|
|
 أفضل أعمالي-- 6 -- بت قضيم
|
أفضل أعمالي-- 6 -- بت قضيم
-------
ما أفضل أعمالك؟
أجمل ما كتبت هو ذاك الشئ الذي كتبته وأنا أحس بنشوة وسعادة في كتابته،، لا
اشعر معه بضيق،، أنا لست محترفة،، ولا أنوي أن اكون،، ولا أظن مشاركاتي تشفع
لي،، لكنني اكتشتفت في وقت ما،، أن الكتابة والقلم،، هي رسالة الله في الأرض
ألا يقول بعضهم أن أول ما خلق الإنسان في الكون هو القلم؟؟
لذا أكتب وقت اشتداد الهم،، عساني اتطهر من إنسانيتي،، اتوضأ بأول شئ خلق فيا
أجمل ما كتبت ،، كان أي حرف أستطاع أن يطبق فعل الإبتسام والسهو اللحظي،، بشئ
يشبه تحول الإنسان لطفل بلا هموم
لم ينشر لي عمل يوماً في مكان ما،، على الأقل باسمي،، مرة قالت لي معلمتي (خلي
العوارة) لما عرضت عليها موضوع قصة،، الجمتني وغيرت إهتمامي من حصص الإنشاء
لحصص العلوم،، ومرة حاولت وارسلت قصة إلى أحدى المجلات التي تقيم الأعمال
الأدبية،،تقمصت فيها شخصية رجل ذو علاقة مشوشة مع أبيه،، ووقعت باسم امرأة
وهمي،، فرد عليا المحرر بسؤال،، لماذا حاولت أن اتغطى باسم امرأة،، والقصة لا
بد آتية من قلب رجل،، فكل الأحاسيس الواردة فيها هي أحاسيس رجل كاملة النضج
!!!
وماتت لهفتي للكتابة
إن سألتني أن أختار لك أجمل ما كتبت في البورد،، فربما اختار تلك المواضيع
القريبة من (شارع بيتنا) قصة حذاء،، يوم الضبيحة،، أما بخصوص الغنماية،
وأمبارح اتغدينا بامية ورز
==========================================
قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة
اتت السيارة بأبي ...اقصد أتى ابي بسيارة جديدة.....جديدة إصطلاحاً...فهي ليست على هذه الدرجة من الجدة...يعني مش على الزيرو كما يقول أهل الخليج الذي اغترب فيه ابي من وقت قريب... لكن في النهاية هي جديدة علينا نحن على الأقل.
وهي ليست تحفة فنية أو ماركة غالية السعر...بل هي كما كل سيارات السودانيين سيارة كريسيدا...استولى عليها ابي بوضع اليد من أحد اصدقائه الذي قرر يوماً فجأة مغادرة هذه البلاد إلى غير رجعة . صديق ابي لم يكن ينوي الرجوع للبلد زاخراً بالنصر...لكنه كان قد قرر أن الاغتراب في دول الخليج (اخير منه بيع المصاطب)، فغير أن الراتب مصاب ببلهارسيا حادة ، هناك بندان يقطعان نفس خيل الراتب فيجعلونه في حالة ميئوس منها...أو كما يقول اهل الطب (هوبليس كيس خضار) (لا داير يموت لا هو عايش..حاجة كدة تأزم المرافق في المستشفى)
البند الأول من الراتب كان يضيع بين تجديد الإقامة إلى تجديدها إلى خروجها وعودتها إلى حق الإيجار إلى الفواتير إلى حق المدارس إلى أهل العوض إلى ناس سمية عرسوا ود بتول اتطهر..إلى إجازات الربيع والخريف ورحلات الشتاء والصيف إلى ضغط الكفيل وكفيل الكفيل والرجال التابعين وتابعين التابعين ...
والبند الثاني حق الفشخرة وباب شريف (وشبرا الموضة) والدششة وأطباق الدششة وشنط شيلات عرسان العيلة هدايا بسيطة كدة لبطون القبيلة وكروشها وكرعينها ومصارينها وهلم جرجريني ودردريني وطلعي ( )...
المهم أن الرجل صديق ابي لما حسبها حسبها صح...حيث أنه سيتغرب من بلاد الغربة العصية إلى بلاد السندباد بلاداً طيرها عجمي ...حاول اقناع سلطات تلكم النواحي أنه (وحاة الله) مضطهد سياسياً .. (يا اخوانا بحسبة بسيطة وتقليلاً للتكلفة...الاحسن ناس تلك النواحي يجوا عندنا فكلنا مضهدون ولو اختلف النوع...انا شخصياً مضطهدة بطنياً..)
قسم صديق ابي املاك الاسرة بين الأهل والاصدقاء...ثم باع ما باع من تلفزيونات وتلاجات وغسالات...لكن كل ذلك لم يساوي الأثمان الباهظة التي تقاضاها من ناس الويكة والنبق والقنقليز والحلومر والفسيخ والشطة والدكوة...حيث أنها كانت اطنان مطننة اي والله...
لكنه لم يبت في موضوع (العربية العواليق يا قولو) فقال (دي ما بتخارج معاي) كان يبدو واضحاً اصابته بعنجهية العيون الصفرا قبل حتى أن يخطو بداية الطريق نحو الأي امبريلا بي بوك سي كديسة..(هل لاحظتم الفرق بين الفنا الذرة والفهم الشمسية ..باءنا البقرة وباءهم الكتاب تاءنا التمرة وتاءهم التليفون....يبدو أن العربية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبطون)
لكنه قبل أن يبت في موضوع العفش والسيارة وأملاك الأسرة الأخرى التي نصها كان خشب طلح وشاف... تأكد لأهل تلكم النواحي مدى اضهاد صديق ابي سياسياً فقرروا انقاذه وارسلوا يخابرونه بانه يمكنه اللجوء اليهم الآن على أن لا يتأخر أكثر من شهر وإلا هموا ليسوا بمسؤلين منه وفاضين ليه...
اصاب الرجل لوثة عقلية فترك سفنجته والسيارة وكتحي كأنه مطارد من قائد الجن الأعلى (لولي الحبشية كما تصر والدتي)... وفي تلك اللهوجة العجيبة اعطى ابي مفاتيح (العربية العواليق) وفننننن هو وامراته صاحبة الحطب واولاده وقال يا ابو مروة يا اب شرة أقصد يا بوش جااااايييييك..
أصاب والدتي هي أيضاً لوثة عقلية فرحية...فأخيراً ستستطيع أن تمارس حلمها القديم بأن (تنجعص) كما تردد هي دائماً وتقول لبعلها اللي هو والدي...وديني السوق، وديني بيت البكا، وديني الاوستبالية عفواً...اعني المستشفى...
وأخيراً يمكنها أن تتفاخر لوالدتها اللي هي جدتي وأخواتها وجاراتها في البلد بأننا أصبحنا من أصحاب الجاه والنجاح ونمتلك سيارة.
أمي تخاف العين والحسد، ومن منا يستطيع أن يلومها فكلنا حتماً نهابها، لذا تفتق ذهنها عن قرار أبت التراجع عنه ولم يثني عزمها أبى بكل اعتراضاته واستهجاناته... فسكت مبدياً هزيمة رعناء واستكانة تعود عليها خصوصاُ لما أقسمت قسمها الدستوري وقالت (وحاة جدي السمح وزين إلا اضبح الكرامة)
لم يكن اعتراض أبى على الكرامة ككرامة...لكن وجه الخلاف كان في أنه لما سأل زملائه القدامى في العمل عن أصول (الضبيحة) في هذه النواحي ردوا له بأن (المسلخ) يقوم بتوضيب (الضبيحة) فتأتي بها مقطعة منعمة جاهزة عدل للطبخ...دون الحاجة للتعب و(الضباح) في البيت...لكن قناعات أمي المتوارثة الدفينة أبت أن تتنازل عن أهم طقس في (الكرامة السودانية) ألا وهي (نطيط الدم) و (طبيع الدم) في (حيط البيت) وكان هذا وجه اعتراض ابي.
قال لها ابي يحاول إقناعها أن أولاً لا مجال لتعليق الخروف في باب البيت...لان هذا اساساً ليس ببيت أنه عمارة لا باب (بضلف) سودانية لها...فأين نعلق الخروف...حلول أمي جاهزة دوماً إذ قالت...لا مشاكل ، يمكننا تثبيت الخروف عرضياً في السور(التجميلي) المحيط بهذه العمارة لأنه اساساً في نظر أمي أن لا فائدة مرجوة منه إذا انه يسور بعض النباتات التي لا خوف عليها ولا هي تحزن لانها لم تشاهد ولااااا غنماية طايرة في هذه النواحي (يبدو أن غنم السودانيين طيار كأشياء كثيرة تطير) ، فكر ابي وقال...طيب ما في ضباح...لكنها حلت المشكلة بانه لا بأس...هناك جزار في السوبر ماركت الكبير الذي يلي دارنا ببضعة شوارع يمكنه مساعدتنا في الامر...ببضع نقود لا راحت ولا جات... ولما سألها أبي عن كيفية (طباعة) الدم في حيط ناس العمارة.. ردت بأن اصابع الدم شرف عربي لا مناص من الاعتراف بفضله..وأن سيد العمارة (يلحق يعترض إلا كان شيخها ابو طربوش اغبش يطيره في السما الحمرا دي)
(كل أشيائنا قابلة للطيران)
وكان خط دفاعه الأخير أن العربية اساساً اساساً لم تصبح ملكه بعد فردت أمي (هأ...يا ابوي بعد بلاد الخواجات دي برجع لي العربية الكركعوبة دي؟؟؟ العربيات هناك ذي البليلة... ما شفت الدقشي ده كيف في الأفلام الاجنبي ...وحاة الله العربية عندهم ذي كراكة الشفع البجروها بالحبل في السودان)
امتثل ابي للأمر الواقع وقرر أن من الحكمة الفر عن المعركة حلماً بأن يستطيع يوماً أن يكر إن شاء الله كان يكر ذي الكديس.
احد اصدقاء ابي في العمل افتى بأن الخروف يباع برخص التراب بعد الساعة التاسعة ليلاً...اعجبت الوالدة بذلك وقررت الانتظار...لكنهم عندما وصلوا الساعة الحادية عشر (مواعيد سودانية) وجدوا أن الخرفان واصحابها يغطون في سبات عظيم... فقرروا الانتظار لصبيحة اليوم التالي وما في داعي للعجلة
الساعة خسمة صباحاً قررت والدتي النشيطة أن يستيقظ كل من في الدار حتى ديك الدار صحيناه احنا...خروف يا جماعة والتجهيزات تحتاج جهود إضافية.
المهم أنهم احضروا الخروف منصوراً... ولكنه كان خروفاً قليل أدب حقيقي يشبه غنم السودان...حيث أنه ملأ الدنيا بعيعاً وصريخاً ورفرسة غير عادية وكأنه يحتج على ايقاظه في هذا الوقت المبكر..جيراننا (الخلايجة) انزعجوا للأمر على ما يبدو إذ ان صاحب الشقة المقابلة لشقتنا استيقظ وعيناه تناظرنا ستة في خمستاشر وسأل بدهشة بالغة...(وش في؟؟؟ عيد الحج؟؟؟) فردت عليه امي والتي كانت قد استعدت واقفه في (خشم الباب) حاملة بعض الصواني في يديها ارافقها أنا بالطشت البلاستيكي الذي لا يغني عن طشتنا المعدني رابطة شعري بأقرب (إيشارب) وجدته كما تقتضي عادة الضبيحة السودانية الأصيلة، واختي (بجردل) ماء ممتلئ للنصف تقريباً....ابتسمت له بأن لا..عندنا كرامة...(الرسول كان ما جبت مرتك وجيت الليلة تفطروا عندنا)..لم يرد الخليجي لكنه تثائب بملل واضح ودخل...إذ كان قد اعتاد على (هاذي الحركات العجيبة) بعد أن كادت والدتي يوماً أن تقيد في (البناية) جحيماً سعيراً شان (لون المنجة..يا الشايل المنجة).
الساعة الثانية عشر...خرج جارنا (الخليجي) من منزله مرة أخرى ب(دشداشة) ناصعة البياض (حقيقي دي هي الجلابية التستحق يغنوا ليها...كان (صقيع) الشمس ضارباً في الاعماق...والرطوبة تفترس ذرة كل عرق يمكن أن ترطب الاجساد المرمية هنا وهناك...كنت انا في (بنبر) سفرته والدتي مخصوص من السودان لبلاد الغربة لأنه (فال) ولانها لا تستطع الجلوس إلا فيه فهو ككرسي العرش .. كنت اجلس في (البنبر) مولية ظهري للشارع...اخمج في طشت اللحمة اقطعها شي اربعات وشي خمسات وأختي من جهة أخرى كانت تعيث فساداً في كرشة الخروف وكل ما ينتمي لها من بطون وفشافيش ترمي ما ترمي من (زبالة) الخروف في (القمامة) القريبة من باب الدار... و (تطنبج) بقية هذه الزبالة في (جردل الموية) ..فتتسع الرائحة انتشاراً جميلاً فتزيد الجو بهاءاً ورغبة في الأكل...حقيقة يعني
امي تشرف من هناك بتقطيع البصل إلى حلقات صغيرة صغيرة جداً منمنة (اكيدة أنا ان امي شاركت في اختراع الترانزستور) ونظراتها تنتقل بتفحص شديد لكمية اللحمة وعدد الضلوع التي من الممكن أن (الضباح) المصري قد (سرح) بعضها..صديقة امي تجلس في جهة مقابلة تذكر لنا العديد من قصص الكرامات والخرفان التي حضرتها وهي تمسك بكبد أو كلوة الخروف تسلخها من هنا وهناك بإجادة عجيبة وكأنها طبيب جراح..وتحكي قصصها الخرافية معجبة بنفسها ايما اعجاب...هذا المنظر خارج الشقة طبعاً فالشقة ضيقة وساحة العمارة براح...داخل المنزل اخواتي الأصغر سناً ينقلون من وإلى وهم يتجارون ويمنون نفسهم ب(اب دمام) (اخوتي ليسو بحناكيش اصليين انهم تقليد حناكيش سئ الصنع).... تساءل جارنا الخليجي وعيناه تقدحان دهشة وانف اخي الأخير يقدح (ماءاً لزجاً)...(ايش هاذا الذباب) ثم نظر إلى حوائط البناية التي كان لونها (ارونج) زاهي على حسب الموضة فزينتها اصابع ابي واصابع امي واصابع الشفع المعجبون بالحركة شديد وقال( يا حفيظ...ايش هاذا الدم؟؟؟)، ثم توالت الاسئلة دونما توقف (انتوا ويش تسون؟؟؟) (ايش هاذي الريحة؟؟؟) ( يا جماعة ما يصير هاذا؟؟؟) (دحين تصير مشكلة مرة كبيرة)...
حمدت الله أن الله لم يكرمه برؤية ابي وهو (ينطط) في الدم ولا اجدع لاعب سلة حريف... ادار الخليجي سيارته الما خمج (اكيدة أن لو سيارة صديق ابي كانت كسيارة هذا الجار الخليجي لكان ابي ضبحني انا كرامة)
لمحت ابن الخليجي وهو يدعك عيناه استغراباً وهو يتحدث مع اخي الصغير بنعومة (ايش تسووون)؟؟؟ رد أخي بخشونة (نضبح في الخروف..الليلة ابوي ساوي كرامة، داير حتة اب دمام؟؟؟) قال الطفل المسكين (مدري عنه) ومد يده لاخذ حتة هذه القطعة...
هذا كل ما اذكره عن الحادث...بعد ذلك لا اذكر بوضوح...فما بين عربة الترحيل إلى الباخرة إلى الإحساس بالهلع..(انقطع قلبي) خوفاً وحسرة على الخروف الما اكلناه واتهنينا بيه..فكان يغمى عليا شوية وافوق شوية ...ولله الحمد...
انا احدثكم الآن من منزلنا (البراح) العامر ب(أمبدة)...وذلك بعد أن من الله على صديق ابي بتمن ركشة من بلاد السندباد فقرر أن يوالي نشاطها (الركشة اعني) ابي..... بعد أن من الله عليه( ابي) ببراءة التهمتين العظمتين... تسميم البيئة...ومحاولة تسميم ود جارنا الخليجي باداة جريمة مستحدثة (كما جاء في حيثيات القضية) تدعى (أب دمام)
ولله الحمد والفضل والمنة...
============================================
...أما بخصوص الغنماية
لم يندهش جيراني عندما أخبرتهم أن كم أنا مشتاقة (لغنمايتهم) شوقا لا تحده بحور إذ أظنهم كانوا يعتقدون أنه
من المفروض أن لا نشتاق لهذا الكائن الذي وجوده الدائم في الشارع السوداني،، لم يعطنا الفرصة للتفكير فيه
ككائن متفرد،، نشتاق له ونخاف من تأثيراته القوية على شجيراتنا الشوارعية
ودي ما سبة بالطبع،، حيث لا اظن أن الشارع (سبة) فقد قال الشاعر
( من ما قمنا وشفنا الشارع شفنا الشارع هو البعلم)
يعني (تربية شوارع) ليست لفظة بهذا القدر من السوء
لذا ،، وأنا في السودان،، وعدت نفسي بأن اظل اتحدث عن الغنم فترة لا بأس بها،، الغنم وام رقيقة، العلاقة
شنو؟؟؟!!!
آآبعرفوا
وحاتحدث وين قايلين يعني؟؟؟ ياهو حوش بكري ده
وطبعا سأتهم بالإنصرافية وهدر الباندوث
!!!حسنا حسنا انا من الآن اعترف،، انا انصرافية،، وهدااارة جنس هدارة
وربما يسبني احدهم فيقول (امشي يا غنماية يا عنبلوق) وسلن اشتغل به الشغلة،، فانا احمل كما من الهم
والبرطمة لا مجال لأن افشه إلا هنا،، خصوصا ان مدير السجم فرض عليا اليومين الأواخر شعار،، دعونا نعمل
في صمت وللآن لا اعلم لماذا ضميري القلقان ده ما اتكوم شوية شان اكتب مدير السجم ده في الفكي يكتب ذنبو ان
شاء الله
والذي يرغب في النقنقة الفاضية فأهلا به،، واني ادعو حملة مشاعل الفكر النضيف المستحمي ناس الكلام
الكباااااااار داك،، أن لا يستاءوا من الكلام الفارغ الذي سأكبه هنا كبا دون تفكير،، وليعتبروه شئ مشتت هنا وهناك
كأغنامنا الكثيرة،، نطالعها كثيرا ولا نفكر البتة لماذا هي تشاركنا حيواتنا بهذه القوة الجبارة
هناك سؤال دائما ما يتقافز في ذهني كلما شاهدت غنماية حايمة في الحلة
لماذا غنم السودان قليلات أدب وذوات شخصية وشكيمة كان تكيتها ما بتك إلا روحك تطلع وتتك انت قبلها؟؟
انا شكيت أنها لا تفهم كلمة (تك) هذه فأنا لا اعلم من أي قاموس حيواني اشتق السوداني لغات البهائم
والحيوانات،،،ككلمة (تك) التي الصقها في قاموس الغنم وأصبحت الغنماية تطرد (بتك) ، أو(جر)
الخاصة بالكلب حيث ينهر ب(جر)
لن يفوتني بمناسبة هذه المناسبة أن افرد مساحة محترمة لكلاب السودان
يوم في البلد المكندشة دي شفت كلب،، ومن النادر أن يقابلك كلباً في الشارع كده عادي كما يحدث في السودان
حيث يقدل الكلب في نص الشوارع كله ثقة لا يلتفت لبوري لا تهز شخصيته حافلة،، بالعكس فهو في العصريات
يمارس رياضته المحببة لذاته فيجري وراء العربيات يطاردها وهو يعلم أن العربيات لو لفت وداسته لانهرس اكتر
من هرسة البوسنة والهرسك،، ومع ذلك يمارس هوايته بمنتهى الاطمئنان والاستمتاع والثقة العالية في النفس ،
مؤكداً لنفسه أنه لن يمس بسوء
المهم أن الكلب الذي شاهدته في هذه البلد لم يكن (يقدل) كما الكلب السوداني،،، بل بدت عليه سيماء الخوف
والرعب من السيارة التي كان يقودها أخي رغم أنها حقيقي سيارة (عواليق) كما معظم سيارات السودانين في
الغربة،، سيارة كريسيدا،، مربط دركسونها كالمجنون بدلاقين الدنيا والعالمين،، ميتين أهل فرشها طالع حتى تظن
أنه شارك في عملية فدائية ضد اليهود،، لا عمرها غسلتها موية،، لا يوم شمت صابونة لوكس،، لا جربت معجون
السيجنال يا قول غينة البنات.
جرى الكلب المغترب ،، ولكي ما ندخل في حق الله،، فانا اعترف انني للآن لا اعلم هل هو مغترب واللا مسعود،،
المهم أنه جرى بعيدا عن السيارة واتخذ ركنا بجانب برميل القمامة يشم الأرض ويلعق شيئاً،،، وهذا أيضا فرق بين
، بين كلب حلتنا وهذا الكلب المغترب،، فكلب حلتنا لا يشتم ولا يتذوق،،، بلهط طوالي إن شاء الله كان لستك
عربية.
تراءى لخاطرى كلمة (جر) الخاصة بلغتنا الجميلة، فوسوسني شيطاني على التأكد من هذه الكلمة وهل هي
خاصة بفصيلة الكلاب ككل أم أنها لهجة خاصة بالكلب السوداني كما كل اللهجات والفصائل العربية منها والأجنبية
فنزلت من السيارة وقربت رأسي من الكلب جاعلة برميل القمامة حاجزا يقي جسدي السمين من عضة كلب
محترمة،، لانه لو حصل وعضني كلب (مرة تانية) فأنا اكيدة أن انيابه ستنغرز هذه المرة في أكوام من اللحم
ولن تجد لها مخرجاً،، عكس المرة الأولى التي عضني فيها الكلب فتكسرت اسنانه عندما اصدمت بعظامي حيث
كنت ما زلت (اوت أوف سيرفيس) أعني خارج خدمة الاغتراب.
قلت للكلب بصوت واضح السمة،،سليم المخارج،، (جججججررررررر)
وركزت على الجيم فشددتها حتى كدت اقطم وسطها،، فربما أنه كلب حنكوش يعطش الجيم كحناكيش بلادي
المغتربة التي تعطش الجيم حتى تصاب بالجفاف الحاد والإسهال (ججججججججرررررررررر)
رفع الكلب رأسه ببطء،، ولم يحرك ساكناً ،،، نظر لي وانا اكاد المح في عينيه نظرة تقول( ينعل عوارتك) ثم
واصل يعمل بجد في الشمشمة ولعق بقايا (البيك) التي كانت مرمية هنا هناك. يا حليلكم يا اولاد شماستنا الما
لقيتوا بيك كلاب السعودية.
إذن ف(جر) هذه سودانية مية المية لا يعرفها كلاب العالم البراني فهي كما كلمة (كراع) ،، وبما أن
للكراع مقابل لغوي سليم يسمى (القدم) ،، فكرت بجد في البحث عن مرادف كلمة (جر) السودانية بلهجة
عربية مختلفة .
مر ولد صغير وانا في هذه الحالة من التفكير العميق،، يبدو من سيمائه أنه سوداني مبدل،، حيث تبدلت ملامحه إلى
ملامح ناعمة ممسحة لا غبشة فيها ولا انبراشة انف،، مما يدل على أنه قد عاش طويلاً طويلاً في هذه البلاد ولم
ينعم بمعرفة (الكوشة) التي هي بمثابة العامل الأساسي لازدياد انبراشة (نخرة) السودانيين، فاستغللت
الفرصة وسألته،، يا ود الكلب ده انهره كيف؟؟ فتقافزت عيناه ذعراً وقال،، ( كلب؟؟؟وين؟؟؟ ياتو؟؟؟
(وخري )منه أحسن ليك) ،، فكررت سؤالي بتؤدة علها تعطه إحساس بالاطمئنان،، (بتقولوا ليه شنو شان
تطردوه) قال لي ( والله يا خالتو ما بعرف،، ججججججرررررربي قولي ليه هيشششششششششش)
لحظة حرجة،، نسيت الكلب وما يفعل ولم اتذكر إلا أن اقول (خلال الشوك ان شاء الله يهششششش بطنك يا
الغبيان أنا خالتك يخلخل ضروسك بركة من صلى وقال ياالله)
*****
غنم المقرن غنمات مثقفات كما قال ناس الهيلاهوبا،، وأكد السيد الرايق،، بتاكل الجرايد الما لاقين الناس يقروها
فالجريدة غالية جدا في السودان مقارنة مع دخل الفرد،، ومخرج الفرد برضو،، يعني كان دخل كان خرج تبقى
الجريدة فوق مستوى السوداني العادي،، وطبعا معظم السودانيين عاديين ، بالتالي لن يستطيعوا ان يوفروا حق
العيش والمواصلات ويفتحوا نفسهم كمان بجريدة.
الغنم بقدروا فهن أي نعم يأكلن جرايد قديمة شوية ومجانية، لكنها تبقى في النهاية جرايد.
المشكلة أنني يوما فكرت في كارثة قد تحيق بغنمنا قريباً،، وهي أنني يوما قرأت أن نوعية الأكل تؤثر على الكائن
الحي مع طول مدة الاستخدام
يعني بالعربي كده الواحد ياكل لحم بقر،، بعد كمن سنة يبقى هو زاتو لحمه ذي البقر، أو يبقى هو زاتو بقرة.
لو فرضنا صحة هذه النظرية،، فلنتخيل بقى الكارثة المحيقة،، غنماية ثقيلة وكل الغنم ثقيلات،، إما قليلة أدب ما
بتسمع الكلام أو يجوز غنم السودان طرش،،، أو ربما عدم توافق اللغات،، وكمان تأكل جرايد سودانية لمدد
طويلة،،والجرايد كلها كلام فارغ،،فتصاب بالفراغ النفسي والعقلي هذا إن لم تصب بالزهايمر الحاد.
والغنماية كائن ذواقة،، لأني لاحظت أن غنماية الجيران ما بتاكل إلا نوع معين من الصحف التي يأخذها موظف
البلدية من برميل القمامة ليرمها في الشارع،، عشان بكرة يجي يلقى شي يعمله،، المهم اني لاحظت أن الغنماية دي
ما بتاكل أي جرايد كده والسلام بل هي كائن انتقائي،، والصحف انواع،، ذات اللون البرتقالي،، واخرى باللون
الأخضر،، وتلك التي لا لون ولا ريحة ولا طعم لها،، انواع كما أصناف المفروك في صينية سماية،
غنماية الجيران مغرمة بإحدى الصحف التي ما أن تفتح صفحتها الأولى وحتى الأخيرة يطالعك عناوين من نوع
فلان ابن فلان ينعي علان بن زعفران،، وان شركة عبد المتعال تهني شركة عبد الفتاح على الإنجاز والنصر
العظيم في اكتشاف وإنتاج عصير الدوم. وأن الشيخ أبو الدرداق قرر أن يقيم حفل خيري يعود دخله لصالح
فريق الهلال السوداني البرازيلي،، وسيغني في الحفل الفنانة المخضرمة الكايداهم الفي السماحة فايتاهم ، العظيمة
المبدعة عنايات جاعورة. وفي آخر صفحة صور للمسائيل (والمسائيل دي جمع مسؤول وليس جمع سئيل)
صور للمسائيل وهم يقطعون روحهم ويبددون حياتهم تعبا وجهدا في المؤتمر المدعو (السلامات ازي الحال الله
يسلمك يبارك فيك يهريك بنود) ثمناً لسلامة هذا الشعب المغوار، في الحتة البايخة الكلها حر في جزر الهاواي
هذا غير أكل وجوه (المسائيل) بالفول وزيت الطعمية وام فتفت،، اعني الجريدة اللافين بيها العينة المسمية
اصطلاحا سندوتش
غنماية قليلة أدب أو طرشة أو ما عندها لغة ،،، تأكل مثل هذا الكلام يومياً لمدة قد تطول تطول تطول،،، مع نظرية
تأثر الكائن الحي بما يأكل،، ستؤدي إلى إحتمالين،، إما تتوفى الغنماية بوجع مرارة،، أو في الأرجح تصاب بانتكاسة
ثقافية،، فتتغير هيئتها مع بقاء محتوياتها الداخلية كما هي،، مما ينتج عنه كائن جديد جسمه زول وجواه غنماية ،، ذي
قصص الف ليلة وليلة كده،، وليس ببعيد أن تتشرشح اعني تترشح الغنماية يوما في الانتخابات،، متخايلة بمظهرها
المهيب وباطنها الغنمائي،، فتحكمنا يوماً غنماية لابسة زول. وهنا يأتي التساؤل براه ،، يا ربي التيران زمان
كانت بتاكل جرايد؟؟
وبمناسبة الغنماية،، اتساءل،، هل للمئئئئئئئئئئئئئئئئئ الغنمائية،، علاقة بصفحات الوفيات التي تقرضها قرضاً فتهضمها
صوتاً؟؟؟
يا ربي حبوبتي مدمنة تاكل صفحات وفيات ؟؟
يجوز والله
--------------------------------------
أفضل أعمالي ** "1"** عاطف عبدالله
أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون
أفضل أعمالي ** "3" ** لنا مهدي
أفضل أعمالي -- 4 -- ابراهيم حمودة
أفضل أعمالي%%% 5 %%% DREAMS
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أفضل أعمالي-- 6 -- بت قضيم (Re: sympatico)
|
..
.
والله ريحتنى راحة يا سمبتيكو بالبوست دا
بالجد دا قهوة الصباح رغم اننى اكرهها ولا اشتهى نكهتها عكس ست الاعمال .
بس ما ناقص شويتين ؟؟ على العموم احسن من كلمة ( أبحث) وكدا
صباحك بنكهة الكابتشينو ..
ولا عندكم ليل ..
تحياتى لك ولست الاعمال
دمت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أفضل أعمالي-- 6 -- بت قضيم (Re: بت قضيم)
|
بت قضيم يحسب لها انها واحدة من العضوات اللائي غيرن شكل المنبر او احدثن نقله نوعية فيه .. مع اخرون قامت حين تسجيلها الي المنبر باستحداث اسلوب جديد في سر البوستات ذات الظل الخفيف ( بالرغم من اللآمة والقطامة ) فجعلت واخرون ... متابعين المنبر وقرائه يتطلعون الي اسلوب اخر من الكتابة .. وظيفة الكاتب هي تلميع نظر القارئي وارشاده الي كتابات دسمة وهي ما نجحت فيه بت قطيم نجاح محسوس .. بعد ان استولت علي البورد حينا من الزمان ليس يسير بوستات طريفة ولكنا سطحية نوعا ما ولمع فيها نجوما خبأت وافلت حين حضور نخبة بت قضيم واخرون .. تتحدث في ما ليس متوقع دائما فتفاجئ القاري ببوستها .. تتحدث فيما لا ينتبه له الكثيرون من يوما تحدث عن ( كديس او ملايات او غنم او او ؟) حتي ان كتابتها فيه تمتد لتمس احيانا عادات وثوابت اجتماعية مسكوت عنها او غير منتبه لها ولكنها بحساسية الناقد البصيرة تلمسها وتتحسسها وتجليها للاخرين
في ما عدا ذلك هي قطيمة ومسيخة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أفضل أعمالي-- 6 -- بت قضيم (Re: hala guta)
|
شكرا سمباتيكو لأختيارك الموفق لأفضل الأعمال
أنها المرة الأولى أقرأ فيها لهذه المبدعة بت قضيم .. و الله كتـّـابة عدييييييييل .. أدهشتنى بأسلوبها السهل الساخر الذى يتناول المواضيع بكلمات غير كباااااار .
بت قضيم .. أهنئك على هذا الأسلوب الرائع .. و أؤكد لك أنه قد ورد فى كتب الكيمياء أن تيراننا كانت تأكل الجرايد .. و بنهم .. و مازالت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أفضل أعمالي-- 6 -- بت قضيم (Re: sympatico)
|
والله يا جماعة انا بتغاظ من جملة (اخجلتم تواضعنا)لكنكم حقيقي خجلتوني وانا لست من النوع الذي يمكن أن (يحمر) خجلاً هذا إذا تغاضينا عن شجر الجهنمية الذي بقوم براه في العيون لما الواحد يصحى من النوم وهو الشئ الوحيد الذي يمكن أن يحمر يوماً في شخصنا الانساني
اقوم اخجل ليكم كيف هسه يعني؟؟!!!
يخليكم يا رب وأنتم قد نفختموني بكلمة مبدعة دي
وكل سنة والجميع رجال ونساء بألف خير
أنمش نواصل الفرجة في كتاحة الشكل الحاصل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
HAMZA SULIMAN
بت قضيم
اساسي
Rawia
Raja
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست