تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-31-2010, 09:16 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: ناصر احمد الامين)

    بادرة ذكية من صديقي بيكاسو ورفاقه من تجمع ابوظبي وهي الخروج بتجمعات سوداني الشتات والذين التقو وتعارفو اسفيريا من لقاءت موسمية وفقما تيسر تكون حول موائد افطار رمضاني ودردشة عامة وصور الي احتفائية بشخص له اسهام مميز يستوجب التعرف عليه من قرب والاستفادة ما امكن من تجربته .. امل ان تفتح بادرة تجمع ابوظبي الباب علي مصراعيه لتجمعات الشتات في الدنيا الواسعة للاستفادة من مثل هذه المناسبات لاحتفاء بانسان مميز او عمل مميز او تناول قضايا تهم المجتمعيين وتستوجب اسهامهم لحلها او التصدي لها ....
                  

08-31-2010, 10:16 PM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: abubakr)

    سلامات أ/عبدالله الشقليني والمتداخلين وخالص الاحترام

    استاذي عثمان حامد ...يجده بخير وفي اوج ابداعه

    اعتذر نيابة عن مواطني الخرطوم الكرام ان لم نحتفي بك واكتفينا بارخاء اضنينا لونساتك المليانة حب وفكر وجمال ...سلمت اناملك ودمت ودام نبض قلمك ...


    من (فاطمة الحمرا) :-
    (انا حفيدة امهات النار وأن خبا لهيبها قليلا ، وفي دمي جرعة من ذلك السم وان لم يعد يميت .....أسمي الذي اعرف به بين الناس (فاطمة الدرويش المتجول) فأنا أعشق -بعدك - قصائد الشاعر الفيتوري وأعشق عشقه للأرض والنيل وللناس ، اما أسمي الاخر الصحيح فهو لك ، ولعقاربنا الصغيرة التي ستحمله من بعد وهذا التاج الأشقر علي راسي أثر من نساء عاشقات والعينان الخضراوان هما عنفوان العشب وما في دمي بعض من السم ومن العشق ومن الشعر فهو لك.....)

                  

09-22-2010, 09:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    Quote: سلامات أ/عبدالله الشقليني والمتداخلين وخالص الاحترام

    استاذي عثمان حامد ...يجده بخير وفي اوج ابداعه

    اعتذر نيابة عن مواطني الخرطوم الكرام ان لم نحتفي بك واكتفينا بارخاء اضنينا لونساتك المليانة حب وفكر وجمال ...سلمت اناملك ودمت ودام نبض قلمك ...


    من (فاطمة الحمرا) :-
    (انا حفيدة امهات النار وأن خبا لهيبها قليلا ، وفي دمي جرعة من ذلك السم وان لم يعد يميت .....أسمي الذي اعرف به بين الناس (فاطمة الدرويش المتجول) فأنا أعشق -بعدك - قصائد الشاعر الفيتوري وأعشق عشقه للأرض والنيل وللناس ، اما أسمي الاخر الصحيح فهو لك ، ولعقاربنا الصغيرة التي ستحمله من بعد وهذا التاج الأشقر علي راسي أثر من نساء عاشقات والعينان الخضراوان هما عنفوان العشب وما في دمي بعض من السم ومن العشق ومن الشعر فهو لك.....)



    الفاضلة : ريهان الريح
    تحيات زاكيات بنضار تلك البارجة اللغوية
    التي تمخر عباب البحر الذي نركبه ،
    وطيور الموج تصطاد الفرائس
    ونحن في أُبهة الحضور

    ألف مرحبابكِ
    *
                  

09-01-2010, 01:12 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: abubakr)




    Quote: عثمان حامد.. من تحف هذه الحياة..
    إبن بار لهذه البلاد ومعانيها الفياضة .
    إنسان يمتليء قلبه بضياء عفي، يشع ليغمر كل من حوله من بشر وجماد.
    موظف من طراز باركليز، مشبع بتقاليد الخدمة المدنية حين كانت ريحانة يتنسم الوطن رائحتها بمزاج.
    كاتب أريب، وحكاء مطبوع، من شانه إذا حكى ساقك إلى عالمه مغمض العينين مفتوح القلب والبصيرة
    فترى من ماتوا أحياءاً يمشون بين الناس وتسمع ضحكهم المبثوث في ليالي الونس وتشم رائحة أيامهم
    وكأنهم ما غادروا يوماً.
    عثمان كتاب من كتب الحياة، ديوان أمدرمان وما يليها وجاورها.
    إنسان بالمعنى الفنان للكلمة، حادب على أصدقائه وعلى الكل.
    له مسالك بديعة في معاملة أبناء آدم بالرضا والتحنان الفريد.
    أقول هذا وفي بالي أيضاً أن تجربته الأدبية تحتاج إلى حيز معتبر من التناول والنظر، لكن جانبه الإنساني
    وطريقته تجذبني إلى رحابه أكثر، لما في هذا الجانب وهذه الطريقة من ندرة، ولما ألفيت نفسي فيه من حوجة
    للناس أصحاب الحفاوة والدفق الفياض من العناية بمعاني اللطف والوداد.
    لسنوات، ظل عثمان صديقي الذي لا يتغير، وحين اتذكر وجوده أنسى جزعي وشعوري المريب بالوحشة.
    أشعر بأمان بالغ لأنه هنا، وأطمئن إلى سديد رأيه وأأنس إلى مقاله وحسن تدبيره للمشورة.
    يا لها من مشاعر عزيزة ..
    ويا له من إنسان..


    عزيزي شقليني
    كل الكلمات الطيبة ستظل محجوبة الدلالة لكل من فاته معرفة عثمان.
    فعثمان حكاية حية تستوجب المعرفة والمعاشرة لتحسس جمالها وأبهة إنسانيتها الباذخة.


                  

09-01-2010, 05:42 AM

احمد العربي
<aاحمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: طلال عفيفي)

    الاستاذ عثمان حامدسليمان
    مكتنز بالمحبة والجمال ملئ بالتفاؤل والروئة الواضحة


                  

09-01-2010, 05:50 AM

احمد العربي
<aاحمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: احمد العربي)

    تواصل مع الاجيال بمحبة وسهولة ملئة بالدراية
    والعلم، كيف لا وكل همة وحلمة اجيال تتقدم في ثبات
    تحمل سوداننا الحبيب علم ومعرفة.



                  

09-01-2010, 06:45 AM

احمد العربي
<aاحمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: احمد العربي)

    لك التحية أم خالد
    غمرتني دهشة بالغة التعقيد.. حينها
    كانت اول مكالمة استقبلها من الاستاذ عثمان حامد منتصف الليل
    فبعد التحية (وكنت في محاولة مرهقة لإستيعاب الحدث) محاولا تجميع
    اطراف عدة كي استوعب ما يدور . لِأتمكن من التواصل مع علم ،اديب ، قاص ، عبقرية
    تتدفق من بين حروفه ونسيجها، ولم تزل سطور مريم عسل الجنوب عالقة بجدران عيني
    ممتده للوجدان كان هو يحدثني وانا اتجازب الحوار مع نفسي .
    اهو صاحب تلك القصص التي ادهشتني ؟
    ومازال عمنا ودقاسم يستضيف مريم عسل الجنوب ببوست يحمل نفس الاسم وكنت اتابع ذلك البوست
    حرفاً حرفا ، ما كان مني إلا وهممت لإعادة قرأت المجموعة مرة اخري .
    كان هو يحاول أن يقدم لي نفسه ويعرفني به (وانا اصلا اعرفه ) كيف لا ؟
    ادهشني هذا التواضع حقاً..
    والاسئلة تدور بذهني ...
    كيف لهذا الصرح العبقري أن يكون بهذا التواضع؟
    وكيف تشكل كي يكون ملاكاً؟
    كيف وكيف .....
    سَعْدتُ كثيرا بهذا التعارف وكان التواصل بيننا والدهشة تتملكني
    إلى أن دعاني يوما لمنزلة لم اصدق ذلك ، ذهبت وأنا في قمة السعادة
    التقينا في باحة البنك الذي يعمل به ثم اسطحبني في سيارته لتلك الجنة الانيقة الرفيعة
    استقبلتنا ام خالد.....
    حضور وابتسامة مرحبة حفاوة هدوء وإهتمام كان واضح ، إهتمام بأن اكون سعيدا بينهم في زيارتي هذه
    فكانت الجواب الكافي لكل الاسئلة التي ارهقتني
    اذا هي ... نعم هي
    خلف هذا الرجل العظيم او هي امامه شعلة تضئ له موضع قلمة وحرفه
    فكان ممتلئ بها في ثبات وتباهي
    فرحت بهم ولهم فرحاً عظيم
    فلك التحية والمحبة ام خالد
                  

09-01-2010, 06:55 AM

احمد العربي
<aاحمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: احمد العربي)

    الاستاذ عثمان حامد وابنيه

    (عدل بواسطة احمد العربي on 09-01-2010, 06:59 AM)

                  

09-01-2010, 10:37 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: احمد العربي)

    يا سلام ياخ

    رغم انني ابتليت بمرض الشعر ردحا من الزمان الا انني طوال الوقت لم اكن متأكدا من المعنى المحدد لمصطلح ( انسان مرهف ) الا حينما عرفت عثمان
    حساس تفجر ينابيع مشاعره كلمة صغيرة
    لكنه حلو المعشر
    يحب الناس ويشتري الخوة بعمره جميعا
    زول انيق
    لبق
    مرح
    يصنع من فسيخ واقعك شرباتا
    ومن مرارت الجنوب ودمائه عسلا مصفى فما بالك بعذرية مريم
    ووب عليك اذا وقعت في قلب عثمان او في مائدة زوجته ام خالد الامدرمانية نمرة واحد
    لا حول ولا قوة الا بالله
    تأكل اصابع وتموت يوميا من الرضا بالكثير
    يفرح سريعا ويفرحك معه وهو حريص دائما على ان يفرح
    لا يخفي امتعاضه اذا ابتأس فتراه يبرم شعره ويقطب جبينه وكثيرا ما كان يحدث له ذلك معي حينما ابدي رضاي عن مشروع من مشاريع الانقاذ او نعرة من نعرات الكوزنة
    يأسف ويرثي لحالي !!!
    كان يتمنى ان اكون بخير
    ولكم كنت اسعده حينما اكتب نصا جديدا
    اكاد اجزم انه يتنطط ويسعد بنصوصي الجديدة (اقصد اعراض مرضي السابق ) اكثر مني
    ويغضب من تنقيحاتي التي تودي ببكارة النص وبراءته

    ما شجعني احد على الكتابة والنشر قدرما فعل هذا الرجل
    ولولا ان تداركتني رحمة ربي فهربت من بين يديه المبدعتين لحولني عثمان حامد الى كائن حر وامدرماني( فكرا وهوى وامتاعا ومؤانسة ) ولكن ربك لطف
    اخترت ان اكون عبدا شكورا
    واذكر انني حينما افلت منه بقدرة القادر وذهبت مع جماعة الدعوة والتبليغ الى مسجدهم في مصفح ومن ثم الى بلاد الهند والسند مغيرا مجرى حياتي انتظرني استاذ عثمان بشريط فيه اغاني قديمة بصوت خيالي لمطربة شابة
    عثمان يعرف نقاط ضعفي ( فهو اخي وصديقي )
    عدت من رحلتي الاستشفائية تلك فجاء يزورني وببارك لي التجربة ثم اخذني في تطواف مسائي على كورنيش ابو ظبي ، حاولت الى ادعوه من باب الحرص عليه والاخلاص للصداقة ، وفجأة وسط الكلام والحكاوى امتدت يده حانية على كاسيت جديد لنج وضعه في مكان عمله وادار القرص
    اذنك ما تسمعش الا النور
    رن صوت المصيبة رنينا
    وماهي الا دقائق معدودة حتى خرجت من حلقومي عبارة كنت اظن انني قد نسيتها منذ عشرين سنة
    عشرين سنة لم اذكر انها طرأت على بالي او سمعتها من احد
    يهوووووووووووي!!!!
    هنا ضحك الرجل حتى توردت صفحتاه وقال متهدج الصوت: عاد دا كلام دا؟
    هذا الرجل سحار
    و لا يزال يسحرني ويتلاعب بقلبي مهما بعدت بينناالمسافات ( الجغرافية والايدولوجية )
    ( حبوب ) تعني : يعني عثمان حامد سليمان اولا وقبل اي زول تاني
    عثمان حامد مدرسة في الحياة وفي الانحياز للحياة
    عثمان حامد العمرابي ود بانت شرق امره عجيب
    كتب احدهم اعلاه يقول:
    Quote: اعتقد انه من الظلم ان يوصف عثمان حامد بانه ( قاص ) ، فالرجل عالم يمشي على رجلين فهو اديب ومفكر كثير التأمل ، مهموم ومسكون بقضايا اهله ووطنه .
    كم تمنيت ان اكون موجودا لحظة تكريم هذا الرجل
    الصحة وطول العمر والف تحية لعثمان واسرته الكريمة

    فعلا عثمان اهم كثيرا من آثاره القصصية
    ومصدر اهميته ربما كانت طفولة ما تجتاحه من كل جانب
    وجهه مفعم بالبراءة ، ضحكته المتقطعة الخجولة ، مرحه وحرصه عليه، محبته للصحبان ، مقاطعته لمن يسئ الى مشاعره ولو بالقليل ، مقاطعة جذريا ، ثم استعداد كامل لقبول الاعتذار
    عثمان دا كان جر التبروكة ربما يحقق الولاية في ستة ايام
    يارب يجر التبروكة
    يا عثمان الناس الفوق ديل كفاهم خلاص
    انبسطوا منك وكرموك ، يعني شكرا
    جر التبروكة خلاص
    مش لأنك من جريتها ، ولكني اقصد جرة الثلث الأخير الطويلة ام لالوبة
    نعم الرجل انت
    ______________
    الحمد لله رب العالمين
                  

09-05-2010, 04:57 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    Quote: سلام ياخ

    رغم انني ابتليت بمرض الشعر ردحا من الزمان الا انني طوال الوقت لم اكن متأكدا من المعنى المحدد لمصطلح ( انسان مرهف ) الا حينما عرفت عثمان
    حساس تفجر ينابيع مشاعره كلمة صغيرة
    لكنه حلو المعشر
    يحب الناس ويشتري الخوة بعمره جميعا
    زول انيق
    لبق
    مرح
    يصنع من فسيخ واقعك شرباتا
    ومن مرارت الجنوب ودمائه عسلا مصفى فما بالك بعذرية مريم
    ووب عليك اذا وقعت في قلب عثمان او في مائدة زوجته ام خالد الامدرمانية نمرة واحد
    لا حول ولا قوة الا بالله
    تأكل اصابع وتموت يوميا من الرضا بالكثير
    يفرح سريعا ويفرحك معه وهو حريص دائما على ان يفرح
    لا يخفي امتعاضه اذا ابتأس فتراه يبرم شعره ويقطب جبينه وكثيرا ما كان يحدث له ذلك معي حينما ابدي رضاي عن مشروع من مشاريع الانقاذ او نعرة من نعرات الكوزنة
    يأسف ويرثي لحالي !!!
    كان يتمنى ان اكون بخير
    ولكم كنت اسعده حينما اكتب نصا جديدا
    اكاد اجزم انه يتنطط ويسعد بنصوصي الجديدة (اقصد اعراض مرضي السابق ) اكثر مني
    ويغضب من تنقيحاتي التي تودي ببكارة النص وبراءته

    ما شجعني احد على الكتابة والنشر قدرما فعل هذا الرجل
    ولولا ان تداركتني رحمة ربي فهربت من بين يديه المبدعتين لحولني عثمان حامد الى كائن حر وامدرماني( فكرا وهوى وامتاعا ومؤانسة ) ولكن ربك لطف
    اخترت ان اكون عبدا شكورا
    واذكر انني حينما افلت منه بقدرة القادر وذهبت مع جماعة الدعوة والتبليغ الى مسجدهم في مصفح ومن ثم الى بلاد الهند والسند مغيرا مجرى حياتي انتظرني استاذ عثمان بشريط فيه اغاني قديمة بصوت خيالي لمطربة شابة
    عثمان يعرف نقاط ضعفي ( فهو اخي وصديقي )
    عدت من رحلتي الاستشفائية تلك فجاء يزورني وببارك لي التجربة ثم اخذني في تطواف مسائي على كورنيش ابو ظبي ، حاولت الى ادعوه من باب الحرص عليه والاخلاص للصداقة ، وفجأة وسط الكلام والحكاوى امتدت يده حانية على كاسيت جديد لنج وضعه في مكان عمله وادار القرص
    اذنك ما تسمعش الا النور
    رن صوت المصيبة رنينا
    وماهي الا دقائق معدودة حتى خرجت من حلقومي عبارة كنت اظن انني قد نسيتها منذ عشرين سنة
    عشرين سنة لم اذكر انها طرأت على بالي او سمعتها من احد
    يهوووووووووووي!!!!
    هنا ضحك الرجل حتى توردت صفحتاه وقال متهدج الصوت: عاد دا كلام دا؟
    هذا الرجل سحار
    و لا يزال يسحرني ويتلاعب بقلبي مهما بعدت بينناالمسافات ( الجغرافية والايدولوجية )
    ( حبوب ) تعني : يعني عثمان حامد سليمان اولا وقبل اي زول تاني
    عثمان حامد مدرسة في الحياة وفي الانحياز للحياة
    عثمان حامد العمرابي ود بانت شرق امره عجيب
    كتب احدهم اعلاه يقول:

    Quote: اعتقد انه من الظلم ان يوصف عثمان حامد بانه ( قاص ) ، فالرجل عالم يمشي على رجلين فهو اديب ومفكر كثير التأمل ، مهموم ومسكون بقضايا اهله ووطنه .
    كم تمنيت ان اكون موجودا لحظة تكريم هذا الرجل
    الصحة وطول العمر والف تحية لعثمان واسرته الكريمة

    فعلا عثمان اهم كثيرا من آثاره القصصية
    ومصدر اهميته ربما كانت طفولة ما تجتاحه من كل جانب
    وجهه مفعم بالبراءة ، ضحكته المتقطعة الخجولة ، مرحه وحرصه عليه، محبته للصحبان ، مقاطعته لمن يسئ الى مشاعره ولو بالقليل ، مقاطعة جذريا ، ثم استعداد كامل لقبول الاعتذار
    عثمان دا كان جر التبروكة ربما يحقق الولاية في ستة ايام
    يارب يجر التبروكة
    يا عثمان الناس الفوق ديل كفاهم خلاص
    انبسطوا منك وكرموك ، يعني شكرا
    جر التبروكة خلاص
    مش لأنك من جريتها ، ولكني اقصد جرة الثلث الأخير الطويلة ام لالوبة
    نعم الرجل انت
    ______________
    الحمد لله رب العالمين




    محمد عبد القادر ... : سبيل لمبدعين

    هكذا بلا وجل ، نسحب الجد إلى نسل المبدعين، الذين تتحدث قلوبهم ، وتكتب بنانهم .
    هذا يوم من أيام النعيم الثقافي ، تندلق الجرار بماء سلسبيل .

    تحية لهذا الشوق الذي يقطر عافية ،
    صدقت وأنت تتحدث عن الروح ، التي تملأ الجسد الفارع .
    إنا أعرف أن للأصدقاء بوابة مفتوحة للتأويل ، ولكن الكاتب أدق حين يكتب ، وأقل دقة عندما يتحدث ،
    فمهارة الحديث عالم ، ومهارة الكتابة عوالم كُبرى . يمشيان يتسامران ، ويلون كل منهما الآخر .

    تحية لك وتحية لأيام زاهيات .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-05-2010, 05:00 PM)

                  

09-05-2010, 05:02 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: احمد العربي)



    العزيز الودود أحمد العربي
    لا تفي الكلمات بقدرك ابداً
    تحية لك مجدداً

    *
                  

09-01-2010, 10:41 AM

عفاف الصادق بابكر
<aعفاف الصادق بابكر
تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 4188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: احمد العربي)

    Quote: تواصل مع الاجيال بمحبة وسهولة ملئة بالدراية
    والعلم، كيف لا وكل همة وحلمة اجيال تتقدم في ثبات
    تحمل سوداننا الحبيب علم ومعرفة.

    bbbbbbbbbbbbbb.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    درة .. عاجزه عن شكرك يا احمد العربي ..

    وسعيدة جدا بمريم عسل الجنوب والنسخه الخاصة من والدها الكريم عثمان حامد ..

    وبتقول ليك شكرا للتوثيق وستظل تحتفظ بالصورة وتفتخر بها ..

    (عدل بواسطة عفاف الصادق بابكر on 09-22-2010, 08:36 AM)

                  

09-01-2010, 01:57 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عفاف الصادق بابكر)



    هذا عمل كخيال الشعر يصعد من الثرى إلى الثُريا
    سنأتي الأحباء المشاركين والمشاركات في الملف
    بتحيات تتوسل أن تكون بقدر القامات الطوال التي احتفت ولم تزل
    تحتفي بالكاتب / عثمان حامد سليمان

    وسنعود بالطيب ، من بعد تقديم النصوص التي حواها ملف
    الباحث الأستاذ :( ود قاسم ) عام 2006 م في ملف اقامه على تلة عالية وغرز علمه هناك .

    *
                  

09-01-2010, 02:03 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (11)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان2006 م (1) :



    اسم الكتاب :
    مريم عسل الجنوب
    يليها غناء في العدم
    الكاتب :
    عثمان حامد سليمان

    يقع الكتاب في 74 صفحة من القطع المتوسط ، متضمنا خمس قصص هي :
    الظلام
    فاطمة الحمراء
    سعة الصمت
    مريم عسل الجنوب
    غناء في العدم

    سأقرأ لكم :
    مريم عسل الجنوب

    ***
    لا تدع أجنحة العشق تحلق بقلبك في فضاءات الجنون . أطلق موسيقاك حتى لا تفتك بك غيلان الوحشة ..
    بهذا الاستهلال الرائع تبدأ قصة مريم عسل الجنوب ، وكأني بعثمان حامد يقدم لنا نظرية تصلح أن تصبح منطلقا سيكولوجيا ينقذ كل الذين يعانون من إحباطات العشق . كأنه يقول لنا أن دروب العشق واسعة ، وأنها ممتدة ، وأنها لا تضيق إلا بمن يحبس نفسه داخل قفص حديدي يصنعه بنفسه ...
    الحرب حالة قائمة في مجتمعنا الإنساني ، نكرهها ، لكنها تفرض نفسها علينا ، وربما يفرضها علينا البعض فلا نستطيع تحاشيها ، ومن السهل جدا أن تنطلق الشرارة الأولى لأي حرب ، لكن تحديد لحظة إسكات الطلقات لن يكون أمرا سهلا ...
    صعدت إليها بقاطرتي البخارية وعلى عتبات مجلسها العالي جثوت وقدمت لها بيد مرتعشة شطائر محشوة بعصب القلب . إلى أن يقول : هي الياسمين ، وأنا في أغلال جنوني ووحشتي ، تعلقنا معا بخيط من الدهشة . فتحت قصباتي في مهب ريحها العالي وملأت رئتي بحديثها المضمخ بالعطر وبعض الشوق ...
    لكن الحال يتغير ، فالحرب تؤثر فينا ، كما نؤثر فيها ، فحين جاءه نداء الحرب :
    فتراجعت فتاتي وقالت إنها ليست لي فلربما أهلك ! تبدلت تقاطيعها وخبا نور جبينها وتلاشت ابتسامتها الوضيئة ..
    وكما الحرب حالة قائمة ومفروضة علينا ، فإن الخوف من الحرب يهزم الكثير من العلاقات الإنسانية التي تقوم على افتراض السلم الدائم .. وكما هي هشة هذه العلاقات ، فإن القاص لم يتوقف عندها كثيرا ، بل مرّ عليها مرورا خفيفا ، بل قل كان وقوفه عندها هشّا كمثل هشاشتها ...
    لكن تجاوز هذا الأمر لا يمكن أن يتم هكذا في لحظات دون أن يترك أثرا في النفس البشرية .. يقول القاص :
    ولما لم أجد هجاء مناسبا سلخت السنوات التي قضيناها معا من قلبي وانطويت على جراحي وأنا أحزم عدتي وعتادي .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:18 PM)

                  

09-01-2010, 02:10 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (12)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (2) :



    ثم يسأل عثمان حامد سؤالا هاما :
    أين يكمن عذاب نفسك ؟
    ويمنح نفسه خيارات لاختيار الإجابة :
    في ممارسة فتاتك الغاربة للذة الانفصال أم في تلك الكوابيس الموحية التي تدهمك كل ليلة ؟
    لكنّ عثمان حامد يترك الإجابة على التساؤل للأيام ، وينطلق بنا عبر النيل موحيا إلينا بأن الحرب تفسد جمال الطبيعة وتشوهها ، فالحرب حرب على الجمال ، والوداعة ، والهدوء ، وطبعا هي حرب على السكينة وهي حرب على العشب والماء والحيوان .. يقول القاص :

    الباخرة النيلية تنساب متهادية لا يعكر سيرها غير أفراس البحر النافقة بأطرافها الممزقة وعفونتها التي تملأ الجو تكتم الأنفاس ، تلك الرائحة العجيبة التي تلتصق بالمسامات وتسد منافذ النفس ..
    وأنت لم تصل بعد إلى دائرة الحرب ، لكن آثار الحرب تصلك وأنت هنا بعيدا عنها :
    الأكف الأخطبوطية التي تتراءى لك متراقصة بأصابعها المعروقة تلقمك نتف اللحم المهترئ ، تصرخ فزعا من نومك مع ارتفاع قرع الطبول وأنت في رقصتك الهياجية لتخليص جسدك من حبائل أعشاب النيل المتشابكة وزهراتها البيضاء والبنفسجية الرقيقة القاطعة كشفرات .
    ثم يقول :

    يتصبب منك عرق كثير يفيض من أطرافك ومن جبينك ثم ذلك الصوت الحاد الذي ما فتئ يهتف بك بترداد الصدى العميق المتوحش حتى طلوع الفجر ، كاد أن يهشم مقابض الصداع في رأسك ويصيبك بنوبات متلاحقة من الانهيار والصرع .
    ***
    حقيقة هو غوص في عالم مدهش ، حيث اختار عثمان شخصيات قصته اختيارا محكما ، تلك التي أسماها الفتاة الغاربة ، راحت سريعا لأنها استحقت ذلك ، فمثلها لا يترك بصمة في مجتمع ، وهي تعبر عن حالة الذين يفضلون دائما أن يعيشوا على هامش الوهم الاجتماعي ... والطيب الأمين ( لاحظ الاسم ) ، هذه المسألة لم تكن اختيارا عشوائيا ، ووالد مريم ذاك الرجل المنحدر من أعماق الجنوب ومن سلاطينه ، كيف قابل صهره بعزة نفس ، ثم استجاب بعد أن تكشفت له إنسانيته وجديته ،،، وكيف خرجت مريم من هذه الزيجة واتجهت شمالا برفقة أمها ، وخالها "غبريال " أيضا كان هناك ...
    وحقيقة الأخ عثمان صديقي ، لذا قلت لا بأس ساتعلم القراءة النقدية في كتابات عثمان ، وخفت وأنا في منتصف هذا العمل عندما انتابني إحساس بأني أظلم هذا العمل الرائع بانطباعاتي المحدودة . لكن ما كان يدفعني إلى الأمام أن عثمان لن يغضب مني ، وأنه فقط يمكن أن يقول لي اقرأ القصة مرة ثانية ... وهذا ما سأفعله حتى بدون إشارة من عثمان حامد ...

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:17 PM)

                  

09-01-2010, 02:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (13)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان2006 م (3) :



    مرات عديدة قرأت وصف الحرب ، ومرات عديدة استمعت للمراسلين العسكريين وهم يملكون أدوات التصوير ، وأدوات التسجيل الصوتية ، وأفكار الإخراج والمنتجة ... لكنّ وصف الحرب عند عثمان حامد يجئ بلغة ، ومفردات ، تجعلك تقرأ وتعيد القراءة مرات ومرات ، وتدفعك بكلياتك إلى الميدان لتفحصه وتتعرف على تفاصيل قسوته رغما عن رهبته ، وكل شحنة الخوف المسيطرة على دواخلك ...
    دعوني آتيكم بنصٍ يقيض بمفردات الحرب وتعابيرها عند سليمان حامد :
    من لتلك الأطراف المحروقة والعيون المفقوءة والأرواح المقتلعة ، بعد أن لفها الصمت الـ######## في تلك المناخات الكئيبة الخرساء !
    أخرجه صوت النفير من سهومه العميق ورددت الشطآن نعيه للأرواح العائدة من مستقرها الأخير قبل الانشطار .
    ثم يقول : هي الحرب إذن . مطاردة فرائس الظلام المذعورة . العدو الخفي ، انت أيضا عدو له ، يكمن لك وتكمن له . القصف بأشكاله ، اقتناص حركة ، الحصار وفك الحصار ، حقول الأغام ، الحمى وانتشار الأوبئة ..
    ثم يعود ليصف الطبيعة وهي تقاوم كل هذا فلا تتوقف :
    فهذا أوان تناسل الهوام ، الفحيح ، الهسيس والطنين ، البعوض العدو المشترك ...
    وينتقل إليك وأنت في الحرب ، يصفك بما لا يترك لك مجالا لخوض حرب أخرى :
    تسلّخ الأقدام من السير لمسافات طويلة ، تقيّح الجروح ، الخبز ألجاف وماء الشراب المتغير اللون والرائحة ، المبيت في العراء والكمون في الخنادق ، الاختباء عند مغيب الشمس والحركة المتوجسة الحذرة مع أول تباشير ضوء الفجر . تنصبّ على رأسك الحمم ، لا ترى أحدا ، فقط تسمع أنين الجرحى ، تغرق في دماء المصابين من عصبتك ،
    ويناقش عثمان حامد المحركات والدوافع والحالة النفسية للمقاتل وصراعاته الداخلية :
    النجيمات على كتفيك تدعوك للتماسك والصمود رغم خيارك أن لا تقاتل إلا دفاعا مشروعا عن النفس . تطوي إيمانك هذا في دخيلتك فلا يطّلع عليه أحد ، وتحس أنك تسير معصوب العينين وأنّ هناك من يدفعك لهذا الاتون وأنت أسير مغلول اليدين ، سيصمك بالخيانة ..
    ثم النتيجة الكلية على المستوى الخاص والعام :
    يا لهذه البطولات كالفقاعات ، حريق القرى الصغيرة الوادعة ومطاردة الفلول العاجزة المغلوبة ، تفر من وجه النار المجنونة .. تلك التذكارات المجانية البائسة من القتلى الذين أسقطهم جنودك ، حذاء ، صديري ، بطاقة هوية ، قبّعة ، قطعة سلاح ، رتبة عسكرية أو تعويذة ...
    وملخص هام يضعه عثمان حامد لنقرأه ، ونعيد التفكير فيه آلاف المرات ، عسى أن نقلع عن صناعة الحرب ، وتوليد بذرة العداء من صلب أوهامنا ، يلخصها عثمان في جملة واحدة :
    تبادل الأدوار بين الصياد والفريسة وتخوم أوهام العداوة والكراهية .
    ***
    أنك لا تستطيع أن تقول أنك وصلت ، فالكتابة هنا عميقة جدا ، وهي تسوقنا إلى أعماق إنسانيتنا، فنعود منها ونحن محملين بالكثير ...
    حقيقة وجدت نفسي أقرا قصص عثمان حامد أكثر من مرة ، وفي كل مرة اكتشف مفردة جديدة أو تعبيرا جديدا ، كما أنني معجب جدا بطريقته في الاستهلال ، وتلخيص النتائج كلها في جملة أو جملتين ، وكأنه يقدم لنا نظرية ...

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:17 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 08:58 PM)

                  

09-01-2010, 02:16 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (14)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان2006 م (4) :



    في الجزء الرابع من القصة نقلنا عثمان حامد فيما يشبه الحلم إلى تفاصيل جغرافية المكان ، ليله ، القرية بتفاصيلها ، انثروبولوجيتها ، أدبها ، حكمتها ، وفخارها ، و طقوس الرقص ، وتبادل أدوار التقارب بين المرأة والرجل . لم يحدثنا عثمان حامد بلسان البطل هذه المرة ، بل حدثنا بلسان الراوي ، ويلاحظ أن عثمان يبدّل دور الراوي بدور البطل في القصة في توالٍ فني رائع ينقل من خلاله القارئ من مرحلة إلى مرحلة وكأنه يسعى إلى تجنيب القارئ حالة الملل التي يخشاها الكاتب المتمكن والتي يمكن أن تصيب القارئ جراء اتباع أسلوب سردي مطوّل وممل .
    ويستهل عثمان هذا الجزء بدفعة قوية نحو الأمل ، وهو ديدن عثمان في قصصه ، يسوقك إلى التعلق بآخر جزئيات هذا الأمل ممهدا لك الطريق لتصنعه بنفسك ، دون أن يتخلى عنك في منتصف بلوغك الأمل ..
    يقول عثمان حامد :
    كان يحس أنه سيغادر هذه الوحشة – لا محالة – بقلب جديد ، وأنه سيدثّر جسده المنهوك – في نهاية المطاف – محميا بحوائط مدينة الشمال السمراء الحزينة . وبعد نجاته سيتسقط قطرات الضوء الرمادي ويمد يده حاملا كأسه الفارغة ليملأها من بئر العتمة ، بالشراب المذاب في اللهب ، يتجرع الطعنات والوخزات من كل صوب .
    ثم يقودنا عثمان إلى فرضية جديدة قديمة ، وهو يعلن لنا أن الإنسان قادر على صنع أحلامه بنفسه ، يحدد موعدها ، ويوجد هو آلياتها ، ثم ينفخ فيها أمانيه ... يقول :
    كان قد هيأ في نومه المضطرب مساحة للأحلام ومدّ على بساط الراحة القلقة سيقان التذكر وتمنى أن تتفتح أمام عينيه زهرة ..
    والإنسان في كل مكان يتساءل عن بيئة الآخر ويلحظ صعوبتها ، ثم يتهيبها ، لكنه سرعا ن ما يكتشف أن القدرة على التكيف ، واختراع وسائل المقاومة ، كلها تعمل لتجعل الحياة ممكنة . انظر كيف يجعل الناس هنا من أول المساء وقتا ملوناً بالألوان التي تريح مزاجهم ، وتناسب حركة الحياة في وجهها الاجتماعي والاقتصادي :
    بدأ في أول الليل باستنشاق رائحة الحطب المحروق . الدخان المبلل المتصاعد بصبغ السماء بتلاوينه ، يكتم أنفاس الهوام المتطايرة السابحة في الفضاء المقيد ، دخان روث البهائم .. سرت الحياة في القرية الصغيرة بأكواخها الساحرة كأنها بعض نبات الأرض البري . عاد الرجال من النهر بعد أن جذّفوا بقواربهم الشبيهة ببسط الحصير وقدموا بضائعهم البسيطة للمقايضة مع ركاب الباخرة ..

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:17 PM)

                  

09-01-2010, 02:18 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (15)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (5) :




    وكأن عثمان حامد يمهّد لدعوة القارئ لمتابعة حفل مسائي يبدأ الإعداد له بصفاء الجو المحيط ، وهروب الهوام ، ثم ينقلنا مباشرة إلى المسرح الذي يقام عليه الحفل ، والكل حضور ، رجال ونساء ، شيوخ وأطفال ، يرقصون ويمرحون وكأنهم يمدون لسانهم لتلك الحرب اللعينة التي ظنّ صانعوها أنها ستمكّنهم من إيقاف عجلة الحياة .
    يقول عثمان حامد :
    بدأت أمسية الطبول وقد تدافع الفتيان والفتيات ليشكلوا صفوفا متقاربة يشاركهم كبار السن والأطفال . يرقص الفتى الذي يزين عنقه وصدره القوي بالقلائد والعقود المنظومة بتناسق والسلاسل الملونة بزركشات بديعة ، يلفت بها أنظار الفتيات الحسناوات ويدلل بها على استعداده للاقتران .
    وتبدو لنا بوضوح هنا سوسيولوجية الرقص والزينة ، حيث أنّ هناك معنى سوسيولجيا لكل حبة خرز أو ريشة تعلو الرأس أو حزام حول خصر ... ويستمر عثمان حامد ليدخلنا في تفاصيل أكثر تنقلنا إلى بعد آخر لحلبات الرقص ، ذلكم هو البعد الروحي:
    تهتز رؤوس الراقصين بأعراف الريش الملون وتنتفض أجسادهم على إيقاع الطبول المجلدة والمزينة بفراء الفهود . يتقدم الحلبة حارس القرية وحافظ سرها وأسرار أسلافها ، قطبها الروحي ، وصمام أمانها من الكوارث والنوائب .

    ***
    إن كانت الحرب بشعة ، فإنها عند عثمان حامد أبشع ،، الموت ، ونقص في الأنفس ... أرامل المدينة البعيدة ، وأيتامها ، وفي عبثية لا تنتهي تجد أن النفير يتجدد ، والجنود يتناقصون كل صباح . والشمس لا تأبه ، والصباح يتجدد بأسى جديد ، والمساء يمارس حزنه في سكون ...

    اقرأ ما كتبه عثمان :

    كل صباح تدخل الشمس من نفس النافذة .
    كل صباح يدخل صوت النفير مع ضوء الشمس من النافذة .
    كل صباح أخرج من الباب بعد أن أتناول إفطارا جافاً .
    كل صباح نحصي عدد الجنود فنجد واحداً ناقصاً .
    عندما تخرج الأخبار من غمدها وتعبر الشاطئ لتدخل في علبة الأثير النقالة ، يصبح الصباح ، فإذا بالمدينة البعيدة أرملة أخرى وحفنة أطفال تيتموا .
    يأتي المساء بصفوة الظلام والسكون ، وعندما تدخل الشمس من النافذة نفسها يتبعها صوت النفير ويصطف من تبقى من الجنود .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:16 PM)

                  

09-01-2010, 02:20 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (16)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (6) :



    لو أن عثمان حامد مضى في حربه حاملا سلاحه ، هازما أو مهزوما لقلت أن عثمان لا يعرف الحرب .. كنت سأقول أن عثمان حامد يكتب عن الحرب وهو لم يشهدها ، ولم يتابع أخبارها ، ولا علم له بعلوم الحرب ... لكن عثمان ينقلنا إلى الهدنة ، وهي حالة من حالات الحرب ، لكنها تفرض سلما هشّا ومؤقتا ،،، ينطلق فيه الناس ليشتروا حاجياتهم ، ويعيشون خلالها حياة شبه عادية لكنها مليئة بالتوتر والحذر ... وها هو عثمان حامد ينقل عالمه كله إلى هذه المرحلة وكأنها صبح جديد يطل من خلف سنوات من العتمة :

    أعلنت الهدنة فنثرنا على الجراح بعض الثلج وأدخلنا سيوفنا الملتهبة في أنقاض بيوتها ، حبسنا الدمع في غمده المتداعي
    قلت أخرج لأحاور مويجات النهر وأتتنسم فرحة العشق المتراقص أداعب البراعم المتفتحة ، وألامس الزهرات وأخرجها قليلاً من إنهاكها وحزنها وانشغالها بالفراشات.
    وهل في ذلك تمهيد لحدث كبير ؟؟؟ فلننتظر قليلا ..
    ***

    كل الدنيا حول الراوي تتحرك ، الناس يتواصلون ، البريد يعمل ، وتتهيأ الفرصة للرحيل شمالا ، وتبقى عاداتنا هي هي ، كلما وجدنا مسافرا إلى الأهل أودعناه رسائلنا وهدايانا أو جعلنا في رفقته من نخاف عليهم من السفر منفردين ..
    اقرأ معي هذا :
    مع إعلان الهدنة قرع بابي من حمل لي رسالة الطيب الأمين وقد قال فيها : ( إنه لن يسرف في الحديث ، لكن زوجته أم جمعه وابنته مريم ستحملان لي جرة عسل ورسالة مطرزة بحروف عجولة وأنه سيدخر لي الثرثرات الحنونة عندما نلتقي بعد أن ينقشع الضباب ... وعلي أن أفسح لهما مكانين متجاورين في سحابة الراحلة شمالاً لنظلل معاً النهر في رحلة هبوطه الطويلة نحو المصب .

    وهل كان الرحيل مجرد فكرة ، مجرد خاطرة مرت بالخيال ، فأنتجت كل هذا الجمال ، أم أنه رحيل حقيقي ؟ كيف يضيع الصمت لحظاتنا ؟ هل هي دعوة للحركة ، للحديث ، للصراخ ، أم للرحيل العاجل ... هل هو رحيل الخائف أم أنه رحيل من ينتقل من مهمة إلى مهمة أخرى أكثر إنسانية ؟؟ كيف يكون الرحيل مدخلا لحركة الكون كله ؟
    لنرى ما يقوله عثمان حامد :
    هيأت نفسي للرحيل ـ لم أبدد لحظة واحدة في الصمت .
    أمسكت بريشتي ورسمت من الذاكرة أعشاش الطير ، عروق النهر وأوردة الماء . مشهد الغابة وأرياح الطين والشجر ، الأشواك المنتصبة والجذور المنسوجة ، الثمر المعلق والمختبئ خلف الأغصان ، اختيال الأيائل ، تقافز الغزلان ، انشغال رعايا مملكة النحل بإفراز الشهد وتشييد العمائر الشمعية ، بيوت النمل بأنفاقها الغامضة المتعرجة وأكوام الأنقاض فوق مداخلها الخبيئة التي نحتتها بدأبِ من أحشاء التربة ، العناكب السوداء الغاضبة ، اليراعات الساهرة ، الجسور المحطمة وهياكل الخراب ... الخراب ، المطر والناس .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:15 PM)

                  

09-01-2010, 02:22 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (17)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (7) :



    يكتب عثمان حامد في الجزء السابع من قصة مريم عسل الجنوب :
    كنت قد أغلقت أبوابي و أحكمت رتاجات قلبي بعد أن تسربت من كنت أظن أنها حبيبتي ، خلعت قميصها كثعبانِ وتلوت مبتعدةً في حريرها الجديد .
    أعد القراءة لتستنتج لم جعل عثمان حامد هذا الجزء قصيرا لهذا الحد ... أنظر إلى اللغة والتعابير التي تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل ...
    أغلقتُ أبوابي ،،
    أحكمتُ رتاجات قلبي ،،
    تسربَت من كنت أظن أنها حبيبتي ،،
    خَلَعت قميصها كثعبان ،،
    تلوّت مبتعدة ،،
    في حريرها الجديد ،،
    ***
    أنشد العائدون أناشيد الصباح الجريحة وهتفوا من أعماقهم . قربوا رؤوسهم وتعاهدوا على النسيان ، الجراح والأسى والألم ، كتبوا على أنفسهم أن لا تذهب تلك الأرض وأقسموا أن تبقى مشاهدها ما بقي الماء في مآقيهم ثم مهروا كتابهم بدمهم .

    جراح الحرب وجراح الحب كلها تجعل من أناشيدنا الصباحية أناشيد جريحة . لكن النسيان والمضي قدما بعزمنا وإصرارنا على عدم قبول الهزيمة هو ما يريده عثمان حامد ...
    ***
    كيف يبدأ الحزن ، ويستمر ؟ وهل يتبدد أم أنه يبقى حزنا دائما ؟ أعتقد أن عثمان حامد قد مهّد طويلا لمبددات الحزن ، وهاهو الصباح يطل بوجه جديد ، فيفرض واقعا جديدا ، إنه صباح اللقاء الأول بمريم ، والذي بدّل كل صباحات الحزن بفيض من الأمل ...
    لنتابع كيف خرج الأمل من عمق الأزمة ، كيف أن الناس ليسوا أعداء عداء مطلقا ، كيف أن الجنوب والشمال وهم صنعناه وصدقناه ، وكيف أن تشابك أغصاننا ، وجذورنا تقول أننا في الأصل بشر ننتمي إلى وطن واحد ...
    أنقلكم إلى عثمان حامد واللقاء الأول مع نقاء مريم ، نقاء الإنسان وجماله وصفاء نفسه الذي ينقل الإنسان إلى باحات الفرح ومهرجانات الضياء ...

    أرسل الصباح شعاعه الحزين واقترب من وحشتي كنت سأنهض قبل الضحى إلا أن طرقاً خفيفاً بدد تلك النوايا. فتحت بابي فغمرني ضوؤها الباهر ، أصابني ما يشبه الصعقة ، تناثر النسيم ، الرذاذ والوميض ، رفرفت الريح وأطلقت أثوابها الهفهافة . عبق الصفصاف انفتحت أبواب الشجر الأخضر وانداحت الغمامات الزرقاوات .
    كم كنت وحيداً.
    وهذه هي مريم البهية في حضورها المنير يسبقها عبقها تمد لي يدها اللدنة لتنتشلني وأنا أتلوى كالغريق يصارع الماء القاتل كأني قد مددت لها ذراعي لتغرز إبرتها في وريدي ليسري دم جديد .
    توهمت أنني قد غادرت منفاي ، وكأن الحبال التي تحاصر روحي قد أخذت في التفتت ، كأنني ارتميت على سندس الأفق ، هكذا انكشفت مغاليقي على كنز الخرافة وعدوت إلى باحة الشروق .
    نظرت إليّ أمها بعين عرافة وأنا مأخوذ ، فكأنها تخاطب شهاباً عابراً ، مدت لي يداً صديقةً مصافحةً فأفسحت لهما فدخلتا . كنت ثملاً بعطر مريم وبشعرها القصير وبعينيها القتالتين ووجهها بتقاطيعه المصقولة ، فقد بدت في وقفتها المتحفزة كأنها غزالة وحشية لطيفة هيفاء .
    تحدثنا فكانت تلتقط خيطاً وتنسج شبكة من حرير تكبل بها قلبي ، ولما بلغ تعبي مداه ولحظت أمها ما أحدثته هذه الفتاة في نفسي قالت : ( فلنسترح ) .
    كانت أمها تدرك أن ما من شيء يمكن أن يفرق بيننا وأنني قد ربطت نفسي برباطِ لن ينحل وأن مريم هي امرأتي التي تخفي قناديل روحي وأن الضياء الذي يغمرني هو قبس من هذا الحب الذي يملأ جوانحي .
    ولن أتمهل ...
    فأدعوك يا مريم كي تمضي معي مفتوحة العينين بحديثك الطلي إلى باحة مهرجان الفرح ، لنجد قلبينا منهمكين بالبراعم والثمر ، ونقيم عرسنا ويهدي قلبي قلبك وشاحاً مذهباً ونستظل بعرائش الغابات ، نتحدث بلغة البحر وتعابث أجسادنا امتدادات السهول والبراري ، ونقصّ على شاطئ النهر في أمسيات الصيف حكاياتنا الجذلى ونتفرغ برهة للظل في الحديقة ولعناق الفاكهة .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:15 PM)

                  

09-01-2010, 02:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (18)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (8) :



    لا تخلو قصة من قصص سليمان حامد من مثل هذه الخلاصات التي تشبه الدرر .. انظر إليها في سياقها ، ثم أعد قراءتها .. فالرعود امرأة تلد المطر والبروق كاشفات الأشواق
    انظر كيف بدأ الحوار بين الطيب الأمين ووالد أم مريم ، انظر إلى اللغة المستخدمة في الحوار ، وكيف تجيء الإشارة إلى أنه لا معضلة تقف أمام الحوار ...

    هي امرأة بيضاء الدواخل استحمت في بحيرةِ خرافية سوداء ، وانتفضت . نضت عنها حبيبات الماء ففقدت شعيراتها المتطاولة وعندما ركنت إلى شاطئها عادت السكينة إلى الملامح الطيبة وابتسم الوميض بين انفها وشفتيها الممتلئتين ، فتكاد ترى شيئاً كاملاً تشف عنه تلك الدواخل ، فالرعود امرأة تلد المطر والبروق كاشفات الأشواق وجمالها بصيلات دمِ الخشب النابع من روح الشجر .
    قالت إنها حفيدة أحد السلاطين ما أكثرهم وإنها التقت الطيب الأمين والد مريم ذات مساء وهو يهم بإغلاق محل تجارته ، فدخل معها في ثرثرة طويلة وتكاد تذكر حديثه الآن بعد انقضاء كل هذه السنين ، سارت معه وهي شبه مسحورة وقادها إلى دار أبيها ، فتراطنا طويلاً ، علت الأصوات وكادت أن تبلغ – بين الرجلين – حد الصراخ ثم هبطا إلى مدارج الهمس وضحكا معاً ثم تناولا الشراب وبعد أيام قليلة حملها زوجةً إلى دارة وانضوت تحت جناحه حتى أنجبت له مريم .

    ***


    ونقطة التقاء الأحبة هي نقطة الانتظار ، يتحدد طولها أو قصرها بقوة ( دائرة الانجذاب ) .. وعندها يضع المحبون رحال اللهفة تنطلق رحلة اختيارات كثيرة ،، وقودها الشوق المتجدد ، والذي يظل يتبتل في طقوس الحب سنينا ، عمرا ، وإلى أبد الشوق ...
    اقرأ عثمان حامد :
    لم يكن بعيداً ذاك اليوم الذي وضعت فيه كفي على كفك بعد أن حومنا معاً على حواف دائرة الانجذاب – علقنا معاً اللهفة على مشجب اللوعة ، وأخذنا في الاحتراق على لظى الأشواق ... يا مريم هنا يأخذ النهر الكبير راحته ، فهل نحني أصابعنا بحنا الطمي المنهوك من الرحلة الطويلة هابطاً من التلال البعيدة قادماً من هضبة مملكة الخصوبة ، هيا مدي أسرة الدم ودثريني بالآهات .
    كم سنقضي من العمر معاً وتظل شمسنا تتوهج ويتعالى سناها ، فإن حباً مثل حبك هذا لا يطرق باب القلب في العمر مرتين .
    إن حباً مثل حبك هذا قليل ما يطرق باب القلب ، فدعيني أغمض عيني للمرة الأخيرة فإنهما لم تريا الراحة مذ وقع بصري عليك .

    ***

    يقول عثمان حامد بلسان الراوي ، حبيب مريم ، وعريسها :
    فتحت باب مخدع مريم فصر صريراً خافتاً كحفيف أغصان الشجر الباذخ ...
    وهكذا هي كل أبواب الحب ، يكون صريرها خافتا .. وهكذا هي أثداء الحب ، كلها ممدوة بماء الورد ، وهكذا كلها أسرة الحب ينداح عنها الكهرمان ..
    وصلاة غبريال خال مريم تكمل سجود أم الراوي وابتهالاتها .. وسيرة الطيب الأمين ( أعد قراءة الاسم ) والد مريم تأتي على لسان غبريال ، وأم جمعة والدة مريم يقع عليها الحب وقوعه على مريم ، بنفس السهولة ، بنفس السرعة ، ،، وغبريال نفسه يتجه شمالا ، فيلتقي قرنفلته هناك ، لكن أحدا منهم لا يهجر ثقافته ، ولا لغة قومه ، فيشتبك الجنوب مع الشمال في حالة حب ، تتضاءل معها حالة الحرب ، ويخرج للدنيا جيل لا هو بالجنوبي ولا هو بالشمالي ... إنه جيل خرج من بوتقة الحب ، فيكون عشقه للوطن كله ،
    افرأ عثمان حامد في هذا الجزء :
    فتحت باب مخدع مريم فصر صريراً خافتاً كحفيف أغصان الشجر الباذخ ، رأيتها وكأنها تمد ثديها بماء الورد وتتهيأ للولادة ، ينداح عن سريرها الكهرمان .
    سمعت ابتهالات أمي وهي خاشعة في السجود ودعوات خالها غبريال مطل على حلم الغابة المزينة بالشجر وعيونه قد اغرورقت بالدمع يتلو صلاة العاشقين خافضاً بصرة ، قرع أجراس وطبول ، تتردد أصواتها العالية وتذهب بعيداً إلى مهرجان الرعود ، تطير مع أجنحة أقواس قزح وتلتقط ذيولها بقايا دخان عود الصندل الذي أطلقته أمي .
    جلست إلى غبريال فحدثني عن سيرة الطيب الأمين والد مريم وكيف أنه قد افتتن بأمها – شقيقة غبريال – حفيدة أحد السلاطين وكيف أنه أخذها من يدها وذهب ليخطبها من أبيها الذي أحتد معه قليلاً ولكنه تبدل عندما رأى علامات لا يخطئها من كان له مثل فراسته ، فقد امتلاء قلبه بالاطمئنان لذلك الفتى الجريء فأعتبره واجداً منا وقبله زوجاً لابنته أم جمعه .
    قدم الطيب الأمين من الشمال مع بعض أبناء عمومته فعلم لسانه لهجات أهل الغابة ، فرأى ذاته ماثلة بينهم فوجد له مهجعاً وطعاماً وتردد في دواخله صدى ما كانت تمتلئ به نفوسهم واقتاده قلبه إلى تلك المرأة القوية الشكيمة فعبر إليها وتهادت براعمها في ركابه حتى تفتحت أكمام وردة مريم .
    قال غبريال : أما أنا فقد اقتفيت آثار الطير والنهر فحملني إلى بعض القرى الشمالية وعندما اكتملت لي إشارات النخيل والقمح – وقفت على حصادها حتى تواصل الغناء على أنغام الربابة وضرب الأكف وخطوات رقص الحمام – فلما تبعثرت روحي نشرت قلوعي ماضياً بدراسة العالية لمعالجة علل القمح في المدائن البيضاء البعيدة وقد عبرت لها البحار واخترقت سماوات غابت عنها شمس الحرارة الملتهبة ، في تجوالي سكنت روحي إلى قرنفلة أهديتها قلبي فأنجبت لي فتىً نابهاً جلبت له صغرى شقيقاتي لتلقنه حروف لهجة آبائنا لتمتد جذوره عميقاً وتطل شجرته على الغابة الكبرى .

    ***
    والقارئ لقصص عثمان حامد يتلمّس فعلا عمق الكتابة ، وجمال اللغة ، والأسلوب المتميز ... كما أن النسيج القصصي لدى عثمان حامد محكم للغاية ، فهو لا يترك قارئه يفلت منه ، أو يدع الكتاب جانبا ، بل يدفعه لمواصلة القراءة ، والمتابعة ...

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:14 PM)

                  

09-01-2010, 02:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (19)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (9) :



    ثم بعد الانتقال شمالا ، كانت الحرب أيضا هناك ، في مرآه ، في مخيلته ، في حسراته ، فيتوزع قلب الراوي ( البطل ) على أطراف الوطن وهي تحترق ، ويعمها الخراب ، والطبيعة كلها ، النهر ، الشجر ، الهواء ، وابتسامات الناس ( الأعياد ) ...
    اقرأ عثمان هنا :
    أول المساء والمغيب يضرج مقدمة أقنعة الليل ، الرياح تلامس صفحة ماء النهر ، جلست موزعا قلبي على كل الجهات ، القرى البعيدة وقد حفها الخراب ، الأشجار وقد كمم أفواهها دخان الحرائق ، الأعياد التي انحسرت والعويل الأخرس المكبوت في صدور الأمهات .
    ثم أن أنهارنا أيضا تتسم بالتنوع ، تتنوع ألوانها ، وتسمياتها ، أزرق ، أبيض ، ويخرج من تنوعها هذا الكائن الخلاسي ( كائن متعدد الأعراق ) ، وعلى الشط أيضا يجلس أناس متعددي الأعراق والألوان ، يحبون بعضهم ، يثرثرون ، ويلهون ، ويضمون بعضهم ، ويشاركون النيل نزهته وفرحه ..
    ولن أنقل الصورة كما نقلها عثمان حامد :
    جلست على شاطئ الملتقى والأزرق ينشر سجادته على الملأ – الأبيض يأخذ مداه مدخلاً عناقيده الفضية في الأزرق المثقل بالطمي والصلصال لتتكون مخلوقات الماء الخلاسية – يذهب النيل في نزهة وتزدهي الشطآن . خرجت نشواناً من سهيل مهرتي وانشغلت معها بثرثرة وضم ، كنا شغوفين بالملاعبة واللهو وأكملنا نزهتنا في الأحاديث ولكني خرجت وحيداً فأحاطني حصار كائنات الغابة صارخةً بلهاث وهذيان .

    وهنا كتاب يختزله عثمان حامد في جملة :
    ( نذر الحرب المتجددة والتباسات العداء والخصومة ، الدم المهدور والعدل الضائع المضيع ).
    ورغم أن هناك من يشعل الحرب ويصب الزيت فوق نارها إلا أن وشائج الدم والقربى وأشياء عديدة مشتركة تجعل التقارب ممكنا ، والتعايش ممكنا لدرجة الحميمية ، لدرجة العشق ، والهيام ، فسهول الحنين تدعو العاشقين إلى العبور ، واجتياز حواجز الخوف ، والانتصار على الهزيمة التي يسعى إليها الذين أشعلوا الحرب ..
    اقرأ عثمان هنا :
    الشرارة الأولى والشرارات اللاحقة ، رسائل الهباء ، الأقنعة البشعة ، والنزوح الجماعي ، للكائنات إلى العراء والمجهول ،الأرض المسيجة ، ظهيرة الجمر ، أمسيات البروق ، أضغاث أحلام المياه وأرض الصقور اليابسة .
    أنا العاشق استقر تاجاً على قلبها ، ليس وحده الدم يجمعنا فقد أجبت نداء عينيها ، عبرت لها سهول الحنين وأخرجتها من البراعم والسنابل وارتميت على باب دمها الشمالي فتلقفتني وقربتني وغطت وجهي بأهدابها ، تهاوت أنفاسنا ومكثنا لليلتين بغرفةِ مرحه وغمرتني بترف أنوثتها ، فأحكمت حصاري على أزاهيرها الطربة ، رفعت لي فماً كاللبن مضمخاً بعطر أنفاسها في ليلة العرس تلامسنا بالحناء والبخور وارتجفنا من عذوبة العطر .
    رويت لها حكاية الدم .
    ألم تقرأ عثمان على لسان الراوي يقول أنه حكى لها حكاية الدم ، وما أدراك ما حكاية الدم ... الدم الخلاسي الذي احتوته مريم ، أم الدم الذي نزف بفعل الحرب وما كان له أن ينزف ، أم أنه دم مريمه العذراء في قمة الاشتهاء !
    والحرب ما تزال ممسكة بالخيال وبأشياء الناس ، وبشاعتها ما تزال تتراءى له ، رغما عن أن العرس في أوجه ، انظر إلى مدننا وقرانا ، إلى أطفالنا وشيوخنا وفتياتنا ، كيف ذبحوا وشردوا واستبيحوا وجرحت أحاسيسهم ... ثم الحوار الشهي ومريم رمز الجنوب تعشق الشمال ، والراوي رمز الشمال يعشق الجنوب ، فيؤكد الراوي أن اكتماله - وهو شمال - في جنوبه ، خلق منه روحا وجسدا ، وأنهما قد تكونا من بعضهما ، فكيف كان هناك سمال إن لم يكن هناك جنوب ؟
    تمعّن عثمان حامد جيدا هنا ، وهو يرسم رباطنا الوطني الأبدي وخيوط تشابكنا التي لن تنفصم :
    الخروج من العاصفة بحصاد الجثث ، الرجال الأعزاء الذين يغطون في نومهم الأخير، الصباحات البائسة للنساء المذبوحات بفؤوس الجنون ، هزائم المدن الصغيرة ودموع القرى المسفوحة ، أحاديث الإشارات بالحناجر المجروحة بالبارود ، القرابين المستباحة وأطفال الكهولة والفتيات اللائى أصابتهن شيخوخة الغربة والتشرد .
    انتشر الليل كظل فوق روحها وتأرجحت عرباته فقالت لي مريم ( أحببتك من رنيين أول طرقة على خشب بابك ) وقلت ( أصابني انبهار وحيرة شاهقة ، فكأن اكتمالي فيك وأنني قد خلقت روحاً وجسداً منك وانك قد تكونت مني وفي ) . تتنفس برئيتي وينطق لسانك من لهاتي وخطواتي من أول خطواتك ، نتوهج معاً في شفافية الضوء وكثافة الظلام ، نتدثر بجوهر الموت والحياة ونرتدي – من النهر العظيم – وشاحات الماء .
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:13 PM)

                  

09-01-2010, 02:35 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (20)



    ود قاسم يكتب عن " مريم عسل الجنوب " وعن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م (10) :



    وتطل علينا أنثى لم يكن لها دور من قبل ( امرأة شهدت بوادر الولادة ) لتروي على مسامع الراوي مشهدا لا يشهده الرجال ، وكان يمكن أن ينقل عثمان حامد خبر الولادة إلينا مباشرة ، وربما نفهم أنّ الراوي لم يشهد الحدث لكنه تابعه من بعد ، لكنه كان أكثر دقة حين جعل المرأة التي شهدت بوادر الولادة تنقل إلينا التفاصيل ... والمرأة تحمل البشرى فأفلت منها ثوبها ، وجاءت إلينا تلهث ، فتصف المكان وكأنه هو نفس المكان الذي شهد الحب ، وشهد مريم وهي تغمر عريسها بأنوثتها ... وهو أيضا نفس المكان الذي شهد الحرب وهي لا تفارق المخيلة ... والصبر هو ديدن الناس هناك في مثل هذه الأمكنة ، والتوجه إلى الله هو الملاذ ...
    وآلام المخاض ، وكيف تقابلها نساؤنا ، وكيف يرفعن أصواتهن بالأنين ، لكنه عند عثمان حامد هو نشيد ، وترنّم ، وغناء ، لذا فهو يعقبه فرح كبير نعبر عنه في أساليب شتى ..
    روت امرأة شهدت بوادر الولادة وهي تلهث بأنفاس مبهورة ، أفلت منها ثوبها قالت : ( المكان هو المكان ومريم تحمل بطنها – النسوة ممسكات بصبرهن تملأ قلوبهن ابتهالات ودعوات .
    نهضت مريم من سريرها وكأنها تنشر قلوعها لتملأها بهبوب الريح والأعاصير ، وأخذت تترنم بأطراف النشيد من مراجعها ، أفردت أجنحتها المتخيلة ، ليرتفع صوتها عالياً ، عالياً بالغناء كأنه العصافير تخرج من النافذة . قالت:
    ( انفتح قمقم الصلصال وأخرج سره ملأ هواء الغرفة بمئات الفقاعات الحليبية الصغيرة والكبيرة – تطير بريشها الأثيري ، تتفجر هينة وتتساقط قطرات تفجرها بعطر منثور ، كأنه آت من حديقة وسط الحقول فيتعلق شذاها بثياب النساء الحاضرات فيخلعن أقنعة الريش ويشرعن في الغناء والرقص).

    وكأني بعثمان حامد يقول لنا : كما يموت الناس في الحرب ، وتتبدل العلاقات الاجتماعية ، فإنه
    أيضا تخرج من الحرب أرواح جديدة ، وعلاقات اجتماعية جديدة ، ودائما الآتي هو الأجمل ...
    ***
    وختامه طفل ، خرج من صلب الحب وترائبه ، يشبه الكائنات الخلاسية المنتمية للنيل ، ينضم إلى أمه وأبيه فيكونّوا مع بعضهم ثلاثيا يصرخ في العالم بالنصر على كل ما هو قبيح ، فيقابل العالم صراخهم بالزغاريد ، والاستغراق في السجود والابتهال ، صلاة يؤديها كل واحد بما يمليه عليه دينه ، وتتوجه كل هذه الصلوات إلى الرب في تكاملية تجعل الرب يستجيب لدعائنا الكلّي بسلام دائم ...
    اقرءوا عثمان حامد في الجزء الأخير من قصته مريم عسل الجنوب ..

    وقبل أن يهبط إلينا ، أطل برأسه ، أجال بصره بيني وبين مريم فصرخنا معاً بصوت ثلاثي الأبواق كأنه الصهيل .
    زغردت النسوة واستغرقت أمي في السجود والابتهال وتمتم غبريال بصلاة حارة وهو يأخذ طفلنا بين يديه .
    ***
    عن الأستاذ / عثمان حامد سليمان :
    نعم إنه باذخ في إنسانيته ، وهكذا يكون المثقف الحقيقي ... وإنها لمعلومة قيمة أن عثمان حامد يهتم بتطوير الآخرين ، وقد فات علينا جميعا ذكر هذه الخصلة الكريمة عند عثمان حامد ... تخيلوا أن عثمان حامد فعلا يهتم اهتماما كبيرا بتطوير الآخرين ، هو يتابعكم من خلال منبركم هذا ، ويتواصل مع كثيرين من الكتاب ، ومن الأدباء ، وقد ذكرت مرة في حديث عابر لعثمان الكاتب الروائي إبراهيم إسحاق ، فاتضح أنه يعرفه وأنه تواصل معه وأنه يرغب في اتصال ما انقطع بسبب الغربة ... وفي محل إقامته يقيم عثمان حامد علاقات طيبة مع الأدباء من حوله وغيرهم من أبناء بلاده ، وهو الآن يقود عملية تطويرية كبرى في القطاع المصرفي ( مجال تخصصه ) تستهدف تطوير قدرات المصرفيين الشباب في بلادنا..
    لك الشكر طلال على هذه الإضافة المتميزة وتنبيهنا إلى ما أغفلناه ...
    ***
    لا أعلم كيف انغرست في داخلي رغبة في أن أطلق عليك ( حطّّاب الصندل ) ... فأينما تذهب ، جسدا أو خيالا تأتينا بالجمال وبالعطر وبالندى .. والقارة من نقطة ابتدائها الأولى إلى نقطة ابتدائها الثانية ممتلئة بالوسامة والنبل ، والنساء ينضحن جمالا ، و( ينقّطن عسل ) ،، والعسل كله حلو ، لكن النكهة هي نكهة الطبيعة والروح ونكهة الدواخل ... خذ فأسك يا صديقي ، لا تدعها ، وفي تجوالك جنوبا وشمالا ، شرقا وغربا ، احتطب لنا ما يعطّر حياتنا ، وانثر فينا ورداً ، بنفسجاً ...
    ****
    الختام :

    الرابط لملف " ود قاسم " في مدونة سودانيزأونلاين 2006 م ومعه مشاركوه من الأحباب الأفاضل
    ومن الفضليات :
    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&b...221516&func=flatview

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 06:13 PM)

                  

09-01-2010, 02:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (21)



    tumadur.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    تماضر شيخ الدين تكتب عن الأستاذ / عثمان حامد سليمان 2006 م




    قابلته فى منزل هشام المجمر حين زرت ابوظبى
    اهدانى الكتاب مذيل باهداء
    وعدته بقراءة الكتاب والمشاركة فى البوست
    دعنى اقول لكم عنه شيئا مختلفا
    عثمان حامد يحترم زوجته بسخاء مفرط
    لفت نظرى الطريقة التى يذكرها بها امامها والطريقة التى يخاطبها بها
    هذا نوع نادر من الرجال وانا جندرية املك قرنى استشعار خاصيين لافرق بين الافتعال والتلقائية فى فن معاملة الزوجات

    انه رجل جدير بالاحترام
    "وحكى لى نكتة كادت ان تودى بمصارينى الى غير رجعة"
    له ولزوجته بثينة ..التجلة والاحترام
    ولهشام المجمر الذى سخر لنا هذا......

    سأعود كما وعدته لاعلق على مريم عسل الجنوب

    الرابط :

    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&b...221516&func=flatview

    *
                  

09-01-2010, 03:01 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)




    (22)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    قاعة الدانة بفندق الهوليداي إن بابوظبي، حيث الملتقي و الافطار و الاحتفال بنفس القاعة ..
    من إعداد السكرتير التنفيذي للجنة الأستاذ / ناصر الأمين
    عاجزين جميعاً عن شكره

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-01-2010, 03:03 PM)

                  

09-01-2010, 03:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (23)



    الكاتب الروائي " عاطف عبد الله يتحدث عن تكريم الأستاذ / عثمان حامد سليمان



    أنها حقا لفتة بارعة هذا التجمع الكريم
    وأجمل ما فيه أن يتم تكريم هذا الإنسان النموذج لكل جميل
    القاص والأديب عثمان حامد سليمان
    الذي قرأ لعثمان وأعجب به نقول له لو عرفته عن قرب لتضاعف إعجابك به
    وأنتم تكرمونه تكرمون في شخصه لفيفً من الأدباء والفنانين من أبناء جيله وبطانته الخاصة
    عمر الطيب الدوش / كمال الجزولي / مصطفى مدثر ....
    والعديد ممن شكلوا وجداننا الثقافي والأدبي من محجوب شريف إلى محسن خالد


    *
                  

09-01-2010, 03:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (24)



    الأستاذ" مجوك نكديمو " يتحدث عن " مريم عسل الجنوب" والكاتب عثمان حامد سليمان ( فبراير 2009 )



    عندما استضاف منتدى السودان الفكري في أبو ظبي الكاتب عثمان حامد سليمان ، قدم الصحافي الأستاذ / مجوك نكديمو تحدث عن مريم عسل الجنوب وتحدث عن الكاتب : الأستاذ / عثمان حامد سليمان :
    وهذا ملخصنا لحديثه :

    لقد علقت من قبل على قصة " مريم عسل الجنوب و دخلت من باب " الأدب المقارن " وقدمت الطروحات الروائية لدى " ارنست همنقواي " و "برنارد شو" وكيف أنهما كانا يرفضان الحرب من خلال " الثيم " الروائي . وعندما تحدث الكاتب الأستاذ / عثمان حامد سليمان تحدث أن الحرب ليست غاية نبيلة .
    نحن عند تعاملنا مع الأعمال الأدبية ، نتعامل بالنصوص المفتوحة وليس الكاتب ملزماً بالشرح والتبرير ، لأن النص كافٍ . والإنجليز لديهم تعبير أراه أكثر دقة ، فحين يتحدثون عن CRITICAL APRECIATIONS ) )
    يتحدثون عن تحليل النصوص ودراستها بخلاف ما هو في اللغة العربية ، حين أن المصطلح في العربية " النقد الأدبي " ، وهو يوحي بكشف عيوب النصوص أكثر من تحليلها .
    وفي رأيي المتواضع أن الأستاذ / عثمان حامد حاول التعامل مع قضية مهمة وهي التصاهر أو التزاوج ، وهي مسألة قديمة قدم التاريخ .
    أذكر في العام 2001 كنت أقرأ عن دراسة عن " دي أن ي " في بريطانيا ، فقد أثبتت أن وسط (4) أشخاص هنالك واحد أجداده من السُمر ، ومن المراجع تبين أن الرومان قد غزوا مصر وشمال السودان واختلطوا بالأجناس هناك ، ثم غزوا انجلترا وتزوجوا أيضاً .
    يوجد في تاريخ السودان أيام المهدية ، فقد تزوج المهدي من دار فور وهي والدة السيد عبد الرحمن المهدي وجدته من " دينكا أويل " وتلك من الأسباب التي سند فيها " دينكا أويل " المهدية ، ومن هؤلاء جد لاعب الهلال المشهور " أيور أتي " .
    حاول الكاتب عثمان حامد في معالجته القصصية ، تحدث عن " أم جمعة " وتحدث عن " مريم " بطلة القصة في " مريم عسل الجنوب " ، وهو يصف البطلة بقِصر الشعر وغلظ الشفتين ، وهي ملامح اختلاط الأجناس .
    لقد قدم الأستاذ / عثمان حامد من خلال القص خدمة في مسألة أوجاع الوطن ، وقد اقتحم بهذه القصة مياه لم تستطع السياسة من اقتحامها .
    له منا كل الشكر والتقدير

    *
                  

09-01-2010, 04:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    *







    نهدي زوار الملف : ألحان " بناديها " شعر الراحل عمر الدوش وألحان محمد وردي "

    أداء " لؤي شمت "

    *
                  

09-01-2010, 09:20 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل لملف
                  

09-01-2010, 09:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (25)

    يحق لنا في ذكرى المبدعين أن نتذكر الذين أزهروا برؤاهم المبدعة ، ومن قبس نبوءتهم نهلنا :
    *
    Kaleel.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    العملاق خليل فرح


    قومو خلو الضيق في الجاين .. شوفوا عز الصيد في العساين
    يله نقنص نطرُد نعاين .. النهار إن حرَّ الكماين
    كلـبي يا جمجوم أصلهُ خاين .. شوفو كيفِن يبرَ المَلاين
    هبّ شال .. وكشح المُراح
    **
    في الخميلة انجلتْ المحاسِن .. عيني حايرة ومَشى قلبي حاسِن
    بعض حُسنِكْ هي يا محاسِن .. الحرير حين قدميكِ داسِن
    والزهور حين شفتيكِ باسِن .. والغصون من لدنك مياسِن
    والنسيم فاح بَكر الملاح
    **
    يا الطبيعة الواديكِ ساكِن .. مافي مِثلك قط في الأماكن
    يا جمال النال في ثراكِن .. يا حلاة البرعَنّ أراكِن
    في قفاهِن تور قرنهُ ماكِن .. لا غِشن لا شافَن مَساكِن
    في الخزام والشيخ والبراح
    **
    شوف صباح الوادي وجمالهُ .. شوف خضارهُ وصيدهُ ورمالهُ
    شوف يمينهُ وعاين شمالهُ .. شوف نسيم الليل صاحي مالهُ
    شوف فريع الشاو مين أمالهُ .. البدُر خجلان من كمالهُ
    والصباح لاح بهل الوِشاح


    Quote: السودان الوطن الممكن :

    من خليل فرح إلى جون قرنق وما بعد "بالطريق الشاقي السودان"

    د. عبدالله جلاب

    جامعة ولاية أريزونا

    [email protected]

    وصف خليل فرح لبلاده نفراً من أبنائها بقوله "يا بلادي كم فيك حاذق غير الهك ما أما رازق" وزاد في وصف أو ما يميز ذلك الحاذق عن من سواه بأن من " شعاره دخول المآزق" وأنه "يتفاني وشرفك تمام." ما كان للرجل أن يتحول من خليل أفندي فرح إلى خليل فرح لو لم يكن شعاره هو الآخر دخول المآزق. وذلك عن طريق إنغماسه في حركة تغيير مناخ الحوار الوطني ليشتمل على قضية الوطن بكامله في إطار المجال العام لا المجال الرسمي الذي كان هو أحد موظفي دولته. بمعنى آخر إن خليل فرح عندما إنتقل من مجال المجتمع المحلي للدولة إلى المجال العام للوطن أصبح غيثارة الحركة الوطنية التي رأت في الإستعمار هواناً للأمة وهو بذلك أمر لا يطاق. غير أن تغيير مناخ الحوار الوطني وقتذاك قد أعطي ما هو أكثر من ذلك. لقد حول ما بين يوم وليلة من لفظة "سوداني" التي أراد بها المستعمر تخصيص قطاع من الأمم السودانية بالدونية إلى شارة فخار جامع تتوشح به الأمة السودانية. وبذلك فقد تحرر الخيال السياسي والإجتماعي السودانيين بشأن مخيلة صناعة وماهية الأمة من ربقة الإستعمار. لذلك كانت تلك اللحظة التاريخية شارة العبور الكبرى من ضيق القبلية التي أراد بها المستعمر تقزيم التجربة السودانية إلى رحابة الوطن التي تجلى في لحظتها التاريخية تعظيم التجربة السودانية. ومن تجليات تلك اللحظة التاريخية أن إجتمع شمل الجماعة الناهضة والتي كان شعارها دخول المأزق ليضم ضباط الجيش وعلى رأسهم علي عبداللطيف وموظفي الدولة وعلى رأسهم عبيد حاج الامين وخليل فرح والجلابة أو الطبقة التجارية وعلى رأسهم سليمان كشة والنقابيين وعلى رأسهم علي أحمد صالح والتهامي محمد عثمان مع آخرين في أنحاء الوطن من أجل تعظيم التجربة السودانية. وعندما إختاروا علي عبداللطيف رئيساً لجماعتهم لم يكن ذلك لانه جاء من أب دينكاوي وأم نوباوية. ولو كانوا فعلوها من أجل ذلك لكانوا قد إنحطوا بالتجربة السودانية إلي مجال القبيلة التي قد تجاوزوها تجاوزاً كاملا بتعظيم التجربة السودانية. لذلك لم يكن علي عبداللطيف دينكاوياً أو نوباوياً وإنما كان السوداني الأول. هو والذين معه كانوا رواد مشروع السودان الجديد بلا مجادل وقد تجلى ذلك في مسلكهم العام والخاص كما تجلى في برنامجهم الذي ساهم بقوة في تغيير مناخ الحوار العام وعمل على تحويل المجال العام بفيض ذلك المناخ المتجدد بالمعاني المتعالية على المشروع الإستعماري الشمولي الرجعي إلى مساحة حبلى بالجديد من أجل قيادة حركة التغيير الإجتماعي. ولعل الذين يتحدثون عن على عبد اللطيف الآن في غير ذلك الإطار يحطون من قدره ومن قدر التجربة السودانية بتقزيمهما في إطار القبيلة لا بتعظيمهما في إطار الأمة.


    ونواصل


    *
                  

09-01-2010, 11:40 PM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    بعض صور الاحتفاء بالمبدع "عثمان حامد سليمان":

    IMG_9546.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    IMG_9532.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-02-2010, 00:01 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)

    بعض الحضور الكريم:

    Aud02.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    aud03.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    aud04.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    Aud01.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

09-02-2010, 00:07 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)

    أجمل ما أنتج الإنسان "عثمان حامد سليمان":

    حسام - خالد - هديل - طارق

    Family02.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    خالد - حسام - هديل - طارق

    Family01.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة بدري الياس on 09-02-2010, 00:09 AM)

                  

09-02-2010, 00:24 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)

    مشاهد وابتسامات بلا حدود:

    Arabi01.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أحمد العربي والعدسة الشقية

    hashim01.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الأستاذ عثمان حامد والدكتور/هاشم الحسن


    group02.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    دفع الله (ممثل بيت الفنون)، عربي، عثمان حامد، محمد سيداحمد، الشقليني


    HalasudanMS.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    عثمان حامد، محمد سيد احمد، الحلاوي



                  

09-02-2010, 04:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)



    (26)



    أبو بكر يورد نصوص من " مريم عسل الجنوب " ويتحدث عن القاص الأستاذ / عثمان حامد سليمان



    جميل ان تجد كتابات عثمان واسلوب عثمان بعض قليل من تقريظ مستحق ..علاقتي بعثمان قصيرة لكن ان قرات له مرة تجد انك تعرفه منذ عقود ...امل من الجمع الزائر لمنبر محمد سيداحمد هذا ان يعرف الجمع بروائع عثمان وانا هنا اشارككم في احدي روائع عثمان من كتابه مريم عسل الجنوب .. ارجو ان تجد عند المهتميين منكم بالادب والقصة تعقيبا وحوارا يلقي ضوء علي هذا الكاتب الاديب الرائع


    ______________
    الظلام
    --------------
    شمس ضامرة أخرى هذا الصباح تستند على قوانم متمالكة .
    بيوت المدينة ساكنة في الرماد، الشوارع مسكونة بالعتمة ، الحواvي بالنحيب المتقطع والنسيم غريب الدار.
    رضعت ليلى من أثداء الظلام وتقرفصت وحيدة في قعر الدار.
    طرقات خفيفة كأنها الفاجعة تزحف على خشب الباب ، كالمكيدة تكمن خلف الأعمدة . نهضت أمها الكفيفة وهي تتحامل على قوائمها . نفضت عنها غبار الفيبوبة . كانت ليلى تقف متحفزة عند الردهة الأمامية ينحدر بصرها نحو الجدار الذي يجرحه الباب .
    انساب فيض من الضباب وتململ الهوا ء المموم ، فرنت ليلى إلى فرجة الخشب ، وعندما لمحته في حلته السمراء توارت مسرعة إلى الداخل .
    بدا الطارق في وقفته الوجلة وكأن الحرب قد لفظته ، بالغبار على سترته ، كأنه ذبابة الخندق ، كأنه جريح عابثة القناصه ومثلوا به في احتفال الرصاص والقنابل .
    "ديفتح بوابة الذاكرة بعد أن نفاه القادة عن وليمة أوسمة
    الذهب وأخرجه الجنود من احتفال نجوم الفضة .
    تدخل أسرابه كترياق المدافع وهي تسقط دخانها فوق ملاجئ العدم . ينفر من ذاكرته كقاتل يتشبث بعظامه يحاصره الفراغ
    يهرب شهوده من أمامه وهو يترافع عن مهمة الصدى والوجوم . يبدو كمن طحن المغيب نهاره فأصبح من طرائد
    اليأس ، يرمي سهام الرماد على منازل العرس وتسقط أشلاؤه في . مجاهل الرمل .
    الحرب تضرم الهذيان فيشتعل مسرح الغابة بحمى السنابل
    ويفر الطير من الأوبئة . يقود القاتل موته فوق جثة القتيل "
    كان للطارق عينان صخريتان ، ربما فولاذيتان . لكن هذه
    السيدة لا تبصر، إنها كفيفة كثيرة التوجس ، تعي الصمت
    وتستظل بشجرته العالية . مضى عليها أكثر من عشرين سنة وهي ساهرة لا تنام تستشعر الهواء الداخل بقرنيها الخبيئين
    - تصوب أنبوب أنفها على شقوق خشب المدخل ، لا يهدأ شهيقها، لاتغفو وهي تحرس بابها .
    تشممت عتبات دارها ومدت أذنيها تتسمع الخربشات على خشب الباب
    أما الفتاة ليلى، فقد كانت جوهرة الدار، يبت ق حسنها في عيني أمها الكفيفتين ، كانت ترفل في حرير الغواية ، زهرة نارية تحرق قلوب الفتيان . تفتحت براعمها الحلوة في أكباد الغزلان . جسدها لدن كطينة الينابيع الأنثوية الطيعة ، نضرة كسنبلة البهاء في رداء الفل والياسمين ، تتدلى عناقيد الأعناب والرمان من أفصانها الريانة ، كوكب ساطع ومضيء في عليائه . طير غريد يتفنى بعافية الفجر الطالع ، حديقة كبيرة أزاهيرها مغموسة في الندى البهمج .
    كانت الفتاة ليلى لا تخرج من دار أمهاكثيرأ ، كانت تخشى النظرات التي تخدش رقتها وخفرها ، تفر من تربص الفتيان بها وتفزع من الوقوع في حبائلهم ، كانت ترى عند كل منعطف فخأ منصوبأ ، فالعيون لا تففل من حسنها الباهر، وكانت هواجسها تصور لها وثوب غاصب بليل .
    الباب قلق بهرج الطرقات . بيد مرتعشه فتحت الام بابها فباغتها الواقف خلفه بجماع كفه تدحرجت منكفئة اثر تصاعد اللطمة الصاعقة علي صدغها.
    خطا فوق جسدها الهامد، كان يحسب أن الحياة قد فارقته . لم يترجل من صهوة الرغبة ، أسرج جوادأ أصهب . تراجعت ليلي وهي تلوذ بحصون من وهم
    انتشرت حمى انتباه الجسد، توترت أقواس واشرأبت نوايا نفثتها تلافيف مشحوذة كالخناجر. أياد مروحية تدور ثملة. مناجل مسننة تشتاق لقطف فاكهة طازجة وحلوة . جسد يقظ يفصح عن عداء ويصرخ بالشرور، يشهر سيفه الشبقي ليقطر به رقابأ محرمة .
    ركض إليها شاهرأ خنجر المجون ، استدارت لتحتمي بالأركان ... حطم أسوارها ومزق الأستار، انقض عليها كذئب لاهث . قاومت اكتساحه بأظافرها وأسنانها ومنعت لنفسها دفاعات ، لكنه أحكم عليها حصار المذبحة المجنونة ، أشعل فوقها نيران عراكه ، اقتنصها بسهامه الجارحة فغرقت ، مزق ثوبها في النزيف .
    تساقطا معأ ، هي في العري والامتهان ، وهو في استراحة الأوردة المهتاجة .
    هبط طائر السكون ، خرجت أبواق الضجير من هيئتها ودخلت
    في معطف الصمم ، هوت الفرفة في بئر الصمت بحوائطها
    الظلام جوف ابن أوي وبوابة الطين الأعمى.
    الظلام سقوف تطبق على أرضياتها بقرات سوداوات بلغت
    سن يأسها وتيبست ضروعها .
    الظلام نقيض حسنها ، نقيض العصافير، الزهور وااحفيف .
    الظلام ثوب من القطران ، دلاءه مملؤء بالهواجس
    على بعد خطوتين من المذبحة نهضت أمها ، قامت من انحنائها ، انطلقت شرارات من عزيمة الجمر، طقطقت النار، كشرت النمرة العمياء عن أنياب كالحراب المسنونة ، أشهرت أظافر ظامئة تشتاق للدم ، عوت عوا ء طويلأ ومجروحأ . دهمته كقاطرة حديدية تندفع بقوة مجنونة . اكتسحته بأعصايرها الغاضبة . عندما ارتطم الجسدان ، أنشبت أصابعها في عنقه وشددت قبضتها على خناقه ، كزت أسنانها . لا فكاك ...تلجلج وارتج جسده متراقصأ .
    هل مات ام هي تستميت في خنقه؟
    بدأ يهبط متأرجحأ بين ساعديها ، هوى على صدرها ، كأنه
    معلق بها، كأن قامته قد ارتسمت في حضنها .
    اخذ جسده يتقلب في تلاحمه بجسدها كمن يريد ان يتوحد بها. لفظ اخر انفاسه مات هناك وهي مدهوشة فزعة وهو قابع بلا حراك يسبح في خضم حبر ظلامها الاسود يشد جسدها الي اسفل يكاد يطيحها بثقله بدات تحس الما مبرحا جسده المتعلق بجسدها ينغرز كانه نصل يمزق اوصالها
    انفطع أنبنه وتلاشت رويدأ رويدأ ريحه .
    عندما خرجت أمها إلى الطريق كانت ترتعش من الحمى وكانت السموم تدخل مدية الريح في رئة المدينة فتنفتح لها بوابات الجهات الأربع ، نثار، اقتحام ، هبوط وايلاج في الأنقاض البائسة البرصاء.
    جلست المدينة على خاصرة النهر وقد غادرتها الخضرة والنضار وزحف الاصفرار على بريتها . جبينها مجدور وعرباتها العريانة تستلقي على أسرة طرقاتها الموبوة ، تقاطعت أرتالها الأولى. تقافزت حسراتها البكماء صوب الهاوية ، تظاهرت باشتعال الغبار وأسقطت أشجارها أجنة الظل ، فعكرت نهار الحديقة ، تعاقب عليها ليال ونهارات كثيرة ة وبللت أقدامها مياه النهر الكبير.
    بركة ماء مسورة بالعشب بصقها النهر، كراكي وبجعات وطيور ملونة لحتقط ديدان الطين . الجسر الحديدي يظلل النهر الهادئ، ينعس على دهانه الأخضر الباهت .
    تتفتح أرحام النهر الهادئ تستقبل لقاحات الطمي الأزرق على مشهدة من الصيادين والأسماك . يخرج أطفال سمر يتعابثون بالأحبال السرية والشباك البيضاء وبأشرعة المراكب وبالخشب الطافي فوق الماء.
    على رقعة متهتالكة من أرض طينية مرتجفة ، شمالأ على مرمى من رؤية النهر والمدينة ، أقعت أم ليلى وأناخت بحملها الذي اهترأت أطرافه وتساقطت . تأوهت ، فامتلات عيناها بالدمع .فاضتا . بكت جسدها الذي أخذ في التصدع ، جروحها المفتوحة النازة ولهاتها التي تشققت .
    خرجت به إلى الطريق وهي تحمله وشاحأ بشعأ وتأتزر بجسده الذاوي.
    هيأ بموته استعراضأ للمارة الذين خرجوا من أقنعتهم لشوارع المدينة ومسحوا جفونهم بزيت الدهشة .
    سفحت عافيتها وهي تخطو به تسبقها عيون الفضول ترقص في محاجرها . يستجمع الصبية المشردون بعض البذا ءات وتقافزون من قدامها ومن خلفها ، كأنهم طيور يتيمة تنقب عن أعشاش الشمس.
    هي ماضية بحملها تؤوي قيحأ في منطاد، تنتفغ بموت الذي تحمله بين ذراعيها ويتورم جسدها يصبر أسيرأ للتفسغ .
    كانت تتجول وفي قيادها رعب الجسد البارد المتحلل ، تحاصرها دهشة المارة وأسئلتهم المعلقة ... اصطبغ جلدها بحناء الجثة والتصاق لحمها الصمفي النتن الذي يطعنها بأشواكه.
    عادت تنشد لروحها ، تقغ على مزمار الدمع والنهنهات المتقطعة
    "خبئي يا بنيتي بذرة الذعر التي ستنتفغ في أحشامك ،
    خبئي لهاتك،
    خبئي انهيارك ،
    جثته تنتفغ هناك في العراء بعد أن رأها أهل المدينة ، قابعة . أنت في قعر الدار تنزفين من اعتداء أشيائه .
    سنعود معأ للجهر بالرائحة , نسدل الأمس لسكون النهر، لتحلل نسيج الماء, لاضمحلال القمر, لتكلس الشمس ،
    لتوحش النجوم ولخيانات الظلام ».

    *
                  

09-02-2010, 04:29 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (27)


    وكتبنا في ردنا حول ملف الأستاذ / محمد سيد أحمد عام 2006 م



    عزيزنا محمد سيد أحمد

    شكراً لك أن يسرت علينا أن نقرأ .
    لم يكن لقاء على الصفحات السيارة، بل كان الحديث كما أشعر جماع :

    كل يوم صور عبر الطريق تزحم النفس بها ثم تفيق
    ليس ما هزك حساً عابراً إنه في الصدر إحساس عميق
    ......
    زمان منذ قراءة نص نثري يُزلزل الثوابت .. ويجبرك أن تبكي حالك ،
    وحال الأهل والأصدقاء و الأقربين .
    أهدى إليَّ رفيق عمل من وطن مُجاور ، يُحسِن الظن بي ، ويعمل حثيثاً كما يُعلن دوماً حين يقول لي :
    ( أسعى لأعيدك مؤمناً ) !
    كنتُ أتبسم ، مُشفقاً عليه أنه لم يزل على سطح الماء ، يحتاج الزمان ليتعلم سباحة الأعماق .
    كان هذا الرفيق حاذقاً للغة العربية ومُجوِّداً للذكر الحكيم ، ويُتقن علومه الهندسية بصور تُواكب العصر ...
    ثم أهداني كتاب مُترجم للعربية عن ( إدارة الوقت ) .
    عجبت أيما عجب أن يُهدني كتاباً من هذه الشاكلة ، فهو يُخالف رؤياه لشخصي ، لكنه أردف :

    ـ هذا الكتاب يصُلُح لك .. وقد صدق .

    تصفحت الكتاب ثم بدأت أقرأ ...
    وعندها تكشفت لي أكثر قبضة المُجتمع الرعوي علينا ، في حركاتنا وسكناتنا منذ التصفُح .. !.

    ومع الكاتب المُذهل بحق / عثمان حامد سليمان

    جلست وقرأت هنا .. وقرأت المُداخلات جميعاً .

    ونقطُف هذا النص :

    [ فالزمن مختل هنا في السودان لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية اعنى وقت اكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه والعالم لن ينتظر ، فالايقاع سريع ومتناغم والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز، فالى ان يدرك الناس ان للساعة والدقيقة اهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.!! ]

    انتهى الاقتطاف .

    وهذه قراءتنا العجلى :

    قراءة الكاتب لمُجتمعنا : المُكتوون بنيران الوطن ، والهاربين به في القلب ،
    والمُفجِري أنفُسهم خارجه .. كقراءة ساحرة من قصص الخُرافة تنظُر الدنيا وقد تكورت في كُرة من زجاج .

    هكذا كانت مقالته على إيجازها البليغ ، دعوة لشُرب كأس من القهوة
    ومن ثم البُكاء المُر .


    قرأت ولم أسلم من رُصاص كلماته بشأن الوقت واحترام أنفسنا قبل أن تأخذنا قذيفة تُرجعنا إلى زمن غابر :
    فصيلة تكاد تنقرض تطلب الإنسانية حمايتها ، بديلاً عن صراعنا من أجل البقاء في وسط إنساني مُتلألئ .

    هُنا برشاقة فكر الكاتب ، ونغم صورته على صفحة ماءٍ رقراق ، يكتُب لم تعتاش آفات الدُنيا
    و تأكل أجسادنا ، ونحن نتقلب في خدر الموات . انتبهت لدرس ( نحن والزمن ) مرة أخرى ..
    وكادت عيناي أن تقذف ندى التأثر ، ورثاء النفس قبل ميعاد رحيلها .
    أسرفت في وصفنا عزيزنا الكاتب الفخيم عثمان حامد سليمان .
    إنها صفحة من صفحات الحِكمة ترتدي لسانك المُعطر .

    شكراً لك عزيزنا زلزلتنا بكلماتِك ونحن أحوج الناس لتلك الزلزلة .

    ربما نجد مُتسعاً من الوقت للغوص أكثر .

    شكراً لجميع المُتداخلين ،

    نجوم كتاباتهم ظاهرة لعيان من يُبصِر نهارا .

    عبدا لله الشقليني
    17/08/2006 م

    *
                  

09-03-2010, 03:57 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (28)



    الخلاسيون في قصة " مريم عسل الجنوب "



    الله يا خلاسية
    يا حانةٌ مفروشةٌ بالرمل
    يا مكحولة العينين
    يا مجدولة من شعر أغنية
    يا وردة باللون مسقيّة
    بعض الرحيق أنا
    والبرتقالة أنت
    يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين
    يا بعض زنجيّة
    يا بعض عربيّه
    وبعض أقوالي أمام الله

    الشاعر : محمد المكي إبراهيم

    عندما نقرأ النصوص ، فما أجمل أن نكتنز من أحابيل القص ، ونتلمس الفراغات التي تركها لنا الكاتب عنوة لتشتغل عقولنا ، وتُشارك الكاتب الفعل العقلي الوثاب ، ولا ننتظر أن يكون النص سطوة إمبريالية تأتي من الواحد المسيطر ، بل نص مفتوح على كل شيء ، نستحلب من النص كيف تشكلت الأجساد الخلاسية عبر تاريخ طويل ، وبأكثر من سبيل ، وهو ما سكت عنه النص لتنفتح أذهاننا لنتعرف كيف كان التاريخ ، وكيف قفزت البطولة الخلاسية بوجهها الإنساني المشرق ، لا كما حملها التاريخ من يدٍ عليا تطأ اليد السفلى .
    نعلم أن الخلاسيين " ثمرة زراعة التنوع " على أقرب وصف إنساني لما جربه التاريخ ، وربما هو ثمرة قوي يأتي المستضعفين من أضعف الثقوب .

    من صفحات التاريخ :
    (1)
    يحدثنا التاريخ في صفحاته منذ أمد بعيد أن النوبة قد غزتهم دولة المسلمين منذ أبو السرح أيام ولاية ابن عفان ، وتضاعف الغزو على البجة والنوبة وأشار ابن بطوطة عن مصاهرات البجة والكواهلة وغزو الفاطميون والمماليك وتزاوج النوبة وبني كنز وهم ربيعة المختلطين بالنوبة ، فقد ذكر القلقشندي وهو من كتاب الديوان في القرن الربع عشر الميلادي ( ت 1418 ) أن مصر الرسمية كانت تتلقى مخاطبات من زعماء العربان في منطق النوبة وهم : " سمرة بن كامل العامري " و عبادة بن القاسم " و " كمال بن سوار " وجنيد شيخ الجوابرة " وشريف شيخ النمامة " و " علي شيخ دغيم "و " زامل الثاني" و" أبو مهنا العمراني " . وإزاء الفوضى المتزايدة اضطر بني كنز للتراجع إلى قواعدهم في النوبة الشمالية في منطقة أسوان . ووصف ابن خلدون وقد عاش هذه الفترة ( ت 1406) حالة منطقة مملكة " المقرة " : إن الجزية انقطعت بإسلامهم ( النوبة ) ثم انتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم واستوطنوها وملكوها وملؤها عبثاً وفساداً ، وذهب ملوك النوبة إلى مدافعتهم ، فعجزوا ثم ساروا إلى مصانعتهم بالمصاهرة فتفرق ملكهم وصار لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم في تمليك الأخت وابن الأخت فتمزق ملكهم ، واستولى أعراب جهينة على بلادهم ، وعلق بروفيسور" يوسف فضل" على قول ابن خلدون هذا في كتابه " مقدمة في تاريخ الممالك : " إلا أنني أميل إلى الاعتقاد بأن بني كنز أدوا دوراً قيادياً هاماً في سقوط " المقرة " ، غير أن هذا الترجيح لا ينفي أن " جهينة " كانت من أهم القبائل العربية التي توغلت في السودان ومن ثم قامت بدور كبير في الهجرة العربية "

    ( راجع كتاب الدكتور " قيصر موسى الزين " – فترة انتشار الإسلام والسلطنات ( 641-1821 م ) – ص 35/36 )

    (2)

    عرفنا من التاريخ كيف كانت المصاهرة مدخلاً لتوحيد القبائل في فترة الإسلام الأولى أيام عهد النبي ، وكيف كان زواجه مدخلاً له أغرض بنيان الدولة وأمر السياسة ، وكذلك تبع نهجه " محمد أحمد المهدى " في ذات نهج التصاهر ، وانتهج تعدد الزيجات بما يقيم علاقة مصاهرة مع القبائل التي ينشد ودها .

    نعود لقصة " مريم عسل الجنوب "


    وندخل أنفس أبطالها ، لنكتشف أن أغراض السياسة والمصاهرة التي ترمي إلى الأغراض البعيدة ، لم تكن في ذهن الراوي في قصة " مريم عسل الجنوب " .
    فالراوي يتحدث عن بصيرة الإنسان الذي يواجه طغيان المحبة من أول نظرة ، لم تفت عضده الحرب ، ولم تتسلقه الكراهية العنصرية البغيضة لتي تسير بيننا اليوم ، ولم تكن في ذهن الراوي إلا سلطان الهوى ، عندما يأسر نفس إنسانية لم تتلطخ بأوبئة السياسة ، ولا بانقطاع الدم الخلاسي الذي يجري في دم من يسمون " الشماليين " وبين رصفائهم في الحرب ، التي لم ولن تكن " غاية نبيلة .

    اقرأ معي هذا المقتطف من قصة مريم عسل الجنوب :


    " فتحت بابي فغمرني ضوؤها الباهر ن أصابني ما يشبه الصعقة ، تناثر لنسيم ، الرزاز والوميض ، رفرفت الريح وأطلقت أثوابها الهفهفة ، عبق الصفصاف، انفتحت أبواب الشجر الأخضر وانداحت الغمامات الزرقاوات .
    كم كنتُ وحيداً .
    وهذه هي مريم البهية في حضورها المنير يسبقها عبقها ، تمد لي يدها اللدنة لتنتشلني وأنا أتلوى كالغريق يصارع الماء القاتل . كأني قد مددتُ لها ذراعي لتغرز إبرتها في وريدي ، ليسري دمٌ جديد . توهمت أنني قد غادرتُ منفاي ، وكأنني ارتميتُ على سندس الأفق ، هكذا انكشفت مغاليقي على كنز الخرافة وعدوت إلى باحة الشروق .
    نظرت إلى أمها بعين عرافة وأنا مأخوذ ، فكأنها تخاطب شهاباً عابراً ، مدت لي يداً صديقة مصافحة فأفسحت لهما فدخلتا . كنتُ ثملاً بعطر مريم وبشعرها القصير وبعينيها القتالتين ووجهها بتقاطيعه المصقولة ، فقد بدت في وقفتها المتحفزة كأنها غزالة وحشية لطيفة هيفاء . "

    لقد تجاوز الخلاسيين أبطال القصة كل العوائق ، ليكونوا إنسانيين دماً ولحماً . طغت العواطف النبيلة فوق الإثنيات والأديان والأعراق ، وانضموا لكوكبة العالم الذي نطمح أن نكونه ، مقارنة كتابة النص (1995 ) مع سيطرة الرأي الصمدي الديني والعرقي الذي ساد أصحاب السلطان !!


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-03-2010, 04:16 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-03-2010, 08:48 PM)

                  

09-04-2010, 05:01 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    شقليني يا رهيب
    سلام عليك وعلى ضيوف الخيط القيطان دا.
    أعجبتني صور المحتفى به وصور أولاده وباقي
    الاحباب محمد سيد أحمد والفنان أحمد العربي
    والأٌخر ( وهي بضم الألف الثانية زي ما قال الحسين الحسن)
    (بالله خصهم لي بأعطر التحايا)
    قول لعثمان حامد ممكن انزل كتابة تذكارية
    مشابهة لإدلآته الجميلة ليك ولعيسى الحلو؟
    المفاجأة تكمن في كاتب الذكرى نفسه!
    نمرت اتنين خلي عثمان حامد يسمع الحوار ده:
    - عاملين تكريم لعثمان حامد في سودانيز اونلاين.
    منى الجزولي:
    - مالو كرموهو بدري كدا؟
    انتهى الحوار
                  

09-04-2010, 09:54 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: mustafa mudathir)

    *







    (29)





    الحبيب والكاتب والقاص والصديق : مصطفى مدثر



    أعرف أن الألقاب ربما تُضجرك ، ولكنك كسهم مُنفلت لا تأثره الشراك المُجتمعية التي تسعى حثيثاً لجعل المبدعين
    صوراً مشوهة من آبائهم وأجدادهم . لذا يحسب القارئ لكل كلمة توردها ، ليس بمقياس المحاسبة اللاحقة ، بل بما تحمل من رؤى كثيفة واضحة لا تُخطئها العين التي تقرأ . لذا كانت ولم تزل كتابتك موازية لكل ما كتبت عنه أو عنهم . وهو ميراث مسبحة الإبداع التي تحارب نمطية اللغة وتقليد الفكرة .

    فمهما ضننت علينا بالاسترسال ، فرسالتك تصل مورقة ومزهرة كما تعودنا دائماً ، ونتمنى لك الصحة وهي قد تكورت للذين هاجمهم العُمر في الأزقة الضيقة .

    نعود لتعليق الفاضلة " منى الجزولي "

    وأنا أخاف عليها من النمطية المفرطة ، من أن السودانيين يرغبون اغتيال من يكرمون ، فقد اعتاد ذهن التُراث الكسول أن يقول " إن شاء الله ما يجي يوم شُكرك " .
    ربما كان في أذهان الكثيرين منا تلك المقولة ، تسكن في غرفة معتمة من غرف العقل الباطن ، ولكن هذا الملف قد قام بتهذيب التراث ليصبح التكريم مدّاً لجسور المودة بيننا وبين المبدعين ، وبيننا جميعاً والإبداع كثمرة نأكلها حين نشاء ، ولا يسعنا في أغلب الأحول أن نشكُر من يسرها لنا !
    لقد قال الأستاذ / عثمان حامد سليمان عند تكريمه :

    "الإمارات بلد مضيافة ، وقد جئت إليها منذ أوائل السبعينات ، ولم أشعر بوجودي إلا قبل أيام حين تداعى الجميع لتكريمي "
    وهذا الملف بخلاف المعتاد قُمنا برسم سياج ناعم له كي يتميز ، ونقوم بجمع كل الذي كُتب هنا ، ونأمل أن نصل ما كتبته المجلات والصحف من لقاءات ، كي يكون مجلداً يرقى إلى منصة التكريم وليس " التكويم "

    تحياتي للأستاذة منى الجزولي
    ولك يا سيد الخواطر التي تأتي حين تشاء " كمطر الرُشاش "

    تقبل محبتنا ، والأستاذ / القاص / عثمان يتابع من بعد صبر ، لأنه ينتظر ميعاداً آخر العام لإجراء عملية في العينين مما يسميه العامة " المياه البيضاء " وتأخرت لأن هنالك حسابات لمودة مطلوبة بين "شرايين قلب القاص عثمان " وبين مرض " السُكر " حتى لا يطال غضبهنَّ ، وقيل في الأثر " القاطعو من راسي " " إن غَضَبهنَّ عظيم "

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-04-2010, 09:58 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-04-2010, 09:59 AM)

                  

09-05-2010, 07:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)




    (30)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    غلاف المجموعة القصصية للقاص / عثمان حامد سليمان :
    ( رائحة الموت )


    *
                  

09-05-2010, 07:48 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)







    (31)



    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan-1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    غلاف المجموعة القصصية للقاص / عثمان حامد سليمان :
    ( مريم عسل الجنوب )


    *
                  

09-07-2010, 05:33 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (32)



    العصافير العمياء

    قصة قصيرة


    عثمان حامد سليمان



    قلت لصديقي ولزوجته وأنا أتملّص من دعوتهما، وهما يلحّان عليّ أن أمضي المساء معهما:
    - إنني متعب، أحس بالكهولة تدب في عروقي، إنني حتماً لن أكمل الأربعين، العمر لا ينبيء بمثل هذا الطول، فضحكا، قلت لهما: إنني أكتب شيئاً هذه الأيام.
    قال صديقي:
    - إذن هيا بنا نحتفل بميلادك الثامن والثلاثين، قبل فوات الأوان، ثم بعد ذلك تقرأ علينا ما تكتب.
    قالت زوجته:
    - سأعد لكما كعكة طيبة وشاياً (قالت) اسمعا شيئاً حتى أكلم صديقة.
    دخلت الزوجة وخرجت، داعبت التلفون وهي تهمس متضاحكة: (صديقنا الذي حدثتك عنه.. أجل ذلك الغارق في حزنه، معنا الآن، تعالي.)
    ونظرت إلينا. قام صديقي وعالج علبته الموسيقية الكهربائية فانبعث لحن جميل، انتشلني من جوف إطراقتي وقال: إنها فتاة طيبة. جميلة وستحسن الاصغاء إليك.
    تساءلت: "من؟"
    احمرّ كمن كشف أمره. أحضرت زوجة صديقي أوانيها الفضية وجلست. قرّبت رأسها من رأس زوجها ودبّرا أمراً.
    كنت أحسّ بأنني مرتاح على المصيدة الوثيرة والموسيقى تشيع الطمأنينة المفقودة.
    صرّ الباب فنهضت الزوجة، سمعناها تقول: أهلاً .
    ودخلتا.
    نهض صديقي مصافحاً فنهضت.
    قستها بمقياس العمر، فلم تزد على الخامسة والعشرين. تركت كفها على كفي وكانت هناك نظرة صديقة وكانت هناك ابتسامة، وكان كل شيء في وجهها يخاطبني:
    - ابتَسِمْ، أليس هذا يوم ميلادك؟
    نظرت إلى الكعكة الساخنة والأواني الفضية والحليب، وجلسنا.
    قالت إنها سمعت عني من صديقتها ومن زوج صديقتها، ولم تكن تريد أن تحضر هذا الحفل التأبيني لولا إصرار صديقتها. وقالت كم هو جميل أن يكون للمرء صديقان مثلهما. وقالت إن هذه الموسيقى تذكرها بيوم جميل. وقالت إن الشيب على رأسي ليس نهاية العالم.
    قلت لها: مات أبي وهو في الثامنة والثلاثين.
    سألتني: أين أمي ؟ فأجبتها بأنها ماتت حزناً عليه، ظلت قعيدة الدار إلى أن لحقت به. وانطلقت في حديثي، قلت أنت لا تعرفين أي النساء أمي، كانت أمي تسأل من يجيء لزيارتها إن كان جائعاً، ولم يكن يهم في أي وقت جاء. اعلم أنه لو كان في ثديها لبن لأرضعت الجميع ولكن ...
    ورث أبي تجارة العسل عن آبائه وكان يرعى النحل، يقضي يومه بين خلاياه. كانت أمي تظن أن نحلة لسعته فمات، وكنت أصدقها.
    سألت: ومن يرعى تجارته؟
    - جدي لأبي يقوم بذلك، هو الآن في الثمانين من عمره، خبر النحل وأمن لسعاته منذ سنوات وسنوات.
    قالت لي وهي تنظر في عيني، كانت جميلة ومتفائلة، : أين أوراقك؟ علمت أنك تكتب.
    حاولت أن أهرب، هذه الفتاة الصريحة تحيّرني، لم تغال في زينتها وكانت تعلم أنها ستلقى غريباً، وتعلم أنها ستشارك في احتفال بعيد ميلاد ما، وتعلم أنني سأكون هنا، وتعلم أنني أكتب؟
    أغوص الآن في المصيدة الوثيرة.
    أصدرت أمرها في رفق:
    - اقرأ لي ما كتبت.
    - ( سقط العصفور الصغير من العش وكانت حشائش الأرض هشة ورحيمة فلم يصب.
    حاول أن يجمع جناحة الصغير الطري ونجح بعد أن تعالت أنفاسه، ولم يكن يعرف الوقت فالغابة ساكنة. تلفت فلم ير شيئاً. لم يكن يدرك أنه أعمى.
    عادت أمه العصفورة إلى العش، بحثت عنه بجنون فلم تعثر عليه، قالت لنفسها بلغة العصافير: (تباً للصقور). كرهت العش الخالي وطارت حزينة إلى غابة مجاورة لعلها تجد أليفاً تنسى في عشه حرقة وليدها الصغير الفقيد.
    لمس العصفور الأعمى قشة. حدث نفسه: إن رائحتها مثل رائحة الطعام الذي كانت تدسه له أمه. وبمنقاره قضم القشة وابتلعها فشبع.
    الغابة تصخب بأصوات الطيور القادمة تحمل الطعام لصغارها. واختلطت الأصوات. أرهف السمع عله يسمع زقزقة أمه، ولكن الأصوات الكثيرة قطعت الحبل السري بينه وبينها. كانت تحلق دامعة، أخذت تضرب الهواء بأجنحتها لتنسى.
    تقلب العصفور الصغير الأعمى فوق العشب. أسند جسده النحيل المنهك على الأرض الطينية الرطبة. سكن كل شيء حوله.
    بدأ الصرير اللّيلي. لم ترتح أذنه لأصوات الجنادب ولا لعواء الذئاب الجائعة. انكمش على نفسه وقال حين مطت حيوانات الليل أصواتها: (هذه طيور من قبيلة أخرى.)
    افتقد دفء أمه، كانت تدس منقارها تحت جناحيه الغريرين تداعب زغبه الأصفر النامي، وتلف جناحها حول عنقه في حنان. لم يكن يعرف ضوء الشمس ولا تعاقب الفصول، فقد كان عهده أياماً مضت وهو غارق في الظلام. لم يكن يحسن لغة الطيور، فقد سقط من العش قبل أن تلقنه أمه كل الكلام. كان يرهف السمع لاصطياد أصوات العصافير عند الفجر، وكان يريد أن يفك رموزها، لكنه كان جائعاً ومرهقاً وصغيراً وأعمى.
    أسلم جسده النحيل فوق العشب الطري الرطب للموت... وهكذا وهكذا ، وهكذا.)
    أبرقت عيناها بالحنان وقالت لي:
    - لماذا عصافيرك عمياء؟
    تحسّستُ المقعد الوثير الناعم فلم تكن هناك مصيدة.
    قلت لها: فلنستمع لهذا اللّحن الجميل.
    أرسلت نظرة آسرة وأومأت لي: فلنستمع.
    لم يكن صديقي هناك، ولم تكن هناك زوجته. برد الحليب والكعكة في الأواني الفضية. وكنا نسمع اللّحن الجميل. دخل علينا صديقي وهو في لباس النوم وتثاءب وتمطى وقال:
    - آآه ...... طابت ليلتكما. وأغلق الباب خلفنا.
    لسعتنا برودة الليل، وعند بابها أفقنا ونحن نتصافح بالفراق. قلت لها موعدنا غداً. ابتسمت بوجهها الجميل الصريح.
    ولم أنم ليلتي تلك ..
    عاد البصر لعصافيري العمياء.

    ****
    (من مجموعة "رائحة الموت")
    الرابط :


    القاص عثمان حامد سليمان يتحدث لـ(الرأى العام) - "حوار منقول"

    *
                  

09-09-2010, 02:17 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (33)

    راسلني الروائي عاطف عبد لله ، وبعث لي رسالة الأستاذ / عثمان حامد سليمان وكتب لي :

    وصلتني هذه المشاركة من صاحب القلم الشفيف القاص عثمان حامد سليمان (صاحب مريم عسل الجنوب وقبلها مجموعة رائحة الموت التي أصدرها في 199.) وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأكرر له دعوتي بالأنضمام إلى جمعنا هذا في سودانيزأون لاين.
    وإلى نص الرسالة- مساهمة القاص عثمان حامد سليمان :

    [center


    ]رسالة القاص عثمان حامد


    قلت للصديق الكاتب عاطف عبد الله : والتنين يتلمس الدرب نحو سرير غيبوبته وينحدر بجسده المنهك مخلفاً أصداء العويل " أستعيد الآن تلك اللقاءات لسماع الشعر والفتية العائدون ، يخرجون على عجل من الباص القادم من مساءات جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، يضيئون شمعاتهم الصغيرة ، ينثرون اشتعالهم والليل يتمرغ قي يقظته الباكرة .
    رحلات استكشاف منابع النيل ونحن جلوس على أحجار الشاطئ ! عبد العزيز جمال الدين ، يوسف خليل، صلاح الدين حاج سعيد ، كمال الجزولي ، محمود قسم السيد وصلاح يوسف ، يخطر في إهابات خور أبو عنجة الباذخة!
    كنت قد دخلت معهم إلى معبد {{ أبادماك}} من بوابة اتحاد الشباب السوداني وحضرت العديد من نشاطهم وقدم بعضهم قراءات في الشعر والقصة بنادي {{ بانت الثقافي الاجتماعي}} سقى الله أيامه.. " .

    وإني لأتذكر زرقة الماء وصدى الضحكات والتماع المويجات في السكون الغامض وهي تجرجر أطراف أثواب النهر وتنسج له رحلة الشمال. أقطع الآن مسافات الحنين وأطلق سهام الذاكرة ، موغلاً في أول العمر متحاشياً أزمنة الغيبوبة وملهاة الانقلابات العسكرية. ساعات الانحسار والولوج في الوحشة السحيقة ، فهل هي بلاغة الاجترار أم شهوة استيلاد الأزمة الراهنة في ضبابيتها وفسادها؟ أم هي بذرة قديمة تبرعمت إلاّ قليلاً؟ أم هو – إذن – اقتياد الماضي نحو أرحام تكلست في المنافي؟ وهل الوطن - هذا الوطن- حزام ناسف نتمنطق به لنفجر أجسادنا المتصدعة ساعة الشيخوخة؟!

    نحن هنا فيما يبدو لكتابة التأريخ قبل فوات الأوان !! وقبل أن تتهاوى أنفاسنا زفرة زفرة .. التوثيق لمرحلة هامة في مسار الثقافة السودانية وتقليب حجارتها حجراً حجراً ..
    نحن هنا لنوقظ الدم الذي يتشبت بالحياة ، لن ننتظر كثيراً دورات السنابل حتى نعود إلى {{ بورتبيل}}، لن نقاوم كثيراً استحضار روح {{ أبادماك }} المقدسة أو حتى استنساخه مجاراة لضجر هذا العصر. فقط ينبغي إستعادة وعي ذلك الزمان ، المناخات " الديمقراطية " الخانقة أخريات 1968 واحتباسات الهواء بسماوات الخرطوم ، العماء الذي يلهو بشوارعها بعد خفوت أصداء أكتوبر.
    اشتعال العالم الشبابي في ثورة الطلاب بفرنسا والحطام الأكبر بعد انطفاء الحرائق في الشرق الأوسط ، أشكال التعبير العاصفة التي ضرّج بها الشباب الذاهل نهارات أوروبا في انحناءات كهولتها..
    قبائل الرفض والغجر الجدد ، الهيبيز متصوفة الخرائب والبيتلز يتدحرجون بمدائح ومراثي الإمبراطورية المتفسخةّ
    الخرطوم فراشة طارت هاربة وفتت الريح أجنحتها !
    خرج {{ أبادماك }} بمعدنه النفيس رافعاً بيارق التواصل الثقافي عبر القوافل وتناسل تنظيمات الطلائع من الشباب والطلاب ، فكيف يمكن الإمساك بذلك الظرف التاريخي حين أطلق صرخته الداوية مالئاً رئتيه بعنفوان الحياة !
    خرج الشعراء والمنشدون والمغنون ، تجمهر الممثلون والمخرجون في الحلبات والمسارح ، ازدانت لوحات الرسامين بالألوان، امتلأت الساحات بالفنون.. فمتى ينطلق نفير البحث عن البوصلة الضائعة في الرماد؟ وهل يلتقط الراية المتجددة أبناء الطلائع الأول؟ وهل يعي أحفاد قدامى المعلمين مواجع أهل القرى الصديقة في التخوم والهوامش وفي ربوع البلاد المنسية؟ من سيشحذ سيف العاصفة ويعجل بضرب الهياكل الخربة ليتداعى هذا الظلم وينقشع الظلام؟ من يفتح الأبواب والنوافذ لأقواس قزح ثقافات بلاد السودان وأهل السودان؟!
    أشرد الآن قليلاً ، فقد كنت أعالج القصة وكان رفاقي ينشدون أشعارهم على الملأ! نشرت أول قصة لي في أحد إصدارات مجلة " الوجود" يناير 1969 وناشرها ومحررها الراحل الرائد بشير الطيب ، فمن يؤرخ لكتابته ولإصداراته بأعدادها القليلة في ذلك الوقت ، متزامنةً مع إختراق }} أبادماك}} فضاء الثقافة والإبداع ، وقد كتب فيها عدد من مبدعي ذلك التجمع.
    حكى لي أستاذي عبد المنعم سليم وقد هدأت أرواحنا في مجرة شيخنا الطيب صالح ذات مساء ساطع بالقاهرة عام 1996 أنه استلم رسالة كغيمة ودودة من تجمع ثقافي بالخرطوم ، قرأها على مهل وقد استطلع كاتبها إمكان تواصلهم مع " مسرح المائة كرسي " في ذلك الوقت من بواكير 1969 ، فهل يكون ذلك {{ أبادماك }} يمد شمعته ليستوقدها من تلك الجذوة !
    لن ينسى د. عبد الله علي إبراهيم الشهقات الأوكتوبرية التي ترددت في باحة السرايا بنزل كوبر البغيض صباح الجمعة 21 أكتوبر 1971 ، ولن ينسى علي الوراق ولا الجمهرة الجسورة من الأسرى " صلاح يوسف والهداهد مغرورقة العيون ، لن أنسى ولن تنسى الجموع المقيدة صليل الذكرى ، انحلال أقنعة الأسوار العالية وحمى الطوب الأحمر مصغياً للهدير المكمم الأفواه وإصغائه لصوت العزيز عبد الحميد عبد الفتاح وللهتاف الذي يصد اشتعال النهار " فهل كان ذلك المهرجان – خلف السور- استعادة مشهودة لروحية }} أبادماك }} بعدها يقظة " إتحاد الكتاب " التي أشار إليها العزيز د. حسن الجزولي ، فهل خمدت النار أم تدحرجت أعمارنا ونحن نتلوى في أسرة الغربة على وقع مقولة أخونا العزيز صلاح يوسف " فقد تساقطت الشعيرات الباقيات وابيّض العمر" !!
    لن تتعرف هذه البلاد على سارقها ، فهل تستورد التوابيت وفي أحشائها موتى مهاجرو المنافي والشتات أم تنبش قبور أهل الريف وتستنهض جثامينهم من وسائد مدافن العاصمة لتباع أراضيها للمستثمرين في حللهم وخزائنهم الجديدة ؟!.
    نحن بالنسبة لبعضنا البعض كمثل من خرج ولم يعد ، وإن كنا نعرف أوصافه ، نعرفها جيداً. أيها الأعزاء تشبثوا بأنقاضكم ، فحتى الشمعة الذائبة تملك أسناناً مطمئنة تقضم بها أطراف الظلمة ، فهل أسمع هرجكم ومن حولكم أولادكم وبناتكم وأحفادكم يتصايحون ويتضاحكون حتى يجفل ملك الموت ويتراخى ساعده فلا يهوى بسيفه على أعناقنا ؟!


    عثمـان حامـد سليمـان


    *
                  

09-06-2010, 02:09 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عفاف الصادق بابكر)

    كتبت الأستاذة / عفاف الصادق بابكر :
    Quote: درة .. عاجزه عن شكرك يا احمد العربي ..

    وسعيدة جدا بمريم عسل النجوم والنسخه الخاصة من والدها الكريم عثمان حامد ..

    وبتقول ليك شكرا للتوثيق وستظل تحتفظ بالصورة وتفتخر بها ..


    وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
    شكراً أستاذة / عفاف الصادق

    كان التكريم منكم وبكم

    التهنئة للجميع


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-06-2010, 02:11 PM)

                  

09-08-2010, 03:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

09-17-2010, 08:43 PM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: خرج الشعراء والمنشدون والمغنون ، تجمهر الممثلون والمخرجون في الحلبات والمسارح ، ازدانت لوحات الرسامين بالألوان، امتلأت الساحات بالفنون.. فمتى ينطلق نفير البحث عن البوصلة الضائعة في الرماد؟ وهل يلتقط الراية المتجددة أبناء الطلائع الأول؟ وهل يعي أحفاد قدامى المعلمين مواجع أهل القرى الصديقة في التخوم والهوامش وفي ربوع البلاد المنسية؟ من سيشحذ سيف العاصفة ويعجل بضرب الهياكل الخربة ليتداعى هذا الظلم وينقشع الظلام؟ من يفتح الأبواب والنوافذ لأقواس قزح ثقافات بلاد السودان وأهل السودان؟!


    سلامات الجميع وكل سنة وانتم طيبين

    استاذنا عثمان حامد ...الود والتحية

    جميلة هي كتابتك عن اباداماك والحراك الثقافي لمرحلة ما بعد ثورة اكتوبر، سؤالي لك استاذنا هل يمكن اعادة اباداماك (باستصحاب متغيرات العصر ) ام ان تشوهات الدكتاتوريات و اثار الاسلام السياسي قد محت القدرة علي العطاء والتاثير في الحركة الفكرية في السودان عند اجيال المبدعين اليوم ؟؟
                  

09-17-2010, 09:31 PM

ريهان الريح الشاذلي
<aريهان الريح الشاذلي
تاريخ التسجيل: 02-22-2005
مجموع المشاركات: 2178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: ريهان الريح الشاذلي)

    Quote: من يفتح الأبواب والنوافذ لأقواس قزح ثقافات بلاد السودان وأهل السودان؟
                  

09-18-2010, 10:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: ريهان الريح الشاذلي)



    (34)



    الكاتب : شوقي بدري يتحدث عن القاص : الأستاذ / عثمان حامد سليمان



    الي شبابنا و ابنائنا ،
    نحن السودانيون نشتكي عادة من قلة كتابنا و قلة انتاجنا . المشكله اننا لا نعرف بعضنا . عثمان حامد سليمان المقيم في دولة الامارات منذ دهور كاتب يستحق مني اكثر من انحناءه و هو مثل امير تاج السر، لا يكتب فقط قصه بل يرسم لوحه و يكتب قصيده كامله في كل قصه قصيره .
    امثال عثمان يعقدونني فلا ادري من اين ياتون بكل هذه الجمل الرائعه و التعابير التي تتغلغل في داخلك .
    من المؤلم ان الكثيرين لا يعرفون عثمان حامد سليمان . و انا قد سمعت قديما بالمجموعه القصصيه مريم عسل الجنوب . و لم اتمكن من دراستها الا اخيرا . لماذا نذهب بعيدا و عندنا امثال الكاتب عثمان حامد سليمان و بدون اختيار سافتح بطريقه عفويه و اقرا لكم .
    اشتعل المساء بالبراكين المعباة في الزجاجات المثقلات بالذهب ، الدم الشاحب يغمر الحانه فينطفء الضجر . جلس امام الينابيع الورديه فاقتربت اشرعة الصباح العذب.
    انفتحت شوارع المدينه علي قلق النهار . اكداس المارة علي الارصفة الدبغه ، السماء الواقفة في ردائها الازرق تظلل كائنات الطريق الودود .هياج الحافلات يجدد الوان الميدان .
    دقة طبول الوحش في مهرجان الغياب ، اصواتها العاليه تذبح الغيوم الصغيره العابره . يلملم القمر ثوبه و يدخل في صمت القصدير ، يفتح باب حجرته الفضيه لا يحفل بدم البرق .
    و في قصة مريم عسل الجنوب يقول
    قال غبريال (اما انا فقد اقتفيت اثار الطير و النهر فحملني الي بعض القري الشماليه و عندما اكتملت لي اشارات النخيل و القمح ، وقفت علي حصداها حتي تواصل الغناء علي انغام الربابه و ضرب الاكف و خطوات رقص الحمام ، فلما تبعثرت روحي نشرت قلوعي ماضيا بدراستي العاليه لمعالجه علل القمح في المدائن البيضاء البعيده ، و قد عبرت لها البحار و اخترقت سماوات غابت عنها شمس الحراره الملتهبه . في تجوالي سكنت روحي الي قرنفله اهديتها قلبي فانجبت لي فتا نابها. جلبت له صغري شقيقاتي لتلقنه حروف لهجة ابائنا لتمتد جذوره عميقا و تطل شجرته علي الغابة الكبري ) .
    و كمعالجه شعريه لمشكلة الجنوب في قصة مريم عسل الجنوب يقول الرائع عثمان
    كل صباح تدخل الشمس من نفس النافذه ، كل صباح يدخل صوت النفير مع ضوء الشمس ، من النافذه . كل صباح اخرج من الباب بعد ان اتناول افطارا جافا . كل صباح نحصي عدد الجنود فنجد واحدا ناقصا . عندما تخرج الاخبار من غمدها و تعبر الشاطئ لتدخل في علبة الاثير النقاله ، يصبح الصباح فاذا بالمدينه البعيده ارملة اخري و حفنة اطفال تيتموا .
    ياتي المساء بسطوة الظلام و السكون ، و عندما تدخل الشمس من النافذه يتبعها صوت النفير ، و يصطف من تبقي من الجنود .
    لعثمان كذلك مجموعه قصصيه قديمه هي رائحة الموت . تلفون عثمان النقال الذي اعطيه لكم بدون اذنه هو 00971506172989 و بريده الاليكتروني هو
    [email protected]
    فالي شبابنا و كتابنا و ابنائنا ، هذا هو عثمان . انه لكم . الحديث معه رائع و كلماته كالدرر ، خذوه فالرحيق لا يبقي الي الابد .
    عندي نسخه واحده ادخرها لامير تاج السر اذا تحصلت علي عنوانه .
    و لكم التحيه
    شوقي

    * الرابط :
    بشري الفاضل و يحي فضل الله..لالوبنا و تمر الناس


    *
                  

09-18-2010, 11:14 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (35)



    سمبتيكو يفتح ملفاً عن قصص الأستاذ / عثمان حامد سليمان (2004 ) :



    مريم عسل الجنوب يليها غناء في العدم

    عثمان حامد سليمان

    صدرت في ابوظبي طبعة جديدة مزيدة من مجموعة " مريم عسل الجنوب " وذلك بعنوان جديد هو " مريم عسل الجنوب يليها غناء في العدم" وتضم المجموعة خمس قصص قصيرة هي الظلام – فاطمة الحمراء- سكة الصمت – مريم عسل الجنوب – غناء في العدم . وقد وردت القصص الاربع الأولى في الطبعة الأولى للمجموعة الصادرة عن دار شرقيات المصرية عام 1995.
    تقع المجموعة في 74 صفحة من القطع الصغير وقام بتصميم غلافها الفنان التشكيلي السوداني علي الجاك بينما نفذ الاخراج الداخلي الفنان التشكيلي الاماراتي محمد المزروعي.
    ولالقاء الضوء على هذه المجموعة اقدم مقال الناقد معاوية البلال عن احدى قصص المجموعة وهي سكة الصمت وبعدها اقدم نص القصة
    ===================

    القاص عثمان حامد سليمان
    عودة الجارية تودد
    في سكة الصمت

    يخرج السرد بنا إلى أعالي الفضاءات القديمة ثم يعود إلى تهشيم الوقائع الراهنة بلغة تفجر فيها الكلمات معانيها وتبيحها على بساط المأساة لتبين تعقيدات المأزق المعاصر (يا أيها الفتاة الرمح يا أيتها العذوب، مدي يدك اغرفي من ينبوع النغم وتعالي إلى طفلك الأول والأخير، كان دم المفاجأة المتخثر، فاضت به الأحشاء ولفظته من صباح القيء مضخة ناقصة).
    هذا ما ذكره الراوي الحاضر دوماً في قصة (سكة الصمت) للقاص السوداني عثمان حامد سليمان والمنشورة في الملف الثقافي لجريدة (الشارع السياسي)) وعثمان حامد سليمان واحد من أهم الأدباءالسودانيين المهاجرين في الخليج وله مجموعة قصصية بعنوان (مريم عسل الجنوب) صدرت من دار شرقيات بالقاهرة العام الماضي وهي الدار التي يرأسها الأديب المصري المعروف إدوارد الخراط.. وهي الدار المعنية بأدب الحساسية الجديدة وكتابة الحداثة العربية.
    أهم ما يميز (سكة الصمت) هي الوجود المباشر للراوي فيما يخدم فكرة الشكل باختراقها من خلال تفتيت بنية السرد الهيكلية بجعلها متعددة الرواة حيث أن المتعارف عليه في الكتابة القصصية المألوفة بأن موقع الراوي محدد سلفا إما أن يكون من الخلف أو مع أو من أمام.
    (جلست وقلمي مشرع في يدي وتصاعدت نية الكتابة وتفتحت شهية الورق قلت لها فلنبدأ بذلك الرجل الفضي الذي رشحته رئيسة القوالات بالحي كي يكون زوجا لك ثم أدخلته مع رفيقاتها مثل مطواة صدئة في أحشاء الحكايا).
    هكذا نجد أن هناك عددا من الرواة يتوزعون مهام السرد حول الشخصية المركزية في القصة وهي البطلة /الأنثى/ المستباحة التي جاءت هنا بلا اسم وبلا هوية وملامحها هي مأساة مصيرها لتتوسع الدلالة وتنفتح احتمالاتها لتشمل الأنثى المقهورة بلا حدود. والتي تولد في فضاء وجودي متربص لها بهذا المصير التاريخي الذي بدأ تأسيسه منذ القدم وقد سكت عنه في كل الطبقات وجميع أضابير التاريخ ومصنفاته إلا لماما وأحياناً قد تتعرض كتابات التاريخ لقهر النساء وباعتباره شيئاً مألوفاً ولا مندوحة علي أما الشاذ والغير طبيعي أن تبرز امرأة فوق رؤوس الرجال لتمارس القهر المضاد كالملكات والاميرات إلا أن هناك أرشيفاً إبداعياً يخرج من صلب الأساطير والحكايا يفجر المكبوتات وما أخفاه التاريخ الرسمي للملوك والسلاطين، هذا الأرشيف هو ما احتمل أحداث الصراعات والمصائر المأساوية للجموع المقهورين وهو الذي ثبتها لنا لنقرأ ما بين (فتية كيف كان يصارع المقهورين مأزق قهرهم).
    وأهم أرشيف يوضح مأساة الأنثى وكيف واجهت مصيرها هو ما ورد في ليالي العرب (ألف ليلة وليلة) وأخبار شهرزاد التي قاومت بالحكايا المتواصلة وأنقذت نفسها من مصير الموت العاجل واستسلمت للزوج وهو المصير المؤجل.
    مما لاشك فيه أن هناك تناصا إبداعياً عميق الدلالات بين شهرزاد تلك وأنثى سكة الصمت هذه ويوجد هذا التناص في امتداد القهر الوجودي الأنثوي عبر مراحل التاريخ. والتناص أيضاً يوجد في تبني الحكاية أن تحكي البطلة تفاصيل مصيرها المأساوي (ومضت الليالي إلى أن أخذها الدليل إلى شقيقتها حواء.. ولكن كانت تقول لنفسها عودي إلى رشدك فهذه أختك حواء تأكل الذهب ولا ترضى بالقليل.. وقالت أما أنا فلن يمتطي صهوات خيولي الصماء إلا من في رأسه عقل وفي صدره قلب ولسانه من ذهب) وصرخت في أعماقها أن كنوز الأرض والذهب والتبر لن تزنها.
    وهذا الحديث المعبر عن اعتزاز كبير بالذات وقدرة على مغالبة المحن وويلات الصراع تحيلنا مباشرة لحكاية الجارية تودد صاحبة الحكاية الأخيرة في الليلة الأخيرة من ليالي شهرزاد تلك الجارية التي واجهت الرجال مباشرة ووجه لوجه جميع الرجال: السلطان والأمراء والعلماء والقادة العسكريين والحاشية والتجار، واجهتهم جمعيهم بكل الثقة والعزة والإنسانية وكان سلاحها الوحيد هو المعرفة فقد كانت جميلة حد الجمال وفي نفس الوقت عالمة بكل ضروب العلم والمعرفة وانتصرت في مجلس السلطان ذاك الذي خاضت فيه صراعها ضد السلطة الشاملة بالمعرفة والجمال فنالت حريتها.
    أما مصير بطلتنا في (سكة الصمت) هو الهروب المستمر حتى وجدت مقتولة تقبض بأصابعها المضمخة خصلة بنية مدماه تبين أنها من لبدة أسد.
    فواضح أنه مصير محتوم يعبر عن استمرار حالة القهر واستمرار حالة مقاومته بشتى السبل وسيظل القاتل يستجدي الضحية وتظل الضحية تغوي فإنها من بين ثنايا جدلية القاتل والضحية هذه ستخرج الحكايا تباعا وبمختلف الأشكال الإبداعية والأكثر حداثة مثل أعمال القاص السوداني عثمان حامد سليمان.


    معاوية البلال
    من كتابه " الكتابة في منتصف الدائرة"


    =================

    سكة الصمت
    عثمان حامد سليمان

    أهذا فضاء النهر أم فضاء المقبرة؟
    قال لنفسه – القمر وحيد والنجيمات تناثرون متباعدات – ورأى السماء وهي تنشر غطاءها الرمادي الخشن على وجه المدينة فوق سجادة الرمل المطوية.
    ساعة الترقب آتية لا ريب، تشير إلى انفطار الفؤاد. نَبَشَها من الذاكرة زنبقة بيضاء، وأرهف سمعه لحكايتها المهموسة.
    "أما وقد قلبت الدنيا وجهها الكالح المجدور لأبي بعد أن بارت تجارته ونفقت ماشيته، ورحَّلت الحكومة ابنه وسنده الوحيد إلى سجن المدينة..
    أما بعد، فقد وصلت إليه مراسيل ابن الجوار، جاء هذه المرة يطلبني حليلة في داره، بعد أن أتعبه الطراد بلا طائل.. نكس أبي، الشيخ الجليل، راياته وأطرق وطال إطراقه، ولم يخرج من صمته لليالٍ كثيرة.
    كان عليّ أن أضمد جراحه وأن أقبل خاطبي اللدود وأنا كارهة له، فقد زج بشقيقي في السجن بعد أن قاده إلى مخالفة الحكومة ودفعه للاعتداء على مآميرها دون ما تبصر.. كما أحاطه بعيونها وصنائعها غير مبال بعسفهم وقساواتهم عليه حتى تشابكت خيوطه معهم وانتهى إلى الأسر.
    ثم أغدق على والدي الشيخ المنكسر، وقدم له الذهب والفضة والحلل، وجلب له اللبن والسمن والعسل وقطيعاً من الماشية، وأفسح له في المرعى والسُّقيا. مس جلد كفيه الذي سلخته الضراعة، وأدى إلى مهري نقداً وعيناً فتغنت بعطائه نساء الجوار، وأطلقن أصواتهن بمناقبه…
    نسي الجميع تآمره ووضاعته، فالفرح قائم والولائم حارة، وهو فارس الحلبة المغوار"
    جلس الكاتب وحيداً، انتحى بمقعد قصيٍّ في حديقة الليل، وقطط الظلام تصارخ بعضها بنداءاتها الممطوطة المشعثة. انكفأت قارورة النبيذ، وتفرق الحزن المسائي بين الطاولات، الدخان دثار واهٍ واللفافات انكمشن في ذبالاتهن.
    جلست وقلمي مشرع في يدي، وتصاعدت نية الكتابة، وتفتحت شهية الورق، قلت لها، فلنبدأ بذلك الرجل الفضي الذي رشحته رئيسة القوالات بالحي كي يكون خليلاً لك، ثم أدخلته مع رفيقاتها مثل مطواة صدئة في أحشاء الحكايا، وعندما أصابه الوهن، أخرجنه من جديد ثم أدخلنه ثلاثاً بثرثرتهن أمام دهشة المشاهدين، فقد كانت حكايتهن تشخيصاً مرعباً، وقالت المتربعة على رأس مجلسهن:
    "هي دفقة من رمل الصحراء، ملعقة سمهرية طفت على صفحة الكثبان لتراقص الأمواج في الأفق القرمزي".
    وقصت عليهن ما تبقى من الحكاية:
    "حملها فارس الجوار غانماً وأقام لها عرساً ببطن الصحراء" بعيداً عن مساقط دموع أبيها وحشرجات عاره وخزيه. نُصبت الخيام ونُحرت الذبائح ودقت الطبول، رقصت النساء وسكر الرجال حتى طلوع الروح".
    لما دخل عليها كادت أن تسلمه للجنون، أنشبت أظافرها حسنها في عقله – دفنت أشواك الوعيد إلى حين وقلمت أظافرها – الآن وقد غادرت حافلتها محطة العذرية على صخب الطبول ورزيم الأرجل تهز أرض الاحتفال، فما بقي لها إلاّ أن تمدد دفاتر حسابها بفطنة، وتعد عدتها لما سيأتي.
    أخذت تساير رجلها العميق كبئر، المتربّع على كرسي ملكه بصولجانه الفتاك وأحاديث لسانه الذي يقطر شهداً، وثنائه على أغصانه الريانة وأزهار أنوثتها الفواحة العطر، لكنه كان ليلة بعد ليلة يغرس نابه في أحشائها.
    يا ترجمان الأغاني تناول ربابتك وأخرج لنا من عصبها آخر الرنين، وانظر حتى نملأ أقداحنا بالشراب، ثم اجلب لنا شمساً جديدة طرية العود.
    ويا أيتها الفتاة الرمح يا وميض الغروب، مدي يدك أغرفي من ينبوع النغم، وتعالي إليّ:
    طفلك الأول الأخير كان دم المفاجأة المتخثر، فاضت به الأحشاء ولفظته في صباح القيء مضغة ناقصة.
    "وعندما خرجت إلى الطريق وعلى كتفيها أحمال الليل وأثقاله، زفرات رجلها وحشرجاته الثملة بعد أن أهرقت له كاسات العرق، شخصت ببصرها للشاحانات القادمة، واستجاب لنداءاتها الرجال.
    مدت سجادة الهروب إلى مدينة الصباح التي يشقها النهر، وتشممت روائح النبات والطمي، صمّت أذنيها عن أزيز الصحراء، ونفضت عن وجهها حبيبات الرمل التي ذرتها الرياح.. دعاها أحدهم لتغادر معه سكة الصمت، ودخلت في عباءة المدينة، بطن الفيل.
    ومضت الليالي إلى أن أخذها الدليل إلى شقيقتها حواء.. ولكنها كانت تقول لنفسها عودي إلى رشدك فهذه أختك حواء تأكل الذهب ولا ترضى بالقليل، وقالت: أما أنا فلن يمتطي صهوات خيولي الصماء إلاّ من في رأسه عقل وفي صدره قلب ولسانه من ذهب. وإن كانت تزدرد طعامها وهي تنتحب بعد كل مضاجعة عابرة، ولما اشتد عودها في هذه المدينة الملونة بألوان القسوة لمن كان مثلها، صرخت من أعماقها "أن كنوز الأرض والذهب والتبر لن تزنها".
    أما الأسد الوحشي الذي يدخل في أحلامها ويخرج كل ليلة من نافذة كابوسها، فلم يعد يرهبها، قال لنفسه:
    جئت إليها في تلك الليلة ومعي صديقي الشاعر، غمسنا رأسينا في ينابيع الشراب فأخذ يهذي بكلامه المموسق وتعابيره الجديدة الغامضة. وعندما غفا وحيداً، أيقظتني ابتسامتها الفضية وأنعشتني بضيائها الباهر، فألقينا بظهرينا المتعبين على سرير الزعفران ووضعنا رأسينا على وسائد الراحة من ذلك التعب. قفزت من على صهوة حصاني في لجة الكأس وسبحت حتى الثمالة، أما هي فقد أخذت تغرد في غلالتها الحريرية الرقيقة. أفقت عند الصباح فإذا أنا موغل في النشوة، وهي سادرة في نعاسها المعطر.
    كنت أختلف اليها في بعض الصباحات فتلاقيني هاشة، وتغمرني بفيض ابتساماتها المشرقة وتقبل وجهي بحنان، فتغسل تعبي . أفتقدها الآن كثيرا ، فقد عثروا عليهامضرجة بدمائها وسيف بتار قد اخترق صدرها واقتلع الحياة من قلبها.
    استلقى بجوارها جسد ذلك الرجل الفارع الذي كان زوجها وقد لفه الموت، وتيبست أطراف فمه بالزبد، وتصمغت أسنانه بعد أن سقته سماً قاتلاً.
    رددت مدينة الصباح الأٌقاصيص عن فارس قدم من غرب المدينة. كان يلح في السؤال عن امرأة مليحة هاربة وكان يصفها بصوت متهدج، إلى أن عثر على من دله عليها. قيل أن حضوره لم يفاجئها فقد كانت قد أعدت أحبولتها. فهدأت من ثائرته، وربتت على جزعه واضطراب نفسه. وقادته إلى مجلس شرابها. وقبل أن يسري السم في عروقه، عاجلها بطعنة مميتة من سيفه.
    وعندما جاء من يفحص جثتها الباردة، كانت تقبض بأصابعها المصممة خصلة بنية مدماة، تبين أنها من لبدة أسد.


    *
    الرابط :

    اصدار جديد : مريم عسل الجنوب و غناء في العدم للقاص عثمان حامد سليمان

    *
                  

09-18-2010, 04:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)
                  

09-18-2010, 04:38 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (37)
    ابتدر " الأكرم الصاوي ملفاً وأورد مقالاً للدكتور عبد الله علي إبراهيم عن أدبادماك :2004 :
    عن الصحافة اليوم 16 مارس
    وبالمناسبة دكتور عبد الله من متابعي البورد كما يتضح من كتاباته، فنرجوا ان ينال عضويته ويكتب للناس مباشرة هنا، ويريحنا من عناء "سك" موضوعاته الحية في الصحف، واعادة نشرها هنا لفائدة الناس. وله للصحافة العذر.
    ومع ذلك



    أبادماك: تهمة لا ننكرها وشرف ندعيه
    د. عبد الله علي ابراهيم



    (كان ريحانة المجلس ...جميل المحيا... شاعراً غزلاً متلافاً حتي في حب الوطن . . عثمان خالد ياحليلو)
    أسعدني تلاحق الإهتمام والتوثيق لتجمع الكتاب والفنانين التقدميين (أبادماك، يناير 1969 ـ يوليو 1971 ) علي صفحات سودانيزاونلاين على شبكة الإنترنت. وهو التجمع الذي سعدت بقيادته طوال تلك الفترة. وقد فتح باب هذا التوثيق ابن حلال هو الشاعر صلاح يوسف وساهم فيه الشاعر صديق ضرار عضوا التجمع . ثم تتالت كتابات من جيل اصغر هم السادة حسن الجزولي والنور حمد والفاضل بشرى. والأخيران إنتسبا الى أبادماك من خلال منظمات قامت على هئيته وتطلعه في المدارس الثانوية. ثم تداخل جيل اصغر فيهم السيدة نجاة محمود، بنت استاذنا محمود محمد الأمين، والسيد عاطف عبدالله. وقضيت سحابة أمس الأول أكتب مذكرة عن أبادماك تحكي بعضاً من تاريخه وتجيب على اسئلة قيمة أثارها الجيل الحدث.
    سألني سائل على الشبكة عما إذا كان أبادماك هو وليد شرعي للحزب الشيوعي. وقلت انه تهمة لا ننكرها وشرف ندعيه. فأي شيء جميل في بلدنا منذ الأربعينات لم يكن وليداً شرعياً للحزب الشيوعي. واريد مع ذلك أن نفهم أننا لم نكن وليداً بمعني الدسيسة والإملاء. فلم يحرضنا أحد على بنائه ولم يحملنا ما لاطاقة به. فقد خرج التنظيم بصورة مباشرة من بيئة صدام ثقافي وضع حرية التعبير على المحك. فقد تجمعت سحابات برمنا بتضييق الجماعات الدينية لتلك الحرية بعد اقتحام عصبة من الإتجاه الإسلامي لحفل جمعية الثقافة الوطنية في شتاء 1968 الذي اشتموا منه خروجاً من العرف بسبب رقصة العجكو الشعبية العرفية. ثم جاء حكم المحكمة الشرعية العليا بردة المرحوم محمد محمد طه وغزل السيد إسماعيل الأزهري مع قضاة الشرع ليجعل يدهم العليا علي القضاة المدنيين. وأملت علينا ملابسات تلك الحرب على التقدم أن ننتظم دفاعاً عن الثقافة وحرية التعبير.
    صدر أبادماك عنا ونحن في كامل صحونا وحريتنا. كان قدحنا في هذه الحرب المعلنة لإنزال التقدم المعاش بالغاء الوظيفة . لم يتعقبنا كوميسار من الحزب يضع لنا عمل اليوم والغد. وأذكر أنني التقيت استاذنا عبد الخالق محجوب بمنزل المرحوم حبيبنا عبدالله محمد الحسن ( رحمه الله على فيض وده لنا). وجاء استاذنا يبارك له زواجه. وكان بين المرحومين لغة وقربي وإلفة عجيبة. وكنت قد عدت لتوي من قافلة أبادماك الثقافية التي زارت منطقة الجزيرة في اغسطس 1969 . وعرضنا فيها مسرحاً وغناءً وتشكيلاً وشعراً. وقال لي أستاذنا: ولماذا إخترتم الجزيرة. لماذا لم تنجعوا الى الهامش حيث الحاجة ماسة؟ قلت له: يأستاذ ولكن تقريركم الأخير وضع الجزيرة كأسبقية للعمل الثوري لطبيعة جمهورها من المنتجين الصغار وتذبذبهم السياسي. ولم يزد أستاذنا. فقد علم أننا ليس بحاجة الى وصاية وإننا نقرأ ونفهم ونفعل. ولم يسؤه هذا الرد الصريح بل ظل يتعهدني بمودة إنتهت بي الى التفرغ للعمل الحزبي. كان هذا الحزب وكنا نحن كذلك وكان أبادماك وليد الشيوعيين في هذه المعاني من الإستقامة والندية.
    كان شاغلنا الكبير في أبادماك هو كسر الحائط بين المبدع والجمهور. وكان ذلك منهجاً مشهوراً في العالم وقد تسرب الينا عن طريق مصر التي نفذ مبدعوها مسرح القهوة وأشياء اخرى. وبدأنا بالمدينة الثقافية في حديقة المقرن في يوليو أو اغسطس 1969 وكانت المرة الأولى التي يكون معروض اليوم الخيري بالمقرن ثقافة وليس بضاعة من مناديل وخبيز كما قال صديق ضرار. ونصبنا خيمة لكل ضرب من ضروب الإبداع. وقد تقاطر الجمهور الى مناسبتنا واستخدمنا دخلها لتمويل قافلتنا الثقافية للجزيرة. لم نحصل على أي مال من الدولة (المفروض انها تحت قبضة الشيوعيين) وساعدتنا وزارة الإعلام ببص وهذا عون كبير بالطبع.
    اقمنا في مدني بإتحاد مزارعي الجزيرة خلال طوافنا الإبداعي بالجزيرة في إغسطس 1969 وكان اتحاد الشباب والنساء هما همزة وصلنا بالقرى والأحياء . وكنا نطلب من أهل القرى أن يشتركوا بفقرات من إبداعهم نضمنها البرنامج العام. وتوقفنا عند مساهمة شباب قرية برتبيل في البرنامج. واقترحنا عليهم على الفور ان نعقد زمالة إبداعية نتفق عليها فيما بعد. وهي صداقة اسفرت عن إبتعاثنا لمندوبين عنا اقاموا في القرية ودربوا شبابها على ضروب المسرح والفن والشعر. وقد عرضوا حصيلتهم على مسرح الجزيرة بمدني والمسرح القومي. ومما أحبه الناس في قافلتنا غناء جاز فرقة الرجاف الجنوبية المكونة من نفر موهوب من العمال. وكانت الفرقة قد قبلت ان تكون لها عضوية جماعية في أبادماك. . وفي عام 1980 أخذني مديرها وفنانها إسماعيل واني اخذاً من إستراحة مدينة ياي (وكان قد استقر بها) وأسكنني معه في بيته ومع اسرته وقضى لي كل غرضي. وهذه هي إلفة. وسأعود مرة اخرى الى أبادماك لأحدثكم عن مسرح الشارع وحفلنا بذكرى عنبر جودة ومعرضنا عن أبا وليلتنا لسميح القاسم.
    *


    *
    الرابط :

    د. عبد الله على ابراهيم عن أبادماك .. وعن الطلاق بالمحكمة الشرعية!


    *
                  

09-18-2010, 04:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (38)
    ابتدر الأستاذ / صلاح يوسف ملفاً توثيقياً عن " أبادماك : 2004 :
    نورد افتتاحيته :

    أبدأ بالتحية والشكر للأخ بشرى سليمان وكذلك للأخ أبو ذر ( المطر) إن صحت التسمية0 ومن ثم استجيب لمطلب الأخ بشرى بذكريات عن أبادماك وهي مقال نشر لي كمفكرة في أوائل عام 1989 بجريدة الخرطوم0

    "عند تكوين تجمع الكتاب والفنانين التقدميين "ابادماك" في أواخر ديسمبر 68 وليس بعد مايو 69 كما يزعم بعض الذين يصنفون التجمع كبوق مايوي، كانت دوافع التكوين سلسلة من الهزات التي بدأت تخلخل عروش الديمقراطية وحرية التعبير والاعتقاد في ذلك الوقت، مما استوجب توحد كافة المبدعين التقدميين تحت لواء واحد يحميهم من التشتت ويجعل قرارهم فاعلاً ومؤثراً00 فما أقسى تكبيل يد الفنان أو إسكات صوته، وبالأخص عندما يجيء ذلك في عهد اتصف بالديمقراطية التي انتزعت وقتها من فوهة بندقية الحكم العسكري الأول0

    ولعل من أبرز المواقف التي أجمع كل صاحب فكر وحس فني وريشة وقلم على خطورتها، خروج جماعة لا تملك حق تكفير الغير بقرار يقضي بردة الأستاذ محمود محمد طه الذي كان على أيام تلك الفترة شعلة نشاط فكري جذبت قطاعات كبيرة ممن يحترمون فكر الرجل أو ممن يرغبون في مقارعته الحجة0 ولا أود أن أسهب في هذا المجال، ولكن ربما يكون أكثر الذين وقعّوا على عريضة الدفاع عن حرية الفكر ضد قضاة الأستاذ ، لا يؤمنون بفكره ولكنهم انطلقوا من حرص شديد على صيانة حقه في التعبير ومن مغبة استخدام التكفير ضد الآخرين إن هم عبّروا بما لا يرضي قضاة الأستاذ يوماً ما0

    وكان أيضاً من دواعي تكوين أبادماك، تلك (الفركشة) الشرسة والدامية التي نفذها دعاة الهوس الديني مستهدفين بها نشاط الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم عندما كانت تقدم جانباً من فنوننا الشعبية التي من الواجب أن نتوحد حولها ونرضي بها كأصالة يقوم عليها إرثنا الفني، بدلاً من النظر إليها بمنظار مظلم وظالم أعتبرها من قبيل التفسخ والإنحلال0 ولعل المتأمل لهذه الخلفية يدرك تماماً تشابه الأمس واليوم، فما تكفير وردة وإعدام الشهيد محمود محمد طه على أثر إصدار قوانين سبتمبر 83 أو حتى شغب وسقوط الباستيل ببعيدين عن الأذهان، إضافة إلى ممارسات الحجر الفكري العديدة في مجال الفنون ووسائل نشرها التي تقف دليلاً على وهن خيط الوصل بين أصحاب وجعة الحرية والتعبير0

    قصدت بهذه المقدمة المطولة أن أنبش جانباً من ذكريات أبادماك00 ففي أغسطس 1969م جاب أعضاء التجمع، بعض قرى الجزيرة تحقيقـاً لأحد شعارات نشاطهم الأدبي الفني الثقافي، وهو توصيل المعرفة والثقافة إلى الجماهير في مواقعها0 وكان التجمع يحشد لذلك أعمالاً مسرحية مثل سقوط دبشليم وهي من تأليف محمد الفيتورى، والكتاحة من تأليف خالد المبارك، فضلاً عن لفيف من الشعراء والكتاب والمغنيين والموسيقيين والتشكيلين بمعارضهم المتنقلة0 وقد حدث أن قدمت في وادمدنى في وقت واحد سبع ندوات وليالٍ شعرية ومعارض ومسرحيات وأغانٍ0 ثم توالى الطواف على قرى عديدة، أقف عند واحدة منها وهي بورتبيل التي تقع في وسط مشروع الجزيرة 0 وهناك كانت فرحة أهالي القرية كبيرة لمقدمنا الحاشد ولإصرارنا على الوصول إليهم رغم رداءة طرق الجزيرة الطينية في موسم الخريف00 وكنا قد درجنا على سؤال أهل القرى عن خلفية اسم قريتهم، وغالبـاً ما ترجع الأسماء إلى أسماء الشيوخ أو تنسب إلى الأولياء، إلا أن اسم بورتبيل الذي فيما علمنا كان مكونـاً من جزأين على غرار بورت سودان وعليه فإن كلمة بورت كلمة إنجليزية وبيل اسم لأحد الإنجليز الذين كانوا يشرفون على ذلك التفتيش الزراعي00 وبحق إنني كنت أظن أن سكان تلك القرية الصغيرة سوف لا يحسنون استقبالنا بحسبان أن الثقافة كمٌ مهمل، وربما لا تجد الترحيب لديهم، غير أنهم فاجأونا بتقديم برنامج ثقافي من جانبهم أبرزوا فيه فنونهم وقدراتهم المسرحية ومن ثم أبرزنا نحن ما عندنا من فنون فتكامل عطاؤنا وعطاؤهم المشتركان كأروع ما يكون، ولم يفسد تسلسل العطاء تكاثر الحشرات التي اجتذبتها الإضاءة من كل حدب وصوب، أو تسلل عقارب المشروع الزراعي إلى مكان العرض وتسببها في لدغ طفلة كادت أن تموت بين يدي والدها الذي رفض إيقاف العروض حين أبدينا أسفاً وتحرجاً0
    وقد كان من ضمن ما خرج به تجمع أبادماك، هو اعتبار بورتبيل قرية صديقة وتم الاتفاق مع أهاليها على تبني أبادماك لعمل مسرحي تكون عناصره الفاعلة من بورتبيل00 وبالفعل تم الوفاء بذلك وأنتدب الأستاذان طلحة الشفيع وعلى وراق، على ما أذكر، لإخراج عمل مسرحي كان هو مسرحية الفتريتة التي ألفها طلحة الشفيع0 ولقد تواصل العمل لشهر أو يزيد حتى جاء العمل إلى خشبة المسرح القومي تعبيراً عن الوفاء وكسراً لحوائط المستحيل0 فقد أفضت التجارب إلى صعود بعض المزارعين الأميين مع أبنائهم على الخشبة لإبانة قدراتهم الكامنة بصورة مشرّفة0

    تلك إشارات جديرة بالتسجيل، فقد حَفَرت حروفها في ذاكرتي ذات يوم، كشاهد على ايجابيات التواصل الثقافي حين يتوفر له مناخ المعافاة والتضحية والإيمان0"

    صلاح يوسف

    *

    الرابط :

    بين أبادماك و بورتبيل

    *
                  

09-18-2010, 06:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (39)



    شتان ما بين أبادماك وحلمنتيش



    أثار الملف الخاص بأبادماك وثورتها الثقافية منذ العام 1968 م ، ونهضتها بالشعر والمسرح والرسم والمقال ، وكيف كانت أجنحة الثقافة تُرفرف في سماءات حريات الأمس ، وحين نهضت القسوة المأزومة من وراء فكر الإسلاميين السياسيين عند عرض " الرقصة الشعبية : العجكو " ونهضتهم وقتالهم في قاعة العرض ، وتفجرت أول بوادر عنفهم وعنف الفكر الذي يحملون ضد الثقافة ،
    ثم يأتينا " المحبوب عبد السلام " المُنسلخ من بعد العشر سنوات الأولى من حكم الإسلاميين للسودان في سفره عن الحركة الإسلامية ، بغض النظر عن التطفيف في الكيل ، فقد أبان أن للجماعة فكراً !!!
    بل ولها أدباً :
    ندخل مباشرة للمقارنة بين سماوات أبادماك قبل (40) عاماً ، ونفث العادم الثقافي على أنه فن !!!
    وهذا هو النص : كتبناه في مدونة " سودان رأي " منذ أشهر استناداً على نصوص " المحبوب " : شاهد ملتبث من أهلها :




    " حلمنتيش " ثقافةٌ منخفضة السَقف .



    لم أجد تخريجاً لـ " حلمنتيش " ،
    فسألنا المعجم الوسيط فتخير لنا أقرب الأقربين :

    الحَلَمُ : القُرَاد الضّخم ، أو الصغير
    الحَلَمةُ : القُرَادة الضَخمة أو الصغيرة
    والحَلَمةُ : دودة تقع في الجلد فتأكله ،

    سنضطر أن نُغلظ على هذا المُسمى الذي شهدنا مولده أوائل السبعينات من القرن الماضي ، وتكاثُر المُتحلّقون حوله . وتندرنا يومها على الإسفاف .
    هذا المولود الذي يسمونه " الشعر الحلمنتيشي "،مرآة صادقة للمشاعر السالبة التي اجتاحت أول حيوات بعض الشباب في الجامعة على عهد جديد بالدراسة الجامعية المُختلطة . نظروا لأمرهم على أن شباباً في مُقتبل العُمر التقوا بالإناث ! . تضخيم "الجندر" والتقليل من شأن رفقة الدرس وصحبة أهل العلم . للحياة الجديدة صدمة التجربة الأولى ، واختبار أن يكون العقل الواعي هو الرسول لتصبح أنتَ مُتقدماً تتخطى العتبات الغلاظ وتنجح تجربة أن يدرس الطالب برفقة زميلته أو أخته ،بعيداً عن رغائب الجسد وأزمة البلوغ .
    الجميع في حاجة ليُصححوا التعليم الجامعي والدنيا الجديدة ، محاولة من الجميع اللحاق بالأمم الإنسانية التي عرفت حقوق المرأة وسعت بخطى ثابتة لإزالة مقولات مثل : ( البيت للمرأة والعمل للرجل ) ، والتي أعلت حق المرأة ليسابق الطريق ليكن مثل حق الرجل . لها ما عليه في العلم من حقوق وواجبات .
    لكنا شهدنا في " هيئة حلمنتيش العليا " : الوجه الفاشل من تلك العلاقة ، فصارت ملتبثة ، ملغومة بالنزوات العارضة والتصريح الفجّ ، والضحك البائس بأسنان صفراء .فأخرجت زلات العقول الباطنة وهي تمشي بالرغائب التي يستحي منها كل فرد سوي . قال قائلهم :

    " جات ماشا في المكتبة .. طقْ.. طَرَقْ ، طق .. طَرَق ... "

    أيُعقل هذا النبر الإيقاعي وأنت تسمع ضحكات السابلة ، ولهفة الذين رءوا الجامعة : " بوشة حَريم " !!


    هذا العطش الذي سقته شرايين الكبت الجنسي ، جاء يتوثب متوسلاً طرائق الفكاهة في اشتباك النقائض وطرافة التضاد . تجمعت الرغائب الدفينة ، تسربت من الأجساد إلى العقول فخَْفت موازينها . كان يتعين ترويضها ليصبح سلوكاً قويماً في معاملة الأخت أو الزميلة معاملة التحضُر وإكرام المؤسسة التعليمية التي تجمع ويكون الإنسان فيها مُكرماً ، وهي من موجبات السلوك الذي تأمر به الأعراف والأديان جميعاً والأخلاق التي أكثر الذين يصرخون بها : هم الذين تنزّ أعيُنهم بالغرائز. فكيف بالذين يقولون عن أنفسهم أنهم أهل الهداية والرَشد ، الذين يتوسم الطيبون من أهلنا القدوة فيهم ، ولكن خاب الظن لم يكُن " في القُبة فَكي " !

    كنا نرى بأعيُننا " هيئة حلمنتيش العليا " أو أفرعها المنتشرة في بِرك الثقافة الضحلة ، والقائمين عليها وهم يحتفون بالسقوف المنخفضة من النثير العامي . قتل الفراغ البئيس هو همّ الذين أفرحهم مكر الغرائز ومدّها قرون الاستشعار وهي تتوثب للنهوض . تتحدث عن " فتنة تقريب الحجر من البيضة " !؟ .

    قد يقول قائل : هو فن الإضحاك ! ؟

    إنه مغطس الإسفاف دون شك ، والسابحون كُثر . وليس من زمان نُداري فيه تلك السوءة .حتى جاء يوم في تاريخ الأمة ، ليصعد الذين " بَدّعوا " في " حلمنتيش " ليتربصوا تلك الملذات المختبئة في عقائدهم لردم الغرائز في مُقبل أيامهم بمثنى وثلاث ورُباع ، كيف لا ، وقد أفسح لهم السلطان بالقول الصراح وعزة المال الذي هو معروف أصله ، ومبتور نسبه !.

    ها هو" المحبوب عبد السلام " القيادي الأسبق و "الإسلامي الفكر" كما يكتُب ، يتحدث عن النـَظم "الحلمنتيشي" كأنه انجاز شِعري أو غزو أدبي ، أو فلاح ما بعده فلاح !؟ . يحكي عن تسارع المنتمين للحركة الإسلامية لمنابر " حلمنتيش " ، يجلسون ويعتصرون الأذهان ، كأنهم يصعدون تلال الأدب وقمم الثقافة !.

    أنعم على هؤلاء التلفاز بسهرات تلفزيونية مدفوعة الأجر ، قيل : تسلية للمشاهدين والمشاهدات !!. ويتقيأ القوم كل المَخازي " الحلمنتيشية " . حضروا وجلسوا وتقرفصوا في انعطافة العُمر ليجترّوا مَخازي شبابهم .

    تحدث " المحبوب " عن الفن والموسيقى والشِعر ..!!!! :
    أي فن وأي موسيقى وأي تشكيل هذا الذي يتحدث عنه ؟ .!!!

    كل هؤلاء ركبوا عجلة الزمن وجاءوا إلينا من وراء القرون ،
    فاسكُتي يا جراح واسكُني يا شجون ...

    *
    المراجع التي أثارت حفيظتنا :

    (1)
    اقتباسات من كتاب " المحبوب عبد السلام ":
    ( الحركة الإسلامية السودانية)
    دائرة الضوء .. خيوط الظلام
    *
    وهو يتحدث عن شباب الدعوة الإسلامية ورؤاهم الثقافية :
    *
    كتب في صفحة (31)

    " كذلك أحيت أيام السجن ولياليه أصوات الإبداع الشِعري والأدبي والمَسرحي في مناصر الحركة ، وبعد أن شهدت أوائل العقد السبعين ظاهرة الشِعر " الحلمنتيشي " بين طلاب الجامعة ، وقد انتمى عددٌ منهم إلى الحركة الإسلامية ، ..."
    *
    وكتب في صفحة ( 31 ): في زيلها :

    " اشتهر من شعراء حلمنتيش محمد الجاك الصراف ، د. احمد الأمين ، محمد النجومي . وفي رابطة الشعراء الإسلاميين الشهيد حافظ جمعة سهل ، والشهيد حسن سليمان ومعهم سيد محمد الحسن الخطيب ، ابن عمر محمد أحمد ، أبوبكر ياسين الشنقيطي ، حسين خوجلي محمد حسن ، عبد المحمود نور الدائم الكرنكي ، بكري عثمان سعيد ، أمين حسن عمر ، وغيرهم ."
    *
    وكتب في صفحة ( 3 ) :

    "وفي ليلة السابع عشر من رمضان من العام الميلادي 1983م قدم الدكتور حسن عبد الله الترابي محاضرة ( حوار الدين والفن ) بمسجد جامعة الخرطوم ، وكانت بمثابة إعلان يتجاوز الإباحة إلى ضرورة الفن وجهاً للعبادة ، وسبيلاً لإعمار الحياة ، يوشِك أن يكون ضرورة في حياتنا المعاصرة ، وأن حِوار الفن والدين يجيء في ذكرى بدر إذ تقابل الحقُ والباطل ، وحيثُ ينبغي أن يتناصر اليوم الحق تجاوباً مع حاجة المؤمن المعاصر .
    لكن تأسيس الفرق والمجموعات الموسيقية والمسرحية تأخر سنوات رغم دخول أعداد من الحركة إلى معهد الموسيقى والمسرح وتخرجهم فيه ، بأسباب من شواغل السياسة . أما الفن التشكيلي فقد ظل غائباً عن همّ الحركة ونشاطها ، ولم تشغل معَارضُه أي جزء في برنامج الحركة ، ورغم وجود أعداد مُقدرة من الموهوبين الهُواة والخطاطين والمُصممين الذين يحررون صُحف الحركة اليومية ومعارضها الرسمية ، ورغم وجود تشكيليين رواد في عضوية الحركة منذ الخمسينات .


    الرابط في مدونة سودان رأي :
    http://sudanray.com/Forums/showthread.php?2792-quot-ط­ظ...®ظپط¶ط©-ط§ظ„ط³ظژظ‚ظپ.
    **
    يا تُرى أين نحن الآن لما نزل نعشعش في الظلام !

    **

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-18-2010, 06:08 PM)

                  

09-18-2010, 06:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (40)
    يوسف خليل


    درس بالألماني وكتب بالخليجي ومرض بالسوداني
    بالامس احتفل العالم بيوم المسرح العالمي الذي يصادف سنويا 27 مارس احدهم ... مبدع ملأ المسارح بشخوصه ومسرحياته المتميزة لم يحتفل به .. ليس زهدا .. لكنه المرض .. الرجل هو يوسف خليل .. سيرته حكاها لي ذات يوم عندما كان في صحة جيدة جاءني في مكتبي وهو يقود حافلة صغيرة ـ شغال سواق يا خليفة بآكل منها عيش واستحمل اهلك (السودانيين) ..وبعدها بايام زرته .. للاسف في عنبر بمستشفى الخرطوم لا تتحرك فيه الا يده يرفعها بصعوبة ليصافحك وبقيت يده في يدي طويلا .. لكنه يبتسم ..
    يوسف خليل يا سادتي يرقد الآن في منزله مشلولا لكنه يضج بالافكار .. كيف عرفت ؟ عالجوه لتعرفوا صدق ما اقول .. ماذا لو احتفلنا معه بنشر هذا الحوار وماذا لو كان من انجازات استعداداتنا لعاصمة الثقافة علاج هذا المبدع المتميز ..
    يوسف خليل مع المحرر

    * من أي باب دخلت إلى عالم الدراما ؟

    < من باب التمثيل .. قبل اكثر من اربعين سنة يعني حوالي عام 62 ــ 1963م .

    * واين وكيف ؟

    < كنت طالب في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ادرس ادارة اعمال زاملت هناك بلقيس عوض وصلاح تركاب ومحمد المهدي ابراهيم .

    * مارستوا مسرح ؟

    < طبعا كانت في فرقة مصرية في الجامعة في الوقت داك جينا نحنا قلنا دايرين نقدم مسرح سوداني .

    * كانوا هم يقدموا مسرح مصري ؟

    < ايوة كانوا بقدموا مسرحيات نجيب الريحاني واذكر كان في الفرقة محمد ميزو وفتحي بيرم .

    * .............؟

    < رفضوا في البداية اننا نعمل فرقة سودانية وطلبوا اننا نشترك معاهم في اعمالهم عشان نطلع مسرح البعثة .. رفضنا واشتغلنا مسرح في الحوش ساكت .

    * عشان تعرضوا شنو ؟

    < عرضنا مسرحيات : القطار ـ اوبريت لمحمد المهدي ابراهيم وانا كتبت مسرحية اثنين اثنين وبعدها كتبت كلام اعوج .. وقدمنا للبياتي محاكمة نيسابور.

    * واستمر عرضكم في الحوش بعيد عن خشبة مسرح البعثة ؟

    < بعد نيسابور والمستوى الجيد القدمناها بيه سمحوا لينا نعرض في مسرح البعثة وصادف في الوقت ده جاء ابراهيم شداد من المانيا وبدأ في اخراج مسرحية «الهاوية» كتبتها انا لكن للأسف لم تر النور .

    * كيف كانت حركة المسرح في جامعة الخرطوم ؟

    < كانوا نشطين جدا يقدموا مسرح عبث واخطر مافي ناس جامعة الخرطوم هو انهم بطلعوا من الجامعة لمناطق اخرى ذي نادي الخريجين في الخرطوم .

    * منو الكانوا البقودوا النشاط المسرحي في جامعة الخرطوم ؟

    < عثمان نصيري ـ شوقي عز الدين وبدر الدين حسن علي ومعاهم صلاح حسن احمد كتب اجمل مسرحية (حكاية تحت الشمس السخنة) .

    * واتخرجتوا من الجامعة وسكت النشاط ؟

    < بالعكس .. اشتغلنا متعاونين في المسرح القومي بعد تخرجنا سنة 1966م والحمد لله اتكون المسرح القومي وبقي علي رأسه الفكي عبد الرحمن .. واتعملت المواسم المسرحية .

    * وكتبت للمسرح القومي ؟

    < اول اعمالي للمسرح ا لقومي كانت مسرحية الزوبعة وهي في الحقيقة ما من تأليفي لكن سودنتها من كاتبها المصري محمود دياب اخرجها شاب اسمه عوض محمد عوض جاء في الوقت داك من مصر تخصص اخراج الكلام ده سنة 1970م وقام بطولتها ابراهيم حجازي والهادي الصديق والريح عبد القادر وسمية عبد اللطيف ونادية جابر ومحمد رضا حسين عليه رحمة الله .

    * لكن انا بعرف انك كنت في ابا دماك والكلام ده سنة 1969م .. ودي فترة لازم نسمع فيها ؟

    < صاح كنت انا من ضمن الناس الأسسوا ابادماك .

    * هي شنو ابا دماك دي ؟

    < في يناير 1969م تمت دعوة عدد من الادباء والفنانين والكتاب لاجتماع في مسرح البعثة التعليمية عشان يقفوا ضد اعدام محمود محمد طه وفي الاجتماع وزعنا ارانيك فاكتشفنا بيننا كتاب وشعراء ومسرحيين وتشكيليين طوالي قلنا يا جماعة نعمل تجمع وقد كان .

    * من وين جاء ابا دماك ؟

    < انا اقترحت نسميها سنار باعتبارها بوتقة الثقافة العربية والافريقية لكن عبد الله جلاب كان اكثر عمقا مني فاقترح ابادماك وهو شاعر نوبي وعنده قصائد جميلة وعلى ما اظن هو صاحب قصيدة (يا بنات النقعة والمصورات) وهو اخرج الناس من عبادة امون رع وفي ناس يعتبروه اول إله نوبي وبتلقاه في معبد الاسد في المصورات وده هو زاتو على شكل اسد وافقنا على الاسم لما فيه من قوة واصالة .

    * ومارس التجمع ده نشاطه في كافة المجالات ؟

    < نعم وبنشاط كبير قدمنا سوق خيري في المقرن عرضنا فيه مسرحيتين (سقوط دبشليم لللفيتوري) اخراج صلاح ومسرحية (الكتاحة) د . خالد المبارك وطوالي عملنا رحلة للجزيرة لقرية بورتيبل وكنا دايرين نقيس درجة تقبل الناس للمسرح هناك والمفاجأة كانت انو المسرحية الوجدت تجاوبا كبيرا جدا هي (سقوط دبشليم) وكونا فرقة بورتيبل وفعلا عرضت في قرى الجزيرة وبنت المسجد بتاع القرية بعائد المسرح.

    أما في الخرطوم فنحنا أول من قدم مسرح الشارع عندما عرضنا مسرحية «إلى القصر حتى النصر» تأليف عبد الله علي إبراهيم إخراج صلاح قولة ومثلت فيها أنا دور مزارع الكلام ده سنة 1969م 21 أكتوبر.

    وجاء ما يو

    سمعنا البيان الأول بتاعها ونحنا في غرب الجزيرة في قرية بورتيبل.. وبعدها أشاد بنا نميري في بعض بياناته.

    لكن هل النشاط كله كان مسرح؟

    لا يا أخي كانت هناك مجموعة أندية .. بتلقي نادي القصة يضم عيسى الحلو ومصطفى المبارك ومحمد المهدي بشرى وعمر الحويج، نادي المسرح يضم خالد المبارك وصلاح قوله وعبدالله علي إبراهيم، نادي الشعر عمر الطيب الدوش ومحجوب شريف وعلي عبد القيوم إضافة لي نادي الفنون التشكيلية ونادي الموسيقى والغناء ونادي السينما الوقت داك كنا كلنا شباب.

    رغم دخولك من باب التمثيل لكنك تكتب أكثر؟

    نعم .. بعد الزوبعة .. أخرج لي صلاح تركاب مسرحية «الخضر» وهي بالشعر العامي سنة 1971م تمثيل أنور محمد عثمان وبعدها سافرت ألمانيا.

    عشان شنو؟

    كنت عضو بجمعية الصداقة السودانية مع ألمانيا الديمقراطية قاموا رشحوني لبعثة لدراسة «دراما تورج» في مدرسة هانزاوتو العليا وهي مدرسة لدراسة السينما والمسرح ويتبع لوزارة الثقافة أما هانز فهو ممثل ألماني مجيد.

    أكيد إنها كانت فترة خصبة جداً؟

    جداً... شاهدت هناك كل مسرحيات بريشت التي أخرجها هو شاهدتها على الفيديو .. وقام بتصويرها هو شخصياً بحيث أنك عند مشاهدتها كأنك تشاهدها على خشبة المسرح وقابلت زوجته «هيلينا فايجل» وهي بالمناسبة أخطر ممثلة أقابلها وأشاهدها أجد بعضاً منها في سناء جميل.

    وماذا عن الجمهور هناك وتعامله مع مسرح بريشت

    بريشت صعب جداً حتى في مجتمعه الألماني ولحد كبير جداً الجمهور هناك ما استطاع أنو يتواصل معاه وبريشت متأثر بالمسرح الشرقي - الياباني والصيني ويشبه عندنا التصوف والاستغراق...

    وعدت من بلد بريشت وأنت ممتلئ به؟

    عدت سنة 1974م بمسرحية «جوابات فرح» كتبتها في ألمانيا وبتلقى فيها أثر لبريشت ومثلت فيها دور سعيد واشترك في بطولتها «عوض صديق، سليمان حسين رحمهما الله وسمية عبد اللطيف ونادية جابر وفاطمة الحاج ونادية أحمد بابكر وعفاف أحمد أخرجها صلاح تركاب.

    يبدو أنكما أنت وتركاب ثنائي متجانس؟

    أنا وصلاح تزاملنا منذ الدراسة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وأخرج لي عدد من مسرحياتي وأول فرقة مسرحية لنا اسميناها فرقة الخليل سنة 1976م.

    وقدمتم عروض؟

    سنة 1975م ونحن نعد العدة لإنتاج مسرحية «الغول والغريب» وكتبتها نثر تم فصلي من وزارة الثقافة والإعلام بتهمة تأمري ضد نظام مايو والغريب في الأمر فصلوا زميلنا يحي الحاج وكان في ذلك الوقت مبعوث في لندن للماجستير.

    هذا يفسر ابتعادك الطويل عن المسرح بعد تلك الفترة؟

    نعم لانني هاجرت إلى الامارات منذ 1976م حتى 1999م 23 سنة غياب عن السودان وعن المسرح في السودان لكن نشاطي تواصل هناك.

    عملت في نفس المجال

    لا للأسف اشتغلت بشهادة الجامعة ادارة اعمال لكن نشاطي الفني تواصل لاني اسست في الامارات في منطقة خور مسرح الطليعة وبعض نجومه الان هم تلاميذي آنذاك محمد عبدالله مدالي، علي بوحسين، محمد عبدالله اسماعيل وكتبت مسرحيات باللهجة الخليجية ونجحت جداً...

    في دبي عملت في النادي الاهلي واسست منتدى الثلاثاء وهو منتدى حواري للقضايا الثقافية العامة واخرجت ومثلت في مسرحية م .خ لعبة الكراسي... تأليفي وكذلك لعبة الوهم وهي سهرة تلفزيونية لاستديوهات عجمان.

    وماذا بعد ان عدت عام 1999م كيف وجدتنا؟

    في السودان منذزمن لا يوجد طرح ثقافي والآن الطرح الثقافي ضعيف اما في مجال المسرح وبعد عودتي اعدت كتابة الغول والغريب شعرا لان اساس المسرح الشعري منذ اليونان وشكسبير وبريشت لكن يبدو انه صعب جدا على الممثلين التعامل مع المسرح الشعري بالدارجي وصعبت عليه المفردة ما نجحت بالشكل المطلوب اضافة لمشاكل في جسد الممثل السوداني وكذلك التقنية الصوتية للممثل وهو دون خلفية فلسفية ولا يملك موهبة امتلاك جسده وهو على خشبة المسرح اضافة لعدم تفرقته بين الواقع المادي والواقع الفني وسيادة النظرة الخاطئة للعملية الابداعية تحت مقولة الاسقاط وهو شئ مضر بالفنون وبالاخص المسرح.

    من أقواله:

    * د. أحمد الطيب كان يترجم شكسبير في البروفة مباشرة وكل واحد يكتب دوره.

    * جيلنا تميز لاننا كنا هواة قراءة نقرأ بلغتين وبعضنا بأكثر.

    * لا ناخذ من المنبع مباشرة بل من التراجم مثلا الوجودية قرأنا ها ترجمة محمد غنيم وهو مترجم ردئ.

    * عندما كنا نقرأ عن الوجودية كانت قد انتهت في الغرب وكأننا نقرأ تاريخ...

    * ديستوفسكي في «الإخوة كرامازوف» كأنما أراد ان يقول ان لا مخرج إلا الدين .. ونحن الآن في حاجة لقراءة جديدة لـ«الجريمة والعقاب» هو لم يكتبها عن شخص قتل امرأة عجوز لا هو كتبها عن نابليون ويقول فيها كيف تدعى أنك حامل لواء حرية الانسان وتقتله بها .. هي أنسب ما يصلح للقرن 21 مع انها كتبت في القرن 19.

    * خشبة المسرح القومي غير مؤهلة لاستيعاب اي عرض وهومسرح لا يحترم جمهوره لانه مسرح مكشوف يخضع لتغيرات الجو.

    * لفت نظري المخرج الشاب مجدي مكي في «إنهم مسؤوليتي» واعتقد انه شاب يرجى منه الكثير..
    محول إلى السيد وزير الثقافة والسيد وزير الدولة للثقافة والسيد وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية لعناية الاستاذ مكي سنادة.
    الآن الكاتب والمخرج والممثل المبدع يوسف خليل طريح الفراش منذ ستة اشهر.. يخضع لجلسات علاج طبيعي وعلاجات عن طريق الحقن والحبوب ومن واجب الدولة ان تقوم بهذا الواجب نيابة عن كل الشعب السوداني ونثق في كريم استجابتكم.
    يوسف خليل على فراش المرض

    الرابط ( ملف عمر علي 2004 ) :
    حوار مع مسرحي قديم..اضاءة لجوانب من مسرح الستينات ..وابادماك

    *
                  

09-18-2010, 11:19 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    ميزات عثمان حامد كتيرة
    منها
    قدرته على التواصل مع مختلف الاجيال
    تسال عن مبدع من السيتنات
    يحدثك عن هاشم صديق- عبد الرحيم ابوذكرى -كمال الجزولى -شابو -يوسف خليل -عيدابى

    من اجيال مابعد الحداثة
    يحدثك
    عن محسن خالد وبدرى الياس الصادق الرضى واحمد العربى

    اتنين من اصدقائى فى ابوظبى
    اطمئن الى احكامهم فى قضايا الفكر والفن والثقافة والسياسة
    عثمان حامد سليمان
    ومحمد الحسن محيسى
    اللهم ادم لى صداقتهما
                  

09-19-2010, 04:00 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: ميزات عثمان حامد كتيرة
    منها
    قدرته على التواصل مع مختلف الاجيال
    تسال عن مبدع من السيتنات
    يحدثك عن هاشم صديق- عبد الرحيم ابوذكرى -كمال الجزولى -شابو -يوسف خليل -عيدابى

    من اجيال مابعد الحداثة
    يحدثك
    عن محسن خالد وبدرى الياس الصادق الرضى واحمد العربى

    اتنين من اصدقائى فى ابوظبى
    اطمئن الى احكامهم فى قضايا الفكر والفن والثقافة والسياسة
    عثمان حامد سليمان
    ومحمد الحسن محيسى
    اللهم ادم لى صداقتهما


    كدأبك
    دوماً أيها البهي : محمد سيدأحمد
    تكون حيث نتمنى أن تكون

    عندما نتذكر الأحبة نجدك بينهم
    وفياً للتقدم ،
    وللكلمة النابهة التي تخرج من بنان المبدعين
    وتقول الكثير الخَطِر


    *
                  

09-18-2010, 06:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: ريهان الريح الشاذلي)





    Quote: Quote: خرج الشعراء والمنشدون والمغنون ، تجمهر الممثلون والمخرجون في الحلبات والمسارح ، ازدانت لوحات الرسامين بالألوان، امتلأت الساحات بالفنون.. فمتى ينطلق نفير البحث عن البوصلة الضائعة في الرماد؟ وهل يلتقط الراية المتجددة أبناء الطلائع الأول؟ وهل يعي أحفاد قدامى المعلمين مواجع أهل القرى الصديقة في التخوم والهوامش وفي ربوع البلاد المنسية؟ من سيشحذ سيف العاصفة ويعجل بضرب الهياكل الخربة ليتداعى هذا الظلم وينقشع الظلام؟ من يفتح الأبواب والنوافذ لأقواس قزح ثقافات بلاد السودان وأهل السودان؟!

    سلامات الجميع وكل سنة وانتم طيبين

    استاذنا عثمان حامد ...الود والتحية

    جميلة هي كتابتك عن اباداماك والحراك الثقافي لمرحلة ما بعد ثورة اكتوبر، سؤالي لك استاذنا هل يمكن اعادة اباداماك (باستصحاب متغيرات العصر ) ام ان تشوهات الدكتاتوريات و اثار الاسلام السياسي قد محت القدرة علي العطاء والتاثير في الحركة الفكرية في السودان عند اجيال المبدعين اليوم ؟؟

    الفاضلة : ريهان الريح

    تحية طيبة
    وود كثير ،
    لما تفضلت من مشاركة ، وبما تطرحين من أسئلة ، تفاكرنا على الهاتف مع الأستاذ : عثمان حامد سليمان ،
    ويهديك كثير سلامه ، وقد حثني أن أجلب الملفات ذات الصلة بأبادماك ، وقد تمكنت من تقديمها مع الروابط ذات الصلة ، فهي تصب جميعاً في محاولة الإجابة على السؤال ، وفتح نوافذ لنسيم الثقافة والإبداع في ظل سلطة عصور ما قبل التاريخ التي تسيّد أهلها على وطننا ، كما تعتاش دواب الأرض على الأجساد .

    فمن الضروري أن تعرف الأجيال التي لم تعاصر تلك النهضة : كيف كانت .

    ولكِ من الشكر أجزله
    *
                  

09-18-2010, 06:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)








    إهداء للجميع



    *
                  

09-18-2010, 08:42 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    مشتاق جداً للصديق عثمان، ولك يا بيكاسو
    لو تسهلت الأمور سنعود
                  

09-19-2010, 09:56 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: محسن خالد)


    ،
    ومن كرامات حفيد الشيخ "أب عصا" الذي هو حفيد "شيخنا" أبادماك،
    أن يحوي ملفه هذا التوثيق لحركة ونشاط جماعة "أبادماك".
    وأن نتعرف تحديداً وبشكل أكثر بهاءاً على "مسرح أبادماك" الذي يبدو أنه كان أس نشاط تلك الجماعة،
    ومدخلها الفاعل للجمهور، وما الكلام "اليوقف شعرة الجلد" عن قرية "بورتبيل" وتفاعلها وانفعالها، إلا دليل على ذلك.
    ،
    عندنا ما يلهم،
    عندنا ما يضيء،
    ولكن،
    مين يقرا ومين يسمع؟
    ،
    شكراً شقليني على حدبك على إرواء هذا الخيط، وإروائنا.
    ،
                  

09-20-2010, 03:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)




    الشاعر بدري أياس
    تحية لك
    وأنت تقرأ
    نعرف جميعاً ما آلت له كل ضروب الفنون من أن " مافيا " الحكم التي كانت تُخطط ومن ورائها قادة المافية المتعولمة ، كل همها السلطان ، ليجروا طائرة العصر ببغال التاريخ ، وعزل الفكر من زمانه ، وإلباسه لبوس
    القداسة ،وجاء الذين همهم السلطة ، والقهر والدكتاتورية ، ولكن بنظام عقوبات العقائد من سالف العصر والأوان ، لم يروا إلا الجلد والصلب والقطع هو وسيلة لقهر فكر ، به من نصوص التفكر ما يترك للذهن مجال للتفكر لا للانقياد.

    من هنا كان مسرح الستينات وأوائل السبعينات مسرحاً بحق ، جاء الذين هدموه وهدموا القوانين المدنية كلها ، ولم يكن لديهم إبداع أي كان ، كانوا وهم الآن نقلة لا قدرة لهم على التفكير . المال والسلطة هي همهم .



                  

09-19-2010, 01:41 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: محسن خالد)


    لكاتب : محسن خلد :

    Quote: مشتاق جداً للصديق عثمان، ولك يا بيكاسو
    لو تسهلت الأمور سنعود

    ونحن في شوق لك كلما نسأل ، يجيبنا الأستاذ / عثمان حامد :

    من الخير لمبدع مثله أن يكون سماؤه يغطي الأفق ،
    لا توقفه الأوطان عند الحدود .. سقفه الإنسانية .

    تحية مجددة لك
    ومأمل أن تكون بيننا .

    *
                  

09-19-2010, 04:18 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    *





    *
                  

09-21-2010, 08:08 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ عبد الله الشقليني
    تحياتي لك ولضيوف بوستك الرائع

    من هو الذي قال ما يعني أن قيمة عثمان حامد ليس في قصصه ,, بل في ذاته ..هو بالطبع أحد رواد البوست وقد نسيت إسم القائل للأسف الشديد، ولكي أخفف عليه سهوي على نحو ما أؤكد أن ما ذكره هو عين الصحيح وأتفق ويتفق معي كل الذين يعرفون عثمان حامد سليمان وجالسوه وجالسهم,, وبهذا فالمدخل لعالم عثمان القصصي هو ذات عثمان نفسه التي ربما تعين من يقرأ لعثمان في الحياة ومن داخل نصوصه القصصية ذاتها!.

    حي بانت بأم درمان عالم قائم بذاته، كأغلب أحياء المدينة العريقة، ومنذ بدايات تشكله كحي أم درماني متاخماً لأحياء شهيرة أخرى كالموردة والعباسية وحي الضباط فقد تلاقحت فيه العشرة والجيرة والتعارف الاجتماعي، ثم انداح كل ذلك لينشئ علاقات إنسانية واجتماعية متداخلة مع كثير من الناس والأسر في العاصمة المثلثة بأجمعها. كثيرون هم الذين قطنوا هذا الحي وكثيرة هي الابداعات التي أطلت للناس من داخل حيشان هذا الحي وحيشان الأحياء المتاخمة له، ولا مبالغة في ذلك!.

    كان نادي بانت الثقافي الاجتماعي ومنذ مطالع ستينات القرن الماضي يمثل عن حق نادياً يقارب أندية القرى حالياً في السودان! .. أقول القرى تحديداً لأنها ما زالت تحتفظ بأنشطة ورشاقة الأندية الثقافية الاجتماعية مقارنة بالعاصمة ومدن السودان الكبيرة الأخرى، حيث إنزوى دور هكذا أندية ونضب و(كش) نشاطها.. تماماً كإختفاء قهاوي العاصمة تماماً! .. وكل هذا بفعل فاعل فعل ذلك بالطبع وبتكتم بليغ لصالح مشروعه الخرب!.. أعود لنادي بانت الثقافي وأحكي أنه قد كان بمثابة الحاضنة الرؤوم لكثير من إشراقات عدد من المبدعين اليوم و أمس، وأما في الجوانب السياسية والرياضية والاجتماعية الأخرى فهي تأخذ أيضاً نفس قيمة نفس النادي التي شحذ بها رئة أولئك المبدعين، وقد كانت بالطبع أجواء الديمقراطية الثانية ونفس أكتوبر وزخم الحريات العامة وروح ثورية وتقدمية عالم الستينات شرقاً وغرباً ضاربة ومؤثرة!.

    من هذا النادي المتواضع تحديداً شمال مركز الضو حجوج على شارع الأربعين بقلب حي بانت على يدك اليمين وكأنك ماشي للخرطوم.. وكما طلع منه هاشم صديق وكمال الجزولي والشاعر الغنائي الرقيق عثمان بلة الذي رحل عن دنيانا مؤخراً والمطربون الطيب عبد الله وعبد الوهاب الصادق و الراحل بدر الدين عجاج، وفي النقد الأدبي الراحل سامي سالم والصحفي المخضرم ميرغني حسن علي، وفي الكورة فوزي المرضي وكمال عبد الوهاب، ومن مكان قريب جداً طلعت أيضاً من أحد حيشان بانت أغنية محمد الأمين البديعة( لو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العينين).. مع كل هؤلاء طلع لنا أيضاً القاص وفاكهة المجالس عثمان حامد سليمان!.
    وريثما أعود بعد حين للمواصلة عيدكم سعيد وكل سنة وأنتم وعثمان وأسرته بألف خير

    (عدل بواسطة حسن الجزولي on 09-22-2010, 11:34 AM)

                  

09-21-2010, 09:00 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: حسن الجزولي)




    (41)

    الأستاذ/ حسن الجزولي




    على الشاطئ الآخر من النهر ...




    عظيم محبتي لما تفضلت به أخي الأكرم : الأستاذ : حسن الجزولي
    بيسر دلفت لوفاء أشباه المدن وعي تنحت في صخر الذاكرة لمواعين
    حضنت عُشبة الإبداع لدى كثيرين من مبدعي جيل لستينات والسبعينات ،
    من مضوا إلى الغيبة الكُبرى ، ومن سرقته الحياة في غيبات صغرى

    نعم على الشاطئ الآخر نواد الأحياء ، مثل بانت ، كذلك كانت الموردة وأبوكدوك
    والعباسية . تلك الدور الثقافية الاجتماعية ، جمعت خرزاً وخيوط حرير ، تمكن
    من صقلتهم الدنيا ، وقبض ملائك الإبداع روحه لتُرفرف وتنتج لنا هذا الكم الهائل
    من انبعاث براكين الفعل الثقافي الخلاق .

    من تلك التربة الخصبة ، نبت أمثال الأستاذ / عثمان حامد سليمان ،
    لم يترك أوجاعه تأكلها ريح الزمن بالتعرية ، بل نهض ضد رياح التقليد ، وأزهرت من بين صخوره
    ماء الحياة ونبتةً أبت الأخيرة أن تموت ، بل لتعيش بيننا و تُثمر، وما لنا إلا أن نقطف
    من بساتينها.


    *
                  

09-21-2010, 08:15 PM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    ،
    فيما يلي نص حوار آخر أجراه الصحفي والقاص "عيسى الحلو" مع "عثمان حامد" للملحق الثقافي لصحيفة "الرأي العام" في العام 2006.



    القاص عثمان حامد سليمان: الآن لن تجد ما تبكي عليه

    حاوره عيسى الحلو



    مدخل:

    القاص عثمان حامد سليمان من كتاب بواكير السبعينات هاجر الى دول الخليج منذ مدة طويلة وهناك يشارك في الحياة الثقافية االعربية اذ يرفد الكتابة بإبداعه القصصي حيث نشر حتى الآن مجموعتين قصصيتين هما « رائحة الموت» و« مريم عسل الجنوب»، تلتقي به الرأي العام هذه المرة لتدير معه نقاشا حول ارتباط الكتابة بالتطور الحضاري العصري.

    "المحرر"
    انت من كتاب السبعينات الباكرة، الآن ألمَّت تحوُّلات عميقة بالواقع الاجتماعي محلياً وعالمياً، كيف هي الكتابة عندك تحت هذا الظرف؟

    تنتمي فترة سنوات الستين الزاخرة بالتحولات لانفجارات ما بعد الحرب العالمية الثانية، من اهم ظواهرها المعارضة القوية خارج البرلمان بدايتها كانت، ليس محليا ولكن عالميا بثورة اكتوبر 1964 بعدها بسنوات انطلقت ثورة الشباب والطلاب من فرنسا ربيع 1968 وتوالت الانفجارات هذه وأحدثت تغيرات عميقة في عالم الكتابة والغناء والموسيقى والسينما والمسرح واشكال الاحتجاج. بدايات انطلاق منظمات المجتمع المدني وحقوق المرأة والاقليات الاثنية والعرقية ثم بدايات ثورة المعلوماتية والاعتماد على الاجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية.
    والآن ابرز مظاهر العولمة وانفتاح الاسواق العالمية على كل شئ في ظل قبضة اليد الواحدة للقطب المهيمن. سؤالك اين يجد الكاتب نفسه في كتابته وقلمه من الصراعات الاسفينية بمواقع الانترنت؟ واين الكتاب والصحيفة والمجلة والكتابة التي اصبحت بكافة مدارسها تقليدية بالمعنى الكلي للكلمة.؟

    هاجرت وعمرك 29 سنة، معك عشر سنوات «وعي محلي سوداني» وكان ان تغيرت. كيف؟ واين ظهر هذا في كتاباتك؟

    تذكر يا استاذ عيسى انني قلت لك في حديثنا السابق ان مدينة امدرمان قد شكلت الحاضنة الحانية لشخوص ومشاهد كتابتي القصصية.
    وانها بهذا المعنى كانت المحوِّل الرئيس لمكونات الوجدان والذاكرة. ربما حدثت تغيُّرات ظاهرة في بنية المحول الامدرماني ولكن بقي من المدينة القديمة، وسيبقى حتماً إلى ان تُطْوَى الأرض، شرقُها بمائه النيلي، النيل من ابناء امدرمان ولد في زمان سحيق في خاصرتها الجنوبية عند الملتقى، وقد تدفقت قهوة الازرق المنسابة من الهضبة الاثيوبية لتلاقح كرات ماء النيل الابيض القادمة من افريقيا، هذه المدينة كانت وستظل منبعاً للإلهام. مكان فريد، وتاريخ اجتماعي متدرِّج انتصر كثيرا على التناقضات والتباينات التي فرضتها التنوُّعات القبلية والعرقية الاثنية. هذا النسيج المتمازج يزخر بالقصص والحكايات. يحمل قماشات تصلح لنسج الروايات. أكتب الآن وبعد كل هذه السنوات في الغربة - وهي ليست غربة بعيدة مكانياً- اكتب بذات الروح، ولكنها ملونة بألوان غير مألوفة هنا. فالتعرف على الآخر، والإطلال من نوافذ السفر على اقطار الدنيا، أتاحا لي أفقاً أكثر اتساعاً، ورؤية فيها شمول وتنوع.
    الآن تأخذ الغربة مفهوماً جد مغاير. فهي ليست كالمهاجر التقليدية الماضوية التي انجبت شعراً وشعراء ولغة كتابة مختلفة خالطتها اخيلة من بيئات مختلفة. فحتى وقت قريب أصبح الناس مثل البدو الرحّل، ولكن في بطون الطائرات وانفتحت حدود الكرة الارضية بل تكسرت اقفالها امام ضربات المهاجرين والمتنقلين في عصر العولمة.

    الملاحظ في الكتابات السودانية الحديثة، ان هناك تناقضاً ما بين المضمون والشكل، فالكاتب المحدث يأتي بشكل جمالي جديد «FORM» لمضمون قديم، لأن الواقع المحلي لم يتغير ويتطور على الصعيد الحضاري. وأن شكل الأفكار أصبح عالمياً ومتطوراً، لذا فنحن نشهد هذا الانشطار على صعيد الكتابة العربية الآن؟

    استأذنك ان اتحدث عن الكتابة باللغة العربية وليس الكتابة العربية. ففي رأيي ان الانفصام سببه عدم احترام « الساعة » أعني « الزمن» فالزمن مختل هنا في السودان. لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية. أعنى وقت أكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه، والعالم لن ينتظر. فالإيقاع سريع ومتناغم، والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز. فإلى أن يدرك الناس ان للساعة والدقيقة أهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.
    ستصدق حتما انه لا توجد ساعات بالميادين والساحات او المرافق العامة بالخرطوم ولا المكاتب الحكومية والخاصة ولا بالجامعات والمدارس وغيرها من الدور التي يرتادها الناس وهم في خدرهم اللذيذ.
    إلى أن يدرك الناس أهمية الوقت سيكون للكتابة كتفاعل خلاق، وكعامل اجتماعي بناء، أثره الملموس.

    وفق توقيت هذه الساعة الحضارية الكبرى، نجد اختلالاً في الموقف بالنسبة للكتّاب داخل الوطن وخارج الوطن حيث الاغتراب هو اغتراب حضاري في الاساس؟

    ان الذي يدرك قيمة الوقت لا يستسلم مثلاً لمرض الملاريا الذي سقط من ذاكرة العالم. فكيف يسمح أي مجتمع لمثل هذا الداء المنتشر ان يعطل حركة الانتاج بصورة تكاد تكون شاملة؟ انظر كيف يمكن لهذ الحشرة الضئيلة الحقيرة ان تعطِّل قوة انتاجية هائلة لملايين ساعات العمل دون ان تتحرك أي يد بمبيد يقضي عليها؟
    الاغتراب الداخلي هو ضرب من الموت الاجتماعي أدى الى الانهيارات الراهنة ومنها كثافة نزيف اغتراب القوى الاجتماعية الفاعلة هروبا الى عوالم اخرى لا يتحقق في كثير منها شرط البقاء على قيد الحياة الهادئة الكريمة، فإن في الخارج نملة عاملة. عبدة في تلقيط رزقها الذي سيطؤه الفيل حتماً.
    الاغتراب الحضاري يصطدم بصخرة الذهنية السودانية التي يستعصى عليها قبول الجديد. تلك العقلية شديدة الانغلاق التي تختفي في الجيتوهات التي انشأتها بمنازلها تجتر فيها كل ما في الوطن من تراجع. إنك لن تجد ما تبكي عليه وانت تسترجع ذكريات العمر، ناهيك عن الكتابة ذلك الوجع العظيم.

    (الراى العام الثقافى10-8-2006)،

                  

09-22-2010, 06:24 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)

    بالعربي اللديح ،، أكثر الله من خيركم
    وبالسوداني الفصيح ،، كتر خيركم

    أيوة ،، كتر خيركم مرتين كمان

    مرة إيجابية : أن إحتشدتم هنا بكل بهائكم وعرفانكم لتحية وتكريم رجل شاهق بكل المعايير
    ومرة سلبية : إذ غيبتوني أو غيبتني العين المتواطئة مع التوقيت السييء ، توقيت عجزي عن الدخول
    ففزت جميعآ بشرف الوصول في المواقيت وتركتوني واحد في سجل الغياب

    كويس

    أدوني فرصة ، أطالع وأتعلم
    وأجيك راجع ، إتفلهم

    منتهى الحب لأستاذي وصديقي والراعي الروحي عثمان حامد سليمان ولأسرته الودودة
                  

09-22-2010, 02:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: أبو ساندرا)

    .
    Quote: بالعربي اللديح ،، أكثر الله من خيركم
    وبالسوداني الفصيح ،، كتر خيركم

    أيوة ،، كتر خيركم مرتين كمان

    مرة إيجابية : أن إحتشدتم هنا بكل بهائكم وعرفانكم لتحية وتكريم رجل شاهق بكل المعايير
    ومرة سلبية : إذ غيبتوني أو غيبتني العين المتواطئة مع التوقيت السييء ، توقيت عجزي عن الدخول
    ففزت جميعآ بشرف الوصول في المواقيت وتركتوني واحد في سجل الغياب

    كويس

    أدوني فرصة ، أطالع وأتعلم
    وأجيك راجع ، إتفلهم

    منتهى الحب لأستاذي وصديقي والراعي الروحي عثمان حامد سليمان ولأسرته الودودة




    (42)
    العزيز أبوسندرا
    لقد فردنا شباكنا في ساعات السماء الزرقاء ، وقلنا عسى أن نفوز بلقاء الأحبة .
    وأصاب سهمنا كما أصاب سهم الشاعر :

    أريل شام شروق شرَّاكي ما نَشَّابِكْ
    وشمّ نَفَسِكْ متل مِسك العُشاري الشابِكْ

    عزمنا أن يكون الملف بقدر القاص ، وبقدر المبدعين الذين يتلمسون التواضع ،
    في سبيلهم وفي مسلكهم ، ليتهم جمعوا لفافاتهم وأثروا حياتنا الثقافية ،
    ونكون بذلك قد أحيينا سُنتي الوفاء ورفع السقف الثقافي لمدونة سودانيزأونلاين .

    نعم : ( حبيبي غاب في موضع الجمال بلاقي )






    *
                  

09-22-2010, 02:15 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: بدري الياس)

    Quote: فيما يلي نص حوار آخر أجراه الصحفي والقاص "عيسى الحلو" مع "عثمان حامد" للملحق الثقافي لصحيفة "الرأي العام" في العام 2006.




    القاص عثمان حامد سليمان: الآن لن تجد ما تبكي عليه

    حاوره عيسى الحلو



    مدخل:

    القاص عثمان حامد سليمان من كتاب بواكير السبعينات هاجر الى دول الخليج منذ مدة طويلة وهناك يشارك في الحياة الثقافية االعربية اذ يرفد الكتابة بإبداعه القصصي حيث نشر حتى الآن مجموعتين قصصيتين هما « رائحة الموت» و« مريم عسل الجنوب»، تلتقي به الرأي العام هذه المرة لتدير معه نقاشا حول ارتباط الكتابة بالتطور الحضاري العصري.

    "المحرر"
    انت من كتاب السبعينات الباكرة، الآن ألمَّت تحوُّلات عميقة بالواقع الاجتماعي محلياً وعالمياً، كيف هي الكتابة عندك تحت هذا الظرف؟

    تنتمي فترة سنوات الستين الزاخرة بالتحولات لانفجارات ما بعد الحرب العالمية الثانية، من اهم ظواهرها المعارضة القوية خارج البرلمان بدايتها كانت، ليس محليا ولكن عالميا بثورة اكتوبر 1964 بعدها بسنوات انطلقت ثورة الشباب والطلاب من فرنسا ربيع 1968 وتوالت الانفجارات هذه وأحدثت تغيرات عميقة في عالم الكتابة والغناء والموسيقى والسينما والمسرح واشكال الاحتجاج. بدايات انطلاق منظمات المجتمع المدني وحقوق المرأة والاقليات الاثنية والعرقية ثم بدايات ثورة المعلوماتية والاعتماد على الاجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية.
    والآن ابرز مظاهر العولمة وانفتاح الاسواق العالمية على كل شئ في ظل قبضة اليد الواحدة للقطب المهيمن. سؤالك اين يجد الكاتب نفسه في كتابته وقلمه من الصراعات الاسفينية بمواقع الانترنت؟ واين الكتاب والصحيفة والمجلة والكتابة التي اصبحت بكافة مدارسها تقليدية بالمعنى الكلي للكلمة.؟

    هاجرت وعمرك 29 سنة، معك عشر سنوات «وعي محلي سوداني» وكان ان تغيرت. كيف؟ واين ظهر هذا في كتاباتك؟

    تذكر يا استاذ عيسى انني قلت لك في حديثنا السابق ان مدينة امدرمان قد شكلت الحاضنة الحانية لشخوص ومشاهد كتابتي القصصية.
    وانها بهذا المعنى كانت المحوِّل الرئيس لمكونات الوجدان والذاكرة. ربما حدثت تغيُّرات ظاهرة في بنية المحول الامدرماني ولكن بقي من المدينة القديمة، وسيبقى حتماً إلى ان تُطْوَى الأرض، شرقُها بمائه النيلي، النيل من ابناء امدرمان ولد في زمان سحيق في خاصرتها الجنوبية عند الملتقى، وقد تدفقت قهوة الازرق المنسابة من الهضبة الاثيوبية لتلاقح كرات ماء النيل الابيض القادمة من افريقيا، هذه المدينة كانت وستظل منبعاً للإلهام. مكان فريد، وتاريخ اجتماعي متدرِّج انتصر كثيرا على التناقضات والتباينات التي فرضتها التنوُّعات القبلية والعرقية الاثنية. هذا النسيج المتمازج يزخر بالقصص والحكايات. يحمل قماشات تصلح لنسج الروايات. أكتب الآن وبعد كل هذه السنوات في الغربة - وهي ليست غربة بعيدة مكانياً- اكتب بذات الروح، ولكنها ملونة بألوان غير مألوفة هنا. فالتعرف على الآخر، والإطلال من نوافذ السفر على اقطار الدنيا، أتاحا لي أفقاً أكثر اتساعاً، ورؤية فيها شمول وتنوع.
    الآن تأخذ الغربة مفهوماً جد مغاير. فهي ليست كالمهاجر التقليدية الماضوية التي انجبت شعراً وشعراء ولغة كتابة مختلفة خالطتها اخيلة من بيئات مختلفة. فحتى وقت قريب أصبح الناس مثل البدو الرحّل، ولكن في بطون الطائرات وانفتحت حدود الكرة الارضية بل تكسرت اقفالها امام ضربات المهاجرين والمتنقلين في عصر العولمة.

    الملاحظ في الكتابات السودانية الحديثة، ان هناك تناقضاً ما بين المضمون والشكل، فالكاتب المحدث يأتي بشكل جمالي جديد «FORM» لمضمون قديم، لأن الواقع المحلي لم يتغير ويتطور على الصعيد الحضاري. وأن شكل الأفكار أصبح عالمياً ومتطوراً، لذا فنحن نشهد هذا الانشطار على صعيد الكتابة العربية الآن؟

    استأذنك ان اتحدث عن الكتابة باللغة العربية وليس الكتابة العربية. ففي رأيي ان الانفصام سببه عدم احترام « الساعة » أعني « الزمن» فالزمن مختل هنا في السودان. لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية. أعنى وقت أكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه، والعالم لن ينتظر. فالإيقاع سريع ومتناغم، والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز. فإلى أن يدرك الناس ان للساعة والدقيقة أهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.
    ستصدق حتما انه لا توجد ساعات بالميادين والساحات او المرافق العامة بالخرطوم ولا المكاتب الحكومية والخاصة ولا بالجامعات والمدارس وغيرها من الدور التي يرتادها الناس وهم في خدرهم اللذيذ.
    إلى أن يدرك الناس أهمية الوقت سيكون للكتابة كتفاعل خلاق، وكعامل اجتماعي بناء، أثره الملموس.

    وفق توقيت هذه الساعة الحضارية الكبرى، نجد اختلالاً في الموقف بالنسبة للكتّاب داخل الوطن وخارج الوطن حيث الاغتراب هو اغتراب حضاري في الاساس؟

    ان الذي يدرك قيمة الوقت لا يستسلم مثلاً لمرض الملاريا الذي سقط من ذاكرة العالم. فكيف يسمح أي مجتمع لمثل هذا الداء المنتشر ان يعطل حركة الانتاج بصورة تكاد تكون شاملة؟ انظر كيف يمكن لهذ الحشرة الضئيلة الحقيرة ان تعطِّل قوة انتاجية هائلة لملايين ساعات العمل دون ان تتحرك أي يد بمبيد يقضي عليها؟
    الاغتراب الداخلي هو ضرب من الموت الاجتماعي أدى الى الانهيارات الراهنة ومنها كثافة نزيف اغتراب القوى الاجتماعية الفاعلة هروبا الى عوالم اخرى لا يتحقق في كثير منها شرط البقاء على قيد الحياة الهادئة الكريمة، فإن في الخارج نملة عاملة. عبدة في تلقيط رزقها الذي سيطؤه الفيل حتماً.
    الاغتراب الحضاري يصطدم بصخرة الذهنية السودانية التي يستعصى عليها قبول الجديد. تلك العقلية شديدة الانغلاق التي تختفي في الجيتوهات التي انشأتها بمنازلها تجتر فيها كل ما في الوطن من تراجع. إنك لن تجد ما تبكي عليه وانت تسترجع ذكريات العمر، ناهيك عن الكتابة ذلك الوجع العظيم.

    (الراى العام الثقافى10-8-2006)،


    أخيراً عثرنا على الرابط :

    حوار مع القاص عثمان حامد........نقلا عن الراى العام


    وهي المقابلة الثانية ونقلها الأستاذ / محمد سيد أحمد ومعها الكثير من المداخلات .



    *
                  

09-22-2010, 08:30 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    أعود لأحكي عن عثمان

    من أين استمد عثمان حامد سليمان قدرته الفائقة في الحكي والتواصل مع الآخر.. هو الانتباه والرصد وترصد البرهة الضاحكة وتلك التي تشحذ الذاكرة الطرية بمايدر الدمع من بين المآقي الطرية أيضاً وبعد، ومن ثم اختمار كل هذه الأحداث منذ الصبا الباكر لتأتي إلينا فيما بعد في مريم عسل الجنوب وفي تلك الرائحة وفي تلك الأريحية التي يمتاز بها صديقنا العزيز عثمان مع كوكبة من رصفائه الأمدرمانيين العاصميين السودانيين من قبل ومن بعد ليوصفوا عن حق ودنما أي مبالغة توصف بأنهم فاكهة المجالس في كل حين وشأن.. فهل أبالغ طويلاً إن صفت هذا ( النادر على طريقته) بأنه فاكهة للمجالس والانس؟! .. دعوا في هذا المقام أصدقائه الحقيقيين كمال الجزولي وهاشم صديق ومصطفى مدثر ومنى الجزولي وذاك الوغد محسن خالد ليتحدثوا عنه خير من حديثي هذا عنه!.

    لعثمان حامد علاقات ممتدة إلى ما لا تتصورون وإلى ما لا تتخيلون، على كل المستويات .. سياسياً واجتماعياً.. ولا نستطيع رصدها.
    ولكني هنا أرصد بعضاً من هذه وتلك العلائق التي أحسب وأزعم أن مبدعنا الشفيف قد تشرب منها ما أعانه على أن يكون مبدعاً صميماً!

    قلت في أول الحكي عن عثمان وعالم عثمان القصصي وشخوصه،التي يستمد وينفخ فيها روح المشي والانفعال والتواصل بين أحداث حكاياته، أنه ضمن بيئة مدينة نشأ بين أحيائها الشعبية الضاربة والمتشربة من عمق ثقافة هذا الشعب وهذا الوطن! .. دي نمرة واحد .. إتنين .. أن عثمان وداخل هذه العلائق تواتت له القدرة بحكم أريحيته ومزاجه الرائق وروحه الشجية الصبوحة، على إقامة علائق صبوحة مع عدد من شخوص وشخصيات من داخل بيئة الحي الذي سكنه وسكن به إضافة للأحياء المتاخمة لحيه المتواضع .. مع أنها متنافرة في اهتماماتها ولكن يجمعها حس عثمان الانساني على المستوى العميق .. والعميق جداً جداً!.

    فمن سيد حامد الأمين شقيق الأديب الذرب عبد الله حامد الأمين والذي رأيته بأم عيني يمسك بأحد أرجل نعش شقيقه عبدالله ونحن نواريه الثري وهو ينوح ( يا خوي فايت مني رايح وين .. بس قول ليا يا خوي .. يا ود أمي وأبوي !) صاحب الأستديو في شارع الأربعين المجاور لمنزل المطربين الأعزاء محمد الأمين وأبو عركي البخيت وخليل إسماعيل.. إلى محمود محمد مدني وما أدراكما محمودنا! .. إلي عمر الدوش وما أدراكم (فاروقنا) الذي أداخنا .. هو ذاك الدوش!.. إلى عبد الوهاب الصاوي إلى كمال الجزولي إلى سامي سالم إلى عثمان الشفيع المطرب السامي إلى ذاك العذب أحمد الجابري إلى علي شعفوفة وما
    أدراكم بكل من شعفوفة والجابري الفنان المطرب !.. إلى النوبة التي تُضرب ضربا وهي تئن وترجحن في ليالي بانت في داخل حوش ناس عثمان.. دون أن يتضجر الجيران أو ترتفع عقيرة أحد منهم بتعكير صفو راحته!.. يا الله من كل هذا وذاك .. وسأواصل.
    ورعى الله تواصلنا الحميم مع عثمان وأسرته وصحبه في هذا البوست.
                  

09-23-2010, 07:50 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: حسن الجزولي)



    (43)



    لقاء الأجيال



    عزيزنا الأكرم : حسن الجزولي

    كأننا التقينا ، أو كأن حمام الضُحي يتجول بين الأمكنة ، ولم نلتقِ . كنا نلتقي والصديق التشكيلي : بدر الدين حامد الأمين في أستوديو عمه ، وفي الأمسيات نرقب محمد الأمين وعركي ، استأجرا داراً بجوار الأستوديو ، يتمرنان كثيراً على تقنية آلة العود في فترة عزوبيتهما .
    نعم مدني تعج بأهل الفن العظام ، لم يرتاحوا إلا من بعد التجويد .

    أو حين يستدعينا الفضول للذهاب لنادي الخريجين بأم درمان ونرقب فارع القوام الثقافي : عبد الله حامد الأمين وهو يدير اللقاءات الثقافية الأسبوعية ، فنرحل إلى عوالم لم نعد نراها اليوم . في الستينات كنا في المرحلة الوسطى ، قادتني الصدفة أن أشهد ندوة سياسية تضم لفيفاً أقل من عشرين شخصاً ، وكان يدير الندوة " عبد الوهاب الصاوي " أول يوم أعرفه ، ذاك الموسوعي المعرفة ، لم أزل حتى الآن أعجب كيف لم يكتب كتاباً !

    تلك ذكريات طفولة الستينات والسبعينات ، كانت الثقافة خبزاً نجتهد لنستطعمه ، فنحن من دون شعوب الكون : ماضينا رغم كل شيء كان أفضل :

    اقرأ معي ما كتب الباسق : بازرعه في تلك الفترة :

    لا تسل عني ليالي فقد بتنا حطاما
    كم حرقناها شعورً وأماني وغرما
    وسل الشاطئ لما كنت ألقاك دوما
    ونذيب الليل همساً وعناقاً وملاما

    يا حبيبي أنت ألهمتَ أغاني وجرسي
    أنت في وحشة أيامي ندى أورق أنسي
    أنت في عمري ربيعاً دافئاً يملأ نفسي
    أفلا عدت وعادت قصة الحب كأمسي





    علي المك يقدم عثمان حسين

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-23-2010, 07:57 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-23-2010, 08:01 AM)

                  

09-23-2010, 01:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (44)

    كتبت مداخلة في ملف اللقاء الصحاقي الثاني مع القاص : عثمان حامد سليمان :

    عزيزنا محمد سيد أحمد

    شكراً لك أن يسرت علينا أن نقرأ .
    لم يكن لقاء على الصفحات السيارة، بل كان الحديث كما أشعر جماع :

    كل يوم صور عبر الطريق تزحم النفس بها ثم تفيق
    ليس ما هزك حساً عابراً إنه في الصدر إحساس عميق
    ......
    زمان منذ قراءة نص نثري يُزلزل الثوابت .. ويجبرك أن تبكي حالك ،
    وحال الأهل والأصدقاء و الأقربين .
    أهدى إليَّ رفيق عمل من وطن مُجاور ، يُحسِن الظن بي ، ويعمل حثيثاً كما يُعلن دوماً حين يقول لي :
    ( أسعى لأعيدك مؤمناً ) !
    كنتُ أتبسم ، مُشفقاً عليه أنه لم يزل على سطح الماء ، يحتاج الزمان ليتعلم سباحة الأعماق .
    كان هذا الرفيق حاذقاً للغة العربية ومُجوِّداً للذكر الحكيم ، ويُتقن علومه الهندسية بصور تُواكب العصر ...
    ثم أهداني كتاب مُترجم للعربية عن ( إدارة الوقت ) .
    عجبت أيما عجب أن يُهدني كتاباً من هذه الشاكلة ، فهو يُخالف رؤياه لشخصي ، لكنه أردف :

    ـ هذا الكتاب يصُلُح لك .. وقد صدق .

    تصفحت الكتاب ثم بدأت أقرأ ...
    وعندها تكشفت لي أكثر قبضة المُجتمع الرعوي علينا ، في حركاتنا وسكناتنا منذ التصفُح .. !.

    ومع الكاتب المُذهل بحق / عثمان حامد سليمان

    جلست وقرأت هنا .. وقرأت المُداخلات جميعاً .

    ونقطُف هذا النص :

    [ فالزمن مختل هنا في السودان لا أحد يلتزم بأي موعد كان ولا حتى مواعيده الشخصية اعنى وقت اكله وشربه وعمله وزيارته وترفيهه وانتاجه ووقت راحته كل هذا مزلزل ومحطم يحطم كل ما حوله وكل من معه والعالم لن ينتظر ، فالايقاع سريع ومتناغم والحياة اكتسبت هارموني يختلف عن هذا النشاز، فالى ان يدرك الناس ان للساعة والدقيقة اهميتها ستمضي صواريخ الحضارة الجديدة مثل القذيفة ونحن وانتم في ذهول.!! ]

    انتهى الاقتطاف .

    وهذه قراءتنا العجلى :

    قراءة الكاتب لمُجتمعنا : المُكتوون بنيران الوطن ، والهاربين به في القلب ،
    والمُفجِري أنفُسهم خارجه .. كقراءة ساحرة من قصص الخُرافة تنظُر الدنيا وقد تكورت في كُرة من زجاج .

    هكذا كانت مقالته على إيجازها البليغ ، دعوة لشُرب كأس من القهوة
    ومن ثم البُكاء المُر .


    قرأت ولم أسلم من رُصاص كلماته بشأن الوقت واحترام أنفسنا قبل أن تأخذنا قذيفة تُرجعنا إلى زمن غابر : فصيلة تكاد تنقرض تطلب الإنسانية حمايتها ، بديلاً عن صراعنا من أجل البقاء في وسط إنساني مُتلألئ .

    هُنا برشاقة فكر الكاتب ، ونغم صورته على صفحة ماءٍ رقراق ، يكتُب لم تعتاش آفات الدُنيا و تأكل أجسادنا ، ونحن نتقلب في خدر الموات . انتبهت لدرس ( نحن والزمن ) مرة أخرى ..
    وكادت عيناي أن تقذف ندى التأثر ، ورثاء النفس قبل ميعاد رحيلها .
    أسرفت في وصفنا عزيزنا الكاتب الفخيم عثمان حامد سليمان .
    إنها صفحة من صفحات الحِكمة ترتدي لسانك المُعطر .

    شكراً لك عزيزنا زلزلتنا بكلماتِك ونحن أحوج الناس لتلك الزلزلة .

    ربما نجد مُتسعاً من الوقت للغوص أكثر .

    شكراً لجميع المُتداخلين ،

    نجوم كتاباتهم ظاهرة لعيان من يُبصِر نهارا .

    عبدالله الشقليني
    17/08/2006 م


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-24-2010, 05:53 AM)

                  

09-24-2010, 05:51 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (45)

    جئنا بسيرة الراحل "عثمان حسين " ، وهو يشكل ضمن مجموعة من المؤثرات الخلفية الوجدانية ، التي شكلت بيئة القاص " عثمان حامد سليمان " وفق ما نرى . نرفق مقتطف من مقال الروائي الدبلوماسي " جمال محمد إبراهيم " وهو يتحدث عن عثمان حسين
    Quote:
    ( 2 )
    ثم جاء عثمان حسين . .
    لا أؤرخ لك لعثمان . . لكنه ، مع توأم روحه بازرعه ، شكلا ثنائيا جريئاً ، متحديا . وكان في شعر بازرعه وغناء عثمان آنذاك، مرافقة حذرة للتغييرات الاجتماعية التي كانت تعتري مجتمع المدينة في أواسط السودان.
    إن "القبلة السكرى"، والتي كتبها بازرعه وهو طالب في المرحلة الثانوية، كما قال عثمان، شكلت محطة رئيسة لقياس ترمومتر التحول الاجتماعي والثقافي ، في مجتمع المدينة النامي وقتذاك. ضاق صدر "طالبان" ذلك الزمان البعيد، فأوعزوا لإدارة الإذاعة السودانية ، وهي الرئة الوحيدة التي يتنفس بها فن الغناء وقتذاك ، أن تحظر إذاعة أغنية " القبلة السكرى ". . لكأن الفاحشة ستشيع من محض أغنية .. ! كلا ، ليست هذه الأغنية هي الأولى التي تحظر . جرى حظر "ليالي الغرام" وفق ما أسرّ لي الراحل في زيارته الأخيرة لعاصمة الضباب ، وكان عثمان حسين يترنم بـ"ليالي الغرام" وهي قصيدة فيها جرأة محببة ، و شعرا كذوبا رقيقا . شمل الحظر كذلك "فتنتي" للراحل المقيم في شدوه ، أحمد المصطفى . وهكذا فإن لطالبان باكستان وأفغانستان الذين نعرف الآن، جذور قديمة عندنا في سودان الخمسينات ، كما ترى . .!
    ( 3 )
    إن لبازرعه ، سهم معتبر في تشكيل لغة المدينة الأمدرمانية الغنائية ، والارتقاء بها ، اقترابا من اللغة العربية الفصحى .. أما شعره الرقيق ، فهو الأقرب لونا ومزاجاً إلى شعر الراحل العظيم نزار قباني . غير أني مفتون بمعالجة بازرعه للغة المدينة الغنائية ، تلك التي أبدع في تسليسها على لساننا العامي ... ثم أنظر كيف صاغ السفير صلاح احمد لعثمـان حســين " لا وحبـك. ." ، وقد حدثني الراحل في زيارته العلاجية في عاصمة الضباب عام 2004، أنه استجمع لحنها في لندن في "بيت السودان" أوائل الستينات ، عنـد " روتلاند جيت" في حي "نايتسبريدج" الراقي في قلب لندن. كان صلاح أحمد وقتها يحتضن مايكروفون الـ"بي بي سي" في لندن، قبل أن تختطفه الدبلوماسية، فكأنها اختطفت أيضا شاعريته، فيعرفه أكثرنا سفيراً، ونكاد ننسى أنه ذلك الشاعر الرقيق الذي كتب لأحمد المصطفى ولعثمان جميل أغانيهما. أستذكر كيف كنا نستمتع في دور السينما أوائل الستينات بمشاهدة الشريط السينمائي الذي يصور أغنية "لا وحبك"، وقت أن كان الغناء يصاحب القصص السينمائية المصرية ، لكن كان عثمان حسين يبتدع شيئاً جديداً ، هو "الفيديو كليب" الذي نعرفه اليوم . لبازرعه ولصلاح أحمد الفضل الكبير في تطويع الفصحي و تزويجها بعاميتنا السائدة في لغة المدينة الآن .اقرأ معي تعابير مثل : " أصف حسنك.." و: " تغريني بحنانك.. " ، و"عشقتك وقالوا لي عشقك حرام" ، ألا ترى معي أن في هذه اللغة الجديدة ، سمات لم نتعود سماعها في عامية أواسط السودان التي سادت في أربعينات وخمسينات القرن الماضي ؟ ثم استمع أيضا لعثمان يطربك :
    كيف لا أعشق جمالك ما رأت عيناي مثالك
    إن في لغة بازرعه طفرات جريئة ، شكلاً وموضوعا . فمن تجرأ غيره ليكتب عن قبلة سكرى . .؟ ثم أنظر إلى عثمان ، يفيض أداؤه لأشعار بازرعه عذوبة ، فيضفي عليها رقة على الرقة التي فيها، ورشاقة في اللحن توازي رهافة شعر بازرعه ، فلا تكاد تستبين ، أيهما خلد الآخر : الشعر الرشيق أم الأداء الخلاق . . ؟ أم أن لذلك كله صلة بجنوح كليهما نحو كسر الرتابة الاجتماعية التي وسمت أسلوب الحياة ذلك الزمان، وفي أخذهما أخذا سمحاً ، من التراث والتقليد ، دون إلغائه أو إهماله ، ثم التدرج به نحو تجويد جريء ، يتسق وروح أسلوب الحياة المتفتح ، في سنوات الستينات ، من القرن الذي مضى . . ؟ كان عثمان حسين يبني ولم يكن يهدم . كان يرسم موسيقاه على نسق جديد ونفسٍ جديد، فكان مجدداً في الكلمات التي اختار كما في الموسيقى التي رسم ..
    ( 4 )
    ما كان عثمان حسين، بعيداً عن دوائر ومراكز الإبداع التي انداحت في المدن السودانية ، وأولها مدينة أم درمان . . إن ندوة الأستاذ المرحوم عبد الله حامد الأمين ، في مدينة أم درمان في ستينات القرن الماضي، شكلت مزاجا إبداعيا ، في تلكم الفترة المبكرة ، وانتمى عثمان حسين إليها ، ومعه لفيف من الفنانين والأدباء . . من محراب العظيم ، حبيس الإعاقة الخلاقة ، عبد الله حامد الأمين، خرجت فكرة أداء عثمان المميز، لحناً وموسيقى وغناء ، لرائعة التجاني يوسف بشير، "في محراب النيل" . قال عثمان أنه تهيب بداية معالجة هذه القصيدة الرائعة فهي مع قافيتها - الكاف الساكنة - توحي إيحاءاً جلياً بالتمهل في الانسياب ، لا تخطئه أذن موسيقية مرهفة . .
    حضنتكَ الأمــلاك في جنّــة ِ الخُلـد ورقّـتْ على وَضِـيءِ عُبَـابـِك
    وأمـدّتْ علـيْكَ أجنـِحةً خُضرا وَأضفــَتْ ثيــابــَها في رِحـَـــابـِك
    فتحَـدّرت في الزمـانِ وأفرغت على الشــرقِ جنّـة من رضـابك
    بين أحضَانِكَ العِرا ض وفي كَفـيْك تـاريخُـهُ وَتحــتَ ثيـَـابـِك
    ذلك هو النيل المتمهل في سيمفونية انسيابه شمالا ، ولكن تطويع القصيد الرصين ، إلى جمل موسيقية معبرة، وإلى أداءِ مرهفٍ ، من طرف عثمان حسين ، جعل من "محراب النيل" ، قمة توازي عند المقارنة ،موسيقى "النهر الخالد " لعبقري الموسيقى العربية محمد عبد الوهاب ، أو قل تفوقت عليها، بما جاء من التجاني .
    لقد أصابت "ندوة أم درمان " ، باقتراحها على عثمان حسين ، قصيدة التجاني العظيمة،والرسالة التي تصل إلى الذائقة الموسيقية المصرية، هي أن للسودان في النيل ، قصيداً وأداءاً وموسيقى ، وليس كما أراد عبد الوهاب -على عبقريته - أن يكون النيل عنده ، لحناً موسيقيا مجردا ، خالٍ من الكلام المموسق. . .
    إن عثمان عندي، هو جوهرة تاج الستينات في الغناء ، ولبازرعه في ذلك سهم وأيّ سهم . . لعثمان بريقه المميز ، ورصانته اللافتة ، وله الصوت الدفيء، المشبع بعواطف وحميمية طاغية .. ولعل تلك هي سمة من سمات تلك السنوات الذهبية التي عبر فيها شعراء ومغنون عن وجدان الأمة وهو عجينة تتشكل على ، في سوداننا الحبيب . . غير أني لن أوفي عثمان ، كامل حقه ، فذلك يقصر دونه قلمي ، وتقل فيه خبرة لا أدعيها . لربما يفوقني حبا لعثمان بعض المتخصصين من أهل الموسيقى . أعرف عن الصديق العزيز البروف جعفر ميرغني ولعه الكبير بفن عثمان ، وليته يستكتب قريحته فيزيدنا معرفة بأسرار فن عثمان حسين .
    ( 5 )
    هذه خاطرات كتبت جلّها حين قدم الراحل عثمان حسين ، إلى لندن أواخر عام 2003. . . جاءها زائراً مستشفيا ، ولكنه آثر أن يتيح لنا سماع بعض روائعه، فسعدنا السعادة كلها ، بسماع صوته الشجيّ ، الذي ألفناه ، فأطربنا ، بعد سنوات من صمت ٍ اختاره طائعا ، وربما محتجاً في صمته على ما لحق بالفن الغنائي وأهله بعض الأذى ، وقد سمعت منه أن رحيل الفنان الراحل خوجلي عثمان شهيداً ، سجل منعطفا مؤثراً في مسيرته هو شخصيا وفي مسيرة فن الغناء في السودان. غادر لندن راضياً وقتذاك، وقد طمأنه الأطباء ، ولكن القدر أبى أن يطيل بقاءه بيننا ورحلت روحه إلى بارئها في عام 2008. في ذكرى الرحيل الثانية، يظل مكانه خاليا ولكنه مليء بشجنه وشدوه ، بربيع دنياه وعشرة أيامه الطيبة ، بقسَمِهِ الجميل بمحبّه . أجل رحل عثمان ولكن سيفتقده سودانه الذي عشق ، دون ضوضاء . . وأرضه الطيبة التي طالما تغنى بها و لها . .
    أيها الراحل العظيم ، نم هانئا ، فأنت بيننا مقيم بما تركت من أثرٍ لا يمحى......

    الخرطوم - يونيو 2010




    *
                  

09-25-2010, 03:05 PM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    othmansudanhassan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    عثمان حامد وحسن الجزولي .. القاهرة 1995


    شكراً أستاذ شقليني
    ولكنا التقينا معاً في القاهرة لو تذكر
    وكنت في رفقة مصطفى مدثر والباقر موسى
    وشاكر عبد الرحيم في ندوة عن القصة القصيرة
    على ما أذكر
    تحياتي لك وسأعود لعثمان حامد
                  

09-25-2010, 05:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: حسن الجزولي)



    (46)
    تحية لك أخي الأكرم : الأستاذ / حسن الجزولي
    ونذهب المدى كله في غيابة الوجدان ونأتي بما كتبنا عن بازرعه وعثمان حسين منذ سنوات :



    حسين بازرعه بمنظار أشعاره



    لن تمنع جيشاً جراراً من الأحاسيس فرادى وجماعات ، أن يتسلَقنَّ رُبى ( بازرعه ) . خيل شعره أروع صهيلاً ، وحوافرها على الأرض أكثر نعومة . قُطوف أزهاره ومُخيِّلته الجامحة تُعطرنا ، عندما يروي الحِكايات مُخصبة بالدموع الفرِحة وهي تبكي ، تُزكي تراثنا الفني بفيض شجي . تتقلب نيران الهوى قرباً وبعداً ، الجفاء يتقَفَّى أثر الحنين . الفراق ينفث نيرانه و الأحزان السود تُطبق على الأنفس . القرب وحلاوة اللقاء ، ونضارة المُحبين وهم ينهلون من واحة العِشق ، ويشربون ولم تزل أرواحهم عطشى .
    منْ يسبح في بُحيرة الشاعر ( بازرعه ) ، يدخل معبداً فخماً ، أعمدته تتعملَق إلى السماء فارهة . ترى الحمائم في ردهات معبده ، تقف مكان خِراف معابد الدنيا وقد طوَّفها التاريخ من حولنا . لقد تسنى للأصول المهاجرة من حضرموت منذ القِدم أن تنهل من أرض السودان عبر شواطئه ، وترفده تلاقحاً و محبة وإبداعاً يتفرَّد .
    (بازرعه )هو سيف العِشق الجمعي حين يتلألأ ، وأقاصيص عِشقه من دفئ محبة جثمت على مواضينا وطرحت ثماراً يانعة في الوجدان . كتبتْ الشِعر يدٌ عَفرها غُبار التربة البِكر ، وخضبها نسيج اجتماعي فاره ، حتى نهضت من الثنايا بعض أساطير الهوى . ينمو طفل النفس غنياً بالرؤى كأن عِفريتاً من الجِّن جَلس في مؤخرة رأسه قبل أن يشب عن الطوق . يثري ( بازرعه ) وجداننا من فيض يطفح ، يتلفَّح هو بُردَة العِشق ، يحتمي بها من لظى ظُلم المحبين . نكرانهم يلتهب وتتوهج نيرانه تقدح الذهن متألقةً ، ويكتُب الفؤاد ماذا جَرى .
    نقلت مشاعره أشعاره ، وعلى رُبى الإبداع جلس مع ( عثمان حسين ) ، وابتنيا معاً هرماً من أهراماتنا الغنائية ، التي مسَّت الوجدان منذ منتصف القرن الماضي . لكل أغنية أقصوصة ، تقف أنت في محرابها تتفكر ، شِعراً ولحناً وغناءً ، لا يعرف فك طلاسمها إلا من عرف الأبجدية التي تتحدث بها أغنياتنا السودانية ، دروب الأحبة وهم
    يركضون بين أزقتها الضَيقة ، وسرقة اللحظة الملائكية من بين مخالب نُسور المجتمع المحافِظ . إنه إنجاز شعب كتبته أيدٍ مُبدعة ، يتوهج هو على الدوام ، تعبق رياحينه وأنت تزيح أغطية كُنوزه كل مرة . ومن تحت السراديب تُنقِب أنت فلا تروي ظمأً ، لكنك حين تقرأ شعر ( بازرعه ) ، كأنك تَسري ليلاً وتلبس عباءة ألف ليلة وليلة . الهجران والشكوى والوشاية والبكاء والنجوى تتناثر أشلاؤها هُنا وهناك ، فنار الذكريات تبُث حرارتها من تحت الرماد ، ولا تجد من رفيق سوى البُلبل الصداح . تفرَّست وجهه وأنا أشاهده مع الإعلامي المرموق ( كمال الجُزَّلي ) في لقاء على التلفاز منذ زمان ، تأملت العينان يبرقان بما يُشبه الدمع كأن الماضي قد نهض بكل أوجاعه . كم هو رائع سيد القلوب الرحيمة ، وقد لون بهاء الحُزن القديم وجهه وأنت تنظر .
    يحق لنا أن نتجول ونتطوَّف الآن بعض مقاطع ِشعر ( بازرعه ) الذي تغنى به المبدع ( عثمان حسين ) . لن نرضي مُحبيهما إذ لن نُصيب إلا النزر اليسير . ملامح من قبس إبداع ( بازرعه ) وهي تتقصى أثر قلوب تنزف مما فعلت بها الدنيا . نشتَّم ملامح شَخصه النبيل يتنفس كالصبح من بعد فجرٍ فاقع الاحمرار .

    كتب ( بازرعه ) في ( أنا والنجم والمساء ) : ـ

    أنا والنجم والمساء ... ضَمّنا الوجد والحنين
    جَّف في كأسنا الرّجاء ... وبكت فرحة السنين
    آه يا شاطئ الغَد ... أين في الليل مقعدي

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    في الدُجى شَاق مَسمعي ... صوتها المُلهم النَغيم
    في الهوى هاجَ مدمعي ... حُبها الخالد الأليم
    كلّما لاحَ بارق ٌ ... من مُحياها خافقٌ
    خَلدت لحن شُهرتي ... ألهبت ليل وحدتي

    وكتب هو في ( عاهدتني ) : ـ

    عاهدتني ترسل بدمع الشوق خِطابي
    مع كل نسمة من البلد تُطفئ عذابي
    وحَلفتَ تسأل كل طائر عن مآبي
    لكن نسيت عهدك ووعدك في غيابي

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    تتبدل الأيام يا قاسي وتصطفيني
    وأنسى عذابي مَعَاك واشيلك في عُيوني
    أصلو الهوى دائي ودنياي ، وديني

    وكتب هو في ( القبلة السَكرى ) : ـ

    أَتذكري في الدُجى الساجي ... مَدار حديثنا العذبِ
    وفوق العُشبِ نستلقي ... فنطوي صفحة الغيب
    وإذا ما لاح نجم السَعد ... نرشُف خَمرة الحُب

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    أتذكري عهد لقيانا ... ويوم القبلة السَكرى
    وقبَلي ثغري الظامئ ... فقد لا تنفع الذكرى

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    وقطرات الندى الرقراق ... تعلو هامة الزهر
    وألحان الهزار الطّلق ... فوق خمائل النَهر
    ولمّا ينقضي الليل ... وينعَس ساقيّ الخَمرِ
    يرِّف الضوء كالحُلم... يسكب خمرة الفَجرِ

    وكتب هو في ( لا وحبَّك ) : ـ

    لا وحُبَّك ولن تكون أبداً نهاية
    إنتَ عارِف نظرتَك هي البداية
    ولن تغيِّر حُبَّنا السامي وِشاية

    ويقول في مقطعٍ آخر : ـ

    حُبَّنا أكبر من الدنيا وأطول من سنينها
    فيه من وطني المُسالِم أحلى طيبة وأغلى زينة

    وكتب بازرعه في ( شَجن ) : ـ

    يا قلبي لو كانت محبته بالثمن
    يكفيك هدرت عُمر حَرقت عليه شباب
    لكن هواه أكبر وما كان ليه ثمن
    والحسرة ما بتنفَع وما بجدي العتاب

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    لكني أخشى عليه من غَدر الليالي
    وأخشى الأماني تشيب وعُشنا يبقى خالي
    وهو لِسَّع في نَضارة حُسنه في عُمر الدوالي
    ما حصل فارق عيوني لحظة أو بارح خيالي

    وكتب بازرعه في ( الوكر المهجور ) : ـ

    إن أنسى ما أنسى ذكراك يا سلمى
    في وكرنا المهجور والصمت قد عَمَ
    تحلو لنا الشكوى والحب والنجوى

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    كيف أَنسى أيامي وفِكرتي الكُبرى
    يا وَحي إلهامي أنا هِمتُ بالذكرى
    ذكرى لياليك
    في خِدر واديكِ

    وكتب هو في ( حُبِّي ) : ـ

    عِشقتك وقالوا لي تعشِق وأيامك ربيع
    تَقضي ليلاتك مُسهَّد وابتساماتك دُموع

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    حُبي نابع من بِلادي ، من جمالها وانطلاقها
    أو دَعت حُسن حبيبي من صِباها كل باقة
    من صَفاء الطيبة والكِلمة الَحبيبة والطلاقة

    وكتب هو في ( لا تَسَلني ) : ـ

    لا تَسل عني لياليَّ حبيبي لا تسل
    لا تَسلها فهي حُلم عابر طَاف بذهني
    لا تَسلها كم تَعانقنا على رِقَّة لَحنِ

    ويقول في مقطع آخر : ـ

    يا حبيبي أنت ألهَمت أغانيَّ وجَرسي
    أنت في وَحشة أيامي ندى أورَّقَ أُنسي
    أنت في عُمري ربيعاً يملأ نفسي
    أفلا عُدتَ وعادت قصة الحُب كأمسِ
    **
    سيدنا في مقام مئذنة الشعر :
    ريّان أنت
    من شجرِك الورق الزاهر يتساقط
    وأريج النفوس لها رونقْ
    لن تُعشيك غمامة حزنٍ
    فأنت بلسم أيام تاريخنا الناضر .

    عبد الله الشقليني
    6 /11/2004


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 09-25-2010, 05:09 PM)

                  

10-05-2010, 02:10 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    ويعود الملف من جديد


    *
                  

10-05-2010, 03:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)



    (47)

    عندما يوفي الكاتب عثمان حامد سليمان حق الشعراء :



    كلمة القاص عثمان حامد سليمان في ( ليلة التضامن مع الشاعر محجوب شريف) النادي السوداني– ابوظبي



    " نحلم معك "

    نصبت خيمة المسرح بنواحي كوبر احد صباحات فبراير 1925 لمحاكمة قادة اللواء الابيض
    - ألهب القاضي الإنجليزي المتبرم الملول سطح المنصة الخشبي بمطرقته الحانقة وأرسل :
    على عبد اللطيف
    عبيد حاج الأمين
    علي البنا
    محمد عبد البخيت
    ومحمد المهدي الخليفة عبيد
    أرسلهم إلى المنفى بواو ببحر الغزال .
    تمدد الرجال المتعبون على أسرة العواصف والبروق والليل مثقل بالأمطار والضجر .
    وحين تقيأ النهر الطحالب والأعشاب إندست الذبابة الرملية بين الهوام المتطايرة وغرست ابرتها الملوثة باللعاب الأسود ليختلط بدم عبيد حاج الأمين ليفعل فعله الفتاك في خفاء الأوردة والأوعية الدموية ، متسرباً من منفذ الجرح الذي أحدثته عضة الذبابة الفتاكة . تنقل الطفيلي في مسارب الدم مرتحلاً إلى الكبد والطحال لينحت نخاع العظم ويدمر الأنسجة اللمفاوية .
    - نيران الحمى وفقر الدم ، النحول والتعب ، فقدان الشهية وآلام البطن والسعال والإسهال وانتفاخ الأحشاء ، تساقط الشعر ، جفاف الجلد وتقشيره وانتشار الطفح الرمادي والنقاط النزفية لم يكن بين عبيداً والموت غير مقدارين من اللهاث والأنين .
    - مات عبيد حاج الامين في منفاه بواو حاضرة بحر الغزال أوانذاك ، أفرج عن القائد على عبد اللطيف ورفاقه عقب معاهدة 1936 ومات على بمصر حيث انتهت به رحلة الأسى نزيلاً باحدى مصحات الامراض العقلية وتفرق الصحاب كل الى حتفه وانفض المنفى ولم يتفرق الذباب والهوام ..
    ( يحدث هذا في المنافى والمعتقلات والسجون )
    أرسلت الدكتاتورية السابقة اقطاب الحركة الوطنية الى ناقيشوط .
    أطبق المتقى فكاكه الفولاذية على قادة الرأي واقطاب الحركة الوطنية ، هنا بعض الآباء وغيرهم من الرموز ضاقت بهم أماكن الحجز والتحفظ .
    الزعيم إسماعيل الأزهري والأساتذة : ابراهيم جبريل ، مبارك زروق و محمد احمد المرضى والأساتذة : عبد الخالق محجوب واحمد سليمان والسادة/ عبد الله خليل ، عبد الله عبد الرحمن نقد الله , أمين التوم ومحمد احمد محجوب والسيد/ عبد الرحمن شاخور .
    فهل مات من مات بغير داء ؟
    كم من جراح نزفت في الخفاء وكم من نبض توقف تحت قشور الدم ؟
    يا الله .. يا لذلك البلد الذاهل لتبدد الصباحات الندية!
    يوليو 1971 صباح المذبحة ، صباحات الأباطيل والاندحارات المتلاحقة والبطش وترتيب الهزائم ، وارتفاع البيارق الزائفة للدكتاتورية اللاحقة , الهدوء لحصاد الدم والسكينة في الحصار .
    نفض محجوب شريف الشاعر الشظايا عن بوصلته فجالت بأجنحتها المرفرفة حول كوبر ، بورتسودان ، سواكن ، دبك ، الفاشر شالا، ناقيشوط ، واو ببحر الغزال .
    ملاْ رئتيه بقصائده طويلة الأنفاس .. أطلق زفيره الأول , تردد نفيره الثاني بين مراقد السحاب فاستنهض الرعود وتراقصت على صدره حبيبات المطر ولؤلؤات الماء .تجمعت أمام بوابة قلبه المشرعة أرواح الرجال الاعزاء الذين قضوا فأطلق أنا شيده مغتبطاً باللقاء ، تدافعت أسرابهم وشقت أستار الغياب .
    وهذا الخراب وهذه الخرائب .. تحصيل حاصل "الحاصل" فإلى متى تهوى هذه الحجارة على روؤسنا لتمزق أرواحنا ؟
    حروب صغيرة وموت يتربص خلف السياج ،
    متى تتحطم أقنعة المنافى ؟
    وتخرس هرطقات السجانين ؟
    متى يغسل الندى الصباحي أغصان الشجيرات بالقرى الوادعه والمدن المغبرة ؟
    متى يضحك أطفال النفاج ؟
    متى تطل الفتيات من النوافذ على الحدائق ؟
    متى تتعلق على سماواتنا أقواس قزح ؟
    متى نطفئ هذا الحنين ؟
    متى نستميل الضياء والبهاء ليغشى ام درمان وعطبره وكوستى وكسلا وملكال والابيض ونيالا وجوبا وحلفا ومدني وخشم القربه والدامر وسواكن والسوكى وسنار وبارا ونغني مع محجوب شريف ونردد مع زكيه الفاضل وإلك ادوارد أغنيته الحلم لنصبح وقد أصبح :-

    مكان السجن مستشفى
    مكان المنفى كليه
    مكان الأسرى
    ورديه
    مكان الحسرة أغنية ..
    عثمان حامد سليمان
    ليلة التضامن مع محجوب شريف
    " نحلم معك "
    دار السودانين – ابوظبي
    الجمعة 2 يونيو 2006

    *

    منقول من ملف الكاتب الروائي : عاطف عبد الله :
    http://www.sudanvoice.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&b...832505&func=flatview

    *
                  

10-09-2010, 07:19 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)








    ويستمر الملف



    ,

                  

10-09-2010, 10:41 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    .



    bookssudan1sudan--2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صور أغلفة قصص الكاتب عثمان حامد سليمان


    .
                  

10-09-2010, 10:41 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    .



    bookssudan1sudan--2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صور أغلفة قصص الكاتب عثمان حامد سليمان


    .
                  

11-23-2010, 04:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)




    (48)

    نقد النص :
    كتب ( علي حرب ) في كتابه " نقد النص " :
    تقوم استراتيجية النص على جملة من الألاعيب والإجراءات يمارس الخطاب من خلال ىلياته من الحجب والإقصاء أو في التبديل والنسخ . والنصوصو سواءٌ في ذلك ، وإن تفاوت نص عن آخر في القوة والشدة ز وهنا مكمن السر في النص ، اعني أنه يخفي إستراتيجيته ولا يفضي بكل مدلولاته. ولهذا فأنا أذهب إلى أن قوة كل نص هي في حجبه ومخاتلته لا في إفصاحه وبيانه ، في اشتباهه والتباسه لا في أحكامه ، في تبيانه واختلافه لا في وحدته وتجانسه . من هنا يقوم التعامل من النص على كشف المحجوب ، أي على كشف الأوراق المستورة أو المستندات السرية . فما يحجبه القول ويشكل في الوقت نفسه شرط إمكانه أو بداهتهالمحتجبة ، هو الذي يجعل القراءة الكاشفة ممكنة . وكلما ازداد الحجب ازدان إمكان الكشف وتنوعت احتمالات القراءة .

    الكاتب " علي حرب "


    ****
    نعود للكاتب : عثمان حامد سليمان :

    من قصته ( غناء في العدم )
    من المجموعة القصصية ( مريم عسل الجنوب )

    نقطف لكم من زهر البستان القصصي الذي تدلى في الأفق ، وحفر القص بقدرته على التأويل في ملاءة
    المستقبل في حين أن زمن الكتابة كان (2002 م) إلى أن دقت ساعة الحقيقة ( 2010 – 2011 ) :

    نترك لكم النص في اللوحة الأخيرة بالرقم (16) يقول عن نفسه :

    تدافعت الأبقار الوحشية تحطم سياجات السهول . تبعثرت مائدة المرعى ، الشمس جالسة على صاريتها ، تحدق بمنظارها الساهر تكشف أغطية الدم . تسابق الغزاة يسترون طبولهم وأبواقهم النحاسية .
    اقترب إسماعيل من الماء . نظر إلى السفينة وهي تترنح خائفة , تبتعد من أهوال الميناء . جر إليها منابع النيل . جنحت السفينة في الشعاب المرجانية ، انشطرت إلى قسمين ، شبَّت النار في الأنقاض المتشظية ، تهاوت بقايا في حمى الإعصار وتتفتت بين الصخور . هرع الناجون إلى جزيرة الثعابين .
    في الليلة السابقة استعاد عابر الطريق حكايته البائسة ، اقتنص بصوته المجروح جمهرة المتكئين على شباك الساحل الممزقة ، انهمرت انغام ربابته الباكية بنشيدها الأول .
    جزيرة الهاربين شجرها أفاعٍ قائمة . حشائشها ثعابين راقدة ، صخرها سلاحف متوحشة ، عشبها عقارب سامة .
    تناثر ألق سلمى بين حطام التراب ، سددت السفينة الغارقة سهامها نحو جزيرة العدم ، ارتعش إسماعيل وانتفض جسده ، غاص عميقاً عميقاً

    .

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-23-2010, 08:48 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-23-2010, 08:50 PM)

                  

12-31-2010, 04:58 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)




    (49)

    كل سنة وأنتم بألف خير






    " الجزار " خطوة إلى الأمام في الأغنية :


    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    هؤلاء هم رافد " الجزار في التراث "
    في الصف الأسفل من اليمين : خليل فرح - إبراهيم العبادي - سرور- عبد الرحمن الريّح - كرومة


    طلة على أهل المحبة _ ومبروك زواج ابن الأستاذ / عثمان حامد سليمان ( قبل العام الجديد )



    هذا سِماط فرشه العُمر ، ولأبناء الإنسانية أن تستمر حيواتهم بمثل الذي انعقد علينا ،
    ها هي الأجيال تلاحق أكتاف الآباء ، وآن لهم أن يؤسسوا مستقبل الإنسانية فيهم .
    تحدث لي الكاتب عثمان عن المسألة ، - ومصطلح " المسألة " دخل على اللغة السياسية لدينا
    في الستينات ، وكان صاحبه هو الأستاذ / الشهيد عبد الخالق محجوب- وقال الأستاذ / عثمان حامد وفي قوله
    ملكة القص :
    (إن أبنائي عاشوا حيث ولدوا ، ونشئوا، وتعلموا في المهاجر التي لا تصنع " مواطنة " رغم العمر المديد )
    واستطرد سيدنا في مِحفل الكتابة :
    ( بكثير الرفقة معهم ومصاحبتهم ، وتآخي معهم ، أحس أني قد أسهمت في تشريد هويتهم ، وتنقلوا في الأوطان التي
    تهب العيش بقدر ما يقدم الوافدون عطاءهم ، وعندما ينقطع ... يرسلون عاجلاً لوطنك الأم ،
    ويا حسرتي ، أنهم لا يعرفون وطنهم الأم بالقدر الذي ينبغي . يأتون في عطلاتهم ،
    وبين أضلعهم حنين لوطن ، رءوا ملامحه في " أبو خالد " و " أم خالد ")

    وهذا الوجود الذي تحدث عنه جان بول سارتر ، له أفقه وحكاياته...
    لم يسعني الوقت ولا الصحة أن أكون بينهم وهم يفتتحون مِحفلاً جديداً عليهم:
    " أبو العريس " و " أم العريس "= " أبوخالد ) و ( أم خالد )

    ألف تهنئة للأسرة الكريمة ، وللعروسين ،

    " بيت مال ، وطفل أو طفلان ، وأن يتحمّل العروسان اختلاف التنوع بينهما ،
    ويصبران على هذا الاختلاف بالاحترام ، ووعد منهما بأن يكوننا أفضل منا "

    أليس غريباً أن يحتفلا وأسرتيهما قبل وجع انفصال " الأبنوس ينفصل عن صندل السودان " !!

    فبيت عمّره كاتب في قامة الأستاذ / الكاتب / والقاص / لهو بيت حفي بالمحبة .

    *
                  

12-31-2010, 11:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    عام سعيد
                  

01-03-2011, 03:44 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

01-03-2011, 04:41 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    يا ألف مبروك لعثمان وولده يا عبدالله!
    وانت كيفك؟ وصحتك؟
    وجمال كيف إنو؟
                  

01-03-2011, 04:41 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    يا ألف مبروك لعثمان وولده يا عبدالله!
    وانت كيفك؟ وصحتك؟
    وجمال كيف إنو؟
                  

01-03-2011, 04:42 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: عبدالله الشقليني)

    يا ألف مبروك لعثمان وولده يا عبدالله!
    وانت كيفك؟ وصحتك؟
    وجمال كيف إنو؟
                  

01-03-2011, 06:58 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: mustafa mudathir)

    تعمدت ان افض بكارة السنة 2011
    مع هذا الإنسان الشاهق عبر هذا التوثيق المحكم

    سنة مفتتحها على المستوى الوطني كالح
    وعلى المستوى الشخصي إفترعتها بتفاؤل جم وأمل كبير وعشم عظيم
    أن ابلغ خواتيمها على جناح تغيير يرسم الإبتسامة في سماء الوطن الحبيب

    لأستاذي المبجل حبي الأكيد
    وتحية حب وإحترام للفاضلة بثينة ( أم خالد ) التي روضت هذا الأسد
    حتى عاد وديعآ ، وعاشقآ مهذب العبارة وشفيف الروح ، وصديق حفيآ برفاقه
    وأصدقائه الكثر يبرهم بسؤاله عنهم وتفقدهم كما تفعل الأمهات والحبيبات
    يا ( بي كاسو ) بلغه إشتياقي وحبي ليهو ... وسلم لي عليهو


    ولك وله
    مني السلام
    ماغن شادي أو رطان

    ما حن مفارق الأوطان
                  

03-24-2011, 01:55 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تكريم الكاتب والقاص الأستاذ/ عثمان حامد سليمان . (Re: أبو ساندرا)


    هذا يوم قبل الأرشيف نتمنى..
    أن نقول : وغداً نكون كما نودُ ..

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de