فلاديمير لينين: في الديالكتيك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2009, 12:14 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فلاديمير لينين: في الديالكتيك

    في الديالكتيك


    الحوار المتمدن - العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1


    ازدواج ما هو واحد ومعرفة جزئيه المتناقضين ، يشكلان جوهر الديالكتيك (احد جواهره، احدى خصائصه او ميزاته الرئيسية، ان لم تكن خاصته الرئيسية). على هذا النحو بالضبط يطرح هيغل المسألة بدوره.(إن ارسطو يدور بلا انقطاع في كتابه "ميتافيزياء" ، حول هذه المسألة ويحارب هيراقليت وrespective|وبالتالي| الافكار الهيراقليتية). ينبغي اثبات صحة هذا الجانب من مضمون الديالكتيك بواسطة تاريخ العلم. فعادةً لا يُـهتم الاهتمام الكافي بهذا الجانب من الديالكتيك :فإن تماثل الضداد يُـعتبر بمثابة مجموعة من الامثلة ]مثلاً الحب، مثلاً الشيوعية البدائية....[ لا بمثابة قانون من قوانين المعرفة (وقانون من قوانين العالم الموضوعي)

    · في الرياضيات : الاكثر + والاقل -. التفاضل والتكامل.

    · في الميكانيك: فعل ورد فعل.

    · في الفيزياء : كهرباء ايجابية وكهرباء سلبية.

    · في الكيمياء: اتحاد الذرات وانفصالها.

    · في العلم الاجتماعي: الصراع الطبقي.


    ان تماثل الاضداد (قد تكون وحدة"ها" اصح؟ رغم ان التمييز بين كلمتي تماثل ووحدة ليس بذات اهمية في هذا المجال، فالكلمتان كلتاهما صحيحتان بمعنى معين) هو اقرار (اكتشاف) بميول متناقضة، متضادة، ينفي بعضها بعضًا في جميع ظاهرات الطبيعة وتفاعلاتها، (وفي عدادها تدخل ايضا ظاهرات الروح والمجتمع وتفاعلاتهما). ولأجل إدراك جميع تفاعلات العالم من حيث حركتها الذاتية، من حيث تطورها العفوي، من حيث واقعها الحي، ينبغي ادراكها من حيث هي وحدة من الاضداد. ان التطور هو "نضال" الاضداد. ان مفهومي (او المفهومين الممكنين؟ او المفهومين اللذين يعطيهما التاريخ؟) التطور الاساسيين هما: التطور بوصفه نقصانًا وزيادة، بوصفه تكرارًا، والتطور بوصفه وحدة الاضداد (ازدواج ما هو واحد، الى ضدين ينفي احدهما الآخر، وعلاقات بين الضدين).

    مع المفهوم الاول عن الحركة، تبقى في الظل الحركة الذاتية، قوتها المحرّكة، مصدرها، سببها (او يُـنقل هذا المصدر الى الخارج-الله، فاعل ما،etc). اما المفهوم الىخر، فهو يحملنا خاصة على معرفة مصدر الحركة الذاتية.

    المفهوم الاول: جامد، عقيم، جاف. المفهوم الثاني: طافح بالنشاط والحياة. فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح الحركة الذاتية لكل ما هو موجود؛ فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح "القفزات" ، و"الانقطاع في الاستمرار"، " وتحول الشيء الى نقيضه"، وتدمير ما هو قديم وولادة ما هو جديد.

    ان وحدة( توارد، تماثل، تعادل) الاضداد مشروطة، مؤقتة، نسبية. ان نضال الاضداد التي ينفي بعضها بعضًا، هو مطلق، كما هو عليه التطور، كما هي عليه الحركة.

    ** ملاحظة: ان الذاتية (الريبية والسفسطائية، الخ...) تختلف عن الديالكتيك، فيما تختلف عنه، بما يلي، وهو ان الفرق بين النسبي والمطلق هو ايضًا نسبي بنظر الديالكتيك (الموضوعي). فبنظر الديالكتيك الموضوعي يوجد مطلق في النسبي. اما بنظر الذاتية والسفسطائية، فالنسبي ليس سوى نسبي، وهو ينفي المطلق.

    إن ماركس يحلل اولاً، في رأس المال، ابسط الاشياء، وآلفها واكثرها تواترًا، الاشياء العادية التي تُـصادف مليارات المرات: العلاقات في المجتمع البرجوازي (البضعي) :تبادل البضائع. وتحليله يبيّن في هذه الظاهرة البسيطة (في "خلية" المجتمع البرجوازي هذه) جميع تناقضات (respective أجنة جميع التناقضات) المجتمع المعاصر. ان تتمة هذا العرض تبين لنا تطور (ونمو، وحركة) هذه التناقضات وهذا المجتمع في S شتى اقسامه، منذ بدايته حتى نهايته.

    هكذا يجب ان تكون ايضًا طريقة عرض (ودراسة) الديالكتيك بوجه عام، (لأن ديالكتيك المجتمع البرجوازي ليس، بنظر ماركس، سوى حالة خاصة من حالات الديالكيتك). سواء بُـدىء بأية جملة من ابسط الجمل العادية، واكثرها تواترًا،etc : اوراق الشجرة خضراء، زيد رجل، غبروش كلب، الخ...، ففيها(كما لاحظ هيغل بصورة عبقرية) يوجد الديالكتيك: فما هو خاص هو عام. وهكذا تكون الاضداد (الخاص هو ضد العام) متماثلة: فالخاص غير موجود الا في العلاقة التي تؤدي الى العام. والعام غير موجود الا في الخاص، عبر الخاص. كل خاص له طابعه العام (بهذه الصورة او تلك).

    وكل عام هو (جزء او جانب او جوهر) من الخاص. وكل خاص لا يشمل جميع الاشياء الخاصة الا على وجه التقريب. زكل خاص لا يشترك تمام الاشتراك في العام،الخ،الخ...

    كل خاص يرتبط عبر الاف الدرجات الانتقالية بعناصر خاصة من طبيعة اخرى( اشياء ، ظاهرات، تفاعلات)، الخ...حتى هنا توجد عناصر واجنة مفهوم الضرورة؛ عناصر واجنة العلاقة الموضوعية في الطبيعة. فالعرضي والضروري، والظاهر والجوهر، موجودة حتى هنا، لاننا حين نقول: زيد رجل، غبروش كلب، هذه ورقة شجرة، الخ...، فاننا ننبذ جملة من المميزات بوصفها من الاشياء العرضية ونفصل الجوهري عمّا هو طارىء، ونعارض احدهما بالاخر.

    وهنا يمكن (ويجب) ان نستشف في كل جملة، كما نستشف في "نخروب" ("خلية")، اجنة جميع عناصر الديالكتيك، لكي نبين ان الديالكتيك، بوجة عام، هو من طبيعة كل معرفة انسانية. والحال، ان العلوم الطبيعية تبين لنا ( وهذه المرة ايضًا ينغي تقديم الدليل على ذلك باي مثال بسيط جدًا) الطبيعة الموضوعية بنفس صفاتها، وتحول الخاص الى عام، والطارىء الى ضروري، والدرجات الانتقالية، والتنوعات، والصلة المتبادلة بين الاضداد. ان الديالكتيك هو حقًا نظرية المعرفة (عند هيغل و) عند الماركسية: ان هذا الجانب من الامر (وهو ليس جانبًا، انما هو جوهر الامر) قد اهمله بليخانوف، فضلاً عن الماركسيين الاخرين.

    ***********

    ان المعرفة، المصورة سلسلة حلقات، قد حددها كل من هيغل (راجع"المنطق") وبول فولكمان العرفاني العصري في العلوم الطبيعية، الاختياري، خصم الهيغلية(التي لم يفهمها!) (راجعوا كتابه "اسس نظرية المعرفة للعلوم الطبيعية وعلاقتها بحياة عصرنا الروحية Erkenntnistheoretische Grundzـge ).

    - "الحلقات" في الفسلفة:{هل تسلسل الاشخاص ضروري حقًا؟كلا!}.

    - الفلسفة القديمة: من ديمقريطس الى افلاطون والى ديالكتيك هيراقليت.

    - فلسفة عصر النهضة:ديكارت ضد Spinoza?.

    - الفسلفة العصرية:من هولياخ الى هيغل (عبر بركلي،هيوم وكنط).

    - هيغل –فويرباخ-ماركس.


    الديالكتيك، بوصفه معرفة حية، متعددة الجوانب، (إذ ان الجوانب تتكاثر بلا اقطاع)، مع ما لا حد له من الاشكال والالوان، بغية مجابهة الواقع، بغية الاقتراب من الواقع، (مع تهج فلسفي ينبثق من كل شكل و لون ليشكل كلاً واحدًا)، ذلك هو محتوى فائق الغنى بالنسبة للمادية "الميتافيزيقية" التي مصيبتها الكبرى انها غير اهل لتطبيق الديالكتيك على نظرية الانعكاس bildertheorieعلى مجرى المعرفة وتطورها.


    ان المثالية الفلسفية ليست سوى ضرب من الحماقة من وجهة نظر مادية فظة، مبسطة، ميتافيزيائية. ولكن المثالية الفلسفية هي، بالعكس، من وجهة نظر المادية الديالكتيكية، تطوير وحيد الطرف، مبالغ فيه، (تكبير، تضخيم) لاحدى الميزات الصغيرة في المعرفة، لأحد جوانبها، لاحد وجوهها، الى مطلق منفصل عن المادة، عن الطبيعة، مؤلّه.
    ان المثالية هي ضرب من الظلامية الاكليريكية. وهذا صحيح. ولكن المثالية الفلسفية هي (بالحرى وفضلاً عن ذلك) سبيل يؤدي الى الظلامية الاكليريكية عبر احد مظاهر معرفة الانسان (الديالكتيكية) اللامتناهية التعقيد.


    ان معرفة الانسان ليست (وبالتالي لا تتبع) خطًا مستقيمًا، انما هي خط منحن، يقترب اقترابًا لا حد له من سلسلة من الحلقات، من خط لولبي. ويمكن تحويل اي قطعة، قسم، جزء من هذا الخط المنحني (تحويله بشكل وحيد الطرف) الى خط مستقل، كامل، مستقيم، يؤدي (اذا كانت الاشجار تحول دون رؤية الغابة) حينذاك الى المستنقع، الى الظلامية الاكليريكية (حيث تثبّـته المصلحة الطبقية للطبقات السائدة).

    الطابع المستقيم والوحيد الطرف، التحجر والتعظم، الذاتية والعمى الذاتي voila (تلك هي) الجذور العرفانية للمثالية. والحال، من المؤكد ان للظلامية الاكليريكية (=المثالية الفلسفية) جذورًا عرفانية؛ ولها تربة، انها زهرة عقيمة، ذلك لا جدل فيه، ولكنها تنبت على شجرة حية هي شجرة المعرفة الانسانية الحقيقية، الشديدة الحيوية، المثمرة، القوية، الكلية الجبروت، الموضوعية، المطلقة.



    --------------------------
    كتب في سنة 1915

    لينين-كتاب المادية والمذهب النقدي التجريبي


    ان المقطع "حول الديالكتيك" هو تعميم اصيل لعمل لينين خلال سنتي 1914 و1915 في دراسة قضايا الفلسفة .
    --------------------------------------------------------------------------------------

    كتابة: الرفيق وليم العوطة -لبنان-طالب جامعي

    المصدر مختارات لينين وكتاب انجلز: لدفيخ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية-دار التقدم


    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=28654

    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 09-01-2009, 12:23 PM)

                  

09-01-2009, 05:52 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    هسه يجيك واحد يقول ليك الإلحاد والديالكتيك واحد

    يعني الإلحاد والحركة الجدلية واحد!!
                  

09-02-2009, 02:54 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    قوانين الديالكتيك :

    1- الأشياء تتطور من الصغر إلى الكبر ومن البسيط إلى المعقد

    2- التغير في عدد عناصر الشيء يؤدي إلى تغير في كينونته

    3- وحدة الأضداد وتناقضها في الكيان الواحد وفي بيئته
                  

09-02-2009, 03:55 AM

محمد هشام
<aمحمد هشام
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 1163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    مقولات الديالكتيك


    *الخاص والعام
    *السبب والنتيجة
    *الضرورة و الصدفة
    *المضمون والشكل



    معاك يا المنصور
                  

09-02-2009, 04:03 AM

محمد هشام
<aمحمد هشام
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 1163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: محمد هشام)

    لكن يا المنصور


    باقي ليك الديالكتيك( بتاع ماركس ما بتاع هيجل)
    موش حسم مسألة اسبقية المادة عن الوعي ؟

    اظن باب الاتهام باللاحاد ممكن يتفتح من النقطة دي

    (عدل بواسطة محمد هشام on 09-02-2009, 04:11 AM)

                  

09-02-2009, 04:25 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: محمد هشام)

    المنصور جعفر

    تحياتنا

    المفهوم الفكرى تحول الى مفاهيم مبتذلة وتلخص فقط هل مع او ضد,متناسين ان جوهر الفكر الماركسى فى وحدة واحده لا ينفصل,ينطلقون من هوسهم الدينى عندما يحاصرون الشعب السودانى بشعاراتهم الحمقاء هل مع الشريعة أو ضدها,نقول لهم لاتوجد مثل هذه المفاهيم فى المفهوم الماركسى لاحظ كتاباتهم الصفراء فى الفترة السابقة وحصر الاسئلة فقط حول الالحاد
                  

09-02-2009, 03:28 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: elsharief)

    محمد هشام


    الإحترام والسلام

    ورمضان كريم


    حرصك مقبول لكن إنت متخيل إنه في حاجة بتقفل باب الإتهام بالإلحاد

    أسبقية وجود الأشياء المادية والمخ على الإدراك والوعي مسألة صحيحة إلا إذا كان في زول مفتكر إن الإدراك والتفكير بيوجد قبل المخ

    بعدين لاحظ الفرق بين أسس نوعين تلاتة من التفكير:

    1- التفكير الديني العام: قائم على الحديث في أصل الأكوان ونهاياتها وما بينهما من عنعنات وأنهار لبن وأنهار عسل وحور عين ..إلخ

    2- التفكير العلمي العام: القائم على البحث العلمي في طبيعة الأشياء المادية وعناصرها وصلاتها وحركتها وكيفية الإفادة بها في مصلحة معينة.

    3- التفكير العلمي المادي التاريخي: القائم على البحث والتغيير في نطاق الحركة الجدلية المجتمعات البشرية مركزاً على:
    كيفية نظمها لعيشها ومراحل هذا الإنتظام أو ذاك والتناسب والتفاوت في علاقات إنتاجها وحكمها لأمورها وعلاقاتها الداخلية والخارجية.


    أربعة مسائل مهمة:


    * لا توجد وسيلة لقفل باب الإتهام بالإلحاد.

    * كل الأديان بعدد كبير من الحروب والتكفيرات إنتهت إلى طوائف غرباء.

    * التطور البشري مربوط بالفاعلية الإجتماعية للعلم ونجاح تطبيقاته في دفع عملية تحرر الطبقة العاملة والزراع والرعاة وعموم الكادحين والمهمشين والشعوب المستضعفة
    وتحقيق حريتها من حالة نقص الضرورات والتكالب عليها أي حريتها من التملك الفردي الخاص لموارد المجتمع وربا العمل وصنوف الإستغلال والتهميش المواشجة له.

    * إشتراك الناس في الحكم السياسي وفي الثروة الإجتماعية إشتراكية علمية هو الباب الموضوعي والديني لزيادة العدل والإحسان في المعاملة بين الناس

    وحسب الحديث الشريف المعرِف فـ: "الدين المعاملة"


    إصطلاحات الموازين والتطفيفات والربا المذكورة بالنهي في القرءآن تتجاوز قصر الفهوم البشرية لها على (ميزان الكنتين) إلى كونها تشمل موازين الإنتاج والحكم المنظم له ولجماعاته.


    ولك التقدير
                  

09-02-2009, 03:48 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الاخ / المنصــور جعفر ..

    مقولات احتاج الى الاستزادة منــها ..

    فيها روح قراءة بمعايير اخرى للدينـــى ..


    +


    القوانين الحاكمة (الســنن وفقا للمفردة القرانية ) للاجتماع الانسانــى وفقــا (للديالكتيك )

    اضاءة حولهــا ؟


    Quote:


    * إشتراك الناس في الحكم السياسي وفي الثروة الإجتماعية إشتراكية علمية هو الباب الموضوعي والديني لزيادة العدل والإحسان في المعاملة بين الناس

    وحسب الحديث الشريف المعرِف فـ: "الدين المعاملة"


    إصطلاحات الموازين والتطفيفات والربا المذكورة بالنهي في القرءآن تتجاوز قصر الفهوم البشرية لها على (ميزان الكنتين) إلى كونها تشمل موازين الإنتاج والحكم المنظم له ولجماعاته.
                  

09-02-2009, 04:24 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    يا بدر الدين إسحق


    الإحترام والسلام


    ورمضان كريم



    وماطالبني حليفة إنت الزول الوحيد في صف الإسلاميين البيعرف يلعب بحرفنة وهدوء

    حتى إختلافاتك بتقدمها بصورة كيسة ومهذبة تنم عن ذوق وأدب


    جواب سؤآلك الكريم موجود في كتيب لي عن التأثيل وقد أوشك على الطلوع (سنة سنتين كدا)

    وهو كتاب كروي السبك متشابك الموضوعات وليس خطياً
    وله من ذا تاثر بطريقة القرءآن
    ولكنه التأثيل إذ يواشج بعض القصص الكبرى في الحياة بشفرة الثقافة المحلية ويواشج الثقافة المحلية بشفرة التاريخ العالمي.

    وقد باشرته قبل خمسة سنوات ولم أزل وفيه درس موضوعي لبناء الصلاة الوسطي وكينونتها في عوالم مقاومة الإستغلال بأشكاله....

    وهو في كرويته المجرة كتاب شاسع فيه نقاط من تقارير الأمم المتحدة ومن النوبة والسودان القديم ومن الإسلام إومن الأزمات والثورات الكبرى في التاريخ
    ومن تطور الفلسفة والتاريخ والصراعات والتوافقات التي واشجتهم وبعض ما إتصل بكل هذا من أعمال وشخصيات.


    المهم رأيك صحيح في أن نوسع فهمنا لإصطلاحات الدين بميل إلى العقل والحرية والعدل والإحسان

    -----------
    زطبعاً من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد.



    ولك التقدير
                  

09-02-2009, 04:41 PM

محمد هشام
<aمحمد هشام
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 1163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Quote: هسه يجيك واحد يقول ليك الإلحاد والديالكتيك واحد

    يعني الإلحاد والحركة الجدلية واحد!!



    سلامات استاذ المنصور


    بالتأكيد تم ربط مفهوم الالحداد بمفهو المادية حيث انها نفت الفكرة الاساسية للروح الكبرى التي تدير كل الكون وهي تطور طبيعي للفلسات ناتج عن تطور العلوم في بهاية القرن التاسع عشروبداية القرن العشرين ولكن أغلب انصار المادية في الشرق الاوسط لإبعاد تهمة الالحاد عن مقولاتهم وقوانيينهم بأنهم يستخدمون المنهج في تحليل الواقع والظواهر والاحداث ومعرفة تطورها ولا يستخدمون الجدلية في معرفة وجود الله او عدم وجوده ( لا أدريين كما وصفهم لينين )... و لا ننفي قصور الحزب الشيوعي السوداني بالتحديد في البحث في مسألة الدين واستمراره في اعطاء الاجوبة المطاطية حول هذا الموضوع لحسابات الواقع الاجتماعي ربما وهنا يكمن القصور
                  

09-02-2009, 05:01 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: محمد هشام)

    وسوسني الشيطان: إنت بتكبروا صوركم ليه؟ زي التكونوا دايرن بالعمد تفتلوا البوستات!

    المهم يأ أستاذ محمد هشام


    شكراً على المثابرة


    ليك الإحترام والسلام



    ورمضان كريم


    قلت لي مامعناه الماديين ((لا يستخدمون الجدلية في معرفة وجود الله او عدم وجوده))


    أها في دي إنت ذاتك ما فارز ياتو ماديين ؟

    لكن جدلاً يا رفيق: معرفة وجود الله وكيفية إستواءه على العرش من مشغوليات المتدينين أما حساب موارد المجتمع وآليات إنتاجها ونسب توزيعها وتوزيع خيراتها فدا شغل الأحزاب الشيوعية .

    بعدين سيدنا ماركس قال كلام عضم في موضوع الخلاف بين الدينين والإلحاديين ((إن وجود الله أو عدم وجوده غير قابل للبحث العلمي)) .


    وإنت لو داير تحول الشيوعية للإهتمام بهذا الشأن والدخول في متاهات الفقه والتكفير والجهاد وأنهر اللبن والحور العين يكون نالك ثواب ، بس حأختلف معاك بحكم التاريخ الديني نفسه فكل الأديان إنتهت بعد رحلات طويلة إلى طوائف غرباء ولم تحقق بذاتها شيئاً مفيداً مستداماً ،


    لكن.... لك التقدير
                  

09-02-2009, 05:05 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    تسبيح جديد :


    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد


    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد


    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
    من المحال قفل باب الإتهام بالإلحاد
                  

09-02-2009, 05:18 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    يا أستاذ محمد هشام

    أسف للتكرار


    بس إنت عاوز الملاحدة العموم، والماديين العموم، والماديين الديالكتيكيين والتاريخيين، والشيوعيين، يبقوا أحرف من الواردين في البوست دا :
    الإلحاد في الإسلام

    من المحال إففال باب الإتهام بالإلحاد وباب التكفير للتفكير
                  

09-02-2009, 05:19 PM

محمد هشام
<aمحمد هشام
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 1163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Quote: عرفة وجود الله وكيفية إستواءه على العرش من مشغوليات المتدينين أما حساب موارد المجتمع وآليات إنتاجها ونسب توزيعها وتوزيع خيراتها فدا شغل الأحزاب الشيوعية .


    كلام عين العقل




    لكن يا المنصور النقطة الداير اوصلك ليها انو هي فقر بعض الاحزاب الشوعية للدراسات حول مسألة الاديان
    ودا الملاحظ في مؤتمر الحزب الشيوعي السوداني الاخير وفي البرنامج المجاز
    ما أولى مسألة الموقف من الدين الاهتمام الازم بالبحث والتحليل او دراسة اسباب نشوء الطوائف الاصولية في السودان
    وفي رايي يسهل مجابهة هذه الطوائف عن طريق فضح نشوؤها المشبوه ولا يمكن قفل باب الاتهام باللحاد ما لم يتم تغيير ثوري في وعي الشعب السوداني
    وتنويره ببؤس هذه الجماعات التكفيرية و محاولتها صرف انتباهه عن البرامج الموضوعية التي تعالج أزماته






    ملاحظة : بنكبر الصور عشان ما بنعرف بصغروها كيف لو في واحد بعرف اليجي يصغر لي الصورة دي لانها كاشفة حالي في البوستات
                  

09-02-2009, 05:30 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: محمد هشام)

    الأستاذ محمد هشام



    قلت لي ((حول مسألة الاديان))


    المسألة دي بالذات بتدخل الشيطان بيناتنا


    من المهم طبعاً بحث أي شي ... وبمختلف الزوايا: إقتصاد، طبقات، آنثربولوجي، علم نفس، شفرات وإتصال إلخ

    وحقيقة الحزب محتاج لتنظيم شامل لكل عملية الدراسات لكن في الإتجاه الأخير ليه مشى في إتجاه التخلص من المنظومة الفكرية الضابطة لوجوده وحركته
    وإتجه إلى سياسة رزق اليوم باليوم الدينية .
                  

09-03-2009, 00:44 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    مســارات التدين المادى فى تاريخ الاجتماع الانسانى .. تكلم القران الكريم عــن بعــض


    من معتنقــى الديانات الماديــة ورؤيتهم حول نشاة الكون والحياة البشرية وخلق الانسان


    والقيــم الحاكمــة لعلاقاتهم مع بنى الانسان ..


    السؤال :

    هــل بيصبــح من الجراءة القول ان الاديان السماوية تتلحفــها طقوس وشعائر ذات طابع

    مادى ( يكرس ) لافراد مساحات اكبر للوجود المادى فى الحياة الانسانية ؟



    _______

    علنــى ان يغفــر لـــى ربــى ما هو اعلم بــه عنــى ...
                  

09-03-2009, 11:22 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    أستاذ بدر الدين إسحاق


    الإحترام والسلام


    الإمام علي الكرار (ع) قال : "القرءآن حمال أوجه" وما معناه إن الرجال الذين يفسرونه إنما يفسروه وفق ما يرونه.

    وقد ساعدني هذا القول مع عوامل أخرى عددا في التحول من الإنغلاق المذهبي إلى الإنتظام في تنويع الرؤى وجهات النظر المفيدة إحتماعية وسلسلتها وفق قوانين الطبيعة والتاريخ

    وبعد نضال فكري وعملي تيقنت إن كل الأديان وكل المذاهب وكل الأفكار السياسية وغيرها قابلة لأي تفسير ولكن كل تفسير ينتمي بشكل ما
    إلى مجموعة ظروف طبقية وسياسية تشكل وجوه ثقافته في المجتمع.


    ولعلي مخطئي في هذا


    ولكن ...لك التقدير
                  

09-04-2009, 06:56 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    وبعد نضال فكري وعملي تيقنت إن كل الأديان وكل المذاهب وكل الأفكار السياسية وغيرها قابلة لأي تفسير ولكن كل تفسير ينتمي بشكل ما إلى مجموعة ظروف طبقية وسياسية تشكل وجوه ثقافته في المجتمع
                  

09-04-2009, 11:21 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    لعلــه خلاصــة تجربــة ...

    لكن تجربتــك تنطبــق عليها عوامــل كثيرة منهـــا ( الذاتية / الاختزال فى الواقــع / اثر المكونات المجتمعية (دينية / فلسفية /جغرافيا / ...

    (( هــل المكون العمــرى (السنين ) ذات اثــر على تقييم الخلاصــة ..


    Quote: وبعد نضال فكري وعملي تيقنت إن كل الأديان وكل المذاهب وكل الأفكار السياسية وغيرها قابلة لأي تفسير ولكن كل تفسير ينتمي بشكل ما إلى مجموعة ظروف طبقية وسياسية تشكل وجوه ثقافته في المجتمع
                  

09-06-2009, 11:09 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    من البديهيات في نقاش أي تأثير إن العوامل العامة جداً مثل الجغرافيا في ناحية تضاريس ومناخ الطبيعة والعوامل الشخصية جداً مثل المزاج الخاص والمناخ الأسري لها تأثيرها الطبيعي
    على العنصر البشري محل الملاحظة أو مصدرها .. لكن العامل الأكثر موضوعية في التفاعلات الإجتماعية السياسية هو طبيعة التناسب بين حاجات الناس وقدرتهم على الإنتاج وطبيعة تقسيم موارد هذا الإنتاج ووسائله وجهوده ومنافعه خلال مرحلة تاريخية يختلف عدد سنينها وطبيعة حسابها من عشرات آلاف السنين إلى مئاتها فبهذا التفارق الزماني بين دورة حياة المرحلة التاريخية ودورة حياة الفرد فإن أي إستخلاص عام لمسآئل الإقتصاد والسياسة يزيد عن كونه مجرد إنعكاس ذاتي لوجود هذا الفرد أو ذاك خاصة لو قام على عوامل مادية موضوعية ثابتة في التاريخ ومستقلة في وجودها وحدوثها عن وجود الفرد.

    عامل الخبرة وتأثيره في عملية الإستنباط في المعرفة حديث قديم إبتدأه أهلنا في النوبة السودان قبل آلاف السنين،قبل أن يخمه اليونان من مصر أيام الصراع النوبي المصري الفارسي اليوناني (البروفسور جيمس جاكسون "التراث المنحول" بالإنجليزية 1954 + ) وحديث الخبرة وأثرها الإستباط هو من أوليات علم تاريخ المعرفة وتم توكيده في الثلاثينيات في مؤتمر العلم المعقود في لندن، لكن في المعرفة الحديثة أنت ترجع إلى مواد جاهزة تم بحثها قبلك في مجالات مختلفة وإلا لصار على كل عالم فيزياء إثبات وجود اللاشيئ قبل بدايته أي شيء، ولصار وجود النهار بحاجة إلى دليل ، ولكن هل مجرد إستخلاصي لتجربتي وقولي أن العقل قادر على تفسير كل عقيدة أو نظرية كان تطلب كل هذا الكلام؟


    إذا كنت يا أستاذ بدرالدين إسحاق ككثير من الناس تفصم بين العدالة وبين الأساس الموضوعي لها وهو طبيعة عيش الناس فستنتهي مثلهم بحكم النظر الخارجي إلى وجود تناقض بين الإسلام والشيوعية أما إن كان بصرك حديد ونظرت إلى علاقة العدل والمجتمع من حيث طبيعة الإنتاج وقواه وحاجاتها وتوزيع جهوده وموارده  فستصل إلى التناقض الموضوعي (الحقيقي) بين الإسلام وملة دول اليهود والنصارى أي التناقض بين الإسلام والرأسمالية أي التناقض بين الإسلام وإستفاضة القيم في شكليها : الشكل الثانوي "ربا المال" والشكل الأصيل "ربا العمل".  
    وفي نهاية دينية للكلام هو تعارض بين الوحدانية مجسدة في إسلام النفس والمجتمع من الربوبيات الزيف وبين- الطاغوت مجسداً في رأس المال والفساد الذي يحدثه في العالم .
    إمبريالية تسبب الدمار لثلاثة أرباع دول العالم والفساد والإلتهاء بالتكاثر في ربعها الأخير .


    المشكلة إنه كثير من الإسلاميين بفصلون بين العدل (في الإسلام) وطبيعة علاقات الحكم والإنتاج في الحياة الإقتصادية (مزارعها وقطعانها ومصنعها وبنوكها وتجارتها الخارجية والداخلية)
    وبهذا الفصل يحسبون إنهم يحسنون صنعاً ولكنهم فعلاً يوالون الطاغوت . وثقافته التي تفصل العدل (المدني والجنائي) عن العدل الإجتماعي الإقتصادي العدل الطبقي... يريدون جنة السماء دون أن ييسروا لغالبية الناس في بلادهم بضعة أشياء أولية...


    ولك التقدير






    ولك التقدير
     
                  

09-06-2009, 11:13 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    من البديهيات في نقاش أي تأثير إن العوامل العامة جداً مثل الجغرافيا في ناحية تضاريس ومناخ الطبيعة والعوامل الشخصية جداً مثل المزاج الخاص والمناخ الأسري لها تأثيرها الطبيعي على العنصر البشري محل الملاحظة أو مصدرها .. لكن العامل الأكثر موضوعية في قياس التفاعلات الإجتماعية السياسية هو طبيعة التناسب بين حاجات الناس وقدرتهم على الإنتاج وطبيعة تقسيم موارد هذا الإنتاج ووسائله وجهوده ومنافعه خلال مرحلة تاريخية يختلف عدد سنينها وطبيعة حسابها من عشرات آلاف السنين إلى مئاتها ... فبهذا التفارق الزماني بين دورة حياة المرحلة التاريخية ودورة حياة الفرد فإن أي إستخلاص عام لمسآئل الإقتصاد والسياسة يزيد عن كونه مجرد إنعكاس ذاتي لوجود هذا الفرد أو ذاك خاصة لو قام على عوامل مادية موضوعية ثابتة في التاريخ ومستقلة في وجودها وحدوثها عن وجود الفرد.

    عامل الخبرة وتأثيره في عملية الإستنباط في المعرفة حديث قديم إبتدأه أهلنا في النوبة السودان قبل آلاف السنين،قبل أن يخمه اليونان من مصر أيام الصراع النوبي المصري الفارسي اليوناني (البروفسور جيمس جاكسون "التراث المنحول" بالإنجليزية 1954 + ) وحديث الخبرة وأثرها على عملية الإستباط هو من أوليات علم تاريخ المعرفة وتم توكيده في الثلاثينيات في مؤتمر العلم المعقود في لندن، لكن في المعرفة الحديثة أنت ترجع إلى مواد جاهزة تم بحثها قبلك في مجالات مختلفة وإلا لصار على كل عالم فيزياء إثبات وجود اللاشيئ قبل بدايته أي شيء، ولصار وجود النهار بحاجة إلى دليل ، ولكن هل مجرد إستخلاصي لتجربتي وقولي أن العقل قادر على تفسير كل عقيدة أو نظرية تطلب كل هذا الكلام؟


    إذا كنت يا أستاذ بدرالدين إسحاق ككثير من الناس تفصم بين العدالة وبين الأساس الموضوعي لها وهو طبيعة عيش الناس فستنتهي مثلهم بحكم النظر الخارجي إلى وجود تناقض بين الإسلام والشيوعية أما إن كان بصرك حديد ونظرت إلى علاقة العدل والمجتمع من حيث طبيعة الإنتاج وقواه وحاجاتها وتوزيع جهوده وموارده  فستصل إلى التناقض الموضوعي (الحقيقي) بين الإسلام وملة دول اليهود والنصارى أي التناقض بين الإسلام والرأسمالية أي التناقض بين الإسلام وإستفاضة القيم في شكليها : الشكل الثانوي "ربا المال" والشكل الأصيل "ربا العمل".  وفي نهاية دينية للكلام هو تعارض بين الوحدانية مجسدة في إسلام النفس والمجتمع من الربوبيات الزيف وبين- الطاغوت مجسداً في رأس المال والفساد الذي يحدثه في العالم إمبريالية تسبب الدمار لثلاثة أرباع دول العالم والفساد والإلتهاء بالتكاثر في ربعها الأخير .


    المشكلة هي إن كثير من الإسلاميين بفصلون بين العدل (في الإسلام) وطبيعة علاقات الحكم والإنتاج في الحياة الإقتصادية (مزارعها وقطعانها ومصنعها وبنوكها وتجارتها الخارجية والداخلية) وبهذا الفصل يحسبون إنهم يحسنون صنعاً ولكنهم فعلاً يوالون الطاغوت . وثقافته التي تفصل العدل (المدني والجنائي) عن العدل الإجتماعي الإقتصادي... العدل الطبقي... يريدون جنة السماء دون أن ييسروا لغالبية الناس في بلادهم ومن موارد أقاليمهم بضعة أشياء أولية.. مثل التعليم والعلاج والسكن والماء والكهرباء ووسائل إنتقال وإتصال وثقافة ووسائل عمل.








    ولك التقدير
     



    التعديل لإصلاحات طفيفة جداً

    (عدل بواسطة Al-Mansour Jaafar on 09-06-2009, 07:25 PM)

                  

09-06-2009, 04:36 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Al-Mansour Jaafar


    شكرا ( علــى تخصيــص جزء من زمنــك ووقتــك وجهدك لتسطير جملة افكارك )


    ساعود باكثر من دافع ورغبــة
                  

09-06-2009, 07:30 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    يا ألف مرحب أستاذ بدر الدين وشكراً لجهدك في النقاش .

    نقطتي الأساسيتين معك في سياق موضوع هذا البوست هما:

    إذا كنت ككثير من الناس تفصم بين العدالة وبين الأساس الموضوعي لها وهو طبيعة عيش الناس فستنتهي مثلهم بحكم النظر الخارجي إلى وجود تناقض بين الإسلام والشيوعية ... أما إن كان بصرك حديد ونظرت إلى علاقة العدل والمجتمع من حيث طبيعة الإنتاج وقواه وحاجاتها وتوزيع جهوده وموارده فستصل إلى التناقض الموضوعي (الحقيقي) بين الإسلام وملة دول اليهود والنصارى أي التناقض بين الإسلام والرأسمالية أي التناقض بين الإسلام وإستفاضة القيم في شكليها : الشكل الثانوي "ربا المال" والشكل الأصيل "ربا العمل". وفي نهاية دينية للكلام هو تعارض بين الوحدانية مجسدة في إسلام النفس والمجتمع من الربوبيات الزيف وبين- الطاغوت مجسداً في رأس المال والفساد الذي يحدثه في العالم إمبريالية تسبب الدمار لثلاثة أرباع دول العالم والفساد والإلتهاء بالتكاثر في ربعها الأخير .


    المشكلة هي إن كثير من الإسلاميين بفصلون بين العدل (في الإسلام) وطبيعة علاقات الحكم والإنتاج في الحياة الإقتصادية (مزارعها وقطعانها ومصنعها وبنوكها وتجارتها الخارجية والداخلية) وبهذا الفصل يحسبون إنهم يحسنون صنعاً ولكنهم فعلاً يوالون الطاغوت وثقافته التي تفصل العدل (المدني والجنائي) عن العدل الإجتماعي الإقتصادي... العدل الطبقي... يريدون جنة السماء دون أن ييسروا لغالبية الناس في بلادهم ومن موارد أقاليمهم بضعة أشياء أولية.. مثل التعليم والعلاج والسكن والماء والكهرباء ووسائل إنتقال وإتصال وثقافة ووسائل عمل.




                  

09-09-2009, 10:18 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    ربا المال مشتق من ربا العمل
                  

09-09-2009, 10:32 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Quote: ربا المال مشتق من ربا العمل

    ده محور الاقتصاد السياسى..أستاذنا صدقى كبلو ممكن يساهم بالكثير فى الحته دى.
    لك التحية يالمنصور
                  

09-09-2009, 10:53 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: محمد مكى محمد)

    يا....مرحباً يا ..مرحباً
                  

09-12-2009, 00:28 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الاخ المنصور ... تخايــا طيبة


    لتعلم ان مــدادك فى هذا البوســت لــه قيمــة على المستوى الشخصــى لـــي ولاخريــن

    إفترعنــا من تســاؤلـك ( قعدة / جلسة / مجموعــة ..) للنظر والبحث حول الامــر ففيــه


    تحدى فكرى عميق لــى ولاخرين نتشارك نفس القيم والافكار ..


    لــم احــب ان اقول مجرد خواطر / معارف فطيرة .. حول الموضوع ..


    فشكرا وحتمـــا ( ساعود ومعــى جملة افكار اخرين ..)

    Quote:
    المشكلة إنه كثير من الإسلاميين بفصلون بين العدل (في الإسلام) وطبيعة علاقات الحكم والإنتاج في الحياة الإقتصادية (مزارعها وقطعانها ومصنعها وبنوكها وتجارتها الخارجية والداخلية)
    وبهذا الفصل يحسبون إنهم يحسنون صنعاً ولكنهم فعلاً يوالون الطاغوت . وثقافته التي تفصل العدل (المدني والجنائي) عن العدل الإجتماعي الإقتصادي العدل الطبقي...
                  

09-12-2009, 05:16 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    الإحترام والسلام


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وذوالنون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات سبحانك ان لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين، فإستجبنا له ونجيانه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين * و زكريا إذ نادى ربه : رب لا تذرني فرداً وانت خير الوارثين.. فإستجبنا له وأصلحنا له زوجه ووهبنا له يحى. إنهم كانوا قوماً يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً ..وكانوا لنا خاشعين * وتلك التي أحصنت فرجها فنفحنا فيها من روحنا وجعلناها وإبنها آية للعالمين * هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فإياي فأعبدون... (صدق الله العظيم) ((سورة الأنبياء))  



    الأستاذ بدر الدين إسحاق :

    حتى لو رأيت إني على خطأ فــالحمد لله توفيقه لي ولك إلى هذا الأسلوب الموسوى الأحسن في الخطاب ضد أسس وأساليب الفرعنة الطاغية.

    والحمد لله في ذلك فيا وفيك شرح القلوب والأفئدة

    والحمد لله نعمة النظر في الأمور وحسن قسطاسها

    والحمد لله تركنا بخس الناس أشياءهم

    والحمد لله إيفاء الكيل والميزان النظري والعملي في معاملة الأمور وإحسان المعاش

    والحمد لله على جلب المنافع ودرء المفاسد وإحسان العدل في ذا بأكرم المقاصد

    والحمد لله على نعمة التوحيد ومنافاة شجرة الطاغوت من جذورها (في التملك الإنفرادي بموارد عيش القرى)


    أشكر لك أستاذ بدر الدين إسحق، ذوقك هنا في تخير شيء من أمور الإنصاف وأدبك في تحري حقائقها وهمك الكريم بالموضوع
    وجهدك في حصف أراءه وفي تحقيق زعومه ومسانده وفي إجلاء مستدقاته ونوابضه، مما يندر في عجالات
    الإنكواء بالسوق وفي لجاجات خصومات السياسة، أن يكرم إنسان في هذه الظروف رأياً بالنقاش والتداول والشفاء.


    أكرم الله نظرك، وأعز إيمانك، ووفقك ووفقني إلى الإشارة إلى الخيرات، وإلى الإشراق بأنوار القرءآن وآلاءه.





    يا مجيب الدعوات لك الحمد والشكر

    أزكينا يا رحمن في الأعمال الصالحات وفي قضاء الحاجات العامة بالصلاة الوسطى في نصرة المستضعفين وأن نكون وأهل هذا المجال من اهل البر الميامين



    ولك ، ولرفاقك الأياسر واليمين مع السلام، كل التقدير .





     
                  

09-12-2009, 04:30 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    أزكينا يا رحمن في الأعمال الصالحات وفي قضاء الحاجات العامة بالصلاة الوسطى في نصرة المستضعفين وأن نكون وأهل هذا المجال من اهل البر الميامين
                  

09-12-2009, 05:29 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Struggle forward
                  

09-12-2009, 06:03 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-12-2009, 09:42 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    كلام كتــب بمداد من ماء الذهــب ...


    Quote:

    الأستاذ بدر الدين إسحاق :

    حتى لو رأيت إني على خطأ فــالحمد لله توفيقه لي ولك إلى هذا الأسلوب الموسوى الأحسن في الخطاب ضد أسس وأساليب الفرعنة الطاغية.

    والحمد لله في ذلك فيا وفيك شرح القلوب والأفئدة

    والحمد لله نعمة النظر في الأمور وحسن قسطاسها

    والحمد لله تركنا بخس الناس أشياءهم

    والحمد لله إيفاء الكيل والميزان النظري والعملي في معاملة الأمور وإحسان المعاش

    والحمد لله على جلب المنافع ودرء المفاسد وإحسان العدل في ذا بأكرم المقاصد

    والحمد لله على نعمة التوحيد ومنافاة شجرة الطاغوت من جذورها (في التملك الإنفرادي بموارد عيش القرى)


    أشكر لك أستاذ بدر الدين إسحق، ذوقك هنا في تخير شيء من أمور الإنصاف وأدبك في تحري حقائقها وهمك الكريم بالموضوع
    وجهدك في حصف أراءه وفي تحقيق زعومه ومسانده وفي إجلاء مستدقاته ونوابضه، مما يندر في عجالات
    الإنكواء بالسوق وفي لجاجات خصومات السياسة، أن يكرم إنسان في هذه الظروف رأياً بالنقاش والتداول والشفاء.


    أكرم الله نظرك، وأعز إيمانك، ووفقك ووفقني إلى الإشارة إلى الخيرات، وإلى الإشراق بأنوار القرءآن وآلاءه.





    يا مجيب الدعوات لك الحمد والشكر

    أزكينا يا رحمن في الأعمال الصالحات وفي قضاء الحاجات العامة بالصلاة الوسطى في نصرة المستضعفين وأن نكون وأهل هذا المجال من اهل البر الميامين



    ولك ، ولرفاقك الأياسر واليمين مع السلام، كل التقدير .
                  

09-13-2009, 04:23 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    إذا جاء نصر الله والفتح
                  

09-15-2009, 05:32 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الإسلام لا يعادي العلم

    إذن الإسلام لا يعادي العلم التطبيقي لحرية الطبقة العاملة والزراع وعموم الكادحين وهو الشيوعية.
                  

09-15-2009, 04:07 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    رسائل حول التكتيك


    فلاديمير لينين
    الحوار المتمدن - العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15
    المحور: الارشيف الماركسي
    توطئة

    في 4 نيسان 1917, اتفق لي أن قدمت تقريرا في بتروغراد عن الموضوع المشار إليه في العنوان, أولا في اجتماع للبلاشفة. كان هؤلاء مندوبين إلى المجلس العام لسوفييتيات نواب العمال والجنود لعامة روسيا, وكان عليهم أن يذهبوا, ولم يكن بإمكانهم, لهذا السبب, أن يمنحوني أي مهلة . وعند انتهاء الاجتماع, طلب مني الرفيق زينوفييف, الذي كان يرأس الاجتماع, باسم جميع الحاضرين, أن اكرر على الفور تقريري في اجتماع للمندوبين البلاشفة والمناشفة الذين يرغبون في مناقشة مسألة توحيد حزب العمال الاشتراكي – الديمقراطي في روسيا(ح. ع. ا. د. ر.).

    ورغم ما شعرت به من صعوبة لتكرار تقريري على الفور, لم أر من حقي أن ارفض هذا الطلب, إذ صدر في آن واحد عن الذين يشاركونني في الآراء وعن المناشفة , الذين لم يكن في وسعهم فعلا أن يمنحوني أي مهلة نظرا لذهابهم.
    وفي التقرير, تلوت موضوعاتي التي نشرت في العدد 26 من "البرافدا" ,الصادر في 7 نيسان 1917.

    وقد استثارت موضوعاتي والتقرير الخلافات بين البلاشفة أنفسهم وفي هيئة تحرير "البرافدا" بالذات. وبعد عدد من الاجتماعات, توصلنا بالإجماع إلى النتيجة التالية وهي أن من الأفيد مناقشة هذه الخلافات بصورة مكشوفة وتقديم المادة, بالتالي, لمجلس حزبنا العام لعامة روسيا (ح. ع. ا. د. ر. الملتف حول اللجنة المركزية) الذي سيبدأ أعماله في 20 نيسان 1917 في بتروغراد.

    وتنفيذا لهذا القرار يشأن المناقشة, انشر الرسائل الواردة أدناه, دون أن ادعي اني ادرس فيها المسألة من جميع مظاهرها, بل رغبة مني في صياغة الحجج الرئيسية ذات الأهمية الملموسة بصورة خاصة بالنسبة للمهمات العملية التي تواجه حركة الطبقة العاملة.

    الرسالة الأولى

    تقييم الحقبة الراهنة:
    إن الماركسية تطلب منا أن نأخذ بالحسبان, على أدق وجه, وبصورة يمكن معها التثبت من صحته موضوعيا , النسبة بين الطبقات والخصائص الملموسة في كل حقبة من حقب التاريخ. ونحن, البلاشفة, كنا نسعى دائما للتقيد بهذا المطلب الضروري إطلاقا من حيث كل تعليل علمي للسياسة.

    "إن مذهبنا ليس عقيدة جامدة بل مرشد للعمل" ,هكذا قال دائما ماركس وانجلس, ساخرين على حق من تعلم "الصيغ" غيبا وتكرارها بكل بساطة, الصيغ التي لا تصلح, في احسن الأحوال , إلا لرسم أهداف عامة يعدلها بالضرورة الوضع الاقتصادي والسياسي الملموس في كل طور من أطوار المجرى التاريخي.

    فما هي إذن الوقائع الموضوعية , المحددة بدقة, التي يترتب على حزب البروليتاريا الثورية أن يسترشد بها لتحديد مهامه وأساليب عمله؟

    في رسالتي الأولى من "رسائل من بعيد" ("المرحلة الأولى من الثورة الأولى"), المنشورة في "البرافدا" في العددين 14 و 15 بتاريخ 21 و 22 آذار 1917 وفي موضوعاتي, حددت "أصالة الحقبة الراهنة في روسيا" بوصفها طور انتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من الثورة. وقد اعتبرت بالتالي أن الشعار الأساسي, ان "مهمة الساعة", كان في ذلك الحين: "أيها العمال, لقد ضربتم آيات من البطولة البروليتارية والشعبية في الحرب الأهلية ضد القيصرية. فعليكم أن تضربوا آيات من التنظيم البروليتاري والشعبي لتهيئة انتصاركم في المرحلة الثانية من الثورة" ("البرافدا" العدد 15)

    ما هو قوام المرحلة الأولى ؟
    قوامها انتقال سلطة الدولة إلى البرجوازية.
    قبل ثورة شباط- آذار 1917, كانت سلطة الدولة في روسيا بيد طبقة قديمة واحدة, هي طبقة النبلاء الملاكين الإقطاعيين, وعلى رأسها نيكولاي رومانوف.وبعد هذه الثورة, غدت السلطة بيد طبقة أخرى, طبقة جديدة, هي البرجوازية.

    أن انتقال السلطة من طبقة إلى أخرى هو الدليل الأول , الرئيسي, الجوهري على الثورة سواء بمعنى الكلمة الدقيق أم بمعناها السياسي والعملي. لذا , فان الثورة البرجوازية أو البرجوازية الديمقراطية قد انتهت في روسيا.

    نسمع هنا احتجاجات المعترضين الذين يطيب لهم لن يسموا أنفسهم "البلاشفة القدماء" : ألم نقل دائما أن الثورة البرجوازية الديمقراطية لا تنهيها إلا "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية" ؟ وهل انتهت الثورة الزراعية التي هي أيضا برجوازية ديمقراطية؟ أليس من الواقع, بالعكس, أنها لم تبدأ بعد؟

    أجيب: إن أفكار البلاشفة وشعاراتهم قد اثبت التاريخ صحتها, بوجه عام, كل الإثبات, بيد أن الأمور قد جرت , في الواقع العملي, بصورة تختلف عما كان بوسع المرء (أيا كان) توقعه, لقد جرت بصورة اكثر أصالة واكثر تنوعا.

    فإذا تجاهل المرء ذلك أو تناساه, جعل نفسه شبيها لهؤلاء "البلاشفة القدماء" الذين قاموا, اكثر من مرة, بدور مشؤوم في تاريخ حزبنا بترديدهم صيغة محفوظة غيبا وعن غير وعي, بدلا من دراسة أصالة الواقع الجديد الحي.

    إن "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطي" قد تحققت في الثورة الروسية, لان هذه " الصيغة" لا تنص إلا على نسبة القوى بين الطبقات, لا على مؤسسة سياسية ملموسة تعبر عن هذه النسبة وعن هذا التعاون. "سوفييت نواب العمال والجنود", تلك هي " ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية", التي حققتها الحياة.

    إن هذه الصيغة قد شاخت. قد نقلتها الحياة العملية من مملكة الصيغ إلى مملكة الواقع, ونفخت فيها الحياة, وجسدتها, وعدلتها بالتالي.

    ويوضع هدف آخر ,جديد في جدول الأعمال: الفصل, في قلب هذه الديكتاتورية, بين العناصر البروليتارية (من العناصر المناهضة لنزعة الدفاع عن الوطن, العناصر الأممية, "الشيوعية", المنادية بالانتقال إلى الكومونة), وبين عناصر الملاكين الصغار أو عناصر البرجوازية الصغيرة( تشخييدزه, تسيريتيلي, ستيكلوف, والاشتراكيون- الثوريون وغيرهم من الثوريين أنصار الدفاع عن الوطن, اخصام الحركة نحو الكومونة, أنصار "دعم" البرجوازية والحكومة البرجوازية).

    ان من لا يتحدث اليوم إلا عن " ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية" يتأخر عن موكب الحياة, ينتقل, بالتالي, عمليا, إلى البرجوازية الصغيرة ضد النضال البروليتاري الطبقي , ويستحق نبذه إلى أرشيف الشذوذ "البلشفية" ما قبل الثورة (وقد يمكن القول , إلى أرشيف "البلاشفة القدماء").

    إن ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية قد تحققت, ولكن بصورة أصيلة إلى أقصى حد, ومع عدة تعديلات على اكبر جانب من الأهمية. وسأتحدث عن ذلك على حدة في إحدى رسائلي المقبلة. أما اليوم, فينبغي استيعاب هذه الحقيقة التي لا جدال حولها وهي انه يترتب على الماركسي أن يحسب الحساب للواقع الحي, لوقائع الحياة الدقيقة, لا أن يتشبث بنظرية الأمس, التي هي, ككل نظرية, لا تفعل, في احسن الأحوال, غير أن ترسم الجوهري, العام, غير أن تقترب من شمل تعقد الحياة.

    "إن النظرية رمادية اللون, يا صديقي, ولكن شجرة الحياة خضراء إلى الأبد"

    إن من يضع على النمط القديم مسألة "إنجاز" الثورة البرجوازية, يضحي بالماركسية الحية لصالح الكلمة الميتة.
    كانت الصيغة القديمة تقول: محل السيادة البرجوازية, يمكن ويجب أن تحل سيادة البروليتاريا والفلاحين , وديكتاتوريتهم.

    والحال, قد حدث في الحياة الواقعية شيء آخر تماما: تشابك بين الاثنتين (أي سيادة البرجوازية وسيادة البروليتاريا والفلاحين- المعرب) ,تشابك أصيل إلى أعلى درجات الأصالة, تشابك جديد إلى درجة انه لم يسبق له مثيل. فإننا نرى جنبا إلى جنب, ومعا, وفي آن واحد, سيادة البرجوازية( حكومة لفوف وغوتشكوف) وديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية, التي تتنازل بملء إرادتها عن السلطة للبرجوازية وتصبح, بملء إرادتها, عبارة عن ذيل للبرجوازية.

    إذ انه ينبغي ألا ننسى أن السلطة في بتروغراد موجودة فعلا بأيدي العمال والجنود: والحكومة الجديدة لا تقوم ولا تستطيع أن تقوم بأي إكراه تجاهها, إذ انه لا يوجد لا بوليس ولا جيش مفصول عن الشعب, ولا دواوينية كلية الجبروت قائمة فوق الشعب. هذا هو الواقع. وهو بالضبط واقع تتميز به دولة من طراز كومونة باريس. وهذا الواقع لا ينطبق على المخططات القديمة. ينبغي أن نعرف كيف نكيف المخططات وفقا للحياة, لا أن نردد كلمات فقدت معناها , حول "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين" بوجه عام.

    لنتناول المسألة من جهة أخرى لنوضحها على وجه افضل:

    ينبغي على الماركسي ألا يبتعد عن ميدان التحليل الدقيق للعلاقات بين الطبقات. إن البرجوازية تتسلم زمام السلطة. وسواد الفلاحين, أليسوا أيضا برجوازية من فئة أخرى, من نوع آخر,من طابع آخر؟ من أين ينجم أن هذه الفئة لا تستطيع أن تصل إلى السلطة "منجزة" الثورة البرجوازية الديمقراطية؟
    لماذا يستحيل ذلك؟

    هكذا غالبا ما يفكر ويحلل البلاشفة القدماء.

    واجيب: إن هذا ممكن تماما ,بيد انه يترتب على الماركسي, عند تقييم الحقبة الراهنة, أن ينطلق من الواقع, لا من الممكن.

    والحال إن الواقع يبين لنا الحدث الفعلي التالي وهو ان نوابا فلاحين وجنودا, انتخبوا بحرية, يشتركون بحرية في حكومة ثانوية,إضافية, ويكملونها, ويطورونها, ويتقنونها بحرية, وبالحرية نفسها يسلمون السلطة إلى البرجوازية, الأمر الذي لا "يخالف" البتة النظرية الماركسية, لأننا عرفنا دائما وأوضحنا مرارا إن البرجوازية لا تبقى بواسطة العنف وحسب, وانما تبقى أيضا بفضل رتابة الجماهير, وهمود همتها, وعدم وعيها, وعدم تنظيمها.

    أمام هذا الواقع الراهن, من السخف حقا أن ندير ظهورنا للوقائع الفعلية وان نتحدث عن "الإمكانيات" ن الممكن أن يأخذ الفلاحون جميع الأراضي وكل السلطة. ولكني لا أنسى هذه الإمكانية ولا أفقي في اليوم الحالي فقط. بل أصوغ البرنامج الزراعي واضحا دقيقا , آخذا بعين الاعتبار واقعا جديدا, هو انفصال الأجراء الزراعيين والفلاحين الفقراء عن الفلاحين أرباب العمل, انفصالا اعمق.

    ولكن ثمة إمكانية أخرى متوفرة: فقد يصغي الفلاحون إلى نصائح حزب الاشتراكيين- الثوريين, حزب البرجوازية الصغيرة, الذي يخضع لتأثير البرجوازية, والذي انتقل إلى موقع الدفاع عن الوطن, والذي يوصي الفلاحين بالانتظار حتى انعقاد الجمعية التأسيسية, رغم أن موعد انعقادها لما يحدد!

    من الممكن أن يبقى الفلاحون, أن يواصلوا المساومة الشكلية, بل الفعلية أيضا التي اجروها اليوم مع البرجوازية عن طريق سوفييتيات نواب العمال والجنود.

    شتى الفرضيات ممكنة. ومن فادح الخطأ أن ننسى الحركة الزراعية والبرنامج الزراعي. إلا انه من فادح الخطأ أيضا أن ننسى الواقع الذي يبين لنا حدث اتفاق, أو, إذا استعملنا تعبيرا أدق, ذات صفة حقوقية اقل, وذات صفة اقتصادية وطبقية اكبر, حدث تعاون طبقي بين البرجوازية والفلاحين.

    عندما يكف هذا الحدث عن أن يكون واقعا, عندما ينفصل الفلاحون عن البرجوازية, ويأخذون الأرض غصبا عنها, ويأخذون السلطة غضبا عنها, عند ذاك ستنفتح مرحلة جديدة من الثورة البرجوازية الديمقراطية, مرحلة سنتحدث عنها بوجه أخص.

    إن الماركسي الذي تنسيه إمكانية هذه المرحلة المقبلة واجبه الآن, والفلاحون يتفقون مع البرجوازية, إنما يكون برجوازيا صغيرا. إذ انه بالفعل يدعو البروليتاريا إلى الثقة بالبرجوازية الصغيرة ("هذه البرجوازية الصغيرة, هذه الجماهير الفلاحية, ينبغي لها أن تنفصل عن البرجوازية, في نطاق الثورة البرجوازية الديمقراطية بالذات"). إن "إمكانية" مستقبل باسم طريف لا يبقى فيه الفلاح في ذيل البرجوازية ولا يبقى فيه الاشتراكيون- الثوريون, والسادة تشخييدزه وتسيريتيلي وستيكلوف واضرابهم أذيالا للحكومة البرجوازية, إن "إمكانية" هذا المستقبل الباسم ستنسيه الحاضر الكئيب الذي ما يزال فيه الفلاح في ذيل البرجوازية, وما يزال فيه الاشتراكيون- الثوريون والاشتراكيون- الديمقراطيون يقومون بدورهم كذيل للحكومة البرجوازية, كمعارضة "لصاحب الجلالة" لفوف.

    إن هذا الشخص المفترض سيشبه لويس بلان عذبا, ونصيرا معسولا من أنصار كاوتسكي, ولن يشبه في شيء الماركسي الثوري.

    ألا نتعرض لخطر الوقوع في الذاتية, في رغبة "القفز" من فوق الثورة البرجوازية الديمقراطية, غير المنتهية- والتي لا تزال مشوبة بميزات الحركة الفلاحية- إلى الثورة الاشتراكية؟

    إذا قلت: "لا نريد القيصر, بل نريد حكومة عمال", تعرضت لهذا الخطر. ولكني لم اقل هذا, وانما قلت شيئا آخر: قلت انه لا يمكن أن يكون ثمة في روسيا حكومة (باستثناء الحكومة البرجوازية) غير سوفييتات نواب العمال والأجراء الزراعيين والجنود والفلاحين.
    وقلت انه لا يمكن أن تنتقل السلطة اليوم في روسيا من غوتشكوف وولفوف, إلا إلى هذه السوفييتات التي يسيطر فيها بالضبط الفلاحون والجنود, والبرجوازية الصغيرة, هذا إذا استعملنا تعبيرا علميا, ماركسيا, إذا استخدمنا تعريفا غير مستمد من اللغة اليومية, من لغة رجل الشارع, من اللغة المهنية, إذا استخدمنا تعريفا طبقيا.

    لقد تجنبت إطلاقا, في موضوعاتي كل احتمال بالقفز من فوق الحركة الفلاحية أو البرجوازية الصغيرة بوجه عام, التي لم تستنفد وسعها, كل احتمال بلعب لعبة "اخذ السلطة" من قبل حكومة عمالية, كل مغامرة بلانكية أيا كانت, إذ أني استشهدت بصراحة بتجربة كومونة باريس. والحال, إن هذه التجربة, كما هو معروف, وكما اثبت ماركس بدقة في 1871, وانجلس في 1891, قد نفت البلانكية إطلاقا, وضمنت إطلاقا سيطرة الاغلبية و المباشرة, الفورية, غير المشروطة, وكفلت نشاط الجماهير متناسبا فقط مع نشاط هذه الأغلبية الواعي.

    وفي موضوعاتي, ركزت كل شيء, بصورة واضحة كل الوضوح, على النضال من اجل النفوذ في قلب سوفييتات نواب العمال والأجراء الزراعيين والفلاحين والجنود. ولكي لا ادع أي مجال لشك حول هذه النقطة, أشرت مرتين في موضوعاتي إلى ضرورة القيام بعمل "توضيحي" ,دائب, منتظم, عنيد, "مكيف لحاجات الجماهير العملية".

    قد يزعق جهلة أو مرتدون عن الماركسية, أمثال السيد بليخانوف واضرابه, إن ثمة فوضوية, بلانكية, الخ... لكن من يريد أن يفكر ويتعلم لا يستطيع إلا أن يدرك ان البلانكية هي استيلاء أقلية على السلطة, بينما سوفييتات نواب العمال, الخ, هي, بكل تأكيد, المنظمة الفورية المباشرة لأغلبية الشعب.

    إن عملا موجها بدقة إلى النضال من اجل النفوذ في قلب هذه السوفييتات يمكن له , لا يمكن أبدا أن ينصب في مستنقع البلانكية. كما لا يمكن له أيضا أن ينصب في مستنقع الفوضوية, لأن الفوضوية تنكر ضرورة الدولة وسلطة الدولة خلال عهد الانتقال من سيادة البرجوازية إلى سيادة البروليتاريا. غير أني و بالعكس, أدافع عن ضرورة الدولة في هذه المرحلة بوضوح ينفي كل إمكانية سوء فهم وهذا يتفق مع ماركس ومع تجربة كومونة باريس- دولة برلمانية برجوازية عادية, بل دولة بدون جيش نظامي, بدون بوليس مضاد للشعب, بدون دواوينية موضوعة فوق الشعب.

    فإذا كان السيد بليخانوف يزعق بكل قواه في جريدة "ايدينستفو", إن ثمة فوضوية, فهو لا يعطينا على هذا النحو سوى دليل جديد على قطيعته مع الماركسية. لقد تحديت بليخانوف في "البرافدا" (العدد 26) أن يقول لنا ما كان عليه ماركس وانجلس حول الدولة في 1871, و 1872, و 1875, ولكننا نرى السيد بليخانوف مضطرا وسيظل أبدا مضطرا إلى لزوم الصمت حول جوهر المسألة, مع إطلاقه في الوقت نفسه زعقات مماثلة لزعقات البرجوازية الغاضبة.

    إن الماركسي السابق السيد بليخانوف لم يدرك إطلاقا أي شيء من مذهب الماركسية بصدد الدولة. هذا مع العلم ان بذور عدم الإدراك هذا بارزة في كراسه الألماني حول الفوضوية.

    * * *

    لنر الآن كيف يعرض الرفيق كامينيف في مقاله الصادر في الغدد 27 من "البرافدا" , "خلافاته" مع موضوعاتي والآراء المعروضة آنفا. الأمر الذي يتيح لنا فهمها بشكل افضل:

    يقول الرفيق كامينيف:
    "فيما يخص المخطط العام الذي وضعه الرفيق لينين, يبدو لنا انه لا يمكن قبوله, لأنه ينطلق من الاعتراف بأن الثورة البرجوازية الديمقراطية قد انتهت ولأنه يعول على تحول هذه الثورة فورا إلى ثورة اشتراكية...."

    هنا, خطآن كبيران:

    الخطأ الأول: أن مسألة "انتهاء" الثورة البرجوازية الديمقراطية قد أسيء طرحها. فهي مطروحة بصورة مجردة, مبسطة, ذات جانب واحد فقط, إذا جاز القول, ولا تنطبق على الواقع الموضوعي. إن من يطرح المسألة هكذا, من يسأل اليوم: "هل انتهت الثورة البرجوازية الديمقراطية" لا اكثر, إنما يحرم نفسه إمكان فهم واقع في منتهى التعقيد وله جانبان على الأقل. هذا نظريا. أما في التطبيق العملي, فانه يستسلم بصورة يرثى لها للنزعة الثورية البرجوازية الصغيرة.

    والحال إن الحياة الواقعية تبين لنا , في آن, انتقال السلطة إلى البرجوازية (ثورة برجوازية ديمقراطية "منتهية" من الطراز العادي) ووجود حكومة ثانية, إلى جانب الحكومة الحقيقية, هي "ديكتاتورية العمال والفلاحين الثورية الديمقراطية" . وهذه "الحكومة- هي أيضا" قد تنازلت بكل طيبة خاطر عن السلطة للبرجوازية, وقيدت نفسها بنفسها بالحكومة البرجوازية. فهل صيغة الرفيق كامينيف البلشفية القديمة: "إن الثورة البرجوازية الديمقراطية لم تنته " تعكس هذا الواقع؟

    كلا, هذه الصيغة قد شاخت. ولم تعد تصلح لشيء. إنها صيغة ميتة. وعبثا يحاولون بعثها و إحياءها.

    ثانيا. مسألة عملية. من غير المعروف إذا كانت "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية" , الخاصة, المنفصلة عن الحكومة البرجوازية , لا تزال ممكنة في روسيا في الوقت الحاضر. والحال, لا يجوز بناء التكتيك الماركسي على المجهول.

    ولكن إذا كان ذلك لا يزال ممكن الوقوع , فليس من سبيل لبلوغه إلا سبيل واحد, وواحد فقط: فصل العناصر الشيوعية, البروليتارية في الحركة, على الفور, وبصورة قاطعة, نهائية, عن العناصر البرجوازية الصغيرة.

    لماذا؟

    لأنه ليس من باب الصدفة, بل من باب الضرورة إن البرجوازية الصغيرة كلها قد انعطفت إلى الشوفينية (= نزعة الدفاع الثوري عن الوطن), إلى "مساندة" البرجوازية, إلى التبعية للبرجوازية, إلى الخوف من الاستغناء عنها , وهلم جرا, وهكذا دواليك.

    فكيف يمكن "دفع" البرجوازية الصغيرة إلى الحكم إذا كانت تستطيع استلامه منذ الآن, ولكنها لا تريد استلامه؟

    بطريقة واحدة فقط, بالحزب الشيوعي, البروليتاري, بنضال طبقي بروليتاري خال من وجل هؤلاء البرجوازيين الصغار.

    إن تلاحم البروليتاريين الذين تخلصوا, بالفعل لا بالقول, من نفوذ البرجوازية الصغيرة, هو وحده الذي يستطيع أن يجعل الأرض "تحترق" تحت أقدام البرجوازية الصغيرة, بحيث أنها ترى نفسها مضطرة , في ظروف معينة, إلى استلام الحكم, حتى انه ليس من المستبعد أن يوافق غوتشكوف وميليوكوف –في ظروف معينة, أيضا, على أن تكون السلطة بكليتها وبلا منازع في أيدي تشخييدزه, وتسيريتيلي, والاشتراكيين- الثوريين, وستيكلوف, لأن هؤلاء هم, رغم كل شيء, من "أنصار نزعة الدفاع"!

    إن من يفصل منذ الآن, فورا ونهائيا, العناصر البروليتارية في السوفييتات (أي الحزب الشيوعي, البروليتاري) عن العناصر البرجوازية الصغيرة, إنما يعبر بأمانة عن مصالح الحركة في الحالتين الممكنتين التاليتين:

    في حالة ما إذا عرفت روسيا "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين " الخاصة, المستقلة, غير الخاضعة للبرجوازية, كما في حالة ما إذا لم تتوصل البرجوازية الصغيرة إلى الانفصال عن البرجوازية وترددت دائما (أي حتى الاشتراكية) بينها وبيننا.

    إن من يسترشد في نشاطه بمجرد الصيغة البسيطة "أن الثورة البرجوازية الديمقراطية لم تنته" , إنما يعلن نفسه, بالتالي, كفيلا, إذا جاز القول, بان البرجوازية الصغيرة قادرة, بكل تأكيد, على الاستقلال عن البرجوازية. وعلى هذا النحو, يستسلم في الوقت الحاضر, وبصورة يرثى لها, للبرجوازية الصغيرة.

    وللمناسبة. من المستحسن مع ذلك, حيت يتناول الكلام "صيغة" :ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين, أن نتذكر أني أشرت على الأخص في كتابي "خطتان" (تموز 1905) إلى ما يلي:

    "ان ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية, لها ماض ومستقبل كما لكل ما هو موجود في العالم. وماضيها, هو الأوتوقراطية (الحكم المطلق) , والقنانة, والملكية, والامتيازات... أما مستقبلها, فهو النضال ضد الملكية الخاصة, هو نضال العامل الأجير ضد رب العمل , هو النضال في سبيل الاشتراكية..."

    إن الرفيق كامينيف يخطئ حين لا يرى, في عام 1917 أيضا, إلا إلى ماضي ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية الديمقراطية. والحال, أن المستقبل قد بدأ فعلا بالنسبة لها لأن مصالح العامل الأجير ورب العمل وسياستهما قد اختلفت فعلا, وذلك في مسألة رئيسية كما هي عليه مسألة "نزعة الدفاع", مسألة الموقف من الحرب الإمبريالية.

    وهنا اصل إلى الخطأ الثاني في محاكمة الرفيق كامينيف المذكورة أعلاه. انه ينتقدني لكوني " أعول" في مخططي على "تحول هذه الثورة (البرجوازية الديمقراطية) فورا إلى ثورة اشتراكية".

    هذا غير صحيح. فأنا لا "أعول" على "تحول" ثورتنا "فورا" إلى ثورة اشتراكية, وليس هذا وحسب. بل أحذر أيضا صراحة من هذه الطريقة في النظر إلى الأمور, و اعلن صراحة في الموضوعة رقم8 :"...مهمتنا المباشرة لا"فرض" الاشتراكية...".

    أليس بديهيا أن من يعول على تحول ثورتنا فورا إلى ثورة اشتراكية لا يمكنه أن يعارض في فرض الاشتراكية باعتباره مهمة مباشرة؟

    وبالإضافة إلى ذلك نقول انه حتى من المستحيل فرض "دولة – كومونة" (أي دولة من طراز كومونة باريس) في روسيا "فورا", لأنه ينبغي لهذا الغرض أن تدرك أغلبية النواب في جميع ( أو في معظم) السوفيتات بوضوح ما يتصف به تكتيك وسياسة الاشتراكيين- الثوريين, وتشخييدزه وتسيريتيلي وستيكلوف ومن لف لفهم, من خطأ وضرر. والحال, اني أعلنت بكل وضوح ""أني أعول" فقط على عمل إيضاحي "صبور" في هذا المضمار (وأية حاجة للصبر من اجل الحصول على تغيير يمكن تحقيقه "فورا" ؟)!

    إن الرفيق كامينيف قد بالغ نوعا بدافع من "فارغ صبره", وكرر الوهم البرجوازي بصدد كومونة باريس الزاعم أنها شاءت أن تطبق الاشتراكية "فورا". هذا الزعم غير صحيح. فان الكومونة قد تأخرت كثيرا, لسوء الحظ, في تطبيق الاشتراكية. إن كنه الكومونة الحقيقي ليس حيث يبحث البرجوازيون عادة عنه, إنما هو في إنشاء نوع دولة خاص. والحال, إن دولة من هذا النوع قد ظهرت إلى الوجود في روسيا: وهي سوفييتات نواب العمال والجنود!

    إن الرفيق كامينيف لم يمعن الفكر في هذا الواقع, في أهمية السوفييتات الموجودة, وفي واقع تشابه نوعها وطابعها الاجتماعي والسياسي مع دولة الكومونة, وبدلا من أن يدرس الواقع, راح يتحدث عما "أعول" عليه أنا واعتبره مستقبلا "فوريا" . أما النتيجة, فهي انه يلجأ بدوره, مع الأسف, إلى أسلوب يلجأ إليه كثيرون من البرجوازيين, قوامه صرف الانتباه عن مسألة ماهية سوفييتات العمال والجنود, عن مسألة ما إذا كانت من طراز أعلى من الجمهورية البرلمانية, ما إذا كانت اكثر فائدة للشعب , واكثر ديمقراطية, واكثر أهلية لمكافحة النقص في الحبوب ,مثلا, الخ. ,-وهي مسألة حيوية, فعلية, تضعها الحياة على بساط البحث, - وتوجيه الانتباه نحو مسألة عقيمة, علمية المظهر, ولكنها في الواقع فارغة من كل معنى, لاغية, أستاذية صرف , واعني بها أني "أعول على تحول فوري" .

    مسألة باطلة أسيء وضعها. أنى " أعول" فقط, بوجه الحصر, على أن العمال والجنود والفلاحين سيعرفون خيرا من الموظفين, خيرا من البوليس, كيف يحلون القضايا العملية الصعبة, قضايا زيادة إنتاج الحبوب, وتحسين توزيعها, وتحسين تموين الجنود, وهلم جرا وهكذا دواليك.

    واني لعلى اقتناع راسخ بان سوفييتات نواب العمال والجنود ستعرف خيرا من الجمهورية البرلمانية و اسرع منها كيف تجعل من مبادرة جماهير الشعب أمرا واقعا (راجع في رسالة أخرى مقارنة اكثر تفصيلا بين نموذجي الدولة) . وستقرر بصورة افضل واصح, بصورة عملية اكثر, كيف يمكن القيام بخطوات نحو الاشتراكية وبأية خطوات. إن رقابة المصرف ودمج جميع المصارف في مصرف واحد ليسا بعد الاشتراكية, بل خطوة نحوها. ومن هذه الخطوات يتخذ اليوم في ألمانيا اليونكر والبرجوازيون ضد الشعب. غير أن سوفييت نواب العمال والجنود سيفعل غدا هذا على نحو افضل بكثير, في صالح الشعب, إذا مل كانت سلطة الدولة كلها بين يديه.

    وما الذي يجبر على اتخاذ مثل هذه الخطوات؟
    المجاعة. تشوش الحياة الاقتصادية. الإفلاس الوشيك. فظائع الحرب. الجراح الكريهة التي تتسبب بها الحرب للإنسانية.
    وينهي الرفيق كامينيف مقاله بإعلانه انه "يأمل أن يدافع عن وجهة نظره في مناقشة واسعة باعتبارها وجهة النظر الوحيدة الممكنة للاشتراكية – الديمقراطية الثورية إذا كانت تريد ويجب عليها أن تبقى إلى النهاية حزب الجماهير الثورية من البروليتاريا, لا أن تتحول إلى فريق من الدعاة الشيوعيين".

    برأيي أن هذه الأقوال تنم عن تقدير خاطئ كليا للحقبة الراهنة:
    فان الرفيق كامينيف يعارض "حزب الجماهير" ب "فريق الدعاة". والحال أن " الجماهير" هي اليوم فريسة نشوة الدفاع "الثوري" عن الوطن. أفلا يليق بالأمميين أيضا أن يعرفوا في مثل هذه الحقبة كيف يقفون بوجه هذه النشوة "الجماهيرية" بدلا من أن "يرغبوا في البقاء" مع الجماهير, أي بدلا من أن يستسلموا للعدوى العامة؟ أولم نر الشوفينيين في جميع البلدان المتحاربة الأوربية يحاولون تبرير أنفسهم متذرعين برغبتهم في "البقاء مع الجماهير"؟ أليس من الواجب أن نعرف كيف نبقى أقلية بعض الوقت لمواجهة النشوة "الجماهيرية"؟

    أليس نشاط الدعاة, بوجه الدقة, النقطة المركزية في الحقبة الراهنة لاستخلاص الخطة البروليتارية من النشوة "الجماهيرية" الدفاعية والبرجوازية الصغيرة؟ إن تكتل الجماهير, البروليتارية وغير البروليتارية دون أي تمييز طبقي في داخل هذه الجماهير, هو الذي كان شرطا من شروط العدوى الدفاعية. فلا يليق ابدا, كما يبدو لي, التحدث بازدراء عن "فريق الدعاة" للخطة البروليتارية.

    -----------------------------------------------------
    كتب بين 8 و 13 نيسان 1917.
    ترجمة: إلياس شاهين
    النسخ الالكتروني: موريس عايق(يوليو 2004)
                  

09-15-2009, 04:14 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    Struggle forward
                  

09-15-2009, 04:46 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    (*)
                  

09-17-2009, 08:34 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: كمال علي الزين)

    · في الرياضيات : الاكثر + والاقل -. التفاضل والتكامل.

    · في الميكانيك: فعل ورد فعل.

    · في الفيزياء : كهرباء ايجابية وكهرباء سلبية.

    · في الكيمياء: اتحاد الذرات وانفصالها.

    · في العلم الاجتماعي: الصراع الطبقي.
                  

09-18-2009, 05:09 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-18-2009, 05:22 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-18-2009, 07:46 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-19-2009, 07:48 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    واحد ظريف قال السودان محتاج إلى 60 لينين
                  

09-21-2009, 03:39 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-22-2009, 06:35 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    لمناسبة ختام دورة المنبر :

    احظ الفرق بين أسس نوعين تلاتة من التفكير:

    1- التفكير الديني العام: قائم على الحديث في أصل الأكوان ونهاياتها وما بينهما من عنعنات وأنهار لبن وأنهار عسل وحور عين ..إلخ

    2- التفكير العلمي العام: القائم على البحث العلمي في طبيعة الأشياء المادية وعناصرها وصلاتها وحركتها وكيفية الإفادة بها في مصلحة معينة.

    3- التفكير العلمي المادي التاريخي: القائم على البحث والتغيير في نطاق الحركة الجدلية المجتمعات البشرية مركزاً على:
    كيفية نظمها لعيشها ومراحل هذا الإنتظام أو ذاك والتناسب والتفاوت في علاقات إنتاجها وحكمها لأمورها وعلاقاتها الداخلية والخارجية.


    أربعة مسائل مهمة:


    * لا توجد وسيلة لقفل باب الإتهام بالإلحاد.

    * كل الأديان بعدد كبير من الحروب والتكفيرات إنتهت إلى طوائف غرباء.

    * التطور البشري مربوط بالفاعلية الإجتماعية للعلم ونجاح تطبيقاته في دفع عملية تحرر الطبقة العاملة والزراع والرعاة وعموم الكادحين والمهمشين والشعوب المستضعفة
    وتحقيق حريتها من حالة نقص الضرورات والتكالب عليها أي حريتها من التملك الفردي الخاص لموارد المجتمع وربا العمل وصنوف الإستغلال والتهميش المواشجة له.

    * إشتراك الناس في الحكم السياسي وفي الثروة الإجتماعية إشتراكية علمية هو الباب الموضوعي والديني لزيادة العدل والإحسان في المعاملة بين الناس

    وحسب الحديث الشريف المعرِف فـ: "الدين المعاملة"

    إصطلاحات الموازين والتطفيفات والربا المذكورة بالنهي في القرءآن تتجاوز قصر الفهوم البشرية لها على (ميزان الكنتين) إلى كونها تشمل موازين الإنتاج والحكم المنظم له ولجماعاته.



    ولك التقدير
                  

09-23-2009, 03:47 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-23-2009, 04:57 AM

Ash

تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    سلام ...

    المنصور;

    أخ لو أعرف سر "ثقة" "الديالكتيك" في المدعو "الدولة"!!!

    وهل "الدولة" "القابضة" علي مفاتن "السلطة" هي ذات "الدولة" الـ "فاكة" مفاتن "السلطة"!

    عليك الله جاوب عشان الناس "المنتظرة"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                  

09-23-2009, 05:42 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Ash)

    يااا آش

    الإحترام والسلام والعيد مبارك



    في العالم الحديث كما هو معلوم لا توجد ثقة إلا رحمة الله ودي برضه عند آخرين قاعدة تنزل مع إرتفاع الأسعار

    والكلام أخد وعطا والكلمة الطيبة ما في أحسن منها في النقاش للوصول إلى المتفق عليه وإلى المختلف عليه

    أما النكلام بطريقة البيكسر رقبة أخوه أول منو ؟ فدا بكون إسمه مناجشة

    الوسيلة الأنجع في أمور الثقافة والسياسة هي المناقشة

    و الأفيد في النقاشات هي التي يجتمع فيها مع العلم الأدب والفن .

    مش واك واك واك



    والتقدير لك مع الود والسلام






    هاي قيت 
                  

09-23-2009, 05:51 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-24-2009, 07:39 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    المنصور



    كل عام وانـت بالف خير وعيد سعيد ومبارك عليك

    ( وتتمــدد التهنئة للاســرة الكريمة ..ان وجدت ..والا تنداح التهانــى بالعيد للاهل )


                  

09-24-2009, 11:43 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    صوماً مقبولاً وعيداً مباركاً
                  

09-24-2009, 12:30 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    الحبيب المنصور جعفر عيدكم سعيد وكل سنة وأنت طيب

    Quote: مع المفهوم الاول عن الحركة، تبقى في الظل الحركة الذاتية، قوتها المحرّكة، مصدرها، سببها (او يُـنقل هذا المصدر الى الخارج-الله، فاعل ما،etc). اما المفهوم الىخر، فهو يحملنا خاصة على معرفة مصدر الحركة الذاتية.

    المفهوم الاول: جامد، عقيم، جاف. المفهوم الثاني: طافح بالنشاط والحياة. فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح الحركة الذاتية لكل ما هو موجود؛ فقط المفهوم الثاني يعطينا مفتاح "القفزات" ، و"الانقطاع في الاستمرار"، " وتحول الشيء الى نقيضه"، وتدمير ما هو قديم وولادة ما هو جديد.



    لو سمحت لي ممارسة الديالكتيك معك (هيجليه وماركسيه)
    هل لكم أن تدلل على جمودية، عقم وجفاف المفهوم الأول للحركة؟
    وكذا المفهوم الثاني، وهل أحكامك هذه مطلقة أم مقيدة؟
                  

09-24-2009, 12:42 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: آدم صيام)

    الإحترام والسلام وعيد مبارك يا أستاذ صيام



    لاحظ الفرق بين أسس نوعين تلاتة من التفكير:

    1- التفكير الديني العام: قائم على الحديث في أصل الأكوان ونهاياتها وما بينهما من عنعنات وأنهار لبن وأنهار عسل وحور عين ..إلخ

    2- التفكير العلمي العام: القائم على البحث العلمي في طبيعة الأشياء المادية وعناصرها وصلاتها وحركتها وكيفية الإفادة بها في مصلحة معينة.

    3- التفكير العلمي المادي التاريخي: القائم على البحث والتغيير في نطاق الحركة الجدلية المجتمعات البشرية مركزاً على:
    كيفية نظمها لعيشها ومراحل هذا الإنتظام أو ذاك والتناسب والتفاوت في علاقات إنتاجها وحكمها لأمورها وعلاقاتها الداخلية والخارجية.


    أربعة مسائل مهمة:


    * لا توجد وسيلة لقفل باب الإتهام بالإلحاد.

    * كل الأديان بعدد كبير من الحروب والتكفيرات إنتهت إلى طوائف غرباء.

    * التطور البشري مربوط بالفاعلية الإجتماعية للعلم ونجاح تطبيقاته في دفع عملية تحرر الطبقة العاملة والزراع والرعاة وعموم الكادحين والمهمشين والشعوب المستضعفة
    وتحقيق حريتها من حالة نقص الضرورات والتكالب عليها أي حريتها من التملك الفردي الخاص لموارد المجتمع وربا العمل وصنوف الإستغلال والتهميش المواشجة له.

    * إشتراك الناس في الحكم السياسي وفي الثروة الإجتماعية إشتراكية علمية هو الباب الموضوعي والباب الديني لزيادة العدل والإحسان في المعاملة بين الناس حسب الحديث الشريف المعرِف : "الدين المعاملة"

    إصطلاحات الموازين والتطفيفات والربا المذكورة بالنهي في القرءآن تتجاوز قصر الفهوم البشرية لها على (ميزان الكنتين) إلى كونها تشمل موازين الإنتاج والحكم المنظم له ولجماعاته.



    ولك التقدير
                  

09-24-2009, 12:51 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-25-2009, 03:41 AM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-25-2009, 12:29 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)
                  

09-25-2009, 01:48 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    جزء من عرض لينين للماركسية:


    ....... وقد نبذ ماركس نبذا قاطعا، ليس فقط المثالية المقرونة ابدا الى الدين، بشكل او باخر، بل نبذ ايضا وجهة نظر هيوم و كانط المنتشرة خصوصا في ايامنا هذه، و العجزية، و الانتقادية، و المذهب الوضعي20 باشكالها المختلفة اذ انه كان يعتبر هذا النوع من الفلسفة بمثابة تنازل "رجعي" امام المثالية و في احسن الاحوال بمثابة "اسلوب جبان يقبل المادية في السر و ينكرها في العلن."21 وبصدد هذا راجعوا رسالة ماركس الى انجلز المؤرخة في 12 كانون الاول/ديسمبر 1868 التي يتحدث فيها عن محاضرة العالم الطبيعي الشهير توماي هكسلي و يلاحظ فيها ان هذا العالم قد ظهر "ماديا اكثر من العادة" و اعترف "باننا ما دمنا نلاحظ فعلا و ما دمنا نفكر فلا نستطيع ان نخرج ابدا من المادية" ثم يتهمه ماركس بانه "فتح بابا سريا " للعجزية ولنظرية هيوم.

    و من المهم خصوصا ان نسجل راي ماركس حول العلاقة بين الحرية و الضرورة: "ليست الضرورة عمياء الا ما دامت غير مفهومة. الحرية هي: فهم الضرورة" ( انجلس. "ضد دوهرنغ") و هذا يعني، اذن، الاعتراف بـ: مطابقة الطبيعة للقوانين الموضوعية، و تحول الضرورة الديالكتيكي الى حرية (كتحول "الشيء بذاته" وغير المدرك و لكنه قابل للادراك الى "شيء لنا"، تحول "جوهر الاشياء" الى "ظاهرات").


    العيوب الاساس في المادية القديمة و في جملتها مادية فورباخ (بالاحرى المادية "المبتذلة" عند بوخنر و فوغت و موليشوت) هو في نظر ماركس و انجلس:

    اولا- ان هذه المادية كانت "في اساسها ميكانيكية" و لم تكن لتاخذ بعين الاعتبار اخر ما توصلت اليه الكيمياء و البيولوجيا (و من المناسب ان نضيف اليها في ايامنا هذه النظرية الكهربائية للمادة).

    ثانيا – ان المادية القديمة لم تكن تاريخية و لا ديالكتيكية (كانت ميتافيزيقية بمعنى انها ضد الديالكتيكية) ولم تكن تطبق وجهة نظر التطور من جميع نواحيها على نحو منسجم محكم الحلقات الى النهاية.

    ثالثا – انها تفهم "جوهر الانسان" على نحو تجريدي لا بمثابة "مجموعة العلاقات الاجتماعية كافة" (التي يحددها التاريخ على نحو ملموس). وهكذا لم تقم الا "بتفسير" العالم مع ان المقصود كان "تغييره" و بتعبير اخر ان المادية القديمة لم تكن تدرك شان "النشاط العملي الثوري".



    الديالكتيك

    لقد كان ماركس و انجلس يريان في ديالكتيك هيغل اوسع مذهب من مذاهب التطور و اوفرها مضمونا و اشدها عمقا و اثمن اكتسابا حققته الفلسفة الكلاسيكية الالمانية. و كانت كل صيغة اخرى لمبدا التطور تتراءى لهما وحيدة الجانب فقيرة المضمون تشوه و تفسد السير الواقعي للتطور (الذي يتميز احيانا بقفزات و كوارث و ثورات) في الطبيعة و المجتمع.

    "اننا كلينا، ماركس و انا، كنا وحدنا تقريبا اللذين عملا لانقاذ الديالكتيك الواعي" (من المثالية بما فيها الهيغلية نفسها) "وذلك بادخاله في المفهوم المادي للطبيعة". "ان الطبيعة هي محك الاختبار، و علم الطبيعة الحديث قد اغنى الى اقصى حدود الغنى و لا يزال يضيف لوازم هذا الاختبار يوميا و بذلك اثبتت هذه العلوم ان الطبيعة تعمل في نهاية المطاف على نحو ديالكتيكي لا على نحو ميتافيزيقي".


    قال انجلس ايضا: "ان الفكرة الاساسية الكبرى التي تقول بان العالم لا يتالف من اشياء تامة الصنع بل هو مجموعة من العمليات يطرا فيها على الاشياء التي تبدو في الظاهر ثابتة و كذلك على انعكاساتها الذهنية في دماغنا،اي الافكار، تغير مستمر من الصيرورة و الفناء، ان هذه الفكرة الاساسية الكبرى قد نفذت على نحو عميق منذ هيغل في الادراك العام حتى انه لا يوجد من يعارضها في شكلها العام هذا.


    ولكن الاعتراف بهذه الفكرة كلاما شيء و تطبيقا في الواقع في كل حال من الاحوال و في كل ميدان من ميادين البحث شيء اخر". "ليس هناك من امر نهائي مطلق مقدس امام الفلسفة الديالكتيكية فيه ترى كل شيء و في كل شيء خاتم الهلاك المحتوم، و ليس ثمة شيء قادر على الصمود في وجهها غير الحركة التي لا تنقطع، حركة الصيرورة و الفناء، حركة التصاعد ابدا دون توقف من الادنى الى الاعلى. وهذه الفلسفة نفسها ليست الا مجرد انعكاس هذه الحركة في الدماغ المفكر". فالديالكتيك هو اذن في نظر ماركس علم القوانين العامة للحركة سواء في العالم الخارجي ام في الفكر البشري".


    ان هذا المظهر الثوري لفلسفة هيغل هو ما تبناه ماركس و طوره. فالمادية الديالكتيكية "لم تعد بحاجة الى فلسفة توضع فوق العلوم الاخرى" وان ما تبقى من الفلسفة القديمة هو "نظرية الفكر و قوانينه- المنطق الشكلي و الديالكتيك. غير ان الديالكتيك حسب مفهوم ماركس كما هو حسب مفهوم هيغل يشمل ما يسمى اليوم بنظرية المعرفة او "العرفانية" التي يجب ان تعالج موضوعها من وجهة نظر تاريخية ايضا و ذلك بان تدرس و تعمم منشا المعرفة وتطورها اي الانتقال من اللامعرفة الى المعرفة.


    في ايامنا دخلت فكرة النمو فكرة التطور على نحو كلي تقريبا في الوعي الاجتماعي و لكن عن غير طريق فلسفة هيغل. بيد ان هذه الفكرة كما صاغها ماركس وانجلس بالاستناد الى هيغل هي اوسع جدا و اغنى جدا في محتواها من الفكرة الشائعة عن التطور.

    تطور يبدو كانه يستنسخ مراحل مقطوعة سابقا و لكن على نحو اخر و على درجة الرفع [نفي النفي] تطور على نحو لولبي اذا صح التعبير لا على نحو خط مستقيم- تطور بقفزات و كوارث وثورات- "انقطاعات في التدرج" تحول الكمية الى كيفية – اندفاعات داخلية نحو التطور يثيرها التضاد و التصادم في القوى و الاتجاهات المتمايزة التي تعمل في جسم معين او في حدود ظاهرة معينة او في قلب مجتمع معين – تبعية متبادلة و صلة وثيقة لا يمكن فصمها بين جميع جوانب كل ظاهرة (والتاريخ يكشف دائما عن جوانب جديدة)، صلة تحدد مجرى الحركة الوحيد المشروع الكلي: هذ هي بعض مميزات الديالكتيك بوصفه مذهبا للتطور اغنى من المذهب الشائع. (راجع رسالة ماركس الى انجلس بتاريخ 8 كانون الثاني/جانفي 1868 حيث يهزا من "سفسطات شتاين "المشدودة" التي من الحماقة خلطها بالديالكتيك المادي.)



    المفهوم المادي للتاريخ

    ادرك ماركس خلو المادية القديمة من المنطق و عدم اكتمالها و طابعها الوحيد الجانب. فاقتنع بانه يجب "جعل علم المجتمع منسجما مع الاساس المادي و اعادة بنائه استنادا الى هذا الاساس". واذا كانت المادية بوجه عام تفسر الوعي بالكائن و ليس بالعكس فهي تتطلب عند تطبيقها على الحياة الاجتماعية للانسانية تفسير الوعي الاجتماعي بالكائن الاجتماعي. يقول ماركس: "ان التكنولوجيا تبرز اسلوب عمل الانسان تجاه الطبيعة اي العملية المباشرة لانتاج حياته و بالتالي الظروف الاجتماعية لحياته و الافكار او المفاهيم الفكرية التي تنجم عن هذه الظروف" ("راس المال" المجلد الاول


    وقد اعطى ماركس صيغة كاملة عن الموضوعات الاساسية للمادية في تطبيقها على المجتمع البشري و على تاريخه و ذلك في مقدمة كتابه: "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي" قال:((ان الناس اثناء الانتاج الاجتماعي لحياتهم يقيمون فيما بينهم علاقات معينة ضرورية مستقلة عن ارادتهم. و تطابق علاقات الانتاج هذه درجة معينة من تطور قواهم المنتجة المادية))

    مجموع علاقات الانتاج هذه يؤلف البناء الاقتصادي للمجتمع اي الاساس الواقعي الذي يقوم عليه بناء فوقي حقوقي و سياسي و تطابقه اشكال معينة من الوعي الاجتماعي. ان اسلوب انتاج الحياة المادية يشترط تفاعل الحياة الاجتماعي و السياسي و الفكري بصورة عامة. فليس ادراك الناس هو الذي يحدد معيشتهم بل على العكس من ذلك معيشتهم الاجتماعية هي التي تحدد ادراكهم.


    عندما تبلغ قوى المجتمع المنتجة المادية درجة معينة من تطورها تدخل في تناقض مع علاقات الانتاج الموجودة او مع علاقات الملكية – و ليست هذه سوى التعبير الحقيق لتلك – التي كانت الى ذلك الحين تتطور ضمنها. فبعد ما كانت هذه العلاقات اشكالا لتطور القوى المنتجة تصبح قيودا لهذه القوى. و عندئذ ينفتح عهد الثورة الاجتماعية. و مع تغير الاساس الاقتصادي يحدث انقلاب في كل البناء الفوقي الهائل بهذا الحد او ذاك من السرعة.


    عند دراسة هذه الانقلابات ينبغي دائما التمييز بين الانقلاب المادي لشروط الانتاج الاقتصادية – هذا الانقلاب الذي يحدد بدقة العلوم الطبيعية – وبين الاشكال الحقوقية و السياسية و الدينية و الفنية و الفلسفية او بكلمة مختصرة الاشكال الفكرية التي يتصور فيها الناس هذا النزاع ويكافحونه.


    فكما انه لا يمكن الحكم على فرد وفقا للفكرة التي لديه عن نفسه كذلك لا يمكن الحكم على عهد انقلاب كهذا وفقا لوعيه. فينبغي تفسير هذا الوعي بتناقضات الحياة المادية و بالنزاع القائم بين قوى المجتمع المنتجة و علاقات الانتاج"..."


    ان اساليب الانتاج الاسلوب الاسيوي و القديم و الاقطاعي و البرجوازي الحديث مرسومة بخطوطها الكبرى يمكن اعتبارها بمثابة عهود متصاعدة من التكون الاجتماعي الاقتصادي".(" راجع الصيغة الموجزة التي يعطيها ماركس في رسالته الى انجلس بتاريخ 7 تموز/جويلية 1866: "نظريتنا حول تحديد تنظيم العمل بواسطة وسائل الانتاج").



    ان اكتشاف المفهوم المادي عن التاريخ او بتعبير ادق تطبيق و توسيع المادية بداب و انسجام الى النهاية حتى تشمل ميدان الظاهرات الاجتماعية قد قضى على عيبين رئيسيين في النظريات التاريخية السابقة: اولا: لم تكن هذه النظريات تاخذ بعين الاعتبار، في احسن الحالات، غير الدوافع، دون ان تدرك القوانين الموضوعية التي تسير تطور نظام العلاقات الاجتماعية، دون ان ترى جذور هذه العلاقات في درجة تطور الانتاج المادي.




    ثانيا: كانت النظريات السابقة تهمل على وجه الضبط عمل جماهير السكان بينما مكنت المادية التاريخية لاول مرة من دراسة الظروف الاجتماعية لحياة الجماهير و من دراسة تغيرات هذه الظروف بدقة العلوم الطبيعية.


    لقد كان "علم الاجتماع" و علم التاريخ قبل ماركس يكدسان في احسن الحالات وقائع خام مجموعة كيفما اتفق و يعرضان بعض الجوانب من حركة تطور التاريخ. لقد شقت الماركسية الطريق امام دراسة واسعة شاملة لعملية نشوء تشكيلات المجتمع الاقتصادية و تطورها و انهيارها و ذلك بتحليلها مجموعة الميول المتناقضة و ردها الى ظروف المعيشة و الانتاج الواضحة المعالم لمختلف طبقات المجتمع و بابعادها اختيار الافكار "القائدة" او تاويلها على نحو ذاتي و اعتباطي و يكشفها عن جذور جميع الافكار و جميع الميول المتباينة في اوضاع القوى المنتجة المادية دون استثناء.


    ان الناس هم صانعوا تاريخهم و لكن..
    ما الذي يحدد دوافعهم و خصوصا دوافع الجماهير البشرية؟
    ما هو سبب نزاعات الافكار و المطامح المتضادة؟
    ماذا يمثل مجموع هذه النزاعات في مجمل المجتمعات البشرية و ما هي الشروط الموضوعية لانتاج الحياة المادية التي يقوم عليها اساس كل نشاط الناس التاريخي؟
    و ماهو قانون تطور هذه الشروط؟


    ان ماركس قد اعار انتباهه لهذه المسائل و رسم الطريق لدراسة علمية للتاريخ بوصفه حركة تطور واحدة تسير وفق قوانين معينة رغم تنوعها العجيب و رغم جميع تناقضاتها.




    الصراع الطبقي

    من المعلوم انه في كل مجتمع تتصادم مطامح البعض مع مطامح البعض الاخر و ان الحياة الاجتماعية مليئة بالتناقضات، و ان التاريخ يكشف لنا عن الصراع الذي بين الشعوب و المجتمعات، كما يقوم داخل الشعوب و المجتمعات نفسها، و انه يبين لنا ايضا مراحل متعاقبة من الثورة و الرجعية، من السلم و الحروب، من الركود و التقدم السريع او الانحطاط.


    ان الماركسية قد رسمت النهج الموجه الذي يتيح اكتشاف وجود القوانين في هذا التعقيد و التشوش الظاهر و نعني بهذا نظرية الصراع الطبقي. فقط دراسة مجمل المطامح لدى جميع اعضاء مجتمع ما او عدد من المجتمعات تسمح بتحديد نتيجة هذه المطامح تحديدا علميا. هذا مع العلم ان المطامح المتناقضة يولدها تباين الاوضاع و شروط الحياة لدى الطبقات التي ينقسم اليها كل مجتمع.


    يقول ماركس في "البيان الشيوعي": "ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا (ثم يضيف انجلس فيما بعد: ما عدى المشاعية البدائية) لم يكن سوى تاريخ صراع بين الطبقات. فالحر و العبد، و النبيل و العامي، و السيد الاقطاعي و القن، و المعلم و الصانع، اي باختصار، المضطهدون و المضطهدين، كانوا في تعارض دائم و كانت بينهم حرب مستمرة، تارة ظاهرة، و تارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع باسره و اما بانهيار الطبقتين معا...اما المجتمع البرجوازي الحديث الذي خرج من احشاء المجتمع الاقطاعي الهالك فانه لم يقض على التناقضات بين الطبقات بل اقام طبقات جديدة محل القديمة و اوجد ظروفا جديدة للاضطهاد واشكالا جديدة للنضال بدلا من القديمة.


    ما يميز عصرنا الحاضر، عصر البرجوازية، هو انه جعل التناحر الطبقي اكثر بساطة. فان المجتمع اخذ بالانقسام، اكثر فاكثر، الى معسكرين فسيحين متعارضين، الى طبقتين كبيرتين العداء بينهما مباشر: هما البرجوازية و البروليتاريا". ومنذ الثورة الفرنسية الكبرى كشف تاريخ اوروبا في عدد من البلدان على نحو بديهي خاص عن السبب الحقيقي للاحداث وهو صراع الطبقات. فمنذ عهد عودة الملكية ظهر في فرنسا عدد من المؤرخين (تييري و غيزو و مينيه و تيير) الذين كانوا مجبرين عند تلخيصهم لما كان يحدث ان يعترفوا بان الصراع الطبقي موجود وانه المفتاح الذي يتيح فهم كل تاريخ فرنسا.


    ولكن المرحلة الحديثة الاخيرة، مرحلة انتصار البرجوازية التام، و المؤسسات التمثيلية و الاقتراع الموسع (ان لم يكن العام)، مرحلة الصحافة اليومية الزهيدة الثمن، التي تتغلغل بين الجماهير الخ. هذه المرحلة قد اثبتت بمزيد من الجلاء ايضا (ولو احيانا على نحو وحيد الجانب و "سلمي" و "دستوري") ان الصراع الطبقي هو محرك الاحداث.


    ان المقتطف التالي من "البيان الشيوعي" يبين لنا ما طلبه ماركس من علم الاجتماع من وجهة نظر التحليل الموضوعي لاوضاع كل طبقة من طبقات المجتمع الحديث بالارتباط مع تحليل تطور هذه الطبقة: ((وليس بين جميع الطبقات التي تقف الان امام البرجوازية وجها لوجه الا طبقة واحدة ثورية حقا هي البروليتاريا. ان جميع الطبقات الاخرى تنحط و تنقرض في النهاية مع نمو الصناعة الكبرى اما البروليتاريا فهي – خلافا لذلك – اخص واساس منتجات هذه الصناعة. ان الشريحة السفلى من الطبقة المتوسطة و صغار الصناعيين و الباعة و الحرفيين و الفلاحين تحارب البرجوازية من اجل الحفاظ على وجودها بوصفها فئات متوسطة. فيه ليست اذن ثورية بل محافظة و اكثر من محافظة ايضا انها رجعية. اذ انها تريد ان تدور عجلة التاريخ الى الوراء. وان حدث و ان كانت ثورية فذلك لانها في حالة انتقال الى صفوف البروليتاريا و بذلك لا تدافع عن مصالحها الانية بل عن مصالحها المستقبلية وهي تتخلى عن وجهة نظرها الخاصة لتتخذ لنفسها و جهة نظر البروليتاريا))


    و في جملة من المؤلفات التاريخية اعطى ماركس امثلة ساطعة و عميقة عن علم التاريخ المادي وعن تحليل ظروف كل طبقة بذاتها و احيانا ظروف مختلف الجماعات و الفئات في الطبقة الواحدة و بين على نحو ساطع لماذا و كيف ((ان كل نضال طبقي هو نضال سياسي"))


    ان المقطع الذي استشهدنا به انفا يبين بوضوح كم هي معقدة شبكة العلاقات الاجتماعية و الدرجات الانتقالية بين طبقة و اخرى و بين الماضي و المستقبل التي يحللها ماركس ليظهر حاصل كل التطور التاريخي.



    ان نظرية ماركس تجد تاكيدها و تطبيقها الاكثر عمقا و شمولا و تفصيلا في مذهبه الاقتصادي:


    ............
    ........................................
    ..............................................




    ----------------------------

    بتصرف بسيط في علامات الكتابة وضبط مسافات الفقرات وشطب بعض واوت وكلمات معرجة

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=9754
                  

09-25-2009, 03:13 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    عرض لينين لمذهب ماركس الإقتصادي اللي بيعتبره لينين كينونة المادية:

    مذهب ماركس الاقتصادي

    يقول ماركس في مقدمة كتابه "راس المال": " ان الهدف النهائي لهذا الكتاب هو ان يكشف عن القانوا الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث" اي المجتمع الراسمالي البرجوازي. فدراسة علاقات الانتاج في هذا المجتمع المحدد تاريخيا من حيث ولادة هذه العلاقات و تطورها و زوالها ذلك هو مضمون مذهب ماركس الاقتصادي.

    ان الشيء السائد في المجتمع الراسمالي هو انتاج البضائع. و لهذا يبدا تحليل ماركس بتحليل البضاعة.
    والقيمة


    البضاعة:

    هي بالدرجة الاولى شيء يسد حاجة من حاجات الانسان.
    و هي بالدرحة الثانية شيء يمكن مبادلته بشيء اخر.
    ان منفعة شيء ما تعطيه قيمة استعمالية.

    القيمة التبادلية- او القيمة باختصار- فهي:

    اولا، العلاقة، النسبة، في مبادلة عدد من القيم الاستعمالية من نوع ما بعدد من القيم الاستعمالية من نوع اخر.


    ان التجربة اليومية تبين لنا ان الملايين و المليارات من مثل هذه المبادلات تقيم دون انقطاع علاقات من التعادل بين القيم الاستعمالية الاكثر تنوعا و الاكثر تباينا.


    ما هو العنصر المشترك بين هذه الاشياء المختلفة التي يعادل بعضها ببعض باستمرار في نظام من العلاقات الاجتماعية؟


    ان العنصر المشترك بينها هو كونها نتاجات عمل. فعندما يتبادل الناس منتجاتهم يعادلون بين انواع العمل الاكثر تباينا. ان انتاج البضائع هو نظام من العلاقات الاجتماعية يخلق فيه شتى المنتجين منتجات متنوعة (التقسيم الاجتماعي للعمل) ويعادلون بينها عند التبادل.


    و بالتالي ان العنصر المشترك بين جميع البضائع ليس هو العمل في فرع معين من الانتاج و ليس هو عملا من نوع خاص، بل هو العمل الانساني المجرد، العمل الانساني بوجه عام.


    ففي مجتمع معين تؤلف كل قوة العمل الممثلة في مجموع قيم كل البضائع قوة عمل انساني واحدة موحدة.
    و الدليل على ذلك المليارات من امثلة التبادل.


    وهكذا فكل بضاعة ماخوذة بمفردها لا تمثل سوى جزء ما من وقت العمل الضروري اجتماعيا.


    ان كمية القيمة تحدد بقيمة العمل الضروري اجتماعيا او بوقت العمل الضروري اجتماعيا لانتاج بضاعة معينة. اي قيمة استعمالية معينة. "ان المنتجين حين يعتبرون منتجاتهم المختلفة متساوية عند تبادلها يقرون بذلك ان ان اعمالهم المختلفة متساوية و هم لا يدركون لا يدركون ذلك و لكنهم يفعلونه". لقد قال اقتصادي قديم: ان القيمة هي العلاقة بين شخصين.

    وكان عليه ان يضيف بكل بساطة الى قوله هذا: علاقة مغلفة بغلاف مادي. ذلك انه لا يمكن فهم القيمة الا بالاستناد الى مجمل علاقات الانتاج الاجتماعية لتشكيلة تاريخية معينة اي العلاقات التي تظهر عند التبادل هذه الظاهرة الجماهيرية التي تتكرر مليارات المرات.

    ((ان البضائع بوصفها قيما ليست الا كميات محدودة من وقت العمل المتجمد)) ("مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"). و بعد تحليل مفصل للصفة المزدوجة للعمل المجسد في البضائع ينتقل ماركس الى تحليل اشكال القيمة و العملة (النقد).


    و المهمة الرئيسية التي يضعها نصب عينيه اذ ذاك هي ان يبحث عن منشا الشكل النقدي للقيمة و ان يدرس التفاعل التاريخي لتطور التبادل ابتداء من اعمال التبادل الفردية و العرضية ("شكل بسيط منفرد و طارئ للقيمة": كمية معينة من بضاعة ما تبادل مقابل كمية معينة من بضاعة اخرى) حتى الشكل العام للقيمة عندما يبادل عدد من البضائع المختلفة ببضاعة واحدة معينة، حتى الشكل النقدي للقيمة حيث يصبح الذهب بمثابة تلك البضاعة المعينة، بمثابة المعادل العام.


    ان النقد بوصفه النتاج الاعلى لتطور التبادل و انتاج البضائع يطمس، يخفي، الصفة الاجتماعية للعمل الفردي اي العلاقة الاجتماعية بين المنتجين المنفردين الذين يرتبطون ببعضهم البعض بواسطة السوق. ويخضع ماركس لتحليل مفصل الى اقصى حد شتى وظائف النقد. و من المهم الملاحظة هنا ايضا (كما في جميع الفصول الاولى من كتاب "راس المال") ان الشكل المجرد للعرض الذي يبدو احيانا استدلاليا فقط يعرض في الواقع مصادر وافرة الغنى حول تاريخ تطور التبادل و انتاج البضائع.

    ((ان النقد يفترض مستوى معينا من التبادل البضاعي. ان شتى اشكال النقد، بوصفه معادلا بسيطا، ووسيلة للتداول، ووسيلة للدفع، و كنزا مخزونا، و نقدا عالميا – تدل بالمقارنة بين تفوق وظيفة على اخرى على مراحل مختلفة جدا من الانتاج الاجتماع)) ("راس المال"، المجلد الاول).



    القيمة الزائدة

    في درجة ما من تطور انتاج البضائع يتحول النقد الى راس مال.

    لقد كانت صيغة تداول البضائع: ب (بضاعة) - ن (نقد) – ب (بضاعة)، اي بيع بضاعة في سبيل شراء غيرها. اما صيغة راس المال العامة فهي بالعكس: ن – ب – ن - اي شراء في سبيل بيع (مع ربح).


    ان هذه الزيادة في القيمة الاولى للنقد الذي وضع قيد التداول هي ما يسميه ماركس "القيمة الزائدة".


    و "زيادة" المال هذه في التداول الراسمالي واقع معروف لدى الجميع.


    ان هذه "الزيادة" بعينها هي التي تحول المال الى راسمال بوصفه علاقة انتاج اجتماعية خاصة محددة تاريخيا. و لا يمكن للقيمة الزائدة ان تنجم عن تداول البضائع لان هذا التداول لا يعرف سوى تبادل اشياء متعادلة، و لا يمكن لها ايضا ان تنجم عن ارتفاع الاسعار لان الخسائر و الارباح لدى كل من الشارين و البائعين تتوازن، و الحال ان الامر يتعلق بظاهرة اجتماعية وسطية و معممة لا بظاهرة افرادية.


    فمن الاجل الحصول على القيمة الزائدة "يجب ان يتمكن صاحب المال من اكتشاف بضاعة في السوق، لها قيمة استعمالية، تتمتع بميزة خاصة هي ان تكون مصدرا للقيمة"، اي بضاعة تكون عملية استهلاكها في الوقت نفسه عملية تخلق قيمة. وبالفعل هذه البضاعة موجودة: انها قوة العمل الانساني.


    ان استهلاكها هو العمل و العمل يخلق القيمة. ان صاحب المال يشتري قوة العمل بقيمتها التي يحددها، كما يحدد قيمة كل بضاعة اخرى، وقت العمل الضروري اجتماعيا لانتاج البضاعة (اي نفقات اعالة العامل و عائلته).


    و حين يشتري صاحب المال قوة العمل يصبح من حقه ان يستهلكها اي ان يجعلها تعمل طوال النهار ولنقل 12 ساعة. و لكن العامل حين يشتغل 6 ساعات (اي وقت العمل "الضروري") يعطي انتاجا يغطي نفقات اعالته و في الساعات الست الاخرى (اي وقت العمل "الزائد") يعطي انتاجا "زائدا" لا يدفع الراسمالي اجرة عنه اي يعطي القيمة الزائدة.


    بالتالي فمن وجهة نظر عملية الانتاج يجب ان نميز قسمين في الراسمال: الراسمال الثابت الذي ينفق على وسائل الانتاج (الات، و ادوات عمل، و مواد اولية الخ.) وتنتقل قيمته كما هي (دفعة واحدة او دفعات) الى المنتوج التام الصنع، و الراسمال المتغير (المتحرك) الذي ينفق على قوة العمل.


    قيمة هذا الراسمال لا تظل ثابتة بل تنمو في عملية الانتاج، اذ تخلق القيمة الزائدة. وعليه فمن اجل التعبير عن درجة استثمار الراسمال لقوة العمل يجب مقارنة القيمة الزائدة لا بالراسمال كله بل بالراسمال المتغير. ان معدل القيمة الزائدة الاسم الذي اطلقه ماركس على هذه العلاقة سيكون في مثلنا 636 او 100 بالمائة.


    ان المقدمة التاريخية لظهور راسمال هي في الدرجة الاولى:

    تراكم كمية معينة من المال في ايدي عدد من الافراد في حين بلغ انتاج البضائع درجة ارتفاع نسبي،

    [ B] و هي، في الدرجة الثانية:

    وجود عمال "احرار" من وجهتين: من وجهة انهم احرار من كل تضييق و من كل تقيد في بيع قوة عملهم، و احرار لانهم لا يملكون ارضا و لا وسائل انتاج بوجه عام، اي وجود عمال احرار و غير مقيدين، اي وجود عمال "بروليتاريين" لا يستطعيون العيش بغير قوة عملهم.


    ان ازدياد القيمة الزائدة امر ممكن بفضل وسيلتين اساسيتين: تمديد يوم العمل ("قيمة زائدة مطلقة") و التقليص في يوم العمل الضروري ("قيمة زائدة نسبية").


    عندما يحلل ماركس الوسيلة الاولى يرسم لوحة رائعة لنضال الطبقة العاملة في سبيل تقليص يوم العمل و لتدخل سلطة الدولة في سبيل تمديده (من القرن الرابع عشر الى القرن السابع عشر) و في سبيل تقليصه (تشريع المصانع في القرن التاسع عشر). و منذ نشر كتاب "راس المال" قدم تاريخ الحركة العمالية في جميع البلدان المتمدنة في العالم عددا لا يحصى من الوقائع الجديدة التي تبرهن على صدق هذه اللوحة.


    ان ماركس عند تحليله القيمة الزائدة النسبية يدرس المراحل التاريخية الاساسية الثلاث لزيادة انتاجية العمل من قبل الراسمالية: 1. التعاون البسيط، 2. تقسيم العمل و المانيفاكتورة، 3. الالات و الصناعة الكبرى.

    ان العمق الذي يكشف به ماركس الخطوط الاساسية النموذجية لتطور الراسمالية يظهر فيما يظهر من كون دراسة الصناعة المسماة الصناعة "الحرفية" في روسيا تقدم ادلة وافرة جدا توضح و تبرز المرحلتين الاولتين من هذه المراحل الثلاث.


    اما عمل الصناعة الميكانيكية الضخمة الثوري الذي وصفه ماركس في 1867 فقد ظهر خلال نصف القرن المنصرم منذ ذلك الحين في عدة بلدان "جديدة" (روسيا و اليابان و غيرهما).


    وبعد فان الامر الهام و الجديد الى اقصى حد عند ماركس هو تحليل تراكم الراسمال اي تحول قسم من القيمة الزائدة الى راسمال و استعماله لا لسد حاجات الراسمالي الشخصية او لارضاء نزواته بل للانتاج من جديد.

    لقد اشار ماركس الى خطا الاقتصاد السياسي الكلاسيكي السابق كله (ابتداء من ادم سميث) الذي يعتبر ان كل القيمة الزائدة التي تتحول الى راسمال تذهب الى الراسمال المتغير بينما هي في الحقيقة تنقسم الى وسائل انتاج و راسمال متغير.


    في عملية تطور الراسمالية و تحولها الى الاشتراكية يرتدي ازدياد حصة الراسمال الثابت بمزيد من السرعة (من اصل مجمل راس المال) بالقياس الى حصة الراسمال، المتغير اهمية اولية.


    ان تراكم الراسمال بتعجيله في احلال الالة محل العمال وبخلقه الثراء في قطب، و البؤس في قطب اخر، يخلق ايضا ما يسمى "باحتياطي جيش العمل" او "الفائض النسبي من العمال" او "فيض السكان الراسمالي" الذي يرتدي اشكالا متنوعة الى اقصى حدود التنوع، و يمكن الراسمال من ان يوسع الانتاج بسرعة بالغة. ان هذه الامكانية اذا نسقت مع التسليف وتراكم الراسمال بشكل وسائل الانتاج تعطينا فيما تعطيه مفتاحا لفهم ازمات فيض الانتاج التي كانت في البدئ تحصل على نحو دوري في البلدان الراسمالية مرة في كل عشر سنوات تقريبا و من ثم في فترات اقل تقاربا و اقل ثباتا.


    يجب التمييز بين تراكم الراسمال على اساس الراسمالية و التراكم المسمى بالتراكم "البدائي" الذي يتصف بفصل الشغيل فصلا عنيفا عن وسائل الانتاج و يطرد الفلاحين من اراضيهم و بسرقة الاراضي المشاعية و بنظام المستعمرات و بالديون العامة و برسوم الحماية الخ...ان "التراكم البدائي" يخلق البروليتاري "الحر" في قطب، و في قطب اخر القابض على المال، الراسمالي.


    يصف ماركس "الاتجاه التاريخي للتراكم الراسمالي" بهذه العبارات المشهورة: ((ان انتزاع ملكية المنتجين المباشرين يتم باشد النزعات الى الهدم و التدمير بعدا عن الشفقة وبدافع من احط المشاعر و احقرها و اشدها تفاهة و حقدا. فالملكية الخاصة المكتسبة بعمل المالك" (عمل الفلاح و الحرفي) ))


    و القائمة اذا جاز التعبير على اندماج الشغيل الفردي المستقل مع ادوات و وسائل عمله تزيحها الملكية الخاصة الراسمالية التي ترتكز على استثمار قوة عمل الغير الذي لا يتمتع بغير حرية شكلية ...اما من يتعلق الامر الان بانتزاع ملكيته فلم يعد المقصود العامل الذي يدير استثمارة مستقلة بنفسه بل الراسمالي الذي يستثمر العديد من العمال. ان انتزاع الملكية هذا يتم بفعل القوانين الملازمة للانتاج الراسمالي نفسه عن طريق تمركز الرساميل. ان راسماليا واحدا يقضي على الكثيرين من امثاله.


    و الى جانب هذا التمركز اي انتزاع بعض الراسماليين ملكية عدد كبير من امثالهم يتطور الشكل التعاوني لسير العمل على مقياس يتسع اكثر فاكثر كما يتطور تطبيق العلم على التكنيك تطبيقا فطنا و متعقلا و استثمار الارض استثمارا منهجيا وتحويل وسائل العمل الى وسائل للعمل لا يمكن استعمالها الا استعمالا مشتركا و توفير جميع وسائل الانتاج باستعمالها كوسائل انتاج لعمل اجتماعي منسق و دخول جميع الشعوب في شبكة السوق العالمية و تتطور الى جانب كل ذلك الصفة العالمية للنظام الراسمالي.


    و بقدر ما يتناقص باستمرار عدد دهاقنة الراسمال الذين يغتصبون و يحتكرون جميع منافع عملية التحول هذه بقدر ما يشتد و يستشري البؤس و الظلم و الاستعباد و الانحطاط و الاستثمار و بقدر ما يزداد ايضا تمرد الطبقة العاملة التي تتثقف و تتحد و تنتظم بفعل الية عملية الانتاج الراسمالي نفسها. وهكذا يصبح احتكار الراسمال قيد لاسلوب الانتاج الذي نشا معه و به.


    ان تمركز وسائل الانتاج و جعل العمل الاجتماعيا ينتهيان الى حد انهما لا يعودان يتطابقان مع اطارهما الراسمالي فينفجر. ان الساعة الاخيرة للملكية الخاصة الراسمالية تدق. ان مغتصبي الملكية تنزع منهم ملكيتهم" ("راس المال"، المجلد الاول).


    ثم ان ما هو جديد و ذو اهمية كبرى انما هو تحليل ماركس في المجلد الثاني من "راس المال" لتجديد انتاج الراسمال الاجتماعي بمجموعه. و هنا ايضا لا ياخذ ماركس بعين الاعتبار ظاهرة عامة و لا جزءا من الاقتصاد الاجتماعي بل الاقتصاد الاجتماعي بكليته.


    ان ماركس عند اصلاحه خطا الكلاسيكيين المشار اليهم انفا يقسم مجموع الانتاج الاجتماعي الى قسمين كبيرين: اولا، انتاج وسائل الانتاج و ثانيا، انتاج سلع الاستهلاك.


    ثم، بالاستناد الى ارقام ياخذها على سبيل المثال يدرس درسا دقيقا تداول الراسمال الاجتماعي بمجموعه سواء في تجديد الانتاج البسيط ام في التراكم.


    و في المجلد الثالث من "راس المال" تجد مسالة المعدل الوسطي للربح حلا لها بالاستناد الى قانون القيمة. ولقد تححق تقدم كبير في العلم الاقتصادي نظرا الى ان ماركس يبني تحليله على ظواهر اقتصادية كثيرة على مجموع الاقتصاد الاجتماعي لا على ظواهر منعزلة او على مظهر المزاحمة الخارجي السطحي الذي غالبا ما يقف عنده الاقتصاد السياسي المبتذل او ما يسمونه نظرية الحد الاقصى من النفع الحديثة.


    ان ماركس يحلل في الدرحة الاولى مصدر القيمة الزائدة ليدرس بعد ذلك انقسامها الى ربح و فائدة و ريع عقاري. اما الربح فهو نسبة القيمة الزائدة الى مجموع الراسمال الموظف في مشروع ما.


    و الراسمال "ذو التركيب العضوي العالي"(اي عندما يتجاوز الراسمال الثابت الراسمال المتغير بنسب اعلى من المعدل الاجتماعي الوسطي) يعطي معدلا من الربح ادنى من المعدل الوسطي. و الراسمال "ذو التركيب العضوي المنخفض" يعطي معدلا من الربح اعلى من المعدل الوسطي.



    ان تزاحم الراساميل و انتقالها الحر من فرع الى اخر يحملان في الحالتين معدل الربح الى المعدل الوسطي. ان مجموع قيم جميع البضائع في مجتمع معين يوازي مجموع اثمان البضائع ولكن في كل مشروع بمفرده و بفعل المزاحمة تباع البضائع لا بحسب قيمتها بل بسعر الانتاج ( او السعر الانتاجي) الذي يعادل الراسمال المصروف مضافا اليه الربح الوسطي.


    وهكذا فان انحراف السعر عن القيمة و التوزيع المتساوي للربح – هذا الواقع الذي لا يقبل الجدل و المعروف لدى الجميع – يوضحه ماركس تمام الايضاح بالاستناد الى قانون القيمة اذ ان مجموع قيم جميع البضائع يعادل مجموع اسعارها. ولكن الطريق من القيمة (الاجتماعية) الى الاسعار (الافرادية) ليس بسيطا و مباشرا بل طريق معقد جدا. فمن الطبيعي تماما في مجتمع يكون فيه منتجو البضائع متفرقين و غير مرتبطين فيمن بينهم الا بواسطة السوق ان لا يسري مفعول القوانين الا بصورة وسطية اجتماعية عامة مع ازالة الانحرافات الافرادية من هذه الجهة و تلك.


    ان ازدياد انتاجية العمل يعني نموا اسرع في الراسمال الثابت بالقياس الى الراسمال المتغير. ولكن لما كانت القيمة الزائدة لا ترتبط الا بالراسمال المتغير اصبح من المفهوم ان يميل معدل الربح (اي نسبة القيمة الزائدة الى مجموع الراسمال لا الى القسم المتغير منه فقط) الى الهبوط. ان ماركس يحلل تحليلا دقيقا جدا هذا الميل كما يحلل الظروف التي تخفيه او تعاكسه.



    ودون ان نتوقف عند الفصول العظيمة الاهمية في المجلد الثالث المكرسة لراسمال الربا و الراسمال التجاري و الراسمال النقدي ننتقل الى الجزء الاكثر اهمية الا وهو نظرية الريع العقاري.


    لما كانت مساحة الارض محدودة و يشغلها تماما في البلدان الراسمالية ملاكون فرديون اصبح ثمن انتاج المنتجات الزراعية لا يتحدد بواسطة نفقات الانتاج على ارض وسطية بل على ارض من النوع الاسوا و لا بواسطة الشروط الوسطية لنقل المنتجات الى السوق بل تبعا للشروط الاقل ملاءمة.


    ان الفرق بين هذا الثمن و ثمن الانتاج على الارض اجود نوعا (او في شروط احسن) يعطي الريعي الفرقي (المتفاوت).


    ان ماركس بالاستناد الى تحليل مفصل لهذا الريع يبين فيه ان هذا الريع ينجم عن التفاوت ( الفرق) في جودة الاراضي و عن تفاوت (فرق) الرساميل الموظفة في الزراعة قد اوضح وضوحا تاما (انظر ايضا "نظريات القيمة الزائدة" حيث يستحق انتقاد رودبرتوس اهتماما خاصا) خطا ريكاردو الذي يزعم ان الريع الفرقي لا يحصل الا بالانتقال الدائم من اراض اكثر جودة الى اراض اقل جودة.


    فالامر على خلاف ذلك: فان تغيرات معاكسة قد تحدث ايضا. فالاراضي من فئة معينة تتحول الى اراض من فئة اخرى (بفعل ارتفاع مستوى الزراعة و نمو المدن الخ.).


    و القانون الشهير"قانون تناقص خصب التربة" يبدو بمثابة خطا عميق يرمي الى القاء عيوب الراسمالية و حدودها الضيقة و تناقضاتها على كاهل الطبيعة. ثم ان تساوي الربح في جميع فروع الصناعة و الاقتصاد الوطني بوجه عام يفترض حرية تامة في المزاحمة و حرية نقل الراسمال من فرع الى اخر. و لكن الملكية الخاصة للارض تخلق احتكارا و عقبة في وجه حرية النقل هذه.


    ان منتجات الزراعة التي تتميز بتركيب منخفض في راسمالها و التي تعطي بالتالي معدلا اعلى للربح الفردي لا تدخل بفعل هذا الاحتكار في عملية تساوي معدل الربح الحرة تماما. فالمالك الذي يحتكر الارض يتمكن من ابقاء السعر في معدل اعلى من الوسط و هذا السعر الاحتكاري يخلق الريع المطلق.


    ان الريع الفرقي لا يمكن الغاؤه في النظام الراسمالي و عكسا لذلك يمكن الغاء الريع المطلق بتاميم الارض مثلا عندما تصبح الارض ملكا للدولة.


    ان اتقال الارض هذا الى الدولة يعني تقويض احتكار الملاكين الفرديين و يعني ايضا حرية في المزاحمة اكثر انسجاما و اكتمالا في الزراعة. و لهذا كما يقول ماركس تقدم البرجوازيون الراديكاليون اكثر من مرة في التاريخ بهذا المطلب البرجوازي التقدمي القائل بتاميم الارض.


    هذا المطلب الذي يخيف مع ذلك اكثر البرجوازية لانه "يمس" عن قرب احتكارا اخر له في ايامنا هذه اهمية خاصة و "حساسية" خاصة و هو احتكار وسائل الانتاج بوجه عام. (ان هذه النظرية حول الربح الوسطي للراسمال و حول الريع العقاري المطلق قد عرضها ماركس باسلوب رائع بسيط و مختصر وواضح في رسالته الى انجلز بتاريخ 2 اب/اوت سنة 1862. انظر "المراسلات"، المجلد الثالث، ص 77-81، و رسالته المؤرخة في 9 اب/اوت سنة ،1862 ص 86-87، المصدر نفسه).


    و من الاهمية بمكان ايضا الاشارة في تاريخ الريع العقاري الى تحليل ماركس الذي يبين تحول الريع-العمل (عندما يخلق الفلاح نتاجا اضافيا بعمله في ارض الملاك) الى ريع - انتاج او الى ريع عيني (عندما يخلق الفلاح على ارضه نتاجا اضافيا يقدمه للملاك بموجب "الاكراه غير الاقتصادي") ثم الى ريع نقودي (اذ اذ يتحول هذا الريع العيني الى نقود – "اوبروك" اي اتاوة في روسيا القديمة – بسبب تطور انتاج البضائع)
    و اخيرا يتحور الى ريع راسمالي عندما يحل محل الفلاح في الزراعة رب عمل يزرع الارض باللجوء الى العمل الماجور.



    بصدد هذا التحليل "لتولد الراع العقاري الراسمالي" فلنشير الى جملة من افكار ماركس العميقة (ذات الاهمية الخاصة بالقياس الى البلدان المتاخرة كروسيا مثلا) حول تطور الراسمالية في الزراعة.


    "مع تحول الريع العيني الى ريع نقدي، تتكون بالضرورة، في الوقت نفسه و حتى مسبقا، طبقة من المياومين [اليومية]الذين لا يملكون و يعملون بالاجرة.


    و في الوقت الذي تتكون فيه هذه الطبقة التي لم تكن ظهرت الا ظهورا متفرقا يكون الفلاحون الميسورون الملزمون بدفع اتاوة قد اعتادوا بالطبع استثمار بعض الاجراء الزراعيين لحسابهم الخاص كما كان يحدث تماما في النظام الاقطاعي، حيث كان للفلاحين الاقنان الميسورين اقنان اخرون ايضا.


    و من هنا كانت تتوافر لهم امكانية جمع الثورة شيئا فشيئا و تحويل انفسهم الى راسماليين مقبلين.
    وهكذا تتكون بين مالكي الارض القدماء، ممن يديرون استثمارات مستقلة، بيئة تنبت مستاجري الاراضي الراسماليين الذين يرتبط تطورهم بالتطور العام للانتاج الراسمالي خارج الزراعة" ("راس المال"، المجلد الثالث، 2، ص 332)..."ان انتزاع ملكية قسم من سكان الارياف و طردهم من الريف لا "يحرران" عمالا ووسائل للعيش و العمل لهم من اجل الراسمال الصناعي و حسب بل يخلقان السوق الداخلية ايضا" ("راس المال"، المجلد الاول، 2، ص 778).




    ان املاق و خراب سكان الارياف يسهمان بدورهما في انشاء جيش احتياطي من العمال للراسمال . لهذا في كل بلد راسمالي "يوجد دائما قسم من سكان الارياف يوشك على الدوام ان يتحول الى سكان مدن او الى سكان يعملون في الصناعة (اي غير زراعيين).


    وهذا المورد لتزايد السكان النسبي لا ينضب ابدا...فالعامل الزراعي مكره على تقاضي الحد الادنى من الاجرة و يقف دائما على احدى رجليه في مستنقع الاملاق" ("راس المال"، المجلد الاول، 2، ص 668).


    ان ملكية الفلاح الخاصة للاراض التي يزرعها تؤلف اساس الانتاج الصغير تؤلف الشرط الذي يسمح لهذا الانتاج بان يزدهر و ياخذ شكلا كلاسيكيا.


    و لكن هذا الانتاج الصغير لا ينسجم الا مع الاطارات البدائية الضيقة للانتاج و المجتمع. ففي النظام الراسمالي "لا يتميز استثمار الفلاحين عن استثمار البروليتاريا الصناعية الا من حيث الشكل. فالمستثمر هو هو اي الراسمال كلا بمفرده يستثمرون الفلاحين كلا بمفرده بواسطة الرهن و الربا.


    ان طبقة الراسماليين تستثمر طبقة الفلاحين بواسطة الضرائب" ("نضال الطبقات في فرنسا"). "ان ارض الفلاح الصغيرة لم تعد سوى ذريعة تتيح للراسمال ان يجني من الارض ربحا و فائدة و ريعا و ان يترك لمالك الارض نفسه امر الاهتمام بالطريقة التي يراها ناجحة للحصول على اجرته" ("18 برومير"). بل ان الفلاح يقدم عادة الى المجتمع الراسمالي اي الى طبقة الراسمالي قسما من اجرته و يقع على هذا النحو "في حالة المكتري الارلندي مع احتفاظه بمظهر المالك الفردي" ("نضال الطبقات في فرنسا").


    فما اذن "احد الاسباب التي تؤدي الى ان يكون سعر الحبوب في البلدان التي تسود فيها الملكية الصغيرة للارض اقل منه في البلدان ذات اسلوب الانتاج الراسمالي؟"
    ("راس المال"، المجلد الثالث، 2، ص 340)

    ذلك ان الفلاح يقدم مجانا الى المجتمع (اي طبقة الراسماليين) قسما من نتاجه الزائد. "ان هذا السعر المنخفض (اي سعر الحبوب و بقية المنتجات الزراعية) ينجم اذن عن فقر المنتجين و لا ينجم ابدا عن انتاجية عملهم". ("راس المال"، المجلد الثالث، 2، ص 340). لذا فان الملكية الزراعية الصغيرة التي هي الشكل العادي للانتاج الصغير تتدهور في النظام الراسمالي و تبيد و تهلك. "ان الملكية الصغيرة للارض تحول بحكم طبيعتها دون تطور قوى العمل الانتاجية الاجتماعية و اشكال العمل الاجتماعية و تمركز الرساميل الاجتماعي و تربية المواشي على نطاق كبير و تطبيق العلم تطبيقا مطردا.


    ان الربا و نظام الضرائب يحتمان خراب الملكية الزراعية الصغيرة في كل مكان. فينتزع من الزراعة الراسمال الموظف لشراء الارض. وتجزا وسائل الانتاج الى ما لانهاية و يتبعثر المنتجون".


    (ان التعاونيات اي جمعيات الفلاحين الصغار التي تقوم باعظم دور تقدمي برجوازي يمكنها فقط ان تضعف هذا الاتجاه دون ان تمحوه و يجب ان لا ننسى ايضا ان هذه التعاونيات تعطي كثيرا للفلاحين الميسورين و لكنها تعطي قليلا جدا لجمهور الفلاحين الفقراء او لا تعطيهم شيئا تقريبا ثم ان الامر ينتهي بهذه الجمعيات الى ان تستثمر بنفسها العمل الماجور). "فهناك تبذير هائل للقوة الانسانية.
    ان تفاقم شروط الانتاج تفاقما مطردا و ارتفاع اسعار وسائل الانتاج هما قانونان ملازمان للملكية الصغيرة المجزاة". ("راس المال المجلد الثالث).


    ففي الزراعة كما في الصناعة لا يظهر تحول الراسمالي [طبيعة]اسلوب الانتاج على حساب "شهادة المنتج". ((ان تبعثر العمال الزراعيين على مساحات كبرى يحطم قوة مقاومتهم في حين يزيد التجمع قوة مقاومة عمال المدن. و في الزراعة الحديثة الراسمالية كما في الصناعة الحديثة يتم التوصل الى نمو قوة العمل الانتاجية و الى زيادة قابليته للحركة عن طريق تحطيم قوة العمل بالذات و استنفادها. و من جهة اخرى كل تقدم للزراعة الراسمالية هو تقدم لا في فن نهب الشغيل فحسب بل في فن نهب الارض ايضا ...فالانتاج الراسمالي اذن لا يطور التكنيك و تنسيق عملية الانتاج الاجتماعية الا باستنزافه في الوقت نفسه الينبوعين اللذين تنبثق منهما كل ثروة وهما: الارض و الشغيل)) ("راس المال"، المجلد الاول، نهاية الفصل الثالث عشر).



    الاشتراكية

    نرى مما تقدم ان ماركس يخلص الى ان المجتمع الراسمالي سيتحول حتما الى مجتمع اشتراكي وهو يستخلص ذلك استخلاصا تاما و على وجه الحصر من القانون الاقتصادي لحركة المجتمع الحديث. ان جعل العمل اجتماعيا ان هذه العملية التي تتقدم بسرعة متزايدة ابدا و بالوف الاشكال و التي ظهرت بوجه خاص خلال النصف القرن الذي انقضى على وفاة ماركس في توسع الصناعة الكبيرة و الكارتيلات و السنديكات و التروستات الراسمالية و في التطور الاسطوري لنسب راس المال المالي و قوته ذلك هو الاساس المادي الرئيسي لمجيء الاشتراكية الذي لا مناص منه.


    ان المحرك الفكري و المعنوي و العامل المادي لهذا التحول انما هو البروليتاريا التي تثقفها الراسمالية نفسها. ان نضال البروليتاريا ضد البرجوازية، الذي يتخذ اشكالا مختلفة و محتوى يغتني باستمرار ، يصبح حتما نضالا سياسيا يرمي الى استيلاء البروليتاريا على الحكم السياسي ("ديكتاتورية البروليتاريا").


    و لابد لعملية جعل الانتاج اجتماعيا من ان تجعل وسائل الانتاج ملكية اجتماعية و ان تؤدي الى "انتزاع الملكية من مغتصبيها". ان التزايد الضخم في انتاجية العمل و انقاص يوم العمل و احلال العمل التعاوني المتقن محل بقايا الانتاج الصغير البدائي المبعثر و على انقاضه تلك هي النتائج المباشرة لهذا التحول.


    ان الراسمالية تقطع نهائيا الروابط التي تصل الزراعة بالصناعة و لكنها في الوقت نفسه تهيئ بتطورها الاكثر تقدما العناصر الجديدة لهذا الترابط و تهيئ اتحاد الصناعة بالزراعة على اساس تطبيق العلم تطبيقا واعيا، و على اساس تنسيق العمل التعاوني و توزيع جديد للسكان (وضع حد لعزلة الريف عن العالم و ما يعانيه من تخلف وعزلة و توحش، و كذلك لتكدس عدد ضخم من السكان في المدن الكبيرة على نحو غير طبيعي). ان الاشكال العليا للراسمالية الحديثة تهيئ شكلا جديدا للعائلة و شروطا جديدة للمراة و لتربية الاجيال الناشئة.

    فان عمل النساء و الاولاد و احلال العائلة البطريركية بسبب النظام الراسمالي ياخذان حتما في المجتمع الحديث اكثر الاشكال فظاعة و اشدها تدميرا و تنفيرا.


    ومع ذلك "فالصناعة الكبيرة باعطائها النساء و الاحداث و الاولاد من الجنسين دورا حاسما في عملية الانتاج المنظمة اجتماعيا خارج النطاق العائلي تخلق اساسا اقتصاديا جديدا لشكل اعلى من اشكال العائلة و العلاقات بين الجنسين. و من الخرق طبعا إعتباره بمثابة شيء مطلق سواءا الشكل الجرماني المسيحي للعائلة ام الاشكال القديمة الرومانية و اليونانية و الشرقية التي تؤلف من جهة اخرى سلسلة واحدة من التطورات التاريخية المتعاقبة.

    و من البديهي ايضا ان تركيب الهيئة العمالية المختلطة عن طريق اجتماع افراد من الجنسين و من مختلف الاعمار – مع كونه في شكله الرسمي العفوي الفظ حيث العامل موجود من اجل عملية الانتاج و ليس عملية الانتاج موجودة من اجل العامل يؤلف ينبوعا موبوءا للافساد و الاستعباد – ان هذا التركيب يجب ان يتحول بالعكس في ظروف مؤاتية الى ينبوع الى التطور الانساني" ("راس المال" المجلد الاول نهاية الفصل الثالث عشر).


    ان نظام المصنع يبين لنا "بذور التربية في المستقبل هذه التربية التي ستوحد العمل المنتج لجميع الاولاد فوق سن معينة مع التعليم و الرياضة و ذلك ليس فقط بمثابة طريقة تهدف الى زيادة الانتاج الاجتماعي بل بمثابة الطريقة الوحيدة الفريدة لانتاج رجال متطورين من كل النواحي" (المصدر نفسه).


    وعلى الاساس التاريخي نفسه تضع اشتراكية ماركس قضيتي القومية و الدولة لا لتفسير الماضي و حسب بل لتحديد التنبؤات بجراة و للقيام بعمل مقدام في سبيل تحقيقها.


    ان الامم هي الانتاج و الشكل الحتميان للمرحلة البرجوازية من التطور الاجتماعي. ان الطبقة العاملة لم تستطع ان تقوي نفسها و تنضج و تتطون الا "بتكوين نفسها ضمن الحدود القومية" دون ان تكون "قومية " ("وان لم يكن اطلاقا بالمعنى البرجوازي للكلمة").

    و الحال ان تطور الراسمالية لا ينفك يحطم الحدود القومية و يهدم العزلة القومية يحل التناحرات الطبقية محل التناحرات القومية. و لهذا يكون من الصحيح تماما "ان ليس للعمال وطن" في البلدان الراسمالية المتطورة و ان "توحيد جهود" العمال في البلدان المتمدنة على الاقل "هو احد الشروط الاولية لتحرر البروليتاريا" ("البيان الشيوعي"). اما الدولة، هذا العنف المنظم، فقد ظهرت ظهورا حتميا عند درجة معينة من تطور المجتمع، حينما اصبح المجتمع منقسما الى طبقات، لا يمكن التوفيق بينها و لم يعد في طوقه ان يعيش بدون "سلطة" موضوعة كما يزعم فوق المجتمع و مفصولة عنه الى حد ما. و هذه الدولة التي ولدت في قلب التناحرات الطبقية تصبح "دولة الطبقة الاقوى الطبقة المسيطرة اقتصاديا و التي تغدو ايضا بفضل الدولة الطبقة المسيطرة سياسيا، و هكذا تكتسب وسائل جديدة لاخضاع الطبقة المظلومة و استثمارها.


    و على هذا النحو كانت الدولة القديمة قبل كل شيء دولة ملاكي عبيد لاخضاع العبد كما ان الدولة الاقطاعية كانت جهاز النبلاء لاخضاع الفلاحين الاقنان و كما ان الدولة التمثيلية الحديثة هي اداة استثمار الراسماليين للعمال الماجورين" (انجلس في كتاب "اصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة" حيث عرض وجهات نظره ووجهات نظر ماركس).


    وحتى الشكل الاوفر حرية و الاكثر تقدما للدولة البرجوازية و نعني به الجمهورية الديمقراطية لا يلغي ابدا هذا الواقع بل يعدل شكله فقط (ارتباط الحكومة بالبورصة، رشوة الموظفين و الصحافة، على نحو مباشر و غير مباشر الخ.).

    ان الاشتراكية اذ تقود الى الغاء الطبقات تقود بالتالي الى الغاء الدولة. "ان اول عمل تثبت به الدولة فعلا انها تمثل المجتمع باسره – اي الاستيلاء على وسائل الانتاج في صالح المجتمع باسره – هو في الوقت نفسه اخر عمل خاص بها بوصفها دولة. ان تدخل سلطة الدولة في العلاقات الاجتماعية يصبح نافلا في ميدان بعد اخر ثم يتلاشى من تلقاء نفسه. و محل حكم الاشخاص تحل ادارة الاشياء و قيادة عملية الانتاج.

    ان الدولة "لا تلغى"، انها "تضمحل" (انجلس، "ضد دوهرنغ"). "ان المجتمع الذي سينظم الانتاج على اساس المشاركة الحرة المتساوية بين المنتجين سيعيد كل الة الدولة الى المكان اللائق بها: متحف الاثار الى جانب المغزل اليدوي و الفاس البرونزية (انجلس، "اصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة").



    واخيرا من الاهمية بمكان ان نشير في معرض موقف اشتراكية ماركس من الفلاح الصغير الذي سيبقى موجودا ايضا في مرحلة انتزاع الملكية من مغتصبيها الى هذا البيان من انجلس الذي يعبر عن راي ماركس: "عندما تصبح سلطة الدولة في ايدينا لن يكون بالامكان ان يخطر ببالنا ان ننتزع ملكية الفلاحين الصغار بعنف (بتعويض او بغير تعويض سيان) مثلما سنكون مضطرين لان نفعل بالنسبة لكبار الملاكين العقاريين.


    ان مهمتنا تجاه الفلاح الصغير ستكون قبل كل شيء توجيه انتاجه الخاص في السبيل التعاوني، لا بواسطة العنف، بل عن طريق المثل و تقديم مساعدة المجتمع لهذا الغرض. و من المؤكد ان سيكون لدينا ما يكفي من الوسائل لاقناع الفلاح بجميع المزايا التي يتسم بها هذا التحول و التي لا بد من توضيحها له منذ الان". (انجلس، "مسالة الفلاحين في فرنسا و المانيا". طبع الكسييفا، صفحة 17. الترجمة الروسية باغلاط. النص الاصلي في جريدة Neue Zeit).




    تكتيك نضال البروليتاريا الثوري [ B]

    لما كان ماركس قد ابصر جليا منذ 1844-1845 احدى النواقص الاساسية في المادية القديمة وهي ان المادية القديمة لم تعرف كيف تفهم شروط النشاط العملي الثوري و لا ان تقدر اهميته فانه الى جانب اعماله النظرية قد اعار طوال حياته انتباها دائبا لمسائل تاكتيك نضال البروليتاريا الطبقي. و من هذه الناحية تقدم جميع مؤلفات ماركس مراجع غنية و لا سيما مراسلاته مع انجلس المنشورة عام 1913 في اربع مجلدات. ان هذه المراجع ما تزال بعيدة عن ان تكون كلها مجموعة و مصنفة و مدروسة و معمقة. ولهذا يترتب علينا ان نكتفي هنا باعم الملاحظات و اوجزها مع الاشارة الى ان ماركس كان يعتبر بحق ان المادية اذا جرت من هذا الجانب كانت غير كاملة و وحيدة الجانب و عديمة الحيوية.


    لقد كان ماركس يحدد المهمة الاساسية لتاكتيك البروليتاريا بالتوافق الدقيق مع جميع مقدمات مفهومه المادي-الديالكتيكي. ان حسبان الحساب بشكل موضوعي لمجموع العلاقات بين جميع الطبقات في مجتمع معين دون استثناء و بالتالي حسبان الحساب للدرجة الموضوعية لتطور هذا المجتمع و للعلاقات بينه و بين سائر المجتمعات يمكن له وحده ان يكون اساسا لتكتيك صحيح للطبقة المتقدمة.


    وعليه ينظر الى جميع الطبقات و جميع البلدان لا من حيث مظهرها الثابت بل من حيث مظهرها المتحرك اي لا في حالة الجمود بل في حالة الحركة (الحركة التي تنبثق قوانينها من الشروط الاقتصادية لمعيشة كل طبقة).


    و الحركة بدورها ينظر اليها لا من وجهة نظر الماضي و حسب بل من وجهة نظر المستقبل ايضا و فضلا عن ذلك ينظر اليها لا وفقا للمفهوم المبتذل "للتطوريين" الذين لا يلاحظون سوى التحولات البطيئة بل وفقا للديالكتيك. فقد كتب ماركس الى انجلس يقول: "في التطورات التاريخية الكبرى ليست عشرون سنة اكثر من يوم واحد مع انه قد تاتي فيما بعد ايم تضم في احشائها عشرين سنة" ("المراسلات"، المجلد الثالث، صفحة 167).

    و في كل درجة من التطور و في كل لحظة يجب على تاكتيك البروليتاريا ان ياخذ بعين الاعتبار هذا الديالكتيك الحتمي موضوعيا لتاريخ الانسانية: و ذلك من جهة باستخدام مراحل الركود السياسي اي مراحل التطور "الهادئ" – كما يزعم- الذي يتقدم بخطى السلحفاة من اجل تطوير الوعي و القوى و القدرة النضالية لدى الطبقة المتقدمة و من جهة اخرى بالاتجاه في كل هذا العمل نحو "الهدف النهائي" لحركة هذه الطبقة بجعلها قادرة علة ان تحل عمليا المهمات الكبرى للايام العظيمة "التي تضم في احشائها عشرين سنة". ثمة بحثان لماركس بهذا الصدد يرتديان اهمية خاصة:

    الاول في كتابه "بؤس الفلسفة" و يتعلق بنضال البروليتاريا الاقتصادي و بمنظماتها الاقتصادية
    و الاخر في "البيان الشيوعي" و يتعلق بمهمات البروليتاريا السياسية.

    وقد ورد كما يلي: "ان الصناعة الكبرى تجمع في مكان واحد جمهورا من الناس لا يعرف بعضهم بعضا. و المزاحمة تفرق مصالحهم. و لكن وقاية الاجرة هذه المصلحة المشتركة بينهم ضد سيدهم تجمعهم في فكرة واحدة فكرة المقاومة و التحالف...ان التحالفات تبدا منعزلة ثم تتالف في جماعات و بوجه الراسمال المتجمع على الدوام يغدو حفاظ العمال على اتحاداتهم اهم بنظرهم من وقاية الاجرة...و في هذا النضال – هذه الحرب الاهلية الحقيقة – تتجمع و تتطور جميع العناصر الضرورية لمعركة مقبلة.

    و عند بلوغ هذه النقطة ياخذ التحالف طابعا سياسيا". ان لدينا هنا برنامج و تاتيك النضال الاقتصادي و الحركة النقابية لبضع عشرات السنين لكل المرحلة الطويلة من تحضير قوى البروليتاريا "لمعركة مقبلة".


    و تجدر المقارنة بين ذلك و بين اشارات ماركس و انجلس العديدة المبنية على تجربة الحركة العمالية الانجليزية و التي تبين:

    كيف ان "الازدهار" الصناعي يستثير محاولات "لشراء العمال" ("المراسلات، المجلد الاول، صفحة 136)، و صرفهم عن النضال!

    و كيف ان هذا الازدهار "يفسد معنويات العمال" بوجه عام (المجلد الثاني صفحة 218)!

    و كيف ان البروليتاريا الانجليزية "تتبرجز"!

    و كيف ان "الامة الاكثر برجوازية بين الامم" (الامة الانجليزية) "تبدو كانها تريد اخيرا ان يكون لديها، الى جانب البرجوازية، اريستقراطية برجوازية و بروليتاريا برجوازية" (المجلد الثاني، صفحة 290)،!

    وكيف ان "الطاقة الثورية تتلاشى و تزول لدى البروليتاريا الانجليزية" (المجلد الثالث صفحة 124)!

    و كيف ينبغي الانتظار زمنا قد يطول الى هذا الحد او ذاك "لكي يتخلص العمال الانجليز مما يبدو عليهم من الفساد البرجوازي" (المجلد الثالث صفحة 127)!

    و كيف ان "حمية الشارتيين" 31 مفقودة في الحركة العمالية الانجليزية (1866، المجلد الثالث، صفحة 305)،!

    و كيف ان الزعماء العماليين الانجليز يشكلون نموذجا وسطيا "بين البرجوازيين الراديكاليين و العمال" (تلميح الى هوليوك المجلد الرابع صفحة 209)،!

    و كيف "ان العامل الانجليزي لن يتحرك" بسبب احتكار انجلترا [العالمي] و ما دام هذا الاحتكار قائما (المجلد الرابع، صفحة 433). !

    ان تاكتيك النضال الاقتصادي بالارتباط مع السير العام (و مع النتيجة العامة) للحركة العمالية مدروس هنا من وجهة نظر واسعة شاملة ديالكتيكية على نحو رائع و ثورية حقا.



    اما "البيان الشيوعي" فقد صاغ لتاكتيك النضال السياسي المبدا الاساسي التالي للماركسية: "انهم (اي الشيوعيين) يكافحون في سبيل مصالح الطبقة العاملة و اهدافها المباشرة و لكنهم يدافعون في الوقت نفسه عن مستقبل الحركة".

    و من اجل هذا ساند ماركس في 1848 حزب "الثورة الزراعية" بولونيا (اي الحزب الذي اثار انتفاضة كراكوفيا في 1846)32. و في 1848-1849 ساند ماركس في المانيا الديمقراطية الثورية المتطرفة و لم يتراجع قط عما قاله حينذاك عن التاكتيك.


    و كان يعتبر البرجوازية الالمانية بمثابة عنصر "كان يجنح منذ البداية الى خيانة الشعب" (فقط التحالف مع جماهير الفلاحين كان بوسعه ان يتيح للبرجوازية بلوغ اغراضها كاملة) "و الى اجراء مساومة مع الممثلين المتوجين للمجتمع القديم".


    و فيما يلي التحليل النهائي الذي اعطاه ماركس عن وضع البرجوازية الالمانية الطبقي في مرحلة الثورة البرجوازية الديمقراطية مع العلم ان هذا التحليل هو نموذج للمادية التي تنظر الى المجتمع من حيث حركته و ليس فقط من جانب الحركة المتجه نحو الماضي...


    "عادمة الايمان بنفسها (اي البرجوازية الالمانية- المعرب) عادمة الايمان بالشعب، متذمرة من الكبار، مرتجفة امام الصغار... خائفة من الاعصار العالمي...فاقدة العزيمة في اي مكان منتحلة في كل مكان...دون مبادرة...كعجوز تنيخ عليه اللعنة محكوم عليه بحكم مصالح شيخوخته بقيادة الاندفاعات الفتية الاولى لشعب فتي قوي" ("الجريدة الرينانية الجديدة"، 1848. انظر"التركة الادبية"، المجلد الثالث، صفحة 212).


    بعد زهاء عشرين سنة كتب ماركس في رسالة الى انجلس (المجلد الثالث صفحة 224) ان فشل ثورة 1848 سببه ان البرجوازية كانت قد فضلت المسالمة مع العبودية على مجرد امكانية الكفاح في سبيل الحرية.


    وعندما اختتمت مرحلة ثورات 1848-1849، هب ماركس ضد كل محاولة للعب بالثورة (النضال ضد شابر و ويليخ) مصرا على معرفة العمل في المرحلة الجديدة التي تهيء ثورات جديدة تحت ستار "سلم" ظاهري. ان تعليق ماركس التالي حول الوضع في المانيا في 1856 في مرحلة الرجعية الاشد اسودادا يبين باية روح كان ماركس يرغب في ان يتم هذا العمل: "سيتوقف كل شيء في المانيا على امكانية دعم الثورة البروليتارية ،بطبعة ما، جديدة، لحرب الفلاحين" ("المراسلات" المجلد الثاني صفحة 108).


    و طالما لم تنته الثورة الديمقراطية (البرجوازية) في المانيا وجه ماركس كل انتباهه فيما يتعلق بتاكتيك البروليتاريا الاشتراكية الى تطوير طاقة الفلاحين الديمقراطية. وكان يعتبر ان موقف لاسال هو "موضوعيا خيانة للحركة العمالية في صالح بروسيا" (المجلد الثالث صفحة 210) و ذلك بالضبط لان لاسال يتسامح مع الملاكين العقاريين و التعصب القومي البروسي.

    وقد كتب انجلس في 1865 اثناء تبادل وجهات النظر مع ماركس بصدد مشروع بيان مشترك في الصحف يقول: "في بلد زراعي، من السفالة ان يصار باسم العمال الصناعيين الى تسديد الضربة الى البرجوازية فقط دون الاشارة الى استثمار العمال الزراعيين على الطريقة البطريركية (الابوية) و "تحت ضربات العصى" من جانب النبلاء الاقطاعيين" (المجلد الثالث، صفحة 217) 21.


    و في الحقبة الممتدة من 1863 الى 1870 حينما كانت مرحلة الثورة البرجوازية الديمقراطية في المانيا تشرف على نهايتها هذه المرحلة التي كانت تتنازع فيها طبقات المستثمرين في بروسيا و النمسا حول طرق انجاز هذه الثورة من فوق لم يكتف ماركس بشجب لاسال لمدعباته مع بيسمارك انما كان يصلح ايضا ليبكنخت الذي وقع في "حب النمسا" و اخذ يدافع عن الخصائص المحلية 22.


    وكان ماركس يلح على انتهاج تاكتيك ثوري يكافح بلا هوادة سواء بيسمارك ام محبي النمسا، تاكتيك لا يتكيف "للمنتصر"-اليونكر 23 البروسي- بل يحدد النضال الثوري ضده فورا، و بالضبط في الميدان الناجم عن انتصارات بروسيا العسكرية ("المراسلات"، المجلد الثالث، ص ص 134، 136، 147، 179، 204، 210، 215، 318، 437، 440 – 441) 24 و في رسالة الاممية الشهيرة الصادرة في 9 ايلول-سبتمبر 1870، حذر ماركس البروليتاريا الفرنسية من انتفاضة قبل الاوان، و لكن عندما قامت هذه الانتفاضة مع ذلك (1871) حيا ماركس بحماسة المبادرة الثورية لدى الجماهير "التي تصعد لمهاجمة السماء" (رسالة ماركس الى كوغلمان).


    ان هزيمة الحركة الثورية في هذا الوضع مثلها في العديد من الاوضاع الاخرى قد كانت من وجهة نظر مادية ماركس الديالكتيكية شرا اهون بالنسبة الى مجمل سير النضال البروليتاري و بالنسبة الى نتيجة هذا النضال من شر اخلاء الموقع للمحتل و الاستسلام دون قتال. ان مثل هذا الاستسلام كان من شانه ان يثبط من معنويات البروليتاريا و ان يقوض كفاحيتها.


    ان ماركس، مع تقديره التام لاستخدام وسائل النضال الشرعية في مراحل الركود السياسي و سيطرة الشرعية البرجوازية، قد شجب بشدة بالغة في 1877-1878 بعد سن القانون الاستثنائي ضد الاشتراكيين25 "الجملة الثورية" لدى موست. وحمل بنفس الشدة، ان لم يكن اكثر، على الانتهازية التي كانت قد استولت موقتا حينذاك على الحزب الاشتراكي-الديمقراطي الرسمي الذي لم يعرف كيف يعطي الدليل فورا على الثبات و الصلابة و الروح الثورية و كيف يظهر جوابا على القانون الاستثنائي استعداده للانتقال الى النضال السري. ("المراسلات"، المجلد الرابع، ص ص 397، 303، 418، 422، 424. 26. راجع ايضا رسائل ماركس الى سورجي).
                  

09-28-2009, 01:47 PM

Al-Mansour Jaafar

تاريخ التسجيل: 09-06-2008
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فلاديمير لينين: في الديالكتيك (Re: Al-Mansour Jaafar)

    بعض من كينونة الفلسفة المادية: في المسألة الزراعية:


    فما اذن "احد الاسباب التي تؤدي الى ان يكون سعر الحبوب في البلدان التي تسود فيها الملكية الصغيرة للارض اقل منه في البلدان ذات اسلوب الانتاج الراسمالي؟"
    ("راس المال"، المجلد الثالث، 2، ص 340)

    ذلك ان الفلاح يقدم مجانا الى المجتمع (اي طبقة الراسماليين) قسما من نتاجه الزائد.
    "ان هذا السعر المنخفض (اي سعر الحبوب و بقية المنتجات الزراعية) ينجم اذن عن فقر المنتجين و لا ينجم ابدا عن انتاجية عملهم". ("راس المال"، المجلد الثالث، 2، ص 340).
    لذا فان الملكية الزراعية الصغيرة التي هي الشكل العادي للانتاج الصغير تتدهور في النظام الراسمالي و تبيد و تهلك.
    "ان الملكية الصغيرة للارض تحول بحكم طبيعتها دون تطور قوى العمل الانتاجية الاجتماعية و اشكال العمل الاجتماعية و تمركز الرساميل الاجتماعي و تربية المواشي على نطاق كبير و تطبيق العلم تطبيقا مطردا.


    ان الربا و نظام الضرائب يحتمان خراب الملكية الزراعية الصغيرة في كل مكان. فينتزع من الزراعة الراسمال الموظف لشراء الارض. وتجزا وسائل الانتاج الى ما لانهاية و يتبعثر المنتجون".


    (ان التعاونيات اي جمعيات الفلاحين الصغار التي تقوم باعظم دور تقدمي برجوازي يمكنها فقط ان تضعف هذا الاتجاه دون ان تمحوه
    و يجب ان لا ننسى ايضا ان هذه التعاونيات تعطي كثيرا للفلاحين الميسورين و لكنها تعطي قليلا جدا لجمهور الفلاحين الفقراء او لا تعطيهم شيئا تقريبا ثم ان الامر ينتهي بهذه الجمعيات الى ان تستثمر بنفسها العمل الماجور).
    فهناك تبذير هائل للقوة الانسانية.

    ان تفاقم شروط الانتاج تفاقما مطردا و ارتفاع اسعار وسائل الانتاج هما قانونان ملازمان للملكية الصغيرة المجزاة". ("راس المال المجلد الثالث).

    ففي الزراعة كما في الصناعة لا يظهر تحول الراسمالي [طبيعة]اسلوب الانتاج على حساب "شهادة المنتج". ((ان تبعثر العمال الزراعيين على مساحات كبرى يحطم قوة مقاومتهم في حين يزيد التجمع قوة مقاومة عمال المدن.

    و في الزراعة الحديثة الراسمالية كما في الصناعة الحديثة يتم التوصل الى نمو قوة العمل الانتاجية و الى زيادة قابليته للحركة عن طريق تحطيم قوة العمل بالذات و استنفادها.

    و من جهة اخرى كل تقدم للزراعة الراسمالية هو تقدم لا في فن نهب الشغيل فحسب بل في فن نهب الارض ايضا ..

    .فالانتاج الراسمالي اذن لا يطور التكنيك و تنسيق عملية الانتاج الاجتماعية الا باستنزافه في الوقت نفسه الينبوعين اللذين تنبثق منهما كل ثروة وهما: الارض و الشغيل))
    ("راس المال"، المجلد الاول، نهاية الفصل الثالث عشر).
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de