جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2009, 04:43 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه

    الصراع داخل الحزب الشيوعي السوداني بين تياراته المتنوعة دخل الآن مرحلة جديدة بالمقال العنيف الذي كتبه الرفيق تاج السر عثمان ضد مقال إنتقادي كتبه الرفيق أحمد الحاج. وهما الآن تياران تيار الرفيق السر الذي يرى أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان وتيار "الرفيق أحمد" الذي يرى أهمية تجديد قيادة الحزب في أسلوبها وفي أشخاصها لوجود ثوري فعال للحزب في الحياة السودانية.

    ففي موقع الميدان www.midan.net شن الرفيق تاج السر عثمان المسؤول الثقافي ولعله الإعلامي في الحزب الشيوعي السوداني هجوما جارفاً على المقال الإنتقادي الذي كتبه ونشره في الميدان الرفيق أحمد الحاج ضد تلكوء وإنصراف قيادة الحزب الشيوعي عن تنفيذ قرارات المؤتمر الخامس بخروج كوادر الحزب من مؤسسة البرلمان الإنتقالي .

    وصاحب الإسم "الرفيق أحمد" وهو الكنية حزبية شائعة للمناضل الراحل أحمد نجيب الهلالي وافقت هذا الأحمد وهو خبير بحكم التأهيل الدراسي والمهني في إدارة الأعمال وفي إدارة الإعلام وبحكم التأهيل الحزبي فان الزميل أحمد زميل نضال من صميم الحزب الشيوعي السوداني وكانت له إسهامات مهمة في الحياة الطلابية وفي النضال المسلح وفي الحياة الثقافية والإعلامية وفي العمل المدني وفي الاعمال الأممية وفي المؤسسات الدولية، وهو كاتب ذو إمتياز بالمعلومة السليمة والتحليل الموضوعي واللغة الرصينة ذات الجمال. وفوق هذا وذاك صاحب حس إنتقادي موضوعي وشجاعة في الرأي وأدب في الخطاب.


    إن الهجوم الجارف الذي شن على مقال "الرفيق أحمد" الإنتقادي قد يقود إلى أهمية تناول وبحث بعض ما جاء في مقال "واجبات القائد الشيوعي حين يواجه إنتقاداً " وعامة فقد كان الوقت الثمين والجهد القيم الذي صرفه الرفيق تاج السر عثمان في كيل الهجوم على مقال أحمد والتقليل من شأنه أولى ان يُصرف إلى مواجهة الشق الإسلامي الحاكم في الشراكة السائدة على السودان.


    مقال الرفيق احمد طرح ثلاثة مسآئل رئيسة أتفق معها هي :

    1- مسألة التجديد الموضوعي لقيادة الحزب.

    2- مسألة أخطاء القيادة وتخبطها في تقدير المشاركة في نظام فاقد للشرعية الدستورية أو الخروج منه. وبطئها عن تنفيذ قرارات المؤتمر بشأن تقييم هذه المشاركة.

    3- مسألة عقد كونفرانس يضبط تنفيذ قرارات المؤتمر ومهام المرحلة [تجهيز الحزب لمرحلة الإنتخابات وما بعدها وإحتمالات إستقلال جنوب السودان القديم].



    وهي مسائل موضوعية صحيحة، ومع ذلك فقد كان الهجوم على هذا الإنتقاد جارفاً في شكله ومتهافتاً في موضوعه إعتماداً إلى أن للرفيق أحمد طريقة خاصة في تناول التيارات الآيديولوجية والطبقية داخل الحزب الشيوعي السوداني جعلته يضع الليبراليين كماركسيين ويضع الماركسيين (اللينينيين) كسوفيت! ولا أدري لماذا لم يقسم السوفييت موضوعيةً إلى قسميهم الطبقيين المعروفين قسم المنشفيك والخراشفة الذين حكموا الإتحاد السوفيتي من 1953 وسمموه ، وقسم البلاشفة اللينينين الإستالينيين الذين حازوا مجدهم ببناء الإتحاد السوفييتي مرتين (قبل الحرب وبعدها) والإنتصار في وسط المرحلتين على أقوى دولة رأسمالية في العالم آنذاك وبلوغ أقطار الأرض وآفاق الفضاء ومكانة الدولة العظمى كما هو في التاريخ، ولا أدري لم قام بجمع البلاشفة والمناشفة الجدد معاً في سلة واحدة وهما ضدان؟.


    لكن لماذا فارق الرفيق تاج السر عثمان المسائل الرئيسية الثلاثة في إنتقاد الرفيق أحمد لضعف قيادة الحزب وإتجه لتكفيره حزبياً وصب غضب رسمي على إنتقاده؟ وهل دعاوي الرفيق القيادي أن الأمور تمام أو إنها تتجه إلى التحسن، وأنه لم تمض سوى شهور على إستواء الحزب بعد المؤتمر، هي دعاوى كافية وموضوعية في مواجهة الإنتقادات الثلاثة أعلاه.


    الإجابة في رأي لا .وهي لا مدعومة بتاريخ حي في فشل قيادة حزبنا الشيوعي السوداني في تفعيل نضال متنوع متزامن في الريف والمدينة ضد الحكم العسكري الإسلامي للقوى الرأسمالية في السودان. إذ صارت قيادة تدعو الناس إلى الخروج ضد الحكم وتبقى معه في البرلمان. قيادة تتحدث عن حرية التعبير وتصر على إصدار جريدة يحررها فعلياً مسؤول الرقابة .. قيادة بها ممثلين فقط للعمال والزراع..، قيادة اكثرها من لدن القومية التي يتركز فيها أهل التهميش.



    هنا مقال الرفيق أحمد الحاج :


    الشيوعيون السودانيون : كرنفالية المؤتمر ومخاطر الإنزلاق إلى الطائفة!




    كرنفالية المؤتمر

    "المؤتمر ليس مهرجاناً ولا كرنفالاً، وإنما هو للمحاسبة والتقييم والنقد الذاتي". بهذه الكلمات إستهلَّ السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني، محمد إبراهيم نقد، كلمته إيذاناً بإنطلاقة أعمال المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني. الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين شاركوا في المهرجان الإفتتاحي، على حين شارك المئات من الشيوعيين في المداولات الفعلية للمؤتمر. وقد حُظي الحدث بزخمٍ إعلاميٍ كبير كونه جاء بعد ما يربو عن الأربعين عاماً، وكون الحزب ظلَّ يحتفظُ بمكانةٍ مرموقةٍ على الساحة السياسية، على الرغم من صغر حجمه العددي. كما حُظي المؤتمر بتقريظٍ غير مسبوق من قِبَلِ المراقبين على إختلاف ميولهم وإنتماءاتهم الفكرية والسياسية.

    اليوم، وإذ إنقضت أكثر من ستة أشهر على إنتهاء أعمال المؤتمر، يبدو الحزب الشيوعي مواجهاً بتحدياتٍ كبيرةٍ تُهدِّدُ بقاءه كحزبٍ مؤثِّر على الساحة السياسية في المستقبل المنظور. ولئن أفلح المؤتمر في ترسيخ الديمقراطية الحزبية في نواحيها الإجرائية (الإنتخاب الديمقراطي للقيادة في مستوياتها كافة)، وفي الخروج ببرنامجٍ مقبول عموماً، فإنَّه أخفق في التصدِّي، بشكلٍ جدِّي، للقضايا الفكرية والعملية التي أربكت تماسكه الفكري، وانضباطه التنظيمي، في عقابيل إنهيار الاتحاد السوفيتي، وأنظمة الكتلة الإشتراكية السابقة.

    لعل إستيلاء الجبهة الإسلامية القومية على السلطة، في 30 يونيو 1989، كان هو الباعث الرئيس لتماسك الحزب طوال هذه الفترة. فالصدمة التي أحدثها إنقلاب "الإنقاذ"، دفعت أقساماً واسعةً من القوى السياسية السودانية، بما فيها الحزب الشيوعي، إلى إعلان معارضتها لنظام الجبهة الإسلامية، وعزمها على إسقاطه. ولم يكن من الممكن السير على هذي الطريق من دون توفِّر القدر المعقول من التماسك التنظيمي. غير أنَّ الإنعطافة الحادَّة في الخط السياسي للحزب الشيوعي، والقوى السياسية الأخرى، تجاه نظام الجبهة الإسلامية (من المعارضة الشاملة إلى الإتفاقات الجزئية)، أعادت تلك الخلافات إلى الواجهة بدرجةٍ أكثر حدَّة. ذلك أنَّ تحدِّيات الإنتقال من السرِّية إلى العلنية جلبت معها – من بين ما جلبت – سجالات المناقشة العامّة، وضرورات إنعقاد المؤتمر العام الخامس بنحوٍ عاجل، كيما يفلح في حسم القضايا العالقة - أبرزها قضية الاستراتيجية والتكتيك.

    ونبعت أهمية هذه القضية من حقيقة أنَّه ومع قبول الحزب الشيوعي فكرة ممارسة اللعبة السياسية وفق القواعد التي وضعتها إتفاقية نيفاشا (9 يناير 2005)، فإنَّ أعداداً متزايدة من الشيوعيين السودانيين باتت غير راضية عن الطريق التي يسلكها الحزب في صراعه السياسي، إذ أبدت إستياءً من مواقف الحزب حيال عدد من القضايا، أبرزها: المشاركة في البرلمان، والحوار مع المؤتمر الوطني.

    ولئن أفلح المؤتمر العام الخامس في حسم المرجعية الفكرية للحزب (الماركسية)، وإسمه (الشيوعي)، فإنَّه أخفق في إزالة الخلاف الآيديولوجي من بين صفوفه تماماً. ذلك أنَّ تياران رئيسان لا يزالان يعيشان جنباً إلى جنب داخل الحزب: الذين يتطلَّعون إلى المحافظة على الماركسية (المنفتحة) مع الإبقاء على إسم الحزب الشيوعي أو تغييره؛ والذين يستعصمون بالماركسية اللينينة في نسختها السوفيتية مع الإبقاء، بطبيعة الحال، على إسم الحزب الشيوعي.

    وربما كان هذا التباين هو السبب الرئيس وراء عجز المؤتمر العام الخامس عن تجديد الصف القيادي (القيادة التاريخية) للحزب؛ إذ بدا للمراقب كما لو أنَّ توسيع صف اللجنة المركزية والإبقاء على "القيادة التاريخية"، لم يأتي إلاَّ في سياق "تسوية" بين هذين التيارين من أجل الحفاظ على وحدة الحزب، وذلك على الرغم من أنَّ دستور الحزب الشيوعي لا يسمح بوجود تيارات داخل الحزب! إنَّ واحدة من أصوب الإنتقادات التي وُجِّهت للمؤتمر هي أنَّه أخفق في تبديل "القيادة التاريخية" بأخرى "شابَّة" - مأخوذاً من هذه الزاوية، لم يكن المؤتمر العام الخامس سوى كرنفاليةٍ رائعة!

    إذن، إنتهت تلك الكرنفالية بعدم حسم القضايا الجوهرية؛ إذ لم يكن في نية الشيوعيين السودانيين التضحية بوحدة حزبهم في سبيل حسم تلك القضايا. وكان حزب السلطة، المؤتمر الوطني، ممثَّلاً في "جهاز الأمن والمخابرات الوطني"، يسعى – عبر مختلف الوسائل – إلى أن يسفر المؤتمر الخامس عن حدوث إنقسامٍ في صفوف الحزب الشيوعي، يؤدِّي إلى إضعافه، وتالياً، إضعاف مجمل الحركة الديمقراطية - بإعتبار أنَّ الحزب الشيوعي يُمثِّل عظمة الظهر لهذه الحركة.

    لكن، بالمقابل، فإنَّ إخفاق الشيوعيين السودانيين في حسم القضايا الجوهرية، والميل إلى تسكين الخلافات الداخلية بدلاً عن معالجتها جذرياً، هو الذي سيقود، بالأحرى، إلى إضعاف الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية على السواء. وربما يعكس ضعف العمل القيادي للحزب الشيوعي، في الوقت الراهن، هذه الحقيقة.





    مظاهر ضعف العمل القيادي

    تتجلَّى مظاهر ضعف العمل القيادي للحزب الشيوعي – أكثر ما تتجلَّى – في مواصلة القيادة السير بذات الطريقة التي كانت تنتهجها قبل المؤتمر - إيقاعاً بطيئاً، وضبابيةً في الخط السياسي، وعجزاً عن التعبير عن تطلُّعات القواعد.

    أمَّا الجديد فهو حالة التخبُّط التي إنتابت القيادة مؤخَّراً.

    تؤكِّد المواقف التي أعلنها بيان المكتب السياسي، الصادر في 8 يوليو 2009، هذه الحقائق. [فـ]البيان جاهر بعدم شرعية حكومة الوحدة الوطنية بحلول 9 يوليو 2009 "تفقد دستوريتها حسب المادة 216 من الدستور"، كما جاهر بفقدان رئيس الجمهورية دستوريته "بحسب المادة 55 أ.ب"، فضلاً عن مطالبته – ضمن أُخريات – بــ "إلغاء نتيجة الإحصاء السكاني"، داعياً إلى تقدير الإحصاء للإنتخابات "على ضوء إحصاء 1993". كما دعا البيان إلى تكوين حكومة قومية، مشدِّداً على ضرورة "إستنهاض الحركة الجماهيرية باعتبارها العامل الحاسم في قلب الموازين".

    وقد مثَّل صدور ذلك البيان باعثاً على الأمل والتفاؤل في أوساط الشيوعيين السودانيين، والديمقراطيين، وأقسامٍ من الشعب السوداني، إذ بدت لهم، أخيراً، إرهاصات تحوُّلٍ حقيقيٍ في الخط السياسي للحزب.

    كما بدا للمراقب أنَّ الحزب الشيوعي شرع في تحركٍ مدروس نحو تصعيد العمل المعارض بعد طول إنتظار. لكنَّ ذلك، في الواقع، لم يكن سوى ضوء مصباحٍ بعيد جهر الأعين ثمَّ إنطفأ!

    ذلك أنَّ "تحالف القوى السياسية الوطنية" سرعان ما تبنَّى الوجهة عينها في إجتماع قادة الأحزاب "التاريخي"، الذي إلتأم بدار حزب الأمَّة في 10 يوليو 2009. وقد طرح التحالف برنامج عملٍ ركَّز فيه، بنحوٍ خاص، على تسيير المواكب و"اللجؤ إلى الشعب" كيما يُحقِّق الأهداف التي أعلنها. وفي هذا، إقتفى التحالف أثر الحزب الشيوعي الرامي إلى "إستنهاض الحركة الجماهيرية" باعتبارها "العامل الحاسم في قلب الموازين".

    بيد أنَّ سلوك قيادة الحزب الشيوعي كان هو الذي يحتاج إلى "قلب الموازين" كيما يكون متَّسقاً مع حجم المهام التي طرحها، ومدركاً لتبعات المواقف التي أعلنها.

    فبعد مرور أكثر من شهر على بيان 8 يوليو، لا تزال الحركة الجماهيرية في إنتظار من يستنهضها، ولا تزال الموازين في إنتظار من يقلبها، على الرغم من توفِّر الظروف الموضوعية لذلك (القطوعات المستمرة للكهرباء والمياه، تردِّي الخدمات، إضرابات النقابات المتعلِّقة بالأجور، إعتصامات المعاشيين...إلخ – الحديث ليس عن إنتفاضة هنا).

    ويبدو أنَّ وطأة المناقشة العامة أنست قيادة الحزب الشيوعي قواعد التعبئة الجماهيرية، خاصَّةً في ما يتَّصل بالفارق الزمني بين تأريخ إصدار البيان والإستنهاض الفعلي للحركة الجماهيرية (لم تشهد العاصمة ولا الأقاليم أية مواكب حتَّى اللحظة)!

    وكيف يتم إستنهاض الحركة الجماهيرية إذا كانت قوى المعارضة، بما فيها الحزب الشيوعي، عاجزة عن إستنهاض نفسها هي ذاتها صوب تنفيذ المواقف التي أعلنتها؟!!

    من ذلك، عجز قيادة الحزب الشيوعي عن إتَّخاذ قرارٍ بالإنسحاب من البرلمان رغماً عن إعلانها "عدم شرعية حكومة الوحدة الوطنية".

    المحزن، أنَّ بيان 8 يوليو تعامل برهبة مع قضية الإنسحاب من البرلمان على الرغم من أنَّها باتت، الآن، سؤالاً يرتبط بمبدئية ومصداقية الحزب أكثر منه سؤالاً يرتبط بالتكتيك كما كان عليه الحال في السابق! ذلك أنَّ المقدِّمات التي طرحها بيان 8 يوليو "عدم شرعية حكومة الوحدة الوطنية"، لا تتَّسق مع النتائج النهائية التي خلص إليها "نتشاور مع التجمع الوطني الديمقراطي والقوى الأخرى حول شرعية الاستمرار بالمشاركة في مؤسسات السلطة"!

    وما الداعي إلى القول بـ "عدم شرعية حكومة الوحدة الوطنية" إذا كان الحزب الشيوعي "سيتشاور" حول "شرعية الاستمرار بالمشاركة في مؤسسات السلطة"؟!! وكأنَّما مؤسسات "حكومة الوحدة الوطنية" تنفصل عن "حكومة الوحدة الوطنية"!

    إنَّ بياناً متَّسقاً مع ذاته كان سيعلن الإنسحاب الفوري للشيوعيين من البرلمان، ويدعو، في الوقت ذاته، القوى الأخرى إلى الخروج منه.

    لكنَّ قيادة الحزب الشيوعي لا تريد – لسببٍ ما – تقييم تجربة المشاركة في البرلمان ناهيك عن الإنسحاب منه.

    أولم تكن إحدى قرارات المؤتمر العام الخامس أن تجري القيادة الجديدة تقييماً شاملاً لتجربة المشاركة في البرلمان، وتتَّخذ، على ضوئه، قراراً بمواصلة المشاركة فيه أو الإنسحاب منه؟!!

    لكن، وبدلاً من أن تجري القيادة الجديدة ذلك التقييم وتنزله على العضوية بغرض التداول بشأنه وفقاً لقرار المؤتمر؛ أفاد أوَّل بلاغ صادر عن إجتماع المكتب السياسي الجديد بــمناقشة "خطة الهيئة البرلمانية للحزب لدورة البرلمان القادمة"، مؤكِّداً على "أهمية التنسيق مع كتلة التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشعبية ونواب دارفور والشرق والأحزاب الجنوبية"! (بيان المكتب السياسي، 1 مارس 2009).

    أوكان المؤتمر، حقاً، "للمحاسبة والتقييم والنقد الذاتي"؟!! إستنتاجٌ واحدٌ وحسب يمكن إستخلاصه من ذلك، وهو: أنَّ القيادة المنتخبة لم تحترم قرار المؤتمر!

    ومما يزيد الآلام أنَّ بيان 8 يوليو 2009، كان قد طالب بــ"إلغاء نتيجة الإحصاء السكاني" - التي يقوم عليها ترسيم الدوائر الجغرافية - داعياً إلى تقديره "على ضوء إحصاء 1993". وفي 23 يوليو 2009، قال رئيس لجنة الإنتخابات المركزية للحزب الشيوعي، صديق يوسف، والذي يتمتَّع بكفاءة عالية في إدارة ملف الإنتخابات: "إنَّ إعلان الدوائر يتعارض مع المادة 39/1 من قانون الإنتخابات" (الميدان، العدد 2131). وفي 30 يوليو 2009، طالب يوسف بــ"حكومة قومية لإدارة الإنتخابات بدلاً عن المفوضية" (الميدان، العدد2132 ).
    لكن، وفي 6 أغسطس 2009، أعلن يوسف أنَّ "لجنته قد بدأت في دراسة توزيع الدوائر الجغرافية التي أعلنت عنها المفوضية القومية للإنتخابات أمس الأول"!!! (الميدان، العدد 2134).

    أفلا يؤكِّد ذلك، مرةً أخرى، عدم إتِّساق المقدمات التي تطرحها قيادة الحزب الشيوعي مع النتائج التي تنتهي إليها؟!! ذلك أنَّ رفض نتائج الإحصاء السكَّاني، والقول بمخالفة إعلان توزيع الدوائر لقانون الإنتخابات، والمطالبة بحكومة قومية لإدارة الإنتخابات بدلاً عن المفوضية، يعني، بالضرورة، رفض توزيع الدوائر الجغرافية لا إخضاعها للدراسة؛ فما "بُني على باطل فهو باطل".

    في هذا السياق، تبدو الحركة الشعبية أكثر إتِّساقاً في موقفها الرافض لنتائج الإحصاء السكَّاني من الحزب الشيوعي وأحزاب "المعارضة" الأخرى، إذ تغيَّبت عن حضور إجتماع "المفوضية القومية للإنتخابات"، في 4 أغسطس 2009، والذي تمَّ فيه تسليم توزيع الدوائر الجغرافية للأحزاب، لأنَّ حضورها كان سيعني قبولاً ضمنياً لنتائج الإحصاء السكَّاني. غير أنَّ أحزاب "المعارضة" كانت قد هرعت إلى إجتماع المفوضية حتَّى من دون أن تتلقَّى دعوةً رسمية، إذ علمت بالإجتماع من الصحف!

    وفي غمرة هذه الربكة التي شابت سلوك قيادة الحزب الشيوعي، وأحزاب "المعارضة" كذلك، تلاشت القضية الأساسية (عدم شرعية الحكومة)، وتبخَّرت معها أحلام قيام حكومة إنتقالية.

    ذلك أنَّ قيادة الحزب الشيوعي أخفقت في إدارة المناورة على الصعيدين السياسي والدستوري، فضلاً عن أنَّها لم تتنبأ، مبكِّراً، بردَّة الفعل اللامبالية من قبل الحركة الشعبية والمجتمع الدولي على السواء. بكلماتٍ أخرى، أقدمت قيادة الحزب الشيوعي على خطوةٍ من دون تقديرٍ واقعيٍ للموقف السياسي إجمالاً!




    غياب القيادة الملهمة

    إنَّ التناقض بين المواقف التي طرحها بيان 8 يوليو والممارسة العملية لقيادة الحزب الشيوعي، إنَّما يقف شاهداً على حالة التخبُّط التي يعيشها الحزب حالياً. كما أنَّه يكفي لأن يكون معياراً موضوعياً لقياس مدى كفاءة، وجرأة، ومصداقية القيادة الحالية - كفاءتها في تقدير الموقف السياسي، وجرأتها على تنفيذ المواقف التي تعلنها، ومصداقيتها مع ذاتها، أولاً، وقواعدها الحزبية، ثانياً، وجماهيرها، ثالثاً.

    وإذا كان للقيادة أن تبحث عن الأسباب التي تحول دون "إستنهاض الحركة الجماهيرية"، على الرغم من توفِّر الظروف الموضوعية لذلك، فإنَّ عليها أن تبحث عن ذلك – قبل كل شيء - في عجزها عن فرض نفسها كقيادة ملهمة لعضويتها وللحركة الجماهيرية على السواء (دون إغفال الصعوبات الأخرى المتعلِّقة بعملية الإنتقال من السرِّية إلى العلنية، وإنعدام الحرِّيات).

    ذلك أنَّ الجماهير، بحسها الشعبي، قادرة على التمييز بين ما يمكن أن يكون قيادة ملهمة (تتبع القول الفعل)، وبين ما يمكن أن يكون قيادة عاجزة (لا تتبع القول الفعل). وسيترك عجز القيادة – بعد بيان 8 يوليو - أثراً سلبياً بعيد المدى على مجمل النشاط المعارض بالبلاد، خاصَّةً في ما يتَّصل بتحقيق التحوُّل الديمقراطي، وكسر هيمنة المؤتمر الوطني على السلطة (52%)، في الإنتخابات المزمع إجراؤها في ابريل 2010.

    وفي هذا، فإنَّ على قيادة الحزب الشيوعي إمَّا السير صوب تحقيق المواقف التي أعلنتها في بيان 8 يوليو، أو البحث عن السبل الكفيلة بتصحيح ذلك الخطأ، بما يستعيد دورها الملهم، ومصداقيتها أمام عضويتها والجماهير.





    التمرد على قواعد اللعبة

    وبالقدر الذي تعجز فيه قيادة الحزب الشيوعي عن تبنِّي مواقف جريئة وصادقة، سوف تبدأ عضوية الحزب في التذمُّر، وسيُعبِّر هذا التذمُّر عن نفسه بمختلف الأشكال، إبتداءً من النقد الموضوعي، مروراً بالنقد الإنفعالي (الإنترنت مثالاً)، وإنتهاءً بالإبتعاد عن الحزب (تساقط العضوية). وعلى قيادة الحزب الشيوعي أن تدرك أنَّ مصدر كل ذلك – بدرجةٍ كبيرة - هو عجزها عن إتِّخاذ مواقف تُعبِّر، حقَّاً، عن تطلُّعات القواعد، التي باتت تشعر أنَّ الحزب قد تم تدجينه من قبل السلطة.

    ويعني ذلك، في الواقع، أنَّ الحزب يعجز عن العمل خارج الأطر التي وضعتها السلطة - يمارس اللعبة السياسية وفقاً لقواعد السلطة. وإذ يعجز الحزب الشيوعي عن التمرد على هذه القواعد، فإنَّه يعجز، أيضاً، عن تحقيق التحوُّل الديمقراطي. ذلك أنَّ التحوُّل الديمقراطي، بالنسبة للسلطة، ليس سوى نهاية دولتها في الحكم (التحوُّل الديمقراطي = نهاية السلطة). لذا، تضع السلطة قواعد اللعبة بما يحول دون تحقيق ذلك (ليس من قبيل الصدفة أن تمنع السلطة الندوات الجماهيرية وتفرض رقابة على الصحف).

    فقط عندما تبدأ قيادة الحزب الشيوعي، والأحزاب الأخرى كذلك، في التمرد على هذه القواعد، يمكنها، إذن، السير في سبيل تحقيق الأهداف التي أعلنتها (تكتسب الدعوة إلى الخروج من البرلمان أهميتها من هنا كسؤال يتعلَّق بالتكتيك وليس من باب المبدئية والمصداقية المرتبطة بعدم شرعية الحكومة وحسب).


    مؤتمر إستثنائي... من التكتيك إلى الإستراتيجية

    وإذا كان ثمة تباين بذلك القدر بين تطلُّعات القواعد وبين الممارسة العملية للقيادة، فإنَّ فعالية الحزب الشيوعي ستكون أسيرة هذا التباين،
    وربما يكون من الأجدى للقيادة - إن كانت جادة في تلافي ذلك - أن تدعو إلى إنعقاد مؤتمر إسثنائي تكون مهامه الرئيسة هي: مراجعة الخط السياسي للحزب (إستراتيجية وتكتيك الحزب الشيوعي)، وإنتخاب قيادة جديدة (تصحيح مسار العمل القيادي)، بغية الخروج بحزب موحَّد يُمثِّل تجسيداً حقيقياً لمبدأ "وحدة الفكر والإرادة".

    وتكتسب قضية الإنتقال من العمل التكتيكي إلى العمل الإستراتيجي أهميةً قصوى في هذا السياق.

    فالمرحلة الراهنة تبدو كمرحلة "محروقة" - أي أنَّ شرطها التاريخي يسير ضد أساليب العمل التي يتبنَّاها الحزب الشيوعي حالياً؛ إذ تتفاعل جملة عوامل (طبقية، وعرقية، وعسكرية، وجيوسياسية...إلخ) على الصعيد الوطني بحدَّة أكثر من ذي قبل، ما يستدعي إعادة النظر في مجمل أساليب العمل، كيما يتمكَّن الحزب الشيوعي من تطوير إستراتيجياته على الأصعدة كافة (الخطاب السياسي، والبناء الحزبي، والعمل الدعائي...إلخ)، وكيما يخرج، أيضاً، بتوجُّهٍ سياسي واقعي لجهة إنجاز التحوُّل الديمقراطي، وخوض الإنتخابات المقبلة من عدمها.

    وفي سياق الدعوة إلى عقد مؤتمر إستثنائي، يكتسب الإقتراح الداعي إلى إعفاء القيادة التاريخية للحزب أهمية خاصَّة لجهة ضخ دماء جديدة في شرايين الحزب المتكلِّسة، حتَّى يستجيب بفعالية وديناميكية أكثر للتحدِّيات التي يفرضها الواقع.




    القيادة التاريخية... جردة حساب عَجِلة

    يتجلَّى الإنجاز الأبرز للقيادة التاريخية للحزب الشيوعي السوداني، لا في قدرتها على المحافظة على وجود حزب شيوعي في بلد متخلِّف كالسودان وحسب، ولكن في قدرتها على المحافظة على وجود ذلك الحزب في قلب الحركة السياسية السودانية، كلاعبٍ فاعلٍ غير قابل للتجاوز رأسياً، رغماً عن شراسة القمع والإضطهاد الذي تعرض له الحزب، منذ إنشائه العام 1946.

    ويتجلَّى، أيضاً، في قدرتها على نشر الوعي الوطني الديمقراطي بالقدر الذي جعل أقساماً واسعةً من الحركة السياسية السودانية تقترب – بهذا القدر أو ذاك – من طروحات البرنامج الوطني الديمقراطي، خاصةً في ما يتَّصل بقضايا التنوُّع الثقافي والعرقي والديني، والتوزيع العادل للسلطة والثروة، والتنمية المتوازنة. إنَّ وثائقَ مثل: "سبيل السودان نحو تعزيز الإستقلال والديمقراطية والسلم، 1956"، و"الماركسية وقضايا الثورة السودانية، 1967"، و"جبهة عريضة للديمقراطية وإنقاذ الوطن، 1977"، و"من أجل ديمقراطية راسخة، تنمية متوازنة، سلم وطيد، 1988"، "أثرت إيجاباً على الفكر السياسي والإجتماعي في السودان وعلى مسار العمل السياسي فيه" (التقرير السياسي العام، يناير 2009، ص 32). ذلك أنَّ الرؤى التي طرحتها تلك الوثائق شغلت حيِّزاً مقدَّراً في مانيفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان (1983)، وفي ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية (1995)، وفي برامج الحركات الثائرة في شرق وغرب السودان، وفي جميع الإتفاقيات الموقَّعة بين سلطة المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى – إتفاقيات نيفاشا ( يناير2005)، القاهرة (يونيو 2005)، أبوجا (مايو 2006)، وأسمرا (أكتوبر 2006). ولن تستطيع أي إتفاقية أخرى تُبرم مستقبلاً تجاوز تلك الرؤى. بكلماتٍ أخرى، لا يمكن حل الأزمة الوطنية الشاملة في السودان بمعزل عن الطروحات الرئيسة التي أرساها الشيوعيون السودانيون، رغم كل ظروف القمع والإضطهاد التي تعرَّضوا لها.

    وتبرز، هنا، حركة 19 يوليو 1971 - التي راح ضحيةً لها أبرز قادة الحزب الشيوعي التاريخيين (عبد الخالق، والشفيع، وجوزيف قرنق) – كأحد الأحداث الأكثر مأساويةً في تاريخ القمع والإضطهاد الذي تعرَّض له الشيوعيين السودانيين.

    وعوضاً عن أن يصبح الحزب الشيوعي شيئاً غير مذكورا، بعد "كربلاء" 1971، شبَّ من تحت الرماد كطائر فينيق ما أنفك يزحف "بعنف وبلين"، كنهر محجوب شريف، أو كفارس نخلة حميد "يدارق في الرياح الجاية من كل إتجاه". ولولا "ضراوة ميلان" هذي القيادة التاريخية، و"إنحناؤها العنيد في إزاء العاصفة"، "لما وقفت اليوم هكذا سامقة وصلبة وراسخة". (الإقتباسات من قصيدة "حديث صباحي مع الشجرة جرين" للشاعر الألماني بريشت، ترجمة د. محمد سليمان محمد). هذه هي مأثرة القيادة التاريخية للحزب الشيوعي السوداني، كما أنَّ هذه هي حدودها التاريخية.

    اليوم، وإذ تفرض المستجدات التي طرأت على الصعيدين الوطني والعالمي، خلال العشرين سنة الماضية، حضور قيادةٍ تتمتَّعُ بقوة دفعٍ جسديٍ وذهنيٍ عالية، تبدو القيادة التاريخية للحزب الشيوعي عاجزة، موضوعياً، عن تلبية هذا الشرط. ذلك أنَّها ما عادت قادرة على الإستجابة لتحدِّيات الواقع بفعالية وديناميكية أكثر. إلاَّ أنَّ ثمة مهاماً أخرى تطرحها ذات الحدود التاريخية لهذه القيادة التاريخية، إنَّها: مهمة التأريخ للحزب. المفارقة، أنَّ القيادة التاريخية عينها سمَّت هذه المهمة من دون أن تُشير إلى كونها المعنية بإنجازها. تقول وثيقة (أضواء على المؤتمر الخامس، ابريل 2009، ص 22): "إنَّ مهمة التأريخ لحزبنا ليست مهمة ثانوية، بل لها قيمة تاريخية وفكرية ونضالية عظمى".

    المهام التأريخية للقيادة التاريخية

    إزاء هذه المهمة التي لها "قيمة تاريخية وفكرية ونضالية عظمى"، يتعيَّن على القيادة التاريخية للحزب الشيوعي التحلُّل، تماماً، من أعباء العمل الحزبي اليومي، والإنخراط، مباشرةً، في التصدِّي لمهمة التأريخ للحزب.

    إنَّ واحدة من المهام الضاغطة التي ينبغي أن يتصدَّى لها المؤتمر الإستثنائي المقترح، هي إعفاء القيادة التاريخية من واجبات العمل الحزبي اليومي، وتكريمها بما يليق بالملحمة التاريخية التي سطَّرتها خلال نصف قرن من الزمن أو يزيد. ويشمل ذلك، بطبيعة الحال، كل الحقوق المنصوص عليها في دستور الحزب من توفير حياة كريمة، ومعاش...إلخ.

    ‘إنَّ من شأن ذلك أن يوفِّر الشرط الموضوعي للقيادة التاريخية كيما تشرع في إنجاز مهمتها التأريخية، توثيقاً لمأثرة الحزب النضالية، وتواصلاً مع الأجيال الجديدة التي تلج صفوف الحزب والعمل الثوري. وربما يكون من الممكن للقيادة التاريخية أن تركِّز جهودها – ضمن أُخريات – على أربعة مسارب رئيسة، هي:
    الصراع الداخلي في الحزب الشيوعي السوداني،
    أثر الحزب الشيوعي السوداني على الحركة السياسية السودانية،
    ظرية الثورة السودانية،
    تجديد المشروع الإشتراكي.

    بيد أنَّ إعفاء القيادة التاريخية من واجبات العمل الحزبي اليومي، وإنخراطها في التصدِّي لمهمة التأريخ للحزب، يجب ألاَّ يعني، بأيٍ حالٍ من الأحوال، إبعاد هذه الخبرة التاريخية الغنية عن التأثير على مجرى العمل الحزبي عموماً. ذلك أنَّ المقترح الداعي إلى تأسيس "مجلس إستشاري"، أو "مجلس شيوخ"، أو "مجلس حكماء"، يضم بين ظهرانيه القيادة التاريخية للحزب، يتَّسم بقدر كبير من المعقولية، شريطة ألاَّ يتعارض مع مهمة التأريخ للحزب.

    قيادة حزبية وليس بيروقراطية حزبية "to lead is to foresee"

    وإذ تنسحب القيادة التاريخية للحزب من مركز العمل الحزبي اليومي، فإنَّ المعايير الواجب تبنِّيها لجهة إختيار قيادة جديدة لهذا المركز، ينبغي ألاَّ تُشكِّل قطيعة مع تراث الحركة الثورية، بقدر ما تُمثِّل عودة إلى الأسس. وتُعرِّف هذه الأسس القيادة بإعتبارها جسماً يمتلك القدرة على التنبؤ (to lead is to foresee)، وتالياً، القدرة على طرح الواجبات العملية المطلوب إنجازها، وشحذ همم القواعد الحزبية والجماهيرية نحوها.

    وإلى هذا، ينبغي أن تمتلك القيادة – في الحزب الذي يهتدي بالماركسية - فهماً نظرياً للإقتصاد، والمجتمع، والسياسة، والتاريخ، والفلسفة.

    بإيجاز، عليها أن تكون قادرة على إستخلاص التعميمات النظرية المرتبطة بالتجربة الثورية على الصعيدين الوطني والعالمي؛ ما يجعل من الحزب الشيوعي، حقَّاً، "ذاكرة" و"جامعة" الحركة الثورية (يُشير تروتسكي إلى الحزب الثوري بإعتباره ذاكرة وجامعة الطبقة).

    بهذا المعنى، ليس المطلوب إنتخاب بيروقراطية حزبية إلى صفوف اللجنة المركزية، وإنَّما قيادة حزبية قادرة على تشكيل الخط السياسي للحزب، وإثراء خطابه السياسي، وترقية نشاطه الفكري والتنظيمي.

    ولا يلغي هذا، بطبيعة الحال، الدور الهام الذي تلعبه البيروقراطية الحزبية في تسيير دولاب العمل.

    أيضاً، تحتاج القيادة الجديدة إلى الإستعاضة عن شعار "المحافظة على جسد الحزب" بشعار "تعزيز فعالية الحزب". ذلك أنَّ الأوَّل يجعل الحزب غاية في حد ذاته (صنم)، بينما يجعل الثاني الحزب وسيلة للتغيير الإجتماعي. ومن غير الممكن لقوة إجتماعية ما أن تنجح في تحقيق ذلك "من دون تقديمها لقادتها السياسيين وممثِّليها البارزين القادرين على تنظيم حركتها وقيادتها"، على حدِّ قول لينين.




    مخاطر الإنزلاق إلى الطائفة

    وإذ يعجز الحزب الشيوعي عن إجراء تحوُّلاتٍ راديكالية في خطِّه السياسي، وعمله القيادي، وكفاءته التنظيمية، فإنَّ ثمة مخاطر تبرز لجهة إنزلاقه إلى طائفة. ذلك أنَّه وبالقدر الذي تتَّسع فيه الهوَّة بين القيادة وقواعد الحزب، وبين الحزب والجماهير، ويواصل الحزب في ممارسة اللعبة السياسية وفقاً لقواعد السلطة (يُدجَّن)، فإنَّ نشاطه سينحصر في حيِّزٍ محدود لا يتعدَّى عقد ندوات بائسة الحضور في دوره الحزبية، وإصدار جريدة (يُحرِّرها فعلياً جهاز الأمن) ينحصر توزيعها في عضوية الحزب، وإصدار بيانات – كما الجامعة العربية - تُعبِّر عن مواقف غير قابلة للتنفيذ (التهديد قولاً والمهادنة فعلاً). بإيجاز، سيتحوَّل إلى حزب لذاته!

    عندها، ستبدأ الذخيرة الروحية الخصبة (الأشعار، والأناشيد، وقصص بطولات التخفِّي، والسجون، والبسالة في مواجهة التعذيب والموت...إلخ) في تغذية الميل الطائفي لدى الشيوعيين السودانيين. إنَّ الملاحم التي سطَّرها الشيوعيون السودانيون على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، ستتحوُّل، في هذا السياق، إلى عاملٍ لتعزيز النزعة الطائفية أكثر منه عاملاً للدفع الثوري! وسيجد المراقب نفسه مرغماً للإجابة عن السؤال التالي: هل سيبقى الحزب الشيوعي من بعد ذلك؟ وستكون الإجابة: نعم سيبقى، لكنَّه سيبقى كطائفة... طائفة وحسب!



    أغسطس 2009



    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 09-21-2009, 03:18 PM)

                  

09-17-2009, 08:07 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    مخاطر الإنزلاق إلى الطائفة:

    وإذ يعجز الحزب الشيوعي عن إجراء تحوُّلاتٍ راديكالية في خطِّه السياسي، وعمله القيادي، وكفاءته التنظيمية، فإنَّ ثمة مخاطر تبرز لجهة إنزلاقه إلى طائفة. ذلك أنَّه وبالقدر الذي تتَّسع فيه الهوَّة بين القيادة وقواعد الحزب، وبين الحزب والجماهير، ويواصل الحزب في ممارسة اللعبة السياسية وفقاً لقواعد السلطة (يُدجَّن)، فإنَّ نشاطه سينحصر في حيِّزٍ محدود لا يتعدَّى عقد ندوات بائسة الحضور في دوره الحزبية، وإصدار جريدة (يُحرِّرها فعلياً جهاز الأمن) ينحصر توزيعها في عضوية الحزب، وإصدار بيانات – كما الجامعة العربية - تُعبِّر عن مواقف غير قابلة للتنفيذ (التهديد قولاً والمهادنة فعلاً). بإيجاز، سيتحوَّل إلى حزب لذاته!
                  

09-17-2009, 08:30 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Quote: عندها، ستبدأ الذخيرة الروحية الخصبة (الأشعار، والأناشيد، وقصص بطولات التخفِّي، والسجون، والبسالة في مواجهة التعذيب والموت...إلخ) في تغذية الميل الطائفي لدى الشيوعيين السودانيين. إنَّ الملاحم التي سطَّرها الشيوعيون السودانيون على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، ستتحوُّل، في هذا السياق، إلى عاملٍ لتعزيز النزعة الطائفية أكثر منه عاملاً للدفع الثوري! وسيجد المراقب نفسه مرغماً للإجابة عن السؤال التالي: هل سيبقى الحزب الشيوعي من بعد ذلك؟ وستكون الإجابة: نعم سيبقى، لكنَّه سيبقى كطائفة... طائفة وحسب!


    استاذنا المنصور دجعفر سلام

    رفيقكم احمد متفائل كثيرا .. فما يحذر منه قد تم منذ وقت طويل .. والحزب الشيوعي اليوم هو حزب طائفي بامتياز .

    لكما الود
                  

09-18-2009, 02:15 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Abdel Aati)

    الإحترام والسلام


    الرفيق الأستاذ عادل عبدالعاطي:

    شكراً جزيلاً لإثرائك البوست بالملحوظة التي أوردتها عن إنطياف الحزب الشيوعي من زمان (لم تحدده) وقد يكون كلامك فيها صحيحاً.

    لكن في رأي البسيط الذي قد يكون مملوءأ بالأخطاء إن السبب الرئيس لزيادة التكلس في كل الأحزاب في السودان وتحولها لحالة طائفية هو المناخ الليبرالي السائد وهو المناخ الذي يقدس حرية التملك الفردي لموارد ووسائل عيش الناس في المجتمع .

    فبمنع هذه الملكية من الصرف في الرأي والنقاش بتهم جاهزة وبسخطيات مختلفة تتعطل وتتلبك أراء التغيير والتحديث وتتجه إلى تناول الشكليات ومظاهر الأمور وعرضها كالإهتمام بتغيير الأسماء، أو بتمييع الإصطلاحات أو تشديدها، أو تغيير أسلوب التنظيم السياسي من الرأسي المباشر إلى غير المباشر .إلخ بينما تبقى الأزمة الرئيسة في المجتمع وفي أحزابه أيضاً -وهي أزمة علاقات العمل والعيش -تبقى بعيدة عن محاور النقاش أو مخططات التجديد! فيعاد إنتاج الأزمة في هذا الحزب أو في ذاك بتكرار إنفصام حياة الحزب عن الحالة الفعلية لعيش أكثر السكان.

    فبينما يتطاحن أهل السياسة في المدينة في نزاع ليبرالي كبير حول "وسائل وأساليب العمل السياسي" مثالاً فأنك تجد أهل الهامش والأرياف مطحونين بالنقص المريع في ضرورات الحياة والعيش وأكثرها محكوم بالسياسة الليبرالية للتملك الفردي للموارد!

    أخذ العبرة من ذا يتمثل في تلاقي ثوريي المدينة وثوريي الريف لإزالة أصول وأشكال التملك الفردي للموارد العامة، وهو تلاقي مطروح في كل الأحزاب السياسية مع إختلاف درجة طائفيتها ولكن لأن القوى المسيطرة في هذه الأحزاب تنتمي لنفس القومية المسيطرة منذ 1504 على السلطة والثر وة في السودان، فإنها ثقافة محكومة بأطر عنصرية في النقاش تؤجل حل أزمات السودان الطبقية والعيشية في أريافه لحين حل أزمات الصراع السياسي في المدينة.بكل ميثدولوجياته وأودلوجاته وآيديولوجياته ..


    نتيجة لهذا التسويف التاريخي فإن البعض في حركات الثورة والتحرير الناهضة في الريف يضع في حساباته ضرورة العلاج الجذري للأزمة أو بالعدم ضرورة الخروج من دولة السودان القديم .


    ومن جدل هذين التيارات وتفاقم الأزمة العامة تتكلس الحركة السياسية بقِلة فعلها الموجب، وتضحى مجالاً للسمسرة النظرية والتقلب العقلي بين مشارق الأفكار ومغاربها وويتحول مثقفيها إلى حالة ديوجونية يبحثون عن الشمس في النهار بمصباح ليبرالي أو ماركسي غير لينيني وتضحى السياسة الحزبية ميداناً لصراعات أو توافقات الشلل في المنظمات المدنية الممولة خارجياً، حل فردي نوعاً ما لأزمة العمل-الأجور لعدد كثير من الناس، كما تأخذ الأحزاب والمؤسسات وأجهزة الدولة في الإمتلاء بصراعات ذاتية بعيدة عن الموضوعية العامة للتغيير طالما بقى المشروع العام للتغيير في السودان نفسه مشروعاً محنطاً بفعل التأثير العالي لتواشج علاقات القرابة وثقافة المصلحة الفردية والحل الفردي.


    لكن هل كل الإمكانات النظرية والعملية للتغلب على هذه الحالة الطائفية-العشائرية إمكانات متساوية في كل الأحزاب السودانية أم إنها إمكانات تختلف فيها أكثر في بعضها وأقل في بعضها؟


    في تقديري البسيط إن الأحزاب الليبرالية ذات الشكل الثيوقراطي (الأمة والإتحادي والكيزان) هي صاحبة إمكانات نظرية أقل بحكم إرتباطها الشديد بفكرة الإمامة الدينية وبقدسية تملك الفراد لموارد المجتمع بينما الأحزاب الليبرالية ذات الشكل المدني (المؤتمر ، الليبرالي، أحزاب الجنوب) فإنها تتمتع بإمكانات نظرية أرحب لنقاش جذور الأزمة كذلك الحزب الشيوعي بوضعه الليبرالي الحالي ضد تقييد حرية التملك الفردي للموارد العامة. من هنا فإن نقاشي ونقاش الرفيق أحمد على ضعفهما وقلتهما يمكن أن ينبه بعض الناس إلى أهمية التغيير الثوري من هذا الوضع بينما نقاشك هنا يتجه إلى صيغة أن لا فائدة ترجى . وهي صيغة عدمية تشبه في مضمونها صيغة الهجوم الجارف الذي شنه الرفيق السر على مقال الرفيق احمد والحق إنكما تسجلان موقفاً واحداً خلاصته أنه لا يمكن التغيير إما لأنه قد حدث وإكتمل حسب معنى مقال تاج السر ، أو لأنه مستحيل في رأيك الكريم لأن الحزب قد إنتهى وتحول إلى طائفة من زمان !!

    الأنسب في تقديري الاولي البسيط المشوب باخطاء أن يبتدئي حل الزمة الطائفية في الأحزاب بنقاش الأزمة العامة في السودان وتحديد الأسلوب العلمي الناجع لعلاجها وتحديد القوى الإقتصادية الإجتماعية الموضوعية لإنجاز هذا العلاج والطبيعة القومية الثقافية والسياسية لوجودها في طبقات وقطاعات المجتمع، ثم تاطير كل ذلك في برامج عامة وتخصصية. وهو امر يختلف عما سبق طرحه من مشروعات إصلاح بإهتمامه بفتح طرق التأثير الإجتماعي الثقافي للقوى السودانية المستضعفة في قمم الأحزاب. فتحاً كاملاً وافراً قائماً على قناعة موضوعية راسخة إحصاءاً وإعلاماً بالفشل البنيوي للتركيبة الأحادية عنصرياً لإدارات لاحزاب السودانية المسيطرة في الشمال.

    لكن حتى نصل إلى هذه المرحلة من النقاش كان بالأوجب لفائدة الدرس والتعلم أن يقوم قادة حزبنا وأيضاً قادة بقية الأحزاب وحتى قيادة حزبك الليبرالي بجمع مثل هذه الإنتقادات وعقد سمنار حولها مثالاً -إن لم تخلص النيات لعقد مؤتمر تنظيمي أو فكري ثم تنظيمي أو الإثنين معاً - فالدراسة الجماعية والنقاش العام (المنظم بتناسق وفاعلية) أمران مفيدان في تطور كل الأشياء وكل الأحزاب وهو احسن لذلك من التفرغ للهجوم على مقال إنتقادي عزيز في هذا الزمان، أو التفرغ للسخرية من تاخره.



    ولك مع الود كل التقدير.





    والتحية والورود لأماليا وكل الأعزاء


     
                  

09-18-2009, 02:30 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    تحياتي يا منصور ..
    رغم حذري من التداخل في مواضيع تخص الاحزاب حين يكون منسوبيها و متابعيها في حالة تدافع فكري إلا أني احسست انه ربما كان من الواجب أن أنبه الى تفريق دقيق ظهر لي في المقال النقدي موضع الاحتفاء و النقاش هنا ..
    المقال حذر من تحول الحزب الشيوعي الى " طائفة " .. و ليس الى " حزب طائفي " كما حكم الاستاذ عادل عبد العاطي.
    في تقديري أن هناك فرق كبير بين التعبيرين.
    و لم احس أن المقال يحذر من تحول الحزب الشيوعي الى "حزب طائفي " بحسب المعنى الاصطلاحي للـ " حزب الطائفي " .. لكنه يحذر من تحول الحزب الى " طائفة ".
    أليس كذلك ؟
                  

09-18-2009, 03:55 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: حمور زيادة)

    الإحترام والسلام



    الأستاذ حمور زيادة :


    شكراً جزيلاً لإثراءك الكريم نقاش الموضوع وحصفك في الأراء المتناشجة معنى "الطائفة" ومعنى "الحزب الطائفي" وما بين الشريعة -أيا كانت- والحكمة من فرق ومن إتصال وأنت أوفى بأن في كل طائفة وفي كل حزب طائفي دين وإمام .


    ولعلك في هذا المقام تترك بعض الطبع الكريم في الضن بالدرر على الغنم وتوافينا ببعض جواهر ولألي خبرة والدكم الأستاذ الجليل زيادة حمور من الغوص في بحور العدالة السياسية ووجوهها الطائفية والحزبية الطائفية فالصراع المدني ضد الكهنوت لم يبدأ اليوم ولم يقف على حزب واحد وقد كانت المواقف النيرة لوالدكم العظيم ضد إحتكار فرد للحقائق والأمور العامة من المواقف التي بددت لنا كثير من ظلمات التاريخ السياسي للسودان، ولكن حسب أسلوب التلقين السائد في عمليات التربية والتثقيف فإن تلكم المواقف الماجدة المنيرة قدمت لنا جملة واحدة وبلا تفاصيل ، وها أنا والرفيق أحمد وبعض من يرى رأينا بحاجة إليها..فألق إلينا منها بحكاية نستبصر بها ويستبصر بها هذا الحزب الشيوعي الذي نما بفضله وصارت فيه حياة إدارية وثقافية ذات صراعات ومعارك بعضها إنعكاس لبعض الصراعات والمعارك الأكبر والأعم في المجتمع السوداني وفي العالم.

    أما إن كنت تتحفظ على إجابة ذا الطلب ، فلا يسعني إلا الإنتباه من قولك إلى كتاب الشهيد العظيم مهدي عامل أستاذ المناهج الذي نظر بقوة : " نقد الدولة الطائفية" وهو كتاب ثر عظيم نبه فيه طبيعة العلاقة الإقتصادية الإجتماعية والثقافية والسياسية بين دولة الطوائف ودولة الإستعمار الحديث حيث الطوائف هم الشكل المحلي لتواشج الآلة الإستعمارية ووسائلها الإقتصادية بالتكوينات المحلية للتشكل الإقطاعي المكرس سابقاً بمفاعيل وبقوانين الفتح والهجرات والتوطن, ولعل تاريخ الدائرتين المالييتين دائرة المهدي ، ودائرة الميرغني وصلاتهما البنكية والدولية تعبير عن هذا.

    أما الحزب الطائفي فهو يكرس الطائفة وإمامها المعصوم قاعدة ومحوراً للنشاط الحزبي بل وغالباً ما يريد من أهل البلاد السمع والطاعة، أما تحور أي حزب أو مجتمع مدني إلى طائفة فأمور ميسور بتحوره من فعل التغيير السياسي الإصلاحي أو فعل التغيير الثوري إلى أسلوب اللا تغيير: أسلوب الركود والدوران حول الأزمة الرئيسة ووهب الشعائر والعبادات لها دون سعي عملي إلى إحداث تغيير فيها، وهو أمر ينشأ من الإعتقاد بصلاح الأعمال الرئيسة التي أنجزها ذاك الحزب أو المجتمع المدني وكرهه إنتقادها أو إعادة البحث في صلاحيتها بإعتبار متأثر بثقافة "أكملت عليك نعمتي"، وهي ثقافة قرينة بالعناصر السياسية العالية في الجماعة القومية المسيطرة في السودان. وهي عناصر من رحم الأزمة الطبقية والقومية الإقليمية القائمة في السودان.

    بإختصار حين يفصل بعض قادة حزب بين المشكلات العامة في البلاد وأسلوب التملك الفردي لضرورات ووسائل عيش الناس يثيرون الأولى كثيراً ويسكتون عن الثانية كثيراً ويضحى الإختلاف في جهات النظر إلى هذا الإنفصال "فتنة" ويضحى إنتقاد ما يراه المنتقد خطأ "زندقة" و"هرقطة" تتكرس "عصمة" الطرف الرافض للإختلاف والإنتقاد ويبدأ تكرس طائفة قديمة أو جديدة في المجتمع وقد يبدأ تكرسها في السياسة الحزبية.

    من هذا المعنى العام فكل الأحزاب هي طوائف سياسية ولو كفرق ، لكن كل حزب لا يمثل في ذاته كينونة ككينونة الطائفة الدينية، إلا بحظره الرأي البشري والنقاش والإنتقاد والتغيير وتحوله من الفعالية الذهنية والثقافية والصراع الفكري إلى السكونية والتلقي والسمع والطاعة. وهو حظر لا يصدر كقرار ولكنه يتبلور رويداً رويداً من تراكم هذه الإعاقات الذهنية، وعادة ما تفتت كلمة واحدة هذا التراكم وهي كلمة "لا" .


    لأمل دنقل قصيدة ضد رجال الدين الذين رحبوا بمبادرة الإستسلام للمشروع الإمبريالي الصهيوني في المنطقة وتحويلها إلى سوق حرة تواشج إسرائيل فيها إدارة المال العربي وإدارة العمل والإنتاج في الدول العربية... أشعر قال:




    المجد للشيطان







    معبود الرياح









    من هتف بـ "لاااا"










    في وجه








    من قالوا










    نعم












    من علم الإنسان











    تمزيق العدم









    ....


     فمن رواء هذه القصيدة لك الشكر يا إبن الأكرمين -أكرمين في الحكم وفي العلم وفي الدين وفي القانون وفي الطب وفي التعليم وفي إنتقاد الطائفية وفي إنتقاد الأحزاب وفي إنتقاد الدولة الدينية- شكراً جزيلاً لك إشجانك رأيي بما قبسته أنت من مياه المعاني في المفردتين ومن لألأة فيوضهما في المقالين بعرضطول تناقضات الصراع بين الطبقتين.




    ولك ، مع الود، كل التقدير

    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 09-18-2009, 05:17 AM)

                  

09-18-2009, 05:20 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-18-2009, 07:34 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    مرحباً بالنقاش
                  

09-19-2009, 07:44 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    بيد أنَّ إعفاء القيادة التاريخية من واجبات العمل الحزبي اليومي، وإنخراطها في التصدِّي لمهمة التأريخ للحزب، يجب ألاَّ يعني، بأيٍ حالٍ من الأحوال، إبعاد هذه الخبرة التاريخية الغنية عن التأثير على مجرى العمل الحزبي عموماً. ذلك أنَّ المقترح الداعي إلى تأسيس "مجلس إستشاري"، أو "مجلس شيوخ"، أو "مجلس حكماء"، يضم بين ظهرانيه القيادة التاريخية للحزب، يتَّسم بقدر كبير من المعقولية، شريطة ألاَّ يتعارض مع مهمة التأريخ للحزب.

    قيادة حزبية وليس بيروقراطية حزبية "to lead is to foresee"

    وإذ تنسحب القيادة التاريخية للحزب من مركز العمل الحزبي اليومي، فإنَّ المعايير الواجب تبنِّيها لجهة إختيار قيادة جديدة لهذا المركز، ينبغي ألاَّ تُشكِّل قطيعة مع تراث الحركة الثورية، بقدر ما تُمثِّل عودة إلى الأسس. وتُعرِّف هذه الأسس القيادة بإعتبارها جسماً يمتلك القدرة على التنبؤ (to lead is to foresee)، وتالياً، القدرة على طرح الواجبات العملية المطلوب إنجازها، وشحذ همم القواعد الحزبية والجماهيرية نحوها.

    وإلى هذا، ينبغي أن تمتلك القيادة – في الحزب الذي يهتدي بالماركسية - فهماً نظرياً للإقتصاد، والمجتمع، والسياسة، والتاريخ، والفلسفة.

    بإيجاز، عليها أن تكون قادرة على إستخلاص التعميمات النظرية المرتبطة بالتجربة الثورية على الصعيدين الوطني والعالمي؛ ما يجعل من الحزب الشيوعي، حقَّاً، "ذاكرة" و"جامعة" الحركة الثورية (يُشير تروتسكي إلى الحزب الثوري بإعتباره ذاكرة وجامعة الطبقة).

    بهذا المعنى، ليس المطلوب إنتخاب بيروقراطية حزبية إلى صفوف اللجنة المركزية، وإنَّما قيادة حزبية قادرة على تشكيل الخط السياسي للحزب، وإثراء خطابه السياسي، وترقية نشاطه الفكري والتنظيمي.

    ولا يلغي هذا، بطبيعة الحال، الدور الهام الذي تلعبه البيروقراطية الحزبية في تسيير دولاب العمل.

    أيضاً، تحتاج القيادة الجديدة إلى الإستعاضة عن شعار "المحافظة على جسد الحزب" بشعار "تعزيز فعالية الحزب". ذلك أنَّ الأوَّل يجعل الحزب غاية في حد ذاته (صنم)، بينما يجعل الثاني الحزب وسيلة للتغيير الإجتماعي. ومن غير الممكن لقوة إجتماعية ما أن تنجح في تحقيق ذلك "من دون تقديمها لقادتها السياسيين وممثِّليها البارزين القادرين على تنظيم حركتها وقيادتها"، على حدِّ قول لينين.
                  

09-19-2009, 03:39 PM

عبد الوهاب المحسى
<aعبد الوهاب المحسى
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)



    الملاحظ ان (الرفاق الاعزاء) من عضوية هذا المنبر وهم كثر - يتحاشون الدخول والمشاركه بالرأى فى الطروحات العلميه والمبادرات

    التى تتناول قضايا الساعه المشكلاتيه والفكريه . والكتابات الشجاعه للرفيق المنصور جعفر .


    سؤالنا: هل ما ورد فى البرنامج الجديد للحزب الشيوعى السودانى مجرد حبر سكب على ورق انتظارا للمؤتمر السادس لتحقيق ما خطط له من طلاق بائن للاشتراكيه العلميه؟؟

    وهل هنالك علاقه بين ما اثير اخيرا من جماعات الهوس الدينى المرتبطه بسلطة الجبهه الاسلاميه القوميه الفاشيه واجهزتها الامنيه من تكفير للشيوعيين وبين ما هو مخطط له مسبقا ومتفق عليه ولكن تم التاجيل لحسابات مما اغضب السلطه وجماعاتها التى استحسنت واستملحت سياسات التراجع المنتظمه من قبل القياده اليمينيه الاصلاحيه ؟؟

    وهل هنالك بالفعل قضاء مستقل فى ظل نظام فاشى عنصرى دفع عناصر التكفير تلك - حتى تلجأ اليه القياده اليمينيه الاصلاحيه الخنوعه بدلا من سلك الطرق الثوريه بتعبئة العضويه والجماهير الثوريه والاصدقاء وانتهاج اساليب نضال مختلفه لمواجهة تلك الجماعات الفاشيه بسلاح العنف الثورى الذى لا تفهم غيره ولا ترعوى الا عبره ؟؟
    ان هذه القياده اليمينيه الواهمة الموهومه تعتقد بان الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه ستترك الثوريين وتنظيماتهم الطبقيه على حالها تمارس حرية المعتقد والضمير والتنظيم والنشر والاعلام الا بشرط واحد هو التخلى كليا عن مجاميع الافكار الثوريه والتنظيم الثورى والتحول الى تنظيم ضمن تنظيمات التوالى الكرتونيه تحركها كيفما تشاء ووفق سياسات مرسومه لها لا تتجاوزها .

    ان على القوى الثوريه الحقيقيه ان تعى كل ما جرى ويجرى وينتظم لخوض نضال ثورى حقيقى بالتحالف الوثيق مع كل القوى والحركات الثوريه والديمقراطيه والوطنيه المخلصه لكنس نظام الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه بالعنف الثورى المسلح المنظم تكاملا وتنسيقا مع النضالات الجماهيريه المختلفه ..

    وواهم من يظن بان نظام الجبهه الاسلاميه القوميه الفاشيه بكل تشكيلاتها يمكن هزيمتها عبر صناديق الانتخابات او عبر النضال السلمى وحده .

    ان قيادة الحزب التقليديه تتحمل المسئوليه كاملة فى ما وصلت اليه الثوره السودانيه من ضعف ووهن
    امام هجمات اليمين الاسود الطفيلى المتحالف مع قوى الامبرياليه العالميه والطبقات الطفيليه الحاكمة فى القاهره وملوك وامراء الاقطاع العرب السلفيين الرجعيين – وذلك لانها لم توجه عضويه الحزب بقرارات واضحه الانحياز التام الى اهلها فى الريف والانضمام لحركات الهامش المسلحه التى قامت - بل عملت على خنوعها بمرور الايام وجعلتها مستكينه لطروحاتها الاصلاحيه والتى توشحت بها جراء ضغط اليمين وجو الارهاب الذى انتشر بعد مجازر يوليو 1971 وقرارات ما سمى بقوانين الشريعه الاسلاميه لاحقا . ان سياسة غسل ادمغه العضويه تماما ونزع الروح الثوريه المقدامه التى لا تهاب المخاطر من اجل جماهير الكادحين وقضايا الوطن اتت باكلها حتى تم تدجين تلك العضويه تماما واصبحت لا تتحرك الا بالاشاره وعبر توجيهات واضحة ومحدده – وكنتاج طبيعى لتلك السياسات اليمينيه الخيانيه المدمره برزت فى الآونه الاخيره معارك دنكيشوتيه – اقل ما توصف بانها صبيانيه جانبيه مدمره تعبر عن وهن فكرى وروح انتهازيه بين بعض العضويه والتى حصرت نشاطاتها فى ما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى تعربد فيها فسادا وافسادا تعبيرا لانعدام الوضوح والتربيه الفكريه والنضاليه - والعدو الطبقى يتلذذ بالفرجه لتلك المآلات الفجيعه لكوادر كانت تحسب لها الف حساب – باعتبار انها وحدها القادرة لمنازلتها وانزال الهزيمه السياسيه والفكريه بها –

    كما ان تلك القياده – كما ذكرنا انفا تتحمل ايضا المسئوليه التاريخيه فى ما آلت اليه حال حركات التحرير فى دارفور من تشرزم وقبليه - اذ لو ولج الثوريون صفوف تلك الحركات وعدم ترك الساحه خالية لقوى وعناصر الشق المعارض من الجبهه الاسلاميه القوميه الفاشيه والتى انشأت حركة لنفسها بجانب اختراقها لبعض الحركات لنشر الانقسامات والدعوات العنصريه والقبليه وسط صفوف الثوار الحقيقيين ذوى النوايا الثوريه الحسنه النابعه من الشعور بالظلم الاجتماعى الواقع على اهلهم فى الريف .

    فاذا كانت القياده الاصلاحيه التقليديه تملك الحس الثورى السليم لوجهت كوادر الحزب من ابناء مناطق الهامش وغيرهم الانتظام فى صفوف الثوره لاعطاء تلك الحركات زخما ثوريا اكثر ومضمونا اجتماعيا طبقيا وتسليحا بالنظريه والممارسه الثوريه الخلاقه - ولمنعت تلك الخطوه عناصر الجبهه الاسلاميه من نشر سموم الانقسامات والتشرزم والعنصريه - ولاعطت تلك الخطوة ايضا قيادات وكوادر ثوريه متمرسه لها قدرات عاليه فى الثوره والتنظيم والبناء ساعدت فى تحصين تلك الحركات من فوضى التشرذم والانقسام والوضوح الفكرى لقضايا ثورة السودان الجديد . .

    لقد كان من نتاج المؤتمر الخامس تشكيل اضعف لجنه مركزيه لحزب ثورى عريق فى المنطقة كلها-
    وتلك نتيجه طبيعيه لطريقة اختيار المناديب التى تمت بطرق بعيده عن الديمقراطيه والممارسه الثوريه
    الحقيقيه - .

    فمثقف ثورى بكل المقاييس الثوريه ينشر الاستناره والوعى بادب جم كصاحب هذا البوست لم يذهب لعضوية المؤتمر ممثلا للمملكه المتحده وايرلندا- انما ذهب من تم انتخابهم عن طريق اساليب لا تمت الى الاساليب الثوريه – وتعتبر ضمن اساليب الاحزاب والمنظمات الاصلاحيه واليمينيه – انها نفس طريقة الحشد واستغلال العلائق الشخصيه والشلليه البعيده عن اللائحيه لا الكفاءه النظريه والعمليه والاقدام الثورى .
    .
    اضافة الى انه قد تم اختيار واحد منهم عن طريق اللجنه المركزيه عندما هرول الى الخرطوم بعد اسقاطه وفق حسابات من ادارت معركة الاختيار بالرغم من عدم اختلافه معها ومجموعة شلتها فى الرؤى – ولم تتفضل اللجنه المركزيه التكرم بدعوة امثال صاحاحب هذا البوست بالرغم من علمها التام انهم يمثلون تيارا ثوريا هاما وسط عضوية الحزب وذلك بمواقفهم الثوريه المختلفه تماما من تيار الاصلاحيين ومن لف لفهم من المدجنين والانهزاميين والانتهازيين وآكلى اموال منظمات المجتمع المدني وذى الوجاهه الذين يتخذون من عضوية الحزب كترف ذهنى يسامرون لياليهم بذكريات الزمن الغابر - اضافة الى الذين تكلست ادمغتهم ولا يرون الا ماتراها لهم القياده اليمينيه الاصلاحيه . .

    ان من سخريات القدر ان تربع على قيادة الحزب نفس العناصر التصفويه التى تربعت على القياده بعد مجزرة الشجره عام 1971م وتصفية القيادات الثوريه التاريخيه – بالاضافة الى عناصر جديده وشابه رخوه تم عجنها وتدجينها تماما . .

    ان اول خطوة خيانية جبانه ونتيجة لحسابات غير علميه ولا ثوريه او دقيقه وذلك بعد تلك الاحداث الدمويه فى يوليو 1971 والتى اتخذتها العناصر الاصلاحيه بقيادة ود ملين وباوامر منه هى حل الجناح العسكرى للحركه الثوريه تاركة ظهر الحركه الثوريه والديمقراطيه عارية تماما امام نمو اليمين المتطرف الذى توج انتصاراته بجر انقلابيى مايو الفاشيين اعلان ما سمى بقوانين الشريعه الاسلاميه وقتل المفكر الجمهورى محمود محمد طه .

    ان كل تلك الخطوات كانت تمهيدا لقيام انقلاب 30 يونيو 1989 الاسود التى تتحمل مسئوليته كافة تشكيلات الجبهه الاسلاميه القوميه الظلاميه والقياده الاصلاحيه اليمينيه .
    .
    فلو لم يتم حل الجهاز العسكرى للحزب لكان من اليسر بمكان ضرب تحركات اليمين الاسلاموى المتطرف صبيحة 30 يونيو 1989 بكل سهولة ويسر ..

    ان السودان يمر بازمة خطيره - والقياده الاصلاحيه اليمينيه عاجزة من القيام بدورها التاريخى كحزب ثورى طبقى كما يقول لينين جراء عقمها الفكرى وذلك بتقديم الحلول الثوريه لجماهير شعبنا – فبدلا من التوجه للقوى الحقيقيه للثورة السودانيه وتنظيم صفوفها واقامة تحالفات مع العناصر الثوريه والديمقراطيه الحقيقيه لتلك القوى – تتجه القياده اليمينيه الاصلاحيه لقوى هى فى الاساس لا تختلف برامجها كثيرا عن برامج الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه وتناست ان تلك القوى هى نفسها التى حلت الحزب وطردت نوابه فى منتصف ستينات القرن المنصرم .

    ان الحل الثورى فى نظرى يقتضى فرز المواقف وتجميع صفوف الثوريين الحقيقيين فى حركة او جبهة ثوريه تناضل بكل الاساليب النضاليه لاسقاط نظام الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه ولانقاذ السودان ووحدته المعرضه لخطر الانقسام الى دويلات تخطط له فى الخفاء بعض الدول العربيه بقيادة جمهورية مصر العربيه وبمباركة او تغاضى قوى الامبرياليه العالميه التى لا ترغب فى الحل الحقيقى الناجع لمشكل السودان ولا ترغب فى اسقاط حكومة الجبهه الاسلاميه القوميه - كما تسرها سياساتها التى تساعد على تشرزم قوى السودان الجديد وتفكك الوطن الى دويلات صغيره يمكن عبرها الاستيلاء على الثروات الهائله المتواجده بكل اقليم .

    ولى عوده ...
                  

09-19-2009, 04:09 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: عبد الوهاب المحسى)
                  

09-20-2009, 08:22 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Amjed)

    الإحترام والسلام


    كنت أرغب في نقاش موضوع محدد هو طبيعة تعامل قيادي شيوعي مع مقال إنتقادي

    الظاهر الموضوع فتح النقاش لما هو أكثر مما هو جدير بمجلة الشيوعي

    لكن حسب ما تسمح به ظروف نقاش هذه الأمور فلا شك إن تصفية اعمال التنسيق الأمني والعسكري والسياسي في الحزب الشيوعي سهل على اليمين شبه الإقطاعي والرأسمالي كل خطواته ضد مصالح الشعب بما فيها إنقلاب 1989



    ولكم التقدير



                  

09-21-2009, 03:13 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Amjed)

    عيد مبارك لكل البشر

    جيد أن تتعدد -بتناسق - جهات النظر ومنابر النقاش ،

    سأحضر حالاً

    راجع بوست: هل الشمال ثابت
                  

09-23-2009, 03:55 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    مقال الرفيق احمد طرح ثلاثة مسآئل رئيسة أتفق معها هي :

    1- مسألة التجديد الموضوعي لقيادة الحزب.

    2- مسألة أخطاء القيادة وتخبطها في تقدير المشاركة في نظام فاقد للشرعية الدستورية أو الخروج منه. وبطئها عن تنفيذ قرارات المؤتمر بشأن تقييم هذه المشاركة.

    3- مسألة عقد كونفرانس يضبط تنفيذ قرارات المؤتمر ومهام المرحلة [تجهيز الحزب لمرحلة الإنتخابات وما بعدها وإحتمالات إستقلال جنوب السودان القديم].
                  

09-23-2009, 04:11 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    عبد الوهاب المحسي في طرح متكامل يشمل مع النضالات الجماهيرية المختلفة العنف الثوري المسلح :

    سؤالنا: هل ما ورد فى البرنامج الجديد للحزب الشيوعى السودانى مجرد حبر سكب على ورق انتظارا للمؤتمر السادس لتحقيق ما خطط له من طلاق بائن للاشتراكيه العلميه؟؟

    وهل هنالك علاقه بين ما اثير اخيرا من جماعات الهوس الدينى المرتبطه بسلطة الجبهه الاسلاميه القوميه الفاشيه واجهزتها الامنيه من تكفير للشيوعيين وبين ما هو مخطط له مسبقا ومتفق عليه ولكن تم التاجيل لحسابات مما اغضب السلطه وجماعاتها التى استحسنت واستملحت سياسات التراجع المنتظمه من قبل القياده اليمينيه الاصلاحيه ؟؟

    وهل هنالك بالفعل قضاء مستقل فى ظل نظام فاشى عنصرى دفع عناصر التكفير تلك - حتى تلجأ اليه القياده اليمينيه الاصلاحيه الخنوعه بدلا من سلك الطرق الثوريه بتعبئة العضويه والجماهير الثوريه والاصدقاء وانتهاج اساليب نضال مختلفه لمواجهة تلك الجماعات الفاشيه بسلاح العنف الثورى الذى لا تفهم غيره ولا ترعوى الا عبره ؟؟

    ان هذه القياده اليمينيه الواهمة الموهومه تعتقد بان الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه ستترك الثوريين وتنظيماتهم الطبقيه على حالها تمارس حرية المعتقد والضمير والتنظيم والنشر والاعلام الا بشرط واحد هو التخلى كليا عن مجاميع الافكار الثوريه والتنظيم الثورى والتحول الى تنظيم ضمن تنظيمات التوالى الكرتونيه تحركها كيفما تشاء ووفق سياسات مرسومه لها لا تتجاوزها .

    ان على القوى الثوريه الحقيقيه ان تعى كل ما جرى ويجرى وينتظم لخوض نضال ثورى حقيقى بالتحالف الوثيق مع كل القوى والحركات الثوريه والديمقراطيه والوطنيه المخلصه لكنس نظام الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه بالعنف الثورى المسلح المنظم تكاملا وتنسيقا مع النضالات الجماهيريه المختلفه ..

    وواهم من يظن بان نظام الجبهه الاسلاميه القوميه الفاشيه بكل تشكيلاتها يمكن هزيمتها عبر صناديق الانتخابات او عبر النضال السلمى وحده .

    ان قيادة الحزب التقليديه تتحمل المسئوليه كاملة فى ما وصلت اليه الثوره السودانيه من ضعف ووهن

    ....................
    .....................
    ....................
    .ان السودان يمر بازمة خطيره - والقياده الاصلاحيه اليمينيه عاجزة من القيام بدورها التاريخى كحزب ثورى طبقى كما يقول لينين جراء عقمها الفكرى وذلك بتقديم الحلول الثوريه لجماهير شعبنا – فبدلا من التوجه للقوى الحقيقيه للثورة السودانيه وتنظيم صفوفها واقامة تحالفات مع العناصر الثوريه والديمقراطيه الحقيقيه لتلك القوى – تتجه القياده اليمينيه الاصلاحيه لقوى هى فى الاساس لا تختلف برامجها كثيرا عن برامج الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه وتناست ان تلك القوى هى نفسها التى حلت الحزب وطردت نوابه فى منتصف ستينات القرن المنصرم .

    ان الحل الثورى فى نظرى يقتضى فرز المواقف وتجميع صفوف الثوريين الحقيقيين فى حركة او جبهة ثوريه تناضل بكل الاساليب النضاليه لاسقاط نظام الجبهه الاسلاميه القوميه وتشكيلاتها المختلفه ولانقاذ السودان ووحدته المعرضه لخطر الانقسام الى دويلات تخطط له فى الخفاء بعض الدول العربيه بقيادة جمهورية مصر العربيه وبمباركة او تغاضى قوى الامبرياليه العالميه التى لا ترغب فى الحل الحقيقى الناجع لمشكل السودان ولا ترغب فى اسقاط حكومة الجبهه الاسلاميه القوميه - كما تسرها سياساتها التى تساعد على تشرزم قوى السودان الجديد وتفكك الوطن الى دويلات صغيره يمكن عبرها الاستيلاء على الثروات الهائله المتواجده بكل اقليم .



    -----------------------------

    المنصور جعفر:

    نعم لتعدد طرق النضال

    نعم لتغيير بنية الحزب لتوافق بنية ومهام الثورة لا لتوافق الثقافة السائدة

    أطلقوا سراح الحزب الشيوعي من معتقل البرلمان

    قودوا التظاهرات في الشارع ضد الإحتلال المصري

    أكتبوا منشوراً حراً في الإنترنت ضد هذا الخراب

    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 09-23-2009, 04:13 AM)
    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 09-23-2009, 04:18 AM)

                  

09-23-2009, 06:50 AM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    ياللنقد البناء.


    نعم لمنافسة شريفة سوية مع احزاب لا طائفية لا شمولية وديمقراطية

    تستطيع خلق اصلاح حقيقي وجوهري في هذا الوضع الديكتاتوري.

    للأسف لا أرى هذا بعد في الحزب الشيوعي.


    المداخلة لالقاء التحية ورفع البوست أخي المنصور.

    تحياتي.
                  

09-23-2009, 07:59 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Omayma Alfargony)

    ألف شكر ليك يا أميمة:

    بس محتاج أعرف إنت ليه منتظرة تشوفي ؟

    الإنتظار ممل؟

    عملتي نقاش مع 2 ونشرتي نتيجته؟.... إلخ
                  

09-23-2009, 10:42 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    المنصور ... كل عام وانت بالف خير


    ما سطره المحســى ( اذا كان عضو ملتزم بالحزب ) يدخل فى باب عــدم الانضباط التنظيمى فالنشر

    الالكترونى ليــس اطارا حزبيا للتداول حول قضايا الحزب الداخلية .. وهى قضايا تجدها فى كل

    الاحزاب السياسية ( سعى بعض القيادات لاقصــاء بعض الكوادر ) يمكن ان نقول بحسن نيــة .


    على المستوى الشخصى / الفكرى ( اعمل على فــض الناس من الفكر الشيوعى / الحزب الشيوعى السودانى )


    لكن ذلك لا يعنــى اننـــى اغمــض عينيه عن كســب هذا الحزب ..

    * ساهمت هذهـ القيادة بوعيهــا وتحملهــا فى الحفاظ على رمزية القيادة فى الحزب الشيوعى

    ( العم محمد ابراهيم نقــد ) مثالا .

    * مشاركة الحزب فى الوقوف ضــد الانقاذ فى مستويات مختلفة من ( العمل العسكرى / النقابى / الطلابى /

    السياسي ( التجمع الوطنى ) تحســب على هذهـ القيادة .

    * بعد الكسب السياسي للانقاذ فى تفكيك كل المنظومات السياسية والعسكرية للمعارضة كان للحزب خيارا

    اوحدا ( المعارضة من الداخــل ) وفقا للاليــات التى توفرهــا الانقاذ بضوابط وهوامش الحراك

    السياسي .

    * لم يكن كل اهل الانقاذ متفقون على افراد هذهـ المساحات لحركة الحزب الشيوعى الا ان الرأى العام

    هو الذى ســاد فكان ( المؤتمر الخامس للحزب ) يحســب ايضا لهذه القيادة ( نقد ورفاقه ).

    * الحروب / القتل / السجون / التشريد / الغربــة ( تشكل عوامل سالبــة جدا فى الرجوع للتعايش

    السياسي الذى طرحته الانقاذ ( فرض عليها كما يقول الاخرون ) للكوادر الحزبية .

    * المسار السياسي الحالــى للقيادة السياسية للحزب الشيوعــى السودانى هــو فــن الممكن فى

    الراهــن السياسي .

    * المسار التصعيدى / الصدامى / مارســه الحزب مع الانقاذ لاكثر من (15) سنة وكانت الحصيلة مزيد

    من الجراح وتغييــب الحزب من المشهد السياسي ما بين ( قيادة تحت الارض / وشباب فى السجون /

    وشباب يحملون السلاح (مكرهين على تحقيق غايات واهداف دول الجوار .

    * هذهـ القيادة هــى الخيار ( المفضول على الافضل ) الا تكون :

    * ينقســم الحزب الى تيارات متصارعة منكفئة على نفسها منشغلة بقضايا الفكر عن الاصلاح .

    * ينشــق الحزب الى حزبيــن ( وهذا ما نتمناهــو ونعمل من اجلــه )حزب داجــن يسهل

    التواصــل معه وحزب مصادم يسهل ( الاستفراد بــه ) .

    * انقلاب حزبــى داخلــى يغير لمجرد التزييــن والديكور القيادة التاريخية للحزب .



    Quote: فمثقف ثورى بكل المقاييس الثوريه ينشر الاستناره والوعى بادب جم كصاحب هذا البوست لم يذهب لعضوية المؤتمر ممثلا للمملكه المتحده وايرلندا- انما ذهب من تم انتخابهم عن طريق اساليب لا تمت الى الاساليب الثوريه – وتعتبر ضمن اساليب الاحزاب والمنظمات الاصلاحيه واليمينيه – انها نفس طريقة الحشد واستغلال العلائق الشخصيه والشلليه البعيده عن اللائحيه لا الكفاءه النظريه والعمليه والاقدام الثورى .
    .
    اضافة الى انه قد تم اختيار واحد منهم عن طريق اللجنه المركزيه عندما هرول الى الخرطوم بعد اسقاطه وفق حسابات من ادارت معركة الاختيار بالرغم من عدم اختلافه معها ومجموعة شلتها فى الرؤى – ولم تتفضل اللجنه المركزيه التكرم بدعوة امثال صاحاحب هذا البوست بالرغم من علمها التام انهم يمثلون تيارا ثوريا هاما وسط عضوية الحزب وذلك بمواقفهم الثوريه المختلفه تماما من تيار الاصلاحيين ومن لف لفهم من المدجنين والانهزاميين والانتهازيين وآكلى اموال منظمات المجتمع المدني وذى الوجاهه الذين يتخذون من عضوية الحزب كترف ذهنى يسامرون لياليهم بذكريات الزمن الغابر - اضافة الى الذين تكلست ادمغتهم ولا يرون الا ماتراها لهم القياده اليمينيه الاصلاحيه . .


    صيرورة الحزب الشيوعى السودانى الى :

    الحزب الطائفى ..

    الطائفة ..

    مســار يحتاج الى الاضاءة اكثر واكثر

    ( كل عام وانت بالف خير يا حمور )
                  

09-23-2009, 09:43 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    الإحترام والسلام ومباركة العيد


    الأستاذ بدر الدين إسحق


    شكراً لإثرائك النقاش من جهة سياسية مختلفة بنقاط غاية في الموضوعية .

    ركزت من كلامك على ((المسار السياسي الحالــى للقيادة السياسية للحزب الشيوعــى السودانى هــو فــن الممكن فى الراهــن السياسي )).


    وهو طبيعةً كلام سليم ذو صحة في مضمونه بحكم منطق الأحداث الصغرى وتفاصيل الإنقلاب الطائفي والليبرالي والبيروقراطي داخل السودان والتجمع على خط "السودان الجديد" لكن هذا المضمون خطأ بمنطق التاريخ والأحداث الكبرى

    فليست مهمة الحزب الشيوعي في أي بلد هي مجاراة الأحداث والتكيف معها سياسةً حفاظاً على نفسه من الإنقسام أو الإضطهاد فقط بل مهمته الإسهام في تغيير الأمور بل وإجتراح هذا التغيير

    في بلد كالسودان يتفاوت فيه توزيع الموارد وتوزيع السلطة بين اكثر الناس وحوالى 0.1 % من السكان ويعاني العنصرية والإستعلاء العرقي والديني والجنساني وأغلب اهله رافضين للحكم بشكل او بآخر والحكم نفسه عاجز عن تنظيف مرحاض السوق أو عن جمع القمامة او علاج الناس أو تعليمهم أو توفير عيش كريم للعدد الأكثر في الناس ، تبدو مهمة الصراع الإعلامي والحزبي والسياسي العام والإداري والمدني والعسكري ضد هذا الحكم مهمة حيوية لا للتقدم الإجتماعي المتناسق فحسب بل وللحفاظ على وجود السودان ووحدته الشعبية ووحدته الوطنية ، اما مواصلة السير في ذات الطريق السياسي الذي تسيطر عليه الحكومة فسيؤدي إلى تفتت السودان ونهاية الحزب.

    أحزاب الممكن والواقعية السياسية كتيرة وراقدة في السودان ، لكن السودان كان ولم يزل في في حاجة إلى حزب من نوع جديد حزب ضد أسس وأشكال التمييز السلبي : حزب لا ديني ولا طائفي، ولا قبيلي، و لا شخصي، ولا رأسمالي وهو الحزب الشيوعي السوداني ، لكن كمان الحزب الشيوعي لازم يكون حزب الكادحين والمهمشين في تكوينه الطبقي النظري والعضوي.


    ولك التقدير

    ------------------------
    ملحوظة :
    لا أرى ثمة فرق كبير بين الطائفية القديمة القائمة على السيطرة التجارية والسياسية بإسم الدين والطائفية الجديدة الحاضرة القائمة على السيطرة المصرفية والسياسية بإسم الدين .فالإثنتان تواشجان حرية السوق تملك بعض الأفراد للموارد العامة .


                  

09-23-2009, 10:34 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    عبدالوهاب المحسي

    الإحترام والسلام


    أشكرك جزيلاً وجزيلاً جداً على الكلمات الصافيات الطيبات التي وهبتني رغم ضعف حالي وهي كلمات ستبقى نجمات في سجل كفاحي من مناضل تليد مثلك لم يلن ولم يهن وإستمر قابضاً على جمر قضايا السودان والنوبة ضد كافة نظم البرجوازية .
    إذ قدمت بكل صدق وجسارة ونبل في تلك القضايا ولم تزل الجهد والمال والأهل، وقد كنت -مع آخرين- مرشداً ناقداً لي في كثير من أعمالي مما أفدت ببعضه أفادة كبيرة في تنمية أعمالي وفي تنمية الحزب ضد التيارات المنشفيكية والليبرالية في داخل الحزب وضد ديكتاتوريات البرجوازية خارج الحزب سواء في شكلها الديني أوفي شكلها العلماني الديمقراطي او الثيوقراطي .


    صحةً إنه كانت هناك ترتيبات وتكتلات قديمة وأخرى حديثة ولكن مؤتمر فرعنا رغب في ترشيحي فإعتذرت وقدمت من هم أكثر مني علماً وخبرةً ونضالاً وبعضهم مخالف لجهة نظري. ولكن كلامك يأخذ صحته وأكثر إذا أشرنا إلى تغيب أو تغييب المكاتب المتخصصة حيث إن كثير من المتخصصين يحتاجون إلى نشاطها مثلما تحتاج إلى نشاطهم ، ولكن بهذا الغياب أو التغييب إضافة إلى تغييب المكتب السياسي صارت الأمور ضباباً.


    حقيقة إن وضع الحزب يحتاج إلى عقد سمنارات او مؤتمرات تنظيمية، ولكن التأزم الفكري والأيديولوجي الذي خلفته المناقشة العامة يحتاج إلى نقاشات جديدة حول إن الثورة في السودان ليست حلماً بل هي ضرورة.




    ولك التقدير
                  

09-25-2009, 11:02 PM

عبد الوهاب المحسى
<aعبد الوهاب المحسى
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Al-Mansour Jaafar)

    فوق ... لحين العوده
                  

09-28-2009, 12:53 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: عبد الوهاب المحسى)

    ألف شكر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de