ملة اليهود والنصارى في الحرب ضد الشيوعية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-25-2010, 09:06 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملة اليهود والنصارى في الحرب ضد الشيوعية

    قراءة في كتاب الحرب الباردة الثقافية
    ثقافة الاستعباد الذهني * وتدمير القيم الإنسانية


    عرض وتقديم سعيد مضيه


    تنبيه:
    1- صححت كلمة الروحي مرة بمفردة "الذهني"* ومرة بمفردة الثقافي* في الأمكنة المشار لها بالعلامة(*)خروجاً من الإلتباسات الثقافية التي فرضتها الحرب الباردة على الكاتب والعارض 2- غيرت عنوان القسم الأول من العرض من "الفاحشة في هيكل الرب" إلى "الضلال بإسم الحق" وضعاً المعنى في سياق العلامات السائدة أو المألوفة في الحياة الذهنية لقراء اللغة العربية[المنصور جعفر]




    يبرز هذا المؤلَف الدور الأساس والمستقل للثقافة في الصراع السياسي والاجتماعي يوضح الكتاب وجود ثقافتين تتصارعان على الوعي الاجتماعي ،وتنشطان باستمرار في الميدان الروحي : ثقافة الوعي وثقافة الوعي الزائف. وحيث أن الصراع الثقافي يدور من أجل اكتساب عقول البشر وإراداتهم ، في سبيل تحررهم أو استعبادهم ، فقد ركزت الحرب الباردة الثقافية هجومها لتدمير التحصينات الأمامية للوعي الاجتماعي ، عبر طريق “استخدام الدعاية لإضعاف المواقف المعادية “ (39) * ، وذلك كي تبقي الجمهور قطيعاً حائراً مذهولاً ، حسب تعبير ليبمان ، أحد أفراد النخبة المكلفة بطرح “عقيدة “ ثقافة الحرب الباردة . والمهمة تتطلب مهارة عالية في الخداع والتزييف .والغاية النهائية ،كما دعا أحد التوجيهات السرية ، هو صناعة “أناس يرون أن كل ما تقوم به الحكومة الأميركية صحيح ، ويعتقدون أن ذلك هو اقتناعهم الشخصي ، وأنه جاء بعد تفكير وليس إيحاءً من أحد “(76) ، أي أن يقبلوا طواعية الاستعباد الروحي للمصالح الأميركية .

    يستعرض الكتاب على صفحاته، التي تتجاوز الأربعمائة من القطع الكبير وعبر ستة وعشرين فصلاً وخاتمة، تطور ثقافة الحرب الباردة للولايات المتحدة عبر عقدين من الزمن وفق استراتيجية ملتفة بعباءة “الحرية الثقافية “ و”الدفاع عن الإيمان “ إلى أن تمزقت العباءة عن “ ضباب عفن “ حسب تعبير السيناتور فولبرايت (400) و “ورطة أخلاقية ومعنوية الخروج منها ليس سهلا “ (423) . صاغ سيسيل دي ميل ، مستشار الحكومة الأميركية لشئون السينما ، رسالة الثقافة من خلال رؤيته لوظيفة السينما ،حيث أسندت إليها مهمة “ صياغة الأهداف الني تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها ، والتي ستصل الجمهور المقصود الذي علينا كوسيط إعلامي أن نكيفه “ (317).

    والرسالة لم تزل قائمة في تكييف الجمهور وفق أهداف السياسة الأميركية . وهذا ما يكسب الكتاب أهميته الراهنة. الاتكاء على الدين سهل توجيه دفة القيادة بنفس الحمولة من مناهضة الشيوعية إلى مناهضة الإسلام والإرهاب . وتعمق التوجه الديني في ثقافة الحرب الباردة ليتحول في منتصف عقد السبعينات إلى سلفية متزمتة تحشد تياراً من التطرف اليميني قاد العملية السياسية في إدارات الجمهوريين منذ عام 1980 .ويسترعي الانتباه في هذا الصدد أن أحد أيديولوجيي الرأسمالية قد ركز على موضوعة صراع الحضارات قبل سنوات من تفجيرات الحادي عشر من أيلول ، والتي اتخذت غطاءً لحرب بوش “الصليبية “ . الشيوعية محددة بفكر وتنظيم ومع ذلك جرى إلباسها ثوباً فضفاضاً كي تشمل مناهضة الشيوعية كل من تتعارض مواقفه مع أهداف السياسة الأميركية . وبنفس منحى المراوغة والتزوير يجري توسيع إطار الإرهاب.

    ملاحظة أخرى أن الكاتب لا يتصدى للحرب الباردة الثقافية من موقف دفاعي أو من منطلق هجوم مضاد ، إنما لتعرية وفضح المناورات الدعائية المراوغة المتشحة بوشاح الثقافة . فهو لا يخفي موقفاً نقدياً من شمولية الستالينية التي باسم مقارعتها بررت الحرب الباردة حملاتها الثقافية . الكتاب موقف ثقافي يتسلح بالاستقامة المبدئية ومحاربة الغش والخداع باعتبارهما دخيلين على الثقافة . يصعب اختصار كتاب كهذا ، زاخم بالمعلومات الموثقة . ولكن العرض يبرز معالم أساس في نشاطات الحرب الباردة الثقافية :





    1-الضلال بإسم الحق:

    يكشف الكتاب القناع عن نشاط مجموعات من المفكرين تحت ستار من السرية المطلقة يتولون وضع المبادئ الأيديولوجية الأساس الموجهة لنشاط العاملين في صناعة الرأي العام . فالقرارات التوجيهية الأساس لم تنطلق من الهيئات التمثيلية المنتخبة ، بل من قبل لجان تعمل وراء الكواليس ، الأمر الذي يبرر شبهة التآمر لنشاطات السياسة الأميركية . من المجموعات الأيديولوجية فيلق النخبة التابع لمكتب الخدمات الاستراتيجية . أقرت للنخبة مهمة “ غير شرعية وغير قويمة “، واستطاع أفرادها فيما بعد أن “يفردوا نفوذهم على قاعات مجالس الإدارات والمؤسسات الأكاديمية والصحف الرئيسة والإعلام والشركات القانونية ومؤسسات الدولة . وأمدتهم معتقداتهم المسيحية بقناعة لا تتزعزع بأنهم الصفوة وليسوا الفئة المختارة” (57) . أفراد النخبة المنظرين لصحافة الحرب الباردة . صاروا هم نبلاء العصر الحديث ، نصراء الديمقراطية . وهذه النخبة هي التي أدارت السياسة الأميركية الخارجية وشكلت التشريع في الداخل . ومع اعتقاد مشترك بتفوقهم كانت مهمتهم هي إقامة “سلام أميركي” ودعموا بحماس نشا ط وكالة المخابرات المركزية الأميركية “ (61.

    وتحت إدارة ألن دالاس تشكل في وكالة المخابرات المركزية قسم العلاقات الدولية بهدف “تشجيع المفكرين على تقديم أفكار ونظريات لا تستهدف الجماهير العريضة ، وإنما موجهة بالدرجة الأولى لمجموعات نخبوية صغيرة من الجماعات الضاغطة ورجال الصناعة ممن يقرون السياسات الحكومية “(124) . ولدى الانتقال إلى المقر الجديد في لانغلي عام 1961 أمر ألن دالاس بحفر عبارة على الواجهة كان يرددها من الإنجيل “ ولسوف تعرف الحقيقة ولسوف يجعلك الرب حرا” (308). تواطأ الكهنوت مع المخابرات المركزية على إخفاء شيطان الثروة وتهريبه داخل ملكوت الرب ، إذ قدم أحدهم ، Reinhold N iebour مادة لاهوتية في مجلة التايم وطرح الخطيئة الأولى كأداة سياسية “(309) ،كفارة عن جرائم نشاطات الرأسمال العالمي . “وما كان للمكارثية أن تظهر بالقوة التي دفعت نشاطاتها بدون مفهوم الخطيئة الأولى المروج له عمداً من قبل علماء اللاهوت المقربين من الوكالة” (310) . “ومن طقوس المطاردة المكارثية أن يقوم المعترف علناً بلعن شركائه وصفهم إلى جانب الشيطان . كانت طقوس الاعتراف أمام المحققين تتم بمظهر ديني”(310) . ودخلت الطقوس “المقدسة” إلى عالم هوليود
    انتشرت حملة تطهير الثقافة الأميركية من شرور الكفر والإلحاد “(312) . وفي اجتماع مشترك لضباط وزارات الحرب تقرر عام 1955 “استغلال هوليوود في “معركة الحرية “ . روعي أن تبدو المعركة تلقائية وتم اعتماد “ الحرية المقاتلة” أساساً لحملة عقائدية على أعلى المستويات “ (312) . وفي اجتماع مع كبار المتنفذين في المهنة أقحم مبدأ “الحرية المقاتلة “ في صناعة السينما. “ لم تكن أفلام “الحرية المقاتلة “ لتظهر إلا في بلد كالولايات المتحد مثقل بعبء إمبريالي .كانت الأفلام تحتفي بالخدمة العسكرية وبطاعة الأوامر وبسيادة الأعمال الفردية الجريئة …والسينما مثل الدعاية تتعامل مع الخيال . والخيال إذا ما تم تقديمه ببراعة ، سوف يعتبره الناس حقيقة “ (315)

    وبتوجيه من الرئيس ترومان في 19 ديسمبر 1947 حصلت فلسفة كينان السياسية على تصريح رسمي بموجب توجيه إداري أصدره مجلس الأمن القومي للرئيس ترومان يعطي تعليمات لمدير المخابرات المركزية بأن يشرع في استخدام أنشطة نفسية سرية لدعم سياسة مناهضة الشيوعية . شكل كينان هيئة الاستراتيجية النفسية لتتولى مهمة رسم الخطط الفكرية والإيديولوجية . ومازالت طي الكتمان الورقة المقترحة بهذا الشأن . كان هذا أول تصريح بالعمل السري بعد الحرب . غير أن أحد العاملين ممن اطلعوا على الورقة واسمه تشارلز بيرتون مارشال راعه ما تتضمنه من “تدمير النمط الفكري المذهبي الذي يقدم قاعدة ثقافية للمبادئ المعادية لأميركا” (176) .

    وحسب تأويل مارشال فالورقة ناقشت فكرة النخبة ،حيث تبرز “وحيدة محدودة العدد، القادرة وصاحبة المصلحة في المناورة بالأمور المذهبية ، رجال الأفكار ممن يجذبون الخيوط الفكرية لتشكيل أو على الأقل تهيئة التوجهات والآراء لدى أولئك الذين يقومون بدورهم بتوجيه الرأي العام .

    وفي يونيو 1948 أقر توجيه إداري آخر أعده كينان أيضاً لتوجيه النشاطات السرية للوكالة على مدى العقود التالية (62) . أقر التوجيه تشكيل مجموعة خاصة للعمليات السرية داخل الوكالة . وأخذت المجموعة اسم مكتب تنسيق السياسات . هنا كانت تدار الأعمال القذرة ، ومن صفوفها برز فرانك وايزنر ليقود هذه العمليات (63) ، وليكون له شأن في عمل منظمة الحرية الثقافية ، العاملة ضمن إطار الوكالة وبتوجيهاتها وتمويلها. وكتب عنه زميل له “انه جلب جماعة من الفاشست كان بعضهم بالفعل من أشد الناس رداءة وحقارة”(64)





    2ـ داخل الزوايا المعتمة
    عرض وايزنر على جو سلسون مهمة إدارة منظمة الحرية الثقافية تحت رئاسة لورنس دونيفي . قبل الإثنان العرض واستقالا من وظيفتيهما الشكليتين في مكتب سلطة الاحتلال العسكري الأميركي في ألمانيا. واستمر جوسلسون في المنصب إلى أن اضطر للاستقالة متحملاً وحده مسئولية تلقي المعونات المالية من وكالة المخابرات المركزية بعد افتضاح أمرها . فقد عملت وكالة المخابرات المركزية في تلك الأثناء بمثابة وزارة ثقافة الولايات المتحدة الأميركية ، حيث ضخت عشرات ملايين الدولارات لمنظمة الحرية الثقافية والمشروعات المتصلة بها (155) . وفي اجتماع مشترك مع المخابرات نوقش موضوع إصدار مجلة رفيعة المستوى تهدف إلى تشجيع خطاب يساري متحرر من لغة الكرملين . وصدرت إنكاونتر “لسد النقص في الدعاية المضادة للشيوعية في بريطانيا” (195) . كانت أموال الوكالة تتدفق على مطبوعاتها في القارات كافة عبر الصناديق “الخيرية “ فورد ، روكفلر و فارفيلد . ويقول جون هنت “أن مجلة “حوار” صدرت بالعربية برعاية وتمويل منظمة حرية الثقافة . وحمل عددها الأول مقابلة مع إليوت ومقال كتبه سيلوني يدعو فيه إلى استقلالية الكاتب واستقلالية الفن” ! (362)
    .
    وفي بريطانيا شكلت حكومة إتلي العمالية منظمة إدارة البحث الإعلامي لمكافحة الشيوعية ،وعينت ارنست بيفن مهندساً للمنظمة والكاتب آرثر كويستلر مستشاراً(81) . دعا رالف موراي ، أول رئيس للمنظمة إلى تجنب “ إثارة الانطباع بأن وزارة الخارجية تنظم حملة معادية للشيوعية ، فذلك من ِشانه أن يغضب أو يحرج عدداً من الأفراد ممن لديهم استعداد لتقديم العون لنا إذا نحن عرضناهم للاتهام بأنهم يتلقون معلومات عن طريق كيان شرير في وزارة الخارجية يقوم بفبركة دعاية موجهة ضد السوفييت “(83) .

    أما كويستلر فقد ألف كتاباً عن تجربته مع الحزب الشيوعي ، اشترت وزارة الخارجية خمسين ألف نسخة منه (84) . وناقش مع ريتشارد كروسمان ، رئيس القسم الألماني في الحرب النفسية ، فكرة إصدار كتاب مشترك يضم خبرات شيوعيين سابقين . نشر الكتاب وعنوانه “الإله الذي هوى” ، على حلقات في مجلة ديرمونات ،التي يحررها جوناه لاسكي باسم منظمة الحرية الثقافية . ثم صدر في طبعات عدة ، بريطانية وألمانية واميركية . جاء الكتاب نتاج مثقفين والمخابرات .

    ولاسكي ،أحد المبادرين في الحرب الثقافية، “ نشأ في كنف جده الذي غذاه بنصوص من أساطير اليهود .. وتخرج من نيويورك سيتي كوليدج ، التي أكسبته سوء خلق نادراً ما تخلى عنه .عمل في مجلة “نيو ليدر” المعادية للشيوعية ، وغدا قوة يحسب لها الحساب وهو يشق طريقه في حملات الحرب الباردة ، وكان سلوكه مزعجاً حتى للسلطات الأميركية (49) . نجح لاسكي في إصدار مجلة ديرمونات “لبناء جسر إيديولوجي مع المثقفين الألمان ، ممن يقدمون على المدى الطويل القيادات الأخلاقية والسياسية للمجتمع الألماني ، وكذلك تمهيد الطريق أمام المصالح الأميركية عن طريق تدعيم الأهداف العامة لسياسة الولايات المتحدة في ألمانيا وأوروبا”(52) . كانت المجلة تمول من مشروع مارشال .


    الفصل الخامس عشر، " صبية رانسوم" يستعرض النشاط الموجه بالسرية المطلقة داخل الوسط الأكاديمي .
    كان James Jesus Angelton أول رئيس للمخابرات المضادة ،هو الذي تولى مهمة الاتصال الرئيسة بأساتذة الجامعات العريقة . قدم إزرا باوند لجامعة ييل وأسس مجلة “فيوريوزو” للشعر .

    وكان البروفيسور نورمان هولمز بيرسون أحد المجندين في القسم ،وهو عالم إنسانيات اشتهر بتحرير كتاب شعراء اللغة الإنجليزية وعمل في وحدة التجسس المضاد تحت إشراف أنجلتون . وفي جامعة ييل رأس بيرسون تنمية وتطوير الدراسات الجامعية في الداخل والخارج .((كانت الدراسات الخارجية ذات أهمية واضحة لأنها ساعدتنا على القيام بدورنا بعد الحرب كحاكم للعالم وعززت قدرتنا الثقافية بين المحكومين )) (265) .
    أدار أنجلتون مجموعة من المستقلين العاملين بالصحف يقومون بعمليات “شديدة الخطورة والحساسية”. كان أنجلتون يحتفظ بأسرارها في خزانة خاصة في مكتبه لا يصل إليها أحد سواه “(266) .(

    وفي كينيون كوليدج ،حيث حاضر Crowe Ransom وأسس مجلة "كينيون ريفيو" الأدبية الحداثية التي شكلت ذائقة جيل كامل ، تجمعت مواهب أدبية أطلق عليها صبية رانسوم ، “ نخبة نشأت على الثقافة الحداثية ، تقدس إليوت وباوند وييتس وجويس وبروست .
    كانوا يعتقدون أنهم ليس من واجبهم أن يعطوا الجمهور ما يريد ، أو ما يعتقد أنه يريد ،ولكن ما ينبغي أن يحصل عليه ،وذلك من خلال أكثر أعضاء النخبة ذكاءً … اتخذوا لأنفسهم وضع نخبة من الأمراء في الدفاع عن الديمقراطية ويسدون الطريق على البربرية .

    كانوا حداثيين يخافون الحداثة وحدّها المغلف بالدم “ (76) . برز من بينهم الشاعر روبرت لويل الذي قُدم منافساً للشاعر بابلو نيرودا في الأميركيتين . جرى تجنيده وعين في قسم المنظمات الدولية للعمل مع جو سلسون . وانتهى أمره بالإدمان على المهدئات ، ثم في مصحة الأمراض العقلية . من الصبية أيضاً عمل جاك طومسون مديراً تنفيذياً لمؤسسة فارفيلد والروائي الشاب جون هنت عضو سكرتاريا منظمة الحرية الثقافية ومساعداً لجو سلسون بعد إصابته بأزمة قلبية .

    من اختصاصات مكتب المنظمات الدولية كان برنامج إصدار الكتب ، نشر وتوزيع في الخارج ، دون الكشف عن أي نفوذ أميركي ، والدعم السري للمطبوعات في الخارج”(271) . وفي عام 1977 قالت نيويورك تايمز أن الوكالة نشرت ما لا يقل عن ألف كتاب من بينها كتاب الأمير لميكافيلي ودكتور زيفاجو لباسترناك “(272) . كان عملاء المكتب من الأدباء يساعدون في تحرير (مذكرات ) المرتدين عن الشيوعية ويكتبون للموسوعات ويحررون في مجلات عرض الكتب.




    3ـ المضاربون في الهيكل ـ ممثلون وأقنعة:

    يلقي الفصل التاسع من الكتاب الضوء على الاندماج العضوي والصلات المعقدة بين القطاعات الاقتصادية والصناديق الخيرية والأجهزة السرية . والباب دوار بين هذه الفعاليات .

    في أيار 1949 ترأس ألن دالاس اللجنة القومية من أجل أوروبا الحرة . كان دالاس يدرك أن نجاح برنامج الحرب الثقافية الأميركية يعتمد على “ قدرتها على أن تبدو مستقلة عن الحكومة وعلى أنها تمثل القناعات الذاتية للأفراد المحبين للحرية “(156) . وضمت اللجنة القومية جاردنر كاولز رئيس مجموعة كاولز للنشر، وهنري فورد الثاني رئيس جنرال موتورز ، واوفيتا كالب هوبي إحدى أمناء متحف الفن الحديث والتي سمحت باستخدام العديد من المؤسسات العائلية كقنوات توصيل الدعم من الوكالة وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية والرسمية . كانوا من المطلعين ، والمطلع هو المنتمي إلى عالم النخبة ، يعرف مداخلها ومفاهيمها وتصوراتها النخبوية التي توجه الدائرة المغلقة للمخابرات “ (157) . وكان يجمع التبرعات للجنة ُشعبة يرأسها ممثل ناشئ اسمه رونالد ريغان (158) . وكتب عميل الوكالة وليم كولبي كنا نوسع نشاطنا عادة لكي نجد أميركيين يوافقون على وضع الأموال في حساباتهم بالبنوك ثم يستخدمونها للمساهمة بطرق مختلفة . من السهل أن تمرر الأموال إلى أي مكان في العالم لخدمة الهدف المطلوب “(160)

    “كان غاردنر كاولز من كبار المسئولين في فارفيلد .أحد المانحين من مؤسسة كاولز ومقرها في إيوا . كما كان عضواً مشاركاً في الحملة من أجل الحرية والراعي لمجلة التاريخ الفصلية –التي كانت تصدرها جمعية المؤرخين الأميركيين بتمويل من التبرعات الخاصة ،وكانت إحدى ثمار الحرب الباردة . كان من جملة رعاتها وليم دونوفان ودوايت أيزنهاور وألن دالاس وهنري لوس “(164)

    احياناً كانت مؤسسة فورد تبدو كأنها مجرد امتداد للحكم في ميدان الدعاية الثقافية العالمية . لها تاريخ طويل من التورط في العمليات السرية في أوروبا حيث عملت مع مشروع مارشال ووكالة المخابرات المركزية . وتوثقت العلاقة عندما جاء ريتشارد بيسل، مخطط مشروع مارشال ، إلى مؤسسة فورد عام 1952. وفجأة ترك بيسل المؤسسة لكي يلتحق بالوكالة مساعداً لدالاس “(165) . وشرعت مؤسسة فورد برنامجاً للنشر بإشراف جيمز لافلن ، ناشر الأدب (أورويل وهنري ميللر ). وبمنحة قدرها نصف مليون دولار (تعادل ثلاثة ملايين بحساب 1999) بدأ لافلن إصدار مجلة Perspectives باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية ،موجهة إلى اليسار غير الشيوعي . كان يؤكد أن هدف المجلة لا يقتصر على هزيمة اليسار في صراع جدلي لكي يزحزحهم عن مواقفهم ، بل ويزيد الاحترام لإنجازات أميركا غير العادية بين المثقفين في الخارج “ (166)


    وأسهمت مؤسسة روكفلر وشقيقتها “روكفلر برذرز” كذلك في الحرب الثقافية . من كوادرها الثقافية المكلفين بدراسة معنى أهداف الأمن والاستراتيجية الدولية برز هنري كيسنغر وجون ماكلوي وروبرت لافيت .واستطاع نيلسون روكفيلر أن يضمن لهؤلاء ولغيرهم مراكز متنفذة في المخابرات. كان روكفلر يقدم للمخابرات أموالاً للقيام بأعمال ليست مدرجة في البرنامج. وقدم مرة ،كما كتب أحد قادة الوكالة ، خمسين ألف دولار لشخص ينشط في مجا77ل الدعاية من أجل أوروبا حرة موحدة ، المشروع الذي نسقت الوكالة النشاط من أجله مع قيادة حزب العمال البريطاني.

    أفرد المؤلف الفصل السادس عشر من الكتاب، "شخبطة اليانكي"، للتنويه بدور نيلسون روكفلر صاحب ومدير بنك “تشيز مانهاتن “ في دعم الفن التجريدي المفرغ من المضمون . استعانت الوكالة بجهوده في الدفاع عن التجريد الفني بوجه جماعة اعتقدت أن رسوم الفن التجريدي “خرائط سرية تبين الدفاعات الاستراتيجية للولايات المتحدة “(280) .

    كان متحف الفن الحديث الممول من قبل مؤسسة روكفلر في طليعة الحداثة الفنية . واعتبر روكفلر التجريد “رسم المغامرة الحرة “ (284) . وكتبت إيفا كوكروفت عام 1974 مقالة بمجلة “آرت فوروم “ بعنوان " التعبيرية التجريدية سلاح الحرب الباردة" انتهت فيه إلى أن الصلة بين الحرب الباردة الثقافية ونجاح التعبيرية التجريدية ليست من قبيل الصدفة .لقد تمت صياغتها في حينه بأيدي بعض أهم الشخصيات الذين كانوا يرسمون سياسة المتحف ويشجعون على تكتيكات مستنيرة في الحرب الباردة التي تستهدف المثقفين الأوروبيين ... كانت أعمال كل من الجهاز الثقافي للوكالة والبرنامج الدولي لمتحف الفن الحديث متطابقة ، بل ومدعمة لبعضها البعض “ (ص 291 ).كانت صناديق روكفلر وفورد وفارفيلد وغيرها تمنح تبرعات سخية لتشجيع الفنانين والموسيقيين والأدباء الحداثيين . وانتشرت في ذلك الحين حكاية طريفة تقول أن أحد الممولين المحافظين ممن توفرت لديه ذائقة فنية ، إشتكى من كون كثير من الكتاب يساريين . وردّ روكفلر بأن الكتّاب دائماً في احتياج فلماذا لا يخصص بعض الأموال للمنح والجوائز ؟ سيغدون أكثر سعادة وأقل ميلاً لأن يكونوا ثوريين . وخصص ميلون جائزتين قيمة كل منهما عشرون ألف دولار ، ميلون وبوللنجين . منحت الأخيرة لـ إزرا باوند على ديوانه "أناشيد بيزا ". وأثار منحه الجائزة انتقادات حادة نظراً لأنه خدم في إذاعة موسوليني وقدم برامج تضمنت التقريع اللاذع للرئيس روزفيلت والثناء الحار على هتلر وكتابه “كفاحي
    (277)



    4- الطيور أسراب:

    وجد أقطاب الحرب الباردة أنفسهم أمام تناقض خطر، يحتفلون بالنازية مطالبين بحدة بفصل الفن عن السياسة .أما مع الشيوعية فليسوا مستعدين لممارسة الفصل . برز هذا المنطق اللامنطقي على السطح في أواخر الأربعينات .

    قبل انضمامهما إلى منظمة الحرية الثقافية ، عمل جو سلسون و نابوكوف ضابطي علاقات عامة في المفوضية الأميركية العليا بألمانيا “مسئولين عن غربلة الأفراد في الصحافة الألمانية والإذاعة ووسائل الإعلام الترفيهية الألمانية “(34) . وكتب سلسون يقول (36) “ لعبت دوراً رئيساً في إنقاذ المايسترو الألماني الكبير فلهلم فورتفانجلر من مهانة المرور بعملية التطهير من النازية، وقد تحققت المناورة بمساعدة نابوكوف “ . بالإضافة إلى المذكور أنقذت اللجنة كلاً من إليزابيث شوارسكوف وهربرت فون كارجان الملقب “كولونيل ال SS “ عضو الحزب النازي منذ عام 1933 ، ولم يتردد قط في افتتاح حفلاته بمعزوفة “هورست فايسل ليد” المفضلة لدى النازيين . أعيد المذكور ملكاً لا ينازع على أوركسترا برلين الفيلهارموني الذي أنشئ "كحصن واق ضد الشمولية السوفييتية "37) . وحيث “ظل فورتفانجلر يكافأ بقيادة فرق موسيقية ذات مستوى رفيع ، واصل لاسكي التندر من برتوولد بريخت على صفحات ديرمونات “(253)

    وتشكلت "الحركة الأوروبية"، وعملت تحت إشراف الوكالة المباشر .وعمل توم برادن أول سكرتير للحركة . وقد شرع في برنامج ضخم لتقديم المنح الطالبية . وأسندت إلى جاي ليفستون ، أحد العاملين في التجسس المضاد تحت إشراف أنجلتون ، مهمة "اختراق اتحادات العمال وتصفية عناصرها المشكوك فيها وترقية العناصر المرضي عنها"(357) .

    توثقت الصلات بين يمين حزب العمال ومنظمة الحرية الثقافية ، وتوثقت صلات غيتسكل مع إدارة البحث الإعلامي ومع لاسكي .وشكر مجلة "إنكاونتر" لموقفها من مؤتمر الحزب . وعندما نجح العماليون في الانتخابات عام 1964 كتب جوسلسون يقول “ يسعدنا أن يكون الكثير من أصدقائنا في الحكومة الجديدة “ (358)

    بالمقابل أيضاً أقدمت الحرب الثقافية في عنفوان هجومها المتمثل بالمكارثية على إحراق عدد من الكتب سبق إحراقها زمن النازية . عدد من الكتب مرت المحرقة مرتين ! وسجن داشيل هاميت مدة اثنين وعشرين شهراً “لأنه رفض الإفصاح عن المساهمين في صندوق "كفالة الحقوق المدنية " (220) . واحتفظ مكتب التحقيقات الفيدرالي بملفات لجميع الذين فتشت لجنة مكارثي في إعتقاداتهم . واشتكى إيرنست همنغواي من ملاحقات المكتب لتحركاته ، غير ان شكواه اعتبرت في حينه نوعاً من الهوس . وبعد موته سحب ملفه من المكتب وكان يحوي 113 ورقة “(222)





    5- شقوق وتصدعات

    قطع دوايت مكدونالد عمله في مجلة “إنكاونتر” وعاد إلى نيويورك . صدمته الأخلاقيات العامة شديدة الرداءة مقابل ثراء القيم الروحية في أوروبا . وجه إلى المجلة مقالة حملت غثيانه من “العنف والبهرجة الزائدة وبشاعة أميركا ، ذلك البلد الذي لا يحمل سمة خاصة به ولا إحساساً بماضِ أو حاضر ، والحادب على انتزاع أكبر قدر ممكن من المال. ثم أكد أن الشعار القومي يجب أن لا يكون “واحداً من كثرة “ ولا “نحن نثق بالله “ ، إنما “ أن أحصل على ما أريد رغم أنفك “ (344) . أطاح مكدونالد بكل الأبقار المقدسة ،” أدان المادية المفرطة التي لا يقابلها أي تقدم ثقافي* .استنكر جرائم العنف ولهاث الإعلانات ،وانعدام التميز بين نقاد الأدب وتفشي التفرقة العنصرية . هاجم رموز الحرب الباردة …” (345). رفض القائمون على المجلة نشر المقال ، الأمر الذي أثار حملة استنكار واسعة . تبين أن كل المقالات تراقب قبل نشرها في مجلات “منظمة الحرية الثقافية “ .

    كتب جاسون إيبشتين أن “ وكالة المخابرات المركزية تزعم أنها ترعى حرية التعبير ، والحقيقة أن ذلك لم يكن صحيحاً
    . رفض المحررون نشر مقال مكدونالد لأنهم عرفوا موقف الوكالة “(349) . وتناول الموضوع عالم الاجتماع ،نورمان بيرنباوم في رسالة وجهها إلى الكونغرس “ أظهر فيها وجود فجوة بين ما تدعو إليه منظمة الحرية الثقافية وبين ما تمارسه بالفعل . فالحرية لا تتجزأ ، ولا بد من النضال من أجل تلك القضايا ، كبيرها وصغيرها ، وأن يمتد ذلك إلى كل جمود واستبداد “. وعبر أحد المؤرخين عن الموضوع بالقول “السؤال الخاص بالاستقلالية لا يتعلق بما إذا كانت هناك تعليمات تصدر للمحررين . السؤال هو من الذي اختار أولئك المحررين أصلآً ومن الذي وضع الحدود الواضحة للرأي المسئول ، والتي في إطارها تناقش الاختلافات” (350) .
    في الأيام الأولى من إدارة جون كندي كتب لويل،الشاعر البارز من صبية رانسوم ، “ يعتريك الشعور بعدم أهمية الفنان وبأنه نوع من بضائع الزينة للواجهة .إن شيئا أكثر قرباً من البنتاغون هو الذي يدير دفة الدولة بالفعل .أشعر بأننا نحن المثقفين نلعب دوراً فيه الكثير من الخيلاء والتفاهة “ (374) . وفي سبتمبر 1962 قذف لويل حبوب التهدئة التي كان يتناولها ، وأدمن الشراب أثناء حفل استقبال أقيم له في عاصمة الأرجنتين . أعلن أنه قيصر الأرجنتين ، امتدح الفوهرر وإيديولوجيا السوبرمان وتجرد من ملابسه وصعد تمثال الفروسية في إحدى ساحات العاصمة . تمت السيطرة عليه وأودع أحد مصحات الأمراض العقلية “(375 ) . كانت الحادثة كارثة كاملة فقد اختير لويل كأميركي متميز مقابل للشاعر بابلو نيرودا الشيوعي . وسرت في ذلك الحين شائعات بأن بابلو سيمنح جائزة نوبل للآداب ، فانطلقت حملة تجريح بحق الرجل “يجب بكل ثمن تجنب فضيحة منح نيرودا جائزة نوبل” (378).

    تحول السيناتور فولبرايت عن الحرب الباردة وشرع يهاجم “غباء ما نفعله “ . وبدأت نيويورك تايمز الكشف عن المخبّأ في الدهاليز المظلمة للحكومة الأميركية . جاءت الدهشة كبيرة بسبب ما تكشّف من أسرار الوكالة “ تشعب وتغلغل أنشطة الوكالة في الداخل والخارج يبدو بلا نهاية “ (400)

    وفي مطلع عام 1966 نشرت مجلة “رامبرانتس” التي تصدر في كاليفورنيا سلسلة مقالات هاجمت المنظمات الوهمية التابعة للوكالة . وعلى الأثر عين ريتشارد هيلمز ، نائب مدير الوكالة للتخطيط ، مساعداً خاصاً لجمع المعلومات عن مجلة رامبرانتس “ بما في ذلك ما تقوم به من نشاط هدام وتقديم المقترحات للوكالة للتصدي لذلك “ . فشل المساعد المعين في العثور على ما يشين المجلة ، ف “تطوعت” مجلة “ هيومان إيفنتس” بحملة تشهير تحت عنوان “القصة الكاملة لمجلة رامبرانتس “ . غير أن المجلة واصلت نشر الحقائق عن العمليات السرية للوكالة وواجهاتها في الداخل . وافتضح أمر مجلة إنكاونتر”(411)
    .
    وفي غرفة بجانب الغرفة التي جلس فيها جوسلسون وهْنت تداول أعضاء الهيئة العمومية لمنظمة الحرية الثقافية في اجتماع مغلق موضوع استقالة الاثنين بعد أن افتضح أمر تلقيهما أموال الوكالة . كانت خطورة إخفاء الأمر ستطال مئات الأشخاص ،والأكثر منها أنها كانت تمثل ورطة أخلاقية ومعنوية الخروج منها ليس سهلا “ (422، 423 ) .في نهاية الاجتماع تلي بيان الجمعية العمومية : “تبدي الجمعية العمومية عميق أسفها ،إذ أن المعلومات التي نقلت إليها تؤكد ما قيل من أن معونات المخابرات المركزية قد استخدمت ،وأن السكرتير قبل المعونات دون إخطار زملائه . والجمعية العمومية تؤكد اعتزازها بإنجازات المنظمة منذ تأسيسها وتود التعبير عن اقتناعها بأن أنشطتها كانت بعيدة تماماً عن أي نفوذ أو ضغط من أي جهة كانت تدعمها مالياً “!!(423) . انتهى البيان بأكذوبة بلقاء ، إشعاراً بأن حرفة الكذب والتزييف والمراوغة سوف تستمر في دنيا ثقافة تدمير القيم الإنسانية

    الحرب الباردة الثقافية
    تأليف: فرانسيس ستونر سوندرز
    ترجمة طلعت الشايب
    إصدار المجلس الأعلى للثقافة ـالقاهرة 2002

    The Cultural Cold War
    The CIA and the world of Art and Letters)
    Frances Stoaer Saunders
    The New Press N.Y. 2000


    ------------------------------

    ولكم التقدير
                  

07-27-2010, 09:53 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملة اليهود والنصارى في الحرب ضد الشيوعية (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de