"بان دور"؛ إدمانُ العيش!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2010, 06:59 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"بان دور"؛ إدمانُ العيش!

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan90.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    إن كان يلزمني تقديم اعتذار عن هذا المقال فليكن موجّهاً للسيّدة ميري انطوانيت فالمقال لا محالة مقلق نومتها الأبديّة. بل إنّني أكاد أراها تتقلّب بقبرها الآن وتهمهم "عشان تامنوا" ثمّ تصيح بواحد راسها: انصرافي...انصرافي...انصرافييييييي!

    للشركة التي أعمل بها زبونٌ لطالما سألت نفسي عن جدوى مزابنته (ولا أصرّف الكلمة ذلك التصريف الذي أحرج، بتلك النكتة السريّة، سيد اللبن ذاتو). المهم، يا زول، هذا الزبون شركةٌ تنفق انفاق من لا يخشى الفقر ولا أرى في ذلك عيباً إلاّ بعين المحاسب الحصيف وما أنا بمحاسب إلاّ بمحض الافتراء عليّ لكنّني أنظر للأمر بعين القلق على مستحقّات الشركة التي أعمل بها (أي؛ عين القلق على ما يعيلني ويعيل أهلي وأبو أهلي وأهل وأبو أهل أكثر من خمسمية نفر آخرين) فنشاط الزبون هو المعجّنات. والمعجّنات يا حلاتن، فُـزّر في ناصلاتن...إلى آخر دغدغة ضحى الجمعة البعيدة تلك سوى عن "حبابن يا الله" فكم من مخبز ومحل حلويّات ومحل فطائر ومحل قطايف وتميس ذاتو وكم من منافس من شركات وماركات مسجّلة وغير مسجّلة ومطاعم شغلتها المعجّنات وأشباه الرغيف ولا رغيف وما شابه ذلك من مختلف أشكال وألوان العيش!

    صرّيت قلقي في طرف توبي حتى رماني القدر رمية تماس. بل قد رماني القلق؛ إثر جولة لي ببرج المملكة بلا هدف، بواجهة محل لا هو مخبز ولا هو مطعم ولا هو محل حلويّات ولا محل آيسكريم ولا هو مقهى ولا محل سندويتشات وإنّما هو كل ذلك وفوق ذاك فهو زحمة كمان: "بان دور" ماركة مسجّلة للمعجّنات وأشباه الرغيف ولا رغيف وما شابه ذلك. أوكي، ما أفقت عليه من تلك الغيبوبة هو رغبة تحوّرت لاحقاً إلى شهوة: بندور نجرّب رغيف "بان دور" أبو نخالة، يا خالة، عسى ولعلّ يكون فيه تسكين لهذا المصران الغليظ السغيل الغليس أو تمكين له فد مرّة فيلحّقنا الزينين حين يخربها أخيراً ويقعد على تلّها.

    الشهادة لله الرغيفة من دول مؤهّلة تماماً للحصول على شهادة أم الفطائر كاملة المكوّنات والنكهات بلا غُلات ممّا كان له كبير الأثر في أن أشدّ الرحال إلى برج المملكة مرّة أخرى ما أن كمّلت رغيفاتي ديلاك وأكان ما خايف تقولو علي شرفان...يا زول شرفان شرفان أها؛ رجعت تاني يوم والهدف محدّد: الرغيف وفي الرغيف رغيف "بان دور"! تخيّل واحد بجيب رغيفو من برج المملكة في أيام يدعو فيها وزير ماليّة بلدو إلى الرجوع إلى حق العيش عبر فضيلة الكسرة! ألا يستدعي ذلك مقولة: حدّي يصحّي ميري انطوانيت يا اخوانّا!

    عدتُ، يا سادتى، فأكرمني البائع الفلبيني بتحايا يختبئ في أكمام كرمها شح رغيف "بان دور" البائن خلف البترينات. طرد أبو فيليب تلك الأفكار الشرّيرة عن الرغيف الكاشّي من رأسي بأن دعاني لأن أتذوّق منتجاً جديداً لسّع طالع من الفرن: رغيف بالزبدة! شكرته معتذراً بأنّ علاقتي بالزبدة تمر حاليّاً بمرحلة اعادة ثقة فالعلاقة ما زالت في حالة ضعف ولم تتوثّق بعد من بعد أن عدنا لبعضنا إثر قطيعة طويلة تسبّبت فيها وشاية من ذلك المصران الغتيت. لم ييأس أبو إيمليانو وإنّما ناولني رغيفونة دريفونة وظريفونة في شكل وحجم اليويو وقال: جرّب الرغيف بالجوز ولن تندم! هل كان أبو فيليب أحد المتعلّقين بأستار كعبة الأجبـان بذلك السوبرماركت الذي طلبت فيه أن أتذوّق جبنة نرويجية فأصبح السوبرماركت كلّه يتمطّق عبر مكبّرات الصوت! النتيجة؟ شِلتَ رغيفي حق العلاج داك وشويّة رغيفونات من هذا اليويو المسمى رغيفاً بالجوز. أصلاً أنا عندي في البيت مربّى طال عليها الأمد وحان تمطّقها (مُشْ بقول ليك المربّات دي تماطيق وكدا) وإنّي لصاحبها فيا صاحبي كسر دا في جبر دا.

    الإجابة على سؤالكم المختصر المضمر في كلمة "أها" هو: لم أتمكّن، للأسف، من الوقوف على مذاق هذا الرغيف بالجوز ممسّحاً بمربّى عنب الدب البرّي (برطمانية المربّى دا بتقول كِدا أسوّي شنو أنا!) والسبب بسيط لكنّه سخيف: قبل أن أصل لإشارة تقاطع العروبة مع المطار القديم (اشارتين من برج المملكة) لكي أضربها موزة قاصداً بيتي حيث أتلذّذ بخليط الرغيف بالجوز وبعنب الدب البرّي كنت قد التهمت كلّ تلك اليويوات! طبعاً الرزينين فيكم دلوقت بكونوا عاوزين يبرطشوني بسفنجات انتشلوها لتوّهم من بلاّعات عتيقة وعاولة محتوياتها. تصدّقوا مافي داعي! واصلوا...واصلوا (في هذا المقال طبعاً)...

    ...دا أنا غلبان! فأحد ألقابي أيّام الدنيا ما كان فيها رغيف ذاتو هو "رغيف" وكانوا لمّا يدلّعوني بقولوا لي "عيش" لكن "رغيف" كان الأكثر استخداماً ربّما لكي لا تختلط الألقاب لاسيّما مع أحد أقراننا الملقّب بـ"ود العيش". أمّا سبب اللقب فهو دعوة فطور أجبتها عند أحد أصحابي وعندما سألني غير المدعوّين عن الأصناف التي كانت بذلك الفطور لم يشبطوا إلاّ في هذا الصنف المجنّن وزير ماليّتنا: رغيف! أمّا فتحيّة، بِتْ خالي ميرغني، فقد توفّرت لها فرصة أخلصت فيها فن المواساة التي قدّمتها لبنت معاهم في المدرسة (نهاية سبعينات القرن الماضي). كانت صاحبة فتحية تشكو من أنّها لم تتناول فطورها لأنّو مافي عيش في الحلة فما كان من فتحية إلا أن بادرت بتلك المواساة المخلصة الظافرة الصادرة بطول حسّها، الله يطراها بالخير، والمتمثّلة في خبر من وزن "وجدنا الكنز...وجدنا الكنز". صاحت فتحية: العيش! العيش عند أبوي الحاج.

    والعيش الذي تقصده فتحية غير العيش الذي تقصده صاحبتها، طبعاً، وإنّما هو عيش القضارف الذي كنّا، أنا (سلبطة منّي ساكت زي سلبطة القرادة ديك) وأبوي الحاج (أمحد خير ود فضل المولى رحمه الله)، نفرغه من الشوّال أب زيق داك مباشرة إلى "دكة" العيش. هو العيش الذي كان يشكّل، مع القهوة (تقرأ: نص رطل سكر ووقيّة أو أقل شاي وربّما ربع رطل بُنْ وبَسْ) أُس مشغولية المغربية بذلك الدكّان والتي لا تضاهيها حتّى مشغولية زحمة العيش وأشباه العيش بـ"بان دور" ببرج المملكة. هو العيش الذي كان، وليته لا زال، غذاء الانسان والحيوان على حدّ سواء إذ إنه يمثّل جائزة كدّهما، جنباً إلى جنب، لتوفيره ولتوفير ملاحه ففي خاتمة المطاف تخرج من نفس دكّة العيش، هذا العيش، الملوة والملوتين فمنها ما مصيره إلى الطاحونة ومنها ما مصيره إلى خرتاية العلوق تعلّق بهامة الحمار الكادح فلا تشغله عنها مناوشات المعيز الفايقات والمعفيّات من كدّ يتجاوز ادرار اللبن فيلجأن إلى مختلف أنواع الحيل وإلى ابتداع وسائل تخريب مبتكرة لا تقف عند حد الطمع في غنيمة تتجاوز ما يشتّت لهنّ من العيش، هذا العيش، لعلّه يلهيهنّ عن اقتحام الخلوات وهتك ستر الريكات فيتلفن العيش، هذا العيش، الذي صار بجهد مقدّر وكثير عناء من رجال صابرين ونساء صابرات إلى غذاء الانسان أو ما يشبه غذاء الإنسان. يشتّت العيش، هذا العيش، للمعيز لعلّه يلهيهنّ أيضاً فلا يتعرّض عشاء أهلنا لغتاتة بعضهنّ في دسّ اللبن بضرعهن فاللبن يشكّل ملاح العيش، هذا العيش، أو ما يشبه ملاحه.

    وتخرج من العيش، ذات هذا العيش، كرامة البليلة كما ومنه تخرج المريسة وعشاء كـلب النقر! لقد ظلّ جدّي رزق يصيح طيلة أيّام شبعه شبعاً يجعله ينز بمشروب العيش، هذا العيش: النقر...النقر، كـلبك عشّيتو! وعشاء كـلب النقر انصرافيّة لعلّ جدّي رِزِق قد تاب عنها حين تاب عن مشروب العيش وربّما إنّ الكـلب قد مات (ليس جوعاً، أبداً، لن يكون) قبل أن يتوب جدي رِزِق والله أعلم لكنّ تلك انصرافية لا يلزمنا تقديم اعتذارٍ عنها للسيّدة ميري انطوانيت فالناس مقامات منهم من فات ومنهم من مات بَسْ بان دور نتذكّر طعم العيش في أيّام (إبّان مجاعة النصف الأوّل من ثمانينات القرن الماضي) كان القمح فيها ودقيقه والأرز واللحم برخص التراب. وتلك أيّام لم تتجاوز شكوى أهلنا فيها قولة: "كوفرنا" والسبب غياب العيش، هذا العيش!

    نسأل الله أن يرحم آباءنا وأمّهاتنا ويغفر لهم ونسأله سبحانه أن يكفينا وإيّاكم شر الأيّام التي وفّر عليهم عناء أن يشهدوها؛ الأيّام التي نخشى أن تنحصر شكوى أهلنا فيها في قولة: كفرنا! والسبب مجاعة لا نحرى لها وصفاً إلا في المفارقة المضحكة المبكية والمتمثّلة في إعادة اختراع العيش، هذا العيش.


    (عدل بواسطة Adil Al Badawi on 10-23-2010, 06:37 PM)

                  

10-22-2010, 09:48 AM

عبدالمحمود محمد عبدالرحمن
<aعبدالمحمود محمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 1443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    ..
    سلام باعادل؛
    مقال ممتع وطريف ـ كالعادة ـ و Finger Licking كمان المرة دي ...
    بس المرة الجاية نوصيك على "عيش" القرفة المرشوش بالزبيب Cinnamon Raisin Bread من المحل نفسو
    وما تنسى تكتر حبوب الحموضة من الصيدلية الجنبو.
    أكيد ما حتوصل تقاطع العروبة مع ليلى الأخيلية المرّه دي (اشارة واحدة من برج المملكة).

    raisin_bread_2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    .
    raisin_bread_7.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    ودبر حالك في حال العودة للعواسة والكسرة؛
    مع المودة
    .
                  

10-23-2010, 07:13 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حامض حلو (وقيل حلومر) (Re: عبدالمحمود محمد عبدالرحمن)

    سلام يا محمود وعاش من شافك، أون لاين، يا دكتور،

    لقد أسعدني حقاً أنّك وجدت في هذا المقال شيئاً من متعة وطُرفة وما يوفّقنا إلى ذلك إلاّ ما نجد من متعة في قبولكم ما نكتب.

    وصيتك تنفّذ ونكتل ليك "عيش" القرفة المرشوش بالزبيب ونكفّنو في حتّتو ولو كتلنا عند المواقف. زول ما كتلتو الكسرة، رغماً عن المصران، ما بتجيهو عوجة من "شي" عيش.

    لك الشكر وإلى اللقاء
                  

10-25-2010, 07:45 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (1): الهارلي في القرّاش (Re: Adil Al Badawi)

    كان أبوي أمحمّد رحمه الله يقدّس الهارلي الصهباء العالية الفارهة خاصّته ويدلّعها دلعاً يفوق الوصف...كيف لا وهي أوّل وآخر الهارليّات عنده. ما كان يسمح لي أن ألمسها أو أتأمّل ناصيتها أو أتحسّس سرجها الوثير إلا لمشاوير كان، رحمه الله، يكسل عنها وقليل ما هي. من تلك المشاوير كان مشوار الطاحونة بأم شانق أو بالتمّاري، بل ما علمت أي مشاوير أخرى تستدعي أن يتنازل أبوي أمحمّد لدرجة المخاطرة بجناب الهارلي العظيمة.

    أبقى في ضيقة وتمسكني أم هلاّ هلاّ من عصراً بدري ما أن أرى عمّتي سعاد وقد قامت إلى العيش تضرّيهو. وما كنت أنام الليل بل أقضيه وعيوني كما الفناجين أتقلّب وأقلّب صفحات كتاب أحلام اليقظة لعلّها تسفر عما يتبدّى من بادرة لقاء بالهارلي الصهباء اعتماداً على ذكريات آخر أيّام الدقيق. ثم وأترقّب همهمة أبوي أمحمّد تعلن دخول أوّل خيوط الفجر وما أن أراه قد أقام ظهره من على عنقريب القِد ليسنده إلى حائطٍ عامرٍ بطمأنينة تنفي أدنى احتمالٍ لعقارب أو هوام حتى علمت أن الفجر قد دخل؛ دخل دخل ما دخل دخل.

    يشرف أبوي أمحمّد على كلّ مراحل اخراج الهارلي الفارهة من القرّاش وتجهيزها للرحلة المجيدة بما في ذلك مخلاية عيشي مكروب فمها كربة من لا يخشى أن يتشتّت العيش تيراباً بالدروب بقدر ما يخشى أن يتشتّت المشوار فيتفرّع إلى يوم فاقة جديد. وما أن أتوهّط على سرج الهارلي الماهل والمغطّى بفاخر الفرو حتى ينطلق صوتها الجبّار ينبئ الهارليّات الأخرى الجربانة المنتظرة لترافقنا في جولة الهارليّات هذه أن افسحن الطريق للصهباء ملكة الراليّات. ينطلق الصوت المهول طاغياً على آخر تعليمات أبوي أمحمّد فأسمعها طشاش طشاش وأطّانشها: لا تتلجلج فوق السرج، لا تتلجلج فوق السرج، لا تتلجلج فوق السرج تعوّر لنا الدبرة دي تودّر مشهادنا؛ عوك...عوك...عووووك. ولا حياةَ لمنادى كلّما ناديته جرّه الشغفُ فتمادى؛ ثم غابَ بالكليّةِ في شيمةٍ من صخبِ العجاجة!

    هذا، وإلى الحكاية التالية من حكاوي العيش: تشييط العالم؛ في لقائنا القادم إن شاء الله.

                  

10-26-2010, 10:00 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (2): تشييط العالم (Re: Adil Al Badawi)

    إلى روح الحرم بِتْ طيفور وإلى روح فاطنة بِتْ عبّاس وإلى روح فاطنة بِتْ سعادة. إلى خالتي؛ مع إنّها أخت أمي الحاجّة، الحرم بِتْ عبّاس وإلى أمي منى وإلى كلّ بِتْ مِنى وعرفة ومزدلفة ومدينة من مدائننا عاليات السرايا؛ أهدي قول أخوي محسن في أدناه وقولي من بعد:
    Quote: يصبح ليس في وسع أي دلوٍ أن يجلبك من قاع الذات والفَقْد، ولا من قاع الماضي، الذي يحنُّ إليك أكثر مما تفعل، ويستفرس بك كلّما هَبّت الألوان برائحة أصباغ الشجر، أو شَجُنت الأغنيات، وطارت رائحة شيط الكسرة، في الجو.
    وأنت بنصف لباس، ومَخَانَق عراء، تشابي للمحترق من العجين، أديني شيطة، حبوبة شيطة، فتنهرك الجَدَّة بالإشفاق كلّه، يا ولد أمّهل ما تقع في النار.

    والمشهد الذي صوّره محسن في أعلاه من المشاهد المألوفة لنا نحن من تربّوا عند حواف الدُواك مموّهين بسكن الطناجر لكنّه الفقد، هذا الأمبلفاير الغاشم العظيم، هو ما يضفي على المألوفِ هيئة الناقوس الناخز خيل النسيان. والعيش لا يُنسى وكيف يكون ذلك وهو يحصّننا ببخارٍ ينفخه في وجوهنا عند كلّ صلاةٍ من صلواته المكتوبة ولا نافلة. والعيش لا ينسى وأنّى يكون له ذلك وهو ينفث عبيره عبر الفرقان عندما يُسرى به في كلّ عامٍ على مشارف شهره؛ شهر العيش، شهر دريس ود كِرchـة، أب ملاحاً حلو. يحسن بخار العيش تحصيننا فما يموت الواحد منّا إلا وفي بدنه أثر من تشّة جمرة، ذكرى بقّاقة أو حرقة لهاة وإن خلااااس أصاب النجاة من بعض أو كلّ ذلك أو من كيِّ تسنين، أدركه كيٌّ من يرقان حمله معه وشماً أينما مضى حيّاً كان أو ميتاً فحيّونا. حيّوا جموع المعمّدين بالنار وإن رحلوا فما تركوا لأمّهاتهم وحبّوباتهم وخالاتهم وعمّاتهم غير أطيافٍ يمارسن على تختاتها التنشين وضرب نار التحذير من الوقوع في درك النار وهيهات.

    وربّما إنّه من غير المألوف أن تجد أقواماً تبحث عن جوهر العيش فيما يسوقه الله لهم من رزق الشيط فيما يبدو لك إنّه المكان أو الزمان الغلط. الجمعة الأوّل أمس دي كنت أتناول فطوري بمطعم فلاحظت أنّ نصف رغيفي محمّصٌ ونصفه "نيئٌ" أكاد أشم عجينه. فلمّا طلبت تحميص رغيفي تحمّس القائم على أمر المحمصة، وربّما إنّه انزعج من غرابة الحاحي في الطلب، فما رجع إليّ رغيفي إلاّ وهو عبارة عن شيط فحمدت الله كثيراً وأثنيت عليه أن هيأ لي مثل هذه الردّة العرضيّة.

    ومن المألوف أن تجد الواقفين بانتظار خروج خبز التميس، من تلك الحفرة المتحوّرة فرناً، يقرمشون ممّا بقي من شيط التميس بطاولة الخبّاز. أقول ليك حاجة، هذه هي إحدى عاداتي (المرذولة كما يصفها صديق أفرط في تعاطي التمدّن) التي ما استطعت منها فكاكاً حتى من بعد أن نهرني خبّازٌ، كما ينهر أي كـلب، ثم استدرك مقدّراً مدى جوعي للشيط: صديق، إنت في معلوم هذا في هنا كم يوم!

    بلى معلوم فقد جمعتنا (بأستراليا عام 2005) لـمّة كان صاحب إحدى شركات تأجير السيّارات المرموقة أحد نجومها وبينما كان الجميع مشغولين بنجوميّة الرجل، كنت أنا مشغول بأمر أهم أردّده عند الفطور في كلّ صباح من تلك الصباحات النديّة: الزول دا أكان سبقني على التوستر دي ياهو الصيّع عليّ فطوري دا. كان الرجل، وأحسبه والله حسيبه ما زال، يحب خبزه محمّصاً لدرجة الشيط!

    ثم نحنا مارقنّها في، أوكي أوكي، قعر الواطـا في شان شنو! انظر حولك وشوف كم كلمة "قرمشة" تصفعك في يومك. لكنّ كليشيه "القرمشة" الذي يخطو واثقاً ناحية أن يصبح أنصع مثال لتشييط العالم ما أقنعني كلّو كلّو. لقد قرمشت الشيبس والمكسّرات والبسكويت والسمسميّة والكراكرز والتمر اليابس والبوب كورن والكورن فليكس (المصران مانعني من أن أبلّه باللبن) وحتى الدوم والبيتزا والجداد المقرمش فلم أجد ولو اشارة لمذاق شيط العيش. دحين، أما صدق اللي قال: أرقد آعيش أنا جرابك!

    هذا، وإلى الحكاية التالية من حكاوي العيش: حار من نارو يسكّت جهالو؛ في لقائنا القادم إن شاء الله.
                  

10-27-2010, 10:39 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    شكرا يا استاذ عادل على المتعة الضافية

    مهرجانات" العيش" و الأجبــــان و المربى
    التي تطالعني كل يوم في السوبر ماركت وفي السفر
    وفي "بان دور" وغيرها من جالريهات "الأكل" تشعرني بأن
    العمر أقصر من أن يمر بكل المخابز، و الحقول،
    و برطمانات الريف ...
    اسرق منه ما تقدر، يوم فطيرة، يوم خبز بالزيتون،
    يوم ايسكريم .. اسرق المتعة، وأتلذذ ...

    عندما اسمع قصص أمي عن طفولتها في القاهرة
    والعيش "الفينو" في بداية الاربعينات
    و اتذكر "بستلة" الفطور التي كنت احملها
    لمدرستي في أقصى الشمال في وقت مضى،
    أعلم حقيقة معنى عبارة "سخرية القدر"!


    ____
    التعديل لأنو منبر بكري قرر يغير لي كلمة أجبــــان لمربعات زي مصفاة الشاي
    ولانو خادم الفكي مجبور على الصلاة، مطيت الكلمة إرضاء لخاطر عيون المدقق اللغوي!

    (عدل بواسطة عزاز شامي on 10-27-2010, 10:43 AM)

                  

10-27-2010, 10:16 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كرامة بليلة "حمراء" وآخرين (Re: عزاز شامي)

    بل لكِ الشكر يا أستاذة عُزاز على الزيارة وعلى الإطراء وعلى حكمة "العمر وظروف الغذاء". وليت وقتك يسمح بالاسهاب في فائدة السفر المنسيّة: تجاهل كتاب (بل كتب) Eat This, Not That باطلاق العنان لهيجة من التجريب الجامح.

    ولنبدأ سفرنا هذا بكرامة بليلة نسويها لكي تعدل الخطوة وأملاً في أن تعيننا بركتها على العودة للمواصلة في أمر عناء العيش:

    خرج "حمراء" في ضحوة زراعة وكان هو "سلّوكة" (أي، القائم على أمر السلّوكة) فيما كانت أخته "المتيربي" (أي، القائمة على أمر رمي التيراب في الحفرة التي تحدثها السلّوكة). قالت أخت "حمراء" لأخيها برجاءٍ حار: "حمراء" الحفرة دي ما تكبّرها شويّة. فردّ بمساخة: تيربي تيرابك ساي، ماشّة تدخّني فوقها إنتي!

    "حمراء" ذاتو خرج في ضحوة زراعة شايل سلّوكتو لكنّ صاحب الزراعة لم يعتمده إلاّ "متيربي" لحداثة سنّه آنئذٍ. وقف "حمراء" ألفاً أحمر في إنّو ما دام مرق "سلّوكة" يا يشتغل "سلّوكة" يا يرجع فقامت الأجاويد وقعدت لتثني "حمراء" عن قراره ويا "حمراء" ما دام مرقت الخلا ما تودّر ضحوتك وترجع قمحان وشيل دق في شيل دق في شيل دق إلى أن قطع "حمراء" قول كلّ مسيخ: عليّ الطلاق أكان بقطعوهو بي وراي ماني متيربو!

    شنو ليكم بالله في الخيال التيربو دا!

    الإمام ود خالد أمّو جابت ليهو الفطور كسرة بي موية وملحة وشطّة وبَسْ فسألها متذمّراً (وقد نتناول التذمّر في شأن العيش لاحقاً بهذا البوست): إنتي آيمّة الكسرة بالموية دي في البِلْدات حِـلِّوة، مالها في البيت بتبقى لينا مسيخة كدي! طبعاً لو كانت أم الإمام هي صاحبة الدعاية الشهيرة ديك لأجابته على نحو من: الكسرة إيّاها الكسرة والموية إيّاها الموية والملحة والشطّة إيّاهن الملحة والشطّة والزيـ... كَطْ. كَطْ، كَطْ، كَطْ، كَطْ، كَطْ، كَطْ. كسرة الإمام دي زيت نمسّح بيهو الدعاية دي ذاتو ما فيها؛ وبعدين الإمام أمّو هي الفارسة السيدة بِتْ حرم، الله يطراها بالخير، فما كان عندها ليهو سوى أن تلقمه حجراً إمّا يتيمّم فوقو ويتوكّل ياكل كسرتو ديك وينطم وألاّ كمان يتلبّبو يسكّت بيهو الجوع، قالت: هَدِي تراها بلاد أبو القاسم في طرف الحلّة أمرق لا برّة أمش أفطر هناك وأرجع ماك لاحق لك شيء!

    ربّما من المعلوم أنّ العمل بالحش يتطلّب "الصبنة". والصبنة هي توقّف المطر بما يحقّق جفاف الأرض فتصبح قابلة للحش. لهذا، فإنّ الدعاء عند انتهاء ضحوة الزراعة أو ضهريّتها بأن: "الله يدّيها ملية"؛ أي مطراً غزيراً يسقي البذور التي بذرت لتوّها، هو دعاء غير مستحب عند انتهاء ضحوة الحش أو ضهريّته والسبب واضح وإن كان غير ذلك فسيبين بنهاية هذه الحكاية: واحد غشيم انتهت ضهريتو وسط حجّاج ملود (أجراء حش، يعني) مسانيح فصنقع للسماء والسحاب شايل والبروق تتخابت وملأ فاه بالدعاء: "الله يدّيها ملية" فتلقّى الاستجابة فوراً من أحد رفاقه من حجّاج الملود المسانيح: الله يملأ عِبّك دا غُلغُل، قول آمين...نان أكان الله أدّاها ملية آنجيض ملودك دا ماش تحشّ بيهو السيجة!

    وفي أمر مشابه، عُرفت بنواحينا جماعة (ضغط؟) من حجّاج الملود المستهبلين أُطلق عليها لقب "جماعة قشّة اقطحّا وقشّة ابطحّا" والمعنى: قشّةٌ اقطعها وقشّةٌ ابطحها. والترجمة (على الشريط): ما تحِش كلّ القش، خلّي فيهو شيء لكي تُستأجر لحشّه لاحقاً! والمغزى: حيلةٌ لتفادي البطالة الموسميّة التي تنشأ في قلب الموسم الزراعي!

    هذا وأرجو أن لا تكون هذه البليلة قد غلّتت عليكم وإلى اللقاء.
                  

10-28-2010, 06:18 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (3): حار من نارو يسكّت جهالو (Re: Adil Al Badawi)

    ثمّة سؤالٍ قد يصادفك في امتحان الـMBA (أمّا إنّك بتاع مبالغات، وقيل بتاع مشاكل!). لا، ليس هو سؤال بيضة الإدارة ودجاجتها بتاع هل الإنتربرنير يولد أم يصنع أم يبعث حياً وإنّما هو سؤال بسيط: ناقش ما يَلزمك لتأسيس عمل ناجح في تجارة العيش (الرغيف، يا أخوي، الرغيف) في بانت شرق رفاعة في منتصف سبعينات القرن المنصرم. والإجابة؟ أكتب عندك:

    تحتاج ريالاً (سودانياً، يا أخوي، سودانياً) يمكّنك من الحصول على اثنى عشر رغيفاً تستطيع (على الأقل نظريّاً) أن تبيعها باثنى عشر قرشاً و...بِنقو! يو هاف جصت ربحت ربحاً اجمالياً وقدره عشرون بالمائة...أ، آي مين لوك آت ذات، واو، برافو برافو، برافو.

    كما وتحتاج كرتونةً فارغة. لأ لأ لأ لأ، جيت تكحّلها عميتها! قلتَ ليك أختى كرتونة الصابون ياخي، دا شنو دا! شوف ليك كرتونة بسكويت، شعيرية مكرونة سكسكانية، أي حاجة من قبيلة المعجّنات دي. بعدين، ما تنسى، بتحتاج ليك مُطرق تطرق بيها على هذه الكرتونة...بقول ليك بعدين لي شنو.

    نسيتني ياخي بي رواشتك دي أهمّ حاجة. تحتاج أمّاً مؤمنةً بأهميّة مثل هذا التجريب وإن كانت غير مقتنعة بعرضك الساذج في أعلاه لحساب الأرباح والخسائر لهذا المشروع. يتمثّل الدعم الذي تتلقّاه من أمّك المؤمنة في أنّها تصحّيك مع النجمة عشان تقوم تصل الطابونة قبل المنافسين. أمّا الدعم الأهم فيتمثّل في أن تعفيك من مهمّة قِدّيم (تقرأ قِدْ ديم) الغنم بأن توكلها لطريدك أكان ولد أكان بِتْ لكي تتفرّغ أنت للتجارة بذهنٍ صافٍ. و قِدّيم الغنم طقسٌ يتمثّل في أن تدفر (الواقع ناس ود الكاشف ما بقولو ليك قوم قدِّم الغنم وإنّما قوم أدفر الغنم)، أيوا تدفر الغنم قدّامك حتى توصلهنّ بحيث تتحوّل مسئوليّة رعايتهن (ويا لها من مسئولية) إلى الراعي.

    تاني في شنو؟ أيوااا، لا تحتاج دوزنةً، أبداً. لا، ولا تحتاج وتراً جديداً جديد بقدر ما تحتاج أن تطرّق حسّك بحيث تنقل أوتارك الصوتيّة نداءً واصلاً ومكرّراً إلى ما لا نهاية: "أيوا الرغيف، حار من نارو يسكّت جهالو" وإن كان النداء أشتراً ومشاتراً لصوت طرقك على تلك الكرتونة. ببساطة، تحتاج حرفنةً تفجّ بها أحراش تلك المنافسة ماكراً تستقطب الجوعى يسندون تجارتك في بلدٍ شاي الصباح دا بشربوهو فيها بالكسرة! يا أخوي والله، أكان ما أخاف الكِضِب، أظنّك تحتاج لـBreakthrough راسو عديييل! وربّما إنّ هذا هو السبب وراء وجود طاولات عيش طابونة بانت راكباً معتمداً في "باظ" الهدى، الذي أنفق حياته سيزيفاً بين بانت ورفاعة. كما وكان عيش طابونة بانت راكباً مسطّحاً فوق أولى البرينسات التي حملتنا إلى أم شانق حيث كرينا عربيّة ودّ اللمين وربّما لوري عبد الله السفاح إلى ودّ الكاشف تاركين عيش طابونة بانت وراءنا بأم شانق يعالج محنة بحث العيش الدجّال عن موطأ قدم بأرض العيش سيد اللّسم وهيهات.

    وعلى الرغم من ذلك فقد كان الطيّب خالي يرد على مكاواة ناس رفاعة بالقول: بانت مدينة ولا كتّر خيركم! وأنا لا أشاركه رأي النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي هذا فحسب وإنّما أحنُّ إلى ملامح تلك المدنيّة أيضا. وليس ذلك من حنين للزمن الجميل فالزمن الجميل كان قد انتهى، تقريباً، حينها وقد أرّختُ لذلك (بيني وبين رقبتي، لاحقاً حينما عكفت على دراسة آثار تخفيض الجنيه السوداني) بيومٍ عاد فيه أبي من المجلس البلدي برفاعة وهو في حالة سرورٍ وحماسٍ طاغٍ كاد يفقده عمامته حين همّ بحرقها (لعلّه لم يفعل وإنّما أنا أبالغ) أمام أسرته الصغيرة، قال: الليلة زادوا لينا المواهي، عليّ الطلاق أدّونا قروش! النار دي ما تاكلها! لقد علمت إنّه يمكنني أن أؤرّخ لنهاية الزمن الجميل بذلك اليوم حين أدركت أنّ أبي قد خرج، بعد يوم القروش الما بتاكلها النار ذاك بسنتين أو ثلاث، إلى اليمن يكابد الرطوبة العالية ونقص الأكسجين ونقص حاد في أسرته الصغيرة التي تركها وراءه تشيل وترمي في تلك المواهي في تلك النار والمواهي تصيح هل من مزيد والنار، من عذاب اليأس وزهجه، تستغيث.

    هذا، وإلى الحكاية التالية من حكاوي العيش: طَـلّقْ زِفتة أم تكشو أم تكشو؛ في لقائنا القادم إن شاء الله.


    (عدل بواسطة Adil Al Badawi on 10-29-2010, 08:08 AM)

                  

10-29-2010, 12:24 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (4 - أ): طلّقْ زِفتة أم تكشو أم تكشو (Re: Adil Al Badawi)

    ببانت (شرق رفاعة وهي مدينة، خلّي بالك، ولا كتّر خيركم) الآن خمس طواحين جميعها تعمل بالكهرباء وطابونتين تضاف للطاحونة والطابونة العتيقتين. لقد اكتشفت، وأنا أكتب المقال السابق، كم أنا مقصّر في حق تلك اللاندماركس: برجي مركز التجارة العالمي ببانت – الطاحونة وجارتها الطابونة العتيقتين – وميدان (جاكسون؟) الذي يفصل بينهما ويمثّل موقفاً لمواصلات بانت – رفاعة. إن أفضال تلك المعالم علينا تُضاعِف ذلك الاحساس بالتقصير فكم وقانا حائط المخزن المجاور للطاحونة من زمهرير الشتاء وكم أوانا ضل الضحى الذي ترعاه الطابونة من هجير الشمس ونحن بانتظار مواصلات بانت – رفاعة الشحيح وقودها، آنئذٍ، وبالتالي توفّرها. فمن المخجل، إذن، أن أختزل العرفان للطاحونة والطابونة (والألف واللام هنا للتعريف الحصري بغض النظر عن عدد الطواحين والطوابين اللاحقة). أقول من المخجل اختزال ذلك العرفان في معرفة أنّ رفيق الطاحونة والطابونة، موقف المواصلات، قد انتقل (إنتو موضة انتقال المواقف دي شنو!) إلى جوار الشفخانة العتيقة (وهي معلمٌ آخر) والتي صارت، مؤخّراً وبمجهودٍ ذاتي مقدّر، إلى مركز صحي وربّما مستشفى ريفي (وأقول "ريفي" من باب كفّ العين فحسب) يفتتح في عيد الأضحى الذي يظلّنا في أقلّ من ثلاثة أسابيع.

    كانت الطاحونة تعطي ظهرها وحوض ماء تبريدها لرفاعة لا يقف بينهما أي حاجز، ولا حتى مطاحن الغلال برفاعة التي ما أنشأت إلاّ لاحقاً، فيما تمتدّ ماسورة ماء تبريد الطاحونة اصبعاً يشير إلى رفاعة بما يهدي حتى الضهبان. وكان حوشنا وسط فريق المغاربة الذي يتكل ظهره في عناءٍ بيّن على حيطة أم مطّالة شرق بانت؛ أي إنّ الطاحونة كانت في أقصى غرب بانت القديمة وحوشنا أقرب لأقصى شرقها. ببساطة، كانت الطاحونة بعيدة عن حوشنا وهذا يقتضي أنّ رحلة الدقيق تستدعي انتظاراً يطلق عصافير أفكار الرسالة خالتي من أقفاصها.

    كنت أرافق الرسالة خالتي وأحياناً حسينة خالتي وأحياناً كليهما إلى الطاحونة. كان ذلك قبل أن توكل المهمّة لي وحدي (وإن كان أحياناً يُفرض عليّ عوناً من حاتم ود خالي ميرغني وهو عون يعتبر خصماً على المهمّة إن وضعنا في الاعتبار الجهد الذي كنت أبذله في درء مناكفات حاتم وتفادي مكاواته). على أي حال، أوكلت لي المهمّة وحدي أو ناقص حاتم لا فرق فقد كانت المهمّة أن أحمل العيش للدقيق على ظهر حمارة خدراء مكاديّة لا يطيب لها الحرنان إلاّ في منتصف فريق القريداب فتدخّلني في أضافريني وتغرقني في فيض من عرق كفيّ وقدميّ خشية أن تطل إحدى حسان القريداب فتجدني منهمكاً في ميشن إمبوسيبول لا تنتهي إلا بحل لا يخطر حتى على بال توم كروز نفسه: زول ضئيل يحاول حمل كيلة عيش على ظهره ويحاول في نفس الوقت ادارة الغضب الناتج عن تلقّي نظرات الشماتة من حمارة خدراء مكاديّة ومكائدية كما ويحاول أن يطرد هموم الكرب المرتبط بأن يخرج لاحقاً بحثاً عن ذات الحمارة المكادية حين تنشقّ السماء فتهبها همّة كفيلة بأن تشق الأرض فتبلعها إلى حيث لا يدركها إلاّ دعاء يا جامع يا رقيب. وكمان دايرينّو يظل متماسكاً إن أطلّت حسناء قريدابية! كَمْ أون، قيف ذا براذر أبريك.

    ثم كان أن ابتدع أبوي الحاج الدرداقة. تلك المركبة ذات العجلة الواحدة والمقبضين أرفعها من مقبضيها وأدفعها محمّلة بالعيش من وإلى الطاحونة كما ونقلت عليها أيضاً صفايح الجاز (الكيروسين) والزيت وكراتين الصابون وما إليه أجلبها من دكّان حاج الخضر متعهّدنا وأعظم انتربرنير، في تقديري، أنجبته بانت وإن كان يعاني من نقطة ضعف تتمثّل في إدارته، رحمه الله، الموارد البشريّة بإمبراطوريته.

    المهم يا زول، في الانتظار كانت الرسالة تحكي وهي تصيغ وتعيد صياغة وتصيغ وتعيد صياغة وقاية رأسها ترقّباً لوضع صفيحة الدقيق الحار عليها وتحكي وتحكي لكنّها توقّفت فجأة عن الحكي ثم قالت بطريقة دراميّة وكأنّها تمهّد لإعلان كشف عظيم يتعلّق بشفرة صوت طاحونة بانت العتيقة: كدي اتصنّتوا اسمعوا صوت الطاحونة دا بقول شنو! ولم تمهلنا حتى نتصنّت وإنّما تبِعت ايقاع صوت الطاحونة مردّدة قوله المكرّر حرفيّاً: طلّقْ زِفتة أم تكشو أم تكشو، طلّقْ زِفتة أم تكشو أم تكشو، طلّقْ زِفتة أم تكشو أم تكشو...

    ...وأواصل الحكاية لاحقاً.
                  

10-29-2010, 06:20 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (4 - ب): طلّقْ زِفتة أم تكشو أم تكشو (Re: Adil Al Badawi)

    وللطواحين العتيقة أصواتٌ فريدة لا يرقى لها صوت طاحونة الكهرباء المكرور والناصل (إن جاز لي استلاف الوصف من الصديق عادل القصّاص) وكأنّه نغمة موبايل زمانو فات وغنّايو رهن رِقّو ولزم الباقيات الصالحات.

    يُعزي الشريف عبد الله، صاحبي الذي كان يناديه الجميع فيما عداي بلقب "كريشنقة"، صوت الطاحونة الفريد إلى أنّها "شغّالة بمكنة ترتّر"! وذلك قولٌ لا أستطيع أن أفتي فيه أو أن أعارضه حتّى بعدما صرت متفقّهاً في كافّة أنواع المحرّكات تقريباً وإنّما آخذه بضبّانته وفاءً لشغفٍ قديم ومقيم للشريف عبد الله بمحرّكات الديزل وكيزانها منذ وقتٍ خلت فيه الأرض من طغيان أي كيزان سوى كيزان تلك المحرّكات. وشغفُ الشريفِ شغفٌ تقاصرت عنه قاماتنا حين انحصرت في ركوب الحمير وجرّ عربات الصفيح وسواقة الترتار ودردقة ما تجود به علينا كارو قسم الفضيل من لساتك تقاعدت من بص سفري فعملت بلوري سفري فتقاعدت فعملت ببص محلي فتقاعدت فعملت بلوري طوب أو تراب فتقاعدت فعملت بكارو فكارو وكارو وكارو إلى أن استقرّت تتمرجح بكارو قسم الفضيل تقتل حصانه، قتلاً بطيئاً، قبل أوانه ثم آلت إلينا فتشاكلنا حول أحقيّتنا بها بحماسِ شَكَل الطوائف الدينية حول الرسالة.

    والرسالة، فيما يبدو لي، لم تكن من أنصار أم تكشو خير شر. وأنا لا أشاركها الرأي لكنّني لا ألومها. هل فتحتِ تلّة زبالتك المحكم اغلاقها لمدّة اسبوع ثم خمجتيها فعلِمت الحِلّة كلّها أنّكِ قد قُمتِ إلى الحوائط تليّسينها؟ هل قمتِ إلى تلك اللياسة لا يحول بين يديك وبين الزبالة حائل لا المحّارة ولا جونتيات ولا حتى تلك الأكياس التي تغملين بها حِنّتك؟ هل غسلتِ يديك مثنى وثلاث ورباع وعشراً ثم اقتنعت أنّ "تلك الرائحة" ليست مفارقتك إلاّ بمزاجها؟ هل أكلتِ أم تكشو (ليس بالضرورة في يوم الزبالة ذاك) بيدك عاريةً من أي ملعقة أو شوكة أو سكّين أو حتى مناديل ورق؟ هل كرّرت نفس فِعل غسل اليدين المذكور في حالة الزبالة؟ والله لو غسلتِ يديك بموية نار، شفتي كيف، ثم غمّستيها في جَكْ خُمرة لما تنازلت عقرب رائحة أم تكشو العالقة بيديك عن نتحيها قيد نتحي قرصات أنملة من دِرْ!

    هل الرسالة على حق؟ والله بطريقتها لكنّ أمّهاتنا وحبّوباتنا وخالاتنا وعمّاتنا يرين الحق الواحد والوحيد هو في أن يعسننا (شكراً يا أمحد الحسن سليمان الملقّب بالحبشي) بأن يوفّقن إلى أن يملّحن لنا العيش، هذا العيش، بأم تكشو، بأم بارد، بأم شعيفة، بأم رقيقة، بي روب، بي لبن، بي ويكاب بي موية زرقاء وبما يتيسّر من ملحة وشطّة وبصلة (إن وجدت). زيت السمسم ما ضقنا طعمو في الكسرة بالموية إلاّ لماماً إلاّ الشهادة لله شفنا أبوي الحاج يتصيّد عابري السبيل القاصدين أم مطّالة وأم تلاتة وأم عشّة وبقيّة أمّهات القرى التي حولنا يأتي بهم إلى الدكّان فيعجن لهم الكسرة بالموية لكنّه يغطّس كوز (ههه) ربع رطل الزيت في الصفيحة فيخرج مَخَانَق (شكراً يا محسن) لا ود عينو زيت سمسم يصبّه يزيّن به لقمة الكسرة يقدّمها لأولئك المساكين.

    وعلى الرغم من كلّ ذلك، وليتذمّر من شاء أن يتذمّر فيما يليه من عيش، فإنّنا لن نتّبع أي رسالة تجيز ممارسة كافّة أنواع العبث بأنماط عيشنا ثم تعود فتدّعي البراءة وهي تمارس أشنع أنواع الاستهبال حين تقوم، فجأة كدا، بإعادة اختراع العيش، هذا العيش. ألا يحقُّ لي أن أحارب مثل هذه الرسالة بحدّ السيف وهي جايّاني في آخر الزمان تستهبلني بالنصيحة أن ارجعوا للعواسة والكسرة...والله والله أكان ما لقيتني متحصّن بقول وردي: "أكان الهم وصلنا نكون أخدنا فرحنا قبّالو"؛ ما كنت سمعت منّي غير: الله يكسر رقبتك دي كَشْ ويسقيك مخّها بركة الزينين الفقرا الشقيانين.

    هذا، وإلى الحكاية التالية من حكاوي العيش: شهوات العمير والغير والمنفعة الحجيّة؛ في لقائنا القادم إن شاء الله.
                  

11-04-2010, 05:38 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (5): شهوات العمير وشهوات الغير والمنفعة الحجيّة (Re: Adil Al Badawi)

    كان لأولاد بانت (قول يا زول ولأولاد الأحياء الشرقيّة من رفاعة) الذين يدرسون بالمدارس التي تقع بغرب رفاعة (رفاعة الثانوية ومدرسة لطفي) حظوة ترقى لدرجة النعمة. يتمثّل ذلك في أنّه لا يسير الواحد منهم إلى مدرسته وقفاه، دون وجهه، هو المرهون لشمس الصباح وشمس العصر فحسب وإنّما ينعم لدرجة الغناء في كلّ صباح وفي كلّ عصر أن "يا صباح يا صباح يا صباح يا جميل" وذلك حين تصدمه مواكب الجمال الرفاعي الأصيل. وعلى عكس أصحاب الحظوة هؤلاء فإنّ بنات الأحياء الوسطى والغربية من رفاعة ممن درسن بالمدارس الكائنة بشرق رفاعة كنّ يعاقبن مرّتين: مرّة حين تصب الشمس الحاقدة جام غضبها على وجوههن (سلمت وجوههن) ومرّة حين تجهرهن فلا تصدمهن مواكب الجمال أو اللا جمال البانتي الأصيل وربّما إن في ذلك حالة مركّبة من النعمة والنقمة والله أعلم.

    لكنّ العمير (صديقنا ورفيق دراستنا الذي أصبح الآن حاج عمر) كان في شغلٍ شاغل عن كلّ ذلك وإن كره المستهبلون من رفاقنا الذين ما أعلنوا عن شهواتٍ (غير) إلاّ عبر شهوات العمير. لقد كان ذلك حين مرّت أمامنا، ذات صباحٍ شتوي ذي بردٍ قارسٍ يجمّد الشهوات في أوانيها، طاولة رغيف حار من نارو محمولة على درّاجة وذلك من المشاهد المألوفة برفاعة أبّان سني طلبنا العلم بها، ففرك العمير يديه وقال: والله بَسْ أكان ألقى لي اتنين حارّات من ديل!

    قال العمير قولته تلك وعينك ما تشوف إلاّ شهواتٍ كُتُر قامت، وقد ذاب عنها الجليد، تتقافز إلى شهوة العمير تموضعها في مواضع ما خطرت لا ببال العمير ولا بما ذاب من جليد شهواته. الشهوات تتقافز والعمير يشيل ويتحلّف والله العظيم وكتابه الكريم ووو والعقرب في نتحيها: اتنين يا مولانا، الله البتتحلّف بيهو دا ما تخافو!

    أنا الآن على قناعة بأنّ شهوة العيش الحار لا سيّما في بردٍ (أو جوعٍ) يعطّل ما دون شهوة البطن من شهوات، مقدّمة على غيرها من أولويّات. لقد خرجت قاصداً حج البيت بعد سنين عدداً من حادثة الشهوات المتحوّرة تلك وأظن أنني قد التقيت العمير في ذلك الحج وربّما إنّني مطشّش والله أعلم. المهم يا زول، توقّفت الحافلة التي أقلّتنا لذلك الحج بمكانٍ في عمق اللا مكان وفيما الناس مهمومون بحجّهم كانت همومي قد تجمّعت بأنفي الذي خرج يتسقّط أخبار عيش حار فتبِع النكهة إلى حيث يجب أن تنال بقيّة الحواس مرادها وقد كان: فرن ينتج رغيفاً طازجاً في مكانٍ الشيء الوحيد الطازج فيه هو ذلك الرغيف. ولولا أنّني أخشى أنّكم تجدون في حديثي رخصةً لصاحب النكتة ذاك الذي قرّر أن مافي شي مودّيهو الحج غير "الفرشات"، لأطلقت العنان للتشهير بشهواتي ولقلت أنّ فرحتي بتلك الطابونة توازي، قرون بقر كِدا، فرحتي بحجّي ذاك والذي كان ساعتئذٍ عصيدة وملاحها في الريف. لكنّني أرجو أن لا يفسد هذا القول تلك الحجّة ففوق إنّه يعتبر من اللغو فإنّ تلك المنفعة (الحديّة الحجيّة) التي شهدتها بتلك الطابونة تبقى أحد مناسك الحج (الجانبية؟) بلا شك وبنص الكتاب.

    هذا، وإلى الحكاية التالية من حكاوي العيش: قرمشة في "كوبر"؛ في لقائنا القادم إن شاء الله.
                  

11-06-2010, 09:37 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (6): قرمشة في "كوبر" (Re: Adil Al Badawi)

    يتّضح من الكثير في أعلاه أنّ "عقدتي" هي الرغيف الحار. وعلى الرغم من أنّ حياتي قد تقاطعت مع أناسٍ يشكّل العيش الناشف، بل والكسرة الناشفة، بعض شهواتهم؛ إلاّ إنّه لا يعكّر مزاجي أمر بقدر العيش البايت أو المِعصعص أو الأقرب للنيء. وربّما إن هذا هو سبب ادماني مخابز التميس ومطاعم "الطازج" في باكر أيّامي بالسعودية حتى تمكّن منّا الاغتراب تمكّناً تمكنّا فيه من مختلف مسمّيات المعجّنات (فطائر وصفائح ومناقيش) تمكّناً أوصلنا إلى لوكرواسو و"لو" فرينش كورنر ولو أوليمب (والأخير مطعمٌ ايطالي، تقاطع الضباب مع التحلية بالرياض، عندهم بيتزا! آمنت بالله). بل إنّني لا أبالغ إن قلت أنّه إن تهيأ لي تحرير نسخة سودانيّة من كتاب Eat This, Not That لما وجدَت السندويتشات السودانية مكاناً لها في Eat This بسبب ما أشيّده لها من سجنٍ من Not That جزاءً وفاقاً لعيشهم البايت و/أو المِعصعص و/أو الناشف وإن خلااااس بقى عيش زي الناس لقيتو مسيخ كما التوفو.

    والتوفو آتي بذكره قنطرةً للحديث عن زميلة يابانية دافعَت دفاع المستميت عن نكهة رزّهم في وجه زعمي الذي أطلقته تعصّباً للعيش وبلغت فيه تطرّفاً أعلنت بموجبه، من غير أن يطرف لي رمش، أنّني لا أجد نكهةً تذكر بذلك الرُز! ولولا الملامة لدقّت لي تلك الزميلة اليابانية خروج بدون عودة هذا إن لم تفقأ عينيّ بتلك العصايات وإن خلاااس جاملتني لتأفّفت قائلةً: إنت شِنْ عرّفك بالرُز ونكهاته يا أبو رغيف إنت. وما كنت لأستغرب نعتي بأبو رغيف بعد أن تخِن جلدي وأنا أرى أقواماً من اندونيسيا وماليزيا والهند وبنغلاديش والصين فضلاً عن اليابان تنظرني شذراً وأنا أتناول غدائي بستابلٍ من رغيف وأمتّع ناظري بجليدٍ متراكمٍ لارتفاعٍ يبلغ أكثر من "راجل". وأنا أجزم إن كان تهيأ لأولئك الأقوام وجوداً وسط أكلة العصيدة لما توانوا في أن يوصلوا التريقة آخرها بالقول: رغيف في السقط دا! غداك دا رَكّو على بولة وبعد داك والله إلا أكان تعيدو!

    الكلام دا كلّو في ذم الرغيف من أقوامٍ من أكلة الرُز لكن ليس ذلك ما قصدت وإنّما قصدت ذم الرغيف من أهل الرغيف أنفسهم حين لا يحسنون العناية به. فقد تجلّت صبينتنا، أنا وقَرَج (ولم يعد)، عصر يوم من أيّام بداية تسعينات القرن الماضي فانطلقنا في جكّة ماراثونية بدأت ببري اللاماب حيث كنّا نقطن وانتهت بآخر محطّة (حين كان بالبلد ما يمكن أن يُتعارف عليه بأنّه آخر محطّة) في كوبر. بوصولنا كوبر كان الجوع قد كفكف أكمام قميصو وصرّ عينو وعضّانا عضّة دراكولية فما كان أمامنا إلا أن نلتمس طعاماً في أقرب محل وقد فعلنا: فول لا أذكر من أمره إلا أن تناوله كان عبارة عن ضجيج هادر تندّرنا حوله دهراً إلى أن فرّقت بيننا السُبُل. ثمّ كان أن عُقِد قران شوقي قبل أيّام فاتّصلت على قرج أبارك له وأناوشه بشوقي العرّس قِدّامو وأشوف أكان ألقى شوقي عنده فأبارك له لكنّني لم أفعل أي من ذلك بما يجب من همّة وإنّما أنفقت ما قسم الله لي من همّة في سؤال: إنتا آقرج الكُرُم كُرُم، كُرُم كُرُم بتاع الفول الأكلناهو في كوبر داك كان من الفول وألاّ من العيش وألاّ من الحصى الفي الفول! أجاب قرج: كان من كلّ ذلك ومن البصل. البصل، البصل. البصل نسيتو كمان!

    جلّ من لا ينسى لكن ربّما آن الأوان لأن أحدّث بياناتي فيما يلي طعام أهل السودان فمنها ما هو قديم قِدَم أيامٍ غرقت فيها العاصمة فأكلنا طبيخ الباذنجان بالداخليّة (سكن الطلاّب، يا أخوي، ما السِجِن) بأن شربناه وفي خاتمة المطاف هربنا إلى أهلنا حيث الكسرة على قفا من يشيل فشهدنا في طريقنا، عند سوبا حيث كان الطريق مغلقاً بفعل السيول والبصّات متكدّسة، شهدنا مُزارعاً تقطّعت به السُبل وحال الكسر بالأسفلت بين حمولة مركبته من العجّور وأسواق العاصمة الغرقى فطفق يوزّع العجّور على الجوعى من مقطوعي السبيل في دراما لو أدركه فيها الطيب صالح لما أسعفه بغير أن يهديه إلى أن يصيح صياحاً لا محالة يضيع وسط هدير "رمِّ" العجّور و قرمشته: في صحّة السودان...في صحّة السودان. ومنها أيّام هربنا فيها من العيش الما راكب عدلو إلى قرّاصة السوق الطريّة وما طريّة وطبايخ الخالة سلوى وكِسرتها بمحطّة أربعة ببرّي ومنها أيّام هاجرنا فيها من مكان عملنا هجرات جماعية (رجالاً ونساءً) إلى حيث طلبنا المرارة والشيّة والكمّونية (حتى حلف يحي أنّ المناسبة سماية عند ناس خالتو ولولا أنّه قام بعدها إلى الشيرنغ يجمعه لانطلت علينا تلك الكنتة أم حلايف). كما وقدّينا السلك إلى حيث الكِبدة المميّزة وشدّينا الرحال إلى مضارب الزغني وفول الصناعيّة، أثناء ساعات العمل الرسميّة، في أماكن عشان تصلها، في زحمة الخرطوم الحاليّة، يجب أن يكون الفطور هو شغلك الرسمي لا يشغلنّك عنه تلكس أو راديو أو (حديثاً) فاكس. وهذا فضلاً عن أيامٍ أقمنا فيها الولائم، بتوضيحاتها، بالميز بالمقرن وبالجناين وبالفتيحاب. الحكمة بعد دا كلّو نجي نتشكّى من المصران وكأنّه هو الجاني ونحن الضحايا!

    هذا، وإلى الحكاية التالية والأخيرة من حكاوي العيش: قرمشة في "الانقاذ"؛ في لقائنا القادم إن شاء الله.
                  

11-07-2010, 08:34 AM

عبدالمحمود محمد عبدالرحمن
<aعبدالمحمود محمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 1443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (6): قرمشة في "كوبر" (Re: Adil Al Badawi)

    .
    شكراً ياعادل toujours على الكتابة الذكية الممتعة ..
    … and thanx for the “le Olympe” and the many other useful tips …
    ..
                  

11-07-2010, 09:12 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (6): قرمشة في "كوبر" (Re: عبدالمحمود محمد عبدالرحمن)

    ازيك يا عادل
    اهلنا ناس حضرموت بقولوا للرز عيش !!!
    في حكاوي العيش خسمتك كان تنسى الفريك
    امووووووت واكل لي بليلة فريك

    الله يديك عمراً قدر عيش شوالات العيش ، عشان تمتعنا
                  

11-07-2010, 02:07 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: وعلى الرغم من كلّ ذلك، وليتذمّر من شاء أن يتذمّر فيما يليه من عيش، فإنّنا لن نتّبع أي رسالة تجيز ممارسة كافّة أنواع العبث بأنماط عيشنا ثم تعود فتدّعي البراءة وهي تمارس أشنع أنواع الاستهبال حين تقوم، فجأة كدا، بإعادة اختراع العيش، هذا العيش. ألا يحقُّ لي أن أحارب مثل هذه الرسالة بحدّ السيف وهي جايّاني في آخر الزمان تستهبلني بالنصيحة أن ارجعوا للعواسة والكسرة...والله والله أكان ما لقيتني متحصّن بقول وردي: "أكان الهم وصلنا نكون أخدنا فرحنا قبّالو"؛ ما كنت سمعت منّي غير: الله يكسر رقبتك دي كَشْ ويسقيك مخّها بركة الزينين الفقرا الشقيانين.



    يو ميد ماي دي :)
                  

11-07-2010, 09:55 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: نهال كرار)

    سلام يا محمود ولك الشكر مجدّداً. le Olympe يستاهل إذ ما زلت أذكر أنّنا طلبنا طلبات الناس الكبار ثم هجرناها وقعدنا نقالع في البيتزا الطلبناها للمحظوظين الصغار.

    كيفك يا الجندريّة ومشكورة على الزيارة والدعوات. بليلة الفريك من الشهوات المؤجّلة مرّتين؛ مرّة لأنّو الواحد ما لامّي فيها في عضمها دا ومرّة لأنّو ممنوع من السمن البلدي. ولعلّه من نافلة القول أن أقرّر أنّ الموت في بليلة الفريك بالسمن البلدي موت أحمر عشان كدي النلقاها بَسْ رفع الحظر عن السمن البلدي هيّن. أمبارح جابو في التلفزيون دعاية عن بنك الطعام المصري فخطرت ببالي خاطرة، فوق خاطرة بنك الطعام السوداني طبعاً، وهي عبارة عن بنك الشهوات (وإن شئتِ فقولي التِشهّي). باقي لي أول حساب مشترك بالبنك دا حا يكون حسابنا (أنا وإنتي) حق بليلة الفريك دا.

    كيفنّك يا نهال ومشكورة على "الهيلتة" البصيرة. الجزء الذي كوّتيه هو قلب الموضوع المطروح وهو الجانب الذي أرجو أن أوفّق إلى حسن إضاءته في الحكاية الأخيرة من حكاوي العيش.

    مشكورين مرّة أخرى يا جماعة وإلى اللقاء
                  

11-08-2010, 00:36 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    خِباراتك يا آديل بداوي
    جابني العيش، ولا شيء غير العيش. العيش السوداني وحاج ملود، والعيش الرغيف.
    حديث ود بُشارة: هل أتاك حديث ود بُشارة؟ إنه أول رجل سوداني يقيس المسافات بالرغيف! أي والله. هذا موضوع آخر.
                  

11-08-2010, 08:20 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Shinteer)

    والله بوست العيش دا شكلنا حنشتغل معاهو بطريقة دخلت نملة دا

    يا عادل لمن تفتح الحساب ما تنسى لينا النشا (النشاة الخميرة ومجدوع فيها عرق محريب)
    انتو شراب العيش دا الا يعمل ابو الشهيق، ههه
    مرة عم عبد الساوي الله يرحمه جعااااااان، جات نسمة شايلها ليها كورة وقالت ليه: يابا قوم العشا
    عمنا صنقر علي حيلو وسالها: العشا بي شنو.
    قالت ليهو: نشاة
    ضق رجلينو ورفعن واداها قنة وقال ليها : نفساء انا ؟

    أمي امنة الله يرحمها كانت بتقول لابوي واخواني " اكل العيش (الدسريق) وأبقى لزوم للبتجيك"
    يجكم الخير كلو يا الحبان
    بوست يرد الروح يعلم الله
    **********
    الصديق انت حي في الزايلة دي؟
    بركة يا يابا الجابك العيش، ويعش العيش يعيش يعيش
                  

11-09-2010, 10:37 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: الجندرية)

    ياخي بارك الله فيك
    كتاباتك يا عادل من الكتابات النادرة في هذا المكان التي تمتعني بحق، وتذهب بي في ذكرياتٍ دونها الذكريات.
    الليلة رتّعتني جنس رتعة، ليها عطرابة.
    مشتاقين يا شاب


    -------------
    كما يقول العسكر (ما ينوم) البوست دا ما ينوم.
                  

11-09-2010, 10:38 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: محسن خالد)

    متابعة و استمتاع كميات
    شكرا يا الجندرية للينك في الفيسبوك و لفت النظر
    و شكرا يا عادل علي المتعة
                  

11-09-2010, 10:43 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التذمّر حيال العيش والتشرّط المشاتر (Re: الجندرية)

    شنتير! الشي آزول من ديك وعيك! أظنّك ما مشيت السودان ولا شُفتَ ود علي الطيّب بي عينك وإلاّ ما كان مسكك من حكاويه إلاّ احتفاله، وأولاد دفعته، باستوزار ود دفعتهم البِنْداعي فيهو بي سِبّة العيش دا! شُفتَ الكُبُر وِصِل وين!

    ياخي حديث ود بشارة أدرُجو لينا في البوست دا عليك الله نعمنّو بحلّيهو كما حلّت موزة زاغت من إيد عبد الله ود اللمين ود علي وسقطت في الملاح الكان بسوط فيهو فدَرَجها عبد الله ضمن ما كان يدْرُج بحلّة غداء العزّابة والجماعة أها...يشيلو ويتمطّقو.

    يا الجندريّة والله حكمة أمّنا آمنة دي أنا اعتمدتها تَبْ حكمةً لهذا البوست ولن يلبث السودانيّون أن يجدونها قد أصبحت حكمة للمرحلة الجايّاهم. أمّا عمّنا عبد الساوي، أمانة ما عافي مِنّو عفوّاً يوسّع عليهو قبرو ففضلاً عن ردّه الحاذق فهو قد تجاوز ما أطلقتُ عليه "التشرّط المشاتر"، جايين لتعريفه وبعض حكاويه بعد شويّة، إلى التشرّط أب عيناً قوية والذي يندرج تحته التذمّر حيال العيش من شاكلة تذمّر الامام ود خالد الذي أتينا على ذكره سابقاً. وفي قصّة مشابهة لهذا التشرّط حكى لينا أبوي عن زولاً من حاج موسى سِتْ بيتو سوّت لها لقيمات مع المغارب وزولنا لَبَع فيها لامِن قال بَسْ. أها لمّا بِقو على الرقاد قال ليها: الليلة عشاكُن وديتوهو وين! فقالت ليهو: هَيْ آراجل قول بسم الله، هديلك لقيماتك فضّلتهِن! فقال ليها: نان دايرة تعشّيني بالغباش دا! قومي على عواستك دي عوسيها أكان قايمة.

    ياخ أبوي البِحْكي في القصّة دي ذاتو ما بِخَتا من تذمّر فما سمعته يطلب أن نأتيه بلبن ما قبل النوم إلا وهو مستخدماً العبارة: قوموا ناولونا "نقطة" اللبن دي آجماعة خلّونا ننلم نرقد. ووجه التذمّر هو في أنّ الـ"نقطة" المذكورة غالباً ما تكون عبارة عن كورة غليدة.

    مشكورين وإلى لقاءٍ قريب إن شاء الله.
                  

11-09-2010, 11:55 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا محسن ويا رحاب...ظنّيتنا اتعاقبنا. (Re: Adil Al Badawi)

    سلام يا محسن ومشكور على الزيارة والاطراء،

    أكضّب لو ما قلت ليك إنّو أغلب الحكاوي دي ما كان لها أن تُنبش، على الأقل في هذا الوقت من العام حيث عادة ما أنشغل بحكاوي عيش من جنسٍ آخر، لولا البوست المقام لتلقّي العزاء في وفاة أمّكم الحرم بت طيفور من ناحية ومسكنة الفقد التي لمستها حين هاتفتك معزّياً من ناحية أخرى. إنّ ذلك، وارتباطه بحالات فقد مشابهة، هو ما وفّر لي دافعاً للصمود في هذا البوست رغم الانشغال. نحن مدينون لرجالٍ ونساء تخرج الحكمة من أفواههم على سجيّتها فأضعف الايمان أن نتشارك بعضاً منها ونسعى في رد الجميل لهم ما وسعتنا الحيلة.

    يا رحاب سلام عليك ولك الشكر على الزيارة وأملي أن أكون دائماً عند حسن ظنّكم وأن أوفّق إلى تقديم ما يفيد وفي نفس الوقت يروّح عن الناس في هذه الأيّام العصيبة. والشكر موصول عبرك للجندرية على التبشير بالبوست بالفيسبوك فذلك عطاءٌ نقي فاق مقولة "تعطي بيمينها ما لا تعلم شمالها" إلى "تعطي بيمينها ما لا يعلم به حتى المستفيد" فشكراً لكما مجدّداً.

    هذا، وأرجو أن أوفّق إلى المواصلة نحو خاتمة للحكاوي قريباً إن شاء الله.
                  

11-11-2010, 02:22 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (7 - I): قرمشة في "الانقاذ" (Re: Adil Al Badawi)

    قال المغنّي: "يا الخرطوم يا العندي جمالك جنّة رضوان، طول عمري ما شفت مثالك في أي مكان" لكنّ المغنّي المجيد رحل ربّما قبل أن يشهد تمدّد طبقات بصلة الخرطوم دوائر دوائر حتى طالت أماكن يمكن للصحراء فيها أن تشويها من غيرما وسيط؛ كما وربّما إنّه لم يشهدها تتشرّط مثل ذلك التشرّط المشاتر. والتشرّط المشاتر مصطلح نجرته إثر قصّة سمعتها عن أحد المريدين كان قد طلب من شيخه أن "يدّيهم الفاتحة" لكي يغنيهم الله بحلاله عن حرامه. قيل أنّ الشيخ أخد ليه "صنفة" ثمّ قال: ما تقعد تتشرّط ساكت آلفقير، الزمن العلينا دا إن بقيت مارق تَبْ لي حرامو فيها تلقى الجماعة خَلّوا ليك مِنّو شي وفيها ما تلقى!

    وفضلاً عن التشرّط المشاتر الذي حكينا بعض حكاويه سابقاً بهذا البوست وتشرّط الخرطوم ممّا شهدنا سابقاً ونشهد لاحقاً بهذا البوست، فإنّني وجدت بالذاكرة والخيال شواهد على حالات من التشرّط المشاتر ممّا يصب في دكّة حكاوي العيش. من ذلك أنّ جدّي اللمين ود عبّاس ما انتقل إلى رحمة مولاه إلاّ وهو يناهز المائة عام قضاها كلّها ولمّا يتجاوز طعامه فيها الكسرة بالملاح أو باللا ملاح اللهمّ إلاّ في الأعياد والمناسبات (الأفراح والأتراح) "القوميّة"، وعلى الرغم من ذلك لم يتردّد طبيبه المعالج في أن يكتب له قائمة بالمأكولات الممنوع عليه تناولها. الواقع أنّ القائمة هي قائمة جينيريك تجدها منسوخة في عدّة نسخ لدى سكرتير ذاك الطبيب لكنّ الطبيب تلاها على جدّي اللمين ود عبّاس ليضفي عليها دراما هدفها أن تقنعه بالتخلّي عن أطعمته المفضّلة رغم ما يعتري ذلك من كرب: السمك المحمّر ما تاكلو، ولا الجداد المحمّر وما تاكل اللحم السمين؛ الكُشن المسبّكة والصِلَص أختاهن وأبعد من المنقة والبطيخ والتحليات الدسمة وما تاكل دا ولا تاكل داك وعيييك. وما أن انتهى الطبيب من تلك التلاوة إلا وكانت قولة "أحسنت" الصادرة عن جدّي اللمين مجرّد تهكّمٍ من شاكلة: هَيْ نان آولدي خلّيت لي شنو آكلو أنا هسّي!

    ثمّ إنّني فكّرت أن أتشرّط، أنا ذاتي، تشرّطاً مشاتراً وابتزازياً وذلك بأن أجرّب أقول لطبيبي المعالج أنّني أفكّر جديّاً في الرجوع لادراج السمن البلدي ضمن محسّنات طعامي لعلّه يعوّض ما أفقد من مذاق الأطعمة جرّاء التخفيف (القسري) لكميّة الملح بطعامي لكنّني تخيّلته يقتبس لي نحواً من قولٍ لكمال الجزولي منقولاً عن القائد المسيري محمد عبد الله ود أبوك: تعرف سواتك دي زي سواة زولاً داير يغطّي النار بالعويش؛ دا أكان ما جاب لي قصّة الدَحَش العاير مع قرن الشطّة! وبما إن ذلك كذلك فقد رأيت أن آخذها من قاصرها فعدلت عن الفكرة. لكنّ سواة طبيبي هذا ما ماتت إلاّ وقد ولدت فكرة أخرى ظافرة محورها تبرير التِشهّي عبر سواة زميل ماليزي فلسفته في تناول الأطعمة الدسمة والحلويّات والمشروبات الغازيّة والروحيّة والحراقروحيّة وتعاطي السهر والتدخين والسبعة وذمّتها تتلخّص في إنّو ما دام الزول بموت بموت أحسن يموت وليس في نفسه شيء من حتّى هذه "الحادات".

    وسنتر الخرطوم، سنتر هذه البصلة، ما تشرّط إلاّ وقد بلغ من الجمال مبلغاً جعله يفتح المدارس ويستقطب الطهاة العالميين يعلّمون الناس السحر فيتعلّمون منهم ما يفرّقون به بين الدقيق متعدّد الأغراض ودقيق الكيك والحلويات ودقيق الكسرة والقرّاصة في مدنيّة مفرطة كاذبة خافضة رافعة ولا مبالية بأثر ذلك على أنماط عيش الناس ممّن هم بداخل طبقات بصلة الخرطوم أو أولئك المنتشرين بما حولها من ريف أو جموع المبعثرين بريف السودان المركّب. فكان أن رجّت الأرض رجّاً ممّا شهِد هذا البلد من أهوال فيها أنّ أجزاء منه تترنّح شبعاااانة عيش فيما أجزاء منه ما زالت تستخدم حجري المرحاكة على مرمى حجر (205كيلومتر تحديداً) من المنفذ الذي تدخل عبره هذه "العيوش" إلى حيث يتم فرزها إلى مختلف أنواع الاستخدامات وليس في ذلك ما يثير الدهشة بقدر ما فيه ممّا يثير الغيظ إثر ما شهدنا من شكوى هذه المرحاكة من قلّة، وربّما عدم، ما يوضع بين حجري رحاها من "عيوش". لكن ما أن بلغت الأرض في رجّها ما بلغت إلاّ وجاءت "الانقاذ" تسعى للشعب السوداني لينقذها بأن "يدّيها الفاتحة" وهي تتشرّط، الرازّة ونطّاحة، أن يغنيها الله بحلال الكسرة عن حرام الرغيف بدون أدنى حساسية (قول، يا زول، مسئولية أخلاقية) تجاه ما فعل العبث الذي مارسته بأنماط عيش الناس حتى أصبح المارق لحرام الكسرة في عرض: والله إنتَ وحظّك فيها تلقى الجماعة خَلّوا ليك مِنّو شي وفيها ما تلقى.

    ليس الحسد ولا الحقد (الطبقي؟)، بالطبع، هو ما دفعني إلى حديث المدنيّة المفرطة الكاذبة الخافضة الرافعة اللا المبالية وإنّما ما ذكرت من خرابٍ لحق بأنماط العيش ودمارٍ نتج عن تبعات ذلك. هذا الخراب يجعل الخلل الأوّلي الذي ألمسه في دعاء الرجوع للعواسة والكسرة يرتبط ارتباطاً جوهريّاً بما لحق بأنماط العيش. وذلك خلل يتمثّل في مصيبة الاحلال والازاحة التي لا محالة تحل بطبقات السودانيين حين يحين وقت تكالبهم على قصعة العيش فيحتلّ من ما زالت فيهم رقَشَة خانة الفقراء فيما ينزوي الفقراء في خانة الجوعى.

    أقول قولي هذا وقد أكون افتريت وعمّمت ودمدمت وبالغيب رجمت فدمّمت وقمطت الناس حقّهم وبالغت ذاتو لكنّ ذلك يبقى من التطفيف المحمود الذي تهون فيه كلّ الوسائل ما دامت الغاية هي حسن التعبير عمّا يعتمل بذهن المرء من تفكير. من ذلك أنّني أحاول أن أؤسّس في هذا المقال الأخير إلى أنّ قضيّة العيش قضيّة مسئولية أخلاقية فالضرر الذي لحق بأنماط العيش والخراب الذي طال الادراك الأخلاقي المتمحور (بطريقة أو بأخرى) حول منظومة العيش يؤكّد أنّ تلك قضيّة لا يستقيم أن تحلَّ ببدائل من غلال وإنّما تحلّ ببدائل من أخلاق أقلّها اعتراف كافّة المتورّطين فيها (تصحيح الادراك الأخلاقي؟) بما وقع من خراب وقيامهم إلى جبر الضرر والتزامهم التكفير عما ارتبط به من آثام! لكن كيف؟

    أقول لكم كيف لاحقاً إن شاء الله.
                  

11-12-2010, 08:49 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (7 - II): قرمشة في "الانقاذ" (Re: Adil Al Badawi)

    إن تمكّنت من طرد الذكريات الطاغية المترتّبة على علاقتنا بأستاذنا عبد الله الغول بصفته صديقنا أكثر منه أستاذنا بحيث يصبح ممكناً أن تحلَّ محلّها ذكريات تدريسه لنا الاقتصاد الجزئي، فإنّني أُعطي الأولوية في عمليّة الإزاحة هذه لأستدعي ذكريات دراستنا المرونة السعرية للطلب على يد الغول. وفي المرونة السعريّة للطلب تقف المرونة السعرية للسلع التي تعتبر بدائل لبعضها البعض Substitute Goods في موضع الأهمية لما نتناوله هنا وأنصع مثال لهذه السلع هو مثال الرغيف والكسرة الخلّو وزيرنا، أوكي أوكي، عِبرة؛ فأستاذنا عبد الله الغول لن يتوانى في أن يقول أن المرونة السعريّة لطلب دقيق القرّاصة والكسرة مقابل تلك الخاصة بطلب دقيق الرغيف (لاسيّما الفاخر) تبقى دائماً موجبة وهنا تقع الواقعة. لكن قبل أن نبيّن كيف تقع هذه الواقعة، نقدّم تنويراً في حدود الضروري عن موضوع المرونة السعرية للطلب نحتاجه لتبيان وقوع الواقعة وسِفر الخروج ممّا يلي وقوعها من كرب.

    المرونة السعرية للطلب تبيّن، ببساطة، مدى تأثّر الطلب على سلعة ما بالارتفاع/الانخفاض في سعرها. وبما إنّ قانون الطلب يقول بأنّه كلّما زاد سعر السلعة كلّما قلّ الطلب عليها، فإنّ المرونة السعرية للطلب تحمل دائماً(؟) علامة سالبة (السالب يشير إلى انخفاض الطلب والموجب يشير إلى ارتفاع السعر وسالب انخفاض الطلب مقسوماً على موجب ارتفاع السعر، بمعادلة المرونة السعرية للطلب، تأتي بنتيجة علامتها سالبة). لكن لمقارنة المرونة السعرية للطلب لمجموعة من السلع فإنّه يتم النظر للأرقام في قيمها المطلقة (أي يتم تجاهل علامة الموجب والسالب وبالتالي فإنّ المرونة السعرية للطلب التي تساوي سالب أربعة هي أعلى من تلك التي تساوي سالب اتنين) وإن كنت أجد في اقتصاد السودان ما يحيّر ويجعلني أفترض (عبر التأمّل فيما أُطلق عليه "اقتصاديّات المباهاة") أنّ المرونة السعرية لبعض السلع المتأثرة بعنصر المباهاة "تتمتّع"(!) بمرونة سعرية موجبة يسيل لها لعاب مخطّطي الجبايات البراح وصائدي جوائز مضاعفة الأرباح وذلك من باب أن الطلب على مثل هذه السلع يزيد حينما ترتفع أسعارها، لكنّ تلك قصّة أخرى. المهم يا زول، كمثال تبسيطي نقول إذا كانت المرونة السعرية لطلب سلعة البنزين هي سالب أربعة فيما تلك الخاصّة بطلب سلعة الديزل سالب إثنين فإنّ المرونة السعرية لطلب سلعة البنزين تكون أعلى من تلك الخاصّة بطلب سلعة الديزل وذلك يعني أنّ زيادة أسعار البنزين بنسبة 10% تؤدّي إلى انخفاض الطلب عليه بنسبة 40% فيما إنّ زيادة أسعار الديزل بنسبة 10% تؤدّي إلى انخفاض الطلب عليه بنسبة 20%

    أمّا الواقعة فإليكموها: فيما لم يجف الحبر الذي كتبت به (ببوست "سودنة الحلم الأمريكي") قائلاً أنّ الريفيين ما كان لهم من صالح في مناهضة رفع الدعم عن الخبز، إلاّ أنّني اليوم أقول بالفم المليان أنّه باكر دي حا تقوم المدنيّة التي ذكرنا، بما في طبقات بصلتها من ريف بالاضافة للريف المركّب المبعثر حولها وفي كافة أنحاء السودان، حا تقوم تكورك مناهضةً الضرائب والجمارك، القديمة والجديدة، المفروضة على القمح وربّما مطالبةً بدعمه. وهذه المرّة لن يشارك الريفيّون في هذه المناهضة أو المطالبة من باب المجاملة أو التزام جانب الجماهير أو التمسّح والتبرّك بغبار الثورة وإنّما يشارك الريفيّون هذه المرّة من باب أنّهم طرفٌ أصيل في الدفاع عن احداثيّات القمح وتداخلاته إمّا لأنّ القمح قد أصبح غذاءهم الرئيسي (بفضل ما تمّ من عبث بأنماط العيش) أو درءاً لتكالب المدنيّة التي ذكرنا، بغضّها وغضيضها وبريفها وبما يتبعها من الريف المركّب، على قصعة العيش؛ هذا العيش، حينما تتم الاستجابة لدعاء الوزير الحريف الملتمس أن يغنيه الله بحلال الكسرة عن حرام الرغيف.

    هذا الهجوم المتوقّع من أكلة الرغيف (فاخره وعاديه) على قصعة القرّاصة والكسرة يمكن توضيحه عبر المرونة السعريّة للطلب فالمرونة السعرية للطلب هي الآلية التي سوف تتولّى ازاحة الفيهم رقشة كُبرى من خانة الخبز الفاخر إلى خانة الخبز العادي فيزيحون بدورهم الفيهم رقشة أقل من خانة الخبز العادي إلى خانة الغلال من غير القمح فيزيحون بدورهم أكلة هذه الغلال إلى حيث ياكلو نيم وهذا هو داعي اعلان الحرب بحدّ السيف على ما تمّ من عبثٍ بأنماط العيش. لا جد والله والمكاضبني اليشوف في مصر القريبة دي فرنين متقابلين أحدهما يبيع رغيفاً مدعوماً والآخر يبيع رغيفاً غير مدعوم وليقارن جودة الرغيفين مع امعان النظر في التكالب لدرجة التدافع بالأيدي والشتائم على الرغيف المدعوم (مع إنّه أقل جودة، إن كانت به جودة أصلاً) فيما ينادي فرن الرغيف غير المدعوم على بضاعته بالغناء والشتائم فرغيفه أعلى جودةً لكنّ ذلك صحيح نسبيّاً إذ إنّ جودته أبعد ما تكون عن جودة الخبز الفاخر.

    أصلاً مافي داعي تكاضبوني وأكاضبكم فيوم تنزيل هذه المنازلة من سماء الكوابيس المخيفة إلى أرض الواقع المرعب قريب كما وإنّ هذه النتيجة ليست من عندي وإنّما قانون اقتصادي قديم قِدَم الكسرة نفسها: المرونة السعرية للسلع التي تعتبر بدائل لبعضها البعض Substitute Goods موجبة دائماً؛ أي، كلّما زاد سعر الرغيف الفاخر كلّما زاد الطلب على بدائله فهجم أكلته على الرغيف العادي فيزيد الطلب على الرغيف العادي فترتفع أسعاره ليهجم أكلته على بدائله من عواسة للكسرة والقرّاصة فيزيد الطلب على دقيق الكسرة والقرّاصة فترتفع أسعاره وهكذا عواسيك إلى آخر أبسط قوانين الاقتصاد حتّى يهجم الفقراء على النيم يأكلوه إن وجدوا إليه سبيلاً لكن من يقول البغلة في الإبريق لكي ينتبه مولانا الوزير لمعالجة الخلل الفي إبريقو بدل ما هو مسروع يوقد في دُواكو داير يلفى يشطّفنا بي عرق عواسة الكسرة! وألاّ أكان كمان الزول مو فايق مشغول يلكلك في كدوسو الانكسرت فيهو قشّة دا إبقى حدّسونا برضو! طيب، والحل؟

    أقول لكم الحل لاحقاً إن شاء الله. 
                  

11-12-2010, 09:46 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (7 - III): قرمشة في "الانقاذ" (Re: Adil Al Badawi)

    كالعادة، وكما ذكرنا سابقاً (ببوست "سودنة الحلم الأمريكي") في أمر رجيان الحكومة، فإنّ الحكومة لن تعيرنا اهتماماً ولا التفاتا وإن لقينا فريقة تخلّينا نقنع منّها ظاهراً وباطناً وقربانا أن تحِلْ عن سمانا فسنفعل غير آسفين! بل ونضيف إلى ما ذكرنا أنّه ينطبق على أمر رجيانها أيضاً، لاسيّما فيما يلي قضايا العيش، المثل القائل: "أرجى سفيه ما ترجى عاطل". فلنقع شركات الدقيق، إذن، فثمّة مصلحة مشتركة(!) نستطيع أن نخلّصها من براثن هذا العبث إذ إنّ المنتج والمستهلك للدقيق على حدّ سواء حا يبقوا في تولا إن لقيت دعوات الوزير استجابة ما. وعليه؛ إن كان لي أن أنصح مديري التخطيط بشركات الدقيق، فإن نصحي لهم لن يتجاوز أن يعضّوا على الشريحة الأكبر من زبائنهم (شريحة العيش، أكلة الخبز العادي والكسرة والقرّاصة) بالنواجذ إذ إنّهم القنطرة التي يجتازون الأزمة من فوقها إن هم أحسنوا ادارتها.

    توضيحاً لذلك فأنا لا أطالبهم بأن يقوموا بإلغاء منتجاتهم الأعلى من دقيق الخبز العادي ودقيق الكسرة والقرّاصة (أي، أنواع الدقيق الفاخر) وإنّما أدعوهم إلى فرض "ضريبة داخليّة" عليها (وعلى منتجاتهم من السلع الكمالية الأخرى؛ بيبسي وكولا وما إليه) وليسمّونها، إن شاؤوا، ضريبة كفّارة الذنوب. ولا يجب أن ينزعجوا من احتمال فقدانهم الزبائن في هذه الشريحة فهم، على قلّتهم نسبيّاً، لا يضيرهم إن زاد سعر الدقيق الفاخر أو الكولا أو البيبسي أو خلافه أو نقص فالمرونة السعرية لطلبهم لهذه السلع منخفضة ممّا يعني أنّه يقلّ تأثير السعر على طلبهم لها فأكلة الدقيق الفاخر لن يتّخذوا قراراً بمقاطعته أو تخفيض الطلب عليه إن زاد سعره بل أنا أزعم أنّ المرونة السعرية لطلب هؤلاء لهذه السلع تبقى (بداعي المباهاة لاسيّما إذا كانت السلعة دقيقاً قد أُستقطب طاهٍ عالمي لتبيان أوجه استخدامه أو مُنتَجاً قُتِل إعلاناً) عند الواحد الموجب الصحيح إن لم يكن أعلى؛ أي يزيد الطلب عليها كلّما زاد سعرها وبنفس نسبة الزيادة في السعر إن لم يكن بنسبة أكبر: ياختي أكان ما ناس فلانة وعلاّنة واقعات فيها بي راسِن ما كانت الشركة زادت سعرها. وحتّى لو انخفض الطلب على هذه المنتجات، فإنّ ذلك يُعوّض بزيادة في الحصّة السوقية وسط الشريحة الأكبر (شريحة العيش، أكلة الخبز العادي والكسرة والقرّاصة) كما وتكسب الشركات المبادِرة إلى ذلك كسباً تسويقياً من جانب أنّه ينوبها ثواب على فعلها فيهبها ذلك الثواب قوّة براند تتجلّى حين يتم الترويج بالويرد أوف ماوث لإميج جديدة تصوّر هذه الشركات ضمن المصطفّين إلى جانب المهمّشين. جرّب كِدا يا قدّورة وادعي لي! أقول ليك حاجة ما تدعي لي ذاتو جرّب فكرتي بَسْ متكاملة وأشدّد على متكاملة مُشْ تئوم تِلهف الريح الطيّبة البتجيك من زيادة أسعار الدقيق الفاخر ومنتجات المفاخر وتخلّي الباقين، إن بقوا، نهباً للهِوْ والريح الأغبر ياكلو نارهم...وقيل نيمهم.

    تتكامل فكرتي، أكان ما يقوم يختفها الوزير يمرق بيها القشّة ديك من كدوسو لينفخ لينا في عيشنا دا دخاناً يعمي، تتكامل بالقول بأنّ "الضريبة" التي يتم فرضها داخليّاً على الدقيق الفاخر والمنتجات الكمالية الأخرى لا تضير الشريحة التي تستهدفها ولن يبين أثرها تراخياً ملموساً في الطلب على هذه السلع لكنّها تُحدِث فرقاً إن أنتم استخدمتم، يا قدّورة، مواردها لدعم أسعار منتجاتكم الموجّهة للشريحة الأكبر من زبائنكم (شريحة العيش، أكلة الخبز العادي والكسرة والقرّاصة) بحيث توفّرون لهم هذا الدقيق وإن كان (بل يجب أن يكون) عارياً من تلك الأغلفة المزوّقة (فالسودانيّون يأكلون، عند الجوع، العيش مغلّفاً بالنمل وبرمل بيوت النمل!) فتسهمون في تخفيض تكلفة انتاجه وبالتالي أسعاره. يجب أيضاً أن تعرضونه عارياً من مصاريف البراندينغ والتسويق (لا براندينغ ولا تسويق في أمر العيش) وعارياً من هوامش أرباحكم (فقد كنزتم ما فيه الكفاية في سنين العبث بأنماط العيش)، كما وعليكم أن توفّرونه لأكلته بأسواقهم ودكاكينهم ومحلاّت قدّر ظروفك عارياً من مصاريف النقل (تحمّلوها ياخي ولو إلى حين فقد تحمّلكم هؤلاء البؤساء دهراً وبجَلَدٍ يحنّن). أنا أقول قولي هذا وأعي إنه يُطلِق (إن وجد آذاناً صاغية) فيلاً من مربنديه، بل ويجلب للفيل فيلةً ترافقه، لكي يقضي على ما بقي من طواحين الكادحين لكن لا ضير فذلك يهون كأثر جانبي حتماً تضيع تكشيرة الكادحين حياله وسط ابتسامتنا الجمعية العريضة حين نرى تكتيكات السوق المسنودة بالمسئولية الأخلاقية تروّج لهذا الضرب من الاشتراكية المحمولة عبر هذا الضرب من التمييز في الأسعار Price Discrimination وعبر تشذيب أحراش عناصر التكلفة والمصاريف لصالح الغُبُش سيراً على درب المسئولية المجتمعية الملقاة (جدلاً) على كاهل السالكات نظيف البيزنس من الشركات.

    أمّا أهل "الانقاذ" فلا أود أن أذكّرهم بمقولتهم الشهيرة: لو ما كنّا جينا كان الدولار وصل كذا وكذا! دولار مين يا أبو دولار! لكن ليس في وسعنا إلاّ أن نذكّرهم بالقول أنّكم قد جئتم وقد كانت المدن بهامشنا، ناس ود مدني والحصاحيصا ورفاعة وبانت (ههه) تنعم بطمأنينة القرية وما كان الطعام ليكون أكبر هموم الناس فيها، أبداً؛ ليس من قلّة مزاج أو تخمة أو مرض لا سمح الله وإنّما من وفرة بسيطة كأشدّ ما تكون بسيطة الوفرة. لكنّكم جئتم فرُجّت الأرض رجّاً واللي كان كان فدعني من قولك ذاك وإنّما قُل: لو ما كنّا جينا ما كان لهذه المدنيّة المفرطة الكاذبة الخافضة الرافعة اللا مبالية أن تدمّر الأسواق وأنماط العيش وأمزجة العباد والأخلاق. لكنّكم جئتم فأين نحن الآن! ألسنا بصدد أن نزيل قشرة هذه المدنيّة المفرطة الكاذبة الخافضة الرافعة اللا مبالية عن هذه العوّارة لكي تطفّح الكسرة، أخيراً، فوق ما اكتشفنا من أكبر مخزونٍ بالعالم من الصديد؟! ألسنا بصدد اكتشاف أنّه ليس بوسعنا أن نكِدّ بمشروع الجزيرة لنوفّر العيش، هذا العيش، للغُبُش وإنّما يجب أن نَكُد قِرفة نخرتنا بحثاً عن رائحة العيش، هذا العيش، لأنّ ملمسه ومذاقه يكاد يصبح، لغير قليل منّا، نادراً وقاسياً؟! قاتلكم الله.
                  

11-13-2010, 09:54 AM

علي الكرار هاشم
<aعلي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (7 - III): قرمشة في "الانقاذ" (Re: Adil Al Badawi)

    الأخ عادل
    مع التحية
    موضوعك شائق ولأنو مرتبط بالأكل فهو أيضا لذيذ
    باندور.......
    واحد من المشاريع الكبيرة والناجحة جدا
    وعن طريق معلوماتي الخاصة
    فان المشروع ضخم يستهدف بإنتاجه كل دول الخليج
    وهو حتى الآن يحقق النجاحات المتوالية
    من خلف المشروع مجموعة من رجال الأعمال الشباب
    أتوا من لبنان يحملون خبرات تراكمية
    وفهم ذكي متقدم في المجال
    وحالين الرياض تتذوق الباندور
    ولعل الغريب
    انك لا تجد الرغيف متوفر بالبقالات لان المنتج ينتهي سريعا


    ] " /> ">
                  

11-27-2010, 07:03 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الطاحونة للطابونة – حكاوي العيش (7 - III): قرمشة في "الانقاذ" (Re: علي الكرار هاشم)

    مشكور يا الكرّار علي على الزيارة والثناء والمعلومة.

    الشاهد أنّ شريك الجماعة المحلّي (التميمي؟) ذاتو ما ساهل. وعلى قولتك، الزول إن بِقى عارف داير شنو وحشد الخبرات قصاد الدايرو فتحقيق النجاح يصبح أسهل.

    لك الشكر مرّة أخرى وكلّ عام وأنتم بخير.
                  

12-06-2010, 06:15 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملحقٌ Potluck : قوتُ الأفكارِ وأفكارُ القوت (Re: Adil Al Badawi)

    داهمني سؤال، قول يا زول حيوي، وأنا على متن طائرة بينها وبين العيد الكبير يوم وبعض يوم. داهمني السؤال حينما "خَتّوا لينا الفطور"؛ وأنا زول راعي فطور، فوجدت الفطور بائساً بالدرجة التي تدعو للدخول في اضرابٍ مؤقّتٍ أو جزئي عن الطعام إن لم يكن تحريم ذلك الفطور جملةً وتفصيلا. وبما إنّ للصوم فوائد فقد انشغلت عن الفطور الذي حردته بأن سبحت في فضاء الأفكار حتّى طلبت من المضيفة قلماً أكتّفها به، الأفكار يعني، فما كان حظ القلم بأفضل من حظّ الفطور...بل ما كان هنالك من قلم من أساسه لا بائس ولا يائس وإنّما كان هنالك محض الأسى على عبث الكيبورد بأنماط كتابتنا. وعبث الكيبورد بأنماط كتابتنا عبثٌ لو تعلمون عظيم فقد حكى لي صديقٌ هندي (احتفظت بصداقته منذ أن كان رئيسي بالعمل) عن كيف تخلّى عن دراسة الإم بي إيه، عند أوّل امتحان، من بعدما أنفق فيها الشيء الفلاني من المال والوقت والرفاهية الفايتة عليه وعلى أسرته. كان ذلك حين وجد أنّه، ببساطة، قد كتب حتّى تورّمت أصابعه ولمّا يُجِب ولو على نصف الأسئلة فخرج من ذلك الامتحان الأوّل والأخير غير آسف على تلك الإم بي إيه بقدر أسفه على انحسار استخدام الأقلام إلى خانة التوقيع.

    تذكّرت تحريم ذلك الفطور جملة وتفصيلاً (تقرأ حرده) أوّل ما شرعت في استدعاء تلك الأفكار المبعثرة بين الاضراب عن الطعام بالطائرة والافراط فيه بعد الطائرة في أيّامٍ تقرّر أنّها للأكل والشرب وذكر الله. تذكّرت التحريم فساقني إلى بحثٍ ابتدرته بالآية القرآنية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" سورة المائدة، الآية 87 لكنّ البحث أخذني إلى حيث كنزٍ علّمني أن منبع المنع والامتناع في شأن الأكل والشرب ليس كلّه دينياً بل إنّ بعض أشدّ حالات هذا المنع والامتناع تطرّفاً أبعد ما تكون عن مرمى الدين وإن كنت لا أغفل احتمال أن يربكني متلقّ حِجَجٍ، بمعزَلٍ عن البيان القرآني الذي يقطع بأن "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ"، بسؤال مفاده: وما الدين في منع واباحة الأكل والشرب فكلّ فلسفة في ذلك هي، بطريقة أو بأخرى، دين!

    إذا تغاضينا عن امكانية سَوْق تحريم العيش برمّته، وبما يحوي في جوفه من عيوش، ناحية مناحي عاطفية دستورها "خِلّي العيش حرام ما دام أرى الموت يحل" كبداية لأدلّتنا؛ لما أمكننا أن نتغاضى عن أنّ أغلب المجموعات الصومالية لا تأكل الأسماك ولا تسعى إلى روابط نسبٍ مع مجموعات تأكل الأسماك! والعهدة هنا وفي أغلب هذا المقال (أهد الله بقيتوا تخوّفوا) على ويكيبيديا. بل إن ويكيبيديا تطلق على هذا "التحريم" صفة "تابو الأسماك الكوشي" حين تزعم أنّ نطاق هذا التابو يتطابق مع المنطقة التي يتحدّث سكّانها اللغات الكوشية في جنوب شرق مصر، شرق السودان (البجا؟)، إثيوبيا، أرتريا، الصومال، كينيا وشمال تنزانيا بزعم ويكيبيديا.

    ولحم الخيل الذي يظلّ محرّماً في اليهوديّة وغير مؤكّد إن كان قد طاله التحريم بالقياس على لحم الحمير في الاسلام، يبقى جزءاً من مطابخ عدّة ليس أقلّها المطبخ الفرنسي والبلجيكي والإيطالي والألماني والسوليفيني والكازاخستاني والياباني. لكنّ لحم الخيل تابو لدى الأمم التي لغتها الأم هي الإنجليزية ففي كندا لا يتوافر له سوق إلاّ في كويبيك المتحدّثة بالفرنسية على الرغم من أنّ المتاجرة فيه ببقية أنحاء كندا مباحة ولا تعرّضك لطائلة القانون كما تفعل بولايتي كاليفورنيا وإلينويز بالولايات المتّحدة الأمريكية. أمّا في دول البلقان، فيتحاشى الناس لحم الخيل لنُبلٍ ناله هذا الحيوان.

    والعسل حلال عند اليهود رغماً عن إنّه يخالف قاعدةً دينية تقول أنّ انتاج الحيوان (!) النجس يعتبر نجساً والنحل نجس عند اليهود لكنّ التلمود، وأنا ما زلت أترجم عن ويكيبيديا، يعتبر الأزهار هي مُنتج العسل لا النحل. لكنّ "تحريم" العسل لم ينجَ من دين النباتيين (؟!)؛ ولا تُسأل ويكيبيديا عن دين النباتيين ولا عن علامة الاستفهام ولا عن علامة التعجّب، فالعديد من النباتيين يتفادى العسل باعتباره منتجاً حيوانياً وإن كان بعضهم يتخارج بفتوى (؟!) مفادها أنّ عمليّة تكاثر كلّ النباتات تقريباً تتم بواسطة الطيور والحشرات.

    ومن بين المراسيم العديدة، أهمّها في الواقع فيما يتعلّق بموضوع هذا المقال، التي صدرت بأمر الحاكم بأمر الله المنصور الخليفة الفاطمي السادس (ولِد في 985م وخرج، في عام 1021م، ولم يعد) حظره أكل الملوخيّة والجرجير لأسباب غير معلومة. ومع إنّ الحظر قد رُفع لاحقاً، إلاّ إنّ الدروز، الذين يضفون على الحاكم بأمر الله المنصور سلطة شبه إلهيّة، ما زالوا يحترمون الحظر ولا يأكلون الملوخية. ومع وجود رأي يقول بأنّ تلك المراسيم؛ المزعوم أنّ الحاكم بأمر الله المنصور قد أصدرها، تقع في خانة التجنّي على الرجل من أجل تشويه صورته، إلاّ إنّنا سنأتي على ذكر منع الجرجير بأمر الحاكم بأمر نفسِه جدّنا أبْ ضُلَع في المداخلة التالية إن شاء الله.

    والألمان قد يختارون ألاّ يأكلوا اللفت السويدي (نبات هجين بين اللفت والكرنب) من باب أنّه "عيش مجاعة"! وإن كان يزعجك استخدامنا كلمة "عيش" للاشارة لكلّ ما يؤكل، فيمكنك أن تعتبر اللفت السويدي "قوت مجاعة" وفي ذلك تعريبٌ حسن للمصطلح Famine Food وهو مصطلحٌ غنمته من حرب بحثي في شأن الغذاء المستعرة منذ أن ختمت حكاوي العيش بهذا البوست وهي غنيمة آمل أن نتشاركها، وغيرها من غنائم، ما مضيت قدماً في هذا الملحق.

    والمشروبات الساخنة تابو لدى أتباع كنيسةٍ ما! وليس ذلك ما أرمي إلى أن أشارككم فيه وإنّما أرمي إلى مشاركتكم الطرفة المتمثّلة في رد البابا كليمنت الثامن على الكاثوليك الذين حثّوه على منع شرب القهوة من باب أنّها "شراب الشيطان". تذوّق البابا المشروب فقال: "إنّه لذيذ بالدرجة التي تجعل من الخطيئة أن نسمح لغير المؤمنين الانفراد بشربه. فلنهزم الشيطان بمباركة مشروبه"

    وهذا غيضٌ من فيض الكنز الذي عثرت عليه أثناء بحثي في حلال وحرام فطورٍ حرمته بائنة، أصلاً، من بؤسه من ناحية ومن أنّني "داقِش" من ناحية أخرى. وبالكنز أقوالٌ وأقوال عن تابوهات الضفادع والثعابين والقواقع والطحالب والتماسيح والأرانب (والأخيرة يبيح المسلمون السنّة أكلها ويمنعه المسلمون الشيعة كما ويمنعه اليهود). والقطط والكلاب والوطواط والكراب (والأخير، الكابوريا، يبيح المسلمون السنّة أكله ويمنعه المسلمون الشيعة كما ويمنعه اليهود). والجرذان والأفيال والقرود والأبقار والجمال (والأخيرة يبيح المسلمون أكل لحومها ويمنعه اليهود). والحشرات والطيور وصيد البحر وطعامه (والأخير، يبيحه المسلمون السنّة بدون قيدٍ أعلمه أو شرط لكنّ المسلمين الشيعة يشاركون اليهود منع أكل عديم القشور والزعانف منه مثل المحّار واللوبستر/الاستاكوزا والقرموط وثعابين البحر وإن كان الشيعة يخالفون اليهود إذ يبيحون أكل الجمبري). وذلك إلى اللحم الحي والكمّونيّة (ههه) بأنواعها والغزلان والأجنّة ولحم الانسان! فضلاً عن المشروبات من الشاي والقهوة والكولا والكحول إلى الدم واللبن غير المبستر ولبن الأم! وحتى المِلِح وإن أغفل التقرير الكوارعَ والمرارةَ وأم فِتْفِتَ والعِكَوْ ولم يأتِ، صراحةً، على ذكر السنكيت!

    فمن شاء الاستزادة فليوكْبِد Taboo food and drink وذلك إلى أن آتيكم بقصّتين من ويكيباديتنا أنطلقُ منهما (وقيل عبرهما) إلى ما أرمي إليه من هذا الملحق الـPotluck  
                  

12-09-2010, 05:23 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحقٌ Potluck : قوتُ الأفكارِ وأفكارُ القوت (Re: Adil Al Badawi)

    وقال الحافظ ابن كثير: "وقد روينا أن عمر عسَّ المدينة ذات ليلة عام الرمادة، فلم يجد أحداً يضحك، ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة، ولم ير سائلاً يسأل، فسأل عن سبب ذلك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إن السؤَّال سألوا فلم يعطوا، فقطعوا السؤال، والناس في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون".

    وممّا حُرّم على الناس من طيّبات ما أحلّ الله لهم؛ الجرجير حرّم أكله على الناس، بودّ الكاشف وما جاورها، جدّنا أبْ ضُلَع. قول يا زول أقلاّها كرّههم فيه بما يرى في أكله من خيابة! إنتي بَسْ قولي فلان دا بياكل الجرجير وأبْ ضُلَع بِتمّ ليك الناقصة بأن يقتحم على فلان خلوته ليصفعه بالكليشيه المرهوب الجناب والمليان دراما: تاكل الجرجير! ####! لكنّ أبْ ضُلَع لا يراعي فروق الضُلَع فالضلوع التي حباه الله بها تمكّنه من ردم سقف بيته من الواطـة ومن دون أي مساعدة تقدّم له اللهمّ إلاّ من كوريق وشَوْ...شَوْ...شَوْ يطلع يواسيهو وخلاص. بل هو يحفر الأدبخانات، وهذا عمله، والمساعدة الوحيدة التي يتوقّعها منك هي أن تبعدي دمّك عن منطقة عمله ومرمى كوريقه ألاّ يصيبك بحجرٍ أو يرمّدك بترابٍ يقذفه من تلك الأعماق. أمّا نحن، جموع الأفنديّة يا نحن، فقد حبانا الله بضلوعٍ بالكاد تتحمّل عطسة وتلك ضلوع تمرّ بها أيّام؛ متل الأيّامات دي، تتجاذبها بين موازنات واقفالات ومعالجات ومساومات وما إليه من مختلف الآات توجب رفع الحرج عن أكلنا الجرجير وتبيح أكلنا البرسيم ذاتو ما وجدنا إليه سبيلا.

    وقد حرّمت خالتنا آمنة بِتّ اللمين على عمّنا دقيس، وهو زوجها، أكل كديس الخلا. أو على الأقل ذلك ما وصَلَنا، أيّامها، رغماً عن إنّ الرسالة الرجزيّة المشفّرة التي تداولناها تخليداً لتلك الملحمة لم تورد أي اشارة عن نوايا دقيس حيال ذلك الكديس التعيس. ارجزوا الرسالة في أدناه بمدّ نهاية الشطر الأوّل من كلّ بيت فيها ووقف الشطر الثاني وقفاً مفاجئا:

    بالداقوسالـي بالداقوسالــي
    بالداقوسالـي بالضابوحالـي
    بالضابوحالـي بالكادوسالـي
    بالآمـونالـي بالآمـونالـي
    بالآمـونالـي بالشايولالــي
    بالشايولالـي بالكادوسالــي
    بالكادوسالـي بالكاشوحالــي
    بالكاشوحالـي في الشاوكالـي
    في الشاوكالـي في الشاوكالـي

    والمعنى واضح. والأكيد أنّ الداقوسالـي ما ذبح ذلك الكادوسالـي ليتّخذه "عيش مجاعة" فقد كان شبعاااان ينز عيش وإنّما الراجح أنّ دقيساً قد ذبح الكديس لاغراض تجميلية قد تنحصر في استخراج عطر الجلاد أو قَطْع مركوب نمرٍ كاذب من جثّته. وقد يتجاهل عمّنا دقيس قولنا الراحج هذا فيلجأ، ببساطة، إلى تبريرٍ قدّمه عمّنا الزبير ودّ أكرت حين خبط ليهو زول بي عود رماهو كَتلْ أمِسْ، قال: "حرّم عجبتني فقيرتو ساااي".

    والقصّة برمّتها لا تخدم إلاّ غرض الاسهاب في أمر "عيش المجاعة" أو "قوت المجاعة" الذي ذكرته تعريباً للمصطلح Famine Food فالشوك الذي "كشحَت" فيه خالتنا آمنة جثّة ذلك الكديس، مع إنّ ذاك الكديس ما كان له أن يكون "عيش مجاعة" لأحدٍ من أسرتها، لا يقلّ عن فناءٍ بدار احداهن بولاية مين الأمريكية أو بمكانٍ ما بالساحل الأطلسي لكندا دُفنت فيه قشور استاكوزا. فقد أتى على الناس حين من الدهر بالمناطق التي ذكرت اضطرّوا أن يدفنوا بقايا الاستاكوزا بفناءات دورهم بدلاً عن رميها في صناديق القمامة وذلك خشية أن يسعى الجيران الشمشارون إلى صناديق القمامة ينبشونها فيجدوا أنّ بها بقايا استاكوزا فيفتضح عار الانحدار إلى درك اعتماد "عيش المجاعة" هذا قوتاً. الاستاكوزا "عيش مجاعة"؟! يا سبحان الله...ياخي حجم التجارة العالمية في الاستاكوزا دي يبلغ حالياً بليون (بِلْـ...يون) دولار سنوياً.

    و"عيش المجاعة"، في تعريفٍ يخصّني، هو فعلُ كسرٍ قسري لتحريمٍ قد سبق لسلطةٍ مجتمعيّة، دين(؟!)، أن فرضته بشأن قوتٍ "وضيـع". ويلجأ الناس لممارسة هذا الكسر حين يحلّ بهم تحريمٌ قسري، من سلطةٍ أخرى، يمنعهم من غالب قوتهم وضيـعاً كان أو نبيلا. والنيم والهوى والنار والهواء ليست أقوات مجاعةٍ إلاّ مجازاً وذلك ما دامت أيدينا مغموسةً في الماء البارد فإن تعرّضت لنار المجاعة الحقيقية علِمنا ما الحقيقة في ذلك وما المجاز. وذلك ينطبق أيضاً على ما جاء في الأثر من أنّ "الجعان بقرّض الدلكة" فهذا المثل يظلّ مجازاً حتى يصبح الجوع قميناً بابراز ما ورائه من حقيقةٍ أو مجاز. فلنتجاوز مجاز أكل دقيس لذلك الكديس، إذن، إلى حقيقة أنّ الناس قد أكلوا الكدايس، الأليفة كمان مُشْ الخلويّة، وفي ايطاليا البيتزا والاسباجيتي واللازانيا الواحدة دي لكنّ ذلك كان حين أمتحن الجوع الناس بأقاليم ايطاليا الشمالية الغربية إبّان الحرب العالمية الثانية. والنيم الذي أتيت على ذكره كبديل أخير، وإن كان مجازاً، للعيش حين يعز العيش ويعز العيش، هذا العيش، له زملاء ليس أقلّهم زهرة التوليب التي أُكلت، في "شتاء الجوع" 1944 – 1945، بأجزاء من هولندا كانت محتلة من ألمانيا. ومن أراد الاطّلاع على بقيّة زملاء النيم من بطيخٍ كُضّم كُضّم وخضارٍ هجين وقش، القش الواحد دا، وأزهار؛ فليوكْبِد Famine food ويتوكّل.

    أمّا أنا فأود أن أقوم إلى شرفٍ أناله يتمثّل في صك مصطلح "المجاعة الجديدة" وتعريفها في التحريم القسري الذي يمنع الناس من غالب قوتهم ليس بسبب الندرة وإنّما بسبب عدم توفّر القُدرة. هنا ينشأ جوعٌ يجعل أكل النيم وأكل النار يتجاوز المجاز على الورق إلى حقيقة تُطهى وليس قصّة تلك المرأة التي وجدها عمر بن الخطّاب تغلي حجارة تغافل بها جوع صغارها حتّى يناموا بجديدةٍ عليكم وليس عمر (إن كان ابن الخطّاب أو ابن حوش بانّقا) بصنو الشبع فعام الرمادة يشهدُ، وكذا تفعل سنين الرماد التي نشهد، لكنّ الجوع يبقى صنو الجشع. وهنا يولد تحريم للعيش لا أخاله إلاّ عدواناً فهو يعطي ويمنع ويصِل ويقطع، عبر العبث بقوت الناس، ويسعى ليحوّر مقولة "جربان ياكل بي عينو" من مجازٍ إلى حقيقة فتتفشّى اللامبالاة فلا يقوم أحدٌ إلى درء حدٍّ بالشبهات؛ فيا صديقي وراء الباب أترانا هناك نتأسّى بعامِ الرمادةِ أم ما زال في وسعنا أن نتجمّلَ بالأمل!

    هذا، ونرجع لموجوعنا في المداخلة التالية، إن شاء الله، فنزيح الستار عن سؤالٍ أخبرتكم أنّه داهمني بجوف طائرة.
                  

12-19-2010, 06:51 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى حين عودة، دعوا الفكرة تتزيّن عند مرآتها (Re: Adil Al Badawi)

    مهرجانات" العيش" و الأجبــــان و المربى
    التي تطالعني كل يوم في السوبر ماركت وفي السفر
    وفي "بان دور" وغيرها من جالريهات "الأكل" تشعرني بأن
    العمر أقصر من أن يمر بكل المخابز، و الحقول،
    و برطمانات الريف ...
    اسرق منه ما تقدر، يوم فطيرة، يوم خبز بالزيتون،
    يوم ايسكريم .. اسرق المتعة، وأتلذذ ... عزاز شامي - بهذا البوست

    In the end, all journeys are spiritual. So go off the main road. Be givers of hospitality and gracious takers of it too. Accept the serendipitous moments of life because, when all is said and done, you may find out that they were not serendipitous at all. And know that faith is as real as bread broken among friends. What you believe will take you far on your journey. If you search carefully, you will find good food all along the way. Alton Brown
                  

12-24-2010, 09:15 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى حين عودة: ظَالَمَة نَفْسَ اللَبَاهِنْ، منذ دغدغة تلك الجمعة البعيدة! (Re: Adil Al Badawi)


    جَلَسنْ شُوف يَا حَلاتِنْ النَّاعْسَاتْ كَاحِلاتنْ

    فُزَّرْ فِى نَاصِلاتِنْ والله بَريدْ غَلاتِنْ

    قَالُوا لَىَّ جَنْ هُوى هَبَابِنْ يَا الله الحَبَايِبْ حَبَابِنْ

    فُوقِنْ سُحْبَ الرَّيدْ هَاتِنْ يُوتْ بَغُنَاهِنْ بَهَاتِنْ

    مَرَقنْ يَارَب هَاتِنْ أبْرِد حَشَا أمَّاتِنْ

    حَوَى السَّبْع المِثَانِ النَّاعْمَاتْ الحِسَانِ

    الجَّافْيَاتْ ثُمَّ ثَانِي مَلَكَنْ قَلْبِي ولِسَانِى

    تُبَّر نَايِر خِدَيدِنْ هُدَّل طَايِلْ ورِيدِنْ

    فُقَّلْ فُدَّعْ جَرِيدِنْ حُدَّقْ يَا نَاسْ أرِيدِنْ

    بَرَّيبَاتْ مَرْحَبَابِنْ أحْفَظْ يَا رَبْ شَبَابِنْ

    كَالمَايْحَاتْ فِى شَبَابِنْ يَاسْمِينَاتْ يُوتْ شَرَابِنْ

    فِى دَلاَلِنْ زُبَاهِنْ أحْفَظْ يا رَبْ صِبَاهِنْ

    يُوتْ مَبْصُوطْ الصَّبَاهِنْ ظَالَمَة نَفْسَ اللَبَاهِنْ

    مع جزيل الشكر للأستاذ الطيّب أبو كرنة العضو الماسي بمنتديات الحصاحيصا، والإعتذار له على اجراء تصحيحات طفيفة.

    http://alhasahisa.net/vb/showthread.php?t=13547
                  

01-03-2011, 03:13 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قيقراوي! مين قيقراوي دا! (Re: Adil Al Badawi)

    يا ود الصـايم
    يا ود القـيقـر
    يا ود البشـرى

    قلنالكم الطيّب أحسن. الكرامة قريب إن شاء الله ضابحين "إيت This نوط That نسخة جدّة والرياض" إن شاء الله. ويا ود البشرى أعفي لينا قلّة ثقافتنا الطعاميّة الشارقية فالأمارات لا أفقه فيها شيئاً يتجاوز مقهى (اسمه كان يا ما كان؟) طردتني منه عطرابة الشيشة إلى حيث مبيتي كعابر سبيل بالبستان خور دبي؛ لكن بنسدّ ليك الفرقة بشويّة مفارقات من أمّ الدنيا وأبوها...مين عارف يمكن القدم يترفع إلى هناك.

    مشكور يا باشمهندس والله على تحمّلك كلّ هذه الطنطنة ولكي نكفّر عن بعض ذلك ندّيك حتّة تِبش مفيد: في بوست حايم في الصفحة الأولى عنوانو "و ما هو الباندويث !؟" شايفو؟ وِحِش، خوّر أبو أهلو.

    الله يقدّرنا على جزاكم كلّكم.
                  

01-04-2011, 07:48 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قيقراوي! مين قيقراوي دا! (Re: Adil Al Badawi)

    حمد لله على السلامة يا عمكـ
                  

01-06-2011, 01:40 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قيقراوي! مين قيقراوي دا! (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    Quote: مشكور يا باشمهندس والله على تحمّلك كلّ هذه الطنطنة ولكي نكفّر عن بعض ذلك ندّيك حتّة تِبش مفيد: في بوست حايم في الصفحة الأولى عنوانو "و ما هو الباندويث !؟" شايفو؟ وِحِش، خوّر أبو أهلو.

    الله يقدّرنا على جزاكم كلّكم.

    اؤيد الفكرة و ادعمها تماماً

    حبيبنا بكري زول ما ساهل و الله
    وان شاء الله يوم شكرو ما يجي كلو كلو

    خاصتن انو تخوير البوست المعني تصب في صميم فكرتو ذات نفسها ... يعني من دقنو و افتلو

    تعرف نفسيات البوست داك ساقتو ليك سواقة عجيبة بما يدعو للتأمل العميغ الما ملاسي كلو كلو !
    و اعتقد انو وصل لمستقرن لهو حالياً و بدينا نحصر في الناس الشغالة رعي ( جائر ) في الباندويث Re: و ما هو الباندويث !؟

    بدأ بالسؤال البادي جلياً في عنوانو و لم ( يقف ) عند ديالكتيكو ، و لا ( الديالكتيك ) الحصل فيهو بما تجلى في إبانة حقائق اعتقد انها كانت ضرورية لوعي/ وتقدم وعي صاحبو او صاحبك.

    يا سيدي البدوي
    مرات كدا الواحد بتاخدو الهاشمية و بسوق ليهو سواقة بإهمال مما يعرض حياتو ( الاسفيرية ) و حياوات المارة للخطر الماحق ...
    اها دي للامانة بدت كواحدة من اشد تمظهرات الظاهرة الاسفيرية الغير صحية المتمثلة في " القيادة بإهمال " . و ما خاب شوفك دا [ شايفو؟ وِحِش ] كلو كلو
    بل خاب أمل الطاغية اليهو انا ذاااااااااتو. و قلنا نعدل يا سيدي عادل يا بدوي ! - ولك الفضل و اهلنا في نواحي كريعاتنا و ام شانقكم تقول " الحق حق و الفضل فضل " فعدلت عن الفكرة الاولى و سقت لبر آمن ...
    كنت عاوز انظّر في شأن " مجانية " العلاقات هنا .... ايوة ياخ !؟ انو ناس تدقع و ناس تقبض ... في عملية تبادل واعية لكن !! .. شفت ليك جنس وعي راسمالي .. إلا ما طفيلي بس . البكتب يدفعوا ليهو ، و البستهلك لينا في الباندوث ساي دا يدفع لينا كمان !؟
    و الزيك ديل مفروض ( يورطوهم ) و زي طينك الخمجتو هنا دا سـودنةُ الحـلمُ الأمـريكي و بقيت للنص فيهو يجيبوهو ليك في وشك كل ربع .. و نطالبك ان تمو لينا يا زول ؟ ... تمو لينا يا زول ؟ ... خلينا نفرز " عيشنا " من " عيش ريغن " .. الكع آزول ليسو كويس احسن ليك و لينا قبال مطر الحزن ما يعاود يهطل " انفصاااااااال " ... خلينا نكسب وطنّا !؟ ... ما بي حقنا كمان ياخ !!؟ ... هو المافي شنو !؟
    ليت المسألة كانت تتم بمحض حلم !!... ( وطني ) او ( اجنبي و مستورد و لّ هجين ذاتو ... او صنع خصيصاً ليناسب السودان ... ( زي سجائر البينسون بالضبط )
    المافي في " المافي شنو " ... هي كلمة ( الاحلام ) ... مفروض يتعدل نصّها هكذا ... [ هو المافي شنو في " الاحلام " !؟ ] ... ما كلو مجاني ... [ مجانية هي احلام هذا الشعب حين عانقت النخيل ... اللخ اللخ ( د. تاج السر جعفر ) ]
    المافي ( معيار ) ... فعلن ينقصنا معياااااااااار او ( عبار ) ... و ينقصنا هواء - نقي - غير هواء الدباغة نضري بيهو عيش الاحلام دا عشان نفرز بيهو " العيش " من " العويش " ؟ ...

    في رواية خالد مونيكا عن عماد بوصالح ( عندما خرجت الانسانية جريح من مشوار التثوير الطويل .. لاذ الكاتب بعالمه الخاص .. يتأمل و يتعلم من تأمله .... اللخ اللخ )
    انا اليومين ديل - مع اني " ما انا باكتب " .. بل من طلائع القراء ساي - لايذ بعالمي الخاص اتأمل و احاول اتعلم ...

    شاغلاني الآية الكريمة ( فلينظر الانسان مما خلق ... )

    كدي : فلينظر الانسان الاسفيري مما خلق ؟
    خصوصاً الانسان الادمن - من إدمان و ليس آدمن عشان ما يتلخبت العيش مع العويش - المدمن على عيشة الحواف ما بخشى الخطر. و قيل في الرواية المحلية " طالع ( مارق ) للربى و التلاف " ... هو ذاتو الخطر إتسلف ... إت ما شفت مولانا ( سابقاً ) شمس الدين في " مندكورو برق و هلال - د.مروان حامد الرشيد " قال - مشيدا .. مشيدا شنو ؟ حاسدن رسمي ي ي !! علي " العلة .. كــلب الحلة " - قال : انو علياً نجى مرتين ... اللخ اللخ !

    الباقي بنتمو بهناك نخليك مع عيشك البان دور دا .... بندورا و كشفنا دورا !؟ ... و بان لينا دورك إت ... الفيك اتعرفت تب
    مدد يا CD البدوي ... مدد ?
    كوووووووو بااااااااح ... ادو قلّة ... UP
                  

01-07-2011, 07:08 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العجين الخمّر (Re: قيقراوي)

    مشكور يا ود الصايم والسلامة تقدّمك وتبراك محل ما قبّلتَ قول آمين.

    يا قيقراوي...يا قيقراوي يا أخانا الذي بالخَرْمة التملى عِبّو تمباك، مالك علينا يا زول قَدُر ما نتضاير مِنْ التضامن مع ملاواتك لي سيد الوداعة تلحقنا بمنطق التضافر وتقوم تاني تجيب سيرة الجحود: "فلينظر الانسان الاسفيري مما خلق ؟"! خُلِق من ساين إن وساين آوت أها!

    لا ولاحقني كمان بي طيني ودريني من بعد أن ختمته بالقول: لا يضارّ كاتب ولا شهيد! لاك شايفني كاتب، يا كافي البلا، ولاك شايفني شهيد!
    Quote: زي طينك الخمجتو هنا دا سـودنةُ الحـلمُ الأمـريكي و بقيت للنص فيهو يجيبوهو ليك في وشك كل ربع .. و نطالبك ان تمو لينا يا زول ؟ ... تمو لينا يا زول ؟
    تعرف جاتني رجعة أيّام الأرشفة لهذا الطين بحثاً عن أمر يتعلّق بطينٍ آخر؛ تصدّق فتّشت البوست دا سما (اسفيري) وواطــا (رقيطاء) ما لقيتو فكان ان استرجعت واحتسبته فداءً للباندويدث الذي أقمتم أنفسكم قيمين عليه ففاجأتني بأنّك (ولا سيد الوداعة كمان) قد بعثته حياً من وين وكيف ما عارف فألف شكر لك؛ والله يقدّرنا من ناحية على جزاك ومن ناحية أخرى على تشبيك كسر بوست السودنة في جبر بوست العيش بحبال من غزوات اسفيرية هنا وهناك وقول يا مسهّل وما تقول لي المافي شنو؟ نعمِنّو الواحد إيدو ذاتا بِقت ما في إيدو!...مُشْ قلت ليك بصلّي وبجيك صاد؟ لقيت إيداً واقفالي في الباب ويا إيداً شيلي وخُتي ويا كراعاً شيلي وختّي مرقناها في بيتاً طيرو عجمي! لامِن رجعت إيدي، لا إيدي لا كراعي، إلى مستقرٍ (مؤقّتٍ) لها كانت الدنيا وش الفجر! عاد دا كلام!

    مشكور يا قيقا ودعواتك يا رجل قالوا الدعوات عند السفر لنواحي مناطق الشّدة حيث تداومون، هذه الأيام، مستجابة مافي اتنين تلاتة.
                  

01-08-2011, 02:07 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العجين الخمّر (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: يا قيقراوي...يا قيقراوي يا أخانا الذي بالخَرْمة التملى عِبّو تمباك،

    قلت كدي أحسن
    اها بحيرتا ذاتو اسمها " بحيرة المسك " ... شفت ليك جنس طوفاش ؟
    و لا مسك هناك ... و هي الى هذي اقرب ... و اشار إلى ادنى اي كما تقول الفرنجة - و في رواية اولاد جون - ثمب داون ... و لسان الحال يغني عن المقال ... و قيل مدة لسان الحال تغالط و تكاوي في المقال ... هو الكلام بقروش ؟
    Quote:
    العجين الخمّر


    بما اننا نزلنا بثعبان ( الثمب داون ) اها عبارتك اعلاه اظبط من ( طين ) عباراتي، اقول ذلك خوف التاويلات الما حميدة كلو كلو و دي مفتوحة على احتمالات قراءة لا تحتمل و لا تطاق ...
    طبعاً لا يفوت على حصافة قارئكم العزيز جدن جدن ... حتى آدم همسلف، على ألب بشاشا - اني قصدت الطين في اقصى احتمالته و قيل [ الطين في احتماله الأخير ] ... ( البناء ) .. قطع شك يكون من تاثير قصة ( الخلق ) القلت ليك شاغلة بال سعادتي اليومين ديل ... مع انو العيش / الحواشات كانت احتمال ادنى ...
    اها ألكع على ( العجين الخمّر ) ... الصاج سخّن ... و الطايوق بح من سوق ( السياسة ) ...( العواسة ) - تقرأ السياسة او كما تقترح حروفا و لا فرق ، حيث انه في بعض المعاجم و قاميس الواقع مترادفات و متطابقات تماماً - العواسة بقت برا طايوق ... و مرات مرات عجينا فطييييييييييييير عالم الله و شاهد !!
    Quote: لا ولاحقني كمان بي طيني ودريني من بعد أن ختمته بالقول: لا يضارّ كاتب ولا شهيد! لاك شايفني كاتب، يا كافي البلا، ولاك شايفني شهيد!

    افو ... افو
    دا كلام شنو يا بدوي !؟
    يا زول جينا كايسين المدد
    مدد يا بدوي .. مدد

    إلا فات على بال سعادتكم ان قصدنا كان دعم زعمنا السقط من الاقتباس بانو الزول يجي بورد من لا بورد لهو دا " زي الحــــــمار " *.. شفت ازاي !؟
    يا زول هوي ما نورطك ... اها طينا دا نخموا نمشي ننبشوا بي غادي ... دي القيادة بإهمال النهوا عنها في شرائع المرور و صحائف " النك نييمز " & " كلمات المرور " ...
    اها فتناكم بعافية
    حكاوي جميلة ...
    و احلام سعيدة


    ----------------

    * صاحبن لينا - متكئ على قصة ( الحـــمار " الدافع " ، و الغنماية " الزايقة " ، و الكــلب " العندو باقي " عند صاحب البص ) - اها كان بس ما يشوف ليهو " صحن فتّة " .. فتة !؟ .. الفتة سالمة !!؟ هي بضع عيشات لا يقمن صلب رويحتن هن ذاتن ... ناشفات و كملانات من " طحين الدنيا دا " على قول امي بت السيمت و بت " كريعات " الجمب ام شانق الريفي تمبول الريفي رفاعة ديك ذاااااااااتا !!
    اها صاحبنا - بعد كدا بقى صاحبكم انتو ديل ذاتكم - يجي فوووووووو ياكل و يرفع ليك سدرو مغادراً يحكاي الاسد النتر عديل و عينو ما بختها واطة كلو كلو ... و يقول ليك " زي الحــــــمار " ! ... ما دافعين ياخ !؟ ... انقر دافع متين الزول دا ؟ ... يكون عامن أول، او قيل اول عامن أول ذاتو .. و قيل سنة البرليم راسا عديل ؟
                  

01-12-2011, 09:31 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العجين الخمّر (Re: قيقراوي)

    Quote: يا زول هوي ما نورطك ... اها طينا دا نخموا نمشي ننبشوا بي غادي ... دي القيادة بإهمال النهوا عنها في شرائع المرور و صحائف " النك نييمز " & " كلمات المرور " ...
    اها فتناكم بعافية
    حكاوي جميلة ...
    و احلام سعيدة

    وعدتك بمواصلة النبش في الطين دا ( الجوانا و البراني ) !؟ ...
    و انا ابوك يا " وعد "



    فـ ....


    Up-shir

    Re: و ما هو الباندويث !؟
                  

01-12-2011, 09:54 AM

عمران حسن صالح
<aعمران حسن صالح
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 10159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العجين الخمّر (Re: قيقراوي)

    لا حولااااااااااا ياخي كأنو ما قاعدين في الرياض
    شهيتنا الـ ( بان دور ) ياخي
    رغيف غبيرة عمل لينا ( اليابوسه ) ، والعجب كسرة السطوح
    ضرور مرور عمر الفاروق بهذا المكان
    ده غير إني جاييكـ تاني
                  

01-12-2011, 10:13 AM

عمران حسن صالح
<aعمران حسن صالح
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 10159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العجين الخمّر (Re: عمران حسن صالح)

    ملاحظة يا عادل البدوي
    عند تغيير العنوان الأصلي وهو هنا ( بان دور إدمان العيش ) فسيكون هذا عنوان البوست الأصلي عند إستخدام خاصية البحث حسب إسم الكاتب في الموقع
    وعند تغيير هذا العنوان في حالة الرد مثلاً ( العجين الخمَر ) فسيعتبر هذا عنوان جديد ، ولامن تمشي تعمل بحث بإسم الكاتب عادل البدوي فسيظهر اسم العنوان الفرعي
    في حالة الردود وكأنه عنوان لموضوع جديد .
    اعمل كوبي بيست لاسمك والصقه في خانة البحث وسترى النتيجة .
                  

01-12-2011, 11:05 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العجين الخمّر (Re: عمران حسن صالح)

    تعرف يا CD
    برج المملكة دا لحدي الليلة قاعد أسمعبو سمع بس!!
    هو نحن فاضين من التميس و(البر) عشان نمش نشوف ناس (بان دور)!!

    رفاهية شديدة خلاس!!






    _
    غايتو زي ما قال عادل إمام:
    لا بدّ أن أجرّب هذا الباندورر!!


    _
    دي المدخلة رقم 25000 لي في بورض من لا بورض لهو!!
                  

01-12-2011, 11:41 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: محمد عبد الماجد الصايم)



    مبروك الطرّادة يا عمك
    عقبال المتر 100,000 عديل ياخ




    ------------

    يا عمران يا حبيب يقولوا ليك " بدوي " تقول :

    Quote:
    ملاحظة يا عادل البدوي
    عند تغيير العنوان الأصلي وهو هنا ( بان دور إدمان العيش ) فسيكون هذا عنوان البوست الأصلي عند إستخدام خاصية البحث حسب إسم الكاتب في الموقع
    وعند تغيير هذا العنوان في حالة الرد مثلاً ( العجين الخمَر ) فسيعتبر هذا عنوان جديد ، ولامن تمشي تعمل بحث بإسم الكاتب عادل البدوي فسيظهر اسم العنوان الفرعي
    في حالة الردود وكأنه عنوان لموضوع جديد .
    اعمل كوبي بيست لاسمك والصقه في خانة البحث وسترى النتيجة .

    سيدي البدوي دا زول " بيئة " ساي ياخ !!
    اسي ما ملاحظ انو زبائن البوست دا يا اما ناس خلا، سيدنا " محسن خالد " نموذجاً ، يا اما كمان " حناكيش " و ناس ياي !! ... و واووووو !! بيئة شديد ! .. لكن حلوة ياخ !؟
    اما ناس انحنا " المدنييين " ديل فبوست عادي بالنسبة لينا .. عايدون تماااامن !! ... الما تشوفوا في " بيئتك " يخلعك

    قمنا باللازم ... فما رأيكم دام فضلكم ؟
                  

01-12-2011, 11:49 AM

عمران حسن صالح
<aعمران حسن صالح
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 10159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: قيقراوي)

    Quote: قمنا باللازم ... فما رأيكم دام فضلكم ؟
    لامن يجي سيد البيت يا قيقا وكمان كان قدم لينا من مربى التمطق " أو هكذا " ياني البايعكـ
    هذا إن كان ( فما رأيكم دام فضلكم ) ما مقصود بيها البدوي
                  

01-12-2011, 12:04 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: عمران حسن صالح)

    Quote: هذا إن كان ( فما رأيكم دام فضلكم ) ما مقصود بيها البدوي

    بالحيل انت المقصود
    انت المهم ذاتو ياخ ...
    يا زول التكنولوجيا دي ما ساهلة
    و ليك التحية على مساهماتكم - واخد بال سعادتك !؟ ( كم )* - في ساحات الآخرتا " ضوط كوم " دي، في " محو الامية التكنولوجية " .
    يا حليلنا فيها !! ... الآخرتا كوم تراب دي جاكة بينا بمكنة تيربو ... و نحن لسة " نتيرب " !!
    الله في


    اما سيدي البدوي فمشهادو براو

    في البلد - هنااااااك - عندنا مقولة ( اها دي ما مقصود بيها اي زول هنا ما تجيبول لينا الهواء البارد )
    المقولة بتقول : ( " العربي " ما بتمدن، ان ودوهو لي ي ي " لندن " يطرأ الحمـــــــــير البلدن ) او كما يقول قائلهم .



    --------------

    * و دا اقل واجب، و من باب الشكر ( عشان " البدوي " ما يطلعنا " جاحدين " ساي )
                  

01-13-2011, 06:16 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: قيقراوي)

    سلام يا عمران ومشكور على التِبش المفيد. ما كُنتَ قايل حكاية عنونة كلّ مداخلة دي بتشكّل لخبطة وضرر لكن قيقراوي وقّعها لي، مشكوراً. ومع إنّو عنونة المداخلات تمثّل، عندي، جزءاً لا يتجزّأ مما أبذله من جهد في هذه الرياضة الذهنيّة، لكن "نرعوي" يا زول ومن هنا وجاي نوهّط عنوان المداخلة في بطُن بيتها.

    آآآآي دا كلّو في الرياض ويضاف لكسرة السطوح التي أنا من مدمنيها أيضاً لاسيّما الحمراء منها كما ويضاف إلى جمال الرياض فالرياض جميلة ولا كتّر خيركم، أو كما قال، بَسْ "يبغالك" تتأمّل جمالها بعيداً عن زحمتها...جرّب السواقة بهدف أو بلا هدف في شوارعها صباح الجمعة فيما يصدح النظام الصوتي لسيّارتك بغناءٍ عذب. بعدين ياخي أنا ظنّيتني طالبك زيارة قبل كِدا خرجت منها ولم تعد! يا زول مواعيد الزيارتين مفتوحة لك ما شاء بكري (رايك شنو في الشمشرة دي آقيقراوي!). قول يا زول باب الزيارتين مفتوح متى ما "حصّلتَ" تساهيل.

    يا ودّ الصايم ياخي "الطرّادة الألفية"، وقيل "الطوربيد الألفي" دا رقم سعدي عديل كِدا اليومين ديل فأنا أستهدفه في شأن عيش من جنسٍ آخر فشكراً لك أن بريتني (الراء مشدّدة ترى) بالمداخلة الطرّادية فتلك بُشرى مافي اتنين تلاتة.

    بعدين ياخي برج المملكة دا الناس بِتخاف مِنّو ساكت مع إنّو التسكّع فيهو ساي مفيد. أمسك عندك تبشة مفيدة: اليومين ديل ناس ديبينهامز عاملين تخفيضات 50% على كثير جداً من بضائعهم...قمصان راقية وبلايز أرقى (إن كنت محظوظاً لحقت بلايز ماركة ليز كليبّورن) بخمسين ريال وأقل. ورغماً عن ذلك فأنا أنصح بالانتظار إلى أن تُرفع نسبة التخفيض إلى 75% أو يتم الوصول إلى مرحلة الهوبلّي حيث يمكنك أن تأخذ القطعة المخفّضة ومعاها واحدة (قطعة، يا أخوي، قطعة) مجّاناً. عرّضتني حملة تخفيضات زي دي السنة الفاتت لشمشرة حامضة من صاحبي قال فيها: الشافك قريشات البرادو دي سوّيت بيها مدفع دلاقين ما كضّب. يا قيقا ديبينهامز عندك في جدّة في شارع التحلية؛ أها...ألحقوا حلّوا.

    يا قيقا عندي ليك قصّة تصلح لمدح أريحيتك في محو أميّتنا (وقيل بداوتنا) التكنلوجية كما وتصلح لقدح تفانيك في الصاق ألقاب القوميّة العَـرّوبية بنا. هسّع في ذمّتك رد الطيب خالي على مكاواة ناس رفاعة بالقول "بانت مدينة ولا كتّر خيركم" ما دقش أضانك في البوست دا! وألاّ دايرني أقوم عليك هسّع أرشّك بالشمشرة بتاعت فوق...فوق!

    يا زول صافية لبن: الدكتور البِعالج بِتّي هنا دكتور سعودي لطيف جدّاً فهو من النوع الممكن تتّصل عليهو الساعة ستّة صباحاً (حصلت مني مرّة، بالمناسبة) تستشيره فلا يجلّي اتّصالك أوّلاً (ودي في حدّ ذاتها معجزة طبعاً) ويوجّهك التوجيه الصحيح تالياً مع إنّو لو لمّ فيك لمّة الزميل (الأوّل) الجابو ودّ البُشرى داك وشبّعك منابيز لامِن قلتّ بَسْ لما لامه أحد.

    اتّصلت على دكتورنا اللطيف دا قبل أيّام استعجله في أن يرسل لي اسم دواء كان قد وعدني بارساله برسالة نصّية وتأخّر، على غير عادته. كان اتّصالي أثناء الدوام وممكن يكون خلال عيادتو وربّما كان معاهو مريض ولا ضير فالرجل كريم ولطيف وأخوك "بيئة". ردّ الرجل، على عادته، فبادرت إلى الاعتذار قائلاً: "أنا عارف إنّي بزعجك يا دكتور" فقال بلطفه المعهود: "والله إنّك فعلاً تزعجني يا عادل" فخرّمت قائلاً: "بَسْ نحنا عندنا مثل في السودان، يا دكتور، يقول سيد الرايحة يفتّش خشم البقرة" فحسمني ضاحكاً: "أنا عندي لك مثل أفضل منه يقول لا تورّي بِدِوي باب بيتك؛ ها، آمر."...لكنّ اسم الدواء كان عندي بعد دقائق معدودة من انتهاء هذه المكالمة. دحين آقيقراوي؛ لا إنتَ تورّي بِدِوي رقم تلفونك ولا أنا بورّي قيقراوي باب بوستاً لي، باقي لي كدي أخير بدل ما نتعوّق ساكت.

    مشكورين والله آجماعة.
                  

01-14-2011, 01:07 PM

عمران حسن صالح
<aعمران حسن صالح
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 10159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    .
                  

01-15-2011, 01:20 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: عمران حسن صالح)

    يا عادل أخوي، سألتني بهناك من جوائز الكتابة في مصر، دحين خليني أنسألك إنت دا في رقبتك، ومن جوائز الكتابة الهنا، في البكان دا، أم الخشم. شايف الجماعة يقسّموا ساااكت، دحين ما عصروا ليك واحدة!؟
    يضحك نهارك

    --------------
    يا لك من كاتب يا ود البدوي، والله يا لك من كاتب رصين حقاً وحريف. ياخي إنت مالك ما بتكتب في الصحافة الطلقيت دي؟ أضمن ليك شهر واحد تكون نجم النجوم. عليك أمان الله كتابتهم لا ذكاء، لا نباهة، لا حرفنة كتابة، لا معرفة حتى بالعامية السودانية دي، لا شوطنة، لا قدرة على السخرية، لا قدرة على الإضحاك، ولا حتى ثقالة دم الأكاديميين الواحدة دي، لا إنشاء لا إملاء، وهرطقة تقوِّم للضل كشيش في البرسيم، إنّا لله.. موت رسمييي.
    ربّي يخضّر يراعك
                  

01-15-2011, 12:03 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: محسن خالد)

    سيدنا محسن

    Quote: يا عادل أخوي، سألتني بهناك من جوائز الكتابة في مصر، دحين خليني أنسألك إنت دا في رقبتك، ومن جوائز الكتابة الهنا، في البكان دا، أم الخشم. شايف الجماعة يقسّموا ساااكت، دحين ما عصروا ليك واحدة!؟

    تصدق لا !!!
    و يا للهول !! .... هول شنو ياخ !؟ ...
    هو هول نصااح !!! ... هي ثلاثية وقدها رباعي
    ابتسم فانت في الآخرتا ( ضوط كوم تراب ) ...
    منبر من لا بنبر لهو ! .. دراما مش ح تأدر تغمض عينيك

    Quote: يا لك من كاتب يا ود البدوي، والله يا لك من كاتب رصين حقاً وحريف. ياخي إنت مالك ما بتكتب في الصحافة الطلقيت دي؟ أضمن ليك شهر واحد تكون نجم النجوم.

    صدقت و هو لمن الغافلين عن ( حقيقة ) واااااااضحة، تفضحا جنس كتاباتو دي .

    تصور يا محسن - قنا ما نعصر على التصديق كتير - تصور انو سيدنا بكري - قدس الله سره - ما اتكرم و انعم عليو و لا بمكتبة ساااااااي !!؟
    ( ودا تحريش عديييييل يا " بدوي " ما تقول لي ملاواة ساي !؟ ) *
    ما قلنا ليكم ينقصنا ( معيار ) لفرز العيش من العويش ياخ !؟
    لكن " دجانغو " ما داير يفرز كلو كلو !!؟
    انت قايل راسمالية ( علاقات الاسفير ) دي اتبنيناها من ساااااهل !؟
    لا لـ ( مجانية ) علاقة ( القراية - الكتابة ) او العكس ...
    صوتنا بحّ في ( صوت من لا صوت لهو دا ) ...

    يا زول اسمع كلام اخوك محسن دا احسن ليك ...



    -----------
    *Re: و ما هو الباندويث !؟

    Quote: يا سيدي البدوي ... ياخ اظنك " بدوي " اسفيرياً برضو ياخ !؟

    اها تعال فجعتن كدا نفاجأك تاني في شأن تكتيكات [ سيد الفنايل ] في المحافظة على ( الباندويث ) ....
    فجعتني فكرة انك ما عندك " مكتبة " هنا !؟ ... ياخ دي ما شقيقة " الارشفة " بالرضاعة !!! وقيل الفطام من رضاعة الباندويث . و هي ثاني تكتيكين اذ هما في كار " المحافظة على الباندويث " و قيل المحافظة على مجهود الناس " الزيك " ديل ...
    بالجد ذيس إز vـــــري ي ي ي وييييييييييييرد !!؟ ... كيف سيد الفنايل م ا يديك مكتبة برااااااااك تخت فيها " طينك الخمجتو و عجنتو سلفاً " عشان لمن تحتاجا ما تكوس كتير ... هو في تيين !!؟ على قولة بتاع الازيار المغليّ الاسعار



    يا عمران و ود الصايم و ابو حتحوت
    يدكم معانا ياخ في ( مطالبة ) بمكتبة لسيدي البدوي دا
    و ذلك اضعف الانصاف لحسن تلك الكتابات
    ولّ شنو !؟
                  

01-15-2011, 10:18 PM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: قيقراوي)

    مشكور يا عمران على المرور (وقيل المزوز، ههه) أبو نقطة. أحاول أضحكّك أكان بقدر في الزمن العجيب دا: عُمَر ود خالد، الله يطراهو بالخير، طالِب ليهو زول خميسات؛ أها يوم العيد الزول المكّار دا جا يبارك ليهو العيد بي نظام نهّير كِدا: العيد مبارك عليك ياخي؛ عمر قال ليهو "علينا وعليك مبارك". أها قام نهرو ليك بالغرض الرئيسي من المعايدة: العفو؛ عمر قال ليهو "بعد الخلاس". دحين آخوي الشكر دا قولة خير ساي، العفو بعد خلاس الزيارتين.

    يا محسن الله يجبر بي خاترك ياخي وزي ما قال تشيرشيل: "إن جائزة المغامرة هي السيادة نفسها"؛ أنا بقول إن جائزة مغامرتنا بهذه الكتابة هي الشهادة التي يكرمنا بها كتابٌ من طرازكم ففي ذلك زادنا ما دمنا نقوم ونقع في درب التجويد الشاق الوعر. وليس جائزة الشهادة وحدها هي التي تدفعنا وإنّما مسئولية المشاركة بقدحنا في هذه الغِديات الجماعية فنحن ندفر عمداننا لعلّها تنضاق بَسْ ونقع بي راسنا في طيّب عمدانكم (مشكور ياخي، بهذه المناسبة، على العمل التنويري الأخير عن احترام معتقدات الناس وليتك نبشت له بوست "الوعي" أو شيّدت ليهو شارع وعي، بكباريهو ومقاهيهو وكراسيهو وكبابيهو، من جديد).

    يا قيقراوي المكتبة ما بناباها إلاّ الفيك اتعرفت. أخوك ود البتولا يكوس لي في الانطلاقة في فضاء الكتابة الاحترافية وإنتَ تبرُم في السبيب داير تكتّف السيوسيو دا "تحبس حياتو في كَلَر" رغماً عن أنف أخوك مايكل جاكسون، أو رغماً عمّا يبدو لي أنّه كما قال!

    لا، بالجد أنا متضرّر تَبْ والمهابشة الرايحة مِنّي ما شويّة وأكان ما أخاف الكِضِب أقول دعاء يا جامع يا رقيب ذاتو قِنِع وجدع عصاتو واتيقّن وكِت لِقى قعدتو يفلّي الضريسة من مركوبو أبرك ليهو من يقعد ينخّس في الواطـا يفتش في مهابشاتي. ما عندي غير أقول لا تأسوا على ما فاتكم بَسْ؛ لكن من ناحية تانية ما عِندي طريقة غير أندهك، آشيخ قيقراوي، تلحقني وتفزعني تحوّط لي مهابشةً زينة وعاجبــاني حاولت فيها ترجمة أغنية Take A Bow لمادونا. البِتْ بالله مسّكتها طرف بوستاً لثروت سوار الدهب ومرقتَ لامِن رجعتَ التقول الواطـا دي بلعتها. فلفلتَ جخانين حلاّل بكري دي فوق تِحِت وما خلّيت لا كمبيوتر بيت لا كمبيوتر مكتب لا دا لا داك، أُشْك! كليـبة ود دفع الله. بالله شوف سماحة أمّها في الرابط التِحِت دا يمكن بالشبه ساي تلِمّك فيها:

    http://www.youtube.com/watch?v=kBuN4rkgImU



                  

01-16-2011, 10:48 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: يا محسن الله يجبر بي خاترك ياخي وزي ما قال تشيرشيل: "إن جائزة المغامرة هي السيادة نفسها"؛ أنا بقول إن جائزة مغامرتنا بهذه الكتابة هي الشهادة التي يكرمنا بها كتابٌ من طرازكم ففي ذلك زادنا ما دمنا نقوم ونقع في درب التجويد الشاق الوعر. وليس جائزة الشهادة وحدها هي التي تدفعنا وإنّما مسئولية المشاركة بقدحنا في هذه الغِديات الجماعية فنحن ندفر عمداننا لعلّها تنضاق بَسْ ونقع بي راسنا في طيّب عمدانكم (مشكور ياخي، بهذه المناسبة، على العمل التنويري الأخير عن احترام معتقدات الناس وليتك نبشت له بوست "الوعي" أو شيّدت ليهو شارع وعي، بكباريهو ومقاهيهو وكراسيهو وكبابيهو، من جديد).

    يا قيقراوي المكتبة ما بناباها إلاّ الفيك اتعرفت. أخوك ود البتولا يكوس لي في الانطلاقة في فضاء الكتابة الاحترافية وإنتَ تبرُم في السبيب داير تكتّف السيوسيو دا "تحبس حياتو في كَلَر" رغماً عن أنف أخوك مايكل جاكسون، أو رغماً عمّا يبدو لي أنّه كما قال!

    اولن خليني اشكرك و سانين و سالسن ... و قيل حتى تستغيث ذاتو !!
    شكرن ياخ على الهدايا و العطايا الكتيييييييرة ... و بالخصوص حقت امس ! بالجد سربرااااااااااايس !! و سر الدهشة ذاتو ... ياخ شكرااااااااان جميلن ياخ !
    و لسة بنقول : " مدد يا سيدي البدوي ... مدد " ... و قديمن قيل بصدق " عين البني آدم ما بملاها إلا التراب " ... فمزيد من الطين يا إله ... نانو شنو !؟
    شكرن على وضع نقاط " درب التجويد " فوق و تحت " الكلمة " بما تستحق [ د الشاق الوعر ] ...
    دا درب ( رايح / جاي ) على قولة حبايبنا المصريين، او ما يسمى في فقه ( الادارة ) بـ( توتل كواليتي منجمنت ) حيث لا رجل ممتاز ( واحد ) الله و رقبتو دي ، مسئول من [ التجويد ]، اصلو شنو هو !؟ فبني ( يابان ) - و قيل بني ( شيطان ) في بعض الروايات الضعيفة بما فيها رواية سيدي البدوي دا همسلف - يعتبروا الكل ( كستمر ) و الكل ( سبلاير )، ما في سكة زوغة كلو كلو.. شفت ( الشيطنة ) دي كيف يا بدوي ؟ بما يقودنا ( حتماً ) لحكماء بني " شيعون " ماركس و انجلز و حسن اولئك ( رفيقاً ) و من اتبعهم بإحسان و خشي يوم ( الدين )، فعلاقة ( القراية / الكتابة ) هي علاقة جدلية من يوما دااااك، لكن اسافير الله المااااااهلة دي شدّدت بخاصية ( التفاعلية ) في منابرها من جدليتها و جدلها، وتش إز سبورت، وط آي جصت صجستد ... صدقني إت ورث ... إت ورث ... إت ورث
    كررها ثلاثاً زي ما قيلت لهو
    بس المطلوب برضو [ التجويد ] في القراية كمان !!؟
    فالشارع - شارع [ التجويد ] - دا ذو اتجاهين زي ما اتفقنا ... و لّ ما اتفقنا هو !؟
    و القراءة إتسلف ( مجال ) و مجال واسع كمان و ليها تقاليد و قيل طقوس القراءة!! عديييل، زي ما جاء في كتاب سيدي عبد الغني كرم الله .. كرمنا الله بنفحاته و مدنا بمدٍ منه متصل .
    اها باقي ليك دي ذااااااااااتا ما بتدورلها تجويد كمان !!؟
    برا كلام ( الياباني ) و ادارة جودتو الشاملة باقي ليك في نجاح او استمرار !؟
    آي دونط ثينك سوو !! ... او كما قال " ماكوني " الشافع بتاع هوم ألون " ... اخوك ذاتو ليهو مدة " هوم ألون " همسلف .. آند أي ثينك يوو آر
    خلي اماتنا في " شرق الله البارد " يشوفن ليهن مفردة غير " الياباني " الكثيفة و المركزية في " ايدولوجيا " شنافهن لأي حاجة دي ! ... و الله بني يابان ديل زيهم مافي كلو كلو !!

    ياخ على طاري مايكل جاكسون ( أخوي ) في الكَلَر و في تاريخ الميلاد - فررررررررررصة يا رجبية - خليني اضري ( عيشي ) ياخ في هواك دا كان ما يجيب لي هواء بذكري لماكوني - تعرف اخوك و اخوه مايكل جاكسون يتشاركوا غير اللون، كمان نفس تاريخ الميلاد 29 اغسطس ... و ما ادراك ما اغسطس !!؟
    و دا سبب مليوني في شكرات البديت بيها و لن تنتهي ...
    كن بخير
    و شكراً ليك و لسيدنا محسن
                  

01-19-2011, 11:10 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: قيقراوي)

    مشكور يا قيقراوي على السبيل البنيتو بـ"درب التجويد" وأرجو أن تعذرني على التأخير في الرد والتقصير فيه بسبب تعكّر المزاج ها الأيّام.

    أخوك مايكل جاكسون عندي عنّو كتابة، عبر أخوكم الكبير بوب مارلي، ليها سنتين وهي ما راضية تنتهي إلى ما أرضى عنه لكن في الربع القادم إيّاني المسوّي ليكم شورة عبد القدور* ومضمّنها "عمود غداء".

    أكان مزاجك متعكّر متل أخوك أطلع في غزوة Shopping Spree نظام إن غلبك سدّها وسّع قدّها فقد نزلت عليّ الآن الرسالة المنتظرة استجابة لدعائي بالاقتباس في أدناه:
    Quote: ورغماً عن ذلك فأنا أنصح بالانتظار إلى أن تُرفع نسبة التخفيض إلى 75% أو يتم الوصول إلى مرحلة الهوبلّي حيث يمكنك أن تأخذ القطعة المخفّضة ومعاها واحدة (قطعة، يا أخوي، قطعة) مجّاناً.
    موحيةً ببدء الهوبلّي لدى ديبنهامز: عرض إشتري "واحدة" واحصل على الثانية مجاناً ينطبق على كلّ الأصناف التي عليها تخفيض ويبدأ اليوم. اليوم في "الأربحاء" اللا لامّة في عقاب الشهر لا في قعرو دي!


    __________________________
    عبد القدور، الله يرحمو، جاء لي شيخ الهادي الله يرحمو قال ليهو: داير أشاورك؛ عندي الغنماية دي داير أبيعها، أكان قلتَ لي بيعها ببيعها وأكان قلتَ لي ما تبيعها ببيعها! أها الكتابة دي أكان رضيت عنّها بنزّلها وأكان ما رضيت عنها بنزّلها؛ والفاتحة على روح عبد القدور وعلى روح شيخ الهادي؛ كان رد شيخ الهادي على شورة عبد القدور: هَيْ نان مشاورني فوق شنو!
                  

01-19-2011, 11:43 AM

هواري نمر
<aهواري نمر
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: إدمانُ العيش!

    بل إدمان القراءة..
    من ليلة نزول هذا الــ(بان دور ) وأنا (أقرِّض) في
    هذي الكتابة...!
    كل يوم أتاوق وأقول يا رب يكون , نزّلو مُداخلة, و(قــــــال) فيها شنو؟؟
    وقت ما ألاقي ..أرجع وأعيد (مستطعماً) الكتّابة و(ريحة) حروفها الســـــــاخنة, و(أقرِّم) فيها ...حتّة حتّة...قرّمة قرمة
    وخايف إنها تنتهي ..!
    وأسأل في نفســــــي ليه ..زولاً زيّ عادل البدوي ده, ليـــــه ما بكتب هنا بإستمرار؟؟؟

    __
    أستاذنا عادل
    تحياتي وإحترامي...علّك بخير..
    ربنا (يرّوق) المزاج ويعدلو.... وفي إنتظار باقي الحكّي.
    لك عاطر أمنياتي وتقديري.
    يســـلم قلمك يا أستاذ.

    (عدل بواسطة هواري نمر on 01-19-2011, 12:05 PM)

                  

01-19-2011, 11:57 AM

ممدوح أبارو
<aممدوح أبارو
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 3162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    يا دكتور عوافي ونعلك ماك مابي العيش

    كل يومين تلاتة أعرّج علي بوستك دا أقرأ وحرفي يحرن

    مستمتعين بيك



    .....
    تحياتي الامام(قيقا)راوي
                  

01-20-2011, 04:09 AM

هواري نمر
<aهواري نمر
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: ممدوح أبارو)

    *












    __
    دائماً فوق.
                  

01-21-2011, 08:17 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: هواري نمر)

    سلامٌ عليك يا هواري، سلامٌ عليك يا ممدوح. وسلامٌ، من قبل، على قيقراوي؛ المافي شنو؟

    وأرجو أن تجدوا لي عذراً حتى تصلّح عترة القلم مشية هذه الكتابة فنسوقها إلى تمامها إن بتِّم. لقد بِتّ مؤمناً بنظرية الاكتئاب المرتبط بالطقس من بعدما أظلّ الرياض طقسٌ (أظلّها شنو يا زول قول أظلمها عديل) من غيم ومطر المشهاد المباشر الوحيد فيه، على الأقل فيما يخصّني، هو في فكّة المشهاد في رقبتو! دا كلّو كوم وكوم الكتابة القِسَت، لاحقة أختها الدنيا، عليّ دي كوم تاني؛ فأرجو أن لا أبالغ إن قلتَ أن كتابة مداخلة، في السقط دا، قد أضحت مثل كرب أن تهشّم ليك لوح تلج وتقعد تلقّط حروف المداخلة دي من أشلائه حرفاً حرفاً. وحتّى هذه المبالغة الواحد ما بسوّيها إلاّ بنظام "حشّاش بدقينتو" فأنا قد قضيت خميسي متخندق رسمي داخل سواتر من بطاطين وألحفة والنشاط الوحيد القمتَ بيهو وفيهو ثمرة هو إنّي قعدت "أدقدق" في التلفونات على الناس: ها ناس السقط دا حولكم وألاّ أنا ميرود الوِردة أم برِد ديك براي!...سقط يشكّك الزول في رقبتو يعلم الله.

    اتدفّوا...اتدفّوا بدل ما تقعدوا تكوسو، زي أخوكم كدا، في الدفو في طعام فلبّيني تطلبوا من أبو فيليب أن يشِطّـو يخلّيهو ما بِنفرِز من الكِمْشي وترجو الله في كريبة المثل المعدّل: ما توصّي فلبيني.

    هذا، ولك الشكر مجدّداً يا هواري على ثقتك بهذه الكتابة وهي ثقة أتمنّى أن تنزل عليّ فأصدّق توقّعات الأحوال الجويّة القائلة إنّو باكر (السبت دا) بتطلع البتدفّينا وبنخلّي بيع حاشينا وقد نقوم إلى هذه الكتابة نتمّها إن بتِّم.

                  

01-22-2011, 08:21 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    Quote: توقّعات الأحوال الجويّة القائلة
    إنّو باكر (السبت دا) بتطلع البتدفّينا



    أبت تطلع يا ود البدوي!!
    بعدين مطلّعا مالكـ ياخ!؟
    ما ياها مطلّعا روحنا حداشر شهر في السنة!!
                  

01-27-2011, 10:06 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    سلام يا ودّ الصايم،

    آسفين ياخي على مداعاتكم بالشمِش التفقع فوق روسينكم إلاّ باقي أخوك مهيّم!

    أخوك مهيّم؛ من الهيم ما من الهيام وإن كان الهَيْم في لسانِ عربٍ ما هو مصدر هام يهيم هيماً وهيماناً أذا أحبّ المرأة فالهَيْم، إذن، هو الهيام المعروف بَسْ أخوك مهيّم إذا أحبّ الشمس وذلك من هيمٍ ألمّ به وهو الهيم المرض الذي يصيب الجِداد فيجعل الديكة (زي حالاتنا) مضبلنة ضبلنةً (زي حالاتنا) لا تفكّها إلاّ الشمِش الحارة...عاد نبقى في جنس الغيم البخلّي الهيم يزيد كوم تِشِهّي الحاجات الحارّة ردوم!

    والهيم برضو مرض يصيب الإبل (زي حالاتنا) يخلّيها تشرب ما تروى (زي حالاتنا) وقد وصف القرآن ذلك بالآية رقم 55 من سورة الواقعة: "فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ"

    تبرى يا زول من كلّ ذلك لكن في ذِمّتك السما النضيفة التقول لاحسها كَلِــب دي مافيها ما يسر الناظرين!
                  

01-27-2011, 10:21 AM

هواري نمر
<aهواري نمر
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "بان دور"؛ إدمانُ العيش! (Re: Adil Al Badawi)

    إتّا الهّيم و السمير , مالن متلازمات (الجَدَادْ) علي لغوة عمتي زينب.
    إلاّ (دواء آبْنِينِي) بداوي شِنو؟؟
    موش ياهو بكبوه فوق الموية وينقطوه فوق قَدادِّيم الجداد..ولاّ كيف؟؟

    ود الصائم (آبت تطلع) دي شنو دي؟؟
    كلامك بقي ليّ زيّ ( من الآبرول أبتْ تطلع و من المدفع طلع خازووووق)


    صباحاتكم بُيض بي توقيتكم آآآ ناس
    وبركة المرقتو لي بره , يعني شمسكم سخّنت ولا كيف؟

    _
    تحياتي يا استاذ
    وكيفنك علك بخير..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de