أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2004, 12:00 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون

    أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون

    ضيفةهذه الحلقة من سلسلة أفضل أعمالي مع كتاب المنتدى هي القاصة رانيا مأمون

    - قاصة كتبت عددا من القصص القصيرة المنشورة في المنتديات العربة والسودانية وكذلك في صحف عربية وسودانية.
    لها قراءات نقدية في بعض اعمال الكتاب السودانيين والعرب وقد نشرت لها في هذا البورد قراءة لرواية " احداثيات الانسان" للروائي السوداني محسن خالد.

    - أجرت حوارات ادبية وفنية لصحيفة الأضواء.
    - قدمت حوارات اذاعية باذاعة ودمدني.
    تكتب عمودا اسبوعيا بعنوان " ذات بوح " بصحيفة الاضواء.



    ومعا نقرأ رانيا تحدثنا عن أفضل أعمالها
    ===============================================

    أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون



    ما هو أفضل أعمالك، ولماذا ترين أنه كذلك؟


    لن أقول أفضل كتاباتي، ولكني أقول أقربها إلي نفسي وقد أخرق بنداً من بنود (أفضل أعمالي) وأتمني أن يكون خرقاً مغفوراً وهو أنني سأضع عملين بدلاً عن واحد وقد وجدت ثغرة فى الأسئلة شجعتني على ذلك

    القصتان هما( أشجان الغرفة الوحيدة - انسراب ضوء. وهو الاسم المستبدل عن شعاع من الداخل) أما عن رؤية أنه أفضل أو كما أوضحت وقلت أقرب. الاثنتان تتقاطعان في الهم الوطني، الأولى يبرز فيها العمق الإنساني وتمس شيئاً من المعاناة الإنسانية التي تعانيها الأسرة السوانية البسيطة، والثانية تحكي عن قصة نضال وتضحية . .ربما لهذا هما قريبتان إليّ

    إضاءة حول هذا العمل

    في جانب من الإجابة أعلى.

    متى وأين نشر أو أذيع أو قُدِّم أول مرّة وكيف كان رد المتلقين له؟

    الأولى فى 2001م والثانية في نهاية نفس العام . الأولى فى صحيفة الصحافة في الملف الثقافي، و عدد من المواقع الأدبية على النت. الثانية في عدد من المواقع الأدبية، وفى ملف صحيفة الأضواء الثقافي

    رد المتلقي أوشاهما بالجمال في نفسي وزاد حبهما فيها.
    وقد علق وعقب على اعمالي كثيرون في بعض المنتديات تجدون بعضها في ختام هذا اللقاء


    اي اضافات ترينها مناسبة؟


    هذه بعض القراءات التي قدمت عن اعمالي وهي بأقلام كتاب عرب في المواقع التي نشر فيها العملان : اشجان الغرفة الوحيدة وشعاع

    بعض قراءة اشجان الغرفة الوحيدة


    قراءة: أمل الفاران*

    رانيا .. والإبداع ذو شجون


    حين قرأت نص رانيا هذا عرفت أني أمام كاتبة تحاول ـ للمرة اللا أدري كم ـ ترتيل تميمتها السحرية ..

    كان علي بعدها أن أعود لأقرأ رانيا في نصوص أخرى ، وقد كانت الحصيلة تعبين لذيذين مع نصيها : " أسبوع حب " وَ " حب متكرر ..كذب متكرر "

    ولعلكم لاحظتم مثلي الآن مركزية الحب كفكرة شاغلة لرانيا ..
    فإذا ما تأملتم بطلتيها في النصين السابقين فإنكم ـ حسبما أظن ـ واصلون للنتيجة ذاتها ، وهي أنهما شظيتيان لبطلة واحدة تحاول المبدعة ترتيب ملامحها نصاً بعد آخر ..
    في القصة الأولى تبدو فتاة بوجه وضعت المبدعة عليه قناعاً سميكاً ، نجدها ترصد يومياتها مع حبيب تستمتع بوقوعه المتدرج في شباكها لنكتشف في اليوم السابع أنها من سقطت في بركة الحب مرة واحدة ..
    في النص الثاني فتاة تنسج حكايات عشاقها الوهميين لرفيقاتها ، ونسير معها باتفاق ضمني بيننا ( هي كفاعلة ونحن كمتفرجين ) بأن تحكي ولا نصدِّق ، إلا أنها تصدمنا في النهاية حين تنهشم بطريقة عجيبة إذ تصدق هي حكايتها الأخيرة في حين يكشف الواقع نفسه لمن حولها ..
    هذه البطلة ذاتها ستلقانا في النص الحالي وهي في مرحلة أخرى من حياتها ..

    سيرة حياة البطلة :

    لن أدعي أني أملك تأريخاً موثقاً لسيرة امرأة باذخة البؤس كهذه ، فقد تكون عاشت قصة الحب الوهمية الأولى في نص " أسبوع حب " ولما اكتشفت أنها لم تكن المحبوبة التي أرادتها بدأت تمارس تكاذيبها في النص الثاني لتؤلم بقية النساء حين ترسم نفسها بطلة لحكايا لن يقدر لهن أن يعشنها ..

    وقد تكون مارست الكذب بخصوص الحب حتى لاح لها سرابه فتبعته مرتين ( مع الرجل الشهير في النص الأول ، ثم مع الآخر الـ بدون اسم في الثاني )
    وقد يكون ذلك في أول عمرها ، وقبل أن تعيش حكايتها التي نحن بصددها في نصنا هذا ، وقد تكون هذه الممارسات بعد " أشجان الغرفة الوحيدة " تطميناً للوجع وتدجيناً لأنيابه الشرسة .


    داخل الشجن :

    يبدأ النص بالجملة البسيطة " أمي جائع أنا "
    والجملة تحيلنا على جوع الجسد ، وذلك منطقي لأنها دلالة الكلمة الأولى ، ومنطقي لأنها تنطلق من طفل " بسنواته الأربع "
    لكن هذا الجوع سرعان ما يكبر أثناء النص حين يظهر ابن البطلة الثاني " بسنواته الاثنتي عشرة " فيبدو جوعه للتقدير " اليومَ رأيتُ عم صلاح صديق أبى ومعه ذاك الطويل الذي لم أكن أحبه وكان يقول أنني لا أتمتع بالذكاء مثل أبنه "
    ومن ثم تنقلنا الكاتبة إلى الأم وجوعها هي الذي قد يجعلها ـ كما القطة ـ تأكل صغارها ..
    أي جوع هو هذا الجوع ؟
    هو الجوع العاطفي ( الجوع للحب ) الذي يؤكده العنوان " أشجان الغرفة الوحيدة " ويؤكده غياب الرجل من حياتها ، فثمة زوج ذهب للحرب ولم يعد ، وليس في مسرح حياتها رجل يملأ الروح ..


    أنا والنص / حبٌ أول
    :

    كانت هذه رحلتي الأولى في عمق نص رانيا المتعبة بشكل لا يليق إلا بالإبداع ..
    إذ هي في نصها هذا كما في نيها السابقين تأخذني بيدي ،و دون وعود كثيرة تسير بي مخفية ومضتها لآخر قطرة في النص .

    دامت رانيا في إبداع
    ودمتُ أنا في قراءات متعبة حد اللذة


    قاصة وكاتبة سعودية


    شعاع


    قراءة: عبد الله البقالي *


    النص يبدأ من عمقه . وبصيغة غير عادية للحديث وضعية " جائع أنا " وهي صياغة تطرح أبعاداً و قراءات شتى . وتتوالى بعد ذلك التفاصيل راسمة الأجزاء الأخرى للنص .
    الجواب عن الاستنتاج السابق يأتي راسما ملامح شخصية الأم : "اصبر..اصبر..يابني ..
    الجواب يفيد ان الأمر ليس مجرد حالة طارئة . بل هو واقع مألوف بحيث ان نهر الطفل او زجره لن يحل المشكلة ما دام ان ذلك هو وضع كل يوم . ومن ثم ففي الجواب نوع من المناشدة ورقة تستشف منها الاستعطاف و التوسل لكي يرتقي الابن لمستوى التفهم بحيث يكف عن طرح شكواه ما دام ان ليس باليد حيلة .
    بعد هذا تنتقل الكاتبة الى المحيط العام لحدث النص من مكان وأشخاص بمهارة لتصور حتى الجو النفسي الذي يعيشه شخوص النص . ولعل هذا كان اكثر وضوحا عند الحديث عن الدفء الداخلي و الخارجي . ولأن الدفء الداخلي لا يمكن أن يحصل إلا بتغذية الجسم أولا . ولأن هذا نوع من المستحيل فقد اعتمدت الأم على تلك الحيلة القديمة .وضع الماء في القدر لخلق توهم لدى الصغار لخلق ابتسامة وتوهم .
    يتوسع محيط النص ليلقي فلاشالت عن مصدر تلك التعاسة . فيرصد مفارقات ويكشف تناقضات الواقع . فحيث الفقر الذي يصل حد الاملاق يوجد الى جواره من ينعم بالثراء حد الخيال . وقد اوردت الكاتبة بنجاح ايضا علاقة الثري صديق الراحل . كما يتم الكشف عن مصدر الثراء ليكتمل المشهد . الفقر - الغنى -الحرب .
    غير ان ما يبدو غريبا هنا هو منطق الام التي لا تشاطر الابن الرأي فيما لو عاد الأب حيا وفي كونه كان سيعيش بشكل مختلف عن حياة صديقه الثري الذي عاد من الحرب سالما . و لعل الكاتبة بذلك تفسح المجال ليقوم المتلقي بمختلف القراءات و التأويلات . ومهما يكن من امر فذلك يبقى مجرد تخمين لا ينفع في تجنب واقع البؤس الذي تعود اليه الكاتبة بانتقال فيه الكثير من الفنية من خلال التقاط مشه القطة ، وتاثير ما تعيشه على علاقتها بصغارها . ليتدرج النص الى نهايته بذلك السؤال المرعب الذي يبقي كل شئ مفتوحا .

    * قاص وناقد وكاتب مغربي

    بعض قراءة انسراب ضوء (شعاع من الداخل)


    بعض قراءة انسراب ضوء (شعاع من الداخل)


    بقلم: عبد الله البقالي *


    يا الله .. متى تشرق شمسك ...؟

    - الشمس مشرقة ولكن هناك من يحجبها .. من يحجب جمالها .. دفئها .. حرارتها ، ولكنى اسأل : كيف لم تحرقه حتى الآن …؟
    -لأنه يرتدى بذلته الواقية
    أجاب وتنهد تنهيدة حارة زادت من حرارة الغرفة الضيقة المساحة العالية الارتفاع ذات النافذة الوحيدة العالية والمسيّجة برغم علوها ، ورغم هذا هي عينهم الوحيدة المشرئبة إلى السماء ...
    - يا لله أعنّا برحمتك ...

    هذا النص يبتدئ بحوار يبدو للوهلة الأولى وكأنه مبتور من مقاطع سابقة . أو قد يبدو للقارئ العادي انه كان يتوجب قبله وضع الأحداث التي انتهيت إلى حيث هو . لكن هنا تظهر مقدرة هذه الكاتبة التي برهنت من خلاله ليس على امتلاكها الجيد لادواتها ، بل حسن استعمالها وإجادتها لها .

    في هذا المقطع قدمت رانيا مأمون أشياء كثيرة كانت تحتاج إلي مقاطع طويلة . فهي من جهة قدمت الشخصيات . و المكان . و الزمن . وموضوع الحدث بشقيه . وكل ذلك تم بشكل مكثف ، و بالكثير من التحجيم .

    الحدث إذن يبتدئ من نقطة متقدمة منه . و المقاطع التي تحدثنا عنها و التي تخص الأحداث السابقة للمقطع الوارد في البداية ، تأتي بشكل صريح أو بشكل ضمني داخل التطورات اللاحقة . التي تمضي لتصل إلى حيث أبتدأ النص . ثم تتجه إلى نهاية الحدث .

    الحدث كما ورد في النص هو أن هناك من يعمل على ان يصل ضوء الله إلي الأرض - بتعبير الكاتبة - وهناك من يعمل على حجبه .
    ان ضوء الله في هذا النص لا يعني شيئا آخر غير قيم العدالة و الخير لكل البشر . و أن الذي يعمل على أن ينحجب هذا الضوء هو بالتأكيد من يعمل ضد هذه القيم . وأشخاص الحدث انتهوا إلى ما انتهوا إليه لكونه عملوا على تحقيق العدالة وما تعنيه . وفي غمرة تطور الحدث يتم استحضار اشخاص خارج القضبان . وهو ما يمكن ان يفعله انسان سلبت حريته .

    النص بني بشكل جيد ومتقن . الا انه شابته بعض النواقض كهذا التعبير الذي ورد في نهاية هذه الجملة "تنطق هذا فى كل يوم وهى تمدّه ورفاقه بالشاي ليعينهم على الإستذكار .." لم تكن تقول ذاكروا لتصبحوا كذا أو كذا "....
    قد يخالفني البعض الرأي هنا ن لكني وجدت هذه الجملة تكسر ايقاع النص بسبب جنوحها الى نوع من المباشرة .

    النص ككل النصوص التي كتبها الاخت "رانيا مامون " غني بالدلالات و حابل بالأسئلة التي تدل على أن الكاتبة لها كل ما يحتاجه كاتب بلغ مرحلة النضج وله ما يميزه عن باقي الكتاب .


    قاص وناقد وكاتب مغربي.


    ================================================================
    انسراب ضوء




    يا الله .. متى تشرق شمسك ...؟ -

    - الشمس مشرقة ولكن هناك من يحجبها .. من يحجب جمالها .. دفئها .. حرارتها ، ولكني أسأل :

    - كيف لم تحرقه حتّى الآن ...؟

    -لأنه يرتدي بذلته الواقية ..!

    أجاب وتنهد تنهيدة حارة زادت من حرارة الغرفة الضيقة المساحة العالية الارتفاع ذات النافذة الوحيدة العالية والمسيّجة برغم علوها ، ورغم هذا هي عينهم الوحيدة المشرئبة إلى السماء ...

    - يالله أعنّا برحمتك ...

    طفرت من عينه دمعة وهو يتذكر أمه ودعاءها له .. ماذا كان سيحل به لولا دعاؤها ..؟ أمه هذه النقية الطاهرة .. ماذا تفعل بدونه وكيف هى الآن ؟ أما زالت على سجادة الصلاة ؟ لابد انها كذلك يحسُّها الآن تدعو له .. فهاهي الأغلال تنزاح قليلاً عن صدره وبدأ ضيقه في الإنفراج ..

    - ما يقهرني هو وحدتها .

    -أمك ..؟

    سأله رفيقه

    أجاب بشرود

    - ومن غيرها .. أو هل لى سواها ؟

    يسمع صوتها الحنون الآن . يحس بحركتها .. يشتم رائحتها .. أنفاسها .. إنها هنا .. هنا وفي أى مكان .. ليست أمه فقط وإنما أم لجيل وكل الأجيال ..

    - ذاكروا بهمة كي ترفعوا هامة هذا الوطن ..

    تنطق هذا في كل يوم وهى تمدّه ورفاقه بالشاي ليعينهم على الاستذكار .. لم تكن تقول ذاكروا لتصبحوا كذا أو كذا .. طموحها كان متجاوزاً لذاتها ولهم .. طموحها كان الوطن .. يبتسمون ويقولون :

    - بعد أن نصبح أحراراً.. سنرفعه ..

    تبتسم وتخرج وتخترق دعواتها سقف الغرفة في طريقها إلى الأعلى .

    من عّلّمه حب الوطن ..؟ من غرس هذه البذرة في أرض قلبه حتى نبتت عملاقة ضاربة بجذورها في أغواره ولها فرع في كل مجرى من مجارى الدم فيه ..؟ أهو معلمه ؟ أهم رفاقه ؟ أهى كتبه ؟ لا .. هي أمه، هي المعبر الذى مرّ من خلاله كل هؤلاء .

    كم هو في شوقٍ إليها .. هل حلبت عنزتها ..؟ هل صنعت قهوتها ؟ هل زارت جارتها ؟ أمازالت تهتم بنشرات الأخبار ؟ أما زالت تغيّر كل أسبوع بطاريات الراديو؟ هل تلت وردُّها ..؟ يااااااااااه كم هو الشوق حارق .

    لم يدرِ سر ابتسامتها الغامضة في كل مرة يكذب عليها عند حضوره متأخراً .. لم تكن تلح عليه وكأنها تجنبه الإحراج أو لا تريده أن يكذب أكثر .. ولربما لأنها كانت تعرف ما جعله يتأخر في العودة إليها ، نعم لابد أنها كانت تعرف أنه يعمل .. يعمل من أجل وطنه ، يطبع مناشير .. يوزعها .. يخط على الجدران .. يكتب شعارات .. يصيغها .. يدّرب اخوته في الدّرب كيف يخرجون كلامهم من جوفهم . لابد أنها كانت تعلم .. وإلا فلمّ هدؤها الغريب وتماسكها المدهش عندما اصطحبه العسكر في تلك الليلة الخانقة .. طرق عنيف على الباب ، أصوات كثيرة متعددة .. ناس .. أقدام .. محرك عربة وصوتها هي تسأل من هناك ؟ ارتدى جلبابه وهو نصف نائم وعندما وصل الباب كانت هي خلفه ..

    - نعم .. نعم

    -افتح

    وفتح ...

    -أأنت ..................

    - نعم أنا هو . من أنتم ؟

    - ستعلم في ما بعد ابحثوا فى البيت وتفضل معنا .

    سألت هي :

    -إلى أين ...؟

    - مشوار صغير ونعيده إليك

    لم تصرخ .. لم تبكِ.. لم تجزع وإنما قالت :

    - أعرفك ابني .. أذهب معهم

    وهاهو المشوار الصغير إمتد الآن إلى ثلاث سنوات ولم ينته بعد .. ياله من مشوار

    ثلاث سنوات العين ظمأى إليها .. القلب لم يرتح عندها ولم يصل المعدة زادها . كيف هي ..؟ كيف ؟ كيف؟ فتح عينيه فى العتمة ، تمثّلها تظهر وسط غلالة مضيئة بثوبها الناصع البياض كقلبها والشيب الوقور في مقدمة شعرها .. بابتسامتها الحنون قالت له:

    - أنا بخير . كُن أنت بخير .. كُن كما عهدتك وكما كان أبوك .

    شعر بدفقة قوية تغمره .. إحساس قوي إعتراه هدهد الروح ودغدغ الوجدان .. نشوة .. فرح .. أمل .. ضوء .. هواء . شعور بالحياة ، فارقه ضيقه وتكدّره ويأسه .. حتى (الزنزانة) لم تعد مظلمة .. خانقة .. مميتة كما هي ..

    - كنت قد طلبت من هذا الواقف على الباب أن يأتيني بشمعة ولم أنس أن أعطيه حقه أيضاً .

    قال رفيقه وأخرج الشمعة ليشعلها . ضحك وسأله :

    - لمّ الشمعة ....؟

    - اليوم هو عيد ميلادنا الثالث .. أنسيت هذا ؟

    - لا .. لا لم أنسِ

    وإستدرك ..

    - كم أشتاق إلى الرفاق .. لابد أنهم قد أنهوا الدراسة الآن وتوظفوا أو تزوجوا ونحن هنا .

    - هل أنت نادم ...؟؟؟

    ساله رفيقه ناظراً إلى عينيه

    - قطعاً لا ، فالوطن هنا في قلبي وعلى رأسي .. ولكن أين نضع من هم على رأس الوطن ..؟؟؟

    - لا تقلق .. فقد حددوا أماكنهم .

    تأمل الشمعة التى تتوسطهما ... بضوئها المتراقص بهدوء مكوناً بؤرة من الضوء تخفت كلما بعُدت الدائرة حتّى تصل إلى العتمة في الأركان ، تُظهرُ شيئاً وتكتفي من الآخر بالظلال .. أحس بجمالها وقال :

    - لن نطفئها كما يفعل الجميع في أعياد الميلاد.

    ظلت الشمعة في احتراقها ، تمدد شعاعها وتسلل بهدوء إلى الدواخل كالشمس التي تشيع الضياء وتهب الدفء والأمل .. الشمس التي يتطلعون إليها ويحلمون بها وينتظرونها .

    * تغير العنوان من "شعاع من الداخل"



    ================

    اشجان العرفة الوحيدة




    - أمي .. جائعٌ أنا ..!

    قال الصغير بسنواتِ عمره الأربع ، مخاطباً أمه .. نظرت إليه .. قلبها يتمزق من كل زاوية .. ألم .. حزن .. قهر.. جوع ، قالت :

    - أصبر أصبر يا بُنى..

    خمسةٌ أطفال وأمهم فاتحون أعينهم وأفواههم وأيديهم ويدعون الله ، في منزلهم الغرفة الوحيدة ، يلفهم ليلٌ موحش كئيب .. برد مضى و.. و.. وجوع قاس يمزقُ أحشاءهم


    وسط الغرفة وضع موقد به قليلٌ من الوقود ، بضعةُ أعوادٍ أتى بها أكبرهم ذا الإثنى عشر عاماً ، عساها تعينهم وتُسرى الدفء فى أوصالهم وتجعلهم يمارسون على الأقل شيئاً ممَ يمارسه البشر وإن كان ببضعةِ اعواد ؛ الشعور بالدفء


    أمهم وضعت على الموقد إناءاً به ماء ، عساها تجعلهم ينامون وعلى شفاههم شبح إبتسامة وهم يحلمون بأكل اللحم ككلِ ليلة … يمارسون على الأقلِ شيئاً ممَ يمارسه البشر؛ الحلم ..

    - اليومَ رأيتُ عم صلاح صديق أبى ومعه ذاك الطويل الذي لم أكن أحبه وكان يقول أنني لا أتمتع بالذكاء مثل أبنه .. وهو يقود عربة جميلة لم أستطع تمييز لونها ، سمعتُ من أحد المارة أن ثمنها باهظ جداً جداً ..

    قال أكبرهم ..

    أجابه صمت أمه وربما شجنها .. حاول أن يجعلها تتكلم فقال :

    - أليسوا هم من رافقوا أبى إلى الحرب .. أستشهد أبى وعادوا هم ..؟

    أجابه الصمت أو .. الشجن مرة أخرى

    - هل لو أن أبى قد عاد كان سيمتلك عربةً كتلك التى رأيتها..؟

    - لا ..

    - لماذا يا أمى ..؟

    - لأنهم .......

    - ولماذا إذن..؟

    - أصمت ولا تتحدث ..

    على الركن القصي كانت القطة تشاركهم في كل شئ ، الحوار .. البرد .. الجوع .. - إنها جائعة ..

    - لقد رأيتها بالأمسِ تأكلُ إبنها الصغير ..

    - نعم فقد مات البارحة ..

    - لماذا يا أمى ..؟

    - يقال أن القطط تأكل أبنائها عندما يموتون ، هذا لحبها لهم

    قال الأكبر:

    - لا أصدقُ هذا الكلام .. إنه الجوع ..

    - أمى هل ستأكلينا عندما تجوعين ..؟

    سأل الصغير بسنوات عمره الأربع .. ابتسمت .. أجابته نفياً .. احتضنتهُ .. ذهبت مع شجنها تفكر بالسؤال..!



    -------------


    أفضل أعمالي ** "1"** عاطف عبدالله

    (عدل بواسطة sympatico on 01-02-2004, 12:46 PM)









                  

العنوان الكاتب Date
أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون sympatico01-02-04, 12:00 PM
  Re: أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون رانيا مامون01-06-04, 02:00 PM
    Re: أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون sympatico01-07-04, 06:52 PM
  Re: أفضل أعمالي ** "2" ** رانيا مأمون hala guta03-07-04, 03:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de