلقة.. وأمام الأخ الطاهر لم يتورّع فشتمني قائلاً (أمشي.. يا حيوان..)، ولأن قاموسي الشخصي ليس فيه مفردات (شتيمة!) مضادة.. فقد اكتفيت بسؤاله.. كيف أصبح وزيراً للإعلام.. وهو لا يستطيع مجرد تحمّل حوار تلفزيوني..

    ومشكلة كمال عبيد وطائفة من الذين معه.. أنهم رهنوا حق التفكير لـ(الباب العالي).. واستخدموا (هرمية) مملكة النمل في تقسيم الحركة الإسلامية إلى (قيادة) و(شغيلة).. ليس من حق هؤلاء (الشغيلة) مهما بلغ عددهم أو وزنهم إلا أن يبصموا على ما تختاره القيادة..

    تصوّروا.. حسبما قال كمال عبيد في تلك الحلقة.. أن الحركة الإسلامية ليست جسماً تنظيمياً.. ولا جمعية.. ولا منظمة.. ولا حزباً.. هي مجرد (تيار فكري) لا يخضع لأي قانون أو تسجيل أو تصنيف.. رغم أن هذه الحركة الإسلامية هي التي تدير البلاد كلها.. من قمة شعرها إلى أخمص قدميها.. ومجلس الشورى وحده يتكون من نحو (500) عضو (أكثر من نواب البرلمان القومي).. ولديها آلاف المؤتمرات القاعدية..

    لا حاجة للسؤال (############) حول مصادر تمويل الحركة الإسلامية فالله هو الرازق.. لكن السؤال حتماً كيف يدار هذا التمويل لجسم هلامي غير مسجل في أي جهة.. كيف يودع التمويل في البنوك.. هل تقبل البنوك فتح حساب لمنظمة (شبح).. إذا لم يكن هناك حساب لإدارة هذه الأموال الضخمة.. فأين توضع هذه الأموال .. وكيف تدار؟

    كيف تقيم الحركة الإسلامية مؤتمراتها القاعدية وتمولها بلا مستندات مالية ودورة محاسبية..
    كل هذا في جانب.. لماذا من الأصل تلجأ الحركة الإسلامية لكل هذا التمويه .. وهي التي تملك الدولة بمن وما فيها..
    هل ستسمح الشرطة لمجموعة – أخرى- تسمي نفسها الحركة الإسلامية.. لتعقد اجتماعاً بأي مستوى في حدائق (أم دوم) مثلاً..

    الحقيقة التي تصدم كمال عبيد والذين معه .. هي مجرد أن يتصوّروا إمكانية أن يتجرّأ أي عضو في الحركة الإسلامية على استخدام (عقله) في التفكير خارج دائرة التفكير المسموح به (تنظيمياً).. ولو تدبروا القرآن جيداً لوجدوا أن فرعون لما اعترض على إيمان السحرة.. لم يعترض على مبدأ إيمانهم بـ(ربّ موسى وهارون).. بل حدد بكل دقة وجه الاعتراض فقال: (آمنتم له .. قبل أن آذن لكم).. السحرة استخدموا حق التفكير الذاتي دون الحصول على (رخصة تفكير).. هنا وجه الاعتراض..

    هل يظنّ أعضاء الحركة الإسلامية أن قوتها في (وحدة عقلها المفكر).. وأن فتح باب التفكير يخلق (ازدواجية العقول)..
    لماذا رجال أمثال البروفيسور الطيب زين العابدين والبروفيسور حسن مكي.. والدكتور عبد الوهاب الأفندي خارج سرب الحركة الإسلامية رغم أنهم من أبنائها الذين رضعوا فكرها منذ نعومة أظافرهم.. الإجابة سهلة ومباشرة.. هم خوارج.. لأنهم يفكرون من حرّ ضميرهم.. والمطلوب حركة إسلامية تبصم.. بمبدأ (وتبصمك.. في وجه أخيك صدقة).
    على كل حال.. مطلوب من كمال عبيد الاعتذار.. وإلاّ..!!
    وإلاّ.. الله يسامحه..!!

    التيار
    ******
    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام 1-4
    محمد وقيع الله

    أعاد المتطرفون العلمانيون القائمون على ما يسمى (منبر الحرية) بالأردن نشر الترجمة العربية لكتاب الدكتور عبد الوهاب الأفندي الموسوم:
    Who Needs an Islamic State?

    وقد انتحل الأفندي لكتابه عنوانا جديدا وهو (لمن تقوم الدولة الإسلامية؟)

    وواضح ما في الترجمة من خلل وزيف.

    فعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية يحمل معنى مختلفا وإيحاء مغايرا.

    وتقتضي الدقة والأمانة أن تكون ترجمته إلى العربية (من يحتاج الدولة الإسلامية؟)

    وجلي أن هذا المعنى مختلف عن ترجمة التزوير والتغيير والتغرير التي صدر بها العنوان الجديد.

    فإيحاء العنوان القديم استنكاري وليس استفهاميا فقط.

    وأما العنوان المدلس الجديد فإيحاؤه استفهامي فقط.

    وهكذا يصنف الأفندي بضائعه المشبوهة ويصطنع لها العناوين الملائمة حسب أذواق المستهلكين.

    فما تقبله الجمهور الإنجليزي من عنوان وضعه على غلاف الكتاب.

    وما عافه الذوق العربي الإسلامي حذفه وجاء بعنوان بديل له على صفحة الغلاف.

    هذا بينما تظل البضاعة هي هي في الحالين!

    أحباب الأفنديولقد راقت لهذه الفئة العلمانية الشعوبية المشتطة في حرب الإسلام والعروبة معا محتويات كتاب الأفندي وما نضح به من فكر مناف للإسلام ومجاف له، فسعت في ترويجه في إطار رسالتها لهدم الإسلام.

    وحتى لا نتهم برمي الكلام على عواهنه يحسن أن نعرِّف القارئ بفكر هذه الفئة المارقة من خلال مقتطفات من أفكارها المنشورة على موقعها الإلكتروني.

    هللت هذه الفئة لانفصال جنوب السودان، وزعمت أن الجنوبيين تحرروا من ربقة العروبة، وادعت أن العروبة تتماهى مع الاستبداد، وأنها تزيد من قمعها كلما طالبت الأقليات غير العربية بحقوقها.

    وما زالت هذه الفئة العلمانية الضالة تعيد تنشيط الحرب الاستشراقية القديمة على اللغة العربية الشريفة، وتقاوم جهود التعريب التي تبذلها بعض الحكومات العربية لنقل محتويات الكتب العلمية الحديثة إلى لغة الضاد.

    وقد زعمت هذه الفئة التغريبية في كتابات لها حملت عنوان (هل العربية لغة علم؟) أنها ليست كذلك، وإنما:" حملت اللغة العربية إبداع العرب الوحيد ألا وهو الشعر قبل الدعوة الإسلامية ومنحها القرآن التقديس فيما بعد لتكون لغة إعجازية مقدسة ".

    ولم تتردد هذه الفئة المنحرفة في الزعم بأن الإسلام هو المشكلة لا الحل.

    وترددت هذه الشكوى كثيرا في كتاباتهم، ومن ذلك هذا المثال عن مصر، حيث يقول أحد كتابهم:" المعضلة التي تشغل مصر ومعها العالم الخارجي هو الظاهرة الإسلامية، فقد عرفت مصر خلال الثلاث عقود الماضية الظهور الكبير لجماعات سياسية تسعى بطريقة عنيفة أحيانا لتطبيق الشريعة الإسلامية، وارتفع شأن الإسلام كأيديولوجية، وكقوة سياسية وكجزء من المجتمع المدني. ورغم ما يبدو من تماسك تلك الظاهرة ، فإنها تحت الرداء الفضفاض لكلمة الإسلام أكثر تعقيدا وتعددية ".

    ولم يكتف الكاتب بحرب الجماعات الإسلامية، وإنما هاجم الشعب المصري برمته، لأنه أصبح أكثر تدينا: " أصبح المصريون يصلون ويصومون ويذهبون إلى الحج بأكثر مما كان الأمر في السابق، وأصبح الملبس الإسلامي للرجال والنساء أكثر شيوعا، وحتى أجهزة الدولة والنقابات والأحزاب السياسية (بما فيها العلمانية) تحتفل بالمناسبات الدينية وتقوم بتجهيز رحلات حج مدعمة ".

    وحرض هذا الكاتب الذي يتشبث بالمبادئ الديمقراطية النظام المصري في عهده القديم لئلا يسمح بقيام حزب إسلامي:" فهل يسمح النظام الديمقراطي بأن تستخدم آليات الديمقراطية وإجراءاتها لتقويض هذا النظام من أساسه، وهو ما حدث في جمهورية فيمار بألمانيا، عندما وصل الحزب الوطني الاشتراكي (النازي) إلى السلطة من خلال الآليات الديمقراطية، ثم قام بإلغائها بعد وصوله إلى مقاعد السلطة ".

    كانت تلك نماذج يسيرة مما طفح به الموقع الإلكتروني لمجموعة (منبر الحرية) الناشطة في حرب الأديان على العموم، وحرب الإسلام على الخصوص.

    ومن أراد أن يراجع الموقع بنفسه فسيجد مئات الدراسات والمقالات الشبيهة بما أشرت إليه هنا على سبيل الاختصار.

    وبحسبنا أن ننهي هذه النماذج بمقتطف ينبئ عن ذعر هذه الجماعة، التي تستخدم الشابكة الدولية لنشر أفكارها، من هذه الأداة نفسها، لأنها - حسبما قالوا - أسهمت كثيرا في الآونة الأخيرة في نشر الدين.

    ففي دراسة بعنوان (الدين الهوس المعولم) قال أحد كتاب هذه الطائفة المتطرفة:" إن الدين يزداد حضوره بقوة على شبكة الويب خاصة المدونات الدينية، التى تحول أصحابها إلى فاعلين دينيين ينافسون رجال الدين فى الديانات الكبرى، وسيكون صعبا على هؤلاء أن يسترجعوا مكانتهم التقليدية !
    فحتى وقت كتابة المقال إذا دخلت جوجل وكتبت
    (Religious)
    سوف يظهر لك أكثر من 223 مليون صفحة ويب مرتبطة بالدين بشكل أو بأخر. فالدين أصبح هوسا معولما ".

    وبعد أن ناقش الكاتب الجانب السلبي في موضوع نشر الدين عن طريق الشابكة الدولية، عاد فعزى نفسه وخفف وقع الخطب على أتباع خطه الفكري العلماني قائلا:" لكن الجانب الآخر للإنترنت فتح الباب على مصراعيه للتعرف على الانتقادات والآراء المخالفة، ليغير كثير من المؤمنين والأتباع دياناتهم بسرعة بعد أن ظلوا سنين متمسكين بها، فمنهم من ارتدوا وكفروا ".

    فهذه هي الطائفة الغالية التي احتفت بأفكار الدكتور الأفندي، وهي الطائفة التي تكرم عليها بأن منحها إذنا لتقوم بإعادة طبع كتابه وتوزيعه.

    ولو لم يكن كتابه محققا شيئا من مآرب هذه الطائفة الخبيثة، وملبيا لشيئ من مقاصدها في حرب الدين لما حفلت به ولما اعتنت بترويجه في الخافقين.

    (وفي الحلقة القادمة نعرض - بإذن الله تعالى - لطيات مقولات الأفندي في كتابه هذا الذميم).


    ---------------------
    ربا الفضل.. وربا النسيئة.. وربا الدولة .
    الخميس, 24 أيار/مايو 2012 07:09

    الانتباهة
    سعد احمد سعد



    بدأت تجربة أول بنك إسلامي في السودان عام «1978م» وكان رائد البنوك الإسلامية هو بنك فيصل الإسلامي السوداني.. والذي بدأ نشاطه الفعلي في نهايات عام «1978» وبدايات عام «1979».
    ولم يكن للفكرة هدف سوى محاربة الربا في معاملات الأفراد وفي المعاملات الرسمية للدولة.. وكان هذا قبل بداية تطبيق قوانين الشريعة في عام «1983م».
    أي أن السودان ظل يحارب الربا لمدة تزيد على ـ أو قل لا تقل عن ـ 34 عاماً وهي مدة تزيد على عمر النبوة بمرة ونصف المرة.
    واليوم وبعد كل هذه الفسحة المديدة من الوقت وبعد ترقي الالتزام الشرعي من عهد نميري إلى عهد سوار الذهب إلى عصر الأحزاب التقليدية إلى عصر الإنقاذ الذي فاق الجميع من ادعاء الالتزام بكامل الشريعة الإسلامية عقيدة وعبادة وسياسة واقتصاد..
    بعد كل هذه المدة تأتي الهيئة العليا للرقابة الشرعية على الجهاز المصرفي والمؤسسات المالية لتصدر فتوى تبيح بها ربا الدولة!!
    إن أول ما يقدح في هذه الفتوى هو أنها تعلن فشل الحقبة الإسلامية بكاملها.. وتعلن فشل الإسلاميين في تحقيق قيمة شرعية كلية وأصل من الأصول الراسخة في منهج الإسلام في الحكم وفي الحياة .. وهي قيمة وأصل لا يمكن أن يقال عن المجتمع إنه مجتمع إسلامي وعن نظام الحكم أنه إسلامي وإن غياب هذه القيمة الشرعية والتفريط في هذا الأصل يقدح في إسلامية الدولة وإسلامية المجتمع.
    أنه لمن المؤسف حقاً أن الفتوى جاءت بمجهودات سودانية خالصة وتحت عباءات مؤسسات سودانية معتبرة ومحترمة وهذ زيادة على الهيئة العليا للرقابة الشرعية آنفة الذكر تتمثل في هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الوطني ومنتدى النهضة والتواصل الحضاري..
    وجاءت الفتوى تحت عنوان «فتوى بشأن تمويل مشروعات دولة السودان بالقروض».
    وبعد مقدمة طويلة منها مثلاً:
    ونظرًا لما يواجه السودان من التحديات الداخلية والخارجية من حروب وحصار واستحقاقات اتفاقيات السلام مما أثر سلباً على موارد السودان المالية ومشروعاته التنموية وبناه التحتية.. ونظرًا للحاجة للموارد المالية لمشروعاته واحتياجاتها الأساسية وعدم كفاية تمويلها من الداخل وأغلب مصادر التمويل الخارجي لا تتم إلا بالفائدة.
    ثم تستطرد الفتوى:
    «وبعد النظر والدراسة والمناقشة انتهى الموقعون على هذه الفتوى إلى ما يأتي:
    أولاً: إن الاقتراض بالربا من الكبائر الموبقات بنصوص الآيات والأحاديث الصريحة الواضحة في تحريمه فلا يجوز للفرد ولا للدولة الاقتراض بالربا «الفائدة»
    قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا...» البقرة «278 ــ 279»
    وقال تعالى :«يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة ...» آل عمران 130
    وأخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء» وغير ذلك من النصوص المعلومة.
    ثم تقول الفتوى:
    ثانياً: إن الدولة إذا وقعت في ضرورة أو حاجة عامة تنزل منزلة الضرورة فإنه يجوز لها الاقتراض الخارجي بالفائدة بالشروط الآتية:
    1/ استنفاد كل الوسائل في الحصول على مصادر تمويل مقبولة شرعًا من داخل السودان أو خارجه.
    2/ أن تقدر هذه الضرورة بقدرها زماناً ومكاناً وكماً وكيفاً دون تعد أو زيادة في كل حالة على حدة.
    3/ أن يكون محل التمويل مشروعات تنمية تلبي حاجات أساسية للدولة مثل تمويل مشروعات البنى التحتية الضرورية والخدمات الأساسية وكذا تحويل المهمات الدفاعية.
    4/ أن يترب على عدم التمويل الإضرار بالدولة أو الشعب إضراراً حقيقياً وليس متوهماً.
    5/ ألا يترتب على هذه القروض ضرر مساو للضرر الأصلي أو أكبر منه.
    6/ أن يناط تقدير الضرورة وتحقيق الشروط الخاصة بها بجهة تضم أهل العلم الشرعي والخبرة والاختصاص المالي والاقتصادي يفوضها ولي الأمر.
    وتستطرد الفتوى فتورد ما استندت إليه من نصوص في تحليل ربا الدولة بشروطها التي ذكرتها فتقول:
    وذلك كله استناداً إلى قول الله تعالى: «وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه» الأنعام 119 وقوله تعالى «فمن أضطر غير باغٍ ولا عاد فلا إثم عليه» البقرة 273 وقوله تعالى «وما جعل عليكم في الدين من حرج» الحج «78» وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» وإعمالاً للقواعد الفقهية الآتية:
    1/ المشقة تجلب التيسير 2/ الضرر يُزال 3/ الضرورات تبيح المحظورات 4/ الضرورة تقدر بقدرها 5/ الضرر لا يزال بالضرر 6/ الحاجي الكلي ينزل منزلة الضرورة.





    ثم جاءت الفتوى.. وكانت في ص9 من الإصدارة.. وجاء في التقديم لها ما يلي:


    وبعد الاطلاع على القوانين السودانية المنظمة للشأن المالي والاقتصادي وانطلاقاً من أن دولة السودان قد التزمت بأحكام الشريعة الإسلامية.. ومنها الالتزام باجتناب الربا في جميع الأنشطة والتعاملات المالية والاقتصادية وتجريمه في القوانين.
    ونظرًا لما يواجه السودان من التحديات الداخلية والخارجية من حروب وحصار واستحقاقات اتفاقيات السلام مما أثر سلبًا على موارد السودان المالية ومشروعاته التنموية وبناه التحتية.
    ونظرًا للحاجة إلى الموارد المالية لمشروعات الدولة واحتياجاتها الأساسية وعدم كفاية تمويلها من الداخل وأغلب مصادر التمويل الخارجي لا تتم إلا بالفائدة.
    وبعد النظر والدراسة والمناقشة انتهى الموقعون على هذه الفتوى إلى ما يأتي:
    وقبل الدخول في «ما يأتي» حسب سياق الفتوى في مقدمتها ننظر فنرى الفتوى قد قدمت لنفسها بذكر القوانين السودانية والتزام الدولة بالشريعة الإسلامية.. وأغرب من ذلك كله فإن الفتوى قدمت في حيثياتها بالتزام الدولة باجتناب الربا في جميع الأنشطة والتعاملات المالية والاقتصادية ولا أدري كيف يكون ذلك مقدمة لتحليل الربا في أية صورة من صوره.
    ولكن الورقة أو الندوة تنثني للاعتذار عن اجتهادها بالتحديات الداخلية والخارجية واستحقاقات اتفاقية السلام وتأثيرها السالب على موارد السودان المالية..
    الهيئة لا تقدم فقهًا ولا دليلاً شرعياً واحداً بل هي لا توضح ولا تحرر المعن« الذي ترمي إليه من قولها التحديات وحروب وحصار.. وما هي استحقاقات اتفاقية السلام التي توجب علينا أن نأكل الربا حتى نفي بالتزاماتنا حيالها؟؟
    ولأول مرة أسمع أن التأثير السالب على الموارد يعتبر دليلاً على إطلاقه لإباحة الربا!!
    إن الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الهيئة العليا للرقابة الشرعية هو أنها اعتمدت في هذه الفتوى على النظر السياسي وحده ولم تعتمد على النظر الفقهي الدقيق، فالفتوى لم تقف وقفة متأنية مع مفهوم الضرورة ولم تقف عند القدر من الضرورة الذي يؤدي إلى إباحة ما هو محظور. فمثلاً إن الجوع يدخل في دائرة الضرورة.. ولو قلنا مثلاً إن الجوع يبيح السرقة.. كما في عام الرمادة.. فإننا قطعًا لا نقول إن الجوع يبيح القتل..
    بل نحن لا نقول إن الجوع يبيح السرقة على إطلاقها في عام الرمادة.. فلو تبين أن سارقًا في عام الرمادة كان عنده الكفاية التي تعصمه من الجوع.. فإن سرقته تكون سرقة حدية وإن كانت في عام الرمادة..
    إن الفتوى تقرر في هذا أن الربا من الكبائر الموبقات وتورد الشواهد من القرآن الكريم والسنة المطهرة على ذلك.. ولكنها تنثني بعد قولها ذلك بأسطر قلائل لتقرر.
    إن الدولة إذا وقعت في ضرورة أو حاجة عامة تنزل منزلة الضرورة فإنه يجوز لها الاقتراض الخارجي بالفائدة بالشروط الآتية:قبل إيراد الشروط يلزمنا فهم الضرورات التي يمكن أن تقع فيها الدولة لأن الدول تختلف عن الفرد.. ما هي الضرورة التي تلجئ الدولة إلى الربا؟
    إن الحرمات المقررة في الدين خمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وهي تخص الأفراد وغني عن الشرح أن الدين والمال يخرجان من هذه المجموعة أولاً لأن الدين لا يقع عليه تهديد يلجئنا إلى الربا لأن الله يقول سبحانه وتعالى «إلا من أضطر وقلبه مطمئن بالإيمان.. ولكن من شرح بالكفر صدراً»
    أما المال فإن ضياعه أهون من ضياع الدين.. والربا ضياع للدين
    هذا كله في الأفراد..
    بقي الإتلاف الحقيقي والهلاك الذي يصيب النفس والعقل والعرض «أو الولد» ويدخل في دائرة النفس.. فأين هو التصور الصحيح للوضع الذي يضطرك كفرد للاقتراض بالربا للحفاظ على نفسك وولدك وعقلك؟
    إن الإتلاف الذي يبيح المحظور هو الإتلاف الحقيقي لا إن الاتلاف المتوهم.. إن الجوع والفقر لا يبيحان الربا..
    إن ربط الرخصة التي تدعو إليها الهيئة العليا للرقابة الشرعية بضرورات الدولة واحتياجاتها إنما يعني ربطها بالاستثمار والتنمية وهذه لا تمثل ضرورات متحققة ولكنها تمثل ضرورات متوهَّمة.. لأن الدولة لا تقترض بالربا لتنقذ رعاياها من الموت الحقيقي.. ولكنها تقترض من أجل التنمية والاستثمار .. ومن أجل الرفاهية.
    إن الدولة لا تقترض بالربا من الذين يتوجب عليها دعوتهم إلى الإسلام.. كما أنه لا يجوز أن يكون طرفا القرض الربوي مسلمان.. فلا مجال للفتوى ها هنا لأنه لو جاز للمقترض لم يجُز ذلك للمقرض..
    إن الحديث عن تحليل الربا ولو بصفة مؤقتة للدولة المسلمة يقفز فوق حقائق وأرقام ووقائع لا يمكن تجاهلها أو إغفالها أو التغافل عنها..
    إن الدولة المسلمة المعنية بالفتوى الآن ينقصها الكثير لتستحق صفة الدولة المسلمة وهذا يدركه ويعرفه الكثيرون من أعضاء الندوة من داخل السودان ومن خارجه..
    إن اقتصاد الدولة المعنية بالفتوى ليس اقتصاداً إسلامياً.. بل هو اقتصاد مرقع ومختل.. وإن الخلل أصاب أول ما أصاب الجانب التعبدي في هذا الاقتصاد.. وهو شعيرة الزكاة.
    إن الاقتصاد الذي عجز عن أن يتحرر من الجبايات والمكوس والذي يحدد رموزه مدلول القول السائد على الألسن «إن في المال حقاً سوى الزكاة» فهم يجعلون هذا الحق هو الضرائب.. إن هذا الاقتصاد الذي لا يقر حرية المال وحرية التملك لا يستحق أن تُعقد له ندوة لتجيز له ارتكاب إحدى كبريات المحرمات على الإطلاق وإحدى السبع الموبقات.



    كتبتُ تحت هذا العنوان مقدِّمة لمجموعة من الحلقات حول ما قامت به الهيئة العليا للرقابة الشرعية على المصارف من إصدار فتوى أجازت وأحلّت بها الربا للدولة تحت شروط وقيود أوردتها الفتوى. ولما كنتُ قد رأيتُ أن هذه الفتوى معيبة.. وأنها لا بد من الاستدراك عليها من عدد من الجوانب فقد شرعت في ذلك وكتبتُ المقدمة على أساس أن أبين للقارئ المنطلَقات والمنهجية التي اتّبعتها الهيئة.. ثم من بعد أعلّق على كل جزء من الفتوى بتأنٍّ وتروٍّ مع إيراد الشواهد.. ولكن صاحب نشر الحلقة الأولى مجموعة من الأخطاء بدءًا من العنوان.. مع غير ذلك مما جعلني أتريث خاصة وقد طلبت إعادة نشر الحلقة الأولى بعد معالجة الأخطاء ولكن ذلك لم يحدث وهأنذا أحاول تقديم دراسة متكاملة مختصرة قدر الإمكان لبيان العيوب التي لا يمكن السكوت عليها في هذه الفتوى. فقد عقدت الهيئة العليا للرقابة الشرعية على المصارف والمؤسسات المالية ـ بنك السودان ندوة حول «تمويل مشروعات الدولة بالقروض» وجاءت الندوة بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي، المجلس الوطني، هيئة علماء السودان، منتدى النهضة والتواصل الحضاري.
    وجاءت الندوة في يومي «2 ــ 3» ربيع الأول «1433» هـ الموافق «25 ــ 26» يناير «2012م».
    جاء في التقديم للندوة حديث عن نشأة وانتشار المصارف الإسلامية اللاربوية وما واجهته من الحرب والتحديات الكبيرة والتي كان من ضمنها اضطرار هذه المصارف للتعامل مع النظام التقليدي الربوي ومن ثم نشأت الحاجة إلى استصدار الفتاوى حول طريقة هذا التعامل خاصة في مجال التأمين التجاري والتأمين وإعادة التأمين وعلاقة المراسلين بين الربوي واللاربوي.
    وإن أول ما يُستدرك على هذه الفتوى ويعدمها قولهم في ص «4» من الإصدارة:
    الآن قامت في السودان دولة مسلمة.. ووجهت هذه الدولة من أعداء الله بالحرب وحُرمت من حقوقها المشروعة في المؤسسات المالية والإقليمية والعالمية وفُرض عليها الحصار الاقتصادي والتقني والأمني، والحظر الجائر على حقوقها النقدية فهل من سبيل في الرخص الشرعية إلى الاقتراض بالفائدة لمواجهة هذه التحديات؟.
    إن المقدمة تفترض أن الدولة المسلمة في السودان قد قامت وهذا إطلاق للقول على عواهنه..
    وإن هذه الدولة حُرمت من حقوقها المشروعة في المؤسسات المالية إلى آخر القول.. والندوة قامت لتبحث في الرخص الشرعية التي تجيز الاقتراض بالفائدة «الربوية» لمواجهة هذه التحديات..
    أولاً: إن الدولة المسلمة التي قامت في السودان والماثلة اليوم وبعد قرابة ربع قرن من الزمان إنما هي دولة نوايا وأمانٍ وليست دولة حقائق ولا وقائع ولا أصول..
    لا أحد من الثلاثة والأربعين عالمًا الذين وقّعوا على هذه الفتوى بمستطيع أن يؤكد أن الأصل الإسلامي للدولة لم يكتمل وأنه يشوبه الكثير من القصور بل والبُعد عن المثال وإن الأمر مرده إلى ضعف همة القائمين بأمر الدولة من قياداتها الفكرية والسياسية والاجتماعية.. وإن هذا الأمر قادح في جدية هذه التجربة من أساسها.
    بالإضافة إلى أن هذا القصور ليس في الشأن الخارجي وحده بل هو في الشأن الداخلي البحت.. والذي لا يحتاج تصويبه إلى ندوة عالمية تجتمع لها قيادات العالم الإسلامي كله بل هو في متناول القيادت التنفيذية المحلية من ولاة ووزراء ومعتمدين.. إن كثيرين جداً من الذين وقعوا على هذه الفتوى ومن غيرهم إذا التقيتهم عبّروا عن استيائهم الشديد من كثير من الظواهر الإنقاذية السالبة والتي تمس جوهر الأصل الشرعي الذي تقوم عليه الدولة ويقوم عليه المجتمع.
    إن وجود مصارف لا ربوية في أي دولة في العالم لا يعني أن هذه الدولة قد أصبحت دولة إسلامية.. وهذه حقيقة لا تحتاج إلى شواهد ولا إلى ضرب أمثال.. إن النوايا والأماني السودانية متقدمة على نوايا وأماني كثير من المسلمين في العالم.. ولكنها ليست كافية لتجعل الأنموذج الإسلامي السوداني أنموذجاً كاملاً وقابلاً للإشادة.
    إن الأولى بمثل هذه الندوة أن تعالج أوجه القصور في المثال وأن تسعى إلى تصحيحه لأنه متعلق بأشياء داخلية في قدرة الحكام وفي إمكاناتهم.. ولأنه متعلق بالإيمان والتقوى..
    «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض».
    بعد تحقُّق الإيمان والتقوى في الأمر كله قدر الطاقة وقدر الجهد يأتي بعد ذلك النظر في التحديات والبحث عن الرخص في التعامل بالربا وغيره.. والآن نأتي إلى أمر أغفلته الندوة وأغفلته الفتوى.. هل إذا قامت دولة مسلمة في العالم جاز لها أن تسعى إلى التعامل الربوي مع أهل دار الكفر أم أنه يتحتم عليها أن تسعى إلى نقل هؤلاء من دار الكفر إلى دار الإسلام وفي آخر الأمر إذا عجزت ليس لها إلا الصمت والتربص والانتظار؟!
    كيف أتعامل معهم بالربا .. ثم آتي وأدعوهم إلى الإسلام؟
    وكيف أرابيهم وأحاربهم حرباً شاملة من الله ورسوله أي في الدنيا والآخرة؟!
    نقول هذا قبل أن نلج إلى لبّ الموضوع وإلى جوهره وإلى أصله التعبدي والفقهي والدعوي والحركي.
    ولسوف تلاحظ بعد قليل أن هذه الفتوى رغم أنها جاءت في غير وقتها.. وفي غير أوان الحاجة إليها.. إذ تسبقها ضرورات لا يقوم أمر الأمة إلا بها.. ومع ذلك فهي قد أغفلت أمورًا ما كان ينبغي لها أن تغفل عنها.. بل كان الواجب عليها أن تجعلها من أصل الفتوى وجزءًا لا يتجزأ منها كان ذلك سيقلل قليلاً من أضرار هذه الفتوى وغلوائها وآثارها على مسيرة الدولة والمجتمع



                  

05-27-2012, 09:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    .ربا الفضل.. وربا النسيئة.. وربا الدولة «3» .
    الجمعة, 25 أيار/مايو 2012 08:02

    سعد احمد سعد

    إن هذه الفتوى تحل الربا للدولة بشروط ثم تترك الأمر في أيدي ولي الأمر أو من يفوضه في تقدير الضروريات حسبما أوردت في استعانتها بالفتوى التي أصدرتها لجنة مختصة ببيان عناصر الضرورة المبيحة للاقتراض بفائدة «أي بربا». وأول مظاهر الوهن أن اللجنة تخفي اسم الربا وهي تجتهد في إصدار فتوى بشأنه وتسميه الفائدة مع أن اسمه في كتاب الله وسنة رسوله هو الربا.
    ما هي الشروط التي أوردتها الفتوى لتجيز على أساسها الربا للدولة: قالت أولاً:
    1/ استنفاد كل الوسائل في الحصول على مصادر تمويل مقبولة شرعاً من داخل السودان أو خارجه.. إن هذا الشرط وحده كافٍ لإبطال الفتوى.. لأن المصادر هذه موجودة ومتوفرة وميسرة وبالمليارات.. وهي مبذولة للسودان.. بل جاءوا إلى السودان ومنهم من أسس عملاً وشرع في تسويق نفسه..
    وبقي أن نعرض عليه رؤيتنا للاستثمار الذي يربط بين التمويل والتنفيذ على أن يكون المشروع في شكل مقاولة بين الطرفين بالشروط والترتيبات المعقولة وبدون ربا.
    هذا هو الذي يجري اليوم.. اللهم إلا إذا كانت الهيئة العليا للرقابة الشرعية تنتظر من هذه البيوت التمويلية أن تنشر إعلانات تستدعي فيها أصحاب المشروعات وتغريهم بأنها تمول على النظام الإسلامي وبدون ربا..
    يقول الشرط الثاني:
    2/ أن تقدر هذه الضرورة بقدرها زماناً ومكاناً وكماً وكيفاً دون تعدٍ أو زيادة في كل حالة على حدة هذا هو ما تقوله اللجنة ومعلوم أن عبارة الضرورة تقدر بقدرها أُخذت من النص القرآني من قوله تعالى: (غير باغ ولا عاد) أو (غير متجانف لإثم).. والمدهش أن هذه العبارة وردت في سياق آيات رخصة الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله وذلك في سورة البقرة..
    ثم جاءت العبارة الثانية في سورة المائدة في معرض سياق رخصة الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله وأضيف إلى ذلك المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما ذبح على النصب إلى آخر الآيات..
    ثم ختم قائلاً جل وعلا: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم).. ثم وردت الرخصة مرة أخرى في سورة الأنعام في رخصة الأكل مما حرم الله قال تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) فهي في الطعام أيضاً.. ووردت الرخصة مرة أخرى في سورة الأنعام: (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه).. ثم ختمها جل وعلا بقوله: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم).. ويتكرر ذات المعنى والسياق في سورة النحل متعلقاً بالميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به إن الشيء الذي لم تتحسب له الفتوى هو أن هذا القدر من الضرورة ما ينبغي أن يناط بأمره وتقديره إلى الجهات صاحبة الحاجة بل ينبغي أن يوكل إلى لجنة محايدة ومبرأة قدر المستطاع من التأثيرات والاتهامات..
    أما الشرط الثالث فهو أخطرها وأوهاها وهو الثغرة التي سوف تنفذ من خلالها الجهات الطالبة للقرض الربوي إلى الرخصة بذات الحجة وذات الشرط الذي أقرته الفتوى..
    3/ أن يكون محل التمويل مشروعات تنمية تلبي حاجات أساسية للدولة مثل تمويل مشروعات البنى التحتية الضرورية والخدمات الأساسية وكذا تمويل المهمات الدفاعية..
    وبهذا تكون الفتوى قد فتحت الباب على مصراعيه للدولة لتقترض بالربا في كل مشروعاتها لأن كل مشروعات الدولة مشروعات تنمية وتلبي حاجات أساسية مثل البنى التحتية والخدمات كلها أساسية حتى استيراد عربات النفايات من الخارج بقروض ربوية سيجد من موظفي الدولة من يدافع عنه ويقسم الإيمان المغلظة أنه من أكبر الضروريات الصحية!! ما هو معيار الضروري وغير الضروري في سياق الفتوى؟ وهل يختلف من مجال إلى مجال أم يظل كما هو وخاضعًا لتقديرات الموظف الوزير أو الوالي أو المعتمد؟
    إن الذي قد فات على الإخوة العلماء أن الزمن سوف يُنسي الناس تفصيلات الفتوى وسيذكرون فقط أنها أباحت الربا للدولة وكفى.. وسيقولون إن الدولة لن تستفيد من الربا فهي كائن اعتباري وليس حقيقياً فهي مبرأة من القرض.. وهي حجة أو هى من خيط العنكبوت..
    يقول الشرط الرابع:
    4/ أن يترتب على عدم التمويل الإضرار بالدولة أو الشعب إضراراً حقيقياً وليس متوهَّماً..
    وأنا أظن أن هناك إشكالية في فهم هذا الشرط.. وفي التفريق بين الحقيقي والمتوهَّم بالنسبة للدولة وهناك فرق كبير بين الضرر الحقيقي والمتوهَّم للفرد والآخر للدولة..
    إن الضرر الحقيقي للفرد مثلاً أن يجوع فعلاً.. وأن يتوه في الصحراء.. ويبعد عن الأماكن المأهولة.. وأن يغلب الظن أنه سيموت إن لم يأكل الميتة.. أما المتوهم فأن يجوع وهو على سبيل وطريق يمر به الناس ولديه دراهم يشتري بها منهم أو يقترض بدون ربا.. أما الحقيقي بالنسبة للدولة فأن تحدث نذر ضائقة أو مجاعة فهذا ضرر حقيقي بالنسبة للدولة ولكنه لا يبيح لها الربا لأن الموت لم يقع به بعد وفي إمكان الدولة اتخاذ تدابير أخرى غير الاقتراض بالربا.. مثل تحريك الطاقات وإعمال البدائل والاستنغاء عن بعض الأموال أو الإمكانات أو إيقاف بعض المشروعات واستبدالها بمشروعات إسعافية..
    إن الاقتراض بالربا للدولة لا يجوز إلا إذا وقع طاعون يقتل الناس بالآلاف وإلا إذا وقعت مجاعة تقتل الناس بالمئآت هنالك فقط يجوز للدولة أن تقترض بالربا!! فهل يسمح المجتمع الدولي الذي نعيشه اليوم بأمر كهذا؟
    هل سينتظر المجتمع الدولي حتى يموت الناس بالمئآت والآلاف والملايين ليأتي ويقرضنا أمواله بالربا؟!
    إن دائرة الجواز للاقتراض بالربا تضيق.. وتضيق حتى تأتي إلى نقطة تستحيل معها الفتوى..
    يقول الشرط الخامس
    5/ ألا يترتب على هذه القروض ضرر مساو للضرر الأصلي أو أكبر منه..
    إن أهل هذه الفتوى يعلمون علماً يقينياً أن هذا محال إلا إذا كان القرض قرضاً حسناً وإلا فإنه ربا نسيئة مرتبط بالمدة..
    وأكبر مشكلات العالم النامي اليوم هي مشكلة سيداو، القروض الربوية التي وقعت فيها الدول الصغيرة وأصبحت من بعد عقدة في مسيرتها إلى الأمام..
    إن قضايا التنمية لا يمكن أن تحل بالربا لأن الربا هو في حد ذاته أكبر خصم للتنمية وأكبر عقبة في مسيرة الأفراد وقل أن ينجح مشروع استثماري أسس على أموال الربا بل من المحال أن ينجح.. لأن الله سبحانه وتعالى يمحقه..


    ---------------------

    .سقوط الترابي!!..وقيع الله حمودة شطة .
    الخميس, 24 أيار/مايو 2012 07:05 .تقييم المستخدم: / 2
    ضعيفجيد
    الدكتور حسن عبد الله الشهير بالترابي تزعم الحركة الإسلامية السودانية منذ أن سعى قبل أكثر من نصف قرن إلى إيجاد شق في صف البناء الإسلامي ولحمة الجماعة المسلمة في السودان، فأزم نقاط الاختلاف بينه وبين أقرانه ومنافسيه على زعامة الحركة الإسلامية في السودان حتى تحول هذا الاختلاف إلى خلاف، وشتان ما بين مصطلحي الخلاف الذي غالباً ما يفضي إلى التضاد والتنازع ولذا هو مزموم، والاختلاف الذي ينبغي أن يكون في إطار قضايا اجتهادية وفي مسائل فرعية تتنوع فيها وجهات النظر وتتباين دون أن تمس جوهر الأصول والقضايا الكلية، فمثلاً غير مطلوب أبداً أن يختلف أبناء الأمة والملة الواحدة في أصول العقائد وأصول التشريع والديانة والأحكام والحدود التي أقرَّها مصدراً التشريع في الإسلام القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين. ولهذا جاد التحذير في كتاب الله الكريم من الخلاف الذي يفضي بالأمة إلى التنازع والاقتتال والخصام الذي يفت عضد الأمة ويصرم فيها حبال الوصل والالتئام، ويكسر فيها شوكة القوة والعزة، ويجعل أبناءها على طرفي نقيض يحمل أحدهما سيفه على الآخر، ويجلس في مجلس اللئام يأكل لحمه ويكسر عظمه. والترابي الذي يحلو لتلاميذه ومحبيه أن يطلقوا عليه دائماً لقب «الشيخ» خيَّب الآمال وزرع الحسرة في نفوس كثير من أولئك الذين التفوا حوله وخلعوا عليه حالة من الوقار والهيبة كانت في كثير من أحوالها تتجاوز حد الشرع والعرف، وتخترق إلى جوف القداسة والعصمة عند كثير من أتباعه، ولا شك أن هؤلاء كانوا على جهل ظاهر وتبعية عمياء وبصيرة مطموسة.
    ومازلت أذكر موقف ذاك الشاب الذي بدا في أحد مؤتمرات المؤتمر الشعبي بعد الانشقاق الأول ليعلن على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد أن شيخ الترابي خير من مشى على الأرض بعد الأنبياء والمرسلين، متجاوزاً بهذا الوصف للترابي منزلة أتباع الأنبياء وحوارييهم وصحابتهم واتباعهم من خيرة سلف هذه الأمة المباركة. وأنموذج هذا الشاب الذي ذكرناه ما هو إلا قطرة من بحر حالات كثيرة رصدت في الصحف ووسائل الإعلام من كتابات وتصريحات لأتباع الترابي تعلي من قدره ومكانته فوق حدود اللازم والعقل. وهى مواقف زادت الطين بلة على بلته، ورفعت وتيرة غرور الترابي وإعجابه بنفسه وعقله، وبدا هذا واضحاً في طريقة حديثه ولغة جسده في معرض رده على خصومه، فكان دائماً يوحي إلى من حوله بأنه المدرك لكل شيء وما سواه عيال عليه.
    هذه الطاغوتية والاستبداد والعجب بالنفس قادت الترابي إلى أن يتجاوز بخلافاته محيطه التنظيمي المحلي بوصفه زعيماً للحركة الإسلامية السودانية إلى المحيط الإقليمي والعالمي، وأثار جدلاً كثيفاً بين تنظيم جماعة الإخوان المسلمين العالمي وجماعات إسلامية أخرى بكتابات ومواقف فكرية كان يرمي بها الساحة من وقت لآخر. ومع تقدم سن الترابي وتراكم خبرته السياسية والفكرية والتنظيمية تضاف إليها معرفته بأبواب القانون والدستور، كان الناس يأملون أن يكون الترابي مرجعية وخزانة لحل المشكلات الوطنية والعالمية، ولكن هذا الأمل خاب وتبدد الى الأبد وما عاد شيء مأمول فيه البتة، نسبة لما صدر عن الترابي من أقوال وفتاوى فاجأت إبليس نفسه قبل البشر، حين أنكر الترابي ما هو معلوم من الدين بالضرورة ويمثل أصلاً من أصول العقيدة الإسلامية، وهو الإيمان بالجنة والنار وعذاب القبر والحور العين ونزول عيسى عليه السلام وعصمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته في ما يخبر إذا ثبت صحة رواية الحديث سنداً ومتناً، سواء في ذلك إن كان الحديث متواتراً أو حديث آحاد، ومن تلك الأحاديث الثابتة صحة حديث الذبابة وأحاديث مستفيضة في بابها تحدثت عن نزول عيسى عليه السلام والجنة والنار والحور العين، وجاءت موافقة ومفسرة لما حفل به القرآن الكريم في هذا الجانب، لكن الترابي الذي ألف التفسير التوحيدي قصد من هذا المصطلح ليس توحيد أهل القبلة «أمة الإسلام»، ولم يقصد أيضاً التوحيد باعتباره مصطلحاً شرعياً أصيلاً في ديانة الإسلام بل أبو الأصول كلها، ولكن الذي قصده من هذا التفسير هو محاولة جادة لإزالة الموانع العقيدية والأصول الفكرية التي تحول بين صيرورة أمة المسلمين وأمة النصارى وأمة اليهود في صعيد واحد وملة واحدة متحدة، والدليل على ذلك دعوته لما سماه بالأمة الإبراهيمية، هذا ما قصده تلميذ جامعة السربون، وبذل فيه وسعه ليكون خير ختام لمطافه وطوافه، وسعيه الذي حسبه سعياً مشكوراً منذ أن كان همه الأول الانفراد بالأمر في سياسة التنظيم، وترسيخ فكرة أن رأيه فصل ومنتهى المعالجة لا معقب لحكمه وما ذهب إليه من رؤية وفكر، وتلك جريمة نكراء ارتكبها الترابي في حق التنظيم والأتباع حين كان دائماً يعظم العقل البشري على حساب النقل، ثم يأتي بعده ويلغي عقول الجميع وإنتاجها إلا عقله، وهو أمر ألبسه ثوب الجبن والطاغوت. والترابي الذي قال للعميد البشير وقتها اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب أنا إلى كوبر سجيناً، وأدار الانقلاب سنة 9891م من داخل السجن في ما يلي التنظيم، ثم خرج بعدها ليعلن على الجميع أن هذه الحكومة هى حكومة الإسلاميين، وجُيشت الأمة وأعلن الجهاد وطرح المشروع الحضاري وتصدير الثورة وإعلان الحكومة الإسلامية لحرب الطاغوت والامبريالية والنظام العالمي الجديد، هو الرجل نفسه الذي شاهدته عيناي وسمعته أذناي في ندوة سياسية بميدان شمبات شمالي الخرطوم بحري في ملأ عظيم يقول: «هذه دولة غير إسلامية، فلتسموها دولة عباسية أو دولة عمرية أو سموها ما شئتم»، وذلك بعد أحداث الرابع من رمضان التي قذفت بالرجل خارج سفينة الإنقاذ والثورة الإسلامية التي وصلت إلى حكم السودان في 03 يونيو عام 8991م. والسؤال الذي جال بخاطري منذ سماع هذا القول وصرت أردد في نفسي هل بمجرد خروج حسن الترابي من زعامة الإنقاذ بعد أحداث الانشقاق كفرت الإنقاذ، أم أن الإنقاذ أصلاً لم تقم على مبادئ إسلامية راسخة تمكن رجالها من أن يستحقوا صفة إسلاميين حقيقيين، وأن الأمر كله كان مجرد خداع وأسلوب مختار اتخذه الترابي لاستمالة عاطفة الأمة، لأنه كان يدرك حرص الأمة على كل ما يمت بصلة إلى الإسلام؟ إن المراجعة الأهم التي ينبغي للحركة الإسلامية الاهتمام بها اليوم في حقيقة ما بعد «الترابيين»، هى مراجعة منهج التربية والتزكية لمعالجة الخلل الكبير الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية، لأن الترابي لم يكن من اهتمامه إيلاء التربية الإسلامية المساحة المناسبة وسط اتباعه، الأمر الذي وضح بجلاء في إدارة الدولة فيما بعد، حيث عم الفساد والمحسوبية ونزعات الجهوية وتغليب مصلحة الفرد على حساب الجماعة، وهذا ينم عن خلل تربوي أفسد الأخلاق والفكر، حيث هناك صلة قوية بين الفكر وما يعتقده الإنسان من جملة قيم وأصول، ويترجم هذا في منهج تربوي ليؤهل الفرد إلى ميدان العقل والسلوك. وأتباع الترابي مازال بعضهم يصر على صحة ما يقوله الترابي من أقوال شاذة خالفت الفطرة وإجماع الأمة، ولكن ربما بعضهم يفعل ذلك مكابرةً ومحاكاةً للترابي في طريقة تفكيره وحديثه، رغم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: «لا يكون أحدكم إمعة...». لكن الذي نختم به هذا المقال هو أن الترابي فقد الزعامة الرئيسة وما عاد هو العالم الرباني كما كان يتوهم بعض المخدوعين.. وآخر طلقة أن الترابي فقد هذا الأسبوع الزعامة الوطنية حين رفض في اجتماع قبل أيام إدانة الهجوم على هجليج كما جاء هذا الخبر في أكثر من صحيفة: «إن الترابي قال كيف ندين الهجوم على هجليج وحركة العدل والمساواة قد شاركت في الهجوم، وإدانة الهجوم تعني إدانة حركة العدل والمساواة، وكيف ندين حركة العدل والمساواة ونحن نراهن عليها في مستقبلنا السياسي.. هكذا سقط الترابي وأخلد إلى الأرض واتبع هواه، بالرغم من أن المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي كان سابقاً ينفي صلته بحركة العدل والمساواة بوصفها جناحاً عسكرياً يتبع للمؤتمر الشعبي، لأن قانون الأحزاب لا يقر ذلك.. لكن ماذا يفعل مجلس شؤون الأحزاب بعد اعتراف الترابي ورفضه إدانة حركة العدل والمساواة، واعترافه بأنها شاركت مع القوات الأجنبية الغازية التي ضربت حقول شعب السودان وخربتها، وهي ليست حقولاً مملوكة لحكومة المؤتمر الوطني؟!
    هكذا سقط الترابي دينياً ووطنياً ووضع حداً مؤلماً لحياته. ولكن لا غرو فقد جرت سنة الله في الخلق والآفاق، أن الله قاصم ظهر كل جبت وطاغوت وعقلاني سفَّه حديثاً ثبتت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    ---------------------

    قطبي المهدي يشن هجوما عنيفا على نظام البشير في خطوة إطلاق سراح الأجانب الـ«4»


    «قطبي المهدي »



    05-27-2012 07:39 AM


    الخرطوم: بكري:

    شن القيادي بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي هجوماً عنيفاً على الحكومة واتهمها بالتساهل وعدم الموضوعية في خطوة إطلاقها سراح الأجانب الـ«4» الذين اعتقلتهم القوات المسلحة في منطقة هجليج مؤخراً، واصفاً المسلك بالتصرف الخاطئ والمرفوض باعتبار أن الأجانب تم ضبطهم في منطقة عمليات الأمر الذي يتطلب الشروع في التقصي لتبيان الحقائق وتقديمهم للمحاكمة حسب القانون الدولي، لأن المسألة تتعلق بالأمن القومي ولا يمكن المجاملة فيه بإبداء حسن النوايا. وطالب قطبي في تصريح لـ«آخر لحظة» الحكومة بعدم الخضوع لأي ضغوط في حالة ارتباط القضية بالأمن القومي للسودان واستنكر بشدة عدم إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية للمواطنين السودانيين في معتقل غوانتانمو على الرغم من الشواهد والضغوط الدولية وتساءل كيف نتساهل مع من اخترق أمننا وسيادتنا.
                  

05-30-2012, 09:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)



    الشعبي : لو كنا نعلم أن البلاد ستصل الى هذه الدرجة من الأزمات لما إنقلبنا على الديمقراطية
    May 28, 2012
    (صحف – حريات)


    أقر رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي بالمجلس الوطني د. إسماعيل حسين فضل بمسؤولية لحزبه فيما وصلت إليه البلاد من أزمات .
    وقال في صالون سيد أحمد خليفة عن مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب (لو كنا نعلم أننا سنصل لهذه الدرجة من الأزمة لما قمنا بالانقلاب، وكان لنا أن تجلس الحركة الإسلامية فى مقاعد المعارضة).
    وطالب إسماعيل بتضمين منطقتي حلايب والفشقة ضمن المناطق التى يشملها قانون رد العدوان التي تمت إجازته مؤخراً.
    ودعا إلى ضرورة وجود معالجات كاملة للنزاع بين شطري السودان باشراك كافة أبناء الشعب في القضية.

    ------------------

    البلد المحن لابد يلولي عيالن :
    فتوى بتكفير عمر البشير
    May 28, 2012
    (حريات)

    إعتقل جهاز الأمن مساعد بشير السديرة عضو ما يسمى بـ ( الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة ) بسبب فتواه بتكفير المشير عمر البشير ، في ندوة بمنطقة أبوقوتة بوسط الجزيرة خلال الاسبوع الماضي.
    وتشكل الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الواجهة العلنية لتنظيم القاعدة في السودان ، ويقودها محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف وكمال رزق .
    وذكر مصدر موثوق للصحفية صباح أحمد ان جهاز الأمن اعتقل مساعد السديرة وحقق معه لمدة يومين بولاية الجزيرة قبل ان يتم ترحيله للخرطوم لمواصلة التحري حول تكفيره لعمر البشير .
    وسبق واعتقل مساعد السديرة بمطار القاهرة في العام 2009م ووضع في السجن لمدة شهر ، وأعلنت الرابطة الشرعية وقتها ان السديرة تم تعذيبه أثناء اعتقاله ، واستضافته بعد عودته من مصر في مستوصف خاص بحي كافوري يتبع لمنظمة (ذي النورين )الخيرية .
    جدير بالذكر ان سلطة الإنقاذ – خصوصاً مجموعة عمر البشير وخاله الطيب مصطفى – ظلت تتعهد (الرابطة الشرعية) وغيرها من الجماعات التكفيرية بدعمها السياسي والإعلامي والمالي بل وبدعم السلاح ، كي تستخدمها ضد القوة المعارضة ، وكي تخيف السودانيين والغرب بانها بديل أفضل من هذه الجماعات التي ستحكم السودان في حال سقوطها !
    وسبق ونشرت (حريات) 30 ابريل تقريراً للصحفي الهادي الأمين عن اجتماعات جمعت بين قادة جماعات التكفير والهجرة ورئيس منبر (السلام العادل) المهندس الطيب مصطفي ناقشت الواقع الراهن وتداعياته المختلفة … وإلتقى الطيب مصطفي في احد الإجتماعات بمساعد السديرة وفخر الدين عثمان وسعيد نصر وأبوعبد الله الصادق عبد الله عبد الرحمن .
    وظلت أصوات ديمقراطية عديدة تحذر من هذه السياسة ، وتشير إلى تجارب عالمية عديدة تؤكد بأن ( البلد المحن لابد يلولي عيالن) ، مثل تجربة امريكا في دعم اسامة بن لادن أثناء (الجهاد) الافغاني وانقلابه لاحقاً عليها ، وتجربة دعم السادات للجماعات الاسلاموية التي دفع حياته ثمناً لها ، وكذلك تجربة المملكة العربية السعودية في دعم هذه الجماعات والتي استيقظت منها بدوي انفجارات الرياض ، وتجربة الإنقاذ نفسها مع الخليفي وعباس الباقر وغيرهما .
    وتشترك هذه الجماعت مع الإنقاذ في قواعد التفكير الرئيسية – بما في ذلك تكفير المخالفين ، إلا ان الجماعات تفوق الإنقاذ في الغلو والشطط ، واعتقدت الإنقاذ انها بحكم المشتركات تستطيع توظيف هذه الجماعات دون ان تنقلب عليها ، في إستهانة بعظات التاريخ وطبيعة هذه الجماعات العصية على(الإدارة ) ، والآن إذ تصدر هذه الجماعات فتواها بتكفير عمر البشير يتأكد بان ( الأسلحة الصدئة) أسلحة ذات إرتداد ذاتي ، إذ تستخدمها ضد الخصوم ترتد إلى النفس ايضاً
                  

05-31-2012, 10:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)




    ربا الفضل.. وربا النسيئة.. وربا الدولة «5»

    نشر بتاريخ الخميس, 31 أيار/مايو 2012

    سعد احمد سعد


    إن الذي أدين به لله سبحانه وتعالى من القناعة الصادقة أن مبررات إباحة الربا للفرد أو للمجتمع أو للدولة لا وجود لها على الإطلاق..
    ومهما تذرعنا بفقه الضرورة فإن النصوص المحكمة من قرآن وسنة تجبهنا بالرد المفحم والمسكت..
    فقد جاء في الحديث الذي رواه البيهقي وابن ماجة والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم وصححه الألباني قال ابن مسعود رضي الله عنه: (الربا ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمّه).
    فهب أننا وافقنا أن ربا الدولة هو أيسرها وهو الباب الثالث والسبعون فما هي بالله الضرورة التي تبيح للرجل أن ينكح أمّه؟
    تقولون ربما هذا تشبيه وتقبيح وليس حقيقة.. وأن ذنب أيسر الأنواع هو قدر ذنب أن ينكح الرجل أمه..
    أو ليس هذا الذنب عظيماً وخطيراً وماحقاً؟ وهو أصغر الذنوب فما هو حجم الذنوب الأخرى؟ ذنوب الأنواع الأخرى من الربا؟ ألا تخشى أن يؤدي بك الطريق من نهاية الثلاثة والسبعين نوعًا إلى الكفر؟!
    أو ليس غريباً وعجيباً أن يختار النص القرآني أنموذج الزنا وزنا المحارم.. وزنا الأم على وجه الخصوص.. وهو أمرٌ لا يحدث في العادة من سويّ.. ولا يحدث من مؤمن.. بل إن نفوس المشركين عَبَدَة الأوثان والأنصاب تنفر منه وتأباه..
    وجاء في الحديث الآخر الذي أورده الطبراني في الكبير وأحمد ورواه الألباني وصحَّحه قال: «عن عبد الله بن حنظلة الغسيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ست وثلاثين زنية)، إن الضرورات تبيح المحظورات وقطعاً ليس الزنا من المحظورات التي تبيحها الضرورات لأن المقصود هو الضرورة المفضية إلى الهلاك.. والإحصار لا يفضي إلى الهلاك الحقيقي والانقطاع عن المجامعة له أضرار إذا طال ولكنها تُزال بغير الزنا.. تزيلها الطبيعة بالاحتلام.. وإذا توحش المنقطع وغلبته الإثارة استمنى والاستمناء أخفّ إثماً من الزنا قولاً واحداً..
    إن اختيار الزنا لضرب المثل في قُبح الربا أمرٌ مقصود لذاته لأن الزنا أصلاً لا يتحقق بالإكراه.. فالإنسان لا يُكره على الزنا بأمه ولا بأخته.. بل ولا بامرأة أجنبية لأن الزنا يحتاج إلى الانتشار.. والانتشار يحتاج إلى الشهوة أو على أقل تقدير الرغبة.. فمن أين يأتي المكره بالرغبة دعك من الشهوة؟!
    لقد استدلت الفتوى بالحديث الصحيح لدى مسلم في لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وأنهم سواء وهو حديث في تشديد النكير على المرابين الذين يدخل فيهم الكاتب وشاهدا العقد.
    والزنا أقبح من أن يكون له شاهدان وكاتب.. فكيف بالله تسوِّل لرجل نفسه أن يرابي أو يبيح الربا؟!
    فجرأة المرابي على الله أشد من جرأة الزاني.. لأن الزاني وهو أقل جرماً يخجل ويستتر والمرابي وهو أفظع جرماً يستعلن ويستشهد ويكتب..
    جاءت الفتوى بتوصية للحكومة السودانية في الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية والتأكيد على العمل بتقوى الله ونبّهت إلى قوله تعالى: (ومن ينصر الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
    ومن العجيب الغريب المدهش أن الفتوى تستدل في «ص 20» بذات الآية التي أردتُ أن أستدل بها على بطلان الفتوى ذاتها وأن الحكومة لم تأخذ بالأسباب التي تصونها وتحميها من الوقوع في الربا.
    أوردت الفتوى قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
    ينبغي أن تكون هذه الآية رادعاً لكل أهل الإنقاذ عن مجرد التفكير في الربا وحاضّة وموجِّهة إلى البحث عن البركات والرزق في غيره.. بل إن الآية تشكك في إيمان الرابي وتقواه.
    إن الربا لا يسعف أحداً في ضرورة ألمّت به والربا أصلاً لم يوضع للضرورات وهو أمرٌ معروف عند الآخذ وعند المعطي.. وأن المسارعة إلى الربا ليست من أعمال البر ولا أعمال التقوى وقد تكون منافية للإيمان!!
    إن توصيات الندوة فيما يتعلق بالعالم الإسلامي جميلة ومقبولة وليتها جاءت بقدر أكبر من الالتزام وليتها جاءت قبل الفتوى بإباحة الربا للدولة.. كان ذلك سيكون مبرِّئاً لذمة الندوة وكل من شارك فيها نسأل الله لنا ولهم المغفرة والبراءة من الزلل والخلل.

    كما أن الفتوى استشهدت بفتوى الشيخ القرضاوي وهي أصلاً ليست متعلقة بالربا ولا متعلقة بالدولة ولعلّ النص الوحيد الذي اتكأت عليه اللجنة هو قول القرضاوي «سواء كان الاضطرار حاصلاً للفرد أو الجماعة».
    وكذلك عندما قال في معرض كلامه عن الحاجة:
    «إلا إذا كانت حاجة الجماعة».
    وحملت فتوى الهيئة العليا مفردة الجماعة على الدولة، وقد يُقصد بها الدولة وقد يُقصد بها العدد من الثلاثة فما فوق، على أن الشيخ القرضاوي أشار بوضوح إلى الإباحة المؤقتة لمحظور ممنوع بنصّ الشريعة وتنتهي هذه الإباحة بزوال الاضطرار أي أن الضرورة قضية فردية وليست قضية عامة ولكن آفة الفتوى أنها جعلت الضرورة قضية عامة وفتحت الباب على مصراعيه لكل من أراد أن يجتهد اجتهاداً غير منضبط بلا رقيب ولا حسيب فيتلقفها أهل الهوى وأهل البدع ويجعلونها ديناً ويستحلون بها الربا، ومعلوم أن حاجيات الدولة وضروراتها لا تنتهي ولا تنحصر وكلها تندرج تحت مسمى ضرورات واحتياجات.. ولن نعدم من تسول له نفسه أن حاجات الدولة وضروراتها مبيحة للربا على الإطلاق أو أن الحالة الماثلة أمامه هي الحالة التي عنتها الفتوى المشهورة التي صدرت من دولة تحكم بالشريعة في زمن قلّ فيه الحكم بالشريعة!!

    وبعد كل هذا الذي أوردناه وقلناه فأنا أقول للهيئة العليا للرقابة الشرعية وللندوة بعلمائها وقاماتها الثلاثة والأربعين.. أقول أنا مسؤول أن أقبل جواز تعامل دولة الإسلام بالربا كما فصلت الفتوى.. فقط أريد أن يقف هؤلاء جميعاً معي لدقائق ويحاولوا أن يتصوروا أن يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتراض بالربا من أي يهودي أو من أي تاجر مسلم ليرد جائحة أصابت الدولة المسلمة في زمانه.. لقد اقترض من زيد بن سعنة الحبر اليهودي ثمانين ديناراً ليرد بها جائحة أصابت بني فلان كما جاء في الخبر وردها عليه قبل الوقت، والحبر كان يتحقق من صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي جاءت في التوراة فلما تبينها أسلم وشهد شهادة الحق.. ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اقترض منه بالربا ما كان الحبر يدخل في دين الإسلام.. وعليه فإن دولة الإسلام في السودان لو اقترضت بالربا من أوربا أو أمريكا فإنها تكون قد أغلقت باب الدعوة في وجه أهل أوربا وأمريكا.. إذ كيف تعرض الإسلام على شخص تستدين منه بالربا ليقيم دولة الإسلام ودولة الشريعة!! والله إن هذا يجعل دولة الإسلام مسخاً مشوهاً ويجعل منها سخرية وهزءًًا في العالم.


    إن الله يعلن الحرب على الذين آمنوا في الربا فيقول جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ٭ فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله).


    فالحرب هنا على الذين آمنوا وليست على الذين كفروا.. والحرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم هي حرب من الدولة على أهل الربا.. فإذا كانت الدولة ذاتها تستحل الربا فقد بطلت هذه الآية.. ولا أتصور أن تمنع الدولة الأفراد من الربا وتنهاهم وتصادر أموالهم ثم تتعامل هي بالربا فمن أية ذريعة وأية تعلة!!
    يا أهل الإنقاذ.. إذا كنتم تتصورون رسول الله صلى الله عليه وسلم مرابياً وآكلاً للربا قبل الهجرة أو بعدها ولو لساعة واحدة أو أقل منها فأنتم في حل من أمركم.. وإذا كبر ذلك في نفوسكم واستعظمتموه فاستغفروا الله وتوبوا إليه.. واتقوا الله فالأمر كله مناطه التق
    وى.

    -----------------


    برّأ الحركة الإسلامية من قوانين سبتمبر
    قيادي: الحكم أنسى إسلاميي السودان شعاراتهم

    الخرطوم: الصحافة:


    تأسف القيادي الإسلامي، التجاني عبدالقادر، لتخلي الحركة الإسلامية عن شعارات الحرية والديمقراطية بعد قفزها إلى سدة الحكم، وبرأها من تجربة تطبيق الشريعة «قوانين سبتمبر» إبان حكم النميري، وأكد فشلها في إرساء نموذج نظري للبنوك الإسلامية.


    وأبدى عبدالقادر في حديث لقناة الشروق، عبر برنامج «مقاربات»، استغرابه لـ»الصورة القاهرة بعض الشيء» في خلافات وانشقاقات الحركة الإسلامية، رغم أنها كانت حركة منفتحة ونشأت في المجتمع السوداني المتسامح على عكس الحركات الإسلامية في بقية البلدان العربية.
    وقال عبدالقادر وعلامات الأسف تبدو في تعابير وجهه، إن الحركة الإسلامية كانت تعبر عن قضايا الحرية والعدل والديمقراطية حينما كانت في المعارضة، وظلت سنوات طويلة إبان عهد جعفر النميري تتحدث عن الحريات والعدالة، ولكن بكل أسف حينما تحولت من المعارضة إلى الحكم «توارت هذه الشعارات وضعفت بعض الشيء وطغت قضايا أخرى».
    وبرأ التجاني عبدالقادر، الإسلاميين من مسؤولية تطبيق الشريعة الإسلامية في عهد النميري أو ما عرف بـ»قوانين سبتمبر».
    وقال إن تطبيق الشريعة لم يكن هدفاً للحركة من خلال نظام النميري، ولكن الحركة «حشرت» في زاوية ضيقة وحاولت الاعتراض على بعض الأشياء ولم يكن ميسوراً الاعتراض الكامل على الشريعة، لأن ذلك كان سيكون مضحكاً والحركة تنادي بالمشروع الإسلامي.


    وأقر بأن الحركة قبلت «مسايرة النظام على مضض» في تطبيق الشريعة على أمل الإصلاح وتلافي القصور. ورأى أن ذلك كان «تقديراً سياسياً غير صائب ولم يكن في صالحها ولا في صالح البرنامج الإسلامي نفسه، لأن هذا التطبيق وما صاحبه من بعض المثالب، أثّر على صورة البرنامج الإسلامي، وأصبح كلما تحدث الناس عن إمكانية تطبيق مشروع إسلامي تقفز إلى الأذهان تجربة تطبيق التشريعات الإسلامية في عهد نميري».
    وأشار إلى أن النميري كان لديه معاونوه وأقر تشريعات دون المرور بالحركة الإسلامية وأمينها العام حسن الترابي، وذكر: «لم تكن هناك شورى كاملة وثقة متبادلة»، وزاد: «قوانين سبتمبر كانت مباغتة للحركة والسودانيين على الطريقة العسكرية».


    واعترف عبدالقادر بأن الحركة الإسلامية فشلت في إرساء نموذج للمصارف الإسلامية كان يمكن أن تستفيد منه الحركة والمجتمع السوداني، وذلك لانشغالها بالتمويل والأموال والتخديم أكثر من توطيد التجربة والتنظير لها.
    وأبان أن البنوك الإسلامية في السودان أصبحت تبعاً لذلك مؤسسات ومصارف ملحقة بالنظام الرأسمالي الإقليمي والعالمي بصورة عادية وبالتالي لم يكن لها مردود


    -----------------
                  

06-03-2012, 08:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    الحكومة واللعب بالنار!!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأحد, 03 حزيران/يونيو 2012

    06:29
    لطالما صبر هذا الشعب الصابر على عُجرها وبجرها وبضاعتها المزجاة ولطالما شدَّ الأحزمة على البطون الخاوية وظل يرقبُها في صبر تعجز عن حمْله الجبال فيما هي تتلاعب بحاضره وبمستقبله في نيفاشا وتُدخل الثعابين السامة إلى أرضه لتنفث حِممَها وسمَّها الزعاف وتُحيل انتصارات جنوده ومجاهديه إلى هزائم ماحقة وشهداءه إلى هلكى يدفعون ثمن سياسات الحكومة ولطالما صبر الشعبُ على انكسارها وهي تُتيح لشذّاذ الآفاق من المتمردين دخول (بقعة) العزة والكرامة (أم درمان) ولطالما صمتوا أمام اتفاقياتها المذلة وهي تدوس على كرامتهم أمام الأعداء وتسلم رقابهم إلى من لا يحسنون تمثيلهم ومن يذبحون هذا الشعب المغلوب على أمره المرة تلو المرة.. لم يقنعها غزو هجليج ولا عشاء باقان الراقص في قلب الخرطوم ولا النصر المبين بعد ذلك أن هؤلاء ليسوا جديرين بتمثيل هذا الشعب العزيز فأبت إلا أن تفوِّضهم احتقاراً واستخفافاً به بعد أن اطمأنّت أن الشعب سلمها عنقَه وقيادَه تفعل به ما تشاء وبعد أن اقتنعت بأن نساءه عقمْنَ عن إنجاب عباقرة من أمثال هؤلاء البكائين والخوّارين!!

    نعم.. لطالما صبر هذا الشعب على ضيق العيش جراء تصرفات حكومة المائة وزير ولطالما صبر على إهدار المال العام وعلى التوسع في أجهزة الدولة المترهِّلة وولاياتها المتزايدة ومحلياتها المتكاثرة كالفطر وهي تنهش في لحم هذا الشعب المسكين وتشرب من دمه الملوَّث بالملاريا والأوبئة ولطالما صبر على فساد يزكم الأنوف لم تسلم منه حتى المؤسسات الدينية!!
    صبر هذا الشعب كصبر أيوب أو أشد لكن هذه الحكومة التي تجيد الانتحار ترفض إلا أن تُحيل صبره إلى براكين من الغضب وهدوءه إلى نار ذات ضرام تحرق الأخضر واليابس.


    أخيراً قرَّرت الحكومة بعد أن أفشل هذا الشعب بصبره الأيوبي كل محاولات الحكومة إخراجه إلى الشارع.. قررت أن تلعب بالنار ظنًا منها أنه سيجتاز هذا الامتحان ولكن ماذا بعد النار بل من الذي صبر على النار التي جعلها الله تعالى عقاباً في جهنم للخارجين على سلطانه؟! نعم.. من يصبر على من يشعل البنزين من خلال رفع الدعم عن المحروقات بما فيها البنزين؟!


    لم تدرك هذه الحكومة أن هذا الشعب ما صبر حباً فيها لكنه فعل ذلك خوفاً من البديل وهو يعقد المقارنة بين السيئ والأسوأ وبين الواقع المأزوم وبين البديل المجهول، أما عندما تكون المقارنة بين نار البديل وبين نار رفع الدعم عن المحروقات فإن الخيار سيكون نار البديل التي قد تكون أخف وطأة.


    من في الحكومة يشك في أنها مترهِّلة تصرف على جهازها الأخطبوطي صرف من أوتي خزائن قارون وكنوزه؟!
    مَنْ مِن الشعب لا يعلم أن الحكومة لم تستنفد خياراتها قبل أن تستخدم العلاج بالكي واللعب بالنار؟!
    إنني لعلي يقين أن بيع الحكومة حصتها في بعض الشركات الكبرى كفيل بتجاوز الضائقة الحالية لكنها شعارات ظلت تُرفع وأجهزة ظلت معطّلة فبالرغم من أن التخلص من مرافق القطاع العام رُفع كشعار منذ سنوات الإنقاذ الأولى إلا أن الشركات الحكومية ظلت تتزايد بدلاً من أن تختفي نظراً للمقاومة الشديدة من مراكز القوى المستفيدة من تلك الشركات بل إن الحكومة تمتلك أسهماً في بعض شركات الاتصالات تساوي مئات الملايين من الدولارات وكان بإمكانها طرحها على الجمهور لا إلى مستثمرين أجانب ولكن!!


    بالله عليكم.. ماذا سيحدث لو قررت الحكومة خفض الوزراء المركزيين إلى عشرين وزيراً؟! ستوفر الخزانة العامة مليارَي جنيه ثم ماذا لو خفضت الصرف السيادي والصرف على الولايات التي تتجاوز محليات بعضها العشرين محلية يُصرف عليها مركزياً؟! لماذا أُنشئ الحكم الفيدرالي أصلاً في دولة ليست مؤهلة لذلك النمط من الحكم في بلاد تحتاج إلى سياسات توحِّد بين شعوبها وقبائلها لا إلى سياسات تزيد من تشتتها ومن اشتعال نزاعاتها الجهوية؟!
    ضربة مُوجعة ستُصيب الصناعة في مقتل وتصرع الزراعة خاصة إذا رُفعت أسعار الجازولين أو زيدت أسعار الكهرباء.. سيتدنى الإنتاج ويزيد التضخم ويشقى الفقراء وتتضاءل شريحة الأغنياء.


    أما كان من الممكن أن نصبر قليلاً إلى ما بعد شهر رمضان في انتظار أن يزيد إنتاج البترول مع تطمينات عوض الجاز؟! أما كان الأولى أن ننتظر قليلاً بالنظر إلى أن دولة الجنوب مهدَّدة بالانهيار في يوليو بعد تحذيرات البنك الدولي وتزايد المجاعة مما قد يضطرها إلى الإذعان وقبول أسعار خطوط الأنابيب التي حددناها؟
    أما كان الأولى اللجوء إلى الخيارات الأخرى بإخراج القطاع العام القابض على خناق القطاع الخاص والإنتاج حتى في الأنشطة الاقتصادية والخدمية الصغيرة؟!


    أعجب والله أن الحكومة وخاصة وزاراتها السيادية مثل الأمن والدفاع تستنزف معظم الموازنة وفي ذات الوقت تشارك القطاع الخاص في إنشاء الشركات والمؤسسات والبنوك والمستشفيات والجامعات ولا تسمح بمراجعة تلك الشركات والمؤسسات رغم أنف قانون المراجع العام!!
    أعلم يقينًا أن الحكومة لم تستنفد خياراتها لكن من يجرؤ على الاقتراب من عش الدبابير؟! أقول هذا من موقع المشفق محذراً من اللعب بالنار فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم!!
                  

06-05-2012, 06:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)


    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام (2-4)

    محمد وقيع الله
    الرائد

    فاتني أن أذكر في المقال السابق أن الدكتور عبدالوهاب الأفندي قام بتزوير فاضح آخر لعنوان كتابه هذا في الطبعة الأولى لترجمته العربية.

    وهي الترجمة التي صدرت قبل سنوات عن دار الحكمة بلندن وجاءت تحت عنوان (الإسلام والدولة الحديثة: نحو رؤية جديدة).

    وفي هذا العنوان المزيف خطأ آخر.

    لأن الرؤية التي قدمها للفكر السياسي الإسلامي ليست جديدة بحال، وإنما هي رؤية الكتّاب الاعتذاريين القدامى الذين لم يبصروا كمال مبادئ الإسلام وتناهيها في الحسن.

    وأرادوا أن ينتحلوا أعذارا عن قصور المبادئ الإسلامية في التجاوب مع العصر الحديث والتساوق معه قدموها إلى معاشر المفكرين والمثقفين الغربيين والمتغربين اعتذروا بها عما لا يروق هؤلاء ولا يعجبهم من دين الإسلام.

    وفي مقدمة الكتاب دفع الدكتور عبد الوهاب الأفندي بنفسه ناقدا بصيرا قديرا على تقويم الفكر السياسي الإسلامي وتحويره ليلائم ظروف العصر الحديث.

    ولكنه لم يحرص على التحلي بقيم النزاهة الفكرية والأمانة الأدبية التي يقتضي منهج البحث العلمي أن يتحلى بها كل باحث علمي رصين.

    وحتى يبرر الدكتور الأفندي تنازله عن ثوابت الدين الإسلامي كان لابد أن يُبديَ - كعادته - تشاؤمه المطلق من كل حال فقال" يواجه العالم الإسلامي في هذه المرحلة واحدة من تلك الحقب التاريخية التي تحدد مصير الأمم، فإما أن تتوجه إلى آفاق مستقبل عظيم، وإما أن تهوي إلى درك سحيق في اتنظار لحظة مماثلة قد تأتي وقد لا تأتي. وكل الشواهد تشير إلى أن الطريق الذي تتجه نحوه الأمة هو طريق الهاوية".

    فقد شان التشاؤم المطلق رؤية الأفندي، وووصم التعميم الذميم منطقه، وإلا فانظر إلى (كل) هذه التي يزعم بها أن الشواهد تشير جميعا إلى أن الأمة الإسلامية تنحدر إلى الهاوية!

    وقد جاء في الحديث الشريف: "إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم". أي أشدهم هلاكا!

    ثم زعم الأفندي أن :" المخرج من هذه الأزمة - الكارثة لابد أن يبدأ من إعادة صياغة كاملة للفكر الإسلامي المتعلق بالدولة وشؤونها".

    وما عَتَّم أن نصب نفسه لأداء هذه المهمة الضخمة بعد أن انتقد حذر المفكرين الإسلاميين المحافظين وتجنبهم لأداء مطالبها.

    وذكر أن التناول الجاد لهذه المهمة الضخمة التي تتعلق بنقد الفكر الإسلامي وتجديده وإعادة صياغته قد اقتصر على كُتَّاب الإسلاميات من المستشرقين والأكاديميين الغربيين ومعهم :" العناصر المعادية للإسلام التي تسعى للنيل من هذا التراث والتركيز على نقائصه".

    وربما حاول الأفندي بإشارته الأخيرة إلى ممارسات أعداء الإسلام المفترين أن يوحي إلى القارئ أنه يبرأ من ارتكاب هذه الممارسات التي أخذها عليهم.

    ولكن دعونا ننظر أن كان قد برئ حقا أم انخرط فعلا في ارتكاب الممارسات عينها واجتراح السيئات ذاتها وإتيان ما هو شر منها.

    وهذا مثال من الأمثلة.

    يعرف دارسو الفكر االسياسي الإسلامي أن الإمام أبو الأعلى المودودي هو أحد رواده المجددين الكبار.

    ولذلك وجه إليه سهام النقد الحاد المستشرقون الحاقدون.

    رادَهم في ذلك كاهن الإستشراق الكبير وأستاذ جامعة ماكغيل التي تعد أحد أخطر الأوكار الفكرية المعادية للإسلام البروفسور وليم كانتْ وِلْ سميث الذي تخصص في نقد فكر الإمام المودودي والذي مثلت كتاباته الكِنانة التي احتقبها كل أفاك أثيم ناش الإمام الهمام بالسهام.

    ثم جاء على الخط نفسه الدكتور الأفندي ليفتري على الإمام المودودي الكثير مما نعرض لبعضه الآن.

    ولننظر إلى المثال الأول من أمثلة خيانات الأفندي لقيم العلم الشريف.

    فقد شاء أن يشوه فكر الإمام المودودي على نحو عن طريق (الدمغ) الإعلامي فدمغه بتهمة بالفاشية التي هي أشنع تهمة يوصم بها إنسان في الغرب.

    وجاء بنص مقتطع من أحد كتابات المودودي ليؤيد به هذه الزعم المنكر.

    فقد جاء في الكتاب المنشور بالعربية بعنوان (نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور) والذي نستند هنا إلى ترجمته إلى الإنجليزية بقلم البروفيسور خورشيد أحمد أن الدولة الإسلامية تتعامل مع شتى نواحي الحياة التي يقدم الإسلام معالجاته لها في القرآن والحديث ومصادر التشريع الأخرى.

    وأن الدولة الإسلامية تعتبر شمولية بهذا المعنى، أي بمعنى شمول تناولها ومعالجاتها لشتى نواحي الحياة.

    ورغم وضوح المعنى الذي أراده الإمام المودودي إلا أن الدكتور الأفندي شاء أن يلبسه معنى آخر هو المعنى يرتبط بصفة الدولة الدكتاتورية القابضة على جوانب السلطة جميعا بالقهر والتي تستأصل أعداءها أجمعين.

    وهو المعنى المنبثق من كلمة (Totalitarianism)

    في اللغة الإنجليزية!

    وابتهج الأفندي لدى عثوره على كلمة للإمام المودودي ذكرها عرضا وهو يوضح مقصده عندما شرح معنى الشمولية قائلا:" إن الدولة الإسلامية تشبه في شمولها هذا الدول الفاشية والشيوعية".

    واستنبط الأفندي من هذه العبارة العارضة أن فكر الإمام المودودي فكر فاشي، قائلا:" وقد استنتج المودودي من هذا أن الدولة الإسلامية لابد أن تكون شمولية، أقرب نموذج لها في عصرنا هو الدول الشيوعية والفاشية".

    ولأننا متعودون على فكر الإمام المودودي الذي قرأنا جل ما ترجم منه إلى العربية في عهد الشباب، ولأننا قرأنا له كتاباته الكثيرة التي شجب بها الأفكار القومية والعنصرية، ومنها الأفكار النازية والفاشية، فقد هالنا أن ينسبه هذا المفتري المتجرئ الأفندي إلى شيئ من ذلك.

    ورحنا نراجع بعض كتابته بدءاً بهذا المقتطف الذي جاء به المفتري.

    فماذا وجدنا؟!

    وجدنا الإمام المودودي يستدرك ويقول مباشرة وبلا فاصل بعد عبارته التي جاء بها في تشبيه شمولية الدولة الإسلامية بمبدأ الشمولية الفاشية والشيوعية:" ولكنك ستكتشف لاحقا أن الدولة الإسلامية رغم اتساع نطاق وظائفها لتشمل نواحي الحياة جميعا، إلا أنها تختلف اختلافا جذريا مع الدول الشمولية والدكتاتورية. لأن الدولة الإسلامية لا تقمع الحريات الفردية لمواطنيها، ولا يسمح قانونها لها بأن تمارس أدنى سلطة دكتاتورية على مواطنيها. إنها دولة تمثل التيار الأوسط بين التيارات السياسية وتحتوي على أرقى ما يمكن أن يرقى إليه مجتمع إنساني".

    ثم قال المودودي في مقطع آخر ميز فيه شمول التعاليم التي تقوم على تنفيذها الدولة الإسلامية عن طابع الشمولية التي توصف به الدول الشيوعية:" إن الدولة الإسلامية تقوم على إيديولوجية معينة ويؤمن مجتمع تلك الدولة بالإيديولوجية نفسها. وهنا نلمس مرة ثانية بعض أوجه الشبه بين طبيعة الدولة الإسلامية وطبيعة الدولة الشيوعية. ولكن ينفي هذا الشبه طريقة تعامل الدول مع المواطنين الذين لا يحملون إيديولوجيتها. والإسلام على عكس الشيوعية لا يفرض مبادئه الاجتماعية بالقوة على الآخرين. ولا يقوم بمصادرة ممتلكاتهم أو ينشر حالة من الرعب بممارسة القتل الجماعي أو تحويل الناس إلى عمال مسخرين مسترقين للدولة كما كان حال المنفيين الروس إلى مجاهل سيبيريا".

    فلماذا حذف الأفندي هذا المقطع الطويل الذي استدرك فيه المودودي على نفسه ونبَّه سامعه به وحذره من أن يكون سطحيا شكليا متسرعا يأخذ التشبيه على علاته ويبلغ به أقصى المدى؟!

    يصعب علينا أن ننسب الأفندي إلى حسن الظن وأن ندعي أنه لم يطلع على هذا الاستدراك وذلك للآتي:

    1- إن الاستدراك ملتحق بالعبارة التي قطفها الأفندي سابقا وملتصق بها أشد الالتصاق فلا يمكن أن تكون عينا الأفندي قد أبصرتا القسم الأول من العبارة الطويلة وعَشَتْ عن باقيها!

    2- إن المفكر الجاد الذي ينصب نفسه لمهام النقد الفكري لابد أن يكون قد استفرغ الوسع في الاطلاع على ما زعم أنه اطلع عليه ونَخلَه جيدا قبل أن يتصدى لنقده ثم تقويمه.

    3- إن للإمام المودودي نصوصا أخرى قاطعة في نقد الدعوة الفاشية وردت في العديد من كتبه منها كتاب (معضلات الإقتصاد وحلها في الإسلام) وكتاب (أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة) وكتاب (بين الدعوة الإسلامية والرابطة القومية) وغيرها من الكتب النيرة.

    4- أن أي ملم بتيارات الفكر الإسلامي الحديث يعلم أن العلامة الدكتور محمد إقبال وتلميذه العلامة الإمام المودودي هما أشد أعداء الفكرة القومية, وأنهما ربما كانا متطرفين في موقفهما هذا الذي نقله عنهما سيد قطب إلى العالم العربي، وأنشأ من وحيه فصلا غير موفق في كتابه الخطير (معالم في الطريق).

    (وفي المقال التالي نواصل - بإذن الله تعالى- تعقُّب خيانات الأفندي لأمانة العلم الشريف).

    ---------------

    خلافة البشير.. اقتراب تسمية البديل
    نشر بتاريخ الإثنين, 04 حزيران/يونيو 2012 06:58
    أسامة عبد الماجد

    مع متغيرات الأحداث وتقلبات الأوضاع من غلاء معيشة إلى قطوعات مياه هنا وهناك فضلاً عن تحرشات بقايا العدل والمساواة بمناطق في دارفور وكردفان وكذلك تعديات الجيش الشعبي في جنوب كردفان بجانب مفاوضات السودان مع الجارة الجنوبية التي تبدي لوماً بائناً.. يظل موضوع خلافة البشير مادة طازجة تتناقلها مجالس المدينة خاصة مع اقتراب مؤتمر شورى الوطني وكذلك مؤتمره العام.


    مستشار الرئيس البروفيسور إبراهيم أحمد عمر كان آخر من أدلو بدلوهم في الأمر بل إن الشيخ أفتى فيه برؤية جديدة تجبرك على تناولها.. إبراهيم جزم بأن أربعة مؤهلون لخلافة البشير.. وقال من خلال الحوار الذي أجرته معه الزميلة الغراء «الأهرام اليوم»: «هناك عدد من الإخوان مؤهلون لخلافة البشير على الأقل في ذهني أربع شخصيات» ومع أنه لم يفصح عنهم إلا أنه كشف عن الإعلان عنهم حال أخلى الرئيس موقعه رغم أن الصحيفة المذكورة حاولت «جرجرته» بذكرها لنائبي الرئيس ومساعده علي عثمان والحاج آدم ونافع علي نافع ـ على التوالي ـ بجانب وزير الكهرباء والسدود أسامة عبد الله كونها أسماء متداولة وسُلطت عليها الأضواء.


    الأمر المتعارف عليه في السودان أن الشخصيات النافذة تجد حظها ضمن الترشيحات لأي أمر على سبيل المثال عند اختيار الوطني لمرشحيه لخوض انتخابات الوالي تقدم الولاة الصفوف بل حازوا المرتبة الأولى عند الاقتراع بولاية القضارف، إذ تقدم كرم الله وعبد الله عثمان علي.. الوالي حينها الضو عثمان ما يعني أن النائب الأول للرئيس علي عثمان سيكون في المقدمة وكذلك النائب الحاج آدم بجانب مساعد الرئيس نافع علي الرجل النافذ في الحزب.. ولكل منهم نقاط قوة تميزه عن الآخر، فعلي يتكئ على تاريخ سياسي كبير فضلاً عن نفوذ يتمتع به داخل الحركة الإسلامية التي خلف الترابي فيها مما قوّى من نفوذه في الحكومة منذ ترشيحه نائبًا أولاً خلفًا للشهيد الزبير، وله علاقات دولية واسعة وهو العقل المفكر للإنقاذ، بينما وجود الحاج آدم في مؤسسة الرئاسة كقادم جديد رفع من أسهمه في التنظيم، وسيحظى الحاج بتأييد بعض المناطق خاصة الطرفية كونه أول شخصية من خارج وسط وشمال السودان تدلف إلى القصر فضلاً عن صدق كبير يتوافر فيه، بينما وجود نافع في القصر وكذلك ضمن كبار رجال الحزب يجعل طرح اسمه مسألة واردة وبشكل كبير وهو يحظى بتأييد كبير خاصة في الولايات على الأقل بحكم منصبه التنظيمي مسؤولاً عن شؤون الحزب،

    كما يحظى بقبول داخل المؤسسة الأمنية، وقد كان مسؤولاً عن جهاز الأمن منتصف التسعينيات وبالتالي من الممكن أن يحظى بتأييد المؤسسة العسكرية أيضاً على الأقل أن شخصيته الصارمة والجادة تجد هوى عند العسكر، ومن الممكن أن يحسبوه واحد منهم بجانب حب المجاهدين له.
    ولكن هناك مسائل لا يمكن إغفالها في الشخصيات الثلاث فـ «طه» على سبيل المثال تبرز مساحة بينه وبين شباب وطلاب حزبه ما يعني وجود تلك المساحة بينه وبين الطلاب والشباب عامة، ويبرز هنا كونه رجلاً صفويًا وهذا في حال التنافس في خلافة البشير يستدعي من مناصريه مراجعة الأمر خاصة إذ أخذنا في الاعتبار الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها البشير والتي تصعِّب من مهمة خليفته علاوة على أن اتفاقية نيفاشا والتي كان مهندسها وما ترتب عليها من تعقيدات ماثلة حتى الآن جعلت شريحة كبيرة من المواطنين وحتى داخل حزبه تخرج من الصف الذي يقف فيه وهي شريحة مؤثرة بكل حال وفيهم إسلاميون كثر بجانب أن ترشحه للرئاسة يستدعي نزوله إلى القواعد،

    وأذكر أن طه زار العام الفائت شمال دارفور بعد سنوات من الغياب عن فاشر السلطان رغم الوضعية الخاصة التي تمر بها دارفور عموماً، علاوة على غموض العلاقة بينه وبين العسكر سواء كانوا أمنيين أو قوات مسلحة، فإلى حد كبير يصعب عليك إيجاد توصيف دقيق لتلك العلاقة وهي مسألة تؤثر في موازين القوى حال ترجل البشير، فعلى الأقل تمنى كثيرون أن يروا علياً يتدثّر بالميري!! بينما وجود الحاج آدم ولعدد من السنوات في الضفة الأخرى من النهر في صفوف المؤتمر الشعبي ستأخذ منه وقتًا للتعرف على ما يجري داخل الحزب والحكومة وسيستغرق منه زمنًا ليخلق أنصارًا له، وبصريح العبارة حتى تتردد عبارة «أولاد الحاج آدم» بجانب عدم توليه لملفات خدمية تجعل المواطن يعتقد أن آدم لا يضعه ضمن أولوياته.. أما خشونة نافع مع المعارضة صوّرت أن هذا نهجه مع كل من يوجد خارج أسوار حزبه وهذه ستكون واحدة من أبرز نقاط ضعفه بجانب أن اهتمامه الشديد بالسياسة أوحى بعدم مبالاته بـ «قفة الملاح» وصدقه والتزامه بخط حزبه جعله يدافع عنه في كل الأوقات وكأنما إعصار الخطأ لم يضرب ديار الوطني!!


    المؤتمر الوطني يتعامل بهدوء شديد مع مسألة خلافة البشير ولا يبدو قد توافق حتى الآن على مرشح رغم الهمس الذي يدور عن سعي الوزير أسامة عبد الله لدخول القصر رئيساً من خلال تمدد بائن للرجل في غير موضعه في بعض الأحيان، ويبدو أن أسامة لديه مكامن قوة من خلال هزيمته لكثير ممن وقفوا في طريقه ربما يكون استغل في ذلك تقربه من الرئيس ومساندته لكثيرين، وكأنما الرجل يمتلك مالاً فلا يبدو أنه يشكو قلة المال في عمله وهذا ما يستدعي الإشارة لشكوى وزارة المالية وغضبها من جهات تجنب المال، الذي يحسم كل قضية وإن كان أسامة يمتلك مصدر قوة سيكون المال، أما خلاف ذلك فداخل الحزب قد يكون الرجل من فئة وزن الريشة على الأقل في الولايات التي ستكون لها كلمتها في خلافة البشير.
                  

06-07-2012, 09:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    مع علي الحاج في مهجره... «
    ا نشر بتاريخ الأحد, 03 حزيران/يونيو 2012 07:14


    حاوره في ألمانيا : رئيس التحرير

    في ضاحية «بادغوديزبيرغ» التي تبعد عشرة كيلومترات تقريباً من وسط مدينة بون العاصمة السابقة لألمانيا الغربية، وفي عمارة من أربع طبقات تتكون من عدة شقق سكنية، في الطابق الأول قبالة المدخل الرئيس توجد شقة متوسطة الحجم، يعيش فيها مع أسرته، الدكتور علي الحاج محمد، نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض والقيادي الإسلامي المعروف، الذي هاجر لألمانيا عقب الانشقاق الكبير للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني قبل اثنتي عشرة سنة واختارها منفاه لخريف عمره السياسي ...

    استقبلنا د. علي الحاج بحرارة عند مدخل العمارة في هذه الضاحية الهادئة التي كانت مقر سكن الدبلوماسيين الأجانب أيام ألمانيا الغربية قبل عودة العاصمة لبرلين عقب توحيد الألمانيتين.
    كان الرجل بشوشاً للغاية، مرت سنوات طويلة لم أره فيها ، كان يرتدي بنطالاً أزرق اللون، وقميصاً بخطوط طولية بيضاء على زرقاء، غزا الشيب مفرقيه، كأنه غبار الحياة ... لكن ابتسامته لم تفارقه رغم أنه كان يتلقى منّا العزاء في وفاة شقيقته...


    دلفنا داخل الشقة البسيطة الأثاث، في صالون الاستقبال الرئيس، توجد مكتبة ضخمة على اليسار، فيها أمهات الكتب الدينية وعدة مصاحف، وكتب وأوراق خاصة وملفات كثيرة، وضعت على الأرفف بعناية فائقة، إلى اليمين ونحن نتجه نحو مقاعد الصالة، يوجد شبه ممر جانبي صغير يستخدمه مكتباً للكتابة والقراءة ومراجعة أوراقه، وعلى طاولة صغيرة أيضاً توجد نظارة قراءة وبعض متعلقات خاصة.. أمام مقاعد الجلوس طاولة كبيرة عليها أواني وأباريق الشاي والقهوة وسلة فاكهة، وامتلأ المكان بضحكات الرجل المعروفة وتعليقاته الفورية وأسئلته الملحاحة عن الأوضاع في البلاد والأهل والمعارف والأصدقاء.. وهو حاضر الذهن والبديهة متقد الذاكرة.. رغم أن بريقاً غامضاً في عينيه يمعن في التأكيد أنه يشعر بحنين جارف لبلده وناسه.


    كل مداخل الحديث كانت سهلة للغاية.. وكل شيء يفتح ألف باب للحوار، تركت الأمور تسير بتلقائيتها وتداعيها الطبيعي قبل أن نشرع في الحوار... تناولنا معه مختلف قضايا السياسة ما سبق منها وراهنها الحالي من العلاقة بين السودان وجنوب السودان ودارفور ومستقبل الأوضاع في البلاد وأسباب غيابه الطويل وموانع عودته...
    ثمة ملاحظات سريعة على علي الحاج في مهجره... حفظ القرآن الكريم، وتعمق في دراساته حدثنا طويلاً عن القراءات والروايات المختلفة ومقارناتها من المغرب وموريتانيا وليبيا ومصر وغرب السودان وحفظه لأجزاء من القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد الربيع بنيالا رحمه الله، وأبدى ملاحظات على القراءات في دارفور وكيف حفظ الناس القرآن في الصدور، وعرفوا رسم المصحف وهم لم يروا مصحفاً مطبوعاً إلا في نهاية أربعينيات القرن الماضي في طبعة الملك فاروق، وقال آراء كثيرة في هذا الجانب ويحتفظ بكتب ومصاحف بالروايات والقراءات المعروفة والمخطوطات النادرة.


    زادت قناعاته لدرجة لا يوصف حدها، بأهمية الحريات العامة والثقافة الليبرالية والديمقراطية، ويبدو أن تجربته الطويلة في الغرب، جعلته ينظر وفق مراجعات فكرية وسياسية للسودان منذ عهد الحكم الوطني حتى اليوم عبر منظار نقدي صارم، أفاده في استخلاصات ختامية مفادها أن الحرية لا غنىً عنها في التطور السياسي والحكم الراشد.
    من منصة خارجية ينظر للأوضاع في السودان ويجمع معلومات من مصادر شتى، مما أتاح له تقييم ما يجري بأدوات تحليله الخاصة ويصل لما يراه صواباً حين يبدي رأياً.
    يكتب في هذه الفترة مذكراته الشخصية عن أحداث عاصرها، وأخرى شارك فيها وتفاعل بها، وأوضاع كان في لبِّ صناعتها، وتحولات وتطورات كانت له يد فيها ورموز وشخوص عامة عاش معها ورافقها وعمل معها وراقبها عن كثب.. لذلك تجده حاضر المعلومة لا يتحدث إلا بتواريخ وتوثيقات دقيقة يذكر فيها الساعة واليوم والشهر والسنة، وكأن ما عاشه وهو يتخطى عتبات السبعين.. كتاب مفتوح أمامه.

    قلت له ونحن نشرع في الحوار معه:

    > من أين نبدأ؟ القضايا بعدد الرمل، والمشهد المفتوح من أوله لآخره، بكل أستاره وغيومه وسطوعه ونجومه وتعرُّجاته، يجعل من فسيفساء الحديث تتناثر في كل اتجاه..


    رد عليّ رداً مفاجئاً بسؤال:
    < قبل الحديث عن كل شيء لابد لي من الحديث عن صحيفتكم التي ساهمت كما أرى في ما حلّ بالسودان وكثير من الناس يرون أنها قادت خطاً عنصرياً.. فهل كنتم ضد الجنوبيين كعنصر؟
    > قلت له:
    < نحن لم نقدِّم طرحاً عنصرياً قط، نحن ضد المشروع السياسي للحركة الشعبية وقلنا آراءً حول نيفاشا وطالبنا بسلام عادل وإعطاء الشماليين حق تقرير المصير مثل الجنوبيين ودعونا لفصل الشمال عن الجنوب، وليس الجنوب عن الشمال.
    «قال بجدية»:
    في تاريخ الشعوب والأمم هناك قضايا حساسة وخطيرة في مقدمتها أن أي طرح من هذا النوع يفسّر على أنه عرق ضد عرق أو جنس لا يؤخذ إلا بالصورة التي رآها الناس له، ولدي معرفة كاملة بالصحيفة ومؤسسيها مثل صلاح أبو النجا وعبد الوهاب عثمان والطيب مصطفى وغيرهم لكنني أنظر لما أحدثته في واقع ومستقبل السودان... هي ومنبر السلام العادل...
    قلت له:
    > لندع الصحيفة والمنبر فقد قارب الحديث عنهما من نقاط رئيسة في مفتتح حوارنا، وهي قضية السلام في السودان التي كانت تبدأ بالجنوب وتنتهي عنده، وأنت مخزن أسرار في هذا الملف، ولنعطِ صورة عامة ما هي قصة ومشروع السلام في السودان في عهد الإنقاذ ومراحلها وقبلها ومآلاته؟؟


    < « اعتدل في جلسته... ونظر أمامه كأنه يحدق في أفق بعيد...»
    هذه قصة طويلة... طويلة، ومن العسير أن يكون هناك تقييم شامل، ومن المفارقة الكبيرة أن مشروع السلام كانت توجد فيه أدبيات ومرجعيات للحركة الإسلامية، كانت هناك خطة مكتوبة للحركة الإسلامية منذ العام 1982م قبل تكوين الحركة الشعبية، وكُتبت هذه الخطة...
    > من كتب هذه الخطة؟
    < كتبها عدد من مفكري الحركة الإسلامية ونُوقشت في منزل علي خضر كمبال في مدينة النيل في هيئة الشورى في زمن نميري وحضرها عدد من قيادات الحركة الإسلامية العالمية مثل مصطفى مشهور وعدنان سعد الدين وقيادات التنظيم العالمي...
    > ماذا تحمل الخطة من محاور آنذاك؟
    < فيها كل شيء عن الجنوب وماذا نريد منه وكيفية كسبه لصالح الإسلام وتنميته وعلاقاتنا به بإنسانه، ووضعنا فيها جملة من مستهدفات إستراتيجية حول الجنوب؟ ما واجبنا وكيف نحل قضيته ونكسبه؟... وسرنا على هدي هذه الخطة قبل الإنقاذ... كانت لدينا خطة ومنهج للتعامل مع قضية الجنوب فيها مرتكزات أساسية، وأي شخص يعتقد أنه لم تكن هناك خطة فهو لا يعرف شيئاً.
    > وبعد الإنقاذ؟
    < في بدايات الإنقاذ كنت أنا مسؤولاً عن هذا الملف قبل الإنقاذ وبعدها، كنا نمضي في ذات الخطة وصممنا مشروع السلام على هدي مرجعيات الحركة الإسلامية وأدبياتها وسرنا في هذا الدرب وبدأنا بالفعل مفاوضاتنا مع الطرف الآخر في أديس وكينيا وأوغندا وأبوجا، وكانت هناك أبوجا الأولى والثانية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وكل شيء موجود وموثق رغم وجود خلافات في وجهات النظر من هنا وهناك داخل التنظيم، حتى جاء العام 1994 الذي حدثت فيه تحولات ومسارات أخرى غيّرت كل شيء حتى في مسار الإنقاذ نفسها بالنسبة إليّ.
    > ماذا حدث في هذا العام بالتحديد؟
    < حدث خلاف كبير في هذا العام حول السلام نفسه، كان هناك من لا يرغب في السلام ويعتقد أن قضية الجنوب تحل عبر الحل العسكري فقط... والغريب أن المجموعة التي صنعت نيفاشا لاحقاً هي ذات المجموعة التي كانت لا ترغب في السلام آنذاك.
    > ما الدليل على هذا القول؟
    < أقول لك.. في يوم الأحد 31يوليو 1994، بعد الانتهاء من اجتماع لمجلس الوزراء وكنت عائداً من نيروبي بعد مشاركة في اجتماعات للإيقاد، بعد الجلسة استوقفني الأخ علي عثمان وهو وقتها نائب الأمين العام للحركة الإسلامية ووزير التخطيط الاجتماعي آنئذ، وقال لي «يا علي.. الجماعة منتظرنك في مكتب عوض الجاز..» وفهمت منه أن إخواننا التنفيذيين المسؤول عنهم الأخ عوض الجاز وهو مسؤول الأجهزة العسكرية والأمنية في التنظيم ووزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء، يريدون تنويراً عن مسار السلام والمفاوضات وكنّا في تلك الأثناء نتفاوض عن وقف لإطلاق النار بمبادرة من قرنق، والقوات المسلحة كانت متقدمة ومنتصرة ولم يتبقَ لها إلا نمولي فقط.
    وذهبت للاجتماع وكنت أتوقع أن يكون الأخ علي عثمان حاضرا هو أيضاً الاجتماع.. لكنه لم يكن موجوداً بل وجدت كل قيادات الدولة الأمنية والعسكرية والشرطة والقيادات التنظيمية والسياسية في هذا الاجتماع ولم يغب عن قيادة الدولة سوى الرئيس والشهيد الزبير ــ رحمه الله ــ وعلي عثمان ومحمد الأمين خليفة وشيخ حسن، المنظر كان فيه حشد للناس وكثير منهم جلوساً على الأرض لعدم سعة المكتب وعوض الجاز كان مترئساً الاجتماع.
    > مقاطعة: ما الغرض من هذا الاجتماع؟
    < كنت أعتقد أنه تنوير عادي.. لكن وجدت نفسي أدافع عن مقترح وقف إطلاق النار الذي طُرح مرتين، مرة بعد اللقاء مع قرنق في عنتبي فبراير 1993 وكان معي الشهيدان أبو قصيصة وموسى علي سليمان وقدم قرنق مقترحاً لوقف إطلاق النار، وجيشنا كان في «أشوا..» يقترب من نمولي، والمرة الثانية التي نحن بصددها في هذا الاجتماع، مقترح من الرئيس البشير نفسه، طرحه أمام مليسا ويلز مندوبة الرئيس الأمريكي لشؤون السودان، التي زارت السودان قبل أن تذهب لحضور قمة الإيقاد في ذلك الوقت واجتمعت بالرئيس وطرح لها في اللقاء المقترح باستعداد الحكومة لوقف إطلاق النار.
    وكانت الفكرة التي تحدث بها في الاجتماع بمكتب عوض الجاز بمجلس الوزراء، أننا بعد الموافقة على وقف إطلاق النار يجب أن ندخل في اتفاقيات سلام مع الفصائل الجنوبية الأخرى لأن قرنق لن يأتي بسرعة ويجب أن نحقق الأمن والاستقرار في الجنوب مع التفوق العسكري الذي كان لصالحنا.. وقلت لهم الحرب انتهت... لم يبقَ لنا غير نمولي.. لكن فوجئت في الاجتماع أن إخواننا وبينهم عوض الجاز والقيادات العسكرية والشهيد إبراهيم شمس الدين ــ رحمه الله ــ رفضوا الفكرة وقالوا إن الحرب يجب أن تستمر ولا جدوى من السلام.
    > ماذا فعلت خلال وبعد الاجتماع؟
    < شعرت أنني تحولت لمدافع عن فكرة وتوجه وسياسة كان متقفاً عليها.. وأن الإخوة في الاجتماع ضد ما نقوم به من جهد من أجل السلام، أنا ومن معي ومن ذهب شهيداً في تلك الفترة.. وقالوا لي في الاجتماع: كيف تطرح وقف إطلاق النار؟ ولماذا؟ وأثاروا قضايا مختلفة كل مؤداها أن خطة السلام غير مقبولة بالرغم من أنها كانت خطة وسياسة متفقاً عليها..
    > متفق عليها مع من؟
    < بالطبع كل قيادة الدولة والتنظيم، فمشروع وقف إطلاق النار في ذلك الوقت والتمهيد للسلام كنا متفقين عليه الرئيس وشيخ حسن وعلي عثمان وغازي وبقية الإخوة ذوي الصلة بهذا الملف.
    > ماذا حدث بعد ذلك؟
    < خرجت من الاجتماع بأن هذه المجموعة التي تشكل مركز قوى ترفض توجهات السلام، وسألت بعدها الرئيس لأنه كان متفقاً معي حول خطوات وترتيبات إدارة ملف السلام ومسألة وقف إطلاق النار.. لكنه قال لي «هؤلاء إخوانك الأفضل أن تقنعهم أنت لأنني لو تدخلت وهم عسكريون سينصاعون دون قناعة وأنا رئيسهم، فالأفضل هو كسبهم لصالح الموقف الراهن بالإقناع والحوار» وسألت علي عثمان أيضاً بعد ذلك، لكني وجدت أن هناك صورة بدأت تتضح لفريقين داخل الإنقاذ، فريق مع السلام وفريق ضده، أو على الأقل ضد الصورة التي كنّا نديره بها، وبدت لي المجموعة التي فيها العسكريون أكثر قوة وتأثيراً ولها فيتو على مجمل القضية.

    > على ماذا كنت تبني رؤيتك وتحركاتك في ملف السلام ألم تكن هناك موجهات مجمع عليها؟

    < توجد موجهات ومرجعيات منها خطة الحركة الإسلامية وما استجد من وقائع وتكيتيكات جديدة وفق الظرف المتطور ومراحل القضية، وكانت لدينا رؤية.. و كنت مقتنعاً شخصياً بأن وقف إطلاق النار في ذلك الوقت يمهد سلام يقوم على أسس صحيحة وتسوية عادلة، لأن الحرب في ذلك الوقت عملياً قد وضعت أوزارها، وكانت حركة التمرد محاصرة في الحدود مع يوغندا في جيب محدود عند نمولي، ولم تكن لنمولي أية أهمية إستراتيجية سوى رمزيتها كآخر نقطة حدودية للسودان جنوباً، وكان يصعب دخولها إلا بالهجوم عليها بالالتفاف عبر الأراضي اليوغندية كما قالت الآراء العسكرية المحضة.

    > لماذا تم رفض المقترح آنذاك الذي يمهد لتسوية من ذلك التاريخ؟


    < للأسف كان الإخوة معبئين ضد أي مسعى من هذا النوع، وكانوا يريدون فقط مواصلة القتال، وكانت هناك آراء أخرى بعدم ذهاب عدد كبير من الناس من الوفود للإيقاد واجتماعاتها وأشياء من هذا القبيل.
    > ماذا فعلت بعد ذلك؟
    < بالنسبة لي كان هذ الاجتماع، أمراً فاصلاً، وشعرت أن كل هؤلاء لا يريدون ما نعمله، وأن قصة السلام لا معنى لها ، والناس تريد الحرب من منطق أننا يجب أن نحقق أهدافاً محددة مثل موضوع نمولي، وبدأت أتساءل مع نفسي: ما الحاجة ليكون هناك مسؤول سلام من الأساس؟.. وحاولت من ذلك اليوم إنهاء علاقتي بملف السلام تماماً لأن ما كنت أقوم به كان مرفوضاً.
    > هل انتهت علاقتك بالملف بهذه الطريقة فقط ولهذا السبب؟
    < تقريباً.. لأنني بعد هذا الاجتماع حضرت في مساء نفس ذلك اليوم اجتماعاً آخر كان فيه الرئيس وشيخ حسن وعلي عثمان، وكنت قد أبلغت شيخ حسن بما تم في اجتماع مكتب عوض الجاز، وسألني عن الصفة التي تحدث بها هؤلاء الإخوة معي، وقلت له إنني لست رجل بروتكولات ورسميات، فقط طلب مني نائب الأمين العام في الحركة الإسلامية أن اجتمع بهم وفعلت.. وأنا مسؤول الملف.. وقلت له إن هؤلاء الإخوة لا يريدون السلام.
    > بماذا رد شيخ حسن؟
    < لم يعلق تعليقاً حاسماً وكان واضحاً أن هؤلاء الإخوة قد سيطروا على كل الأمور.
    > كيف تركت الملف؟
    تركت الملف تماماً ولم أتدخل منذ ذلك التاريخ، وخلال هذه الفترة من 31/7/1994م حتى أبريل 1996 تفرغت للحكم الاتحادي، ولم أتدخل إلا بعد التفاوض مع رياك مشار «مجموعة الناصر» وكان محمد الأمين خليفة وغازي صلاح الدين وأحمد إبراهيم الطاهر وبقية الإخوة يواصلون مع الإيقاد في مشروع السلام، وكثيراً ما كان يطلب مني المشاركة والذهاب مع الوفود لكنني أرفض، وكان هناك لقاء تم تحديده مع رياك مشار في الناصر بالجنوب، فطلب مني المرحوم مبارك قسم الله أن أذهب فرفضت، واقترحت عليه أن يذهب الشهيد الزبير ــ رحمه الله ــ وقد تم بالفعل، ولم أشارك في عمل آخر متعلق بالسلام إلا عند زيارة سرية لرياك مشار ومجموعته للخرطوم في أبريل 1996م وطلب مني الأخ علي عثمان أن أحضر اجتماعاً في نادي الضباط مع وفد حركة مشار، وقبلت بشرط أن يحضر هو هذا الاجتماع وقد كان... وقلت له قبل هذا الاجتماع إنني لست معنياً وحدي بملف الجنوب، ولا هو ملكي فإذا كانت كل جهودي مرفوضة، فلماذا أشارك في عمل كنت قدمته من قبل ورفض؟ وبعد ذلك سارت الأمور دون أن أكون طرفاً أصيلاً فيها.
    > أين خطة الحركة الإسلامية وتدابير الحكومة من أجل السلام؟
    < في هذه الأثناء كانت ملامح المفاصلة قد بدأت تتضح، مع قضايا أخرى تتعلق بالسلطة وتشابكاتها وظهرت المجموعتان المتجاذبتان.. وحدثت حالة من السيولة ضاعت فيها الالتزامات بخطة الحركة الإسلامية نحو الجنوب.
    > أنت كنت قريباً من شيخ حسن، أين هو من كل هذا؟
    < أقول لك بكل صراحة... شيخ حسن في كل ما يحدث تحول لحكم وليس حاكماً... كان يحاول أن يفصل بين منازعات المجموعات المتشاكسة داخل السلطة والحركة الإسلامية.. وأصبح حكماً بين مؤيدي السلام ودعاة الحرب.. وخرج القرار من بين يده للأسف. اما الرئيس البشير فللأمانة كان مع خطة السلام ودعمني بقوة ومقتنعا بجدوها ولكن اراء اخوتنا كانت معيقة .
    > لكن يا دكتور الموقف من ما كنت تقوم به ورفض إخوانك له سببه إبرامك لاتفاق سري مع لام أكول في فرانكفورت في 25 يناير 1992م وموافقتك على تقرير المصير؟؟
    < « أجاب بانفعال»: نعم أنا عقدت هذا اللقاء واتفقنا على تقرير المصير، لكن هل هذا هو عمل خاص بعلي الحاج أم كان توجه الإنقاذ وبموافقة كل إخواننا في قيادة الدولة والحركة؟.. ومن يقول ذلك لا يعرف شيئاً ولم يقرأ شيئاً... تقرير المصير لم أوافق عليه أنا علي الحاج ولا يصح أن ينسب لي، ثم أنا من فاوض حوله وأتيت به من لقاء فرانكفورت، لكن هل كنت وحدي؟ وهل أنا متخذ القرار في البلاد؟ كنت أنفذ ما تقرره القيادة وأفاوض بالنيابة عنها، فلو كان هناك خطأ تم ارتكابه في الموافقة على تقرير المصير لماذا لم يصلحوه أو يلغوه بعدي.. وهل علي الحاج «الجن دا» هو من فعل كل هذه الخطايا ولا يتحملها معه الآخرون.. وهل كان اجتهاداً صائباً أم خاطئاً؟؟
    > هل تتحمل تبعات ذلك؟
    < أتحملها بكل شجاعة... ولكن لا يصح أن يزوغ الآخرون منها.. «يضحك» في حالات الزنقة يتملص الجميع من ما فعلوه.. لكنني لن أهرب من ما اقتنعت به... وبالله عليكم هل بعد كل سنواتنا وعملنا في الحركة الإسلامية التي أفنينا فيها عمرنا لا يذكر لي إخواني أي حسنة واحدة فقط ينسبون لي تقرير المصير؟؟


    سارت عملية السلام من بعدكم يا دكتور.. وانتهت محطتها بنيفاشا واعتُبِرت إنجازاً ضخماً، كيف نظرت إليها وأنت كنت ملمًا بتفاصيل ما كان يدور؟
    < أولاً حتى حدوث وقوع المفاصلة وانشقاق الحركة الإسلامية يؤسفني القول إنه لم يتقرر حتى تلك اللحظة أن يكون هناك سلام حقيقي... والاختلال الذي حدث كان قبل المفاصلة وأدى لعلة كبيرة في نظام الحكم والحركة الإسلامية والتي أقرِّر هنا أنها لم تكن حاكمة بالمعنى الذي أعرفه أنا! صحيح حكم أفراد منها باسمها... كلنا كنا في الحكم، لكنها لم تحكم قط بمنهجها وأدبياتها وأفكارها وتوجهاتها وخططها وبرامجها الكاملة... خاصة في عملية تحقيق السلام وإنهاء الحرب وقضية الجنوب بدليل ما حدث بعد ذلك...
    > هل كانت تُنسج خيوط أخرى لمشروع السلام في السودان بواسطة قوى خارجية.. هل كنت تتابع هذه الخيوط؟
    < «رد بسرعة وبسؤال»: ماذا تقصد بخيوط تنسجها القوى الخارجية؟
    > أقصد أنه حدثت تحركات دولية وإقليمية لإبرام سلام في السودان تحركت الإيقاد وشركاؤها وهناك المبادرة المصرية الليبية وغيرها؟
    < المجتمع الدولي لم يكن له دخل كبير في الموضوع... والإيقاد تدخلها ليس صنيع المجتمع الدولي كما ذكر د. غازي صلاح الدين قبل أيام في مقال له نشرتموه أنتم في صحيفتكم... دخول الإيقاد في ملف السلام صنعناه نحن.. وتورطنا فيه بأيدينا منذ بداية تأسيس هذه الهيئة مطلع التسعينيات!!
    > كيف حدث ذلك؟
    < حدث ذلك في إثيوبيا... ولم تكن الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف والتصحر معنية إطلاقاً بملف وقضية السلام في السودان... لكن في سبتمبر من 1993، كان هناك اجتماع للإيقاد في أديس أبابا كان هناك اجتماع لرؤساء الإيقاد، وتحديداً في «4» سبتمبر حدث اجتماع خاص في مقلي رئاسة إقليم التقراي وموطن الرئيس الإثيوبي ملس زيناوي، وقدم دعوة للرئيسين البشير وأسياس أفورقي واجتمع هؤلاء الرؤساء الثلاثة هناك قبل القمة، وكان الرئيس معه الفاتح عروة والسفير عثمان السيد وعنايات عبد الحميد كان سفيراً آنذاك في كمبالا والدكتور نافع علي نافع وجعفر محمد صالح سفيرنا في أسمرا وكلهم «ناس أمن» وفي هذا الاجتماع تقرر كما حكى لي الرئيس بنفسه إسناد الأمر للإيقاد، بحجة أنه بعد ذهاب الرئيس النيجيري إبراهيم بابنجيدا من الحكم في بلاده، وكان يرعى مفاوضات السلام في السودان، وحتى لا تتدخل جهة خارجية، علينا أن نأتي بملف السلام للإيقاد ليكون داخل الإطار الإقليمي ولسهولة متابعتنا له وتأثيرنا فيه..
    > ماذا قلت للرئيس وأنت كنت ممسكًا بالملف في ذلك الوقت؟
    < أنا لم أكن حاضراً ذلك اللقاء في مقلي بإثيوبيا، لأنني كنت في الضعين لمتابعة موضوع يتعلق بسلام قبلي بعد مشكلة بين الرزيقات والمسيرية، كنا هناك مع الشهيد الزبير، والطيب إبراهيم محمد خير كان والياً لكل دارفور، وعبد الرحيم محمد حسين، واللواء الحسيني كان حاكمًا في كردفان، في ذلك التاريخ تقريباً يوم «3» سبتمبر سقطت طائرة الشهداء أحمد الرضي جابر وأبو قصيصة.. وعندما حكى لي الرئيس عقب عودته من قمة الإيقاد وطلبني لهذا الأمر بأن ملف المفاوضات قررنا أن نسلمه للإيقاد.. ونسبة لوجود الرئيسين ملس وأسياس وهما صديقان للسودان وساهمنا بدور كبير في نجاح ثورتيهما لإسقاط نظام منغستو واستقلال إريتريا، سيكونان معنا في متابعة ملف التفاوض في الإيقاد و«نحن حالة واحدة..» وأضاف لي الرئيس «اتفقنا على أن يكون الرئيس الكيني دانيال أراب موي هو المسؤول في الإيقاد عن هذا الملف»، ربما تم ذلك حتى لا تعطى فرصة للرئيس اليوغندي موسيفني... و...
    > «قاطعته» ماذا قلت للرئيس عندما أخبرك بذلك؟
    < سألت: هل عندكم شيء مكتوب لأراب موي وهل عندما كلفتموه حددتم له إطار تحركه وكتبتم له تفويضًا محددًا.. قال لي: «لا... لكننا كلفناه ووافق... وكلفنا وزراء الخارجية في دول الإيقاد لمتابعة تنفيذ الموضوع».. فقلت له: يا السيد الرئيس هل يستطيع وزراء الخارجية متابعة موضوع ليس من اختصاصات العمل الخارجي هو موضوع داخلي له خصوصيته؟
    > هل اقترحت شيئاً في حديثك هذا مع الرئيس؟
    < قلت له رأيي في إسناد هذا الأمر لوزراء الخارجية في الإيقاد.. وأشرت أنه من المناسب أن يكون لكل رئيس من رؤساء الإيقاد مندوب خاص أو مبعوث كما فعلنا مع نيجيريا، وقلت له إن وزراء الخارجية مشغولون ولن يتفرغوا لهذا الأمر.. وقلت له من أين سيبدأ هؤلاء؟ وقال لي: ماذا تقول أنت؟ قلت له فليبدأوا من ما توصلنا إليه في أبوجا الأولى والثانية، وتوجد لدينا في أبوجا الأولى «19» مجلدًا من الوقائع والمحاضر وتوجد في أبوجا الثانية «21» مجلدًا كلها «40» مجلدًا تحتوي كل النقاشات في كل قضايا السلام مع حركة التمرد بقيادة قرنق.. خاصة أننا في أبوجا الثانية جلسنا كسودانيين من الجانبين، وفدنا فيه سبعة برئاسة محمد الأمين خليفة، ووفد الحركة فيه سبعة برئاسة سلفا كير، وخلال يومين متتابعين في اجتماعات ثنائية لوحدنا دون وسيط ورئاسة الاجتماعات كانت بالتناوب.. وقلت للرئيس من الأفضل بعد اختيار الإيقاد أن نبدأ من هنا..
    > هل وافق الرئيس؟
    < نعم وافق على رأيي... ولذلك اقول إن دخول الإيقاد لم يكن تآمراً من جهة خارجية أو قوى دولية، كان دخولها برغبتنا وتقديراتنا وحساباتنا نحن وليس غيرنا..
    > لماذ أقدمنا على خطوة مثل هذه في تقديرك في تسليمنا ملف مفاوضات السلام للإيقاد؟
    التفكير كان تفكيرًا أمنيًا بحتًا.. بدليل من كانوا مع الرئيس في مقلي ساعة ومكان طرح هذه الفكرة.
    > ماذا حدث مباشرة بعدها؟ هل باشرت الإيقاد مهامها الجديدة؟
    < بعد شهرين وبالتحديد في نوفمبر من العام نفسه وفي قمة التجارة التفضيلية لدول وسط وشرق إفريقيا التي عُقدت في العاصمة اليوغندية كمبالا وهي قمة دورية، ذهبنا مع الرئيس وعلى هامش هذه القمة عقد اجتماع لرؤساء الإيقاد، وحضر معنا الاجتماع غازي صلاح الدين، ورأس الإيقاد الرئيس أراب موي، وقدّم فيه الرئيس تصوُّره لكيفية إدارة هذه القضية، متطابقة مع مقترحاتي التي ذكرتها له في الخرطوم، لكن لم يكن هناك شيء مكتوب.. وأهم ما حدث بعد هذا الاجتماع أنه في عشاء في منزل السفير عنايات نفس اليوم وكان هناك بونا ملوال ووقتها كان معارضًا ومع قرنق مقيم في لندن، وكان هناك الدكتور عبد الوهاب الأفندي، وكانت هذه أول مرة يقابل بونا نلوال الرئيس البشير، وقال بونا للرئيس «ناسكم ناس د. علي الحاج ديل ما يتكلموا كتير في موضوع السلام..» وأنا شعرت أن هذا الموضع هو من أفكار الحركة الشعبية التي كانت تريد كل شيء سرياً وخاصاً.. وفهمتُ أنا مباشرة رسالة بونا ملوال، فاقترحتُ على الجلسة أن يكون هناك عمل خاص وقناة خاصة بين بونا ملوال والدكتور غازي صلاح الدين وكان وزير دولة برئاسة الجمهورية لمتابعة الموضوع.. وتمت الموافقة..
    > هل انتظمت هذه القناة الخاصة للاتصال بين بونا والدكتور غازي؟
    < لم تنتظم... لأنني قابلت بونا بعد عامين من ذلك اللقاء وسألته فأجاب بأنه من لقاء العشاء على مائدة السفير في كمبالا لم يلتقِ مع غازي ولم تكن هناك قناة خاصة للاتصال بالخرطوم..
    > ما الذي قامت به الإيقاد؟
    < حضرنا أول اجتماع للإيقاد في شهر مايو 1994م بمبادرة منا في وزارة الخارجية الكينية بنيروبي، كان الاجتماع في غرفة مكتب صغيرة كان هناك ارتباك حقيقي من الكينيين لأن وزارة الخارجية الكينية لم تكن مستعدة لمتابعة مسألة المفاوضات، وجاء وزير الخارجية الكيني وجلس معنا وصارحنا بأنه ليس لديهم أي تمويل يمكن من خلاله أن يتابعوا هذا العمل.. وليس لديهم مكان ومكاتب تخصص لمن يتابع وينسق من طرفهم وقدم اعتذارات طويلة.. ولذلك لم نعمل شيئًا ولم تفعل الإيقاد شيئًا آخر.. وشعرت وقتها أن هذا الموضوع لن يتقدم للأمام.. كما شعرت لعوامل أخرى خاصة بطبيعة تعاملنا مع هذه القضية أن «ناسنا» في الخرطوم لا يريدون للإيقاد أن تمضي بجدية نحو هدف حقيقي للسلام فهي عندهم مجرد آلية للتمويه أو شيء من هذا القبيل..
    > لماذا التمويه يا دكتور؟ ألم تكن هناك إرادة وتصميم والسلام خيار لا حياد عنه؟
    < لأنه في ذلك الوقت بعد أشهر قليلة حدثت الخلافات في وجهات النظر عن جدوى تحركات السلام، وسيطرت مجموعة الحرب والمطالبة باستمرارها على القرار.. كانت هذه المجموعات تريد كسب الوقت لتحقيق نصر حاسم في الميدان العسكري، والدليل بطء العمل وعدم حث الإيقاد على التحرك فالاجتماعات كانت متباعدة ولم يتحقق شيء يذكر.. بالرغم من أنني وعبر طائرة خاصة خصصها لنا الرئيس حملت كل مجلدات ووقائع أبوجا الأولى والثانية وسلمتها لرؤساء الإيقاد ومعي الشهيد موسى سيد أحمد..
    > كيف دخل أصدقاء وشركاء الإيقاد على الخط..؟
    < حسب تحليلي أن الإيقاد كانت تريد تمويلاً لتحركاتها وقد صارحنا وزير الخارجية الكيني بعدم وجود بند لتمويل أي تحرك، وربما كانوا يريدون التمويل لأغراض مختلفة، ودخل من هنا أصدقاء الإيقاد، ولا أعرف كيف ظهرت مجموعة أصدقاء الإيقاد، وسألنا عن الموضوع وقالوا لنا إن هؤلاء يريدون فقط المساعدة بالتمويل ولمعرفة ما يحدث.. وطبعاً عندما تقول للأفارقة إن هناك موضوعًا يتعلق بتمويل يهرعون تجاهه بشدة.. وكما أن أصدقاء الإيقاد هم دول بعيدة.. «النرويج، السويد، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا» راغبون في التدخل ولا توجد دول من الجوار العربي أو الإفريقي معهم، ثم ظهر شركاء الإيقاد والولايات المتحدة الأمريكية كطرف ثالث...
    > كيف تدحرجت الأمور من ذلك التاريخ حتى مشاكوس ونيفاشا؟
    < تركنا الإيقاد تعمل بطريقتها وعملنا على إنجاز اتفاق داخلي بأيدٍ سودانية وداخل السودان، وللحقيقة كان إنجازًا كبيرً للغاية وهو اتفاقية الخرطوم للسلام، وكنت بعيداً عن الملف وشاركت مشاركات طفيفة وضئيلة فيه، لكنه عمل سوداني خالص لا أجانب فيه، دارت فيه مفاوضات في الغابة بالجنوب وهنا في الخرطوم في فندق قصر الصداقة، وقد طلب مني الأخ الرئيس أن ألحق بتلك المفاوضات في مرحلة من المراحل ولم أكن أعرف بتفاصيل كثيرة لأنني في تلك الفترة تركت ملف السلام... لكنه بلا شك كان إنجازًا حقيقيًا.. وكانت اتفاقية فيها جدية ومقبولة لدى الناس لكننا لم نرعاها بشكل جيد ولم نكن جادين فيها وفشلت..
    > لماذ فشلت ..؟
    < بعد توقيع اتفاقية إطارية بالناصر في «1/4/ 1996م» لم يتم التوقيع على الاتفاقية الكاملة إلا بعد عام كامل في «10/4/ 1997م»، ويبدو أنه بعد اللقاء السري مع رياك مشار في الخرطوم في «1996م»، كانت تدور اجتماعات أسبوعية كل إثنين في مكتب الأخ علي عثمان وكان وزيراً للخارجية، عقب ساعات الدوام الرسمي، يحضره الشهيد الزبير النائب الأول للرئيس وعلي عثمان وعبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح ود. نافع ومطرف صديق والهادي عبد الله وعوض الجاز وآخرون..
    > ما الغرض من الاجتماعات وهل كنت تشارك فيها؟
    < في البداية لم أكن مشاركاً لأنني لم أكن أعلم وأعرف عنها شيئاً، وكنت بعيداً من الملف... والشهيد الزبير بعد ستة أشهر من هذه الاجتماعات وهو «زول كويس جداً وجاد وحريص» .. أطلعني على هذه الاجتماعات ودعاني لحضورها وبالفعل حضرتها.. والغريب غازي لم يكن موجوداً فيها بالرغم من أنه كان الأمين العام للمؤتمر الوطني... وسبب غيابه كما بدا لي أن الاجتماعات كانت تصوغ الرؤى الأمنية وليست السياسية، كما أنها كانت شمالية لم يكن فيها جنوبي من الجنوبيين في المؤتمر الوطني.. وحدثت لي مشكلات في هذه الإجتماعات..
    > ما نوع المشكلات التي حدثت لك أو معك؟
    < أنا لديّ أشياء أقولها من باب الأمانة والحرص، قلت لهم بعد إعطائي الفرصة في أول اجتماع، لماذ لا يكون معنا من إخواننا الجنوبيين الملتزمين؟ لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون الجنوبيين وكان الزبير يوافقني.. وقلت لهم إذا كانت مسألة ثقة فكيف نعمل سلام مع الآخر ونحن لا نثق بمن هو معنا.. واختلفنا في هذا الأمر وقلت لهم سأرفع الموضوع لهيئة الشورى ووافق مجلس الشورى على إشراك الجنوبيين وفي الاجتماع التالي حدث خلاف بيننا وخرج د. نافع من الاجتماع معترضاً على مسار السلام بذلك الشكل، وقال إنه ليس في أمر من هذا النوع... والغريب أن نافع عين مستشاراً للرئيس لشؤون السلام ..! وسألت علي عثمان بعد ذلك في 1999م عن تعيين نافع مستشاراً لشؤون السلام وهو يعلم موقفه، وقال لي إن نافع غيّر رأيه ...!ومجمل الأمر أننا لم نلتزم بالسلام وتنقيذ اتفاقية الخرطوم للسلام وكان هناك تململ من رياك ولام أكول وغيرهم وظهرت آراء تتحدث عنهم بانهم انفصاليون ويجب الإتيان بكاربينو وهو وحدوي ليكون رئيس المجموعة بدل رياك وجيء بكاربينو وحدث ما حدث في بحر الغزال وغضب رياك مشار وخرج ومن معه وتبدد السلام من الداخل...
    > كيف وصلنا لنيفاشا.. وها هي أبرز ملاحظاتك عليها؟
    < أولاً المجموعة التي كانت تعيق السلام هي التي جاءت بنيفاشا ولا أقصد الأخ علي عثمان هنا، للحقيقة رغم أنني كنت غير موجود وبعيدًا تماماً عن السودان وأجواء مفاوضات نيفاشا، لدي عدة ملاحظات حولها أجملها في الآتي:
    1- كانت هناك تقديرات سياسية خاطئة دفعت الحكومة نحو نيفاشا، منها أن الحكومة أعطت مذكرة التفاهم بين المؤتمر الشعبي والحركة الشعبية قيمة أكبر منها وأهمية لا تستحقها وظنت أن هناك اتفاقًا سريًا بين طرفي المذكرة لإسقاط الحكومة وكان هذا تقدير غير واقعي.. فعمدت لمزايدة سياسية للقفز فوق مذكرة الشعبي والشعبية..
    2- جهات غربية ضغطت على الحكومة وطلبت منها الإسراع في عقد اتفاق سلام قبل أن تتبدل الظروف وتأتي مجموعات معارضة أخرى تصل لتفاهمات حول حل قضية الجنوب مع الجنوبيين، وهذا كان دافعًا للتعجل والهرولة..
    3- يبدو أن جهات لم تكن راضية عن توجهات غازي صلاح الدين والطريقة التي كان يعمل بها في مشاكوس وإدارته للتفاوض وكان لدى غازي حذر وتدقيق كثير، فطلب النرويجيون وجهات غربية أخرى أن يأتي شخص آخر أكثر تفويضاً ويمثل الحركة الإسلامية... وهناك أشياء كثيرة في هذا الصدد وأسرار كثيرة، لكن المهم أن الدول الغربية لم تكن متحفظة كثيراً على علي عثمان ليقود التفاوض، وكان قرنق وبقية قيادات الحركة الشعبية في البداية غير راضين عن مجيء علي عثمان، وقالوا لي إنهم لم يرغبوا في البداية حتى في لقائه.. وقالوا كلامًا كثيرًا جداً.. حتى جاءت المواجهة الشهيرة في رمبيك التي انصاع فيها قرنق لرأي الاجتماع وذهب للمفاوضات وعندما قابل علي عثمان في كينيا عاد وهو متحمس للمضي في الاجتماع وقال إن وضعهم في المفاوضات سيكون أفضل.. وأفضل من محاوراتهم مع غازي..
    > لماذ كان هذا الرأي؟
    < الأخ علي عثمان قيادي وسياسي لكنه ليس مفاوضاً..
    > هل كانت هناك ضغوط غربية للوصول لاتفاق بأي ثمن في نيفاشا؟
    < هناك أشياء كثيرة حول نيفاشا وصناعها تحتاج لمعرفة دقيقة وليس تخمينات، وهناك مسائل لا أدري حتى اليوم لماذا وافق المفاوض السوداني عليها ولماذا تمت بهذا الشكل؟
    > ما هي هذه الأشياء؟
    < أشياء لا يمكن الموافقة عليها بسهولة وتستغرب عندما تنظر إليها، ولو لاحظت أن الديباجة بالاتفاقية ذات الطريق الواحد، تتحدث عن الوحدة، لكن في الواقع الاتفاقية كانت انفصالية لا جدال حولها فكل تفاصيلها وتطبيقاتها تشجع على الانفصال، جيش منفصل ونافذة بنك مركزي، عملة، وحدود وعلاقات خارجية ، وطبيعة حكومة الجنوب الإقليمية وصلاحياتها وسلطاتها وعلاقاتها بالحكومة الاتحادية... ونيفاشا مصممة كلها على تحقيق شيء مغاير لشعارات وتوجهات حوتها هذه الاتفاقية فهي لم تجلب سلاماً في النهاية ولم توقف الحرب..
    > هل ذلك بسبب أخطاء تفاوضية من المفاوض الحكومي؟
    < في تقديري أن المفاوض السوداني لم يكن يدرك الأبعاد الخطيرة في الاتفاقية وكان هناك استعجال للوصول لاتفاق بأي طريقة وأي ثمن كما ذكرت.. وهرولة نحو السلام.. وهي اتفاقية لا توجد فيها أية احتمالات ولا خيارات، هي مثل الزواج الكاثوليكي، تتحدث عن وحدة دون أن تكون هناك ترتيبات وتوقعات لما يمكن أن يحدث في حالة الانفصال، وما يدور اليوم هو نتاج هذه الأخطاء الكبيرة وهذا الزواج الكاثوليكي والطريق ذي الاتجاه الواحد..
    > ما هي الترتيبات والتوقعات التي تعتبر عدم التحوط لها أخطاء؟
    < هناك أشياء كبيرة جداً.. فمثلاً في موضوع قسمة الثروة، البترول كان يمكن أن يتم الاتفاق حول نسب قسمته بمدى ومواقيت أطول من سنوات الفترة الانتقالية الست، لم تكن المفاوضات حوله عميقة ولا جادة وكان يمكن أن تستمر هذه القسمة لسنوات طويلة حتى لو حدث انفصال ولم ينتبه المفاوض الحكومي لخيار الانفصال عندما وضعت صيغة قسمة الثروة، والخطأ عند المفاوض كان الاعتقاد بأن الوحدة قادمة لا محالة، فهل يعقل أن تعطي شخصاً قسمة في مائة جنيه أن يأخذ الآن خمسين وهو معك وبعد مدة محددة سيأخذ المائة كاملة فسيختار حتماً خيار المائة بدل الخمسين.. كان هناك إغراء للجنوبي بأنه سيعطى بتروله وسيكون له جيشه وكيانه الخاص... لكن هناك في نيفاشا ما هو أخطر..
    > ما هو الأخطر؟
    < الأخطر في نيفاشا أنها اتفاقية بلا وقائع ولا وجود لمحاضر حتى تكون مرجعية ترجع لها... ماذا قال هذا وبماذا رد ذلك.. هذه الوقائع مهمة للغاية لأنه يتم الرجوع إليها في حال الاختلاف حول التأويل والتفسير لنصوص الاتفاقية ...كيف يمكن أن لا تكون هناك وقائع في موضوع مصيري وتاريخي..


    الانتباهة
                  

06-12-2012, 06:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)



    .. إطـلاق ســراح السنـوسـي

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 12 حزيران/يونيو 2012 06:45


    السنوسي: سافرت إلى جوبا لمقابلة وفد حركة العدل والمساواة

    الخرطوم: سيف الدين أحمد
    أفرجت نيابة أمن الدولة ظهر أمس بالضمان العادي عن القياديين بالمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي وعلي شمار، بعد اعتقال دام أكثر من «5» أشهر، وشهد المركز العام للشعبي عقب وصولهما أمس تجمهراً من قبل من منسوبي وقيادات الحزب لاستقبالهما، في وقت وجه فيه الأمين العام للحزب د. حسن الترابي انتقادات حادة للحكومة احتجاجاً على الاعتقال الذي اعتبره محاولة غير مجدية لإسكاتهم، وقال أمين الاتصال الخارجي إبراهيم السنوسي: «خرجنا أكثر صلابةً، والحبسة زادتنا التزاماً بقرار الهيئة القيادية لإسقاط النظام»، وقال إن سفره إلى دولة الجنوب تم بغرض لقاء وفد من حركة العدل والمساواة، وأشار إلى أن ما جاء به من نتائج كانت لصالح السودان، ووعد بكشف مزيدٍ من الأسرار حول سفره إلى دولة الجنوب وما قيل عنه خلال الأيام المقبلة، ونفى توجيه أي اتهام له.

    استقالة مدّعي جرائم دارفور
    الخرطوم: أم سلمة العشا
    تقدم مدّعي عام جرائم دارفور أحمد عبد المطلب باستقالته من منصبه كمدعٍ عام، وأكد عبد المطلب لـ «الإنتباهة» أنه تقدم باستقالته من الوزارة ومن منصبه «مدعي عام جرائم دارفور»، وتحفَّظ على أسباب الاستقالة، وأوضح أن استقالته سيبتُّ فيها رئيس الجمهورية.


    -----------
    علي الحاج في مهجره: «الجزء الثالث»
    نشر بتاريخ الأحد, 10 حزيران/يونيو 2012 07:31


    حاوره في ألمانيا : رئيس التحرير


    > قبل أن نغادر محطة نيفاشا... ما الذي يدعوك للقول إنها اتفاقية بلا وقائع ولا محاضر؟ ربما هناك وقائع ومحاضر لم تطّلع عليها... وما دليلك على ذلك؟


    < أولاً أنا لا أتهم نيفاشا ومن صنعوها بالسهو، لكن هناك قصر نظر في تقدير الموقف كله، بالفعل لا توجد وثائق ومحاضر ووقائع الاجتماعات، وقد طلبت ذلك ولم أجد، وبُنيت كل المفاوضات خلال تسعة أشهر من لقاءات علي عثمان وقرنق، على جلسات مغلقة بينهما، وهي لقاءات تناجي بالقول، سمّيتها أنا «اجتماعات مناجاة»، ولا يمكن لقضايا مصيرية أن تناقَش بهذه الطريقة... وعندما سمّيتها بهذا الاسم غضب مني بعضُ قيادات الحركة الشعبية وقالوا لي هذه اللقاءات المغلقة كانت لمناقشة قضايا أبيي وجبال النوبة وغيرها.. وقلت لهم هذه قضايا عامة فيها مصير قطاع كبير من الشعب لا يمكن مناقشتها إلا تحت الضوء وبالوضوح الكامل تختلف حولها الآراء وتتفق... وطوال مسؤوليتي عن المفاوضات وملف السلام لم يحدث قط أن عقدنا إجتماعًا لشخصين فقط، وأنا ضد أي تسوية يتم حسمها عبر شخص واحد من هنا وشخص واحد من هناك...
    > «مقاطعة» لكن يا دكتور علي هناك قضايا كانت تحتاج لمثل هذا النوع من اللقاءات بين قيادتي الوفدين... لماذا يذهب الظن إلى غير ذلك..
    < لا اعتراض... على مستوى منهج التفاوض العام، لكن القضايا الكبيرة يجب التحاور فيها بطريقة مختلفة.. وليس لديّ ظن ولا لديّ شيء مؤكد لكني حسب تحليلي لأجواء المفاوضات أنئذٍ وشخصيتي المتفاوضَين اللذين انفردا باللقاء فإنني أعتقد أنهما كانا يناقشان كيف يُحكم السودان في شراكة سياسية بين الطرفين..
    > هل تقصد طرفي التفاوض «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية»؟؟
    < في اعتقادي أن الطرفين علي وقرنق وهما يفضلان العمل بعيداً عن العلن.. وهذا اعتقاد قد يخطئ وقد يصيب.. والله أعلم.. وحسب تجربتي الحركة الشعبية دائماً تفضل العمل السري تحت الطاولة... ولا تريد الأشياء تُعلَن وتُطرَح للناس...
    > هل جاءت لحظة حاجة بالفعل لوقائع نيفاشا؟
    < نعم، بالفعل الآن يوجد ثابو مبيكي ولجنته للتوسط في القضايا الخلافية بين الدولتين، وهو ولجنته لا توجد لديهم خلفية كبيرة، لم يجدوا شيئاً من الوقائع و( minutes) لنيفاشا والالتزامات المكتوبة بين المفاوضين.. ويوجد فقط تفسير ذاتي لما حدث..
    > وهناك رأي أن الاتفاقية التي أعطت الجنوبيين كل ما يريدون لم تحقق أي مقصد من مقاصد السلام؟
    < أنا لست ضد إعطاء الجنوبيين أي حق لهم إذا طالبوا به واثبتوه ، لكن يجب أن يكون ذلك وفق أسس واضحة... مثل البترول كما قلت وفي خلافات الحدود وغيرها ولا أدري لماذا تم ما جرى هناك..
    > لو كنت مكان المفاوض السوداني، أو مكان علي عثمان، ماذا ستفعل؟
    < لو كنت مكان المفاوض أو شيخ علي، لما قبلت بكل شيء كما جاء في نيفاشا في موضوع قسمة البترول والسلطة والحدود، ففي موضوع البترول هذه مسألة اقتصاد حياة أو موت، لم أكن لأقبل أن يكون مناصفة ولمدة قصيرة وحتى لا أظلم أحداً أعود وأقول لا أدري ما الذي كان يجري وماذا كان يقال في الاجتماعات لأنه لا توجد لدينا وقائع ومحاضر حتى نرجع إليها في التقييم وهذه مشكلة حقيقية...
    > لماذا في تقديرك أهمية وجود هذه المحاضر والوقائع؟
    < لأنه ببساطة عندما تغيب المرجعيات والمحاضر فإن الحلول التي تأتي لمعالجة الخلافات والـتأويلات والتفسيرات المتعارضة تكون حلولاً سياسية محضة... والمحاولات الجارية الآن لتسوية الخلافات مع دولة الجنوب هي محاولات لحلول سياسية لا صلة لها بنيفاشا التي غابت حقائقها وخلفياتها النقاشية تماماً.. ولا يمكن حل هذه الخلافات عبر نيفاشا وبروتكولاتها...
    > لكن كلنا كنا نعتقد أن الاتفاقية في صياغاتها وتفاصيلها كان هناك شهود وشركاء وخبراء من المجتمع الدولي فيها؟
    < يا أخي الرؤساء وناس كولون باول وهيلدا جونسون وغيرهم من حضور التوقيع كانوا حضورًا في مراسم الزواج والزفاف لا يعلمون شيئًا عن تفاصيل العقد والمهر وغيرها «يضحك»..
    > هل بالفعل تم توريط البلاد في قبول ضم المناطق الثلاث التي أعادت الحرب الآن من جديد؟
    < لم أعثر على شيء اختلف فيه المفاوض السوداني، كانوا موافقين على كل شيء قُدم لهم بخصوص المناطق الثلاث... وهو ما يؤكد قولي إنهم كانوا يبحثون عن سلام بأي ثمن... قرنق هو الذي طرح هذه القضايا للمناطق الثلاث وساعده دانفورث والأمريكان على ذلك وناسنا قبلوا بسرعة، حتى أنا أستغرب لماذا حلوا ولاية غرب كردفان مثلاً ولا أفهم المبرِّرات حولها ولا أفهم ما المقصود من المشورة الشعبية...
    > هل صحيح أن قرنق كان يريد بالفعل ضم المناطق الثلاث للجنوب؟
    < هناك حقيقة أن الحركة الشعبية قاتل لها طيلة حربها الطويلة أبناء النوبة أكثر بكثير من أبناء الجنوب والدينكا أنفسهم، وقلت في مرحلة سابقة للمرحوم يوسف كوة عندما قدم في لحظة واحدة عشرة آلاف شاب وشابة كمقاتلين في صفوف قرنق، إنكم ستقاتلون بالنيابة عن الدينكا الجنوبيين... وقرنق شعر في نيفاشا أنه في موقف لا بد من التهدئة مع النوبة والتلويح لهم ببعض الآمال...
    > هل كان بالإمكان تلافي هذه الأخطاء الكبيرة؟
    < نعم كان ذلك ممكناً، بالرجوع للناس بالداخل، ولا أعني بالرجوع أن يأتي وفد التفاوض ويجلس مع الرئيس وبعض القيادات للتنوير والتفاكر، كان يجب الرجوع لمؤسسات الحزب الحاكم وكل الجهات الأخرى التي تستطيع استنباط الرأي بدلاً من حصره في إطار ضيق...
    > هل فعلت أنت ذلك عندما كنت مسؤول ملف السلام؟
    < أنا أجزم وأقول واثقاً لم أفعل شيئاً لم يتم التشاور حوله في أجهزة الدولة والحركة الإسلامية ونصف رأيك عند أخيك... وكل الذين عملوا معي يعرفون طريقتي.. كنا نتناقش في كل شيء يقومون علينا ونهاجم وننتقد لكن في النهاية نصل لرأي جماعي نمضي عليه..
    > هل كان يمكن تفادي نيفاشا كلها كاتفاقية بالصيغة التي جاءت بها؟
    < طبعاً كان يمكن تفاديها...
    > كيف؟
    < لو أُشرك فيها الجميع ولا أقصد بالجميع القوى السياسية والأحزاب الأخرى المعارضة كالمؤتمر الشعبي أو غيره.. أنسى المؤتمر الشعبي.. كل العاملين في المجال السياسي، كان ذلك سيعطي الاتفاقية قوة لكن الغربيين كانوا يريدون المؤتمر الوطني منفرداً حتى يضغط عليه ليقبل التسوية التي تصورها الغربيون وقالوها لقرنق إن هذه الحكومة ضعيفة ومعزولة من القوى السياسية، عليك بطرح السقف الأعلى من مطالبك واضغطوا عليهم ولا تنتظروا أي قوة سياسية أخرى.. في مسألة أبيي كان يمكن الحل أن يكون عبر أهل أبيي أنفسهم لو أُشرك المسيرية كقبيلة بكل زعاماتهم كعنصر أساس للتفاوض وليس عبر أفراد، بجانب دينكا نقوك ،المسيرية والدينكا نقوك لو جلسوا وحدهم بعيداً عن تأثيرات المؤتمر الوطني والحركة لتم حل المشكلة بتراضٍ.. وبالمناسبة أبيي كانت أهم من الجنوب نفسه في فترة من الفترات بالنسبة لقرنق لأن أولاد أبيي أخطر عناصر في الحركة وكان قرنق يحسب لهم ألف حساب وهم من يقودون المشكلات مع السودان الآن ومعهم باقان أموم...
    > لماذ تظن أن مجرد لقاء بين المسيرية ودينكا نقوك سيحل المشكلة؟
    < لأن المشكلة صورها المتعلمون من أبناء أبيي من دينكا نقوك ومن ذهبت بهم السياسية في اتجاه آخر.. ولديّ قصة حكاها لي فرانسيس دينق، أن أبناء ابيي هم (out spoken) في الحركة الشعبية والقصة تقول إن فرانسيس دينق كان يريد الزواج من زميلته الشمالية وهي من أسرة معروفة وقال لوالده الناظر دينق مجوك إن عقبة الزواج أنني يجب أن أكون مسلماً فقال له والده «وأنت شنو ..» وتدخلت والدته وكانت حاضرة وقالت له «أنتو سبب المشاكل أنحنا جينا للمسيرية وعشنا معاهم عمرنا دا كلو وانحنا معهم حاجة واحدة ..» وقلت مندهشًا لفرنسيس : كلام امك دا شنو ..؟ قال لي «امنا ما عارفة حاجة» قلت له «إنتو الما عارفين حاجة»...
    المهم أن نيفاشا كانت فيها قضايا يمكن تفاديها ومعالجتها أفضل مما جاءت به..
    > هل الموافقة على بقاء جيش الحركة في الشمال وترتيبات تقسيم السلطة في جنوب كردفان والنيل الأزرق هي القنابل الموقوتة في نيفاشا.. ونحصد ما زرعناه الآن؟
    اهم ما في نيفاشا في هذه الملفات وأقولها للأسف لم يكن هناك تكافؤ بين المفاوض من جانب الحكومة والحركة... وفد الحركة كان متابعًا لكل جولات التفاوض منذ الثمانينيات مع أحزاب الديمقراطية الثالثة، ومع الإنقاذ، ووفد الحكومة لم يكن متابعًا بل قليل منهم فقط كان متابعا.
    > مثل مَن في وفد الحكومة؟
    نافع كان متابعًا في أبوجا ومطرف..
    > لنعد للسؤال عن جنوب كردفان والنيل الأزرق؟
    < صحيح، هذه المناطق فيها قنابل موقوتة، وكانت أمام المفاوض فرصة حتى يتجنب ذلك مستقبلاً بالرجوع للخرطوم والتشاور قبل إبداء رأي نهائي بالموافقة على ما تم في البروتكولين المخصصين لهاتين المنطقتين... وكان يمكن الاستنصار بأهل هذه المناطق من فعالياتها وقواها الشعبية وزعاماتها والمجتمع الدولي الذي كان يتابع ولا يرفض مثل هذه المشاورات..
    > بعد كل الذي حدث .. جاءت نيفاشا والفترة الانتقالية وذهبت وانفصل الجنوب.. والآن توجد مواجهات وحرب وخلافات عميقة.. ما هي قراءاتك لتمخضات كل هذه الفترة؟
    < والله شوف.. هذه أكثر من آثار جانبية لنيفاشا، وأي خطأ حصل يتحمله الطرفان بذات النسبة وحصة التي أعطتها لهما الاتفاقية!! وأحمل الطرفين بقدرما لديهما من نسبة ... المؤتمر الوطني لديه 52% من السلطة والقرار والحركة 28%، كان على المؤتمر الوطني فعل أشياء كثيرة بما يملكه من نسبة، وكان لديه كل أسباب إنجاح الشراكة، وأنا أعرف المشكلات في الحركة الشعبية وعيوبها ومشكلات الجنوب بتفاصيلها، وأعرف ما كان ينبغي أن يكون، لكن أداء المؤتمر الوطني في الحكم لم يتحل بالمسؤولية الكبيرة التي كنت أتوقعها، ليس من أجله هو لكن من أجل تجنيب البلاد ما نراه اليوم.. وليس لدي معيار آخر غير نسب المشاركة لتقييم الموقف.
    > ما هي تداعيات ما بعد نيفاشا وانفصال الجنوب؟
    < ما يهمني الآن بصدق بعد أن صارت نيفاشا والجنوب جزءاً من التاريخ .. هو ما تبقي من السودان والحفاظ عليه، وألا يكون مصيره هو مصير الجنوب.. وموجة الذي حدث في الجنوب يمكن أن تتكرر في مناطق أخرى، حتى لا يتكرر ما حدث في الجنوب.لا بد من الحذز واليقظة والصدق..
    > «مقاطعة» لكن هناك قضايا عالقة؟
    < القضايا العالقة هذه صعبة.. لا الجنوب وحده ولا السودان وحده يستطيعان حلها، وهناك حلول موجودة ولكن توجد مشكلة تتعلق بالمصداقية من الطرفين، فالجنوب يشعر باهتزاز في القرار في الخرطوم، والسودان يشعر بأن الجنوب لا يرغب في تسوية الأمور، والدليل أن هناك اتفاقاً أبرمه نافع وألغي، واتفاقاً آخر ألغي، والجنوب فيه أيضاً آراء كثيرة وهذه معضلة لا بد من تجاوزها.
    > لماذا تحدث مثل هذه المواقف التي تجعل الثقة تفقد بين الطرفين؟
    < هناك أشياء متعلقة بالتفويض الذي يُمنح للمفاوضين وحدوده، وانفراد المفاوضين بالموافقة على أشياء كان يجب الرجوع والتشاور حولها.
    > ما مستقبل العلاقة بين السودان وجنوب السودان؟
    < العلاقة مرهونة بحسن التصرف والثقة، والجنوبيون ليس لهم غير التعامل مع السودان، وهو المجال الحيوي لهم في تعاملاتهم، واندماجهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي مرتبط بالسودان وليس كينيا أو يوغندا، ففي فترة الحرب جاءوا إلى هنا، والغريب لا تجد جنوبياً تزوج كينية أو إثيوبية، وإن وجد تعد الحالات على أصابع اليد الواحدة، ولا توجد لديهم علاقات بشرق إفريقيا وهناك من يدفعهم تجاه هذه الدول، لكن الخيار الأفضل لهم هو الاتجاه شمالاً.. وهناك فرص يجب استثمارها بالحوار البناء والجاد للوصول لصيغة تعايش.
    > لكن يبدو أن الجنوب حدد خياراته الآن واختار طريقه كما يشاء.. فلماذا نلهث وراءه؟
    < استطيع أن أقول ــ وهذا موجود في الوثائق التاريخية للبريطانيين في فترة الاستعمار وبعدها ــ لا توجد أصلاً في كل الخيارات خيار لاستقلال الجنوب على الإطلاق، وكل ما قرأته وبحثت عنه أني وجدت ثلاثة أفتراضات فقط تحدد مصير الجنوب، وهي إما أن يكون جزءاً تابعاً للسودان، أو جزءاً من شرق إفريقيا ، أو يُقسم الجنوب على أن يكون جزء تابعاً للشمال في السودان وأجزاء تضم ليوغندا وكينيا وإثيوبيا.. هذه هي الخيارات والافتراضات التي وضعت أصلاً للجنوب، ولم يكن من بينها صناعة جنوب مستقل، والوثائق موجودة، والأدبيات متاحة في الوثائق البريطانية والأمريكية ولدى بعض البلدان الأوروبية. يتبع

    < السابقالتالي >جميع الحقوق محفوظة صحيفة الانتباهةالرئيسيةاتصل بنا

    ----------------


    مع المراقب العام للإخوان المسلمين الجديد علي جاويش «1»:

    نشر بتاريخ السبت, 09 حزيران/يونيو 2012 07:39


    > حوار: سيف الدين أحمد> تصوير: متوكل البجاوي

    مياه كثيرة جرت تحت جسر الحركة الإسلامية بمسمياتها المختلفة ومكونتها العديدة منذ العام 1969م الذي شهد طلاقًا بائنًا بين الإسلاميين بسبب جملة من الخلافات الفكرية دار أغلبها حول التطبيق الفعلي لمنهج الإسلاميين وإنزاله إلى أرض الواقع بالرغم من قناعتهم بأن الإسلام هو الحل لكل قضايا العصر، إلا أن المراقب العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ علي محمد أحمد جاويش ، بدا في هذا الحوار أكثر يقينًا بأن تطبيق الدستور الإسلامي هو الحل ولذلك ألقى اللوم على الإسلاميين لتفريطهم في المبادئ الإسلامية التي يرى أنها المعادلة الحقيقية التي ينصلح بها الحال، ولكن بالرغم من آرائه الواضحة والجريئة حول منهج الترابي الذي يرى أنه ليس على قناعة بتنظيم الإخوان المسلمين وطريقة تفكيرهم، إلا أنه يعتقد إلى حد كبير أن المؤتمر الوطني هو خريج مدرسة الترابي في المسائل السياسية وليس بالضرورة المسائل الفكرية، و يرى أن النظام السياسي الذي يجب أن تسير عليه الجماعة هو نظام محكم بما ورد في تاريخ المسلمين وفي فقههم على نحو أن تولية المسلمين الرجل الصالح القوي أمر واجب وكذلك لا بد أن يحاسَب وألاّ يكون مستديمًا في الحكم وهو مسؤول عن أموال الناس وحقوقهم وليس له أي صفة تميزه عن الآخرين غير أنه مسؤول منتخب، ويرى أن الاختلاف الوحيد بينهم وبين الحركة الإسلامية التي يتولى زمامها النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، هو عدم فعاليتها فهو يراهم على نفس منهج تربية الإخوان المسلمين، موضحًا أن الحركة الإسلامية إن كانت موجودة فعليها أن تحكم بالدستور الإسلامي


    > المراقب العام مصطلح ليس شائعًا في الأحزاب السياسية ولا حتى في الجماعات الفكرية، ما الذي يعنيه وما هي أهمية ودور المراقب العام في جماعة الإخوان المسلمين؟


    < هي مجرد كلمة اختارتها الجماعة، وكل مجموعة تختار الاسم المناسب لها، أنصار يسمونه الرئيس العام، ونحن نسميه المراقب العام، والتسمية موجودة في كل تنظيمات الإخوان في الأقطار المختلفة، فهو مجرد كلمة اختيرت كما تختار أي أخرى. ويمكن تغييره في أي وقت، فهذا الاسم ليس له مسألة خاصة.
    > بعد اختيارك وصلتك تهنئة من المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد البديع في مصر.. ما هي رمزيتها في هذا التوقيت؟ وهل من موجِّهات جديدة طرحها عليكم في المرحلة القادمة؟
    < هذه مسألة عادية، فهو حريص في كل المناسبات على الاتصال بالمسؤولين وبعض الإخوة، وهنأ الإخوان في السودان بإكمال مؤتمرهم بنجاح وتغيير القيادة بطريقة سلسة وعادية، وهنأني بأخذي ثقة إخواني في السودان.
    > أنا أقصد توجيهات بعد التغييرات التي تحدث على مستوى المنطقة وخصوصًا في الشقيقة مصر؟
    < لا.. لا.. ليس هناك أي شيء من هذا القبيل كما ذكرت لك
    > من الملاحظ أن هناك تمايزًا في السودان بين حركة الإخوان المسلمين والجبهة الإسلامية والحركة الإسلامية والوطني والمؤتمر الشعبي، ماهي طبيعة هذه المكونات التي لا يفرق بينها كثير من الناس؟
    < نعم هذه مسألة مهمة، هذه الجماعة التي تسمى الإخوان المسلمين منذ العام 1969م حتى 1979 كانت تصر على المفهوم العام للجماعة وعلى أنها جماعة واحدة، لكن بعد ذلك دخلت عوامل أخرى، عوامل مختصة أولاً بفهم الواقع السوداني وكيفية معالجته على ضوء هذا المفهوم وموقعه من حل مشكلات السودان، أما الترابي فمنذ «1969م» وقبله في الحقيقة كان ينحو منحى مختلفًا، كان في تقديري وكثير من الإخوة لم يكن مؤمنًا بتنظيم الإخوان المسلمين ولا بطريقتهم ولا طريقة تفكيرهم وكذا، ولكن دخوله إلى الإخوان المسلمين جاء على أساس اعتبار التنظيم منبرًا لبث أفكاره الجديدة التي ابتدأ يسربها شيئًا فشيئًا لا يؤمن بكثير من القضايا الأساسية التي يؤمن بها الإخوان.
    > ماهي هذه القضايا التي لا يؤمن بها؟
    < بدأت بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يؤمن بما يظن أنه مخالف للعقل من هذه الأحاديث مثلاً «حديث الذبابة»، المشكلة ليست في أنه حديث ذبابة أو غيره، ولكن هل أن الرسول قال هذا الكلام وثبت عنه أم لم يقله، ثم جاءت قضية المرأة، وظل لا يفرق بين الرجل والمرأة في كثير من جوانب الحياة حتى وصل إلى أن المرأة يمكن أن تكون إمامًا للرجال في الصلاة، وسار في هذا الأمر، أما الجانب الآخر وهو المؤتمر الوطني أعتقد أنه إلى حد كبير خريج مدرسة الترابي في المسائل السياسية وليس بالضرورة المسائل الفكرية، أما نحن فنرى أن النظام السياسي الذي يجب أن تسير عليه الجماعة هو نظام محكم بما ورد في تاريخ المسلمين وفي فقهم على نحو أن تولية المسلمين الرجل الصالح القوي أمر واجب، وكذلك لا بد أن يحاسب وألّا يكون مستديمًا في الحكم وهو مسؤول عن أموال الناس وحقوقهم وليس له أي صفة تميِّزه عن الآخرين غير أنه مسؤول منتخب، فالوطني استلم الحكم وأصبح يفعل مايراه مناسبًا وترتب على ذلك ما نراه إخفاقًا في الحكم و فسادًا كبيرًا في المال.
    > ولكن مع ذلك نرى أن هناك خلافات كثيرة ضربت صف الإسلاميين وعطلت تحقيق الدور الذي تحدثت عنه، وهناك غياب تام لجماعة الإخوان عن المشهد السياسي إن صحّ القول؟
    < أنت بعمرك هذا قطعًا لا تعرف بالضبط ماذا فعل التنظيم العالمي «يقصد الإخوان» منذ حدوث الخلافات بين الإسلاميين في العام «1969م» بالسودان، التنظيم العالمي ظل على مدى أكثر من «20» عامًا حتى بعد قيام الإنقاذ، ظل يأتي بوفود من مصر وسوريا والأردن وغيرها، وفي اهتمام متواصل أنا كنت من الذين حضروا تلك اللقاءات وكثير من الإخوان ، فظل يعالج في الأمر طيلة هذه المدة، وحتى الخلافات بين الترابي والبشير 1999م «المفاصلة» وآخر وفد كان يرأسه الشيخ القرضاوي، وكذلك الشيخ الزنداني من اليمن وغيرهم، وظلوا يعملون على إيجاد معالجة ولم يدخروا وسعًا.
    > ما هي نقطة الخلاف الرئيسة بينكم وبين الحركة الاسلامية الآن؟
    < من تقصد بالحركة الإسلامية؟ هناك الحركة الاسلامة «الإخوان»، وأخرى انفصلت من الترابي، رأت المجموعة التي انفصلت من الترابي ألا تكون جزءًا واحدًا، جزء اسمه الوطني يختص بالحكم وجزء اسمه الحركة الإسلامية يختص بالمسائل الدعوية والإرشادية وهذه على رأسها نائب الرئيس علي عثمان، وهؤلاء كانوا يرون استمرار الحركة في مسائل الدعوة والإرشاد وضم الناس إليها وكذا، ولكن رغم الإمكانات المتوفرة لها لم تسر في هذا الطريق، وخمد حسها وظهرت أخيرًا في مذكرة الحركة الإسلامية، لم نكتشف حتى الآن بيننا وبينهم خلافًا فكريًا ومنهجيًا، فهم على نفس منهج التربية للإخوان المسلمين لكن الخلاف الوحيد بينا هو أنهم غير فعالين، كنا نظن أنهم يمكن أن يكونوا فعالين لديهم إمكانات كبيرة، يجب أن يكونوا مراقبين ومعدلين لإخفاقات الحكم ومحاسبين لها، وإذا كانت هناك حركة إسلامية يجب أن تحكم بالدستور الإسلامي، فهي المسؤولة عن هذا الشعب دنيا وآخرة، لا أقول إنهم يتولون بالضرورة الوزارات، لكن يجب تحديد العلاقة.
    > مؤتمركم العام لاشك أنه خرج بتوصيات كثيرة أليس من بينها رؤية جديدة تصب في مصلحة الإسلاميين طالما أنه لا يوجد بينكم اختلاف كبير كما أشرت؟
    < كانت لنا لقاءات سابقة مع المؤتمر الوطني، وكانت لدينا لقاءات مع الحركة بعد انفصال الترابي من البشير، طرحت عدة أفكار بصورة واضحة جدًا في تلك اللقاءات وحددنا الدور الذي يمكن أن تلعبه الحركة الإسلامية والدور الذي يمكن أن نلعبه نحن والدور الذي يمكن أن ينسق بين الاثنين وقد يقود إلى وحدة، كل هذا رتبناه ورفعنا رأينا تفصيلاً قبل أكثر من عشر سنوات للحركة الإسلامية بما فيها قيادات الوطني في اجتماعات استمرت من ذلك الحين، وحددنا ماذا ينبغي أن يكون عليه الوضع بين الحركة والمؤتمر الوطني والحكومة ولكن لم تسر الحركة ولا الوطني في اتجاه إكمال الخطوات النهائية، و قبل الانتخابات الأخيرة حدثت اجتماعات وقدمنا رؤيتنا كتابة في الوضع كله وما ينبغي أن يكون عليه.
    > أنت ذكرت في حديثك الوحدة بينكم، كيف يمكن أن تتم تلك الخطوة؟
    < هم طرحوا أن سبب الخلاف الذي كان بيننا وبينكم هو وجود الترابي والآن الترابي زال وإن لم تكن وحدة فلتكن تنسيقًا ـ هذا حديثهم ـ ورأينا أن بعض الأمور تستدعي في المرحلة الأولى أن يكون هناك عمل مشترك، لأننا غبنا عن بعض أكثر من عشرين عامًا، وقلنا لهم دعونا نعمل عمل مشترك، أسر، محاضرات، رحلات وإلى ذلك.
    > معنى ذلك اتفقتم على مبدأ الوحدة؟
    < نعم نعم .. نحن لم نرفض الوحدة.
    > وماذا فعلتم؟
    < قلنا بعد إن درسنا الأمر نبدأ بالتنسيق إلى فترة مفتوحة، ورأينا عدم تحديدها إلا بعد الدخول في التجربة الحقيقية، وبعد ذلك نحدد ما إن كانت الظروف تحقق الوحدة أم لا، ووافقوا على برنامجنا العالمي، وقلنا ماداموا موافقين دعونا نبدأ بالمسائل العملية.
    > وكيف سارت الأمور؟
    < لم تمض للأمام، وفي الآخر وقفنا عند حد التنسيق في المواقف العامة حتى الآن.
    > هل ترى أن هذا التنسيق فعّال وإلى أين وصل حتى الآن؟
    < في الخارج يود التنظيم العالمي أن تكون الحركة إسلامية واحدة في السودان، ولكن التنسيق دومًا بين جماعة في السلطة وأخرى خارجها لا بد أن يكون فيه اختلاف وضعف لاختلاف الرؤية، ونحن في الأول كان قصدنا أن يحدث تدرج في المسألة وقد ينجح، ووقفنا معهم عدة مواقف من بينها الوقوف ضد الحركة الشعبية والحركات المسلحة .
                  

06-12-2012, 11:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    الأخبار

    الترابي استقبلهم وسط هتافات أنصاره
    إطلاق سراح السنوسي وشمار بالضمانة العادية

    الخرطوم سامية ابراهيم:


    اطلقت السلطات الامنية سراح مساعد التنظيم بحزب الموتمر الشعبي ابراهيم السنوسي وامين الصناعة والكهرباء علي شمار، بعد فترة اعتقال دامت لما يقارب الستة اشهر بالضمانة العادية,وقال السنوسي انه ذهب الى جنوب السودان حاملا مبادرة لحركة العدل والمساواة كان يمكن ان تكون لصالح البلاد.
    وقال زعيم حزب الموتمر الشعبي، د. حسن عبد الله الترابي، في تصريحات صحفية بالمركز العام للحزب امس ان اعتقال السنوسي وشمار لا يبتغون منه منصبا لانفسهم بل ذهبوا لوحدة بين الجنوب والشمال وحقن الدماء بين الشعبين ولكنهم وجدوا عقوبة السجن.


    واتهم الترابي النظام بأنه يؤطر اي اتجاه يمكن ان يؤدي الى وحدة البلاد، مشيرا الى النظام بفكرته السيئة عن الموتمر الشعبي لا يؤمن بما يقدمه من طرح كما انه لا يري جميلا فيما تقدمه القوى السياسية مجتمعة، مضيفا ان الاعتقال «سنة متواترة لنا وتعودنا على الابتلاءات».
    وقال الترابي ان خروج السنوسي وشمار لا يحكمه القانون بل الارادات العليا في البلاد التي تقرر ابقاءهم واضاف «ربما شبع النظام من بقائهم في السجن لذلك قرر اطلاق سراحهم بالضمانة العادية» مؤكدا ان منتسبي حزبه خاضوا معارك الحرب والجهاد سنين ولن يوثر فيهم الاعتقال.


    من جانبه، قال السنوسي والذي وصل للمركز العام وسط هتافات لمنتسبي حزبه «هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه» ان اعتقاله لن يزيده الا صلابة ويقينا بإسقاط النظام قائلا «لاينبغي لهذا النظام ان يستمر لما رأيناه من ظلم لاخواننا المعتقلين في هذه السجون» اوضح السنوسي الذي صافح زعيمه الترابي وهو يبكي انه ذهب الى جنوب السودان حاملا مبادرة لحركة العدل والمساواة كان يمكن ان تكون لصالح البلاد وزاد «لكنني اصبحت متهما بفتح بلاغات ضدنا في المواد 80 و58 وتهمة نسبت الينا لاننا سافرنا الي الجنوب الذي كان جزءا منا وما احبها من تهمة».


    واشار الى فتح بلاغات في مواجهتهم بالتخابر ضد القوات المسلحة، وقال السنوسي ان السلطات الامنية حققت معه في انه اصبح امينا للتنظيم وقالوا له «كنا نريد اعتقالك لكننا لم نجد سببا» واشار الى انه وشمار لم يلتقيا في المعتقل الا في الشهر الاخير في سجن المحكومين بالاعدام، ونفى السنوسي ان تكون السلطات وجدت بحوزته عند اعتقاله اية وثائق قائلا ان الوثيقة الوحيدة التي وجدت معه كانت بيان كاودا الذي استخرجته من الانترنت، واضاف «انهم يعلمون لا توجد عندي وثائق لو وجدوها عندي لما تركوني لكن هذه البلاغات بمثابة مسمار جحا لياخذونا وقت ما ارادوا».


    واكد امين الصناعة والكهرباء علي شمار ان الاعتقال ليس جديدا علي عضوية الحركة الاسلامية قائلا «لم اكن اعرف ان السفر يتعارض مع القانون والدستور» واضاف «خرجنا بالضمان العادي لكننا لا نستبعد ان يعتقلونا مره اخرى».
    واكد الامين السياسي للحزب كمال عمر ان النيابة استعملت سلطاتها في الافراج عن المتهمين بالضمانة العادية، موضحا ان النيابة لم توجه لهما تهمة مما يعني ضعف التهم الموجهة لهما واكد انهم سيستمرون في مناهضة باقي اجراءات البلاغات الاخرى


    ------------------


    السنوسي وشمار يتنسمان عبق الحرية
    الترابي: السجن زادهم قوة أسوة بالأنبياء

    الخرطوم : عبدالله اسحق:


    الرابعة من عصر امس وقفت العربة السوداء ماركة الـ(bmw)امام دار حزب المؤتمر الشعبي وعلى متنها القياديان بالحزب مساعد الامين للاتصال التنظيمي ابراهيم السنوسي و امين امانة الصناعة والكهرباء المهندس علي شمار عبدالله بعد رحلة غياب قهري دامت لما يقارب الستة اشهر فى غياهب سجن كوبر الاتحادى، وكان المشهد رائعا حينما قابل السنوسى الترابى بالاحضان باكيا وسط هتافات مدوية اهتزت لها اركان المنشية وقوبل خروج السنوسى وشمار من سجن كوبر الاتحادى امس باستقبال شبابى مميز قابل الافراج بالاحضان تحت وابل من الهتافات الممجدة للحزب وشخصياته البارزة على شاكلة (هى لله هى لله) و (مليون سجين ضد الفاسدين).



    وفي لفتة موازية قام الامين العام للحزب الشيخ حسن الترابى باخذ المفرج عنهما الى مكتبه فى الطابق العلوى وهرب بالصحافيين من المواجهة المباشرة مع السنوسى وشمار وتحدث الترابى بلباقته المعهودة عن النضال والمجاهدات واشار الى ان السنوسى وشمار لم يدخلا السجون لاول مرة بل دخلاها مرات عديدة واكد الترابى ان السجن زادهما قوة اسوة بالانبياء. وقال ان الحياة تزيدهما افتتانا واكد ان الافكار التى خرج بها السنوسى وشمار لا شك انها ستكون وقودا للمرحلة المقبلة وستكون طريقا لتغيير النظام. وبطريقته المثيرة للانتباه قال الترابى ان هؤلاء لم يعتقلوا لجرائم فساد ولا شبهات بل لنضال ومواقف ثابته سيظلون عليها حتى تتحق الاهداف .


    وتحدث الترابى عن انهم بعثوا بالسنوسى لدولة جنوب السودان للعمل من اجل بناء علاقات طيبة بصورة مثلى لحقن الدماء بين الشمال والجنوب وان تكون الجهود التي تبذل في هذا الصدد نواة لتوحيد الوطن على اساس مبادئ الاحترام والحقوق، واكد ان النظام بفكرته التى وصفها بالسيئة تجاه المؤتمر الشعبى لا يؤمن بما يقدمه من طرح وقال ان المؤتمر الوطنى ينظر للامور من زاوية الكبت والتعقيد ودوما ما حرص على الزج بهم فى السجون وتحدى الترابى الحزب الحاكم بمواصلة النضال وقال ان حزبه لا ترهبه السجون وانه ماض فى مواصلة نضاله من اجل الاصلاح السياسى المقصود . واشار الى ان النظام لا يرى جميلا فى القوى السياسية الاخرى مشددا على انهم ماضون فى مسيرتهم واضاف انهم كانوا لا يعلمون ان تطول الفترة وقال ان الدولة لا قانون فيها وانها تحكم وفق اهواء بعض الاشخاص وتعهد الترابى بالعمل مع القوى السياسية الاخرى لان الامر بلغ مداه وقال ان الضغوط الدولية متزايدة على البلاد وانه لامخرج

    .
    الشيخ ابراهيم السنوسي قال ان السجن لن يرهبهم ولا يخيفهم عن المضي قدما لاحداث التغيير وقال ان الظلم الذي مورس عليهم في السجن سيكون اكبر محفز يدفعهم دفعا باتجاه قيادة التغيير الحقيقي في البلاد في المستقبل لتنفيذ قرارات المكتب القيادي للحزب التي تدعوا لاسقاط النظام. واوضح السنوسي ان البلاغات التي فتحت في مواجهتهم القصد منها ان تكون ساقية جحا لتحجيم دورهم في العمل السياسي في السودان واشار السنوسي الى ان السلطات وضعتهم في الحبس الانفرادي لاكثرمن خمسة اشهر ومنعتهم من كل وسائل الاتصال والاعلام ومنعتهم كذلك من التواصل مع غيرهم من الناس لافتا الى أنه لم يلتق زميله المهندس علي شمار في السجن الا في الشهر الاخير ، مبينا ان السلطات الامنية اجرت معةه تحقيقات متعددة في السجن واشار السنوسي الى ان الوثيقة والمستندات التي ادعت السلطات انها كانت بحوزته هي في الاصل اعلان كاودة لحركات المقاومة المسلحة وموجودة في الانترنت منذ زمن وكل المطلعين على الانترنت اطلعوا عليها ولكن لان السلطات ليس لها حجة تبرر بها امر اعتقاله وحبسه في السجن بعيدا عن الاعلام ووسائل الاتصال قالت للشعب السوداني انها وجدت وثائق بحوزتي واخي شمار ليفتح بها علينا بلاغات تحت طائلة المواد (80 و58) التخابر والاتصال بالقوات المسلحة والاتفاق الجنائي ، وهي مواد يمكن ان تسوقنا الى المحكمة دون ان نعتقل الى هذه الفترة الطويلة ، مشيرا الى ان السلطات الامنية التي تحرت معه في السجن اوضحت له انهم كانوا يريدون اعتقاله منذ انعقاد مؤتمر حزب المؤتمر الشعبي لولاية الخرطوم ولكنهم لم يجدوا السبب المقنع لاعتقاله لانه تولى منصب مساعد الامين العام للاتصال التنظيمي وتحدى السنوسي الذي كان يتحدث الى الصحفيين ان تثبت السلطات الامنية أية تهم وجهت اليه بموجب البلاغات التي فتحت ضدهما قائلا انهم يريدوا محاكمتنا بقوانينهم الخاصة ليؤكدوا تورطنا زورا في جرائم التخابر مع دولة اجنبية وهي دولة الجنوب والاتصال مع القوات المسلحة ،وتساءل السنوسي ماهي القوات المسلحة التي اجرينا معها اتصالات موضحا انه سافر من السودان الى جوبا والى كمبالا وكان يحمل رؤية ومبادرة للحوار مع حركة العدل والمساواة السودانية لحل المشكلة السودانية بكل ابعادها ولكن قادة النظام لايريدون لاي خير في هذه البلاد ان يتقدم لذلك لفقوا مايريدون من تهم ضدنا في حزب المؤتمر الشعبي حتى يحاصرونا ولكن نقول لهم الف مرحب بأي تهم من اجل السودان ومن اجل السلام.


    اما المهندس علي شمار عبد الله امين امانة الصناعة والكهرباء بالمؤتمر الشعبي فوصف اعتقاله بأنه كيد سياسي ولكنه في الحركة الاسلامية جزء من العطاء الذي يقدمه اي عضو، وقال ان الاعتقال ليس جديداً علينا من قبل اعتقلت مدة عشرين شهراً واطلق سراحي بدون اي اتهام اومحاكمة ولكن اقول اننا في الحركة الاسلامية ما بيننا وهؤلاء هو يوم واحد وهو اليوم الذي نحن فيه وما مضى هو كسب بالنسبة لنا وما يقدم من الايام فنحن وهم سواء وقد لا ندري ما الله فاعل بنا لاجل هذا نقول لهؤلاء (اننا اسعد من قبل) واضاف (لكن الغريب في الامر انني اعتقلت في هذه المرة في حبس انفرادي وعشت مخافة الله لوحدي) واوضح شمار انه لم يفعل شيئا غير ممارسته حقاً دستورياً يمارسه اي مواطن سوداني وقال (انني سافرت الى دولة الجنوب لاعمال رسمية خاصة بي وماكنت احس انني قمت باي عمل يتعارض مع القانون وهذه تعتبر سابقة واخطاء ارتكبوها في حقي من قبل اجهزة النظام، وفي نهاية المطاف لم يجدوا حاجة لتثبيت تهمهم في حقي انا والشيخ ابراهيم السنوسي احد رموز الحركة الاسلامية العالمية وليس في السودان)، مشددا على ان هذا اكبر جرم ارتكب في حقهم وقال انهم في الآخر اطلقوا سراحنا بالضمان العادي (بعد ان سجنونا ومنعوا عنا كل سبل التواصل مع ذوينا واهلنا)) وقال انه لا يعرف شيئا عن البلد منذ ان اعتقل حيث لم تصلهم صحف الى ان ادخلوا الحراسات مع بعض الابناء والاخوان واضاف (الحمد لله علمناهم الدين وكيفية التعامل مع الناس وهذه اكبر محمدة في ان نسجن مع مرتكبي جرائم القتل وغيرها من الجرائم).
    الصحافة
                  

06-13-2012, 05:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    حزب الترابي : جهاز الأمن متورط في محاولة إغتيال حسني مبارك..
    نتحمل المسئولية تجاه تدهور وضع السودان بإنقلابنا على الديمقراطية.


    «عمر البشير والترابي وغازي صلاح الدين وخروج من القصر بعد اجتماع»


    06-13-2012 12:25 AM


    أكد أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني د. بشير آدم رحمة أن حزبه يتحمل المسؤولية التاريخية لما آل إليه السودان من تدهور اقتصادي وسياسي، مؤكداً أن ضعف الحكومة السودانية من بعد ثبوت تورط أفراد من الأمن بمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك قاد في النهاية إلى قبول الخرطوم لتنازلات أدت في نهاية المطاف إلى تقسيم السودان إلى دولتين.

    وأضاف آدم رحمة، في تصريحات إلى «البيان» في مقر الحزب، الذي كان معروفاً سابقاً بالجبهة القومية الإسلامية ويتزعمه د. حسن الترابي، في العاصمة الخرطوم إن الجبهة الإسلامية القومية ارتكبت خطأً فادحاً عندما وضعت العسكر في الواجهة، في إشارة إلى قيادة الحزب لانقلاب 30 يوليو 1989، والذي أتى بالرئيس السوداني الحالي عمر حسن أحمد البشير إلى سدة الحكم.

    وكشف رحمة عن تورط عناصر في جهاز الأمن السوداني في محاولة اغتيال مبارك في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مشيراً إلى أن تلك الحادثة وما تبعها من تداعيات كانت واحدة من الأسباب التي أدت إلى عزل السودان وجعلته عرضة للابتزاز من قبل الدول الغربية الأمر الذي جعل الحكومة تقدم تنازلات عديدة.

    خلفية الانقلاب

    وقال رحمة إن الجبهة الإسلامية القومية هي التي صنعت الانقلاب لأسباب حصرتها في ضعف البلاد رغم وجود حكم ديمقراطي حيث وصلت قوات زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل د. جون قرنق حتى مشارف كوستي كما كانت العلاقات الخارجية تتسم بشد كبير مع كل من مصر وليبيا وإيران والسعودية إضافة إلى دول الجوار خصوصا إثيوبيا التي كانت تساند قرنق.

    وأوضح أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني أنه تم التحرك في ذلك الوقت لاستلام السلطة عبر الجيش الذي يعتبر الملاذ الآمن الأخير في مثل هذه الحالات. وتابع إن تحرك حزبه «تزامن مع محاولات أخرى كانت في الطريق فكان اليساريون يخططون لانقلاب حتى إن هنالك تقارير كانت تشير الى تحركات لأعضاء في حزب الأمة صاحب الأغلبية في ذلك الوقت...

    وكانت خطتنا في بادئ الأمر تتمثل في الاستمرار في فترة انتقالية مدتها ثلاثة أعوام تعقبها انتخابات عامة»، مؤكداً أن وضع برنامج للفترة الانتقالية ركز بشكل أساسي على حل مشكلة الجنوب لكن الجبهة أخطأت في أن وضعت العسكر في الواجهة وهو أمر تبعته الكثير من السلبيات حيث أجهض المشروع منذ بدايته.

    وتحت شعار تأمين الجبهة الداخلية تم الاعتماد بشكل كامل على جهاز الأمن الذي عامل الناس بقسوة متناهية كما تم الإذعان إلى آلية التمكين التي كانت تستهدف في البداية تمكين البرنامج ثم ما لبثت أن تحولت إلى آلية لتمكين الأفراد».

    مسؤولية تاريخية

    وحول تدهور الأوضاع في السودان، قال أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني إن «الجبهة الإسلامية تتحمل مسؤولية تنظيمية وأخلاقية»، مشيراً إلى أن «المسألة برمتها حادت عن طريقها.

    حيث ارتكبت أخطاء أدت إلى تمزيق علاقات السودان الخارجية منها محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وهي عملية دبرت من أجهزة عالمية استدرج فيها جهاز الأمن السوداني بغباء وكان الهدف الرئيسي لها هو خلق أسباب تبرر فرض حصار دولي على السودان وهو ما تحقق بالفعل.

    وفي الجانب الآخر لم يعاقب النظام المشاركين في تلك العملية وهم لا يزالون حتى اليوم في قمة جهاز الدولة».

    وأضاف: «اعتقد أنه عندما تفشل عملية بهذا الحجم ولا يعاقب المنفذ لمشاركته فيها فإن الجميع يكونون عرضة للابتزاز وهو ما أدى بدوره إلى إضعاف السودان وتجسد ذلك من خلال إذعان الحكومة للشروط الغربية في أمرين مهمين .

    وهما التخلي عن مثلث حلايب والتوقيع على اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان آنذاك وأمر آخر وهو الإسقاط الذي حدث في الحركة الإسلامية والذي أدى إلى إضعافها الدولة والنظام أمام المجتمع الخارجي وهو الأمر الذي نتج عنه التوقيع على اتفاقية السلام وفقاً للشروط والإملاءات الغربية مما أدى إلى تقسيم السودان».

    أسباب الانقسام

    وحول الأسباب التي أدت إلى الانقسام الحالي بين الحكومة والمؤتمر الشعبي رد رحمة بقوله: «تحول النظام إلى نظام دكتاتوري يعج بالفساد والمحسوبية والظلم وهو ما دفع بمجموعة بقيادة الترابي للمناداة بإطلاق الحريات...

    لكن الذين يقودون المؤتمر الوطني حالياً كانوا يمانعون بحجة الأوضاع المحيطة بالبلاد». ونتيجة لتلك الممانعة أضاف رحمة تعمق الفساد بشكل أكبر. وتابع القول إنه »في تلك الظروف حدث الانقلاب الداخلي المتمثل في مذكرة مجموعة العشر في عام 1998 وأعقبه عقد المؤتمر العام في العام 1999 والذي نادى بإقصاء كل رموز الدكتاتورية في الحزب، لكن لتمكن أصحاب التوجه الدكتاتوري من الحكم جاء انقلاب رمضان 1999 وبالتالي تم إقصاء د.حسن الترابي والذين يطالبون بالإصلاح».

    الوضع الحالي

    وفي تعليقه على الأسباب التي أدت إلى الوضع الحالي في السودان قال رحمة: «نظراً لأن العالم تحول إلى قرية صغيرة بثورة الاتصالات والتبادلات التجارية لا يمكن لأي بلد أن يعيش منعزلاً بأي حال من الأحوال.

    لكن في الجانب الآخر نرى أن الحكومة رفعت شعارات دون أن تعرف حجمها الحقيقي وانشغلت بالشعارات أكثر من التطبيق واعتقد أن الأمر في مجمله يعود إلى ممارسة السياسات الخاطئة في النطاق الخارجي وهو أمر له انعكاسات سلبية عديدة خصوصاً على الجانبين الاقتصادي والأمني.

    وهنالك جانب آخر مهم للغاية وهو انه إذا كان لديك نظام يحترم شعبه ومواطنه فإنه بالتالي يضمن وجود سفراء شعبيين كثر في كل أنحاء العالم لكن عندما تستعدي كل شعبك فإن الجميع سيخرجون كارهين ومن هنا يمكن القول إن إصلاح الاقتصاد يرتبط بشكل كبير بإصلاح العلاقات الخارجية».

    قطيعة مع النظام



    أقر أمين العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني بخروج الحزب عن نظام البشير منذ العام 2000 وحدوث قطيعة تامة بيننا وبينه لذلك فنحن ندعو جهراً إلى تغييره بنظام تعددي الحكم للسودان باختلاف توجهاته.

    ويضيف رحمة: «إذا أتيحت لنا الفرصة مجدداً فلن نعمل مع العسكر انطلاقا من تجاربنا الدينية والسياسية والانحياز لتوجه ديمقراطي يقوم على أساس المحافظة على مصالح السودان وهو أمر لا يتأتى إلا عبر إصلاح العلاقات الخارجية».

    البيان
                  

06-14-2012, 07:25 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    مقالات البروفسير مصطفى إدريس التي أوقفت بسببها (التيار) : الإنقاذ وصمة عار في جبين الحركة الإسلامية
    June 13, 2012
    (حريات)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الانقاذ ومتلازمة الحكام العرب
    (الاستعداء والاقصاء والاستعلاء فالفشل فالنكران والعناد ثم السقوط المدمر)
    بروفسور مصطفى ادريس البشير


    في البدء لا بد أن نشرح معنى كلمة متلازمة (Syndrome ) التي وردت في العنوان، فهي مصطلح يكثر استخدامه فى الطب. فبعض الامراض يطلق عليها لفظ متلازمة عندما تتعدد أعراضها وتصيب أكثر من عضو في الجسم وربما يكون سببها خلل في عضو واحد من الجسم، فعلى سبيل المثال من أشهر المتلازمات في الطب مرض البول السكري الذي يحدث اما بسبب عدم افرازهرمون الانسيولين بواسطة غدة تسمى المعثكلة (البنكرياس) أو عن عدم فعاليته في احداث أثره في الجسم ان وجد وذلك لأسباب متعددة…، فغياب الانسيولين أو عدم فعاليته يتسبب في مرض البول السكري الذي يطلق عليه متلازمة اكلنيكيةSyndrome Clinical اذ لا يوجد بالجسم نسيج لا يتأثر بمرض البول السكري اذا لم تتم معالجته بجدية، وأهم شئ يطلب من المريض هو الحرص على اتباع الارشادات الطبية، فمرض البول السكري بمرور الزمن وعلى مراحل عدة يؤثر بصورة رئيسية على القلب والشرايين والكلى والعيون والجهاز العصبى والجلد والعظام ….وربما جاء المريض الى الطبيب يشكو من آلام وأعراض ناتجة من اصابة أي من تلك الانسجة أو كلها أو بعضها….فحكامنا العرب مصابون بمتلازمة أعراضها الاستعداء والاقصاء والاستعلاء فالفشل فالنكران والعناد ثم السقوط المدمر وأول مسبباتها طول المكث في السلطة والاستئثار بها دون غيرهم من خلق الله مما يتسبب في تلك الأعراض السلبية المتعددة لا محالة، وتتشابة تلك الأعراض ويمكن أن نطلق عليها مجازا(متلازمة الحكام العرب) لأنها في نهاية المطاف تنتهي باجهادهم هم أنفسهم وتتعثر أو تنعدم قدرتهم على العطاء الايجابي ومن ثم تبدأ المشاكل التي تنتهي بهلاكهم او اقصائهم بواسطة الجماهير الغاضبة. وقد رأينا ذلك عمليا في الأمثلة التي سبقت في تونس ومصر وليبيا واليمن وما زالت سوريا تنتظر والحبل على الجرار كما يقول الدكتور فيصل القاسم، والخاسر الأكبر من كل ذلك هو الأمم والشعوب التي تدفع التكاليف الباهظة في الأرواح والاقتصاد والأمن الاجتماعي دون جدوى أو أمل في استجابة اؤلئك الحكام للتنازل الطوعي أو الاعتبار من بعضهم بعض، ولنا أن نسأل هل يختلف أهل الانقاذ عن غيرهم من الزعماء الذين ثارت عليهم الشعوب كما يزعمون؟ وهل بدأ الربيع العربي عام 1989 في السودان كما يدعي بعضهم؟ وهل الانقاذ محصنة من الثورة بما تجده من تأييد شعبي كاسح تجسد فيما جرى في الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2010 كما يقول قادتها ومنظروها؟


    للاجابة على هذه الأسئلة وغيرها بالمنطق الهادئ دعونا نتابع مسيرة الانقاذ بايجاز شديد عبر المحطات الكبرى في عمرها المديد ونشخص بعض ما أصابها من علل أنتهت بها الى المتلازمة المذكورة أعلاه، ورجاؤنا كبير في أن بعض قادتها ربما يقتنعون بوجود تلك المتلازمة ويقبلون بالوصفة الدوائية التي نقدمها لهم في ختام هذه المقالات وتكون هنالك فرصة للتعافي قبل الوصول الى المرحلة النهائية من المتلازمة (السقوط المدمر). وقبل أن نغوص في الحديث فاني اعتقد لدرجة الجزم بأن الانقاذ قد استوفت كل الأعراض التي تسبق السقوط المدمر كما سيتبين لنا من الكشف الطبي لجسد الانقاذ والفحوصات للدم والبول والصور المقطعية والرنين المغنطيسي والموجات الصوتية والقساطر وهلمجرا… التي استعنا بها في الوصول للتشخيص أعلاه ولم يتبق الا وصف الدواء الذي ربما يجنبنا الوصول للمرحلة الأخيرة من المتلازمة وهي السقوط المدمر بصورة مفاجئة بثورة مكلفة في الأرواح والخسائر المادية ربما تنتهي بالمزيد من التفتيت لما تبقى من السودان، ونرجو أن يكون فيما نورده في هذه المقالات والتي سبقت ابراء للذمة باننا قد بذلنا ما في وسعنا من النصح رغم النكران والعناد ودفن الرؤءس في الرمال، فمعذرة الى ربكم ولعلهم يرجعون، وأكرر بأنني على يقين بأن المرحلة الأخيرة من المتلازمة هي فقط التي بقيت للانقاذ.


    وبالرغم من أن الانقاذ عند مجيئها لم تسفر عن وجهها الحقيقي وظلت متخفية لبعض الوقت وعملت بشعار (اتمسكن لامن تتمكن) وموهت عن نفسها بما عبر عنه عرابها الشيخ الدكتور حسن الترابي في مقولته الشهيرة بعد الانشقاق (قلت للبشير اذهب للقصر رئيسا وسأمضي أنا للسجن حبيسا) وحاولت أن تتخفى بأقنعة فضفاضة بالحديث عن أنها حركة وطنية تتمسك بالموروثات القومية وتسعى لاقامة العدالة والحفاظ على وحدة البلاد والتصدي للتمرد والاهتمام بقضايا الشعب الأساسية ومشاطرتهم في اقتسام النبقة وسلكت كل السبل للتمويه عن توجهها الاسلامي بصورة سافرة، ولم تمض ستة أشهر حتى أسفرت عن وجهها ووجهتها واستخدمت اجراءات أمنية تجاوزت حدود المعقول في البطش والتنكيل والتشريد للخصوم والمناوئين، وقد تم كل ذلك بسند فقهي بررت به تلك الأفعال الشنيعة بحجة الدفاع عن بيضة الدين وحماية دولة المدينة من العلمانيين والعملاء وقوى اليسار وتقدم التمرد نحو الشمال.
    ولما كان الأسلوب الذي اتبعته للتغييركان خاطئا – بادئ ذي بدء- مهما كانت المبررات التي قدمت كما اعترف بعض قادتها مؤخرا فسرعان ما تكشفت عيوبها وبدأ انحرافها عما بشرت به وبدأت الأدواء تتسلل الى جسدها من بداية مسيرتها في السنوات الخمس الأولى من عمرها حيث دبت فيها الخلافات السياسية بسبب غياب الشورى وفشت فيها مظاهر الفساد والمحسوبية بسبب غياب الشفافية والمحاسبة والعقاب، فقد رأينا التساقط المبكر لبعض الرموز الذين دفعت بهم الانقاذ للواجهة في المجلس العسكري وبعض المدنيين وكذلك أطلق الترابي صرخته الشهيرة في وقت مبكرعن ظهورالفساد وتلقفتها وسائل الاعلام وسببت حرجا للسلطة وبدأ التململ من تصريحات الشيخ تلك قبل الانشقاق بوقت طويل.


    فالمراجعة الأمينة لمسيرة الانقاذ تقول بأنها ولدت بعيوب خلقية وراثية تحتم عدم قدرتها على تجسيد النموذج الاسلامي الصحيح ولعلها أدركت هي نفسها ذلك اذ لم نعد نسمع عن المشروع الحضاري الذي كانت تلوكه الألسن صباح مساء وحاشا لله أن يدعي أحد بأن ما يجري الآن في السودان بفعل حكومة الانقاذ يمثل قيم الاسلام النبيلة التي كتبت له الخلود مهما تقادم الزمن، وعلى رأس تلك القيم الحرية والشفافية والعدالة، وهذا ما سيتبين لنا من الاستقصاء في كسبها عبر العقدين الماضيين الذي كنا فيه شركاء وعليه شهود ولا يمكننا التنصل من ذلك او انكاره ونسأل التوبة والمغفرة.
    ففي هذه السلسلة من المقالات سنحاول تجنب السرد التاريخي المفصل للأحداث والقضايا ولكن سنركز على التحليل العلمي لها واستقصاء الرؤية والأسانيد الفقهية لما تم وهل هو من الاسلام أم تبرير وتمرير لأهواء الكبار وصناع القرار وارضاء لنزعاتهم السلطوية فحسب، وهل ما واجهته من مصاعب كان كله بسبب التآمر عليها أم بما اكتسبته هي نفسها.


    طول المكث في السلطة

    وأول ما أغفلته أو تغافلت عنه الانقاذ واوردها الى المتلازمة أعلاه هو عدم تحديد الآجال في الحكم أو الوعد برد الأمر للأمة بعد فترة مؤقتة اذ انها جاءت بانقلاب عسكري على حكومة منتخبة، فظلت بعض القيادات النافذة متمرسة في مواقعها في السلطة وان تبدلت المواقع وتنج عن ذلك الافلاس الفكري والتسلط والاحتكار والتحنط وعدم القدرة على التجديد والمواكبة الذي نراه اليوم. ولم تعد تلك القيادات مهددا أمنيا ومهدرا لامكانات الأمة ومصالح البلاد والعباد فحسب ولكنها أصبحت عبئا ثقيلا ووصمة عار في جبين الحركة الاسلامية التي ظلت تنادي بالحكم الراشد وتبشر به لأكثر من نصف قرن. فهل آن الأوان لما تبقى من الحادبين والقابضين على الجمرمن أبناء الحركة الاسلامية البحث عن رايات أخرى جامعة تجمع شمل الأمة السودانية وتواكب ما يدور في الساحة العربية والاسلامية هذه الايام……وتعالوا لنبحث معا هل هنالك شواهد في تاريخ الاسلام تدل على المدى الزمني الذي يجب أن يبقى فيه الحاكم وحكومته على سدة الحكم؟


    وللاجابة على هذا السؤال دعونا نتأمل سويا في السيرة النبوية العطرة، فالرسول (ص) حكم عشر سنوات فقط بعد الهجرة وهي مرحلة الدولة في المدينة، فقد كانت الدولة تتقدم فيها صعودا في كافة الميادين، دعوة بالحسنى بعد الحديبية فدخل الناس في دين الله أفواجا وحربا لمن يقفون في وجه الدعوة السلمية وتربية وتزكية للنفوس وتشريعات توجه مسار الدولة وتوضح علاقاتها مع الآخرين الى أن جاء القراءن في نهاية السنين العشر ليعلن للامة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا…..اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا) وقد كان رسول الله في قمة العطاء والبذل والصحة البدنية والقدرة على قيادة المسيرة لفترة اطول من السنوات العشر تلك، حيث قاد (ص) جيش الفتح جنوبا ودخل مكة في السنة الثامنة للهجرة وقاد جيش العسرة شمالا الى تبوك في السنة التاسعة من الهجرة في ظروف طبيعية ومادية قاسية جدا وعاد بعد عدة شهور الى المدينة ليقود موكب الحج في السنة العاشرة للهجرة الى مكة (حجة الوداع) ومعه ما يزيد عن أربعة عشر الفا في ظروف شاقة ومسيرة طويلة عبر فيها أكثر من خمسمائة كيلومترا ذهابا وجيئة وبعدها التحق الرسول بالرفيق الأعلى بسبب علة طارئة، وكان رحيله صدمة كبرى لم يتحملها الصحابة بمن فيهم عمر رغم هذا النص الصريح بكمال الدين والنصوص الأخرى التي تقول للرسول (انك ميت وانهم ميتون)، وتسلم السلطة من بعده أبوبكر الصديق رضي الله عنه الذي كانت مهمته الأساسية تثبيت الأمة واخراجها من الصدمة القاسية بالرحيل المفاجئ لنبيها وانقطاع الوحي، وقد أبلى في ذلك أحسن البلاء من أول وهلة عندما صعد المنبر وقال بصوت قوي (أيها الناس من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت) وكذلك كانت له مواقفه الصارمة من المرتدين والمتمردين الذين رفضوا الانصياع لأي كائن من كان بعد رحيل رسول الله، وما كان لأبي بكر أن يطيق البعد والفراق عن حبيبه الذي لازمه قبل البعثة في مكة وفي رحلة الهجرة وظل بجانبه في حله وترحاله ولم يفرقهما الا الموت فاصطفاه الله عاجلا وأجاب دعاءه ليكون بجوار رفيقه تحت الأرض أيضا في حجرة عائشة بعد فترة قصيرة من الحكم استتب فيها الأمن للدولة الفتية.


    وجاء من بعده عمر بن الخطاب وحكم عشر سنوات فقط ولكنها ظلت النموذج والمعيار والمثال الذي يجسد عدالة الاسلام وحجيته لقيادة البشرية واصلاح حالها في كل زمان ومكان، وقد كان في قمة عطائه عندما اصطفاه الله شهيدا بطعنة خنجر من أبي لؤلؤة غلام المغيرة وأجاب الله دعوته التي كان يكررها دائما (اللهم ارزقني شهادة في سبيلك وميتة في مدينة نبيك) فلحق بصاحبيه ودفن معهما في حجرة عائشة، ثم جاء من بعده ذو النورين عثمان وكانت العشر الأوائل من حكمه استقرارا ونماءا وفتوحات وتوسعا وسعة في المعاش كما أورد أصحاب السير، وعندما تعداها بدأت تطل ظواهرومظاهر لم يعهدها الصحابة من قبل في عهد الشيخين وعلى رأسها سطوة الامويين –عشيرة عثمان رضي الله عنه وأرضاه- واستئثارهم بالسلطة ومنافعها مما دفع بعض الشباب المتحمسين من الأمصار في الدولة الاسلامية للهجوم على عاصمة الخلافة في مدينة رسول الله (ص) وقتلوا الخليفة عثمان رضي الله عنه ظنا منهم بأنه السبب في تلك الانحرافات التي بدأت تدب في دولة الخلافة الراشدة التي حدثت ربما بسبب تقدم سنه… وبعدما فعلوا فعلتهم الشنيعة أصيبوا بالذهول من هول الكارثة اذ لم تكن لديهم رؤية واضحة للبديل أو ما يترتب على فعلتهم تلك…، فكانت الفتنة الكبرى التي نعيش آثارها الى يومنا هذا، فهل نعتبر بذلك الدرس الذي جسدته حادثة مقتل الخليفة الراشد سيدنا عثمان وهو من المبشرين بالجنة ومن السابقين الأولين ونحدد مدة الحاكم في السلطة أم أن التأمل في أحداث الفتنة الكبرى حرام كما يقول بعض فقهاء عصر الانحطاط….


    هل يمكننا أن نستنبط من تلك التجارب ما نقيس به مدة البقاء في الحكم؟ حيث حكم رسول الله في المدينة عشر سنوات واختاره الله بعدها لجواره وهو في قمة العطاء وحكم بعده عمر عشر سنوات واختاره الله شهيدا وهو في قمة عطائه وفتوحاته وعدله وحكم عثمان أكثر من عشر سنوات فأطلت الفتنة برأسها وتسرب الفساد والمحسوبية للدولة وقامت الثورة عليه بعد العشر الأوائل، فهل يمكننا أن نقول قياسا على ذلك بأن الحاكم يجب ألا يبقى أكثر من عشر سنوات، ينتخب لدورة أولى لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد في انتخابات عامة لدورة ثانية واحدة فقط، أم يريد لنا بعض المتفيقهين أن نقبل وننصاع لرأي وعاظ السلاطين الذين يقولون بأن الامام المبايع يظل في موقعه حتى الموت ما لم يفقد أهليته؟ وما هو الحد الفاصل الذي نقيس به الأهلية في ظل غياب الشفافية والمحاسبة والنصح؟ وهل تحتاج معرفة أهلية حكامنا العرب المعاصرين لكبير عناء، ومنهم من ظل في موقعه بعد أن أصابه العجز البدني حتى أصبح يعامل معاملة الرضيع في التخلص من الفضلات الطبيعية ومنهم من ظل مغيبا بفعل السكر والليالي الحمراء بصورة يومية ولا يصحو الا في منتصف النهار ليبدأ من جديد قبل غروب شمس اليوم التالي، ومنهم من استبد به الجنون حتى صار ملك الملوك ولا يجرؤ أحد على مخالفة ما يراه وان وصل الى مرحلة الجنون السافر ومنهم الغارق في اللهو البرئ والأنشطة الهامشية لدرجة تجعلك توقن بأنه اما مغيب عن قضايا الأمة أو متبلد الشعور عما يعايشه شعبه من مآسي لا تحصى ولا تعد ومنهم من سلم البلاد ومصالحها للأعداء واكتفي بدور ###### الحراسة….ومنهم…ومنهم…


    فهل نصم آذاننا ونغمض أعيننا عن التجارب الناجحة في عالم اليوم ونحن نري الاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي والولاء للأوطان في ظل الحرية والشفافية والعدالة لدى الشعوب التي تحرم على قادتها بالقانون البقاء في السلطة لأكثر من 8-10 سنوات كحد أقصى في دورتين فقط وفق المنافسة الحرة كما هو الحال في أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا…. وقد يتنحى أحدهم لمجرد أن تحوم حوله شبهة مالية أو أخلاقية ويتعرضون الى أقسى أنواع المساءلات أمام الرأي العام والقانون على السواء…..


    وقد جاء الاسلام في أول عهده واستصحب كثيرا من العادات الكريمة التي وجدها سائدة في ذلك الزمان فما العيب في أن نستفيد من تجاربهم التي طوروها بعد احتكاكهم ومعرفتهم للحضارة الاسلامية عن قرب، فأقاموا أنظمة مستقرة وشعوب منتجة ومحبة لأوطانها، شعوب تخيف حكامها وتعزلهم في اي وقت شاءت متى ما أحست بانحرافهم أو تسلطهم، فلماذا يصر وعاظ السلاطين وبطانة السوء في بلداننا العربية على استمرار الأوضاع على ما هي عليه ويتولى أمرالأمة أناس بمؤهلات متواضعة وخبرات ضعيفة وسمعة ملطخة واذعان وارتهان للغرب والشرق ولا تقف سوآتهم في حدود دائرتهم الضيقة فحسب بل يتنزل ذلك الانحلال والتحلل من المسئولية العامة على كثير من مرافق الدولة من أعلى الى أسفل حيث يولون عليها أهل الولاء المزيف والمصالح الشخصية مما ينتج عنه تخريب الاقتصاد وتمزيق البلاد وتدمير التعليم وخراب العلاقات الخارجية مع القريب والبعيد وفوق ذلك كله اضمحلال الولاء للوطن وضمور القيم التي عرفت بها أمتنا عبر تاريخها الطويل، ولنا أن نتساءل هل يقرأ حكامنا في السودان وفي بلاد العرب ما تتناقله المواقع الاليكترونية عن أدق ما يدور في دهاليز الدولة وما يحدث خلف الأسوار حتى في حياتهم الخاصة وحياة المقربين منهم، وهل نظل نحكم على تلك المعلومات المنشورة كلها بأنها اشاعات مغرضة وقذف بالباطل؟.


    بالرغم من أنني أتعامل بحذر شديد مع كل ما يصلني من معلومات عبر قنوات التواصل الاليكتروني أو ما أعثر عليه عند البحث في بعض المواقع في الفضاءات المفتوحة في شبكة المعلومات الدولية فان كثيرا من المعلومات المتداولة عن الفساد بأنواعه المتعددة يشير الى واقع مرير ولا يمكن انكاره او التستر عليه، ولنا أن نتساءل اما كان الأجدر لقادتنا أن يترجلوا طواعية ويفسحوا المجال لغيرهم ويرحموا أنفسهم وأسرهم وأعراضهم في المقام الأول بغض النظر عن المآسي التي تعيشها الأمة بسبب بقائهم المزمن في الحكم…..وهل هناك أمل في التغيير بعد الكوارث المتلاحقة ومذكرات الاحتجاج المتكررة من القواعد التي تطالبهم بالتغيير، أم نستطيع أن نقول بأن التغيير بات مستحيلا بسبب مافيا السلطة والمال التي تحيط بالكبار وتحول بينهم وبين اتخاذ خطوات جادة للاصلاح؟ والى متى يحتمى النظام بالأزمات الكبرى والفواجع التي تحدث بسبب وهنه وغفلته ويدفع ثمنها الشعب مزيدا من الدماء والشقاء؟

    يخطئ النظام خطأ فادحا اذا فسر اصطفاف الشعب السوداني وهبته لتحرير هجليج هو التفاف حول شعارات الانقاذ البائرة أوالتفاف حول القيادة التي لا تحسن الخطاب العام، بل هو الحس الوطني والشعور بالمسئولية القومية، فهل من تدابير عملية بعد تحرير هجليج تخرج البلاد من الوقوع في كوارث أكبر من سابقاتها وتجعل الاصطفاف في ظل الأوضاع التي أفرزتها السياسات الرعناء للدولة مستحيلا وتدخل البلاد في فوضى عارمة؟ هل بامكان الشعب السوداني أن يقدم المزيد من التضحيات في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والأداء الحكومي المتردي والخطاب السياسي المتخلف؟ أرجو أن يواجه الكبار هذه الأسئلة بمسئولية ان كان هنالك بقية من ضمائر حية، وأما القواعد فقد آن لها الأوان أن تبحث عن طريق آخر غير الذي تسلكه القيادة التي أصبحت مكبلة بهذا الواقع الذي فرضته على نفسها أو فرض عليها بسبب طول المكث في السلطة كما هو الحال في الأنظمة العربية التي ثارت عليها شعوبها، وعليها ان كانت ترغب في الاصلاح أن تنفض يدها من المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية التي قتلوها وأشانوا سمعتها وتلتحق بحركة الشعوب العربية والاسلامية التي سبقتنا للتغيير تحت رايات الحرية والشفافية والعدالة…؟ ونواصل
    ………………………………………………………………………………………………….
    هل من معالجة حقيقية لطول المكث في السلطة

    (المقال الثاني)
    مصطفى ادريس البشير


    فيما سبق قلنا بأن طول المكث هو أول المسببات للاصابة بمتلازمة الحكام العرب بأعراضها المتعددة من استعداء واقصاء واستعلاء وفشل ونكران وعناد لا تخطئها العين في مسيرة الانقاذ خلال ربع القرن الماضي وتجلت آثار كل تلك الأعراض في الأداء داخل مؤسسات الدولة وفي المعاملة مع المعارضين للحكم وفي العلاقات مع دول الجوار والعالم أجمع كما سنرى بعض الأمثلة لذلك فيما بعد، ومن مثالب طول المكث أيضا أنه خلق علاقات اجتماعية ممتدة وشللية جعلت من الكبار الممسكين بزمام الأمور مجموعة يجمعها ارتباط المصالح ووحدة المصير وأصبحت الدولة بالنسبة لهم هي عبارة عن شركة مساهمة محدودة العضوية مملوكة لهم ويتبادلون كراسيها ويحددون شكلها حسب ما تمليه ضرورة اطالة عمر النظام والبقاء في الكراسي لأطول مدة ممكنة بعيدا عن مصالح الأمة كما تجلى ذلك في تشكيل معظم الحكومات السابقة والحكومة الراهنة ذات القاعدة العريضة -كما يسمونها –على وجه الخصوص ولا تلوح في الأفق بادرة بأن يتم تغيير ملموس في مواقع الكبار المعتقين واذا فشل أحدهم في موقع تحول لآخر ليمارس دمارا أوسع طالما هو عضو مؤسس وصاحب أسهم كبيرة في الشركة المساهمة (دولة السودان المكلومة).


    لقد سمعنا الرئيس يقول في عدة مناسبات بأنه لا ينوي الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة في عام 2014 ولنا أن نسأل ونتساءل هل نتوقع أن يقوم الرئيس باتخاذ خطوات عملية لتتم الاستجابة لهذه الرغبة التي أبداها وكررها عدة مرات وهو رئيس الدولة والحزب معا؟ هل سيأمر باعادة النظر في تعديل الدستور واللوائح التنظيمية للحزب بحيث تحدد الآجال في تولية المناصب في الحزب والدولة بما في ذلك رئاسة الجمهورية ويقول للذين أمضوا أكثر من عشرين عاما في الحكم خلاص كفاكم؟ اذا لم يقم بذلك فان الأمرلا يعدو أن يكون فقط جس نبض للساحة كما يقول بعض المراقبين، والغرض منه معرفة من يأخذون الأمر مأخذ الجد من المتطلعين للرئاسة فيتم التخلص منهم مبكرا كما كان يفعل كثير من الزعماء العرب …القذافي وصدام ومبارك وعلي صالح…. وربما اعتقد البعض بأن تصريحات الرئيس تلك أريد بها احراج مؤسسات الحزب لتبادر مبكرا من عندها وتعلن تمسكها بالرئيس مرشحا أوحدا للحزب قبل أن يدور جدل في الأمر اذا حان أجل الانتخابات وظل الرئيس صامتا.



    ولعل الاحتمال الأخير هو الراجح فقد سمعنا كل الذين سئلوا من القيادات النافذة في الدولة والحزب عن ذلك التصريح الذي ظل الرئيس يدلي به يقولون بان الأمر يرجع لمؤسسات الحزب وليس للرئيس الحق في ذلك. بالطبع لا يمكنهم أن يقولوا غير ذلك في غياب اتخاذ الرئيس الخطوات والتدابير اللازمة للتغيير، ولا يمكن لأحد منهم أن يتجرأ ويثني على الرئيس في هذه المبادرة ويقول بأن ذلك موقف مشرف وسنة حسنة من الرئيس أن يتنازل طواعية أو يقول هذا أمر طبيعي في حياة الأمم والشعوب المتحضرة، ولا شك ان قال أحد منهم بذلك فانه قطعا سيتهم بأنه يتطلع لخلافة الرئيس، هذا بالاضافة لأنهم يعلمون بأن الأمر اذا أصبح حقيقة فسيطالهم هم أنفسهم لأنهم جميعا مصابون بداء طول المكث في السلطة ويتطلع بعضهم للاستمرار في السلطة اذا قدر للسودان أن يبقى سودانا تحت حكم الانقاذ حتى الانتخابات القادمة حتى عام 2014 وما بعدها الى الأبد. ونكاد نجزم بان ما ظل يحدث في البلدان العربية من تجديد وراء تجديد وتعديل للدستور للمزيد من التجديد سينسحب على سودان الانقاذ عندما تحين الانتخابات القادمة أو التي بعدها أو التي بعد التي بعدها ولن يعوزهم التبرير لذلك فهناك المقولة المكرورة عند الأنظمة العربية كافة والسودان ليس استثناء….الرئيس قبل الترشح استجابة لارادة التنظيم ورغبة الجماهير خاصة وأنه لا يوجد بديل ملائم تلتف القواعد حوله كما هو الحال بالنسبة للرئيس، وكأن الأرحام في بلاد العرب عاجزة عن ولادة الزعماء أو افرازهم بعد أن يتربع الرئيس على العرش فلا يجرؤ أحد أن ينزعه منه الا ملك الموت أو الثورة المدمرة كما يحدث الآن في بعض البلدان العربية، وقديما قيل لفرعون بأن مولودا من بني اسرائيل سيولد وسيكون سببا في زوال ملكك فصار يسحيي النساء ويذبح الأبناء من بني اسرائيل وقيل أنه فرض الطهارة (الختان) الفرعونية حتى لا تستطيع المرأة الولادة بدون مساعدة قابلة وعندها ينكشف أمر المولود فاذا جاء المولود ذكرا ذبح، ولكن شاء الله أن يولد موسى ويوضع في التابوت ويلقى في اليم ويلتقطه آل فرعون ويتربى في كنفهم ويكون سببا في هلاك فرعون فهل من مدكر.


    طول المكث في السلطة واحدة من القضايا التي يجب أن يدور فيها وحولها الحوار بالصوت العالي داخل اروقة الحزب الحاكم مهما كانت التضحيات وحجم العزل أو التهميش الذي يمارسه الكبار للذين ينتقدونهم، وقد تابعنا اجراءات العزل والتهميش للذين يجهرون بالنقد خلال السنوات الماضية وكذلك تابعنا كشوفات الاحالة للمعاش المتكررة لكثير من الكفاءات في القوات النظامية بسبب ما جهروا به من المطالبة بالاصلاح، وبكل أسف أصبحت دائرة صنع القرار في الدولة ضيقة جدا، والذين يقدمون المشورة والنصح للقيادة العليا معظمهم ممن يفتقرون لأبسط المؤهلات في السياسة والاقتصاد والاجتماع وادارة شئون الدولة في ظل العولمة والفضاءات المفتوحة، وكذلك لا يملكون الشجاعة لقول الحق مما جعل مواقف الدولة متذبذبة وخطابها ممجوج ويتسبب في كثير من الاحراجات ويجلب المزيد الكوارث، بالاضافة لعدم القدرة على استغلال الفرص السانحة التي تسوقها لهم الأقدار كما حدث بعد تحرير هجليج عندما اصطفت الأمة كلها خلف قواتها المسلحة ومجاهديها، ولكن كان رد القيادة المزيد من العنتريات الفارغة والبطولات الزائفة والقرارات الطائشة على الهواء مباشرة ولا نلبث طويلا حتى يتم التراجع عنها بطريقة لا تحفظ ماء الوجه ولا تعطي أي قدر من الاحترام والمقبولية للطريقة التي تدار بها البلاد.


    ملحمة استعادة هجليج كانت عظيمة وكشفت عن معدن الشعب السوداني الأصيل ومدي تلاحمه عندما تصبح المعركة معركة كرامة ورد شرف ولكن تلك الملحمة الصادقة لتحريرهجليج تم افسادها بالتهريج وعدم القدرة على ضبط الخطاب السياسي الرسمي وغوغائية الاعلام، فبدلا من التهديد والوعيد وادعاء البطولات كان يجب على القيادة التأمل الهادئ في الأسباب التي أدت لهذا الاختراق الأمني المشين والمهين لسمعة الدولة التي أصيبت في مقتل وفي أهم مورد اقتصادي وفي أصعب ظروف اقتصادية تمر بها البلاد وقد تم ذلك في وضح النهار وبترتيبات كانت مكشوفة تحدث عنها قادة الجنوب بدأ من رئيسهم سلفاكير.

    فقد كان الواجب النظرللانتصار الذي تم في اطار رد الشرف ومسح العار وليس ادعاء البطولات الزائفة، وكنا نؤمل في اللقاءات العفوية التي اندفع لها الشعب السوداني بعد التحرير مباشرة أن يتبلور خطاب واقعي يشير الى أن القيادة قد استوعبت الدرس من اخفاقاتها المتكررة والتي جاءت نكبة هجليج على قمتها، ولكن بكل أسف لم نشهد الا تكريس للمزيد من الخواء الفكري وغياب الرؤية الصحيحة للأحداث واللجوء الى دغدغة عواطف العوام بالتصريحات الخاوية من المبنى والمعنى وكلها تصب في خانة المزيد من العزلة والاستهداف للبلاد بدون مبررات موضوعية. فمتى يتعلم قادتنا السياسة؟ كنا نتوقع أن تكون رسالة الشكر والعرفان للشعب السوداني واضحة في تلك التجمعات، وتحمل البشريات بتغيير نهج الغفلة وطرح نهج جديد يعالج داء التفريط في مقدرات الامة ومكتسباتها، وكذلك كنا نتوقع توجيه الخطاب لشعب جنوب السودان والتأكيد على العلاقات التاريخية التي تربطنا وضرورات الواقع والمستقبل التي تشد بعضنا الى بعض ونحاول فك الارتباط بينه وبين الحركة الشعبية التي ولت الدبر بعد أن أدخلتهم في مغامرة كبيرة لم تتحسب لعواقبها ونبين لهم عن طريق الارقام والاحصاءات الدقيقة أفعالها الخرقاء التي لا تصب في مصلحة شعب جنوب السودان، ولكن يبدو أن ما توصلت اليه ويوافقني فيه كثير من المراقبين بأنه لن ينصلح حال السودان الكبير الا بالاقصاء المتزامن للحركة الشعبية والمؤتمر الوطني من سدة الحكم في الجنوب والشمال وحينها ربما تعود اللحمة من جديد ويتوحد أهل السودان بعد ان ذقنا مرارة التقسيم وفق رؤية جديدة تنبني على المصالح المتبادلة وما أكثرها وليس على المكايد المتبادلة كما يحدث بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، فهل يتحقق ذلك الحلم يا ترى؟


    الخطاب السياسي الرسمي بعد التحرير بما فيه من تهديدات ووعيد وشتائم قطع الطريق على كل تدبير أمني خفي كان بالامكان القيام به لازاحة الحركة الشعبية من قيادة جنوب السودان وهي في أضعف حالها بعد الهزيمة النكراء في هجليج، وهو أمر أصبح من الضرورة بمكان، وليس من الصعب التخطيط له وتنفيذه اذا عرفنا كيف نستغل التناقضات الموجودة في الساحة الجنوبية على مستوى التركيبة القبلية والأطراف المتصارعة على السلطة في ظل هشاشة الأوضاع القائمة في الجنوب، والتي يعصمها من الانهيار الأيادي الخارجية التي تحكم سيطرتها على توجيه القرار السياسي لدولة الجنوب من العاصمة جوبا.


    وقد كان المؤل فيه أيضا بعد استعادة هجليج اعمال النظر فيما حدث ومحاسبة المفرطين في أداء الواجب والاستفادة من الاصطفاف الجماهيري الذي تم لاحداث انفراج في الساحة السياسية واصلاح واضح في مسيرة الدولة المتعثرة والاعتراف بالأخطاء التي حدثت، ولكن لم نر الا المزيد من دفن الرؤوس في الرمال. فهل اطلع قادتنا على ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدخل مكة يوم الفتح مطأطا رأسه وهو في قمة النصر ويقول لأهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء فيدخل الناس في دين الله أفواجا ويتحول بين عشية وضحاها عتاة كفار قريش من مناوئين للدولة الاسلامية الى حملة رايات الاسلام والجهاد في كل أرجاء المعمورة المعروفة آنذاك….


    في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد لا يتم الاصلاح بالمذكرات الناعمة المتفرقة التي ظل يتقدم بها بعض الذين استعادوا وعيهم من قواعد المؤتمر الوطني في مختلف المناطق والمؤسسات والقطاعات لأن الكبار سيتعاملون معها بكل اللطف والمكر والدهاء ما دامت مفرقة ولم تتحول الى تيار جارف للتغيير فهي في نظرهم وسيلة للتنفيس واثبات بأن هنالك شورى وحرية وسماع للرأي الآخر كما ظل يدور في اللقاءات التي تنعقد من حين لآخر. فالمطلوب هو ثورة داخلية عارمة تدعو للتغيير الذي تقر به القيادة مجبرة تحت ضغط القواعد الثائرة بحق ويثبت في المواثيق الرسمية للدولة والحزب ويشرع في تنفيذه وفق آجال محددة وليس كما ورد في المذكرة الألفية كما سماها البعض، ولا بد من الوقوف بحزم ضد طول المكث الذي جعل من قادتنا الكبار أباطرة وأصحاب قداسة لا يسألون عما يفعلون ولايحاسبون فيما اقترفوا من جرائم في حق الامة، وقد حصدنا ثمار كل ذلك في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


    طول المكث في الكراسي والتفويض المطلق لأباطرتنا الكبار هو الذي ضيع منا ثلث السودان ولم يجلب لنا السلام رغم تنازلنا عن مكتسباتنا في البترول الذي استخرجناه بعرق المخلصين ودماء الشهداء، ولم يكتف المتمرون السابقون الذين أصبحوا يديرون دولة كاملة الدسم بما تنازلنا لهم به ولكنهم صاروا يهاجموننا في عقر دارنا ويخربون أعز ما نملك في هجليج حيث المورد الرئيس للعملة الصعبة ويهددون الزراعة المطرية والرعي في جنوب كردفان والنيل الأزرق والنيل الأبيض مما نتج عنه تشريد أهل الاستثمارات الضخمة التي كانت في تلك المناطق لعشرات السنين. هل تعلم الدولة كيف تضررت مصالحهم ومصالح العباد تبعا وقد أصبح بعضهم مطارد بسبب الافلاس؟
    طول المكث هو الذي جعل أباطرتنا يولون علينا الكثير من ضعاف القدرات وضعاف النفوس – بمزاجهم- في مواقع مهمة تتصل بحياة الناس فيخربون مؤسسات الدولة ان لم ينهبوها. طول المكث هو الذي جعل أباطرتنا يطلقون العنان لألسنتهم عندما يعتلون المنابر فيجلبون لنا الوبال ويؤلبون علينا الآخرين بدون مبررات مستساغة..و.كثير من الأمثلة يمكن سردها في هذا الباب…..فهل يعي قادتنا الكبار الدرس بعد كل هذه المآسي التي تتعرض لها البلاد ويتخذون خطوات عملية في تقنين البقاء في كراسي الحكم ومؤسسات التنظيم ويبدأ الكبار بالترجل طوعا قبل تثور عليهم القواعد فتقصيهم أو تندلع الثورة الشعبية التي ربما تنتهي بالفوضى والحرب الاهلية ويتحمل لعناتها أؤلئك الذين يصرون على البقاء في الكراسي حتى السقوط المدمر؟ ….ونواصل
    —————————————————————————————————
    عصبية الرأي الواحد

    (المقال الثالث)
    مصطفى ادريس البشير


    بالاضافة لطول المكث في السلطة الذي تحدثنا عنه سابقا فان من الأدواء التي تسببت في متلازمة الحكام العرب التي انتقلت عدواها للانقاذ في السودان بأعراضها كلها من استعداء واقصاء واستعلاء وفشل ونكران وعناد فهي العصبية العمياء للرأي الواحد وادعاء امتلاك الحق المطلق، وهذا داء قديم في حياة الأمم وكانت له آثاره المدمرة في حياة الشعوب وتسبب في حروب ممتدة عبر التاريخ، وقد كانت أفظع آثاره على الاطلاق ما قام به هتلر عندما روج لفكرة تفوق الجنس الآري وبدأ في تنفيذ طموحاته التوسعية في اخضاع الشعوب الأخرى وقهرها بالقوة العسكرية من منطلق تلك العصبية للجنس الآري المتفوق على الشعوب الأخرى وراح ضحية تلك الادعاءت ما يصل الى خمسة وأربعين مليون نفس أزهقت في الحرب العالمية الثانية.


    فالانقاذ أيضا ولدت بهذا الداء- ادعاء الحق المطلق- وبدت عليها أعراضه منذ وقت مبكر مثلها مثل غيرها من الأنظمة العربية الشمولية التي سادت في المنطقة العربية منذ موجة التحرر من الاستعمار في خمسينات وستينات القرن الماضي تحت رايات الاشتراكية والقومية والبعثية والجماهيرية وقهرت الشعوب وأجبرتها على الانصياع لرأي واحد وقائد واحد وحزب واحد وحصدت الأمة العربية ثمار كل ذلك فيما نشاهده اليوم من انحطاط وتخلف وفرقة وتمكن للعدو الصهيوني في قلب الأمة العربية والارتماء التام في أحضان القوى الاستعمارية……
    أما الانقاذ فقد كان ادعاؤها أكبروأخطر من غيرها من الأنظمة العربية التي جاءت باسم الاشتراكية والقومية والجماهيرية التي لم تثر غيظ اللاعبين الكبار في الساحة الدولية في عالم اليوم مثل ما ظل يغيظهم ويخيفهم الشعار الاسلامي، بل واقع الحال يقول بأن اللاعبين الكبار في العالم ظلوا يشجعون تلك الرايات -ولو في الخفاء بغض الطرف عما ترتكبه من فظائع في حق الشعوب-لأنها تبتعد بالامة الاسلامية عن مصدر عزتها وقوتها التاريخي وهو الاسلام، ولا خلاف في ذلك بين الشرق الشيوعي سابقا والغرب الليبرالي، فقد كانت الأنظمة العربية في العراق وسوريا وليبيا والجزائر ومصر تحارب تنامي التيار الاسلامي الحركي بعنف وتستخدم كل أدوات البطش لكبته وابعاده عن الثأثير في مجريات السياسة دون أي انتقاد يذكر من المنظمات الدولية التي يسيطر عليها الكبار.


    في مثل هذا الظرف وتلك الروح السائدة في الساحة العربية قامت الانقاذ في السودان وتبنت التوجه الاسلامي الحركى الذي يؤمن بالاسلام كدين ودولة بعد فترة وجيزة من التخفي والتعمية والتمويه تحت شعارات الوطنية والمحافظة على وحدة البلاد ودحر التمرد في الجنوب – ليس ذلك فحسب – بل سرعان ما نصبت نفسها الوصي الوحيد على فهم الدين الاسلامي واقامة أحكامه في المجتمع وحاولت أن تحتكر مظاهر التدين في المجتمع وكممت أفواه كل المعارضين بما فيهم أصحاب الخلفية الاسلامية دون التأمل الواعي للمعادلة الداخلية والاقليمية والدولية المعقدة.


    ادعاء أهل الانقاذ بأنهم أصحاب الحق المطلق المؤيد من السماء وبأنهم حماة الدين وحراس العقيدة وأصحاب التوجه الحضاري جعلهم يتصرفون باستعلاء واستعداء واقصاء وقسوة على الآخرين الذين عارضوهم في الداخل ووصفوهم بأسوأ نعوت العمالة والعلمانية، وهجموا على مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية ومكنوا لكوادرهم فيها بمؤهل واحد هو الانتماء للحركة الاسلامية، وقد ظن أهل الانقاذ أن بامكانهم اقامة الدين كله دفعة واحدة عبر سلطان الدولة وفي فترة وجيزة طالما أنهم ملكوا زمام الحكم وتم لهم التأمين والتمكين في دولة السودان، وظنوا أن اعادة حكم الاسلام وأحكامه كما يفهمونها هم ستأتي بالخير الوفيروتفتح عليهم بركات السماء والأرض طالما طبقوها على شعب غالبيته العظمى من المسلمين الذين كانوا يحكمون بالاسلام قبل أقل من قرن من الزمان ابان الحقبة المهدية – ليس ذلك فحسب- بل بشروا بالمد الاسلامي الذي سينطلق من السودان ليعم المعمورة جمعاء في وقت وجيز.


    تلك الحماسة الزائدة والنظرة الأحادية الضيقة بأنهم يملكون الحق كله تجاهلت كثير من المعطيات في الساحة الداخلية والاقليمية والخارجية وتسببت في استعداء قطاعات كبيرة ضدهم من داخل البلاد التي توجد فيها أحزاب سياسية عريقة ذات مرجعية اسلامية وطبقة عريضة من المثقفين الذين لا يشاطرونهم الرأي فيما ذهبوا اليه، وكذلك كان التغيير المفاجئ ملفتا لدول الجوارالتي يحظى السودان بتسعة منها تتداخل قبائلها ومصالحها مع السودان الذي يتوسطها جميعا، وكذلك القوى الدولية التي تعرف الموقع الجغرافي المميز للسودان وثرواته المكنونة في باطن الأرض وظاهرها.


    فأهل الانقاذ في حماستهم تلك لم يتحسبوا أو يقدروا حجم المعادلات الدولية في عالم اليوم وهيمنة اللاعبين الكبار التي تسندها مؤسسات بحثية ضخمة ومراكز دراسات تصرف عليها المليارات لاعداد ورسم السيناريوهات السياسية التي تعين القوى الغربية المهيمنة على توزيع الأدوار في السياسة الدولية فيما بينهم منذ سايسبيكو حسب ما تقتضيه حاجياتهم في جلب المواد الخام والطاقة الرخيصة وبيع منتجاتهم الصناعية خاصة السلاح وكبح جماح المتطاولين عليهم وتعويقهم واخافة المتطلعين للانفلات ونهب ثروات المنبطحين وبالاضافة للتمكين للعدو الصهيوني في قلب الأمة العربية والاسلامية.


    مهما يقال فقد استطاعت الانقاذ في أول عهدها أن تقوم بمغامرات ناجحة وقد ساعدها على ذلك وصولها المفاجئ للسلطة الذي لم تتنبأ به أجهزة المخابرات الغربية أو دول الجوار خاصة مصر رغم تجزرها في المنطقة العربية ولذلك احتاجت لبعض الوقت للتعرف على النظام الجديد وتعديل مساره فيما بعد في الخط الذي يريدونه هم أو على الأقل الخط الذي يحد من طموحاته ويحول دون الوصول الى أهدافه. فقد تمكنت الانقاذ في سنواتها الأولى من احداث بعض النجاحات في تنفيذ خططها في الداخل حيث كسرت شوكة التمرد في الجنوب بعض الشئ وأوقفت زحفه نحو الشمال وعكست بعض النماذج للطهر والزهد والحزم في محاربة الفساد ومشاطرة الشعب السوداني شظف العيش، وفي محيط الجوار الأفريقي تم تغيير نظام منقستو المعادي في أثيوبيا واستقلت دولة اريتريا بدعم تام من السودان وكذلك حدث التغيير في الكنغو وتشاد… النشوة بتلك بتلك النجاحات جعلت الانقاذ تفتح أبواب البلاد على مصراعيها للحركات الاسلامية وحركات التحرر من كل أنحاء الدنيا بلا ضابط ولا رابط بحجة مناصرة المسلمين والمستضعفين في العالم في اطار المشروع الحضاري العالمي، وقام المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي وكانت تلك فرصة مواتية للاختراق الذي تم بجدارة ودفعت الانقاذ ثمنه غاليا بعد فترة وجيزة.


    أخطرما نتج عن ذلك الاندفاع بنظرية الرأي الواحد والحق المطلق الذي أصبحت دائرة صنع القرار فيه تضيق أكثر مما كان عليه الحال قبل استلام السلطة هوتشتيت الجهود في جبهات متعددة ومواجهة قضايا متنوعة لم تكن في الحسبان في الداخل والخارج، فبدأت الخلافات الداخلية تدب وسط القيادة بين أهل الظاهر وأهل الباطن، القدامى والجدد، العسكر والملكية، ودار جدل كبير حول أولويات دولة المشروع الحضاري…بسط الحريات….اقصاء العسكر….المساومة مع التمرد في الجنوب….العلاقة مع الغرب…غزو العراق للكويت….. وبدأ أهل الحق المطلق الذين أزاحوا عند مجيئهم كل معارضيهم من مفاصل الدولة باسمه يتبادلون الاتهامات ويكيد بعضهم لبعض الى أن وصلنا في فترة وجيزة لم تصل الى عشر سنوات للانشقاق، وحمل البعض السلاح في وجه الدولة الاسلامية التي شاركوا في قيامها ونعتوها بأبشع التهم كما كان الحال بالنسبة لحركة داوود بولاد وحركة العدل والمساواة التي كان يقودها الدكتورخليل ابراهيم –رحمهما الله- وما زالت تلك المعارك مستعرة بين الفرقاء الاسلاميين ووصل الحال بالتلاميذ أن زجوا بشيخهم الذي أوصلهم الى كراسي الحكم في السجن ووصفه بعضهم بالزندقة. حدث كل ذلك في أقل من عقد من الزمان، ألا يدعو ذلك الى مراجعة شاملة ووقفة تأمل من الجميع، بما فيهم الذين ما زالوا يمسكون بتلابيب الدولة ووصلوا بها الى الدرك الأسفل من الحضيض والذين يناصبونهم العداء وهم على استعداد للتعاون مع الشيطان لازاحة الانقلابيين الجدد الذين انقلبوا على الانقلابيين القدامى من السلطة؟
    لقد كانت الهيمنة الاحادية المطلقة سببا في أن يشرب الاسلاميون من ذات الكأس التي سقوا منها مخالفيهم وبأيديهم هم، وتبخرت كل أحلامهم التي قاموا بالانقلاب من أجلها ولا يوجد مراقب عاقل يمكن أن يحسب ما نراه يجري اليوم في السودان بأنه كسب للاسلام أو للحركة الاسلامية،

    ولا يجادل في ذلك الا مكابر تعميه شهوة البقاء في السلطة. فما هي ثمار ذلك الاستحواذ والاستعلاء باسم الدين؟ هل أصبحت لدينا دولة اسلامية في السودان يحتذى بها كما كنا نمني أنفسنا عند قيام الانقاذ؟ هل حافظنا على دولة السودان التي تسلمناها عام 1989 بحدودها الجغرافية منذ استقلالها اسلامية أو غير اسلامية الآن؟ أم أن وجودها نفسه على الخارطة أصبح مهددا تماما بعد أن تقطعت من أطرافها في الشمال والشرق وكل الجنوب تحت مرأى ومسمع منا وبسوء تدبيرنا وقلة حيلتنا وهواننا. وهل قهرنا الأعداء الذين صنفناهم بادئ ذي بدء وأعلنا عداوتنا لهم واستعدادنا لمنازلتهم أم أجبرتنا العزلة التامة حتى من أقرب الأقربين في دول الجوار الى الاستجداء المستمر لكسب ود الشيطان الأكبرالذي كنا نلعنه ونتمنى منازلته ومواجهته في الميدان لنسيمه سوء العذاب ومازال يتمنع ويرفض الرضى عنا او التطبيع معنا رغم ما بذلناه له مطارف وحشايا وما قدمنا له من معلومات أمنية وقرابين بشرية.

    من أسوأ افرازات نظرية الحق المطلق كان الاسراع في تنصيب أهل الولاء على مرافق الدولة واقصاء الآخر مهما كانت خبرته ما دام لا ينتمي للتنظيم ولا يدين بالولاء التام للنظام الجديد فتم تخريب الخدمة المدنية بعمليات الصالح العام ولم تسلم من تلك الحملة القوات النظامية في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والسلك الدبلوماسي حيث تمت حملات تطهير واسعة ولجأت الانقاذ في ذات الوقت الى قيام أجهزة خاصة موازية لأجهزة الدولة رغم تنصيب أهل الولاء في كافة المواقع المهمة في مؤسسات الدولة، فكان قيام الدفاع الشعبي،

    والشرطة الشعبية، والأمن الشعبي وغيرها كثير وظلت مؤسسات الدولة في الخدمة المدنية تدار من أوكار يجتمع فيها أهل (الجلد والراس) بالليل ويدفعون بما يقررونه بالنهارالى مؤسسات الدولة ويتم تنفيذ كل ما يريدون بالاملاء على المؤسسات وفي كثير من المواقع يشار الى فلان الذي يملك الحل والعقد في المؤسسة وقد يكون (فنطوطا صغيرا) ولكنه يستطيع أن يملي ما يريد على الآخرين وان علت مكانتهم الوظيفية أو الأكاديمية أو رتبتهم العسكرية وليس لأولئك الا الاذعان لما يريده أهل الجلد والراس أو انتظار الكشف القادم للاحالة للصالح العام أو المعاش او العزل تحت مبررات واهية، وللأسف ما زالت تلك السياسة قائمة بعد أكثر من عقدين من الزمان الى يومنا هذا وقد ازدادت بعد انشقاق الاسلاميين حيث أصبح هنالك هوس جديد وبعبع مخيف يستنصر به المفسدون المستفيدون من الوضع الهش القائم حاليا في ضرب من يقفون في طريق مكاسبهم ومكتسباتهم الغير مشروعة وهو الاتهام بالانتماء الى المؤتمر الشعبي.


    ومما يؤسف له حقا فقد أصبحت هنالك اليوم في مؤسسات الدولة طبقات وشلليات وعصابات تهيمن وتملك القرار ليس بالحق المطلق كما كان يقال في بادئ الامر- ولكن بتشابك المصالح المادية ويناصر بعضها بعضا في الاقصاء والعزل لكل حادب مخلص بتلفيقات يصدقها أصحاب القرارالكبار الذين أغرقتهم المصائب الكبرى التي تواجه البلاد ولا يلمون بما يجري في مؤسسات الدولة ولا يستطيعون متابعتها عن قرب مما هيا الأجواء لمافيا السلطة والمال أن تنخر في جسم الدولة وتفتعل المشاكل وتخلق الأزمات كبيرها وصغيرها دون محاسبة أو ردع، ويكفي ما نراه من انفلات ومشاكسات في مرافق الدولة على أعلى المستويات- الولاة والوزراء والمدراء- وما أصاب السوق من سعار في الأسعار وخراب للاقتصاد وضنك في العيش تعاني منه أكثرية الأمة بينما هنالك أقوام تتكاثر ثرواتهم في كل فجر جديد ويظهر عليهم أثر النعمة التي حلت عليهم بدون مقدمات منطقية مقبولة، وما تزال الأزمات والمصائب تتوالى بسبب هيمنتهم على مفاصل الدولة دون رقيب ولا حسيب.


    هل لنا ان نسأل من كان المسئول عما حدث من تفريط أدى الى احتلال هجليج وتخريب أعز مورد نملكه؟ فقد كان اجتياح هجليج امتحانا مكشوفا لكل مراقب للأحداث قبل عشر أيام من وقوعه فهل من لجان كونت لدراسة ما حدث بشفافية وابلاغ المواطن الذي أصابه الذهول من هول الكارثة. وهل لنا أن نطالب بمحاسبة المسئولين عن الاخفاق الشديد في العلاقة مع الحركة الشعبية وتدليلها خلال سنين الفترة الانتقالية الذي انتهي بنا الى بتر ثلث السودان وتصاعد المواجهة معها الآن الى ما هو أسوأ مما كانت عليه عشرات المرات قبل اتفاقية السلام المزعومة. وهل لنا أن نطالب بمحاسبة الذين صرفوا المليارات الضخمة في الجنوب قبيل الاستفتاء على الانفصال دون أن تكون لهم أدنى فراسة في التنبؤ بنتائجه التي جاءت بنسبة 98% لصالح الانفصال؟ وهل حقا نصدق اليوم بأننا عدنا من جديد لرفع رايات الجهاد من جديد بعد ان طويناها باسم السلام مع الحركة الشعبية وسلمنا لها الجمل بما حمل، وأصبح الجنوب كله لها بما فيه من نفط ومنشآت أقمناها بعرق الكادحين ودماء المجاهدين.


    لا يختلف اثنان ولا تنطح عنزان في ان الانقاذ بعد أكثر من عقدين من الزمان في الحكم المطلق قد فشلت في بسط المؤسسية في مؤسسات الدولة وما زالت سطوة المتنفذين والمفسدين والاجهزة الموازية هي الي تسير الدولة وتسير بنا بخطوات متسارعة الى الهاوية. ولا توجد أي اجراءات ملموسة لمحاربة الفساد أو كبح المحسوبية التي تزكم الأنوف وما زال الاقصاء مستمرا مما دفع بالآلاف من الكفاءات البحث عن سبل العيش الكريم في بلاد أخرى بل لجأ الكثيرون الى وطن بديل وتخلوا عن هويتهم السودانية ولم يقل بذلك خصوم الانقاذ وحدهم بل تحدثت عنه قطاعات كبيرة من قواعد الحزب الحاكم نفسه وسطروه في مذكرات احتجاج نشرت على مدى واسع وتلقفتها وسائل الاعلام….فهل بقي شئ من المشروع الحضاري الذي حكمنا الناس باسمه وشردناهم وعزلناهم أم أننا أصبنا حقا بمتلازمة الحكام العرب وننتظر فقط مصير صدام وبن علي والقذافي وعلي صالح ومبارك الذين ظلوا جميعا يحكمون باسم الحزب القائد الذي يحصل على 99% في كل انتخابات وكلهم ذهبوا وذهبت معهم أحزابهم الى مزبلة التاريخ ولم يبك عليهم أحد بل ستظل لعنات الشعوب تطاردهم الى الأبد، فدولة الظلم تغرب وتذهب بمجرد أن تفقد كراسي الحكم وينفض سامرها ودولة الحق تصمد لقرون وتترك آثارا ومآثر تتغنى بها الأجيال وتمجدها فهل يا ترى سيذكر أهل السودان الانقاذ بخير ان دالت دولتها في الغد القريب؟ وهل من سبل لمعالجة الهيمنة باسم الحزب الواحد تجنبنا الانزلاق للسقوط المدمر بعد أن أكملت الانقاذ كل أعراض متلازمة الحكام العرب؟….ونواصل


    ________________________________________________________________
    بعد كل تلك المآسي هل يقبل الانقاذيون بالتغيير السلمي؟
    (المقال الرابع)

    مصطفى ادريس البشير

    لقد رأينا في المقالات السابقة الواقع المريرالذي أفرزته هيمنة الحزب الواحد -وباسم الاسلام- في السودان، وواضح بما لا يدع مجالا للشك أننا نحتاج لمراجعة شاملة لفهم الدين ومراجعة المنهج الذي يتبع لانزاله على أرض الواقع في عالم اليوم بعد غياب امتد لعدة قرون حدثت فيها تغيرات هائلة في حياة البشر، بعد أن تم اقصاء الأمة الاسلامية من التأثيرفي مجريات السياسة العالمية بسبب انهيار الخلافة العثمانية وأصبحت السيادة المطلقة للغرب الذي أنتج خلال القرنين الماضيين أدوات ونظريات جديدة أصبحت تؤثر في حياة البشر في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية الاقتصادية والفكرية وأصبحت بلاد الاسلام سوقا رائجة لكل ما ينتجه الغرب وتتلقفه دون تمحيص.


    البلدان العربية تعيش اليوم مخاضا عسيرا للتغيير في ظل ما سمي بالربيع العربي الذي انتفضت فيه الشعوب على الدكتاتوريات التي ظلت تحكم بالحزب القائد والزعيم الخالد وظل المطلب الرئيسي هو المناداة بالحرية والعودة الى الحكم الراشد. وفي معظم البلدان التي انتفضت فيها الجماهير كان الشعار السائد هو المناداة باصلاح الحكم وفق مرجعية اسلامية معاصرة تستوعب المستجدات في الساحة الدولية، فهل يجد ذلك التوجه من يرعاه ويوجهه بما يستوعب ما أنجزته البشرية خلال الحقبة الماضية من تعميق لمعاني الحرية الفكرية الواسعة والديمقراطية أم أن الاسلاميين في بلدان الربيع العربي سيقعون فيما ابتليت به الانقاذ في السودان؟ هل يقبل الاسلاميون في دول الربيع العربي النزول الى الميدان السياسي ويمارسون الحراك السياسي السلمي والقبول بالتداول السلمي للسلطة وفق ما تنتجه صناديق الاقتراع ويبذلون كل ما في وسعهم لحراسة ذلك النهج ان هم وصلوا الى الحكم؟ أم أنهم سيسعون لاحتكار السلطة اذا وصلوا اليها بالذرائع المختلفة ويقفلون الباب على الآخرين باعمال السلطان وليس بالانجازات التي تجعلهم أقرب الى وجدان الناخب؟ واهل ذا لم يحصلوا على الأغلبية في دورة أو دورتين من الانتخابات سيبيتون النية بالانقلاب على الآخرين كما فعل أهل الانقاذ عام 1989 ؟ وهل يستجيبون لاستفزاز الآخرين بالتحالف ضدهم وبتأليب وتحريض من القوى الخارجية التي لا تريد التمكين للاسلاميين في بلاد العرب ويقومون بنشاطات رعناء تؤدي الى اقصائهم من الساحة مرة أخرى كما حدث خلال نصف القرن الماضي؟


    أرجو أن يكون فيما حدث في السودان عبرة لنا في السودان وللآخرين الذين ينشدون التغيير هذه الأيام في البلدان العربية، فقد وصل أهل الانقاذ الى الحكم بانقلاب أبيض لم ترق فيه دماء وانفردوا بحكم البلاد حوالى ربع قرن وباسم الاسلام الذي حاولوا تطبيقه وفق رؤيتهم له ولم ينجحوا لا في تطبيق الاسلام ولا في تلبية مطالب الجمهور في العيش الكريم، بل ولم يحافظوا على وحدة البلاد فمزقوها ونهبوا خيراتها وأصبح كثير منهم من أصحاب الممتلكات عابرة القارات، وانتهي بهم الحال الى قتل تنظيمهم الذي أوصلهم الى السلطة عام 1989 بأيديهم هم، وهاهم اليوم يتباكون على أطلاله. وقد تابعت بألم شديد ما يتداوله ويتبادله بعض الاسلاميين هذه الأيام من حديث ووثائق عن ضرورة عودة المرحومة الحركة الاسلامية التي استخدمت سلما للوصول الى السلطة وتم لفظها الى ركن قصي أدراج بعض التنفدين حتى توفاها الله وشبعت موتا، وفي نظري لا سبيل لاحيائها من جديد كما سنرى فيما بعد في هذه المقالات.


    سمعنا الشيخ الترابي عدة مرات يبدي أسفه على التسرع بالانقلاب ولا أدري هل كان يمكن أن يقوم بتلك المراجعات اذا ظل ممسكا بالسلطة حتى اليوم ووصل الحال الى ما وصل اليه الآن أم لا؟ فقد تمت تلك المراجعات بعد اقصائه من السلطة رغم أننا كنا نسمع منه نقدا قويا لمسيرة الدولة قبل الانشقاق ولكننا لم نسمعه يبدي أسفه على الانقلاب وقتها. لانصاف الرجل- وأنا من جلساء أهل الباطن في الحركة الاسلامية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي- أقول بأنه رغم حرصه على امتلاك الحركة الاسلامية للقوة وسعيه لتغلغل كوادرها في أجهزة الدولة قد استغرق اقناعه بتنفيذ الانقلاب عام 1989 وقتا طويلا. وأقول بكل الثقة من معلوماتي انه كان في مقدور الحركة الاسلامية أن تقوم بالانقلاب منذ المفاصلة مع نميري قبيل الانتفاضة عام 1985 وقد كان الترابي هو الذي حال دون ذلك، فتحول المسار لقبول تسلم قيادة الجيش برئاسة المشير سوار الدهب -رضي الله عنه -السلطة.


    ومهما كان من تبريرات سمعناها مرارا وتكرارا للانقلاب على تلك الديمقراطية الهشة فاننا اليوم في حال أسوأ بكثير مما كان عليه الوضع قبل انقلاب عام 89 ولا يكابر في ذلك الا من تعميه شهوة السلطان والامتيازات الشخصية التي حصل عليها خلال فترة حكم الانقاذ، ولن يشفع للانقاذ التوسع في التعليم ولا ثورة الاتصالات ولا الطرق التي عبدتها ولا خزان مروي ولا حكم الشريعة المحنط…ولا…,لا…. لأننا لم نر لكل ذلك أثر ملموس في حياة المجتمع السوداني اليوم لا في التعليم ولا في الاقتصاد ولا في الصحة ولا في قيم المجتمع والسبب في ذلك هيمنة شلة بسيطة باسم الحزب الواحد الذي حل محل الحركة الاسلامية ومن خلفهم مجموعة زمارين وطبالين ونفعيين يزينون لهم سوء أعمالهم بعد أن فقدوا أي رصيد من أي نوع يسندهم لقيادة هذا البلد المنكوب الذي يتجه نحو الدمار الشامل بخطى حثيثة ان لم تتداركه رحمة الله وحكمة العقلاء. فمن أين جاءت فكرة التسلط على البلاد ورقاب العباد باسم الاسلام هذه؟


    اذا رجعنا الى الوراء وتأملنا في الرسالات السماوية السابقة كلها ورسالة الاسلام على وجه الخصوص نجد أنها بادرت بتعميق الحوار الفكري والمجادلة بالحسنى وبقدر ما توفرت الحريات العامة انتشرت الرسالة وزاد أتباعها. وقد استغرق الأمر وقتا طويلا من الحوار والدعوة بالحسنى حتى تصل دعوة رسولنا (ص) الى مرحلة الدولة في المدينة، وتم ذلك بجهد بشري كبير بعد توفيق الله، وظل القراءن ينزل على الرسول (ص) ويطلب منه المزيد من الصبر وبذل المزيد من الجهد البشري في تثبيت مبادئ الحق في نفوس المؤمنين والصبر على أذى المخالفين (فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)..(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر…) (لو شاء الله لهدى الناس جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟)
    وعندما تمنعت قريش عليه وحاربته- وهي عشيرته في مكة وقد ولد في أشرف بيوتها- على مدى ثلاثة عشر عاما من العمل المتواصل بدأ يبحث عن قاعدة أخرى ينشر فيها ومنها الدعوة ويقيم فيها دولة الاسلام وتعاليمه على الرغم من أهمية مكة في تاريخ الدين والبشرية وحبه الشخصي لها (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) فاتجه الى الطائف ووجد صدودا أكبر واهانة أسوأ، وعندما جاءه أهل المدينة وبايعوه على النصرة والحماية في منى طلبوا منه في ذات الاجتماع أن يأذن لهم ليميلوا بسيوفهم على القرشيين الذين كانوا في مني فيقضوا عليهم، فقال لهم لم نؤمر بذلك،

    وعندما جاءهم مهاجرا الى المدينة أول عمل بدأ به هو كتابة ميثاق شرف ودستور يحفظ لكل أهلها من مسلمين ويهود ووثنيين حقوقهم وحدثنا أهل السير بأنه ذهب الى اليهود ليستعين بهم في المساهمة في دفع دية قتيل ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، وكان على الرغم من علمه بنفاق عبد الله بن أبي بن سلول ظل يصله ويحسن اليه ولم يسمح بقتله بعد الفتنة التي أثارها في غزوة بني المصطلق، وحتى عندما جاءه ابنه وطلب منه أن يكون هو القاتل لأبيه اذا قرر الرسول (ص) قتله رفض الرسول ذلك، بل لم يأمر بحبسه أو ابعاده من المدينة وهو يقوم بأسوأ أعمال الدس والوقيعة داخل المجتمع المسلم الذي استطاع بالرغم من كل تلك المعوقات أن يحدث نقلة كبيرة في حياة البشر فهما وسلوكا ونتاجا وانجازات ملموسة في واقع الحياة. و عندما رحل الرسول (ص) بصورة مفاجئة اثر علة لم تمهله طويلا والتحق بالرفيق الأعلى، استطاع المجتمع المسلم أن يمتص الصدمة بسرعة وتمضي مسيرة الأمة المختارة وتتمدد الدولة الاسلامية من أفقر البلاد على ظهر الأرض حتى تبلغ كل أطراف العالم المعروف في أقل من ربع قرن، تنشر دينها ولغتها وثقافتها المنبثقة من هذا الدين الخالد الذي علم الناس الحرية والشفافية والعدالة والمساواة على أنقاض حضارات عريقة وراسخة في ذلك الزمان الروم والفرس……فما هو كسبنا في السودان بلد المليون ميل مربع سابقا خلال ربع قرن من حكم الانقاذ باسم الاسلام وبقيادة حركة اسلامية عمرها أكثر من رنصف قرن ؟ صفر أو ما دونه….


    اذن ما هي السبل للخروج من الأزمة الحالية التي يواجهها السودان وتواجهها حكومة الانقاذ التي فرضت رؤيتها للاسلام وبعد ما يقارب ربع القرن من التجريب والتخريب أفلست تماما ووصلت الى طريق مسدود واستكملت كل أعراض متلازمة الحكام العرب من استعداء واقصاء واستعلاء وفشل ونكران وعناد ولم يبق لها الا السقوط المدمر الذي نسال الله أن يجنبنا اياه.


    أول هذه السبل للخروج من الازمة هو الاعتراف بالفشل من عند القائمين على الأمر أنفسهم وكذلك من قواعد الحزب الحاكم، هذه هي نقطة البداية للاصلاح فهل يمكن أن يحدث ذلك؟ أما على مستوى القيادة فهنالك كثيرون عرفوا الخطأ الذي تسير فيه الدولة ومنهم من (تخارج) بهدوء وابتعد من عدة سنوات، ومنهم من جهر بالنصح فهمش وأبعد من دائرة صنع القرار، ومنهم من اتهم بموالاة الأعداء فعزل، أما القواعد فقد بدأت تتحرك مؤخرا وقرأنا المذكرات تلو المذكرات وبعض الأقلام الجريئة من داخل صفوف الحزب الحاكم التي بدأت تجهر بالنصح على الملأ ولكن لا يوجد أثر حقيقي لكل تلك الأعمال لأن الفئة المحدودة التي تمسك بزمام الأمور لم تقتنع بعد بخطورة ما يجري، وهنالك من يزين لها موقفها من بطانة السوء واهل المصالح العاجلة لتستمر في ذات النهج، فهل هنالك من أمل أن تحدث ثورة قواعد عارمة تطيح بالرءوس المتحجرة ام يفيق بعض رموز النظام ويعلنون الثورة من عل، الله اعلم.


    فلنحسن الظن ونتفاءل خيرا ونقول بأن المؤتمر الوطني اقتنع بضرورة التغيير وحدثت فيه ثورة من أسفل الى أعلى أو من أعلى الى أسفل فما هو المطلوب من تلك الثورة أن تقوم به للخروج من الظرف الراهن؟
    اذا حدثت تلك الثورة من داخل الحزب – وأدعو الله أن يتم ذلك عاجلا غير آجل- فسيكون ذلك اعتراف ضمني بحجم المشكلة التي يعاني منها السودان اليوم وكذلك اقرار بفشل النهج الذي أتبع خلال الفترة السابقة وبذلك تكون الانقاذ قد تعافت من الاستعلاء والنكران والعناد وتلك من أهم أعراض متلازمة الحكام العرب، ويبقى أمامنا كيفية الخروج من الأزمة التي خلفتها الفترة السابقة قبيل الانتخابات القادمة التي تحل بعد أقل من عامين بحكمة يقبلها الجميع ويشارك فيها الجميع دون عزل أو اقصاء لأحد في ظل حرية تامة تنهي سيطرة الحزب الواحد خلال فترة انتقالية تمتد لأربعة وعشرين شهرا يعرف فيها كل فريق قدره أمام الشعب السوداني، وأهم ملامح تلك الفترة الانتقالية وأولى خطواتها المطلوبة هي تشكيل مجلس سيادة أعلى توافقي من سبعة أشخاص يمثلون الكتل السياسية الكبيرة التي كانت في الساحة قبيل الانقاذ (2 لحزب الأمة 2 للاتحادي 1 للجبهة الاسلامية و1 لأحزاب اليسار) بالاضافة للمشير البشير وتكون رئاسة المجلس بالتناوب لمدة 24 شهرا، ويرأسه المشير عمر البشير في الاشهر الثلاثة الاولى والثلاثة الاخيرة وبقية الشهور تتم فيها الرئاسة بالقرعة ثلاثة أشهر لكل عضو.


    أولى مهام مجلس السيادة التوافقي تشكيل حكومة نكنوقراط رشيقة تتولى ادارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية وتعد العدة لانتخابات عامة لتشكيل برلمان قومي يعقد أولى جلساته خلال ثمانية عشر شهرا من بداية الفترة الانتقالية ويقوم مجلس السيادة في ذات الوقت أيضا بتشكيل لجنة قومية توافقية لتقديم مقترح دستور للبلاد يتم التوافق علية في مجلس السيادة ويرفع للبرلمان المنتخب بعد تشكيله مباشرة لدراسته واجازته. بعد اجازة الدستور في البرلمان يتولى مجلس السيادة والحكومة الانتقالية الاعداد لانتخابات الرئيس الجديد وفق ما نص عليه الدستور المجاز في بقية الشهور الستة المتبقية من المرحلة الانتقالية ليتولى صلاحياته من مجلس السيادة بنهاية ال24 شهرا من المشير البشير مباشرة، وبعد ذلك يقوم الرئيس المنتخب مع البرلمان المنتخب بتشكيل الحكومة وفق نصوص الدستور المجاز -اذا كان رئاسي او برلماني.


    اذا تمت الموافقة على هذا المقترح وهو قابل للتعديل والاضافة والحذف نكون قد انجزنا عملا حضاريا مميزا تذكره لنا الأجيال القادمة ونكون قد تخلصنا من هيمنة الحزب الواحد بطريقة متحضرة و جنبنا البلاد الدخول الى مرحلة الفوضى واني لأرجو أن يتم حوله حوار واسع داخل الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة وتقدم الدعوة لكل حملة السلاح في أطراف السودان لالقائه فورا والمشاركة في العملية السياسية، ويقدم الدعم للقوات النظامية لتقوم بدورها الفاعل في حماية الثقور وحماية المرحلة الانتقالية في ظل حريات مشرعة تتيح لكل حادب على مستقبل السودان أن يدلو بدلوه. هذه الفترة الانتقالية لمدة أربعة وعشرين شهرا ستوصلنا الى موعد الانتخابات القادمة حسب ماهو مبرمج من قبل الحكومة نفسها، فخير للحكومة أن تزيل الاحتقان الداخلي بهذه الخطوة الجريئة وتربك حسابات القوى الدولية التي تصعد من ضغطها هذه الأيام على الحكومة عبر المحكمة الجنائية والخنق الاقتصادي بمختلف السبل للحصول على المزيد من التنازلات لحكومة الجنوب في المفاوضات المتعثرة وكل الشواهد والمشاهد على مسرح السياسة الدولية تقول بأننا نحتاج لمبادرة جريئة فهل يفعلها السيد الرئيس مرة واحدة، أرجو ذلك.


    بالتزامن مع هذا المسار المقترح للمرحلة الانتقالية فانني أدعو قواعد حزب الحرية والشفافية والعدالة (الحشد) وكل القوى السياسية في البلاد بما فيها قواعد المؤتمر الوطني التي لا تعجبها الأوضاع الراهنة الى وقفة أسبوعية صامتة يوم الجمعة من الساعة 11- 12 ظهرا في الميادين العامة في كل مدن وقرى السودان ليس فيها هتاف ولا ندوات ولا ميكروفونات، فقط يمكن أن نحمل فيها شعارات مكتوبة وتدور فيها مناقشات فردية جانبية وتعارف وتنسيق مواقف، تبدأ هذه الوقفات الاحتجاجية الصامتة ابتدأ من الجمعة يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر يونيو الحالي وتستمر آخر جمعة من شهر رمضان المعظم في الخرطوم ميدان أبو جنزير وبحري ميدان عقرب وأم درمان ميدان الخليفة وبقية مدن السودان وقراه بالميادين التي يتفق عليها أهل البلد، واذا وجدنا تجاوبا من الشعب في مختلف أنحاء السودان وتم توثيق ذلك عبر وسائل الاعلام المحلية والعالمية نكون قد قمنا بعمل حضاري على طريقة الزعيم الهندي غاندي. ونبذل كل ما في وسعنا الالتزام بأنها وقفة صامتة واذا تصدت لها الحكومة بالمنع نصر عليها ونكررها كل أسبوع ونلتزم بالصمت وعدم الاستجابة لأي استفزاز واذا أصبحت التجمعات مليونية كل أسبوع سوف تقبل الحكومة بتغيير موقفها طوعا أو كرها، ولكل حادثة حديث، ولكن من حقنا أن نقف في حر الشمس ونعبر عن احتجاجنا لما يجري ولن تغلب ارادة الشعوب أبدا باذن الله….ونواصل

    التيار ش
                  

06-14-2012, 09:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    مــع عــلي الحــاج في مهجــره «الجـزء الرابـع»
    االانتباهة
    نشر بتاريخ الأربعاء, 13 حزيران/يونيو 2012 07:30


    حاوره في ألمانيا : رئيس التحرير

    في ضاحية «بادغوديزبيرغ» التي تبعد عشرة كيلومترات تقريباً من وسط مدينة بون العاصمة السابقة لألمانيا الغربية، وفي عمارة من أربع طبقات تتكون من عدة شقق سكنية، في الطابق الأول قبالة المدخل الرئيس توجد شقة متوسطة الحجم، يعيش فيها مع أسرته، الدكتور علي الحاج محمد، نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض والقيادي الإسلامي المعروف، الذي هاجر لألمانيا عقب الانشقاق الكبير للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني قبل اثنتي عشرة سنة واختارها منفاه لخريف عمره السياسي ...
    استقبلنا د. علي الحاج بحرارة عند مدخل العمارة في هذه الضاحية الهادئة التي كانت مقر سكن الدبلوماسيين الأجانب أيام ألمانيا الغربية قبل عودة العاصمة لبرلين عقب توحيد الألمانيتين.
    كان الرجل بشوشاً للغاية، مرت سنوات طويلة لم أره فيها ، كان يرتدي بنطالاً أزرق اللون، وقميصاً بخطوط طولية بيضاء على زرقاء، غزا الشيب مفرقيه، كأنه غبار الحياة ... لكن ابتسامته لم تفارقه رغم أنه كان يتلقى منّا العزاء في وفاة شقيقته...
    دلفنا داخل الشقة البسيطة الأثاث، في صالون الاستقبال الرئيس، توجد مكتبة ضخمة على اليسار، فيها أمهات الكتب الدينية وعدة مصاحف، وكتب وأوراق خاصة وملفات كثيرة، وضعت على الأرفف بعناية فائقة، إلى اليمين ونحن نتجه نحو مقاعد الصالة، يوجد شبه ممر جانبي صغير يستخدمه مكتباً للكتابة والقراءة ومراجعة أوراقه، وعلى طاولة صغيرة أيضاً توجد نظارة قراءة وبعض متعلقات خاصة.. أمام مقاعد الجلوس طاولة كبيرة عليها أواني وأباريق الشاي والقهوة وسلة فاكهة، وامتلأ المكان بضحكات الرجل المعروفة وتعليقاته الفورية وأسئلته الملحاحة عن الأوضاع في البلاد والأهل والمعارف والأصدقاء.. وهو حاضر الذهن والبديهة متقد الذاكرة.. رغم أن بريقاً غامضاً في عينيه يمعن في التأكيد أنه يشعر بحنين جارف لبلده وناسه.
    كل مداخل الحديث كانت سهلة للغاية.. وكل شيء يفتح ألف باب للحوار، تركت الأمور تسير بتلقائيتها وتداعيها الطبيعي قبل أن نشرع في الحوار... تناولنا معه مختلف قضايا السياسة ما سبق منها وراهنها الحالي من العلاقة بين السودان وجنوب السودان ودارفور ومستقبل الأوضاع في البلاد وأسباب غيابه الطويل وموانع عودته...
    ثمة ملاحظات سريعة على علي الحاج في مهجره... حفظ القرآن الكريم، وتعمق في دراساته حدثنا طويلاً عن القراءات والروايات المختلفة ومقارناتها من المغرب وموريتانيا وليبيا ومصر وغرب السودان وحفظه لأجزاء من القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد الربيع بنيالا رحمه الله، وأبدى ملاحظات على القراءات في دارفور وكيف حفظ الناس القرآن في الصدور، وعرفوا رسم المصحف وهم لم يروا مصحفاً مطبوعاً إلا في نهاية أربعينيات القرن الماضي في طبعة الملك فاروق، وقال آراء كثيرة في هذا الجانب ويحتفظ بكتب ومصاحف بالروايات والقراءات المعروفة والمخطوطات النادرة.
    زادت قناعاته لدرجة لا يوصف حدها، بأهمية الحريات العامة والثقافة الليبرالية والديمقراطية، ويبدو أن تجربته الطويلة في الغرب، جعلته ينظر وفق مراجعات فكرية وسياسية للسودان منذ عهد الحكم الوطني حتى اليوم عبر منظار نقدي صارم، أفاده في استخلاصات ختامية مفادها أن الحرية لا غنىً عنها في التطور السياسي والحكم الراشد.
    من منصة خارجية ينظر للأوضاع في السودان ويجمع معلومات من مصادر شتى، مما أتاح له تقييم ما يجري بأدوات تحليله الخاصة ويصل لما يراه صواباً حين يبدي رأياً.
    يكتب في هذه الفترة مذكراته الشخصية عن أحداث عاصرها، وأخرى شارك فيها وتفاعل بها، وأوضاع كان في لبِّ صناعتها، وتحولات وتطورات كانت له يد فيها ورموز وشخوص عامة عاش معها ورافقها وعمل معها وراقبها عن كثب.. لذلك تجده حاضر المعلومة لا يتحدث إلا بتواريخ وتوثيقات دقيقة يذكر فيها الساعة واليوم والشهر والسنة، وكأن ما عاشه وهو يتخطى عتبات السبعين.. كتاب مفتوح أمامه.

    > كيف تتراءى لك الأوضاع في البلاد الآن هناك خلافات مع دولة الجنوب وتطورات في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور؟
    < الأوضاع واضحة لي، تجسيد افتراض جديد تم في الجنوب بقيام دولته التي لم تكن لتقوم لو أحسنت إدارة عملية السلام، كما أن لديّ إشفاق كبير مما يحدث في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لأن هناك موجة عاتية بعد انفصال الجنوب قد تصيب هذه المناطق... لكن الأهم من هذا كله أرى ومن على البعد وأحس بقوة أن المشكلات التي بسسببها خرجنا نحن من الإنقاذ تضرب في مراكز القرار أيضاً نفس المشكلات وتكرار الان لها.. أراها من بعيد وبنفس الملامح التي حدثت من قبل وهذا مكمن الأمر ولن تؤدي لنتائج إيجابية..
    > في العلاقة مع الجنوب وبعد قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046» ودفع الدولتين السودان والجنوب نحو التفاوض هل هذا حل للمشكلة؟
    < مجلس الأمن الدولي والقوى المسيطرة عليه ليسوا رسلاً ولا أنبياء ولا ملائكة.. لديهم أهداف وأولويات ولديهم مصالح وأغراض.. ومن الأفضل أن لا ننظر لأغراضهم ومصالحهم الكثيرة.. يجب النظر في مصالحنا نحن في السودان: ما هي، وماذا نريد من القرار ومن المفاوضات التي تستأنف مع الجنوب...
    > لماذ يتم إجماع في مجلس الأمن الدولي حول قضايا السودان بينما روسيا والصين تتخذان مواقف تصل لاستخدام حق النقض في مسألة سوريا وزيمبابوي من قبل وماينمار وغيرها..
    < من يقرأ ما يحدث في العالم يلاحظ أن هناك عودة غير معلنة وبقوة لتكتلات قادمة وهذا ظاهر في المسألة السورية... أما في ما يختص بالسودان فإننا لم نحدد حتى الآن في علاقاتنا الخارجية ماذا نريد وهذا سؤال كبير جداً.. نلجأ للأفارقة أحياناً ونشتكي لمجلس الأمن أحيانًا أخرى.. لا أحسنا علاقاتنا مع الغرب ولا مع الأفارقة ولا حتى مع كل العرب..
    > هل ترى الاستعجال في القبول بخارطة مجلس السلم والأمن الإفريقي الأخيرة التي مهدت لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن الحالة الماثلة مع دولة الجنوب؟
    < السودان هو الذي استعجل، واستعجاله هو الذي شجع أطرافًا في مجلس الأمن لاتخاذ القرار... مثلما اعتبرنا ناس الإيقاد أصحابنا تورطنا في الموافقة غير المدروسة والمشروطة مع خارطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي..
    > ما الطريق الثالث إذن ما بين رفض خارطة الطريق والقبول بها؟
    < الطريق كانت قناعتي ولا تزال هي الحديث المباشر مع الجنوبيين ونتفاهم معهم في كل شيء ونصل لاتفاق.. إذا كان السودان فقد كل شيء فقدنا الجنوب وبتروله فينبغي أن نتحلى بنفس الكياسة التي تعاملنا بها في قضية تقرير المصير والانفصال في الوصول لحلول بالتراضي دون إدخال أطراف إقليمية ودولية تعقد المشكلات ولا تحلها...
    > لكن هناك مشكلات في الحوار المباشر.. مع وجود تعقيدات في الملف الأمني وقضايا الحدود والبترول ومروره وذكرت أنت أن هذه القضايا الخلافية صعبة؟
    < صحيح القضايا الخلافية صعبة... لتعقيد في طريقة الحوار المباشر مع الجنوبيين وهو بالمناسبة الطريق الأفضل... فبالرغم من وجود تيار في الجنوب لا يريد الحوار المباشر ويريد شهودًا دوليين لكن الأفضل للطرفين هو حل خلافاتهما مهما كانت دون كلفة كبيرة... لابد من بناء المصداقية والثقة من جديد... وأنا أرى هناك قرارات تصدر ولا تنفَّذ في الجانبين في الجنوب وهنا في الخرطوم حتى القرارات الرئاسية لا تنفَّذ..
    > إلي أين يسوقنا المجتمع الدولي الذي انغمس بكلتا يديه ورجليه في قضايانا؟
    < هذا سؤال أساسي... المجتمع الدولي وجد الحكومة ترضخ لكل شيء وفيها ضعف وليس معها أحد وفيها مشكلات أخرى وملفات مفتوحة مثل المحكمة الجنائية وغيرها من الموضوعات التي يضغط بها ويستخدمها سياسياً.. فلذلك كل طرف في المجتمع الدولي يريد من الحكومة أن تتنازل للحد الأقصى.. يريد أن يأخذ كل شيء.. نعم كل شيء... التعامل الدولي مع السودان أشبه بالتعامل مع الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر... فالقوى الخارجية تريد هذا... وكل ما يقال في الخرطوم من مواقف تبدو قوية ومتحدية في النهاية ترضخ الحكومة وتوافق.. وقد فهم المجتمع الدولي الوضع النفساني للحكومة.. فلا ينزعج المجتمع الدولي والدول الغربية للهجة الحادة المتحدية... وفي النهاية تذعن الحكومة لما يريدون..
    > هل يسعى الغرب حقيقة لإسقاط النظام في الخرطوم؟
    < هناك أفكار لدى الغربيين أن هذه الحكومة حكومة تمثل الإسلاميين وأن الإسلام هكذا وتريد من إضعاف النظام والضغط عليه والتلاعب به إثبات أن التجربة الإسلامية تجربة فاشلة ولا قدرة للإسلاميين على إدارة الحكم في أي دولة.. لكن هذا كله كوم... فالسؤال المهم ماذا تريد أن تعمل أنت أقصد ماذا تريد الحكومة أن تعمل؟ وما هي خياراتها وتوقعاتها ووسائلها للخروج من هذا المأزق...
    > لكن يا دكتور.. المؤامرة الدولية كانت موجودة وأنتم في السلطة أيضاً.. ماذا فعلتم آنذاك؟
    < كنا موجودين وكانت المؤامرة الخارجية موجودة.. لكننا كنا نلف وندور ونرجئ المواجهة، كلها كانت تدابير وقائية... لكن أنا أقول كلما تنازلت طلبوا منك التنازل أكثر يجب أن تلعب اللعبة الدولية بحذر وذكاء وليس برضوخ وقبول لكل شيء.. وأظن هناك من يعرف هذا جيداً بين إخواننا هؤلاء..
    > هل تري أن للغربيين رهانًا على بدائل أخرى في السودان؟
    < أولاً هم لا يرغبون في بدائل مثل حزب الأمة والصادق المهدي والاتحادي ناس الميرغني... هؤلاء بالنسبة إليهم غير مرغوبين، يحاولون الآن العمل ضد النظام بالنفس الطويل والموت البطيء وإضعافه تدريجياً حتى النهاية...
    > وأين الشعب السوداني من كل الذي يجري أمامه؟
    < الشعب السوداني يتطلع للسلام والعيش في اطمئنان ولا يريد الحرب، على الحكومة أن تفكر بعمق للحفاظ على ما تبقى من السودان، لقد انتهي عهد القياصرة والأباطرة ونابليون.. لا أحد يريد أن يشيد له قوس النصر.. هناك مطلوبات ضرورية لسلامة البلاد وترابها وتأمينها لابد أن تكون، ولن تتحقق إلا بالجدية والعمل الدؤوب المخلص.. وهذه مسؤولية مركز القرار الأعلى فمثلاً نجت جنوب إفريقيا من احتمالات المواجهة وحمامات الدم المتوقعة ليس بسبب مبادرة من مانديلا بل بقرارات شجاعة من ديكليرك، فصاحب القرار هو الذي يستطيع قيادة شعبه لبر الأمان..
    > ما الذي تعتقد أن الرئيس البشير يمكن أن يفعله؟
    < الرئيس البشير إذا توفرت الإرادة يستطيع قيادة هذه البلاد إلى بر آمن ، لكنه ليس وحده.. القرار في الخرطوم تشاركه في صنعه جهات كثيرة وهو ليس وحده.. بإرادة يمكن أن يعبُر بالسودان هذه المرحلة لأنه الوحيد المنتخب... وأرى أن الذين حوله انتهت صلاحيتهم لقيادة مبادرات جديدة.. عليه إجراء تغييرات وجراحات عميقة.. وتوجد لديه فرصة لكن تحتاج لإرادة سياسية قوية لعمل شيء يُحسب له..
    > إذا مشى خطوة نحو الآخرين هل ستخطن نحوه خطوة..
    < نحن من؟
    > القوى السياسية ومنها أنتم المؤتمر الشعبي؟
    < أنا لا أعتقد أن المؤتمر الشعبي فيه أناس الآن متربصون وينتظرون حدوث شيء ما... ولا يوجد شيء يمكن أن نبني عليه.. أنا مثلاً موجود هنا في ألمانيا والله لا أعلم ما الذي يفعله المؤتمر الشعبي الآن في الخرطوم.. أنا أقول ومن يريد أن يشتمني حتى من المؤتمر الشعبي في قولي هذا فليشتمني...
    > لندخل في موضوع دارفور... أنت يا دكتور علي متهم لدى كثير من الناس أنك ساهمت بدرجة كبيرة في تعقيد هذه القضية ولعبت دورًا في تدويلها... كما أنه كان بإمكانك المساعدة في حلها؟
    < أولاً اتهامي بتعقيدها اتهام غير صحيح... أنا صحيح مؤمن بقضية دارفور أنها مظلومة ومتخلفة تنموياً ومهمشة سياسيا.. لكني لم ألعب دوراً مع الحركات المسلحة في تعقيدها.. لا أؤمن بالعمل العسكري على الإطلاق...
    > لكن أنت متهم وتوجد شواهد على ذلك؟
    < لا توجد أي شواهد... المحزن أن الحكومة التي يعرفني أصحابها قدمت شكوى ضدي لمجلس الأمن الدولي والإنتربول تتهمني بالتورط وتدبير أحداث ضرب مطار الفاشر.. في 29/12/2003 وأنا المتهم الأول في القضية والشكوى مقدمة لمجلس الأمن ضد «علي الحاج وأخرين»!!.. والتهم ضدي كلها تؤدي للإعدام، والغريب أن من فعلوا هذا الفعل «ناس مني أركو مناوي» الذين فعلوا ذلك كتبوا بعدي ومعهم خليل وغيرهم وهناك شخصيات أخرى لا صلة لها حتى بدارفور وغير موجودين في السودان من سنين طويلة جداً والمضحك أن في الأسماء عمر سليمان الذي صار وزيرًا وواليًا بعد ذلك في جنوب كردفان... وزراني مندوب بعد هذه الشكوى من مجلس الأمن وهو سويسري.. وقال لي أنت موَّلت هذه الحركات.. قلت له أنت تعرف أوروبا وقد زرتني هل تعتقد أن هناك قروشًا لتمويل الحركات.. كل هذا كلام فارغ لا قيمة له... وغير واقعي...
    > لكن لك اتصالات بالحركات المسلحة؟
    < لدي اتصالات بجهات كثيرة في السودان وخارجه ... وهم من يتصل بي وبعضهم يسألني ويستشيرني نحن فعلنا كذا وكذا وأنصحهم بما يرضي ضميري في عدم سفك الدماء وإطلاق سراح من يقبضونهم من مواطنين أو أسرى عمليات ومن يتصلون بي لا أعرفهم في كثير من الأحيان.. لكنني لستُ مع الحركات ولا أؤمن بهذا النوع من العمل..
    > لكنك كما يقال سهلت لهم التعامل بعلاقاتك مع أطراف دولية في أوروبا وأمريكا وفتحت لهم أبوابًا مع أعضاء في الكونغرس وبرلمانات أوروبية؟
    < هذا كله خطأ وغير صحيح.. والمؤسف أن إخواننا جاءتهم هذه الفكرة من الإشاعات، وأؤكد الآن أن العمل الوحيد الذي شاركت فيه وأيدته هو انقلاب الإنقاذ الذي شاركنا فيه وأيدناه ونفذناه بقرار سياسي من الحركة الإسلامية فهو لم يكن انقلاب عسكريين...
    > وماذا عن تحالف كاودا الحالي؟
    < ليس لي به علاقة ولن تكون، أنا ضد هذا الأسلوب من العمل السياسي العسكري، وإذا افترضنا مثل هذا التحالف والحركات حققت شيئاً وأسقطت النظام سيأتي للسلطة هؤلاء أنفسهم، من نفذوا العمل العسكري، ومن يقودون هذه الحركات، ولن يأتوا بسياسي معهم أبداً... لكني في وضع لا أنصح فيه أحداً.. لكني أعرف دارفور شبراً شبراً ولن أصحح أي معلومة لأحد إذا ظن أنني عنصري وجهوي وهذه صفات لم تلتصق بي طيلة حياتي ومن يروِّجون لها لا يعرفون علي الحاج جيداً..
    > لكنك اتُّهمت اتهامات عديدة في طريق الإنقاذ الغربي وغيره؟
    < «يضحك ثم يعتدل ويتحدث بنبرة جادة...» اتهموني بأنني أكلت أموال طريق الإنقاذ الغربي، كلها افتراءات كاذبة.. للأسف بعض هؤلاء الذين روجوا لمثل هذا القول يعرفون ما أملك سواء في الخرطوم أو بيتي في لندن من السبعينيات وبعضهم أقام فيه وسكن في هذا البيت... وعندما يعجز الناس يلقون هذه التهم، ومن لديه دليل ضدي فليقاضني به... ولا يصح إلا الصحيح..
    > ما هي علاقاتك الآن مع من هم في السلطة الآن؟
    < توجد علاقات على المستوى الإجتماعي ببعضهم أتحدث معهم في مدد متطاولة في مناسبات اجتماعية.. لكني لم أتحدث مع الرئيس البشير منذ خروجي...
    > تحدثت مع من منهم؟
    < إتصلت بالأخ شيخ علي مرة عندما وقع حادث مروري لأسرته، وأتحدث مع غازي صلاح الدين وأحمد عبد الرحمن وهناك من يزورني هنا إذا قدم إلى ألمانيا وسنحت الفرصة وألتقي البعض في الحج أو العمرة إذا ذهبت..
    > هل انتهت أسباب غيابك عن الخرطوم؟
    < لا.. لا.. لم تنتهِ «يضحك بشدة» القضايا المرفوعة ضدي بضرب مطار الفاشر وغيرها لا تسقط بالتقادم!!
    «وأنا أودع الأخ علي الحاج ومعي الأخ صلاح عبد الله علي وهو من قدامى الإسلاميين جنّده للحركة الإسلامية علي الحاج عندما كانا طلبة في مدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان... كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، وعلينا اللحاق بقطار آخر الليل في محطة القطارات القريبة من بيته لتقلنا لمحطة أخرى في بون ومنها عبر مدينة كولونيا إلى دوسلدورف... كان بالرجل حنين جارف للسودان وربما حيرة في عينيه يخفيها وراء ابتسامة غامضة... وافترقنا....!!!
    انتهى...
                  

06-18-2012, 11:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    أحمد عبدالرحمن : خلاف البشير والترابي شخصي وسلطوي ولا حل إلا بذهابهما معا ،
    الخرطوم 17 يونيو 2012 —


    استبعد القيادي بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أحمد عبد الرحمن عودة شقى الحركة الاسلامية فى السودان الى التوحد فى اشارة الى حزبى المؤتمر الوطني الحاكم ونظيره الشعبي في المعرض بزعامة حسن الترابى وقال ان الخطوة لن تكتمل الا بذهاب قادة الحزبين .


    وافاد عبد الرحمن الذى يعتبر احد اكبر الكوادر الاسلامية سنا فى السودان ويشغل منصب الامين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية فى الخرطوم قال “في ظل وجود البشير والترابي لن يتوحد الإسلاميون”
    واعتبر الخلاف بين التيارين يجافى الموضوعية كليا منوها لاتفاق قواعد الإسلاميين وأن الخلاف شخصي وسلطوي فقط بين البشير والترابي خاصة صراع السلطة الذي قال إن الصحابة لم ينجوا منه.


    وكشف عبد الرحمن الذى كان يتحدث السبت بصالون الصحفى الراحل سيد أحمد خليفة الذي خصص للحديث عن (الحركة الإسلامية السودانية. . أين هي) عن خلافات حادة شهدتها الحركة الإسلامية إبان انقلاب 89 لأن جزءاً كبيرا من الإسلاميين كانوا ضده بل وتمردوا عليه. وقال بأنهم كانوا يرون ضرورة التعايش مع الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها، لكنه عاد وأكد أن الأغلبية انتصرت في نهاية المطاف واتت بالتغيير الذي قال إن رئيس حزب الأمة رئيس الوزراء بآخر عهد ديمقراطي الصادق المهدي أول من وافق عليه بوصفه أول تغيير عسكري وطني.
    وقادت الحركة الاسلامية انقلاب الانفاذ فى يونيو 1989 من طرف خفى بعدما تخفت وراء المؤسسة العسكرية وتوجت الرئيس عمر البشير رئيسا بينما كان الزعيم الاسلامى حسن الترابى هو العقل المدبر للانقلاب لكن اختلف مع البشير بعد حوالى عشر سنوات واخرج من دائرة الفعل السياسى ليتحول الترابى الى زعامة المعارضة فى مواجهة مجموعة من تلامذته السابقين

    واكد القيادي بالحركة الإسلامية علي عبدالله يعقوب بان الحركة موجودة لكنها بحاجة الى إعادة تنظيم بعد وقال بانها اخطأت حين جمعت بين العمل الدعوي والتنفيذي. وتابع “لا يمكن لشخص مثل علي عثمان محمد طه أن يقود الحركة الإسلامية في ذات الوقت الذي يشغل فيه منصب نائب رئيس الجمهورية”.

    وعده خطأ كبيرا أسهم في إضعاف الحركة الإسلامية، مقترحا اجراء تغييرات في جسد الحركة الإسلامية بإبعاد عضويتها عن مفاصل السلطة والدولة لتدارك مستقبلها بعد أن حادت عن طريقها وزاد ” الإخوان دخلوا الناس الجوامع وهم دخلوا السوق” في إشارة إلى انشغال عضوية الحركة الإسلامية بالأعمال التجارية وإغفال الأعمال الدعوية، وأردف “نحن زمان كنا مفلسين وماعندنا مليم وعضويتنا الآن عرفت المرابحة والمتاجرة” و قال بأن 50% من عضوية الحركة لديها حسابات في بنك فيصل الإسلامي.

    وتحول النقاش حول حقيقة وجود الحركة الاسلامية من عدمه الى خلافات قوية بين المتحدثين فى الصالون واكد القيادي أحمد عبد الرحمن وجود الحركة الإسلامية وسيطرتها على مقاليد ومفاصل السلطة بالبلاد، ووافقه القياديان علي عبدالله يعقوب والمعتصم عبد الرحيم، في بينما عارضهم القيادي السابق بالتنظيم والأكاديمي الطيب زين العابدين الذي وجه انتقادات لاذعة للحركة الإسلامية التي قال بأنها ليست موجودة وأن نشاطها مجمد.

    وقال “الحركة غير مسجلة عند مسجل التنظيمات الأمر الذي أحدث ململة كبيرة وسط قواعد الإسلاميين لفشل الدولة التي جاهدوا من أجلها في تطبيق العمل الإسلامي بعد أن أمسك أغلب عضوية الحركة بمفاصل العمل التنفيذي ما أدى إلى تهميش الحركة الإسلامية عن قصد من قبل السلطة العسكرية التي لا تؤمن بالشورى لأنها جاءت عن طريق السلاح”.

    لافتا إلى أن الحركة قبلت ما وصفه بـ(المهانة) لأن أغلب قادتها صاروا موظفين بالدولة ويخافون على معاشهم لذلك أصبحت الحركة غير قادرة على أداء دورها، الأمر الذي أدى إلى استشراء فساد غير مسبوق منذ الثورة المهدية .

    واشار زين العابدين الى ان دستور الحركة الإسلامية الجديد عمل على تذويب الحركة داخل المؤتمر الوطني بطريقة غير مباشرة وتوقع زين العابدين حدوث جدل كبير حول دستور الحركة في مؤتمرها العام المزمع إقامته في أغسطس المقبل.

    وفى المقابل دافع رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية بالخرطوم المعتصم عبد الرحيم عن وجود الحركة الإسلامية وقال بأن مظهرها القانوني متمثل في المؤتمر الوطني وإن لم تسجل لدى مسجل التنظيمات، وأضاف أن هدفهم المعلن منذ السبعينيات كان حكم السودان وأن كل الدساتير السابقة لم تنص على العمل السياسي للحركة، بيد أن الدستور الحالي المزمع إجازته في المؤتمر العام يسمح بذلك، بجانب تمسكه بعدم حل الحركة إلا عبر مقترح يرفع لمجلس الشورى على أن يوافق علية ثلثا الأعضاء ومن ثم يرفع إلى المؤتمر العام لإجازته بأغلبية تصل إلى 75%.

    وكشف أن المؤتمر العام القادم سيناقش وحدة الإسلاميين، مشيرا إلى لجان أطلق عليها “لجان الاسترجاع” لإعادة من اتصلت بالمؤتمر الشعبي و من اسماهم المعتصم بالجالسين على الرصيف فى الحركة الإسلامية.
                  

06-19-2012, 10:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    في دكتاتورية الخيبة في السودان: 'دعوها فإنها منتنة'
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2012-06-18


    (1) توفر لدينا ما يكفي من الأسباب لإساءة الظن بحكام السودان الحاليين. يكفي أن هذه المرة الثالثة والعشرين التي نكتب فيها التقييم السنوي لأداء النظام، ويكون كل تقييم سلبياً أكثر مما سبقه. ولكن سوء الظن لم يبلغ بنا حد تصديق أن النظام أخذ يروج للقبلية علناً وبدون أي مواربة. وعندما تواترت المزاعم بأن الجهات الحكومية أخذت تطالب المواطنين بتحديد 'قبيلة' كل منهم في الاستمارات الرسمية، نسبنا هذا إلى غلو بعض المعارضين، وربما إلى إجراءات وتحيزات بعض مراكز القوى والجيوب المعزولة في بعض الأجهزة. ذلك أنه لم يخطرعلى بالي، حتى في أسوأ الكوابيس، أن تلجأ حكومة تتدثر بالشرعية الإسلامية (حتى وإن كان ذلك كذباً ونفاقاً) إلى الترويج للقبلية في وثائقها الرسمية.


    مثل هذا المنحى يعتبر من المحظورات، ليس فقط لأنه يناقض نهج الإسلام وهديه المعروف الذي لخصه الحديث المشهور 'دعوها (أي عصبية القبيلة) فإنها منتنة'، أو حديث 'كلكم لآدم، وآدم من تراب'. ولكن هناك سببا آخر يتعلق بالتاريخ الوطني السوداني، يجعل هذا المنحى من المحظورات الوطنية. ذلك أن الاستعمار البريطاني قد سعى في أول عهده إلى فرض التقسيمات القبلية على المواطنين، فكان هذا حافزا لأول تمرد وطني على السلطات الاستعمارية. فقد سعت تلك السلطات إلى استحداث خانة لـ'الجنسية' في كل الاستمارات الرسمية، وكان المطلوب من كل من يتعامل مع السلطة أن يحدد فيها إلى أي قبيلة ينتمي. وقد كان هذا شرطاً لكل من يريد الاستمتاع بخدمات مثل التعليم أو الحصول على وظيفة. ومع ظهور بوادر الحركة الوطنية، بدأت النخبة المثقفة تتمرد (بصورة فردية في البداية) على هذا التقسيم، وتصر على كتابة 'سوداني' في خانة الجنسية. وكانت السلطات ترد بحرمان من يقوم بمثل هذا الاحتجاج من التعليم أو الوظيفة، وكان هؤلاء يقبلون بهذه التضحيات باعتبارها ثمناً يستحق الدفع من أجل الوطن وتحرره المطلوب.


    وقد خلدت أدبيات الحركة الوطنية هذه الوقفات النبيلة في الشعر والنثر والغناء، وفي تسطير تاريخ الحركة الوطنية ومجاهداتها، حتى أصبح هذا الموقف جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ولو جاءت بعد ذلك حكومة 'وطنية' تحاول فرض ما رفضه الشعب من السلطة الاستعمارية، مهما كانت الحجج والذرائع، فإنها تكون بمثابة أن تقوم حكومة جنوب افريقيا بفرض حمل 'وثيقة المرور' التي كانت السلطات العنصرية تفرض حملها على كل المواطنين السود في أيام الفصل العنصري. ومثل هذ الحكومة تعلن براءتها من الوطنية والوطن مثلما فرضت براءتها من الإسلام.
    وللأسف، وبالرغم من أنني فزعت بآمالي إلى الكذب حين ما ووجهت بمثل هذه الدعاوى، إلا أنه تأكد لدي بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام السوداني قد أحيا هذه الممارسة الاستعمارية البغيضة حتى أصبحت سياسة رسمية في كل دوائر الحكومة. بل وهناك إصرار عجيب على فرضها، إلى درجة اختراع 'قبيلة' أو انتساب قبلي لكثير من سكان الحضر الذين فقدوا كل صلة بمثل هذه الانتماءات ولم يعودوا يذكرون أو يعرفون نسبة إلى قبيلة!
    وبحسب نظري فإن مثل هذه الردة الاستعمارية هي من الكبائر المتجاوزة لكل الحدود، بما في ذلك حدود الله، وهي كبيرة تتضاءل أمامها كل الكبائر. ولا شك أن استحلال استعادة سياسة خبيثة منكرة، استنها الاستعمار وأنكرها كل وطني مخلص، وأدانها نبي الإسلام عليه صلوات الله وسلامه ودمغها بأنها 'منتنة'، يعبر عن إشكال أخلاقي عميق. ولو كان في البلاد قضاء عادل، لوجب أن يعرض كل من شارك في هذا الجرم على القضاء ليلقى جزاءه العادل، ويعلن عدم صلاحيته لتولي أي منصب عام.

    (2)
    في سياق متصل، تابعت باهتمام الحملات الرسمية خلال الأسابيع الماضية ضد بعض الصحف والصحافيين والناشطين الحقوقيين. وتمثلت هذه الحملة في مصادرة أو إغلاق الصحف، واعتقال ومحاكمة الصحافيين. ويكفي أن نذكر هنا قضية الصحافي فيصل محمد صالح الذي تم استدعاؤه للتحقيق بصورة متكررة، وذلك بعد تعليقات اعتبرت سلبية على خطاب لرئيس الجمهورية السوداني صرح بها على أحد البرنامج الأخبارية على قناة الجزيرة في أبريل الماضي. وقد كانت هذه الاستدعاءات في الواقع اعتقالاً غير قانوني لأن الصحافي كان يستدعى إلى مقر جهاز الأمن والمخابرات حيث يفرض عليه الجلوس في غرفة الاستقبال حتى المساء، ثم يطلب منه الانصراف والعودة في اليوم التالي ليتكرر نفس السيناريو. وعندما احتج عند أحد الضباط، أخبر بأن هذا الإجراء سيستمر لعشرة أيام فقط.
    وبعد أن صبر صاحبنا على هذه المضايقة للأيام المعدودات، طلب منه الحضور مرة أخرى، فرفض. عندها تم اعتقاله وحبسه في ظروف لا إنسانية لعشرة أيام أخرى، ثم تقديمه للمحاكمة.


    وقد اشتمل هذا الإجراء على مخالفات قانونية ودستورية مركبة، لأنه ليس من صلاحيات جهاز الأمن ضبط مخالفي القانون وتقديمهم للمحاكمة، بل هذا من اختصاص النيابة والشرطة. ولكن الجهاز يحتال على هذا الإجراء بفتح بلاغ جنائي ضد بعض من يعتقلهم أو يعترض على نشاطهم. وبالفعل تم فتح بلاغ في حق صالح ثم تقديمه للمحاكمة بتهمة خيانة الوطن!


    وهنا تثور أسئلة غاية في الأهمية. ذلك أن الرجل اعتقل في السابع من مايو وقدم للمحاكمة في الحادي والثلاثين من الشهر نفسه. وكل من تعامل مع الشرطة السودانية في مسألة فتح بلاغ، ومع المحاكم السودانية في قضايا مدنية أو جنائية، يعرف تماماً أنه يكون من المحظوظين لو استغرق تحري الشرطة في القضية خمسة أو ستة أشهر، ولو أنها وصلت إلى القضاء خلال عام، وأفتى فيها خلال عامين. ولكن البلاغ المعني هنا تم التحري فيه (أتمنى الاطلاع على وثيقة البلاغ لهدف واحد، معرفة ما وضعه صاحب البلاغ في خانة 'القبيلة'، وهو تصنيف إجباري في استمارة البلاغ، لأنه يهمنا جداً معرفة القبيلة التي ينتمي إليها جهاز الأمن والمخابرات) ورفعه إلى القضاء وصدر الحكم فيه خلال أقل من اسبوعين. صحيح أن الحكم صدر بالبراءة، لأنه لم يكن من السهل إصدار أي حكم آخر، ولكن كثيراً من الإجراءات تم تجاوزها ومخالفتها حتى تصل إلى هذه النتجة. نفس الفترة شهدت اعتقالات وملاحقات في حق ناشطين، من بينهم المدونة نجلاء سيد أحمد، التي تعرضت للضرب في أبريل الماضي، ثم إلى حملات دهم وتفتيش، ثم اعتقال. كما شهدت مصادرة أو إغلاق ومحاكمة عدد من الصحف. ولا يزال فيصل محمد صالح نفسه يواجه المحاكمة بتهمة تتعلق بتناول قضية فتاة ادعت في العام الماضي تعرضها للاغتصاب من قبل مجموعة قالت أنها تنتمي إلى جهاز الأمن. إضافة إلى ذلك، فإن وزارة العدل أغضبت كل الصحافيين، بمن فيهم مناصري الحكومة المتحمسين، حين قررت إنشاء نيابة خاصة للصحافة في عاصمة ولاية الجزيرة التي تقع على بعد 150 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم. فقد توحد الصحافيون حول رفض هذا الإجراء الذي رأوا فيه محاولة لعرقلة عمل الصحافة. ذلك أن رؤساء التحرير يتم استدعاؤهم بصورة شبه يومية أمام النيابة للتحقيق في شكاوى لا تنتهي ضد ما ينشرون (وهي في معظمها شكاوى من جهات حكومية).



    لسنا هنا بصدد انتقاد مخالفة هذه الممارسات لأساسيات حقوق الإنسان وللدستور السوداني، فهذه مسألة لا تحتاج إلى تنويه. ولكن القضية تتعلق بعدم نجاعة هذه الإجراءات حتى من وجهة نظر الحكومة وأجهزتها الأمنية. فمن جهة نجد أن هذه الإجراءات لم تفلح في إرهاب أو إسكات المعارضة، بل بالعكس، قوت من عزم المعارضين، وزادت من التضامن الداخلي والخارجي مع المستهدفين. فقد أصبح استهداف صحافي أو ناشط معين من قبل الأجهزة الأمنية أقرب طريق إلى تحقيق الشهرة العالمية. من جهة أخرى، فإن الاستهداف لم يحجب الآراء والمعلومات التي أرادت الحكومة إخفاءها. شخصياً لم أسمع تعليقات فيصل التي جلبت عليه غضب جهاز الأمن، ولم أسمع حتى باسم المدونة نجلاء سيد أحمد قبل استهدافها من أجهزة الأمن. ولكنني بعد التطورات الأخيرة، اجتهدت في الاستقصاء عن هذه المعلومات. وهذا بحد ذاته يستوجب على هؤلاء الناشطين نشر إعلانات شكر وعرفان مدفوعة الأجر لجهاز الأمن لما أسداه لهم من خدمات جلى، كما يستوجب على النظام استحداث جهاز آخر حتى يعتقل ويلاحق قادة الجهاز الحالي بتهمة الإساءة إلى النظام وتشويه سمعته والتعجيل بإسقاطه.

    (3)
    إذا أردنا تلخيص المسألة فهي أننا أمام 'دكتاتورية الخيبة' في السودان. فكل دكتاتورية هي فاشلة بالتعريف، لأن كل نظام دكتاتوري لا بد أن ينتهي إلى السقوط والفشل بسبب تراكم أخطائه. ولكن النظام السوداني فاشل حتى في طموحاته الدكتاتورية، لأنه لم ينجح في أن يتحول إلى كيان إرهابي ناجع على طريقة الأنظمة القمعية الفاعلة مثل نظام القذافي في ليبيا أو أنظمة العراق وسورية وتونس ومصر وغيرها. فهو دكتاتورية 'نصف كم'، أو كاريكاتور لنظام قمعي، يبعث على الضحك والشفقة أكثر مما يبعث على الفزع والرعب. ذلك أن طبيعة المجتمع السوداني لا تسمح بقيام أنظمة إرهابية ناجعة، وبالتالي فإن محاولة لإقامة حكم من هذا النوع تصبح كلفتها أكثر من عائدها. فالنظام السوداني يتمتع بسمعة أنه من أشرس الأنظمة القمعية في العالم، ولكنه لا يجني أي فائدة عملية من ذلك، حيث لم ينجح في إرهاب أو إسكات المعارضة.
    هناك نكتة مشهورة كانت تحكى عن الرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري رحمه الله، حيث يقال إنه ذهب متنكراً إلى سوق الخضار عند الفجر، مستفسراً عن الأسعار، فوجدها أعلى بكثير من السعر الذي حددته الحكومة. غضب الرئيس أشد الغضب، واندفع عائداً إلى قصره حيث ارتدى بزته العسكرية وعاد إلى نفس المكان على رأس موكب رئاسي مهيب، حتى وقف عند نفس البائع وهو ينتفض غضباً وطرح عليه السؤال مجدداً عن سعر البضاعة. فما كان من البائع إلا أن دفع بيده غاضباً في وجه الرئيس دون ان يلتفت إليه قائلاً: ألم أخبرك بالسعر منذ قليل؟
    وهذه هي تحديداً مشكلة النظام الحالي، فهو نظام إرهابي لا يرهب أحداً، ونظام يروج للقبلية دون أن يجد قبيلة تتبناه. ونحن نقول لهم: 'دعوها فإنها (دكتاتورية) منتنة'. أو بالأحرى نقول للشعب: دعوهم، فإنهم لا يصلحون ولا يصلحون.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن


                  

06-21-2012, 06:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام (4 من 6)

    محمد وقيع الله
    الرائد

    الدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!

    الأفندي تغافل عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع

    أغضى الأفندى عن أمثلة في تاريخ السيرة النبوية كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه
    لا يشذُّ من يؤبه به من علماء السياسة عن اتفاقهم الإجماعي على أن السياسة هي امتلاك القوة والتمكن من تصريف المصالح العامة الاستخدام الأمثل.

    وهو الأمر الذي لا يتم إلا باستخدام ذلك الضرب من القوة العظيمة الذي تحتكر الدول امتلاكه وتسخره لتحقيق الوظائف المنوط بها تحقيقها.

    ولكن عالم السياسة الدكتور عبد الوهاب الأفندي يخالف هذا الإجماع، ويريد أن يجرد الدولة الإسلامية وحدها من هذه الميزة التي تتمتع بها دول الدنيا قاطبة.

    فالدولة الإسلامية عنده مجرد تجمع طوعي ليس له سلطة إلزامية قهرية على أتباعه.

    وقد اختار الدكتور الأفندي لتعزير هذا الزعم الفاسد حجة انتقائية اقتطعها من حديث غزوة تبوك الذي تحدث عن منع بعض المتخلفين منها:" من المشاركة في أي غزوة أو عمل عسكري آخر. هذه العقوبات وغيرها اعتمدت أساسا على الوازع الأخلاقي، وكانت معنوية صرفة، مما يميزها عن كل الوسائل التقليدية التي تستخدمها الدولة لفرض سلطتها، والتي تعتمد على الحوافز والعقوبات المادية".

    وقد اجتزأ الأفندي هذا الجانب العقابي الذي تعرض له المتخلفون الثلاثة عن الغزوة (كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومُرارة بن الربيع) رضي الله تعالى عنهم، وغفل عن جوانب العقاب الصارم الذي لحق بهم، حيث قررت الدولة الإسلامية أن يقاطعهم عموم مواطنيها، مما يعني ضمنيا أنهم تعرضوا لمقاطعة اقتصادية كاملة، ثم منعت أزواجهم من الاقتراب من فرشهم، وما زالت سلاسل الحصار تضيق عليهم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت كما عبر القرآن الكريم.

    فهل كان ذلك مجرد عتاب أو ملام معنوي لطيف، كما أراد الأفندي أن يوحي للناس، أم أن الدولة الإسلامية قد مارست حينها قوتها بأشد وأشمل مما تمارسه أي دولة أخرى على مواطنيها؟!

    ولسوء حظ الدكتور الأفندي فإن المثال الذي جاء به يحمل دلالة مغايرة للمعنى الذي استشهد به من أجله بل إنه يدل على معنى نقيض!

    وقد أغضى الأفندى عن أمثلة أخرى كثيرة لا تحصى متناثرة في تاريخ السيرة النبوية كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه!

    كما أغضى الأفندي عن حقيقة شرعية لا مراء فيها، تدل على أن مهمة الدولة الإسلامية الكبرى هي أن تحرس الدين وتسوس الدنيا به.

    وهذا هو في الحقيقة التعريف الأمثل للدولة الإسلامية عند فقهاء السياسة الشرعية المعتبرين، ولكنه تعريف لا يعترف به الأفندي كما لا يعترف به أشباهه من شيعة الكتاب اليساريين الإسلاميين المحدثين!

    وهنا تغافل الأفندي أيضا عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع.

    وأن تطبق الحدود الشرعية بمعناها المخصوص، فتوقع العقاب المادي الصارم على من جاوزها، ويدخل في ذلك ألوان من العقاب البدني، الذي نص عليه القرآن الحكيم وجاءت بتفاصيله السنة النبوية الصحيحة.

    تغافل الأفندي عن كل هذا ليتيسر له تمرير زعمه القائل بأن الدولة الإسلامية غير مخولة باستخدام القوة وأنها رابطة طوعية عاطفية معنوية ليس غير.

    ولهذا السبب ربما توجه الأفندي كي يخطئ ثم يدين سيدنا أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، لأنه تشدد ضد من منعوا دفع الزكاة للدولة الإسلامية، كما قال، ظانا أن الدولة الإسلامية لم يكن الحق في استخدام القوة ضد المرتدين المحاربين الجناة.

    جاء هذا في لغة مغالطة متأرجحة حاول فيها الأفندي أن ينسب سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، إلى صفة اللين، التي قال إنه عاد وانصرف عنها، من غير وجه حق، إلى استخدام العنف:" إن تقييد استخدام العنف كأداة في السياسة يعد السمة المميزة لنموذج الخلافة الأصيل كما ظهر في عهد الصديق ... وعمر بن الخطاب ... لأن هنالك مفارقة في هذا الأمر، لأن تأسيس الخلافة، وبرغم كونه مثالا نادرا، وربما كان فريدا للدولة الأخلاقية، لم يكن خلوا من العنف, فهذا النموذج ظهر للوجود في الواقع بعد سلسلة من الحروب الشرسة والتي عرفت بحروب الردة, فأبو بكر، الذي نودي به الخليفة الأول للنبي، اتخذ موقفا متشددا ضد القبائل التي رفضت الاعتراف بسلطته وشن حربا ضروسا ضد المتمردين إلى أن هزمهم".

    فبهذا النص أراد الأفندي أن يخطئ سيدنا الصديق، رضي الله عنه، الذي أنقذ الدولة الإسلامية بحزمه وعزمه وتوكله على ربه عز وجل، وحماها من أن تجتاحها جيوش المرتدين، التي كانت تسندها جيوش الفرس المتربصة من وراء الحدود.

    فالدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!

    ولم يكن منطق الأفندي وهو يتطوح في نقد الخلفاء الراشدين على وفاق واتساق.

    وإذا أرت مثالا لتأرجحه وتخبطه، وصدوره عن شهوة شيعية عارمة في نقد الخلفاء الراشدين، فانظر إلى هذا المثال الذي أورده في السياق نفسه والصفحة نفسها، حيث لوى عنان القول، وقام بتثريب الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، ووصفه بالتنطع، قائلا إنه لم يستخدم القوة حتى في حراسة نفسه:" لكن هذا المبدأ السلمي تم استخدامه بتنطع عندما واجه الخليفة عثمان ... تحديا مباشرا لسلطته من قبل المتمردين المسلحين، لكنه رفض كل العروض من مناصريه لحمايته بعد أن احتل المتمردون المدينة وحاصروا بيت الخليفة العجوز".

    وهكذا لم ينج الخليفة الراشد الأول، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لاستخدامه ما دعاه بالعنف!

    وكذلك لم ينج الخليفة الراشد الثالث، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لتخليه عن استخدام العنف!

    وهذا القول الأخير إنما يدل على أن قراءة الدكتور الأفندي لوقائع تلك الفترة من التاريخ الإسلامي قاصرة، لأن سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، عمل بمقتضى وصية ونبوءة أفضى إليه بسرها حبيبه وصهره الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، فامتنع عن حماية نفسه من المهاجمين.

    ولم يكن الدكتور الأفندي مهذبا حينما وصف سيدنا ذا النورين، رضي الله تعالى عنه، بالتنطع.

    ولم يلتزم بأدب العقاد العظيم، الذي سرق منه هذه الملاحظة التي أوردها صاحب (العبقريات)، رحمه الله، في مستهل كتابه (ذو النورين عثمان)، وفيها لم يوجه العقاد نقدا ولا لوما من أي نوع إلى سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، وإنما استثمر ملاحظته السديدة لصالح مقارنته وموازنته بين سيدينا الجليلين عثمان ومعاوية، عليها الرضوان، فذكر العقاد أن إحاطة معاوية، رضي الله تعالى عنه، لنفسه بالحرس والجيش هي التي مكنته من تحقيق استقرار الحكم.

    وليس أعجب من تمادي الأفندي في نقد الخلفاء الراشدين، وزرايته بوجه خاص على سيدنا عثمان، عليه الرضوان، إلا أن نراه ينقلب من هذا الموقف إلى الإشادة بمن قتلوه قائلا:" لكن التمرد نشأ كذلك على خلفية أزمة أكبر، وهي أزمة الشرعية، التي يتفق الكثيرون على أنها نشأت بسبب خروج عثمان بشكل ملحوظ عن نموذج الخلافة الأصلي كما بناه الشيخان أبا بكر (كذا في الأصل!) وعمر. وقد وضع المتمردون مطالب محددة تتعلق بالعودة إلى السياسات السابقة التي ضمنت معاملة عادلة ومتساوية للجميع".

    فهو يرى أن الذي انحرف عن النهج الصحيح كان سيدنا عثمان، عليه الرضوان، أما قتلته المجرمون فكانوا، في اعتقاد الأفندي، دعاة للشرعية ومناضلين في سبيل العدالة والمساواة!

    وبهذا النص ونصوص أخرى في كتابه، يؤمِّن الأفندي على مزاعم هؤلاء القتلة المجرمين الأوباش، الذين قدموا إلى المدينة المنورة من أقصى الأمصار، قبل أن تستقر في قلوبهم حقائق الإيمان، وقبل أن ينطبعوا بالتربية الإسلامية الصحيحة، التي تلقاها الصحابة الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجرأوا من ثم على ارتكاب الجرم الأشنع، بقتل الخليفة المسلم المسالم غير المقاوم الذي كان حينها مكبا على مصحفه يرتل كلام الله.




    ---------------

    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام (5 من 6)

    محمد وقيع الله


    الأفندي خطا خطوة خطرة ، تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها

    الدولة الإسلامية عند الأفندي دولة عنف وقمع ، حتى في عهد أرشد الخلفاء الراشدين

    أفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة، وتدعو إلى العلمانية، صحيحة في نظر الأفندي

    بعد أن هاجم الدكتور الأفندي الخلفاء الراشدين، ووجه اتهامه إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، باستخدام العنف غير المبرر ضد مانعي الزكاة ولأنه :" لم يقبل رأي واجتهاد مانعي الزكاة كما أنه لم يقبل نصيحة قادة الأمة الذين حذروه من قتالهم"، اتجه إلى تأسيس استنتاجه العام القائل إن دولة الخلافة الراشدة لم تكن دولة إسلامية، بل دولة تقليدية تجنح إلى استخدام وسائل العنف،وقال :" هذا الوضع اختلف بصورة جذرية بعد وفاة الرسول (ص)، حيث لم يكن هناك شخص يقوم مقامه ويتمتع بما يتمتع به من كلمة ونفوذ، مما جعل إقامة دولة تقليدية تعتمد على القهر ضمن وسائلها ضرورة لا مفر منها".

    وقد كانت تلك خطوة خطرة خطاها الأفندي باتجاه تأكيد فرضية بحثه الأساسية، التي تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها.

    وما فات الأفندي أن يستعين في هذا الصدد بفكر المارق عن إجماع علماء الأمة الإسلامية علي عبد الرازق، الذي كان أول من أثار هذه الفرضية في العصر الحديث في كتابه الشهير (الإسلام وأصول الحكم).

    وقد قام الأفندي بتلخيص أطروحة علي عبد الرازق في أحد فصول كتابه هذا وعقب عليها قائلا إنه قد شابها بعض التشويش الذي أدى إلى :" أن يحرم جهود عبد الرازق وأفكاره من تحقيق المساهمة الإيجابية التي كان من شأن النقاش الجرئ حول قضايا الفكر السياسي أن يحققها".

    فأفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة، وتدعو إلى العلمانية، وتؤصل لها بأدلة (إسلامية!) هي في جملتها صحيحة في نظر الأفندي لولا ما ثار عليها من تشويش.

    وعندما تراجع المدعو عبد الرازق عن أطروحته لاحقا (ولا دليل في الحقيقة لتراجع عبد الرازق عن أطروحته وإنما جبن فقط عن الاستمرار في التبشير بها) أسف الأفندي لذلك وقال:" فلا نجد مثلا في ما أورده من أسباب لموقفه الجديد أيه إضافة ذات معنى للفكر السياسي الإسلامي".

    فالإضافة ذات المعنى للفكر الإسلامي، بنظر الأفندي، هي تلك التي تنفي وجود الدولة في الإسلام، كما فعل ذلك علي عبد الرازق في كتابه، وكما فعل خالد محمد خالد في كتابه (كما هنا نبدأ)، أما إذا تراجعا عن هذا النفي المنكر فهو أمر لا نفع فيه.

    وفي الحقيقة فإن الثابت هو أن خالد محمد خالد هو الذي تراجع وحده عن رأيه القديم وأصدر في تصويبه كتابه عن (الدولة في الإسلام).

    ثم أخذ الأفندي على عاتقه مهمة تجديد فكر علي عبد الرازق في كتابه عن (الإسلام وأصول الحكم)، وراق له أن يعيد ترديد ما زعمه بشأن الطبيعة العلمانية للدولة الإسلامية فقال:" إن مفهوم الدولة الإسلامية الذي عمر به الخطاب الإسلامي الحديث لا يحتاج للمراجعة الشاملة فقط، بل ينبغي نبذه تماما من مفردات الخطاب السياسي حتى تعود العافية والعقلانية إلى هذا الخطاب. والتعبير البديل الأفضل قد يكون دولة المسلمين، أو الكيان السياسي الإسلامي، أو أي تعبير آخر يعكس حقيقة أن الدولة التي ينبغي للمسلمين ان يسعوا لإقامتها ليست نموذجا جاهزا يتنزل من عل وإنما هي ما ينتج عن الإرادة الحرة للأمة وبالتراضي من أفرادها وجماعاتها".

    ولا يجب أن يدهش القارئ لدى افتراض الأفندي أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تنتج عن الإرادة الحرة للأمة، ولا يمكن أن تنبثق عن التراضي بين من أفرادها وجماعاتها، فهذه هي المغالطة التي ترددت كثيرا في كتابه حتى وسمته بميسمها ووصمته بوصمها.

    فالدولة الإسلامية عنده هي دولة عنف وقمع بالضرورة، حتى في عهد أرشد الخلفاء الراشدين، لأنها لم تسمح للمرتدين أن يرتدوا عن الإسلام، ويخرجوا عن سلطة الدولة الإسلامية، ويحملوا السلاح ليهددوا به أمن المجتمع الإسلامي!

    ورئيس الدولة الإسلامية، وإن كان الصديق، رضي الله تعالى عنه، فهو عند الأفندي، مستبد برأيه، يسير الجيوش لمصادمة المرتدين، ولا يقبل نصيحة قادة الأمة إذا حذروه من قتالهم!

    وقد نسي الأفندي، أو تناسى كما يحلو له أن يتناسى ما لا يخدم حجته، أن أبابكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، قد حاجَّ معارضيه وناصحيه من الصحابة بحديث نبوي شريف، ما أن سمعوه من فيه الشريف حتى اقتنعوا بموقفه المنيف.

    وعندما رفض الأفندي مفهوم الدولة الإسلامية، ولو جرى تطبيقه في عهد الخلافة الراشدة، فإنه قد أعلن قَبوله لأي نموذج آخر للدولة يختاره المسلمون، ولو لم يتأسس على مفاهيم الإسلام ولم يلتزم بإلزاماته!

    فكأنما أصبح المسلمون حكَما على الإسلام لا محكومين به!

    وهذا المفهوم هو ذاته مفهوم ابن عربي الهائم للدين الذي شرحه في أشعاره المتذبذبة حين قال:



    قد صار قلبى قابلاً كلَّ صورةٍ فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهـبانِ

    وبيتٌ لأوثانٍ وكـعــبـةُ طـائـفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ

    أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني!



    وكما كان الحب مهما عند ابن عربي الحاتمي وشرطا وحيدا في صحة دينه، القائم على الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المهم عند الأفندي والشرط الوحيد لقيام دولته المثالية هو أن تسودها مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح وغير ذلك لا يهم.

    وبالطبع فلا خلاف بين المسلمين على أهمية مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، التي هي من كبريات مفاهيم الإسلام ومن أهم إلزاماته للدولة والأفراد.

    ولكن يجب أن نلاحظ أن الإسلام لا يقف عند هذه المفاهيم التي يلتقي فيها مع بعض صنوف الفكر الوضعي (الإنسانوي)، وإنما يتخطاها إلى آفاق أبعد يرتادها ويحقق فيها رسالته حيث أن مهمة الرسالة الإسلامية الأولى أن تعين على تعبيد العباد لرب العباد.

    وبالتالي فإن من أولى وأكبر غايات الدولة الإسلامية أن تعين مواطنيها على الاتصاف بقيم الإسلام وتعاليمه وإرشاداته، ومنها ما يختلف كثيرا ويتعارض تعارضا جوهريا مع بعض دعاوى الفكر الوضعي العلماني (الإنسانوي)، الذي يدين به عبد الوهاب الأفندي، ويدعو المسلمين إلى اتباعه ونبذ ما يخالفه من واجبات الدين.




    ---------------------


    في تدهور نوعي : جهاز الأمن يمنع الإسلامي المخضرم الطيب زين العابدين من الكتابة
    June 20, 2012
    (حريات)

    منع جهاز الأمن الإسلامي المخضرم البروفسير الطيب زين العابدين عن الكتابة ، كما أبلغ (حريات) مصدر مطلع وموثوق بصحيفة (الصحافة) التي يكتب بها .

    والبروفسير الطيب زين العابدين أستاذ للعلوم السياسية ، كان رئيساً لمجلس شورى الجبهة الإسلامية القومية إبان الديمقراطية ، وشهد عدد من قادة الجبهة بانه رفض تدبير إنقلاب 30 يونيو ، كما رفض طيلة سنوات الإنقاذ الإستوزار ، وظل متسقاً في إنتقاده لإنتهاكات حقوق الانسان ، وبهذا ظل يتمتع بإحترام واسع وسط كافة القوى الفكرية والسياسية في البلاد .

    وكثيراً ما انتقد البروفسير الطيب زين العابدين فساد الإنقاذ ، وقال في صالون المرحوم سيد أحمد خليفة الأخير أن الإسلاميين ارتكبوا فساداً غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث .

    وكتب في آخر مقالاته بصحيفة (الصحافة) 17 يونيو ( …… والمجالات التي تتطلب مراجعة جذرية لإصلاح الحالة الإقتصادية المتردية هي: الفساد الذي استشرى في كل كيان الدولة وعجزت عن محاربته حتى عندما تكتمل وثائقه وتنشر على الناس، الصرف السياسي والسيادي البذخي، ترهل أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية وارتفاع مخصصات الدستوريين، عدم خصخصة شركات القطاع العام رغم السياسة المعلنة وهي مصدر فساد وسوء إدارة، احتكار السلع والخدمات لجهات بعينها قريبة من الحكومة، غياب الشفافية في المعاملات المالية الحكومية، تجنيب الأموال العامة خارج وزارة المالية في بعض الإدارات المتنفذة، اختلال سياسات الأجور في الخدمة المدنية. …..

    …. ان ما سيحرك الشارع ضد السلطة ليس هو الفلس المادي فقط ولكن أكثر منه هو الفلس الأخلاقي والمعنوي. فالحكومة التي يعشعش في جنباتها الفساد ولا تعدل في صرف الأموال العامة على الخدمات الضرورية للإنسان (صحة وتعليم ومياه) ولا في توزيع الدعم المركزي على الولايات، وتنافس الناس في أرزاقهم عن طريق شركاتها الاحتكارية ووزرائها ومحاسيبها، وتفشل في توفير العمل للعطالة حتى في أوساط الخريجين الذين تضخمت أعدادهم دون جدوى علمية أو اقتصادية، والتي تشعل نيران النزاعات في أنحاء البلاد بحلول عسكرية لا طاقة لها بها، وتطول القائمة… مثل هذه الحكومة لا حق لها في مطالبة الناس بربط الأحزمة على البطون لأنها تضرب أسوأ مثل في التضحية والعدالة وحسن الإدارة والتصرف في المال العام. وينبغي للحكومة أن تحسن قبل فوات الأوان قراءة بعض المؤشرات الواضحة التي تأتيها من صلب أعضائها الملتزمين داخل الحركة الإسلامية والحزب الحاكم، فقد بدأت مذكرات الململة والاحتجاج من قطاعات مقدرة في الحركة الإسلامية والتي نشرت على الملأ، وأصبح البرلمان يصدع بالنقد في وجه الحكومة أكثر من أحزاب المعارضة، وبدأت ظاهرة الاستقالة من المناصب الوزارية وكشف الوزراء لفساد سابقيهم في المنصب. ولا تكاد تجد في منتديات الناس من يتصدى للدفاع عن سياسات الحكومة الخرقاء، وسيكتشف الناس قريباً أن دابة الأرض قد أكلت منسأة الإنقاذ وما بقي لها إلا أن تخر على الأرض! ثم إن هذه الحكومة قد بقيت معنا بشخوصها وسياساتها أطوّل مما ينبغي! فهلا رحلت عنا حتى يذكر الناس لها بعض الخير في مقبل الأيام.) .

    وسبق وأوقف جهاز الأمن عدداً من الصحفيين عن الكتابة أبرزهم الأساتذة حيدر المكاشفي ، فايز السليك ، زهير السراج ، رشا عوض ، أبوذر الأمين ، خالد فضل ، اشرف عبد العزيز، أمل هباني، عثمان شبونة ، مجاهد عبد الله والطاهر أبو جوهرة .

    ويعتبر إيقاف البروفسير الطيب زين العابدين تطوراً نوعياً ، فلم تعد الإنقاذ تضيق بمنتقديها من التيارات الأخرى وحسب ، وإنما كذلك بالإسلاميين المستقلين ، بقامة وتاريخ الطيب زين العابدين .










                  

06-24-2012, 07:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    البروفيسور التيجاني عبد القادر: (4)
    الإنقاذ كانت انقلاباً مزدوجاً على الأحزاب وعلى الحركة الإسلامية

    اتيح للحركة الاسلامية السودانية فرصة لم تتح لغيرها من الحركات الاسلامية، فقد وصلت الى سدة الحكم عبر حكومة الانقاذ الوطني في يونيو 1989م.. فهل نجحت الحركة الاسلامية بعدما وصلت الى السلطان في تمثيل رؤية الاسلام في السياسة والادارة والاجتماع والاقتصاد؟ وهل استطاعت الحركة الاسلامية ان تنزل شعاراتها الفكرية الى برنامج عمل يومي؟ وهل قدمت فرصاً متساوية لمنطق العدل والمواطنة في الخدمات بعيداً عن امراض خصومها؟
    في هذا الجزء الرابع من المراجعات التي تجريها قناة «الشروق» مع البروفيسور التيجاني عبد القادر حامد وتنشرها «الصحافة» تتوقف معه عند مشروع الحركة الإسلامية السودانية من حيث التطبيق والممارسة، من خلال مشروع حكومة الانقاذ الوطني.
    ٭ قضية الهامش والمركز كانت واضحة في ادبيات اليسار ولديهم رؤى في كيفية التعامل معها.. هل كانت هذه القضية كذلك واضحة لدى الحركة الاسلامية؟
    ــ طبعا نحن عناصر الحركة الاسلامية نفسها أبناء الهامش وأبناء المهمشين، واذا نظرت لعضوية الحركة الاسلامية الغالبة تجد أنها اتت من الهامش ولم تأت من المركز، وكانت قضيتنا أن نصل للمركز حتى نعيد تشكيل الاحزاب السياسية ونعيد تشكيل الدولة السودانية حتى نحل قضية الهامش والمركز عن طريق اجراءات قانونية وكذا.. لكن الذي حدث اننا شيئاً فشيئاً تحولنا نحن للمركز ولم يتغير الهامش بالصورة المطلوبة. وأنت ذكرت الحركة اليسارية، فالحركة اليسارية اهتمامها بالهامش جاء متأخراً في فترة معينة من تاريخ السودان، واذا نظرت لأدبيات الحزب الشيوعي في الستينيات فإنه لم يكن يطرح قضية الهامش، ولكن في الفترة الاخيرة فترة نميري وما بعدها طرح مسألة الهامش بصورة قوية. وطبعاً هذه قضية مازالت مطروحة.. وأنا أعتقد أن الحركة الإسلامية ينبغي أن يتأكد لعضويتها وقيادتها ان هذه القضية هي قضية محورية، وينبغي ان تكون محورية في برنامجنا ومشروعنا الاسلامي اذا كان تبقى شيء من هذا المشروع. لأن مربط العمل الاسلامي يقوم حول مسألة العدالة الاجتماعية، ومسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش، ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الاسلامية.. طبعا هناك فرق بين ما ينبغي وما هو كائن.
    ٭ بروف التيجاني لك مسيرة طويلة بالحركة الإسلامية، وعاصرت تطورات مختلفة داخل الحركة.. هل كانت شعارات مثل الشورى والديمقراطية وتداول الأدوار يتم تطبيقها داخل الحركة بشكل يشير للأنموذج الاسلامي الحقيقي؟
    ــ كانت هناك اجتهادات قبل مرحلة الدولة، وكنا نحاول قدر الامكان ان نمارس قدراً كبيراً من الشورى، لأن التنظيم الاسلامي أصلاً تنظيم طوعي وحر، ونحن دخلنا في هذه الحركة الاسلامية بحر ارادتنا وبطوعنا، وكلنا كنا زملاءً وأنداداً، فلا يوجد انسان له فضل على الآخر، ولا هناك بيت مؤسس والبيوت الأخرى تابعة له، ولا توجد علاقة تبعية وانما كانت العلاقة علاقة ندية وزمالة، وبالتالي طبيعي أن تكون العلاقات كلها قائمة على الشورى والمساواة وعلى المشاركة في تحديد ملامح البرنامج وأهدافه، فهذا هو سر قوة الحركة الإسلامية في فتراتها الأولى، ولكن طبعاً بدأ يضعف هذا في داخل الحركة الاسلامية، وهو الذي ترتبت عليه المشكلات والانشقاقات. وأنا اعتقد ان معظم الانشقاقات التي حدثت تعود الى انه اصبحت تبرز تكتلات داخل الحركة الاسلامية ومراكز قوى وقيادات وشيء من هذا القبيل وتضعف الشورى، فطبيعي أن تتحول الشورى الى شعار وتتحول الى شكل.. وهذا ما يصيب كثيراً من التنظيمات.
    ٭ في المسيرة الطويلة للحركة الاسلامية قبل الحكم تعرضت للكثير من التحديات السياسية والاجتماعية.. هل كانت مدركة لحجم التحديات والعقبات، وهل كانت لديها رؤية واضحة للتعامل معها؟
    ــ من الصعب في العمل السياسي ان تكون لديك مسودة لكل ما يأتي بالمستقبل، فهذا غير ممكن لا للحركة الاسلامية ولا غيرها، لأن السياسة فيها تطورات ومفاجآت تقع عليك، فطبيعي أنك تستجيب لهذه الظروف، ولكن هذا لا يمنع ان تكون هناك موجهات استراتيجية وخطوط مبدئية توجه العمل السياسي، فاذا تحدثنا عن هذا نعم الحركة الاسلامية في معظم الاحيان كانت لها موجهات سياسية وخطوط استراتيجية تخفت وتعلو في بعض الاحيان وتتغير، لكن كانت هناك خريطة خاصة بعد عام خمسة وسبعين، فالحركة الاسلامية اصبحت اكثر نضجا ولها رؤى كثيرة، لكن المشكلة أي رؤية، وهل هذه الرؤية هي فعلاً الرؤية السديدة وهي المطلوبة، وبنيت على قراءة واقعية وحقيقية للواقع واستشراف للمستقبل؟ هذا موضع سؤال، وقولنا ان هناك رؤية لا يعني انها بالضرورة رؤية مكتملة وكافية وشافية.
    ٭ علاقة الحركة الاسلامية بالحركات الاسلامية الاخرى.. كيف تنظر اليها وما الذي يميز الحركة الاسلامية السودانية عن بقية الحركات؟
    ــ الحركات الإسلامية الأخرى نشأت في ظروف مختلفة بعض الشيء، وتعرضت لضغوط واضطهادات لم تتعرض لها الحركة الاسلامية في السودان.. صحيح نحن تعرضنا لمضايقات، ولكن عندما نقارن مضايقاتنا تحت نظام نميري بالمضايقات التي تعرض لها الاخوان المسلمون في ظل النظم الاخرى نحمد الله على هذا.
    ٭ هل يرجع هذا الى خصوصية المجتمع السوداني؟
    ــ اعتقد أن ذلك يرجع الى خصوصية المجتمع السوداني والثقافة السودانية المتسامحة، لذلك نحن نشأنا أحراراً الى فترة طويلة ولم نصب بعقد نفسية ولا أحقاد عميقة بداخل المجتمع، وهذا الانفتاح كان المرجو أن يبلغ مداه، فالحركة السودانية حركة منفتحة وتستطيع ان تنفتح على المجتمع السوداني بفئاته المختلفة، ولا تحدث هذه التوترات الحادة التي حدثت أخيراً بعد التجربة.. وكثير من الناس يستغربون أن الحركة السودانية المنفتحة التي انجبها مجتمع سوداني متسامح منفتح تحولت إلى هذه الصورة القاهرة بعض الشيء في بعض الظروف.
    ٭ هل كانت الحركة الاسلامية السودانية مهيأة لتجربة الحكم؟
    ــ كانت مهيأة نسبياً ولم تكن مهيأة بصورة كاملة، وأعتقد ان جزءاً من برنامجها على المستوى النظري لم يكتمل ولم ينضج، وجزء من الاطر البشرية والفنية لم تكن مكتملة بصورة كاملة، ولكن هكذا تكون الاوضاع السياسية عموماً فلا تتاح دائما الفرصة لأي فريق ان يكتمل في ادواته ويكتمل في كل اطره ثم يستولي علي السلطة.
    ٭ المبررات التي ساقتها الحركة الإسلامية للقفز على السلطة عبر انقلاب هل يمكن أن تصمد بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر؟
    ــ لنكن دقيقين.. المبررات ساقتها قيادة الحركة الاسلامية التي كانت تشرف على هذه العمليات، لأن قواعد الحركة الاسلامية لم يكن لها رأي في هذه المسألة، وطبعاً بعض المبررات سقط الآن بدليل ان الذين كانوا يشرفون على العملية نفسها اعترفوا بأن القرار نفسه كان خاطئاً وتابوا واستغفروا عن ذلك، فما اظن ان هناك دلالة ابلغ من هذا. ولكن بالنسبة للدارسين فإنهم يستطيعون ان يتأملوا الظروف والخلفيات التي قامت فيها حركة الانقاذ من ظروف داخلية وسياسية وعسكرية، فمن الممكن أن يقال إن القيادة كانت في ظرف قدرت فيه تقديراً سياسياً معيناً، ورجحت ان هذا هو الخيار الانسب للسودان او الخيار الانسب للحركة الاسلامية، واتخذ القرار وفقا لهذه المعطيات، وطبعاً التجربة قد تكذب او تصدق هذه الافتراضات.
    ٭ في كتباتك أشرت إلى أن هناك تصورين مختلفين لمشروع الانقاذ لم يتم التعبير عنهما بصورة واضحة، ولم تتح الفرصة للنقاش حولهما بصورة مستفيضة.. لنقف على هذين التصورين؟
    ــ أنا أظن والله اعلم بالصواب أن الأمين العام ومجموعة قليلة معه في القيادة كان لديهم تصور للانقلاب ولما لما بعده، لكن الجانب الآخر في المعادلة خاصة العناصر العسكرية التي شاركت في التنفيذ لم تكن لها تصورات مكتملة للعملية وما بعد العملية، لكن اكتملت تصوراتها وبدأت تتحسس وتكتشف مآلات هذا الحدث فيما بعد، وذلك هو الذي أدى الى التوتر بين الفريقين.
    ٭ الانقاذ بدأت بخطاب مصادم مع القوى الأجنبية ومع القوى الداخلية والمعارضة داخل السودان.. هذه المصادمة تنم عن قلة خبرة بالعمل السياسي ومتغيرات السياسة العالمية، ام انه كان ضرورياً لاشعار الآخرين أن هذه الدولة لديها خطاب محدد تطرحه بهذه الصورة؟
    ــ الخطاب متصل بالرؤية وبالفكرة الأساسية، فاذا كان هناك عيب في الخطاب ممكن ان يرجع لعيب في الرؤية الابتدائية اصلا، وانا اظن ان الأمر كذلك. والرؤية نفسها فيها خلل بمعنى أن الرؤية مهمتها ان تساعدنا في تحديد التناقضات الأساسية في المجتمع وتحديد الخصم الأساسي او الخصم الثانوي، حتى يستطيع السياسي أو التنفيذي ان يوجه خطاباً لكل فئة بالصورة التي تناسبها، وانا اعتقد ان واحدة من اسباب هذه الحدة في خطاب الانقاذ أول الأمر أنه حدث خلط شديد جداً بين العدو الاستراتيجي في تصنيف الانقاذ للقوى السياسية والأعداء الثانويين.. العدو الاستراتيجي والنقيض الاساسي كان هو الحركة الشعبية المتمردة التي كانت تستولي على اجزاء من البلاد، فوضعها في هذه الحالة وضع منطقي وطبيعي، لكن الفئات السياسية الأخرى ما كان ينبغي ان توضع في خانة العدو الاستراتيجي مثلها مثل الحركة الشعبية، وما كان ينبغي ان يوجه لها خطاب.. هي خصم ولكن خصم ثانوي، والخصومات الثانوية يمكن ان تسوى بخطاب أقل حدة. وانا افتكر أن حدة الخطاب وقطعيته نتجت عن هذا الخلط، يعني اعتبر الخصم الثانوي والعدو الاستراتيجي كلهم في سلة واحدة، ووجهت عليهم مدفعية واحدة.. طبعاً هذه ترتبت عليها خسائر كبيرة.
    ٭ هذا ما يتعلق بالخطاب الداخلي.. ماذا عن الخطاب الخارجي؟
    ــ الحدة في الخطاب الخارجي ايضا نتيجة لنفس الرؤية، لانها اعتبرت الخارج في خانة واحدة، وكله يصب في صالح العدو الاستراتيجي، وبالتالي الحق بالعدو الاسترايتيجي، فلم يميز بين قوى كان يمكن ان تكون اقل عدائية لو حيدت، فالنظر للعالم بهذه الصورة لا ينم عن رؤية فكرية ناضجة، وانما يدل على تعجل سياسي، وهذا التعجل هو الذي يقود إلى التعثرات في تقييم الآخرين والحكم عليهم واطلاق الشعارات بصورة حادة. وطبعا هذا سرعان ما ينقلب إلى ضد لأنه بعد قليل تجبرك السياسة على ان تتعامل وتعيد التصنيف للثانوي، وتدخل في تناقضات سياسية لا أول لها ولا آخر.
    ٭ انفتاح السودان في ذلك الوقت عبر مشروع الانقاذ على الحركات الاسلامية الاخرى وايواؤه عدداً كبيراً من الاسلاميين وتأسيس المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي داخل السودان.. كل هذه خطوات البعض كان يقرأها في اتجاه الحركة نحو بسط مشروع اسلامي عالمي، ثم بعد ذلك تم التراجع عن جملة هذه الاجراءات.. فهل التراجع كان ثمرة قراءة متأنية لأخطاء سياسية تمت في ذلك الوقت؟
    ــ الانفتاح متفق عليه، كما أن الحركة الاسلامية السودانية قبل الدولة وبعد الدولة كانت تحاول ان تنفتح ما امكن على الحركة الاسلامية والحركات التحررية حتى في العالم العربي والمحيط الافريقي، باعتبار ان هذا حزام طبيعي تستطيع ان تتناصر وتتقوى به، لكن التنفيذ لهذه الامور والتوقيت ايضا ربما لم يكن موفقا بالصورة المناسبة، ولا تنسى ايضا ان الاجواء الدولية المعادية للسودان عموماً وللحركة الاسلامية ما كانت تسمح بمثل هذا النوع من التلاقي، اضافة الى ذلك في داخل الحركة الاسلامية كان هناك تنافر ايضا بين الداعين للانفتاح على الحركات التحررية والتناصر بها، وبين فريق آخر كان لا يرى ان هناك داعياً، وان المسألة ضررها أكثر من نفعها وتجلب من الغضب الاقليمي والدولي اكثر مما تقوي الحركة، فكان هناك تنافر واختلاف في هذه المسألة أدى إلى احباط الفكرة.
    ٭ جوبهت الانقاذ في بداياتها بكم كثير من الازمات.. حصار اقتصادي، حرب اهلية، تضييق عالمي.. والى حد ما استطاعات الانقاذ تجاوز هذه الازمات.. هل هذا دلالة على انها كانت تنطوي على مشروع سياسي محدد تجاوزت به الأزمات؟ ام انها هي البركة كما يقول البعض؟
    ــ الفكرة الاساسية من الاستيلاء على الدولة كانت هي ان تتاح لك فرصة لتتصل بالشعب وتحرك في الشعب قوى حقيقية تفسح لها المجال وتتناصر بها، فكانت الفكرة ألا نكتفي مثلاً في الدفاع فقط بالدفاع النظامي او القوى العسكرية النظامية، انما يوسع مفهوم الدفاع ليتاح للشعب الفرصة للدفاع عن ارضه، وكذلك في الاقتصاد والثقافة.. فالفكرة هي ان الدولة تكون أداة لتقوية المجتمع، والهدف كان هو خلق وايجاد اطر اجتماعية قوية وفاعلة تستند إليها الدولة، لأن الدولة في السودان أصلاً بطبيعتها ضعيفة لاسباب موضوعية، لذلك كان الهدف أن نعوض ضعف الدولة بتقوية المجتمع ليكون سند اذا اتت هجمة خارجية او ضائقة اقتصادية، فاذا كانت عندك قاعدة اجتماعية قوية يمكنك ان تمتص ذلك، واظن ان الانقاذ في سنواتها الاولى نجحت في تحريك قطاعات كبيرة من الشعب، ووجدت تأييداً من قطاعات كبيرة، وكان الامل كبيراً في الانقاذ بأنها تستطيع أن تعبر بالسودان من حالة التخلف والفقر الى حالة اخرى.. وطبعا هناك عوامل كثيرة لم تدع هذا المشروع ان يستمر.
    ٭ في بداية التعبئة الجهادية والدفع بالشباب والطلاب وقيادات الحركة الى مناطق العمليات في ذلك الوقت ادخل ثقافة جديدة وسط كوادر الحركة الاسلامية.. كيف تنظر الى ثقافة التجييش هذه داخل مؤسسات الحركة؟ وهل كانت لصالح الحركة ام ولدت اشكاليات اخرى؟
    ــ في تقديري أن مسألة الدفاع الشعبي وما يتصل بالمفهوم الاساسي لم يكن فقط الناحية العسكرية، كان المقصود هو ان يشارك الشباب في جهود الدفاع بامكانات ثقافية وامكانات معرفية تعطى الدفاع الشعبي الوطني ابعاداً حضارية وثقافية كاملة.. لكن بكل اسف وللظروف الضاغطة على السودان تحولت فكرة الدفاع الشعبي الي دفاع عسكري، وهذه مشكلة، وولدت مشكلات كثيرة داخل التنظيم، فاصبحت عناصر كثيرة في التنظيم لديها نزعة لحسم الامور عن طريق القوة وعن طريق الفعل النظامي المباشر الي آخره، وقلت مساحات الحوار والتسامح مع الآخرين، فتمت عسكرة التنظيم في تقديري بطريقة غير مقصودة، لأن المقصود كان توسعة الاطار العسكري ورفده بعناصر متعلمة وثقافية، ولكن الحصل عكس ذلك.. وطبعا هذا لا يعني انه لم تتحقق نجاحات، لكن عسكرة التنظيم هذه ظاهرة، فالتنظيم تحول الى عبارات التنوير وعبارات الضبط والربط ومثلها.. وهذا ما كان ينبغي ولا اعتقد ان هناك فائدة منه.
    ٭ تعامل الانقاذ الخارجي في ذلك الوقت في بدايات الانقاذ ولد مشكلات مع عدد كبير من دول الجوار، فاصبحت هناك خصومة واضحة مع دول كانت في الاصل علاقات السودان معها جيدة.. فهل هذا نتاج سياسة خارجية غير راشدة، ام انها نوع من الاستعداء على الانقاذ لأنها تطرح مشروعا اسلاميا واضح المعالم؟
    ــ هناك حقائق في السياسة الدولية، منها ان هناك قوى عالمية كبرى علمياً وتكنولوجياً واقتصادياً، ولها هيمنة خاصة بعد سقوط المعسكر الشرقي، وان هذه الدول الكبرى المهيمنة لها تحالفات اقليمية من خلالها تمرر هذه الهيمنة.. فاي مشروع معاكس لمشروع الهيمنة الغربية بهذه الصورة سوف يجد نفسه في مأزق. فالسودان في البداية حتى ولو لم يطرح نفسه مشروعاً معاكساً الا انه قرئ بهذه الصورة، وعلم من اتجاهاته الأولى انه اتجاه معاكس، لذلك وجهت إليه كثير من المضايقات الدولية والاقليمية، وكان هناك تخوف خاصة من الشعارات التي بدأ بها مثل شعار الاسلمة والعسكرة وشعار التوسع الاقليمي وتصدير الثورة.. فهذه كلها شعارات كانت ضارة بالمشروع وألبت عليه قوى أكثر من قدرة السودان وأكثر من قدرة الحركة الإسلامية.
    ٭ هل كان بالإمكان لحكومة الانقاذ في بداية طرحها أن تخفي وجهها؟ هل كان يمكن أن تكون هذه الشعارات في السر؟
    ــ انا اعتقد ان المشكلة الاساسية ليست فقط في الشعارات او في العداء الخارجي.. مشكلة الانقاذ الحقيقية انها لم تستطع ان تستوعب الداخل نفسه وتتصالح مع الداخل السوداني بصورة سريعة وفعالة، فخصوم الداخل الذين حولتهم الحركة الى خصوم استراتيجيين هم الذين صاروا المعول الذي تستخدمه القوى الخارجية لضرب الانقاذ، فقوى الخارج لم تفعل شيئاً أكثر من أنها قدمت بعض التسهيلات وبعض الدعومات للقوى السياسية الداخلية التي خرجت من داخل السودان وجيشت في الشرق وفي الغرب. وأنا افتكر ان هذه هي النقطة التي ينبغي ان يسلط عليها الضوء. فالمشكلة هي مشكلة داخلية، مشكلة السلم الداخلي، ومشكلة المشاركة السياسية الداخلية والانفتاح على القوى السياسية الداخلية والتعامل معها بصدق ومحاولة جذبها للمشروع، فاذا انت فشلت في التعاون مع القوى الداخلية الوطنية التي يمكن ان تصنف ايضا بأنها قوى اسلامية ايضا الى حد ما، فاذا فشلت في التعامل معها وحولتها لأعداء أساسيين فلماذا تلوم الآخرين؟
    ٭ لم تبادر الانقاذ ام ان خصوم الداخل احجموا عن المشاركة ورفضوا مبادرات الانقاذ للتصالح؟
    ــ ينبغي ان نفرق بين قيادات الأحزاب وبين جماهير هذه الأحزاب.. طبعا طبيعي.. فقيادات الأحزاب اذا انت ازحتها عن الحكم لن يعودوا اليك صاغرين، ولكن هناك برامج اجتماعية كثيرة وبرامج ثقافية يمكن أن تستوعب فيها قواعد هذه الاحزاب، وتفتح لها المنابر وتكون هي القاعدة العريضة التي تستند إليها الانقاذ، وكسب هذه القواعد أسهل كثيرا من كسب القيادات المحترفة التي كانت على رأسها، وهذا لم يتم بالصورة المطلوبة، وبالتالي السبب ليس انها احجمت لكن في تقديري ان الانقاذ بمثل ما طوت صفحة الأحزاب السياسية طوت صفحة الحركة الاسلامية نفسها التي صعدت بها للحكم، فصار التفاهم مع القواعد الحزبية عن طريق الأجهزة الأمنية والنظامية وليس عن طريق الوسائل السياسية، لانها جمدت الحركة الاسلامية بصورة كاملة وابطلت فعالياتها، وأصبحت الدولة وأجهزتها هي التي تقوم بالعملية السياسية، وهذا فشل كبير جداً لا شك في ذلك، ولم تترتب عليه النتائج الايجابية المطلوبة.
    ٭ هل كانت القبضة الأمنية مبررة؟ وهل كان مطلوباً هيمنة القيادات على مفاصل الدولة في بدايات الإنقاذ؟ وهل كان ذلك مطلوباً من أجل التمكين والدولة؟
    ــ اذا تحدثنا بوضوح وصراحة أكثر.. نقول إن الانقاذ كانت انقلاباً مزدوجاً.. فهي انقلاب خارجي على الاحزاب والنظم السياسية والاطاحة بها بصورة كاملة، فالحركة الاسلامية جمدت وازيحت، والمشروع كله تحول الى مشروع عسكري بمبررات كثيرة.. بمبررات الضغوط الدولية والتآمر الحزبي، ومبررات لا نهاية لها، ولكنها في تقديري كلها مبررات قائمة على افتراضات وقراءات ممعنة في الخطأ، وترتبت عليها تطورات أخرى كانت نتيجتها فادحة على الحركة الإسلامية

    الصحافة

    22/6/2012

    ---------------

    مع المراقب العام للإخوان المسلمين الجديد علي جاويش «2»:

    نشر بتاريخ السبت, 23 حزيران/يونيو 2012 13:15


    > حوار: سيف الدين أحمد> تصوير: متوكل البجاوي

    مياه كثيرة جرت تحت جسر الحركة الإسلامية بمسمياتها المختلفة ومكونتها العديدة منذ العام 1969م الذي شهد طلاقًا بائنًا بين الإسلاميين بسبب جملة من الخلافات الفكرية دار أغلبها حول التطبيق الفعلي لمنهج الإسلاميين وإنزاله إلى أرض الواقع بالرغم من قناعتهم بأن الإسلام هو الحل لكل قضايا العصر، إلا أن المراقب العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ علي محمد أحمد جاويش ، بدا في هذا الحوار أكثر يقينًا بأن تطبيق الدستور الإسلامي هو الحل ولذلك ألقى اللوم على الإسلاميين لتفريطهم في المبادئ الإسلامية التي يرى أنها المعادلة الحقيقية التي ينصلح بها الحال، ولكن بالرغم من آرائه الواضحة والجريئة حول منهج الترابي الذي يرى أنه ليس على قناعة بتنظيم الإخوان المسلمين وطريقة تفكيرهم، إلا أنه يعتقد إلى حد كبير أن المؤتمر الوطني هو خريج مدرسة الترابي في المسائل السياسية وليس بالضرورة المسائل الفكرية،


    و يرى أن النظام السياسي الذي يجب أن تسير عليه الجماعة هو نظام محكم بما ورد في تاريخ المسلمين وفي فقههم على نحو أن تولية المسلمين الرجل الصالح القوي أمر واجب وكذلك لا بد أن يحاسَب وألاّ يكون مستديمًا في الحكم وهو مسؤول عن أموال الناس وحقوقهم وليس له أي صفة تميزه عن الآخرين غير أنه مسؤول منتخب، ويرى أن الاختلاف الوحيد بينهم وبين الحركة الإسلامية التي يتولى زمامها النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، هو عدم فعاليتها فهو يراهم على نفس منهج تربية الإخوان المسلمين، موضحًا أن الحركة الإسلامية إن كانت موجودة فعليها أن تحكم بالدستور الإسلامي.


    > ذكرت الوحدة الاسلامية بعيدًا عن الترابي مؤسس التنظيم الحالي للحركة الإسلامية إذا اخذناه بعيدًا عنكم، وكثيرون يرونه مفكرًا إسلاميًا ومجددًا ومجتهدًا وله قبول في بعض الدول الإسلامية التي تتفاكر معه في أمور كثيرة، ألا ترى أن الأمر سيكون مجديًا إذا تم النظر إليه من هذه الزاوية؟


    < ما افترضته عن الترابي مجرد رأي بالنسبة لي ولكن أنا لا أوافق على هذه الأوصاف التي وصفته بها، نحن نتكلم عن مبدأ إسلامي يقول «اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال»، لا أحد يقول إن زيدًا من الناس الحق تبعه، ولكن تعرف الحق تعرف أهله، لا نقول كذلك فهذا من ناحية منهجية خطأ، وندعو الله أن يهديه، نحن نعرف أن الحق من الكتاب والسنة وكل من سار على هذا النهج وزن بهذا الميزان.


    > هل تقصد آراء الترابي واجتهاداته في الأمور الدينية والفقهية وما إلى ذلك؟


    < في تقديري الخاص الترابي ليس مؤمنًا بما جاء في بعض أحاديث الرسول «ص» وتفسير القرآن أو باجتهادات الفقهاء، ويظن أنه مجتهد أكبر منهم جميعًا، يظن أنه متفوق على التفكير البشري وهذه مشكلته الأساسية، ولكنه شعر بالفشل، فهو يرى أنه يمكن أن يصبح كل شيء في السودان، الحاكم والذي يعطي التعليمات والأوامر وكذا، ولكنه فشل لأنه اختلف مع أناس يراهم تلاميذ عاديين، أخذوا منه السلطة والحكم.


    > كيف تقارن بينه وبين إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي في مثل هذه الأمور؟؟


    < اظن أن الترابي والمهدي يتطابقان في عدم إلمامهما بكل تفاصيل الإسلام، بالرغم أن كلاً منهما ينطلق من منطلقات مختلفة ولكن النتيجة واحدة، الصادق المهدي أيضًا يرى أنه عبقري وفوق الجميع، وحتى يرى أنه أحسن من الإمام المهدي نفسه وأنه زعيم عالمي، وله فتاوى خارجة عن الإسلام ومما أجمع عليه الناس، وتوفرت له كل الإمكانات التي لم تتوفر لأحد في السودان ومع ذلك فشل فشلاً كبيرًا.


    > أنتم تقولون إن دعوتكم تمازج بين الحاضر والمستقبل ....

    < قاطعني قائلاً : «تمازج بين ضرورات الحياة الحاضرة وما ورد من نصوص إسلامية عامة طبقت في الماضي وتطبق في المستقبل يستخرج منها حكم الحاضر والمستقبل»
    > نعم، إذًا هل لديكم آراء واجتهادات في حل إشكالات مماثلة لما يحاول طرحها هؤلاء القادة؟
    < أنت تفترض أن هؤلاء مفكرون «ضحك».. ما يظنه بعض الناس إشكالاً في النصوص هذا افتراض خاطئ، النصوص الإسلامية تتسع لكل وقت، هناك علماء اجتهدوا في مجالات كثيرة والآن هناك اجتهادات حديثة وفق الكتاب والسنة لكثير من القضايا الموجودة في الاقتصاد، المرأة، الحكم، وهؤلاء ليسوا مجددين، انظر هناك أخي «أشار بيده إلى سلسلة كتاب وضعه أعلى قائمة مكتبته»، هذا الكتاب الفقه الإسلامي لـ «وهب الزحيلي» وهو رجل عالم وموجود في سوريا وكثير من القضايا عولجت في هذه السلسلة، لكن الناس لا يطلّعون على الكتب.

    > ما هو رأيكم بالتحديد حول هذه القضايا؟


    < آراؤنا طرحناها في الصحف والمجلس الوطني منذ دخولنا له في العام «2005م»، و قدمنا الآراء الفقهية الناضجة التي تتفق اتفاقًا كاملاً مع الإسلام وتعالج المشكلات الحالية التي تتحدث عنها الحكومة، الاستلاف من الخارج والمعاملات، الفساد المالي وكيف يعالج وقلنا يولى الرجل الصالح والقوى الأمين هذه قضية أساسية، التعليم وفيما عرف بالخطة ربع القرنية قلنا هذا كلام هباء، وقلنا مثلاً في ثلاث أو أربع سنوات يمكن أن نتفق على حاجة واحدة وتنتهي المشكلة ومازلنا نقدِّم آراءنا في كثير من المشكلات.


    > ما هي طبيعة الخلافات التي أدت إلى مفارقة بينكم وبين مجموعة الإخوان التي يقودها ياسر جاد الله؟
    < ما عهدنا اختلافًا أساسيًا من ناحية الفكر الإسلامي في المنهج منذ انفصالنا، ولاندري حتى لماذا انفصلوا، هناك اختلاف في تقدير بعض المواقف السياسية، الحرب في الجنوب مثلاً كانت لديهم رؤية نظنها خطأ، وكان لديهم رأي في اتفاقية نيفاشا ويظنون أننا قبلنا بها ولكننا لم نقبل بها بالرغم من تعاملنا معها.


    > ذكرت لي خلال الحوار أن هناك ثلاث قضايا، الدستور، والفساد، ومعايش الناس، أوقف الحوار مع الوطني باعتباره لم يرد عليها.. لماذا توقف، وهل من مستجدات في هذا الأمر؟


    < منذ أن أعلن المؤتمر الوطني الحكومة العريضة لم يتصل بنا، ومازلنا عند رأينا أن الحكم بالشريعة هو الكفيل بإقامة أمر العدل في السودان، وتقويم كل الأمور المعوجة فيه سعة وانضباط للحاكم والمحكوم وليس هناك حصانات وبغير هذا لن يصلح أمر البلاد، المسألة الثانية هي مسألة الفساد، يجب أن يوقف الفساد، الآن كل يوم قضايا جديدة، لابد أن تولى المناصب لأناس يُعرفون بأمانتهم وعلمهم، ثم المحاكمة، وكذلك في أمر المعايش، لكن الحكومة الآن تعيش موقفًا ماليًا صعبًا.


    > هل توقف الحوار تمامًا الآن؟
    < نعم، أرسلنا لهم خطابًا رسميًا بوقف الحوار
    > هل يمكن أن تتحالفوا مع أحزاب أخرى تقف نفس موقفكم؟
    < نحن مع الحكومة في أي قضية وطنية أو إسلامية إذا أصابت فيها، وأيضًا مع المعارضة إذا طرحت رؤى صائبة، المعارضة الآن مركزة على ذهاب الحكومة، في رأينا هذا الطرح غير مناسب، واجتمعنا معهم قبل سنة تقريبًا، فقلنا لهم نحن لسنا جزءًا من منظومتكم.
    > ما هي الإجراءات الضرورية التي يتحتم على الحكومة أن تفعلها بعد رفضها لعدد من أطروحات المعارضة؟
    < الحكومة لا تستطيع تخفيض أعداد المنضمين إليها من خارج الوطني لأنهم جاءوا باتفاقيات وبعضهم كان يحمل السلاح، لأنها إذا فعلت ذلك فسيعودون إلى معارضة مرة ثانية أو إلى التمرد المسلح، ولابد لها أن تخفض أعداد ومخصصات الدستوريين بشكل كبير، وتغيير فاقدي الكفاءة وتحاكم الفاسدين الذين ثبت تورطهم، ونوافق على رفع الدعم عن البنزين وليس الجازولين، وندعو إلى تحجيم الصرف البذخي على مؤسسات الدولة.
    > إذا لم تنفذ الحكومة هذه الإجراءات التي ذكرتها ما الذي تتوقعه؟
    < سيكون الموقف صعبًا للغاية وسيخرج الناس إلى الشارع.
    > ما هي الترتيبات على المستوى السياسي للجماعة في مثل هذه الحالة؟
    < نحن جرّبنا انتفاضتين شعبيتين في السودان بعد عبود والنميري واشتركنا فيهما، إذا قامت انتفاضة في السودان هذه المرة فالمسألة تتطلب أمرين، أولهما قيادة معروفة وواعية، وثانيًا برنامجًا واضحًا ومتفقًا عليه، والآن الامران غير موجودين في السودان، المعارضة غير متفقة فيما بينها والذين على رأسها للأسف جربوا وفشلوا، على المعارضة أن تبدأ في طرح كيفية معالجة مثل هذه الأمور، الآن ما يطرحه الصادق من مؤتمر سلام وكذا فهذا كلام هلامي ويريد تسليم السودان إلى حضن الأمم المتحدة مرة أخرى، هذا كلام لا نوافق عليه، لكن يجب أن تعالَج قضايا «الدستور والفساد» بإجراءات واضحة.
    > هل لديكم برنامج جاهز الآن لمجابهة هذه التحديات التي ذكرتها؟
    < نحن طرحنا قضايا أساسية، يترتب عليها معالجة المشكلات في النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور، يعني لو حدد دستورًا إسلاميًا ستتم معالجة كل القضايا وبعد ذلك تولية الصالحين، معايش الناس لا تعالج إلا بتقديم التضحية.
    > برأيك إلى أين يتجه المشهد الآن؟
    < المشهد الآن يتجه إلى كارثة حال عدم المعالجة التي تطرقت إليها ويمكن أن يحدث تمزق للسودان، يبقى مثل الصومال.
    > هل تعتقد أن الاتفاق أمرٌ معقد؟
    < الجلوس مع بعض مطلوب، ممكن فصيل واحد من المؤتمر الوطني يفعل هذا، الوطني ليس محتاجًا إلى إغراء المعارضة بالجلوس معه، المؤتمر الوطني وحده لو عمل الشيء الصحيح وانضمت إليه الحركة الإسلامية والجماعات الأخرى سيكون الوضع ممتازًا، وحينها إذا لم تأت المعارضة فستجد نفسها في العراء إما أن تأتي أو تكون معزولة.
    > ولكن من الممكن أن تتوحد المعارضة وتصبح كتلة قوية في مواجهة الحكومة مرة أخرى، أليس هذا جائزًا؟
    < أنا أريد شخصًا واحدًا يعمل الشيء الصحيح في هذا البلد، هذا معناه أن الآخرين سيأتون إليك، إن عملت اصلاحات شاملة، الشعب سيأتي معك، ما هي القضية الثانية اذًا؟.
    > في حال خرجت الأوضاع عن مسارها الحالي هل تتوقعون انحياز بقية التيارات الإسلامية إلى صفكم؟
    < المطلوب عمل صحيح، أين موقعك هذا غير مهم، سيأتي معك الإسلاميون وغيرهم.
    > كل المؤشرات تشير إلى تسلم الإخوان المسلمين لزمام الحكم في الجارة مصر، ما هو تأثير ذلك على مجريات الأوضاع في السودان؟
    < مصر ستبدأ بالتدريج ولكن تأثيرها سيكون مباشرًا على السودان وعلى دولة جنوب السودان، ودورها سيكون كبيرًا جدًا حتى إن كان النظام في السودان ليس بيد الإسلاميين، وعلى بقية الدول المجاورة.
    > كيف؟
    < تأثير عام وليس تدخلاً مباشرًا، بمعنى تحسين أوضاعه، وتسعى بفكر واضح ومنفتح على مستقبل السودان لتعزيز الحريات والعدل والتعاون الاقتصادي والتعليمي والإعلامي وغير ذلك.
    > الانتخابات المصرية إلى أين تتجه بحسب متابعتك؟
    < الإخوان المسلمين ولمدة سبعين عامًا في مصر كانوا تحت الاضطهاد والتعذيب، ورغم هذه الظروف فقد خدموا الشعب المصري في كثير من الأحيان مثل أوقات الكوارث، ولهذا منحهم ثقته وسيمنحهم أكثر رغم المؤامرات، وفي تقديري أن الإخوان سيتقدمون في مصر وسيصلح حالها بشكل كبير إن شاء الل
                  

06-25-2012, 06:51 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    img5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

06-25-2012, 10:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    بيان الحركة الاسلامية الطالبية حول اعتقال أمينها العام
    الإثنين, 25 حزيران/يونيو 2012 06:21
    Share


    "قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً"
    الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين.

    • عاديات الابتلاء يسلطها الله على عباده المؤمنين، يمحصهم ويبلوَ أخبارهم، ليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، ثم يجزي كل بسعيه وكسبه في الدنيا، جزاءً وفاقاً، يكفر عن الصالحين سيئاتهم ويجزيهم أحسن الذي كانوا يعملون، لما صبروا بما أوذوا في الله ثم لم يجعلوا فتنة الناس كعذاب الله. وما يزال المؤتمر الشعبي يلقى من عنت النظام الغاشم وبطش أجهزته المتسلطة كفلين من الظلم والجور كلما حزبهم هم غاشية توشك تقتلع سلطانهم وتعصف بكراسي حكمهم، وما تزال عضوية المؤتمر الشعبي والحركة الإسلامية على عهد المصابرة والمرابطة والمنافحة بالحكمة والكلمة المسالمة لا يضرهم عدوهم إلا أذى.

    • ومنذ انطلاقة بشريات هذه الهبّة الشعبية المباركة تصوبت تدابير النظام الغاشم ومليشياته الأمنية غير المنضبطة بقانون ولا عرف ولا تقوى تصوبت وتضاعفت باستهداف عضوية المؤتمر الشعبي وعضوية الفصيل الطلابي فيه خاصة حتى لقد طال الأسر والاختطاف عضويته من العنصر النسائي بصورة تجافي قيم الدين الحنيف بل تباعد عن جوهر الطبع السوداني السمح.

    • لقد قامت مليشيات النظام الأمنية وحتى كتابة هذا البيان باعتقال أعداد من عامة صف الحركة الإسلامية الطالبية وخاصة صفها القائد إذ قامت مجموعة من أمن النظام بإعتقال الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم الأخت (أم أيمن السر) وأردفت ذلك بإعتقال الأخ الفاضل علي محمد أحمد الأمين العام للحركة الإسلامية الطالبية.

    • إننا وإذ نستنكر جنوح النظام إلى العنف المفرط ومصادرة حق الشعب في التعبير السلمي فإننا نؤكد أن الحل الأمني الذي لا يعرف سوى القهر لغةً والأذى أداةً والبطش سلوكاً والسعي في الأرض بالفساد وإهلاك الحرث والنسل من أجل الحفاظ على سلطة غاشمة وإدارة فاسدة فاشلة، فإننا نؤكد أن ذلك ليس هو الحل، وإنما يتوجب على النظام الفاسد أن يلتفت إلى جوهر الأزمات التي أفتعلها وما تزال تعصف بالعباد والبلاد فترديها كل وقت وحين فإن ذلك أجدى وأقوم وأدعى للحفاظ على البلاد إذ أن النزع إلى العنف لا يولد إلا العنف المضاد وإن الحديد لا يفله إلا الحديد، والبلاد تسرح في أرجائها الحركات المسلحة التي توشك أن تهب على النظام فتقتلعه من جذوره ما سار في دروب جربتها أنظمة جارة ثم كانت خاتمة قادتها أن إصطادهم الثوار المسلحون من المجارير وقنوات الصرف الصحي فأعتبروا يا أولي الأبصار

    • وإننا إذ نعلن منظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدنية المهتمة بحق الإنسان في الحرية والكرامة ونحيطها علماً بهذه التجاوزات الفادحة فإننا نثبت هنا أن الأخ الفاضل علي محمد أحمد الأسير لدى مليشيات النظام الأمنية يعاني من داء السكر وأنه يخضع لعلاج مستمر متصل مضبوط بوقته وزمنه وهو فوق ذلك يحتاج إلى غذاء خاص يقرره طبيبه المعالج يتوافق مع حالته المرضية، وبهذا فإن النظام الفاسد الغاشم تقع على عاتقه المسئولية كاملة عن كل ضرر أو أذى يلحق بالأسير الفاضل علي الذي انقطع اتصاله بالعالم الخارجي منذ لحظة اختطافه.
    • المجد والحرية للأسرى والمعتقلين والخزي والعار لنظام الإبادة الجماعية وأجهزته المتسلطة

    إعلام الحركة الإسلامية الطالبية
    الخرطوم
    24 يونيو 2012


    ----------------------

    انتهى الدرس يا أغبياء.
    .Game over..!!! ..

    بقلم: خالد ابواحمد
    الإثنين, 25 حزيران/يونيو 2012 06:32

    مشاعر غريبة تختلج في النفس.. وأحاديث كثيرة من عباقرة الكذب أراها أمامي وكأنني أشاهد فلماً أبيض وأسود.."الزارعنا غير الله يجي يقلعنا"، "واهم من يظن بأن الشارع سيخرج ضد (الانقاذ)"، على المعارضين الذين يريدون ذهاب (الانقاذ) أن يلحسوا كوعهم"..!!.إلخ..

    مرت على البلاد في السنوات الـ 23 الماضية الكثير من الأحداث الجسام ومن بينها يوم العاشر من مايو 2008م دخول قوات حركة العدل والمساواة ولاية الخرطوم، كان نافع علي نافع أول الهاربين للخارج، والكثير من قادة الحزب الحاكم بدوأ في تسفير أسرهم، فإن طول ألسنتهم في استفزاز الجماهير واللعب على العقول ما زادهم إلا خبالاً، وما زاد الشعب السوداني إلا كرهاً لهم وبغضا، حيث سجلت لهم الصُحف والبرامج التلفزيونية أكبر رصيد من الاهانات وأكبر سجل من الكذب، وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعا..لا والله بل نشهد لهم بارتكاب المُوبقات والسرقة والنهب والغش والكذب واعتقال الشرفاء، واغتصاب الحرائر، ونشهد لهم بضعفهم أمام المادة وامام النساء، ثم يتحدثون عن الاسلام وعن شريعته السمحاء وهم قد أراقوا الدماء، و حرقوا البيت بأهلها في الجنوب ودارفور.

    الآن أسترجع كل هذه الأشرطة صورة وصوت من التكبُر والتعنُت والقساوة على العباد، فإن الخير ومتاع الدنيا لهم ولأسرهم، والعذاب والتنكيل لباقي الشعب السوداني الذي صبر على مكرهم وعلى أذاهم ولم يجد منهم إلا الاستخفاف بالعقول بل الشتيمة والسب ونكران الجميل.

    الآن..الآن.. فقط دخلوا الامتحان العسير الذي لم يخطر ببالهم قط، وعندما كانت الجماهير الغاضبة تذكرهم بهذا اليوم كانوا يرددون .."الزارعنا غير الله يجي يقلعنا"،ها هو الشعب السوداني الآن يفعل..رجاله ونساءه وأطفاله ضاقت بهم الطرقات برغم التصعيد في المواجهة بإطلاق الرصاص الحي والضرب المُدمي والاعتقال والتعسف في التنكيل..لكن هل ينفع ذلك..؟.!!.

    معتمد الخرطوم يشير إلى نهاية النظام..!!

    الحمدلله الآن باتت كل الخطوات تشير إلى قرب النهاية السعيدة لهذا النظام خاصة عندما صرح معتمد محلية الخرطوم أمس اللواء عمر إبراهيم نمر بأن "عناصر وأفراد من دول الجوار تشارك في أعمال الشغب التي شهدتها المحلية في الأيام السابقة، مشيراً إلى أن العمل يعتبر مخططاً تخريبياً قصد منه استهداف مصالح المواطنين ومقدرات الدولة"، أكد معتمد الخرطوم لدى مخاطبته تدشين المرحلة الثانية من مشروع تطوير السوق المركزي الذي رصدته (smc) فشل أهداف المخطط بعد ضبط العديد من الذين شاركوا في التظاهرات لافتاً بأنه تم إطلاق سراح الذين ثبت عدم مشاركتهم في التخريب بالضمان الشخصي وتقديم المتورطين إلى المحاكم المختصة لتعديهم على ممتلكات الدولة والأفراد بالتخريب مثال على ذلك حرق بصات الولاية وسيارات الشرطة والتعدي بالكسر ومحاولة نهب البنوك والصالات المخصصة للأفراح قاطعاً بأن السلوك الذي حدث لا يشبه الشعب السوداني.

    هذا التصريح يعتبر مؤشر بامتياز بأن السلطة بدأت تفقد كروتها التي تلعب بها في معركة إثبات الوجود، لذا اتوقع من اليوم الإثنين أن يبث تلفزيون السودان وكل الفضائيات التي يدعمها المؤتمر (الوطني) صور ومشاهد لأسلحة ومتفجرات وعتاد عسكري كبير تزعم السلطات بأنها لمجموعات تخريبية ومدعومة من الخارج، تماماً كما فعلت أيام هزيمة هجليج بأن بثت مشاهد من بيت الدكتور رياك مشار وأدعت بأن اسلحة وعتاد ووثائق وجدت فيه تشير للهجوم على مدينة هجليج..!!!.

    قد فعلها من قبل وحسني مبارك وبن علي والآن يفعلها بشار الأسد لكن كان قدر الله مقدورا..!!.هذه هي سيناريوهاتهم المتوهمة مثل تلك التي يكتبها الموتور اسحاق أحمد فضل الله ويسود بها الصفحات حتى إسود وجهه تماماً.

    السيناريوهات المحتملة

    كثير من الناس يتساءلون عن السيناريوهات المحتملة للأحداث في السودان مع زيادة وتيرة التظاهرات في عدد كبير من الولايات والمدن في السودان، ومن خلال المتابعة الرصد والتحليل يمكنني القول بأن السيناريو:

    الأول يتمثل في سقوط النظام في السودان خاصة وأن دهاليز النظام تشهد مشاورات حثيثة بدأت عصر أمس الأحد بالحديث عن تسوية بين النظام الحاكم والقوى السياسية بقيادة الصادق المهدي باعتباره أكبر قوى سياسية موجودة على الساحة وأنه آخر رئيس وزراء منتخب، ولا أعتقد أن الوقت سيُمكن من اكمال هذه التسوية مع سرعة وتيرة اشتعال الثورة التي بدأت تنتشر في مساحات كبيرة في العاصمة وباقي الولايات، هذه المشاورات تجري بعيداً عن المتشددين الذين يريدون القضاء الفوري على الاحتجاجات، وأعتقد أن التسوية إذا أسرعت وفاقت في سرعتها الشارع الغاضب قد تنجح إذا قدمت ضمانات بتسليم الرئيس عمر البشير للجنائية الدولية ومن معه من المطلوبين.

    الثاني هنا توقعات بدخول الحركات المسلحة المتمردة على خط الثورة بدخولها ولاية الخرطوم بعمليات عسكرية نوعية داخل المُدن الكبيرة وهذا إن حدث فسوف يخلط الأوراق راساً على عقب، وسيحدث ارباكاً شديداً في الوصول لاي تسوية وقد يؤدي دخول الحركات المسلحة للخرطوم لحرب أهلية ولاسيما وأن الأجنحة المتصارعة داخل الحزب الحاكم تمثل مجموعات قبلية بعينها مع النظر في أن غالبية قاطني أطراف ولاية الخرطوم سيكون لهم دور في هذا الصراع نسبة للمرارات الكثيرة التي حدثت في مناطقهم مثل دارفور وجنوب كردفان، مع الاعتبار بأن الحركات المسلحة تمثل غالبية أهل السودان من الأطراف (من الاقاليم البعيدة) الذين يعتبرون بأنهم مهمشون، وأن السودان طيلة حكمه الوطني منذ الاستقلال تحكمه أقلية من الشمال همشت مناطقهم ونهبت خيراتها..!.

    الثالث حدوث انقلاب داخلي وهو الأكثر توقعاً من المحللين والمتابعين يستلم السلطة ويقبض على الرئيس عمر البشير ويسلمه لمحكمة الجنايات الدولية في القضايا التي يتهم بها في جرائم الحرب والابادة الجماعية التي قام بها النظام الحاكم وقد أثبتت محكمة الجنايات الدولية من خلال الصور والمعلومات وصُور الاقمار الصناعية حدوث المجازر، والشعب السوداني طيب وعاطفي فإذا جاء إي نظام جديد ولو كان من داخل النظام الحاكم، واعتقل عمر البشير وجماعته وسلمهم للمحاكم الدولية سيقبل كل السودان ويرضى بالتغيير الجديد.

    لكن في كلا الحالات قد خرجت التحركات الشعبية والجماهيرية عن طريق المساومة والتسوية ومحاولات الاسكات والتخويف، فالجماهير قد عرفت طريقها نحو الهدف فإن كل قوات الامن والشرطة والجيش والدفاع الشعبي لو اجتمعت جميعاً على أن توقف زحف الثورة لم تستطع لذلك سبيلاً ذلك لأن الدرس قد انتهى..

    Game over..!!!


    25 يونيو 2012م

                  

06-26-2012, 07:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    السنوسي في أول حوار بعد الإفراج عنه: «1 ــ 2»

    التفاصيل
    نشر بتاريخ الإثنين, 25 حزيران/يونيو 2012 12:35


    > حوار: آمال الفحل> تصوير: متوكل البجاوي

    قال الشيخ إبراهيم السنوسي إنه لم يكن يتوقَّع اعتقاله من قِبل السلطات، وإن ما قام به لا يتعارض مع القانون، وأكَّد في هذا الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» أن الهدف من زيارته إلى جنوب السودان هو عدم موافقتهم على العمل العسكري والعلمانية والاستفتاء باعتبارها تؤدي إلى تمزيق البلاد، مبيناً أنهم يرفضون بيان كاودا الذي يتضمن إسقاط النظام بالعمل العسكري، موضحاً أنه لا علاقة له بعبد الواحد محمد نور وحركة مني أركو مناوي والحركة الشعبية، وأبان أن ذهابه إلى الجنوب لم يكلفه به الحزب وإنما كان «مبادرة قمت بها وحدي لقناعتي أن هذا أمر لصالح البلد»، وأشار السنوسي في حديثه إلى أن العلاقة بخليل ليست كالعلاقة مع عبد الواحد ومناوي، ونفى دكتور السنوسي التهم التي وُجِّهت له، وقال إنني لم أحمل وثائق وخرطًا بخط الدكتور الترابي، وأجاب السنوسي عن جملة من الأسئلة والاستفسارات التي وضعتها «الإنتباهة» أمامه بمنزله.. فإلى إفاداته:

    > أولاً: ماهي ملابسات وظروف اعتقالك من المطار؟

    - أولاً: لم أتوقَّع الاعتقال، وكنت أظنُّ أنني في «سفرة عادية»، وما جئتُ به من حصيلة وما قمتُ به أمرٌ لا يتعارض مع القانون ويكفله الدستور، ولقائي مع أي جهة سياسية أو دولة ليس محظورًا، فالجنوب ليس دولة محظورة، كذلك اللقاء مع حركة العدل والمساواة ليس محظوراً، وما قمتُ به أمرٌ مسموحٌ به في القانون، ونحن كحزب من حقنا أن نسافر ونحاور ونلتقي مع أي جهة، وما كنتُ أشعر أن تكون هنالك ملابسات، وبعد اللقاء عدتُ وكنتُ أظن أني قد حققتُ شيئاً للبلاد، ولكني فوجئتُ باعتقالي من المطار.


    > ماهي أهداف زيارتك إلى دولة الجنوب وبأي صفة سافرت؟


    - الهدف أولاً: بعد صدور الجبهة الثورية في بيان كاودا الذي أوضحوا فيه إسقاط النظام بالعمل العسكري وأنهم يريدون بعد ذلك دستوراً علمانياً ويريدون أن يكون للولايات حق الاستفتاء الذي يقود إلى قبول الوحدة أو رفضها، وبعد ذلك يوافقون على كل المواثيق الدولية، ونحن اجتمعنا في هذا المركز بقيادة الدكتور الترابي وتحفظنا على ما جاء في بيان كاودا وعلى تلك النقاط التي ذكرتها، أولاً لا نوافق على العمل العسكري ولا نوافق على العلمانية والحرية التي تقود إلى الاستفتاء الذي يقود إلى تمزيق البلاد، ونحن لسنا كذلك مع المواثيق الدولية التي تبيح الشذوذ الجنسي ومساواة المرأة بغير ما ورد في القرآن.. هذه النقاط إذا اطّلع الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» عليها لا أعتقد أنهم لا يريدون الشريعة ولا يريدون الوحدة، وحركة العدل والمساواة هي الحركة الوحيدة التي يمكن أن نتفاهم معها، وأنا ليس لي علاقة مع حركة عبد الواحد ومني أركو مناوي والحركة الشعبية، ورأينا أن نذهب إلى هؤلاء «حركة العدل» لكي نرفع إليهم تحفظاتنا لنرى ما يمكن أن يكون.


    > من كلّفك بهذه المبادرة.. هل هو الحزب؟


    المبادرة قمتُ بها وحدي وليس من الحزب، وكنتُ أظنُّ أن هذا أمرٌ لصالح البلد، وفي نفس الوقت يمكن أن نتحاور بدلاً أن نتقاتل.. بهذه الأهداف ذهبت إلى حركة العدل والمساواة.
    > «طيِّب» لماذا التقيتَ بحركة العدل والمساواة، في وقت تنفون فيه صلتكم بهذه الحركة؟
    - لا يستطيع أحد أن يقول لا صلة لنا بهم لأنهم يحملون السلاح.. فهم كانوا جزءاً من الحركة الإسلامية، فخليل أتى بمئات المجاهدين قاتلوا معنا في الجنوب، فخليل كان وزيراً ولا أحد ينكر أن علاقة خليل كعلاقة مني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، فنحن كنا حزباً واحداً وحركة إسلامية و«مؤتمر وطني»، وعندما حصل الاختلاف أخذوا الدولة ونحن أصبحنا «مؤتمر شعبي»، فلماذا لا تكون العلاقة دائمة، ولماذا يحاورون المؤتمر الوطني ولا يحاورونا نحن؟ فهم يحاورونهم من أجل قضية السلام ونحن نحاورهم من أجل قضية السلام، فالنفي لمبدأ حمل السلاح وليس النفي بأن لا علاقة لنا بهم، فهم اتخذوا أسلوباً نحن نعترض عليه كما نعترض على أسلوب المؤتمر الوطني، وبالرغم من أننا قفلنا مبدأ الحوار مع الوطني إلا أننا نلتقي في المساجد والمناسبات ولا أحد يقول لا علاقة لي بالبشير.

    > لماذا قمت أنت بالذات بهذه المهمة ولم يكلفك الحزب؟


    لم يخترني الحزب، فهذه كانت مبادرة مني، فخليل ومن معه بالنسبة لي إخوان وحيران، ونحن كنا حركة واحدة ونحن قيادتها، فهذا احترام متبادل بيني وبينها، ولو كنت أشعر بأن ليس لي احترام لما ذهبت من البداية لأنه على أرضية الاحترام المتبادل وأرضية أنني من قيادات الحركة الإسلامية التي أُنشئت سابقاً انطلقت من هذه الأرضية.. والموجودون في النظام الآن كانوا لنا حيران، والكبار يمثلون إخوة بالنسبة لنا، أما الصغار فكانوا لنا حيران، فالمؤتمر الوطني اتخذ أسلوبًا أيضًا في حمل السلاح واستولوا على السلطة فإذا اختلفت معهم هذا ليس معناه أنك لم تكن لك علاقة معهم في الماضي.


    > قلت بعد إطلاق سراحك إنكم ازددتم قناعة بضرورة التمسك بخيار إسقاط النظام، لماذا؟


    ما ذقته من ظلم يجعلني مصمماً على إسقاط النظام، فأنا اعتُقلت قبل ذلك سبع مرات لكن هذه مختلفة تماماً، فنحن أصحاب دعوة لا نقبل الظلم أصلاً، وقمنا بتأسيس الحركة الإسلامية منذ أكثر من «56» عاماً ولكن لم نتوقع أن تكون فيها دولة ظالمة.. ولو كنا نعلم الغيب وأن هذا سوف يحدث وأن تصل الدولة إلى هذا الحد لاستكثرت من الخير وما مسني السوء فهذه حسرة شديدة جداً أن نقيم دولة إسلامية وفي الآخر تنتهي بهذا المطاف.
    > كيف تعايشت مع فترة الحبس؟


    لا أعرف أخبار أسرتي، وكل الأحداث التي حدثت مجدداً في السودان لم أسمع بها إلا عندما خرجت، وفي الشهر الأخير ساقوني مع المنتظرين المحكوم عليهم بالمادة «130» القتل العمد والذين ينتظرون إما تنفيذ الحكم أو الاستئناف، ولكن رغم هذا الشر يوجد بداخلهم خير كثير، فاستطعت مع هؤلاء أن أصلي بهم الأوقات وأعمل لهم درسًا بعد صلاة المغرب، ولا تزال توجد بهم بذرة خير وعلّمتهم الأذان وتغيروا تغيُّراً ملحوظاً، وكنت أجلس مع كل واحد منهم على انفراد وفتحوا لي قلوبهم وأسرّوا لي بأسرارهم حتى عندما خرجت خرجوا جميعاً يبكون يودعونني ــ ورغم الذي حدث لي بالسجن ساقوني لخير كثير وساقوا أنفسهم لشر كثير... وعكفتُ في أيام العزلة وكنت أختم القرآن في يوم واحد ثم عكفت بعد ذلك على كتابات زدت بها علمي وكنت أشعر أنه كلما ازددتُ رهقًا أقترب من الله عز وجل.


    > طوال فترة اعتقالك هل تم التحقيق معك وما هي الاتهامات التي أُثيرت في مواجهتك؟! يقولون إنك كنت تحمل وثائق وخرطًا؟


    - أنا لستُ غبياً هكذا، فأنا بعمري وحسي الأمني لا يمكن أن أخرج أو أسيء إلى السودان بوثائق وخرط، فالعلم الآن متطور لا يحتاج إذا كان الإنسان يريد أن يحمل أسراراً أن يحملها في أوراق وخرائط، فالعالم الآن متقدم ووسائل نقل الرسائل متقدمة جداً.


    > لكن ماذا كنت تحمل؟


    كل الذي كان معي بيان كاودا الذي كان في الإنترنت فإنهم اتهموني بأنني أحمل رسائل وخرطًا بخط الدكتور الترابي وقالوا إنني حرّضت ناس حركة العدل والمساواة، وأنا ذهبت وكنتُ على قناعة بعدم فاعلية العمل العسكري، وإذا كنت حرّضتهم على العمل العسكري فأنا لستُ من الذين يخافون من السلطة أو أي شخص آخر لأنني أعلم أن ما قمت به من أحداث من قبل تجعلني لا أخاف أحدًا لأن الآجال بيد الله، وما خضت فيه من معارك من قبل يجعلني على يقين أنه لا يستطيع أحد أن يقدِّم أو يؤخِّر في الأجل، وقناعتي أن العمل العسكري يدمر البنيات التحتية ويُقتل فيه الأبرياء من أبناء دارفور وأنا كنت على قناعة.


    > إذا سقط النظام.. هل هذا يؤدي إلى الاستقرار والأمن أم يؤدي إلى مزيد من الدمار والحرب؟


    - الغيب عند الله، ولا يوجد نظام استمر ولم يأتِ بعده نظام، فالغيب عند الله، ولكن لا بد للشعب السوداني أن يفتح عينيه بعد الذي حدث له وأن يختار أناسًا يكونون أكثر نزاهة ويأخذون العظة بالتجربة مما حدث من قبل، فهكذا تتعلم الشعوب وتتطور، فإذا نظرنا إلى الشعوب الأخرى في العالم نجد أنها تطورت حتى وصلت إلى القمة، وأهم شيء أن يصل الناس إلى الحرية والعدل، وهذه الحرية لا يحس الإنسان بعظمتها إلا حين يُظلم أو يفقد حريته، الحرية شيء لا يعرف عظمته إلا الذي يفقده.
                  

06-28-2012, 04:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام (5 من 6)
    الأفندي خطا خطوة خطرة ، تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها

    الدولة الإسلامية عند الأفندي دولة عنف وقمع ، حتى في عهد أرشد الخلفاء الراشدين

    أفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة، وتدعو إلى العلمانية، صحيحة في نظر الأفندي

    بعد أن هاجم الدكتور الأفندي الخلفاء الراشدين، ووجه اتهامه إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، باستخدام العنف غير المبرر ضد مانعي الزكاة ولأنه :" لم يقبل رأي واجتهاد مانعي الزكاة كما أنه لم يقبل نصيحة قادة الأمة الذين حذروه من قتالهم"، اتجه إلى تأسيس استنتاجه العام القائل إن دولة الخلافة الراشدة لم تكن دولة إسلامية، بل دولة تقليدية تجنح إلى استخدام وسائل العنف،وقال :" هذا الوضع اختلف بصورة جذرية بعد وفاة الرسول (ص)، حيث لم يكن هناك شخص يقوم مقامه ويتمتع بما يتمتع به من كلمة ونفوذ، مما جعل إقامة دولة تقليدية تعتمد على القهر ضمن وسائلها ضرورة لا مفر منها".

    وقد كانت تلك خطوة خطرة خطاها الأفندي باتجاه تأكيد فرضية بحثه الأساسية، التي تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها.

    وما فات الأفندي أن يستعين في هذا الصدد بفكر المارق عن إجماع علماء الأمة الإسلامية علي عبد الرازق، الذي كان أول من أثار هذه الفرضية في العصر الحديث في كتابه الشهير (الإسلام وأصول الحكم).

    وقد قام الأفندي بتلخيص أطروحة علي عبد الرازق في أحد فصول كتابه هذا وعقب عليها قائلا إنه قد شابها بعض التشويش الذي أدى إلى :" أن يحرم جهود عبد الرازق وأفكاره من تحقيق المساهمة الإيجابية التي كان من شأن النقاش الجرئ حول قضايا الفكر السياسي أن يحققها".

    فأفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة، وتدعو إلى العلمانية، وتؤصل لها بأدلة (إسلامية!) هي في جملتها صحيحة في نظر الأفندي لولا ما ثار عليها من تشويش.

    وعندما تراجع المدعو عبد الرازق عن أطروحته لاحقا (ولا دليل في الحقيقة لتراجع عبد الرازق عن أطروحته وإنما جبن فقط عن الاستمرار في التبشير بها) أسف الأفندي لذلك وقال:" فلا نجد مثلا في ما أورده من أسباب لموقفه الجديد أيه إضافة ذات معنى للفكر السياسي الإسلامي".

    فالإضافة ذات المعنى للفكر الإسلامي، بنظر الأفندي، هي تلك التي تنفي وجود الدولة في الإسلام، كما فعل ذلك علي عبد الرازق في كتابه، وكما فعل خالد محمد خالد في كتابه (كما هنا نبدأ)، أما إذا تراجعا عن هذا النفي المنكر فهو أمر لا نفع فيه.

    وفي الحقيقة فإن الثابت هو أن خالد محمد خالد هو الذي تراجع وحده عن رأيه القديم وأصدر في تصويبه كتابه عن (الدولة في الإسلام).

    ثم أخذ الأفندي على عاتقه مهمة تجديد فكر علي عبد الرازق في كتابه عن (الإسلام وأصول الحكم)، وراق له أن يعيد ترديد ما زعمه بشأن الطبيعة العلمانية للدولة الإسلامية فقال:" إن مفهوم الدولة الإسلامية الذي عمر به الخطاب الإسلامي الحديث لا يحتاج للمراجعة الشاملة فقط، بل ينبغي نبذه تماما من مفردات الخطاب السياسي حتى تعود العافية والعقلانية إلى هذا الخطاب. والتعبير البديل الأفضل قد يكون دولة المسلمين، أو الكيان السياسي الإسلامي، أو أي تعبير آخر يعكس حقيقة أن الدولة التي ينبغي للمسلمين ان يسعوا لإقامتها ليست نموذجا جاهزا يتنزل من عل وإنما هي ما ينتج عن الإرادة الحرة للأمة وبالتراضي من أفرادها وجماعاتها".

    ولا يجب أن يدهش القارئ لدى افتراض الأفندي أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تنتج عن الإرادة الحرة للأمة، ولا يمكن أن تنبثق عن التراضي بين من أفرادها وجماعاتها، فهذه هي المغالطة التي ترددت كثيرا في كتابه حتى وسمته بميسمها ووصمته بوصمها.

    فالدولة الإسلامية عنده هي دولة عنف وقمع بالضرورة، حتى في عهد أرشد الخلفاء الراشدين، لأنها لم تسمح للمرتدين أن يرتدوا عن الإسلام، ويخرجوا عن سلطة الدولة الإسلامية، ويحملوا السلاح ليهددوا به أمن المجتمع الإسلامي!

    ورئيس الدولة الإسلامية، وإن كان الصديق، رضي الله تعالى عنه، فهو عند الأفندي، مستبد برأيه، يسير الجيوش لمصادمة المرتدين، ولا يقبل نصيحة قادة الأمة إذا حذروه من قتالهم!

    وقد نسي الأفندي، أو تناسى كما يحلو له أن يتناسى ما لا يخدم حجته، أن أبابكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، قد حاجَّ معارضيه وناصحيه من الصحابة بحديث نبوي شريف، ما أن سمعوه من فيه الشريف حتى اقتنعوا بموقفه المنيف.

    وعندما رفض الأفندي مفهوم الدولة الإسلامية، ولو جرى تطبيقه في عهد الخلافة الراشدة، فإنه قد أعلن قَبوله لأي نموذج آخر للدولة يختاره المسلمون، ولو لم يتأسس على مفاهيم الإسلام ولم يلتزم بإلزاماته!

    فكأنما أصبح المسلمون حكَما على الإسلام لا محكومين به!

    وهذا المفهوم هو ذاته مفهوم ابن عربي الهائم للدين الذي شرحه في أشعاره المتذبذبة حين قال:



    قد صار قلبى قابلاً كلَّ صورةٍ فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهـبانِ

    وبيتٌ لأوثانٍ وكـعــبـةُ طـائـفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ

    أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني!



    وكما كان الحب مهما عند ابن عربي الحاتمي وشرطا وحيدا في صحة دينه، القائم على الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المهم عند الأفندي والشرط الوحيد لقيام دولته المثالية هو أن تسودها مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح وغير ذلك لا يهم.

    وبالطبع فلا خلاف بين المسلمين على أهمية مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، التي هي من كبريات مفاهيم الإسلام ومن أهم إلزاماته للدولة والأفراد.

    ولكن يجب أن نلاحظ أن الإسلام لا يقف عند هذه المفاهيم التي يلتقي فيها مع بعض صنوف الفكر الوضعي (الإنسانوي)، وإنما يتخطاها إلى آفاق أبعد يرتادها ويحقق فيها رسالته حيث أن مهمة الرسالة الإسلامية الأولى أن تعين على تعبيد العباد لرب العباد.

    وبالتالي فإن من أولى وأكبر غايات الدولة الإسلامية أن تعين مواطنيها على الاتصاف بقيم الإسلام وتعاليمه وإرشاداته، ومنها ما يختلف كثيرا ويتعارض تعارضا جوهريا مع بعض دعاوى الفكر الوضعي العلماني (الإنسانوي)، الذي يدين به عبد الوهاب الأفندي، ويدعو المسلمين إلى اتباعه ونبذ ما يخالفه من واجبات الدين.


    -------------------

    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام ( 6 - 6)
    رتب مقدمته الفاسدة، عن مثالية فكرة الدولة الإسلامية نتيجة أشد فسادا

    ساق مجموع مغالطاته لتشويه مفهوم الدولة الإسلامية، حتى يصل إلى مبتغاه

    زعم أن النظرية السياسية الإسلامية التقليدية تتجاهل الواقع، وتحتكم إلى المثال وحده
    لا يكاد المرء يفرغ من تتبع الحشد الحاشد من المغالطات التي انساق إليها الدكتور عبد الوهاب الأفندي وساقها في كتابه ذي العناوين المختلفة.

    وقد آثرنا أن نقدم نماذج منها، لا أن نذكرها ونفندها جميعا، مع أن ذلك ميسور لولا ما فيه من إملال للقراء.

    ساق الأفندي مجموع مغالطاته في سبيل تشويه مفهوم الدولة الإسلامية، حتى يصل إلى مبتغاه، الذي كوَّن كتابه المشؤوم من أجله، وهو أنه ليس ثمة حاجة للمجتمعات الإسلامية المعاصرة إلى قيام دولة إسلامية تظلها وتحكمها.

    ولندع القراء ليمعنوا النظر في هذا النمط من المغالطة التي اجترحها الدكتور حين وصف جميع المفكرين السياسيين الإسلاميين بأنهم كانوا خياليين ومثاليين!

    قال الدكتور:" كان أول وأكبر أخطاء النظرية السياسية التقليدية في الإسلام إصرارها على تفسير نموذج الخلافة الراشدة باعتباره الدليل على أن الحكام يجب أن يكونوا أشبه بالقديسين، وإن القوانين التي تحكم تصرفاتهم يجب أن تصمم لتلائم هؤلاء الأولياء والقديسين ".

    والمعنى المراد الإيحاء به هو أن المفكرين الإسلاميين، في مجموعهم، يكرسون دكتاتورية الدولة الإسلامية. ويمنحون حكامها سلطات مطلقة، ويقدسونهم، ويفترضون فيهم العصمة والبراءة من الأخطاء.

    وفي الواقع إن هذا المفهوم لم يرد على متن النظرية السياسية الإسلامية السنية ولا على حواشيها.

    وإنما هو مفهوم متأصل في الفكر الشيعي الذي يشايعه الأفندي.

    وهو الفكر الذي أنشئت على أساسه (الثيوقراطية!) التي تحكم إيران الآن، وتمنح فقيهها الأعلى، ومرشد الثورة، ومجلس خبرائها المزعوم، سلطات تئد إرادة الشعب والبرلمان.

    أما في الفكر السياسي الإسلامي السني فالمؤكد والبدهي أن الحاكم أجير لدى الشعب، وليس خيرا من جملة أفراده، ولا عصمة له من أي نوع.

    وقد أرسى هذا المبدأ الصديق، رضي الله تعالى عنه، يوم قال: لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أخطأت فقوموني، وإن أصبت فأعينوني.

    ومبدأ الشورى (الذي يفضل الأفندي عليه مبدأ الديمقراطية!) يؤكد فرضية هذه الشعيرة، ووجوبها، وإلزاميتها، (لا إعلاميتها فقط!).

    ويؤكد سيادة مبدأ الأغلبية، وقد تأكد ذلك ذلك منذ قبل الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، رأي الأغلبية - رَغم إداركه لخطئه وسوء عاقبته - يوم الخروج إلى أحد.

    ونلاحظ أن الأفندي رتب على مقدمته السفسطائية الفاسدة عن مثالية فكرة الدولة الإسلامية وخياليتها، نتيجة أشد فسادا منها، مفادها أنه لا توجد قواعد حاكمة تحدد سلوك الحكام في الدولة الإسلامية، وإنما ترك الأمر لهم ليتصرفوا كما يشاؤون!

    وحدث أن تصادف - مجرد مصادفة حلوة فقط! - أن كان الحكام الأوائل صالحين وحكموا حكما راشدا!

    ثم ما لبث حالهم أن حال وجاء غيرهم فأفسدوا لما لم يجدوا في الدين ما ينهاهم عن الفساد.

    بل وجدوا في بيئتهم:" القواعد والأعراف والضغوط التي كانت تشجع الفساد". كما قال الأفندي!

    وخلاصة ما انتهى إليه الكاتب من إيراد أمثال هذه المغالطات، التي لا تصمد للمواجهة المنطقية، هو أن النظرية السياسية الإسلامية التقليدية:" غير ذات نفع للمجتمعات التي يندر فيها القديسون، هذا فضلا عن أن القديسين كما أسلفنا يَهدون ولا يُهدون".

    ثم طاب للكاتب أن يتمادى في سيل مغالطاته الغثة فيزعم أن النظرية السياسية الإسلامية التقليدية تتجاهل الواقع، وتحتكم إلى المثال وحده (والمثير أنه كان قد أنكر وجود هذا المثال المعياري الحاكم على سلوك الحكام قبل هنيهة، ثم عاد الآن وقرر وجوده ليدين النظرية التقليدية بإهماله!)

    وفي ثنايا مغالطته الجديدة أدرج الأفندي قوله إن:" الخلل البارز الثاني في النظرية التقليدية، أنها سعت لتفسير تصرفات وأعمال الخلفاء الراشدين في عزلة عن المحيط والظروف التي كانت قرارات هؤلاء الخلفاء تتخذ فيها. وهذا يفسر مثلا فشل هذه النظرية في تبرير الاختلاف بين الأوضاع المستقرة في خلافة عمر والاضطراب والشقاق الذي ميز خلافة كل من عثمان وعلي، مع أن كلا من هؤلاء الخلفاء الراشدين بحسب النظرية. ومرجع هذا هو عدم النظر جديا إلى الطريقة التي تصرفت بها الأمة ككل والظروف التي حكمت الأوضاع، وكون الأمة كلها كانت شريكا في القرار ولم تكن فقط جماعة من المتفرجين على أعمال خليفة فرد".

    ولا نريد أن نقف لنرد على تناقض الأفندي مع نفسه، حيث كان قد زعم أن الخلفاء كانوا شبه مقدسين بنظر الناس، وأن الأمة لم يكن لها وجود. ثم عاد واعترف الآن بأن الأمة كانت لهم بالمرصاد!

    لا نريد أن نقف عند ذلك، وإنما نريد أن نتصدى لدحض زعمه أن النظرية السياسية الإسلامية التقليدية (كما يسميها!) فشلت في تفسير تصرفات وأعمال الخلفاء الراشدين، رضي الله تعالى عنهم.

    وفي هذا المقصد نملك حزمة تفسيرات (تقليدية) قالت بها النظرية السياسية الإسلامية السنية، فسرت بها بعض تصرفات وأعمال الخلفاء الراشدين. وهي التفسيرات التي تجرأ الأفندي ونفى وجودها!

    أولى هذه التفسيرات قديم جدا، ينتمي إلى عهد الخلفاء الراشدين، وتحديدا إلى عهد الخليفة الراشد سيدنا علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، وذلك حينما سأله سائل على نحو إنكاري ابتغى به أن يضعف موقفه في السجال فقال: ما بال المسلمـون اختلفـوا عـليك، ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟!

    فرد عليه الإمام الحصيف، رضي الله تعالى عنه، ردا تحليليا مقارنا مفحما: كان أبو بكر وعمر وَاليِيْن على مثلي، أما أنا فصرت واليا على أمثالك!

    وبهذا الجواب التحليلي المصيب، أشار إلى ما نسميه اليوم العامل الاجتماعي المتغير.

    وهو كامن في هذه الحالة في الأوضاع الاجتماعية للرعية، أو ما جرى من تحولات وتخلخلات في الثقافة السياسية للشعب.

    وينتمي ثاني هذه التفسيرات إلى عهد الإمام عبد الرحمن بن خلدون، الذي أكثر الأفندي من التجني عليه، وتقويله ما لم يقله، بغية أن يدينه ويسخف فكره ويسفهه.

    وقد عزا الإمام ابن خلدون في مقدمته العظيمة لتحليل قضايا العمران التغير الذي طرأ في أحوال الحكم، إلى النقص في وازع الدين في الرعية. وهو تعليل رشيد، فالدين مكوِّن قوي في الثقافة السياسية للأمة المسلمة، بل هو أقوى مكوِّن فيها، ومتى ضعف أثره ضعفت الثقافة الذاتية للأمة قاطبة.

    وينتمي النموذج التحليلي السياسي الثالث، إلى عصر سيدنا وشيخ طريقتنا، محمد جلال كشك، أغدق الله تعالى على ثراه مزن المغفرة والمرحمة، وذلك في كتابه العامر (حكايات عن عمر) الذي استعرض فيه طوائف مما نقله عنه المؤرخون القدامى.

    وقام محمد جلال كشك بتحليل تلك الحكايات تحليلا علميا منهجيا ناصعا، انتهى منه إلى خلاصة عامة، مؤداها أن مصدر العظمة الحقيقي في مجتمع عمر انبعث من حقائق ثلاثة هي:
    أولا: العقيدة: التي صاغت سلوك الأمة، وسلوك الحاكم، وحددت العلاقة بين الحاكم والأمة.

    ثانيا: الأمـة: التي كوَّنها الإسلام، وتعلمت على يد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعرفت واجباتها وحقوقها، وما كانت لتقبل انحراف حاكم أو تفرط في مثقال ذرة من حقوقها.

    ثالثا: شخصية عمر: التي تشربت الإسلام، ووعت جوهره، فكان نموذجا إسلاميا كاملا، أتيحت له فرصة نادرة في عمر التاريخ. وهي تولي السلطة فترة كافية لامتحان أفضل فلسفة في التطبيق بين، وبجهود خير أمة أخرجت للناس.

    فهذه نماذج تحليلية ثلاثة، لو تاح لنا مجال أوسع لجئنا بأكثر منها، ولكنها كافية في الدلالة على أن النظرية السياسية الإسلامية (التقليدية!) لم تفشل في تحليل أعمال الخلفاء الراشدين وتفسير تصرفاتهم، كما ادعى هذا الكاتب، الذي ما فتئ يدعي لنفسه أنه الكاتب السياسي الإسلامي الوحيد المؤهل للتنظير في موضوع الدولة الإسلامية .. التي لا يحتاج إليها المسلمون كما أفاد بنظره المعتل المختل.


    الرائد

    ---------------------

    الكودة يدافع عن إجازة برلمان حزب البشير للقرض الربوي


    «يوسف الكودة»




    06-28-2012 02:28 AM
    كتب مركز حزب البشير الصحفي
    الخرطوم(smc)

    دافع الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي والداعية الإسلامي المعروف عن قيام البرلمان بإجازة قرض تمويلي قال البعض أن فيه شبهة ربا والخاص بإنشاء سدود لحصاد المياه في الولايات المتاخمة لدولة الجنوب.
    وقال الكودة في تصريح لـ(smc) أن الضرورات تبيح المحظورات ولاإستثناء فيها لذا يمكن أن يباح مثل هذه القروض لأسباب تحتمها الضرورة ولكن الإختلاف في الرأي يكون في هل أن تقدير الحكومة أو البرلمان فائض أم لا في إباحة مثل هذه القروض ، وذاد قائلاً عموماً إن إباحة هذه القروض أمر تقديري إذا أصاب الناس فيه أجران وإذا أخطأوا فلهم أجراً.
    وحزر الكودة في نفس الوقت بأن مسألة إجازة تحليل مثل هذه القروض أمراً ليس من شأن العوام أن يفتوا فيه فهو مسئولية السلطان بكل مستوياته الإستشارية والإقتصادية وهو أمر يفتي فيه فقط المختصون في السياسة والإقتصاد وأهل المال والرقابة الموجودة في بنك السودان المركزي ، مطالباً عدم خلط السياسة بالفقه لأن ذلك يعتير من الأخطاء الكبيرة التي تقع فيها الأصوات المناوئة للحكومة والذين يستغلون مثل هذه الإمور لإشاعة أن الحكومة لا علاقة لها بالإسلام لأنها تبيح الربا


    ----------------------\



    بين تجربة الإنقاذ وإخوان مصر!!

    االطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 26 حزيران/يونيو 2012

    13:00
    لعل العبرة الكبرى التي يمكن استخلاصُها من فوز إخوان مصر، أن انقلاب الإنقاذ كان خطأً فادحاً ارتكبه إخوان السودان، فقد كان بمقدورهم ــ إن صبروا ــ أن يحققوا النصر عن طريق الانتخابات ذلك أن ما حققه إسلاميو السودان من قفزات وانتصارات خلال مسيرتهم السياسية القصيرة نسبياً قبل الإنقاذ أكبر بكثير مما حققه إخوان مصر الذين حصدوا ثمار غرسهم بعد صبر جميل امتدّ لأكثر من ثمانية عقود من الزمان، ذاقوا خلالها من صنوف القهر والتسلط ما قلَّ نظيرُه في التاريخ، ولم يحاولوا البتة أن ينقلبوا على الحكم كما فعل إخوان السودان بالرغم من أن الأخيرِين لم يتعرضوا لمِعشار ما تعرض له إخوان مصر من تعذيب وتقتيل!!
    ما حققه إخوان السودان الذين أصبحوا الحزب الثالث من حيث القوة في أقل من عشرين عاماً ـــ أعني من أول انتخابات يخوضونها باسم جبهة الميثاق الإسلامي بعد ثورة أكتوبر «4691» وحتى انتخابات «5891» عقب سقوط نميري ــ كان أمراً مذهلاً ومبشراً بانتصار كاسح في مدى زمني قصير.
    علاوة على ذلك فإن حجة أن العسكر مارسوا عليهم عزلاً سياسياً بما يُعرف بمذكرة القوات المسلحة التي أخرجتهم من حكومة الوفاق الوطني ثم الخوف من الانقلابات العسكرية التي كانت بعض التنظيمات السياسية تسعى للقيام بها.. كل ذلك لا ينبغي أن يُعتبر سبباً البتة للتعجيل بانقلاب الإنقاذ ذلك أن الإخوان بتنظيمهم القوي كان بمقدورهم، إن أرادوا، التعاون مع جهاز أمن الصادق المهدي وكشف أية محاولة انقلابية أو حتى مقاومتها لكنه الاستعجال الذي عُرف به د. الترابي ثم إنها الإستراتيجية الخاطئة التي غفلت عن حقيقة أن المشروع الإسلامي مشروع مدني وليس مشروعاً عسكرياً.


    أوقن أنه مهما حدث من تأخير في تدشين المشروع الإسلامي بمصر ومهما كانت التحديات التي تواجهه عظيمة فإن انطلاقه سيكون أفضل بكثير مما حدث في السودان لأسباب كثيرة أهمها أن المشروع الإسلامي في مصر مشروع مدني يواجه العسكر الذين لطالما خنقوا مصر وقزَّموها وأضعفوا من دورها وأخضعوها لمصالحهم الشخصية طوال العقود الماضية منذ انقلاب «2591».
    ثانياً: لقد تأثر المشروع الإسلامي في السودان بمدرسة د. الترابي السياسية التي شنّت حرباً شعواء على مدرسة التربية ولذلك لا غرو أن يعترف الرئيس البشير بأن (السلطة أفسدت الإسلاميين) ويقرُّ أحد شيوخ الحركة الإسلامية (علي عبد الله يعقوب) بأن الإخوان أدخلوا الناس المساجد وخرجوا هم منها إلى السوق!! تلك كانت عاقبة قلة وضعف التربية في مسيرة الإنقاذ!!
    لذلك لا غرو أن يحل الشيخ الترابي الحركة الإسلامية ويكتفي بالمؤتمر الوطني وأن تُهمَّش الحركة حتى بعد أن أُعيدت بعد انشقاق المؤتمر الوطني ليس من أجل منحها دوراً في الحكومة التي أنشأتها وإنما حتى لا تذهب إلى غريم المؤتمر الوطني (الشعبي وزعيمه الترابي)!


    لعلَّ ما حدث في مصر من (كنكشة) للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإرجاع الفريق شفيق للسباق الرئاسي بعد أن عزله البرلمان ثم حل البرلمان المسيطَر عليه من قبل الإخوان ثم قرار وزير العدل بمنح الضبطية القضائية للعسكر وغير ذلك يكشف جزءاً من الحقيقة... حقيقة أن العسكر بعد ستين عاماً من الحكم مكَّنوا لامبراطوريتهم التي لن يسمحوا بتفكيكها بعد أن سيطرت على أربعين في المائة من الاقتصاد بما في ذلك القطاع الخاص!!
    نفس الشيء حدث في تركيا والجزائر ــ حتى الآن ــ والتي أقصت الإسلاميين عندما فازوا ديمقراطياً ولعلَّ عسكر مصر يخشون من كشف المستور من الفضائح وتوغُّل مرسي في حرمهم الآمن.
    المشكلة الكبرى أنه لا يمكن لدولة أن تعبر إلى بر الأمان وتُزيل القيود والتشوُّهات التي تعوق مسيرتها نحو النهضة ما لم تصبح دولة مدنية ــ بالطبع بمرجعية إسلامية في العالم الإسلامي ــ فهذا ما درج عليه العالم الذي منح ما للعسكر للعسكر من حماية للوطن وسيادته وأرضه بعيداً عن التدخل في الشأن السياسي الذي يتولاه السياسيون.
    نتمنى أن تتمدد سلطة لجنة الأستاذ علي عثمان إلى الأبواب المغلقة ولا تكتفي بالتجنيب الذي لو نجحت في مكافحته وحده لأتت بما لم تستطعه الأوائل.. لكن هل يا تُرى ستُغير اللجنة على بعض الامبراطوريات التي مهما بلغت من القوة فإنها تعتبر شيئاً ضئيلاً مقارنة بامبراطورية طنطاوي وعمر سليمان؟! سنرى!!












                  

07-01-2012, 04:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    الشيخ علي عبد الله يعقوب في فذلكة تاريخية عن الحركة الإسلامية:

    ا نشر بتاريخ الأربعاء, 27 حزيران/يونيو 2012 12:24


    > حوار: أبو عبيدة عبد الله

    الشيخ علي عبد الله يعقوب أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في السودان، رجل يتمتع بذاكرة حية يرسم بها التاريخ كأنه واقع اليوم، يعد من أوائل من أسسوا الحركة الإسلامية في السودان، صديق ودود للأمير محمد الفيصل آل سعود رئيس مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي، ولعبد الله الفضل في إقناع الفيصل بإنشاء المصرف بالسودان.. «الإنتباهة» التقت علي عبد الله وأدارت معه فذلكة تاريخية عن الحركة الإسلامية والوضع السياسي الراهن. فإلى مضابط الحوار:

    > نريد أن نسمع كيفية تأسيس الحركة الإسلامية في السودان؟
    < الحركة الإسلامية في السودان تأثرت كثيرًا بحركة الإخوان في مصر، ومن بين من كانوا على رأسها في ذلك الوقت، شقيق ياسين عمر الإمام الأخ عوض، وصادق عبد الله عبد الماجد، وآخرون، وكانوا قد أتوا من مصر وأنشأوا الحركة في السودان، وكان لي شرف أن أكون أنا واحدًا منهم.
    كان ذلك في العام «1959» بعد مقتل حسن البنا، وبعد استيلاء عبود على الحكم في السودان بشهور، فحضرت من مصر فوجدتُ الإخوان المسلمين موجودين لكنهم منزوون ولا نشاط لهم، وكان عدد قليل منهم يجتمعون كل يوم جمعة في الجامع الكبير بأم درمان.
    > مَن مِن أولئك الذين تتحدث عنهم؟
    < معظمهم توفي، لكن كان هناك حامد أخ عوض عمر الإمام.
    > ما هي أهدافكم في ذلك الوقت؟
    < كان الأمل أن تقوم في السودان حركة إسلامية تشابه التنظيم الذي قام في مصر، ويكون لديها ثأتير في المجتمع.
    > ألم تكن هناك مراقبة عليكم من قبل السلطة في ذلك الوقت؟
    < هناك مراقبة شديدة علينا من البوليس ومخابرات عبود، وكنا نجتمع في البيوت لعدم وجود دار، ورأينا ضرورة أن ننشئ مظلة نجتمع تحتها فاقترحت أن نقوم بافتتاح نادي أم درمان الثقافي، وكان رئيسه عثمان جاد الله في ذلك الوقت، فبعثنا خطابًا إلى المجلس البلدي، وكان ضابطه المرحوم فتح الرحمن البشير فذهبنا إليه وطلبنا منه أن نفتح النادي فطلب من السكرتير ملف النادي، وبحثت عن مجموعة إخوان لتقديم طلب لفتح النادي، فالإخوان معظمهم خافوا من الخطوة، فاقترحت عليهم نشيل كلمة إسلامي من نادي أمدرمان الثقافي الإسلامي، عشان نكون إخوان مسلمين بـ «اللفة».
    > من أين مولتم نشاط الحركة في ذلك الوقت؟
    < كان الإخوان رغم قلتهم ملتزمين بسداد الاشتركات المفروضة.
    > كم كان نصيب الفرد؟
    < حوالى قرشين، واستطعنا تأجير مقر بالقرب من منزل الزعيم الأزهري بمبلغ عشرين قرشًا، وكان المسؤول المالي حينها المرحوم كمال، وأنا كنت أعمل في الأحفاد مؤذنًا أتقاضى «35» قرشًا شهريًا، فقررت أن أسكن في دار الإخوان لكي أوفر قيمة الإيجار لدعم الإخوان، فسكنت في النادي وبدأ النشاط.
    > ما نوعية النشاط في النادي؟
    < عملنا خطة بأن لا يحاضر أيٌّ من الإخوان في النادي لمدة عام، وتركنا غير الإخوان يقدمون المحاضرات في كافة مناحي الحياة، فأول من قدم محاضرة العلامة عبد الله الطيب ومعه المقرئ صديق حمدون، وكانت محاضرة عن الشعر الجاهلي، فامتلأ النادي وكان ذلك أول مكسب.. صحيح أنه لم يقدم محاضرة عن الإسلام لكنه أكسب النادي شهرة، كما جاء الصادق المهدي وقدم محاضرة، وكذلك الفنان شرحبيل أحمد، واللاعب المميز صديق منزول وآخرون.
    > أين كنتم تقيمون اجتماعاتكم الخاصة بشؤون الحركة.
    < كانت تقام سرًا في مقهى بالقرب من النادي، لأن حكومة عبود كانت تفرض علينا رقابة شديدة.
    > إلى اليوم الحركة الإسلامية في حكومة الإنقاذ تجتمع سرًا، الحكاية شنو؟
    < العمل بسرية طبعًا لأن الحركة في السودان متأثرة بالحركة في مصر، لأن الإخوان هناك حلوا أنفسهم وكانوا ملاحَقين من قبل قوات عبد الناصر.
    > إذًا لماذا السرية في الخرطوم وفي عهد حكم الإسلاميين الحالي؟
    < ربما تكون أصبحت عادة، ولا يوجد سبب للسرية لاجتماعات الحركة بالخرطوم.
    > هل كانت الحركة الإسلامية تخطط لتولي الحكم أم كانت لديها أهداف أخرى؟
    < لم يكن هناك تفكير لاستلام السلطة في ذلك الوقت، كان التخطيط الأولي هو جمع الشباب حول الحركة الإسلامية.
    > متى ظهرت الحركة الإسلامية بوجهها الحقيقي؟
    < ظهرت على حقيقتها بعد سقوط حكم عبود، وظهر د. الترابي الذي قدم محاضرة عن مشكلة الجنوب وكان حديثه مثيرًا جدًا.
    > ألا يزال د. الترابي مؤثرًا؟
    < نعم مؤثر، لكن الخلاف بين الإسلاميين قلل من فاعليته فلم يعد كما كان في الماضي.
    > من فكر في أن تسعى الحركة لتولي السلطة؟.
    < أحمد سليمان المحامي، وعقب انسلاخه من الشيوعية وانضمامه لجبهة الميثاق الإسلامي قال للإخوان لا بد من السعي للاستيلاء على السلطة، وقال لهم إذا لم تستلموا السلطة ما بتمشوا لقدام، واستشهد بالشيوعيين في الاتحاد السوفيتي، بأنهم أقلية لكنهم تسلموا السلطة، ودعاهم بعد استلام السلطة إلى التفكير في كيفية إدارة الدولة، ومن هنا بدأت حركة غزو الضباط للجيش.
    > اليوم بعد أكثر من عقدين من الحكم لم تستطع الحركة الإسلامية فرض منهجها؟
    < صحيح، معظم قيادات الحركة اليوم شغلتهم السلطة والحياة المدنية وهذا ليس المنهج الذي قامت عليه الحركة الإسلامية.
    > الحركة الإسلامية تكسبت من وراء الحكم لمصالح أفراد ذاتية؟
    < ضحك، واستراح على المقعد، أنا كنت أسكن في الثورة الحارة الأولى في بيت مبني من المواد المحلية بالإيجار، الآن أنا أسكن في الرياض، بعد عودتي من الاغتراب بقروش كويسة وليس قروش الحركة الإسلامية. والإخوان لم يعرفوا المال وصناعته إلا بعد عودة بنك فيصل الإسلامي.
    > هناك قيادات في المؤتمر الوطني ترى أن الحركة الإسلامية ليس لها دور حاليًا؟
    < تختلف الرؤى من شخص لآخر، الحركة الإسلامية هي قلب المؤتمر الوطني، تمده بالدماء الحارة، فلا بد من الفصل بينهما، المؤتمر الوطني كيان سياسي، والحركة الإسلامية هي الوعاء الذي يستمد منه الوطني الأفكار.. فالوطني بدون الحركة الإسلامية عبارة عن هيكل بلا روح، أو جسم مشلول.

    الانتباهة
                  

07-01-2012, 08:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    خلافات داخل «الوطني» بالقضارف لاختيار الوالي


    القضارف : عمار الضـو :



    نشبت خلافات حادة داخل أروقة المؤتمر الوطني بولاية القضارف اثناء اختيار المرشحين السبعة لمنصب الوالي عبر شورى الحزب والمؤتمر العام، ويلتئم الحزب بالولاية لاختيار المرشحين صباح اليوم.


    وبرزت الخلافات عقب الاجتماع الذي ضم رؤساء المؤتمرات ونواب الرئيس بالمحليات بحضور نائب رئيس الحزب عبد القادر محمد علي وامين الحركة الاسلامية عثمان محمد علي، ونشب خلاف حول القائمة المقترحة التي أجمعت عليها قيادة الحزب وتضم الوالي المكلف حاليا الضو الماحي والوالي الاسبق مبارك منير ومعتمد القلابات الشرقية الفريق يونس ووزير الرعاية الاجتماعية كامل هرون وعلي الشيخ الضو معتمد الفشقة وعبد الله عثمان معتمد القضارف السابق بجانب جابر عبد القادر عبد المحسن.
    ورفض أعضاء القائمة المقترحة وقرروا الاحتكام للشورى ، ووصف أعضاء الحزب ما تم بالبعد عن الشورى باقصاء رؤية الأعضاء.
    وبرزت قائمة اخرى بعد هذا الخلاف تضم وزيري الدولة والصحة السابقين محمد علي علوبة والصادق الوكيل بجانب الأمين عبد اللطيف البدوي ورئيس شورى بلدية القضارف عمر حسن.


    وأوضح رئيس مجلس الشورى بالمؤتمر الوطني بالولاية صلاح الحاج مهلة، للمركز السوداني للخدمات الصحافية، أن مجلس الشورى سيعقد دورة انعقاد طارئة للتداول حول المرشحين من الحزب لمنصب الوالى، موضحاً أن مجلس الشورى يمثل اليوم كلية انتخابية لاختيار «7» مرشحين من الحزب للمنصب يتم رفعهم للمؤتمر العام الذى يعقد فى نفس اليوم لاختيار «5» منهم ورفعهم للمركز وفق المادة 16/ 2ب من النظام الاساسي للحزب.


    ِ
                  

07-02-2012, 05:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    بين وزارة الزراعة والنهضة الزراعية!!
    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الأحد, 01 تموز/يوليو 2012 13:00



    أُعجبتُ بمقال عميق خطّه يراع بروف محمد سعيد حربي حول الازدواجية في شأن وزارة الزراعة ومشروع النهضة الزراعية والتداخل والاشتباك في اختصاصات كلٍّ من تلكم الجهتين.
    أعلق على هذا الأمر بين يدي معالجات الأزمة الاقتصادية التي يُنتظر أن تقضي على حالة الترهّل التي امتلأت بها بلادُنا كما لم تمتلئ بها أية دولة في العالم وإذا كانت الحكومة تعتزم دمج بعض الوزارات ذات الاختصاصات المختلفة فمن باب أولى أن تدمج مشروع النهضة الزراعية في وزارة الزراعة وتصحِّح خطأً ما كان ينبغي أن يحدث من البداية في بلاد التخبُّط والعشوائية واختلاط الحابل بالنابل.


    بربِّكم أليس غريباً بحق أن ينشأ مشروعٌ للنهضة الزراعية تُرصد له مبالغ طائلة بعيداً عن وزارة الزراعة بل أليس غريباً أن يرأس المشروع الفرعي (للنهضة الزراعية) النائب الأول لرئيس الجمهورية بينما يرأس الأصل (وزارة الزراعة) وزير الزراعة؟! أفهم أن يُعهد بمشروع النهضة الزراعية أو النفرة الزراعية ــ الذي سبقه وتوفى إلى رحمة مولاه ــ أن يُعهد به إلى وزير دولة أو مدير لكن ذلك ينبغي أن يكون تحت الوزير الأول.. ذلك هو التسلسل الهرمي المعلوم والمعمول به في أكثر الدول تخلفاً أما عندنا في السودان فكل شيء جائز بعد أن استحدثنا تجارب إدارية جديدة وهياكل لم يشهد العالم لها مثيلاً!!


    إنه مصادرة لحق وزارة الزراعة ووزير الزراعة ففي بلادي هناك وزارات مستضعَفة يُنتقص حقُّها بينما هناك وزارات تعتدي على حق الوزارات الأخرى.. خذ مثلاً وزارة المالية التي لطالما رفعت شعار (ولاية المالية على المال العام) لكنها فشلت فشلاً ذريعاً باعتراف وزراء المالية جميعاً بمن فيهم البلدوزر عبد الرحيم حمدي الذي اعترف مثلاً بعجزهم عن محاربة التجنيب والزبير أحمد الحسن الذي ألغى جميع قوانين الهيئات وأبقى على قانون واحد حاكم بغرض تحقيق هدف وشعار ولاية المالية عن المال العام لكنه فشل كما فشل حمدي ولا يزال الفشل يخيِّم على الجميع بعد أن عجزوا حتى عن تخصيص الشركات الحكومية التي تكاثرت كالفطر كما عجزوا عن تمكين المراجع العام من مراجعة الوزارات القوية والهيئات المحميّة ومراكز القوى وما أدراك ما مراكز القوى!!


    ليست وزارة المالية أو وزارة الزراعة وحدهما اللتان يُعتدى على اختصاصاتهما فكما أن وزارة المالية عجزت عن كبح جماح التجنيب الذي يمارسه الأقوياء فإن وزارة التعليم العالي مثلاً فشلت في إنفاذ شعار: (ولاية وزارة التعليم العالي على المؤسسات التعليمية) كما فشلت وزارة الصحة في إنفاذ شعار (ولاية وزارة الصحة على المؤسسات العلاجية) بعد أن تمدَّد الأقوياء في حرمهما واعتدوا على عرضهما!!
    من الذي سلب الوزارات والهيئات المستضعَفة أو قل (المهمَّشة) أقول من سلبها سلطانها واختصاصاتها؟! إنها مراكز القوى من الوزارات والهيئات والأجهزة التي تشبه إلى حد كبير المجلس العسكري في مصر!!


    ينبغي أن تباشر وزارة الزراعة كامل الصلاحيات في الشأن الزراعي في تنسيق كامل مع وزارة الثروة الحيوانية إن كانت منفصلة عن الزراعة أما إذا كانت الثروة الحيوانية جزءاً من وزارة الزراعة فإن الأمر يبدو سهلاً وميسوراً ذلك أن التخطيط للوزارتين أو للشقين الزراعي والحيواني ينبغي أن يكون موحداً كما ينبغي أن يكون الري جزءاً لا يتجزأ من الزراعة.
    مشروع النهضة الزراعية ينبغي أن يكون جزءاً من واجبات وأهداف وزارة الزراعة مع ضم موازنة ذلك المشروع إلى موازنة وزارة الزراعة وعلى الأستاذ علي عثمان أن يمنح وزارة الزراعة بمشروعاتها كافة دعمه اللا محدود وأن يُيسر مهامها ذلك أن الزراعة ينبغي أن تحظى باهتمام كبير فقد أهملناها طويلاً وكثيراً خاصة بعد استخراج وإنتاج البترول.
    بالله عليكم أي مشروع نهضة زراعية أهم من مشروع الجزيرة الذي كنتُ أنادي من قديم أن تسخِّر الدولة ووزارة الزراعة كامل موازنتها من أجل انتشاله من وهدته وإعادة سيرته الأولى.


    ثمة أمر مهم وهو أن تحولات كبرى حدثت في محيطنا الإقليمي من خلال الثورات العربية في مصر وليبيا تحديداً وأخصُّ مصر التي أصبحت اليوم أقرب إلينا من حبل الوريد فمصر تحتاج إلى الغذاء وبالقطع فإن مصر تحت مرسي ستتجه نحو السودان بعد أن خرجت من سيف الفيتو الأمريكي الذي كان يمنعها من التقارب مع السودان خاصة في الشأن الزراعي.


    إننا نحتاج إلى العمالة الزراعية (المصرية) التي تتمتع بأخلاقيات وقيم عمل تختلف كثيراً عن تلك المتوفرة لدى مزارعينا وحبذا لو اتجهنا بقوة نحو شراكة زراعية مع الشقيقة مصر سيما وأن السودان حسب وزير الزراعة د. المتعافي يعاني من نقص في العمالة الزراعية بعد أن اتجه عددٌ كبير من أبناء السودان نحو التنقيب عن الذهب فالعمالة المصرية أقرب إلينا من أية عمالة إفريقية أخرى.
    أظن أن التكامل مع مصر ينبغي أن يبدأ من الزراعة وينطلق نحو بقية القضايا السياسية والاقتصادية باتجاه الوحدة المرتجاة إن شاء الله.
    ليت الذين يتحدثون عن العلاقة مع دولة جنوب السودان أن يكفّوا عن القفز على الحقائق الموضوعية على الأرض فالجنوب اليوم تحت حكم الحركة الشعبية عدوٌّ مبين ولا مجال للحديث عن حريات أربع أو حتى حرية واحدة فقد جاء أخيراً بقَدَرٍ من الله العزيز من هم أقرب إلينا ذمّة ورحماً.



    --------------------

    مع السنوسي في أول حوار بعد الإفراج عنه: (2 ــ 2)

    نشر بتاريخ الأحد, 01 تموز/يوليو 2012 13:00


    > حوار: آمال الفحل> تصوير: متوكل البجاوي

    قال الشيخ إبراهيم السنوسي إنه لم يكن يتوقَّع اعتقاله من قِبل السلطات، وإن ما قام به لا يتعارض مع القانون، وأكَّد في هذا الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» أن الهدف من زيارته إلى جنوب السودان هو عدم موافقتهم على العمل العسكري والعلمانية والاستفتاء باعتبارها تؤدي إلى تمزيق البلاد، مبيناً أنهم يرفضون بيان كاودا الذي يتضمن إسقاط النظام بالعمل العسكري، موضحاً أنه لا علاقة له بعبد الواحد محمد نور وحركة مني أركو مناوي والحركة الشعبية، وأبان أن ذهابه إلى الجنوب لم يكلفه به الحزب وإنما «مبادرة قمت بها وحدي لقناعتي أن هذا أمر لصالح البلد»، وأشار السنوسي في حديثه إلى أن العلاقة بخليل ليست كالعلاقة مع عبد الواحد ومناوي، ونفى دكتور السنوسي التهم التي وُجِّهت له، وقال إنني لم أحمل وثائق وخرطًا بخط الدكتور الترابي، وأجاب السنوسي عن جملة من الأسئلة والاستفسارات التي وضعتها «الإنتباهة» أمامه بمنزله.. فإلى إفاداته:

    > المعارضة ترى أن الشارع أصبح الآن مهيأً للخروج ضد الحكومة ولم يحدث ذلك على نحو كبير؟

    < الآن من لم تحرِّكه الدوافع السياسية تحرِّكه دوافع الفقر، فقد أصبح الغلاء سببًا واضحًا في تهييج الناس، والآن تتطابق دوافع الغلاء مع الدوافع السياسية، فكانت من قبل دوافع سياسية، وهذه لا يحس بها إلا السياسيون، ولكن حين يأتي الفقر يعمّ على الناس جميعاً حتى الذين في النظام بالرغم من أنهم يأخذون مرتبات تغطي احتياجاتهم من الفقر، لكنهم يحسون به لأن أي شخص في السلطة له أقارب مسَّهم الفقر، وهذه أزمة مثل الأزمة التي حدثت في أواخر عهد نميري، هذا نفس التاريخ ونفس المناخ ونفس الغرور عندما كان نميري في آخر أيامه، وهو نفس الوقت، والرئيس نميري قبل أسبوع من سقوطه يقول لن يستطيع أحد أن ينزعني من الحكم، ولكنه بعد يومين سقط، فإذا أراد الله إسقاط النظام والحكم لا ينزعه بالتظاهرات والطلاب فقط.. نزع الله الحكم من النمروز ببعوضة فكان سبباً في موته.. وأقول لهم إذا كان الحكم يدوم لما جئتم أنتم بالإنقاذ، والآن الحديث عن النظام وفساده لم يكن أمراً سراً.. القاصي والداني يعرفه، فقد جئنا بالإنقاذ لإنقاذ الناس لكن الناس الآن يريدون أن ننقذهم منها، وبمثل ما كان الغلاء والصفوف قبل الإنقاذ الآن يعود الغلاء والصفوف.. هذه حسرة شديدة أن يكون ذلك من إسلاميين وينتمون إلى حركة الإسلام
    .
    > تراهنون على حراك الشارع والشارع على ما يبدو لا يثق بالأحزاب ويعتبر النظام الحالي أفضل السيئين...


    < النظام أفضل هذا كلام غير صحيح، وحتى إذا فُقدت الثقة في الأحزاب فالثورات الآن لا تقوم بالأحزاب، فالآن الثورة في تونس لم تكن من الأحزاب، كذلك في ليبيا لم تكن من الأحزاب، ولكن حين يغلي الشعب ويصل الفساد والظلم إلى قواعده ينفجر الشعب، والآن الأحزاب لا تشكِّل كل الشعب السوداني، لأن الشعب السوداني أغلبه لا ينتمي إلى أحزاب، فالمسؤول الذي يتحدث هكذا ليس له خبرة، فالثورة يمكن أن تقوم من غير أي حزب، وحين يريد الله أن ينزع الحكم لا يحتاج أن ينزعه بواسطة الأحزاب، حين ينزع الله الملك يمكن أن ينزعه بأبسط الأشياء ومن حيث لا يحتسبون، وتجد أن قليلاً من الثورات لتغيير النظام حدثت بواسطة الأحزاب، فالثورة الفرنسية والثورات التي كانت في التاريخ من قبل لم تكن بثورة أحزاب، ونجد أن ثورات حدثت في التاريخ ولم تكن قد قامت من قبل أحزاب، ومن يتحدث الآن عن أحزاب هذا يريد أن يبرر لنفسه، وأفضل وأكبر جريمة في عهد الإنقاذ انفصال الجنوب بهذه الطريقة والتوتر والعلاقة السيئة من قتال في الحدود وقتال في مناطق مختلفة، وأنا أعتقد أنه كان ترشيح عبد الله دينق رئيساً هو الذي يقي السودان من الانفصال، فهو جنوبي من بور دينكاوي مسلم وأحسن نموذج نقدمه رئيساً للبلاد.

    > لكن إذا أصبح عبد الله دينق رئيساً كان سينفصل الجنوب بعد ذلك...


    < أهم شيء حسن المعاملة، وكان يمكن أن يكون السودان ليس مثل هذه الصورة، وإذا لم يكن عبد الله دينق يمكن أن يكون أي جنوبي آخر، يعني مساومة نعطيهم رأس الدولة لكي لا ينفصلوا.


    > يعني عدم ترشيح عبد الله دينق هو السبب الأساسي في الانفصال؟


    < هذا جزء من الإشكال فهم يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فإذا أعطيتهم الدرجة الأولى وأحسنت معاملتهم يمكن أن تأخذ عيونهم، فالانفصال لم يكن برغبة الجنوبيين جميعاً بل طبقة منهم، فإذا سقط النظام كل شيء يمكن أن يُعاد، مثلاً الاقتصاد يمكن أن يُعاد، ولكن ما انفصل من الجنوب لا يعاد مرة أخرى، وهذا يحتاج إلى مدة طويلة حتى تلتئم الجراح في دارفور والنيل الأزرق.
    > لكن الآن جاءت اتفاقية الدوحة بين حركة التحرير والعدالة بقيادة دكتور السيسي وبين الحكومة.. والقضية في طريق الحل النهائي؟...
    < هذا حديث ليس في الواقع، فهل اتفاقية الدوحة الآن حلت مشكلة دارفور؟ الآن لا يوجد أمن خارج الفاشر، وتحل مشكلة دارفور حينما يطمئن الناس جميعاً ويضعون السلاح ويعيشون كما كانوا من قبل، فمن يصدق الآن أنه يمكن العيش في دارفور كما كانوا يعيشون من قبل؟ ومَن الآن ينسى ما حدث من مشكلات؟ كيف يمكن أن ينسوا هذا؟، هذا يحتاج إلى وقت طويل ليلتئم الجرح بعودة الأمن.


    > ذكرت أن الثورات التي قامت في تونس وليبيا قامت بدون أحزاب.. فهل يعني هذا انتظار الأحزاب على الرصيف وفي تلك الثورات قُتل الملايين؟


    < من قتلهم القذافي في السجون أعداد كبيرة، فالقذافي قتل في سجن واحد أربعين ألفًا، فهذه طبيعة الثورات، يموت فيها عدد من الناس لكن ينصلح الحال بعد ذلك، فالحرية لها ثمن، صحيح الناس قُتلوا في ميدان التحرير لكنهم ذاهبون إلى الحرية، فالحرية لا تتم إلا بثمن، ويعني يمكن أن نقول لحفظ الأمن والنظام يبقى الدكتاتوري!!! ويمكن أن تتطور الشعوب، فمثلاً في تاريخ أوربا حروب لا حد لها، حروب الثلاثين سنة وحرب السبع سنوات والحرب العالمية الأولى والثانية، والآن أصبحت دولة واحدة، إذاً لا توجد مشكلة، فسوف تستقر الأحوال، وهذا شيء طبيعي.


    > الحكومة ترى أن وجود بعض الشخصيات في المعارضة الآن ضمان لعدم خروج الشعب إلى الشارع؟


    < هذا ما تحدِّث به الحكومة نفسها، فإذا فرضنا أن قيادات المعارضة مضى بهم الزمن هذا لا يمنع أن يكون سببًا في بقاء النظام حتى إذا كانوا سيئين، لكن سوف تأتي قيادات أخرى وتظهر، فهذا يمنّون به أنفسهم ويحدثون به الناس حتى يبقوا.. فالمعارضة لم تظلم أحداً، وعندما كانت في الحكم لم تفعل ما فعلوا، الآن يجب ألّا نقارن، وهل يستطيع أحد أن يقارن ما وقع من ظلم وفساد؟

    > هل هناك تقارب او مبادرة بينكم وبين المؤتمر الوطني؟

    < ليس هناك أي مبادرة الآن ولا يوجد أي تقارب بين المؤتمر الوطني والشعبي، فالشعبي عنده قرار في هيئة الشورى أن لا صلح ولا تفاوض ولا حديث مع المؤتمر الوطني.


    > لكن نجد أن تصريحات الوطني عكس ذلك ويصرحون بأن هنالك قيادات رحّبت واستجابت من المؤتمر الشعبي؟


    < هذا ليس صحيحاً، ولا يمكن أن تتم أي مبادرة ومعالجة أنا لا علم لي بها، فإذا كانت توجد أي مبادرة للصلح فأنا الوحيد الذي أعتقد أنني بوابتها، ولا يوجد أي شخص من المؤتمر الشعبي عنده علاقة أقرب بالرئيس عمر البشير أكثر مني، فالمصالحة لا تتم إلا بمعرفتي.

    > يعني هذه إشاعات؟

    < نحن في القيادة ملتزمون بمبدأ أن لا حوار ولا تفاوض ولا صلح مع المؤتمر الوطني أصلاً، فهذه جزء منها إشاعات يطلقها المؤتمر الوطني لأنه يريد أن يفرق فيها بين أعضاء المؤتمر الشعبي ويريد أن يتحدث بأنه يريد أن يتقارب مع أي قوى سياسية تعارض النظام، لكن هيهات، وفات الأوان، فأنا أرى السفينة غارقة فلن أركب فيها.


    > ظهر أخيراً وجود خلافات داخل هياكل المؤتمر الشعبي؟


    < هذا شيء طبيعي، لأن المؤتمر الشعبي حزب يتكون من ملايين الناس من حملة دكتوراه وماجستير وجامعيين وطلاب، فهذا شيء طبيعي أن يختلف الناس في الفهم، فلو لم يختلفوا لما كانوا حزبًا فالاختلاف هذا شيء طبيعي في البشر، في الاستنتاج والتفكير، لكن قيادات المؤتمر الشعبي جميعها متوجهة للسير إلى إسقاط النظام، وأنا لا أريد من الناس أن يكونوا شكلاً واحداً وعلى رأي وقلب واحد، فالصحابة كانت لهم استنتاجاتهم ولهم مواقف مختلفة، والخلاف دليل على الجدية، ودليل على أنهم ليسوا تبعاً، ونحن حزب ولسنا طائفة تأخذ بأمر شيخها أو زعيمها، أنا أعتز الآن بالشخص الذي له رأي ويناقش حتى لو كان من الطلاب، وهذا لا يعني أن المؤتمر الشعبي بداخله انشقاقات فهذه أماني المؤتمر الوطني.


    > هناك من يرى أن الحركة الإسلامية فقدت بريقها؟

    < الحركة الإسلامية لم يبقَ لها بريق أصلاً، والقيم والمبادئ التي قامت عليها ذهبت، فإذا ذهبت هذه المبادئ والقيم ذهب بريقُها.

    > ماذا يلزم لتعود الحركة الإسلامية موحدة؟

    < في ظل هذا النظام وسلوكه وفشله لن تكون هناك وحدة للحركة الإسلامية، ويمكن أن تعود الوحدة بعد سقوط النظام ويتوحد الناس على منهج جديد وقيادات جديدة.


    > تتحدث عن قيادات جديدة، فحزب المؤتمر الشعبي الآن الأمين العام له هو الشيخ الترابي، ألم تصلوا إلى قناعة بأن الترابي تقدم به العمر ولا يصلح للقيادة التي تحتاج إلى شباب؟


    < القيادة والأداء لا تقوم على العمر، والآن في التاريخ الناس يقاسون بالعطاء والأداء والتجربة والخبرة وليس بطول العمر أو قصره، فالمولى عز وجل جعل النبوة بعد الأربعين ولم يجعلها في الثلاثين ليكون الإنسان ناضجاً، وأي قائد ما دام يعطي وسليم الحواس والأداء لا بد أن يبقى في القيادة، وكل المتقدمين في العالم هم الذين تقدم بهم العمر، والقيادة ليست بالضرورة أن تكون في حزب، والقائد المؤهل يمكن أن يكون قائدًا في كل شيء.. الآن عدد من الرؤساء الحاكمين جميعهم الآن فوق الثمانين، والآن رؤساء الدول أغلبهم فوق السبعين والثمانين، فالشباب لهم دور وكذلك الكبار لهم دور، والدولة الناجحة هي التي تخلق تجربة الشباب مع الشيوخ والكبار، والدولة الناجحة لا تفرق، فالمجتمع يتكون من الصغار والكبار، وطالما الإنسان يعطي فأنا لا أعترض عليه، إذا كان يعطي وسليم الحواس وله خبرة، فمثلاً أمريكا رئيسها في عهد من العهود كان مشلولاً والآن وزير الداخلية في بريطانيا أعمى، ووزير المالية في ألمانيا أعمى، فهذه أوربا، فالقياس بالعقل وليس بالعمر، وما دام الإنسان يعطي وله تجربة يصلح أن يكون قائداً، وإذا قلّ عطاؤه طبيعي جداً أن يتقدم غيره وليس بالضرورة أن يكون شاباً.


    > في تقديرك هل تستطيع الدولة محاربة الفساد؟


    < إذا أرادت الدولة محاربة الفساد يجب أن تبدأ قيادتها أولاً بإخراج المفسدين في النظام قبل أن يتحدثوا عن إصلاح، لا بد أن يتحدثوا عن إخراج المفسدين في النظام، من أقاربهم ومن الموالين لهم، يخرجونهم من الحكومة لكي يسري القانون والعدل، فتغيير الهيكل هذا ليس محاربة للفساد، والفساد يحارب بإخراج المفسدين، ولكن لا أصدق أنك تحارب الفساد ومعك المفسدون، وأنت لستَ سالماً من الفساد (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).


    الانتباهة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de