|
|
 مولد امريكي بريطاني وصاحبه غائب : هل الثمن دارفور وشرق السودان ؟
|
تحت عنوان المؤتمر الاخير للبيت الابيض : هل نجح المؤتمر الوطني في...يع السياسه الامريكيه كتبت في الاسبوع الماضي حول المؤتمر الصحفي للبيت الابيض حيث اشرت الي تحرك الولايات المتحده الاخير حول السودان يعطي إشارات لا يمكن للعين ان تخطئها عن ابتعاد الخط الامريكي الداعم للانفصال التام بين الشمال والجنوب للاسباب التي اشرت اليها.
من تلك الاشارات الجهود والوعود لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحده والسودان إبتداءا من رفع الحظر عن بيع الاسلحه للسودان والذي كان مصنفا من ضمن الدول التي تجند الاطفال ثم ازالة اسم السودان من الدول الداعمة للارهاب بتاريخ لا يتعدي يوليو المقبل سواء ان حسم موضوع دارفور ام لم يحسم والمغالطات السياسيه التي زجت الولايات المتحده فيها نفسها وحلفائها بشان مسأله دارفور.
وكما جرت العاده في تنسيق المواقف بين المملكه المتحده والولايات المتحده هاهو أندرو ميتشل وزير التنمية الدولية البريطاني والذي زار السودان في الفترة من 08-11 نوفمبر الجاري يصرح بان زيارته أتت في إطار إلتزام المملكة المتحدة بمواصلة دعم السودان لمواجهه التحديات الكبيره التي تواجهه في الأشهر المقبلة علي إتمام عملية تحقيق السلام والاستقرار في السودان قبل يوليو المقبل.
وردد ميتشل التصريح الذي ادلي به وزير الخارجيه البريطاني هيج حول إستخدام المملكة المتحدة لرئاستها لمجلس الامن هذا الشهر لعقد جلسة خاصة بغية الحفاظ على التركيز الدولي على السودان. وأكد مواصلة جهود المملكة المتحده لدعم الشعب السوداني شماله وجنوبه لدفعهما للمعايشه السلميه للمستقبل.
لاندري اين كان ولماذا اختفي هذا الالتزام (البريكاني) طوال الاعوام الماضيه حينما لعبت بريطانيا من الادوار الخفية والعلنيه في استقطاب فرنسا والاتحاد الاوربي برمته لدعم السياسه الامريكيه الداعيه لممارسة الضغوط لعزل السودان داخليا وخارجيا؟
ولا ندري مدي نجاح المؤتمر الوطني فعلا في تطويع سياسة البيت الابيض تجاه المسألة السودانيه إلا إن السؤال مازال يطرح نفسه .
و يبدو فعلا إن هناك اتفاقا تم علي الخطوط العريضة التي يجب السير عليها بغية الوصول بالمسأله السودانيه الي نهايه ما قبل يوليو القادم. وكمثال لهذه الخطوط العريضه نري دعوة كل من اندرو متشل والسناتور كيري جميع القادة السودانيين إلى الامتناع عن التصريحات المثيرة وطمأنة المواطنين في الشمال والجنوب حول حقوقهم وأمنهم ليخرج فجاءة وزيرا الدفاع الشمالي والجنوبي ليعلنا عن عزم الشمال والجنوب لعدم العودة للحرب مهما كانت نتائج الاستفتاء.
ويبدو ان من بين هذه الخطوط العريضه ايضا الاتجاه لاعادة صياغة الصراع السوداني كمسألة داخلية بعد تدويله عسي ان يساعد ذلك في تحجيم المسأله الدارفوريه. فنصيب موضوع دارفور من حديث اندرو متشل وزير التنمية الدوليه البريطاني كان كنصيبها مما طرح خلال المؤتمر الصحفي للبيت الابيض في الاسبوع الماضي. اذ اشار الوزير البريطاني الي ألاحداث الأخيرة علي انها مجرد لفت نظر الي إن موضوع دارفور يجب اللا ينسي. بل ذهب الي ابعد من ذلك إذ جاء في حديث الوزير إدانة بريطانيه صريحة للهجوم على قافلة من قبل المجموعة المسلحة والذي أدى كما قال الوزير الي وفاة 37 أعضاء الشرطة الوطنية السودانية .
فحديث كراولي والوزير حول تجدد القتال في دارفور وانعدام الأمن ومنع وصول المساعدات الإنسانية ، وموجة من اعتقالات المشردين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين يشير الي حفض متعمد للدرجة التي ينظر بها الامريكيون والبريطانيون الي ما يحدث في دارفور من (حرب تطهير عرقيه) والتي دعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما الي إصدار امر المحكمة الجنائيه لتوقيف ومحاكمة الرئيس عمر البشير وإعداد البقيه الباقيه من القائمة التي قيل انها تعدت الثلاث وسبعين شخصا الي إن الامر هناك اضحس مدعاة (لقلق أكبر).
ويبدو فعلا إن اطار الكونفدراليه هو المخرج الذي توصل اليه الجميع وإطمأن اليه الامريكان والبريطانيين لرعاية مصالحهم في السودان. ولم لا؟
فالكونفدراليه وصفة مجربه نجحت في كثير من مناطق التنازع العالميه بدءا من الولايات المتحده نفسها. وهاهي المملكه المتحده تعمل علي تطبيقها تدرجيا وعلي مراحل حسما للصراع الايرلندي والاحتجاج الاسكوتلندي وهلم جرا. ونحن نتمني ان يبقي السودان موحدا متحدا يتعضد بشماله وغربه وشرقه في اي إطارتم ذلك . ونتمني له ان يعود ليحتل موقعا طليعيا متقدما عالميا لا عربيا وافريقيا وإسلاميا فحسب .
ونتمني ان تكون القيادات السياسيه السودانيه باشكالها المختلفة قد دخلت طور النضج السياسي وتعلمت من الدروس السابقة ان السودان لم ولا ولن يستقر او يستقيم امره الا بالوصول لتسويات واقعيه وموضوعيه لحقوق الاقليات بعيدا عن الاطماع الشخصيه والفساد الذي افرز في المجتمع السوداني ما افرز.
فالحسم عن طريق البندقيه وعن طريق مصادرة الحريات الاساسيه اثبت فشله التام. والاتجاه الامريكي البريطاني الاخير لتحجيم الشأن الدارفوري والتقليل من شأن مشكلة شرق السودان لن يجدي حتي لو أخذ كمضاد موضعي للخروج من مأزق الاستفتاء. فمصالح اميركا وبريطانيا والتي وصلتا لقناعة بان سياسة فرق تسد التي لعباها في ابشع صورها في السودان لم تخدمها . وكذلك لن تخدم هذه المصالح وضع ضمادات علي جروح دارفور وهي مازالت تنزف ولن يساعد علي الخروج من ازمة شرق السودان دفن الرؤس تحت الرمال خصوصا بعدما ظهر إن اريتريا بدأت تناور للدخول الي حلبة الصراع فيه
|
|
 
|
|
|
|
محمد مصطفي مجذوب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست